أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أصدارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أصدارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 28 ديسمبر 2016

«قراءة في تاريخ المسرح الكويتي»... وثيقة نادرة

مجلة الفنون المسرحية

«قراءة في تاريخ المسرح الكويتي»... وثيقة نادرة
الكتاب أصدره مركز البحوث والدراسات وأهداه المؤلف إلى روح جابر العنزي

يعتمد كتاب «قراءة في تاريخ المسرح الكويتي» بقلم الدكتور سيد علي إسماعيل على التوثيق منهجاً، ويتوخى الموضوعية وسيلة للوصول إلى الحقائق ورصد تطورات الأحداث في مجالاتها وغاياتها.

يبرز «قراءة في تاريخ المسرح الكويتي من خلال وثائق غير منشورة: من 1961 إلى 1971» (عن مركز البحوث والدراسات الكويتية) للدكتور سيد علي إسماعيل كأحد الكتب المهمة التي توثّق للحركة المسرحية الكويتية، إذ يشتمل على مئات الوثائق المسرحية الكويتية النادرة المصورة بالألوان من أصولها.

في تقديمه الكتاب، كتب رئيس «مركز البحوث والدراسات الكويتية» الأستاذ الدكتور عبد الله يوسف الغنيم: «التأريخ الموثق للأنشطة المجتمعية كافة في الكويت منذ نشأتها مما يقع في دائرة اهتمامات مركز البحوث والدراسات الكويتية ومن بين أهدافه، خصوصاً إذا كانت مثل هذه الدراسات التأريخية من ذلك النوع الرصين الذي يعتمد التوثيق منهجاً ويتوخى الموضوعية وسيلة للوصول إلى الحقائق ورصد تطورات الأحداث في مجالاتها وغاياتها. وهذا الكتاب الذي يؤرخ فيه مؤلفه، وهو أستاذ أكاديمي مختص، لبدايات النهضة المسرحية في الكويت (1961 – 1971) بموضوعية وتجرد وسعي مشكور إلى استنطاق الوثائق في هذه الفترة الزمنية المهمة، جدير بأن يكون بين أيدي القراء والمهتمين والمختصين بالثقافة بعامة وبالمسرح في الكويت بخاصة».

أما إهداء الكتاب فكتبه الدكتور سيد لروح الراحل جابر العنزي قائلاً: «أخي الحبيب جابر.. أهدي إلى روحك الطاهرة هذا الكتاب الذي كنت سبباً في ظهوره! وعذراً لأنني لم أرد لك الجميل في حياتك، وها أنا أحاول أن أرده إليك بعد مماتك بإهداء الكتاب إلى اسمك الكريم، ليظل باقياً بين أصدقائك وأحبابك! يا فقيد المسرح الكويتي».

نهضة مسرحية

يتكوّن الكتاب من 11 فصلاً، جاء الأول بعنوان «مشروع النهضة المسرحية وبدايات المسرح في الكويت» وينقسم إلى قسمين: الأول «مشروع النهضة المسرحية»، أما القسم الثاني فبعنوان «بدايات المسرح في الكويت»، وفيه تتبّع المؤلف العروض المسرحية المدرسية منذ عام 1939 في الكويت، ثم عرّج إلى عروض الطلاب في بيت الكويت بالقاهرة، ثم عاد إلى عروض نادي المعلمين في الكويت. كذلك تطرق إلى المقالات والنصوص المسرحية المنشورة في بداية النشاط المسرحي في الكويت، حتى وصل إلى لحظة وصول زكي طليمات إلى الكويت أول مرة عام 1958 وتقديمه استعراض «مهرجان العروبة» أو «الوحدة الكبرى»، ضمن فعاليات الموسم الثقافي.

أما الفصل الثاني فجاء بعنوان «تشكيل فرقة التمثيل العربي 1961»، وتناول المؤلف في الفصل الثالث «صقر قريش وتنمية النشاط المسرحي» دور زكي طليمات في تثبيت تشكيل فرقة المسرح العربي.

سجل توثيقي

في الفصل الرابع «الشروط الخاصة باستقدام الفرق» سجل توثيقي للفرق المسرحية كافة التي جاءت من خارج الكويت، فيما تضمّن الخامس «المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب» وثائق تتعلق بنشأة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ويبين أن طليمات كان أول من قدّم مقترح إنشائه تحت اسم المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب على غرار التجربة المصرية.

تتوالى الفصول ويأتي السادس بعنوان «تطوير النشاط المسرحي بالكويت»، والسابع «تخطيط جديد» وفيه وثائق متنوعة لمشاريع جديدة عدة تتعلق بالجمهور والفنون الشعبية والموسيقى، فضلاً عن إنشاء مركز لتعليم المسرح وآخر للموسيقى وثالث للفنون الشعبية. كذلك تحدّث المؤلف عن كيفية تحويل الفرقة الحكومية إلى فرقة أهلية.

بعثة استكشافية
في الفصل الثامن بعنوان «أول بعثة استكشافية» نتعرف إلى أول فوج مسرحي يزور مصر في بعثة استكشافية مسرحية، ونجد أيضاً وثيقة بخط يد زكي طليمات تحوي تفاصيل كل يوم من أيام البعثة. ويبرز من ضمن موضوعات هذا الفصل ما يتعلق باستفادة صقر الرشود من البعثة في مجال الإخراج المسرحي، وما يتعلّق بالطالب بلال عبد الله بلال.

بينما تضمّن الفصل التاسع «مباريات التأليف المسرحي» وثائق تتعلّق بثلاث مسابقات مسرحية أقيمت في الكويت، تحدّث الفصل العاشر «تطوير المسرح الكويتي» عن مرحلة جديدة من تطوير المسرح الكويتي، لا سيما استكمال الدراسات العليا في مركز الدراسات المسرحية وإصدار مؤلفات ومترجمات في فنون المسرح وإنشاء فرقة قومية ودار للأوبرا. أخيراً، تتبّع الفصل الحادي عشر آخر سنوات زكي طليمات في الكويت.

----------------------------------------------------
المصدر : يحيى عبد الرحيم - الجريدة 

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

المسرحي العراقي محمد وهيب يسرد مشواره مع أبي الفنون في كتاب جديد

مجلة الفنون المسرحية

المسرحي العراقي محمد وهيب يسرد مشواره مع أبي الفنون في كتاب جديد

يسرد الفنان المسرحي العراقي محمد وهيب مراحل وتحولات من مسيرته مع أبي الفنون في كتابه الجديد “حكايتي بين المسرح والحياة”.

ويضم الكتاب بين دفتيه رواية ذاتية للمسرحيات التي أخرجها وهيب وشارك في تأليفها وتمثيلها إضافة إلى الأفلام والتمثيليات والمتغيرات الحياتية التي عاشها في عالم التمثيل والفن والإخراج مبينا أنه شب في كنف المسرح وتربى في أحضانه ونهل من موارده فأبدع لبلده العراق العشرات من المسرحيات مستلهما من شكسبير وموليير وتشيخوف وتوفيق الحكيم وغيرهم.

ويتحدث وهيب في الكتاب عن المخزون الثقافي الذي نهل منه بفن التمثيل والتأليف والإخراج ونقله لبيئات مختلفة من الوطن العربي لخشبة المسرح العراقية مستعينا في ذلك بالموهبة والخبرة التي امتلكها جراء عمله المسرحي الطويل.

وفي الكتاب يرى وهيب أن المسرح في بغداد حمل معاناة أكثر من قرن وربع القرن من التضحية والمقاومة والتصدي للتقاليد المعرقلة لفكر تقبل المسرح في المجتمع حتى تمكن من الوقوف على قدميه وتحدى بعض ملامحه مستعرضا بعض الأسماء اللامعة في سماء المسرح ببلاد بين الرافدين مثل عبد الوهاب محمد ناجي وجبار العطية وتوفيق البصري واحمد الخطيب وغيرهم مع توضيح الحال الذي آل إليه المسرح العراقي في ظل الظروف الراهنة.

كما تضمن الكتاب لمحة موجزة عن أغلب المسرحيات التي شارك فيها وهيب مثل أبيض وأسود والزير سالم وهبط الملاك وعرس الأرض إضافة إلى الأفلام مثل عفرة وبدر عام 1962 وفيلم الجسر عام 1980.

وفي الكتاب قراءات متنوعة للفنان وهيب تنوعت بين مقال ودراسة في مجالات حياته وتشعباتها.

يشار إلى أن الكتاب صادر عن دار أمل الجديدة للطباعة والنشر والتوزيع ويقع في 253 صفحة من القطع الكبير.

يذكر أن الفنان محمد وهيب من مواليد البصرة وهو رئيس اتحاد الفنانين العراقيين الرافضين للاحتلال الأمريكي عمل مخرجا وممثلا مسرحيا خريج معهد الفنون الجميلة في بغداد شغل منصب مدير الفرقة القومية في البصرة ثم مديرا للاستديو الانتقالي للتلفزيون فيها وهو عضو مؤسس في نقابة الفنانين العراقيين وشغل منصب النقيب فيها.

-------------------------------------------------------
المصدر : محمد خالد الخضر - سانا

الجمعة، 23 ديسمبر 2016

صدور كتاب "ميثم السّعدي وثنائية العرض المسرحي" أصدار2016

الخميس، 22 ديسمبر 2016

كتاب ”المسرح الحديث للطفل” تأليف منتصر ثابت

مجلة الفنون المسرحية

كتاب ”المسرح الحديث للطفل” تأليف منتصر ثابت 

 كتاب ”المسرح الحديث للطفل” لمؤلفه منتصر ثابت كتاب  صادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2016.ويتناول 
 الكتاب ”المسرح الحديث للطفل“البدايات الإولى لمسرح الطفل : لا أحد يستطيع أن يحدد بالضبط متى بدأ مسرح الطفل في العصور القديمة، فألعاب الطفل التي كان يدخل في نسيج بعضها المحاكاة والتقليد تعتبر بدرجة كبدايات لمسرح الطفل، كذلك العرائس والدمي تعتبر أيضا بدايات لمسرح الطفل.

ويضيف: وإذا كان الطفل عند اليونان قد اكتفى بالفرجة والمشاهدة، إلا أنه شارك مشاركة حقيقية مع الكبار في المسرح الفرعوني، ويكاد يجمع الكثير من الباحثين على أن الصين مهد لمسرح خيال الظل، مؤكدين ذلك الأسطورة الصينية التي تحكي عن موت زوجة الإمبراطور الصيني، ولفرط حبه لها حزن كثيرا واعتكف حتى ساءت أمور الدولة.

ويُعتبر المسرح الذي أقامته مدام إستيفاني دي جينليس في ضيعة الدوق شارتر بالقرب من باريس عام (1784) بداية مسرح الطفل الحديث، حيث أقيم مسرح صغير وجميل في وسط الحديقة، وقدم فيه أول عرض فني للطفل على مسرح معد لتقديم عمل مسرحي للطفل.

أما عن مسرح الطفل في مصر، فيذكر: تعود الكتابة للطفل خاصة في العصر الحديث إلى القرن الماضي قبل ذلك كان ما يكتب.. يكتب للكبار حتى قصص ألف ليلة وليلة، وكليلة ودمنة، وحكايات أيوب كلها كتبت للكبار، لكن الأطفال وجدوا فيها مادة تلائم طبيعتهم وتشبع شغفهم للخيال والمغامرة.

في مصر يعود الفضل إلى رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك من خلال إشرافهما على التعليم. وقد استجابت مواهب المبدعين لهذا التوجه الخاص، وترجم محمد عثمان جلال (1829- 1898) عددا من القصص المنظومة في كتابه “عيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ”، ثم بزغ نجم شوقي وهو لا يزال طالبا يدرس في فرنسا، وكان حريصا على نظم القصص، كما كان حريصا أيضا أن يكون الطفل نفسه هو المعيار الذي تقاس به القيمة الفنية كما يكتب، ويتضمن الجزء الأول من الشوقيات الذي طبع عام (1900) مجموعة من القصص الشعرية المكتوبة بلغة بسيطة للطفل، والذي استطاع أن يجمعها بعد وفاة شوقي الأديب محمد سعيد العريان في كتاب مستقل.
وفي هذا الجزء من الكتاب يوضح المؤلف مفهوم مسرح الطفل الحديث، قائلا: يحدد قاموس أكسفورد تعريف مصطلح مسرح الطفل بأنه عروض الممثلين المحترمين أو الهواة للصغار سواء أكانت في المسارح أو في صالات معدة لذلك، وأنه يشتمل على نشاط المدرس، أو الاستخدام الحديث للدراما كأداة تعليمية فيما يمكن أن نسميه المسرح التربوي، أما الدراما فمعناها في اللغة اليونانية كما يقول أشلي ديوكس في كتابه “الدراما” ترجمة محمد خيري: الدراما ليست تصويرا للفعل فحسب، وهي لا تقتصر على مؤلفات الشعر الدرامي فحسب، لكنها تتصرف أيضا إلى كل ما هو متطور على المسرح، فالدراما تعتمد على قوة الصورة وصدقها أكثر من اعتمادها على جانب فردي يمثلها، وهي بهذا المفهوم الواسع تتضمن كل ما له صلة بالفعل على المسرح.

ويرى المؤلف، أن المسرح المقدم للطفل لا بد أن يتميز بسهولة اللغة وبساطة التعبير ووضوحه، وقصر الجمل والفقرات، ويؤدي الديكور مجموعة من المهام أهمها للطفل تدريب ذائقته الجمالية على المتعة البصرية، والتعرف على الفنون التشكيلية بشكل تطبيقي، كما أنه يدل على المكان والزمان للعرض المسرحي.

ويعتبر التراث أحد أهم المصادر للكتابة لمسرح الطفل شرقا وغربا، ذلك لأنه ذخيرة حية نابضة وثرية ومتنوعة في كل المجتمعات حافل بالقصص والحكايات والتاريخ والأساطير والذي ينسجم لتعدده وغنائه مع كل الأذواق.

ومن الأشكال التراثية لمسرح الطفل، أولا: العرائس (العروسة الفرعونية، عروس خيال المآته، عروس النيل، عروسة الحسد، عروسة القمح).

وينقلنا المؤلف للحديث عن الأشكال الحديثة لمسرح الطفل، فيذكر: المسرح البشري بشكله الحديث لم يظهر بهذا الشكل المتكامل إلا مع مدام إستيفاني دي جينليس في فرنسا، وهناك أيضا مسرح الماريونيت والعرائس، والعرائس اليدوية (القفازية)، والمسرح الموسيقي الشامل وأوبرا الأطفال.

خصص المؤلف الجزء الثاني من هذا الكتاب ليعرض فيه مقدمة عامة عن مسرح الطفل من خلال تقديمه: مسرحيات تراثية وهي: (وطن الأرانب – القرد الشاطر – اللآلئ والثعابين – خاتم المملكة)، ومسرحيات صوفية حديثة وهي: (الضيوف الثلاثة – الرحلة الأخيرة – الزائر العجيب – أغنى الأغنياء)، ومسرحية حديثة، وهي: (رحلة إلى كوكب السلام – مملكة الحمام – يسقط النظام)، وأخيرا يقدم مسرحيات المسرح الموسيقي الشامل، وهي: (قوس قزح – اعطيني لأشرب).

--------------------------------------------------------
المصدر : وكالة الصحافة العربية

السبت، 17 ديسمبر 2016

مجلة الحياة الثقافية في عددها الأخير.. احتفاء بالمسرح وقراءات في الفلسفة تثري مضامينها

مجلة الفنون المسرحية

مجلة  الحياة الثقافية في عددها الأخير.. احتفاء بالمسرح وقراءات في الفلسفة تثري مضامينها

في عددها 275 تناولت الحياة الثقافية بالنقاش والدراسة عددا من القضايا الفكرية في قراءات ثرية منها «فتحي المسكيني: عمق اللقاء بين التراجيديا والفلسفة» للباحث حاتم التليلي محمودي و»إيحائية العناوين في قصيدة «لا تصالح» لأمل دنقل للأكاديمي سيف الدين بنزيد فيما خصت المسرح التونسي بمساحة هامة من هذا العدد الصادر في شهر نوفمبر وذلك من خلال مجموعة من المضامين التحليلية والنقدية على غرار «المسرح مدارس وأجيال» لمنجي بن إبراهيم و»المسرح وطن صغير تحت عين الأمير لعبد الحليم المسعودي كما كتب في هذا الإطار البحثي كذلك زهير بن تردايت عن مسرح سعد الله ونّوس ومميزات كتابته متخذا من «رأس المملوك جابر» نموذجاولم يغب مدير الدورة المنقضية لأيام قرطاج المسرحية الأسعد الجموسي عن حوارات «الحياة الثقافية» وتحدث مطولا عن خياراته وغاياتها مع الزميل الصحفي شكري الباصومي.

الشعر والنصوص الإبداعية زينت كعادتها صفحات من «الحياة الثقافية» لشهر نوفمبر وكتب الشاعر فتحي مهذب إلى روح محمد الصغير أولاد أحمد قصيدا بعنوان «أمير نائم في زورق هادئ -مكتظا بالمصابيح-، أمّا الكاتب العراقي جابر السوداني فعنون قصيده بـ»شبق القرى» وروى الكاتب التونسي عباس سليمان في قصته خبرا عاجلا أكثر من خاتمة لروايته القصيرة عن «مفتاح» الباحث عن الكنوز فيما عالجت الكاتبة المصرية فاطمة وهيدي في أسطر موجزة ومعاني عميقة تيمة الحرية في قصتها «بلا قضبان» عن أمل الزوجة «الوحيدة» لرجل مغترب والأم لطفل (نور) في سنوات وعيه الأولى بما يحدث حوله من فراغ يخفي الكثير.

--------------------------------------
المصدر : الصباح التونسية 

الخميس، 15 ديسمبر 2016

"الصدمة المزدوجة": تأريخ المسرح العربي

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

بحوث ودراسات مسرحية.. قضايا وإشكالات

مجلة الفنون المسرحية

بحوث ودراسات مسرحية.. قضايا وإشكالات

يحتوي كتاب "بحوث ودراسات مسرحية"، لمؤلفه، الدكتور سيِّد علي إسماعيل، مجموعة من الابحاث والرؤى التحليلية، الخاصة بقراءة المضمون الفكري الديمقراطي في النصوص والاعمال المسرحية العربية، مبينا أن المسرحي العربي غير متاح له مناخ وأفق طرح قضايا وموضوعات مسرحية عن الديمقراطية، بفعل انعدام الحريات الفكرية.

وهو ما يقوده الى الاتكاء على نهج الترميز والدلالة، ضمن النص المسرحي، ليطرح ما يريده من أفكار ورؤى. وأما في مجال العروض المسرحية، فإنَّ الأمر يختلف كلية، لأنَّ أدوات المخرج تختلف عن أدوات المؤلف.

فالأول يستطيع أن يبث أفكار المؤلف عن الديمقراطية أو أفكاره هو، باعتباره مخرجاً له رؤيته الخاصة، وذلك عن طريق الإضاءة والديكور والملابس، وغيرها من أدوات العرض المسرحي، ناهيك عن الممثلين وخروجهم عن النص للتلفظ ببعض العبارات أو الإشارات المواكبة لأحداث يومية، أو المنتقدة لقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.

ويدرس إسماعيل، في مبحثه الثاني، في الكتاب، علاقة المسرح المصري بفلسطين، والتي يعدها وطيدة ومديدة. إذ عرفت فلسطين عروض المسرح من خلال الفرق المصرية منذ عام 1913م، عندما زارت فرقة جورج أبيض وسلامة حجازي، مدينتي يافا والقدس، ومثَّلت فيهما ثلاث مسرحيات : لويس الحادي عشر، أوديب، صلاح الدين الأيوبي. وهي العروض التي تعد العربية الأولى في المدن الفلسطينية.

وكذلك، في عام 1920 م، زارت فرقة فوزي منيب، فلسطين، وعرضت في مدنها مسرحيات عديدة، منها :(اسم الله عليه). وكانت الفرقة التي قدمتها معروفة باسم (كشكش بك البربري) ،أي أن فوزي منيب انتحل اسم الشهرة لنجيب الريحاني(كشكش بيك)، وأضاف كلمة البربري نسبة إليه، ذلك كونه أسمر البشرة.

وأيضا، بعد هاتين الرحلتين، واظبت غالبية الفرق المسرحية المصرية على زيارة فلسطين، وتابعت عرض مسرحياتها على مسارح مدنها، ضمن إطار رحلات فنية سنوية إلى الأقطار الشامية. ومن هذه الفرق : فرقة رمسيس لصاحبها يوسف وهبي.

ويكشف المؤلف، أن أوبرا عايدة، وطبقا لكتاب (عايدة ومائة شمعة)- 1973، لمؤلفه صالح عبدون، مثلت في الأوبرا الخديوية للمرة الاولى، يوم 24-12- 1871 م، أي بعد افتتاح الأوبرا والاحتفال بقناة السويس بعامين كاملين، مصوبا ومصححا عبر هذه المعلومة، مغالطات عديدة حول الشائع بشأن تاريخ عرضها، والقائل بأنها قدمت على مسرح الأوبرا الخديوية عند افتتاحها عام 1869 م، بمناسبة احتفالات مصر بشق قناة السويس.

وبعد هذا الايضاح، ينتقل المؤلف إلى تبيان حقيقة فقرات حفل افتتاح الأوبرا، في 1- 1- 1869م:" لم تفتتح الأوبرا بعرض مسرحي تمثيلي، بل تمَّ الافتتاح بقصيدة فرنسية، تحمل صفات الخديوي، من العدل والحلم والشهرة، قام بمسرحتها مجموعة من الممثلين وقفوا في نصف دائرة، ووسطهم صورة للخديوي إسماعيل، حاكم مصر في ذلك الوقت. وهذه المعلومة نشرتها مجلة (وادي النيل) المصرية...".

ويبين اسماعيل، أنَّ أوبرا عايدة، وعندما مثِّلت للمرة الأولى، في الأوبرا الخديوية عام 1871م، قدمت باللغة الإيطالية، لتحكي، في كلماتها وألحانها الايطالية، قصة فرعونية مصرية. وهذا يعني أنَّ الجمهور العربي أو المصري لم يستمتع بها في صورتها العربية، عندما شاهدها في البداية.

ويلفت المؤلف إلى ان الخديوي إسماعيل، فطن إلى المسألة، فأمر الأديب المترجم الصحافي أبو السعود أفندي، صاحب ( وادي النيل)، بترجمتها إلى العربية.. ووزع النص المترجم المطبوع، على الجمهور العربي، في ليلة الافتتاح. ومن المحتمل أن الكمية المطبوعة نفدت خلال أيام قليلة. وهكذا نشرت طبعة ثانية من الترجمة. والطبعتان العربيتان النادرتان لهذه المسرحية، جاءتا على الغلاف، الأولى :

" ترجمة الأوبرا المسماة باسم عايدة تأليف المعلم غيزلنسوني وتوقيع الأوستة ويردي فيردي مصنفة بأمر سعادة خديوي مصر. تعريب العبد الفقير أبي السعود أفندي محرر صحيفة وادي النيل بمطبعة جرنال وادي النيل بالقاهرة سنة 1288 هجري، 1871 م". وورد على غلاف الطبعة الثانية الآتي: "

ترجمة اللعبة المسماة باسم عائدة وهي قطعة تياترية من نوع الألعاب المعروفة باسم الأوبرا (أي التصوير لحادثة تاريخية شهيرة) تشتمل على مناظر معجبة ومراقص مستغربة، يتخللها أغانٍ موسيقية مطربة متوزعة على ثلاثة فصول وسبعة مناظر، تأليف المعلم غيزلنسوني وتوقيع الأوستة ويردي، مصنفة بأمر سعادة خديوي مصر لقصد تصويرها في تياترو الأوبرا بمصر القاهرة. وقد حصل اللعب بها بالفعل في الملعب المذكور في موسم (1871-1872) تعريب العبد الفقير أبي السعود أفندي محرر صحيفة وادي النيل".

 المؤلف في سطور

 الدكتور سيد علي إسماعيل، باحث وناقد أدبي ومسرحي مصري. وهو أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعة المنيا. لديه مقالات ودراسات عديدة، ومن كتبه: محاكمة مسرح يعقوب صنوع.

 الكتاب: بحوث ودراسات مسرحية.

المؤلف: الدكتور سيد علي إسماعيل

الناشر: مطبعة الخليل- قصر المنيا 2011

الصفحات: 237 صفحة

القطع: المتوسط
----------------------------------------------------------------
المصدر : أنور محمد - البيان 

الاثنين، 12 ديسمبر 2016

صدور العدد الثالث من مجلة الفن والأدب ديسمبر 2016

مجلة الفنون المسرحية

صدور العدد الثالث من مجلة الفن والأدب ديسمبر 2016

صدرت مجلة الفن والأدب السمعية البصرية (أول مجلة بأصوات الأدباء والفنانين) في عددها الثالث ديسمبر 2016.
وتنوعت محتويات المجلة التي يرأس تحريرها الأديب والإعلامي اليمني هايل علي المذابي ومستشاراها الدكتورة شادية زيتون دوغان نقيبة الفنانين المتحرفين في لبنان والشاعر الأردني موسى حوامدة، بمواد أدبية وفنية ثقافية شاملة ومتعددة المصدر جاءت كما يلي 
محتويات العدد الثالث من مجلة الفن والأدب السمعية البصرية ديسمبر 2016

شعر
00:08:39 - 00:10:32 شعر - موسى حوامدة - الأردن
00:10:32 - 00:12:07 شعر- وداد سلوم - سوريا
00:12:07 - 00:19:03 شعر- نجاح إبراهيم - سوريا
00:19:03 - 00:23:40 شعر - زياد القحم - اليمن
00:23:40 - 00:25:05 شعر- محمد حسين - مصر
سرد
00:25:05 - 00:34:40 سرد - لبنى ياسين - هولندا
00:34:40 - 00:37:00 سرد- أسماء سليمان - اليمن
00:37:00 - 00:40:00 سرد- إيفا غنام- فلسطين
00:40:00- 00:43:16 سرد- غادة حلايقة - الأردن
مسرح
00:43:16 - 00:47:53 مسرح - محمد بدير- الجزائر
سينما
00:47:53 - 00:59:08 سينما - حميد عقبي- فرنسا
نقد
00:59:08 - 01:04:00 نقد - أيمن دراوشة - الاردن
ترجمات
01:04:00 - 01:10:25 ترجمات- نور نصرة- سوريا
الكلمة حياة
01:10:25 - 01:13:20 الكلمة حياة - سامية العنسي- اليمن

فيديو  العدد الجديد من المجلة :


الجمعة، 2 ديسمبر 2016

صدور كتاب " سارة كين الأعمال المسرحية الكاملة "

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

العدد الثالث من مجلة دراسات الفرجة يتناول ملف : "الممثل بوصفه معرفة وقوة في المسرح المعاصر"

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

دراسات نقدية وبحثية وأربع مسرحيات في جديد مجلة الحياة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية

دراسات نقدية وبحثية وأربع مسرحيات في جديد مجلة الحياة المسرحية


تضمن العدد الجديد من مجلة الحياة المسرحية الفصلية الصادرة عن مديرية المسارح والموسيقا في وزارة الثقافة باقة من المقالات والدراسات النقدية والبحثية في مجال المسرح إضافة إلى رصده جانبا من الحضور المؤثر لمسرحيينا السوريين في خارطة المسرح العربي اليوم واحدث الإصدارات المسرحية.

وقدم العدد المزدوج من المجلة 96 و 97 عن فصلي صيف وخريف 2016 تغطية لعدد من المهرجانات والعروض المسرحية منها مهرجان مسرح الطفل كمسرحية طبوش والعسل المغشوش وهوب وهوب وبيان وضع وقلادة الدم اضافة الى مقالات حول المشاركة السورية الواسعة في مهرجان المسرح العربي وغيرها.

وفي افتتاحية العدد كتب رئيس تحرير المجلة جوان جان ..”مع انطلاق ظاهرة المهرجانات المسرحية العربية التي كان مهرجان دمشق المسرحي مفتتحها انطلق الفنانون المسرحيون السوريون نحو هذه المهرجانات مقدمين ثمرة فكرهم وجهدهم وإبداعهم أعمالا مسرحية تركت أثرا لا يمحى في هذه المهرجانات والتظاهرات والدليل على ذلك كم الجوائز الذي حصلت عليه العروض المسرحية السورية في المهرجانات المسرحية”.

وفي صفحات تجارب ورؤى نشرت المجلة مواضيع حول مجموعة من الشخصيات المسرحية من الممثلين والفنيين الذين تركوا بصمة في عالم أبو الفنون منها عن “ماهر عيون السود .. رائد المسرح الحمصي تسعون عاما على مسرح الحياة أمضى ثلاثة أرباعها على خشبة المسرح” لمحمد خير الكيلاني بينما كتبت امينة عباس في مقالها عن “المخرج المسرحي محمد الطيب .. من الحجاج إلى السندباد” .. وجاء مقال علي الراعي عن المخرج المسرحي مأمون الخطيب و”رحلة في عوالم الفنانة المسرحية رغداء ابراهيم جديد” لندا حبيب علي وغيرها.

وعلى صفحات قسم الدراسات والأبحاث نقرأ دراسة بعنوان “آلية العرض في مسرح مارون نقاش” للدكتورة حورية محمد حمو و”في اختيار النص المسرحي” للدكتور هاني حجاج و”مصادر الحركة في تقنيات الأداء التمثيلي في الاتجاهات المسرحية المعاصرة “للدكتور أيمن محمد العلان” و”الستائر في المسرح” لايهم الغزالي و”قراءة أولى في أساليب الواقعية والطبيعية في المسرح الروسي” لعماد جلول و”هنريك إبسن في الذكرى العاشرة بعد المئة لرحيله” لخليل البيطار و”قراءة في نص مسرحية” في انتظار جودو لصمويل بيكيت.

واختارت المجلة أربع مسرحيات وهي “الأفعى حبيبتي” لفرحان بلبل “وديك الليلة الأخيرة” لمحمد الحفري وعلي أحمد العبد الله و”يوم في حياة مواطن سابق” مونودراما لسامر أنور الشمالي و”بوني ..مسرحية للأطفال” لعلي عبد الحميد طهور.

وتناول العدد أعمالا مسرحية صدرت مؤءخرا عن الهيئة العامة السورية للكتاب وهي كتاب ضم نصين مسرحيين للكاتب والمخرج المسرحي اسماعيل خلف هما “سوناتا الانتظار” و”عويل الزمن المهزوم” إضافة إلى كتاب ضم ثلاثة نصوص مسرحية للكاتب سمير عدنان المطرود وهي “حارس المطخ.. ونسمة عطر آدم وحواء ..والام قمر القرية” كما صدر كتاب موجه لليافعين حمل عنوان “حكايات مسرحية” لجوان جان فيما صدر عن دار أمل للطباعة والنشر والتوزيع كتاب للمسرحي العراقي محمد وهيب بعنوان “حكايتي بين المسرح والحياة”.

واختتم العدد بزاوية تحت عنوان “كواليس” بقلم حسن عكلا حيث كتب “أشعلوا أضواء المسرح .. المسرح حياة فلنواصل فعل الحياة على المسرح والخيار مصير فوق العتمة عند منابع الشمس أو في أسفل القاع ..لنبدأ من هنا .. فاللحظة ما تزال مواتية .. الآن كما في كل وقت مطل على الحقيقة ..لنبدأ من الخشبة أولا .. من هنا .. من المسرح”.

----------------------------------------------------------
المصدر : شذى حمود - سانا

"المسرح في التاريخ" تنقيب أركيولوجي في تقاليد الشعوب وثقافاتها من فصل إلى آخر صـوت حكواتـي معتّق في خوابي المسرح

الأحد، 13 نوفمبر 2016

عرض كتاب "الطيب الصديقي المخرج المتعدد في صناعة الفرجة"

الخميس، 10 نوفمبر 2016

صدور العدد الثاني من مجلة الفن و الأدب السمعية البصرية

مجلة الفنون المسرحية

صدور العدد الثاني من مجلة الفن و الأدب السمعية البصرية 

صدرت اليوم الموافق 10/ 11/ 2016 مجلة الفن و الأدب السمعية البصرية (أول مجلة بأصوات الأدباء و الفنانين) في عددها الثاني نوفمبر 2016
وتنوعت محتويات المجلة التي يرأس تحريرها الأديب و الإعلامي اليمني هايل علي المذابي في هذا العدد بمواضيع متعددة منها ملف عن دور المسرح المدرسي في مناهضة الإرهاب للبروفيسور تيسير الآلوسي رئيس جامعة ابن رشد في هولندا و كذلك الفنان والكاتب المسرحي السعودي عبدالله عقيل و ايضا تحدث مدير الملتقى العربي لفنون العرائس عدنان سلوم عما قدمه هذا الملتقى منذ بداياته في أول ملتقى 2013.. وقدمت الفنانة الأكاديمية اللبنانية لارا حتي في تبويب المسرح خاطرة مسرحية عن صاموئيل بيكيت ويوسف أدريس وبريخت تشبه القراءات النقدية المقارنة مضمونا وتلتزم في شكلها المختصر شكل الخاطرة..
وفي الشعر تنوعت القصائد وكان أولها قصيدة للدكتور سفير اليمن في القاهرة عبدالولي الشميري ونخبة من الشعراء العرب..
وفي عوالم السينما قدم مؤسس نقابة الفنانين التشكيليين في اليمن عبدالواسع العلفي مادة فنية تحدثت عن صناعة الدهشة في السينما.
أما السرد فقدم الفنان والكاتب الاردني رياض طبيشات قصة قصيرة ناقشت موضوعا هاما عن المرأة وغربة الأزواج وقصة أخرى لفتيحة مازوني من الجزائر.
في الموسيقى قدمت المجلة تغطية لملتقى سعيدة فكري لصاحبة الملتقى تحدثت فيها بشكل خاص للمجلة عن فنها وعن الملتقى التي تنظمه وكانت من تصوير فاطمة بوهراكة من المغرب
في العمود الصوتي الكلمة حياة قدمت الإعلامية اليمنية سامية العنسي مقالا هاما طرحت فيه تساؤلات عما يحدث في العالم العربي ..

و فيما يلي المحتوى التفصيلي للعدد الثاني من المجلة 

مسرح
00:04:00 - 00:18:44 مسرح - أ.د. تيسير الآلوسي - هولندا
00:18:44 - 00:22:44 مسرح - لارا حتي - لبنان
00:22:45 - 00:25:00 مسرح- عبدالله عقيل - السعودية
00:25:00 - 00:30:50 مسرح - عدنان سلوم - الشارقة
سينما 
00:30:50 - 00:40:00 صناعة الدهشة في السينما - عبدالواسع العلفي - اليمن 
شعر
00:40:00 - 00:50:00 شعر - د. عبدالولي الشميري - القاهرة
00:50:00 - 00:52:20 شعر - عبدالله باكدادة - اليمن
00:52:26 - 00:55:00 شعر - محمد المهدي- اليمن
00:55:00 - 00:57:00 شعر - أيمن دراوشة - قطر 
00:57:00 - 00:59:50  شعر - محمد بوغنيم البلبال - المغرب
00:59:50 - 01:02:00  شعر - محمد عابس- السعودية
01:02:00 - 01:05:00 شعر - أحمد الجهمي - اليمن 
01:05:00 - 01:07:39 شعر - إبتسام الحمري - المغرب
01:07:39 - 01:10:00 شعر - إبتسام أبو سعدة - الجزائر
سرد 
01:10:39 - 01:17:40 سرد - رياض طبيشات - الأردن
01:17:40 - 01:20:00 سرد- فتيحة مازوني- الجزائر
نقد
01:20:00 - 01:30:00 نقد- د. أنيسة السعدون- البحرين
01:30:00 - 01:36:00 نقد - د.محمد المحفلي- الأردن
موسيقى 
01:36:00 - 01:42:00 موسيقى - ملتقى سعيدة فكري للأغنية - تغطية فاطمة بوهراكة - المغرب
الكلمة حياة 
01:42:00 - 01:47:00 الكلمة حياة - سامية العنسي - اليمن 

لمشاهدة المجلة على موقعها
http://mjltalfnwaladb.wixsite.com/fnwadb
أو على اليوتيوب 
https://www.youtube.com/watch?v=p_yvl8a4AQc

السبت، 5 نوفمبر 2016

عبد الرحمن بدوي: ترجمة المسرح بإزميل الفلسفة

مجلة الفنون المسرحية

عادت ترجمات الأعمال المسرحية للألماني برتولت بريشت (1898 - 1956) للواجهة من جديد، عبر طبعتين لمختارات من أعماله؛ شملت المختارات الأولى "طبول في الحرب" و"حياة جالليو"، ومؤخراً "الأم شجاعة" و"السيد بنتيلا وخادمه ماتي"، وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الجهة التي تكفلت بإعادة الطبع، ضمن سلسلة "من المسرح العالمي"، العدد الأخير، وبترجمة عبدالرحمن بدويّ (1917 - 2002).
ومع صدور الطبعة الجديدة من هذه الترجمات، تعود إشكالية ترجمة بدوي للمسرح الألماني، والتي شملت أعمال شيلر، غوته، وبريشت، حيث أثير حول هذه الترجمات، وخاصة أعمال "بريشت" من الإشادة بنفس القدر الذي أثير حولها من النقد من قبل مترجمين لا يقلون دربة وحرفة عن بدوي.
في مسرحية "السيد بنتيلا وخادمه ماتي"، التي أعيد طبعها مؤخراً، يقول بريشت إنها "مسرحية شعبية تستمد شكلها الملحمي من مغامرات الملاحم القديمة"، ويُقال إن بريشت كتبها متأثراً بدور "شارلي شابلن" الذي لعب دور المليونير في فيلم "أضواء المدينة".

اتُّهم بأنَّ أسلوبه في الترجمة الأدبية جاف ومقعر وغير مسرحي

وبسبب حساسية هذا العمل اضطر مترجم آخر للعمل، هو المصري عبد الغفار مكاوي إلى إيراد عشرات التوجيهات إلى من يريد تمثيل العمل في العربيّة، منها: "ينبغي أن يصون نفسه من أسلوب الأداء التقليدي... ولغته يجب أن تكون ذات إيقاع موسيقي لطيف".
ترجم بدوي العمل للمرة الأولى سنة 1978، وسيقع العمل بيد المترجم والمختص بالمسرح السوري نبيل حفار(1945)، ومع السمعة الطيبة لبدوي كمترجم موسوعي يتصدى لأعمال كبيرة إلّا أن حفّار يجد أنَّ أسلوبه في العربية "جاف مقعر وغير مسرحيّ، يترجم غوته كما يترجم بريشت، بالأسلوب نفسه، كما أن لغة شخصيات النص في ترجماته تنطق جميعها بمستوى واحد، دون أن يأخذ بعين الاعتبار الانتماءات الاجتماعية والثقافية للشخصيات خلال تبادلها للحوار"، بسبب ذلك كلّه يرى حفّار "أنَّ أيّاً من هذه الترجمات - التي قام بها بدوي - لم يرَ النور على خشبات المسارح العربيّة".
ليس هذا العمل (السيد بنتيلا وخادمه ماتي) وحسب، إذ فكّر المخرج التونسي، المنصف الصايم، مرة بإخراج "حياة غاليلو غالييه" كنموذج من المسرح الجدلي لبريشت، لكن بعد طول نظر في ترجمة بدوي صرف النظر نهائياً عنها، وترجم النص لعرضه عن الفرنسية". والرواية هنا ما زالت لحفّار.
ترجم بدوي نحو عشرين عملاً مسرحياً عن الألمانية، شكلت ترجماته حاجزاً للمخرجين، وعلامات استفهام عند مترجمين آخرين، أخذوا عليه "لغته المقعرة"، وفي أحيان أخرى إيراده للمعاني على ما لم تكن عليه في الألمانيّة، وكانت هذه الأعمال تحمل السخرية، التي لم تتناسب وطريقة عمل بدوي في الترجمة.
في 1968 أراد المسرح القومي في القاهرة تقديم مسرحية بريشت "دائرة الطباشير القوقازية" بالتعاون إخراجياً بين سعد أردش، وكورت فيت من مسرح "البرلينر إنسامبل" اعتماداً على ترجمة عبد الرحمن بدوي.
لكن، بعد مرور فترة على البروفات لاحظ كلاهما أن نص بدوي لا يُمكّن الممثلين من تجسيد الحالات المطلوبة منهم، بالإضافة إلى أن بنية الجملة تربكهم عند النطق في كثير من الحالات". طلبا المساعدة من الشاعر صلاح جاهين الذي وجد نفسه مضطراً لتقديم ترجمة جديدة، ولكن عن الترجمة الإنجليزية، هذه الحادثة أيضاً برواية حفّار.
من الجهة الأخرى، لا يبدو الأمر مقتصراً على الترجمة في مسرحيات بريشت، بل لعل له نصيباً في لغة المسرحيات نفسها، فالفرقة التي أسسها بريشت "برلينر إنسامبل" كانت تصرّ على أداء الأعمال باللغة الألمانية في باريس مع توفير بعض الترجمات، ربما لأن الموضوع لا يتعلق بالترجمة بقدر ما يتعلق باللغة الألمانية وبشعرية اللغة المسرحية عند بريشت.

-------------------------------------------------
المصدر :عمّار أحمد الشقيري - العربي الجديد 

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016

جذور المسرح اليوناني تعود إلى مصر الفرعونية

مجلة الفنون المسرحية

جذور المسرح اليوناني تعود إلى مصر الفرعونية

في عام 62 بعد الميلاد ثار بركان فيزوف بجنوب إيطاليا، ومع ثورته اندلعت النيران في كل اتجاه، وتوالت سلسلة من الزلازل أدت إلى تدمير أجزاء كبيرة من مدينة بومبيي، كانت هذه المدينة كما يقول صبحي شفيق في كتابه «مدخل إلى المسرح الفرعوني» - نموذجاً للمجتمع الكامل، في ساحتها العريقة يتحدث الاقتصاديون والسياسيون، وكذلك أصحاب العقائد المختلفة، وتحيطهم مختلف شرائح المجتمع وأبرزهم شباب بومبيي.
وكانت تتمتع بخصوبة أرضها، فهي محاطة بمزارع شاسعة، وخضرتها ترسم قوساً بين العمائر وبين الأفق، وكان معمار المدينة فريداً من نوعه، في الشارع منطقة تسمى شارع المسارح، أو هي العروض الدرامية والطقوسية معاً، وإزاء مجمع المسارح مركز الألعاب والتدريبات الرياضية.
وفي حي المسرح كما يقول شفيق في كتابه الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب يوجد معبد مسرح إيزيس، وهو معبد قديم، شيّد قبل الرومان، شيّده جماعة من التجار، ممن كانوا يهاجرون إلى موانئ البحر الأبيض وميناء الإسكندرية بصفة خاصة، منذ حكم البطالمة، والإسكندرية هي أهم مراكز التجارة، لكنها أيضاً أهم مراكز الثقافة.

ويبدو أن مدينة بومبيي قد تعرضت عبر القرون الماضية كما يشير المؤلف لأحداث دامية، زلازل، براكين، فيضانات، لكن أعمال التنقيب جعلت العلماء يعثرون في العام 1769 ميلادية على معبد إيزيس.
وما يجعل من هذا المعبد قيمة تاريخية نادرة الكلام لصبحي شفيق هو بقاء الرسوم الجدارية في حالتها الأولى، كأنما رسمت بالأمس، وبعملية مونتاج يتبع اتجاه نظرة الشخصيات، ثم ترتيب جوقة الإنشاد على صفين، ووجود كاهن مرتل، إذا قمنا بعملية ترتيبية يمكننا أن نستخلص مكونات مسرحيتين: الأولى زواج فينوس من مارس، والثانية هي هروب أيو إلى قصر إيزيس، وهنا يرصد المؤلف نقطة تحول مهمة في مفهوم العرض المسرحي، فبعد أن كان طقوسياً أصبح دنيوياً.
يوضح المؤلف أن المدخل الحقيقي للمسرح الفرعوني يبدأ بتحررنا من المسرح التقليدي الذي تبلور في القرن السابع عشر، والذي قام على تطبيق نظريات رسامي ومنظري فلورنسا، وهو الذي يطلق عليه نقاد أوروبا حالياً مسرح العلبة.
يقول المؤلف: «قد ننبذ في عصرنا الحالي مثل هذا المعمار الفلورنسي، إلا أننا لو وضعنا أنفسنا في السياق التاريخي الذي ولد في ثناياه ذلك المسرح، فسنجده أول ثورة في الدراما الحديثة، لماذا؟؛ لأن أوروبا منذ القرن الخامس حتى القرن السادس عشر لم تعرف البنية السياسية الاجتماعية الموحدة والمركزية التي اصطلحنا على تسميتها الدولة، كانت مجموعة من الإقطاعيات، يرأس كل إقطاعية أمير أو دوق.
ضمن النقوش العديدة على الجدران لا يهتم صبحي شفيق إلا ب «القناع»، خصوصا أن المسرح الإغريقي قام على استخدام الأقنعة، وفي مقابر مصر الفرعونية تتعدد رسوم هذه الأقنعة.
وفي أحد المعابد نرى رسماً جدارياً يرينا ساحراً قد ارتدى قناعاً وأخذ يمارس طقوسه أمام المشاهدين، وفي الأدب المصري القديم يوجد العديد من النصوص القصصية التي ترينا دور الساحر في حياة المصريين، بل إن فرعون نفسه كان لا يستريح إلا إذا جاء بساحر يكشف له عن لغز هذه المشكلة أو تلك.
وكما يقول المؤلف، إن الأقنعة بمفردها لا تكفي لصنع مسرح، موضحاً أن هناك ستارة جزئية تخفي ممثلاً أو أكثر خلفها، كما أن هناك مجمع سقارة، حيث كانت تقام عليه العروض من آن لآخر.
ويؤكد المؤلف: «هناك استشهادات عديدة بدور مسرحنا وموسيقانا وطقوسنا في إرساء أسس المسرح في بلاد الإغريق، ثم انتشاره عبر القارة الأوروبية، كما أن معبد دندرة يرينا عرض النصوص التي كان يؤديها ممثلون محترفون في ساحات المدن، أمام بهو البحيرة المقدسة التي يطلّ عليها المعبد، وقد سبقنا هيرودوت في الحديث عن انتقال المسرح من مصر الفرعونية إلى بلاد الإغريق».

--------------------------------------------
المصدر : القاهرة - الخليج 

الجمعة، 14 أكتوبر 2016

كتاب "لتقنية الرقمية والبديل الضوئي في العرض المسرحي " تأليف د. عماد هادي الخفاجي

مجلة الفنون المسرحية

صدر حديثا كتاب (التقنية الرقمية والبديل الضوئي في العرض المسرحي ) للاستاذ المساعد الدكتور عماد هادي الخفاجي، قسم الفنون المسرحية.
     يبدأ المؤلف من التطور العملي الذي شهده المسرح الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين في مجال التكنولوجيا, ولا سيَّما مع ظهور الكمبيوتر الذي نتج عنه ثورة تكنولوجية غيرت مفهومات المجتمعات البشرية بإتجاه قيم ميل وتفضيل جمالي مرتبطة بتلك القدرة التكنولوجية المستحدثة, وأنّ هذا التطور أدى بشكل مباشر إلى توافر إمكانات عصرية فائقة لمعالجة وتقديم الرؤية الفنية للمخرج, وتحقيق فضاءات المؤلف، فضلاً عن تعزيز أداء الممثل بالوسائل التقنية في تجسيد إبداعه الأدائي، فكان الخلق الفني  بالتقنيات الحديثة أوجد ظروفاً عصرية حديثة للتداول الجمالي, إذ أصبح بإمكان المتلقي أنْ يشاهد العرض بظروف متساوقة مع حركية الصورة الذهنية إفتراضاً مضاعفاً عن الواقع بدواعي المحاكاة في الفضاء الدرامي المفترض، وتداعياتها في الفضاء المسرحي في ظل الإمكانات والتجهيزات التقنية الحديثة، ومن حيث الزمان والمكان وتقنيات الصوت والصورة  وبما يتناسب وروح العصر.
ومن هنا نجد أنّ التطور التكنولوجي في العصر الحديث له الأثر الكبير, إذ يساعد في توظيف السينوغرافيا لصناعة الصورة المرئية التي تتلائم مع متطلبات العصر الحديث,  إذ أنّ ظهور التقنية الرقمية ومن ثم العالم الرقمي يعد من الانجازات الفاعلة والمتفاعلة مع العرض المسرحي, والتي تدفع بمكوناته إلى الأمام من حيث التوظيف والجمال, الأمر الذي سيجعل من العرض المسرحي أنْ يتفاعل مع المتغيرات التقنية من أجل صناعة سينوغرافيا تستطيع أنْ تخلق الإبهار والدهشة البصرية بما يحتاجه المتلقي في العرض المسرحي. إذ عمل المشتغلون في عالم المسرح على تطويع كل هذه المعطيات, والمستجدات, والمبتكرات الحديثة لتوظيفها من أجل الوصول بإعمالهم إلى مستوى التكامل الفني, والتي يعد الكومبيوتر جزءاً منها فضلاً عن عد جهاز البديل الضوئي أو (الداته شو) جهازاً من شأنه أنْ يضفي إستعمالاً تقنياً يحقق عن طريقه كل ما يجعل الضوء مبهراً في إستعماله, أو يجعله مكوناً للفضاءات المرئية المفترضة التي تساعد المخرجين والمصممين على إنتاج أشكال إبداعية, وصولاً إلى التكامل الفني في العمل المسرحي, لذلك يعد الكمبيوتر والبرمجيات من أبرز مظاهر الثورة الرقمية التي عملت على توسيع فعالية الخطاب الحسي للعرض المسرحي والموجه للمشاهد المسرحي بزيادة القدرة على مخاطبة جميع حواسه والتأثير بمدركاته العقلية وبما أن الكمبيوتر ومكوناته هو مكون أساسي لوسائط عِدّه, والتي كانت على مستوى عالي من الجودة والأهمية في تحقيق التكامل بين العلوم والفنون لذا فأنَّ بنية الكمبيوتر التقنية وسعت الإمكانيات المتاحة للمسرح التقليدي بإضافة قوة أضافية إلى المخرج ومصمم الإضاءة وكُتاب الدراما والكيفية التي تؤثر على المتلقي, وهذا ما دفع الباحث إلى إستعمال الأداء الذكي من خلال الكمبيوتر لجعل المؤثرات شيئاً سهلاً وممكنا من خلال التعرف على التقنية الرقمية والتوظيف الجمالي لجهاز(الداته شوData Show Projector) كبديل ضوئي عن جهاز الإضاءة التقليدي في العرض المسرحي من خلال الإفادة من الأنظمة الرقمية وخاصة نظام الألوان الضوئي (RGB) والذي أتاح التحكم في نسبة كل لون بمقدار يتراوح ما بين الصفر إلى 255 لون وان التغير في مقدار كل لون يتيح فرصة الحصول على أكثر من 16 مليون درجة لونية مختلفة وان السبب في هذا الكم الهائل من الألوان يعود إلى إن نظام الـ(RGB) هو نظام خاص للتصميم المرئي الذي تستعمله الأجهزة الرقمية القائمة على مبدأ الضوء كأجهزة المسح الضوئي والكاميرات الرقمية جهاز اسقاط الفيديو(Video Projector) والمرئيات بتقنياتها المختلفة ومنها التي أفاد الباحث منها في كتابه( الداته شو) فعمل الباحث على المزاوجة العلمية والفنية بين نظام الـ(RGB) اللوني الرقمي وجهاز الداته شو وأحد البرامج المختزنة بالكمبيوتر ليقوم بإنتاج جهاز بديل ضوئي وفر معالجات متعددة ومهمة أُفرزت عن طريق التجربة على جهاز (الداته شو). 
لذلك فعملية المزاوجة بين العلم والفن أعطت دعماً إضافياً للعملية الفنية فأصبح فن المسرح تحت ظل التكنولوجيا من الفنون التي تأثرت بشكل خاص بالتطورات التقنية الحديثة ولاسيما على المستوى التقني مما ساعد المخرج والمصمم على إمتلاك القدرة بالتنوع بمجال العمل وإضافة حلول متعددة لأي مشكلة تقنية ومما لا شك فيه إن هذا التطور أدى بشكل مباشر إلى خلق آفاق جديدة أمام المخرجين والمصممين والمؤلفين لإكتشاف سبل وأدوات وإمكانيات جديدة في التجسيد الإبداعي والخلق الفني من أجل تطوير العرض المسرحي.

--------------------------------------------------
المصدر : كلية الفنون الجميلة بغداد 

الجمعة، 7 أكتوبر 2016

مجلة الاديب العراقي .. عدد جديد ..و دراسة بعنوان "النقاد المسرحيون الشباب ومسارات النقد"

الجمعة، 30 سبتمبر 2016

مــن أجـــل إستـــراتيجــيـــة عـــربيــة لتــحــقــيـــق التــنــمــيــة المســرحيـــة

مجلة الفنون المسرحية

جميـــل حمـــداوي

مــن أجـــل إستـــراتيجــيـــة عـــربيــة
لتــحــقــيـــق التــنــمــيــة المســرحيـــة


المؤلف: جميل حمداوي
الكتاب:من أجل إستراتيجية عربية لتحقيق التنمية المسرحية
الطبعة الأولى:2016م
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف

الإهـــداء

أهدي هذا الورقة المتواضعة إلى أخي العزيز الناقد المسرحي الكبير الأستاذ الدكتور سعيد الناجي رئيس الجمعية العربية لنقاد المسرح اعترافا بجميله، وتقديرا لجهوده الجبارة والمثمرة في مجال النقد المسرحي إشرافا وتوجيها وتدريسا وتقويما.


الفــهــــرس

الإهــــــداء
المقدمـــة............................................................................5
المبحث الأول:  توفير البنيات التحتية ..........................................6
المبحث الثاني:  التشجيع المادي والمالي والمعنوي..........................7
المبحث الثالث: التأطير والتكوين................................................8
المبحث الرابع: تطوير السينوغرافيا............................................9
المبحث الخامس: البحث عن نظريات مسرحية.............................10
المبحث السادس: تطوير النقد المسرحي.....................................12
المبحث السابع: الفرجات الإثنوسينولوجية..................................14
المبحث الثامن: الاهتمام بمسرح الطفل والشباب والجامعي..............16
المبحث التاسع:تشجيع المسرح القرائي......................................17
المبحث العاشر:الجمع بين الهوية والاحتراف...............................19
المبحث الحادي عشر:إنشاء هيئة أو جمعية مسرحية......................20
المبحث الثاني عشر: نحو مسرح الجمال والجودة والتميز...............21
المبحث الثالث عشر: إنشاء قناة مسرحية....................................22
المبحث الرابع عشر: بناء المواقع الرقمية...................................22
الخاتمــــة.........................................................................24
ثبت المصادر والمراجع.........................................................25
الفهــــرس






المقدمـــة

عرف المسرح في عالمنا العربي، مند السنوات الأخيرة من القرن العشرين، ركودا كبيرا، وكسادا لا مثيل له، حتى أصبحنا - اليوم - نتحدث عن نكسة المسرح العربي، أو احتضاره، أو موته. ويعني هذا أن المسرح قد تراجع بشكل كبير لتأخذ السينما والقنوات الفضائية مكانته السحرية الممتعة. وقد تراجع المسرح أيضا لحساب الشعر والرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا. كما تراجع معه مسرح الطفل، ومسرح الشباب، ومسرح الهواة، والمسرح الجامعي، والمسرح الاحترافي. ومن ثم، لم يعد المسرح - اليوم- مهنة أو حرفة تؤمن عيش الفنان، أو يمكن أن يقتات بها الممثلون، أو المؤلفون، أو المخرجون، أو التقنيون، بل أصبح المسرح مجرد هواية، أو فن لتزجية الوقت، وتسلية الناس وترفيههم. علاوة على ذلك، فقد تخلت  الدولة عن دورها الهام في دعم المسرح ماديا وماليا، وتشجيعه معنويا وثقافيا؛ لأن المسرح يشكل خطرا دائما يؤرق الدولة، ويقض مضجعها ، مادام هذا المسرح ينتقد السلطة ، بشكل من الأشكال، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. ويقوم بتوعية الجماهير الشعبية تلميحا وإيحاء وتحريضا، وهذا ما لا تقبله السلطات الحاكمة التي ترى فيه عدوا خطيرا من الدرجة الأولى، ينبغي محاربته بجميع الأسلحة الفتاكة ، وصده بشتى الوسائل، سواء أكانت شرعية أم غير شرعية، ومنعه ، بأي حال من الأحوال، من الانتشار والرواج والتداول.
وعلى الرغم من ذلك، فلا يمكن الحديث - إطلاقا- عن نهضة ثقافية عربية، أو عن تقدم حقيقي في غياب المسرح. فرقي الأمة وازدهارها مرتبط أشد الارتباط بعدد المسارح والمعاهد الفنية. لذا، لابد من التفكير في إستراتيجية عربية لتنمية المسرح. ولايمكن أن يتحقق هذا إلا في مجتمع ديمقراطي؛ لأن المجتمع اليوناني الذي تطور فيه المسرح، بكل أنواعه، كان مجتمعا ديمقراطيا، يؤمن بالتعددية، ويعترف بحرية الرأي، ويقتنع بمبدإ الاختلاف، ويمتثل لروح الحوار البناء. إذاً، ما أهم الاقتراحات لتحقيق التنمية المسرحية في العالم العربي؟

المبحث الأول:  توفيـــر البنيــــات التحتيــة

لا يمكن الحديث عن نهضة ثقافية في بلد ما إلا بتشييد قاعات العروض المسرحية، وتشجيع الناس على الإقبال عليها بشكل لافت للانتباه، على أساس أن المسرح أداة للتوعية والتنوير والتثقيف، ووسيلة لمحاربة الأمية والجهل. ويكون رقي الأمم والدول بعدد مسارحها ومركباتها الثقافية. ويقاس أيضا بكثرة الأنشطة الثقافية طول السنة، وكثرة الجماهير التي تحضر هذه العروض والتظاهرات الثقافية والفنية والأدبية.
 ويعد المسرح كذلك مسلكا حقيقيا للإفادة والإقناع والإمتاع. ولايمكن للمسرح العربي أن يحقق ازدهاره إلا بتشييد المسارح الفنية الواسعة والرحبة، وإنشاء المعاهد التابعة لها للتعليم والتكوين والتأطير في الموسيقا، والرقص، والغناء، والسينوغرافيا، والكتابة، والإخراج، والأداء، والتمثيل، والتشكيل، والتصوير، والسينما... 
علاوة على ذلك، لابد من بناء المركبات الثقافية التي تتوفر على  قاعات للمسرح، ومكتبات فنية، وقاعات للتدريب والتكوين والتأطير بغية تقديم فرجات درامية، سواء أكانت تراجيدية أم كوميدية أم مختلطة، تجمع بين الملهاة والمأساة .
 ولابد كذلك من مراعاة الخصوصيات الحضارية والثقافية حين بناء المسارح وتشييدها  وتأسيسها، حيث تخضع هندستها المعمارية للخصوصية العربية هوية وتأصيلا وتأسيسا. بمعنى أن تتلاءم المسارح مع الفضاءات العربية الفرجوية (الأسواق، والمواسم، والزوايا، والأضرحة، والملاعب، والساحات...)، كأن تؤسس الدولة أو المؤسسات الخاصة مسارح دائرية أو شبه دائرية في فضاءات مفتوحة، كفضاء الحلقة، وفضاءات المسرح الاحتفالي...، مع التحرر من الفضاءات المسرحية الغربية المغلقة،  بما فيها مسرح العلبة الإيطالية.
وقد شيد المغرب، على سبيل المثال، عدة مسارح كبرى كمسرح محمد السادس بوجدة الذي يتسع لـ 1200 مقعد، ويضم أيضا  قاعة للعروض، وقاعات للكواليس، وقاعات للفنانين، وثماني ورشات، وفضاء لضيوف الشرف، ويشمل كذلك جميع المرافق المطلوبة في هذا النوع من المنشآت. وهناك المسرح الكبير (Casa Arts) بالدار البيضاء الذي يعد من أهم المركبات الثقافية في أفريقيا والوطن العربي، ويستقبل تظاهرات وعروض ثقافية وفنية من الحجم الدولي على طول السنة. ويضم هذا  المسرح كذلك قاعات للعروض الفنية (1800 مقعد)، وقاعة للعروض المسرحية (600 مقعد)، وقاعة للحفلات الموسيقية (300 مقعد)، وفضاءات للتمرين والإبداع، وورشات تعليمية للأطفال، وقرية للفنانين والتقنيين، وفضاءات تجارية، وأخرى في الهواء الطلق مخصصة للحفلات الفنية، تتسع لـ35 ألف شخص.
وهناك كذلك المسرح الكبير بالرباط الذي سيجعل العاصمة الإدارية واحدة من كبريات العواصم الثقافية العالمية. ويشمل هذا المسرح قاعة كبرى للعروض، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 2050 مقعد، وقاعة ثانوية للعروض بطاقة 520 مقعد، ثم فضاء مسرحيا كبيرا بالهواء الطلق لـ` 7000 متفرج لاستقبال مختلف التظاهرات الموسيقية والفنية. علاوة على مرافق أخرى متنوعة.

المبحث الثاني: التشجيع المادي والمالي والمعنوي

لايمكن للمسرح العربي أن يحقق نهضته الفنية والثقافية الحقيقية إلا بتوفير الإمكانيات المادية والمالية واللوجيستيكية المناسبة والملائمة لتفعيل الحركة المسرحية وإغنائها وتنشيطها. بمعنى أن المسرح لايمكن أن يزدهر في ظل غياب التجهيزات المادية والتقنية والرقمية، أو في ظل غياب الدعم الحقيقي ، أو غياب الإمكانيات المالية. لأن المسرح لايمكن أن يتحقق بدون تمويل حقيقي وفعال. فلابد من تقديم منح وهبات تشجيعية للفرق والجمعيات والنوادي المسرحية ،  في شكل مساعدات من أجل استكمال عملها الفني التأسيسي أو التجريبي. ولابد للدولة، أو المؤسسات الخاصة، أن تدعم، بكل إمكانياتها المتوفرة، المسرح التجريبي القائم على البحث والابتكار والاستكشاف؛ لأن هذا المسرح أساس النهضة الثقافية الحقيقية، ونواة التميز والإبداع والتفرد عربيا وعالميا. وبتعبير آخر، على الدولة أن تشجع، بكل ما أوتيت من إمكانيات وطاقات، المسرح التجريبي ماديا وماليا ومعنويا من أجل أن ينتج هذا المسرح ، عبر طاقاته الإبداعية المتميزة والخارقة، نظريات وممارسات متفردة، أو يقدم لنا فرجات عربية نموذجية وحداثية لها قصب السبق عربيا وعالميا. 
ولأجرأة هذا التصور، يتعين على الدولة، أو المحافظات، أو البلديات المحلية، أن تخصص نسبة 1% من ميزانيتها للمسرح، كما يبدو ذلك واضحا في ميزانيات بلديات المغرب. وتشجع الفرق المسرحية للتباري عبر مسابقات محلية وجهوية ووطنية ودولية تخصص لها جوائز مالية لتشجيع هذه الفرق على مواصلة الفعل المسرحي، دون الاكتفاء بالجوائز التشجيعية والأوسمة المعنوية.

المبحث الثالث:  التأطير والتكوين في المجال المسرحي

تستلزم تنمية المسرح العربي، على جميع المستويات والأصعدة، أن تشرف الدول، أو المؤسسات والمعاهد الخاصة، على تكوين الممثلين والمخرجين والتقنيين والمؤلفين تكوينا جديدا،  في ضوء النظريات الحديثة والمعاصرة. ويشمل التكوين معرفة تقنيات التمثيل والتشخيص، والاطلاع على مبادئ السينوغرافيا ، وتمثل نظريات الإخراج، وإتقان آليات الكوريغرافيا ، واكتساب تقنيات التأليف المسرحي، ومعرفة طرائق الإعداد الدراماتورجي للنصوص. ويعني هذا إخضاع المسرح العربي لقواعد الفن والعلم، مع الاستعانة بالموهبة المصقولة. وبتعبير آخر،  لابد من تكوين الممثلين في معاهد الرقص والموسيقا والتشكيل والرياضة البدنية، ودفعهم إلى معرفة علوم الترتيل والتجويد والخطابة، والاطلاع على اللسانيات الصوتية، ودراسة تاريخ الفنون والآداب والعلوم، واستيعاب آليات مدارس التشخيص (التشخيص الواقعي النفسي لستانسلافسكي ،والتشخيص الخارجي الكوكلاني، والتشخيص البريختي)،ولاسيما التشخيص الرقمي والإلكتروني، والتمكن من تقنيات الإخراج .
المبحث الثالث:  تطوير السينوغرافيا المسرحيــة

تعرف السينوغرافيا على أساس أنها علم  تصوير الخشبة، أو فن تأثيث المنظر الركحي. ويهتم هذا العلم كذلك بالديكور، ومعمار الخشبة المسرحية. وتعد السينوغرافيا بمثابة تقنية إخراجية ترصد الجوانب البصرية والهندسية للعرض المسرحي، من إضاءة، وموسيقا، وتشكيل، وتقسيم للخشبة ، واهتمام بالكوريغرافيا، والأزياء، والماكياج. 
وإذا كان العرض المسرحي يحمل دلالات لغوية منطوقة  مباشرة أو غير مباشرة، فإن السينوغرافيا تقوم بمهمة التوضيح والتفسير والشرح . أي: تؤول بصريا كل العلامات الغامضة ، وتشرح بالملموس الفيزيقي كل الدلالات الملتبسة الغامضة ، وتفكك كل الإشارات السيميائية أو الرمزية ، بربطها بمرجع بصري حسي. ويعني هذا أن السينوغرافيا تنقل النص المسرحي  من خاصيته التجريدية إلى عالم التجسيد البصري، أو تنقله من النص الدرامي إلى الممارسة الركحية ، والتفسير الأيقوني، والتمثيل الحركي، والكوريغرافيا الجسدية.
 وبصفة عامة، تتكون السينوغرافيا من الأزياء، والماكياج، والكتل البشرية، والديكور، والإضاءة، والموسيقا، وتنظيم الخشبة، وبناء المناظر والديكور. ويعني هذا أن السينوغرافيا أشمل من الديكور والمعمار المسرحي. ومن ثم، فلها وظائف فنية وبصرية وجمالية ومرجعية وسيميائية، لاتتحدد إلا بسياق العرض المسرحي، وحسب متوالياته المشهدية، وأيضا حسب فصوله الدرامية.
وقد تطورت السينوغرافيا من فن الزخرفة والديكور وهندسة المعمار إلى فن خلق الصور والرؤى ، بتفعيل الإضاءة والألوان والتشكيل والشعر والآليات الرقمية والمعطيات السينمائية الموحية .
ونخلص، من هذا كله، إلى أنه آن الأوان لتنويع السينوغرافيا المشهدية، كأن نوظف السينوغرافيا التاريخية، والسينوغرافيا الأسطورية، والسينوغرافيا الاحتفالية، والسينوغرافيا الشاعرية، والسينوغرافيا الكروتيسكية، والسينوغرافيا البلاستيكية، والسينوغرافيا الكوريغرافية، والسينوغرافيا السيميائية، والسينوغرافيا الإثنوسينولوجية، والسينوغرافيا التجريدية، والسينوغرافيا الدادائية، والسينوغرافيا التكعيبية، والسينوغرافيا السريالية، والسينوغرافيا العبثية، والسينوغرافيا الواقعية، والسينوغرافيا الطبيعية، وسينوغرافيا اللامعقول، والسينوغرافيا الأنتروبولوجية... . دون أن ننسى الاهتمام بالسنوغرافيات المعاصرة، كالسينوغرافيا الرقمية، والسينوغرافيا السينمائية، والسينوغرافيا التشكيلية  بدلا من الاكتفاء بتقنيات المسرح الفقير. ولابد كذلك من استغلال تقنيات فن التشكيل وخدع الطبع والتصوير بدلا من إعداد سينوغرافيات ثقيلة ومكلفة ومرهقة. 
ويعني هذا كله أنه لابد من الاستفادة من السينوغرافيا الرقمية والإلكترونية والتكنولوجيا المعاصرة في خلق سينوغرافيا مسرحية أكثر اقتصادا وتلوينا وإبهارا وإدهاشا للمتلقي الراصد، مع تأثيث ديكور العروض المسرحية تأثيثا ورقيا وبلاستيكيا بطرائق جديدة لأداء رسالات محددة تلميحا وإيحاء وتوهيما .

المبحث الخامس: البحث عن نظريات وتصورات مسرحية جديدة لتطوير المسرح العربي

من المعروف أن الإبداع المسرحي لا يمكن أن يحقق جودته ووجوده وهويته وكينونته الحقيقية إلا بالجمع بين النظرية والممارسة، في علاقة جدلية ملتحمة ومترابطة ترابطا بنيويا وعضويا. و يعني هذا أن المسرح لا يمكن أن يستمر ، أو يحقق التقدم والازدهار، أو يفرض نفسه في الساحة الثقافية المحلية أو العربية أو العالمية، إلا إذا كان مدعما بنظرية فلسفية أو فنية، في شكل نسق من التصورات الفكرية والجمالية ، وشبكة من المقاصد والأهداف والغايات، تروم تجديد المسرح بنية وتصورا، وتحديثه تجنيسا و تأسيسا وتأصيلا، مع طرح مجموعة من الأجوبة لأسئلة تتعلق بالوجود، والإنسان، والمعرفة، والقيم. 
ومن بين الحقول المعرفية التي عرفت التنظيرات بكثرة كبيرة الحقل الدرامي أو المجال المسرحي، فقد بدأ كثير من المبدعين وعلماء المسرح يصدرون بيانات وأوراق ومشاريع ودراسات تحمل، في طياتها، تأملات تنظيرية لفهم المسرح العربي من كل جوانبه المرجعية والجمالية والفنية، ووضع أسسه الفكرية والجمالية قصد تأسيس مسرح عربي أصيل. وغالبا، ما ينبني التنظير المسرحي على تحديد ماهية المسرح، وذكر مقوماته، والإشارة إلى تبعية المسرح العربي للغرب، أو عدم تبعيته له. وبعد ذلك، ينتقل المنظر إلى رصد القواعد والمبادئ والأصول النظرية، سواء على المستوى الفكري أم على المستوى الفني والجمالي، مع تحديد الوظيفة والغرض من هذا التنظير الجديد.
ومن المعروف جيدا أن التنظير المسرحي ليس جديدا في الساحة الثقافية العربية، بل كان معروفا لدى الغربيين ، فقد وجدناه عند أرسطو في كتابه( فن الشعر)، وسانت أوغسطين في كتابه (الاعترافات)، وبرتولود بريخت في( الأرغانون الصغير)، وكوردون كريك في نظريته حول إصلاح المسرح، و دنيس ديدرو حول( تناقضات الممثل)، وفيكتور هيجو في مقدمة مسرحيته( هرناني) الداعية إلى تكسير الوحدات الأرسطية الثلاث، وبيتر بروك في نظريته المتعلقة بـ(المساحة الفارغة)، وجيرزي كروتوفسكي صاحب( نظرية المسرح الفقير)، وأنطونان أرطو صاحب المنهج الحركي و(مسرح القسوة)، وستانسلافسكي صاحب نظرية الواقعية النفسية في إعداد الممثل وتكوينه وتدريبه...وآخرين.
وقد عرفت الساحة الثقافية العربية، بدورها، في مجال المسرح بالخصوص، منذ منتصف  ستينيات القرن العشرين إلى يومنا هذا، مجموعة من النظريات والبيانات والأوراق والتصورات الدرامية  التي حاولت البحث عن هوية المسرح العربي تأسيسا وتجنيسا وتجريبا وتأصيلا، سواء أكان ذلك على مستوى المضمون أم على مستوى الشكل أم هما معا . وهذا كله من أجل مواجهة الاستلاب الحضاري والتغريب والمسخ الثقافي. 
ومن بين النظريات المسرحية المعروفة عربيا مسرح المقلداتي  مع توفيق الحكيم، ومسرح السامر مع يوسف إدريس، والكوميديا المرتجلة مع علي الراعي، والاحتفالية مع عبد الكريم برشيد ، ومسرح التسييس مع سعد الله ونوس ودريد لحام، والمسرح الحكواتي مع روجيه عساف ، ومسرح الصورة مع صلاح القصب، والمسرح التراثي مع عز الدين المدني، ومسرح القوال مع عبد القادر علولة، ومسرح النفي والشهادة مع محمد مسكين، والمسرح الثالث مع المسكيني الصغير، والبيان الجدلي مع عبد القادر عبابو، ونظرية الافتراض الجمالي مع نوال بنبراهيم، والنظرية الإسلامية مع  عماد الدين خليل ونجيب الكيلاني، والمسرح السيميائي مع جميل حمداوي، ونظرية الاستدراك مع أحمد ظريف، و نظرية المرتجلات مع محمد الكغاط، والكوميديا السوداء مع لحسن قناني ومصطفى رمضاني، والمسرح الفردي مع عبد الحق الزروالي، والنظرية المهنية الاحترافية مع سعيد الناجي، والاحتفالية الجديدة مع محمد الوادي، ومسرح التكامل مع محمد خشلة، والمسرح الكوانطي مع فهد الكغاط...
وما أحوجنا اليوم إلى نظريات مسرحية جديدة لتفعيل دور المسرح، وتطوير الركح العربي تجريبا وتأسيسا وتأصيلا، وتنويع الريبرتوار المسرحي، وتحقيق التراكم والإنتاج الإبداعي تأليفا وتأثيثا وإخراجا ونقدا !

المبحث السادس:  تطويــر النقد المسرحي

آن الأوان  لتطوير النقد المسرحي العربي، وتجاوز المقاربات السائدة، كالمقاربة الفنية، والمقاربة الانطباعية، والمقاربة الصحافية، والمقاربة التاريخية، والمقاربة المرجعية. واستبدال ذلك كله بالمناهج النصية، ولاسيما المناهج المعاصرة، سواء أكنت سيميائية أم تفكيكية أم تداولية أم أسلوبية أم قرائية. والمنهج الأصلح لتناول قضايا المسرح العربي ، وتحليل عروضه ونصوصه ، هو المنهج السيميولوجي الذي يتناول المعطى الدرامي تفكيكا وتركيبا قصد التوصل إلى البنى العميقة التي تتحكم في العرض المسرحي توليدا وتكونا وبناء، وتحديد آليات الانتقال من البنية السطحية إلى البنية العميقة بغية معرفة طرائق انبثاق المعنى، معتمدين في ذلك على طريقة المستويات والبنى  المنهجية لمعرفة كيفية تشكيل الدلالة النصية في هذا العرض المسرحي، والانتقال من منهجية كريماص إلى منهجية بيرس القائمة على تحليل العلامات الآتية: الرمز، والإشارة، والأيقون،والمخطط...
ويتم التركيز ، في إطار المقاربة السيميائية، على مساراتها المنهجية ، كالمسار السردي، والمسار التمثيلي، والمسار التصويري، والمسار التوليدي، والمسار التلفظي. وتتطلب المقاربة السيميوطيقية ، في التعامل مع العرض المسرحي والدرامي ، في أثناء عمليتي التفكيك والتركيب، الانطلاق  من مجموعة من النصوص المتداخلة والمتراكبة داخل العرض الميزانسيني. ويمكن حصرها في: نص المؤلف، ونص الممثل، ونص المخرج، ونص السينوغراف، ونص الراصد. ومن ثم، يصعب الإحاطة سيميائيا بكل تلك النصوص الشائكة والمعقدة.  كما يعد  المسرح،  في تركيبته البنائية والجمالية، فنا شاملا وأب الفنون . وبالتالي، يتطلب هذا إلمام  السيميوطيقي بمجموعة من العلوم والمعارف والفنون والصور للاستهداء بها في أثناء عملية التشريح والتحليل، كمعرفة تقنيات السينما والموسيقا والأدب والتشكيل والرقص والنحت، والإلمام أيضا بتقنيات الإضاءة والسينوغرافيا ودراسة المنظور...
ولا نكتفي بسيميائية الفعل والعمل كما عند كريماص وجوزيف كورتيس ورواد مدرسة باريس، بل ننتقل إلى سيميائية العلامات والرموز لدى بيرس ومولينو وكاسيرر. ثم ننتقل إلى سيميائية الذات والأهواء  والعواطف والانفعالات كما عند كريماص وجاك فونتانيي، ثم  البحث عن مفاهيم جديدة نظرية وتطبيقية لمقاربة النصوص والخطابات الاستهوائية. ونضيف إليها سيميائية الكلام والحوار والتواصل،مستلهمين في ذلك نظرية سيميائية الكلام الروائي عند الباحث المغربي محمد الداهي.
ويمكن الاستعانة أيضا بالمقاربة الإثنوسينولوجية التي ترتكز على مجموعة من المبادئ النظرية والتطبيقية، ويمكن حصرها في النقط التالية:
مقاربة الظواهر الثقافية الإثنوغرافية باعتبارها فرجات شعبية  وممارسات أدائية احتفالية.
 تحديد مكونات الأشكال الفرجوية، وتبيان طرائق اشتغالها، وتتبع تطورها أو نكوصها.
 رصد الأشكال التعبيرية والفرجات المسرحية في أبعادها التاريخية والأنتروبولوجية والفلسفية ، مع تحديد بنياتها الشكلية، واستخلاص عناصرها البنيوية والسيميائية الثابتة والمتغيرة، كأن ندرس فن الحلقة بالمغرب، مثلا، بمعرفة تاريخها، ورصد مكوناتها السيميائية اللفظية وغير اللفظية، والتعرف إلى بناها الفنية والجمالية والكوريغرافية والإيقاعية، وتحليل خطابها الدلالي، واستقراء أبعادها الأنتروبولوجية والطقسية والفلسفية، وتبيان علاقة تلك الفرجة الاحتفالية بالإنسان والمجتمع.
 البحث عن العلاقات المفترضة بين الأشكال الفرجوية الثقافية بالفن المسرحي. وهل يمكن اعتبارها رافدا من روافده أم هي شكل فني مستقل له هدفه وكيانه الخاص؟
 معرفة كيفية استثمار أشكال الفرجات الفطرية أو محتوياتها التراثية، والإفادة من بعض أجوائها لتطعيم العرض المسرحي بمزيد من الأصالة والثراء والتأسيس.
 الاعتماد على منهجية الملاحظة والإدراك والوصف و التحليل والتأويل، ووصف الأشكال الفرجوية  بطريقة علمية موضوعية.
 البحث عن الفني والجمالي والدرامي في تلك  الظواهر الفرجوية الثقافية الأنتروبولوجية، سواء أكانت تلك الظواهر بسيطة أم مركبة.
 دراسة تلك الفرجات الشعبية الفلكلورية في ضوء مناهج علمية متعددة ومتداخلة من أجل تكوين فهم أدق وأعمق بجماليات الفرجة، ومعرفة طرائق اشتغالها  أداء وعرضا وفضاء وجسدا وتصويتا وتنغيما.
 التعامل مع الممارسات الفرجوية الإثنوغرافية باعتبارها ظواهر رمزية وسيميائية، وأشكالا علاماتية تستوجب الوصف والتفكيك والتركيب.
 ربط الفرجة الفلكلورية بكل مكوناتها الجسدية والموسيقية والحركية وطقوسها الأنتروبولوجية والمشهدية.  
 البحث عن مواطن الإبداع والأصالة في تلك الممارسات الفرجوية الشعبية الاحتفالية ذات البعد اللامادي.


المبحث السابع: الاهتمام بالفرجات الإثنوسينولوجية

تدرس الإثنوسينولوجيا (L'ethnoscénologie) - حسب جان ماري براديي( Jean-Marie PRADIER)- مختلف الممارسات الفرجوية والسلوكيات الإنسانية في مختلف ثقافات شعوب العالم، في أشكالها المنظمة وصيغها المقننة. أي: إنها تدرس الفرجات الشعبية القديمة والأشكال التعبيرية الثقافية الأصيلة. وبالتالي، فهي تدرس جميع ثقافات شعوب العالم ذات الطابع الفلكلوري دون استثناء، ولاسيما التي لم تعرف فن المسرح بالمفهوم الغربي لكلمة المسرح.
 وبتعبير آخر، فالإثنوسينولوجيا مجموعة من الفرجات الفطرية والثقافات الإثنية المتنوعة. وهي كذلك مجموعة من الأنشطة الإنسانية الحية المتنوعة، ومجمل الفنون المشهدية الاحتفالية والظواهر البشرية، سواء أكانت فردية أم جماعية، والتي يغلب عليها الطابع المشهدي المنظم. وفي إطار هذه الأنشطة والفنون الشعبية، يمكن الحديث عن الألعاب، والأعياد، والاحتفالات، والطقوس، والحركات الصامتة، والرقص، والموسيقا، والرياضة، والجسد، والتراجيديا، والكوميديا، والفكاهة ، والأمكنة الدرامية المفتوحة وفضاءات الهواء الطلق...؛ لأن المسرح الغربي مرتبط في جوهره بالفضاءات المغلقة، وخاصة العلبة الإيطالية.  في حين، نجد أن عرض الفرجات الشعبية الثقافية رهين بفضاءات احتفالية شعبية مفتوحة.
ويعني هذا أن الإثنوسينولوجيا تدرس الثقافة الشعبية والفرجات الفلكلورية المتنوعة ، في مفرداتها ومكوناتها وتلاقحها واندماجها وعطاءاتها. أضف إلى ذلك أن الإثنوسينولوجيا تدرس جميع الأشكال التعبيرية الإنسانية، سواء أكانت مقدسة أم دنيوية، مكتوبة أم شفوية، ذات ثقافة عالمة أم شعبية، احترافية أم غير احترافية، تقليدية أم معاصرة. وهذا كله من أجل خدمة التراث الثقافي اللامادي للبشرية، والدفاع عنه بشكل من الأشكال.  وعلى العموم، تهتم الإثنوسينولوجيا (L'ethnoscénologie)، باعتبارها علما متعدد الاختصاصات والفروع والشعب، بجماليات تجسيد المتخيل، وتمثيله فنيا وجماليا، وتشخيصه دراميا وفرجويا. كما تهتم الإثنوسينولوجيا بدراسة  الظواهر الثقافية العالمية ذات البعد الإثنوغرافي والعرقي والسلالي، وخاصة تلك التي تحمل في طياتها فرجات مشهدية مختلفة عن فن المسرح. والمقصود من هذا أن الإثنوسينولوجيا تبحث في الأشكال الفرجوية الفطرية العريقة والأصيلة المختلفة عن بنية المسرح الغربي الأرسطي. أي: إن مجموعة من الفرجات الإنسانية والأشكال الثقافية والظواهر الإبداعية الفردية والجماعية تحمل، في طياتها، فنيات أسلوبية وتقنية،  وأفكارا جادة وهامة، ومتعة جمالية. ويمكن أن تتضمن كذلك معارف بيداغوجية تطبيقية، وتحوي ابتكارات إجرائية و تقنية وجمالية، على مستوى الأداء والتعبير والتشكيل. وهذا كله يمكن أن يستفيد منه الطلبة والأساتذة الباحثون في مجال المسرح والفنون والعروض الفرجوية والمشهدية. ونستحضر من بين هذه الفنون والفرجات الفطرية العريقة النو، والكابوكي، وكاطاكالي، وأوبيرا بكين (Opéra Pékin)، والكوميديا دي لارتي ، والكراكوز، وتعزية الشيعة، وخيال الظل، والحلقة، والمداح، والحكواتي، وسلطان الطلبة، واعبيدات الرما، والسامر، والمقلداتي، والبساط، والجذبات الصوفية (العيساوة)، والعرائس، والأقنعة، والأعراس الأمازيغية...
ومن هنا، يظهر لنا أن الإثنوسينولوجيا شعبة علمية جديدة تهتم بدراسة الأفكار القديمة. وتعنى بالإبداع الفني والجمالي، ومقاربة الفرجات الفلكلورية في ضوء مناهج النقد العلمي الموضوعي. وبالتالي، فهي متعددة المشارب والمصادر. وقد تشكلت انطلاقتها الأولى في مجال الفنون المشهدية. وتبلورت كذلك داخل النطاق الجامعي، وداخل أروقة اليونسكو، وداخل دار ثقافات العالم . 
وعلى العموم، الإثنوسينولوجيا مقاربة أنتروبولوجية وإثنوغرافية للفرجة الإنسانية نظريا وتطبيقيا، وإن درسا ، وإن عرضا.
واليوم، قد حان الوقت  للاهتمام بالإثنوسينولوجيا المسرحية، ودراسة جميع الظواهر الفرجوية الشعبية العربية بصفة خاصة ، والعالمية بصفة عامة. ويمكن استعراض هذه الفرجات في مركبات ثقافية عامة أو خاصة، أو في ساحات عمومية أو رياضية أو فنية أو ثقافية مفتوحة، تشرف عليها مؤسسات الدولة، أو مؤسسات خاصة، يحضرها النقاد والمبدعون والمهتمون بالمسرح والتراث الشعبي، فتعرض جميع الفرجات الشعبية الفطرية أمام نخبة من النقاد والمبدعين والأكاديميين وطلبة المسرح  من أجل الاطلاع عليها، وتقويمها دلالة وصياغة ومقصدية، والاستفادة منها إخراجيا (ميزانسينيا ) في بناء الدراما العربية المعاصرة .

المبحث الثامن: الاهتمام بمسرح الطفل ومسرح الشباب والمسرح الجامعي

ينبغي على  المؤسسات الحكومية المشرفة على قطاع التثقيف والفعل الدرامي أن تهتم بمسرح الطفل اهتماما كبيرا ، و تعمل على تشجيعه ماديا ومعنويا. كما ينبغي على  وزارات التربية والتعليم والمعارف، في وطننا العربي، أن تبادر إلى تدريس المسرح بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي. كما نطالبها أيضا بخلق مباريات ومهرجانات ومسابقات ولقاءات وندوات لتنشيط مسرح الأطفال، أو المسرح المدرسي، بكل فروعه وأنواعه ، من  أجل مسايرة الحداثة الحقيقية، بخدمة الطفل خدمة صحيحة ، ومراعاة حقوقه الطبيعية والمكتسبة.
ولابد من الاهتمام كذلك بمسرح الشباب باعتباره ظاهرة اجتماعية صحية في المجتمع العربي ، وتكوين هؤلاء الشباب والفتيان تكوينا فنيا وجماليا وأخلاقيا وتربويا؛ لأن مسرح الشباب يحمل رسالة نبيلة ومسؤولية جسيمة،  تتمثل في  رفع مستوى الوعي المعرفي لدى الشباب. وبالتالي، تسمح لهم بحرية التعبير أدبيا ودراميا  عن قضايا الواقع الموضوعي، والإحاطة بمشاكله العديدة الشائكة عبر المعالجة الجدية، والانتقاد الصارخ. ناهيك عن رصد  همومهم  الداخلية،  واستبطان دواخلهم الشعورية واللاشعورية بارتجالية تامة، وعفوية صادقة، وحوارات متقدة.
ولايمكن الحديث إطلاقا عن أمة متحضرة وواعية وراقية في غياب مؤسسات المسرح بكل أنواعها العمرية والكيفية، وغياب الثقافة الجمالية والفنية. فالأمم المتقدمة تعرف بعدد مسارحها ومدارسها ومعاهدها وجامعاتها ليس إلا. 

المبحث التاسع:  تشجيع المسرح القرائي داخل المؤسسات التربوية

لايمكن لأمة ما أن تحقق التقدم والازدهار والرقي إلا برعاية المسرح رعاية صادقة وحقيقية، والاعتناء به بشتى السبل، وتدريسه في المؤسسات التعليمية والتربوية، وإدخاله ضمن مقررات الشعب في المؤسسات الجامعية والمعاهد الأكاديمية. ويعني هذا أن يتحول المسرح إلى مادة تعليمية- تعلمية من جهة، وطريقة للتدريس الحديث والفعال من جهة أخرى، ضمن ما يسمى بالمسرح القرائي، أو المسرح التعليمي، أو المسرح المدرسي ،أو مسرح الطفل، أو مسرح الشباب، أو المسرح الجامعي.
والمقصود بالقراءة المسرحية  أو الممسرحة أن يقدم المدرس درس القراءة اعتمادا على التمثيل والتشخيص ، وتحويل النص القرائي إلى نص مسرحي، أو تمثل مقومات الدراما والمسرح لتحسين مهارة القراءة لدى المتعلمين. ومن ثم، يصبح التلميذ، في هذا السياق التربوي والتعليمي، قارئا مسرحيا بامتياز.
وبناء على ماسبق، فمسرح القارئ(  Readers Theatre  ) هو الذي يهدف إلى مسرحة القراءة الصفية، بتوفير كل الظروف الدرامية الممكنة لجعل المتعلم يتفاعل إيجابيا وديناميكيا مع درس القراءة ، بالجمع بين هدف التعليم وهدف اللعب، وبين الترفيه والتسلية قصد خلق الحيوية والحب والسعادة ، مع العمل بصدق وجدية على تحقيق الحياة المدرسية الناجحة والفعالة.
وهكذا، فاستخدام الدراما أو المسرح من أهم التقنيات الديدكتيكية والبيداغوجية التي تسعف المتمدرس في التحكم في مهارة القراءة الصفية وغير الصفية، وتحسين مستواها أداء وتعبيرا وتواصلا وتشخيصا. كما تساعد مسرحة القراءة التلميذ على فهم الدرس القرائي فهما جيدا، واستيعابه بسهولة ويسر ومرونة ، مع الاستمتاع به تسلية وترفيها، مادام هذا الدرس يؤدى عن طريق الدراما والمسرح. وبذلك، يولد هذا النوع من المسرح في نفوس المتعلمين حب القراءة بنهم كبير، وإقبال شديد؛ لأنهم يجدون فيه متعة وجدانية، وراحة نفسية، وسعادة روحانية، وحياة مدرسية زاخرة بالحركة والنشاط والتفاعل الديناميكي.
 كما تسعف القراءة الممسرحة المدرس في إخراج التلاميذ من شرودهم وعزلتهم وانطوائهم وانكماشهم ، بإدماجهم في أدوار مسرحية وجماعات فاعلة لكي يسهموا في تنشيط الفعل القرائي، بأداء مجموعة من الأدوار البشرية والواقعية. ويعني هذا أن القراءة الممسرحة تطهرهم من أدران الشر والحقد والعدوان ، بإثارة الخوف والشفقة. كما تحررهم من نوازع النفس الأمارة بالسوء، وتخلصهم من عقدهم المكبوتة بالتفريغ، والتسامي، واللعب، والتقمص، والتشخيص الدرامي.
وعليه، فما أحوجنا اليوم إلى تطبيق المسرح في تعليم القراءة ضمن منظومتنا التعليمية والتربوية ! لما له من دور إيجابي في تسهيل عملية استيعاب الدروس، بالجمع بين التعلم والمتعة، والتعليم والترفيه.
ولا يتصور المدرس أن مسرحة القراءة مكلفة أو صعبة المران، تستلزم التكوين العميق في مجال الفنون الجميلة بصفة عامة، وفن المسرح بصفة خاصة. كما تتطلب مجموعة من الإمكانيات المادية والمالية التي يصعب الحصول عليها. لأن المعلم دائما " يرتاب من كلمة " مسرح"، فيتبادر إلى ذهنه خشبة المسرح، وما يتبعها من مؤثرات وديكورات وأزياء وساعات من الحفظ والتدريب والمران. بينما الأمر أسهل من ذلك بكثير؛ إذ هو لا يعدو في الحقيقة مجموعة من التلاميذ، يقفون على خشبة المسرح الذي هو في الحقيقة مقدمة الصف، ويمثلون أدوارهم الصغيرة ، من دون حاجة إلى أي مؤثرات أو مشاهد أو ديكورات، ما خلا ورقة النص التي يحملونها بأيديهم" . وهكذا، فمسرحة القراءة وسيلة مهمة وناجعة، وطريقة ديدكتيكية هادفة، وتقنية بيداغوجية فعالة لتحقيق مدرسة النجاح والإبداع.


المبحث العاشر:  الجمع بين الهواية والاحتراف

ينبغي أن يكون المسرح العربي محترفا، وذا خصوصية مهنية من جهة، مع الحفاظ على مسرح الهواية من جهة أخرى. وذلك كله من أجل أن يبقى المسرح حيا نابضا بالحياة والحركة والتطور. ومن المعلوم أن المسرح الاحترافي هو الذي يحقق إلى حد ما كرامة الممثلين ، ويدافع عن جميع حقوقهم الطبيعية والمكتسبة . ثم يحافظ على أنفتهم داخل المجتمع الليبرالي، بتأطيرهم داخل مؤسسات فنية احترافية منظمة قانونا وتشريعا. إن هذا النوع من المسرح المنظم والخاضع للتأسيس القانوني والتشريعي هو البديل المستقبلي للمسرح العربي. وفي هذا، السياق، يقول سعيد الناجي:"إن التسليم بتراكم المسرح [العربي] كما وكيفا يقضي بضرورة تفريغه في إطار مهني احترافي، يوفر له سندا على الصعيد القانوني والتنظيمي، على اعتبار أن المهنية هي مرحلة نضج الممارسة الفنية، وبلوغها نوعا من التردد، يلزم بتوضيح موقع ممارسيها، وموقع نوازلها داخل شبكة اجتماعية للممارسة الفنية. إن المهنية اعتراف بممارسة فنية وبوقائعها ضمن ما يعترف به في المجتمع من ممارسات ووقائع حرفية ومهنية وغيرها. " 
ويعني هذا أن النظرية المهنية هي التي تربط المسرح بالاحتراف، والاشتغال داخل إطار قانوني ونقابي منظم، وتنظيم العملية المسرحية تأليفا واقتباسا وتشخيصا وإخراجا وتأثيثا. كما تربط هذه النظرية الاحترافية الفرجة المسرحية بمؤسسة العرض ترويجا وإنتاجا وتقديما، وتقرنها بفكرة التسويق القائمة على شباك التذاكر. لكن دون التفريط في مقومات مسرح الهواة ، ومساعدته على النهوض والاستمرار في أداء رسالته النيرة عن طريق الدعم المالي ، والتشجيع المادي والمعنوي. 


المبحث الحادي عشر: إنشاء هيئة أو جمعية لرجال المسرح والنقاد المسرحيين

لايمكن للمسرح العربي أن يحقق  تطوره الحقيقي إلا بتأسيس جمعية أو هيئة لرجال المسرح بصفة عامة ، تسعى جادة إلى إيجاد مختلف الحلول لهمومهم ومحنهم ومشاكلهم . وبالتالي، تدافع عن حقوقهم المشروعة، وتعرفهم بواجباتهم ومكتسباتهم. كما ينبغي أن تكون هناك هيئة أخرى لنقاد المسرح للبحث عن أسباب تراجع المسرح العربي، والسعي نحو إيجاد الحلول الكفيلة لكل المشاكل التي تعاني منها الدراما العربية، وتحديد الخطط الناجعة لإنقاذها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة، مع تبيان مختلف التصورات الإستراتيجية للسمو بالمسرح نحو مدى أرحب وأفضل. ولن يتحقق كهذا كله إلا بوجود جمعية أو رابطة أو ناد أو هيئة عليا تجمع النقاد المسرحيين، ولاسيما النقاد المعاصرين الأكفاء الذين يمتلكون أدوات القراءة والتحليل والتقويم والتوجيه والنقد الحداثي. ولابد أن تكون لديهم خبرة وفيرة، وعدة منهجية صلبة، وتجربة محنكة ومتمرسة في هذا المجال. وليس كل من يؤرخ للظاهرة المسرحية ، أو يدرسها دراسة أكاديمية ، أو يعد رسالة أو أطروحة جامعية، يعتبر - في منظوري- ناقدا، فالنقد موهبة معرفية، وكفاءة منهجية مصقولة، وممارسة إجرائية نصية متقنة، وتواصل مستمر في أداء المهمة باحترافية ومهنية ودقة علمية.
وفعلا، فقد تأسست جمعيات وهيئات تضم مجموعة من نقاد المسرح البارزين، كالجمعية العربية لنقاد المسرح العربي بمصر، والهيئة العربية لنقاد المسرح بالإمارات العربية المتحدة.  وثمة نقابات وهيئات أخرى تضم رجال المسرح في مختلف ربوع الوطن العربي.  لكن يجب تفعيلها تفعيلا ديناميكيا حقيقيا  لكي تؤدي أدوارها المنوطة بها، ولابد من تنفيذ أنشطتها المبرمجة سنويا، وأجرأتها على أرض الواقع على أحسن وجه.




المبحث الثاني عشر:  نحو مسرح الجمال والجودة والتميز

يكون العرض المسرحي جميلا وجيدا، عندما يخلق المخرج عرضا جماليا متكاملا متناغما، تنسجم فيه جميع العناصر والمكونات داخل هرمونية فنية متناسقة. ويكون العرض جميلا أيضا عندما يترك وقعا جماليا وأثرا في المتفرج بمفهوم يوس(Yauss) وإيزر(Izer). ويحقق كذلك لذة ومتعة حينما يتحقق التفاعل التواصلي على حد مفهوم رولان بارت(R.Barthes)، أو حينما يكون العرض المسرحي نصا مفتوحا زاخرا بالدلالات السيميائية، وغاصا بالحمولات التناصية، ومطعما بالمستنسخات الذهنية، ومتخللا بالانطباعات الجمالية حسب تصورات أمبرطو إيكو(U.Eco). ويكون العرض خطابا جماليا جيدا عندما يستجيب لأفق انتظار الراصد (القارئ) إبهارا وإمتاعا وتكيفا، أو يخيب أفق انتظاره عن طريق الانزياح والإغراب والإدهاش، أو يؤسس ذوقه من جديد ، بتمثل مسافة جمالية جديدة ذات وقع جمالي آخر غير معهود من قبل. 
ويختلف التقبل الجمالي من راصد إلى آخر، ومن زمان إلى آخر، ومن مكان إلى آخر . وهذا الاختلاف هو الذي يغني العرض الدرامي، ويثريه بالحيوية المتجددة، ودينامكية التأويل، وكثرة الملء الدلالي والمرجعي. 
وتأسيسا على ماسبق، يتبين لنا  أن المسرح، في جوهره الحقيقي، هو - قبل كل شيء- عرض درامي ممتع ومتميز، و فرجة لسانية وحركية متناغمة، ومشاهد كوريغرافية متناسقة، يتداخل فيها ماهو سمعي وماهو بصري. وفي الوقت نفسه،  يهدف هذا المسرح إلى  الإمتاع والإفادة والمحاججة والإقناع والاقتناع ، وتغيير المتلقي المتفرج ذهنيا ووجدانيا وحركيا ، وصناعة فن جمالي جذاب. 





المبحث الثالث عشر: إنشاء قناة فضائية خاصة بالمسرح 

ثمة مجموعة من القنوات الإعلامية الفضائية في الغرب تعنى بالمسرح في كل طقوسه وأنواعه وممارساته وتنظيراته.  بينما نفتقد عربيا لقناة مسرحية متخصصة ، إلا ما ما يتم إدراجه من برامج مسرحية ضمن القنوات الثقافية، كالقناة الثقافية المصرية، أو القناة الثقافية السعودية، أو البرامج المسرحية في القناة الوطنية الأولى بالمغرب، مثل: برنامج (أنفاس مسرحية) الذي يشرف عليه عبد الواحد عوزري. لذا، آن الأوان لإنشاء قناة عربية متميزة متخصصة في قضايا المسرح العربي، والبحث في نظرياته وممارساته الفرجوية. كما ينبغي أن تتكلف هذه القنوات التلفزية والفضائية والإعلامية بعرض مختلف المسرحيات العربية والغربية الكلاسيكية والتجريبية على حد سواء، مع تقديم برامج وندوات ثقافية حول العروض المسرحية، وتقديم دروس في مواد المسرح تمثيلا وتأليفا وإخراجا وتأثيثا. وهنا، يمكن الانفتاح على إنتاج المسرح العالمي وإبداعاته الفنية والجمالية لمعرفة مواطن التميز والقوة والنضج. وفي الوقت نفسه، ينبغي العمل بجدية على نقل التجارب المسرحية العربية القديمة والحديثة والمعاصرة، ومناقشتها رصدا وتحليلا وتقويما وتوجيها.

المبحث الرابع عشر: بناء المواقع الرقمية الخاصة بالمسرح

بما أن عصرنا هو عصر المعلومات والرقميات، فمن الأفضل إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بالمسرح، تعرف المتلقي الافتراضي بفن المسرح، وتقدم له تاريخه القديم والحديث، وتعرفه أيضا بمكوناته الفنية والجمالية. وتهتم كذلك بتوثيق المسرح العربي تحقيبا وتصنيفا وجمعا ودراسة، مع التعريف برجاله ومخرجيه ومبدعيه، فتقدم له دروسا تكوينية في شتى فروع المسرح ، باستجماع النصوص والدراسات، وأرشفة الأنشطة والأبحاث والكتب والإبداعات المسرحية .
ومن المعلوم أن ثمة بعض المواقع العربية التي تعنى بالمسرح،سواء أكانت مدونات شخصية أم مواقع ثقافية عامة. ومن بين هذه المواقع الهامة، موقع مسرحيون لقاسم مطرود،وموقع المسرح دوت.كوم، وموقع الفوانيس المسرحية، وموقع مسرحي، وموقع الهيئة العربية للمسرح، وموقع مجلة الفنون المسرحية، وموقع جريدة مسرحنا... ولكن تبقى هذه المواقع غير كافية، وفي حاجة إلى التطوير اليومي لتتبع كل الأنشطة المسرحية في العالم العربي،  مع الانفتاح على مختلف الأقلام المسرحية العربية.
























الخاتـــمــــة

وخلاصة القول، تلكم - إذاً- نظرة مقتضبة إلى أهم عناصر الخطة الإستراتيجية لتحقيق التنمية المسرحية في عالمنا العربي. ولايمكن تحقيق هذه التنمية إلا في مجتمع ديمقراطي بامتياز، يؤمن بالتعددية الحزبية، ويعترف بمشروعية الاختلاف الفكري والسياسي، ويتمسك بالحوار البناء، مع الانفتاح على الشعوب الأخرى حضارة وثقافة ومدنية .
 وعليه، فقد قد قدمنا، في هذه الورقة الطموحة، مجموعة من الاقتراحات والتصورات التي نراها ضرورية من أجل الرفع من مستوى المسرح العربي، والحفاظ على وجوده وهويته وكينونته. وبالتالي، لايمكن  الحفاظ على الأمن والسلم العربيين إلا بتأطير الشباب فنيا وجماليا وذهنيا، والاهتمام بمواهبهم المختلفة، وتشجيعهم على ممارسة الفن، ودفعهم إلى التعبير عن آرائهم بصراحة وحرية وديمقراطية، وإلا سيأتي يوم ينفجر فيه الجميع من أجل رسم ربيع عربي آخر، فيحولون مسرح الكلمة والقمع والكبت والقهر إلى مسرح الممارسة والتفعيل والتغيير الشامل. وآنئذ، لايمكن أن نعود بعجلة التاريخ إلى الوراء أو إلى الخلف.
علاوة على ذلك، يتبين لنا أن المسرح أداة من الأدوات الإستراتيجية الهامة لتحقيق التنمية البشرية المستدامة. ويعد أيضا من الآليات الإجرائية الحقيقية للقضاء على السلوكيات الشائنة في المجتمع العربي والإسلامي، مثل: التطرف، والإرهاب، والانغلاق، والتشدد، والتخلف، والتقاعس... كما يسهم المسرح في الحد من العدوانية، والجهل، والأمية، والكسل، والعزلة، والانطواء...ويدفع المرء إلى الاندماج في فرق تمثيلية جماعية ديناميكية فعالة ومثمرة ومعطاء.
وفي الأخير، لايسعني إلا أن أقول: إن المسرح آلية من آليات بناء النهضة العربية الحقيقية فنيا وثقافيا وأدبيا ، وخطة إستراتيجية مهمة  من أجل تحقيق التقدم والازدهار والتنمية الشاملة على جميع الأصعدة والمستويات. ولايمكن أن يتحقق ذلك كله واقعيا وإجرائيا وميدانيا إلا ببناء مجتمع حواري وديمقراطي متعدد، يؤمن بالمقاربة الثقافية من جهة، ويتمسك بالمقاربة التشاركية من جهة أخرى.
ثبت المصادر والمراجع


1-إيمان الكرود: (من أجل قراءة أفضل للصغار: مسرح القارئ)، مجلة المعرفة، المملكة العربية السعودية، العدد:135، جمادى الآخرة 1427هـ،الموافق لشهر يوليوز 2006م.
2- سعيد الناجي: البهلوان الأخير: أي مسرح لعالم اليوم؟، منشورات مرايا، طنجة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2008م.
3- جميل حمداوي: مدخل إلى السينوغرافيا، منشورات مجلة "إبداع" ، العدد التاسع، القاهرة، مصر، شتاء 2009م.
4- جميل حمداوي: مسرح الأطفال بين التأليف والميزانسين، مطبعة الجسور بوجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2009م.
5- جميل حمداوي : مهرجانات مسرح الشباب بالمغرب، مطبعة المقدم بالناظور، الطبعة الأولى سنة 2009م.
6- جميل حمداوي: المدخل إلى الإخراج المسرحي، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، الطبعة الأولى سنة 2010م.
7- جميل حمداوي: مدخل إلى السينوغرافيا المسرحية، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2010م.
8- جميل حمداوي: أنواع الممثل في التيارات المسرحية الغربية والعربية، مطبعة الجسور، وجدة، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2012م.
9- جميل حمداوي : محاضرات في فن المسرح، مكتبة سلمى الثقافية، مطبعة الخليج العربي، تطوان، المغرب، الطبعة الأولى سنة 2016م.
10- جميل حمداوي : نظريات النقد الأدبي والبلاغة في مرحلة مابعد الحداثة، سلسلة تيسير العلوم، النابغة للنشر والتوزيع، مصر، الطبعة الأولى سنة 2016م.



السيـــرة العلـــمية:

- جميل حمداوي من مواليد مدينة الناظور (المغرب). 
- حاصل على دبلوم الدراسات العليا سنة 1996م.
- حاصل على دكتوراه الدولة سنة 2001م.
- حاصل على إجازتين:الأولى في الأدب العربي، والثانية في الشريعة والقانون. ويعد إجازتين في الفلسفة وعلم الاجتماع.
- أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالناظور.
- أستاذ الأدب العربي، ومناهج البحث التربوي، والإحصاء التربوي، وعلوم التربية، والتربية الفنية، والحضارة الأمازيغية، وديدكتيك التعليم الأولي، والحياة المدرسية والتشريع التربوي...
-أديب ومبدع وناقد وباحث، يشتغل ضمن رؤية أكاديمية موسوعية.
- حصل على جائزة مؤسسة المثقف العربي (سيدني/أستراليا) لعام 2011م في النقد والدراسات الأدبية.
- حصل على جائزة ناجي النعمان الأدبية سنة2014م.
- عضو الاتحاد العالمي للجامعات والكليات بهولندا.
- رئيس الرابطة العربية للقصة القصيرة جدا.
- رئيس المهرجان العربي للقصة القصيرة جدا.
- رئيس الهيئة العربية لنقاد القصة القصيرة جدا.
- رئيس الهيئة العربية لنقاد الكتابة الشذرية ومبدعيها.
- رئيس جمعية الجسور للبحث في الثقافة والفنون.
- رئيس مختبر المسرح الأمازيغي.
- عضو الجمعية العربية  لنقاد المسرح.
-عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
- عضو اتحاد كتاب العرب.
-عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب.
-عضو اتحاد كتاب المغرب.
- من منظري فن القصة القصيرة جدا وفن الكتابة الشذرية.
- مهتم بالبيداغوجيا والثقافة الأمازيغية.
- ترجمت مقالاته إلى اللغة الفرنسية و اللغة الكردية.
- شارك في مهرجانات عربية عدة في كل من: الجزائر، وتونس، وليبيا، ومصر، والأردن، والسعودية، والبحرين، والعراق،  والإمارات العربية المتحدة،وسلطنة عمان...
- مستشار في مجموعة من الصحف والمجلات والجرائد والدوريات الوطنية والعربية.
- نشر أكثر من ألف وثلاثين مقال علمي محكم وغير محكم، وعددا كثيرا  من المقالات الإلكترونية. وله أكثر من (124) كتاب ورقي، وأكثر من مائة وثلاثين (130) كتاب إلكتروني منشور في موقعي (المثقف) وموقع (الألوكة)، وموقع (أدب فن).
- ومن أهم كتبه: فقه النوازل، ومفهوم الحقيقة في الفكر الإسلامي، ومحطات العمل الديدكتيكي، وتدبير الحياة المدرسية، وبيداغوجيا الأخطاء، ونحو تقويم تربوي جديد، والشذرات بين النظرية والتطبيق، والقصة القصيرة جدا بين التنظير والتطبيق، والرواية التاريخية، تصورات تربوية جديدة، والإسلام بين الحداثة وما بعد الحداثة، ومجزءات التكوين، ومن سيميوطيقا الذات إلى سيميوطيقا التوتر، والتربية الفنية، ومدخل إلى الأدب السعودي، والإحصاء التربوي، ونظريات النقد الأدبي في مرحلة مابعد الحداثة، ومقومات القصة القصيرة جدا عند جمال الدين الخضيري، وأنواع الممثل في التيارات المسرحية الغربية والعربية، وفي نظرية الرواية: مقاربات جديدة، وأنطولوجيا القصة القصيرة جدا بالمغرب، والقصيدة الكونكريتية، ومن أجل تقنية جديدة لنقد القصة القصيرة جدا ، والسيميولوجيا بين النظرية والتطبيق، والإخراج المسرحي، ومدخل إلى السينوغرافيا المسرحية، والمسرح الأمازيغي، ومسرح الشباب بالمغرب، والمدخل إلى الإخراج المسرحي، ومسرح الطفل بين التأليف والإخراج، ومسرح الأطفال بالمغرب، ونصوص مسرحية، ومدخل إلى السينما المغربية، ومناهج النقد العربي، والجديد في التربية والتعليم، وببليوغرافيا أدب الأطفال بالمغرب، ومدخل إلى الشعر الإسلامي، والمدارس العتيقة بالمغرب، وأدب الأطفال بالمغرب، والقصة القصيرة جدا بالمغرب،والقصة القصيرة جدا عند السعودي علي حسن البطران، وأعلام الثقافة الأمازيغية...


- عنوان الباحث: جميل حمداوي، صندوق البريد1799، الناظور62000، المغرب.
- جميل حمداوي، صندوق البريد10372، البريد المركزي تطوان 93000، المغرب.
- الهاتف النقال:0672354338
- الهاتف المنزلي:0536333488
- الإيميل:Hamdaouidocteur@gmail.com
Jamilhamdaoui@yahoo.

كلمـــات الغلاف الخارجي:

لا يمكن الحديث - إطلاقا- عن نهضة ثقافية عربية، أو عن تقدم حقيقي في غياب المسرح. فرقي الأمة وازدهارها مرتبط أشد الارتباط بعدد المسارح والمعاهد الفنية. لذا، لابد من التفكير في إستراتيجية عربية لتنمية المسرح. ولايمكن أن يتحقق هذا إلا في مجتمع ديمقراطي؛ لأن المجتمع اليوناني الذي تطور فيه المسرح، بكل أنواعه، كان مجتمعا ديمقراطيا، يؤمن بالتعددية، ويعترف بحرية الرأي، ويقتنع بمبدإ الاختلاف، ويمتثل لروح الحوار البناء.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption