أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في المغرب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في المغرب. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 13 يوليو 2021

نزهــــــة عبروق جمالية الأدوار وبهاء التمثيل/ *د. محمد محبـــوب

مجلة الفنون المسرحية
الفنانة نزهــــــة عبروق  جمالية الأدوار وبهاء التمثيل

لا شك أن الحديث عن الفنانة نزهة عبروق يستدعي الإقرار بأننا أمام ممثلة شاملة، تملك قدرات أدائية هائلة، وموهبة متفردة اكتسبتها من رصيدها الثري في الممارسة الركحية، وصقلتها بالدراسة والبحث، والسعي الدؤوب للارتقاء بالوعي الجمالي، والانخراط في الحداثة المسرحية بما هي تجديد وخرق للسائد، وتجاوز للذات، وإبداع مستمر يتحصن بالمرجع الفكري، والثقافة العميقة، والمعرفة الدقيقة بصناعة الفرجة، وآليات اشتغالها وخصوصياتها الجمالية، والشروط الاجتماعية والثقافية التي تتحكم في إنتاجها. ورغم أن هذه الممثلة المقتدرة راكمت تجارب فنية عبر الممارسة الركحية قبل الالتحاق بالتكوين المسرحي المتخصص وبعده، فإنها أصرت على تحصين مسارها الفني بالدراسة والبحث من خلال التحاقها بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وبعد تخرجها واصلت رحلة التحصيل والبحث عبر مسار أكاديمي متميز توجته بالحصول على شهادة الماستر المتخصص في الدراسات المسرحية من كلية الآداب والعلوم الإنسانية المحمدية، واتجهت بعدها إلى تسجيل أطروحتها بمسلك المسرح وفنون العرض بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن طفيل القنيطرة.
إن هذا الرصيد الثقافي والجمالي والتكوين النظري والتطبيقي أهل نزهة عبروق لتصبح ممثلة استثنائية بقدرات تشخيصية وأدائية مميزة، وحرفية عالية، وخلفية معرفية عميقة قادتها إلى تملك الصنعة المسرحية، حيث أدت الأدوار باقتدار وعمق، وتمثل لخلفيات الشخصيات المسرحية وأبعادها ودلالاتها داخل نسق الفرجة، واستحضار التوجهات الفنية والجمالية والإيولوجية التي تحكم الكتابة الدرامية، واحترام وإدراك الرؤى المعبر عنها من قبل المخرجين، ورغم أن الممثلة اشتغلت مع مجموعة كبيرة من المخرجين الذين يتميزون بتعدد منطلقاتهم الثقافية والجمالية والفلسفية، فقد حرصت على الإدراك الواعي والاستجابة النابهة لمنظوراتهم الإخراجية وأطروحاتهم الفكرية والجمالية في إطار من الوعي بالخلفيات التي تؤطر الإخراج وتحكم الجماليات المسرحية عامة.
إن المنجز الإبداعي والركحي للممثلة نزهة عبروق يفصح عن ممثلة موهوبة ومتمكنة تقوم بتفجير الركح إبداعيا بقدراتها الأدائية الباهرة، وطاقتها التشخيصية الاستثنائية، وموهبتها الفذة التي أهلتها لممارسة اللعب المسرحي بكل أنواعه وأجناسه من كوميديا وتراجيديا، ومسرح كلاسيكي وتجريبي، ومسرح جماعي وفردي "منودراما". لقد تجاوزت دور الممثل/الوسيط بين النص والجمهور، ولم تكتف بدور الممثل باعتباره "كتلة" مرئية تتحرك فوق الركح". بل إنها جسدت المعنى العميق لفعل التمثيل بوصفه علامة رمزية وبصرية ترشح بالدلالات والإيحاءات. فهي الممثلة التي عودتنا على أن تكون قطب العملية الإبداعة على الركح. إنها بتعبير فـ لتروتسي Veltkorsky وحدة دينامية تحول كل ما يحيط بها إلى علامات. والتمثيل يتجاوز لديها دلالة التماثل،  بما هو محاكاة حرفية لوقائع وأحداث وسلوكات، واجترار حرفي لمحتوى النص الدرامي، بل هو نزوع إلى مفارقة الذات، ومنطوق النص الدرامي الجامد إلى معانقة "الأنا" المتحولة التي تجسد كينونتها عبر التوحد بالآخر/ الشخصية المسرحية، وإثرائها وفتحها على أفق دلالي أرحب، يسمح للقارئ بتفجير طاقته التأويلية، ويحفزه على مجادلة العرض، ومحاورته، واستجلاء أبعاده بدل الاستكانة لسلطة التوهيم، وأحادية المعنى التي تتنافى مع جوهر الإبداع، وخصوصية الفعل المسرحي.
إن نزهة عبروق تملك قدرات لتحويل الفضاء الركحي إلى فضاء فرجوي دينامي، وذلك عبر حضور تشخيصي متألق يخضع الفضاء المسرحي لحيوية وحركية تجعله عبارة عن منظومة متكاملة من العلامات والبنى الرمزية المنخرطة في سياق العالم التخييلي والتمسرحي القائم على الإبداع والخرق بما هو بحث عن الجديد والممتع. ذلك أن عبروق من الممثلين القلائل الذين يخترقون الكون الدرامي، ويدلفون إلى المناطق العميقة، فيقاربون عوالم الإبداع، وهي بذلك تتجاوز دور الممثل التقليدي الذي يكتفي بتقمص الشخصية واستعادتها في صورتها الحرفية الباردة، بل إنها تسعى دائما إلى الانسلاخ عن الذات لاختراق أسرار الفعل الدرامي، والتنقيب في عوالم الشخصيات وعمقها، والتغلغل إلى كنهها، وذلك انطلاقا من قناعة قائمة على أن وظيفة المسرح هي التنقيب في الذات الإنسانية، وتحريرها من سلطة اليومي والعادي، ومن القيود والأصفاد الاجتماعية والنفسية وغيرها من الكوابح التي تعوق تطوير الذات والارتقاء بها، وتخليصها من الأوهام والاعتقادات الزائفة، والسلوكات النمطية المكرورة التي تتنافى مع الروح الإبداعية التي تطبع الكائن البشري منذ الخليقة الأولى.
بهذا المعنى تمارس الممثلة نزهة عبروق فعل التمثيل، وبهذا الغنى الروحي والخلفية الجمالية والفكرية تؤسس لتجربتها الفنية التي تبقى قصيرة على المدى الزمني، لكنها حافلة وثرية بالعطاء والإبداع والتميز. فالمتتبع لريبرتوارها يكتشف خصوبة تجربتها رغم قصر ومحدودية هذه التجربة زمنيا. فقد شاركت في مسرحية "الناس اللي فوق" التي اقتبسها الفنان خالد ديدان عن مسرحية "خطبة لادعة ضد رجل جالس" للأديب غارسيا ماركيز. وأبدعت في مسرحية "النواعري" و "طيطوشا" و"خايف البحر لا يرحل" مع الفنان حفيظ البدري، بيد أن النقلة النوعية في مسارها الفني كانت في أدوارها مع فرقة الحال للفنان المسرحي عبد الكبير الركاكنة في مسرحية "الهياثة" ومسرحية "فكها يا من وحلتيها". كما تألقت في مسرحية "عيوط الشاوية" لفرقة المسرح المفتوح للمخرج المسرحي المبدع عبد المجيد فنيش. وأجادت في مسرحية "زين السعد" لفرقة أكال، حيث لعبت بتميز واقتدار دور "سعاد"، واستطاعت تجسيد هذه الشخصية بتناقضاتها وتلويناتها الشعورية، ومتغيراتها العاطفية والأخلاقية في مجتمع يعرف – بدوره – تحولات وإبدالات عديدة تنعكس على أفراد المجتمع وبنياته الاقتصادية، ونسق العلاقات العاطفية والأخلاقية. فالمسرحية تسائل نظاما اجتماعيا معقدا يخضع لصيرورة تحولات اقتصادية وفكرية وأخلاقية ينتج عنها آثار نفسية على الشخوص والأفراد، وهو ما عكسته إلى حد كبير شخصية "سعاد" التي تجسد نموذجا لهذا التحول الذي ترمي المسرحية إلى رصده في سياق تتبع الدينامية الجماعية، والكشف عن طبيعة التحولات والمتغيرات داخل البنية الاجتماعية. وقد نجحت الممثلة في القبض على الشخصية، وتجسيد ملامحها وتحولاتها التي تفصح في العمق عن تحولات المجتمع مع نفسه.
غير أن العلامة الفارقة في تجربة نزهة عبروق تمثلت في تأسيسها لفرقة مسرح "فلامونداغ" سنة 2014، وانخراطها في حركية مسرحية جديدة ردت من خلالها الاعتبار للحضور والصوت النسائي  في المسرح المغربي، وتحديدا في مجال المونودراما النسائية، رغم إدراكها لصعوبة هذه الممارسة الدرامية، ذلك أن الممثل الفرد هو الذي يحمل عبء التمسرح في هذه التجربة، فهو الذي يسرد الحكاية، ويشخص أحداثها، ويملأ بجسده الركح موظفا كل طاقته التعبيرية وقدراته التشخيصية من كلام وإيماءة وإشارة وحركة، وتوظيف للجسد، وانفعال وغير ذلك من الكفايات والإمكانيات التعبيرية التي تتيحها اللغة المسرحية، وهاجسه الأساسي في الممارسة المونودرامية هو انتشال المسرحية من هيمنة المنولوجية والخطابية المباشرة، وجعل الفعل المسرحي يستجيب لمبدأ التعدد في الاصوات عبر استثمار خطاب حواري، وسميأة الفضاء لجعل الأدوات الركحية والإكسسوارات تلعب أدوار الشخصيات، بحيث يستطيع الممثل محاورتها، وإضفاء الطابع الإنساني عليها، ويخلق معها تواصلا داخل الركح، مما يساهم في إخراج المونودراما من وضعية الرتابة، وهيمنة الصوت الواحد والشخصية الأحادية. وإذا كان هذا الرهان يرتبط أساسا بوظيفة المخرج الذي يحرص على خرق المونودراما/المنولوجة، والانسلاخ عن جاذبية الخطابة والانكفاء على الذات، الذي يتنافى مع خصوصية الممارسة الدرامية، فإن الممثل بدوره ينبغي أن يمتلك قدرات مميزة وعالية تحمي العرض وتنتشله من الرتابة والفشل. ذلك أن الدينامية الركحية في المونودراما ترتبط أساسا بتحركات الممثل فوق الخشبة، ولغة جسده، وأنشطته اللعبية في تناغم مع باقي المكونات من موسيقى وإنارة.. وغيرها من المقومات التي تنبذ السكونية، وتؤسس لإيقاع ركحي دينامي ومتحرك. وإذا كانت دينامية الركح تقوم على كفايات الممثل في التشخيص، وقدراته وتموضعاته على الركح، وحضوره الجسدي المتألق، فإن النقاد والمخرجين يعتبرون أن المونودراما لا تحتمل أنصاف الممثلين، فإما أن يكون الممثل بارعا ومميزا أو أن العرض يصبح مهددا بالفشل والسقوط في دائرة الرتابة والجمود.
بهذا الوعي القائم على إدراك صعوبة الممارسة المونودرامية، والثقة في قدرات وإمكانيات ممثلي الفرقة في التشخيص والأداء والإبداع انخرطت نزهة عبروق وفرقتها في إنتاج مجموعة من الأعمال المونودرامية أهمها "السبعيام" اقتباس وتشخيص الممثلة سكينة عبروق، وإخراج نعمان الهليلي، ومسرحية "حكاية امرأة عادية" تأليف وإخراج سعيد غزالة. غير أن نزهة عبروق وإن أتبثت نجاح التجربة الإبداعية لفرقتها، فإنها بصمت على حضور شخصي قوي، وإمكانات ذاتية باهرة من خلال دورها الناجح في مونودراما "كلام الجوف" حيث لفتت أنظار النقاد، وأبهرت جمهور المتلقين بحضورها المتالق في هذه المسرحية، وإمكانياتها التشخيصية، ومواهبها في الأداء، مما بوأها مرتبة سيدة الركح بامتياز، فقد تمكنت بحرفية واقتدار أن تتسيد الركح بإمكانيات هائلة، وقدرات على الابتكار والحضور والتشخيص، الذي منح للمسرحية جاذبيتها وبلاغتها وجماليتها وتأثيرها القوي على المتلقين والنقاد، وبوأها مكانة متميزة في الريبرتوار المسرحي المغربي.
بيد أن نزهة عبروق وإن كانت ممثلة مسرحية متمكنة من صنعتها الفنية، تمتلك موهبة وحسا احترافيا في مجال المسرح، فإنها، بالمقابل، تؤسس بثبات ونضج لمسار مواز على صعيد التمثيل السينمائي والتلفزي. فقد اقتحمت عوالم السينما والتلفزيون، وشاركت في الفيلم السينمائي "بيل أو فاص" للمخرج حميد زيان، وفي مجموعة من الأفلام التلفزيونية والمسلسلات مثل فيلم "باب التوبة" لمصطفى فاكر، و""الرقاص" و "بيت من زجاج" للمخرج عز العرب العلوي، و"ضايعين في أكادير" للمخرج ياسين فنان، ومسلسل "شوك السدرة" للمخرج شفيق السحيمي، والمسلسل التاريخي "المرابطون" للمخرج ناجي طعمة، و"ملوك الطوائف" للمخرج حاتم علي... وغير ذلك من الأعمال السينمائية والتلفزية.
وهي بذلك تجسد نموذج الممثلة الشاملة التي تمرست على الخشبة، وأدركت أسرار الصنعة المسرحية وأتقنت التمثيل في مجال السينما والتلفزيون، لكنها تحتفظ بقدر كبير من التواضع والرغبة في مزيد من الارتقاء والتعلم في مهنة عصية على التملك، ولا تقبل مطلقا الإدعاء بالاكتمال، ويعود هذا التواضع الذي يلازم الفنانة نزهة عبروق لامتلاكها حسا احترافيا وأخلاقيا راقيا، فهي ممثلة بحمولة ثقافية عميقة ورصيد ثقافي وجمالي غني، لكنها بحس إنساني وأخلاقي أغنى، مما يجعلها مؤهلة لمزيد من الصعود في مدارج الفن ومنعرجاته ببهاء الممثلة، وجمالية الفنانة، ونبل الإنسانة، وتواضع المثقفة. فتحية لهذه الممثلة المقتدرة ومزيدا من التألق والعطاء.

*ناقد وباحث من المغرب

الخميس، 1 يوليو 2021

إبراهيم الهنائي: المسرح فـي المغرب يعاني من أزمة النص وأكثر

مجلة الفنون المسرحية


إبراهيم الهنائي: المسرح فـي المغرب يعاني من أزمة النص وأكثر

■■ حاوره ــ وحيد تاجا:

المسرح في المغرب (أزمة النص)، (مسرح المونودراما)، (الغرائبية في المسرح) .. هذه النقاط شكلت أهم المحاور في لقائنا مع المخرج والكاتب المسرحي المغري إبراهيم الهنائي. ويعتبر إبراهيم الهنائي من أهم الكتاب والمخرجين المسرحيين في المغرب، صدر له 8 مسرحيات منها 4 باللغة الفرنسية وقام بإخراج 15 مسرحية فضلا عن كتابته سيناريو وإخراج 3 أفلام سينمائية. ■■

✱ لماذا اشتهر المسرح المغربي بالتجريب ؟
✱✱ يكاد يكون من نافلة القول بأن التجريب يدخل عموما في العملية الإبداعية التي تخنقها المسارات المستهلكة،العملية الإبداعية في حد ذاتها تجريب وبحث عن الجديد، ليس من باب التجديد في حذ ذاته وإنما للحيوية التي يضمنها التجريب (المدروس)، فالكاتب المسرحي لا يحاول استنساخ أعماله السابقة وإلا فلن يتطور، مما لا جدال فيه أن هناك بعض الثوابت التي تجعل كتابات بيكيت تختلف عن أعمال شيكسبير لكن تبقى الكتابة، وبالتالي الإبداع، إبحار نحو آفاق جديدة، يفر نحو الغامض والمجهول، ألا يشكل اشتغالنا أحيانا على عمل ما في العمق محاولة لفهمه ؟. فالإبداع تحكمه جدلية المعروف الغامض، واشتغالنا على عمل ما يظهر لنا جليا خلال الاشتغال أننا كنا نجرب طرائق لمحاولة كشف أسرار العمل الذي نحن بصدد إنجازه ، فلو كنا نحيط بكل مكنوناته ما اشتغلنا عليه ، وهنا يأخذ التجريب مشروعيته، ثم إن تسمية التجريب في حذ ذاتها تكاد تكون قدحية بحيث قد يفهم منها التماس أعذار لفشل محتمل. لهذا قد يأخذ البعض التجريب كدفاع مسبق مع أنه ظاهرة صحية -تكاد تكون ملازمة- في المشوار الفني.
✱ هل صحيح أن بروز مسرح المونودراما تعبير عن أزمة نص…؟
✱✱ أرى أن أزمة النص أزمة مفتعلة فهي عند البعض ذريعة لكي يتم الاشتغال على متن أخرى لم تكتب للمسرح بالأساس ، اشتغال له مشروعيته الكاملة ، فلولا هذه الجرأة في الاشتغال لما استمتعنا بعروض رائعة أرضيتها نصوص لم تكتب للمسرح،على سبيل المثال لا الحصر مسرحية (الطاعون) لألبير كامو ومسرحية (سفر في نهاية الليل) للروائي سيلين اللتين اشتغل عليهما كمونودراما وبكل نجاح الممثل الفرنسي فابريس لوكيني ، (ملحمة جلجامش) التي أمتعنا بها سعدي يونس متن مسرحي بالأساس،هل المقامات ورسائل الإمتاع والمؤانسة التي اشتغل عليهما الراحل المبدع الطيب الصديقي نصوص كتبت للمسرح؟.
وأضاف : هناك سؤال آخر يطرح عندما نتناول مثل هذه المتن ما هو النص المسرحي ؟ هل هي النصوص التي بالضرورة تنحو في كتابتها منحى نصوص موليير وشكسبير وصوفوكليس ؟ هناك تطور كبير للكتابة المسرحية يجعل من مقولة (أزمة النص) مقولة متجاوزة، عن اشتغالي على مونودراما لم تكن تحكمه أزمة نص أم النظر إلى تكلفة العرض بقدر ما كان يحكمه عشق وانجذاب منذ القراءة الأولى لهذه النصوص، هناك علاقة تنشأ بين المخرج وبعض النصوص تفتح أمامك فضاءات جمالية وتسمح لك اختيارات قراءات فكرية تدفع بك للاشتغال منذ قراءاتك الأولى لعمل ما.
✱ هناك من يدعو إلى نسف النص المسرحي…؟
** الحديث عن نسف النص المسرحي يحيل على التساؤل: أي نص مسرحي؟ هل هو النص المسرحي الملتزم بقواعد النص الكلاسيكي؟ هل هو الكتابات الجديدة للمسرح والتي تفجر الحدود الأزلية للنص المسرحي؟ هل ننسف نصوصا مثل نص مسرحية (أنتيغونا) في هذا الزمن الذي منع دفن أموات أبرياء ذاب رفاتهم في المقابر الجماعية؟ هل ننسف نص بيكيت الذي ننتظر من خلاله غودو الذي ربما قد يأتي لكي لا يأتي ونحن نعيش الوعود الغوداوية لمسؤولين احترفوا المراوغة؟ هل مات البحث عن حبة الخلود وبالتالي هل ماتت (ملحمة جلجامش)؟ هل ننسف النص الذي سافر بها بين صفحاته قرونا عديدة بحثا عن خلود آخر؟ خلود الروائع الإبداعية. تبقى النصوص الخالدة خالدة صامدة أمام معاول الهدم ، تبقى مفتوحة للقراءات المتعددة ، تبقى جنبا لجنب مع تجارب لا تعطي النص نفس الفسحة في مكونات العرض ، وهذا الجميل في المسرح حيث ليس هناك مسرح بصيغة الفرد بل مسارح.
✱ تميل في اعمالك المسرحية الى أجواء غرائبية ؟
✱✱ الغرائبية مبعث للتساؤل والتساؤل مؤشر صحي للتلقي وهي صيغة اشتغال ضمن اشتغالات أخرى ليس إلا وهناك بعض النصوص تسمح أكثر بمثل هذه الاشتغالات عندما اشتغلت على مسرحية (فاطما) اعتمدت سينوغرافيا (شبه واقعية) أما في مونودراما (باي باي جيلو) فارتأيت تأثيث النص بأشرعة بيضاء كتبت عليها بالخط العربي مقاطع من مؤلف النفري (المواقف) كان استدعاء هذه الأشرعة البيضاء إحالة على أن الشخصية ترفض هويتها الأصل عبر رفضها لاسم (الجيلالي) لتبحر بحثا عن هوية غربية باختيارها اسم (جيلو).
من هنا فاستدعاء عناصر غرائبية تحكمها طبيعة النص والرؤية الإخراجية وليست مطلبا ثابتا وملحاحا، الغرائبية ليست هدفا في حد ذاته حيث يمكن أن تسيء إلى العرض بدل إغنائه إذا لم توظف في مكانها ، الغرائبية ليست إبهارا حيث الإبهار لا يتجاوز الرؤية اللحظية حيث ينمحي سريعا مع إسدال الستارة.
✱ كيف ترى تناول النقد المسرحي لأعمالك.. هل استفدت منه …؟
✱✱ لم أستفد منه الكثير وذلك لندرته ولكن استفدت من الناقد المجهول (الرائع ) الكبير الجمهور، لا أجعل من المتابعة النقدية لأعمالي عقدة لا سيما والكل يعلم كيف يتحرك أغلب النقاد المنتقدين، هذا لا يخفي وجودا متميزا لنقاد حقيقيين والذين سيبقون قدوة، نقاد يتناولون الأعمال بالدراسة.
____________________
المصدر : الوطن 

الجمعة، 14 مايو 2021

أي نقاش مناسب لليوم الوطني للمسرح ؟ / نـجيب طـلال

مجلة الفنون المسرحية



أي نقاش مناسب لليوم الوطني للمسرح ؟  / نـجيب طـلال

على التوالي؛ ينعـدم الاحتفال باليوم الوطني للمسرح ( 14مايو) بحكم إسدال الستار على القاعات والمسارح ؛ وبحكم الإغلاق الشامل لأبوابها التي ربما تغير أو سيتغير طلاؤها نتيجة الظروف الاستثنائية جدا جراء الوباء [الكوفيدي 19 ] الذي طبعا تسبب في شل جميع القطاعات على المستوى العالمي وليس المسرح وحده ؟ وإن كان في واقع الأمر ؛ لم يكن هنالك احتفال حقيقي وعملي قبل الجائحة ؛ بقـدر ما كانت هناك قبل الوباء ، بعض الومضات و الرشات هنا وهناك ؛ ورغم ذلك سيظل اليوم الوطني للمسرح، يوما له قدسيته و محتفظا بقيمته الرمزية . 
لكن ما حدانا لتجديد - قول -  قيل في  صيغ مختلفة أعقاب هـذا اليوم ؛ تلك النعرة والغيرة الدفينة في أعماقنا؛ وما نراه خلال ما أفرزته الجائحة من ظواهر سلبية وقاتلة في المشهد الفني والإبداعي ؛ وبالتالي قولنا نلقيه على كل الفنانين المهووسين حقيقة باللذة السيزيفية؛ وإن أمست قلة قليلة؛ هَـذا لا يعـدم أن يتم القول؛ وإن كانت والبقية تهرول نحو الأموال؛ ولا يهمها غير ذلك ؛ ومعطيات الجائحة في أوج هجومها على العالم ؛ قدمت لنا صورة مجسدة على الفنان؛ كيف يفكر ؟ وكيف يتضامن؟ وكيف ينظر للعالم ؟ وماهي فلسفته ؟ وهذا ناتج عن التحولات التي عرفها المشهد الفني والإبداعي؛ وساهمت فيه عوامل متعَـددة أبرزها الوضع الوبائي؛ بحيث لم يتوحَـد صف الفنانين للبحث عن سبل الإنتعاشة الفنية ؛ عبر وسائل التواصل الإجتماعي ؛ بل كان الهم الوحيد عند الأغلب الأعَـم ! التفكير في لقمة عيش كيف ينالها ؟ هـذا حَـق مشروع ؛ ولكن على أسس عملية وفـعلية ؛ بحيث ما أهَـمية الشركات والتعاونيات والفرق التي تتهافت على الدعـم وينخرط فيها الفنان من أجل دريهمات الدعْـم ؟ وما أهمية بطاقة ( الفنان) ؟ وما أهمية تعدد النقابات المهنية ؟ وما أهمية الغرف المهنية ؟ وهناك أصوات متعددة من رجالات الفن والفرجة ارتفعت وصرخت تجاه ما تعانيه من الحاجة والعطالة، وقلة الحيلة ؛ بحيث في ظل الجائحة لم تطالب إلا بتوفير المصروف اليومي لنفسها ولعيالها؛ مقابل هذا نجد شلة أو شرذمة  تستفيد من الإنتاج التلفزي ؛ في ظل ( الجائحة) !!  ولا يقف الحد هاهنا بل يلاحظ بالملموس والمكشوف ؛ نوع من الاستحواذ والهيمنة ( أي) نجد  ممثلا ( ما ) يشخص في عدة مسلسلات  كما ورد في شهر الصيام المبارك؛ هل من حقه أم لا ؟ ففي سياق النقد الفني؛ لو كان ذاك الممثل تنوع ظهوره وتغيرت ملامحه وهيئته طبقا للشخصية التي يلبسها؛ والتي أسندت له من لدن ( المخرج/ المنتج) فمن حقه . لكن حينما نجده بلباسه وشعره ولكـْنته وحركاته هنا وهناك ؛ ولا يضيف شيئا لظهوره الفني ؛ فالمسألة تناقش؛ فمن سيناقشها ؟ أليس اليوم الوطني فرصة سانحة للتعبير عما يختلج الفنانين من هموم ومعاناة ؛ ومن حيف وإقصاء ... طبعا الظرفية لا تسمح ؛ لكن وسائل التواصل الإجتماعي سند أساس للتحاور والتشاور الهادف للدفاع عن مهنيي الفنون الدرامية بكل مشاربها ومواقفها؛ شريطة البوح الصادق في حدود المعقول خدمة للفن والفنانين ؛ وذلك لملامسة  ووضع اليد على مكامن الخلل، نحو استشراف فعال لممارسة إبداعية حقيقية، وليست مزيفة !
فلماذا لم تستطع أي نقابة مهنية/ فنية ؛ لحد الآن أن تنشئ موقـعا إلكترونيا؛ واسع الانتشار. لخلق كوة عملية للتواصل الفعال بين الفنانين والمنخرطين والمريدين؟ إذ المثير نتكلم ونصهلل عن المسرح أكثر من ممارسته والبحث عن سبل إنعاشه فعليا وانتعاشة ممارسيه تقنيين وفنيين ومشخصين؛ وليست هنالك بادرة لإنشاء موقع مسرحي فعال ونشيط بشكل مستمر وتحييني؛ وإن كان الواقع الرقمي سيفرضه على المسرح عاجلا أم آجـلا . أليست بعض النقابات المهنية ( عندنا) لها اتفاقيات مع الهيئة العربية للمسرح ؟ وكيف يمكن أن يوثق من تطاولوا على التوثيق المسرحي؛ حسب لجنة التوثيق التي أنشأتها (الهيئة) ؟ هنا لن ندخل في حسابنا (موقعين إلكترونيين للمسرح ) لأسباب من داخل الموقعين(؟؟) وهذا نقاش آخــر. لا حاجة لنا به؛ من قريب أو بعيد؛ بل أثرته ( فقط)؛ حتى لا يعتقد القارئ المفترض؛ أنني أمارس الإقصاء ؛ أو نملك نوايا مبيته تجاههما .
وبالتالي فما دورنا إن لم نبحث عن طرق عملية للخروج من الأزمة؛ أليست لدينا القدرة على تفعيل قنوات التواصل الإجتماعية؛ كما فعلت عدة دول عربية ؛ كما أشرنا إليها في مواضيع مختلفة ؛ وللتذكير أثرنا قضية العروض المسرحية بدون جمهور التي أبدعتها وفرضتها وزارة الثقافة والشباب على ( المدعمين)؛ من أجل النقاش وتبادل الرأي والقضية؛ فالعجيب لا أحد ممن يتكلمون عن المسرح باستسهال مفرط في الموائد المستطيلة والمربعة ؛ بادر للنقاش؛ فليس الموضوع فيه عملية اللامبالاة؛ أو كما يقال ( عـدم رمي الملح على الطعام) بل المسألة وما فيها وفيها أن الأغلبية من المسرحيين لايقرأون ؛ والذين يقرأون يتهربون من المواجهة؛ لآنهم يستفيدون من الوضع كيفما كانت تقلباته ؛ ولهذا السبب سيظل مسرحنا أو إبداعنا ينهار وسينهار للحضيض؛ وها نحن أمام إبداع التفاهة ؛ والأغلب الأعم من المواطنين ؛ صرحوا بذلك بمصطلح( الحموضة) أليس هذا الاتهام يمس كل الفنانين؟ ألا يمس الجسد الفني برمته؟ رغم أن هنالك بعض من حاول شراء أصوات للتعبير عن الاستثناء في الكوميديا؛ حتى أنه وقع تهجم عبر ( الفيديوهات) على من أدلى برأيه وتصوراته تجاه إحدى ( السيكومات) وهناك فنانين كانوا مقصيين لأسباب ( خاصة) أشادوا بالكوميديا وأطنبوا مدحا وشكرا لإتاحة لهم الفرصة كمشاركين فيها ( أليس هذا استهتار بقيمة ذات الفنان) حينما يتم تناوب أقداح المدح ؟؟  ولاسيما أننا نلاحظ هاته السنة تحديدا؛ غياب يوتوبات ( فيديوها) تشرح أخطاء المسلسلات وتفاهتها ؟ هنا لنتفق ف[ التفاهة] بدورها إيديولوجيا؛ هل ننخرط فيها جميعا ونؤمن بها ؛ كما كان الإيمان في عقود خلت الفن للفن ؛ وإن كان أي فعل كيفما كان نوعه وشكله؛ هو أساسا ( مؤدلج) بقصد أو دونه . أثرت ( مسألة التفاهة) كموضوع للنقاش؛ لتلافي الاصطدامات والمشاحنات بين الفنانين أنفسهم والفنانين والجمهور؟ ولنؤمن فيما بعد أن ( التفاهة) تيار فني له رواده وعشاقه ! ففي هذا اليوم الوطني أليس مناسبة أكيدة لنقاش مثل هاته القضايا بروح عالية؛ وتقبل الرأي الآخر بأريحية وبدون التشنجات أو تعصب ؛ يزج بنا في صراعات خفية بين الإفراد؛ لأننا مقبلين عن فرجة رقمية طواعية أو قسرا؛ وما تقديم عروض مسرحية بدون جمهور؛ ماهي إلا عتبة أكيدة لما يسمى – [ الهايبر دراما/ Drama hyper ] –  أوالدراما الترابطية. كما هي عند. ( تشارلز ديمر/ Charles deemer)ونلاحظ أن هنالك بوادر رائدة يقوم بها بعض الشباب بحماسة  عبر الوسائط الإجتماعية؛ وهناك بعض الفنانين المرموقين اقتحموا هذا العالم بأفلامهم ومسلسلاتهم ومنولوجاتهم ؛والمتتبع للشأن الإبداعي عن كتب وليس عن السماع ؛ سيعرف عمن أتحدث. لأن هيمنة تكنولوجيات الاتصال الحديثة فرضت نفسها بغير رجعة ؛ وإن حاول المسرح فرض سحره وجاذبيته وجانبه الحميمي ؛ فلم يعد له جمهور كما كان في عقود خلت؛ لأسباب متعددة ومعقدة جدا. لأن الغلبة ستكون الآن للمسرح الشبكي/ الرقمي/ التفاعلي/ هنا لست متحمسا لذلك ولا منظرا له ؛ بل طبيعة المواكبة التكنولوجية تفرض نفسها ؛ ومن خلالها نطرح الموضوع للنقاش العام ؛ وليس في الكواليس. ولندلي بمثال شاهده الجميع وتعايش معه ؛ عبر الهواتف الذكية ؛ أو اللوحة الإلكترونية . فأغلب أفلام [ شارلي شابلين ] اقتحمت الفضاء الأزرق واليوتوبات، وحققت تفاعلا روحيا غريبا؛ مبدؤه التمعن في طروحات ( شارلي) وأفكاره الجمالية ؛ والاستمتاع بحركاته وأحداث الشريط؛ وآخره الضحك من الإعماق على درامية الصورة  ; ومؤخرا اقتحمتنا الكاميرا الخفية juste Gags) ) واخترفت الفايس بوك . بكل وثوقية ومهنية؛ كما كنا نشاهدها تلفزيا . فمن سمح لها بذلك ؟ أليست الشركة المنتجة هي التي وضعت ملفها وفتحت حسابا لذلك؟ هنا المنتوج الإبداعي والفني يبحث عن تسويق وانتشار بصيغ أخرى؛ وتلك عتبة الاكتساح الرقمي  التي فرضتها تصورات العولمة والكوننة؛ فهل مسرحيونا لهم الجرأة والشجاعة للانخراط في عوالم الشبكة العنكبوتية بكل وثوقية ؟ هنا نعيد السؤال:  أي نقاش مناسب لليوم الوطني للمسرح من أجل  استمرار التعطش للفرجة الحية؛ رغم اكتساح الرقمي في حياتنا اليومية ؛ وفي إبداعنا؟

السبت، 27 فبراير 2021

نحن المسرح /نجيب طلال

مجلة الفنون المسرحية


نحن المسرح /  نجيب طلال

كورونا ذاك  الفیروس  عبر امتداده ؛ وتوغله عبر أرجاء الكون ؛ حتى أمسى "ُمكوننا " ممالاح في الأفق ظهور سلالته ( الآن) ولربما سیظهر أحفاده في الشهور المقبلة ؛ ومن یدري ؟ ولكن
الذي ندریه جیدا أنه أفرز مفارقات غریبة وعجیبة في حیاتنا الیومیة ؛ وخاصة لدى الفنانین والمبدعین
بحیث علت بعض الأصوات في بدایة الآمر، في عریضة یتم توقیعها من طرف ( بعض) الفنانین
واستعملت ( الفایس بوك) كوسیلة للتواصل ...تطالب بفتح القاعات السینمائیة والمسارح وإعادة
الحیاة إلى هذه المؤسسات ولتفادي مضاعفة متاعب هذه الفئة، ولا سیما الذین لا یتوفرون على مدخول
آخر.؟ بحیث مر أسبوع على تلك البلبلة التي لم ینخرط فیها العدید من المسرحیین ؛ مقارنة بالتفاعل
النسبي مع العریضة الإلكترونیة الذي تقدم به أحد ( نقاد السینما ) للمطالبة بفتح القاعات السینمائیة
والسماح باستئناف الأنشطة الثقافیة؟ مقابل هذا فالوزارة الوصیة التزمت الصمت ! ولم تشر ولو
إشارة من باب إستراتیجیة التسویف ! مما التزم الكل الصمت وانعدم مفعول العریضتین ؛ لكن
الملاحظ عندي ، أن الذین طرحوا ( العریضة) موظفین لهم رقم تأجیر؛ ولم تصبهم الضائقة المالیة
؛ هنا لما ذا لم تطرح النقابات الفنیة ( عرائضها) بدل ( الفیدرالیة) التي لیست ( نقابة )
وبدل تدوینات بعضهم؛ والذین لم تصبهم كذلك لفحات الوضعیة المزریة التي یعیشها بعض الفنانین
والمهنّیین عموما، ولاسیما الرواد الذین لم یفكروا في اكتناز ( المال ) وإنشاء مشاریع خارجة عن
التصنیف ( الذاتي) ؟ هنا یتبین لنا بأننا نحن المسرح ؛ بمعنى : أننا نمارسه خارج طبیعته
ومنظوماته وضوابطه [ لنكن صرحاء مع أنفسنا ] لأننا نحتاج ( الآن) لأشخاص یقولون بثبات
ویتفوهون بلا تراجع ( كلمة صدق) خالصة . وهنا الأمر لیس عنتریة أومباهاة أوحُبا للتصدر
والتمظهر ، بل المسألة تندرج في سیاق جرأة نفسّیة، وقَّوة داخلّیة، یدفعك إیمانُك الشامخ لكي تقولها،
بكل وإباء، ورسوخٍ : بأن المسرح المغربي؛ بكثرة المناورات والخلفیات ذات البعد ( الذاتي/
المصلحي) والتلاعب بالأقنعة وممارسة المزایدات ؛ وانتظار لحظات الهجوم ،أمسى أكثر تخلفا مما
كان؛ وانزلق في وضع غیر طبیعي وحقیقي ، وضع یعكس بؤس الخیال عند جل المسرحیین ؛ فلماذا لم
يبادرالفنانون الذین صرَّحوا وَصرَخوا (( لا ، لاستمراریة إغلاق المسارح ، ودور السینما،
وقاعات العروض الفنیة، أفتحوها سنموت اختناقا )) للبحث عن بدائل لممارسة أنشطتهم؟ ألیست
هنالك الوسائط الاجتماعیة ؟ ألیس هناك مسرح الشارع ؟ أین هي تلك [الجمعیات = تعاونیات/
وكالة/ التي تتهافت عن الدعم ، فلماذا لم تبادر بتقدیم عروض مسرحیة عبر ( الافتراضي /
مع الظرفیة الوبائیة الراهنة، لضمان نسبة التواصل مع الجمهور والحضور
أونلاین وذلك تماشیا الثابت في المشهد ، باعتباره ( الآن) بدیل عن الوضعیة التي أنتجها (الفیروس) فارضا
بانتشاره إیقاعا مختلفا في مختلف القطاعات، ومنطوقا جدیدا للتوازنات الاقتصادیة والاجتماعیة
والثقافیة في العالم كله. وفي نفس الوقت ؛ فالمسرح الوسائطي/ الافتراضي یعتبر متنفسا ضد
الخواء النفسي والروحي،الذي یعیشه الممثلون كما ( یدعون) علما أن الاختناق یؤدي لا محالة
للموت ؛ ولحد الیوم لم یمت أحد من ( الفراغ) ! فالذي یكره الفراغ ، فبطبیعة دوره یبحث عن
بدائل لتبدید ذاك الفراغ ؛ ولكي لا یعیش مختنقا ولو ( رمزیا ) ؟ فالتكنولوجیا مهما اختلفنا ستبقى

هي البدیل والخیار الأبرز بالنسبة لمختلف مجالات العمل والإنتاج، بما في ذلك الفنون التي تأثرت أكثر
من غیرها بسبب الجائحة. وفي هذا السیاق قد یكون المسرح المغربي الیوم كائنا بلا معنى لأنه
معذور في تخلفه وتخلف أغلب فنانیه ومبدعیه عن الركب الوسائطي والتكنولوجي ! إلى جانب شبه
غیاب للخبرة والدربة والكفاءة التي یتطلبها التعامل مع الشبكة العنكبوتیة – انترنیت - وبالتالي عبر
هذا العطب ، كیف یمكن للمسرح أن یبرز العاهات والأعْـطاب وأن یقدم على الأقل تصورا ( ما )
لواقع اجتماعي وسیاسي آخر وهو معطوب ""مـ ْن وفـي"" مكوناته؟
فلماذا بعض المبدعین والفنانین في أقطار عربیة كلبنان و مصر والعراق رغم الاضطرابات
الاجتماعیة والفوضى السیاسیة والتفجیرات التي تعیشها بشكل مروع ومؤسف في كل لحظة ؛ أقدموا
على إنجاز عروض ومهرجانات افتراضیة نالت استحسانا وعددا هائلا من المتتبعین ؛ رغم بعض
الاعتراضات والمعارضات تجاه " افتراضي" كبدیل عن اللقاء الحي والمباشر بالجمهور[ مثلا]
مهرجان ( میسان ) المسرحي الدولي للمونودراما وتم إهداؤه للراحل المسرحي العراقي[[ سامي
عبد الحمید]] ( أو) الدورة (1 (لمهرجان مسرح الدمى بمدینة البصرة (العراق) والدورة
(27 (لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجریبي( مصر) ناهینا عن العروض المستقلة عن
المهرجانات التي وظفت عروضها - أونلاین – فهناك ( مثلا) العرض الافتراضي
"'همسات'" و الذي یعالج الواقع اللبناني من خلال نخبة من الممثلین البارزین ....
طبعا لا وجود لقیاس مع وجود الفارق ففي ربوع أوربا وروسیا فالمسارح مغلقة ، لكن العروض
مستمرة كتجربة المسرح الألماني رقمیا ، إما من خلال البث المباشر أو تسجیلات عبر الفیدیو
.لأعمال مسرحیة سبق عرضها على خشبات المسارح،؛ ومنهم من أعاد إنتاجاته بصیغة الملائمة مع
الإنترنت كمسرح شكسبیر ( بریطانیا ) لكي یبقى الفعل المسرحي والإبداعي أكثر تعبیرا عن الحیاة
والحیویة، وله وجود حقیقي ولیس بالقوة جوانیة المعنى الحقیقي للوجود.
وهنا أتساءل؛ ولا أطعن في أحد بین عیني أو نتیجة حسابات شخصیة ( قاتلة) ؛ بل أجس جزء من
كینونتي؛ وأشخص واقعا مسرحیا كما أراه مریضا ؛ ولقد كشف مرضه ( كوفید 19 (وبالتالي أین
هؤلاء المسرحیین المغاربة الذین ینظرون في النقد وفي فنون الفرجة ؛ وتقدیم أفق مسرح الشارع
ومدى أهمیته . فهل ( كورونا ) قزمت شطحاتهم وخرجاتهم الإعلامیة والندواتیة ؛ بأهمیة فنون
الشارع ؟ أم أنهم لن یستفیدوا لیس هنالك من ( أموال) طائشة ومن الجهات التي ( كانوا) ینطون
ویناورون حولها وعلیها وبالتالي یسامون أنفسهم بالت ْسعیرة (حضور) هم !! إلیها كأنهم
سمسارة لبیع الملابس القدیمة ! ألیس الآن وفي هاته الظروف لمسرح ( الشارع) أهمیته ؟
مادامت القاعات رغم قلتها مغلقة ؛ فهل المطالبة به والدفاع عنه سیخرق البروتوكولات الصحیة ؟
أم أنه سیكون جرابا فارغ الزاد للمتهافتین؟ لأن هناك في بلادنا ((فیدرالیة لفنون الشارع )) تتشكل
من عناصر ومواهب شابة. قدمت عروضها من سكناهم في إطار مبادرة ”شارع الحجر" ولا أحد
تكلم عنهم أو قدم ورقة نقدیة لیس من فئة ( 200 درهما) بل ورقة تحلیلیة / معرفیة ، بفنون
الفرجة .عبر المنابر والصحف الورقیة أو الالكترونیة ؟ وإذا عدنا قلیلا لسمة 2019 لم نجد فنانا
ق على اعتقال أحد الفنانین الشباب لمسرح الشارع ( بدر معتز)
َّ
ولا فرجویا ولا ناقدا أدان أو عل
رفقة مجموعة من الفنانین الشباب الذین واجهوا سلطة المنع لنشاطهم . لكن كانت السلطة في الأخیرة
رحیمة بإطلاق سراحهم، وإحداث میثاق أخلاقي لممارسة فن الشارع ، بكل حریة وبشكل قانوني لكل
الفنانین الذین لم یجدوا الفرصة لتقدیم أنفسهم أمام الجمهور وفي المسارح.. والتي وافقت عليه ولایة
مدینة – الدار البیضاء .

مقابل هذا وفي عز الوضعیة الحرجة التي عرفتها وتعرفها الأسر والعائلات المغربیة جراء الحجر
الصحي وانتشار فیروس ( كورونا/ كوفید19 (نجد النقابات الفنیة ترفع دعوى قضائیة ضد حریة
التعبیر التي مارسها الناشط الفایسبوكي [محمد تغرة] المعروف ب ( حمزة الحزین) الذي أدى ضریبة
سجنیة على تموقفه ورأیه في الفن والفنانین؛ تراوحت إلى شهرین ونصف( استئنافيا) بحیث اعتبرت
شكاية (الفنانین) تصریحات( الناشط) (هي) حملة تحریضیة ضدهم ، بسبب مطالبتهم بالاستفادة من
دعم صندوق تدبیر جائحة كورونا كغیرهم من المواطنین الذین تعرض قوتهم الیومي للضرر من قرار
الحجر الصحي. هنا من أساء للقطاع الفني الذي یرنو للجمال وحریة القول؟ ومن أساء حقیقة للفنانین
الذین یعتبرون أنفسهم لسان حال الناس والعباد؟
مدعاة كل هذا ؛ أن المسرح في طبیعة انوجاده بريء من عدة مسلكیات وسلوكات ؛ ومن فدلكات
وخرجات وتمویهات وتهافتا صارخا وتلوینات حربائية...أمست دخیلة في الجسد المسرحي؛ بشكل
علني وفاضح. مما أفقدته قیمته الإبداعیة والامتاعیة ونسفت بالكاد وروحانیته ؛ كروح فاعلة في
كینونة الوجود الإنساني؛ لأن رهان وجود المسرح عندنا بالمساومة المادیة ؛ ولیس بالعشق ونبل
التضحیة والكبریاء كسابق عهده ؛ بحیث الإشكالیة ذات تبعات الدعم المسرحي الذي خلفه ، فلو قدمت
وزارة الثقافة( فرضا) مشروع دعم ( استثنائي) وبناء على دفتر التحملات نحو مسرح
افتراضي / وسائطي/ سبیرنطیقي؛ لوجدنا جیشا من المسرحیین یتهافتون ویهرولون بشتى الطرق
والمسالك للوصول حول الغنیمة ؛لأننا في الأصل أصبحنا ( نحن) المسرح ولیس المسرح ب
(النحن) عبر اجتهاداتنا وتضحیاتنا ونكران الذات؛ والبحث عن بدائل ومكتسبات نبیلة ومقبولة ؛ بها
یكون ویزداد إشعاعا وإشراقا!! ومن له رأي آخر فلیدلي به .....

الأربعاء، 24 فبراير 2021

صور الفرجة الشعبية في فن «اعبيدات الرمى» في المغرب

مجلة الفنون المسرحية
 

صور الفرجة الشعبية في فن «اعبيدات الرمى» في المغرب

 عز الدين المعتصم

يجسد فن اعبيدات الرمى تنظيما اجتماعيا وثقافيا متجانسا، يحضر داخله البناء القَبَلي في تفاعله مع مختلف الحاجات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للقبيلة، لكونه يرتبط ارتباطا وثيقا بالعادات والأعراف الزراعية والرعوية الضاربة جذورها في القدم.
وتتشكل مجموعة اعبيدات الرمى في العادة من صغار الفلاحين والعمال الزراعيين والرعاة، وغيرهم من هُواة خَرْجَات الصيد ومباهج التجول في الغابة وراء موكب القناصة والرماة. وعندما تجمعهم المناسبات ومواسم الأولياء يتحولون من تلقاء أنفسهم إلى فنانين شعبيين، يتغنون بأحوال ومقامات الأولياء والصالحين، ويطَعمُون فرجاتهم ببعض المرتجلات والنوادر الهزلية التي يتطرقون فيها إلى مواضيع بسيطة، يستمدونها من صميم حياتهم اليومية وواقعهم المعاش، من قبيل مكائد الزواج والصراع التقليدي بين البدوي والمَدَني والنزاعات المألوفة لديهم حول الحدود وأماكن الرعي وبيع وشراء الدواب، وما ينجم عن ذلك من دسائس ومقالب.

اعبيدات الرمى: النشأة والتسمية

يرجع ظهور اعبيدات الرمى إلى القرن الحادي عشر الميلادي، إذ أسهمت طبيعة المجال الغابوي في بروزهم، حيث كانوا يرافقون السادة في النزهات والصيد، وقد يدعى لحضور فرجتهم أعيان القبائل والوجهاء وبعض رجال المخزن، وأحيانا بعض المعمرين ممن تستهويهم الفُرْجَات الشعبية، فضلا عن عامة الناس الذين يقطعون المسافات الطويلة لمشاهدة هذه العروض الرائعة من التمثيل والغناء والرقص، وكل ما يخرجهم من رتابة العمل المُضني في الحقول والعزائب، ليتوجهوا بعد ذلك إلى الأسواق والقرى، ومواسم الأضرحة، قصد العمل على إحياء احتفال دوري وموسمي في القبائل، يدوم أياما تزخر كلها بأنواع التسلية ترويحا عن النفس.
ويرى عامة الناس أن اعبيدات الرمى من الدراويش المتصوفة، الذين يجب على الناس احترامهم وذكرهم بالخير حتى لا يلحقهم أذاهم، وتنطلق هذه الفكرة من المكانة التي يتخذها شيخ «الرمى» في ذاكرتهم، فهذا الشيخ كانت له مكانة مقدسة عند القبائل، وكان يزوره الناس على رأس كل سنة، فتقام الولائم والاحتفالات على شرفه يحضرها الرجال والنساء بفرح عارم. وقد اشتقت فرقة اعبيدات الرمى من المراسيم المتعلقة بشيخ الرمى واحتفالاته بين القبائل، إذ كان لهذا الرجل عبيده؛ أي خدامه، ومنهم فنانون شعبيون يُسَلونَه في جلساته العامة والخاصة. وكان الرجل الشيخ يفرض على الناس احترام عبيده وإكرامهم. ولما مات آخر الشيوخ ظلّت هيبته في نفوس البدو، فحفظوا وصاياه، وبات لعبيده في متخيلهم المكانة ذاتها، إذ اعتقدوا أن عبيد شيوخ الرمى، بعد وفاتهم، تفرقوا واحترفوا تسلية الناس في الأسواق والساحات والتجمعات العامة. ومن هنا، استمر هذا التقدير لعبيدات الرمى.

موسم اعبيدات الرمى

تقام مواسم ومناسبات فرجة اعبيدات الرمى بشكل دوري، وفي فترات غير منتظمة تحددها السلطة، وتكون عبارة عن مَحَجات ضخمة من الناس والباعة لمدة أسبوع غالبا، وعادة ما تنظم هذه المواسم في فصل الصيف، حيث تتزامن وفترات جمع المحاصيل من لدن الفلاحين، والغلل المختلفة، فيكون الفلاحون في حاجة ماسة إلى نوع من التسلية، دفعا لرتابة العيش والمَلل، ورغبة في استعادة الحماس والنشاط المتطلبين لبداية موسم فلاحي جديد. ويتضمن الموسم فرجات مختلفة، فلكلورية ورياضية وروحية وسحرية. ويؤكد حسن بحراوي على أن تسمية اعبيدات الرمى (عبيد الرماة) تدل على أن الأمر يتعلق بجماعة من المولعين بمصاحبة الصيادين والقائمين على خدمتهم في الحل والترحال، سواء «كحَياحَة» أثناء عملية الصيد، أو كندماء ومسلين للرماة في أوقات الراحة وساعات السهر، حيث ينصرفون إلى إعداد الأطعمة والشاي، ويجهزون البنادق لاستقبال يوم جديد يقضونه في تعقب الطرائد والإيقاع بوحوش الغابة.
وقد انشقت مجموعة اعبيدات الرمى عن العرس الفني الذي كان يقام كل نهاية موسم فلاحي يستقبل فيه شيخ الرمى، حيث تبنى الخيمات وتنصب الولائم، ويسرع الناس رجالا ونساء لملاقاة هذا الشيخ المبارك، الذي يعتبر مجيئه إلى القبيلة حدثا لا يتكرر، لذلك يسهر مبدعو القبيلة وفنانوها الشعبيون على حشد مواهبهم وشحذها ثم صقلها ليتهيأ لهم تقديم مواد في مستوى الحفل، وعرض وصلات تليق بمستوى الرجل. وتكون مواد الحفل متنوعة، حيث يجتهد أهلها بغية إرضاء الرجل (شيخ الرمى) بدون الرغبة في تحقيق أهداف أحادية، ما عدا رغبتهم الملحة في أن ينالوا دعوات الشيخ وبركاته، حينما يضع بُرْدته/ سلهامه الأخضر على رؤوسهم ويشملهم به، فيشعر كل واحد منهم بالدفء حين يضع يديه على رأسه.

أما مواضيع مجموعة اعبيدات الرمى فكانت متنوعة، إذ كان المنشدون يسردون قضايا متباينة، تتعلق بما هو سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي وديني وصوفي وتاريخي.

يعد فن اعبيدات الرمى من الفرجات الأكثر شعبية في العديد من المناطق المغربية، وهو نوع من مسرح البساط الجماعي الذي يتكون من جماعة محددة من اللاعبين والمنشدين، ينحدرون من القرية أو القبيلة نفسها مثل: مجموعة « إمذيازن» ومجموعة» إنشادن» ومجموعة الطقطوقة الجبلية. وتنتشر اعبيدات الرمى، هذه الظاهرة الاحتفالية الشعبية في بلاد المغرب، وبالضبط في الحوز وعبدة والشياظمة ودكالة والشاوية وزعير وقبائل زمور.
ومن هنا تعد فرجة اعبيدات الرمى من أكثر أشكال الفرجة ذيوعا؛ لكونها ترتبط بفضاءات متعددة يرتادها الناس في كل وقت وحين، كالأسواق والمواسم والمزارات وغيرها، بل إنها كانت تدخل البيوتات والخيام، حيث كان يعمد البعض إلى استدعاء العبيدات إلى دورهم ومنازلهم لصنع جو فرجوي عائلي بعيدا عن العمومية، وبالتالي أتيح لها؛ أي فرجة اعبيدات الرمى أن تغزو الزوايا والبيوت والساحات العمومية والأسواق والمداشر. آية ذلك ما نلاحظه من مظاهر دالة على أن هذا الشكل الفرجوي ما فتئ يقدم لوحات عن الواقع الاجتماعي بقصد التوعية به مهما تكن إيجابياته وسلبياته، أو بهدف التسلية والإمتاع عبر موضوعات هزلية ساخرة، إلا أنها لا تخلو من غايات تربوية توجيهية.
والجدير بالذكر أن مجموعة اعبيدات الرمى، ظلت وفية للغة العامية (الدارجة) بشتى أصنافها تبعا لاحترام مستوى المتلقين الذين ينتمون إلى الطبقات المشكلة لقاع المجتمع، الذين يسحقهم الفقر والفاقة، وتتفشى فيهم الأمية والجهل، لذلك نقر بأن طقوس اعبيدات الرمى عند المغاربة هي أكثر من معرض فرجوي ترفيهي، وأكثر من فضاء لعبوي، بل إنها ترتبط بعامة الناس جذريا وأصليا، وتسري في دمائهم مثل طقس ديني أو اجتماعي آخر. ومن ثمة فإن الإقبال الكبير الذي تعرفه فرجة اعبيدات الرمى، يأتي من كونها توفي المتعة التي تنطلق من الواقعي واليومي والقريب من الهم الجمعي، إنها المتعة الممزوجة بهواجس الذات في علاقتها بخطوب الحياة ومصاعبها.
أما مواضيع مجموعة اعبيدات الرمى فكانت متنوعة، إذ كان المنشدون يسردون قضايا متباينة، تتعلق بما هو سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي وديني وصوفي وتاريخي؛ أي يتناولون مواضيع محلية ووطنية وقومية، مثل قضية فلسطين السليبة وموضوع الهجرة السرية ومعاناة المهاجرين، بالإضافة إلى قضايا الزواج والطلاق والفقر والجفاف. كما يتطرقون إلى مواضيع أخرى كوصف الصيد والحيوانات، ورصد مظاهر الطبيعة الحية والجامدة، والوقوف على الأطلال على غرار قصائد الشعر العربي القديم، والتغزل بالمرأة، والصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، وتناول الرثاء، وتصوير المجتمع القروي ومقارنته بالمجتمع الحضري، ما جعل حياة مجموعة اعبيدات الرمى تتجسد في إطار ما يسمى بالميتا مسرح.
وعلى هذا الأساس تهدف فرجة اعبيدات الرمى إلى إثارة فضول الجماهير واستقطاب اهتمام الحاضرين، ولهذا الغرض يزينون رؤوسهم بقلنسوات مزخرفة بأصناف الحلزون زخرفة مضحكة، ومن ورائهم يتدلى ذيل الثعلب. وقد يرتدي الواحد منهم كسوة نسائية، كما أن المشاهد بصفة عامة تتوالى فيها الأدوار التمثيلية والموسيقية بحيث يتخلل الأدوار الهزلية ضرب المقص والنقر على التعريجة والنفخ في الناي. وكانوا يختمون حفلاتهم يوم الجمعة بقراءة الفاتحة في محفل كبير، يؤدونها أمام بساط مفروش عليه برنس، ويقف حوله المقدمون والشرفاء ثم يلقون بهداياهم وعطاياهم. وبعد نهاية الفرجة يحمل اعبيدات الرمى بنادقهم ويؤمون شط النهر، حيث نصبت أهداف الرماية، فيشرعون في تصويب بنادقهم نحوها، ثم يوشحون الرامي المتفوق على عمامته.
--------------------------------------------------
المصدر : القدس العربي

الاثنين، 11 يناير 2021

الكركرات منطقة منزوعة السلاح و الفنان منزوع الهوية و الكرامة إنها المسرحوفوبيا

مجلة الفنون المسرحية


الكركرات منطقة منزوعة السلاح و الفنان منزوع الهوية و الكرامة إنها المسرحوفوبيا

منصف الإدريسي الخمليشي

المسرح, نعم, إنه المسرح, ذلك الفن الأب, هو الذي أوقفته سياسة ظالمة بين دولتين, كل المرافق و المجالات افتتحت, إلا المسرح الذي لم يعد قادرا على الانتظار أكثر, أفراخ الحشرات كبرت هناك بين مرافقه, و المسرح لم يفتح, العناكب بنت شباكه
ا و المسرح ما زال مغلق, الفئران أكلت بقايا غذاء الممثلين من خبز و بيض مسلوق و  المسارح مازالت مغلقة, المسرح و الثقافة أصبح بمثابة مدينة الأشباح أو كأنه مثلث برمودا ذلك المكان الغامض الذي تختفي فيه كل الكائنات إلا الكائنات التي لا ترى من طفيليات و جن, نعم, و هذا الأمر هو الذي يجعل مسرحنا جامد, و نظامنا الممنهج يحتقر الثقافة و يجعلها في آخر اهتماماته, لم يعد الفنان العربي على استيعاب هذا الغياب الطويل على الخشبة التي اشتاق لها و كانت ملاذه الثاني بعد دينه أو معتقده.

يحتفل العالم العربي كل سنة في شهر يناير باليوم العربي بالمسرح, لكننا في ظروف  الحجر و الحظر و الحظر و التهميش الذي يطال هذا الفن النظيف, أصبحنا في خبر كان, لأننا في هذا العالم نعيش للمسرح, ''لا يهمنا المال"

"المسرحوفوبيا" عالمنا هذا الذي أصبح فيه السكر مباحا و الدعارة حلالا, و المسرح ملعون و مغضوب عليه, بفضل سياسة هذا الوطن الظالم الذي يجعلنا نتيه في ظلمات لا مخرج منها بسبب حكوماتنا, خصوصا مغربنا الفردوسي الذي لن يرينا جنان الدنيا, المسرح طبعا هو لغتنا التي نجيد الحديث بها, تلك اللغة التي لها قواعد صعبة و سهلة, إلا أن البعض أصبح يسهلها و يقزمها فأصبح الكل يلج هذا العالم و لو هن جهل بمجرد أنه مؤثر أو "زنديق" الآنستغرام, أن تجد أحدهم لا يعرف حتى الكلام أو الوقوف و لا يعرف تقسيم الخشبة و يلج عالم الفن, "تلفزة, سينما, مسرح" إذن هذا الخلل الذي أصبح شيء عادي في نظر العامة من الناس, لم يعد رأي المتخصص و الدارس و المهتم مهما لدرجة أنك تحاور أحدهم فيقول لك "فلان كان أدائه جيد" و هو لا يفقه الفرق ما بين التمثيل و التشخيص و الأداء و التقمص, إنها حقا مهزلة العصر الكوفيدي الكوذيبي, حان الحين لتكون القطيعة من الدخلاء و الغرباء الذين أثثوا لثقافة متسخة في حين تجد الدارس يتحدث و كأنه يهرطق.

كل المنشآت الثقافية مغلقة إلى أجل غير مسمى, إذن أين هو دور النقابات التي ظل صمتها هنا و هناك, تعدد النقابات و الفديراليات و التعاضديات و التنظيمات الحزبية و الحكومية بدون حل لهذا الفنان الذي أصبح هائم في الجدران, هل لهذه الدرجة أصبحت الثقافة تخيفكم يا أيها النظام المتشبع بكل ما هو مادي, "جسد و نقود" الأنثى لو لبت غريزة بعض أصناف المخرجين تجدها بطلة و نجمة المهرجانات التي بدورها أصبحت محرمة في هذا الزمن الاستثنائي, أما الحديث عن طلبة الإجازات المهنية في المسرح و خريجي المعهد العالي للفن المسرحي و التنشيط الثقافي ( الرجال منهم)  و خريجي الجمعيات و المحترفات المختصة في التكوين الفني, بدون نسيان الحديث عن دور دور الشباب الذي أخرج لنا أباطرة الفن في المغرب, بحيث كلما مررت في ورشة عند فنان ناضج في هذه الالفية الثالثة يحقر و يقزم من دور دار الشباب التي كانت منبع العديد منهم أصبح رائدا في المسرح و السينمائي و الموسيقي, أين تكون عاجل و الخياري و فهيد و فلان و الداسوكين و الزعري و الغاوي؟  تم تأليه اليوتيوب و جعله معيارا للاحتراف لدرجة أننا بمجرد أن نؤدي ثمنا لا بأس به و نقوم بدعم الصفحة عبر الفايسبوك نصبح فنانون و مثقفون, هذا الأمر الذي لا يجب أن يكون.

هل لهذه الدرجة أصبح الفنان الحقيقي يخيفكم يا أيتها الدولة الجميلة القوية الناضجة و أنت في طور النمو منذ خمسينيات القرن الماضي.

حقا يؤسفنا أننا في ( دولة الحق و القانون) و عنصر المستقبل بدون قانون و بدون ملجأ, الفنان منزوع الهوية, حقا كرامتنا التي ندافع عنها في المجالس الثقافية يأتي فاصوليا له عدد اشتراكات كبيرة و يقدم مشهدا و يحصل عشرات الملايين و الفنان الذي يدرس القواعد تطبيقا و تنظيرا يظل هناك, هوية الفنان ماتت, تم نكح  كرامته.

الأربعاء، 6 يناير 2021

اختتام المهرجان الوطني للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب في نابل: تألق لنادي المسرح بدار الثقافة فندق الحدادين في صفاقس

مجلة الفنون المسرحية


 
اختتام المهرجان الوطني للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب في نابل: تألق لنادي المسرح بدار الثقافة فندق الحدادين في صفاقس


أسدل الستار مساء الاحد 27ديسمبر على الدورة الثلاثين للمهرجان الوطني للمسرح بدور الثقافة ودور الشباب الذي احتضنه المركب الثقافي نيابوليس بنابل من يوم الخميس 24ديسمبر ،

وتم الإعلان عن النتائج في مختلف للمسابقات، وفي هذا الصدد كان الإمتياز لنادي المسرح بدار الثقافة فندق الحدادين بصفاقس الذي تحصل على خمس جوائز وهي احسن ممثل وأحسن نص وسينوغرافيا والإخراج فضلا عن جائزة العمل المتكامل عن مسرحية أجراس نص وإخراج عمر بن سلطانة ويدير هذه المؤسسة الأستاذ وليد الطبيب ، وفي ما يلي النتائج كاملة:
• مسرح الشارع:
- جائزة لجنة التحكيم : «خبزة الكشكارة» لنادي المسرح لدار الثقافة القلعة الكبرى.
- جائزة الممثلة الواعدة :أسندت مناصفة للممثلة زهور كلاش و سمر الجبري.
- جائزة أفضل إخراج «رقصة المطر لنادي المسرح دار الثقافة بن عروس.
- جائزة الكوريغرافيا «بنات الحيط» لنادي المسرح بدارالشباب بوشمة قابس.
- أحسن ممثل واعد أسندت لمحمد عزيز منصوري لنادي المسرح بدار الثقافة نفزة بعمل أطفال الشوارع.
- جائزة أحسن نص أطفال الشوارع لدار الثقافة نفزة.
- جائزة العمل المتكامل:أطفال الشوارع لدار الثقافة نفزة .
• مسابقة المونولوغ:
- جائزة لجنة التحكيم ل»بوتليس» لنادي المسرح دار الثقافة بوعرادة سليانة.
- جائزة أحسن نص لمونولوغ «ذهان» نص عيد العزيز قزي لنادي المسرح دار الثقافة حامة الجريد توزر.
- جائزة أحسن ممثلة أسندت للممثلة «حنان حيدوري» عن مونولوج بقايا امرأة لنادي المسرح بالمركب الثقافي منزل بوزيان.
- جائزة أحسن عمل متكامل أسندت لمونولوج «وجه قفا» لنادي المسرح دار الثقافة دوار خير.
- جوائز الأعمال الجماعية للشباب والكهول.
- جائزة لجنة التحكيم للعمل المسرحي «5دقائق S لنادي المسرح بدار الثقافة بئر الأحمر تطاوين.
- جائزة أحسن ممثلة واعدة مناصفة أسندت للممثلة «إيناس التلمودي عن عمل مكبث كما لم تره من قبل لنادي المسرح لدار الثقافة قربة نابل والممثلة ملاك الشارني عن عمل تحت الأنقاض لنادي المسرح لدار الثقافة تاجروين الكاف.
- جائزة أحسن ممثل واعد اسندت للممثل غسان السويسي عن دور خميس للعمل المسرحي اجراس لنادي المسرح دار الثقافة فندق الحدادين بصفاقس.
- جائزة السينوغرافيا أسندت لعمل اجراس لدار الثقافة فندق الحدادين بصفاقس.
- جائزة الإخراج أسندت لدار الثقافة فندق الحدادين بصفاقس.
- جائزة العمل المتكامل أسندت لدار الثقافة فندق الحدادين بصفاقس.
• مسابقة مسرح العرائس:
- جائزة لجنة التحكيم أسندت الى مسرحية غدا أجمل لنادي المسرح بدار الثقافة ابن الهيثم قبلي.
- جائزة أفضل صنع وتحريك أسندت لدار الثقافة ابن الهيثم قبلي عن مسرحية غدا أفضل.
- جائزة أفضل ممثل محرك أسندت للطفل محمد طه الصعادلي عن أدائه لدور ثعلوب القفاز.
- جائزة أفضل محركة دمى للطفلة سحر الحاج عمر عن تحريكها لشخصية ليلى الحمراء في مسرحية ليلى والذئب للمركب الثقافي ملولش ولاية المهدية.
- جائزة أفضل نص لمسرحية أصدقاء الغابة لدار الثقافة ابن رشد منزل عبد الرحمان:
وتم حجب جائزة أحسن سينوغرافيا لعدم توفر التميز البصري في الأعمال الثلاث المقدمة.
- جائزة أحسن إخراج للمؤطرة الاستاذة خلود الناس عن مسرحية ليلى والذئب للمركب الثقافي ملولش ولاية المهدية.
وتم حجب جائزة العمل المتكامل.
• مسابقة العروض الجماعية للأطفال:
جائزة لجنة التحكيم لشخصية سيد التلوث في مسرحية دنت شموسة لدار الثقافة اجيم بولاية مدنين.
- جائزة أفضل أداء نسائي أسندت مناصفة بين بين غفران الحاج عبد الله في أدائها لدور الاخت في مسرحية جميلة و والوحش للمركب الثقافي جرزونة ولاية بنزرت وزهور كلاشة عن اداءها دور المهرج 1في مسرحية القضية زوربا لدار الثقافة القلعة الصغرى ولاية سوسة.
- جائزة أحسن أداء ذكوري أسندت الى أنيس الخشيمي عن أداءه دور الأخ كليير في مسرحية جميلة والوحش للمركب الشبابي والرياضي جرزونة ببنزرت.
- جائزة أحسن سينوغرافيا أسندت مناصفة بين مسرحية أين امي لدار الثقافة أحمد حمزة العوينة تونس، ومسرحية الجميلة والوحش للمركب الشبابي والرياضي جرزونة ببنزرت.
- جائزة الإخراج أسندت لمسرحية جميلة والوحش للمركب الشبابي والرياضي جرزونة ببنزرت.
- جائزة العمل المتكامل أسندت لمسرحية جميلة والوحش للمركب الشبابي والرياضي جرزونة ببنزرت لمخرجها حمدي الضيف.

------------------------------------
المصدر : المغرب

الأحد، 8 نوفمبر 2020

البلاغ الرسمي للدورة الافتراضية لمهرجان الأيام المسرحية الوطنية 5 للمونودراما في المغرب

مجلة الفنون المسرحية


البلاغ الرسمي للدورة الافتراضية لمهرجان الأيام المسرحية الوطنية 5 للمونودراما في المغرب
 
المهرجانات العربية 

أعلنت إدارة مهرجان الأيام المسرحية الوطنية للمونودراما بالدار البيضاء -المملكة المغربية، عن مواعيد فعاليات الدورة الافتراضية للمهرجان حيث سيضرب المهرجان موعدا مع الجمهور من 16 إلى 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2020.

 ويبقى مهرجان الأيام المسرحية الوطنية للمونودراما الأول من نوعه على المستوى الافتراضي من حيث الشكل والمضمون، الذي تنظمه جمعية بصمات للثقافة والإبداع  بمدينة الدار البيضاء بشراكة مع مجلس مقاطعة المعاريف، وفيا لمهمته الأساسية منذ أربع سنوات من تأسيسه وهي استضافة أبرز الوجوه المسرحية المغربية و العربية و العالمية التي تشتغل في صنف المونودراما باعتباره من بين أكبر الأحداث الثقافية التي تحتفي بالمونودراما ببرمجة ثرية ذات رصانة وقوة.

وسيكون الجمهور المغربي والعربي على موعد عبر بث مباشر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مع  مجموعة من العروض المسرحية المونودرامية  الاحترافية ، كما سيعرف برنامج فعاليات المهرجان في دورته الافتراضية احتفاء افتراضيا بالفنانة الراحلة  سيدة المسرح المغربي المرحومة  " ثريا جبران " تغمدها الله برحمته، و بعض الورشات التكوينية و أيضا ندوة حول شعار الدورة لهده السنة " المونودراما و النقد المسرحي " كما سيتخلل البرنامح وصلات موسيقية و معرض تشكيلي.

أما عن برنامج الفعاليات الذي ستتوزع على غير العادة على خمسة أيام متتالية فيشارك فيه أزيد من 30 فنانا، من المغرب، فلسطين، والمملكة العربية السعودية، وجاء على النحو التالي:

                 #برنامج الدورة الافتراضية من مهرجان الأيام المسرحية الوطنية 5 للمونودراما

اليوم الأول : الاثنين 16 نونبر /تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة مساء

- حفل الافتتاح :   يستهل بكلمة الافتتاح و تليها كلمة الشريك الرسمي

 و بعد دلك سيتم عرض ملخص الدورة السابقة  ثم لحظة التكريم

الساعة السابعة و النصف

- افتتاح المعرض التشكيلي الافتراضي للفنانة: امال شريف

الساعة الثامنة مساء

- عرض مونودراما " فاتي أريان " لمحترف الشعاع للمسرح من مدينة تارودانت/ المغرب

الساعة التاسعة والنصف ليلا

- مناقشة العرض المونودرامي الأول

اليوم الثاني: الثلاثاء 17 نونبر / تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة والنصف مساء

- عرض مونودراما " حنين " لفرقة أًصدقاء الفنون من مدينة العرائش / المغرب

الساعة الثامنة مساء

- مناقشة العرض المونودرامي الثاني

الساعة الثامنة و النصف

- عرض مونودراما " لا أريد أن أكون رجلا " لمحترف المسرح المتوازن من مدينة ايت ملول / المغرب

الساعة التاسعة والنصف

- مناقشة العرض المونودرامي الثالث

اليوم الثالث :  الأربعاء 18 نونبر / تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة و النصف مساء

- ندوة حول شعار المهرجان " #المونودراما والنقد المسرحي "

الساعة الثامنة مساء

- عرض مونودراما " خطاب السنة الأربعين " لفرقة بصمة جيل للإبداع من مدينة جرادة/المغرب

الساعة التاسعة والنصف

- مناقشة العرض الونودرامي الرابع

اليوم الرابع: الخميس 19 نونبر / تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة مساء

- ورشة مسرحية من تأطير الفنان التونسي #عماد الوسلاتي

الساعة السابعة والنصف

- عرض مونودراما " غوايات البهاء " لفرقة النورس المسرحية من المملكة العربية السعودية

الساعة الثامنة والنصف

- مناقشة العرض المونودرامي الخامس

اليوم الخامس و الأخير :   الجمعة 20 نونبر/تشرين الثاني 2020

الساعة السابعة مساء

- عرض مونودراما " صهيل "  من انتاج الاتحاد العام للمراكز الثقافية من دولة فلسطين

الساعة الثامنة  مساء

- مناقشة العرض المونودرامي السادس

الساعة الثامنة و النصف

حفل الاختتام :  - عرض لأبرز لحظات الدورة الافتراضية

-  الكلمة الختامية للمهرجان

           - وصلات موسيقية مع المطربة: #نسيبة _الساهل

 

وكان السيد يوسف هنون رئيس الجمعية المنظمة و مدير المهرجان، قد صرح بأن الدورة الافتراضية ” تأتي في ظرفية الحجر الصحي وما ترتب عنه من إجراءات احترازية للحد من انتشار وباء كوفيد 19، حيث بادرت الجمعية  بشراكة مع مجلس مقاطعة المعاريف، الى تنظيم هذه الدورة الافتراضية، للحفاظ عن جسور التواصل عن بعد مع جمهور وعشاق هذه التظاهرة المسرحية القائمة بانتظام منذ ازيد  من أربع سنوات في رحاب مدينة الدار البيضاء التي تستقبلها كل سنة بشغف متجدد، حتى أصبحت معه إدارة المهرجان مدعوة لاستجابة انتظارات الجمهور المتطلع الى جديد التجارب المونودرامية للمسرحيين المشاركين”

وعن دافع تنظيم هذه الدورة الافتراضية، جاء في بلاغ إدارة المهرجان بان ” إدارة المهرجان مصرة على متابعة تنظيمه والارتقاء به دون انقطاع، احتراما لجمهور المهرجان الذي يعتبر رأسماله الحقيقي والسند والمدعم الرئيسي باعتراف أبرز المسرحيين الذين شاركوا في مختلف الدورات، واستجابة لانتظارات المتتبعين والمهتمين بهذا الصنف المسرحي خاصة وان الدورة الافتراضية ستسمح لنا بالانفتاح على جمهور أوسع من مختلف بقاع العالم، وستزيد من إشعاع وترويج للمهرجان،

كما اعتبرت المشاركة النوعية لكل هؤلاء المسرحيين من مختلف البلدان في دورة افتراضية واستثنائية يعشيها العالم بفعل جائحة كوفيد19، يؤكد مرة أخرى بالدور الأسمى للمسرحي المبدع ووعيه في مواجهة المحن وتدبير الأزمات. من خلال المونودراما أو مسرح الممثل الواحد”
----------------------------------------------------------
المصدر:يوسف هنون مدير مهرجان الأيام المسرحية للمونودراما

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020

مسرحية «الشافي والعافي» اخراج كمال الصغير في اختتام أيام المسرح بتطاوين: بين المال والسياسة تضيع إنسانية الإنسان

مجلة الفنون المسرحية



مسرحية «الشافي والعافي» اخراج كمال الصغير في اختتام أيام المسرح بتطاوين: بين المال والسياسة تضيع إنسانية الإنسان

  مفيدة خليل  -  المغرب 

المسرح مسارح والمسرح وسيلة للنقد وتعرية المجتمع وعلاته والكشف عن «الزيف السياسي» المنتشر في هذا البلد، المسرح فرصة

لقول الحقيقة وتوجيه المواطن ليعرف حقوقه ويكتشف هو اخر نقائصه وهنّاته وضيق افق تفكيره، المسرح فعل متمرد ومشاكس هكذا هو المسرح مع «الشافي والعافي» لكمال الصغير التي قدمت في اختتام مهرجان ايام المسرح بتطاوين.
المسرحية من تأليف أنيس حمدي وإنتاج شركة «تاكابس للإنتاج المسرحي» بدعم من وزارة الشؤون الثقافية وهي مقتبسة عن رواية «Bouvard et Pécuchet» للكاتب الفرنسي «غوستاف فلوبار» (1821 - 1880) الذي توفي قبل أن يجعل لها نهاية، وقد نُشرت بعد وفاته  وقد تونسها انيس حمدي وصاغ لها نهاية وهي من تمثيل ناجي القنواتي وانيس حمدي وهاجر غرس ومحمد البرهومي وغسان مبارك.
الركح فضاء للبوح
تعددت المواضيع المطروحة في المسرحية، يبدأ العمل في شكل أروقة يقسمها الضوء الممثلون ينظرون إلى الخلف، تتحرك الأجساد متسارعة في تماهى مع النوتات الموسيقية المرتفعة، طريقة الوقوف كانها تطرح اسئلة الى ما ينظرون؟ لماذا تلك الوقفة؟ لماذا اختاروا عدم النظر الى الجمهور اولا؟ وبتقدم الأحداث تقدم إجابات عن الاسئلة المطروحة فهم ينظرون الى باب الانسانية المفقودة يبحثون عنها في الظلام علّهم يجدونها وسط الفوضى والتطور التكنولوجي السريع.
«الشافي والعافي» هو اسم العمل وهو اسم الشخصيتين المحوريتين التي تدور حولها وبهما احداث المسرحية، لكن بقية الشخصيات من صنع الأحداث فالمسرحية تكشف الزيف بين الظاهر والباطن وتدعو الى مزيد التمعن في الحقائق الظاهرة، فما خفي عادة هو الحقيقة وليس ما يظهر للناس.
«الشافي والعافي» (ناجي القنواتي وانيس حمدي) رجلان يتشابهان، في طريقة التفكير في طريقة الحياة كلاهما يعيش بمفرده، جمعتهما الحياة صدفة في خضّم رحلة البحث عن سيارة تاكسي، يتعارفان، تتحول الصدفة الى لقاء قهوة فدعوة الى البيت فحديث حدّ ان تصبح القصة صداقة جمعت رجلين انهكتهما الحياة وصراعاتها، ووسط الكثير من الحكايات تصل برقية إلى الشافي «ناجي القنواتي» تخبره انه وريث عمه وورث منه الكثير من الأراضي لتتحول الاحداث من شقة الشافي الى ضيعة كبيرة في ريف جميل ومن هناك تبدأ رحلة اخرى بمعاناة مختلفة.
«الشافي والعافي» أنموذجين عن الإنسانية، كلاهما يحمل داخله قلبا نقيا وحبا للحياة، مغرمان بالشعر والمسرح و الفلاحة البيولوجية، المال وسيلة لمساعدة الدولة ومحاولة اصلاح ذلك الريف البعيد والمساهمة في توفير كل الضروريات ليصبح اجمل، لكن «الماكينة» لا تريد ذلك، فالمؤسسة الحزبية والسياسية والرأسمالية ممثلة في المعتمد وسيدة الأعمال وأحد العملة يريدون المال فقط لإنجاح أعمالهم الخاصة وتبييض موقفهم الحزبي متناسين حاجيات الناس والريف، ومن هنا يحدث الشرخ بين الحلم والواقع، بين الانسان والانتهازي، فالشافي والعافي انموذج عن التونسي الصادق المحب لوطنه والفنان الحالم والانسان العامل الباحث عن الافضل لمدينته فبلاده، لكنّ المنظومة اشد قساوة والمنظومة هدفها سياسي حزبي ومصلحة خاصة على حساب مصلحة الوطن.
الهزل نقد والجد مشاكسة
السينوغرافيا عنوان لقوة العمل، المخرج أحسن توظيف الموسيقى في المسرحية فكانت دافعا لإمتاع المتفرج و تسهيل الانتقال من مشهد إلى اخر، اختار المخرج ان يكون العمل في شكل مشاهد يفصل بينها بإيقاع موسيقي يشبه الركض وكأنه انتقال سريع من مرحلة الى أخرى ومن فكرة إلى أفكار أخرى.
الموسيقى تتماهى مع ضجيج السيارات وسرعة الناس في أعمالهم وحياتهم اليومية، جميع الأحداث تدور في مربع وضع باللون الابيض على الركح هو محور القصص وخارجه تختلف الأحداث وكان بالمخرج يحدد فضاءاته المكانية والفكرية.
«الشافي والعافي» هو الاسم العربي للعمل ويقابله بالفرنسية ratage وتحيل الى معجم الكذب والزيف، وعلى الركح يكتشف الجمهور الكثير من الكذب الذي يميز المجتمع التونسي في تعامله مع الاخر والدولة، المسرحية هزلية مضحكة لكنها ناقدة ومشاكسة، عمل ينقد المعاملات وينقد علاقة التونسي بوطنه.
على الركح محاولة لتشريح كذب السياسيين في وسائل الاعلام وتزلفهم للأحزاب وانبطاحيتهم امام الناخبين فقط ليصوّتوا لهم قبل العودة إلى حقيقتهم «وانتهازية وانانية وخدمة الحسب لا الدولة»، نقد لأصحاب راس المال الذين يسعون وبكل السبل للحصول على المشاريع والصفقات باسم خدمة المجتمع المدني وبمجرد الحصول على صفقة او مشروع تكون النتيجة الكثير من الفساد وللتونسي في الطرقات والتجهيز والبنية التحتية ابرز مثال، فالمسرح فعل نقدي هو مشاكسة للسلطة والمجتمع والمواطن علّه يستفيق من أحلامه وصمته ويطالب بحقوقه.
«الشافي والعافي» عمل مسرحي يجمع الكوميديا والتراجيديا، مسرحية تنقد الكثير من العلاّت الموجودة في المجتمع التونسي، فالثنائي بنزوله إلى الريف محملا بالأفكار والحب والرغبة في التغيير يتعرض إلى الكثير من الزيف والكذب من قبل المحيطين، فالمعتمد يدعي انه يحب الشعر فقط ليوفر الدعم المادي للانتخابات و مدام لبيض تدعي اهتمامها بالمسرح والفلاحة البيولوجية لأجل الحصول على نسبة من الأموال لأجل مشاريعها الخاصة، والعامل هو اللعبة التي يقع تحريكها، فالمسرحية تضع المواطن أمام لعبة سياسية علّه يستطيع فك شيفرات اليومي ويفهم ما تخفيه كلمات السياسيين.
«الشافي والعافي» صراع الانسان لأجل البقاء وصراع المواطن الصالح مع منظومة فساد، هي قراءة مسرحية للمشهد التونسي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، عمل يفككك المنظومة ويسلط الضوء على الحقائق المخفية، عمل نقدي ومشاكس يدفع المواطن للوقوف امام ذاته ليسائل نفسه ويسالها ما الذي قدمته لوطني؟ هل أن الحب والعاطفة دليل على وطنيتي؟ ولماذا اصدق السياسيين وأعيد انتخابهم وهم يقدمون نفس الخطاب دون منجزات؟.
علي اليحياوي مدير مركز الفنون الركحية:
التظاهرة خطوة جريئة للتأسيس والحلم
«الحياة تتواصل والحلم يتواصل أيضا، يجب ان نواكب أنشطتنا وننجز الفعل الإبداعي لتجاوز الخوف والرعب، ففي حالات الحرب أيضا كان هناك إبداع مسرحي، نريد زرع بذرة ثقافة الفرجة في تطاوين» هكذا تحدث علي اليحياوي مدير مركز الفنون الركحية والدرامية بتطاوين، الذي لبس قبعة الفنان والمسرحي طيلة المهرجان، من حيث حضور كافة العروض والالتزام بالنقاش ومحاولة جلب الجمهور بعيدا عن قبعة المدير ويضيف محدثنا «المهرجان كان في لحظة ما مغامرة، لان الوقت جد حساس مع الظرفية الصحية الموجودة لكننا اكتشفنا جمهور متعطّش للنشاط الثقافي».
وبخصوص اختيار العروض يقول اليحاوي «نحن لم نختر العروض إنما العروض الموجهة لتطاوين من قبل ادارة المسرح فقط حرصنا على اختيار اجودها والتزمنا بتقديمها في ظروف تحترم الفنان والمتفرج، لتكون هذه الدورة خطوة ثابتة للتأسيس، هي دورة تأسيسية تجريبية، جربنا تفاعل الجمهور واحتياجات المتفرج للمادة الثقافية وهي أرضية لندرس الدورة القادمة واحتياجات مدينتنا للفرجة، ومن المؤكد ان الدورة المقبلة ستكون أكبر كما ستكون هناك دقة في اختيار العروض وانفتاح على التجليات الفنية الأخرى مثل الموسيقى والأنشطة الفكرية والنقد، وسيكون للاطفال نصيبهم في المهرجان وسنقدم لهم ايام المسرح بتطاوين للأطفال، فمن حقنا الحلم ومن واجبنا الدفاع عن أحلامنا ليكون لتطاوين قاعدة جماهيرية مسرحية» على حد تعبيره.
دورة أولى كسبت الرهان جماهيريا
أيام المسرح بتطاوين لبنة أخرى للإبداع تجربة أخرى تضاف للمشهد المسرحي بالجنوب التونسي، تظاهرة في دورتها التأسيسية ولدت من الفراغ وفي ظرف وجيز، المميز في التظاهرة القدرة على جلب الجمهور فعادة اغلب العروض المسرحية خارج تظاهرات معينة تكون محدودة العدد لكن أيام المسرح بتطاوين استقطبت عدد محترم من الجمهور أولا، والجمهور ازداد من عرض إلى أخر.
النقطة الثانية هي انجاز النقاش والتفاعل مع العرض، في اليوم الأول كان عدد المناقشين قليل جدا لكن مع تقدم العروض تضاعفت الأعداد وأصبح للجمهور رأي وموقف وتجاوز الساعة من الزمن أحيانا وهو ما يؤكد اهتمام المتفرج بالفن متى سنحت الفرصة

السبت، 27 يونيو 2020

"الثقافة المغربية" ترى النور في "نسخة إلكترونية"

الأربعاء، 1 أبريل 2020

برنامج ثري للمسرح الجهوي أم البواقي بباقة ثرية ومتنوعة من النشاطات المسرحية عبر صفحته للتواصل الاجتماعي

مجلة الفنون المسرحية



برنامج ثري للمسرح الجهوي أم البواقي بباقة ثرية ومتنوعة من النشاطات المسرحية عبر صفحته للتواصل الاجتماعي

حنان بشيري 

 يتواصل البرنامج المسرحي الافتراضي للمسرح الجهوي أم البواقي بباقة ثرية ومتنوعة من النشاطات المسرحية ويأتي  البرنامج ضمن اجراءات الوقاية تزامنا واعلان الدخول في فترة الحجر الصحي وتعليق مختلف النشاطات المسرحية وتحويلها إلى العالم الافتراضي حفاظا على السلامة الصحية للجميع جراء تفشي فيروس كورونا(Covid-19) عبر دول العالم، وعليه كانت حتمية بث ونشر عروض مسرحية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بمختلف المؤسسات الثقافية عبر الوطن والتحول من الخشبة الواقعية إلى المنصة الالكترونية حسب تعليمات الجهة الوصية.
وفي هذا الصدد انهى السيد "مراد بن الشيخ" مدير المسرح الجهوي أم البواقي ان 《حتمية تعليق النشاطات المسرحية وتحويلها إلى العالم الافتراضي جاء كحل عقلاني للحفاظ على سلامة الجميع، وهذا ما جعل من مواقع التواصل الاجتماعي منبرا نحاكي من خلاله جمهورنا ونمرر له رسائلنا الفنية والتوعوية، فكما كان المسرح وجهة ترفيه فهو اليوم في ظل الازمة الصحية وسيلة توعية وتضامن لمحاربة الوباء والحد من انتشاره》.
        المسرح الجهوي أم البواقي كغيره من مسارح الوطن قام بتسطير برنامج ثري افتراضي من شانه اثبات الحظور الدائم مع جمهوره الوفي، وتقريب بل إدخال أبو الفنون إلى البيوت وإمتاع كل عاشقي الفنون المسرحية تطبيقا لشعار الحملة التوعوية المشتركة بين مختلف القطاعات(إلزم بيتك لتحافظ على سلامة نفسك وعائلتك).
      ويسعى من خلال برنامجه القار والخاص بالحالة الراهنة للبلاد الى تحقيق الأهداف السامية التي أقرتها وحثت عليها وزارة الثقافة بصنع منصة ثقافية توعوية وترفيهية، والتي تبناها المسرح الجهوي أم البواقي تخت شعارات مختلفة معبرة ودافعة حيث اعتبر "المسرح توعية...تضامن...ابداع" وعبر عنه بأن" المسرح اظاة توعية وترفيه" في ظل مساندة العائلات الجزائرية وتخفيف ضغط فترة الحجر الصحي الذي بات حتمية لابد منها لمقاومة انتشار الوباء الخطير.
            اما عن برنامجه فقد تمثل في بث وتقديم عروض مسرحية موجهة للأطفال من ارشيف الإنتاج المسرحي عبر صفحة الفيسبوك ابتداءا من الساعة العاشرة صباحا، على غرار( الوردة الشائكة 2011، صاحبة الكنز 2012، الاواني 2014، الشبل المفقود 2016، لايكامون 2018 ومسرحية سمسم وعروس البحر لسنة 2019)، هذا دون اغفال فئة الكبار التي تُبث عروضها ابتداءا من الساعة السادسة مساءا وتمثلت في كل من الاعمال المسرحية التي لقيت اعجابا وطلبا جماهيربا واسعا، والتي افتكت لتفسها عديد المراتب التشريفية في مختلف فعاليات المهرجانات الوطنية للمسرح ويخص الذكر( ديوان القراقوز 2011، افتراض ما حدث فعلا 2012، الاختطاف 2013، السوبي 2014، التحدي وزهرة الوادي 2015، الكترا 2016، الاشاعة 2017، تيمنفلة 2018 و آخر انتاج له تنهنان 2020).
         هذا وقد دعم المسرح الجهوي أم البواقي باقة عروضه المسرحية بمبادرات ثقافية راقية في شكل مسابقات من شانها خلق ديناميكية بين مختلف فئات المجتمع واشراكها في تقديم الابداع بفتح المجال امام المواهب التي تسعى الى فرض ذاتها والعمل على تشجيعها واحتضانها لاثبات قدراتها الفنية، وكان ذلك من خلال (المسابقة الشبابية في مقاطع الفيديو المسرحية) التي يمثلها وياديها المشاركون، موضوعها الرئيسي " الوقاية من فيروس كورونا والتوعية منه"، ووجهت للشباب اقل من 30سنة لكلا الجنسين من مختلف ولايات الوطن كفرصة تنافسية لأحسن الفيديوهات المسرحية التي لا تتعدى 07 دقائق، يؤديها المشاركون بالشكل المسرحي الذي يختارونه سواءا كوميدي، درامي .....الخ، ومن جهة اخرى تم فتح (المسابقة الوطنية في الكتابة الدرامية)  لكل الفئات العمرية، حول ذات الموضوع للتسابق في التأليف المسرحي كفكرة لاكتشاف مواهب واقلام فنية ناشئة وجديدة والعمل على دعمها وتطويرها، وكله من اجل جعل النص المسرحي اداة توعية راقية، حيث تخضع النصوص لتقييم لجنة مختصة في الفنون الدرامية مع إمكانية اختضان النص المسرحي الفائز.
ولإثراء المعارف في حقل ابو الفنون، تم فتح ركن يومي تحت مسمى ( حمل كتابك المسرحي لتثري زادك المعرفي ) يهدي من خلاله المسرح الجهوي أم البواقي لجمهوره كتبا قيمة وحتى النادرة منها، لكل عشاق المطالعة والتعمق في غمار الفن الرابع وكان ذلك بمعدل كتاب يوميا بعد الظهيرة، ولخلق متعة تذوق اروع الاعمال العالمية تم تنظيم (ركن المسرح الاذاعي) الذي يهيئ لجلسة مسائية لتمتيع السمع باروع المسرحيات لكبار المؤلفين مثل ( البخيل لموليير، الجرة للكاتب لويجي برانديلو، الملاح المسكين لجون كوكتو ومسرحية جنيه يدفع عند الطلب للكاتب الارلندي شون أوكيسي وغيرها من اضخم الاعمال)
          وبما ان المسرح حي لا يموت فإن ذكراه تُحيا في حينها، حيث لم يغفل المسرح الجهوي أم البواقي عن الاحتفال باليوم العالمي للمسرح متحديا ازمة الوباء ببرنامج خاص عبر صفحة التواصل الاجتماعي حيث بث آخر انتاجاته المسرحية (سمسم وعروس البحر للأطفال و وتنهنان باللغة الأمازيغية للكبار)، مع استمرار الركنين اعلاه، وما ميز هذا البرنامج الخاص هو تهيئة مساحة تعبير فنية في إطار (ركن كلمة فنان ) حيث جمعت العديد من الرسائل التوعوية بلسان ابو الفنون في يومه العالمي للمسرح الموافق لتاريخ 27مارس من كل سنة ولقد كانت الالتفاتة بمثابة تحدي وتضامن فني لهر الوباء وهاجز الخوف بالابداع وتواصل العطاء.
وحسب تصريح السيد كاملي انور محمد الطاهر رئيس الادارة الفنية والتقنية للمسرح الجهوي فإن《 هذه الأزمة أؤقضتنا للنظر  في تكوين ارشيف حقيقي بعيدا عن الزاوية الضيقة اللتي كنا نرى منها والتي تأسست بطريقة تقليدية من خلال تصوير الاعمال المسرحية بشكل عادي وذلك لترتيبها ضمن الارشيف قصد تبرير الانتاج لدى الوزارة الوصية أما ما نحن فيه اليوم كشف لنا انه يجب تخليد الاعمال المسرحية بتصوير احترافي عالي الجودة ليكون بذلك استهداف شقين الأول ايصال القيمة الفنية كما في الواقع وكذا تأسيس أرشيف حقيقي لكل مؤسسة ثقافية كذلك نصل الى الناتج الأهم هو الحفاظ على المادة الفنية بكل معاييرها كما هي في الحقيقة  من خلال تحميلها باحترافية وعناية وهذا ما عمل عليه رواد الحركة المسرحية الجزائرية بهدف توثيق كل التطورات ومنجزاتهم في المسرح الجزائري لذا وجب علينا اليوم ان نواصل تحقيق اهداف توثيق مسرح جزائري للاجيال القادمة وكذا يصبح هذا التوثيق مصدر البحث العلمي ومواكبة كل التطورات اللتي تطرأ على الحركة المسرحية والفنية بالجزائر.
ومن هنا فإن البرنامج المسرحي الافتراضي للمسرح الجهوي أم البواقي يستمر في امتاع جمهوره بشكل متواصل عبر صفحات التواصل الاجتماعي في ظل الاسهام في التوعية، الترفيه والابداع،تجسيدا لوظيفته المنوطة بتقديم الخدمة العمومية تحت وصاية وزارة الثقافة تطبيقا للمادة السابعة من القانون الأسلسي للمسارح الجهوية. 
                                      

الاثنين، 23 مارس 2020

كورونا تكتشفنا، وتعيد صياغتنا

مجلة الفنون المسرحية

كورونا تكتشفنا، وتعيد صياغتنا

 *فهمون فوزية :

أولا لنتفق أننا في مرحلة تتسم بالغموض والترقب، متى؟ وأين؟ وكيف؟ وهي أسئلة لها علاقة جدلية بخصوصية الأسئلة الست للخبر، ومنها: من؟ ماذا؟ لماذا؟.
فيروس كورونا يجتاح العالم وقد تعرض المغرب لأول حالة يوم 02 مارس 2020، من تم تتبعنا كرونولوجية أحادث وأخبار هذا الفيروس علىمساوى العالم وعلى مستوى رقعتنا الجغرافية.
هنا يحضر السؤال الإشكالي: كيف وصل هذا الفيروس إلى المغرب؟  وهنا نستحضر زمن الحدث حينما سمعنا بالخبر حيث تملكتنا حالة استغراب وتوقع وأحيانا تكذيب وأسئلة من قبيل: هل نحن فعلا أمام معلومات صحيحة أومغلوطة؟ وكثرت الإشاعات التي لا نعرف مصدرها، وهنا تحضر أسئلة الخبر، من ؟ ماذا؟ لماذا ؟. لعلنا ندرك الحقيقة؟ حينها جاء التأكيد من الجهات المعنية بدء من وزارة الصحة والداخلية وتداول الخبر في عدد من المنابر الإعلامية بما فيها النشرات الإخبارية الوطنية والدولية، ومنها قنواتنا، القناة الأولى والثانية وميدي1tv وبعض الجرائد الورقية،  كان اللقاء الافتتاحي لرصد الخبر في لقاء مفتوح مع رئيس الحكومة المغربية السيد عز الدين العثماني في القنوات التلفزية الوطنية.
 تأكد الأمر في مناسبات كثيرة أننا أمام فيروس حقيقي يدعى كورونا له نعوت متعددة وهو عبارة عن جائحة ووباء خطير له سرعة العدوى، منهم من نعته بالحرب البيولوجية ومنهم منه نعته بالضرورية التاريخية لتعديل الاقتصاد والمعيش العالمي، وبدأت تتوالى أرقام عدد المصابين بفيروس كورونا الذي انطلق من الصين وعزى العالم، وبدأت المقاربات ومذكرات جل الجهات على المستوى الوطني ومنها مذكرة وزارة داخلية ووزارة الصحة ووزارة التعليم، وتم تعليق التعليم وتعويضه بالتعليم عن بعد وقفلت عدة فضاءات دينية وصحية واجتماعية وفنية ثقافية يجتمع فيها الناس وأعطيت لائحة رسيمة للمؤسسات التي ستبقى رهن الإشارة بخدماتها التي لها أولية والصفة الضرورية، وبدأت المقترحات الاحترازية تتكاثر إلى أن وصلنا إلى مرحلة إعلان حالة الطوارئ ونزول الجيش إلى الشوارع وتصريح بالإذن ليخرج الناس للأساسيات الحياتية ومنها التبضع، ومنع كل أنواع التنقل بدء من النقل البري إلى الخارج تم البحري والجوي، تم أعلن مؤخرا أنه سيتم بدء من الثلاثاء المقبل تعليق  التنقل داخليا بين المدن المغربية وكلها حالات استباقية واحترازية لحماية المواطن المغربي.. 
إنه فيروس عالمي وحدنا في المواجهة والترقب والانتظار والتعامل؛ لذا وجب الحذر والحيطة واتخاذ جميع أساليب الوقاية بشعار "الوقاية خير علاج". والتنظيف والتعقيم المستمر والمكوث في البيوت في إطار الحجر الصحي الاختياري.
كدارسين للإعلام وممارسين له نعلن أن المهمة الآن بين يدي فاعلين أساسيين وهما: 
ـ الفاعل الأول: متمثل في الجهات الرسمية التي لها مؤسساتها وطرقها الخاصة والعلمية لتأكيد الإصابة بفيروس كورونا، على رأسها وزارة الصحة بأطرها ومسؤوليها؛
ـ الفاعل الثاني: متمثل في الإعلام بكل وسائطه الذي يستقبل الخبر من مصدره الرسمي المحدد، وينقله للمواطنين، وهنا يصبح الإعلام المغربي الناطق الرسمي باسم الخبر.
ونتساءل بالمناسبة، هل فعلا المغاربة اتخذوا هذا الأمر الحدث والخبر بجدية، وهل كانوا فعلا مسؤولين؟ وهل فعلا امتثلوا لهذه القرارات؟ وما هي الآفاق المنتظرة؟ 
تجيبنا هنا الأجناس الإعلامية، التي تقوم بواجبها الرصدي، من استجوابات مع أهل الاختصاص، ومن استطلاعات ميدانية للمارسين وللحالات، ومن تحقيقي صحفي يقف على الواقع داخل الوطن وخارجه، ومن مقالات متعددة المجالات والتقنيات ومن تغطيات تتبعية..
هي فرصة لنا للتكوين ولتجريب قدراتنا كطلبة محترف الممارسة والمعرفة الصحفية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، أن نتتبع ما يكتب وما يصرح به عبر كل وسائط الإعلام عبر العالم، وهي فرصة لنا أن نعلن صوت الإعلام الحقيقي المشارك في قضايا مجتمعه..
نصرح بالمناسبة كمتتبعين للإعلام الوطني والدولي أن إعلامنا الوطني حاضر بقوة وبمهنية وبسبق، مع تسجيل ملاحظات مركزية تتمثل في أن إعلامنا للأسف مازال حبيس التعليمات وقل ما نجد المبادرة الحرة والتلقائية، وهي فرصة أن نصل حقيقة إلى إعلام حر ومتحرر ونزيه وإعلام مستقل. 

*طالبة في محترف الممارسة والمعرفة الصحفية: كلية الآداب بنمسيك


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption