لاستنهاض وتفعيل الحراك المسرحي الرصين وتكريس خطابه الجمالي والرسالي صدور العدد 38 من مجلة (المسرح العربي) الشهرية عن الهيئة العربية للمسرح
مجلة الفنون المسرحية
لاستنهاض وتفعيل الحراك المسرحي الرصين وتكريس خطابه الجمالي والرسالي
كتب – عبد العليم البناء
تواصل الهيئة العربية للمسرح مشروعها الثقافي الرديف لمشروعها المسرحي لاستنهاض وتفعيل الحراك المسرحي الرصين وتكريس خطابه الجمالي والرسالي الذي حمل لواءه سلطان المسرح سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي حاكم الشارقة الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح ومن مظاهر هذا المشروع الثقافي الإصدارات الثقافية المتخصصة بشؤون وشجون المسرح العربي مجلة (المسرح العربي) التي واظبت على الصدور شهرياً دون توقف.
وفي هذا السياق صدرالعدد 38 من هذه المجلة التي يرأس تحريرها الأستاذ إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، حافلاً بالموضوعات المسرحية المتنوعة والأبواب الثابتة، وجاءت افتتاحيتها بقلمه والتي حملت عنوان (علينا أن نملك الجواب والأسباب) وجاء فيها: “نحن كبشر زائلون، فهل سيبقى المسرح ما بقيت الحياة؟” هذا السؤال الواضح الذي يضمر الجواب داخله جاء على لسان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال كلمته التي القاها في افتتاح المقر الدائم للهيئة العربية للمسرح، الذي تكرم صاحب السمو بمنحه للهيئة في منطقة الحيرة التراثية التي بدأ العمل منذ مدة على إعادة بنائها وإحيائها وتحويلها إلى منطقة ثقافية، وهو السؤال الذي جعله صاحب السمو مرتكزاً لتوضيح رؤيته المستقبلية وفيه إعادة إنتاج لمقولته الشهيرة التي قالها في ختام رسالة اليوم العالمي للمسرح عام 2007 “نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة”، ومابين جملة تقريرية عام 2007 وسؤال عام 2024 مسافة زمنية هي عمر الهيئة العربية للمسرح من ميلاد الفكرة حتى اليوم، وهي سنوات من العمل والبذل والبناء والإنجاز، يعرفها القاصي قبل الداني من مسار هذا الرمز الثقافي العالمي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي." وأضاف عبد الله" وصاحب السمو الذي يتابع الأمور بدقة وشفافية خير من يقيم الأمور، لذا وجد أن هذا البيت الذي أراده بيتاً للمسرحيين العرب، وبعد أن اشتد عوده وأصبح قبلة عربية مسرحية، لا بد له من ضمانة “ليعيش” كما عبر سموه، وبالتالي أراد أن يمنحه أسباب العيش فكان المقر الدائم، بروح التراث والحداثة معاً، وكان الإعلان عن التمكين بوضع “وديعة” مالية تضمن له الاستمرار والاكتفاء."
وقد تصدر العدد لقطات من استقبال الشيخ القاسمي لأعضاء مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح افتتاح المقر الدائم للهيئة العربية للمسرح. لتعقبه الابواب الثابتة وأولها (مفاهيم) الذي تضمن موضوعات عدة: ابتدأها حاتم التليلي محمودي من تونس الذي توقف عند (المسرح والثورة في الفرق بين الالتزام السياسي والخطاب الثوري)، ناقش فيه ( المسرح السياسي وسؤال الهوية جمالياً)، و(المسرح في جوهره: رؤية أخرى للثورة). في حين توقف د. محمد لعزيز من المغرب عند (الجمهور في المسرح) مناقشاً (مكانة المتلقي في المسرح)، و(حين يحضر الجمهور المسرحي قبل العرض)، (المرسل إليه أم الملتقي: الحدود الفاصلة)، و(ماهية الجمهور وخصائصه). و د. أحمد بلخيري من المغرب تناول بالتحليل (الفرجة والمسرح) والتعريف بأشكال الفرجة. وعلي العبادي من العراق ناقش في قراءة سوسيولجية (إشكاليات في المسرح العربي…الهواية والاحتراف (الهاوي والأكاديمي) أنموذجاً)، في حين جاء موضوع راضي شحادة من فلسطين ليناقش (هل المسرح توثيقي وخادم للتراث؟).
أما باب (قراءات مسرحية) فشمل قراءات نقدية عدة هي : (المسرح العربي المعاصر إلى أين؟ .. رؤية تحليلية لواقع المسرح العربي الحديث) للدكتور راجي عبد الله من العراق، و(مديات التقنيات البصرية في المسرح وتحولاتها الخلاقة) للناقد يوسف الحمدان من البحرين، و(مفهوم القسوة أو (الأنا الجريح) عند أنتونان أرطو) للدكتور عقا أمهاوش من المغرب، و(مسرح القسوة: الجشع إلى إنسان جديد) للدكتور راشد مصطفى بخيت من السودان، و(فرجة الصورة لا الصوت برج بابل: النص المسرحي متعدد الوجوه) لعباس منعثر من العراق، الكتابة الجسدية في المسرح قراءة تحليلة في مسرحية خريف) لكريمة كربيطو من المغرب، و(الأداء الجسدي بين إنتاج المعنى وضياعه مسرحية أهريمان أنموذجاً) ليوسف السياف من العراق، و(سيميائيات الأهواء في مسرحية الباب والرأس لرضوان احدادو) للدكتور لعبيد لبروس من المغرب، و(الجسد الفرجوي في مسرحية وماذا بعد؟:من التسويم إلى الدل الحدثي) لكريم بلاد من المغرب.
وفي باب (إصدارات جديدة) توقف العدد (38) عند أهم الإصدارات المسرحية العربية، ومنها : (التنوع الجمالي لفنون الإيماءة (فنون المايم والبانتومايم للدكتور أحمد محمد عبد الأمير ) للأستاذ الدكتور إياد كاظم طه السلامي من العراق، و(الكلاب الميتة ليون فوسه الحدث خارج المسرح) لحسان العوض من سوريا، و(قراءة بانورامية لإصدارات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الهيئة العربية للمسرح) للأستاذ الدكتور عامر صباح المرزوك من العراق، و(المسرح العراقي آفاق ورؤى وتجارب لعواد علي: تجارب مسرحية تستحق الإشادة) لهشام بن الشاوي من المغرب.
أما باب (سير) فتوقف عند سير نخبة من المسرحيين العرب قدمها كل من: المصري محمد عبد الحافظ ناصف وجاءت تحت عنوان (التماهي المسرحي في مسرحية إياكم وليلة زفاف)، والمصري الأستاذ الدكتور محمد شيحة (في التعريف” بنعمان عاشور: المسرح حياتي الطبقة الشعبية للمجتمع المصري)، والسوري وجيه حسن بعنوان (الكاتب والمسرحي وليد إخلاصي”: التنقيب عن الإبداع).
في حين كرس باب (تجارب مسرحية) لاستعراض واحدة من من تجارب المسرح السوداني المهمة والمتمثلة بـ(فرقة الأصدقاء المسرحية) التي تصدى لها الأستاذ الدكتور اليسع حسن أحمد من السودان.
وتضمن العدد نشر االنصوص الفائزة بالمراكز في المسابقة العربية لنصوص الأطفال لسنة 2023, وهي: (قنديل الجدة أم سالم) لوعة سنبل من سوريا، و(جدتي وصندوق الأميرة شهرزاد) لمحمد عبد الله عقاب من مصر، و(أمي ساحرة) لإباء مصطفى الخطيب من سوريا.
ضمت هيئة التحرير الأستا يوسف عديدابي والأستاذ غنام غنام والمتابعة أمل الغصين في حين تولى مسؤولية الموقع اإلكتروني حسن التميمي والإخراج الفني للعدد الفنان ماجد حبيب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق