مسرحية للأطفال " غابة اليوتوبيا " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحيةالكاتب طلال حسن |
مسرحية للأطفال " غابة اليوتوبيا " تأليف طلال حسن
( الفصل الأول )
غابة ، الدبة ترقد بكسل ، الدب
الصغير يرقد في حضنها ،
الدجاجة تنظف الباحة في تذمر ،
يدخل الديك وهو يختال بريشه
الزاهي ، يقف لحظة ، ثم يصيح
.. كوكو.. ريكو
الديك : ما رأيك ؟ إنه من مقام .. ، لن أحدثك
عن الموسيقى ، فأنت دجاجة ، هل قلتُ
صباح الخير ؟
الدجاجة : لم ..
الديك : إنني جائع ، أريد الفطور الآن .
الدجاجة : الفطور في القن .
الديك : الجو رائع اليوم ، لن آكل في القن .
الدجاجة : حيرتني ، وضعت لك الفطور هنا
البارحة ، فصرخت ، أريد أن آكل في
القن ، واليوم ..
الديك : صه .
الدجاجة : لقد احترت ..
الديك : قلتُ لك صه ..
الدجاجة : " تسكت " ....
الديك : أتحاسبينني !
الدجاجة : إنني لا أحاسبك .
الديك : أنسيتِ من أكون ؟
الدجاجة : آه .
الديك : أنسيتِ من تكونين ؟
الدجاجة : أين تريد أن تأكل ؟
الديك : هنا .
الدجاجة : " تتجه إلى القن " حاضر .
الديك : لحظة " تتوقف " أخبريني ، أليس الجو
بارداً هنا ؟
الدجاجة : أنت ، ماذا تقول ؟
الديك : بارد .
الدجاجة : لماذا تسألني إذن ؟
الديك : إن البرد يضر حنجرتي ، لن آكل هنا ،
سآكل في القن .
الدجاجة : كما تشاء .
الديك : طبعاً كما أشاء ، هل نسيتِ من أنا ؟
الدجاجة : أنتَ الديك .
الديك : وأنتِ ؟
الدجاجة : دجاجة .
الديك : مجرد دجاجة ، نظفي الباحة جيداً ،
ريثما أتناول فطوري .
الدجاجة : " في تذمر " حسناً .
الديك : " وهو يدخل " ترى ماذا جرى لها ؟
الدجاجة تنظف الباحة ، الدب
الصغير يفتح عينيه ، وينسل
من حضن أمه ، الدبة تستيقظ
الدبة : " تتثاءب " آآآآ .
الدب الصغير : " يزوم في غضب ؟ ....
الدبة : " للدجاجة "صباح الخير ، يا عزيزتي .
الدجاجة : صباح النور .
الدبة : " لصغيرها " نونو .
الدب الصغير : " بغضب " لم أعد نونو ، ألا ترين ؟
الدبة : إلى أين ؟
الدب الصغير : إنني جائع .
الدبة : " للدجاجة " أتسمعين ، يا عزيزتي ؟
إنه لا يشبع أبداً.
الدب الصغير : ماذا أكلتُ لأشبع ؟
الدبة : ألم أصطد لك البارحة سمكة ؟
الدب الصغير : البارحة !
الدبة : " للدجاجة " أتسمعينه ، يا عزيزتي ؟
إنه يسخر مني .
الدب الصغير : أتسمين تلك الفأرة سمكة ؟الدبة
الدبة : " للدجاجة " إنه بالضبط كأبيه .
الدب الصغير : ما له أبي ؟ إنه دب محترم .
الدبة : مثلك .
الدب الصغير: ولو كان هنا لما كنتُ جائعاً .
الدبة : انتظره إذن .
الدب الصغير : سأنتظره .
الدبة : " للدجاجة " عزيزتي .
الدجاجة : نعم .
الدب الصغير : ماما ..
الدبة : ارتاحي قليلاً ، إن العمل لا ينتهي .
الدب : ماما .
الدبة : نكدح طول اليوم دون جدوى .
الدب الصغير : " يصيح " ماما .
الدبة : ألا تراني أتحدث مع الدجاجة ؟ ماذا
تريد ؟
الدب الصغير : أريد قطعة من العسل .
الدبة : ليس لدينا عسل .
الدب الصغير : أريد عسلاً .
الدبة : نونو ..
الدب الصغير : لستُ نونو .
الدبة : كان عليك أن تعرف إذن ، أنه ليس لدينا
عسل .
الدب الصغير : لو كان أبي هنا لأعطاني عسلاً "
يمضي " سأبحث بنفسي عن الطعام .
الدبة : نونو ..
الدب الصغير : " يزوم غاضباً"....
الدبة : لا تدنُ من النهر .
الدب الصغير : " يخرج " ....
الدجاجة : لقد تأخر زوجك ، المسكين إنه مريض.
الدبة : هذا ما يدعيه .
الدجاجة : لا تقولي هذا ، يا عزيزتي ، إن زوجك
دب حكيم ، يحترمه الآخرون جميعاً ،
ويعملون برأيه .
الدب : اسأليني أنا عن حكمته ، يا عزيزتي ، لا
تصدقي كلّ ما يقال عنه ، إنه دب ثرثار
لا أكثر .
الدجاجة : عزيزتي ..
الدبة : إنه زوجي .
الدجاجة : ماذا أقول أنا إذن ؟
الدبة : زوجك ديك لامع ، يكفيك صوته .
الدجاجة : وماذا أفعل بصوته ؟
الدبة : عزيزتي .
الدجاجة : إنه كسول ، جعجاع ، يا عزيزتي ، لا
تصدقي كلّ ما يقال عنه ، إنه زوجي ،
وأنا أعرفه .
الدبة : إنني جائعة " تنهض " من الأفضل أن
أذهب إلى النهر " وهي تخرج " لعلي
أصطاد سمكة .
الديك يخرج من
القن ، ثم يصيح
الديك : كوكو .. ريكو .
الدجاجة : " تنظر إليه بحنق " ....
الديك : يوم رائع للغناء ، بالمناسبة ، شعير
الفطور لم يكن نظيفاً ، وكذلك قدح الماء ،
لقد رأيت فيه ذرة رمل .
الدجاجة : " تتأفف " ....
الديك " هل قلتِ شيئاً ؟
الدجاجة : " بتذمر " كلا .
الديك : على كل حال ، لا أريد أن يتكرر هذا
ثانية ، هل سمعتِ ؟
الدجاجة : " تصيح " نعم .
الثعلب : " يطل برأسه ، ويبتسم في مكر " ....
الديك : ماذا جرى لها ؟ " يصيح " كوكو ..
ريكو ، الله ، لنرَ ماذا سيقول المحكمون
الأغبياء هذه المرة " للدجاجة " آه نسيتُ
أن أسألكِ عن صديقنا الدب ..
الدجاجة : لم يرد خبر منه .
الديك : صديقي العزيز ، سأغني أجمل ألحاني
إذا عاد ، آه .. لو أن لي حكمته لسدتُ
العالم ، حسن ، سأذهب الآن .
الدجاجة : إلى أين ؟
الديك : وما شأنكِ أنتِ ؟ أنسيتِ من أكون ؟
أنسيتِ من تكونين ؟
الدجاجة : " تتأفف " ....
الديك : سأذهب إلى التل الأخضر ، يجب أن
أتدرب على الغناء في جو صحيّ ، فأنا لا
أريد أن أفشل ثانية في السباق ، وأترك
الجائزة الأولى لديك " كجي " قذر " يهم
بالخروج ثم يتوقف " البارحة لمحتُ
الثعلب هنا .
الثعلب : " يسحب رأسه " ....
الدجاجة : أنت لم تلمحه ..
الديك : وعلمتُ أنه يتردد عليكِ .
الدجاجة : الكلب هو الذي أخبرك .
الديك : ماذا يريد ؟
الدجاجة : إنه صديقي .
الديك : صديقكِ ! أيتها الحمقاء أنسيتِ من
تكونين ؟
الدجاجة : " باعتزاز " أنا دجاجة .
الديك : وهو ثعلب .
الدجاجة : إنه ثعلب طيب .
الديك : الثعالب كلها سواء ، اسمعي ، لا أريده
هنا ، إنني لا أحب أن أترمل منذ الآن ،
فأنا ما زلتُ شابا ..
الدجاجة : " تطرق رأسها " ....
الديك : سأذهب الآن ، وأعود قبل الظهر ،
اعدي لي غدائي مبكراً ، هل سمعتِ ؟
الدجاجة : " تصيح " نعم .. نعم .. نعم .
الديك : " وهو يخرج " لقد جنت .
الدجاجة ترمي المكنسة من يدها
بتذمر ، يدخل الثعلب ، وينظر
إليها باشتهاء ، ويتظاهر بالمسكنة
الثعلب : صباح الخير ، يا عزيزتي .
الدجاجة : صباح النور ، لقد تأخرت اليوم .
الثعلب : كنت في غابة اليوتوبيا " يتلفت حوله "
يبدو أنك وحيدة ، أين الطلب ؟
الدجاجة : اطمئن ، ليس هنا .
الثعلب : الحمد لله ، إنه لا يحبني ..
الدجاجة : " تهمّ بالكلام " ....
الثعلب : لا تدافعي عنه ، يا عزيزتي ، إنني لا
أحقد عليه ، والدب ؟
الدجاجة : لقد ذهب إلى طبيب الغابة ، إنه مريض.
الثعلب : مريض ! المسكين ، ليشف الله ، لو أن
الدبة هنا لواسيتها .
الدجاجة : إنها ليست بعيدة ، لقد مضت قبل قليل ،
لتصطاد السمك .
الثعلب : إذا صاح أحدنا ، هل تسمعه ؟
الدجاجة : بالطبع ، إن سمعها قوي .
الثعلب : وكذلك قبضتها .
الدجاجة : لكنها طيبة ، وخاصة مع الأصدقاء .
الثعلب : من الأفضل إذن أن أبقى من الأصدقاء .
الدجاجة : أنت صديق عزيز فعلاً .
الثعلب : أشكرك ، يا عزيزتي " صمت " يبدو
أن أحداً لا يساعدك في أعمال المنزل ؟
أين زوجك ؟
الدجاجة : فوق التل الأخضر ، يتدرب على الغناء.
الثعلب : ومن يساعدك ؟
الدجاجة : لا أحد .
الثعلب : ماذا تقولين ؟ ليس هناك حيوان متطور
يساعد زوجته الآن ، ماذا يظن نفسه ؟
نحن في القرن العشرين .
الدجاجة : ماذا أفعل ، يا عزيزي ؟ إنه ديك .
الثعلب : ولكن هذا لا يعطيه الحق في استعبادك ،
إن الديكة تساعد زوجاتها في غابة
اليوتوبيا .
الدجاجة : اليوتوبيا !
الثعلب : غابة الحرية ولإخاء والمساواة .
الدجاجة : أرجوك ، حدثني أكثر عنها .
الثعلب : غابة اليوتوبيا غابة .. " يتشمم " إنني
أشم رائحته .
الدجاجة : من ؟
الثعلب : الكلب .
الدجاجة : لا تخف منه .
الثعلب : " يهم بالخروج "من الأفضل أن أذهب .
يدخل الكلب ، الثعلب يقف في مكان
محرجاً ، ثم يبتسم بتردد وخوف
الكلب : ماذا تفعل هنا ، أيها الثعلب ؟
الثعلب : مرحباً ، أيها الصديق .
الكلب : أجبني .
الدجاجة : أرجوك ، إنه ثعلب صديق .
الكلب : إنه ثعلب ، يا عزيزتي .
الثعلب : صحيح أنا ثعلب ، لكني ثعلب متطور ،
و ..
الكلب : أنت ثعلب وكفى .
الثعلب : الثعالب ، يا صديقي كالكلاب ، ليست
كلها متشابهة ، هل الكلاب كلها مثلك ؟
الكلب : كلا ، لأن بعضها كان سيمزقك ، قبل
أن تتأوه .
الثعلب : " بخوف " من الأفضل أن أذهب الآن .
الدجاجة : " للكلب " لا أدري بأي حقّ تتصرف
هكذا ؟
الثعلب : نعم ، بأي حقّ ؟
الدجاجة : إنه صديقي .
الثعلب : أنا صديقها .
الكلب : امض ِ من هنا .
الثعلب : اسمح لي ..
الكلب : قلتُ لك ، امض ِ .
الثعلب : سأمضي ، ولكن ..
الكلب : " يكشر عن أنيابه " سأمزقك .
الثعلب : " للدجاجة وهو يهرب " إلى اللقاء .
الدجاجة : " تبقى صامتة " ....
الكلب : صديقتي العزيزة ..
الدجاجة : " لا تجيب " ....
الكلب : أنت تعرفين كم أحبك ، وأحترمك ، إن
الثعلب ..
الدجاجة : دعني أرجوك .
الكلب : عزيزتي ..
الدجاجة : إنني لا أسمح لأحد ، أن يتخل في
شؤوني .
الكلب : لكني أخاف عليك ، يا صديقتي .
الدجاجة : لستُ صديقتك ، إنني حرة ، ولا أريد
أن تحوم حولي طول اليوم ، وتمثل دور
الصديق المخلص .
الكلب : " بأسى " آسف .
يدخل الديك منتشياً ،
ويقترب من الكلب
الديك : مرحباً أيها الصديق العزيز " للدجاجة "
أين غدائي ؟ " للكلب " لم تحثني عن
صديقنا الدب .
الكلب : إنه بخير ، لقد شفي من مرضه .
الديك : " للدجاجة " شفي .. " للكلب " يا للفرح
، من أخبرك بهذا ؟
الكلب : السنونو .
الديك : أفرحتني " للدجاجة " ألا تسمعيني ؟ "
للكلب " ألم يقل السنونو ، متى يأتي ؟ "
يصيح " إنني جائع ، متى سيحضر ال ..
" يسعل " ..
الكلب : مساء اليوم .
الديك : وهل عليّ أن أنتظر حتى .. ؟ " للكلب
" عفواً ، هل قلت أنه سيأتي مساء ؟ "
يصيح " أين الغداء ؟
الدجاجة : ليس هناك غداء .
الديك : ماذا ! " للكلب " ماذا قالت ؟
الكلب : " لا يجيب " ....
الديك : " للدجاجة " ماذا قلتِ ؟
الدجاجة : " لا تجيب " ....
الديك : " للكلب " هل قالت ليس هناك .. ؟
الكلب : " يهز رأسه " ....
الديك : لماذا ؟
الكلب : اسألها .
الديك : " للدجاجة " لماذا ؟ " يصيح " تكلمي .
الدجاجة : هل أنت جائع .
الديك : يا للجنون ، طبعاً .
الدجاجة : إذن حضره بنفسك .
الديك : ماذا أحضر ؟
الدجاجة : الطعام .
الديك : أنا أحضر الطعام ! هل جننتِ ؟
الدجاجة : لن أحضر الطعام مهما فعلت .
الديك : أيتها المجنونة ، أنسيتِ من أنا ؟
الدجاجة : أنت ديك .
الديك : وأنت ؟
الدجاجة : أنا ..
الديك : " يقاطعها " دجاجة ، مجرد دجاجة .
الدجاجة : " تصيح " نعم ، أنا دجاجة ، دجاجة ،
لكني لستُ عبدة لك أو لغيرك ..
الديك : لقد جنت ، جنت .
تدخل الدبة مسرعة ،
وصغيرها يمشي وراءها
الدبة : ماذا جرى ، يا عزيزتي ؟
الدجاجة : دعيني أرجوك ، دعيني .
الدبة : اهدئي ، يا عزيزتي ، اهدئي ، هذا ليس
من طبعك ، ماذا جرى ؟ أخبريني .
الدجاجة : " تمضي إلى الخارج " لن أبقى هنا
لحظة واحدة .
الدبة تلحق بها ، الثعلب يمدّ
رأسه ويبتسم بخبث ، ثم ينسحب
الدب الصغير : ترى ماذا دهاها ؟
الديك : ماذا أفعل ؟ أخبرني ماذا أفعل ؟ هل
اذبحها ؟
الدب الصغير : تذبحها !
الديك : يجب أن أذبحها .
الدب الصغير : لكن لماذا ! ماذا فعلت ؟
الديك : صحيح إنني سأترمل ، لكن لا مفر ،
يجب أن أذبحها .
الكلب : اهدأ يا عزيزي ، سيأتي صديقنا الدب ،
ويجد لك حلاً .
الدب الصغير : " بفرح " سيأتي أبي .
الديك : حل ! ليس هناك إلا حلّ واحد .
الدب الصغير : " للكلب هل سيأتي ؟
الديك : سأذبحها ، هذا هو الحل الوحيد .
الكلب : لحظة ، أرجوك .
الدب الصغير : " يتعلق بالكلب " أيها الكلب ..
الكلب : " للديك " اهدأ .. اهدأ .
الدب الصغير : أخبرني ..
الديك : لا تقل لي إنني سأبقى بلا زوجة ..
الكلب : أرجوك ..
الدب الصغير : لقد نفد صبري .
الديك : " وهو يخرج " لم أعد أحتمل .
الكلب : إلى أين ؟
الديك : إلى التل الأخضر ، يجب أن أغني وإلا
انفجرت .
الكلب يحاول اللحاق بالديك ،
الدب الصغير يضربه بعنف
الكلب : " يحاول التخلص منه " دعني ، يجب
أن ألحق به .
الدب الصغير : أيها الكلب اللعين ، لماذا لا تردّ عليّ ؟
الكلب : ماذا ! هل كنت تكلمني ؟
الدب الصغير : ماذا تظنني ؟
الكلب : مهلاً ..
الدب الصغير : لم أعد نونو ، هل فهمت ؟ لم أعد نونو.
الكلب يهرب إلى الخارج ، الدب
، الصغير يعدوا وراءه ، ويصيح
الدب الصغير : لم أعد نونو .. لم أعد نونو .. لم أعد
نونو .. لم أعد نونو ..
ستار
( الفصل الثاني )
منظر الفصل الأول نفسه ، صباح
اليوم التالي ، الديك والكلب يتهامسان
الديك : بعد منتصف الليل !
الكلب : لمحته يدنو من القن ، ثم سمعتُ الباب
يُفتح في هدوء ..
الديك : والدجاجة ؟
الكلب : رأيتها تطل من فتحة الباب ، وتهمس له
بشيء ..
الديك : المجنونة .
الكلب : فأشار لها أن تخرج ..
الديك : آه لو رأيتهما .
الكلب : وهمت أن تخرج فعلاً ، ولو لم أزم ،
وأنبح ، لكانت دجاجتك الآن ..
الديك : تبحث عن المساواة في أحشائه ، آه ماذا
أفعل ؟ أخبرني .
الكلب : تمالك نفسك ، يا عزيزي .
الديك : ليس هناك سوى حلّ واحد ، حلّ واحد
لا غير ، لا تقل إني ..
الكلب : سيأتي الدب بعد قليل .
الديك : هل حدثته ؟
الكلب : طبعاً .
الديك : ماذا قال ؟ أخبرني .
الكلب : أنت تعرف الدب ، وتعرف آراءه
المتحررة .
الديك : لا تحدثني في الفلسفة ، أخبرني بكلمة
واضحة ، ماذا قال ؟
الكلب : أرجوك ، لا ترفع صوتك .
الديك : " يهمس بغيظ " ماذا قال ؟
الكلب : بصراحة ، قال إنه لا يريد أن يفرض
رأياً على الدجاجة .
الديك : حسناً ، لم يبقَ سوى حلي ، سأذبحها .
الكلب : أرجوك ، إنه قادم .
يدخل الدب متمهلاً ،
ويقترب من الديك والكلب
الدب : صباح الخير .
الكلب : أهلاً بصديقنا الحكيم .
الديك : " بانكسار " صباح النور .
الدب : كيف حالك ، يا عزيزي الديك ؟
الديك : سأفشل هذه المرة أيضاً .
الدب : بل ستفوز ، فصوتك رائع .
الديك : كيف يتسنى لي الفوز ، والدجاجة
تمزقني .
الدب : الألم العظيم يخلق الفنان العظيم ، أين
صديقتنا الدجاجة ؟
الديك : في القن ..
الدجاجة : " تدخل " إنني هنا .
الديك : لكني أمرتك أن تبقي في القن .
الدجاجة : أمرتني ! إنني ..
الدب : أرجوكما ، لقد اجتمعنا هنا ، لنسوي
قضيتكما لا لنعقدها ، والآن أخبراني ، ما
هي القضية ؟
الديك : القضية ..
الدجاجة : قضيتي ..
الدب : لن نصل هكذا إلى نتيجة .
الديك : الكلام لي .
الدجاجة : أنا صاحبة القضية .
الدب : الزما الهدوء رجاء ، سيتاح لكل منكما
أن يتكلم ، ويدافع عن وجهة نظره ،
لتتحدث الدجاجة أولاً ، ثم ..
الديك : لكني ديك ، ومن حقي أن أتكلم قبلها .
الدب : من فضلك ، سنستمع أولاً إلى رأي
الدجاجة ، ثم نستمع إلى رأيك " للدجاجة
" تفضلي .
الدجاجة : القضية ، يا صديقنا الحكيم ، أن لي
مطلباً ، ويجب أن يتحقق .
الدب : سيتحقق إذا كان عادلاً .
الدجاجة : إنه عادل .
الدب : حسناً ، ما هو مطلبكِ ؟
الدبة : " تدخل " أريد ابني .
الدب : أعوذ بالله .
الدبة : هذا مطلبي .
الدب : ما الذي جاء بها الآن ؟
الدبة : جد لي ابني .
الدب : ألم يكن معك قبل قليل ؟
الدبة : نعم كان يلعب إلى جانبي .
الدب : أين ذهب إذن ؟
الدبة : لا أدري .
الدب : وهل أدري أنا ؟
الدبة : طبعاً لا تدري ، مادمت تقضي جلّ
وقتك في تمثيل دور .. الدب الحكيم .
الدب : أعوذ بالله .
الكلب : أرجوكِ نحن في مهمة جليلة .
الدبة : أريد ابني .
الدب : اذهبي ، وابحثي عنه .
الدبة : أين أبحث عنه ؟
الدب : ليس هنا .
الكلب : اسألي صديقه الأرنب .
الدبة : سألته ، لا يعرف شيئاً عنه ، ساعدني
في البحث أنت ، وإلا جننت .
الدب : لا أستطيع الآن ، ألا ترين ؟
الدبة : إنه ليس ابني فقط ..
الدب : اذهبي الآن .
الدبة : إنه ابنك أيضاً .
الدب : قلت لك اذهبي .
الدبة : لا تصرخ بي هكذا ، لستُ " ترتفع
صرخة من الخارج " أسمعتَ ؟ ابني ..
الكلب : أعتقد أنه صوت ..
الدبة : " وهي تخرج مسرعة " إنه ابني ، ابني
..
الدب : يضحك " المجنونة ، لم تعد تفرق بين
الدب الصغير وبين الببغاء وهو يقلده "
للدجاجة " حسناً ، يا عزيزتي ، نعود إلى
مطلبك .
الدجاجة : مطلبي هو المساواة .
الديك : مرة أخرى .
الدب : المساواة ، مع من ؟
الديك : معي .
الكلب : لحظة صديقي ، لحظة .
الديك : ما ذنبي إذا كانت بلا عرف ؟
الدب : أرجوك ، يا صديقي " للدجاجة "
أخبريني يا عزيزتي ، في أي مجال
تطالبين بالمساواة ؟
الدجاجة : في كل المجالات .
الديك : اسألا الدجاجة ، ألستُ أقدمها على نفسي
، عندما أعثر على الطعام ؟
الدجاجة : لستُ بحاجة إلى طعامه ، فأنا الأخرى
لي عينان ، وأستطيع أن أعثر على
طعامي .
الديك : وعند الخطر ، من يحميك غيري ؟
الدجاجة : أنت تحميني ؟
الديك : أتنكرين هذا أيضاً ؟
الدجاجة : ممن حميتني ؟
الديك : حميتك من ..
الدجاجة : الذئب ؟
الديك : " بألم " آه .
الدجاجة : لقد رأيتك تركض من وجهه كالفأرة .
الدب : عزيزتي ، إن الهرب من موت محتم ،
لا يعتبر نقيصة ، بل بطولة .
الدجاجة : لكن ماذا تعتبر الديك ، الذي يهرب
ويترك زوجته وأفراخه للموت ؟
الديك : هذا افتراء .
الدجاجة : أتعتبره بطلاً أيضاً ؟
الدب : أعزائي ..
الديك : آه لقد فضحتني هذه الدجاجة .
الدب : لنعد إلى موضوعنا " للدجاجة "
عزيزتي " لقد طالبت بالمساواة ، مع
صديقنا الديك ، وهذا مبدئياً مطلب
مشروع ، وعادل ، وأنا في الحقيقة معك
، لكنك لم تخبريني ، في أي مجال بالذات
تطالبين بالمساواة ؟
الدجاجة : أيها الحكيم ، هل تسمح لي ، أن أفصل
بعض الشيء ؟
الديك : فصلي .
الكلب : أرجوك ، يا عزيزي .
الديك : هل أبقت مني شيئاً ؟
الدب : من فضلك ، لا تقاطعها ، سيتاح لك أنت
أيضاً أن تتكلم " للدجاجة " تفضلي .
الدجاجة : أيها الصديق الحكيم ، إنني أضع البيض
، وأحضنه حتى يفقس ، وأعنى بالصغار
حتى يكبروا ، ثم أضع البيض ثانية ،
وهكذا .. إضافة إلى أعمال المنزل من
تنظيف ، وإعداد الطعام .. و .. و .. و ..
بينما حضرة الديك ، لا يفعل شيئاً سوى
الاختيال والغناء بمناسبة وغير مناسبة ،
هذه ليست عدالة ، وأنا لن أرضى بهذا
الواقع مطلقاً .
الديك : وما الحل في رأيك ؟ أتريدين أن أبيض
بدلاً منك ؟
الدجاجة : لا .
الديك : ماذا تريدين إذن ؟
الدجاجة : أوريد أولاً ، أن نقتسم فترة احتضان
البيض .
الديك : هذا أولاً ، وثانياً ؟
الدجاجة : أن تأخذ على عاتقك رعاية الصغار
وتربيته .
الديك : وبعد ؟
الدجاجة : وتساعدني في أعمال المنزل .
الديك : وهل أكون ديكاً عندئذ ؟
الدجاجة : لا يهمني ماذا تكون ، المهم أن تتحقق
العدالة ، وتتم المساواة .
الديك : هذه ليست أفكارك ، أنت زوجتي ، وأنا
أعرفك ، هذه أفكار صديقك .. الثعلب .
يدخل الثعلب ، الجميع
يحدقون فيه مندهشين
الثعلب : السلام عليكم " لا أحد يرد " كيف حالك
، يا أصدقائي ؟ " لا أحد يرد " كيف حال
صديقي الدب ؟ لقد أخبرتني صديقتي
الدجاجة ، أنك كنت مريضاً ، فأرجو أن
تكون الآن بخير " الدب لا يرد "
وصديقي الكلب ، مثال اليقظة والوفاء ،
كيف حاله ؟
الكلب : لستُ صديقك .
الثعلب : سامحك الله .
الكلب : إنني لا أصادق المحتالين .
الثعلب : سبحان الله ، أنت مثلي بالضبط .
الكلب : لستُ مثلك .
الديك : أنت دجال .
الثعلب : لا .. أرجوك .
الديك : تستغل البسطاء ، وتغرر بهم .
الثعلب : لا .. لا .
الديك : وتفتك حتى بالفراخ الصغيرة البريئة .
الثعلب : يا صديقي ، يبدو أن معلوماتك عني
قديمة جداً ، نعم ، لا أنكر أنني كنت
حيواناً محتالاً ، شرساً ، لا أتورع عن
شيء ، لكني تبت ، يا صديقي .
الدب : يا للدجال .
الديك : أخبرني ، إذا صادف وأن رأيت فرخاً
صغيراً ، ماذا تفعل ؟
الثعلب : أعيده بكل حنان إلى أمه .
الديك : وإذا كانت أمه الحمقاء ، دجاجة صغيرة
وسمينة .
الثعلب : أعيد إليها صغيرها ، وأمضي في
طريقي .
الديك : فقط ؟
الثعلب : آه ، كلا بالطبع ، قبل أن أمضي ،
أنصح الأم أن لا تترك صغيرها يبتعد
كثيراً ، فقد يصادف أن يمرّ ثعلب رجعي
، لا يؤمن مثلي بالتطور ، وعندئذ .. كم
تعلم .. لن يجدي الندم .
الكلب : يا للكذب .
الديك : من يصدق هذا الهراء ؟
الثعلب : سامحك الله .
الكلب : امض ِ من هنا .
الثعلب : من فضلك .
الديك : لا نريدك بيننا .
الكلب : " يزوم " ...
الدب : أصدقائي ..
الثعلب : أهكذا تعاملون ثعلباً متطوراً ؟ آه يا
للأسف .
الديك : أنت محتال .
الكلب : دجال .
الديك : كاذب .
الدب : أرجوكم ، ليس هكذا .
الديك : ليمض ِ من هنا .
الدب : سيمضي مادمتم لا ترحبون بوجوده "
للثعلب " من الأفضل أن لا تبقى هنا .
الثعلب : " ينظر إلى الدجاجة " حسناً ، سأمضي
الآن ، سأمضي .
الدجاجة : صديقي ..
الديك : صه .
الثعلب : لن أبقى في غابتكم ، سأذهب إلى غابة ،
لا يعامل فيها ثعلب متطور مثلي ، معاملة
رجعي موتور .
الكلب : ما اسم هذه الغابة .. الكذبة ؟
الثعلب : إنها ليست كذبة ، إنها غابة اليوتوبيا .
الدجاجة : كالحالمة " يو ,, تو .. بيا .
الدب : لم أسمع بهذه الغابة ، أين تقع ؟
الثعلب : لا تسألني ، يا صديقي ، أين تقع ..
الكلب : لأنه لا يعرف ذلك .
الثعلب : بل اسألني عن حقيقتها .
الديك : لقد سمعنا أكاذيبك عنها .
الثعلب : اليوتوبيا غابة الحرية والإخاء والمساواة
، غابة الحلم .
الدجاجة : الله .
الثعلب : " للدب " أتمنى أن تتفضل معنا .
الدب : أشكرك ، يبدو أنك لن تسافر وحدك .
الثعلب : نعم ، لقد سبقني بعض الأصدقاء .
الكلب : ثعالب مثلك .
الثعلب : بعضهم كلاب ، لكن ليسوا مثلك .
الديك : أنت كاذب .
الثعلب : وبعضهم ديكة ، ولكن ليسوا حمقى .
الديك : أيها اللعين .
الثعلب : ألا تتفضل معنا ؟
الديك : كلا .
الثعلب : ستتفضل يوماً ما .
الديك : امض ِ من هنا
الكلب : امض ِ وإلا مزقتك .
الثعلب : " ينظر إلى الدجاجة ....
الدجاجة : صديقي ..
الديك صه ، أيتها المجنونة .
الكلب : " يهجم على الثعلب " أيها اللعين ،
سأمزقك .
الثعلب : " يهرب " إلى اللقاء .
الكلب يندفع وراء الثعلب
، الدجاجة تدفن وجهها
بين جناحيها ، وهي تبكي
الدب : عزيزتي ، نحن أصدقاؤك ، ولا يهمنا
سوى راحتك وسلامتك ..
الدجاجة : يزداد بكاؤها " ....
الدب : أن الثعلب محتال ، وأنا لا أعتقد أنه
يمكن أن يكون يوماً صديقاً لك ، أو
صديقاً لأي دجاجة .
الديك : ما لكِت بكين ؟ اسكتي .
الدب : دعها ، يا صديقي .
الديك : انظر كيف تبكي وتشهق ، لو أنني
استشهدت بين فكي ذئب متوحش ، هل
كانت تبكي عليّ هكذا ؟
الدب : يا صديقي ..
الديك : كلا بالطبع ، فأنا أعرفها .
الدب : عزيزتي ، هدئي من روعك " يزداد
بكاؤها " إننا نتعاطف مع قضيتك ،
وسنجد لها حلاً عادلا ً .
الديك : انظر كيف تبكي ، لقد فضحتني .
الدب : أنتِ متعبة ، ومن الأفضل أن تذهبي
إلى القن ، وترتاحي قليلاً " يخفت شهيقها
" هيا يا عزيزتي ، اذهبي .
الدجاجة : " تخرج " ....
الدب : عزيزي ، يجب أن تتفهم زوجتك
الدجاجة ، وتلبي بعض مطالبها ، إن
العالم يتطور ، ومن الضروري أن نتطور
نحن أيضاً .
الكلب : " يدخل وهو يلهث " أيها الحكيم ..
الدب : مهلاً ، مهلاً ، ما لك تلهث هكذا ؟
الديك : أخبرني ، هل لحقت بالثعلب ؟
الكلب : اللعين ، غرست أنيابي في مؤخرته .. "
الديك والدب يضحكان " أيها الحكيم ، لا
تضحك .
الدب : " يواصل الضحك " هاهاها لماذا ؟
الكلب : الدبة قادمة .
الدب : " مازال يضحك " هاهاها، ولماذا لا
أضحك ؟
الدبة : " تدخل " أين الحكيم ؟ أين هو ؟
الدب : أعوذ بالله .
الدبة : " تندب " ابني ..
الديك : ما له ؟
الدبة : بحثت عنه في كل مكان ، ولم أجده .
الكلب : لا تخافي عليه ، لم يعد صغيراً .
الدبة : " تنوح " ابني ، ابني " كالحالمة "
البارحة رأيته يطير فوق النهر ..
الدب : يطير !
الدبة : وحوله هالة من نور ..
الدب : يا للجنون ، هل رأيتم دباً يطير ؟
الدبة : هتفتُ به أن يعود ، لكنه هوى إلى النهر
، وهو يصيح أمي .. أمي ..
الدب : لقد جنت .
الدبة : " تنوح " ابني .. ابني ..
الكلب : " ينهنه باكياً " لا تنوحي هكذا .
الدبة : أين أنت الآن ؟ أين أنت ؟
الكلب : " يجهش بالبكاء " لم أعد أحتمل .
الديك : عزيزتي ، هل صحيح أنه كان يطير ؟
الدبة : نعم .. نعم .
الديك : ثم .. هوى إلى النهر ؟
الدبة : وهو يصيح .. أمي .. أمي .
الديك : لم أرَ في حياتي دباً يطير .
الدبة : هل تعتقد أنني أكذب ؟
الديك : كلا ، يا عزيزتي ، لكن ..
الدبة : لقد رأيته بعينيّ ، وهو يهوي إلى النهر
، ويختفي في أعماقه المظلمة ، وحين
استيقظت ، لم أجده إلى جانبي .
الدب : هل كنتِ نائمة !
الدبة : نعم .
الدب : وكيف رأيته إذن ؟
الدبة : في الحلم .
الدب : لعنة الله عليكِ .
الدبة : " تبكي " ابني ، أريد ابني .
الدب : صه .
الكلب : اسكتي ، يا عزيزتي ، سنبحث عنه
جميعاً .
الديك : " وهو يخرج " اسمحوا لي لحظة ،
يجب أن أطمئن أولاً على دجاجتي
الحمقاء .
الدبة : ابني ، ابني العزيز ، آه كم كان جميلاً ،
وهو يطير ، وحوله هالة من النور ، لكنه
فجأة هوى .. هوى .. هو .. ى ..
الديك : " يولول من الخارج " آآآآ ه .
الدبة : " تصيح باكية " ألم أقل لكم ، إنه ابني ،
لقد مات .
الدب : اسكتي أيتها المجنونة .
الكلب : ماذا جرى ؟
الديك : " يدخل مولولاً " يا للكارثة ، لقد تهدم
قني ، تهدم قني ..
الدب : مالك ، يا عزيزي ، مالك ؟
الديك : المجنونة ..
الكلب : من !
الديك : دجاجتي ..
الدب : ما لها ؟
الكلب : ماذا أصابها ؟
الدبة : ماتت ؟
الديك : هربت مع الثعلب .
الكلب : اللعين ، سيأكلها هذه المرة .
الدبة : المسكينة ، كلّ هذا بسببكم .
الدب : يجب أن نلحق بهما ، قبل فوات الأوان .
الدبة : ولبني ؟
الدب : لننقذ الدجاجة أولاً ، ثم نبحث عن الدب
الصغير .
الديك : بسرعة أرجوكم ، بسرعة .
الدب : ليذهب كلّ منّا في طريق " للكلب "
اذهب أنت والديك من هنا " للدبة " وأنتِ
اذهبي من هنا ، هيا يا أعزائي ، هيا .
ينطلق الجميع في اتجاهات
مختلفة ، يبقى المسرح للحظة
خالياً ، ثم يُسدل ..
الستار
( الفصل الثالث )
فسحة في الغابة ، تحف بها
أشجار كثيفة ، يدخل الدب ،
يسود المكان هدوء عميق
الدب : آه ، لقد أنهكني السير ، عندما كنتُ يافعاً
، لم يكن يهمني أن أعدو النهار بطوله ،
أما الآن فإن ساعة واحدة من السير تكاد
تقعدني" يند صوت من بين الأشجار "
لعله الثعلب " يتسمع " آه ليس هو ،
اللعين ، سيدفع الثمن غالياً .
الدبة : " تدخل وهي تنوح " ابني ..
الدب : أيتها المجنونة ، ماذا دهاكِ ؟
الدبة : ابني ، ابني ..
الدب : كفي عن النواح ، ألا ترين إننا نبحث
عنه ؟
الدبة : ابني ليس هنا ..
الدب : من أدراك ؟
الدبة : إنه في النهر .
الدب : ثانية ؟
الدبة : صديقه الأرنب أخبرني بذلك .
الدب : وماذا يفعل في النهر ؟
الدبة : أغواه الثعلب .
الدب : الثعلب !
الدبة : وطلب أن يصطاد له سمكة .
الدب : اللعين
الدبة : ومن يدري ، لعل التيار قد جرفه .
الدب : لا تخافي عليه ، إنه يجيد السباحة .
الدبة : لكنه صغير ، والتيار قوي ، آه ابني ،
أين أنت الآن ؟ أين أنت ؟
الدب : اللعين ، سيجر علينا الدمار ، الدب
الصغير قد يكون في النهر فعلاً ، أما
الدجاجة فلا يعرف مكانها إلا الله .
الديك والكلب يدخلان ،
وهما يتلفتان حولهما
الديك : أنا أيضاً أعرف .
الدب : أين هي ؟ أخبرني .
الديك : في بطن الثعلب .
الدبة : أكلها ! " تنوح " يا للدجاجة المسكينة .
الديك : آه .
الدبة : كانت رحمها الله دجاجة فاضلة ..
الديك : آه يا زوجتي العزيزة .
الدبة : كانت شجاعة جسورة ..
الديك : آه يا دجاجتي المجنونة .
الدبة : لن يجود الدهر بمثلها أبداً .
الكلب : " ينشج باكياً " الرحمة ، أنتما تبكياني .
الديك : عودي إليّ ، وسأفعل ما تريدين ، سأنام
على البيض ، وأعنى بالصغار ، و ..
الكلب : " يتشمم " صه ، إنهما قريبان من هنا .
الدب : قريبان !
الدبة : ألم تمت الدجاجة !
الكلب : كلا .
الدبة : لكن الديك قال ..
الكلب : صه ، إنني أشمّ رائحته .
الدبة : رائحة من ؟
الكلب : الثعلب .
الديك : ودجاجتي ؟
الكلب : " محرجاً " دجاجتك ..
الديك : ألا تشمّ رائحتها ؟
الكلب : الحقيقة ، إنني أشمّ رائحته ..
الديك : ألم أقل لكم ؟
الدب : يا صديقي ..
الديك : لقد أكلها .
الدبة : " تنوح " فليرحمها الله ، كانت دجاجة..
الدب : صه أيتها الحمقاء .
الدبة : إنها صديقتي الوحيدة ، دعني أبكيها .
الكلب : " يتسمع " أصغوا ، إنني أسمع وقع
أقدام .
الدب : هيا نختبىء في هذه الأجمة .
الكلب : هيا يا أصدقائي ، هيا بسرعة .
الديك : " للكلب " أخبرني ، أهي معه ؟
الدب : تعال ، يا صديقي ، سنعرف هذا بعد
قليل .
يختبىء الجميع في الأجمة ، تدخل
الدجاجة والثعلب ، يقعي الثعلب في
طرف ، والدجاجة في طرف آخر
الدجاجة : آه ، إنني متعبة .
الثعلب : أنا أيضاً متعب ، آه .
الدجاجة : وجائعة .
الثعلب : أرجوكِ ، لا تذكريني بالجوع .
الدجاجة : يمكنني أن أحتمل أي شيء إلا الجوع .
الثعلب : أنا أيضاً مثلك ، وخاصة عندما يكون
أشهى الطعام أمامي .
الدجاجة : آه .
الثعلب : كان أبي حكيماً ، وكانت له مقولة
ترددها جميع الثعالب ، كان يقول ، لو
كان الجوع دجاجة لأكلته .
الدجاجة : " بفزع " ماذا !
الثعلب : عفواً ، لو كان ثعلباً ، آه ، إنني أحسده ،
فقد ارتاح الآن من هذا الهم .
الدجاجة : هل هو في غابة اليوتوبيا ؟
الثعلب : كلا .
الدجاجة : أين هو إذن ؟
الثعلب : يرقد في بطن أسد .
الدجاجة : آه .
الثعلب : كان ثعلباً حكيماً ، والثعالب مازالت
تؤمن بحكمته .
الدجاجة : أتعرف ماذا أتمنى الآن ؟
الثعلب : ماذا ؟
الدجاجة : حفنة شعير ، وقدح ماء ، وأنت ؟
الثعلب : أنا !
الدجاجة : ماذا تتمنى .
الثعلب : " يحدق فيها " وماذا يمكن أن يتمناه
ثعلب ؟
الدجاجة : ماذا!
الثعلب : أتمنى أن ترتاحي ، في غابتي ، غابة
اليوتوبيا .
الدجاجة : أشكرك ، أشكرك جداً .
الثعلب : صدقيني ، يا عزيزتي ، إذا دخلتي
غابتي ، فلن تخرجي منها أبداً .
الدجاجة : ألم يسبقني إليها أحد ؟
الثعلب : مئات الطيور والفراخ والدجاج و ..
الدجاجة : والأغنام والماعز و ..
الثعلب : كلا ، كلا ، ماذا تظنين غابتي ؟ بطن
إنسان ؟
الدجاجة : لكمه أيضاً حيوانات مسالمة .
الثعلب : إن غابتي خاصة .
الدجاجة : بالدجاج ؟
الثعلب : كلا ، فقد دخلتها مئات الطيور والفراخ
، وحتى الديكة .
الدجاجة : لابد أنها مزدحمة إذن .
الثعلب : كلا ، كلا ، ليست مزدحمة ، وأستطيع
أن أؤكد لك ، إنها الآن تكاد تكون فارغة
الدجاجة : " تلوذ بالصمت " ....
الثعلب : " ينظر إلها " ....
الدجاجة : لماذا تنظر إليّ هكذا ؟
الثعلب : أنت جميلة .
الدجاجة : أشكرك .
الثعلب : وسمينة ..
الدجاجة : حقاً !
الثعلب : ومشتهاة ..
الدجاجة : ماذا تقول ؟
الثعلب : وأنا معجب بك ، وخاصة بجسمك
السمين .. الطيب .. المشتهى .
الدجاجة : ماذا دهاك ؟
الثعلب : انظري إليّ ، من أنا ؟
الدجاجة : أنت صديقي .
الثعلب : من أنا ؟
الدجاجة : ثعلب .
الثعلب : حسناً ، وأنتِ ؟
الدجاجة : دجاجة .
الثعلب : أرأيتِ ؟ أنا ثعلب ، وأنت دجاجة ، هكذا
خلقنا .
الدجاجة : أرجوك ، أنا صديقتك .
الثعلب : أنتِ دجاجة .. سمينة ..
الدجاجة : وأنت ثعلب متطور ..
الثعلب : وأنا جائع ..
الدجاجة : أرجوك .
الثعلب : جائع جداً .
الدجاجة : ارحمني .
الثعلب : اقتربي مني ، اقتربي .
الدجاجة : ارحمني ، ارحمني .
الثعلب : تعالي إلى غابتي ، غابة اليوتوبيا "
يهجم عليها " تعالي وسوف ترتاحين إلى
الأبد .
الدجاجة : " تهرب " النجدة ، النجدة .
الثعلب : لن يسمعكِ هنا أحد .
الدجاجة : أصدقائي ، أصدقائي ..
الثعلب : لم يعد لكِ أصدقاء ، هيا .
الدجاجة : أنقذوني ، سيفتك الثعلب بي .
الثعلب : ادخلي غابتي ، ادخليها ، وأريحيني .
الثعلب يحاصر الدجاجة ، يدخل
الجميع ويحاصرون الثعلب ،
فيتمالك نفسه ، ويبتسم في مكر
الثعلب : أهلاً بالأصدقاء ، تفضلوا ، الجو هنا
رائع " يحدقون فيه " لقد شعرت صديقتي
الدجاجة بالضجر ، فاقترحت عليها أن
نلعب لعبة ..
الدبة : إنني أعرف ألعابك .
الثعلب : لعبة .. الدجاجة والثعلب .
الدب : يبدو إننا وصلنا قبل النهاية .
الثعلب : آه ، إن أطيب قطعة من اللعبة ..
النهاية.
الدبة : أين ابني ؟
الثعلب : ابنك ! آه ، الدب الصغير ، إنني أعرف
مكانه " يهمّ بالخروج " أمهليني لحظة ،
سآتيك به.
الدب : " يقف في وجهه " حدثنا أولاً عن
النهاية .
الكلب : وسنحدثك نحن أيضاً عن نهايتك .
الثعلب : نهايتي !
الدب : حدثنا عن نهاية اللعبة .
الثعلب : لعبة الدجاجة والثعلب ؟
الدب : " يهز رأسه " ....
الثعلب : في النهاية ، ينقض الثعلب على الدجاجة
، ويمزقها ، و ..
الدبة : هذا ما سأفعله بك ، أين ابني ؟
الثعلب : " يحاول أن يتملص " لحظة ، سآتي
كبه .
الدب : لن تخرج من هنا .
الثعلب : ارأف بأمه المسكينة .
الدب : قلت لن تخرج الآن .
الثعلب : ألا تخشى على ابنك ؟
الدب : إنني أخشى عليه منك .
الثعلب : مني ! ماذا جنيت ؟
الدبة : لقد غررت به .
الثعلب : أنا !
الدبة : وجعلته ينزل النهر الهائج ، ليصطاد لك
سمكة .
الثعلب : من أخبرك بهذه الكذبة ؟
الدبة : الأرنب .
الثعلب : طبعاً الأرنب ، من يكون غيره ..
الدبة : إن الأرنب صادق .
الثعلب : يا صديقتي ، إذا كان الأرنب صادقاً ،
فمن يكون الكاذب إذن ؟
الدبة : أنت .
الثعلب : اسألي أي حيوان محترم ، عن سبب
الشق في الشفة العليا للأرنب ، ولن تجدي
حيواناً واحداً ، لا يقول لك ، إن السبب
هو الكذب ، يا للعي ، كيف يمكن أن
أغوي ابنك الصغير ، على النزول إلى
النهر الهائج ، أليس لي ضمير ؟
يدخل الدب الصغير ، والماء
يقطر منه ، الدبة تنظر إليه
الدب الصغير : " يتوقف صامتاً " ....
الدبة : ابني ، لقد بحثت عنك في كل مكان ،
أين كنت ؟
الدب الصغير : في النهر .
الثعلب : آه .. قلبي .
الدب الصغير : " للثعلب " لم أستطع أن أصطاد لك
شيئاً .
الثعلب : قتلتني .
الدبة : " للثعلب " الأرنب يكذب ؟
الدب الصغير : لقد جرفني التيار وكدت أغرق .
الدبة : " للثعلب " سأمزقك .
الثعلب : أرجوك ، أصغي إليّ .
الديك : دعيني أفقأ عينيه .
الثعلب : الرحمة .
الكلب : دعوني أعضه .
الثعلب : لا ..
الكلب : " للثعلب " سأقطع لسانك ، حتى لا
تغرر بأحد ثانية ؟
الدب : لحظة أرجوكم .
الدبة : دعني أمزقه ، لقد أوشك لبني على
الغرق .
الدب : أصغوا إليّ ..
الديك : دعني أفقأ عينيه ، لقد كاد يرملني .
الدب : أصغوا أرجوكم ، لديّ فكرة ..
الطلب : أيها الأصدقاء ، دعونا نسمع صوت
الحكمة .
الدب : لقد كنّا سعداء ، قبل أن يطهر الثعلب
بيننا ..
الكلب : أحسنت .
الدب : وسنكون سعداء إذا اختفى .
الدبة : سنمزقه إرباً .
الدب : كلا .
الكلب : ماذا نفعل به إذن ؟
الدب : ننفيه .
الديك : لكنه قد يعود .
الدب : لن يعود .
الدبة : وإذا عاد ؟
الكلب : أقطع لسانه .
الدب الصغير : أرميه في النهر .
الدجاجة : أفقأ عينيه .
الديك : عزيزتي ، افقئي أنت عيناً ، وأفقأ أنا
عينه الأخرى .
الدب : " للثعلب " لقد استمعت إلى حكمنا ،
اذهب ولا تعد .
الثعلب : حسناً ، سأذهب " للدب " ألا تأتي معي؟
الديك : اذهب قبل أن أفقأ عينيك .
الثعلب : قد نلتقي في يوم ما .
الديك : لن نلتقي أبداً .
الثعلب : وإذا كنتُ لن ألتقي بك ، فسيلتقي حفيدي
بحفيدك ، وستدفع الثمن .
الكلب : " يهجم على الثعلب " سأقطع لسانك
هذه المرة .
الثعلب يطلق ساقيه للريح ، الكلب
يعدو وراءه ، وهو ينبح ، الجميع
يغرقون في الضحك
ستار
0 التعليقات:
إرسال تعليق