بحوث ودراسات مسرحية.. قضايا وإشكالات
مجلة الفنون المسرحية
بحوث ودراسات مسرحية.. قضايا وإشكالات
يحتوي كتاب "بحوث ودراسات مسرحية"، لمؤلفه، الدكتور سيِّد علي إسماعيل، مجموعة من الابحاث والرؤى التحليلية، الخاصة بقراءة المضمون الفكري الديمقراطي في النصوص والاعمال المسرحية العربية، مبينا أن المسرحي العربي غير متاح له مناخ وأفق طرح قضايا وموضوعات مسرحية عن الديمقراطية، بفعل انعدام الحريات الفكرية.
وهو ما يقوده الى الاتكاء على نهج الترميز والدلالة، ضمن النص المسرحي، ليطرح ما يريده من أفكار ورؤى. وأما في مجال العروض المسرحية، فإنَّ الأمر يختلف كلية، لأنَّ أدوات المخرج تختلف عن أدوات المؤلف.
فالأول يستطيع أن يبث أفكار المؤلف عن الديمقراطية أو أفكاره هو، باعتباره مخرجاً له رؤيته الخاصة، وذلك عن طريق الإضاءة والديكور والملابس، وغيرها من أدوات العرض المسرحي، ناهيك عن الممثلين وخروجهم عن النص للتلفظ ببعض العبارات أو الإشارات المواكبة لأحداث يومية، أو المنتقدة لقضايا سياسية واقتصادية واجتماعية.
ويدرس إسماعيل، في مبحثه الثاني، في الكتاب، علاقة المسرح المصري بفلسطين، والتي يعدها وطيدة ومديدة. إذ عرفت فلسطين عروض المسرح من خلال الفرق المصرية منذ عام 1913م، عندما زارت فرقة جورج أبيض وسلامة حجازي، مدينتي يافا والقدس، ومثَّلت فيهما ثلاث مسرحيات : لويس الحادي عشر، أوديب، صلاح الدين الأيوبي. وهي العروض التي تعد العربية الأولى في المدن الفلسطينية.
وكذلك، في عام 1920 م، زارت فرقة فوزي منيب، فلسطين، وعرضت في مدنها مسرحيات عديدة، منها :(اسم الله عليه). وكانت الفرقة التي قدمتها معروفة باسم (كشكش بك البربري) ،أي أن فوزي منيب انتحل اسم الشهرة لنجيب الريحاني(كشكش بيك)، وأضاف كلمة البربري نسبة إليه، ذلك كونه أسمر البشرة.
وأيضا، بعد هاتين الرحلتين، واظبت غالبية الفرق المسرحية المصرية على زيارة فلسطين، وتابعت عرض مسرحياتها على مسارح مدنها، ضمن إطار رحلات فنية سنوية إلى الأقطار الشامية. ومن هذه الفرق : فرقة رمسيس لصاحبها يوسف وهبي.
ويكشف المؤلف، أن أوبرا عايدة، وطبقا لكتاب (عايدة ومائة شمعة)- 1973، لمؤلفه صالح عبدون، مثلت في الأوبرا الخديوية للمرة الاولى، يوم 24-12- 1871 م، أي بعد افتتاح الأوبرا والاحتفال بقناة السويس بعامين كاملين، مصوبا ومصححا عبر هذه المعلومة، مغالطات عديدة حول الشائع بشأن تاريخ عرضها، والقائل بأنها قدمت على مسرح الأوبرا الخديوية عند افتتاحها عام 1869 م، بمناسبة احتفالات مصر بشق قناة السويس.
وبعد هذا الايضاح، ينتقل المؤلف إلى تبيان حقيقة فقرات حفل افتتاح الأوبرا، في 1- 1- 1869م:" لم تفتتح الأوبرا بعرض مسرحي تمثيلي، بل تمَّ الافتتاح بقصيدة فرنسية، تحمل صفات الخديوي، من العدل والحلم والشهرة، قام بمسرحتها مجموعة من الممثلين وقفوا في نصف دائرة، ووسطهم صورة للخديوي إسماعيل، حاكم مصر في ذلك الوقت. وهذه المعلومة نشرتها مجلة (وادي النيل) المصرية...".
ويبين اسماعيل، أنَّ أوبرا عايدة، وعندما مثِّلت للمرة الأولى، في الأوبرا الخديوية عام 1871م، قدمت باللغة الإيطالية، لتحكي، في كلماتها وألحانها الايطالية، قصة فرعونية مصرية. وهذا يعني أنَّ الجمهور العربي أو المصري لم يستمتع بها في صورتها العربية، عندما شاهدها في البداية.
ويلفت المؤلف إلى ان الخديوي إسماعيل، فطن إلى المسألة، فأمر الأديب المترجم الصحافي أبو السعود أفندي، صاحب ( وادي النيل)، بترجمتها إلى العربية.. ووزع النص المترجم المطبوع، على الجمهور العربي، في ليلة الافتتاح. ومن المحتمل أن الكمية المطبوعة نفدت خلال أيام قليلة. وهكذا نشرت طبعة ثانية من الترجمة. والطبعتان العربيتان النادرتان لهذه المسرحية، جاءتا على الغلاف، الأولى :
" ترجمة الأوبرا المسماة باسم عايدة تأليف المعلم غيزلنسوني وتوقيع الأوستة ويردي فيردي مصنفة بأمر سعادة خديوي مصر. تعريب العبد الفقير أبي السعود أفندي محرر صحيفة وادي النيل بمطبعة جرنال وادي النيل بالقاهرة سنة 1288 هجري، 1871 م". وورد على غلاف الطبعة الثانية الآتي: "
ترجمة اللعبة المسماة باسم عائدة وهي قطعة تياترية من نوع الألعاب المعروفة باسم الأوبرا (أي التصوير لحادثة تاريخية شهيرة) تشتمل على مناظر معجبة ومراقص مستغربة، يتخللها أغانٍ موسيقية مطربة متوزعة على ثلاثة فصول وسبعة مناظر، تأليف المعلم غيزلنسوني وتوقيع الأوستة ويردي، مصنفة بأمر سعادة خديوي مصر لقصد تصويرها في تياترو الأوبرا بمصر القاهرة. وقد حصل اللعب بها بالفعل في الملعب المذكور في موسم (1871-1872) تعريب العبد الفقير أبي السعود أفندي محرر صحيفة وادي النيل".
المؤلف في سطور
الدكتور سيد علي إسماعيل، باحث وناقد أدبي ومسرحي مصري. وهو أستاذ الأدب العربي الحديث في جامعة المنيا. لديه مقالات ودراسات عديدة، ومن كتبه: محاكمة مسرح يعقوب صنوع.
الكتاب: بحوث ودراسات مسرحية.
المؤلف: الدكتور سيد علي إسماعيل
الناشر: مطبعة الخليل- قصر المنيا 2011
الصفحات: 237 صفحة
القطع: المتوسط
----------------------------------------------------------------
المصدر : أنور محمد - البيان
0 التعليقات:
إرسال تعليق