أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح العراقي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح العراقي. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 27 مارس 2017

اليوم العالمي للمسرح يعطينا لذة حسية وجمالية وفكرية من أجل تعميق مفهومنا للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

محسن النصار 

أن الحديث عن هذا اليوم 27/ 3 آذار مارس اليوم العالمي للمسرح الذي يحتفل فيه  المسرحيون في جميع دول العالم بهذا اليوم إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندي للمسرح إلى منظمة اليونسكو في يونيو 1961م.
فهذا اليوم العالمي للمسرح  يعطينا  لذة حسية وجمالية وفكرية  من أجل تعميق مفهومنا للمسرح  ودعمه  لرفع الوعي المسرحي على مستوى العالم بشأن أهمية المسرح  بين الأمم ، وأهمية نشر التجارب المسرحية  المتنوعة  ومد الجسور  بين المسرحيين  في كل انحاء العالم العربي والعالمي  لغرض نقل التجارب  المسرحية والتعاون بين المسرحيين  نحو مسرح جديد ومتجدد , ففي العراق نجد أن  المسرح العراقي أثبت جدارته وتطوره في مشاركاته في المهرجانات العربية وخاصة مهرجان المسرح العربي الذي تقبمه الهيئة العربية للمسرح  , فقد أعادت الحياة ألية من جديد بعد غياب دام سنوات بفعل الأحتلال والظروف الأمنية التي مرت بها البلاد, والعودة في إقامة العروض المسرحية وما تشهده العاصمة بغداد  والمحافظات من عروض مسرحية  أعاد الثقة من جديد الى الجمهور وبذلك  أثبت المسرح العراقي أمتلاكه كل عناصر النجاح حيث أصبح المسرح ركن اساسي ومهم يؤسس لمنهجيه وعلميه ونظرية وعملية تواكب التطور الحديث والتجريب المسرحي في العالم , وتم  الأهتمام بالمؤسسات المسرحية العراقية التي ترعى المسرح وخاصة دائرة السينما والمسرح التي بدأت تسترجع عافيتها   خلال تفعيل عملية الأنتاج المسرحي لتحريك الروح الأبداعية للعدد الكبير من الفانيين المسرحيين الذين قاموا  بتحريك عجلة المسرح ومواكبة المسرح العربي والعالمي بفضل اختصاتهم الأكاديمية في دراسة الفن المسرحي كعلم نظري وعملي , والتي تساهم في تبلور أبعاد ثقافية جديدة تعطي دفعة معنوية لتنمية الأبداع والخلق فكلما كبرت مساحة الأبداع ظهرت ونفتحت مساحة الخيال لجميع المبدعين في المسرح فالأندماج في الناحية النظرية والعملية في المسرح يكون له تأثيره الكبير في نمو الأبداع المسرحي والذي له الأثر الكبير في نمو وتطور والتجريب والحداثة في المسرح العراقي وقيام دائرة السينما والمسرح  بتفعيل الأحتفال بيوم  المسرح العالمي  وجعله نافذة ابداعية لعدد من العروض المسرحية .
وجدير بالذكر فقد  جرى الاحتفال الأول في يوم المسرح العالمي في 27 مارس 1962م في باريس تزامنا مع افتتاح مسرح الأمم. واتفق على تقليد سنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم رسالة دولية تترجم إلى أكثر من 20 لغة، وتعمم إلى جميع مسارح العالم بتكليف من المعهد الدولي للمسرح ومن المعروف أن هذا المعهد هو مؤسسة عالمية غير حكومية تأسست في عام 1948، وكان مقره مدينة براغ، وأسهمت في تأسيسه شخصيات مسرحية عالمية، ويعد شريك اليونسكو الرئيسي في مجال فنون العرض الحية، ويقع مقره الآن في باريس. ويهدف المعهد إلى تنشيط تبادل المعرفة، والممارسة المسرحية بين دول العالم، وزيادة التعاون بين فناني المسرح، وتعميق التفاهم المتبادل، والإسهام في ترسيخ الصداقة بين الشعوب. كما يحارب كل أشكال التمييز العنصري والسياسي والاجتماعي. وتنبثق عن المعهد مجموعة لجان متخصصة في مجالات مختلفة مثل: المسرح الموسيقي، والكتابة المسرحية، والتربية المسرحية، والصورة الثقافية والتنمية. وللمعهد عدد من  المكاتب  في عدة دول .
ويعتبر الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس. وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام خمسة وخمسون  شخصية مسرحية من مختلف دول العالم، منها:
2017 إيزابيل هوبير 
2016 اناتولي فاسيلييف 
2015 كرزيسستوف وارليكوفسكي 
2014 بريت بيلي 
2013 داريو FO 
2012 جون مالكوفيتش 
2011 جيسيكا A. KAAHWA 
2010 جودي دنش 
2009 أوغوستو بوال 
2008 روبرت ليباج 
2007 سلطان بن محمد القاسمي 
2006 فيكتور هوغو راسكون باندا 
2005 أريان منوشكين 
2004 فتحية العسال 
2003 تانكريد دورست 
2002 جيريش كارناد 
2001 Iakovos KAMPANELLIS 
2000 مايكل تريمبلاي 
1999 فيديس فينبوغادوتير
1998 الذكرى ال50 لITI - رسالة خاصة 
عام 1997 جيونج طيب KIM 
1996 سعد الله ونوس 
1995 همبرتو أورسيني 
1994 فاتسلاف هافيل 
1993 إدوارد ألبي 
1992 جورج لافيلي - أرتورو أوسلار بييتري 
1991 فيديريكو مايور، المدير العام لليونسكو 
1990 كيريل لافروف 
1989 مارتن إسلين
1988 بيتر بروك، المملكة المتحدة 
1987 أنطونيو غالا، اسبانيا 
1986 وول سوينكا، نيجيريا 
1985 أندريه لويس PERINETTI، فرنسا 
1984 ميخائيل تساريف، روسيا 
1983 أمادو مختار M'BOW، المدير العام لليونسكو، السنغال 
1982 لارس أف مالمبورغ، السويد
1981 رسائل وطنية 
1980 جانوش وارمينسكي، بولندا
1979 رسائل وطنية 
1978 رسائل وطنية 
1977 رادو بيلاغان، رومانيا 
1976 أوجين يونسكو، رومانيا 
1975 إلين ستيوارت، USA 
1974 ريتشارد بيرتون، USA 
1973 لوتشينو فيسكونتي، إيطاليا 
1972 موريس بيجار، فرنسا 
1971 بابلو نيرودا، شيلي 
1970 ديمتري تشوستاكوفيتش، روسيا 
1969 بيتر بروك، المملكة المتحدة 
1968 ميغل أنخل أستورياس، غواتيمالا 
1967 هيلين ويجيل، ألمانيا 
1966 رينيه ماهو، المدير العام لليونسكو، فرنسا
1965 مجهول 
1964 لورانس أوليفييه، المملكة المتحدة - جان لوي BARRAULT، فرنسا 
1963 آرثر ميلر، USA 
1962 جان COCTEAU، فرنسا


العيادة المسرحية: تشخيص لأمراض المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

العيادة المسرحية: تشخيص لأمراض المسرح العربي
حواره : حميد العقبي

بدأت العيادة المسرحية في بغداد تؤتي ثمارها والتي أسسها الفنان المسرحي الدكتور جبار خماط ــ رئيس قسم الفنون المسرحية بكلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد، تربطني بالدكتور جبار خماط صداقة قديمة ودائمة، وناقشت معه عدة أمور تتعلق بمشروعه "العيادة المسرحية" وسوف أحاول في هذه الخلاصة تلخيص فهمي لهذا المشروع ووسائله وأهدافه، وأهم البرقيات التي يرسلها خماط إلى أهل المسرح، وهنالك من يفرح بها، وهناك من تسبب له الكثير من الصداع.

 يرى خماط أن ترك الناس عادة الذهاب إلى المسرح، له أسبابه الكثيرة، ومنها ضعف المسرح نفسه وتوجهه إلى السرد والوصف الهش والمباشر، وتراجع أهمية الصورة الجاذبة للحواس التي نتفاعل معها بوصفها تعبيراً جديداً يكسر مألوف علاقة الناس بالأشياء.

ويؤكد أن الناس المنسية في الأماكن البعيدة، تحتاج إلى المسرح والنور الجمالي، حتى يتمكنوا من معرفة وجودهم الحي في ضوء الصورة المسرحية، وخطاب الصوت الحميمي الذي لا يشعرهم أنهم على هامش الوجود أو لا ضرورة لتفاعلهم!

علاج المدمنين

وعن تجربته في علاج المدمنين يخبرنا "حين أطلقت العيادة المسرحية وتوجهت صوب المدمنين الذين تفاعلوا وتناغموا مع علاجها المسرحي ودخلوا في تجربة التمثيل المسرحي، تراهم سعداء بعد تاريخ من الخيبات والنسيان جعلهم منسيين، وبعد التمارين والإيمان بشخصيات إيجابية جديدة، بدأت أنفاسهم وبشرتهم وإرادتهم وجهازهم العصبي ينضبط بمخرجات سلوكية جديدة، كل هذا لا يكون إلا بتوافر الإيمان بالعلاج الجماعي الذي يوفره التمثيل المسرحي، نعم هي تجربة جديدة في كل شيء، المكان والزمان والممثلون والارتجال، وتمارين الصوت والحركة وطاقة الإيمان بالذات والآخر، العيادة المسرحية مستقبل نقي في وسط يعاني تلوثاً فكرياً وسلوكياً".

تجربة الدكتور جبار خماط المدهشة تحاول معالجة علل المجتمع الذي يسقط فريسة البؤس والخوف والضياع وتؤدي هذه العوامل إلى اختلالات نفسية واجتماعية مرعبة فيندفع البعض إلى الإدمان على الكحول والمخدرات ونمو العنف في المجتمعات وشيوع الخرافات والجهل وتمزق البنية الاجتماعية مما ينذر بكوارث مدمرة ما لم تتم المسارعة إلى علاج كل هذه الظواهر السلبية التي نمت وكثرت في العراق منذ وقوعه تحت الحصار في بداية التسعينيات إلى يومنا هذا وربما تطورت تأثيراتها السلبية منذ 2003 وذلك بسبب الخلل الأمني والفساد السياسي والاقتصادي وتعرض العراق لهجمات داعش الإرهابية ويرى خماط أن بعد 2003 انتشرت ظاهرة المثقف الحرباء والسياسي الأفعى، وأن أكثر الحالات مقتاً حين يكون المثقف طائفياً في فكره وسلوكه وخطابه.
 
عصابات النخبة ..أخطر أمراض المسرح العربي

العيادة المسرحية تحاول علاج مرض المسرح العربي ويرى د. خماط أن المسرح العربي مرتبط بالسلطة والمال السياسي لذلك فهو لا يتقدم في خطابه، لأنه مقيد بفرضيات جاهزة ينبغي أن ترضى عنها السلطة، وبالتالي لم تظهر لدينا حركة مسرحية أو اتجاه نوعي له القدرة على الديمومة، بل نجده يتقهقر أو يتوقف مع غياب تلك السلطة ومالها السياسي.

ويشخص خماط بعض أمراض المسرح العربي ويضغط بقوة على داء عصابات النخبة التي انغمست في رفاهية مهرجاناتها وندواتها في فنادق خمس نجوم أو في صالات مغلقة بعيدة عن الناس وهمومها، بعض المسرحيين يعيشون ترفاً صنعه المال السياسي ولا يشعرون بالضرورة المجتمعية التي ينبغي أن تتواصل مع الجميع في كل مكان، نفهم مما يكتبه د. خماط أن هناك نوعاً من المسرح توضع له الاستراتيجيات والأموال الهائلة للدعم وهو عاجز عن الوصول إلى الناس في كل مكان ولا تأثير له.

التعلم بالتمثيل كيف تكون الحياة؟

يوضح خماط أن العيادة المسرحية، علم وفن وخطاب مرن ومستمر موجه إلى عقول ووجدان الناس، وليس مناسبات مسرحية طارئة لا تمكث أو تدوم طويلاً في وعي الشعوب وهي فتح جديد في عالم المسرح، تذهب إلى الناس في كل مكان ليكونوا طاقة جديدة لتغيير حياتهم على نحو ايجابي، الناس في العيادة ممثلين ويتعلمون بالتمثيل كيف تكون الحياة؟ 

يسعى د.جبار خماط بجهد ويذهب إلى مستشفيات الأمراض النفسية في بغداد ويجد تجاوباً وتفاعلاً من الأطباء والمدمنين وفهم لما يطرحه، لكنه يواجه نوعاً من اللامبالاة من مؤسسات وهيئات مسرحية وقد يدخل في صراعات متعبة مع بعضها وقد يحاربه بعض من يطلقون على أنفسهم الكثير من الألقاب المسرحية، ويبدو أن الكثير من المسرحيين الذين ينعمون بالدعوات والضيافات في المهرجانات الفارهة سيسفهون أو يقللون من هذا المشروع، وربما سيتم محاربته وتسفيهه، ولكني أعتقد أن المئات من الشباب المسرحي العربي في عدة أقطار فقيرة مادياً، هؤلاء سيفرحون بهذا المشروع وتطوره وعلى د. خماط أن يفكر بوسائل عملية وعصرية للتواصل معهم، فهنالك شباب مسرحي شغوف وينتظر من يحسُّ به ويخاطبه ويتفاعل معه.
 
الزاحفون إلى المهرجانات المسرحية والنفاق النقدي

العلة والوباء القبيح الذي قد يسبب الشلل وتخريب الذائقة المسرحية هو انتشار النفاق النقدي في المهرجانات المسرحية وهذه النقطة يركز عليها د. خماط ويرى أن النفاق النقدي في المهرجانات يؤدي إلى زيادة منسوب الخراب المسرحي في عروضنا، وهم بنفاقهم هذا،  يسرحون ويمرحون، يقولون ما لا يؤمنون به، تراهم في كل مهرجان يزحفون، هؤلاء الزاحفون يسممون ذائقة الناس والمدن، فالمسرح يجب أن يكون ضرورة لا ترفاً فائضاً عن الحاجة.

-------------------------------------------------
المصدر : الضفة الثالثة 

الجمعة، 24 مارس 2017

عرض مسرحية "رائحة حرب" بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 27/3

صدور كتاب: أصابع الياسمين.. نصوص مسرحية للكاتب أحمد الماجد

مجلة الفنون المسرحية

صدور كتاب: أصابع الياسمين.. نصوص مسرحية للكاتب أحمد الماجد

صدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، ضمن سلسلة نصوص مسرحية، كتاب "أصابع الياسمين" ومسرحيات أخرى، للكاتب العراقي أحمد الماجد، والذي تضمن أربع نصوص مسرحية "الجلاد"، "أصابع الياسمين"، "بُقع"، و"صاحبك"، والتي عرضت جميعها في السنوات الأربعة الماضية في عدد من المهرجانات المسرحية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
تتوحد النصوص المسرحية الأربعة (الجلاد، أصابع الياسمين، بقع، صاحبك)، في تركيزها على معالجة قضايا إنسانية شائكة تحدث في أي مجتمع، ولا تختص بمكان بعينه أو منطقة دون أخرى، فهي حدثت وما تزال تحدث، خصوصا في المجتمعات التي تعاني من أزمات مزمنة بفعل الإضطرابات التي أحاطت البيئة المعيشة، والتي أثرت سلباً على النفس البشرية وجعلت من الإنسان محدود القدرات في مواجهة التحديات، لتجعل من الشخوص ممزقة، تميل إلى العزلة بعيدا عن فوضى الحياة، تلك الحياة التي مسختها التقلبات والصراعات والخوف من المجهول المتربص بالحاضر والمستقبل، متمسكة بخيوط الأمل الذي قد ينتشل الإنسانية من براثن القسوة وغياهب الظلان وأفكار العتمة.
 تروي المسرحية حكاية فتاة وشاب متزوجان، طريقهما يصل إلى دروب مغلقة مظلمة، في ظلّ ماضٍ قاسِ وشائك لوالد الزوج، بسبب وظيفته المربكة والمتسلطة التي ألقت بظلالها على حياة ابنه "إبن الجلاد" بشكل خاص وعلى الزوجين في وصف أشمل.. في صراع إنساني من أجل البقاء عبر الأخذ بمفاتيح المبادرة، وعبر أخلاقيات متجذرة في النفوس وسمات اجتماعية لا طائل منها، غذّتها البيئة المتشظية بالويلات والتي أدّت في آخر المطاف إلى نهاية كان بالإمكان تجاوزها بقليل من التسامح وكثير من الحبّ.
وتدور فكرة "أصابع الياسمين" حول التشوه الذي أصاب الروح الإنسانية بفعل الحروب والكوارث، فمزقت الذات وخلخلت الوجدان وأقصت الإنسان من خلال قصة اجتماعية تتكرر لزوجين عبثت بهما أصابع أعداء الجمال وحولت حياتهم إلى خراب ليتأرجحوا بين ماضٍ أليم وحاضر بلا ملامح ومستقبل يطمح أن يقف إلى صف الحب.
وتتمحور حكاية مسرحية "بقع" حول شخصيات لكل منهم ماضٍ يؤرقه، غير قادرين على التصالح مع الواقع الذي يصعب الفكاك منه باعتباره قدراً محتوماً، حيث تجري كل محاولات تجاوزه في إطار الكلمات لا الفعل، بإشارات واقعية في سياقات تمزج الأوهام بالأحلام والواقع بالخيال حيث تبتلع الجميع مروحة الزمن حينما يتسلط على أرواحهم ضوء الحقيقة. أما مسرحية "صاحبك" فتذهب إلى قضية الفوضى وما تجرّه من ويلات على الإنسان، وما ترتكبه من حماقات وجرائم باسم الحرية.
يشار إلى أن هذا الإصدار، هو الحادي عشر للكاتب، بعد الكتب: "انتبه قد يحدث لك هذا"، "نوبة حراسة"، "محاكمة الفيلة"، "بناية ونهاية"، "ستارة وناسخ ومنسوخ"، "أسئلة الرمل.. بنية التحليل والدراما والوعي في نصوص إسماعيل عبدالله"، و"نص الخشبة"، و"فتنة المسرح جمر الإبداع"، بالإضافة إلى كتابين تأليف مشترك مع مجموعة من الكتّاب العرب.

--------------------------------------------------
المصدر : صحيفة المثقف 

الأربعاء، 22 مارس 2017

وفاة الفنانة المسرحية ناهدة الرماح

مجلة الفنون المسرحية

وفاة الفنانة المسرحية ناهدة الرماح 

متابعة : محسن النصار 

تلقى الوسط الفني العراقي اليوم نبأ وفاة الفنانة ناهدة الرماح عن عمر يناهز 79 عاما في احد المستشفيات بمدينة بغداد، بعد اسبوعين من تعرضها لحادثة حرق.

واكد نقيب الفنانين العراقيين صباح  المندلاوي : اليوم الاربعاء (22 اذار 2017) الخبر، مشيرا الى ان "الوسط الفني العراقي فقد برحيل الفنانة احد رموزه الفنية التي كرست حياتها في خدمة المسرح العراقي".
وبدأت الراحلة ناهدة الرماح خطواتها الأولى في فلم (من المسؤول) في العام 1956 أكدت من خلاله حساسية عالية وجريئة في عالم التمثيل النسوي في العراق، وكانت تنتمي بجدارة إلى الجيل المؤسس لفرقة المسرح الفني الحديث، فكانت قامة موازية باستحقاق مع كل من الفنانين إبراهيم جلال، يوسف العاني، مجيد العزاوي، سامي عبد الحميد، قاسم محمد، خليل شوقي، وما تبعهم من أسماء مهمة في مسيرة المسرح العراقي.
وكرست ناهدة الرماح حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي، وفي مختلف الظروف، بل وفي أكثر تلك الظروف قساوة فقد قدمت عروضا مسرحية في بلدان مختلفة رغم محنتها في النفي والغربة، وفقدان البصر.
وكانت اخر ادوارها في (مسلسل الباشا)، للمخرج فارس طعمة التميمي، دليل على تواصل عطائها الفني، وحبها للناس والحياة.ِ
بدأت تجربتها المسرحية مع فرقة المسرح الفني الحديث عام 1957 وهي تجسد شخصية الخرساء في مسرحية (الرجل الذي تزوج امرأة خرساء) والتي قدمت على قاعة الشعب وقد كانت تعرف انذاك بقاعة الملك فيصل.
 وانها اثبتت جدارة إلى جانب الجيل المؤسس لتلك الفرقة فكانت قامة موازية للفنانين إبراهيم جلال ويوسف العاني ومجيد العزاوي وسامي عبد الحميد وقاسم محمد وخليل شوقي والفنانة زينب التي التحقت بعدها. وقد كرست الفنانة ناهدة الرماح حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي شاركت  بمسرحية القربان للكاتب غائب طعمة فرمان، واعداد: ياسين النصير، وإخراج: فاروق فياض. ومن مسرحياتها الأخرى : حكاية الرجل الذي صار كلبا للكاتب: اوزوالدو دراجون، وإخراج: قاسم محمد ـ بغداد الأزل بين الجد والهزل ـ للمخرج قاسم محمد والخرابة ليوسف العاني ـ النخلة والجيران ـ الشريعة ـ ليوسف العاني ـ نفوس ـ اعداد وإخراج قاسم محمد. ومن افلامها السينمائية من المسؤول والظامئون ـ 


مسرحية "شمس وحجب " تأليف حسين عبد الخضر

الثلاثاء، 21 مارس 2017

المسرح العراقي والمنعطف الآلي

مجلة الفنون المسرحية

المسرح العراقي والمنعطف الآلي

 عبد الامير السماوي

بدأ مسرحنا العراقي سياسياً، وهذا ما يعرفه الجميع. وكانت الأعمال المسرحية في البدء قليلة وتباعدت من حيث الزمن. لكنها كانت مؤثرة تبقى في ذاكرة المتلقي. كونها تطرح مضامين انسانية يعيشها المشاهد العراقي. وعندما اقول المشاهد العراقي: لا اقصد النخبة الواعية المثقفة فقط. وانما الطبقة المسحوقة من ابناء شعبنا المتعطشة لمعرفة ما يدور حولها. والتي تئن تحت نير السلطات الحاكمة المشبوهة المرتبطة مع قوى الاستعمار آنذاك. وبما ان المسرح يشكل خطراً مباشراً وغير مباشر من خلال التوعية والأحتجاج والتنوير والتثوير احيانا كما في (مسرح برشت) و(بيتر فايس) لذا فإن رموز السلطة آنذاك كانت مدركة تماما بخطورة هذا الفن الذي يطلقون علية (المسرح). ورغم كل هذا فقد كانت هناك مبادرات مسرحية قبل تأسيس (قسم المسرح) في (معهد الفنون الجميلة) تأثر بها بعض فنانينا (الرواد) بعد زيارة فرقتي (فاطمة رشدي) و(جورج ابيض) الى بغداد وبعد تأسيس معهد الفنون وقسم المسرح سافر (الرعيل الاول) من الطلبة الذين اكملوا دراستهم في هذا المعهد الى الخارج لدراسة التجارب الجديدة في هذا الفن. وبعد عودتهم الى الوطن حدث انعطاف كبير في المسرح العراقي. وذلك بما درّسوه لطلبتهم (الرعيل الثاني) الذي تفجرت طاقاته مع تفجير ثورة الشعب في 14 تموز الخالد. حيث فتحت ابواب البعثات والزمالات لمعظم الطلبة الذين انهوا دراستهم في (معهد الفنون)، الذي لعب دورا رياديا في تاسيس الحركة المسرحية في العراق. وذلك من خلال برنامجه السنوي في انتاج ثلاث أو أربع مسرحيات من الادب العالمي يقوم باخراجها الأساتذة الرواد ويمثلها طلبة المعهد بفرعيه (الصباحي والمسائي) الذين أخذوا مساحة فنية واسعة حتى الآن بالنسبة للحركة المسرحية العراقية في مجال (التأليف والتمثيل والأخراج) اضافة الى تطور (النقد المسرحي) الذي كان مقتصراً على نقد القصة والقصيدة والرواية والبحوث الأدبية الأخرى.

ومثلما لعب ( معهد الفنون) دوراً اساسياً في (الريادة) كان تشكيل وتأسيس (الفرق الأهلية) دورها في تطوير حركة المسرح العراقي. حيث شكل العديد من الفرق المسرحية التي اشرف عليها (الرعيل الاول) من الرواد. مثل فرقة (المسرح الشعبي) و(المسرح الحديث) و(المسرح الحر) و(مسرح اليوم) و(مسرح اتحاد الفنانين) و(مسرح الرسالة) و(مسرح 14 تموز). وكان لبعضها فروع في بعض المحافظات (كالبصرة والموصل) حيث قدمت هذه الفرق العديد من المسرحيات التي تحمل مضامين فكرية وجمالية بقيت في الذاكرة حتى الوقت الحاضر. وبلغ المسرح العراقي عصره الذهبي في (الستينيات والسبعينيات) حيث أضاف تأسيس (مؤسسة السينما والمسرح) رافداً فنياً آخر وذلك بتفرغ الفنان لعمله الفني من اجل التطور والأبداع. وبالرغم من الأمكانيات المادية المتواضعة للفرق الأهلية فقد كانت تقدم أعمالاً يأتي لمشاهدتها ليس جمهور بغداد وحسب بل من خارج بغداد. لكونها تطرح هموم وتطلعات المتلقي التي يطمح في تحقيقها. اضافة الى ان الفنان الذي يعمل في هذه الفرق (مؤلفاً أو ممثلاً أو مخرجاً) كان يريد ان يقول شيئاً ما في داخله.

كان يترجم صرخته الداخلية الى (كلمة أو حركة أو أيماءة) يعبر من خلالها عن (قضية ما) يعيش من اجلها. ولذا فقد كان الحاجز (المالي) غير وارد في حساباته بل كان لديه الاستعداد لأن يدفع من مصروفه االخاص من اجل ان يظهر العمل للناس بشكل متكامل رغم قسوة الظروف المعاشية التي يعيشها الفنان. ورغم قلة (العنصر النسوي) الذي كان يعاني منه المسرح العراقي بشكل عام. بسبب الأفكار الرجعية البالية. والتقاليد الآجتماعية. ورغم هذا كله فقدتألقت باقة خيرة وجميلة من الممثلات في الفرق الأهليه ومنهن الفنانة الراحلة (فخرية عبد الكريم - زينب) و(ناهدة الرماحي) و(آزادي صموئيل) و(مي شوقي). ومما لاشك فيه فأن المسرح يزدهر في زمن السلم. وتأريخ المسرح العالمي يشير الى التدهور وأغلاق المسارح اثناء حدوث الحربين (الأولى والثانية) الا أن النظام الدكتاتوري شذ عن هذه القاعده وحول المسرح العراقي شيئاً فشيئاً الى (مسرح تعبوي) في البداية ثم الى بوقٍ اعلامي يمجد الحرب ويتغنى بالبطولات الزائفة التي ذهب ضحيتها ملايين الأبرياء وبشكل مقصود لتحجيم الآلة العسكرية الكبيرة التي كان يخاف منها (الدكتاتور) نفسه.

في الثمانينيات ظهر الكثير من الاعمال المباشرة على صعيد (التأليف والتمثيل والأخراج) وحاول بعض الفنانين وبدوافع مالية صرفة أن يكتبوا الأساطير البعيدة عن الواقع والتي تظهر الجندي العراقي منتصراً في جميع المعارك (الصغيرة منها والكبيرة) مع اخفاء الكثير من الحقائق المأساوية التي وقعت اثناء سنوات الحرب.

ولم ينعكس هذا الانعطاف على (وزارة الثقافة والأعلام) فحسب وانما أمتد الى ( وزارة التربية) التي ألفت مهرجاناتها السنوية في (المسرح والأوبريت) التي شارك فيها جميع الفنانين في العراق من (كتاب وممثلين ومخرجين) جندوا جميعاً لتقديم (رقصة أطفال) متهافتة تقدم في عيد ميلاد (الدكتاتور الدموي) من اجل الحصول على مبالغ مالية كبيرة لكل مشارك. وبهذه الخطوة ذهب احد المنابع المهمة التي ترفد الحركه الفنية في العراق. وأختفى الى الأبد (مسرح التربية) الذي كان فيه الكثير من الطاقات الشابة الواعدة على صعيد (التأليف والتمثيل والأخراج) وكما هو معروف فإن التدهور الأقتصادي في كل بلد ينعكس على كل الأنشطة المعرفية والفنون الأنسانية وبضمنها (المسرح) وهذا ما حدث في السبعينيات حيث تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي والفني وحوصر الفرد العراقي من كل جانب وخاصة شريحة (الموظفين) منهم. وارتفعت الاسعار بشكل خيالي. واصبح العراقي فيها (مذهولاً) لايعرف ماذا يفعل سوى بيع الأشياء الحميمة الى نفسه من اجل  إطعام أطفاله وفي هذا الوضع المزري الذي يعيشه البلد الذي اصبح فية (التفاوت الطبقي) حاداً بين الأقلية المتخمة بالملايين. والأكثرية المسحوقة والمقيدة بالبطاقة (التموينية) أنعكس هذا الوضع الإنساني على أكثرية الفنانين الذين حوصروا من كل جانب. فمنهم من هاجر خارج الوطن ومنهم من بقي تحت المطرقة. وفي هذه الفترة ظهرت مجموعة من (المنتجين الأمّيين) الذين يمتلكون (رأس المال) كسبوا بعض رموز النظام السابق (بالرشوة) وسيطروا على مسارح (الدولة) ومن أجل الربح السريع هبت على المسرح العراقي (عاصفة الغجر) وقام هؤلاء المنتجون بأشراك الراقصات والمغنيات المعروفات في النوادي الليلية وحفلات (المزارع الخاصة) من اجل جذب أكبر عدد ممكن من المتفرجين واصبح العمل المميز هو الذي تشترك فيه (غجرية) معروفة. وأبتعد الجمهور الواعي عن المسرح وحل محله جمهور المراهقين والذين خدمهم الوضع الأقتصادي اللامشروع. وانخرط عدد كبير من الممثلين المعروفين في الساحة الفنية من اجل الأجور الخيالية التي يدفعها هؤلاء المنتجين والتي تصل أحياناً الى عدة ملايين.

وأصبحت الأعمال (اللامسرحية) تجذب الشريحة المنتفعة من الوضع الاقتصادي التي تاتي الى المسرح وهي مستعده مسبقاً لكي تضحك على النكات المبتذلة التي يلقيها الممثلون وهم يقلدون المطربين والمذيعين. وتحول المسرح الى سيرك للمهرجين. يسوده من الرقص المبتذل. اضافة لظهور مصطلحات فنية في الوسط المسرحي مثل (نجم-نص نجم-ربع نجم) أوجدها (المنتجون الأميون) وأصبح الفنان سلعة خاضعة (للعرض والطلب) وعلى هذا الأساس اتخم بالملايين العديد من المهرجين والغجريات إضافة للمنتجين. وهذا السبب الذي جعل العديد من المسرحيين الجادين يفضلون العزلة والأبتعاد عن الوسط المسرحي رغم انهم يعانون من العوز المالي وهم تحت وطأة المطرقة الهائلة التي أوجدها النظام التسلطي مما أدى الى ان يصبح البعض منهم (حرفيين) بعيدين عن المسرح من اجل لقمة اطفالهم. ومن العدل ان نقول: لم يضطهد فنان ما في بلد ما، مثلما اضطهد الفنان العراقي بعد اغتصاب السلطة من قبل الدكتاتور الدموي. حيث وضع الفنان في قالب ضيق بين (المطرقة والسندان) من اجل تصفيته فكرياً وأن لزم الأمر (جسدياً) وبشكل مدروس ومخطط له مسبقاً. وذلك في غلق جميع الأبواب في وجهه أينما يذهب بعد أن حول الدكتاتور جميع المؤسسات المدنية الى مؤسسات عسكرية من أجل الحفاظ على هذا النظام الفاشي والمتآكل من الداخل الذي تهاوى بشكل كارتوني أذهل الشعوب جميعأ. والآن وبعد هذا العرض (الموجز) لمسيرة مسرحنا العراقي، من حق الفنانين العراقيين أن يتساءلوا (هل يبقى المسرح العراقي كما اراد له النظام السابق؟. أم هناك انعطاف ايجابي يقوم به الفنانون الاصلاء ليعود مسرحنا العراقي الذي يطرح مضامين انسانية وفكرية وفلسفية. ويطرح هموم وطموح هذا الشعب العريق بحضارته وتأريخه الطويل في النضال ضد قوى الشر والظلام؟. ان الزلزال الكبير الذي حل بنا نحن العراقيون كفيل بأن يخرج للعالم (مئات الكتب والروايات والقصائد والمسرحيات) هذا الزلزال الذي أذهل الشعوب ليس حديثاً عابراً أو حرباً خاطفة وأنما هو اختراق كامل لكل الأخلاقيات المتوارثة عبر الأجيال التي قامت على تضحيات كبيرة قدمها هذا الشعب بكامله متحدياً كل قوى الشر. نحن نعرف ان التحولات الكبيرة في المدارس الأدبية وظهورها في بلدان متطورة جاءت بعد الحربين (الأولى والثانيه) أفرزت الكثير من الكتاب والشعراء والروائيين الكبار. فكيف يتعامل الكاتب والفنان العراقي مع هذا الزلزال الكبير؟ هل يبقى يتعامل مع (قشور الواقع) كما كان في العهد المقبور؟ أم يعرض الواقع المعاش بشكل موضوعي؟ مع الأخذ بالأعتبار القيم الجمالية والتقنيات الحديثة المتطورة؟ ان الخطوة التي قامت بها (وزارة الثقافة) ورغم الفوضى وغياب الامن وابتعاد المتلقي عن المسرح كانت خطوة جريئة وذلك بأقامة (ثلاث مهرجانات مسرحيه) ( مهرجان بغداد / مهرجان مسرح الطفل/ مهرجان المونودراما) ورغم قلة الجمهور تعتبر خطوة رائده وحزمة ضوء في طريق الأنعطاف القادم لمسرحنا العراقي.

الأحد، 19 مارس 2017

منتدى المسرح يُضيّف جواد الأسدي..العودة لنفض الغبار عن المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية

منتدى المسرح يُضيّف جواد الأسدي..العودة لنفض الغبار عن المسرح العراقي

متابعة/ زينب المشاط 


المسرح العراقي من جديد، هذا الفن الذي يغني العراق بروّاده ومثقفيه، ويمتلك طاقات لا متناهية منه، إلا أنه يفتقر لعرضٍ عظيم، أو قد يندر العرض المسرحي العظيم اليوم، وهنا نشير إلى مرحلة ما بعد 2003، اضافة إلى ما قبلها بقليل...
لم يتبق لنا من المسرح العراقي سوى الذاكرة، وبقايا الصرخات التي انطلقت على خشبته والتي امتصتها الجدران بوجع، دون أن ترد صداها، وكثيرٌ من روّاده مخرجون وفنانون، سينوغرافيا، ومؤلفو حكايات مسرحية، جميعهم يحاولون التفوق اليوم على النسيان، ويستعينوا بالذاكرة  فقط لإحياء مسرحٍ جادٍ، عريق، بعيد عن الابتذال، تُقيّمه النخبة، وتزوره العائلة العراقية، تفهمه وتمتزج به، وتستمتع بعروضه، التي تناقش قضاياهم وواقعهم، لأن المسرح هو فن الشارع والمدينة، وفن هموم الناس المعالج لها.
قضايا المسرح تناقش من جديد في حضور رائد آخر من روّاده الذي ضيّفه منتدى المسرح التجريبي، وهو الكاتب والمخرج المسرحي جواد الأسدي، خلال جلسة يحاوره فيها الأكاديمي الكاتب والمخرج عقيل مهدي، وبحضور نخبة من فناني المسرح العراقي.عقيل مهدي يذكر خلال الجلسة "أن المسرح العراقي مؤخراً وللأسف، خلق من اللاشيء شيئاً، ولكن نحن روّاد المسرح، اليوم، اجتهدنا في خلق شخصيات مهمة، ولم نسمح أن يُخلق ويعظم اللاوجود في مسرحنا". ذاكراً " فهنالك شخصيات مهمة وكبيرة اليوم، نحاول تسليط الضوء عليها ونستذكرها لمنجزها الكبير من بينهم الكبير جواد الأسدي".ويقول مهدي "سنشيراليوم، للمثاقفة في المسرح والتناص، ولأن الأسدي من مشاهدي العروض المسرحية الأجنبية، سنترك له الحديث عن المثاقفة والتناص للمسرح، وأيضاً لأن الأسدي رافق الكثيرين من روّاد المسرح الغربي في عروضهم وتمريناتهم على أداء العروض، فهل أفاد جواد الأسدي من تقنيات هؤلاء الكبار".يشير المحتفى به الفنان والمخرج والكاتب المسرحي جواد الأسدي، "قبل الحديث عن تجاربي مع مخرجي الغرب وفنانيهم، أودُّ وصف لحظة وجودي معكم، فأنا اتوق لفكرة إعادة الغرف من ماء بلادي ومن الحياة التي نشأت بها وتربيت بها، وكبرت على يد فنانين كبار، وقد شاهدت الكثير من العروض المسرحية في العراق، حيث تقاسمت الحياة مع اصدقاء وفنانين".
ويؤكد الأسدي "رغم أني كل يوم في مدينة، ومكان، ورصيف، كان يحضرني دائماً شيءٌ وهو على درجة عالية من التوجّع والألم، وهذا الشيء هو بلادي التي بكل وحولها وموجعاتها، ودمائها، تمتلك مكانة عظيمة في داخلي، خصوصاً، حين افكر أني يجب أن أعود إلى بيتي وأجد نفسي في مكان غير بلادي، لماذا انا هنا ولماذا انا وحيد بلا أيّة صحبة، هذه اللماذا تقتل المغترب، لأنه لا يملك جواباً له، فالالتباس المكاني مؤرق جداً".
يعود  الأسدي للحديث عن المسرح مشيراً الى أن " يتوجب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، كتابة الجسد المسرحي، وفق ما ربّاه علينا اهلنا من طفولة ونبل وجمال، كما ربانا عددٌ من الاساتذة، كسامي عبد الحميد وابراهيم جلال وجعفر السعدي وجعفر علي وجاسم العبودي".
ويؤكد " كانت لنا رغبة حقيقية في وقتها، لإعطاء المسرح جهدنا ومعرفتنا وأحلامنا، فكل الأجيال العراقية بدءاً من حقي الشبلي وحتى جيل سامي عبد الحميد، واضافة الى الجيل الجديد، شغوفين لعودة المسرح الى جمالة وألقه، وينفضون عن المسرح الغبار". وأهم ما أشار له الأسدي والحاضرون في هذه الجلسة، هو احتواء المسرح العراقي والنهوض به من جديد، وعودة كل المبدعين في المهجر لاحتضان مسرحهم والعمل به من جديد.

-------------------------------------
المصدر : المدى 

المسرح النسوي في منتدى نازك الملائكة - العراق

مجلة الفنون المسرحية

المسرح النسوي في منتدى نازك الملائكة

متابعة/ زينب المشاط 

المسرح، والمرأة، والقصيدة، كانت بداية المسرح نصٌ شعري، ولكن هل استطاعت النساء أن يكتبن للمسرح؟ وأين هي بصمة المرأة العراقية في المسرح؟ وهل تختلف روحية النص الذي يُكتب بأنامل الأنوثة عن ذلك النص الذكوري؟
في منتدى نازك الملائكة وكعادته يُفاجئنا باستحداث جلسات مغايرة ومهمة، تتحدث جلسة السبت الفائت عن " المسرح بقلم نسوي" جلسة تُحاظر فيها كلتا الكاتبتين الشاعرة والكاتبة المسرحية أطياف رشيد، والكاتبة  سعدية السماوي.
رئيسة المنتدى افتتحت الجلسة مُباركةٌ مبادرة القوات العسكرية العراقية التي تعمل جاهدة على تحرير مدينة الموصل، وتقول رئيسة المنتدى غرام الربيعي " المرأة اليوم تدعم وتبارك جهود القوات العراقية الأمنية والعسكرية التي تُضحي وتبذل قصارى جهدها مدافعةً عن هذا الوطن فقط لنحيا بأمنٍ وسلام."
بعد قرأة سورة الفاتحة على روح الشهيد أبي بكر السامرائي في المنتدى، أدارت جلسة المنتدى الشاعرة علياء المالكي قائلةً " نتحدث اليوم عن أبي الفنون وهو "المسرح" ولكن بِنَفسٍ إنثوي، فالحديث عن المسرح النسوي مغاير تماماً وخاصة بحضور شاعرتين كبيرتين عهدناهما بنصوص مهمة للمسرح وهما الشاعرة سعدية السماوي وأطياف رشيد."
عرّفت مديرة الجلسة بالشاعرتين قائلة" إن الكاتبة سعدية السماوي لها الكثير من المنجزات في حقل الأدب، وهي حاصلة على بكالوريوس علم النفس وعملت في جريدة الطلبة والشباب كمحررة، كما عملت في صحيفة المحافظة ايضا كمحررة، بدأت سعدية السماوي الكتابة عام 1982، أما نصوص المسرح فقد اختطها عام 1989، وفي عام 1996 انتمت السماوي للاتحاد العام للادباء، وقد نشرت أول نص مسرحي بعنوان" أُحِبُكَ رجلاً آليّاً " وعدّ نص " دعوة للجنون" من أهم النصوص المسرحية التي كتبتها السماوي."
لم تكتفِ السماوي بكتابة النصوص المسرحية فحسب، فقد ألّفت كتاباً للاطفال بعنوان" أناشيد لأطفال الروضة" ولها ثلاث مسرحيات من بينها" احبك رجلا آليّاً، غاندي يركع للحسين، ودعوة للجنون (الذي فاز بجائزة الأدب) "
بينما قدّمت المالكي الكاتبة أطياف رشيد ذاكرةً " كاتبة وشاعرة، اهتمت بكتابة النصوص المسرحية بأسلوب شاعري، وهي حاصلة على بكالوريوس من كلية الفنون الجميلة، وعضو رابطة المرأة الشعرية، آخر كتاب مسرحي لها هو كتاب " ستارة زرقاء شفافة" الذي يُعد الثاني بعد كتاب " لا أملك أجنحة ولكني أحلم" حاز نص " إشارة" المأخوذ عن كتاب ستارة زرقاء شفافة، على الترجمة الى اللغة الانكليزية واختير ليكون ضمن النصوص المعروضة في معرض فينيسيا للمسرح."
فيما ذكرت الشاعرة سعدية السماوي متحدثة عن علاقتها بالمسرح"  جئتُ من محافظة المثنى التي سُميت ببلاد الشمس، أوروك، والتي تحمل أجمل آثار المسرح، ولابد أن جدّي كلكامش هو من علمني المسرح بعد أن خطَّ أجمل القصص المسرحية الملحمية."
وتتحدث السماوي عن بدايتها مع النصوص المسرحية قائلة" جاءت رغبتي صدفة في كتابة النصوص المسرحية، بعد أن قرأت في عام 1988 أول مَن كتب عن المسرح من النساء العراقيات وهي "عواطف نعيم" وفكّرت لماذا هذا الشح في الكاتبات العراقيات للمسرح؟  راودتني حينها مجموعة أفكار دفعتني لخط أول نص مسرحي وهو " أُحِبُك رجلاً آليّاً" الذي كتبته بعد أن تبادلت دوري مع الرجل الآلي ذاك في مخيلتي ."
بدورها تذكر الكاتبة والشاعرة اطياف رشيد " أن هنالك ارتباطاً بين الشعر والمسرح،  ونجد أن الكثير من الكاتبات العراقيات كتبنَ للمسرح أمثال "لطفية الدليمي، ورنا جعفر ياسين، وسعدية السماوي" وغيرهنَّ،  وقد كان اول كتاب نقدي للشعر قد جِيءَ بروح مسرحية."
بدأت الكتابة بالشعر، وعززت جانب المسرح في كتاباتي من خلال وجودي ودراستي في أكاديمية الفنون هذا ما قالته رشيد مضيفة" اول نص مسرحي أكتبه كان بعنوان" اللعبة" وهو نص من اللامعقول ولكن بعد ان تخرجت من الأكاديمية مارست النقد المسرحي وقد وجدت أني متمكنة بهذا المجال لهذا بدأت أميل لتطويره."
وأكدت رشيد "ان الكتابة في المسرح فيها جوانب وتبعات كثيرة، ويجب تطويرها، فلا يتوجب الاكتفاء بالنص المكتوب ويجب تجسيده على خشبة المسرح وبذلك نحتاج الى مخرجٍ وكادرِ عملٍ كاملٍ للمسرح."


-------------------------
المصدر : المدى 

الخميس، 16 مارس 2017

المسرح ومشكلاته.. مناقشات قُدّمت خلال جلسة الفنان فاضل خليل في منتدى المسرح

مجلة الفنون المسرحية

المسرح ومشكلاته.. مناقشات قُدّمت خلال جلسة الفنان فاضل خليل في منتدى المسرح

واحد من اولئك الذين أرسوا قواعد المسرح العراقي، وأسّسوا له، وقد انشأ منهاجه الخاص في هذا المجال، حيث شهد المسرح العراقي في جيله ألقاً ورُقيّاً، لم يكُن ينظر للمسرح كلغة تجارية، بل امتزج به، كان رسالته وثقافته، وكان الوسيلة التي يوصل من خلالها رسالة الشارع العراقي ويحمل من خلاله همومه وهموم الأفراد ومشكلاتهم... 
الفنان والمخرج والكاتب المسرحي فاضل خليل، الذي ظهر مع جيل مهم من روّاد المسرح العراقي، ورغم أنه وجد بين أسماء مخيفة وصعبة في مجال المسرح، إلا أنه استطاع بل وأبدع وأجاد في رسم منهجه الخاص، واثبت حضوره المُستثنى.
ابتعد الفنان فاضل خليل مؤخراً عن المشهد المسرحي برمته، ذلك ناتج عن ايمانه بأن "المسرح بلا خبز وسلام محض كذبة وافتراء" ولكنّه ظل متابعاً للواقع المسرحي العراقي، الذي تهاوى بالفترة الأخيرة، ما سبّب خذلاناً كبيراً لكل جمهور المسرح، ولم يكن السبب في تهاوي المسرح هو غياب النصوص الجيدة، أو عدم وجود مؤدين للأعمال المسرحية، فنحن نمتلك الأقلام الممتازة التي تكتب، والوجوه المعروفة ذات التأريخ الكبير، اضافة الى جيل من الشباب القادر على تقديم وتجسيد أعمال جيدة، ولكن أين هي قاعات المسارح في العراق؟. أين هو جمهور المسرح؟ وأين هي الحريات لتقديم ونقل واقع مسرحي رصين.
موضوعات كثيرة نوقشت خلال الجلسة، التي أقيمت في منتدى المسرح والتي كان ضيفها الدكتور فاضل خليل، الذي قدم الكثير من أوراق النقد وعرض الكثير من المشكلات التي تسببت بغياب المسرح العراقي اليوم، ولم يكتفِ خليل بذلك بل قدم أيضاً، حلولاً لتلك المشكلات، ويقول خليل "في السابق كان بإمكانية الفنان العراقي، أن يجعل من النادي الليلي مسرحاً، وذلك لما يقدمه من أداء رصين وموضوعة مهمة، ما جعل من كل موضوعات العراق الواقعية حكاية تقدم وتناقش على خشبة المسرح العراقي".
وأضاف خليل "من المؤسف اليوم، ما نلاحظه في اغلب الموضوعات المقدمة والتي صارت تمثل  انعكاس صورة تدهور، وتهاوي المسرح العراقي، فالتراجعات التي نشهدها، ناتجة عن رضا بعض الفنانين على تقديم عروض مبتذلة وتجارية، نحن لانحرم المسرح التجاري، فبالنهاية الفنون المقدمة تحتاج لمردود مادي، ومردودات المسرح ناتجة عن شباك التذاكر، ولكن حين يكون العرض يناسب العائلة العراقية، وموضوعة رصينة وراقية، تناقش مشكلات الشاعر، حتّى وأن كان العرض ساخراً وكوميدياً، فيتوجب أن لا تتدنى الكوميديا الى الابتذال، لقد قدمنا عروضاً ساخرة كثيرة سابقاً، ولكن كانت العائلة العراقية تزور المسرح بقلب مطمئن وتخرج من قاعة العرض راضية بما قدمناه، فالمسرح يعني مراعاة الذوق العام مع حرية التعبير عن الموضوعة المختارة، أما ما يقدم اليوم، فهو ابتذال وتهاوي مع تقييد الحريات".

-----------------------------------------

المصدر : جريدة المدى 

مشاركة عراقية في المسرح الألماني في مسرحية " Human Act حق الانسان "

جبار خماط: ينبغي أن ننظر إلى المسرح بوصفه رؤية ومستقبل

مجلة الفنون المسرحية

جبار خماط:  ينبغي أن ننظر إلى المسرح بوصفه رؤية ومستقبل

باريس ـ وكالات :

كثيراً ما يحذر الأكاديمي المسرحي العراقي جبار خماط من دواعش المسرح الذين يريدون تقسيم البيت المسرحي العربي إلى طوائف تتنفس النزاع والخلاف وتطرد التعايش والسٍلم المسرحي، ويرى أن الجمال الفني يتجاوز الطائفي كون الطائفي يعاني من مرض عقلي ويحتاج إلى عيادة طارئة لإزالة ظلامية أفكاره.
من خلال مشروعه الفكري والتطبيقي، يحاول خماط معالجة علل وأمراض المسرح العربي فهو يرى كَثُرة المسارح وقَلّة الجمهور، ويصف أولئك المسرحيين الذين يعملون تحت الأضواء الأنيقة والمقاعد الوثيرة بالمساكين كونهم يتناسون أن حركة الوعي والتاربخ تحت الشمس بين الناس المنسيين في كل مكان وليس في القاعات المغلقة.
وعن العيادة المسرحية بين خماط ,انه منهج علاجي وإصلاحي، يعتمد المسرح سبيلاً للوصول إلى بناء الذات، ونقلها من السلبي إلى الإيجابي، فكراً وسلوكاً، تذهب إلى الناس المنسيين في الأماكن البعيدة، كونهم يحتاجون المسرح والنور الجمالي، حتى يتمكنوا من معرفة وجودهم الحي في ضوء الصورة المسرحية، وخطاب الصوت الحميمي الذي لا يشعرهم أنهم على هامش الوجود، أو لا ضرورة لتفاعلهم!
وأضاف: ينبغي أن ننظر إلى المسرح بوصفه رؤية ومستقبل وليس قيداً أو سجناً للفكر المقيد بقيود الماضي، ذاكرته تتحرر من الألم لتصنع فرحاً دائماً يستقبله الجمهور بزهو وسعادة، ولهذا من يصنع جمالاً مسرحياً خالياً من شوائب المصالح الذاتية المريضة، خيراً يرى في شعوره وفكره، ومن يدفع الناس إلى القتامة واليأس والحزن وتدمير المشاعر فهو خارج عن الملة المسرحية.وهنا كان، الإيمان بالإنسان ضرورة عملية فاعلة في بنية العيادة المسرحية.
وعن تلقيه دعوات من تونس والكويت وغيرها من الدول قال خماط : تعودنا أن تكون تونس ومسرحها التنويري مختبراً للتجارب الجديدة التي تحقق تأثيرات جمالية وفكرية لدى المتلقي. وبالتالي كانت المبادرة في دعوة «العيادة المسرحية» لتكون ضمن مهرجان ٢٤ ساعة مسرح من دون انقطاع الذي سيقام في الكاف.
أما الكويت فلم تصل دعوة أو مبادرة منها، وقطعاً ثمة تخطيط أن تصل العيادة إلى أكثر من دولة عربية، ليكون حواراً مسرحياً أساسه المعرفة والحوار الفكري والمهاري، وأهدافه رسم خارطة طريق لمسرح يذهب إلى الناس في كل مكان، ليعيد دورة وجوده مع الناس وتحويلهم إلى مشاركين في العيادة المسرحية.
ويرى جبار خماط أن أمراض المسرح العربي تزداد ويفقد الشباب حماسهم، وقال: للأسف المسرح العربي أشبه بقبيلة وجوهها معروفة، لهم هباتها وعليهم واجبات الحفاظ عليها، المهم أن تستمر على قيد حياة وجودها السنوي بعيداً عن حركة التاريخ وتحولاته وحاجات الناس! متناسين أن المسرح العربي ليس ترفاً يصنعه المال السياسي. بل ضرورة مجتمعية ينبغي أن تتواصل مع الجميع في المسرح العربي، وثقافة المسرح وتسويقها ليس ترفاً يصنعه المال السياسي، بل ضرورة مجتمعية ينبغي أن تتواصل مع الجميع في كل مكان، وهنا تواصل الشباب بحماس عال وملحوظ مع العيادة المسرحية لأنها مختبرهم حيث يجد فيه المسرحي الشاب قدراته ومهاراته في حالة اكتشاف وتطوير مستمر.
وأوضح أن هناك نية عمل موقع إلكتروني للعيادة المسرحية، فيه يتم نشر بيانات العيادة والورش المستمرة التي تتواصل مع الناس، فضلاً عن التواصل مع مراكز البحوث في الجامعات العراقية لتطوير الأداء ووضع استراتيجيات لمعالجة الأوضاع الصعبة التي يمر بها العراق.
ويرى جبار خماط أن أقسى الحروب هي الفكرية التي تكون على قاعدة التطرّف والاقصاء، منسوب التعايش يقل تدريجياً، والحروب تتمدد وتنتشر، وهنا تكمن مسؤولية المسرحي العربي ليس العمل بأداء النعامة بل بالمواجهة والتعريف بالمشكلة بقصد وضع الحلول، والنَّاس بنحو عام تتقبل ما يأتي من الفن من رسائل، لأنها تعرف أن الفن معياره الجمال والتفعيل الإنساني بعيداً عن الانغلاق والظلامية والتطرف الذي تعاني منها أغلب البلدان العربية.

الثلاثاء، 14 مارس 2017

مشاركة ايطالية بعمل مسرحي في كربلاء

مجلة الفنون المسرحية

مشاركة ايطالية بعمل مسرحي في كربلاء

قال المؤلف والمخرج المسرحي الايطالي (التونسي الجنسية) الدكتور حافظ خليفة ان مهرجان الحسيني الصغير لمسرح الطفل تجاوز الطابع الكلاسيكي الديني في المسرح واستثمر المفاهيم الحسينية الانسانية بشكل تتناسب مع عقل الطفل.

وتأتي تصريحات خليفة خلال مشاركته في مهرجان الحسيني الصغير الدولي الثالث لمسرح الطفل الذي يقيمه قسم رعاية وتنمية الطفولة في العتبة الحسينية المقدسة.

وقال خليفة لموقع العتبة  "المهرجان فرصة للتلاقي ومكسب كبير لمدينة كربلاء المقدسة وللمسرح في العراق".

وأضاف "ان المهرجان احدث نقلة نوعية كبيرة عند تحوله من مهرجان وطني الى دولي, وسيضيف في تجاربه للإبداعات المحلية والوطنية, وسيزيد من خبرة المشاركين للانفتاح على العالم حسب التجارب الجديدة".

وأشار خليفة ان المهرجان أصبح له "صيتا عالميا معروفا".

ولفت الى ان "المشاركة الايطالية بعمل مسرحي تحت عنوان "المهرج"وهو عمل يعتمد فن "الكلاون" إذ يقوم المهرج بتوزيع الفرح على الجمهور بطريقة تفاعلية".

---------------------------------------------------
المصدر:  وكالة نون الخبرية

الاثنين، 13 مارس 2017

"جماليات الشكل البصري في المسرح التفاعلي-نماذج مختارة" رسالة ماجستير - العراق

كيف نحترم الطفل في المسرح

مجلة الفنون المسرحية


كيف نحترم الطفل في المسرح

د. فاضل خليل 

رأست لجنة التحكيم لمهرجان مسرح الطفل، الذي اقامته دائرة السينما والمسرح العراقية الدورة الخامسة المسماة ( دورة قاسم محمد )، وفيها اتيحت لي فرصة مشاهدة مجموعة متنوعة من العروض ساهم في تقديمها مجموعة من المؤسسات التربوية والفنية ولمختلف المحافظات. تنوع التقديم بين عروض أدى ادوارها أطفال وأخرى ممثلون كبار قدموا عروضا للطفل. تميزت العروض بمستويات طيبة، من حيث الامكانات الفنية، فكان جلها ذو أهمية كبيرة من حيث السينوغرافيا
أحالتني مشاهدة مسرحيات الاطفال مؤخرا، والذي رأيته فيها التعامل مع الطفل بالتقليل من شأنهم وتكبير اعتبارهم كـ ( أشباه الأطفال )، الذي لايسعدهم ويجعلهميتذمرون من هذا التعامل غير المحبب لديهم. ان الأهمية في مخاطبة الاطفال سواء باللغة التي يتحدث بها غالبية الممثلين والبساطة المتناهية في المخاطبة التي يرفضها صاحب الجلالة الصغير. كل ذلك ذكرني بلقاء على غاية من الأهمية مع البروفيسور (ساشو ستويانوف) الذي تعامل مع أحد النصوص الكبيرة للأطفال وهي مسرحية ( الملك الأيل ) للكاتب الروسي ( كارلو كوتسي )، ومن سؤال انطلقت منه كي استفز استاذي المخرج ( ستويانوف) قلت اداعبه: 
قلت: ـ أنا أعرف من ان (كارلو كوتسي) هو ضيف دائم على المسرح البلغاري، لكنه جديد على طلابكم في معهد الدولة للمسرح الذين تقدم بواسطتهم العرض المسرحي وللاطفال، كيف تمكنت من ذلك ؟
قال: ـ "أردت ان امرر الطلبة بعملية ـ وجدتها هامة ـ في كيفية احترام الطفل قبل العطف عليه." 
من هذه الاجابة المختصرة يمكننا الى الوصول الى حقيقة أنك ان لم تضع في حسبانات توجهاتك في الخطاب المسرحي احترام المتلقي مهما كان صغيرا أو كبيرا وتبتعد عن الكلام معه بلهجة تعتقدها صحيحة في كونها تنزل الى عقلية الطفل ـ حسب الاعتقاد السائد ـ من اجل النزول الى مستواه كي يفهم الطفل، فينزع الممثلون الى تغير اصواتهم ـ أحيانا بدون ضرورة للتغير ـ فيلوكون الكلام بصوت مستعار وحوار ساذج وبسيط, يبتعد كثيرا عن احترام الطفل والسعي الى تطويره. ان هذه الصيغة تقف حائلا دون نموه، ونضجه التدريجي الذي نتمناه.
كما ومن جانب آخر أردت أن أمرر طلاب التمثيل بأهمية (كوتسي) وجديته، فهو ليس سهلا لأنه لم يخاطب الطفل بذات الاستهانة التي يفكر بها الطالب، أو البعض ممن خاطبوا الطفل وآمنوا بضرورة النزول الى مستواه وهم بهذا اهانوا الطفل وأهانوا انفسهم. ان كاتبا مثل (كوتسي) باعتباره واحد من القمم الابداعية في التأليف، فهو يمتلك وجهة نظر جمالية مركبة تخاطب الاثنين معا، ويفهمها الاثنان ايضا الصغير والكبير. هذا الخطاب المزدوج تم تحت تأثيرات (الكوميديا ديلارتا)، ومصادر ثقافية أخرى. لذلك هو بالنسبة لي طموح كبير أختصر فيها الطريق لتقديم الحلول للمشاكل الفلسفية بل وحتى الشكلانية. ان النص الذي تكون من ضمن قدراته اقتراح الحلول للاسئلة الخالدة في الحياة

الأحد، 12 مارس 2017

المخرج المسرحي العراقي سلام الصكر: كان اغلب مثقفي العراق وفنانيه والمسرحيين من الشيوعيين او قريبا لهم

مجلة الفنون المسرحية

المخرج المسرحي العراقي سلام الصكر: كان اغلب مثقفي العراق وفنانيه والمسرحيين من الشيوعيين او قريبا لهم

حاوره ـ حميد عقبي ـ باريس


نعود للتحليق مجددا مع المسرح العراقي و كانت لنا معه محطات مهمة التقينا فيها بوجوه مسرحية أكاديمية و فنية حوار اليوم مع مخرج مسرحي عراقي يقيم في السويد يمارس نشاطه مع فرقة ينابيع المسرحية ضيفنا الفنان سلام الصكر تم تكريمه مؤخرا في الجزائر و اعتبر هذا التكريم خاص للمسرح العراقي و شعر بالحزن أن بلده العراق لا يلتفت للإبداع كما يعرض لنا  صكر منهجه المسرحي الذي يعتمد على الفكرة و الممثل دون العناصر التكميلية التي يعجز عنها٫

*تهم بالفكرة و بالممثل، لافتقادك باقي عناصر العرض المسرحي هل مايزال أسلوبك هكذا؟ ألا تجد صعوبة في وجود الممثل المقنع و المحترف؟

لا ازال  فهو ليس رغبة بل نتاج عشرات السنين .محطاتها متنوعة بداية من بغداد  واليمن  وكردستان وسوريا والسويد..  اسلوبي ينبع من فهمي الخاص بدوري كفنان عراقي يلامس هموم شعبة  ويتاثر بها.محاولا قدر امكانه  الاغتناء من مصائبه  لينتج موضوعة قد تكون بسيطة  لكنها عميقة الدلالة.. هي محاولة لاتارة عقل المشاهد. محاولة لاستفزازه  للاجابة عن اسالة  اطرحها عموما .اطرحها باعمالي  تاركا له حق الاجابة..ما يسعدني حقا ان  المشاهد يترك القاعة وهو مستفز بما يرى ويسمع ويعيد ترتيب  المالوف الذي اعتاده ويتقبله كل يوم كانعدام  العدالة وكرامة الانسان وحريته..اما لماذا الشحة وحتى الفقر في اعمالي  مبتعدا عن البهرجة كونها تبعد المشاهد وتشتته عن الموضوعة عن الفكرة التي اريد طرحها له.ناهيك عن ظروف انتاج شحيحة وحتى معدومة. ان ذلك يتطلب جهد متناهي لاداء الممثل  ..ليطرح كل لحظة صورة جمالية ممتعة  من خلال المشاعر والحركة والتكوين  والغرابة..ولذا اهتم بوعي الممثل   وقدرته على فهم دوره وعلاقاته مع الشخصيات الاخرى.. هكذا ممثل قادر على محاورة حتى مشاهديه والذين اعتبرهم عنصر اساسي من عرضي المسرحي…

*هل مازال للأفكار قوة و جاذبية جماهيرية في ظل الزمن الحالي الذي تجرفه الصورة المبهرجة؟

لا اعرف ان كنت على خطا   ولكني اعتقد ان جهودا وامكانات هائلة بذلت منذ الستينات. منذ ثورة الشباب في فرنسا وغيرها من البلدان الاوربية   لحرف الناس وبالذات الشباب عن الثقافة الجادة.. اموال طائلة صرفت من دول كبرى واخرى صغرى لكي تستبدل الاهتمامات من تعاضد مع الاخر  والاحساس بالامة الى اهتمامات انية وذاتية  مجندا اعلاما هائلا  في هذا الاتجاه وقد نجحوا الى حد بعيد . الا ان الشعوب  بداءة تستغل  وسائل اتصال اخرى للتعبير عن انسانيتها في التعاضد مع الاخر خصوصا  وان ايقاع الحياة  بداء يتسارع  واصبح للوقت اهمية قصوى وعلى  المثقف ان يفهم ذلك ويتعامل معه كمسلمة لذا وجب التكثيف والغنى والاهتمام بالصورة وجماليتها لخلق  تواصل دائم
* قلت في مناسبة أن الشيوعيين العراقيين لا يقلقون و ليس لهم تاثير وضح اكثر هذه الحالة و اسبابها؟ أين الخلل بالضبط؟
ليس  سرا ما  لليسار عموما والشيوعيين بشكل خاص في تنشيط الثقافة والفن  كاداة تنويرية  لمجتمعهم العراقي. اضافة  الى انهم استخدموها  لنشر الافكار الحديثة والمعاصرة و هو ما ينسجم ورؤاهم  لمستقبل بلادهم خصوصا وقد حرم الشيوعيين من وسائل  الاتصال .ولن نستغرب ان كان اغلب مثقفي العراق وفنانيه  كالشعراء والمسرحيين والكتاب هم شيوعيين او قريبا لهم. اما الان وقد انحسر نشاط اليسار عموما ومع فسح المجالات الواسعة والتنوع الايجابي  يلاحظ  هبوط مريع لثقافتنا..مع نشوء بوادر نهضة ثقافية على يد شباب مستندين لارث كبير وغني…

*يوجد إرث مسرحي عراقي برأيك كيف يمكن الحفاظ عليه و توثيقة؟

كباقي فروع ثقافتنا العراقية امتاز مسرحنا العراقي بتنوعة وغناه ورسوخه. مستندا لارث من كبار المسرحيين  الراحلين ك ابراهيم جلال وجاسم العبودي  وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي وغيرهم الكثير واجيال تلحق اجيال..هولاء اوجدوا صلة لا تنفصم بين الخشبة وهموم الناس وامالهم وان مرت عدة سنين جرى عمل ممنهج لفصم هذه الصلة بايجاد مسرح  تجاري.مسرح مهرجين لغرض الترفيه شكلا الا انه حقيقة لابعاد الناس عن همومهم والتفكير بها.. الا ان ما يسعدني ويفرحني حقا ان شبابا يديرون اعمالهم المسرحية  صوب الناس  مقتربين منهم. وما  رايته في شارع المتنبي  هو نموذج لشبابنا المسرحيين الجادين في كل محافظاتنا ليتخذوا منه وسيلة جمالية لبث الوعي والتنوير.وارى فيهم اساس نهضة مسرحية جديدة لتشكل مرحلة متطورة في مسرحنا العراقي.
*تم تكريمك مؤخرا في الجزائر ماهو شعورك و ما المناسبة؟

بدية اثمن الجزائر وفنانيها المبدعين  لتكريمي  والحقيقة هم لم يكرموا  سلام الصكر كمخرج بل كرموا مسرحنا العراقي ومبدعيه.. تكريم اشعرني بالفخر والاعتزاز لانتمائي لثقافتنا العراقية  الا انني شعرت وسط  الترحيب الحار بالالم والحزن وانا اكرم من بلد اخر دون تكريمي في بلدي العراق كما هو حال المبدعين الاخرينالذين جرى تجاهلهم..
*فرقة ينابيع العراق حدثنا عنها و اهم انشطتكم؟

انا اعرف ان هناك جمعيات تدعم تقافتنا العراقية قدر امكانياتها.. ولها دور في استمرار تقديم نشاطات ثقافية متنوعة وهي  متنفس وحيد لجاليتنا العراقية.. اما الحديث عن فرقة ينابيع المسرحية والتي  تاسست منذ سنوات لفنانين مسرحيين محترفين من السويد والدنمارك فهي فرقة جادة تعتبر  نفسها جزا لا يتجزاء من مسرحنا العراقي الاصيل  ومع استمرارها وشهرتها والاعمال التي حازت على اهتمام كبير من خلال الكتابات العديدة وجمهورها في المدن المتنوعة فهي تمون انتاجها من اعضائها..وبمساعدة من رابطة الانصار  ومن يهتم بالشان الثقافي علما ان كل عروضا هي مفتوحة للمشاهدين انسجامنا مع فهمنا لوظيفة المسرح.
قدمت الفرقة عدت عروض عرضت في مدن اوربية متعددة وعربية ونتهياء لعملنا الجديد
مسرحية المركب.


------------------------------------------
المصدر : رأي اليوم:

السبت، 11 مارس 2017

الفنان المسرحي كريم الغريب : اتمنى الانضمام لفرقة فناني مسرح كهرمانة في بغداد

مجلة الفنون المسرحية

الفنان المسرحي كريم الغريب : اتمنى الانضمام لفرقة فناني مسرح كهرمانة في بغداد

حاوره :علي حمزة الربيعي


كريم الغريب .. فنان مسرحي من البصرة الفيحاء متى ما شاهدته ترى الابتسامة مزروعة على وجهه بدأ مشواره بمسرحية ( دكايك خماط ) عام 2010 وهي من تأليف عبد الامير الابراهيمي واخراج فارس الامير ، واستمر بعدها بإعتلاء خشبة المسرح في ثغر العراق الجنوبي الباسم البصرة بعديد الاعمال الكوميدية منها على سبيل الذكر مسرحية ( نصيف علم دار ) ومسرحية ( 56 ) ومسرحية ( فرج صاعد على الدرج ) وغيرها الكثير من الاعمال التي لاقت استحسان الجمهور البصري ، هذا الفنان الذي فتح قلبه لنا وليخبرنا بخشيته على المسرح عموما والمسرح البصري على وجه الخصوص من الضياع والاندثار متمنيا عصرا مزدهرا للمسرح العراقي الاصيل .


اين هو المسرح البصري ولم لا نشاهد له حضورا الان ؟

المسرح البصري متواصل ومستمر في نشاطاته الفنية من المسرحيات والمهرجانات المميزة رغم الصعوبات التي يعانيها الفنان المسرحي بالمحافظة لكننا مستمرون بأداء واجبنا في اسعاد المواطنين وزرع الضحكة على وجوههم ، ولا شك أنك تدرك أكثر مني أن وسائل الإعلام لها دور كبير في تضخيم الأمور أو تهميشها ، وأنااقول حقيقة ان جميع القنوات والصحف تسلط الضوء على مسرح وفنانين بغداد فقط دون باقي المحافظات .

هل تعتقدون ان الفن عموما والمسرح بصورة خاصة بالمحافظة محارب ومهمل منذ اكثر من عقد من الزمان كما يتحدث بذلك بعض الفنانين ؟

نعم الفن حاليا محارب جدا وخصوصا الفنانين الناجحين في أعمالهم ولا اعلم ما السبب وراء ذلك انا شخصيا احس انني محارب من قبل بعض الفنانين للأسف اقول هذا بالطبع ، وفي النهاية هو مغيب ومهمل ايضا.

من يتحمل مسؤولية تراجع المسرح في العراق ؟

إذا كان أصل المشكلة متعلقا بضعف الكاتب او المنتَج الادبي والمسرحي وغياب النصوص الرصينة فيجب علينا أن نركز على الحلول وان نبحث كما في السابق عن نصوص فنية ذات قيمة عالية ورصينة حتى وان كانت كوميدية ،كما ان أزمة المسرح مسؤولية الدولة بالدرجة الأولى وليس المنتجين ، والجمهور بدوره يتحمل جزء من المسؤولية بتصريف اهتمامه إلى اشياء بعيدة عن المسرح الذي يعد ابا لكل الفنون .

اذا برأيك وبعد كل هذه الازمات الى اين يسير المسرح في العراق ؟

عرف المسرح العراقي سابقا بوصفه أحد مسارح القمة في الوطن العربي كما تحدثت انت ، لكنه لم يعد خلال السنوات الماضية ذلك المسرح الذي عرفه الكثيرون من المتابعين للفن المسرحي ، فقد تحول من مسرح جاد إلى آخر عبثي تجاري ليس الان ولكن منذ تسعينيات القرن الماضي ويرى فيه فنانون مسرحيون أنه أصبح مسرحا يضحك على الإنسان لا يضحكه.

متى يمكننا ان نشاهد عروضا مسرحية تعالج مشاكل الواقع بصورة جديدة ؟

‎يمكن تتبع خيوط تراثية للمسرح العراقي في‎ الماضي ، فقد كنا من خلال هذا العروض الرصينة نشاهد انه يتناول المشاكل الاجتماعية ويحاول ايجاد حلولا لها ويبحث ايضا عن علاج مناسب لازمات المجتمع كل هذا كان موجودا لكنه للاسف الشديد غاب بوقتنا الحالي عن صنّاع للمسرح في العراق .

كريم الغريب ما جديدك ؟

الجديد سيكون بعيدا عن المسرح فأنا حاليا اقوم بتصوير فيلم سينمائي ضخم وسيكون موقع التصوير في محافظة البصرة وهو من اخراج سمير رحيم المالكي لكن لا يمكنني الافصاح عن اسم العمل حاليا .

ماذا عن امنياتك وهل حقا ما سمعنا عن رغبتك بأن تعمل في بغداد ؟

اتمنى اولا الصعود الى القمة في مجال المسرح الكوميدي انا عملت الكثير من المسرحيات الكوميدية مع فنانين محترفين ولكن هذا لا يرضي طموحي كما اتمنى الانضمام إلى فرقة فناني مسرح كهرمانة مع نجم الكوميديا ماجد ياسين هذا ما اطمح اليه حاليا واتمنى ان تتحقق لي تلك الامنية .

كريم الغريب الفنان البصري الرائع كلمة اخيرة تحب ان توجهها للقراء ؟

تحية طيبة ابعث بها من البصرة الفيحاء ارسلها الى جميع العراقيين في كل مكان واتمنى ان يعم الامن والامان على ربوع بلادنا الحبيب .

-------------------------------------
المصدر : وكالات

الجمعة، 10 مارس 2017

"أنساق النهايات ودلالاتها التربوية في المسرح التعليمي " في اطروحة دكتوراه

"النّسقُ العلاميّ للضّوءِ في عروض مسرح الطفل"في رسالة ماجستير

الثلاثاء، 7 مارس 2017

الاحتجاج في المسرح العراقي المعاصر

مجلة الفنون المسرحية

الاحتجاج في المسرح العراقي المعاصر


بشار عليوي 

إن الرجّات العنيفة التي يتعرض لها أيّ مُجتمع إنساني نتيجة الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية, تُوَلِدْ تحولات عاصفة تهزّ مُختَلَف جوانب حياة هذا المُجتمع, مما يؤدي إلى نشوء حالة من الاحتجاج من قبل أفراده على هذهِ الأزمات, اذ يُعتبر الاحتجاج  Protest والذي يُقصد بهِ "الاستعمال الجمعي لأساليب المُشاركة السياسية غير التقليدية بقصد مُحاولة إقناع أو إجبار السلطات على دعم أهداف جماعة تحدي أو رفض مُعينة"  

سمة أساسية تُميّز الفاعلين داخل المُجتمع ممن يتصدون لمهمة التعبير عن آراء جميع الأفراد كَكُل, عبرَ اتخاذهِ لهدف التغيير المُجتمعي, حيثُ غالباً ما يتخذ هذا الاحتجاج أساليبَ وأشكالاً مُعينة, كارتداء الملابس بطريقة مُغايرة أو اللجوء الى مُزاولة مُمارسات شعائرية مُعينة, فضلاً عن استثمار الفنون كالغرافيتا والأغنية الشعبية ورسم البوسترات بالإضافة الى العروض المسرحية الاحتجاجية بكونها أساليب للاحتجاج, الذي اتخذ فعلاً مُعبّراً عن إدانة للظلم والأزمات المُجتمعية الراهنة، فضلاً عن كونهِ وسيلة لجذب الانتباه الى مطالب المُحتجين.
إن مفهوم الاحتجاج الذي ساد كتابة المسرحية هو جزء من ردّة الفعل التي انتابت الثقافة العالمية بشكل عام في الفترة التي تلت الحرب العالمية هو في حقيقته انعكاس لأوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية من جهة, وثورة على واقع المسرحية آنذاك من جهة أخرى, إذ ظهرت بوادر احتجاج وغضب على ما أصاب المجتمع من نكبات وويلات بسبب آثار تلك الحرب الكارثية, فلم يكن النتاج المسرحي ببعيد عن هذه الأوضاع, حيث تبلورَ في انكلترا مثلاً اتجاه مسرحي اتّسم بالاحتجاج بعد أن قامت الطائرات الألمانية خلال الحرب بتدمير أكثر من 20 % من مسارح انكلترا وبعد أن وضعت أوزارها اتضحَ حجم الدمار الذي أصاب تلك المسارح مما أثرَ بشكل كبير في الحراك المسرحي الانكليزي، فأوّل العروض التي قدّمت كانت بداية عام 1946 حتى سُميّت الحركة المسرحية التي تلت الحرب مُباشرة بـ"مسرح 1946", لكن الانعطافة البارزة لتمثلات أساليب الاحتجاج المُتنوعة في المسرح العالمي, تجسدت في ظهور الاتجاه الذي سُميَّ بمسرح "الغضب والاحتجاج" والذي أفرزَ عدّة أسماء مُهمّة على صعيدي التأليف والإخراج، لعلَ أبرزها (جون آردن) الذي كتبَ مسرحيات عدّة منها مسرحية "حمار الشغل" و "الحرية المغلولة" والكاتب (هارولد بنتر)  و(جون اوزبورن) ونصهِ الشهير "انظر الى الوراء بغضب", ويُعرف كاتب السطور أساليب الاحتجاج في المسرح، بأنها (مُجمل الطرق والمُمارسات والوسائل والأدوات المُجتمعية المُتاحة التي تُبرز النشاط الاحتجاجي الفكري والتي تتمثل داخل منظومة العرض المسرحي بوصفهِ أداة اجتماعية فاعلة بيد أفراد المُجتمع ووسيلة سلمية مُعبرة عن رفض الواقع الحياتي لهم ومن أجل تحقيق أهدافهم).   
لقد عرفَ المسرح العالمي ومنهُ العربي, تمثلات عديدة لأساليب الاحتجاج في عروضهِ المسرحية, إذ اتسمت البلدان العربية بتقلص مساحات الحُرية والديمقراطية بفعل ضغوطات الأنظمة الحاكمة التي تُسخّر كُل ما مُتاح أمامها لضمان استمراريتها ونفوذها القائم, مما دفعَ المسرحيين العرب الى تحدي هذهِ الضواغط من خلال استثمار المسرح العربي لأساليب الاحتجاج وتمثلاتها داخل عروضهِ التي واكبت ما باتَ يُعرف بالربيع العربي, والتي تأثرت بحرارة الشارع والأوضاع المُجتمعية المُضطربة التي تعيشها المجتمعات العربية التي سادت فيها روح الاحتجاج على تلك الأوضاع, حيثُ عكست وترجمت تلكَ العروض التوتر والفوضى اللذين يعيشهما أفراد المُجتمع العربي في ظل الحِراك السياسي والاجتماعي والفكري المضطرد، خُصوصاً في دول عربية بارزة كمصر وتونس وسوريا والعراق, إذ تأثر المسرح العراقي هوَ الآخر بمُجمل الانعطافات الاجتماعية والسياسية منذ إسقاط النظام العراقي السابق في 9/4/2003  والى الوقت الحالي, بعدما شهدَ البلد عموماً ترديّاً في الأوضاع الأمنية تفاقم مع دخول قوات الاحتلال الأمريكي الى العراق واتخاذ هذا الاحتلال ذريعة من قبل التنظيمات الارهابية لشن هجمات تكاد تكون شبه يومية على المدنيين العُزّل وارتكاب الجرائم بحقهم، فضلاً عن تفاقم الأوضاع المعيشية الحياتية ونقص الخدمات بسبب التقلبات السياسية وتردي الأوضاع الأمنية خُصوصاً بعد سيطرة تنظيم (داعش) الإرهابي على محافظة نينوى العراقية في 10/6/2014 بالتزامن مع سيطرتهِ على أجزاء واسعة من محافظات كركوك وصلاح الدين والأنبار، ليجد المجتمع العراقي نفسه أمام تحدٍ كبير، لذا برزت الظاهرة الاحتجاجية كإحدى أبرز سمات المسرح العراقي المُعاصر, فأوّل عرض مسرحي عراقي احتجاجي على نتائج الحرب الأخيرة وآثارها التي طالت عدداً من الأبنية الثقافية والمسارح هوَ (مرّوا من هُنا) لـ(جماعة ناجين) الذي قُدّمَ يوم 3/5/2003 على أنقاض مسرح الرشيد الذي تعرض للدمار والتخريب بسبب الحرب, ومن ثُمَ تُطالعنا جُملة من العروض المسرحية العراقية التي أخذت طابع الاحتجاج على جرائم الإرهاب الذي أصبح ظاهرة تضرب مُجمل تمفصلات الحياة العراقية اليومية خلال العقد الأخير نذكر منها عرض(ألف عام على بوابة الطب العدلي) تأليف وإخراج: جبار محيبس والذي قُدم في الشارع المُقابل لكراج باب المعظم ببغداد يوم 14/12/2006  لكن أبرز العروض المسرحية العراقية التي أتخذت من الاحتجاج عنونةَ لها كان العرض الاحتجاجي(ن) تأليف: ماجد درندش إخراج: كاظم النصار والذي عُرض  يوم 21/8/2014 على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد, وهوَ أول عرض مسرحي عراقي يُقدّم بوصفهِ إدانة لجرائم الإرهاب التي ارتكبها تنظيم (داعش) الإرهابي وصرخة احتجاج ضد ممارساتهِ , وتوالت العروض من بعد ذلك ومنها العرض الاحتجاجي (عزيزة) اخراج: باسم الطيب, والذي قُدّم في مُنتدى المسرح , وعرض (عباءات وألعاب للموتى) تأليف: علي الخياط وإخراج :علي الشجيري الذي قُدّم على مسرح قاعة نقابة فناني بابل, وعرض (يارب) تأليف: علي عبد النبي الزيدي, إخراج: مُصطفى ستار الركابي الذي قُدّم في المسرح الوطني ببغداد وشاركَ في مهرجان المسرح العربي الثامن في الجزائر مطلع العام 2017, وعرض (أبيض وأسود) تأليف وأخراج: كاروخ ابراهيم الذي قُدمَ في الساحة المقابلة لقلعة أربيل وسط مدينة أربيل , لكن تبقى تجربة الكاتب والفنان(ماجد درندش) هي من الأبرز لناحية تجذير وجود الاحتجاج في مسرحنا العراقي عبرَ سلسلة النصوص المسرحية التي كتبها متُخذاً من الاحتجاج عنونة لنصوصهِ, وهي (نون) من إخراج كاظم النصار و(هل تسمعني أجب) أخراج: خالد علوان , (8 شهود من بلادي) من إخراجهِ والذي قُدمَ في ختام مهرجان المسرح العراقي الثاني ضد الارهاب في شهر تشرين الأول 2016 .. وغيرها. 
الإحالات:
• سيد فارس , صناعة الاحتجاج والثورة_ حركة 6 أبريل نموذجاً, (القاهرة : روافد للنشر والتوزيع ,2016).
• عبد الله عبد الرحمن بكير,  مفهوم جون اردن للغضب والاحتجاج , (بغداد : دار الحرية للطباعة ، 1985).
• جورج ولورث , مسرح الاحتجاج والتناقض , تر:عبد المنعم اسماعيل ,(بيروت: المركز العربي للثقافة والعلوم , ب ت).

------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption