تجليات تحت المطر مع الاجل حارس
مجلة الفنون المسرحيةمصطفى محمد باقر
من تأليف الدكتور: حميد صابر علي واخراج : سنان العزاوي وتمثيل عواطف سلمان
والدكتور جبار خماط
علي نجم ومرتضى شهاب
ومجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة مع الرادود علي الحريشاوي
الاشراف العام : الدكتور مضاد الاسدي عميد كلية الفنون الجميلة / بغداد
شهد يوم الخميس ذكرى استشهاد الامام علي عليه السلام محفل طقسي قامت به كلية الفنون الجميلة بغداد ، ففي مهرجانهم كان تمهيدا للعرض انغام الاناشيد الدينية بحق امير المؤمنين عليه السلام ، فكانت بداية لتهيئة الجو النفسي للمتفرج بعد ان لعبت الطبيعة دورها بنزول المطر الذي زين العرض ، فالنص هو من تأليف الدكتور حميد صابر، فمذ كنت طالباً عنده عرفته يتغنى بحب علي وال الرسول عليهم الصلاة والسلام ، فهو مؤمن بأن المسرح الصوت الذي ينقل الفكر والثقافة والقيم الانسانية السامية ، عمل المؤلف على معالجات جديدة مميزة في النص الادبي موظفا الماضي بالحاضر بأسلوب معاصر وملحمي ، فقد نظر الى الاحداث والوقائع التاريخية من زوايا مختلفة فجعل من فكره المتجدد الذي ينبع من اصل التجارب الفنية السابقة في تشكيل عنصر الابهار عند المتفرج، فقد اخذ المؤلف على عاتقه المسافة الجمالية التي بينت الاثر الجيد في نفوس المتفرجين ، اما العمل الابداعي الذي قام به المخرج سنان العزاوي الذي اضاف الحس الجمالي الممزوج بروح الطقس الذي برزه الاداء الصوتي والجسدي من خلال التكوين للاحداث المستمرة، حيث الفعل يحدث تغيير فيه من تكوين جماعي الى انفرادي ثم بعد ذلك يتكونون كتلة واحدة ، كذلك المتفرج كان متداخلا مع العرض ، فأصبح التجلي الروحي المطلق ممتزجاً فيه تذكر الماضي وللحظة الحاضرة ، فأن وسيلة التعبير التي تمثلت بمحاكاة الافعال والصراعات والاحداث الماضية التي عكسها المخرج بأسلوب حداثوي ملحمي دمج عدة عناصر ساعدة في تكوين جماليات وصور متعدد مثل مشهد ابن ملجم الذي اخرجه غير متزن سلوكيا والمشهد الاخر الحروف والكلمات التي كانت تبين منبع الحكمة والفكر العميق عند امير المؤمنين ، ومشهد اللطم والنعي الذي اخذ الجانب الطقسي، اما الادوار التي قام بتجسيدها الممثلين عبرت عن العنصر الاساسي في تكوين الصورة الجمالية للعرض ، فالممثلة عواطف سلمان اجادت الدور بأسلوب متقن واداء عالي ، اما الدكتور جبار خماط فقد كان لحضوره وصوته المميز جعل المشاهد مشدود لألقائه الذي اختزن الكثير من الوجع والحسرة والتساؤلات ، اما مرتضى شهاب الذي جسد شخصية الطالب الباحث الذي يتقصى عن الحقائق والانجازات الخالدة لسيد البلغاء في شتى العلوم فقد اوضحه المؤلف الامتداد الفكري والثقافي والثوري المتمثل بصوت الحق ، اما قمبر وهو الدور الذي انيط بعلي نجم الذي كان يبحث منذ انطلاقة العرض حتى نهايته فقد صوره المخرج بزي مقدس يمثل الحمية والاباء و الذي يحمي الامتداد الفكري العلوي من ابن ملجم جديد لكن صوت الحق والضمير الحي يصدح في الارجاء (يا قمبر عد فالاجل حارس) نعم لا تخف ياقمبر فهناك كثيرون ما زالوا على صوت علي الباقي والخالد في داخل كل ضمير حي ، فهذه الصور الفنية التي جسدت القليل من عظمة سيد الاوصياء والبلغاء لا تفي بحقه وغزارة علمه .
0 التعليقات:
إرسال تعليق