إحترگنه .. د. جبار جودي
مجلة الفنون المسرحية
إحترگنه .. د. جبار جودي
حرائق تليها حرائق، تارة نشاهدها وتارة نشعر بها في قلوبنا التي إنكلمت مرات ومرات، منذ الحملة الإيمانية التي قادها عبد الله المؤمن (بطل الحفرة) والتي غيّرت النسيج المجتمعي العراقي وإيديولوجيته الى الإتجاهات السلبية، اللا عقلانية، مروراً بالحصار - العقوبات الدولية، وتغيير 9 نيسان 2003 بقوة الماكينة الأمريكية المسلحة، وتغوّل البعض من الحركات المسلحة التي تدّعي التدين، وصار لزاماً تدخلها في كل شيء وفي أي شيء، وبدء العبث بمقدرات هذا البلد العظيم، من قبل شلل أفاقة لا تحرِّم سوى حرية الإنسان وتبيح لنفسها القتل والسرقة بإسم الدين وقوة السلاح المنفلت والمفخخات التي راح ضحيتها آلاف من عراقيين.
وكلها حرائق مفتعلة.. حريق يتلوه حريق، أقساها آخرها.. مول الكوت الذي ما زال يستعر في قلوب العراقيين الغاصة بجمر المخلصين الغيارى.
وبعد مرور أكثر من عشرين سنة.. تعاقبت.. والأحوال مزرية، إنعقدت الآمال على حكومة الخدمات، يمثلها شخص قائدها الذي يطوي الليل بالنهار مسابقاً الأيام والزمن؛ كي يجعل هذا البلد آمناً مرفهاً متطوراً حديثاً، وذلك عن طريق عشرات من مشاريع شملت ميادين الحياة كافة، في كل المجالات والتخصصات وخدمات البنى التحتية، ومشاريع و... مشاريع و... مشاريع، برغم جسامة التحديات وعمق الصعوبات الجمة.. كبيرة وكثيرة.. عقبات ومطبات سياسية.. تسقيطية، فخلال الثلاثين شهراً الماضية، تغيّر وجه بغداد وبالتالي تغيّرت نظرة العالم إليها وإبتهج أبناؤها بالمنجزات الملموسة المتحققة والشعب شهود... ستكون بغداد ومحافظات العراق الكريمة، قبلة لمرتاديها ومحراب لصلاة الطيبين.. المؤمنين الحقيقيين الذين لا يراؤون.. من أبناء الداخل وضيوف الخارج، عاصمةً للسياحة العربية 2025 وعاصمة للثقافة الإسلامية 2026 وحبلُ المعجزات على غارب مركب الحكومة التي تقود خطط تنمية برؤيا تأملية مشفوعة بأداء ميادني مشهود.
"فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون" الآية 32 سورة يونس
من لا تعجبه نهضة العراق العمرانية الحالية فليخبئ رأسه في الرمل كالنعام، وعندما يطل رافعاً رأسه يسفي الرمل على جبينه الصدئ والغبار يتناثر من خيبته مثل سبوس مذراة في الريح.. يطلُّ ليعتاش على إفتعال الحرائق، بينما القافلة تسير ومشعلو الحراق يلهثون؛ إذ "لا يحيق المكر السيء إلا بأهله" الآية 23 سورة يونس.








0 التعليقات:
إرسال تعليق