أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في لبنان. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات المسرح في لبنان. إظهار كافة الرسائل

الجمعة، 31 ديسمبر 2021

نضال الأشقر: في المسرح صنعنا حالة مدنية وثقافية شاملة

مجلة الفنون المسرحية


نضال الأشقر: في المسرح صنعنا حالة مدنية وثقافية شاملة

تطل في عرض "مش من زمان" دعماً للفن الراقي الذي يهدده الانهيار الاقتصادي

هيام بنوت 
    
تطل المخرجة والممثلة نضال الأشقر الليلة في عرض استثنائي لعملها الفني "مش من زمان" الذي كانت قدمته سابقاً في بيروت، والغاية جمع تبرعات لدعم مسرح المدينة الذي أسسته وتديره، والذي يعد المسرح الوحيد القائم على جهد شخصي بعيداً من أي دعم رسمي أو خارجي، وهو يمثل حالاً ثقافية بذاتها، بل مختبراً مسرحياً وفنياً يقدم أبرز التجارب الجديدة والشابة، ويرعى الحركة المسرحية والفنية مقدماً لها مساحة حرة وطليعية.

يعاني مسرح المدينة اليوم أزمة مادية صعبة مثله مثل معظم المؤسسات الأهلية الثقافية والفنية، وهي الأزمة نفسها التي يشهدها لبنان ككل اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً. العرض الذي تقدمه الأشقر هو من تأليفها وإخراجها، وتمثل فيه إلى جانب الفنان خالد العبدلله والموسيقيين محمد عقيل ونبيل الأحمر وإبراهيم عقيل. والعرض ه مسرحي غنائي موسيقي شامل تسترجع فيه المخرجة والممثلة الرائدة شذرات من مسيرتها الخاصة والفنية الطويلة، وهي التي أدت دوراً رائداً في مسيرة الفن المسرحي والدرامي في لبنان والعالم العربي من خلال حرصها على التجديد في تقنياته وأدواته ولغته.

علاقتها بالمسرح بدأت منذ الطفولة، ورسختها بدرس الإخراج في المعهد الملكي في بريطانيا. أسست في الستينيات مع مجموعة من الفنانين اللبنانيين من بينهم روجيه عساف "محترف بيروت للمسرح"، وفي الثمانينيات فرقة "الممثلون العرب" مع المسرحي المغربي الكبير الطيب الصديقي مع ممثلين كبار مثل العراقي قاسم محمد واللبناني رفيق على الحاج والمغربية ثريا جبران وسواهم، وقد جالت الفرقة في عروضها مختلف البلاد العربية والأوروبية. برز اسم نضال كممثلة مسرحية في أعمال كبار الكتاب والمخرجين، وحققت طموحها الأكبر عبر "مسرح المدينة" الذي أسسته وتديره وقدمت على خشبته مسرحيات مهمة، مثل "طقوس الإشارات والتحولات" و"منمنمات تاريخية" عن نصين لسعدالله ونوس، و"3 نسوان طوال" عن نص لإدوارد ألبي.
نشاطها وشغفها بالمسرح شغلاها عن السينما والتلفزيون، مع أنها برعت في تجسيد الأعمال التاريخية على الشاشة الصغيرة، كما شاركت في أفلام عدة مثل "الأجنحة المتكسرة" ليوسف معلوف عن نص لجبران خليل جبران، و"السيد التقدمي" لنبيل المالح، إلى جانب مشاركتها في فيلم "في حاجة إلى الحب" للمخرج الأميركي جيري شاتزبرغ و"ساحة" مع النجمة العالمية كاترين دونوف.

امرأة الصعوبات

نضال الأشقر تؤكد مرة تلو أخرى أنها امرأة الصعوبات، رغم الأزمتين المالية والاقتصادية اللتين تركتا تداعياتهما السلبية على السينما والمسرح في لبنان. في هذا الإطار تؤكد، "هو ليس خياراً بل أجبرت على ذلك. لبنان عجز أن يكون دولة قادرة على حماية الفن والثقافة والناس، ولم يتمكن من تنشئة مواطن لديه حقوق وعليه واجبات، ودولة لديها حقوق وعليها واجبات، لذلك اعتمد كل منا على نفسه. نحن نعمل في صناعة السينما والمسرح، ولكن صناعة المسرح أكثر صعوبة، لأن هناك موزعاً في السينما يقوم بعملية التوزيع ومنتجاً لا يمكن الاستغناء عنه لصناعة الفيلم، بينما نحن المسرحيون نقوم بكل المهمات وحدنا، لذلك أجبرنا على الاعتماد على أنفسنا ولا زلنا. الإنسان الموهوب في مجال ما لديه عناد داخلي لتحقيق أهدافه، وأنا أحب أن أخدم لبنان وأن آخذ من هذا المجتمع وأن أعطي مسرحاً جديداً ومتجدداً من خلال استخدام تقنيات اكتسبتها في الخارج، ثم ابتكاري لتقنية خاصة، وقمت بتدريب الممثلين بطريقة تناسب مسرحي، وهو مسرح نابع من حياتنا الحقيقية، وجودنا، تاريخنا ولغتنا، وهذا ما يجعلني أصر على الاستمرار".

المسرح تاج الفن

نضال الأشقر التي اختارت المجال الأصعب وجدت نفسها ممثلة فجأة عندما قررت درس الإخراج. تقول، "المسرح هو تاج الفن بالنسبة إلي كما لكل الناس في العالم. هو فن الناس والمجتمع والوحيد الذي يقدم بشكل حي أمام الجمهور، وخلال الأداء على الخشبة يمكن للفنان أن يتعرض لأي وضع طارئ، حتى يمكن أن يسقط ميتاً. المسرح تجربة إنسانية رائعة ومهمة، وأنا اخترته لأنه المجال الذي أشعر من خلاله أنني أكثر قدرة على التعبير من المجالات الأخرى، وسافرت إلى لندن لكي أتخصص في الإخراج، بينما جاء التمثيل على الهامش، فخلال وجودي في إنجلترا اكتشفت أنه يجب علي أن أتعلم كل التقنيات المتعلقة بالإخراج كي أصبح مخرجة، ومن بينها التمثيل، وهناك اكتشفوا أنني أملك هذه الموهبة التي لم أكن أعرف أنني أملكها. كان اختباراً تعجبت منه كثيراً إلى أن اكتشفت أنا أيضاً أنني كي أكون مخرجة ترى من الخارج جيداً، لا بد من أن أعرف كل خفايا ومزايا المهنة، ومن هنا أصبحت ممثلة".
وعن تعاملها مع أهم الأسماء في عالم الإخراج والثقافة وبينهم شكيب خوري ويعقوب الشدراوي وريمون جبارة وبول شاوول وغيرهم، تتحدث الأشقر قائلة إنه "في مسرحية (الحلبة) استعان فؤاد نعيم بنص للشاعر بول شاوول وحوّله إلى عمل عبثي رائع، وأنا استفدت كثيراً من تجربتي مع شاوول كصديق أولاً، وثانياً كونه يتميز بلغة عبثية سريعة. كان يراقب التمارين من دون أن يوجه أي ملاحظات تاركاً حرية التصرف للآخر كي يعطي وفق ما يراه مناسباً، بينما غيره من الكتاب يرفضون أن يحيد المخرج والممثلون قيد أنملة عن النص من دون موافقتهم، ولقد شاركني في هذه المسرحية الممثل القدير رفيق علي أحمد، وحققت نجاحاً باهراً وتعتبر من بين أفضل أعمالي، وكان يفترض أن نجوب العالم بها ولكن الحرب العراقية أوقفت كل شيء. ومن الأعمال المهمة أيضاً مسرحية (البكرة) التي تعد تجربة خاصة جداً عن نص للشاعرة تيزيز عواد. هي كانت كتبتها لـ 10 شخصيات، لكن فؤاد نعيم حولها لشخصيتين وموسيقي، وكتبت عنها الصحافة كثيراً بسبب نجاحها الكبير. أما (المتمردة) فرافقها حدث مشابه للذي حصل معنا عند عرض مسرحية (مجدلون). فؤاد نعيم أخذها عن مسرحية "أونتيغون"، وهي تحكي قصة شقيقين الأول مع الجيش والثاني مع المقاومة، وبعد قتلهما يقام احتفال كبير للأول أما الثاني فيمنع الملك دفنه. هذه المسرحية هي الأكثر تأثيراً بالواقع اللبناني، لأن أحداثها كانت متوازية مع الأحداث التي كانت تحصل في الشارع عام 1975، ولذلك هي كانت مهمة سياسياً".

وتتابع الأشقر، "أما ريمون جبارة فدوره كبير في المسرح اللبناني، ولكنني قدمت معه عملاً مسرحياً واحداً على الطريقة الكلاسيكية، وقد كان في بداياته وأنا كنت عدت حديثاً من لندن، وأحاول أن أختبر نفسي ولم أكن قد بدأت مسيرتي الإخراجية يومها، كما تعاونت مع شكيب خوري في عملين مسرحيين الأول للتلفزيون بعنوان "مكتب الجحيم" الذي شاركني فيه تمثيلاً أيضاً إلى جانب الراحل رياض غلمية، والثانية "السرير الرباعي الأعمدة" وهي من أولى المسرحيات التي مثلت فيها عند عودتي من بريطانيا، كما أنه شاركني كممثل في مسلسل "تمارا".
وتؤكد الأشقر أنها لم تتأثر بأي من المخرجين عندما قررت امتهان الإخراج، "في المدرسة كنت أحظى بتشجيع من المعلمات على التمثيل والكتابة، وعندما وصلت إلى المرحلة الجامعية قررت أن أدرس الإخراج في لندن. وبدأت المسيرة بإخراج الأعمال المسرحية في مدرسة المغتربين في قريتي "ديك المحدي" عند عودتي صيفاً إلى لبنان، ومن بينها "الآباء والبنون" لمخائيل نعيمة، ثم تعرفت على روجيه عساف وغبريال البستاني اللذين زاراني في القرية عندما سمعا عني كمخرجة، وأعجبا بعملي وطلبا مني أن أشارك في أعمالهما".

دورها الفعال في حركة المسرح لم يقتصر على لبنان حين أسست "محترف بيروت للمسرح"، بل تعداه إلى الدول العربية إذ توضح: "عندما انتقلت خلال الحرب مع زوجي الذي كان يعمل في وكالة الصحافة الفرنسية إلى الأردن، كان لا بد من أن أكمل مسيرتي المسرحية عربياً، فكانت "ألف حكاية وحكاية" في (سوق عكاظ)، وأسست فرقة (الممثلون العرب) مع الطيب الصديقي وكنا نجول في كل دول العالم العربي. وكان يطلب مني أن أعمل كمستشارة في كل دولة عربية أزورها، وأنا لم أمانع أبداً".

كاترين دونوف

إلى المسرح، كانت للأشقر تجارب تمثيلية في مسلسلات عدة من بينها "تمارا"، "زنوبيا"، "نساء عاشقات"، "شجرة الدر"، "المعتمد بن عباد"، وأخرى سينمائية في أفلام باللغتين الفرنسية والإنجليزية، وهي لا تخفي شعورها بالندم لأن تجربتها في السينما والتلفزيون كانت محدودة، وتقول إن "المسرح كان مشروع حياتي وكرست له 26 عاماً من عمري. ومسرح المدينة كان بمثابة مركز ثقافي في مدينة بيروت، وأنا أعطيته كثيراً من وقتي، ولكنني نادمة جداً لأنني لم أشارك في كثير من الأعمال التلفزيونية، ولغاية اليوم تطلب مني المشاركة في بعض الأعمال".

أما سينمائياً فشاركت في أفلام عدة من بينها مع النجمة العالمية كاترين دونوف في فيلم للمخرجة نيكول غارسيا، وعن هذه التجربة والإضافة التي قدمتها لها تجيب، "اتصلت بي المخرجة للمشاركة في الفيلم فاعتذرت لأنني كنت غارقة في المسرح وفي مهرجانات بيروت، وعندما أصرت وافقت. كانت تجربة جميلة وناجحة كما سواها من التجارب الأخرى، وكل عمل مكتوب بشكل جيد ومنفذ بشكل صحيح يضيف إلى تجربة الفنان".

----------------------------------------------
المصدر : independentarabia

الخميس، 29 يوليو 2021

مهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر يختتم فعالياته

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر يختتم فعالياته

اختتمت جمعية تيرو للفنون و"مسرح إسطنبولي"، الدورة الثانية من مهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر، تحت شعار "نرقص من أجل التغيير"، في المسرح الوطني اللبناني المجاني بمدينة صور، في حضور الأهالي والطلاب، وذلك بمشاركة العروض المباشرة من لبنان للجمهور، وافتراضيا من خلال البث الحي والمباشر على شاشة المسرح للعروض من 20 دولة، منها لبنان وتايوان وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا والصين واليونان وبولندا والسنغال والهند وهولندا وفلسطين وأرمينيا والأردن وكندا والمغرب وبلجيكا ومصر.

وقد كرّمت إدارة المهرجان المخرجة اللبنانية د. جنى الحسن، ونورا بكرا من فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، والراقص الراحل حسام عبدالحميد توفيق من مصر.

المقاومة الثقافية


وأكد مؤسس المسرح الوطني اللبناني المجاني، الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي، أهمية إقامة المهرجان في ظل الظروف التي يشهدها لبنان على جميع الصعد، حفاظا على استمرار الحركة المسرحية والفنية، و"علينا أن نبقى محكومين بالأمل ومتمسكين بالحب من أجل الفرح للناس، وهذه المرحلة تحتاج الى التضامن والتلاقي والمقاومة الثقافية من أجل أن نساهم بالثورة الفكرية التي يقودها الشباب في لبنان من أجل التغيير، وهذا هو شعار المهرجان".

جهود جبَّارة

بدورها، أكدت الحسن "أهمية المسرح الوطني اللبناني وفريق جمعية تيرو للفنون في تفعيل الحركة الثقافية بلبنان في ظل التحديات التي تواجه الفنون في هذه الطروف، وقد ساهمت هذه الجهود الجبارة في الحفاظ على الفن والعلاقة مع الجمهور الذي يحتاج الى الفنون، خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة من أجل التغلب على هذه الغيمة السوداء التي نواجهها في لبنان".

الثلاثاء، 23 فبراير 2021

الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي تفوز بجائزة «الرابطة الدولية لنساء المسرح المحترفات»

مجلة الفنون المسرحية


 
الفنانة اللبنانية حنان الحاج علي تفوز بجائزة «الرابطة الدولية لنساء المسرح المحترفات»

هرة مرعي

بيروت – «القدس العربي» : رغم كون «جوكينغ» وليدة غير شرعية ومن فعل حرام، إلاّ أنها كبُرت وشبّت وحصلت على جواز سفر، وهي منذ خمس سنوات، تحط في بلد من هذا العالم وتطير إلى آخر. ليس هذا وحسب بل هي تسببت بنيل مُنجبتها حنان الحاج علي بجائزة مسرحية عالمية قلدتها إياها مؤخراً «الرابطة الدولية لنساء المسرح المحترفات».
حنان الحاج علي الممثلة والكاتبة والمخرجة أصرّت على عدم عرض نصها على الرقابة اللبنانية لنيل إذن العرض، وعرضتها لهذا السبب في فضاءات غير مسرحية، ودون بطاقات مدفوعة الثمن.
رُشِّحت لجائزة «الرابطة الدولية لنساء المسرح المحترفات» بعد مشاهدة إحدى عضواتها عرضا لمسرحية «جوكينغ» في مهرجان أدنبره، وكان مقرراً أن تُسلّم الجائزة في العام 2019 إلاّ أن الإنتفاضة في بيروت، ومن ثم جائحة كورونا حالا دون ذلك، فكان أن عُقد الحفل على مدى عدّة أيام من خلال الفضاء الإفتراضي. تخلله عرض لفيلم وثائقي عن رحلة حنان الحاج علي مع المسرح. ومن ثمّ ألقيت كلمات من «الرابطة الدولية لنساء المسرح المحترفات» وغيرهن.وكانت لها كلمة جاء فيها: «الفن يفكك المستحيل ويستطلع الممكن… الفن لا يغير العالم لكنه يغير نظرتنا إلى العالم، وبالأخص المسرح رحلة إلى بلد الأسئلة». ولفتت في كلمتها كذلك إلى مصادرة الحريات المتزايد وخاصة «حرية التعبير، وحرية التنقل، وحيث القرارات السياسية تتلطى بالحد من الإرهاب… صار قسم من العالم سجين قبل انتشار كوفيد… ففي فلسطين جدار بطول 712 كلم وارتفاعه 8 امتار، ويحجز 30 ألفاً من سكّان الضفة والقدس… هللنا لسقوط جدار برلين، لنعود ونهلل لتشييد جدران أخرى، ونُسلّم صاغرين بوجودها».
ورأت حنان الحاج علي في أحد وجوه جائزة «الرابطة الدولية لنساء المسرح المهنيات» بأنها تُشكل «إنصافاً للمرأة المبدعة، وإعتراف بصنيعها وبالتعريف عليها».
يُذكر أن هذه الجائزة تُمنح مرّة كل ثلاث سنوات بعد ترشيحات من قبل خبراء تطال كافة دول العالم، وهذا العام كانت المرشحات 28 بينهنّ أربع مسرحيات عربيات هنّ: جليلة بكّار- تونس، وإيمان عون – فلسطين، ومايا زبيب وحنان الحاج علي- لبنان.
يُذكر أيضاً أن إيمان عون وحنان الحاج ومايا زبيب والهندية مليكا سرباي «سبق ورُشّحت لجائزة نوبل للسلام» وصلن معاً إلى القائمة القصيرة.
والمعيار الذي يعتمده الخبراء لترشيح هو التميز الفني، ومدى مساهمة المسرح الذي تقدمه صانعته المرشحة في التغيير المجتمعي.
هذه الجائزة المخصصة للمسرح العالمي تعتبر من بين الأقوى عالمياً، نظراً للطاقات الفنية التي يتم ترشيحها لنيلها.
وكان فوز صانعة المسرح حنان الحاج علي بالجائزة وبإجماع أعضائها مفاجئاً لها، ووض“عها أمام مزيد من التحديات على صعيد عملها المسرحي.

الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

«زقاق»: المسرح علاجاً من الصدمات الجماعية

مجلة الفنون المسرحية  


«زقاق»: المسرح علاجاً من الصدمات الجماعية

منذ 2006، سنة الحرب الإسرائيلية على لبنان، أطلقت فرقة «زقاق» ورشها الأولى، في موازاة عملها المسرحي. طوال هذه السنوات، اشتغلت الفرقة مع فئات وشرائح متنوّعة من المجتمع، مع الأطفال والنساء، والنساء المعنّفات، والعاملات الأجنبيات، واللاجئين. ورشتها الأخيرة اختُتمت تحت عنوان «الخيال كفعل». لم تتوجّه الورشة إلى فئة معيّنة بقدر ما سعت إلى خلق مساحة للجميع، وفق إحدى مؤسسات «زقاق» مايا زبيب التي تدير الورشة مع لميا أبي عازار. فكرة الورشة جاءت من شعور «زقاق» بأن هناك حاجة إلى التعبير في هذه الأوقات التي تعيشها البلاد، في ظلّ الأزمة الاقتصادية وتبعات الصدمة الجماعية الناتجة من انفجار المرفأ، إلى جانب آثار كورونا النفسية والاجتماعية والاقتصادية. مثلاً، أقامت الفرقة ضمن الورشة ثلاث جلسات، جمعت فيها تقنيات علم النفس العيادي مع تمارين وتقنيات من المسرح التجريبي الذي يشتمل على الكتابة والحركة وعناصر أخرى. تخبرنا زبيب أن عدد المشاركين تجاوز المتوقّع، لذلك تم تقسيمهم إلى مجموعتين.

انطلاقاً من العنوان، تعتمد الفرقة على المسرح والخيال كتدريب على الفعل، فـ «المسرح هو مجتمع مصغّر يستطيع المشاركون من خلاله التفكير بطرق مختلفة خارج كل الأطر المفروضة». وفي حين فتحت أبواب المشاركة للجميع، ركّزت الفرقة على الشبان والشابات حتى عمر 35 سنة، خصوصاً أنّ من لم يهاجر منهم، يحلم أو يفكّر في الهجرة وفق مايا زبيب التي تضيف «هذه المرّة الأولى التي تكون ورش كهذه مفتوحة، من دون أن تكون موجّهة إلى فئة اجتماعية مهمّشة كما درجت العادة». وبما أن مضمون الورشة سرّي، فإنّ الخلاصة العامّة التي توصّلت إليها الفرقة هي حاجة الناس الملحّة إلى ورش ولقاءات مماثلة، خصوصاً مع غياب مساحات تعبير جماعية. واللافت، أن العدد الأكبر من المتقدّمين إلى الورشة، كانوا من غير العاملين في مجال المسرح أو الفنون الأدائية. العمل على تحويل الخيال إلى فعل، هو ما تقوم به الفرقة التي طوّرت واختبرت أساليب وأدواتها المسرحية طوال سنوات ضمن التزامها بقضايا سياسية واجتماعية مختلفة. بعدما احتضن الجلسات السابقة، اختتمت ورشة «الخيال كفعل» في استديو «زقاق» الذي تعرّض جزء منه للتدمير جرّاء انفجار المرفأ. تهاوت بعض الجدران في الاستديو، إلّا أن الورش كانت تقام في المساحات الناجية من الدمار. علماً أن الفرقة التي نالت أخيراً منحة من «معهد غوته» في لبنان، ستتمكّن من خلالها تأمين بعض المعدّات التي خسرتها جرّاء الانفجار، ومواصلة عملها في الأشهر المقبلة.


«أرصفة»... إلكترونية

على ضفة العالم الافتراضي، انطلقت أمس نسخة إلكترونية خاصّة من «أرصفة زقاق – المهرجان ٢٠٢٠» بعنوان «منصات لا تساوم». وجاء في بيان الفرقة أن إقامة المهرجان هي «محاولة لاتّحاد تواجدنا كلياً ومن دون مساومة في المدينة رغم الفترة الاستثنائيّة للجائحة العالميّة والتقييد المفروض على السفر والانهيار الاقتصاديّ المحليّ والأزمة السياسيّة وبعد الانفجار الإجرامي في مرفأ بيروت. لأن أحداث هذا العام قد أثّرت على حركتنا وشتّتت قدرتنا على التركيز على ممارساتنا، فقد قرّرنا في هذه النسخة، تركيز برنامجنا على أعمالنا الخاصّة، ونظرائنا، ضمن سياقاتنا المحلّيّة، وعلى فتح مساحات للنقاش مع فنّانين وممارسين محلّيّين ودوليّين. وإظهاراً للعمل الجماعيّ المشترك في البلد، انضمّ العديد من المنظّمات الثقافيّة المحلّيّة إلى دعوتنا لخلق مساحة فعل جماعيّة. نشأت نتيجتها مبادرة «#حواضر» التي ضمّت منظمات فنّيّة في لبنان، وخلقت المساحة والوقت، هنا والآن، للتعاون والتنظيم الجماعيّ والحوار والدعم المتبادل». ويتضمن برنامج المهرجان هذا العام: ثلاث عروض لمسرحيّة I Hate Theatre I Love Pornography، إلى جانب جولة إذاعيّة لـ «مشرح وطني» تتضمن نقاشات حول العمل، ومحاضرة مختصّة إلكترونيةّ حول خلق الأعمال المسرحيّة بالاستناد إلى تجربة «مشرح وطني»، وإطلاق وتوقيع كتاب مسرحيّة «خيط حرير»...

------------------------------
المصدر :الأخبار

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

المسرح الوطني اللبناني يُطلق برنامج مهرجان أيام فلسطين الثقافية

مجلة الفنون المسرحية

المسرح الوطني اللبناني يُطلق برنامج مهرجان أيام فلسطين الثقافية

أعلنت “جمعية تيرو للفنون” و”المسرح الوطني اللبناني” و”مسرح إسطنبولي” عن برنامج الدورة الثالثة من “مهرجان أيام فلسطين الثقافية” في الفترة الممتدة من 29 ولغاية 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور، عبر تنظيم مجموعة عروض مسرحية وسينمائية وموسيقية.

كما سيشمل المهرجان ندوات ومعارض ومساحات للفنون التشكيلية وأمسيات شعرية، بهدف إظهار الثقافة والتراث الفلسطينيين، بغية الإسهام في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وذاكرتها، وذلك بالعروض المباشرة وعبر الإنترنت بمشاركة فرقة معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى، وفرقة كمنجاتي وبيت أطفال الصمود، وعروض الدبكة والفلكلور لمركز نقش للفنون الشعبية، ولفرقة يافا ونادي الكرامة، وتعرض مسرحيات “حب ع الرَف” لفرقة عشتار، و”ميرميّة” لفرقة مسرح الحارة، و”مغناة سفر” لمسرح مرايا، ومسرحية “صور من حياة غسان كنفاني” لفرقة مسرح الحرية، و”سابع أرض” لمركز سرب للثقافة والفنون، و”قناديل ملك الجليل” لفرقة المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي، و”وين بدنا نروح؟” لفرقة تيرو للفنون، وسينمائياً يعرض فيلم “زغلول” للمخرجة الإسبانية أنا سندريرو ألفريز، وفيلم “كأنها الآن” لعبد الله معطان، وفيلم عن المتحف الفلسطيني، وتعرض مسرحية “دمى” لفرقة ايد واحدة وعرض راقص لليلى عوض الله .

وأكد مؤسس “المسرح الوطني اللبناني” الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي “على أهمية إقامة المهرجان وخصوصاً الربط بين المدن الفلسطينية والمخيمات في لبنان من خلال العروض المسرحية والسينمائية والموسيقية في تظاهرة فنية من أجل أن تبقى فلسطين وذاكرتها حاضرة على المستوى الثقافي والفني “.

وسيوجَّه المهرجان تحية إلى شخصيات فنية، وأدبية راحلة أسهمت في إبراز الثقافة والفن الفلسطينيين، أمثال الشاعر محمود درويش، والأديب غسان كنفاني، والتشكيلي مصطفى الحلاج، والشاعرة فدوى طوقان، والإعلامية فاطمة البديري، والمصورة كريمة عبود. يذكر أنّ النسخة الأولى للمهرجان انطلقت عام 2015، وشملت وقتها مجموعة أنشطة فنية ركزت على الأغنيات والمسرحيات الشعبية التراثية، والأزياء الفولكلورية، ووجهت تحية إلى الفنانين الراحلين غسان مطر ومحمود سعيد. أما الدورة الثانية فجاءت بعد توقف المهرجان لمدة أربعة سنوات ووجهت التحية الى الأديب سلمان الناطور، والفنانة ريم البنا، والشاعر سميح القاسم، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، والمخرج والمصوّر هاني جوهرية، والتشكيلي كمال بلاطة .

وتعمل جمعية تيرو للفنون على فتح منصّات ثقافية في لبنان، من “سينما الحمرا” في مدينة صور و”سينما ستارز” في مدينة النبطية و”سينما ريفولي” التي تحوّلت إلى المسرح الوطني اللبناني، أوّل مسرح وسينما مجانية في لبنان، منصّة ثقافية حرّة ومستقلة ومجانية شهدت على إقامة الورش والمهرجانات المسرحية والسينمائية والموسيقية، وتقوم على برمجة العروض السينمائية الفنية والتعليمية للأطفال والشباب، وتقديم السينما لأي أحد يريد تقديم عمله الفني، وتهدف الى نسج شبكات تبادلية مع مهرجانات في الخارج وفتح فرصة للمخرجين الشباب لعرض أفلامهم ، وتعريف الجمهور بتاريخ السينما المحلية والعالمية، والى اللامركزية في العروض عبر “باص الفن السلام” للعروض الجوالة في القرى والبلدات من خلال مهرجان صور الموسيقي الدولي ومهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر، مهرجان صور السينمائي الدولي للأفلام القصيرة، مهرجان لبنان المسرحي الدولي للحكواتي، ومهرجان تيرو الفني الدولي، ومهرجان صور الدولي للفنون التشكيلية، ومهرجان شوف لبنان بالسينما الجوالة، ومهرجان أيام صور الثقافية، ومهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة .

الأحد، 8 مارس 2020

تحت شعار "من أجل الحرّية والمساواة" مسرح اسطنبولي يستضيف "مونودراما المرأة"

السبت، 15 فبراير 2020

جو قديح «أمّ الكل»... حكايا الجدة في «زمن الثورة»

مجلة الفنون المسرحية

جو قديح «أمّ الكل»... حكايا الجدة في «زمن الثورة»

عبد الرحمن جاسم  - الأخبار

نضج جو قديح كثيراً منذ مسرحيته الأخيرة. أستاذ المسرح وتلميذ أحد عمالقة المسرح اللبناني الراحل جلال خوري، بات يعدّ العدة فعلياً ليقدّم مدرسته الخاصة في المسرح «الفردي». هذا النُضج نراه في مسرحيته الجديدة «أم الكل» التي تنطلق عروضها غداً في «مسرح الجميزة»، لتقارب «الثورة» اللبنانية بطريقة قديح الفردية الساخرة. للمرة الأولى ربما، يلعب قديح دوراً أنثوياً، مجسداً شخصية امرأة مسنّة يحلو له أن يسميها «أم الكل».

يعرف قديح من أين تؤكل الكتف مسرحياً، كيف يجذب جمهوره ويبقيه طيلة ساعةٍ كاملةٍ مسمّراً لحكايا تلك الجدّة التي ترى الثورة على طريقتها. يقول لنا: «بدأت الفكرة حين كنت أجلس مع زميلتي وصديقتي سولانج تراك وحدّثتني عن جدّتها وقلّدتها أمامي. من هنا كانت بدايات الشخصية، لاحقاً مزجتها مع شخصية من حياتي وهي هنرييت بستاني، زوجة إميل بستاني (قائد الجيش اللبناني بين عامَي 1965-1970)». ويضيف: «كتبت المسرحية على وقتٍ طويل. في البداية، كتبت نصاً، ثم تكاسلت بعض الشيء، لكنني عدتُ وتشجعت، فكتبت جزءاً ثانياً، ثم عدتُ وكتبت جزءاً آخر، وسرعان ما تركته. كتبت أكثر من 70 صفحة لم أستعمل منها أيّ كلمة في المسرحية». أوقف قديح العمل على مسرحيته، مع بدء الأحداث في لبنان، إذ شعر بأنه لن يقدّم أيّ عمل مسرحي خلال هذا العام، بعدما كان قد حجز «مسرح مونو» لتقديم عرض كعادته في شتاء كل عام. لم يحدث الأمر، «قلت السنة مش رح أعمل مسرح». لكن سرعان ما عاد للغوص في شخصية «أم الكل» بعد «شهرين ثورة» بحسب توصيفه، مضيفاً إلى الشخصية التي كتبها قبل «الثورة» أحداثاً أحسّ بها، شاهدها وعاينها خلال تلك الأيام التي نزل فيها إلى ساحات الاعتصام. يقول: ««أم الكل» لم تكن في البداية عملاً مونودرامياً، بل كانت هناك العديد من الشخصيات، لكنني سرعان ما ارتأيت أن يكون العمل فردياً». تحكي مسرحية «أم الكل»، بحسب ما شهدناه خلال التدريبات، حكاية مسنة، تعيش وحيدةً مع ذكرياتها، حتى لحظة اشتعال الاحتجاجات في لبنان. هنا تتغير حياتها، تصبح جزءاً من الحراك الشعبي، تنزل إلى الشارع، وتخوض غمار تجارب جديدة لم تكن قد عايشتها من قبل. هناك أبعادٌ تاريخية يقاربها قديح عبر هذه الشخصية التي يلعبها طيلة ساعةٍ تقريباً على الخشبة. لعبة الضوء والصوت يقاربها مع الشخصية، مع ديكور خفيف جداً يقارب المسرح الإغريقي أو البريشتي لا أكثر، إذ لا ديكورات مبهرجة، أو تفاصيل كثيرة. هنا الشخصية هي الحدث والحديث الرئيسيان. تكفي الكرسي الذي تجلس عليه البطلة، مع ضوء مسلط عليها، وطاولة بالقرب منها كي يكون الحدث كاملاً والعمل واضحاً للمشاهد. «هناك في المسرحية رسالة خفية، قد لا يتنبه لها البعض، هي رسالة حول ضمان الشيخوخة» يعلّق قديح، مضيفاً: «في الغرب، حين يبلغ الإنسان عامه الـ 64، يبدو كما لو أنه وُلد من جديد، إذ يذهب في رحلات حول العالم، يمارس طقوساً جديدة في حياته، هناك أنظمة وقوانين ودولة تحميه. أما في بلاد الشرق الحزين، فلا أحد يهتم بـ «الختيار». هنا أتحدّث عن سيدة مسنّة، لكنها في الوقت نفسه «أم الكل» حارسة الحكايا وراويتها». تقنياً يبدو العمل متناسقاً. كعادته، يضمّ قديح في فريقه «سلاحه السري» سولانج تراك، الممثلة والمساعدة والمتابعة لجميع تفاصيل العمل، «نعم سولا هي قلب العمل الحقيقي» يقول قديح. الممثلة اللبنانية التي عرفها الجمهور في أعمال تلفزيونية ومسرحية عدة (من بينها مسرحيتان مع قديح) هي كل العمل اللوجستي والتقني، فيما يساعدها في ذلك فريدريك أبي خليل ومحمد فرحات على الإضاءة والتقنيات. يكشف لنا قديح: «في البداية، كنت أريد أن أضع الجمهور معي على المسرح، لكن سولا منعتني لأسباب تقنية. لذلك قررت أن أقسم الصالة إلى قسمين، مثلما قسم البلد إلى قسمين»، مضيفاً أنه سيضع حائطاً من الكرتون أو الخشب وسيتم رسم العلم اللبناني عليه، «أنا مبسوط إنه عملنا شي، يمكن نعرض أسبوع، يمكن أسبوعين، حسب البلد، وحسب أديه في جمهور، لأنه الوضع بالبلد مش واضح، إحنا عايشين كل يوم بيومه». «أم الكل» عمل أراد قديح من ورائه، أن يقول رأيه بكلّ ما يحدث حالياً في لبنان، قد لا يوافق الجميع على آرائه السياسية، لكن ما لا خلاف عليه هو إصراره على إنجاز عمل بدون دعم ولا رعاة، انطلاقاً من قناعته بأنّ المسرح هو رئة لبنان الفنية الوحيدة التي لا تزال ذات مستوى عالٍ.

* «أم الكل»: ابتداءً من الغد ــ «مسرح الجميزة»، بيروت ـ للاستعلام: 76/409109

السبت، 28 ديسمبر 2019

الثورة والمسرح... صورة من بيروت

مجلة الفنون المسرحية 
فوتوغرافيا : ماري - روز أسطة 

 الثورة والمسرح... صورة من بيروت


ناصر الرباط - العربي الجديد 

لفتت نظري صورة فوتوغرافية معبرة في مقال بالإنكليزية نشره الصديق أحمد منقارة بعنوان "الشباب اللبناني يسترجع الفراغ العام عبر الفن والحوار". الصورةالتقطتها السينمائية ماري - روز أسطة لمغنّية السوبرانو اللبنانية منى حلاب في الثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي في "المسرح الكبير"، وسط بيروت، والذي صمّمه يوسف أفتيموس، أحد أبرز المعماريّين اللبنانيّين في مطلع القرن العشرين.
هذه الصورة مستلّة من فيلم قصير أنتجته أسطة لمنّى حلاب وهي تؤدّي أغنيةً عفوية عن الثورة اللبنانية في بهو المبنى المهجور والمترَب، ألّفتها مجموعة من المشاركين في التظاهرات، تشع من كلماتها روح لبنانية جديدة عابرة للطوائف. تقول الأغنية:

‬"لما ساحة النور تهتف، كرمالك يا صور
والنبطية دموعا تذرف، عشوفة ساحة النور
وبيروت متل العادة، تفوّت الزوار على بيتا
لما تشوفوا هالمناظر، ما بتقول يا ريتا؟
حالتنا دايماً هيك، بلا طوائف عالهوية
من اليوم ورايح لازم هاي، تكون هيّ القضية"

ولكن ما شدّ انتباهي حقّاً هو عبارة مبخوخة بالأسود على عتبة خرسانية ضخمة تقول "بدنا (نريد) خبز وعلم ومسرح". أثار هذا الشعار المكتوب على عجلٍ في نفسي خواطر عن دلالاته في هذه اللحظة المفصلية في التاريخ العربي المعاصر؛ فقد أوحت لي العبارة بانبثاق صوت جماعي غير مسبوق لجيل من الشباب العربي المُحاصَر والمُهمَل الذي هبّ مؤخّراً مراراً ضد حكّامه المتسلّطين والقامعين في بلدان عربية شتّى مطالباً بحقوق حُرم منها لعقود طويلة، اختزلها الشعار في ثلاثة عناصر: الخبز والعلم والمسرح.
طلب الخبز أو الإعالة المادية شعار واضح وصريح، سمعناه بدايةً في شعار ثورة يناير في مصر "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، وهو مفهوم تماماً في ظل اقتصاد راكد ومتعفّن حكم على شرائح ضخمة من شبابه بالبطالة الدائمة والتفتيش اللاهث عن لقمة العيش. وكذلك الحال في طلب العلم أو المعرفة في منطقتنا العربية التي ما زالت تعاني من تدهور نُظُم تعليمها وتخلّفها المدقع عن اللحاق بركب عصر التكنولوجيا المتقدّمة وقواعد المعلومات الهائلة والمتوافرة بكبسة زر.
لكن طلب المسرح، هذه المؤسّسة الغائبة (أو المغيَّبة) عن الواقع الثقافي العربي، أمر قد يبدو غريباً في البداية. ولكن إذا ما تمعّن المرء فيه لوجده يرمز إلى حيّز مدني مهمّ يلخّص بوجوده مكوّناً أساسياً من العيش المشترك لم تعرفه أجيال عديدة من العرب (وغيرهم من شباب الجنوب الفقير) الذين نشأوا في ظل أنظمة الاستبداد الحديث. هذا البعد المفقود هو الفضاء العام أو الفضاء المدني.
لست أقصد هنا غياب الساحات العامّة من المدن العربية. فهذه، على قلّتها وسوء تخطيطها، موجودة إلى حد ما في كل مدينة عربية. ولا أقصد أيضاً المناطق الحضرية المفتوحة في المدينة، مثل الأسواق أو مراكز التسوّق، التي تُعتبر عادةً فضاءات عامّة حيث يتجمع الناس، ولكن غالباً لممارسة نشاط تجاري لا أبعاد جماعية أو مدنية له.
ولكنّي أعني المساحات التي ينخرط فيها الناس بشكل فعلي في نشاط جماعي، مثل التثقّف أو العبادة أو الاحتجاج. ومن ثم ففهمي لطلب المسرح في الكتابة على كتلة "الغراند تياتر" الخرسانية نابعٌ من وظيفة المسرح المهمّة كمساحة نقاش عامّة.
فالمسرح، الذي ابتكره الإغريق حوالي القرن السادس قبل الميلاد، كان في الأصل حلقة من سلسلة كاملة من الأنشطة الثقافية التي شارك فيها جميع المواطنين، والتي تراوحت بين المهرجانات الشعائرية، من عبادات ورياضات واحتفالات طقسية، والتجمّعات السياسية في الآغورا (أو ساحة المدينة الرئيسية والعامّة). كانت هذه الأنشطة تهدف في المقام الأول إلى التأكيد على مشاركة المواطن في الحياة العامة للمدينة بكل أبعادها كجزء من مواطنيته (ولو أن النساء كن مستبعدات عن هذه النشاطات).
ضمن هذا الإطار، شكّل المسرح حيّزاً عامّاً مهمّاً ومساحةً للحوار رئيسيةً يتقاطع فيها التمثيل والترتيل والغناء الكورسي الذي يؤدّيه الممثّلون والمشاهدة والتفاعل الذي يقدّمه المتفرّجون. كان المسرح أيضاً الإطار الذي نشأ ضمنه نوع من التعلّم العاطفي والسياسي من خلال المسرحيات التي ألّفها كبار المؤلّفين المسرحيّين الإغريق من أمثال أخيلوس وسوفوكليس وأوريبيدوس، ومن خلال تشكيل فضاء المسرح والإعداد الفني والديكور. ولكن الوظيفة الضمنية للمسرح كانت في المقام الأول تسهيل التفاعل بين الممثّلين والجمهور، الذي كان من المتوقّع أن يشارك في التعبير بحرية.
هذا التفسير غير التقليدي للمسرح، على تاريخانيته الواضحة بعض الشيء، يسمح لي بقراءة مطالب الشعار البيروتي بشكل أقل تخصّصاً وأكثر انفتاحاً و"ثورية"؛ ففي عصر الاحتجاجات واسعة النطاق التي أشعلها الشباب المحرومون والقلقون على مستقبلهم الذي سيطرت عليه طبقات سياسية ومالية فاشلة وفاسدة حكمتهم مع ذلك لعقود، يوفّر المسرح مساحة عامّة مثالية وفاعلة وآمنة بعض الشيء للمشاركة والتعلّم والتعبير والحوار الثقافي.
من هذا المنظور المنفتح للمسرح كفراغ عام، يمكن للعديد من المساحات العامة والمفتوحة الموجودة أصلاً في المدينة أن تحقّق هذه الأهداف التثقيفية والاجتماعية بإضافة جرعة صحية من الحرية لوظائفها مع حد أدنى من التدخّل المعماري في تصميم وتأهيل فراغاتها.
من الواضح مثلاً أن الساحات العامة يمكن أن تُوظَّف في كثير من الأحيان كمسرح مؤقّت، حيث تشغل زواياها بالخطباء والموسيقيّين وجميع أنواع الفنّانين الذين يتفاعلون مع المارّة بالحركة والكلمة والصورة. يمكن أيضاً أن تصبح المقاهي والبارات والمطاعم مسارح مؤقّتة. وكثير منها في الواقع تتبنّى هذه الوظيفة في بعض الأوقات، وأحياناً بشكل منتظم. وبالطبع يمكن للمسارح الفعلية، المصمّمة أساساً كمسارح، أن تتخطّى دور الترفيه فقط، الذي وجد العديد منها نفسه فيه، من دون التخلّي عنه كأداة لجاذبيتها، وأن تقتبس بعضاً من روح الحرية التي يطالب بها شباب المتظاهرين، كما فعل بعضها في عهود الأمل الفائتة.
يمكن في هذا المجال إعادة بناء "المسرح الكبير" في بيروت لتلبية هذا الغرض بأن يكون جامعاً ومكاناً للقاء والحوار بين المواطنين، لا أن تُمحى هويته كما يُشاع من أن مالكته، شركة "سوليدير" العقارية، تنوي تحويله إلى رمز نيوليبرالي للعمران الذي حملت هي نفسها رايته في بيروت بعد الحرب الأهلية بأن ترممه كـ "بوتيك آوتيل"، أي فندق مخصص.
المطلوب لاستعادة الصفة المدنية في هذه الأماكن العامّة هو إعادة التأكيد على الالتزام القوي بمفهوم المواطن كفاعل حر وموثوق به في المجال الجماعي.


* مؤرّخ معماري سوري وأستاذ كرسي الآغا خان للعمارة الإسلامية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

"مهرجان لبنان المسرحي للحكواتي"... تظاهرة فنية لتبادل الممارسات التراثية

الاثنين، 23 سبتمبر 2019

أربعة أيام من العروض... برنامج مهرجان أيام فلسطين الثقافية في المسرح الوطني اللبناني

مجلة الفنون المسرحية

أربعة أيام من العروض... برنامج مهرجان أيام فلسطين الثقافية في المسرح الوطني اللبناني


أعلنت إدارة مسرح_إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون عن برنامج فاعليات الدورة الثانية من «مهرجان أيام فلسطين الثقافية» والذي يعقد من 27 إلى 30 أيلول الجاري، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومؤسسة دروسوس، وبلدية صور، والاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان، ويمتد على أربعة أيام، وسيشهد مجموعة عروض فنية على «المسرح الوطني اللبناني» في صور، وستوجَّه تحية إلى شخصيات فنية، وأدبية راحلة أسهمت في إبراز الفن الفلسطيني، أمثال الكاتب والأديب سلمان الناطور، والفنانة ريم البنا، والشاعر سميح القاسم، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، والمخرج والمصوّر هاني جوهرية، والتشكيلي كمال بلاطة.

يفتتح المهرجان في 27 أيلول، بمعرض للحرف والأشغال اليدوية الفلسطينية ومعرض للرسم والصور الفوتوغرافية بعنوان "ما بعد الحرية"، ويعرض فيلماً عن المكرمين في المهرجان، وفيلماً وثائقياً عن الكاتب سلمان الناطور. وتُقام عروض دبكة وفلكلور لفرقة "سراج العودة" للفلكلور الشعبي ولفرقة "ظريف الطول". وتعرض في 28 أيلول، عند السادسة مساءً، مسرحية "مستشار الملك" لفرقة المسرح الوطني الفلسطيني للمخرج محمد الشولي، ويُعرض فيلم "ناجي العلي" للمخرج عاطف الطيب، عند الثامنة مساءً. وتعقد في 29 أيلول عند السادسة مساءً أمسية شعرية، للشعراء جهاد الحنفي ومحمد قادرية ومحمد كروم وعمر زيداني، ويقدم الأمسية طه العبد، بالإضافة الى توقيع كتاب "سأصبح نجماً" لنضال حمد عند السابعة مساءً، ويُعرض فيلم "الزمن الباقي" للمخرج إيليا سليمان عند التاسعة مساءً.

تختتم فاعاليات المهرجان في 29 أيلول، عند السادسة مساءً، بأمسية موسيقية لفرقة اللد للأغنية الوطنية، ويُعرض فيلم "الجنة الآن" للمخرج هاني أبو أسعد عند السابعة مساءً.

----------------------------------
المصدر : النهار 

الجمعة، 28 يونيو 2019

بمشاركة فرق من لبنان والخارج وأعمال طلاب الجامعات "اسطنبولي" يستقبل مهرجان لبنان المسرحي الدولي للرقص المعاصر

الثلاثاء، 5 مارس 2019

برنامج مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة يحتفل بتاء التأنيث ونون النسوة

مجلة الفنون المسرحية

برنامج مهرجان لبنان المسرحي لمونودراما المرأة يحتفل بتاء التأنيث ونون النسوة


أعلنت إدارة "مسرح إسطنبولي" و"جمعية تيرو للفنون" العروض المشاركة ضمن الدورة الأولى من مهرجان لبنان المسرحي الدولي لمونودراما المرأة الذي سيقام من 8 آذار إلى 12 منه بالتزامن مع يوم المرأة العالمي، احتفاء بتاء التأنيث ونون النسوة وإظهار قوتها في لغة الضاد مسرحياً وفنياً، حاملاً تحية إلى الرائدة المسرحية الراحلة الدكتورة سهام ناصر.

المهرجان يقام في المسرح الوطني اللبناني في مدينة صور بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة وبلدية صور و"مؤسسة دروسوس"، وستشارك عروض عربية وأجنبية "كيف أنك؟" لآمال العويني من تونس، "بلا معنى" للمخرجة منار الزين، تمثيل وسام اسامة من مصر، "علدقة" لفاطمة دياب من لبنان، "مانيفستو بات" لمارين تيرابو كواتوزيا من اسبانيا، "داندو آيل كانت" اخراج إليسا نينيو وتمثيل نيريا غوميز من اسبانيا، ومن البرتغال عرض لا يزال على الطريق، اخراج أنا بالما وتمثيل ماريا جواو فيسينتي، ومن المكسيك عرض "مشروع السمكة" للوسيرو هيرناندز أريويلا.
تتنافس العروض ضمن المسابقة الرسمية على جائزة أفضل ممثلة وجائزة أفضل إخراج وجائزة أفضل نص وجائزة أفضل عرض متكامل وجائزة أفضل سينوغرافيا، وسيقام على هامش المهرجان مؤتمر لبنان المسرحي الأول الذي سيناقش أزمة المسرح في لبنان وأهمية كسر المركزية الثقافية ودور المسرح في الوعي والتغيير، وستدار ندوة عن دور المرأة في المجتمع وتطلعاتها تقيمها لجنة حقوق المرأة في لبنان وجمعية لجنة الأمهات، وستشارك "جمعية بيت المرأة الجنوبي" بمعرض للحرف اليدوية أيام المهرجان.
يأتي المهرجان بالتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس "جمعية تيرو للفنون" بعد انجازات إعادة فتح منصات ثقافية تاريخية، منها سينما الحمرا في مدينة صور بعد 30 عاماً على إقفالها، وسينما ستارز في مدينة النبطية بعد 27 عاماً، وسينما ريفولي بعد 29 عاماً لتتحول الى المسرح الوطني اللبناني، أول مسرح وسينما مجانية في لبنان، وهي عبارة عن منصة ثقافية حرة مستقلة مجانية للجميع، تحتوي على صالة سينما ومسرح ومكتبة عامة وتقدم جميع نشاطاتها للجمهور بالمجان، وتهدف الجمعية التي ساهم في تأسيسها الممثل والمخرج قاسم إسطنبولي إلى تفعيل الحركة الثقافية والفنية في المناطق المهمشة من خلال إعادة فتح المنصات الثقافية وإقامة الورش التكوينية والنشاطات الفنية.

الخميس، 13 ديسمبر 2018

عرض (الوهم) يفوز بجائزة أفضل عمل في مهرجان لبنان الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية 

عرض (الوهم) يفوز بجائزة أفضل عمل في مهرجان لبنان الوطني للمسرح

  رويترز


اختتم مهرجان لبنان الوطني للمسرح دورة (انطوان كرباج) فعالياته على مسرح المدينة في بيروت ليل الاثنين بالإعلان عن المسرحيات الفائزة.
ونالت مسرحية (الوهم) للمخرج كارلوس شاهين جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل مسرحي وقيمتها عشرة الاف دولار فيما حصدت مسرحية (البيت) جائزة أفضل نص للكاتبة أرزة خضر وذهبت جائزة أفضل ممثلة للفنانة يارا أبو حيدر.
gi
أما مسرحية (حكي رجال) فقد حصدت جائزتي أفضل إخراج للمخرجة لينا خوري وأفضل ممثل للفنان غبريال يمين. وذهبت جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل سينوغرافيا إلى الفنانة ماريز عبد المسيح عن مسرحية (شخطة شخطتين).
وحصلت الفنانة باتي توتل على جائزة أفضل مؤثرات صوتية وديكور عن مسرحية (فريزر).
تسلم المدير العام لوزارة الثقافة اللبنانية علي الصمد جائزة الهيئة العربية للمسرح المقدمة لوزارة الثقافة.
وتبلغ قيمة الجوائز السبع في التأليف والإخراج والتمثيل والموسيقى والسينوغرافيا 22 ألف دولار.
وسبق الإعلان عن الأسماء الفائزة عرض لمسرحية (مأساتي) للمخرج عصام أبو خالد خارج إطار المسابقة. وتؤدي دمية منفردة المسرحية التي تعرض بأسلوب السخرية السوداء مآسيها وتلاشي أحلامها أمام الواقع المرير والتي تتقاطع مع مآسي وأحلام الناس العاديين.
وتعاونت الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من الشارقة مقرا، مع عدد من الوزارات والمؤسسات المسرحية في الدول العربية لإطلاق مهرجانات وطنية خلال 2018 في موريتانيا والسودان وفلسطين والبحرين.
وكانت فعاليات المهرجان قد انطلقت في بيروت  في الثالث من الشهر الجاري حيث  تنافست  سبعة عروض مسرحية على جوائزه.
وفي كلمة إلى رواد المسرح قال ممثل وزير الثقافة علي الصمد "الحلم مستمر فلا تهجروا المسرح في لبنان.. وزارة الثقافة تسهر بالليل والنهار لرعاية كل الشؤون الثقافية في البلد".
وعلق الممثل بديع أبو شقرا على أعمال المهرجان بتأكيده أن لبنان حقق حلما بسرعة قياسية. وقال إن الذين "ساهموا بإنجاح المسرح هو الناس والمسرحيون، والمهرجان برهن أن المسرح هو العنصر الأساسي للثقافة في العالم، وهذا يشجع الممولين أن يستثمروا في هذا القطاع كما يشجع الوزارات المختصة أن تخصص ميزانية للتمويل".

الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

انطلاق أولى دورات المهرجان الوطني للمسرح اللبناني بتكريم انطوان كرباج

مجلة الفنون المسرحية

انطلاق أولى دورات المهرجان الوطني للمسرح اللبناني بتكريم انطوان كرباج

بيروت (رويترز) 

انطلقت في بيروت مساء الاثنين أولى دورات مهرجان لبنان الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح حيث تتنافس سبعة عروض مسرحية على جوائزه.

وحملت الدورة اسم الممثل اللبناني المخضرم انطوان كرباج أحد أشهر مؤسسي المسرح الحديث في لبنان والذي تعذّر حضوره بسبب المرض.

وأعلن وزير الثقافة غطاس خوري أن رئيس الجمهورية ميشال عون قرر منح الفنان كرباج وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط تقديرا لعطاءاته الفنية المميزة وقال خوري إنه سوف يذهب إلى منزل كرباج مع وفد من لجنة المهرجان لتقليده الوسام.

وعلى مسرح المدينة في بيروت تم عرض سيرة كرباج الذاتية المصورة مع أهم أعماله التلفزيونية والمسرحية وبينها أدواره في مسرحيات الأخوين رحباني وفيروز مثل (الشخص) و(يعيش يعيش) و(بترا) وغيرها من الأعمال التي يحفظها رواد المسرح اللبناني.

وبكلمات ساخرة شكر الممثل رفيق علي أحمد مبادرة رئيس الجمهورية على منح كرباج وساما وطنيا وهو على قيد الحياة وأضاف ”لعلم زوجتي والجمهور فإن الدولة اللبنانية تعطي أوسمة للفنانين بعد ما يموتوا“.

وقال نقيب الممثلين نعمة بدوي إن المهرجان سيشهد ليالي عامرة لمجموعة من المسرحيين اللبنانيين.

وأضاف ”الليلة ليلة فرح من الآن وحتى العاشر من هذا الشهر في ظل الجو الصاخب الذي يعيشه البلد ... هناك أناس لا زالت تفرح وبتؤمن بالمسرح وشكرا إنه ما زال هناك مسؤول عربي يرعى المسرح الجاد“.

وقال الممثل بديع أبو شقرا إن المهرجان هو حاجة وطنية لأي بلد وأضاف ”إذا ما كان في فن ومسرح يعني في نقص كتير كبير بالثقافة ونحن نحاول أن نكرس هذا المهرجان ليصير منزل سنوي لكل المسرحيين“.

والمهرجان وليد اتفاقية تعاون وقعتها في مايو أيار 2018 الهيئة العربية للمسرح، التي تتخذ من الشارقة مقرا لها، ووزارة الثقافة بهدف تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أقرها مجلس وزراء الثقافة العرب في الرياض عام 2015.

وتقام الدورة الأولى للمهرجان في الفترة من الثالث إلى التاسع من ديسمبر كانون الأول على مسرح المدينة في بيروت، على أن يقام حفل الختام وتوزيع الجوائز في العاشر من الشهر ذاته.

والعروض المتنافسة هي (الدكتاتور) للمخرجة سحر عساف، و(حكي رجال) للمخرجة لينا خوري، و(البحر أيضا يموت) للمخرج أنطوان أشقر، و(شخطة شخطين) للمخرجة باتريسيا نمور، و(البيت) للمخرجة كارولين حاتم، و(وهم) للمخرج كارلوس شاهين، و(فريزر) للمخرجة بيتي توتل.

يمنح المهرجان سبعة جوائز في التأليف والإخراج والتمثيل والموسيقى والسينوغرافيا، تبلغ قيمتها المالية 22 ألف دولار.

وقال الممثل الإيمائي فايق حميصي عضو الهيئة العليا للمهرجان إن المسرحيين اللبنانيين كانوا على موعد مع حظ كبير عندما قررت الهيئة العربية للمسرح دعمهم.

وأضاف ”لقد اتخذت الهيئة قرارا بأن يكون هناك مهرجان مسرحي لكل دولة ليس فيها مهرجان وطني للأعمال المحلية فقط وكنا ننتظر هذه الفرصة وكان الدعم المادي والمعنوي من الهيئة العربية للمسرح ومن وزارة الثفاقة اللبنانية وهذا سيكون نموذجا للتعاون. وجميعا قررنا أن يكون التكريم للرعيل الأول من المسرحيين اللبنانيين فوقع الاختيار على الممثل الأول في لبنان الفنان انطوان كرباج“.

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

حكايات نسوية ومجتمع ذكوري وقصص رجال طموحين

مجلة الفنون المسرحية

حكايات نسوية ومجتمع ذكوري وقصص رجال طموحين

رنا نجار - العرب 



مسرحية "طيور أيلول" للمخرجة لينا أبيض مقتبسة عن رواية للكاتبة اللبنانية الراحلة إميلي نصرالله.

تختصر المخرجة اللبنانية لينا أبيض في مسرحيتها الأخيرة بعنوان “طيور أيلول” المسافات بين القرية والمدينة وبين الجيل القديم والشباب وبين الأدب الكلاسيكي والمسرح التجريبي. والمسرحية مقتبسة عن رواية للكاتبة اللبنانية الراحلة إميلي نصرالله كانت قد نشرتها سنة 1962، وقدمت أخيرا على خشبة إروين في حرم الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت حيث يؤدي أدوار شخصياتها طلاب المسرح في الجامعة.


إن تحويل عمل أدبي سواء أكان رواية أم قصة أم قصيدة إلى عمل ممسرح، ينتقل به من فضاء المكتوب إلى عالم الصورة والمشاهدة، ليس بالأمر اليسير، خاصة إذا كان العمل الأدبي الذي يراد الاشتغال عليه من الأدب الكلاسيكي المتميز بتشعباته ولغته الخاصة. لكن ذلك لم يمنع المخرجة اللبنانية لينا أبيض من الاشتغال مسرحيا بشكل مفاجئ على واحد من أهم النصوص الكلاسيكية اللبنانية رواية “طيور أيلول” لإيميلي نصرالله.

قصص النساء والرجال
في الأصل تنتمي رواية “طيور أيلول” إلى الأدب الكلاسيكي وأبطالها قرويون من بلدة الكفير البعيدة في جنوب لبنان وتتناول قضايا الهجرة وقصص الحب المبتورة والكبت والتمييز الجنسي وأحلام الشباب صعبة التحقيق. وكان من الصعب إعدادها ومسرحتها بلغة شباب اليوم وبمشاهد بسيطة خفيفة تبتعد كل البعد عن قساوة حكاياتها التي لا يزال يعاني منها اللبنانيون وإن بوجوه مختلفة.

فما كان على أبيض إلا اختيار المسرح التجريبي لاختراق رصانة الرواية. أما المفتاح الأول لعصرنة النص فكانت اللهجة اللبنانية المتداخلة أحيانا مع الإنكليزية وعبر اختيار التمرينات كحدث أساسي تدور خلاله وفي فلكه المسرحية.

فالعرض كله يدور في مشاهد تمرينية يتدرب فيها الطلاب على صياغة حوارات إميلي نصرالله وتحويلها إلى نص مسرحي مرِن وإلى التدرّب على أداء شخصيات الرواية الشهيرة في المجتمع اللبناني وهي مرسال ونجلا وحنّة ومريم ومنى.

في البداية تقف المخرجة إلى يمين الخشبة وتعلن بدء المسرحية وتوجه الممثلين الواقفين على المسرح بثياب بسيطة رياضية ومريحة جدا ليأخذوا أماكنهم وترتيب الديكور. ثم تبدأ الأحداث ليكتشف الحضور لاحقا أن العرض قد بدأ.

شيئا فشيئا تتراكم الأحداث ويدخل المشاهد بقلبه وإحساسه وعقله في صلب السيناريو فتظهر قصص النساء اللواتي يمنعن من الحب والحديث على صوت عال وقصص الرجال الذين لا يمكنهم تحقيق أحلامهم لضيق الأفق في القرية التي يعتمد أهلها في معيشتهم على الزراعة ولا سيما الزيتون.

الممثلون رغم صغر سنهم أدوا أدوارهم ببراعة رغم بعض الهفوات وقد تباحثوا على المسرح في كيفية أداء هذه الأدوار والبحث في مدى واقعية وحداثة القصص التي كتبتها نصرالله في الرواية مثل الاغتصاب والزواج المبكر وفض البكارة.

كما كانوا يناقشون قساوة المشاهد التي يؤدونها وكيفية علاجها على المسرح وأهمها مشهد وداع ناجي الذي قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة تاركا حبيبته وأهله يعانيان ألم الانفصال.

لكن الأداة التي طغت على كل ذلك البوح عن الحكايات النسوية والمجتمع الذكوري وقصص رجال طموحين يسعون إلى حياة أفضل وكانت أكثر تميزا في الديكور البسيط.

اختارت أبيض أن يمسك أحد الممثلين مكبر صوت حديث الصنع مع عصا طويلة ويلحق به زملاؤه الممثلون عندما يأتي وقت البوح بأسرار يجب ألا يعرفها أحد مثل لقاء العشاق أو أسرار مريم عن حبها الأسطوري أو مرارة حكاية زواج ليلى بالقوة من رجل يكبرها سنا.

قصص النساء اللواتي يمنعن من الحب والحديث على صوت عال وقصص الرجال الذين لا يمكنهم تحقيق أحلامهم

كان مكبر الصوت هو صوت إميلي نصرالله أو صوت الراوي الذي كشف أسرار هذه الشخصيات وكان في الوقت نفسه الصوت الذي يجب أن يبقى خلف الجدران ولا يجب أن يعرف به الأهل والجيران وأهالي الضيعة الذين لا يحفظون سرا. كان صوت الحب المقموع وقتل البنات لمجرد أنهن أحببن فقط.

الهروب من الكلاسيكية
سعت لينا أبيض إلى تخطي الزمن في تجسيد المشهد الحسي والشاعري في الرواية وذلك بواسطة ديكور بسيط هو عبارة عن كرسي من الخشب وأغطية لنشر الزيتون عليها وفوط بيضاء بالإضافة إلى السماء الزرقاء في خلفية المسرح التي تلطخت بالدماء عند مقتل مريم.

وقالت لينا أبيض “قرأت أعمال إميلي نصرالله كلها ولكنني اخترت مسرحة ‘طيور أيلول‘ لأنها تمثل بالنسبة إلي نقطة البداية الدائرية لأدب نصرالله وقصصها الحقيقية والإنسانية وحياتها التي أقفلت مع كتاب ‘المكان‘ الذي صدر بعد وفاتها” في وقت سابق من هذا العام.

وأضافت أنها “هربت من الكلاسيك من خلال اختيار المسرح التجريبي ودوران الأحداث خلال التمرينات حيث كل شيء مسموح للتخفيف من وطأة النص الأساسي الكلاسيكي على المشاهد”. وأشارت إلى أنها “لا تؤمن عادة باستخدام اللغة الفصحى على الخشبة وتفضل اللغة الدارجة التي تصل إلى المشاهد بسلاسة”.

وتابعت “هنا أردت أن أقرّب نص الرواية من يومنا وعصرنا الذي لا يزال يعاني من قصص الحب الممنوعة بين الأديان والزواج المبكر والقسري والهجرة التي تتزايد. وأردت أن أقرب هذه المواضيع من المشاهد الشاب والمخضرم، فكان من المستحيل أن أوصل كل الرسائل التي تتضمنها المسرحية بالفصحى”.

وقالت المخرجة الشابة دارين شمس الدين بعد مشاهدتها المسرحية إنه “عرض ساحر جمّل نص إميلي نصرالله ورفعه إلى أن يكون حديثا بامتياز. دخلت إلى المسرحية محتارة كيف يمكن تحويل رواية أدب شعبي وكلاسيكي إلى مسرحية مع مخرجة بعيدة كل البعد عن النمطية والكلاسيكية وإذا بي أخرج بمسرحية فيها كمّ من المشاعر والصدق والخفة والذكاء”.

الأحد، 25 نوفمبر 2018

انطلاق مهرجان لبنان الوطني للمسرح في دورته الاولى من 3 الى 9 شهر كانون الاول 2018

مجلة الفنون المسرحية

انطلاق مهرجان لبنان الوطني للمسرح في دورته الاولى من 3 الى 9 شهر كانون الاول 2018


اعلن وزير الثقافة الدكتور غطاس الخوري عن انطلاق مهرجان لبنان الوطني للمسرح في دورته الاولى من 3 الى 9 شهر كانون الاول 2018 بالتعاون مع الهيئة العربية للمسرح حيث ستعرض المسرحيات على خشبة مسرح المدينة وفي 10 من الشهر نفسه سيكون الاحتفال باعلان وتوزيع الجوائز للفائزين.
كلام الوزير الخوري جاء خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم في مكتبه في الوزارة بحضور المدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد الذي يرأس الهيئة العليا للمهرجان، مدير المهرجان الفنان رفيق علي احمد واعضاء الهيئة عبيدو باشا، نقولا دانيال وبديع ابو شقرا ، ومدير مكتب الوزير صالح فروخ.

وقال الوزير الخوري: “يسرُّني أن ارحِّبَ بكم في وزارة الثقافة، بمناسبة عقد هذا المؤتمر الصحفي، للإعلان عن مهرجان لبنان الوطني للمسرح، الذي هو وليد اتفاقية تعاون، تمّ التوقيع عليها في شهر أيار 2018، ما بين الهيئة العربية للمسرح، ومقرّها الشارقة، ووزارة الثقافة. وذلك بهدف تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، التي أقرَّها مجلس وزراء الثقافة العرب في الرياض عام 2015.
وقد قامت اللجنة العليا للإشراف والتنفيذ، التي شكّلناها، بتكوين لجنة لمشاهدة الأعمال المرشّحة، وعددها 14 عملاً، اختارت منها سبعة أعمال للمشاركة في المرحلة النهائية. واللافت أن من بين الأعمال السبعة المختارة خمسة أعمال لسيدات.
وسوف يتمّ عرض الأعمال السبعة أمام لجنة التحكيم على مسرح المدينة، من 3 ولغاية 9 كانون الأول 2018 الساعة الثامنة مساءً، وستكون العروض مفتوحة مجاناً أمام الجمهور.
وستقدَّم في نهاية العروض، بالإضافة إلى شهادات التقدير والميداليات، الجوائز التالية:

– جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل 10،000 $
– جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل تأليف 2،000 $
– جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل إخراج 2،000 $
– جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل سينوغرافيا 2،000 $
– جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل تمثيل ذكور 2،000 $
– جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل تمثيل أناث 2،000 $
– جائزة التأليف الموسيقي والمؤثرات 2،000 $
في النهاية أتقدّم من الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، حاكم الشارقة، بجزيل الشكر وبالغ التقدير على جهوده المبذولة لتحقيق هذا المشروع، متمنياً أن يكون بداية ناجحة للعمل سوياً في سبيل نهضة واعدة للمسرح العربي عامةً واللبناني خاصة.

الوزير الخوري نعى ايضا المسرحي الدكتور زياد ابو عبسي وقال: فقدت الحركة المسرحية في لبنان ومحبي المسرح الدكتور زياد ابو عبسي، وبرحيله يخسر المسرح اللبناني احد الوجه المؤثرة في صناعة المسرح في لبنان واتقدم من عائلته وزملائه بآحر التعازي.
بدوره اشار مدير المهرجان رفيق علي احمد الى اهمية التعاون الذي حصل بين وزارة الثقافة ممثلة بالوزير الخوري والرئيس الاعلى لهيئة العربية للمسرح صاحب السمو الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المشجع الاول لتنشيط العمل المسرحي في كل بلد عربي.
واضاف: “ان الهيئة العليا للمهرجان برئاسة المدير العام الدكتور الصمد شكلت لجنة مشاهدة لاختيار العروض المسرحية التي قدمت. وضم اللجنة كل من علية خالدي استاذة مسرح، جاك مارون (مسرحي) جوزف طوق (ناقد)
وبعد مشاهدة اللجنة لجميع العروض المتقدمة اعلنت عن اسماء المسرحيات التي ستشارك وهي:
الدكتاتور لسحر عساف
حكي رجال للينا خوري
البحر ايضًا يموت لانطوان اشقر
شخطة شخطين لباتريسيا نمور
البيت لكارولين حاتم
وهم لكارلوس شاهين وفريزر لبيتي توتل

----------------------------------------------------
المصدر : جنوبية 

الجمعة، 1 يونيو 2018

مهرجان لبنان للمسرح الدولي يتحدى التهميش

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان لبنان للمسرح الدولي يتحدى التهميش

صور (لبنان) - العرب

المهرجان يُسهم في تأسيس ثقافة مسرحية تحقيقاً للإنماء الثقافي المتوازي في وجه التهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية.

وأعلنت إدارة مسرح إسطنبولي وجمعية تيرو للفنون إقامة الدورة الثالثة من مهرجان لبنان المسرحي الدولي في الفترة الممتدة من 23 إلى 27 أغسطس المقبل، في مدينتي صور والنبطية الجنوبيتين، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ومؤسسة “دروسوس”.

وفتح المهرجان أخيرا باب استقبال العروض للفرق المحلية والعربية والأجنبية الراغبة في المشاركة حتى الـ15 من شهر يونيو المقبل حيث سيقع الاختيار فيما بينها للتنافس على الجوائز.

وأكدت اللجنة المنظمة أهمية إقامة المهرجان الذي “أسس أول تظاهرة مسرحية دولية في الجنوب وفي مناطق مختلفة مع وجود ورش تكوينية وندوات ومناقشات، ما يُسهم في تأسيس ثقافة مسرحية في هذه المناطق، تحقيقاً للإنماء الثقافي المتوازي في وجه التهميش الثقافي الذي تعانيه بعض المناطق اللبنانية”.

وفي تصريح له قال مؤسس المهرجان قاسم إسطنبولي “أطلقنا عام 2014 مهرجان صور المسرحي الدولي، ونصارع من أجل البقاء والاستمرار من خلال المتطوعين وطلاب محترف تيرو للفنون، فنحن متمسكون بالحلم والأمل في ظل غياب السياسات الداعمة للثقافة في هذا البلد الذي تقفل فيه المنصات الثقافية دون أي مبرر منطقي، سوى كونها مساحات حرة ومستقلة ومجانية وغير سياسية”.

وتتنافس العروض في المسابقة الرسمية للمهرجان على جائزة أفضل ممثل وممثلة، وجائزة أفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل سينوغرافيا، وأفضل عمل متكامل، وستقام على هامش المهرجان عروض سينمائية وموسيقية ومعارض فنية.

ويعيد فريق مسرح إسطنبولي حاليا ترميم “سينما ريفولي” في مدينة صور بعد 29 سنة من إغلاقها عام 1988، وسبق له أن افتتح “سينما الحمرا” بعد 30 عاما من إغلاقها، و”سينما ستارز” في مدينة النبطية بعد 27 عاما، وأطلق مهرجان لبنان المسرحي والسينمائي الدولي، فضلا عن تأسيس “محترف تيرو” للفنون للتدريب المجاني على المسرح والسينما والتصوير والرسم في القرى والبلدات

الاثنين، 12 فبراير 2018

مسرحية «البيت» تسخر من عداوات الأشقاء القاتلة في «مسرح مونو» حين يصبح الماضي خنجراً مسموماً

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «البيت» تسخر من عداوات الأشقاء القاتلة في «مسرح مونو»
حين يصبح الماضي خنجراً مسموماً

سوسن الأبطح - الشرق الأوسط


التعلق بالبيت العائلي، الذكريات الحميمة الملتصقة بكل زاوية وتفصيل، الحنين إلى الأيام الخوالي، كل ذلك مقروناً بالجشع أو اللامبالاة، العقد النفسية المتراكمة، ضغط الحروب الذي لا يوازيه شيء، فقدان روح الأخوة، التناقضات القاتلة داخل الأسرة الواحدة، كلها أمور شديدة التركيب استطاعت أرزة خضر، في نصها أن تجمعها، وعملت المخرجة كارولين حاتم على وضعها على الخشبة بعد ترجمة النص من الإنجليزية إلى المحكية اللبنانية.
العمل يجوب المناطق اللبنانية تحت عنوان صغير ودالّ هو «البيت» ويستقر في بيروت في 14 من الشهر الحالي، ليعرض في «مسرح مونو». فقد جاب كل من حمانا، و«جامعة اللويزة» في زوق مصبح، و«مركز الصفدي الثقافي» في طرابلس. وهو يذكّر بأعمال سابقة عرضت في بيروت، كانت البيوت محورها لا سيما القديمة منها، أبرزها مسرحية بيتي توتل صفير «آخر بيت بالجميزة» التي تذهب بالمتفرج إلى قصص المنازل القديمة الجميلة التي تهدم في حي الجميزة العريق بعد أن اجتاحته ملاهي السهر، وتدخلنا ببراعة إلى معاناة إحدى العائلات وهي ترى نفسها تفقد منزلها وسط هذا الجشع المخيف. أمّا مسرحية «البيت» فهي تنظر إلى حكايا البيوت الأليمة من الداخل إلى الخارج، وليس العكس. هذه المرة العائلة نفسها هي التي تتصدّع وتستدعي الخراب من الخارج. إذ تسعى الأخت الصغرى ريم (جيسي خليل)، للتخلص من بيت العائلة القديم بأي ثمن بعد وفاة الوالد وبالكاد مرّ 40 يوماً على فقد الوالدة، وسط معارضة شقيقتها نادية (يارا بوحيدر) التي أبدعت وتميزت بدور لم يكن سهلاً، وشقيقها نبيل (طارق يعقوب) الهارب من جو «هالنسوان المهسترين».
«فكرة أنّ هذا البيت لم يعد موجوداً تجعلني أطير» تقول الأخت الصغرى، وفي مكان آخر تضيف تجعلني «أستريح». تتخيل الصبية ريم، بما يشبه التشفي، (أوتوستراد) طريقاً سريعاً، يخترق البيت من وسطه ويجعله نثاراً، وأنّ كل شيء انتهى وبات بمقدورها نسيان طفولتها البائسة خلال الحرب.
الخشبة ذات الستارة المفتوحة التي تسمح لنا عند الدخول إلى المسرح أن نرى الأشقاء يجلسون بانتظار انطلاق العرض، تجعل الحياة هنا وكأنّها بدأت قبل وصولنا. ثم نرى الأختين تتحدثان في أربعين الأم التي غادرتهما. التوتر يرتفع تدريجياً، نحتاج إلى أن نتابع الحوارات التي تأتي في بعض الأحيان مكرورة وطويلة، لنعرف أنّ العلاقة ليست على ما يرام. لا بدّ أن ننتظر مرور الثلث الأول من المسرحية الطويلة نسبياً (نحو ساعة ونصف) لنستشف كم أنّ المشكلة عصية على الحل. وأنّ كلا من الإخوة يعيش في عالمه الخاص الذي ذهب إليه بمفرده. الأخ الذي تزوج ويتهرب من نزاع الشقيقتين، نادية التي لازمت البيت مع والدتها، وهي طيبة، تعيش على الحنين، بينما ريم التي غادرت المنزل باكراً تُظهر نفوراً من أجوائه وتعتقد أنّ عليها فعل المستحيل كي تتخلص منه كعبء يجثم على صدرها.
كنبة كبيرة في الواجهة وأخرى صغيرة إلى يسارها وكرسي إلى اليمين، طاولة في الوسط كي تكتمل غرفة الجلوس، ومشجب معاطف إلى يسار الخشبة، بينما خُصّصت طاولة مرتفعة صغيرة تصطف عليها مشروبات قليلة ومأكولات أقل لتناولها كلما اشتد وطيس الشجار ورغب الأشقاء بتهدئة الأجواء. وعند اللزوم تستعين نادية بفراش على الأرض لتستلقي عليه وتستريح.
الموسيقى التي تميل إلى الجنائزية لا نسمعها إلّا في أوقات قليلة حين تحتدم الأجواء أو أغنيات قديمة تعود إليها نادية طالما أنّها تعيش في الماضي، ويصمت الكلام. زمن المسرحية ممتد، حيث إن ريما تذهب إلى قطر في عمل لأشهر، وتعود والمشاهد مستمرة والصراع بين الأشقاء لا يزال محتدماً بين نادية التي تربط علاقتها بكل شيء بالحنين، وريما التي تحلم بزوال الماضي بأسره. بعد أن تفشل ريم في إقناع الورثة ببيع البيت وتقسيم الحصص، تفجرّ كل ما لديها، حقدها، حساباتها مع والدتها الكئيبة دائماً التي كانت تقول لها «لو ما كنت غنوجة كان بيك بعدو عايش»، محملة إياها مسؤولية مقتل والدها وهو يناولها كوب ماء، وقد أرهقتها بمحاسباتها ومحاصرة سلوكها.
لحظات قاسية لتصفية حسابات داخل العائلة الصغيرة، لنكتشف كم أنّ كل بيت ينطوي على أسرار، على صمت كل فرد عمّا يعتمل في نفسه من الآخر من دون أن يصارحه. الحفاظ على أحاسيس الأخوّة لم يعد أمراً بديهياً، والحب بين أقرب الناس أيضاً. هذا على الأقل ما تنتهي إليه مسرحية تخلط الحزن بكثير من المرح، والاجتماع سيكولوجيا النفوس ومآسي الحرب، وتعقيدات المشاعر الإنسانية العميقة حين تصطدم بما استجدّ من علاقات مبنية على المصالح الضيّقة والآنية.

الاثنين، 1 يناير 2018

مسرحية "بائع الخضر": تجسّد الواقع العربي "لسنا بحاجة للمواعظ بل للسلام"...

الأحد، 31 ديسمبر 2017

مسرح قصر البيكاديللي... سيرة المجد الثقافي الغابر هل تستعاد أيامه الجميلة؟

مجلة الفنون المسرحية


مسرح قصر البيكاديللي... سيرة المجد الثقافي الغابر هل تستعاد أيامه الجميلة؟

ابراهيم بيرم - النهار 

كان يا ما كان... كان في عصر الأنوار المشعشعة منذ أواخر عقد الستينات وحتى اندلاع نيران الحرب الأهلية في أواسط السبعينات مسرح باذخ أضاء سماء بيروت وجعلها تتوهج فناً ومسرحاً وثقافة وحيوية وحضارة... وسعادة فياضىة، اسمه مسرح قصر البيكاديللي.

 خشبة عرض مسرحي وشاشة سينما وقاعة أقرب إلى القصور الأوروبية الباذخة منها الى المسرح المألوف في بساطته وتواضعه. مسرح كان يليق يوم انطلق، بعاصمة الفكر والريادة في كل مناحي الثقافة والرقي. كان يتناسب من حيث الفخامة مع ذلك العصر الجميل، مع الزمن الذهبي الذي تحن إليه الأنفس وتهفو الضمائر حيث كانت هذه المدينة قُبلة كل رواد الفن وعشاقه من أربع رياح الأرض.

اسم المسرح ارتبط ارتباطاً وثيقاً بشارع الحمراء المتوهج في عزه، شارع الليل الطويل والقناديل التي لا تنطفئ، حكاية ريادة وفخامة جسدها بامتياز ذاك المسرح الذي استحال قطعة فنية، وارتبط اسمه ايضاً بالسفيرة الى القمر وأجواز الفضاء السيدة فيروز وبالرحابنة وأعمالهم الخالدة واستطراداً بكبار المسرحيين العرب من عادل إمام الى دريد لحام وسواهما الذين أدركوا ان مسرحهم سيبقى ناقصاً ما لم يتعمد على خشبة البيكاديللي وما لم يباركه جمهورها بنظرات منه.

لكن مفخرة المسارح هذا احترق فجأة في مطلع العقد الماضي. انطفأت مرة واحدة والى الابد انواره وصفدت أبوابه الرئيسية بجنازير وكأنها أغلال مانعة لاي حراك فيه. واللافت أن الفنان المبدع زياد الرحباني كان آخر من قيض له الوقوف على خشبته بمسرحيات ثلاث قدمها تباعاً كان أولها "بخصوص الكرامة والشعب العنيد ". وربما كانت آخرها تجاربه المسرحية.

 الحريق لم يكن متعمداً، وفق روايات ذلك الحين، لكن الأكيد أن المس الكهربائي الذي كان السبب أطاح ربما بآخر المعالم التي تذكر بالزمن الرائع الهارب كالماء من بين أصابعنا، والمتسلل من ثنايا ذاكرة الشاهدين على عصر الروائع الغارب والغابر. ومنذ عقد ونصف عقد بات مدخل المسرح كئيباً غارقاً في العتمة، وكأنه يبكي ويستبكي زمن العز عندما كان المدخل إياه يضج بحركة مئات المنتظرين امامه من عشاق الفن الراقي لحضور مسرحية أو حفلة غنائية او فرقة استعراضية محلية واجنبية.

منذ ذلك الوقت انطفأت سيرة المسرح كما انواره وأصبح مستقبله لغزاً يكتنفه الغموض لا سيما بعدما توفي مؤسساه البيروتيان واستردت الشركة المالكة للبناء الضخم ملكية المسرح وحق التصرف به. إلى أن تناهى الى علم المهتمين ما فحواه أن وزير الثقافة الحالي الدكتور غطاس خوري قرر استملاك الوزارة للمسرح تمهيداً لإعادة اضاءة انواره المطفأة واعادة بعث الروح فيه باعتباره معلماً من معالم الذاكرة الثقافية الغنية للعاصمة على حد قول الناقد الفني وصاحب كتاب عن سينمات بيروت التاريخية محمد سويد في اتصال مع "النهار".



وعليه صار الوسط الفني والثقافي يعيش على أمل الترجمة العملية لهذا القرار النوعي الذي من شأنه، وفق سويد، "ان يشكل فاتحة العودة لاستعادة زمن العاصمة المشرق والمضيء على لبنان وامتداداً كل المنطقة التي كانت تنظر الى عاصمتنا على انها الرائدة والمختبر".

 يتحدث الكاتب والناقد طلال شتوي في كتابه "زمن زياد قديش كان في ناس" عن مرحلة انطلاق مسرح البيكاديللي وظروف نشأته فيقول: "صالة قصر البيكاديللي تحفة الأخوين البيروتيين خالد وهشام عيتاني والفلسطيني محمود ماميش. هؤلاء الثلاثة أسسوا طوال عقد الستينات معظم مسارح وصالات شارع الحمراء والاحياء الواقعة في الجزء الغربي من بيروت. عشية اندلاع الحرب الاهلية سينسحب ماميش ليستمر الاخوان عيتاني في إدارة هذه المسارح والصالات ثم في إغلاقها واحدة تلو أخرى.

 منذ البدء كان الهدف ان يكون البيكاديللي الذي يتسع لـ 780 متفرجاً، قصراً للثقافة والفن، واقتبس اسمها من بيكاديللي سكويرفي لندن تأكيداً على تكيفها مع شتى فنون العرض. حرص المؤسسون على تصميم فخم قام به الفرنسي روجيه كاشار واللبناني وليم صيدناوي، واستلهم المهندسان الموهوبان في تصميمهما ملامح واضحة من قاعة شهيرة في البرتغال. وأتى افتتاح البيكاديللي عام 1976 بعروض لفرقة "اوبرا فيينواز" ليؤكد الفخامة والنوعية والى حد ما العالمية بمفهومها اللبناني. قبيل الافتتاح كان ماميش قد أجرى لقاءات مع عاصي ومنصور الرحباني لاجتذاب مسرحيات فيروز الى المسرح، وكان عاصي متحمساً. وافتتح قصر البيكاديللي في كانون الثاني عام 1967 بمسرحية "هالة والملك" برعاية رئيس الجمهورية آنذاك شارل الحلو. اشتهر البيكاديللي بالمخمل الأحمر الذي يغطي أدراجه ومماشيه، وبتلك الثريا الكريستالية المتدلية من سقفه، وقيل يومذاك انها مطابقة للثريا المتدلية من سقف الحرم النبوي في مكة. لكن شهرته الكبرى ارتبطت بفيروز وبالبورتريه الكبير الذي يعادل الحجم الطبيعي والذي يستقبل الهابطين على الادراج".

ويضيف: "صحيح أن البيكاديللي استضاف عروضاً قدمتها "اوبرا فيينواز" و"باليه البولشوي (الروسي) و "الكوميدي فرانسيز" و "رويال باليه" وداليدا وعادل إمام وشيريهان والعروض الأولى لأشهر انتاجات هوليوود والقاهرة، الا ان فيروز طغت على الجميع. وتركت هناك حكاية يرويها كثر عاشوها أو سمعوا بها ذلك حين انقطع التيار الكهربائي خلال أحد العروض فانفردت فيروز بالغناء دون ميكروفون ورافقها عاصي على البزق وكان ذلك على ضوء الشموع في ما يشبه الخرافة الساحرة".

وتروي الناقدة الفنية الزميلة الكبيرة في "النهار" مي منسى التي رافقت من كثب نهوض مسرح البيكاديللي ورحلة العروض المميزة على خشبته، بعض محطات مسيرته وسيرته، فتشير الى ان "المسرح كان محطة نوعية مميزة في رحلة المسرح اللبناني والمسرح الرحباني خصوصاً منذ انطلق في اواخر الستينات". وتضيف ان المسرح الرحباني "هو الذي اعطى لهذا المكان ألقه ومكانته الرفيعة في حين ان المسرح عينه ساهم في ترقية المسرح في لبنان وإعطائه هذا البعد التاريخي العظيم والرائد".

وتكمل الزميلة مي: "البيكاديللي قبل ان يستقبل اعمال الرحابنة عام 1976 كان عبارة عن سينما عادية تعرض الأفلام الاميركية، لكن ومنذ ان احتلها الاخوان الرحباني بمسرحيتهما الشهيرة "هالة والملك" تغير شكل المسرح وتحولت وظيفته ودوره وكأنه المسرح نفسه والرحابنة وفيروزهما قد وجدا ضالتهما المنشودة ببعضهما البعض وسارا معا في الرحلة الابداعية المميزة. وكرت السبحة، ففي عام 1968 قدموا أوبريت "الشخص"، وفي عام 1970 كان عملهم الشهير "يعيش يعيش" وبعده بعام أتى عرض مسرحية "صح النوم"، وفي 1972 كانت مسرحيتهم "ناس من ورق" وفي 1973 شهد المسرح عينه عرض مسرحية "المحطة". وفي العام التالي عرضت مسرحية " لولو" وفي عام اندلاع الحرب المشؤومة (1675) عرضت مسرحية "ميس الريم" وآخر حبات العنقود كانت في عام 1978 مسرحية "بترا".

 وتختم منسى: "سقى الله ذلك العهد من الابداع اللبناني بمقاييس العالمية الذي استقبلته خشبة هذا المسرح وزهت به بيروت".

 وبعد، هل تستعاد أيام المسرح الذي كان رمزاً لعزّ بيروت ومجدها الثقافي؟

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption