مسرحية للفتيان " بيرام وتسبيه " تأليف طلال حسن
مجلة الفنون المسرحية شخصيات المسرحية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ بيرام
2 ـ تسبيه
3 ـ اشوميا
4 ـ بونو
5 ـ أم اشوميا
6 ـ الكاهن الأكبر
7 ـ ثلاثة صيادين
البداية
ــــــــــــــــــــ
خلاء ، شجرة توت ،
ضريح في المؤخرة
صوت غناء :
تنتهي الأغنية ، يدخل فارس
وسلوى في ثياب عصرية
سلوى : هذا مكان غريب .
فارس : أردتُ أن تريه .
سلوى : ها إني أراه .
فارس : أنظري ، يا عزيزتي ، منظر مشهد
مسرحي ، خلاء ، شجرة توت ، و
.. وضريح .
سلوى : دع المشاهد المسرحية ، لحياتك
الدراسية في كلية الفنون ، التي تخرجت
منها .
فارس : لن أدعه ، لأن له علاقة حميمة بحياتنا
، أنا وأنتِ .
سلوى : له علاقة ! وهذا الضريح ؟
فارس : الأساس هو الضريح .
سلوى : " تقترب من الضريح وتتأمله " يبدو
أنه قديم ، قديم جداً .
فارس : أقدم مما تتصورين .
سلوى : " تدقق النظر في الكتابة " ....
فارس : بيرام وتسبيه .
سلوى : " تنظر إليه مستفهمة " ....
فارس : إنهما يرقدان هنا ..
سلوى : بيرام وتسبيه ؟
فارس : منذ آلاف السنين .
سلوى : أنت تحيرني .
فارس : وكانا مثلنا ..
سلوى : " تنظر إليه " تعني .. ؟
فارس : " يهز رأسه " ....
سلوى : ثمّ ..
فارس : الشاب كان له أبّ مثل أبي ، والفتاة
كان لها أم مثل .. أبيكِ .
سلوى : " محتجة " فارس .
فارس : أعني عنيد .
سلوى : ثمّ ..
فارس : ثمّ " يمسك يدها " تعالي نجلس تحت
شجرة التوت هذه ، وسأروي لكِ حكاية
.. بيرام وتسبيه .
فارس وسلوى يسران يداً
بيد ، ويجلسان تحت الشجرة
إظلام
المشهد الأول
خلاء ، شجرة توت ،
ضريح في المؤخرة
صوت غناء : أغنية حب بابلية .
" تنتهي الأغنية .
تدخل اشوميا متسللة ،
وتتوقف متلفتة حولها
اشوميا : سيأتي بيرام ، لن يتأخر ، لقد تبعته عن
كثب حالما غادر بابل ، إنه يأتي إلى هنا
كلّ يوم " تتلفت متحيرة " ترى ما الذي
يأتي به إلى هذا المكان الموحش ؟ "
بلهجة ساخرة " ربما ليجلس تحت شجرة
التوت هذه " تنظر إلى الغدير " أو يقف
قرب ذاك الغدير ، يفكر ، ترى فيمَ يفكر
؟ ليته يفكر فيّ " تنظر إلى الضريح "أو
يزور ضريح الملك نينوس ، زوج الملكة
سمسيراميس ، أو .. " تنظر إلى الخارج
" هناك كهف ، لعله يأتي ليختلي فيه ،
وحده ؟ يا لها من خلوة ، مهما يكن ، إنه
بيرام ، وإلهي هذا ، الذي خلقته عشتار
إنساناً لتعذبني به ، ليتها لم تخلقه بهذا ..
البيرام " تنصت " هذه وقع أقدام ، أهو
بيرام ؟ لكنها وقع أقدام متلصصة ، من
يدري " تسرع نحو الشجرة " فلأختبىء
وراء الشجرة هذه .
اشوميا تختبىء وراء
الشجرة ، يدخل بونو
بونو : " يتوقف متلفتاً " إنها ليست هنا ؟ ترى
أين مضت ؟ " يصمت متلفتاً " هذا مكان
موحش ، وخطر ، ترى لماذا غادرت
بابل ، وأتت إلى هنا ؟
اشوميا : " تخرج من وراء الشجرة " ....
بونو : " يفاجأ " آه .
اشوميا : أنت تتبعني في بابل حيثما أذهب ..
بونو : عفواً .. عفواً ..
اشوميا : دون أن تقترب مني ..
بونو : لا أريد أن أزعجك ..
اشوميا : ودون أن توجه إليّ كلمة واحدة .
بونو : ليتني أستطيع ، لكن ..
اشوميا : آه .. ليتك .. " بصوت لا يكاد يُسع "
بيرام .
بونو : " يميل إليها " اسمي .. بونو .
عواء : " من بعيد " عووووو .
بونو : ذئب .
اشوميا : بل ثعلب .
بونو : ربما .
اشوميا : ليس ربما ، أكيد .
بونو : كما ترين " يقترب منها قليلاً " ..
اشوميا : " تنظر إليه " ....
بونو : هذا مكان موحش ..
اشوميا : " تشيح عنه " ....
بونو : وخطر .
اشوميا : إذا كنتَ خائفاً ، فعد من حيث أتيت .
بونو : إنني خائف عليك .
اشوميا : دعك مني ..
صوت زئير : " من بعيد " آآآآآ .
اشوميا : " ترتمي خائفة بين ذراعيه " يا ويلي ..
أسد .
بونو : " محرجاً لا يعرف ماذا يفعل " نعم ..
نعم .. إنه أسد .
اشوميا : " تنسحب من بين ذراعيه " يا لحمقي ،
وكأنك ستخلصني من الأسد .
بونو : سأحاول ذلك ، إذا اقتضى الأمر ، حتى
لو ..
اشوميا : " تشيح عنه مترددة " ....
صوت زئير : " من مكان قريب " آآآآآ .
اشوميا : " تهم بالارتماء بين ذراعيه ثانية " يا
للإله مردوخ .. الأسد " تتوقف " .
بونو : قلتُ لكِ ، هذا المكان خطر .
صوت زئير : " من مكان أقرب " آآآآآ .
اشوميا : " تسرع نحو الخارج " فلأهرب .
بونو : " يهم باللحاق بها " توقفي ، أنت
تتجهين نحو .. الزئير .
اشوميا : " تخرج دون أن تلتفت إليه " ....
صوت الزئير : " من مكان قريب جداً " ....
بونو : يا ويلي " يسرع نحوها " يبدو أن الأسد
يهاجمها ، فلألحق بها .
بونو يخرج مسرعاً ،
في أثر اشوميا
اشوميا : " من الخارج " النجدة .. النجدة .. آآآآ .
بونو : " من الخارج " يا ويلي ، الأسد
يهاجمها ، فلأحاول إنقاذها .
أصوات صراخ وعراك ،
يدخل ثلاثة صيادين
الأول : أصغيا ، إنه الأسد .
الثاني : نعم ، نعم ، إنه الأسد .
الثالث : يبدو أن هذا اللعين ، يهاجم أحدهم ،
وسيفتك به .
الثاني : " يسرع نحو الخارج رافعاً هراوته "
فلنجهز على هذا الأسد اللعين .
الأول : " يركض في أثره رافعاً رمحه "
فلنسرع ، وننقذ الضحية ، قبل فوات
الأوان .
الثالث : " يركض في أثرهما شاهراً خنجره "
لنقتل هذا الأسد اللعين ، فقد فتك بأكثر
من واحد ، خلال الفترة الأخيرة .
الصيادون الثلاثة يخرجون ،
أصوات مختلطة تتلاشى بالتدريج
إظلام
المشهد الثاني
اشوميا في فراشها ،
صوت أغنية بابلية
الأغنية :
الأغنية تنتهي ، صمت ،
اشوميا تعتدل قليلاً
اتشوميا : ليت الأسد افترسني ، ذلك اللعين ، ليته
افترسني ، وخلصني مما أعانيه ، لا ، لو
افترسني الأسد ، لبقي بيرام ، بقي في
هذا العالم ، ومن يدري ، فقد تلعب بعقله
فتاة أشطر مني ، وتنسيه حتى .. مردوخ
" تهز رأسها " لا ، هذا مستحيل ، أنا
اتشوميا ، لم أصل إليه ، ولن أصل إليه ،
فكيف يمكن أن تصل إليه فتاة غيري ؟
إنه على ما يبدو ، لا يعشق إلا الإله ..
مردوخ " تصمت " لو عشق الإلهة
عشتار لبدا الأمر معقولاً ، فهو أيضاً
وكأنه إله " تعتدل منفعلة " كلا ، كلا ، لا
أحتمل أن يعشق حتى عشتار " تتمدد في
فراشها " مهما يكن ، فإن جلجامش ،
الذي ثلثيه إله ، وثلثه فقط إنسان ، رفض
عشتار ، فكيف يقبل بها .. بيرام " تتنهد
متحسرة " آه بيرام .
يفتح الباب بهدوء ،
وتدخل أم اشوميا
الأم : اشوميا .
اشوميا : " تئن " آه .
الأم : بنيتي .
اشوميا : دعيني ، يا أمي ..
الأم : أصغي ، يا اشوميا ..
اشوميا : لا أريد أن آكل .
الأم : جاءت تسبيه .
اشوميا : " تعتدل بسرعة " تسبيه ؟
الأم : أمي ، ماذا تنتظرين ؟ دعيها تدخل ،
هيا .
تسبيه تلوح مبتسمة ،
عند باب الغرفة
اشوميا : " تحاول النهوض " تسبيه ، تعالي
أدخلي ، تعالي .
تسبيه : " تدخل " طاب صباحك ، يا لبوة .
اشوميا : لو كنتُ لبوة حقيقة ، لافترستُ ذلك
الأسد اللعين .
الأم : مسكين بونو ، لولاه ..
اشوميا : " تقاطعها " ماما .
الأم : نعم ، يا بنيتي ، سأخرج .
اشوميا : ماما ، أغلقي الباب .
الأم : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : " بنبرة عتاب " كم اشتقتُ إليك ، يا
تسبيه .
تسبيه : اسألي أمكِ ، لقد زرتكِ عدة مرات ،
منذ أن جاءوا بك ، من بين أنياب الأسد
ومخالبه ..
اشوميا : " تبتسم " يا لها من أنياب ومخالب ، لا
أتمناها لحبيب .
تسبيه : لكنك كنتِ في عالم آخر .
اشوميا : لولا ماما ودعاؤها للإله مردوخ ، لما
عدت إلى هذا العالم .
تسبيه : ولكنتُ فقدتك .
اشوميا : وتخلصتِ مني .
تسبيه : " محتجة بعتاب " اشوميا .
اشوميا : " تشير لها أن تجلس " أجلسي ، أجلسي
إلى جانبي .
تسبيه : " تجلس " أنت اليوم أفضل ، وقد زال
الخطر عنكِ .
اشوميا : الفضل للأسد اللعين ، فقد فضل بونو
المكتنز عليّ .
تسبيه : ربما أراد أن ينقذ بونو المسكين منك ،
وقد أنقذه بالفعل .
اشوميا : بل ربما أرادني أن أبقى أتعذب ، على
يدي بيرام .
تسبيه : اشوميا ، أنت حمقاء .
اشوميا : لم أستطع أن أحب بونو .
تسبيه : لستِ حمقاء لهذا فقط ، بل لتعلقك
المجنون ببيرام .
اشوميا : آه بيرام .
تسبيه : إنه لم يحب ، ولن يحب ، غير الإله
مردوخ .
اشوميا : كلا ، بيرام إنسان ، وهذا ما يجهله "
تصمت لحظة " أنا لم أستطع أن أوقظ
الإنسان فيه ، وهذا خطئي ..
تسبيه : وهذا ما حاوله بونو معك ، لكن دون
جدوى .
اشوميا : " تحدق في تسبيه " ....
تسبيه : " تنظر إليها " اشوميا .
اشوميا : لو أملك جمالك ..
تسبيه : " تنهض " إنني لا أفكر فيه .
اشوميا : ربما لأنك لا تعرفينه .
تسبيه : ولا أريد أن أعرفه .
اشوميا : ولا غيره .
تسبيه : نعم ، ولا غيره أيضاً .
اشوميا : تسبيه .
تسبيه : " تحملق فيها صامتة " ....
اشوميا : لقد أذلني ، وحطم قلبي .
تسبيه : الخطأ خطأك .
اشوميا : وحطم معي .. بونو .
تسبيه : " تهز رأسها " ....
اشوميا : لقد حطمنا .. بجماله .
تسبيه : جماله ! إنني لا أعرفه جيداً ، لكن ما
أعرفه أن جماله لا يختلف عن جمال
الشباب الآخرين .
اشوميا : لو نظرتِ إليه بعينيّ ، لرأيت بيرام كما
أراه أنا ، آه بيرام .
تسبيه : " تنهض " بل آه منكِ .
اشوميا : مهلاً ، لا تذهبي ، لم أشبع منكِ بعد .
تسبيه : سأزورك كلّ يوم ، حتى تشبعي مني ،
بل وتمليني .
اشوميا : لن أملك ، تسبيه ، ابقي دقائق ..
تسبيه : لابد أن أذهب ، لقد تأخرت ، وماما
تنتظرني الآن .
اشوميا : مهلاً .
تسبيه : " تستدير لتخرج " ....
اشوميا : تسبيه .
تسبيه : " تتوقف " ....
اشوميا : أنظري إليّ .
تسبيه : " تلتفت إليها " نعم ، يا اشوميا .
اشوميا : انتقمي لي منه .
تسبيه : " تلوذ بالصمت " ....
اشوميا : أنت تحترمين بونو ..
تسبيه : " تبقى صامتة " ....
اشوميا : انتقمي له .
تسبيه : " تتجه إلى الخارج " أراكِ بخير .
اشوميا : تسبيه ..
تسبيه : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : يا لحماقتي ، تنتقم من بيرام ؟ وهل
أستطيع أنا ، حتى لو وقع في يدي ، أن
أنتقم منه ؟ " تطرق متهالكة " .
تتناهى من بعيد ، أغنية
حب بابلية ، تتلاشى بالتدريج
إظلام
المشهد الثالث
داخل المعبد ، بيرام ، يقف
أمام تمثال الإله مردوخ
بيرام : أيها الإله العظيم ، الكائن في كل
مكان ، أهدني إلى النور ، أهدني إلى
النور ، فنورك هو الهادي ..
يدخل الكاهن الأكبر ،
ويقترب من بيرام
بيرام : " يلتفت " مولاي .
الكاهن : عمت صباحاً ، يا بيرام .
بيرام : عمت صباحاً ، يا مولاي .
الكاهن : علمتُ أنك هنا ، فجئت أكلمك .
بيرام : هذا ما تمنيته ، يا مولاي ، فقد بدا لي
أن هناك ما تأخذه عليّ .
الكاهن : ليس تماماً ، يا بيرام .
بيرام : مهما يكن ، يا مولاي ، فكلامك
يشرفني .
تدخل تسبيه ، وتقف
مترددة ، بعيداً عنهما
الكاهن : أنت شاب ، والشاب مثلك يكون أحياناً
متحمساً ، وقد يتخذ قراراً فيه بعض
العجلة ، قد يندم عليه فيما بعد .
بيرام : مولاي ..
الكاهن : للكِهانة عندنا شروطها الثابتة ، فالتعبد
مثلاً لا يكون إلا داخل المعبد ، وأمام
الإله مردوخ ..
بيرام : الإله مردوخ موجود في كلّ مكان .
الكاهن : نعم ، ولكن لا نتعبده في كهف مظلم ،
مليء بالحشرات والقوارض .
تسبيه : " تتململ " ....
بيرام : " يرمقها بنظرة سريعة " ....
تسبيه : " تتجه إلى الخارج " ....
الكاهن : " يلتفت إليها " بنيتي .
تسبيه : " تتوقف " عفواً ، يا مولاي ، سأنتظر
في الخارج .
الكاهن : " يقترب منها " لا يا بنيتي ، ابقي أنت
، فلدي ما يشغلني .
تسبيه : " تطرق صامتة " ....
الكاهن : أراك فيما بعد ، يا بيرام .
بيرام : تحت أمرك ، يا مولاي .
الكاهن الأكبر يخرج ،
تسبيه تنظر إلى بيرام
تسبيه : أنت بيرام إذن .
بيرام : " ينظر إليها " نعم ، أنا بيرام .
تسبيه : " تقترب منه " عفواً ، لم أشأ أن أسمع
ما دار بينك وبين الكاهن الأكبر ، حتى
إنك لاحظت أنني أردت أن أنسحب .
بيرام : " مازال ينظر إليها " ما دار بيننا ليس
سراً .
تسبيه : " تنظر إليه صامتة " ....
بيرام : " مازال ينظر إليها " ....
تسبيه : أنتَ ..
بيرام : " يبعد عينيه عنها متردداً " عفواً .
تسبيه : إنني لا ألوم اشوميا .
بيرام : اشوميا ؟
تسبيه : ألا تعرفها ؟
بيرام : " يهز رأسه " ....
تسبيه : كادت تموت بين أنياب الأسد ومخالبه
بسببك .
بيرام : تلك التي حاول شاب أن يخلصها .. من
الأسد ف ..
تسبيه : كان المسكين يحبها ، لكنها كانت متعلقة
بك .
بيرام : " ينظر إليها ثانية " لا أذكر إنني رأيت
تلك الفتاة .
تسبيه : هذا ما خمنته هي أيضاً ، فهي تقول
أنك لا ترى سوى الإله مردوخ .
بيرام : أنتِ .. ، ما اسمكِ ؟
تسبيه : دعك الآن من اسمي .
بيرام : هل رأيتني من قبل ؟
تسبيه : " تهزّ رأسها " ....
بيرام : ربما رأيتني ، في مكان ما ، لكني لم
ألفت نظرك .
تسبيه : لا ، لم أرك إلا الآن .
بيرام : وأنا أيضاً لم أرك من قبل ، وإلا ما
كنت نسيتكِ .
تسبيه : " تنظر إليه صامتة " ....
بيرام : أنتِ .. أنتِ لا يمكن نسيانك .
تسبيه : سألتني قبل قليل عن اسمي .
بيرام : نعم ، فأنت تعرفين اسمي .
تسبيه : تسبيه ..
بيرام : تسبيه !
تسبيه : اسمي تسبيه .
بيرام : " يلتفت إلى تمثال الإله " مردوخ ..
مردوخ .. مردوخ .
تسبيه : " تنظر إليه صامتة " ....
بيرام : " يلتفت إليها " تسبيه .
تسبيه : ماذا سأقول لاشوميا ؟
بيرام : أشكريها .
تسبيه : أشكرها !
بيرام : أشكريها نيابة عني ، فقد عرفتني بك ،
وجعلتني ، لأول مرة في حياتي ..
جعلتني أرى .
تسبيه : أنت لا تعرف اشوميا .
بيرام : " مازال ينظر إليها " ....
تسبيه : بيرام ..
بيرام : تسبيه .
تسبيه : لم آتي إلى هنا صدفة .
بيرام : " ينظر إليها متسائلاً " ....
تسبيه : راقبتك ، ورأيتك تدخل الحرم ، فدخلت
وراءك ..
بيرام : " يبتسم " ....
تسبيه : لكني فوجئت بالكاهن الأكبر .
بيرام : لقد سمعتِه ..
تسبيه : لم أتعمد سماعه .
بيرام : وأريد أن تسمعيني .
تسبيه : لقد تأخرت ، وإلا لسمعتك .
بيرام : في وقت آخر .
تسبيه : " تتراجع مبتسمة " ليس في الكهف ، يا
بيرام .
بيرام : من يدري ، فقد ترين الكهف وتحبينه ،
يا تسبيه .
تسبيه : " تلوّح له " ....
بيرام : إلى اللقاء .. سأكون هنا .. في مثل هذا
الوقت .
تسبيه تخرج ، بيرام ينظر
مبتسماً إلى الإله مردوخ
إظلام
المشهد الرابع
اشوميا ترقد في
فراشها ، تتمتم هاذية
اشوميا : الموت لبيرام .. الموت لبيرام .. لتأخذه
ايرشكيجال إلى العالم الأسفل " تعتدل
منفعلة " لا .. لا .. " بصوت أشبه
بالأنين " آه بونو .. ليت الأسد اللعين
افترسني .. وخلصني من .. " تنصت "
هذه ماما قادمة " تتمدد في فراشها "
فلأنم .
يُفتح الباب ، وتدخل
الأم ، وتقترب من اشوميا
الأم : اشوميا .
اشوميا : " تغط في النوم " خ خ خ خ خ .
الأم : بنيتي اشوميا .
اشوميا : ألا ترين إنني نائمة ؟
الأم : هناك شاب بالباب يسأل عنكِ .
اشوميا : قولي له إنني متّ .
الأم : يبدو أنه كاهن .
اشوميا : " تعتدل " ....
الأم : اسمه .. بيرام .
اشوميا : " تتسع عيناها " ....
الأم : " تتجه إلى الخارج " سأقول له ، إنك
نائمة .
اشوميا : " تهب من فراشها " مهلاً ، قلتِ أن
اسمه .. بيرام ؟
الأم : " تمسك بها " أيتها المجنونة ، تقابلين
شاباً بالباب ، وأنتِ مريضة تموتين .
اشوميا : آه .. نسيت .
الأم : ابقي هنا ، وسأدعوه للدخول .
اشوميا : حسن ، أسرعي .
الأم : " وهي تخرج " بيرام ! ، ليكن من
يكون ، آه لقد تعبت .
اشوميا : يا لعشتار ، إنه بيرام ، أهذا ممكن ؟ ثم
.. لماذا قدم ؟ هذا إن كان بيرام هو القادم
، يا لي من حمقاء ، يكفي أن بيرام قد
قدم " ترفع عينيها إلى الأعلى " عشتار
" تصمت منصتة " ها هي ماما قادمة ،
ومعها .. بيرام !
يُفتح الباب ، وتدخل
الأم ، ومعها بيرام
اشوميا : " بصوت متحشرج " بيرام .
بيرام : " ينظر إليها " اشوميا ؟
اشوميا : بيرام ..
بيرام : " ينظر إلى الأم متردداً " ....
اشوميا : ماما .
الأم : " تتجه إلى الخارج " سأنتظر في
الخارج .
اشوميا : ماما ، اطمئني .
الأم : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : " تنظر إلى بيرام " أشكرك ، أشكرك
جداً لقدومك ..
بيرام : عفواً ، لم أعرف بالأمر إلا البارحة ..
اشوميا : كاد الأسد يفترسني .
بيرام : لقد قتله ثلاثة صيادين ، على ما علمت
، صادف مرورهم من هناك .
اشوميا : نعم قتلوه ، بعد أن فتك للأسف ، ببونو
الشجاع .
بيرام : يا للمسكين .
اشوميا : كان يعبدني .
بيرام : " يهز رأسه " ....
اشوميا : إنه شاب .. ضعيف ، لكنه شجاع ، فما
إن رأى الأسد اللعين يهاجمني ، حتى
تصدى له ، ولولاه .. لولا بونو .." تهز
رأسها " المسكين .
بيرام : إنه درس بليغ ، هذا ما يجب أن يفعله
كلّ محب ، صادق في حبه .
اشوميا : لم أشأ أن تعرف بما جرى لي ، حتى لا
تتأثر أو تحزن أو .. " تصمت " ..
بيرام : لقد تأثرت فعلاً .
اشوميا : من أخبرك بما جرى لي ؟
بيرام : تسبيه .
اشوميا : تسبيه !
بيرام : " يهز رأسه متردداً " ....
اشوميا : " تبكي بصمت " ....
بيرام : اشوميا ..
اشوميا : " بصوت باكٍ " بيرام .
بيرام : إنني بحاجة إليكِ .
اشوميا : بيرام .. أنت لا تعرف مكانتك عندي ..
بيرام : أعرف ، يا اشوميا ، ولهذا قدمتُ إليك ِ.
اشوميا : مرني فأطيع .
بيرام : إنني أحبُ تسبيه ..
اشومبا : " تغص بدموعها " ....
بيرام : أحبها .. أحبها .. ساعديني .
اشوميا : " تبكي بصمت " ....
بيرام : قولي لي ، ابتعد عنها ، سأبتعد ،
وأدخل الدير .
اشوميا : " تهز رأسها باكية " ....
بيرام : اشوميا .
اشوميا : لا تدخل الدير ، يا بيرام ، لا تدخل
الدير .
بيرام : " دامع العينين " أشكرك .
اشوميا : " تغالب دموعها " تسبيه تستحقك ..
نعم تستحقك .
بيرام : " يتراجع ثم يستدير ويخرج " ....
اشوميا : " بصوت باكٍ " أنا من ستدخل الدير ،
حتى لو بقيت في دير بيتي .
يُفتح الباب ، وتدخل
الأم ، وتقترب من اشوميا
الأم : ماذا يجري ، يا بنيتي ؟ أخبريني ، ماذا
يجري ؟
اشوميا : " من بين دموعها " لا شيء .
الأم : لستُ عمياء ، بيرام خرج من عندكِ ،
وهو يبكي .
اشوميا : " باكية " بيرام .. لن يدخل الدير ..
الأم : " تنظر إليها مذهولة " ....
اشوميا : نعم .. لن يدخل الدير .. لن يدخل الدير
" يُسمع طرق على الباب " .
الأم : اشوميا ..
اشوميا : ماما ، الباب يُطرق ..
الأم : بنيتي ..
اشوميا : ماما ، افتحي الباب .
الأم : " تخرج وتغلق الباب " ....
اشوميا : لا خيار .. فلأدخل الدير .
يُفتح الباب ، وتدخل
تسبيه ، اشوميا تحضنها
تسبيه : اشوميا .
اشوميا : " تشهق مغالبة بكاءها " ....
تسبيه : ما الأمر ، يا عزيزتي ؟
اشوميا : بيرام كان هنا .
تسبيه : " تنظر إليها " بيرام !
اشوميا : نعم ، كان هنا ، قبل قليل .
تسبيه : اشوميا .
اشوميا : " تحضنها " تحدثنا عنكِ ..
تسبيه : اشوميا .. اشوميا .
اشوميا : قلتُ له ، قلتُ لبيرام ، بعد أن عرفت
كلّ شيء ..
تسبيه : " تنظر إليها دامعة العينين " ....
اشوميا : بيسيه .. تستحقك .
تسبيه تحضن اشوميا
باكية ، تعتيم تدريجي
إظلام
المشهد الخامس
حديقة ، تمثال أسد ،
تدخل تسبيه متلفتة
تسبيه : " تتوقف قرب الأسد " هذه المرة سبقتُ
بيرام ، وجئت قبله " تصمت " ربما
بكرت ، وأخشى أن يتأخر " تتلفت بشيء
من الخوف " صحيح أن الحديقة داخل
بابل ، لكنها منقطعة ، وموحشة ، و..
ومخيفة " تصمت متشجعة " يا لي من
جبانة ، عليّ أن لا أخاف " تربت على
التمثال " وإلى جانبي أسد " تصمت
منصتة " هذه وقع أقدام ، ليته بيرام "
تنفرج أساريرها " نعم ، نعم ، إنه بيرام
" تتنهد بارتياح " حمداً لعشتار .
يدخل بيرام ، ويقترب
من الأسد ، ويلطمه
بيرام : أيها الأسد اللعين ، ماذا يفعل أخوك في
البرية ؟
تسبيه : " تضحك " لو لم يكن من حجر لما
تجرأت ، ولطمته .
بيرام : ولما تجرأتِ أنتِ أيضاً ، ووقفتِ في
مواجهته .
تسبيه : أتجرأ في حالة واحدة .
بيرام : " ينظر إليها متسائلاً " ....
بيسيه : " تميل عليه " إذا هاجمك .
بيرام : " يمد يديه ويعانقها " يا غزالتي .
تسبيه : تأخرت هذه المرة .
بيرام : لم أتأخر ، ولن أتأخر ، أنتِ بكرتِ ،
ربما متعمدة .
تسبيه : " تنسل من بين ذراعيه حزينة " ....
تيرام : بيسيه .
تسبيه : أبي مازال معانداً .
بيرام : وأمي أكثر معاندة .
تسبيه : إنه شيخ متقدم في السن .
بيرام : وكذلك أمي ، وإن كانت أصغر من
أبيك .
تسبيه : يا للحيرة .
بيرام : ربما لن تنقذنا سوى عشتار .
تسبيه : " تنظر إليه متسائلة " ....
بيرام : أن تجعل أحدهما يغرم بالآخر ، و ..
ويتزوجان .
تسبيه : " تغالب ضحكها " أمي لن توافق .
بيرام : وكذلك أبي ..
تسبيه : لكن أمي مازالت صغيرة .
بيرام : لقد اقسم أبي ، بعد رحيل أمي إلى العالم
الأسفل ، أن لا يتزوج ثانية ، فقد كان
مغرماً بها ، رغم أنه لم يكف عن العراك
معها يوماً واحداً .
تسبيه : بيرام .
بيرام : نعم .
تسبيه : " مازحة " لندخل المعبد معاً .
بيرام : فقط .. لنتزوج .
تسبيه : لكن هذا ، على ما يبدو ، مستحيل .
بيرام : ومستحيل أكثر أن لا نكون معاً ..
العمر كله .
تسبيه : معاً أو لا عمر .
بيرام : تسبيه ، أنا أعبك .
تسبيه : وأنت .. أنت معبودي .
بيرام : لنتزوج ..
تسبيه : نتزوج !
بيرام : أمام الإله العظيم مردوخ .
تسبيه : لكن الإله مردوخ في المعبد ،
بحراسة الكهنة والكاهن الأكبر .
بيرام : لا يا تسبيه ، الإله مردوخ ليس في
المعبد فقط ، بل في كلّ مكان ، وهو
يرعانا ، لأننا طفلاه المحبان .
تسبيه : سيقتلوننا ، وأولهم كهنة الإله مردوخ ،
وخاصة الكاهن الأكبر .
بيرام : هذا إذا بقينا في تناول أيديهم ، بين
أسوار بابل .
تسبيه : بيرام ..
بيرام : نهرب يا تسبيه .
تسبيه : نهرب !
بيرام : حياتنا ملك لنا ، يا تسبيه ، ومن حقنا أن
نعيشها ، كما نريد ، لا كما يريده
الآخرون .
تسبيه : نعم ، أنت محق ، لكن ..
بيرام : لكن .. لكن ماذا ؟
تسبيه : لنحاول مرة أخرى ، ومرة أخرى ، نعم
لنحاول يا بيرام .
بيرام : أنتِ تعرفينهما ، يا تسبيه ، أبي وأمكِ ،
لن يوافقا ، مهما حاولنا .
تسبيه : أعرف ، لكن لنحاول ، لعل الإله
مردوخ يهديهما .
بيرام : وإذا لم يهتديا ؟
تسبيه : نهرب .
بيرام : " فرحاً " تسبيه .
تسبيه : " فرحة " نهرب ، يا بيرام ، نعم ، نعم
نهرب .
بيرام : " يعانقها فرحاً " تسبيه .. تسبيه .
تسبيه : نهرب ، وليكن ما يكون " تصمت "
لكن ..
بيرام : " ينظر إليها " تسبيه .
تسبيه : لا تخف ، يا بيرام ، لا تخف ، لن
أتراجع ، إذا لم يستطع الإله مردوخ أن
يهديهما ، نهرب ..
بيرام : لا لكن إذن .
تسبيه : اسمعني ، يا بيرام ، نحن سنهرب إذا لم
يوافقا ، لكن إلى أين ؟ وكيف ؟
بيرام : سنهرب ..
تسبيه : إذا لم يوافقا .
بيرام : لن يوافقا ، يا تسبيه .
تسبيه : نهرب إلى أين ؟
بيرام : ليس مهماً إلى أين ، المهم أن نهرب ،
بعيداً عن بابل .
تسبيه : لا يا بيرام ، بل هذا مهم ، فلو هربنا
إلى مكان قريب ، قد يلحقوا بنا ، ويفرقوا
بيننا شئنا أم أبينا .
بيرام : أنتِ محقة .
تسبيه : علينا أن نهرب إلى مكان بعيد ، لا
يستطيعون الوصول إليه بسهولة .
بيرام : نينوى .
تسبيه : نينوى !
بيرام : إنها بعيدة ، في أقصى الشمال .
تسبيه : نعم .
بيرام : ثم إن نينوى ، ليست على وفاق الآن
مع بابل .
تسبيه : حقاً إنها أفضل عش آمن ..
بيرام : لعصفورين محبين هاربين مثلنا .
تسبيه : سنهرب إذن ، هذا إذا لم يوافق أبوك ،
ولم توافق أمي .
بيرام : لن يوافقا ، وسنهرب .
تسبيه : كيف ؟
بيرام : لندع كيف الآن .
تسبيه : الحق معك ، لقد تأخرنا " تتجه إلى
الخارج " إلى اللقاء .
بيرام : " يلحق بها " تسبيه .
تسبيه : " تتوقف " كما جئنا ، يا بيرام ،
سأذهب أنا أولا ً ..
بيرام : كما تشائين .
تسبيه : " وهي تواصل سيرها " ما دمنا
سنهرب قريباً ، فمن الأفضل أن
لا يرانا الآن أحد نسير معاً .
بيرام : سأتصل بك فيما بعد ، وسنتفق على كلّ
شيء .
تسبيه : " تخرج مسرعة " ....
بيرام يقترب من تمثال
الأسد ، ويتوقف قربه مفكراً
إظلام
المشهد السادس
خلاء ، شجرة توت ،
ضريح في المؤخرة
أغنية : أغنية حب بابلية
يرتفع زئير ، تنتهي
الأغنية ، يدخل الأب
الأب : " يتوقف خائفاً " يا للآلهة ، أسد "
يتلفت " أم هي لبوة ؟ آه كلّ البلاء من
اللبوات " يصمت لحظة " تابعته من بعد
، حتى خرج من المدينة، لكني فقدتُ أثره
، حين دخل هذه الغابة اللعينة " يتلفت
خائفاً " هذا مكان موحش وخطر ، لا
أظن أّن بيرام سيأتي إلى هنا " يتجه إلى
الخارج " فلأبحث عنه في هذه الغابة ،
لعلي أجده ، قبل أن يرتكب الحماقة ،
التي ارتكبها جده ، جده لأمه طبعاً ، آه
من الوراثة " يخرج " .
صوت زئير لبوة ،
تدخل الأم مرعوبة
الأم : اللبوة ، يا للإله مردوخ ، تباً لبيرام
وأبيه الخرف ، لولا بيرام لكانت تسبيه
معي في البيت ، ولما عرضتُ نفسي لهذه
المخاطر " تتلفت حولها " آه من تسبيه ،
خرجت منذ الصباح الباكر ، قالت لي ،
سأزور صديقتي ، إنها مريضة ، لم
أصدقها ، رغم أنها مثلي لا تكذب ،
وتبعتها حتى دخلت هذه الغابة ، ربما
عامدة لتضلني ، وتفلت من متابعتي لها "
تشهق خائفة حين ترى بقعة دم على
الأرض " يا ويلي ، دم ! " تتراجع خائفة
" لابد أن اللبوة .. ، فلأهب .
تهمّ بالخروج ، يدخل
الأب ، يقفان متواجهين
الأم : " بحدة " أهذا أنتَ !
الأب : " بحدة " أهذه أنت !
الأم : منذ أن رأيتُ وجهك هذا ، ووجه ابنك
بيرام ، لم أرَ الخير .
الأب : ليتنا لم نراكما ، لا أنتِ ولا ابنتك أل ..
أل .. تسبيه.
الأم : ابنك اللعين بيرام ، خدع ابنتي البريئة
تسبيه .
الأب : كلا ، بيرام لم يخدع ابنتك ، ثم إن ابنتك
ليست بريئة ، بل ابني هو البريء ، وقد
أضلته تسبيه ، بعد أن كاد يدخل المعبد ،
ويصير كاهناً ، من كهنة الإله العظيم
مردوخ .
الأم : وجه ابنك بيرام ، ليس وجه كاهن ..
الأب : وابنتك تسبيه ..
الأم : ولن أدعه ، مهما كلف الأمر ، أن
يلمس شعرة من شعر تسبيه .. الذهبي .
الأب : ولن أدع ابني بيرام ، تحت أي ظرف ،
أن تسرقه مني ابنتك .. تسبيه .
الأم : " بغضب شديد " أيها الخرف ..
الأب : " بغضب شديد " أيتها ال ..
اللبوة : " تزأر من مكان قريب " آآآآآ .
الأم : " تسرع إلى الخارج مرعوبة "
مردوخ .
الأب : " يسرع إلى الخارج مرعوباً " يا ويلي
، اللبوة .
الأم " تخرج مولولة " ....
الأب : " يخرج مولولاً " ....
فترة صمت ، تدخل تسبيه
خائفة ، والشال على رأسها
تسبيه : يا للآلهة ، اللبوة ، اللبوة الشرسة "
تتوقف " عشتار ، إلهتي العظيمة ،
المحبة ، ليكن غضبك على هذه اللبوة
المجنونة ، واحمينا منها ، ومن غيرها
من الوحوش ، احمي بيرام ، نعم بيرام ،
بيرام أولاً ، فبدون بيرام لا حياة لي "
تتقدم متلفتة " يبدو أن بيرام لم يأتِ بعد ،
سيأتي ، سيأتي حتماً ، أنا اقترحتُ هذا
المكان الأثير لديه ، لننطلق معاً إلى
حياتنا الجديدة ، في نينوى ..
اللبوة : " تزأر من مكان قريب " آآآآآ .
تسبيه : " تركض مرعوبة هنا وهناك " يا ويلي
، اللبوة ، أين أختبىء ؟ لا أستطيع أن
أترك هذا المكان ، سيأتي بيرام عاجلاً أو
آجلا ، ولابد أن أكون في مكان قريب "
تنظر إلى الخارج " ذاك هو الكهف "
تسرع خارجة فيسقط شالها فوق
بقعة الدم " سأبقى في الكهف حتى يأتي
بيرام ، ونذهب معاً إلى نينوى .
اللبوة : " تزأر من مكان قريب " آآآآآ .
تسبيه : " وهي تخرج راكضة مولولة " ....
فترة صمت ، يدخل
بيرام ، يتلفت مضطرباً
بيرام : ماذا يجري ؟ مراراً وتكراراً ، وحيثما
سرتُ في الغابة ، تناهى إليّ زئير اللبوة
" يصمت لحظة " من يدري لعلها لبوة
ذلك الأسد ، الذي هاجم اشوميا ، وفتك
بمحبها الشاب بونو ، فتصدى له
الصيادون الثلاثة ، وأجهزوا عليه
" يتوقف متلفتاً " تسبيه لم تأتِ بعد ، إنها
تسبقني عادة إلى الموعد ، لعل عائقاً ما
أخرها ، ستأتي حتماً " يسير متلفتاً "
ستأتي وننطلق من هنا إلى الحياة ،
فحياتنا تبدأ ساعة ننطلق إلى نينوى ، آه
نينوى " يصمت لحظة " تعالي يا تسبيه
.. تعالي .. تعالي .. تعالي" يتوقف
مصعوقاً إذ يقع بصره على شال تسبيه "
يا ويلي " يتلفت حوله " اللبوة كانت هنا ،
هذه آثار أقدامها ، لا .. لا .. " يرفع
الشال الملوث بالدم " هذا شال تسبيه ،
طالما جاءت به إلى موعدنا ، لا .. لا ..
تسبيه .. جئنا لنذهب معاً .. نذهب معاً
إلى نينوى .. لا لتذهبي وحدكِ إلى .. "
بصوت باك " تسبيه .. لن تذهبي وحدك
إلى أي مكان .. " يستل خنجره "
انتظريني ، سألحق بك ، لنذهب إلى
المكان ، الذي سبقتني إليه " يطعن نفسه
" آه .. تسبيه .. سنذهب إلى عرسنا ..
مخضبين بالدم " يصيح بأعلى صوته "
تسبيه .." يتداعى متألماً ثم يسقط على
الأرض " .
تسبيه : " تدخل صائحة بلهفة " بيرام ..
تتوقف مصدومة ، حين ترى
بيرام ، والخنجر مدمى في يده
بيرام : تسبيه
تسبيه :" تسرع إليه " بيرام .. بيرام .
بيرام : " بصوت متحشرج " تسبيه .. حسبتُ
أنّ اللبوة .. فتكت بكِ ..
تسبيه : " بصوت باك " بيرام .. بيرام ..
بيرام " بصوت يزداد حشرجة " لم أستطع أن
أبقى .. وقد ذهبتِ " بصوت واهن " لم
أستطع .. يا تسبيه ف .. آه .
تسبيه : " تحضنه باكية " بيرام .. لا تذهب ..
أرجوك .. لا تذهب .. فأنا لا أستطيع
البقاء .. حتى في دلمون .. من غيرك ..
بيرام : " يبقى صامتاً " ....
تسبيه : " مرعوبة " بيرام ..
بيرام : " لا يرد " ....
تسبيه : " يزداد تخوفها " بيرام .. بيرام ..
بيرام : " لا يرد " ....
تسبيه : " تنظر إليه " بيرام ..
بيرام : " لا يرد " ....
تسبيه : ها قد رحلت .. يابيرام .. لن ترحل
وحدك .. لقد اتفقنا أن نرحل معاً " تأخذ
الخنجر من يده " وها أنا ألحق بك "
تطعن نفسها " آه بيرام " تتداعى وتنهار
إلى جانبه " هيا يا بيرام .. هيا يا حبيبي
.. ها نحن معاً .. ومعاً سنبقى إلى الأبد .
أغنية حب حزينة ، في
نهايتها يدخل الأب متوجساً
الأب : " يرى بيرام وتسبيه فيتوقف " ....
الأم : " تدخل متلفتة " ....
الأب : " يتقدم دامع العينين " بيرام .. تسبيه ..
الأم : " تنظر مصدومة " يا للآلهة ..
الأب : " يتوقف قربهما " بيرام .. تسبيه ..
تسبيه .. بيرام .
الأم : " تسرع باكية ، وتقف قبالة الأب " ....
الأب : " ينظر إلى الأم من خلال دموعه "
فقدناهما .. فقدنا ولدينا .. فقدنا بيرام
وتسبيه .
الأم : " من خلال دموعها " نعم .. فقدناهما
.. فقدنا .. تسبيه وبيرام .
الأب : " يهز رأسه والدموع تسيل فوق خديه "
....
الأم : " تأخذ شال تسبيه ، الملوث بالدم ،
وتغطي به بيرام وتسبيه " ....
الأب : " ينحني ، يساعد الأم في تغطيتهما
بشال تسبيه " ....
أغنية حزينة ، الأب والأم
منهمكان بتغطيتهما بشال تسبيه
إظلام تدريجي
النهاية
منظر البداية ، فارس
وسلوى ، تحت شجرة التوت
فارس : عيناك دامعتان ، يا سلوى .
سلوى : " تكفكف دموعها " وأنت صوتك دامع
، فارس .
فارس : هذه الحكاية جرت ، في بابل العراق
قبل آلاف السنين .
سلوى : وهي تتكرر اليوم ، ليس معنا ، أنا
وأنت فقط ، بل مع مئات وآلاف الشباب
والشابات ، في جميع أحاء العالم .
فارس : سلوى .
سلوى : نعم ، يا فارس .
فارس : لا نريد أن تتكرر قصة بيرام وتسبيه .
سلوى : لن ندعها تتكرر، يا فارس .
فارس : إن والدينا مازالا مصرين على موقفهما
المعاند الرافض .
سلوى ، أرجو أن يعدلا عن موقفهما ، ويوافقا
على زواجنا ، وإلا ..
فارس : لم نعد صغيرين ، نحن تجاوزنا
العشرين من عمرنا ، ولدينا شهادة
جامعية .
سلوى : فارس ..
فارس : نعم ، يا سلوى .
سلوى : فلنكن .. بيرام وتسبيه .
فارس : " يمسك يدها " أنا معكِ " يتجهان إلى
الخارج " ولكن ليس في العالم الآخر ،
بل في هذا العالم الجميل .
فارس وسلوى يخرجان ،
الأضواء تخفت بالتدريج
إظلام
ستار
5 / 1 / 2013
اشارة : هذه المسرحية مستقاة من حكاية بابلية قديمة ، وهي ـ ويا للعجب ـ تشبه مسرحية " روميو وجوليت لويليم شكشبير ، فهل أخذ شكسبير مسرحيته الخالدة من هذه الحكاية البابلية ؟ من يدري .
0 التعليقات:
إرسال تعليق