أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 31 مايو 2022

ما هو الوعي ؟ .. هنري برجسون - ترجمة د. علي مقلد

مجلة الفنون المسرحية 
ما هو الوعي ؟ ..  هنري برجسون 

إنك تعتقد تماماً أنني لن أعرف شيئاً بمثل هذا التحديد الضيق وبمثل هذا الحضور الدائم أمام تجربة كل منا . ولكن دون إعطاء تحديد للوعي أقل وضوحاً منه ، أستطيع أن أميزه بسمته الأكثر بروزاً : الوعي يعني قبل كل شيء الذاكرة . قد تفتقر الذاكرة الى الإتساع ، وقد لا تشمل إلا قسماً من الماضي . وقد لا تحفظ إلا ما حصل من قريب . ولكن الذاكرة تكون موجودة والا لا يكون الوعي موجوداً فيها . فالوعي الذي لا يحفظ شيئاً من ماضيه والذي ينسى ذاته باستمرار يتلف ثم يولد في كل لحظة : والإ كيف يمكن تعريف اللاوعي بغير هذا ؟ عندما قال (ليبنتز) أن المادة " هي روح آنية " ، ألم يصرح بقوله هذا عن قصد أم عن غير قصد ، إنها غير حساسة وإنها لا تعي ؟ كل وعي هو ذاكرة إذا : احتفاظ وتراكم الماضي في الحاضر .

ولكن كل وعي هو استباق للمستقبل . أنظر الى توجه فكرك في أية لحظة : نجد أنه يهتم بما هو قائم ، إنما من أجل ما سوف يكون . إن الانتباه هو انتظار ، ولا يوجد وعي ، بدون انتباه للحياة . المستقبل ، هناك انه يدعونا بل إنه يجرنا اليه : وهو الجر الذي لا ينقطع ، والذي يجعلنا نتقدم فوق طريق الزمن هو أيضاً دافع يدفعنا الى التحرك باستمرار ، وكل عمل هو تطاول على المستقبل .

الإمساك بالشىء الذي لم يعد موجوداً ، واستباق ما لم يتوجد بعد ، هذا هو الدور الأول للوعي . والوعي ليس له حاضر إذا اقتصر الحاضر على اللحظة الحسابية . فهذه اللحظة ليست إلا الحد النظري الخالص الذي يفصل الماضي عن المستقبل . 

هذه اللحظة يمكن عند الضرورة تصورها ، انما لا يمكن إدراكها أبداً ، وعندما نظن أننا فاجأناها ، تكون قد ابتعدت عنا . إن ما ندركه في الواقع هو نوع من تكثيف المدة التي تتألف من قسمين : ماضينا القريب المباشر ومستقبلنا الداهم . إلى هذا الماضي استندنا ، والى هذا المستقبل تطلعنا ، والاستناد والتطلع هما من خصوصيات الكائن الواعي . فلنقل إذاً إذا شئت أن الوعي هو همزة وصل بين ما كان وما سيكون . انه جسر بين الماضي والمستقبل . ولكن لماذا يستعمل هذا الجسر ، وماذا يطلب الى الوعي أن يفعل ؟ .


(*) الطاقة الروحية ، هنري برجسون ، ترجمة د. علي مقلد.


مسرحية للأطفال " النبع الجديد " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

ندوة علمية دولية عن” أهمية الفنون في تخليق المجتمع” بإقليم أزيلال

مجلة الفنون المسرحية



ندوة علمية دولية عن” أهمية الفنون في تخليق المجتمع”  بإقليم أزيلال
 
بدعم من المجلسين الاقليمي والجماعي بأزيلال، تنظم جمعية ” واحة الفنون ”ندوة علمية دولية تحت عنوان ” أهمية الفنون في تخليق المجتمع” وذلك يومي الجمعة والسبت 10 و 11 يونيو 2022 بقاعة الندوات بالنواة الجامعية السلطان مولاي سليمان بأزيلال و فضاء المركز الثقافي أزيلال .
الندوة تنظم بشراكة مع النواة الجامعية السلطان مولاي سليمان بأزيلال و ماستر التربية الجمالية بكلية علوم التربية بالرباط و المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة بني ملال – خنيفرة فرع أزيلال و المركز الثقافي أزيلال والمديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بأزيلال و مركز التوجيه والتخطيط بالرباط وجمعية فناني القصبة.
هذه الندوة تهدف إلى نشر ثقافة الفنون وتثمينها داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع باعتبارها روافد ثلاث لكل نهضة حقيقية قادرة على تسييد القيم الحقيقية والمُثلى.
عن اللجنة التنظيمية: محمد الهواري

الاثنين، 30 مايو 2022

لويس عوض الراهب / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 
لويس عوض الراهب 

لويس عوض1915\1990من مواليد المنيا بمصر ومن اقباطها المفكرين . يعد واحد من اهم كتاب  جيله الذهبي في الثقافة المصرية والعربية .مفكر بامتياز .كتب في عدة مجالات . 
ونال عدة جوائز منها وسام الاستحقاق ووسام فارس والجائزة التقديرية .لمع اسمه منذ تخرجه من الجامعة وخاض معارك فكرية عديدة انتصر فيها للفكر المستنير .اصدر الكثير من الكتب منها في الفكر وفي التاريخ الثقافي في مصر ومنها في المسرح  .ناقد يمتاز بالموضوعية في احكامه وبالدقة كذلك لا يترك صغيرة ولا كبيرة فيما يتناوله بالكتابة  من اهم اعماله نذك دراسة في النظم والمذاهب . تاريخ الفكر المصري ..مقدمة في فقه اللغة.   والاشتراكية والادب .. والمحاوارات الجديدة . وكأني به هنا يرد علي محاورات افلاطون .كذلك كتب عن المسرح ومن اهم كتبه فيه كتاب البحث عن شكسبير كذلك كتب الرواية  (العنقاء) وكتب الشعر (بلوتولاند) . كما ترجم الكثير من الكتب  ومنها نصوص مسرحية لكتاب عالميين كبار 
مثل صموئيل جونسون (الوادي السعيد) وشكسبير(خاب سعي العشاق  .)واسخيلوس( احاممنون .حاملات القرابين . والصافحات)
 سنة 1959اتهم بالشيوعية الي جانب عدد كبير من المثقفين  وتم القبض عليه وادخل السجن ليكون نزيلا في ابي زعبل  وهذه الحملة  التي قامت بها السلطة المصرية سنتها طالت الكثيرين . رغم ان لويس عوض لم يكن شيوعيا . انما قد يشتم في كتاباته التي تنتصر للحق شيئ من رائحة الشيوعية .
غي  السجن عاد لويس عوض الي قراءة تاريخ مصر القديم بحثا عن المستنير فيه ليكون عونا له في محنته  فاهتدي الي قراءة تاريخ شهداء الاقباط وهو من ااكتب المهنة عند الاقباط  وفيه قائمة بسهداء الاقباط في العصور القديمة وخاصة خلال الامبراطورية الرومانية  وولايتها علي الاسكندرية   وقادته قراءته تلك الي كتابة نص مسرحي هو الوحيد علي ما اظن في كتاباته كلها . النص عنوانه(الراهب) .هذا النص لم ينشر في حياة لويس عوض ولكنه كان ضمن اوراق اوصي بها اخيه فرانسيس وهو الذي قام بنشر النص بعد ان اكتشفه وقد صدر مترجما الي اللغة الانجليزية كذلك وهي ترجمة انجزها لويس عوض بنفسه . النص الاصلي والمترجم نشرا في كتاب واحد  نشرهما المجلس القومي للفنون والثقافة ايام كان مشرفا عليه الدكتور الراحل جابر عصفور . ويقول فرانسيس عوض ان جابر رحب بالفكرة بمجرد ان عرضها عليها وهكذا بفضلها رأي النص النور واصبح في متناول القارئ الذي ربما يجهل كتابة عويض النص المسرحي وهو في هذا ليس استثناء اذ ان اغلب كتاب تلك الفترة كتبوا المسرحية رغم انها لم تكن من اهتماماتهم الاولي ولكنهم جربوا كتابتها  وزادوا بذاك مكتبة النصوص المسرحية في مصر ثراء. 
كتب لويس عوض هذه المسرحية للترويح عن نفسه والتقليل من غمه وحزنه داخل سجن ابي زعبل وكذلك تكريما للاقباط وشهدائم ممن كان  لهم دور كبير في مقاومة الاحتلال الروماني وكسر شوكته .
يقول الكتور لويس عوض ان اغلب شخصيات العمل لها ذكر في كتب التاريخ وانه عاد الي اغلب هذه الكتب و جد ان بعضها ةلم يكن لها نفس قوة الدور الذي كتبها به الا ان انه وجد ان ذلك يمنحه حرية اكثر في الابداع ومنها شخصية الراهب ابانوفر وشخصية دوميتيانوس الولي الروماني علي الاسكندية . وكان الاسكنداريون يلقبونه باخيل .وذكلك الامراطور الروماني دقيانوس . وهي الشخصيات تلتي اعطت لعوض حرية اكثر للابداع فيها فيجعل من ابانوفر الراهب الشهيد الذي يقود مقاومة ابناء جلدته ضد الرومان  الي جانب مارتا الشهيدة والتي يقول عوض انه ابدعها اذ لا وجود لها اصلا ولكنه ابدعها ليعطي لعمله قوة اكثر  .
الراهب المأساة جاءت في ثلاثة فصول  انتصر فيها عوض لمصر وشهداء مصر وانتصر فيها لنفسه كذلك من خلال انتصاره لشهداء اقباط مصر في العهد الروماني  وكأني به هو ابانوفر الضحية . الذي قاوم وقاد المقاومة ليضحي في النهاية بنفسه من اجل انتصار مصر وتحريرها من الرومان . فلويس نفسه انتصر لمصر في ثقافتها وفكره ليكون بعدها ضحية بدخوله السجن بتهمة  غير مؤكدة في حقه مثل الكثيرين غيره في العهد الناصري .
الراهب هو اذن لويس عوض   فشخصية ابانوفر في المسرحية بمواقفها وتصرفاتها جميعها تقول انها لويس عوض في مسيرته ومساره الفكري والثقافي .وتبقي. (الراهب) واحدة من النصوص المسرحية القوية في تاريخ الكتابة المسرحية في مصر ومن الاعمال الجديرة بالتجسيد علي ركح المسرح اذ حسب علمنا لم يحاولاي مخرج مسرحي في مصر الاقتراب منها وتقديمها علي الركح رغم قوتها واحكام بنائها الدرامي وجدية موضوعها وشدة ارتباكه بتاريخ مصر ومقاومتها للاحتلال الروماني وكفاح الشعب  من اجل الاستقلال والحرية انها واحدة من تلمأسي الكبري التي لا تقل عن تلك التي كتبها كتاب يشهد لهم بالجودة والريادة.

ختام المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات الموسيقية العربية بحفل فني كبير

مجلة الفنون المسرحية 
ختام المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات الموسيقية العربية بحفل فني كبير 

تونس _ نقابة الفنانين العراقيين 

حضر نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي مساء الأمس الحفل الختامي لمؤتمر تأسيس اتحاد النقابات الموسيقية العربية في تونس بمسرح الأوبرا الكبير  الحفل الذي شارك فيه نجوم وفنانين من الوطن العربي ممثلا عن كل دولة فنان بحضور ١٥ نقابة عربية من اصل ١٦ نقابة والمؤتمر الذي يعقد للمدة من ٢٦ ولغاية ٢٩ من شهر مايس ٢٠٢٢ بالعاصمة التونسية بصفتها البلد المنظم للمؤتمر.  
وجاء من العراق الفنان القدير محمد عبد الجبار ليصدح صوته الشجي في تونس الخضراء ونظرا لنجاحه وتميزه كرم  نقيب الفنانين العراقيين الفنان محمد عبد الجبار على ما قدمه من تألق متمنياً له التوفيق والنجاح الدائم. 
الحفل الذي حقق تفاعلا جماهيرا عبر وتم نقله بالبث المباشر على القناة التونسية القناة الرسمية لدولة تونس. 
الجدير بالذكر ان الأســماء الحاضرة من النقباء الدكتور جبار جودي من العراق والماهر الهمامي من تونس و علاء سلامة من مصر وتوفيق عمور من المغرب و ناصر بن جابر من ليبيا و أحمد ولد أبه من موريتانيا وكمال البناني من الجزائر و فريد أبو سعيد من لبنان و حسين الخطيب من الأردن وحافظ موسى من فلسطين ووليد محمد الجاك من السودان ووالسادة 
: ممدوح ســيف وفهد الحداد وأحمد قرقناوي من المملكة العربية السعودية

مساهمة سترندبرك في المسرح الحديث

مجلة الفنون المسرحية
الصورة من عرض مسرحية الأب اوغست سترينبرغ في مدينة ستوكهولم


مساهمة سترندبرك في المسرح الحديث

عباس منعثر

منذ منتصف القرن التاسع عشر، كانت تتنافس على مسارح السويد رومانسية (كوتة وشيلر) المثالية بالضد من دراما الصالون الفرنسية. وكثورة على الرومانسية انطلقت الواقعية الفرنسية ثم اجتاحت الساحة المدرسة الطبيعية، بعدها انتفضت التعبيرية على الواقعية، ومثلت شكلا من أشكال الرومانسية الجديدة كمذهب (يرفض مبدأ المحاكاة الارسطية، ويحل محلها التعبير عن مشاعر الفنان في تناقضاتها وصراعاتها، ويتخذ من هذه الرؤى الذاتية والحالات النفسية موضوعا مشروعا للابداع الفني)( ). وقد عاصر (اوغست سترندبرج) هذه الحركات، بل ساهم أيضا فيها (خاصة الطبيعية) قبل ان يختط لنفسه طريقه الخاص( ).
في مرحلته الطبيعية كان سترندبرج قد تحول الى مذهب "داروين" فهو يميل الى تصوير الشخصيات وفقا لبقاء الاصلح، والانتقاء الطبيعي، والوراثة، والبيئة، و(علمه تفسير "باكل" النسبي للتاريخ ان يرتاب في جميع الحقائق المطلقة. ولم يشجعه اهتمامه بالعلوم التجريبية على اختبار الصفات الكيميائية للمادة فحسب، بل حتى على ان يرى في الكائنات البشرية مادة للفضول العلمي تجري عليها الاختبارات بدون شعور او شفقة)( ). وقد اختلف التكنيك الدرامي عند سترندبرج عندما انتقل من الطبيعية من ناحية فكرية وتخلى بذلك عن الطبيعية الدرامية، فتحول من القالب المحكم الصنع في "الانسة جولي" وحلت محله سلسلة من الاحداث المتدفقة، بلا قالب، من اجل اختراق مادية الحياة وصولا الى حقائقها الروحية عن طريق الخيال( ).
وجد (سترندبرج) في التعبيرية ملاذا له كي ينقل تجربته الخاصة، فابتعد عن الحقيقة الموضوعية ليعبر عن رؤيته الذاتية، (اعمال سترندبرج تمثل في مجموعها تطورا من الطبيعية في البداية – مثل مسرحية الاب 1887 والانسة جولي 1888- إلى الرمزية- كما نجد في مسرحيات بعد الحريق وسوناتا الشبح 1907)( ). ومن خلال (مسرحية الحلم) المكتوبة عام 1902 بلور (سترندبرج) التعبيرية في المسرح. وقد ساهمت هذه المسرحية في تحريك الثورة التعبيرية في الكتابة والممارسة الدرامية الاوربية. اخذت مسرحياته هذه شكل "القالب الحر" فيها المكان مبهم والزمان نسبي، والتتابع الزمني متقطع، والاسماء تحمل طابعا رمزيا مثل "الغريب، والطالب، والشاعر والحالم"( ). ومن اجل ان يمسرح اللاشعور، اقترب (سترندبرج) من شكل الحلم فأصبحت بذلك زاوية نظر القارئ او الجمهور هي زاوية نظر الحالم.
اتسمت المسرحية التعبيرية بسمات محددة من قبيل ان الجو العام كابوسي في الغالب، وأن الصورة مبسطة تبتعد عن الايغال في التفاصيل( )، ويقترب الشكل العام من اللوحات التي تتضمن أحداثا عرضية تترابط من خلال البطل الحالم، من اجل اثارة المشاعر. بذلك تفقد الشخصيات فرديتها وتتحول إلى رموز، ففي معظم الاحيان تتركز الصراعات في وجدان شخصية منعزلة تمثل في العادة وجدان شخصية المؤلف نفسه، والحوار عنده شاعري وحماسي قد يأخذ شكل مونولوج طويل من اجل الحصول على تعاطف مباشر، أما الانماط البشرية فتصبح عامة تفتقر للخصوصية، ويستغنى عن الحبكات التي تبدأ بمقدمة وذروة وخاتمة، ويتفتت الحدث كليا إلى اجزاء متناثرة ومتباعدة( ).
وكمساهمة أخرى في المسرح الحديث تضاف إلى مسرحياته الطبيعية والتعبيرية أضاف (سترندبرج) مسرح الحجرة كنمط جديد. ان مسرحيات الحجرة هي مجموعة من المسرحيات القصيرة كتبها بوحي من سيرته الذاتية، وقدمها على (المسرح الحميمي) الذي شيد خصيصا لهذه العروض في عام 1907 في استوكهولم( ). لا يعتمد المسرح الحميمي على الامكانيات المادية الضخمة ولا يحتاج إلى صالة كبيرة بل هو (مجرد مستودع مستأجر يتسع لمائة وواحد وستين مقعدا)( ). هناك جو حميمي يجمع الجمهور بالممثلين في مسرح الحجرة الذي لا يقوم على عروض مكلفة او انتاج ضخم او جمهور كبير. يخلق جو المكان هذه الالفة بمساعدة المتفرج وقد يصدر عنه ملاحظة او مشاركة من نوع او اخر اثناء العرض( ). اعتبرت مسرحيات الحجرة (منحطة)( ) لأنها تسيء إلى المسرح برأي بعض النقاد أثناء عرضها؛ بينما يمتدحها (ايفرت سبرنكورن) بقوله (سترندبرج ابتكر تعبيرا دراميا جديدا استطاعت من خلاله الصور المجازية الاستمرار في الحياة)( ).
الغاية من مسرح الحجرة هو البساطة في الموضوع وفي العرض. وفيه يتم التحرر من تقاليد الحبكة والشخصية. ولأن الموضوع جديد فإن الطريقة والشكل ايضا سيكونان جديدين. الوحدة والتماسك لاسلوب العرض هما من الخصائص التي طالب بها (سترندبرج) في مسرحيات الحجرة. ويعزو (ستيان) اسباب كتابة (سترندبرج) لمسرحياته التعبيرية التي تفرض متطلبات قليلة على مخيلة المشاهد إلى كونه لا يهتم بالحقيقة الخارجية في سنواته الاخيرة. مما جعل مسرحياته تتسم باللغة التراتيلية الغنائية، بشكل موسيقي، تعتمد الايماء والايحاء البصري، والوقفات والصمت، مع تشويه الزمان والمكان، والتوجه نحو التجربة الداخلية( ).
ان معظم مسرحيات (سترندبرج) كتبت بالنثر، اي ما يقارب ستين نصا مسرحيا. وقليل منها بالشعر بينما يتمازج الشعر بالنثر في مسرحيتين( ). هناك حيرة عامة في تصنيف اعماله المسرحية في كونها واقعية، طبيعية، رمزية، سريالية، وجودية، لامعقولة. وهذا ما يجعلها متعددة الجوانب قابلة لقراءات وتصنيفات مختلفة، فيما يخص التجنيس كنوع ادبي. ومن المحير ايضا ان العمل نفسه يصنف بتصنيفات مختلفة. كتب (سترندبرج) في الكوميديا، والكوميديا السوداء، والمسرحيات التاريخية، مسرحيات الحلم، المسرحيات الخيالية، ومسرحيات الحجرة( ). هذا التنوع هو احد خصائص مسرحه، وأهميته بالنسبة إلى المسرح الحديث لا يمكن نكرانها والتي ترجع إلى (مسرحياته التعبيرية التي من بينها "لعبة الحلم" و"رقصة الموت" و "انشودة الاطياف")( ). عدد قليل من الكتاب الدراميين لم يتأثروا به. اعتبره (يوجين أونيل): الاكثر حداثة من كل الحداثيين، وعدّه (مارتن لام) أجرأ المجربين في الدراما الحديثة، بينما يذكر (انغمار بركمان) انه حاول أن يكتب مثله، الحوارات والمشاهد وكل شيء، وأنه شعر بأن حيوية (سترندبرج) وغضبه تعتمل في داخله( ).
ورغم محاولاته المتكررة لتقديم مسرحياته للجمهور، فقد احتاج (سترندبرج) وقتا طويلا حتى تم الاعتراف به في السويد. إذ تأخرت مسرحية (سيد اولوف) تسع سنوات قبل تقديمها على المسرح، وتأجلت (الانسة جولي) 18 سنة، وفشلت (مسرحية حلم) فشلا ذريعا في اول عرض لها، ولم تقدم نصوص الحجرة الا في مسرحه الخاص المسمى المسرح الحميمي. لقد نال (سترندبرج) نصيب معظم الرواد: الاعتراف بهم بعد وفاتهم( )، حينما قدم المخرج (ماكس راينهارت) عروضا من مسرح الحجرة العام 1906، و(سوناتا الشبح-1907) و(الطريق إلى دمشق-1910)؛ فقد اعاد اكتشاف (سترندبرج) في المانيا والسويد، بحيث أصبحت أعماله المسرحية هي الاكثر تقديما على المسرح بعد الحرب العالمية الاولى بعد اعمال شكسبير( ).
ومن النقاد من يعد مفتاح عظمة (سترندبرج) تكمن في ثورته ضد الله( ). وعندما بعث (سترندبرج) الى (نيتشه) بمسرحيته "الاب" اجاب الفيلسوف الالماني بأنه سر سرورا بالغا برؤية "صورتي الخاصة للحب.. الحرب وسيلته، والكراهية المميتة بين الجنسين قانونه الاساسي.. والتعبير عنه بهذه الطريقة الرائعة)( )، في حين ان (سترندبرج) سبق (بيرانديللو) في التسليم بأن العالم الذي يكمن وراء مخيلته ليس له شكل او حقيقة ثابتان)( ).. وبذلك يعد (اوغست سترندبرج هو اكثر الارواح ثورية في المسرح الثوري)( ).
من هنا تتضح مساهمة (اوغست سترندبرج) في المسرح الحديث تلك التي يُعد احد ركائزها المهمة بالاضافة إلى (هنريك ابسن) و (برنارد شو) إذ انه يواصل تأثيره بعد مائة عام من موته، (إنه مبتكر ورائد عصره ولا يزال يثير إعجاب المشاهدين في المسارح حول العالم)( ).

عينة التحليل: مسرحية الأقوى
مسرحية (الاقوى) من اكثر مسرحيات (سترندبرج) تقديما على المسارح العالمية. فرغم قصرها ومحدودية الحدث الخارجي فيها؛ إلا انها تنطوي على كشف عميق لما تعانيه الشخصية الانسانية في العصر الحديث بأسلوب لم يسبقه اليه أحد. ومن خلال اعتماد الباحث على الطريقة القصدية بالإضافة إلى ان هذا النص حمل في مضمونه واسلوبه تأثيرا في حركة التأليف المسرحي عالميا، تم اختيار مسرحية (الاقوى) كعينة للدراسة.
كتبت مسرحية (الاقوى) عام 1889 كي تقدم ضمن عروض مسرح الحجرة، التي عادة ما تتكون من فصل واحد او فصلين او ثلاثة وتمثل بفريق عمل محدود العدد في مكان صغير. اما التسمية فقد اخذت من الموسيقى (موسيقى الحجرة) التي تؤدى بعدد محدود من الموسيقيين وفي صالة صغيرة. هذا القالب ابتدعه (سترندبرج) لمسرحيات مكتوبة للقراءة لا للتمثيل( ). شخصيات المسرحية ثلاثة نساء، الخادمة التي لا تقوم إلا بجلب الشاي، و(السيدة س- سندعوها السيدة) وهي ممثلة متزوجة، (والآنسة ي- سندعوها الانسة) وهي ممثلة غير متزوجة. اما المكان فيمثل مقهى للسيدات، والزمن يتحدد في ثمانينيات القرن التاسع عشر.
تبدأ المسرحية وتنتهي بمونولوج طويل للسيدة، بينما تلتزم الآنسة بالصمت ولا تنطق بكلمة واحدة. كل المعلومات والحالات والاستذكارات تردنا على لسان السيدة وهو بناء مسرحي أذهل النقاد لما فيه من غرابة وتجريب. مسرحية (الأقوى) من ناحية البناء فريدة من نوعها، فلا يماثلها في تاريخ المسرح نص سابق عليها، وتعتبر ايذانا بنمط ظل مؤثرا حتى الوقت الراهن حيث قلده يوجين اونيل في مسرحيته (بعد الافطار) وغيره من الكتاب.
للمقدمات (او المبدأ كما سماها أرسطو) ضرورات وخصائص، وهي تهتم بعرض الموضوع، ويشترط فيها أن تكون كاملة وقصيرة وواضحة ومثيرة للاهتمام، على ان تحتوي على جميع العناصر الدرامية الضرورية لفهم الاحداث، منها التعريف بالشخصيات وبالمكان وزمان الحدث وعناصر واطراف الصراع التي تشكل عقدة المسرحية. اما في المسرحيات التي تتطلب كثافة درامية فتبدأ المقدمة بأقرب نقطة من التعقيد، وبعدها تتشابك الاحداث( ). والمقدمة عند (سترندبرج) توحي من خلال غموضها بحالات ستتضح لاحقا.
تُستهل مسرحية (الاقوى) بوصف المنظر (ركن في مقهى للسيدات في ستوكهولم، في الثمانينات من القرن التاسع عشر. منضدتان من الحديد المطروق. أريكة ذات ظهر وبضعة مقاعد)( ). حددت هذه المقدمة مكان الحدث وزمانه، وبقيت أسماء الشخصيات بلا تحديد. وبينما تجلس الانسة، تدخل السيدة. في مسرحية الاقوى ليس هناك تمهيد او مدخل. منذ الوهلة الاولى تعبر السيدة عن شيء غامض بقولها للانسة: (اتجلسين هنا وحدك في اليوم السابق لعيد الميلاد..؟)( )، من زاوية نظر نفسية، تحاول السيدة تعميق وعي الانسة بوضعها كإنسان وحيد يستحق الشفقة. يتأكد ذلك أكثر في المقطع الاخير من المسرحية حينما تعاود تذكيرها أنها (أي السيدة) ستذهب إلى زوجها واطفالها بينما الانسة ليس لها من تذهب اليه. من الناحية التركيبية، لا تستهلك مسرحيات الحجرة عند (سترندبرج) الكثير من الوقت او الاستطرادات او المداخل؛ بل تذهب إلى الازمة مباشرة لأن مسرحية الفصل الواحد بطبيعتها مقتضبة ومكثفة ومضغوطة من ناحية الزمن بحيث أن كل جملة وكل عبارة لا غنى عنها في مسار الاحداث.
ومن خلال ديالوج السيدة نعلم أن الليلة هي ليلة عيد الميلاد. ومنذ اللحظة الاولى تلمح السيدة إلى تعاطفها مع الانسة حينما تقول:
- السيدة س: أتعلمين أنني أشعر بالحزن حقا حين اراك وحيدة.. وحيدة في مقهى، وفي مثل هذا اليوم بوجه أخص .
تزداد عدائية السيدة بمرور الوقت، خاصة حينما تحشو المسدس اللعبة وتطلقه صوب الانسة. وتنكشف بعض الخفايا التي تربط المرأتين، بقولها:
- السيدة س: أنت ما زلت تظنين أنني دسست لك لاخراجك من المسرح الكبير ولكنني لم أفعل ذلك. لم افعله مهما بالغت في الظن بأنني فعلته( ).
تصور السيدة زوجها بصورة متناقضة بين رضاها عنه وسعادتها به وبين تلمحياتها الساخرة منه. لكنه حسب قولها (حلو على كل حال، وزوج طيب عزيز)( ). يزداد انفعالها من قهقهات الانسة، وتزداد بوحا بمرور الوقت. خاصة حينما تذكر الاولى ان زوجها مخلص لها، رغم محاولات الممثلات، وبضمنهم الانسة، على اغرائه بسبب مركزه في اختيار اعضاء الفرقة.
وبمشاعر مركبة، تعترف السيدة بأنها لم تحبب الانسة ومع ذلك اصبحت صديقتها، وان زوج السيدة لم يحبب الانسة ايضا. بل ان الامر يزداد تعقيدا حينما تسرد السيدة كل تصرفاتها وسلوكياتها بالقياس إلى الانسة، خاصة حينما تذكر أنهم اسموا ولدهم (أسكيل) لأنه اسم ابي الانسة.
- السيدة س: هذا هو السبب في انه كان علي ان ألبس نفس ألوانك، واقرأ نفس كتبك وآكل من الاطباق التي تحبين وأشرب ما تشربين( )..
وبطريقة انفعالية تخفي توترا داخليا عميقا، تعلن السيدة انها طرزت زهور الخزامى بنفسها على خفي زوجها، وانها تكره الخزامى، بينما يحب زوجها الخزامى لا لسبب الا لان الانسة تحبه. تشعر السيدة بتعذيب الانسة لها حتى في صمتها.
- السيدة س: انت لم تنطقي بكلمة كل هذا الوقت. واكتفيت بأن تدعيني اواصل الكلام. جلست هناك، وعيناك تستفرغان مني كل هذه الافكار التي كانت مستقرة في باطني كالحرير في الشرنقة( ).
تشي عذابات السيدة من خلال تعبيرها ان الانسة هو دودة نخرت قلب التفاحة ولم تبق منها إلا القشرة ولبابة صغيرة سوداء( ). وهي حين تحاول ان تطير ترجع إلى الارض بقوة قاهرة.
- السيدة س: أرقد في الماء وقدماي موثقتان، وبقدر ما أكافح بذراعي أهبط ثم أهبط حتى أصل إلى القاع، حيث ترقدين متربصة كالاخطبوط الضخم لتنشبي فيّ مخالبك( ).
هنا تعبر السيدة عن شعورها الحقيقي بقولها اكرهك، والاسباب عديدة لديها من بينها عدم مبالاة الانسة بالاخرين، وبالزمن، وبكونها لا تعرف كيف تكره او تحب. هذه الصورة البشعة جدا عن الانسة تحيلها إلى حيوان مفترس. في اللحظة نفسها تعبر السيدة عن أسفها من اجل الانسة لأنها تعيسة في قرارة نفسها، وشريرة. لكنها في الوقت نفسه ترسم صورة اخرى عن علاقتها بالانسة التي تعلمت منها كيف تسلك، وكيف تلبس كي يتعلق زوجها بها وتحتفظ به لنفسها. وفي ختام حديث السيدة ترد كلمة الاقوى التي هي عنوان المسرحية، وتستنتج أنها هي الاقوى لأنها ظفرت بما خسرته الانسة( ).
تختلف التفسيرات في تحديد من هو الاقوى. إذا اعتمدنا على جانب من اعترافات السيدة من كونها تقلد الانسة في كل شيء، وإن زوجها يحب الانسة، ستكون الانسة هي الاقوى. اذا نظرنا إلى الامر من زاوية فقدان الحبيب وفقدان الزوج فإن الانسة قد فقدت زوجها بالانفصال وفقدت الحبيب المتزوج من السيدة التي تصبح هي الاقوى. لكن الرأي المعاكس يرى أن السيدة فاقدة لزوجها لأنها لم تمتلك قلبه؛ بل تدعي ذلك. ومن خلال الغوص في اعماق كلامها يستدل على انها فقدت حبه بالفعل ولم يبق من زواجها منه الا الاسم. في الحالة هذه ايضا تصبح الانسة هي الاقوى. السؤال عن كينونة الاقوى في المسرحية يذهب بنا إلى تحديد الذات الفاعلة داخل النص المسرحي. قد تكون الذات الفاعلة حسب تقسيمات (كريماس) غائبة او مجردة او شخصية جمعية. ويكون للذات الفاعلة هدفا او مجموعة اهداف يقوم عليها وجودها. على وفق هذا التحليل يبقى الامر بالنسبة إلى سؤال من هو الاقوى في مسرحية (الاقوى) قائماً لأنه سيشمل السيدة على اعتبار قيام البناء الحواري بالكامل عليها، وسيشمل الانسة في الوقت نفسه على اعتبار ان غيابها (من ناحية الملفوظ) لا يعني عدم فاعليتها. إذ ان الفاعلية تحدد بجملة عوامل، (نقول ان الذات الفاعلة في النص الادبي هي تلك التي يتمحور حول "رغباتها" الحدث، أي النموذج الفاعلي، وهي التي نعتبرها موضوع الجملة الفاعلية، تلك التي تؤدي إيجابية الرغية لديها أمام العقبات التي تواجهها إلى تحريك النص كاملا)( ). على وفق هذه الرؤية، لم تكن الانسة سلبية من خلال ملاحظات المؤلف التي تصف حالتها الانسة او حركتها او انطباعاتها. بل أن مركز اهتمام القارئ يتحول تارة من السيدة إلى الانسة وبالعكس. ويذهب البعض –كما ذهبت السيدة- إلى أن الانسة تقودها إلى حيث تريد بردود افعالها.
وفي ذروة درامية مؤثرة، تختم السيدة المونولوج الطويل بإعلانها الانتصار لأنها عائدة إلى بيتها، والى زوجها بينما ستبقى الانسة حيث هي: وحيدة في ليلة عيد الميلاد.. لكنها تنطق بكلمات الشكر لها وتسميها باسمها:
- السيدة س: شكرا لك يا أمليا على كل دروسك الطيبة. شكرا لأنك علمتني كيف أحب زوجي، أنا الآن ذاهبة إلى البيت.. اليه( )..
اهم سمات مسرحية (الاقوى) الكثافة والبلاغة في قول الشيء الكثير بكلمات قليلة، فالعالم الذي خلقه المؤلف أوسع من الكلمات. وكذلك، المواجهة والصراع الحاد في المسرحية الذي يتضح شيئا فشيئا ويؤدي إلى شد الانتباه حتى النهاية.
من خلال تحليل مسرحية الاقوى، ومن خلال قراءة مسرح سترندبرج، تتضح بعض الاستنتاجات التي قد تضيء موقعه من المسرح العالمي، ومنها:
1- البحث عن اسلوب جديد: المسرحيات التعبيرية التي كتبها (سترندبرج) ومسرحيات الحجرة هي نمط جديد في كتابة النص المسرحي يتجاوز الواقعية والطبيعية ولا يلتزم بقوانينها الانية الصارمة. فالحوار مكثف كي يوصل الاحاسيس والمشاعر في ذروتها، والاحداث رمزية غامضة، والشخصيات معقدة وذات وجوه وطبقات، والمعنى غير واضح تماما، وليس هناك التزام بمحدودية خشبة المسرح او صالة العرض. يتجسد ذلك خاصة في مسرحياته الرمزية مثل (الطريق إلى دمشق) ومسرحيات الحجرة مثل (سوناتا الشبح ومسرحية حلم ورقصة الموت والاقوى).
2- الحوار هو جوهر الفعل المسرحي: فالمعلومات والافكار تصلنا عن طريق ما تنطقه الشخصيات بطريقة شعرية ومجازية تجعل المسرحية قابلة للتأويلات. نجد ذلك في مسرحية (الاقوى) القائمة على مونولوج طويل (للسيدة) مع ملاحظات شحيحة جدا للمؤلف وهو ما يؤكد دور وأهمية الحوار في البناء المسرحي ككل.
3- التركيز على الانفعالات النفسية وكشف المناطق المظلمة والسرية من النفس البشرية: ينحو (سترندبرج) نحو دراسة الشخصية الانسانية والتعمق في لاوعيها كاشفا عنه بقوة. وتمتاز شخصياته بعمقها النفسي وتناقضها، وصراعها عادة ما يكون داخليا بينها وبين دوافعها واحلامها وانكساراتها، وليس مع المجتمع (عدا الانسة جولي والاب في مرحلته الطبيعية). وهو احد الاسباب التي جعلت مسرحياته تتجاوز زمن كتابتها.
4- العلاقة الحميمية مع الجمهور: احدى منطلقات (سترندبرج) التي صرح بها اكثر من مرة، أنه يريد ان يكون الاتصال بين المسرحية والجمهور مباشرا وحميميا بلا قطع عن طريق الاستراحة او ما شابه، لأنه يؤمن بأن تأثير المسرحية يتعرض للانتهاك اذا قطع التلقي اي شكل من اشكال الاعاقة. وقد لجأ إلى المسرح الحميمي حتى يحقق هذا الهدف من خلال مسرحيات قصيرة مركزة وعدد ممثلين محدود وصالة صغيرة أنشأها خصيصا لعرض مسرحيات الحجرة التي كان يكتبها.
5- التركيز على موضوع علاقة المرأة بالرجل: في جميع مسرحياته تلعب المرأة دورا مهما في تحريك الاحداث، كما في مسرحية (رقصة الموت) ومسرحية (حلم) وكما في عينة دراستنا (الاقوى)، التي تكشف خبايا المرأة وهواجسها بطريقة درامية متميزة.
6- الغموض في اتخاذ موقف من الشخصيات: يتضح ذلك بالاخص في مسرحياته التعبيرية وفي مسرحية (الاقوى) بشكل خاص، إذ ان القارئ والمشاهد لا يقرر من هو الاقوى في المسرحية، هل هي السيدة ام الانسة ام الزوج؟ بل ان حالة الغموض قد تسيطر على مسرحية بكاملها مثلما يحدث في ثلاثية (الطريق إلى دمشق) التي تعد من اكثر مسرحياته تعقيدا وغموضا.
7- الاعتماد على السيرة الذاتية: (سترندبرج) من الكتاب الذين يستثمرون حياتهم في كتابة مسرحياتهم، وافكاره الخاصة وحوادث حياته موزعة على شخصيات بعينها في جميع اعماله. شخصية الغريب في (الطريق إلى دمشق) مثلا تشابه شخصية المؤلف في افكارها وفي نمط حياتها وبعض الحوادث المشتركة.
من كل ذلك، يمكننا أن نتوصل الى الاستنتاجات التالية سواء فيما يخص دور سترندبرج في تطوير الفن المسرحي، او مسرح الحجرة كنمط جديد من اختراعات هذه المؤلف الاستثنائي:
1- لسترندبرج مساهمة فاعلة في المسرح الحديث من خلال انشائه لقالب جديد، تأثر به العديد من الكتاب ونسجوا على منواله، ينسحب ذلك على (لويجي بيرندللو ويوجين اونيل وصموئيل بيكيت وجان جينيه وهارولد بنتر) وغيرهم من رواد مسرح اللامعقول.
2- نصوصه تعبر عن مديات زمانية تتخطى عصره إلى العصر الحديث من ناحية الموضوع والأسلوب. ودليل ذلك استمرار تقديم معظم مسرحياته التعبيرية وتحول بعضها إلى افلام سينمائية واعادة تقديم مسرحيات الحجرة بالأخص (الاقوى ورقصة الموت)، بشكل متواصل في مختلف بقاع العالم.
3- محاولة اكتشاف دهاليز النفس الانسانية من خلال القاء الضوء على جوانب لم يلق عليها الضوء سابقا، ولذلك عد أحد كبار المؤثرين في تيار الوعي متجسدا بـ(جيمس جويس).
4- شخصية الكاتب حاضرة بقوة في نصوصه لأنها في معظمها تعبر عن تجربته الخاصة وسيرته الذاتية.
5- عاش الكاتب في تناقض مع عصره، وجسد هذا التناقض في اعماله التي لم يحتفى بها في حياته؛ لكنها بقيت حية ومثيرة للاهتمام والتجسيد على خشبة المسرح.
6- التأكيد على أن النجاح الوقتي في حياة الكاتب ليس دليلا على عمق واهمية كتاباته: فقد كان يقال ان (ابسن) هو الجبل وبقية الكتاب كانوا السهل بسبب كثرة تقديم اعمال (ابسن) في المسارح العالمية وبسبب انتشاره الاعلامي. لكن الزمن اثبت خطأ هذه الفرضية حيث تجد ان (ابسن) بدأ يقبع في تاريخ الادب؛ بينما انبثق نجم (سترندبرج) من جديد بصفته المجدد الحقيقي في المسرح العالمي، والذي تدشنت على يديه الحداثة المسرحية الاصيلة.

المصادر
1- آن ابورسفيلد، قراءة المسرح، ترجمة: مي التلمساني، (القاهرة: وزارة الثقافة، مطابع المجلس الأعلى للاثار، 1982).
2- ج. ل. ستيان، الدراما الحديثة بين النظرية والتطبيق. ترجمة: محمد جمول. دراسات نقدية عالمية (28)، (دمشق: منشورات وزارة الثقافة، 1995).
3- روبرت بروستاين، المسرح الثوري: دراسات في الدراما الحديثة من ابسن الى جان جينيه، ترجمة: عبد الحليم البشلاوي، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، ب ت).
4- فرانك م.هوايتنج، المدخل إلى الفنون المسرحية. ترجمة كامل يوسف وآخرون، (القاهرة: دار المعرفة، 1970).
5- ماري الياس، وحنان قصاب حسن، (بيروت: مكتبة لبنان ناشرون، 1997).
6- منشورات المعهد السويدي، في مارس- آذار 2012، إف أس.
7- من المسرح العالمي، سترندبرج-3، (الكويت: وزارة الاعلام، 1972).
8- نهاد صليحة، التيارات المسرحية المعاصرة، العدد97، (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، مهرجان القراءة للجميع، 1997).
9- Egil Törnqvist & Birgitta Steene, Amsterdam Universityon Drama and Theatre. Amsterdam University Press, 2007.

الأحد، 29 مايو 2022

مسرحية "مخالب الماء" تفضح المستور في وباء السياسة العنصرية المعاصرة فانتازيا ساخرة تبوح بها سجينة في دهليز تحت الأرض.

مجلة الفنون المسرحية

السبت، 28 مايو 2022

نقيب الفنانين العراقيين يشارك في المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات الموسيقية العربية

مجلة الفنون المسرحية 


نقيب الفنانين  يشارك في  المؤتمر التأسيسي لاتحاد النقابات الموسيقية العربية 


تونس _ نقابة الفنانين العراقيين

دأبت نقابة الفنانين العراقيين أن توقّع الحضور في المحفل العربي فضلاً عن طموحها الدائم بالتواصل والوصول إلى العالمية. 
نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي يحُل ضيفاً للنقابة التونســية للمهن الموسيقية والمهن المجاورة، النقابة التي تعقد مؤتمرا تأسيسيا لاتحاد النقابات الموسيقية العربية بحضور ١٥ نقابة عربية من اصل ١٦ نقابة والمؤتمر الذي يعقد للمدة من ٢٦ ولغاية ٢٩ من شهر مايس ٢٠٢٢ بالعاصمة التونسية بصفتها البلد المنظم للمؤتمر. 

أكد السيد النقيب رئيس الوفد العراقي المشارك في هذا المؤتمر أن هذه التظاهرة تظاهرة جمالية هدفها  توحيد صف النقابات العربية وإرساء مبدأ التضامن في ما بينها والدفاع عن المهن الموسيقية كل من المطربين والعازفين من كل البلدان  وانطلق هذا الحدث بحضور وزيري الشؤون الثقافية والسياحة بجمهورية تونس وسفراء الدول المشاركة من بينهم السفير العراقي. 
وأضاف جودي: أن البرنامج انطلق بعقد اجتماع 
للنقباء العرب ثم إمضــاء البروتوكول وعقد ندوة صحفية 
بمدينــة الثقافــة ثم القيام بزيــارات ترفيهيــة للنقباء 
في تونس. 
واضح بأن البرنامج يتضمن إحياء الحفــل الختامي في مسرح الأوبــرا بمدينة الثقافة بمشــاركة مجموعة من المطربين العرب الذين سيمثلون بلدانهم وفي مقدمتهم الفنان محمد عبد الجبار من العراق. 
وبين بأن قائمة الأســماء الحاضرة من النقباء كل من الدكتور جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين الماهر الهمامي من تونس و د. علاء سلامة وكيل نقابة المهن الموسيقية المصرية  وتوفيق عمور من المغرب و ناصر بن جابر من ليبيا و أحمد ولد أبه من موريتانيا وكمال البناني من الجزائر و فريد أبو سعيد من لبنان و محمد يوسف العبادي من الأردن وحافظ موسى من فلسطين ووليد محمد الجاك من السودان ووالسادة 
: ممدوح ســيف وفهد الحداد وأحمد قرقناوي من المملكة العربية السعودية وممثل عن النقابة من سوريا.

أيام القاهرة الدولي للمونودراما يقرر تمديد فترة التقدم للمشاركة.

مجلة الفنون المسرحية 


أيام القاهرة الدولي للمونودراما يقرر تمديد فترة التقدم للمشاركة. 

أعلنت إدارة مهرجان أيام القاهرة الدولي للمونودراما تمديد فترة التقدم لعروض المونودراما حتي منتصف يونيو 
حيث انه كان من  المقرر غلق باب التقدم يوم ٢٢ مايو الا ان إدارة المهرجان قررت المد نظرا لاقبال الكثير من الفرق للمشاركة في الدورة الخامسة. 
يذكر أن المهرجان استحدث منصة جديدة ضمن منصات المهرجان وهي منصة مونودراما الشارع والفضاءات المفتوحة، وذلك اضافة لمنصة مونودراما الشاشة ومنصة الحكواتي.
وأوضح المخرج الدكتور أسامة رؤوف مؤسس ورئيس المهرجان أن الدورة الخامسة من المهرجان تولي اهتماما كبيرا بمنصة مونودراما الشارع والفضاءات المفتوحة، و يتم التقديم علي نفس  رابط المشاركة الذي تم نشره على صفحة المهرجان .
يذكر أن الدورة الخامسة سوف تقام برعاية دكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة ، وذلك في سبتمبر ٢٠٢٢

الجمعة، 27 مايو 2022

القصابي وبنبراهيم والربيع ضيفات إقرأ كتب الهيئة 17حول كتاب “ملامح الحداثة.. في المسرح العربي”

مجلة الفنون المسرحية 
القصابي وبنبراهيم والربيع ضيفات إقرأ كتب الهيئة 17
حول كتاب “ملامح الحداثة.. في المسرح العربي”

إقرأ كتب الهيئة، برنامج شهري يفتح نقاشات فكرية ومسرحية حول إصدارات الهيئة العربية للمسرح

     الباحثات المسرحيات الثلاثة د.عزة القصابي ود.آمنة الربيع من سلطنة عمان ود.نوال بنبراهيم من المغرب هن ضيفات الحلقة الجديدة من سلسلة إقرأ كتب الهيئة. السلسلة التي أطلقتها الهيئة العربية للمسرح في شهر أغسطس من العام الماضي، والتي ستتناول بالنقاش والتحليل كتاب “ملامح الحداثة.. في المسرح العربي” تأليف الباحثة المسرحية العمانية د.عزة القصابي. الكتاب صادر عن منشورات الهيئة العربية للمسرح في الشارقة العام 2021م، ضمن سلسلة دراسات (تحت رقم 90)، وسيجده الراغبون في قراءته منشورا طيلة شهر مايو، بصيغة PDF على الموقع الإلكتروني الرسمي للهيئة.

موعد المسرحيين ومتتبعي حلقات سلسلة إقرأ كتب الهيئة مع ضيفات (الحلقة 17) يوم الثلاثاء 31 مايو 2022 – الساعة 14H00 بتوقيت الإمارات.

     تسعى د.عزة القصابي من خلال مؤلفها “ملامح الحداثة.. في المسرح العربي” – كما جاء في مقدمة الكتاب – إلى إجلاء خصائص الحداثة في المسرح العربي والتوغل في دراسة آلياتها، سواء في النص أو في اللغة المشهدية التي يحفل بها العرض المسرحي. مع محاولة استقراء التيارات الحديثة، ودراسة انعكاساتها على المسرح العربي.

كما يسبر الكتاب مجمل إرهاصات الحداثة الأولى في المسرح العربي ويدرس العوامل المؤثرة في نشأتها، ومدى ارتباطها بظاهرتي الأصالة والمعاصرة، مع الاستدلال بتجارب مسرحية عربية تكون لصيقة بالتراث والهوية وأخرى متحررة من الموروث المقترن بالاتجاهات الفنية العالمية. وذلك من خلال دراسة ظاهرة

الحداثة في المسرح العربي في عدد من العروض المسرحية المختارة من بعض الدول العربية، في ضوء تضمنها خصائص الحداثة المستنبطة من ثنايا المضمون والعرض البصري.

تضم محتويات كتاب “ملامح الحداثة.. في المسرح العربي” فصلين تسبقهما مقدمة، تبسط مبحث الكتاب ومحاوره ومدخلا يضم دراسة لمصطلح الحداثة بتعريفاته ومفاهيمه، ويعقب الفصلين الأساسيين خاتمة حول حداثة المسرح العربي بين أسئلة الهوية والتيارات العالمية واستنتاجات حول هوية هذه الحداثة المسرحية.

عنوان الفصل الأول (خصائص الحداثة في المسرح الغربي) تتناول فيه الباحثة التيارات العالمية وتأثيرها في المسرح، من هذه التيارات الواقعية والطبيعية والرمزية والسريالية والتعبيرية والمذهب الملحمي ومسرح العبث..

أما الفصل الثاني والمعنون بـ (خصائص الحداثة في المسرح العربي وآلياتها) فقد انطلقت فيه الباحثة القصابي من سؤال التأسيس وإشكالية التأصيل في المسرح العربي، لترصد بعد ذلك موقع هذا المسرح بين الأصالة والمعاصرة مستعرضة نماذج من تجارب التأصيل في بعض الدول العربية، وكذا خصائص الحداثة في هذا المسرح وتحدياتها…

موعد الحلقة السابعة عشرة من سلسلة إقرأ كتب الهيئة:

 الثلاثاء 31 مايو 2022 – (الساعة 14h00 بتوقيت الإمارات)

عن إعلام الهيئة العربية للمسرح

رحلةٌ بين العراق وايران مع الاديب والرائد المسرحي عبد الصاحب ابراهيم

مجلة الفنون المسرحية

رحلةٌ بين العراق وايران مع الاديب والرائد المسرحي عبد الصاحب ابراهيم

الباحث: مجيد عبد الواحد النجار

بغداد والشعراء والصور ، بغداد العلم والادب والفن ، عندما تولد في بغداد فانك ستتشبع بكل علومها وعلمِها وثقافتِها، ستنغرس بك موهبة لا تعلم بها الا بعد حين، ستغوص في اعماق دجلة ، وتتعلم السباحة والغوص، وتروح تغوص في عوالم بغداد لحين ما تأتي فرصة التي تعرف فيها انت مع من واين .

تاريخ ميلاده بغداد ، وتاريخ تكوينه البصرة، بين مدينتين عاش وترعرع، بين علماء الفلك والادب والشعر ، تعلم الكثير، وقرأ الكثير لذلك اصبح فيما بعد ، اديبا وفنانا وشاعرا ، كتب المسرحية ، وكتب الشعر، وكتب السيناريو، كما اخرج للمسرح اعمالا مع مبدعي البصرة، واخرج للتلفزيون والسينما، وعمل في الصحافة والاعلام، انه الاديب والفنان عبد الصاحب ابراهيم. 

في 5/ديسمبر/1947 ولد في بغداد محلة الشواكة ، ثم انتقل مع عائلته الى البصرة عام 1953، دخل مدرسة الاصمعي الابتدائية ،وبعد اكمال دراسته تحول الى متوسط العشار، ثم تحول الى الاعدادية المركزية.

كان حبه للفن ينمو يوما بعد يوم، ويكبر كلما اصطحبه والده الى السينما، كان يشاهد الافلام بشغف كبير، وكان يتذكر العرض السينما بكل تفاصيله ، القصة وحركة الممثلين ، لذلك احب كل ما يعرض، لكنه لا يعرف كيف يبدأ لولا اخوته الذين يكبرونه سناً، كانوا يسجلون تمثيليات، وكان يشاركهم التمثيل، وكان يتعلم منهم، يحفظ كل ارشاداتهم، كان عبدالصاحب يجمع اصدقائه من الاطفال ويقص عليهم بعض القصص التي يسمعها ويشاهدها في السينما، احب المدرسة ومعلميها لأنه يشارك زملائه التمثيل عندما تقام احتفالية في المدرسة، ويقدمون عملا مسرحيا ، او فعالية فنية.  

استمر عشقة للمسرح يكبر، واخذت رؤيته تتوضح عن المسرح وجمالياته، عندما كان يكمل دراسته في الاعدادية المركزية، والتي كانت السبب في زياده هذا العشق كونها قريبة من (قاعة التربية) في العشار- قاعة عتبة بن غزوان حاليا-، التي كانت تقام فيها العروض المسرحية باستمرار، ومن خلال المتابعة المستمرة للأعمال المسرحية التي تعرض في القاعة ، حفزه لكتابة اول نص مسرحي بعنوان (غبار الزمن) عام 1966، وقد اعجب به استاذه نعمة التميمي وحثه على طباعته ، وقد اخذ بنصيحة استاذه في الاعدادية، وطبع النص المسرحي، وقد وزع على المدارس حينها، وقدمته احدى الفرق المسرحية في محافظة العمارة كعرض مسرحي، تبعتها بعد ذلك فرقة اخرى في محافظة كربلاء، بعدها قدمته اذاعة الكويت كمسلسل اذاعي، فرحته بما حصل زاد من حماسه وحبه للمسرح مما دفعه الى تأسيس جماعة مسرحية باسم(جماعة الجنوب للمسرح) بنفس العام، والتي اخذت على عاتقها فيما بعد تقديم كتاباته، ومن هذه المسرحيات(مسرحية الخطأ والتي اخرجها عزيز الكعبي ، ومسرحية الاموات اخرجاها المؤلف نفسه، ومسرحية الكلاب اخرجها حطاب العبادي، ومسرحية الحقيقة اخرجها للمسرح محمد وهيب) كما تشجع لكتابة نص مسرحي اخر عام 1967 بعنوان(الخطأ)، الذي اخرجه للمسرح الفنان الرائد عزيز الكعبي، وقد عرضت المسرحية على قاعة بهو الادارة المحلية، ثم تلتها بعد ذلك مسرحية( صندوق الدنيا) التي اخرجها للمسرح أديب القلية جي على مسرح الصداقة ببغداد عام 1968، وتوالت بعد ذلك كتابته للأعمال المسرحية لتصل الى اكثر من (12) نصا مسرحيا، قدمت على مسارح البصرة، وبغداد، والعمارة، وكربلاء، وباقي المحافظات، كما اسس وبمشاركة زملائه(بنيان صالح، وياسين النصير، وحميد مجيد مال الله (جماعة كتابات مسرحية)- وقد اخذت هذه الجماعة على عاتقها متابعة جميع العروض المسرحية التي تقام في محافظة البصرة او خارجها واقامة جلسات نقدية تتناول العرض المسرحي بالكامل بالنقد والتحليل، ثم بعد ذلك تقوم بنشر مقالات ودراسات عن العمل في جميع الصحف والمجلات- وقد التحق بعد ذلك بالجماعة عدد كبير من النقاد ومثقفي البصرة، كما كتب عبد الصاحب للمسرح الكثير من المقالات والدراسات التي نشرت في مجلات عراقية عديده، بعد ان حصل على شهادة البكلوريوس في الادارة والاقتصاد، بالإضافة الى انه عمل مدرسا لمادة المسرح، وقدم العشرات من العروض المسرحية، وصدر له بعدها كتاب بعنوان(السفينة والمصباح)، ليعرف فيما بعد كاتبا وناقا عراقيا في مجال المسرح، وكانت كتاباته عادة ما تتميز بالنقد الاذع، لكل مفاصل الحياة، فكان لسان حال المجتمع، وكان قلمه لا يهادن ولا يساوم بل كان حادا لدرجة انه كان ملاحق من قبل السلطة، التي كانت تتابع كتاباته بقلق، مما اضطره للهجرة عام 1972 الى ايران، مخلفاً وراءه العديد من النصوص المسرحية، ومن هذه النصوص:

  1. مسرحية(الخطأ) اخرجها على مسرح بهو الادارة المحلية عزيز الكعبي عام 1968

  2. مسرحية(هو والصمت)،التي أخرجها طالب جبار، وحصدت على جائزة أفضل نص في مهرجان يوم المسرح العالمي عام 1969

  3. مسرحية(هو الذي يتحدثون عنه كثيرا)، أخرجها المرحوم بنيان صالح 

  4. مسرحية(الحقيقة)، اخرجها اديب القلية جي ، وعرضت على مسرح الصداقة في بغداد عام 1968، كما اخرجها عام 1969 عبد الصاحب ابراهيم وإشراف عليها محمد وهيب

  5. مسرحية(مواطن بلا استمارة) من إخراج المرحوم وجدي العاني، قدمت في يوم المسرح العالمي، لصالح فرقة (مسرح اليوم) وحصلت على افضل نص مسرحي، وقد شارك في التمثيل الفنان جعفر علي.

  6. مسرحية( الأموات)، اخرجها عبد الصاحب ابراهيم ، لصالح مجموعته المسرحية فرقة الجنوب للمسرح عام 1968

  7. مسرحية(صندوق الدنيا) اخرجها اديب القلية جي على مسرح الصداقة في بغداد عام 1969.

  8. مسرحية( فاشية عادية جدا في إيران)، اخرجها عباس الجميلي عام 1972، وحصلت على الجائزة الذهبية.

  9. مسرحية (الكلاب) اخرجها حطاب العبادي عرضت على مسرح الجامعة المستنصرية.

  10. مسرحية (الحلم الزجاجي) وعرضت على مسرح نادي الفنون

  11. مسرحية ( التمثال الصغير) اخرجها طالب جبار، وعرضت على مسرح نادي الفنون

لم يفارقه قلمه في رحلته الى ايران، ولم تتغير أفكاره، بل كان الطريق مفتوح امامه، فراح يكتب هذه المرة عن الظلم والاضطهاد بحرية كبيرة، فتوسع مشروعة النهضوي وبدأ يكتب للسينما والتلفزيون وللإذاعة، دفعه هذا بعد ذلك لتأسيس مؤسسة (ميعاد طلوع النور الثقافية)، لإنتاج واخراج المسلسلات والبرامج، قدم من خلالها اغلب ما كتب من مسلسلات اذاعية وتلفزيونية، كما قدم من خلالها برامج عده وبلغات (عربية، وفارسية، وانكليزية، وتركية، وكردية، ولاذرية)،كما انتج مسلسل رمضاني في (25) ساعة تلفزيونية مع كوادر عراقية، وسورية، وايرانية لصالح قناة كربلاء العراقية، ولخبرته في العمل التلفزيوني عمل فترة طويلة في التلفزيون العربي في ايران، وقدم من خلال عمله هذا أكثير من(300) نصا ادبيا، وعشرات المسلسلات التلفزيونية والبرامج المركبة، والمسابقات التلفزيونية. 

كما قدم في الجمهورية الاسلامية الايرانية العديد من المسرحيات منها؛ مسرحية(الدليل)، التي سجلها تلفزيون آباد، ومسرحية(كان يعلم بان المعركة خاسرة)،ومسرحية(القضايا الممنوعة ولا ممنوعة) والتي سجلت لصالح التلفزيون العربي، وقد كانت جميع هذه الاعمال من اخراج الفنان عبد الصاحب ابراهيم وقدمت على مسارح(آباد، وقم، وطهران)، وكان دائما ما يعلن من خلال كتاباته هذه حبه وتعلقه بمدينة البصرة التي عاش فيها طفولته وشبابه, وببلده العراق.

كما ترجم العديد من الكتب الفارسية للغة العربية، وقدم برامج المسابقات للأطفال من خلال المسرح والاذاعة والتلفزيون ،وكتب العديد من الكتب الخاصة بالمسابقات التلفزيونية . 

وفي مجال كتابة السيناريو قدم عبد الصاحب العديد من الافلام الدرامية والوثائقية المنوعة، والتي تجاوزت الخمسين سيناريو، جمعها كلها في مجلدين، كما نشرها في الصحف والمجلات العربية، ومن اهم هذه الافلام سيناريو(عروس حلبجه)الذي اخرجه حسن كاربخش.

اما في مجال الادب فقد صدر له كتاب(مذكرات فنان) وكتاب(تاريخ حضارة)، والذي يصور فيهما سيرته السياسية والاجتماعية، والادبية، والفنية خلال سبعة عقود ، وقد تناول فيهما رحلته بين العراق وايران ، بدأً من عام 1947 ، ومن المؤمل تنتج هذه السيرة دراميا، كما صدر له عام 1996 مجموعة من كتب المسابقات من قبل مؤسسة (البلاغ) بيروت، وكتاب اخر بعنوان(هو والسلطة) يحتوي على ثمانية وعشرين نصا مسرحيا، كما صدر له عام 1917 كتابا تعليميا في فن المسرح يضم (39) درسا، تحت عنوان(دروس في فن المسرح)، كما نشر خلال عامي 2019و 2020 اكثر من ثلاثين عملا مسرحيا، في العديد من الصحف والمجلات العربية، كما ونشر في هذه الصحف عددا من القصص القصيرة.

هكذا كان الفنان، والاديب، والشاعر، والاعلامي عبد الصاحب ابراهيم امير، يعمل دون كلل او ملل، لذلك كان يتحرك وبرشاقة غير اعتيادية بين اعمال مختلفة، فعمل كمحرر لجريدة الخليج في العراق ، ومحرر ومدير لعدد من الصحف والمجلات العربية والفارسية في ايران ، وعمل خبيرا للميزانية في الجمارك الايرانية، كما عمل مدققا ماليا للحسابات في وزارة المالية، وعمل مديرا للإنتاج الاذاعي، ولا تزال هناك احلام تراوده في انتاج الكثير من الاعمال التي لا زالت مخطوطات على الورق، بانتظار الفرصة المواتية ، حلمه كبير بحجم حبة لعمله نعم لأنه أبنُ بغداد الدنيا. 

المصادر

  • alnigm.com

  • daralarab2.blogspot.com

  • alnaked-aliraqi.net

  • مقابلة خاصة اجراها الباحث مع الاديب عبد الصاحب ابراهيم



الأربعاء، 25 مايو 2022

هيئة الكتاب تصدر «مسرح خيال الظل المصري» لنبيل بهجت

مجلة الفنون المسرحية


هيئة الكتاب تصدر «مسرح خيال الظل المصري» لنبيل بهجت

صدر عن  الهيئة العامة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور هيثم الحاج علي، كتاب  «مسرح خيال الظل  المصري من جعفر الراقص حتى الآن»، للدكتور نبيل بهجت، وهو أحد المتخصصين في هذا الفن حيث قدم لمسرح الظل ما يزيد على ثلاثين عمل قدموا في عدد كبير من الدول، وأقام عددا من معارض دمى خيال الظل في باريس ونيويورك واسطنبول والكويت وغيرها ويسعى منذ وقت لإعادة إحياء هذا الفن ضمن مبادرته في إحياء فن الأراجوز وخيال الظل للحياة الثقافية والفنية.

وينقسم الكتاب على ثلاثة فصول ومعدد من الملاحق جاء الفصل الأول بعنوان «المصطلح والمكونات والفلسفة»، والفصل الثاني «المؤثرات وبنية النص»، والفصل الثالث «تطور تقنيات مسرح خيال الظل»، وعدد من الملاحق ضمت بابات حسن خنوفة، وتحاول الدِّراسة الوقوف على مسرح خَيَال الظِّلّ منذ بدايته الأولى.

وتتناول عددا من القضايا التي ترسم خطا بيانيا لهذا الفن منذ المصادر الأولى التي أشارت إليه حتى الآن، بتتبع فنانيه ومواد تصنيعه وأشكاله وأماكن عرضه وشكل مسرحه ونصوصه والمقارنة بين أخر نصوص وصلت إلينا، وأقدم ما عرفنا من نصوص وإشكاليات المصطلح ومن أين جاء وفلسفته وإشكالياته مع السلطة وتطور تقنياته.

وسعت الدراسة إلى تتبع فناني خيال الظل وعروضهم، كما وقفت على التطورات التي لحقت بمسرح خيال الظل والدمى الخاصة به أيضًا، وقدمت الدراسة بابات حسن خنوفة، وسعت إلى الوقوف على بنيتها والتطورات التي لحقت بها على مستوى الشكل والمضمون، مقارنة ببنية بابات ابن دانيال حيث انتقل خيال الظل من الشرق الأقصى واستقر في القاهرة ومنه انتقل إلى ربوع العالم.

وعن مصطلح الخيال يوضح الكتاب أنه كان يصف نوعًا من الأداء التمثيلي المغاير تمامًا لخيال الظل المعروف وتطور عن مصطلح الحكاية الذي كان يستخدم لغرض قريب من ذلك، واستقر مصطلح خيال الظل بدلالته المعروفة لدينا الآن بداية من القرن الحادي عشر الميلادي.

ويتتبع الكتاب المراجع أسماء بعض فناني خيال الظل وتم حصر بعضهم في تسلسل تاريخي، فجاء جعفر الراقص في القرن الخامس الهجري، وابن دانيال في القرن السابع الهجري، والذهبي وابنه محمد في القرن الثامن الهجري، وابن سودون في القرن التاسع الهجري، وداود العطار المناوي وعلي نخلة والشيخ سعود في القرن الحادي عشر الهجري، وحسن القشاش ودرويش القشاش في بداية القرن الرابع عشر الهجري، ومحمد أبو الروس ومحمود علي صالح ومصطفي الروبي في أواخر القرن الرابع عشر الهجري، وأحمد الكومي والفسخاني في بداية القرن الخامس عشر الهجري، وأخذ عنهما حسن خنوفة باباته "الصياد" و"العساكر" و"علم وتعادير"، وتوفي خنوفة عام 2004.

وتتناول الدراسة  شكل الدمى ومسرح خيال الظل الذي أخذ عددًا من الأشكال، منها ما هو ثابت ومنها ما هو متنقل، ولقد نقل أحمد تيمور ويعقوب لندواه وعبد الحميد يونس وصفًا لأشكال مسارح الظل، وكان مسرح حسن خنوفة متنقلاً يحمله معه، وهو عبارة عن شاشة يلقى عليها الضوء من الخلف.
ويتتبع الكتاب نصوص خيال الظل حيث عرف خيال الظل العربي عددًا من البابات، لم تخرج عن: "المنارة القديمة"، و"طيف الخيال"، و"عجيب وغريب"، و"المتيم"، و"الضائع اليتم"، و"الشيخ صالح وجاريته السر المكنون"، و"حرب العجم"، و"المنارة الحديثة"، و"علم وتعادير"، و"التمساح والشوني"، و"الشيخ سميسم"، و"أبو جعفر والقهوة"، و"إعدام طومان باي"، و"مسطرة خيال منادمة أم مجير"، و"الفيل المرتجل"، و"الحمام"، و"التياترو والمهندس"، و"العامل المجنون"، و"الأولاني"، و"الغراف"، و"العجائب"، و"الحجية"، و"المعركة البحرية بين النوبيين والفرس"، و"حرب السودان"، و"واقعة البلح والبطيخ"، و"حسن ظني والمركب".

-----------------------------------------------
المصدر : الدستور
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption