اليوم الرابع من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي السابع يوم عراقي بامتياز يتوهج بعطاءات كوكبة من مبدعي المسرح العراقي
مجلة الفنون المسرحية
اليوم الرابع من مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي السابع
يوم عراقي بامتياز يتوهج بعطاءات كوكبة من مبدعي المسرح العراقي
عقد ندوة الاحتفاء بالمسرح العراقي وتأريخه ورموزه وتسليط الضوء على أهم وأبرز الظواهر التي شهدها هذا المسرح العريق يديرهاد. حيدر منعثر بمشاركة د. صميم حسب الله والمخرج جبار المشهداني
حفل توقيع كتابين عراقيين مهمين للناقد والمخرج الدكتور حليم هاتف والكاتب والمخرج منير راضي
تكريم الكاتب المسرحي الشاب د. ميثم هاشم طاهر لفوزه بالمركز الأول في مسابقة يسري الجندي للتأليف المسرحي وعلي الزيدي عضواً في لجنة تحكيمها
عرض مسرحية (مخدة) للمخرج الشاب منتظر سعدون ضمن المسابقة الكبرى والنجمة آلاء حسين عضواً في لجنة تحكيمها
مصر – شرم الشيخ – عبد العليم البناء
وسط حضور عراقي فاعل ومتنوع يتقدمه نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، في إطار فعاليات الدورة السابعة لمهرجان شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابى، التي أفتتحت مساء الجمعة الخامس والعشرين من تشرين الثاني 2022، برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة نيفين الكيلانى، ومحافظ جنوب سيناء اللواء خالد فوده،وبرئاسة فخرية لسيدة المسرح العربي الفنانة القديرة سميحة أيوب، ورئاسة المخرج مازن الغرباوي وإدارة الدكتورة إنجي البستاوي، وفي إطار الاختيار النوعي للعراق كضيف شرف يشهد المهرجان في يومه الرابع الإثنين 28/11/2022، يوماً عراقياً بامتياز، بما ينطوي عليه من فعاليات نوعية مؤثرة وبالغة الأهمية، تكشف عن طاقات وقدرات وتاريخ المسرح العراقي المؤثر والعميق والمتواصل منذ عقود، حيث تتوجت مسيرته العريقة والرائدة بحصد مواقع الصدارة والمزيد من الجوائز المهمة والمراكزالمتقدمة في المهرجانات المسرحية المحلية والعربية والعالمية.
وفي وتيرة متصاعدة من الحراك المسرحي العراقي الفاعل يتكرس اليوم الرابع من هذا المهرجان المهم ليكون قولاً وفعلاً يوم الاحتفاء بمجموعة أخرى مبدعي العراق الساعين دوماً الى إشاعة قيم وثقافة الجمال والابداع ولغة الحب والسلام والحوار، حيث يبتديء برنامج الفعاليات العراقية النوعية، في تمام الساعة العاشرة صباحاً، بندوة الإحتفاء بالنصوص المسرحية الفائزة بـ(جائزة يسري الجندي للتأليف المسرحي) التي حصد المركز الأول فيها الكاتب المسرحيوالروائي العراقي الدكتور ميثم هاشم طاهر عن نصه الموسوم (سادل الحياة الظريف)، والذي يضيف إسماً مبدعاً جديداً الى ساحة التأليف المسرحي في العراق والوطن العربي إذ سبق له أن فاز بالمركز الأول في جائزة (الشارقة)، الدورة 25، 2022، عن مسرحيته (العاقر والمهد).
ونصه الفائز (سادل الحياة الظريف)، "يشتغل في مساحة مشتركة بين الفلسفة والأدب، يحاول المؤلف من خلال "ضرورة السلوان في العالم" أن يمنح للموت بُعداً آخر، لمن ينتظرونه، بُعداً يكرّس الخفّة إزاء ثقالة سؤال الموت المبهم والغامض، هذه الخفة كان بطلاها شخصيتين، أحدهما راهب لجأ إلى الصحراء (معبد الرب الكبير) ليعيش وحدته وعزلته هرباً من لوثة العالم، بينما الآخر كان (طيف الموت)، الموت/ الفعل لا ملاك الموت، وقد ظهر شخصيةً تناقض الصورة المخيفة السائدة له، ولقاء البطلين كان في لحظات احتضار الراهب، ليُسدَل ستار حياته، لكن الموت ظهر في النصّ ليس بوصفه سادلاً بغيضاً ومخيفاً، بل سادلاً طريفاً وفكهاً، يرقص ويدخّن ويلقي المُزح، ويلعب".
لجنة تحكيم هذه الجائزة ضمت الكاتب والمخرج الفلسطيني الكبيرغنام غنام، والكاتب المسرحي المصري الكبير إبراهيم الحسيني، اضافة الى الكاتب المسرحي العراقي الكبيرعلي عبد النبي الزيدي صاحب الروائع المسرحية الحائزة على الكثير من الجوائز والمراكز المتقدمة، والتي كانت الأكثر استقطاباً وانتاجاً وإخراجاً داخل وخارج العراق، فضلاً عن عديد الدراسات والبحوث والنقود والرسائل والأطروحات الأكاديمية، التي حفرت ونقبت في رؤاه ومنهجه في التأليف المسرحي، المتناغم مع هموم وتطلعات الإنسان أينما كان.
وفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً من اليوم ذاته سيتم عقد ندوة الاحتفاء بالمسرح العراقي وتأريخه ورموزوتسليط الضوء على أهم وأبرز الظواهر التي شهدها هذا المسرح العريق وما حققه من منجزات إبداعية كبيرة على الأصعدة المحلية والعربية والعالمية، ويديرها الدكتور حيدر منعثر، ود. صميم حسب الله، والمخرج المسرحي جبار المشهداني.
كما يشهد اليوم ذاته، وعلى صعيد البحث والدراسة والتأليف، وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً، حفل توقيع كتابين عراقيين مهمين أحدهما للناقد والمخرج الدكتور حليم هاتف بعنوان (هجنة الأداء التمثيلي في عروض مسرح ما بعد الحداثة)، والثاني للكاتب والمخرج منير راضي بعنوان (شكسبير في جبل الأوليمب)، حيث يتناول كتاب الدكتور حليم هاتف "مصطلح الهجنة ضمن أنطقة مفاهيم ما بعد الحداثة ويرتبط ذلك بآراء بعض المفكرين والفلاسفة المتمثلة بـ(ميخائيل باختين،ادورد سعيد، هومي . ك . بابا، جوليل كرستيفا، رولان بارت، جيرار جينت)، ليؤكدوا لنا أن الأجناس الفنية هي أجناس ليس نقية بل ظلت في تداخلات واختلاطات وتمازجات، حيث ساهمت هذه التداخلات في تفعيل الجوانب الجمالية والابداعية في تلك الأجناس والمسرح بوصفه جنساً فنياً أخذت الهجنة اثراً ثيمياً واضحاً لعناصر العرض المسرحي والأداء التمثيلي واحداً من تلك العناصر المهمة في العرض حيث انطلق الباحث من هذه المفاهيم وانعكاساتها على الفنون وهو يتناول الهجنة كمفهوم والهجنة وكذلك الهجنة واداءاتها الفنية عبر عناوين:المثاقفة، التثاقف، التناص، الحوارية، الكرنفال، الإشهار)، ليتوقف عند محاور أخرى عدة.".
في حين يتناول الكاتب والمخرج منير راضي في كتابه المذكور "الإنسان في صراعاته ما بين الحب تارة ومقاومته تارة أخرى من أجل البقاء للدفاع عن كينونته وحلمه ووجوده؟ أحيانا بعض الكلمات تتحول الى قطع يابسة حين يكون الحديث عن حياة رجل اختلف فيه الكثيرون (شكسبير) وها أنا أتوسط جميع الفرقاء ولكن برؤيتي الخاصة وتفحصي الدقيق ورأيي الذي أحترمه جداً لأني أجد فيه قول ما لم يقال في تشخيص الأرث الشكسبيري, لأن القدريات عندي لا يصنعها السارقون والمارقون في تراث الامم, أن القدرة تتكون من مجموعة من الاستجابات، وترتبط ارتباطا كبيراً فيما بينها لذلك ابحرت في أشرعة كانت الرياح فيها تتطاير هنا وهناك في الادب الانجليزي حيث يقف المدعو شكسبير شامخا بشاربه المعقوف يتلصص وينتهز المواقف المريبة والدسائس وحمامات الدم في بلاط الملوك والنبلاء والقادة والامراء وبيوت السحرة والشعوذة ليختفي شكسبير عن الوجود عن كل معارفه ولمدة عشر سنين ثم يظهر وهو يدس أعماله بين خشبات المسارح هنا وهناك بشكل مريب. يقول شكسبير: إذا كان لك ثقة بنفسك فإنك ستلهم الآخرين الثقة. يجب أن تثق بنفسك. وإذا لم تثق بنفسك، فمن ذا الذي سيثق بك. لو اعتقدت أنك قادر على فعل شيء ما، أو اعتقدت أنك غير قادر على فعل شيء ما، ففي كلتا الحالتين أنت على صواب , وأنا أقول له, نعم اتفق معك وبذلك قبلت التحدي بثقتي كي اكتب ما يفلسف به ثقتي واعْتِقادي أنه يجب ان ارد عليك بما اذهب به في مسرحياتي و(شكسبير في جبل الاوليمب )، وسبقها مسرحيتي (أنا مكبث) أيضاً برغم وعورة دروب التواريخ والمساند التاريخية".
وفي تمام الساعة الخامسة والنصف وفي مسرح قصر الثقافة في شرم الشيخ، وضمن المسابقة الكبرى للمهرجان، سيتم عرض المسرحية العراقية (مخدة) توليف ودراما تورج واخراج وسينوغرافيا الفنان الشاب منتظر سعدون نعمة، من محافظة الديوانية وسط العراق في عرضها العالمي الأول، وهي من تمثيل الفنانين: مصطفى الهلالي، نوفل خالد، علي نوري، حسن كريم، وإضاءة جعفر بشير، وتنفيذ الموسيقى حيدر حليم.
ومسرحية (مخدة) هي متواليات زمكانية لأحلام تداخلت مع القلق عبر تمرحلات حياة إنسان يسكن رأسه الاغتراب منذ الطفولة وحتى عندما تقدم به العمر، ومابين الظل والضوء ترقص مرايا الروح التي لاتستكين وهي تبحث عن خلاصها بعيداً عن قرين الألم الذي لاينفك يلازمها، ويملي عليها خارطة هذا القيد الذي عاش معه الفرد العراقي في سباق مستمر مع الوجع, و(مخدة) هي مجموعة كوابيس تناولت صرخة مخلوق فرانكشتايني قادم من عالم غريب، يدخل في مختبر غير تقليدي يتم خلقه من جديد عن طريق راقص يمثل العالم المثالي، فيصطدم في الأخير ليرى ذلك العالم الغريب الذي أتى منه أفضل بكثير من هذه الفوضى التي شحن من أجلها."
وحسب المخرج منتظر سعدون الذي لم يتمكن من الحضور بسبب التزاماته الدراسية كطالب دراسات عليا:" لم تختلف هذه التجربة عن العروض التي أنتجتها في السابق كونها كلها دخلت في مضمار التجربة الحديثة، التي حاولت الوصول إليها عن طريق بث مقترحات وفرضيات تتماشى مع المتغيرات التكنولوجية الخطيرة التي أسقطت كل المفاهيم الأخرى, ومواكبة المتغيرات الآيديولوجية التي يعيشها الفرد العراقي من الأنظمة (السياسية, الدينية, الاجتماعية)، التي عصفت بذاكرة شاب عراقي واكب هذه المتحولات بطريقة مباشرة."
كما ترشح الدكتور علي محمد عبيد الكاظم ببحثه الموسوم (سيسولوجية الأمكنة وانعاكساتها في أداء الممثل المسرحي) الى القائمة القصيرة لمسابقة أبو الحسن سلام للبحث العلمي التي ستعلن نتائجها في حفل ختام المهرجان مساء يوم الأربعاء المقبلة الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبرالحالي (2022)، إضافة الى الإعلان عن أسماء الفائزين بجائزتي الفنان القدير شيخ المخرجين المسرحيين العراقيين سامي عبد الحميد والمخرج المسرحي الكبير صلاح القصب.
كما تم اختنيار النجمة المتألقة آلاء حسين عضواً في لجنة تحكيم المسابقة الكبرى والدكتور صميم حسب الله عضواً في لجنة تحكيم مسابقة عروض مسرح الشارع لما يمتلكانه من تاريخ مسرحي وفني حافل أهلهما لهذين المركزين اللذين يفتخر بهما المسرح العراقي والعربي.
كما سيشهد حفل الختام تكريم النجمة زهرة بدن بدرع سميحة أيوب التقديري لتاريخها المسرحي والفني والابداعي الحافل، بعد أن تم تكريم الفنان المسرحي الكبير مازن محمد مصطفى بالدرع ذاته في حفل الإفتتاح الذي أقيم في الخامس والعشرين من هذا الشهر.
0 التعليقات:
إرسال تعليق