أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات حوارات مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 15 ديسمبر 2022

حوار مع الفنان"ميثم البطران"مدير مهرجان الحسيني الصغير الدولي لمسرح الطفل .

مجلة الفنون المسرحية 

الاثنين، 31 أكتوبر 2022

في حوار واسع وشامل مع الكاتب والمخرج الفلسطيني المبدع غنام غنام: في (بأم عيني 1948) ورطت الجمهور ورطة جميلة منذ لحظة الدخول حتى لحظة النهاية

مجلة الفنون المسرحية 
في حوار واسع وشامل مع الكاتب والمخرج الفلسطيني المبدع غنام غنام: 
في (بأم عيني 1948) ورطت الجمهور ورطة جميلة منذ لحظة الدخول حتى لحظة النهاية
أريد أن تكون مسرحيتي متداولة كالأغنية الشعبية، لا يهمني أن يقال غنى وإنما يهمني أن ينتشر الأمر، وقد تحقق ذلك بشكل كبير في (سأموت في المنفى) 
بدأ هذا اللون عام 1993 في تجربة (عنتر زمانو والنمر)، ومن حسن حظي أنها عرضت في مهرجان بابل، وفي كلية الفنون الجميلة في الحلة وبغداد وفي منتدى المسرح، وكانت تعتمد على الحلقة ولكنها تتشكل حسب مكان العرض
القرآن هو معلمي الأول في الصياغة الأدبية، تعلمت منه الاختصار غير المخل، والإشارة الذكية، والإيقاع الذي يجب أن يكون ملائماً للموضوع، وربما يقول قائل هذا موجود كله في النظريات، ولكني أقول لكلٍ مرجعيته وأنا مرجعيتي القرآن، الحكاية الشعبية ..وهكذا..
آمل أن يمنحني الله العمر والوقت لأكتب أسرار تجربتي، فمثلاً أبوح بواحد من أسرارها، وهو أن أساليب الأداء لم تعتمد على نظرية التمثيل والأداء ولكنها اعتمدت على قواعد اللغة العربية..!!

القسم الأول 

حاوره – عبد العليم البناء

بدعوة من مهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح الذي أقامته دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة والسياحة والآثار للمدة من 20-28 /10 / 2022 تحت شعار (لأن المسرح يضيء الحياة)، زار بغداد المخرج والكاتب المسرح العربي الفلسطيني غنام غنام ومسؤول التدريب والتأهيل في الهيئة العربية للمسرح لحضور فعاليات المهرجان الذي شهد مشاركة واسعة لشخصيات وعروض مسرحية عراقية وعربية وأجنبية ..
وغنام صابر غنام ويعرف بـ غنّام غنام، هومؤلف ومخرج، وممثل مسرحي فلسطيني، ولد في عام 1955 بأريحا في فلسطين، وانتقل في سن الثانية عشرة مع عائلته إلى الأردن، كتب وأخرج العديد من المسرحيات، وألف القصص القصيرة، وحاصل على جوائز في الإخراج والتأليف المسرحي، وعضو رابطة الفنانين الأردنيين، ورابطة المسرحيين الأردنيين، والاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، واللجنة التأسيسية للهيئة العربية للمسرح ومسؤول التدريب والتأهيل فيها، واختير عضوا في لجان تحكيم مهرجانات عدة وهو عضو لجنة تحكيم في عدة مهرجانات مسرحية، واستهل غنام العمل المسرحي في السبعينيات برفقة مجموعات مسرحية محلية في مسارح مدينة يافا في غزة، ثم بعد انتقاله للأردن أسس مع عدد من زملائه (فرقة جرش المسرحية للهواة)
 وتدور مجمل أعمال الفنان غنام الغنام المتنوعة والمتعددة وطافت البلدان حول معاناة الفرد الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي أو في المنفى، وقدم نصوصه الكثير المخرجين، وكانت آخر أعماله في عام 2018 مسرحية (سأموت في المنفى)، والتي كان لي شرف مشاهدتها في إطار مهرجان المسرح العربي الثاني عشر الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح في العاصمة الأردنية عمان من 10-16/2020، وكان آخرها مسرحية (بأم عيني 1948) التي قدمها مرتين في منتصف تشرين الأول أكتوبر 2022 في العاصمة الأردنية عمان، وهما من عروض مسرح الجلسة الفرجوي ذات الممثل الواحد الذي ابتكره وأسس له الفنان غنام غنام، وتميزبتجسيده للهوية العربية للمسرح، ولسان المقاومة الفنية والثقافية وصناعة الوعي واستنهاض الهمم ضد الظلم والاستبداد والقهر وضد الإستعمار والاحتلال، ناهيك عن تجديده لألوان الفرجة المسرحية العربية..
وبغية الوقوف على أبعاد هذا اللون المسرحي الإبداعي، وانطباعاته عن الدورة الثالثة من مهرجان بغداد للمسرح، وتوجهات ومشاريع الهيئة العربية للمسرح لاسيما الدورة المقبلة من مهرجان المسرح العربي التي ستقيمها في الدار البيضاء بالمملكة المغربية مطلع القادم، ودعمها للمهرجانات الوطنية للمسرح وبالذات مهرجان العراق الوطني للمسرح بدورته الثانية..كانت لنا هذه الجولة من الحوار:
* بغض النظر عن تجاربك وأعمالك المسرحية السابقة والمتنوعة، هل ستستمر في تكريس الإتجاه واللون الإبداعي المميز الذي برز في مسرحية (سأموت في المنفى) وتواصل في مسرحية (بأم عيني 1948) التي قدمتها - مؤخراً - في العاصمة الأردنية عمان..؟
- أولا شكراً جزيلاً على الاهتمام بالعمل الجديد (بأم عيني 1948)، ولكن لأن التاريخ مربوط ببعضه ولا يوجد ولادة مفاجئة لأي اتجاه، فإني سأبدأ من اتجاهي مباشرة، الاتجاه الفني والخيال الفني لشكل الحلقة والمزاوجة ما بين السرد والروي والتشخيص، والتمثيل احياناً، بمعنى الأداء وتعدد صنوف الأداء، لقد بدأ ذلك عام 1993 في تجربة (عنتر زمانو والنمر)، والتي من حسن حظي أنها عرضت في مهرجان بابل، وفي كلية الفنون الجميلة في كل من الحلة، وبغداد، ومنتدى المسرح عام 1993، وكانت تعتمد على الحلقة، ولكنها تتشكل حسب مكان العرض، وبنفس الطريقة كان عمل (الزير سالم) وكذلك في (كأنك يابو زيد)، إذاً يمكنني أن اقدم المسألة على خشبة المسرح، ولكن أقدمها في الحلقة كشكل أساسي، وذهبت بعد ذلك في (منامة عبد الله البري) للأطفال، و(آخر منامات الوهراني)، و(غزالة المزيون)، و(فصيلة على طريق الموت). إذاً الانفلات من المنصة الخشبية ومن خشبة المسرح ومن التقنيات كان متدرجاً بين هذه الأعمال، حتى وصلت الى التجربة التي خضتها مع الدكتور يحيى البشتاوي في (عائد الى حيفا) حيث قدمنا منها عشرات العروض، وأعتقد أن العروض التي وظفت تقنيات الإضاءة وما يلزم في (الستيج) لاتتجاوز ست الى سبع عروض وبقية العروض كانت منفلتة في فضاءات مفتوحة، لكن عندما بدأت في (سأموت في المنفى) كرست كل الأشياء التي تراكمت معي من كل التجارب السابقة وقررت نهائياً أن يكون التصميم من الأساس ببعدين تماماً كالرسم ثلاثي الأبعاد، فأنا أردت أن أكون ببعدين حسب الرسم الذي سبق ثلاثي الأبعاد، أي كأنني أعود الى جذر المسألة في موضوع العروض الأدائية والمسرحية. من هنا (بأم عيني 1948) تسير على نفس المنهج، حكاية، وممثل، وجمهور موجود، في هذا العمل، ورطت الجمهور ورطة جميلة منذ لحظة الدخول حتى لحظة النهاية، والجمهور له دور تفاعلي يتطلبه العمل وليس زائداً عنه، يعني في لحظات لن يمر العمل الى المرحلة الأخرى إلا بعد إستجابة الجمهور، ففي تجارب سابقة في حال استجاب أو لم يستجب فالحلول دائماً موجودة، لكن في هذا العمل ركزت على مسألة المفاصل التي أدمجه فيها والتي تعيد ترتيب بعض الأفكار والمشاعر وبعض المواقف في الحياة، فبالنسبة لموضوع (بأم عيني) هو يرصد تجربة الدخول عن طريق التهريب عبر الحدود والحواجز التي يقيمها الاحتلال بين أرضنا التي أحتلت عام 1948 والأرض التي أحتلت عام 1967، بين الأرض التي تسمى أرض السلطة الفلسطينية وبين الأرض التي يسميها هو أرضه أرض إسرائيل، وقد قمت بذلك في عام 2017 وهي لأحداث حقيقية تماماً والشخصيات حقيقية وواقعية، وبالتالي أصف في هذه الرحلة ليس الحدث، إنما أصف ما كشفه الحدث من هزائم صغيرة يحققها الناس ببساطة شديدة ضد وجود الاحتلال، دفاعاً عن وجودهم، ودفاعاً عن هويتهم وعن حقهم، وذلك بوسائل متعددة كأن يزرع شجرة في أرضه أو في (حوش بيته) مقابل مستوطنة وكأنه يدافع عن تلك البقعة وكأنه يحررها، وعندما تعمل مسرحية تتناول فيها تراثك وثقافتك وتقدمها لأطفال مجتمعك الذي يحاول المحتل سحقه، تكون أنت قد حررت العقل عندما تجد بيت غسان كنفاني، الذي ولد فيه عام 1936 وغادره وعمره اثنتى عشرة سنة عام 1948، وتجد أن العائلة التي تسكنه أو تحتله منذ عام 1948 ما زالت لم تتخلص من أن هذا البيت هو بيت غسان كنفاني، وتجن عندما ترى الناس يزورونه ويصورونه، يفلتون الكلاب عليهم. 
إذاً هذا المحتل منذ 1948 حتى الآن لم يستطع أن يثبت احتلاله، عندما تجد أن قبور الشهداء الذين كانوا في هبة البراق، محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير، ترمم وتبنى كل عام وحولها لوحة تقول بالفم المليان (إعتقلتهم قوات الاحتلال البريطاني لقيادتهم تظاهرات ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني)، وبالتالي أرى أن كلها هزائم للاحتلال، وفي الوقت نفسه يطرأ في رأسي سؤال طوال الوقت أين هو الاحتلال؟ لأنني عندما عشت ذلك الأسبوع في الأردن المحتلة عام 1948 كنت أتصرف كصاحب أرض بينما المحتل كان مدججاً بالسلاح، يده على الزناد، يرقب كل حركة من حركات الناس، فهو بعد كل هذه السنوات لم يستطيع أن يشعر بأنه يتحرك بشكل طبيعي على هذه الأرض، وما زال بينه وبين هذه الأرض معركة دائمة، وفي الوقت نفسه سأكشف بعض الجوانب التاريخية فمثلاً اثناء زيارتي لعكا زرت تلة الفخار أو ما يسمى بتلة نابليون، التلة التي وضع نابليون عليها مدفعيته ليقصف عكا، لكن عكا صمدت وهزمته، وكانت تلك أول هزيمة لنابليون بونابرت في المنطقة، جاء رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف إيهود أولمرت الى عكا وأخذ هذه التلة واسماها بتلة نابليون وأقام عليها معلماً سياحياً وضع عليه تمثالاً بأرتفاع حوالي خمسة أمتار لنابليون بونابرت يمتطي حصانه الجامح ويرفع ساريةً ووضع عليها علم الاحتلال، وكان سؤالي عندما شاهدت هذا المشهد لماذا وضع علم الاحتلال على سارية نابليون؟ بحثت فيما بعد فوجدت أن نابليون بونابرت كان قد طلب من اليهود أن يقيموا دولتهم على ارض فلسطين قبل بلفور بـ 118 سنة، وهذه موثقة، وبالتالي أكشف للجمهور هذه المعلومة التي لم يدرسوها في المدارس، فأنا اكتشفتها وأنا عمري 62 سنة، وبالتالي أنا أقدمها للجمهور من خلال هذا العرض، ودائماً كعادتي أطرح سؤالاً في نهاية كل عرض ليظل عالقاً في أذهان الناس والسؤال لماذا هزمونا؟ لماذا يهزموننا؟ لماذا لم نهزمهم؟
* وما الذي تراهن عليه في هذا اللون من العروض واستمرارك على حمل القضية الفلسطينية هماً دائماً لشخصك؟
- المراهنة هي على الأثر، وأقصد الأثر في التلقي، وعلى التحول الذي يمكن أن يتم فكرياً وعاطفياً وجمالياً لدى المتلقي وعودته الى جذر من جذور ثقافته، والثقة بمثقفه، والثقة بفنانه، وأنا أريد أن تكون مسرحيتي متداولة كالأغنية الشعبية، لا يهمني أن يقال غنى وإنما يهمني أن ينتشر الأمر، وقد تحقق ذلك بشكل كبير في (سأموت في المنفى) فالناس تتبادل مقاطع منها ولا يذكرون اسم الممثل،
 ووصلت المشاهدات في بعض المقاطع الى الملايين من على صفحات عدة، وليس فقط صفحتي، وبالتالي أنا أريدها أن تتحول وكأنها أهزوجة شعبية يحفظها الناس ويعيدون ترتيب الألف باء في موقفهم الوطني والنضالي والعروبي، هذا هو رهاني الأساسي، بالإضافة الى أن لدي رهان تقني فني، وهو أن الأسلوب الذي أعمل عليه، ليس بالأسلوب السهل أبداً، إنه أسلوب مركب ومعقد يحتاج الى جهد كبير في الإعداد والتجهيز، ولكنه سهل الاستهلاك والتناول بالنسبة للمتلقي، وأعتقد أن كثيراً ما كتب نقاد وباحثون عن (سأموت في المنفى)، ومازالت أسرار العمل على (سأموت في المنفى) وعلى هذا النوع مازال قليلاً كأنها كامنة أو لم تكتشف بعد، وآمل أن يمنحني الله العمر والوقت لأكتب اسرار تجربتي، فمثلاً أبوح بواحد من أسرارها، وهو أن أساليب الأداء لم تعتمد على نظرية التمثيل والأداء ولكنها اعتمدت على قواعد اللغة العربية، بمعنى أن هناك فاعل وهناك نائب فاعل ومفعول به وفعل متعد ومفعول مطلق وهناك ضمير متكلم وضمير مخاطب وضمير مستتر وضمير غائب، فهذه الأشياء هي التي لونت فيها أدائي في (سأموت في المنفى) وفي (بأم عيني) لأن ذلك كان سراً من أسرار باح بها القرآن لي، وبالتالي أعطاني المجال بأن أتعامل معها، وأنا دائماً أقول بأن القرآن هو معلمي الأول في الصياغة الأدبية، تعلمت منه الاختصار غير المخل، تعلمت منه الاشارة الذكية، تعلمت منه الإيقاع الذي يجب ان يكون ملائما للموضوع، وربما يقول قائل هذا موجود كله في النظريات، ولكن أقول لكلٍ مرجعيته وأنا مرجعيتي القرآن، الحكاية الشعبية .. وهكذا، وبالتالي هذا جانب آخر من الرهان على هذا الأسلوب.                                                                                                                                                                                              (يتبع)

الأربعاء، 26 أكتوبر 2022

الماكيرا.. ندى طالب رمضان.. صاحبة الانامل المبدعة

مجلة الفنون المسرحية 


لان المسرح يضئ  الحياة

الماكيرا.. ندى طالب رمضان.. صاحبة الانامل المبدعة 

حوار... وسن العبدلي

ندى طالب رمضان،  طاقة ايجابية،  محبة للحياة،  متصالحة مع نفسها،  تعشق عملها،  تقضي معظم اوقاتها مع الالوان.. تخرجت من اكاديمية الفنون الجميلة/ قسم التشكيل، فصارت تحمل ادوات عملها معها  .. فصار باستطاعتها تغيير وجه الشخصية المطلوبة لاي عمل بلمسة فرشاة وكانها ترسم لوحة تشكيلية ... علاقتها بالالوان جعلت منها ماكيرا كبيرة لها شانها في دائرتها الام.. السينما والمسرح.. لها مشاركات يشار لها بالبنان في نشاطات وفعاليات وعروض دائرة السينما والمسرح.. اضافت للعروض المشاركة في مهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح الذي يقام حاليا في بغداد الحبيبة بصمة عراقية ستبقى في ذاكرة الفرق المشاركة ،  ندى طالب تتصرف بالالوان والمكياج كانها تلعب بدمية طفولتها..  اصعب مكياج قامت به تحويل احدى شخصيات العرض الاردني من عمر الشباب الى امراة هرمة،  وكانت لها مشاركات مع العرض الليبي والاردني وعروض اخرى ما زالت بانتظارها خلال ايام المهرجان .

الاثنين، 24 أكتوبر 2022

الوفد الفرنسي.. بغداد تنتمي لجذور تاريخية عميقة..

مجلة الفنون المسرحية 
لأن المسرح يضيء الحياة
الوفد  الفرنسي.. بغداد تنتمي لجذور تاريخية عميقة..
مهرجان بغداد الدولي للمسرح.. تعدى حدود العربية وصولا للعالمية

من العروض المسرحية الاجنبية المشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح.. مسرحية.. حزمة.. تاليف فيليب كلوديل، اخراج فيوليت دوريه.  التي تم اختيارها للمشاركة في المهرجان.. عن هذا العمل وطبيعة المشاركة تحدث لنا اعضاء الوفد الفرنسي والشركة المسوؤلة عن العمل،  هذه الزيارة الاولى لنا في بغداد جئنا للمشاركة في العرض المسرحي حزمة.. التي تسلط الضوء على معاناة الفقر والغنى هذه المعادلة الصعبة التي لا يشعر بها الطرف الثاني،  الغني لا يشعر بمعاناة الفقير.. العرض مترجم الى العربية ليسهل على الجمهور وصول الفكرة،. 
عن طبيعة المهرجان تحدثت.. فو نوم..احدى عضوات الوفد،  مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة،  مهرجان عالي الدقة من حيث التنظيم  والادارة،  وطبيعة انتقاء المشاركات وهذا الخليط المتجانس على خشبات مسارح بغداد يدعوا للفخر بحضارة العراق وتاريخه وثقافته وانه تعدى حدود المحلية والعربية وصولا للعالمية من خلال زج المشاركات الاجنبية ذات جنسيات مختلفة في هذا المحفل الدولي،  ويؤكد ان بغداد ذات جذور عميقة. و شعبها شعبا مثقفا واعيا بدليل انهم يلتقطون الصور معنا اثناء تجوالنا في شوارعها،  بالرغم من اننا ذات جنسيات مختلفة.. بغداد محبة للسلام والجمال. فؤجئنا بجمال طبيعتها وشعبها على عكس ما نسمعه عنها في وسائل الاعلام.. وفي الختام قدم اعضاء الوفد الشكر الجزيل لوزارة الثقافة العراقية،  ولدائرة السينما والمسرح وكل القائمين على انجاح هذا المهرجان متمنين لهم مزيدا من العطاء الفني، والمسرحي.

حوار : وسن العبدلي
تصوير :علي صبحي

رئيس الوفد العماني محمد بن سالم النبهان : وجدنا بغداد آمنة مشعة بالفنون والحياة عكس ما تتناقله وسائل الاعلام المغرضه

مجلة الفنون المسرحية 

لأن المسرح يضيء الحياة
رئيس الوفد العماني محمد بن سالم النبهان : وجدنا بغداد آمنة مشعة بالفنون والحياة عكس ما تتناقله وسائل الاعلام المغرضه 

_ يزور بغداد لأول مرة بعد زيارته لكربلاء قبل خمسة اشهر للمشاركة في فعاليات المهرجان المسرحي في كربلاء 
_ مشاركته في المهرجان جاءت للمنافسه مع الفرق المشاركة في المهرجان عبر تقديم فرقته لمسرحية ( لقمة عيش  على خشبة المسرح الوطني والتي تناقش معاناة المواطن في أية دولة دون تحديد دولة معينه ومعاناة المواطن طيلة فترة الشهر وكيف يدبر اموره المعيشية  ، والعمل هو كوميدي اكثر مما هو تراجيدي بحت حيث تم عرض هذا العمل في رومانيا والكويت والبحرين وعمّان وقد حقق جوائز كثيرة نحاول من خلال هذا العمل  التفاعل مع المواطن المحدود الدخل ومعاناته طوال شهر في ترتيب اموره الحياتية 
_ نخاطب هنا الحكومات دون تحديد حكومة معينه مع التركيز على احتياجات المواطن اليومية ورغباته واحلامه فالحياة تخنقه ماديا دون ان يصل الى مستوى الراحة التي يتمناها لانه سيبقى كادحا طوال حياته 
_ حصلت المسرحية على جوائز كثيرة 
_ مشاركتنا في هذا المهرجان الثالث في المسرح هي مشاركة مهمة جدا وخاصة انه يقام في بغداد من حيث التنظيم واعتقد بان المهرجان سيحقق نجاحا دوليا كبيرا لذا على الفرق المتنافسه ان تتقدم بشكل كبير وتعطي ما لديها من خبرات وامكانيات ليتم اشتراكها في هذا المهرجان وهذا يدل على احترافية الدولة العراقية في هذا المجال 
_ وجدت بغداد مدينة رائعة ومحبة للفنون وآمنه جدا عكس ما يشاع عنها في الاعلام العالمي والعراق دولة محبة للسلام والمحبة والرخاء 
_ زارنا الفنان عزيز خيون والفنانه شذى سالم وأنا اقول بأننا تعلمنا الكثير من العراقيين وسنبقى نتعلم منهم لآخر العمر

متابعة: وسن العبدلي
تصوير:علي صبحي

العلاقات والاعلام

الاثنين، 10 أكتوبر 2022

من عروض مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة 2022(طلقة الرحمة) رفض لقانون الموت الجائر لكل الموجودين في هذه الأرض

مجلة الفنون المسرحية 
لأن المسرح يضئ الحياة 

من المؤمل أن تفتتح عروض مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة 2022
(طلقة الرحمة) رفض لقانون الموت الجائر لكل الموجودين في هذه الأرض
المخرج محمد مؤيد : يعالج العرض ثنائية الموت والحياة وكسر المألوف الصوري وكشف المستور في الواقع العراقي 
يوظف العرض اشتغاله بأدوات تعبيرية وجمالية لتجسيد صورة لها دلالات تحيل المتلقي لفهم أكبر من حدود الصورة وفق أسس مدروسة
العرض فيه محوران أساسيان هما الضوء والجسد ونعتمد على الفضاء المسرحي وصياغته باللون والشكل والتكوين
ألف تحية إلى الدكتور أحمد حسن موسى والدكتور علي السوداني وكل العاملين وكل الجهود المبذولة في إنجاح مهرجان بغداد الدولي للمسرح الثالث

حاوره – عبد العليم البناء

يشهد القائمون على مهرجان بغداد الدولي للمسرح بنسخته الثالثة، التي ستنعقد بين العشرين والثامن والعشرين من تشرين الأول (نوفمبر) 2022 تحت شعار (لأن المسرح يضيء الحياة)، حراكاً فاعلاً وشاملاً لإيقاد شموع هذا العرس المسرحي الكبير، الذي ستلتئم في رحابه وعلى خشبات مسارح بغداد، إبداعات المسرحيين العراقيين والعرب والأجانب، المعبرة عن رسالة المسرح السامية المفعمة بلغة الجمال والحب والحياة ..ومن العروض المتميزة التي سيشهدها المهرجان العرض الافتتاحي الكوريوغرافي (طلقة الرحمة)، من تأليف وإخراج المخرج وتوقيع المبدع محمد مؤيد، الذي يعد من أبرز المتخصصين في هذا النوع من المسرح، حيث اختط أسلوباً تميز به وظل مواظباً عليه بدأب ومثابرة، هو (الكوريغرافيا) الذي يتمثل بالأداء الحركي الراقص الذي يمتلك القدرة على التعبير الدلالي، في توصيل الأفكار والأحاسيس والحالات في الفضاء المسرحي، ويتحدد بواسطة الجسد المؤدي، سواء أكان راقصاً، أم ممثلاً، أم مؤدياً، فهو نوع مسرحي يمتلك شروطه الدرامية كافة، بإعتبار أن الرقص (الحركة) يمتلك بعداً تأسيسياً، مقترناً بظهور المسرح، وسبباً أساسياً في قيامه، من خلال حصيلة وافرة ومتميزة قدمها داخل وخارج العراق، عبر أكثر من مهرجان محلي وعربي ودولي، وسبق أن قدم العديد من الأعمال والتجارب والعطاءات المسرحية الكوريوغرافية، منذ تخرجه من قسم الفنون المسرحية بمعهد الفنون الجميله في بغداد -2004، ومن ثم قسم الفنون المسرحيه بكلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد -2009، ومن بينها: (سوء تفاهم)، (الرعب والفزع بين الحلم والحب)، (عشتار)، (غلطة بابل) (كاليكولا)، (د. فاوست)، (نائمون والطوفان)، (أنا)، (ندى المطر)، (وهم)، (تذكر أيها الجسد)، (لم أزل أتلو وتب)، (وان شو)، فضلاً عن أنه مؤسس فرقة الرقص التعبيري التي ستقدم مسرحية (طلقة الرحمة) التي توقفنا مع مخرجها ومؤلفها الكوريوغراف محمد مؤيد في جولة حوار شملت محتلف التجليات الإبداعية لهذه المسرحية التي نعتقد أنها ستثير الجدل الجمالي والكثير من الأسئلة الابداعية كما هو عهدنا مع معظم العروض العراقية : 
* ما الفكرة التي تنطوي عليها مسرحيتك الجديدة (طلقة الرحمة)؟ 
- لقد أعلنت منظمة الصحه العالمية في تقرير لها عام 2012 :عند موت الإنسان يبقى الدماغ يعمل لمدة لا تقل عن السبع دقائق حسب التقارير العلمية المجربة، وفكرة العمل مأخوذة من هذا التقرير حيث يدور الحدث حول موت إنسان عراقي أغتيل من قبل مجهول، والحكاية تدور في هذا الزمن زمن ما بعد الموت ماذا شاهد؟ وماذا سوف يحكي؟ والحدث هو الزمن التاريخي الممتد من بداية سقوط بغداد حتى هذا اليوم، أي من لحظة اختراق الطلقة للدماغ حتى الموت.. من خلال أحداث حقيقية بالتواريخ وبقايا جمال الذاكرة لـ(الإنسان العراقي).. العمل هو رفض لقانون الموت الجائر لكل الموجودين في هذه الأرض، حيث تدور أحداث ملحمية لكشف المستور، والهدف السامي لهذه الحكاية تبرز عبرمجموعة كبيره من أفراد المجتمع كافة، اتفقوا على أن يغيروا القوانين التي دمرت المدينة، حيث يدعون للحب لا للحرب، وللحياة وليس للموت، إذن هي بمثابة دعوه ثورية للجمال..
* وما المعالجة الإخراجية التي اعتمدتها..؟
- يعالج العرض ثنائية الموت والحياة حيث ينتمي الى منظومة فن الخشبة الحديث في الأداء الجسدي، وكسر المألوف الصوري وكشف المستور حول ما يحصل في الواقع العراقي قبل وبعد السقوط وإلى اليوم.. يعتمد العرض على المنظومة الصورية المعبرة بالوجدان الإنساني واحتجاجه على الموت، وعرض شريط صورة الموت اليومي، ونقل أرشيف طويل يحاكيه الجسد ويحفز العناصر الفكرية والنفسية التي تتم صياغتها، وفق معالجة إخراجية بصرية من خلال الاعتماد على : أولاً الحركة في الفهم الأنساني، وثانياً القيم الجمالية للعرض، وثالثاً مرتكزات المعالجة الأخراجية، حيث يوظف العرض اشتغاله بأدوات تعبيرية وجمالية، لتجسيد صورة لها دلالات تحيل المتلقي لفهم أكبر من حدود الصورة وفق أسس مدروسة.. فضلاً عن أن المعالجة لا ترتكز على النص فقط بل تشمل رسم ملامح الشخصيات بإعتبارها الركيزة الأساسية للعرض.. 
* ما الجديد الذي ستقدمه عبر أسلوبك المعروف بـالـ(كوريوغراف) أي رسم الحركة ؟ وبماذا يتميز عن عروضك السابقة في وقت يشهد هذا النوع من المسرح تطوراً نوعياً فائقاً عربياً وعالمياً ؟
- هذا العرض يختلف اختلافاً جذرياً عن كل ما قدمته، فهو سلسلة من العروض الكوريوغرافية، عبر أالرقص الدرامي الحديث، الذي هو فن الخشبة الحديث، ولكن فيه كسر للمألوف الصوري بشكل مباشر جداً، إضافة الى أن فيه مادة فخمة جداً من الإستحداث في التراكات الحركية، يعنى بالحركة وبتطوير الحركة في الجانب الصوري والجانب الوجداني، لما تقتضيه موضوعة العرض الذي ستشاهدونه قريباً إن شاء الله، في افتتاح مهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح في العشرين من تشرين الأول 2022.
* من المعروف في مثل هذه العروض اعتمادها على لغة الجسد الى حد كبير بغض النظر عن العناصر الأخرى فكيف كانت خياراتك على صعيد الممثلين؟ وهل ستكون أنت نقطة الارتكاز الأدائي كما فعلت في معظم عروضك السابقة وسط أداءات الممثلين المتنوعة؟
- هذا العرض بالفعل يعتمد على لغة الجسد الى حد كبير، وعلى الضوء الذي هو العنصر الأساسي لهذا العرض أيضاً، الجسد هنا يفسر المادة والموضوعة التي كتبتها (طلقة الرحمة) وفكر (طلقة الرحمة) وماذا يريد العرض من (طلقة الرحمة).. أما على صعيد الممثلين، فأنا أسست فرقة الرقص التعبيري من 2010، وأضفت لها في كل سنة أو سنتين أو ثلاث دماءً جديدة، وإبداعاً جديداً للعرض، من شباب وشابات وطلبة أكاديمية ومعاهد، إضافة الى موظفين من الدار العراقية للأزياء وهم محمود رجب، وعمار كاظم، فالركيزة الأساسية على الأرض هو ليس أدائي أنا مع المحور الذي معي، كلا الأمر هنا يختلف، فأنا مؤلف ومخرج العرض فقط، وأدواتي هي هؤلاء الشباب المبدعين الذين لديهم إصرار عظيم جداً، وتحملوا كل شيء لكي يقدموا هذا الفكر، وهذه الكتابة وهذا الحلم...
* وماذا عن عناصر العرض الأخرى التي تسهم في تكامل صورة العرض ؟ 
- العرض فيه محوران أساسيان فقط هما الضوء والجسد، ونعتمد على الفضاء المسرحي وصياغته باللون والشكل والتكوين، التكوين الجماد الذي هو الديكور، وأيضا التكوين الحركي للجسد وهو الذي يعتمد على الراقصين، ومعي السينوغراف المبدع بشار عصام الذي صنع اللون، وصنع الضوء، وصنع الفضاء، والقطع الديكورية التي تستخدم كرمز لأكثر من معنى في هذا العرض..
* إذا كان الأمر كذلك فما الرسالة التي تريد إيصالها عبر هذه المسرحية ؟
- رسالة العرض هي ذات هدف سامي لمجموعة تحتج ضد الموت المجاني الذي يصيبنا كل يوم، احتجاج ضد الحرب، احتجاج ضد السواد، عبر فرضية أناس يريدون أن يعيشوا، ويريدون الحياة ولا يريدون الموت، أناس حالمون يريدون لحلمهم أن يتحقق...
* وعلى ماذا تراهن في هذا العرض الجمالي لاسيما أنه يجيء في إطار العروض الإحترافية العراقية والعربية والأجنبية لمهرجان بغداد الدولي الثالث للمسرح ؟
- المشاركة في هذا المهرجان الكبير، هي مراهنة جبارة، وأعدها خطوة للأمام، برغم أنها ليست المشاركة الأولى لي، ففي الدورة الأولى عام 2013 شاركت بعمل من تأليفي وإخراجي بعنوان (لم أزل) وحصلت على جائزة التحكيم، وسط مشاركة أكثر من ثلاث عشرة دولة أوربية وعربية، والآن أفتخر وفرقتي بالمشاركة في الدورة الثالثة، فتجربة المشاركة هي عظمة بحد ذاتها، وإن شاء الله نحقق الحلم الذي حلمنا به كثيراً، ونثبت للعالم كله أننا نحب الحياة ولا نريد الموت.
* كلمة أخيرة.. 
- إنننا نريد أن نضع توقيعاً آخر في أرشيف وتاريخ المسرح العراقي، إضافة الى إيصال رسالتنا الى كل العالم بأننا نعمل، وأن المسرح العراقي المهم والأصل ما زال بخير، وأنه واجه كل المعوقات وكل أنواع الحروب التي زادته عزيمة وموضوعية أكبر.. وألف تحية لمهرجان بغداد الدولي، ولدائرتي العريقة دائرة السينما والمسرح، وإلى الدكتور أحمد حسن موسى، والدكتور علي السوداني، وكل العاملين وكل الجهود المبذولة في إنجاح مهرجان بغداد الدولي للمسرح الثالث، وأهلا وسهلاً بالضيوف العرب والأجانب ليشاهدوا ألق بغداد وإبداع بغداد.

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

في تجربة مسرحية جديدة صاغها للمرة الأولى عبد الرزاق الربيعي مؤلفاً والفنان منعم سعيد مخرجاً (دوائر مغلقة) عرض صامت عن عذابات الإنسان في عالم يحاول قطع طرق الخلاص أمامه

مجلة الفنون المسرحية 

في تجربة مسرحية جديدة صاغها للمرة الأولى عبد الرزاق الربيعي مؤلفاً والفنان منعم سعيد مخرجاً (دوائر مغلقة) عرض صامت عن عذابات الإنسان في عالم يحاول قطع طرق الخلاص أمامه
عبد الرزاق الربيعي: سعيت الى إيصال رسائل العرض الجمالية وشحنها بالمعاني والدلالات والمقولات المضمرة
منعم سعيد: أطمح أن أقدم هذا العرض بصورة جديدة مختلفة تماماً عن ماسبقه من العروض الصامتة
"المسرح الصامت في العراق يظل في الصدارة عربياً ودولياً، خصوصا مع مخرج متمرّس كالفنان منعم سعيد وفريق عمل، تواصلت معه فوجدته يمتلك وعياً عالياً، وشغفا ومرونة جسدية.."
"بنيت رؤاي في هذا العمل الدرامي لأقوم بدرسِ كلمات الشاعر الى أحاسيس كما يُدرس القمح لأُقشر الحقيقة التي نحن عليها بوضوح من خلال مشاعري وتجربتي التي أراها كالمرآة في نص العمل الفني" 

حاورهما – عبد العليم البناء 

بدأت (جماعة الديوانية للتمثيل الصامت) تمريناتها في قاعة قصر الثقافة والفنون في الديوانية على مسرحية (دوائر مغلقة) وهي من تأليف الشاعر عبد الرزّاق الربيعي، ومن إخراج الفنان منعم سعيد، اللذين يجتمعان للمرة الأولى في تجربة مسرحية بفن البانتومايم (التمثيل الصامت). ويجسّد الأدوار في العرض كلّ من الفنانين: نوفل خالد، مصطفى جمال، نادين حبيب، علي الحسناوي،حمودي النقيب، سجاد سعد، حسن هادي، ويقود الفريق المايسترو منعم سعيد، مخرجاً ومصمّماً للسينوغرافيا.ويتحدّث العرض الذي يعتمد على الأداء الحركي، عن عذابات الإنسان، في عالم يحاول قطع طرق الخلاص أمامه، لكنه يواصل حمل صخرة (سيزيف) وصولاً إلى أهدافه التي رسمها متحدّياً الواقع، ساعياً لتحقيق أحلامه بعالم أكثر بهاء، خالٍ من الصراعات، والحروب والأحقاد.
* الشاعر عبد الرزاق الربيعي يخوض للمرة الأولى - عبر هذه التجربة - في فن البانتومايم بعد أن قدم العديد من النصوص المسرحية التي أخرجها فنانون عراقيون وعرب وقدمت على خشبات المسارح العراقية والعربية والأجنبية ، ومن بينها: (آه أيتها العاصفة) 1996، (البهلوان) 1997، (سقراط) 2003، (الكأس)  2007، (أمراء الجحيم) 2006، (لا أحد يطرق بابي) 2010، (ذات صباح معتم) 2009، (ضجة في منزل باردي) 2013، (كهرمانة) مسرحية للأطفال 2014، (ضياع) 2016، (بنت الصياد) 2017، (مطبخ الحكايات) 2020، وفازت نصوصه وعروضه بجوائز متقدمة في العديد من المهرجانات والمسابقات العربية، كما تم تناول نصوصه في العديد من البحوث والدراسات والرسائل الجامعية ..وللوقوف عند حيثيات هذه التجربة الإبداعية الجديدة وتجلياتها المتنوعة لاسيما على صعيد النص والأخراج والسينوغرافيا وبقية العناصر الأساسية في مسرحية (دوائر مغلقة) حاورنا أولاً مؤلفها الشاعر ووالكاتب المسرحي عبد الرزاق الربيعي الذي سألناه ابتداءً:
* ما رسالة هذا النص ؟ وما مدى تماهيه مع واقعنا الراهن عراقياً وعربياً في إطاره الإنساني الشامل ؟
 - رسالته تكمن في أن الرهان على الإنسان، وقوّة إرادته، وصلابته، هو رهان رابح، فـ "الإنسان بناء الله"، لاسيما أن الإنسانية تعاني من الكثير من الأزمات، أما الهمّ العراقي فهو جزء من هموم  إنسان هذا الكوكب المثقل بالكوارث، والمحن، ولقد سلط العرض الضوء على عذابات إنساننا المعاصر الذي تحيط به أزمات وتتشكل من حوله كدوائر مغلقة، لكنه لا يستسلم، ويحاول البحث عن الخلاص، ويبذل محاولاته سالكاً مختلف الطرق في سبيل ذلك، على طريق الجلجلة، وصولاً إلى أهدافه التي رسمها متحدّياً الواقع، ساعياً لتحقيق أحلامه بعالم أكثر بهاء، خالٍ من الصراعات، والحروب والأحقاد، والكراهيات، وهناك دوائر وخطوط أخرى في العرض تقوّي الخط العام. 
* وكيف تناولته من الناحية الدرامية كمؤلف لاسيما أنك تلج عالم العرض الصامت للمرة الأولى؟
- بالنسبة لي بذلت كل ما أستطيع من أجل إيصال رسائل العرض الجمالية، وشحنها بالمعاني والدلالات، والمقولات المضمرة التي قام المخرج منعم سعيد بتفكيك رموزها وإعادة انتاجها عبر سينوغرافيا العرض، وأدواته على الخشبة المتمثلة بالأداء الحركي، ولغة الجسد والإيماءات والإشارات، ومكملات العرض من موسيقى، وأزياء وفضاء بصري. 
* وما الذي دعاك الى التعاون مع عراب المسرح الصامت عراقياً الفنان منعم سعيد لإخراج عرضك؟  
- في البداية لا بد من القول أن النص لا يخلو من تحدّ وضعته أمام نفسي، فالذين يقرأون نصوصي أو يشاهدونها، كثيراً ما يكرّرون أن قوّتي في المسرح تكمن في لغتي الشعرية، لكوني دخلت المسرح من بوابة الشعر، لذا تساءلت مع نفسي : لو تخليت عن عنصر قوّتي هذا وكتبت نصاً صامتاً،هل أنجح؟ لقد أردت أن أقصّ أجنحتي وأحلّق لفضاءات أبعد ! فكان التحدي كبيراً، وبدون تردّد، شرعت بالكتابة، وبعد الانتهاء من النص، عرضته على الصديق الفنان منعم سعيد الذي تربطني به علاقة قديمة تعود إلى سنوات إقامتنا في صنعاء منتصف التسعينيات، باعتباره كما وصفت (عرّاب المسرح الصامت عراقياً)  فرحّب به، وتحمّس له، وقال: سأقدّمه على المسرح..
* وما الذي تراهن عليه في هذا العرض؟
- رهاناتي كثيرة أولها أن لغة الجسد يمكن أن تنقل الكثير من الأحاسيس التي يعجز عنها اللسان، وأن الحوار المضمر أكثر بلاغة من الحوار المنطوق، وأن المسرح الصامت في العراق يظل في الصدارة عربياً ودولياً، خصوصا مع مخرج متمرّس كالفنان منعم سعيد وفريق عمل، تواصلت معه عن بعد خلال التحضيرات التي أجراها الصديق منعم، فوجدته يمتلك وعياً عالياً، وشغفا ومرونة جسدية.
* كلمة أخيرة..
 -أتمنى أن تتكلل جهود فريق العمل بمشاركته في مهرجانات دولية، فمثل هذه العروض التجريبية يحقّ لنا ان نباهي بها المسارح العالمية.
* ومن أجل استكمال صورة هذه التجربة الإبداعية لاسيما على صعيد الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا كان لابد من اللقاء مع الفنان منعم سعيد الذي ينطوي على تجربة ثرة وبمؤشرات ابداعية مغايرة للسائد والمغاير من العروض العراقية والعربية الى حد كبير، حيث كانت له تجارب عدة حيث عمل مخرجاً في الفرقة القومية للتمثيل، وفي منتدى المسرح، وأستاذاً في قسم المسرح في معهد الفنون، ومؤسس (جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت) التي تعد الفرقة المسرحية الأولى عربياً المتخصصة بفن البانتومايم، والتي مازالت تقدم عروضها المسرحيه الصامتة منذ أربعة عقود ونيف، وأخرج ومثل وألف العديد من الاعمال المسرحية الحوارية والدرامية والكوميدية والجادة والتي قدمها على خشبات المسارح العراقية  والعربية والأجنبية، وحاصل على العديد من الجوائز والشهادات والدروع والأوسمة، ويعد من مجددي المسرح البصري الشرقي في العراق وآسيا، فكان مدار جدل وبحث لكثير من متخصصي فن المسرح ودارسيه في مجال المسرح البَصَري الصامت، لتميزه في أساليب العرض المتنوعة التقنية والحرفية في الأداء والإخراج والتأليف وتناولته بالأخص الدراسات العليا فكتبت عن تجاربه المسرحية رسائل ماجستير وإطروحات دكتوراه وترقيات لدرجة البروفسور في جامعات عراقية وعربية .. ولخوضه تجربته الجديدة في إخراج وتقديم مسرحية (دوائر مغلقة) كانت لنا معه هو الآخر هذه الجولة من الحوار الذي ابتدأناه بسؤالنا: 
* في (دوائر مغلقة) ربما تتعاون للمرة الأولى مع الشاعر والكاتب عبد الرزاق الربيعي ما الذي جذبك لإخراجها وتقديمها درامياً وابداعياً؟ 
 - لم تكن هذه التجربة الأولى مع الشاعر الكبير والصديق الحميم عبد الرزاق الربيعي، ففي زمن الاغتراب والقهر الذي عشناه أيام هجرتنا لليمن، التقينا بمسرحيته (آه ...أيتها العاصفة) التي أخرجها المبدع الراحل كريم جثير، إذ قمت بصياغة السينوغرافيا وكانت تجربة مليئه بتلاقح الهموم والشجون التي كنا نعيشها في (الزمن الثقيل)، زمن الهروب الى النجاة لنلتحف بغربتنا تلك ونكابر لتقديم ابداعاتنا التي لم تتوقف، والمقترنة بأرهاصات ابداعية متنوعة برفقة الكثير من المبدعين العراقيين المهاجرين لننجب تجارب ثقافية وفنية، وهذا ما جعلني اليوم أقف عند مسرحية (دوائر مغلقه) تداخل وانسجام مستمر وتلاق في الرؤى والأفكار بيني وبين الربيعي، وخصوصاً أننا فعلاً كنا ندور داخل محيط تلك (الدوائر المغلقة)، حين كنّا نجتر همومنا التي يجب أن لا تكون تجربة عابرة وإنما خزين من لُبنات البناء لمستقبلأجيال تتطلع الى الحياة بكل ما فيها من خبرات، وعلى هذا الأساس بنيت رؤاي في التزام هذا العمل الدرامي لأقوم بدرسِ كلمات الشاعر الى أحاسيس كما يُدرس القمح لأُقشر الحقيقة التي نحن عليها بوضوح من خلال مشاعري وتجربتي التي أراها كالمرآة في نص العمل الفني الذي كتبه عبد الرزاق، ليس مفسراً ولا مترجماً وإنما بمحصلة تعامد رؤاي ورؤاه للوصول الى عمل جديد يتواكب مع ما يمر به الإنسان على هذه الأرض لأنني أطمح ان أعمم تجربتي الانسانية مبتعداً عن الإشاره للزمان والمكان المحددين بالمحلية.
* إذاً.. كيف تبلورت معالجتك الدرامية والإخراجية لتقديم هذا النص المكتنز ؟ 
- أن أكون قاسماً مشتركاً أعلى لكل الأطراف بإنسانيتي لتُهِم كل من في المعمورة  كأنني هم وكأنهم أنا بإنسانيتنا وتطلعنا، من خلال لغة المشاعر ونحتها بأشكال وحركات يقدمها الفنان بأدائه التمثيلي وبأسلوب جديد كما اعتدنا في تقديم عروضنا السابقة، وبما أن لكل عرض ميزته الخاصه واختلافه الجذري في طريقة تقديم العروض التي سبقته، فإننا نطمح أن نقدم هذا العرض  بصورة جديدة مختلفة تماماً عن ماسبقه، وستكون شخصيات هذا العمل هي شخصيات نراها في طموحنا الذي يسكننا وتسكن من يهمه ان يعيش حياة سلام يتمناه لغيره من البشر.. وما معاناتنا إلا تجارب لبناء المستقبل. 
* وما الذي دعاك الى النهوض بمهمة السينوغرافيا إضافة الى الاخراج في هذا العرض وما دلالات هذا المزج ؟
- إنها مهمة غاية في الصعوبة.. ولكنني أرى من الضروري أن يكون هناك توافق بين رؤى المخرج والسينوغراف ليحفز الإشكاليات بينهما لو كانا شخصين، ففي كل أعمالي أدمجهما برؤى واحدة للمخرج والسينوغراف فأقوم بالمهمتين معاً لإغناء العمل برزانة الرؤيا واحتوائها على جسور التطابق بين كوني مخرجاً وسينوغراف، بهدف توصيل المضمون من خلال عمل تكاملي بأواصر متعددة، فالمخرج المتمكن هو من يستطيع ربط عربات العمل المسرحي بأواصر السينوغرافيا بدلالات سيميائية، تجعل من المتلقي يشعر ويتأمل جماليات العرض وتلك هي مهمة الستاتيكيا في أي إبداع..
* وماذا عن خياراتك على صعيد الممثلين ؟
- خياراتي دائماً بسيطة تعتمد على الممثل الشاب لما لديه من قدره على تطويع جسده، للوصول إلى تجسيد الحركة التي هي بدورها لغتنا في المسرح البَصَري الصامت، وهذا ما يبرر الإبتعاد عن الممثل كبير السن في أغلب الأدوار التي اسندها للممثلين في أعمالي، فقد تجد واحداً أو إثنين من الممثلين المحترفين بينما أغلب ممثلي إعمالي هم من الشباب، لما لديهم من قدرة جسدية مطواعة  قابله للتجديد وخارجة عن النمطية التي اعتادها ممثلونا الكبار مع الأسف. 
* وما الذي تراهن عليه في هذا العرض في إطار الصورة الشاملة للمسرح بتمظهراته المختلفة، بإعتباركم (عراب المسرح الصامت)؟ 
- لي أسلوبي ولهم أساليبهم ولي ما أتميز به ولهم ما يتميزون به، وأنا احترم كل التجارب ومن يسعى الى التجريب وأنا من بينهم، وهذا شيئ بديهي (لكل شيخ طريقة) كما يقال أما الثوابت فإننا نعمل على التكوين في الصورة وبإسلوب شرقي لم يدن منه أحد غيرنا، ما عدا أستراليا التي استفادت من تجربتنا بمسرح (البوتوه) التي نقلها التلفزيون الأسترالي الرسمي مثل مسرحية (عزاء ما تبقى) و(شواطئ الجنوح) بانجاب أسلوب مسرح (بوتوه آوت) في سدني، ونحن نفتخر بتشعب تجربتنا وسنستمر ونعمل على أسلوبنا الأدائي في عرض الـ(بوتوه) الذي عملنا به في المراحل المتقدمة منذ عام 2010 وسنكمل تجربتنا فيه وبشكل أكثر تميزاً وإختلافاً..  
* وما كلمتك الأخيرة..
- سيشارك هذا العمل في مهرجان مسرح الصوامت الدولي بدورته الثانية لهذا العام والذي تنظمه فرقة مسرح ديالى، ونطمح أن تكون هنالك عروض أخرى في هذا الاتجاه داخل وخارج العراق..

السبت، 4 يونيو 2022

الفنان والناقد المسرحي العراقي د. محمد سيف: المسرح لا يمكن أن يفقد براءته، ولكن أغلب العاملين فيه.. قد غادرتهم البراءة، مثلما تغادر المرأة أنوثتها.

مجلة الفنون المسرحية


"أي أمل هذا الذي لا زلنا محكومين به أيها السيد المبجل"


الفنان والناقد المسرحي العراقي د. محمد سيف:

المسرح لا يمكن أن يفقد براءته، ولكن أغلب العاملين فيه.. قد غادرتهم البراءة، مثلما تغادر المرأة أنوثتها.


حاوره : هايل علي المذابي



في ذات حوار معه قال الدكتور العراقي والفنان والناقد المسرحي محمد سيف، حين سئل عن تقديم نفسه بنبذة عن سيرته ان الحديث عن الأخرين ونتاجهم، الفني والأدبي، بالنسبة له، أسهل بكثير من الحديث عن نفسه، ولهذا السبب لم يكتب حتى الآن سيرة ذاتية قادرة على إعطاء صورة حقيقية عنه وعن عمله. ويعزو السبب في ذلك لان أكثر السير الذاتية تتشابه، وربما أيضا من الصعب اختصار المرء لنفسه ببضعة سطور تكون قراءتها في أغلب الأحيان مملة، رغم ذلك فهذا تعريف بسيط به وبمسيرته العملية والفنية نمهد بها لحوارنا معه:

محمد سيف مخرج، ممثل، دراماتورج، ناقد، وباحث مسرحي عراقي، مقيم في باريس منذ عام 1984، دكتوراه في المسرح والعلوم الاجتماعية من جامعة السوربون 7، ماجستير العلوم المعمقة، والبكالوريوس من جامعة السوربون1، دبلوم مدرسة جاك لوكوك العالمية للتمثيل، دبلوم معهد الفنون الجميلة في بغداد، حاليا المدير الفني لفرقة مسرح (الكلام العابر) في باريس. بالإضافة إلى عمله، كرئيس تحرير لمجلة دراسات الفرجة الفصلية الأكاديمية المحكمة، التي تصدر عن المركز الدولي لدراسات الفرجة.

أخرج للمسرح: مسرحية (الجمجمة) للكاتب التركي لناظم حكمت، مسرحية (الصبي المشاكس) إعداد عن قصة لتشيكوف لمنتدى المسرح في العراق، مسرحية (الدموع المرة لبيتر فونكونت)، للمؤلف الألماني فاسبندر، لمسرح بير فرينيه الفرنسي، مسرحية (المتروكة) إعداد وبتصرف عن نص لماكس ميري، لمسرح لونيل الفرنسي، أخرج مسرحيتي (التوقيف، وورود الجيرانيوم)، للكاتبة الفرنسية، أفيلي سترا، ومسرحية (كالرياح تذهب وتجيء) تأليف كوليت اشتيرن، لمسرح الباستيل الصغير. أخرج أيضا، سلسلة ممسرحة من القصص المستوحاة من ألف ليلة وليلة لمسرح بول ايلوار. وقدم مسرحية (المراسل) تأليفا وإخراجا، على مسرح الشعب في ستوكهولم/السويد. قدمت نص (أربع ساعات في صبرا وشاتيلا) لجان جينيه، على مسرح معهد العالم العربي في فرنسا بعد ان قدمها في تونس برفقة الفنان المنصف السويسي ومنية الورتاني. ثم قدم توليف مسرحي شعري، بعنوان: غريب كالبحر، لمهرجان طنجة المشهدية في المغرب ومسارح أخرى في باريس؛ الخطبة الأخيرة للهندي الأحمر، للشاعر محمود درويش. لافتتاح مهرجان هنوفر الألماني واختتام مهرجان طنجة المشهدية. ومن أعماله الأخيرة إخراج مسرحية (الحريق) لمؤلفها قاسم محمد، التي قدمت على مسرح القصبة في مدينة طنجة المغربية، ومسرح بيت الفنون في مدينة بوردو الفرنسية.

المؤلفات المسرحية: مسرحية البحث عن السيد كلكامش، ابكي فالعالم وادٍ من الدموع، الزوج الأبدي، إعداد عن رواية دوستويفسكي، المراسل الحربي، وثلاثة عناوين لمسرحيات ثلاثة، التي طبعت في دار نشر دار المصادر في بغداد، وكتب للأطفال، الأمير أحمد والساحرات، ومسرحية الملك الأمي.

في الدراسات المسرحية كتب: الطفل والتعبير المسرحي، نشر في دار سحر/تونس؛ أفكار وتطبيقات تعارض التقاليد، وزارة الثقافة لإمارة الشارقة؛ مسرح ما بعد الدراما، كتاب مشترك، وكتاب دراماتورجية العمل المسرحي والمتفرج بالاشتراك مع الدكتور الباحث خالد أمين، هذا بالإضافة إلى كتب مشتركة أخرى: تحولات الفرجة فرجة التحولات، الدراماتورجيا الجديدة، الفرجة والمجال العمومي، وجميعها من إصدارا المركز الدولي لدراسات الفرجة.

في الترجمة كتاب: الضجر هو الشيطان لبيتر بروك، نشر من قبل وزارة الثقافة والأعلام في إمارة الشارقة، بنسياننا شكسبير يمكن العثور عليه ثانية، كتاب يجمع كتابين في كتاب، صدر عن دار نشر عدنان /العراق، كتاب شعرية الجسد لجاك لوكوك، (ترجمة وتقديم وتعليق)، عن دار نشر مؤسسة الصادق الثقافية، في مدينة بابل العراق، وترجمة كتاب أرسطو مصاص دماء المسرح الغربي، للكاتبة الفرنسية فلورنس دوبون، في صدد التحضير للطبع. هذا بالإضافة إلى نشر العديد من البحوث والدراسات والمقالات النقدية في المسرح والرواية والفن التشكيلية في مجلة نزوى العمانية، مجلة فنون، الأقلام والطليعة الأدبية، في العراق. مثلما نشرت وبشكل دوري العديد من المقالات النقدية حول تجارب مسرحية عالمية وعربية: القدس العربي، الزمان، النهار اللبنانية، وبيان اليوم المغربية، بالإضافة إلى المواقع الإليكترونية مؤخرا. وبعد هذا العرض لموجز سيرته الفنية والإبداعية لنذهب إلى الحوار:


 

*برأيك: المسرح أداة ترفيه وامتاع، أم أداة مقاومة وصناعة وعي أم كلاهما؟  


**المسرح بكل اقتضاب وبساطة، هو فن الترفيه بامتياز، والأكثر اكتمالا، لأنه يربط متعة النص مع متعة لعب الممثلين ومتعة الديكورات، وإلخ. تمهيدا للشرح، نستعين بيوجين يونسكو، الذي يقول: أنا لا أقوم أو اعمل الأدب، وإنما أفعل شيئاً مختلفاً. انا أمارس المسرح. ومن خلال هذه الملاحظ الصائبة والاستفزازية، نؤكد على خصوصية تجعل من هذا النوع (إشكاليًة) ترفيهية كاملة جداً، شرط أن تكون خصوصيتها نوعاً "مزدوجاً أو مضاعفاً" يمزج بين النص والتمثيل، وكل عنصر من هذين العنصرين يأتي بمتعة مميزة وتكميلية. بلا شك أن قراءة نص مسرحي بحد ذاته متعة، لكن مشاهدته على المسرح تؤدي إلى المزيد من المتع لأن العرض يعطي النص أبعاده الكاملة. التجربتان يكملان ويثريان بعضهما البعض من أجل إسعاد الجمهور. ومع ذلك، هل المسرح مجرد "ترفيه"؟ إن موليير مثلا أو بريخت، اللذين كان هدفهما إمتاع وتسلية جمهورهما، كان هدفهما أيضًا جعلهم يفكرون؛ وكانوا مؤلفو المآسي التراجيدية يريدون إثارة المشاعر في صفوف المتفرجين لكنهم أيضًا كانوا يستثمرون الفضيلة التطهرية لأعمالهم. المسرح هو نوع كامل لأنه يُعلم ويُثير الاعجاب ويُجذب في نفس الوقت.

هل المسرح أداة مقاومة وصناعة وعي أو كلاهما؟ بلا شك لا يمكننا الاجابة بلا، وفي نفس الوقت، أجد في هذا السؤال مناسبة للحديث عن الديمقراطية التي لا تدار في الشوارع. والأمر هنا يتعلق من دون شك بالنقاش والتداول اللذان كانا موجودان منذ النشأة الأولى للمسرح، في قلب وروح الثقافة اليونانية، الثقافة التي كانت تُغنى وتُرقص، والتي استندت أيضاً على فكرة الحوار. هذه الفكرة التي رصدها اسخيلوس، من خلال طرحه السؤال التالي: كيف يمكننا تحسين حالة المسرح اليوناني، ويجيب على سؤاله: من خلال شخص يتحدث وجوقة؟ ولهذا أضاف شخصاً لكي يحصل على محاثة!

ما نوع الثقافة التي يُعدها أو يهيئها الغرب؟ وهو يصدر الديمقراطية بأكثر الطرق روعة (إلى العراق، مثلا) ــ ولكن هذه الصورة للديمقراطية لها حدودها. أي نوع من الديمقراطية التي يمكن ترسيخها؟ إن الساسة، الذين أعلنوا حربا لا حدود لها على الإرهاب، كتبوا سيناريو محكوم عليه بالفشل مسبقاً. وهنا نتساءل: هل من الممكن أن يكتب المواطن سيناريو آخر؟ لخلق ثقافة ديمقراطية أصيلة قادرة على ترسيخ فروعها وتطويرها؟ لقد قال الإغريق أن كل ثقافة هي سياسية، والثقافة هي ما نشترك فيه، ونخلق من خلاله مجتمعًا، لذا فهي بالطبع نشاط سياسي. هذه هي المهمة الحقيقية التي تقع على عاتق الفنانين اليوم. ولكن ماذا نقول للأشخاص الذين لا يريدون السماح لنا بالحصول على قوة أخذ الكلام في المسرح؟ وفي الوقت نفسه، لا يمكن إظهار أو إثبات فكرة المساواة هذه التي أشرنا إليها ضمنياً من خلال تساؤلنا إلا ثقافياً. إذ لا توجد مساواة سياسية واقتصادية واجتماعية: غير ذلك، فنحن متساوون في الفنون والثقافة. لقد كانت عبارة "متساوون أمام القانون" (في قلب الديمقراطية الأثينية)، وهذا ما يتوجب علينا إثباته في الفنون أو العمل عليه. لأنه من ذلك فقط، سوف تتجسد ديمقراطية الثقافية، وحقيقة المساواة التي يمكننا إظهارها أو صناعتها على خشبة المسرح. وليس من خلال قوة الكلام فحسب التي لا يمكن ترجمتها هنا إلى سلطة، لان المسرح لا يملك سلطة، وهذا ما ينقصه، ولكن من هذا النقص الموجود تنبعث قوته، وطاقته وحيويته، وهنا تكمن المفارقة. فالمسرح يكمن في لحظة العرض تماماً. وهذه هي قوته وليس سلطته. ومن خلال هذه العلاقة يستمد المسرح وجوده وحقيقته التي ساعدته على البقاء والخلود عبر العصور والثقافات. وإنه على الرغم من الوهم الذي يتخلله، في الغالب، له جذور حقيقية عميقة، وهذا ما يربطنا بالأشياء الأساسية ويحررنا من المظاهر.


*كفنان مسرحي، ما هي الغايات التي يريدها الفنان المسرحي من المسرح في مثل هذا الزمن؟


** بلا شك، كل من يختصر المسرح إلى أداة "سياسية" يرتكب خطأ فادحاً، لأن السياسة تشكل عنصر من عناصره وليس كله. ولهذا، علينا ان نعتبر أنفسنا محظوظون حقا لأن الفنانين يقدمون لنا ما لا يستطيع الساسة تقديمه لنا اليوم: الخيال الذي يثير أسئلة أكثر مما يجيب عليها، ورؤى للمستقبل تغير من الواقع وتمنح الحياة والأمل. لكن الادعاء بأن المسرح لا علاقة له بالسياسة هو خطأ اختزالي مماثل. إن عدم وجود رؤية كبيرة لمجتمع الغد يجعل مسؤولية الفنانين والمسرحيين ساحقة ومضاعفة. إن ما حدث لنا ولعالمنا، في الفترة القريبة، بسبب وباء كورونا من تمزقات وتوترات في الزمكان، قد إثر بلا شك على تصوراتنا للمسرح، إذ فرض عليها نوعا من الحبس، والحيرة، والتردد، والانفصال، والانقطاع مع ما كانت تتواصل معه بانفتاح وتأمل ومسألة دائمة. فعندما ينتشر فيروس في مدينة من المدن، فإنه حتما يؤثر على جميع الأنظمة التي تديرها، ويُحدث فيها شروخا وتوترات، وهذا بحد ذاته ما يثير ويزعزع استقرار معاييرنا وكذلك عاداتنا اليومية. ومع إعلان حالة الطوارئ، تكثفت محاولة معالجته، من خلال إلغاء التجمعات وإغلاق المدارس والجامعات والحدود، وكذلك فرضت على حريتنا القيود، إذ إن فرض الإقامة الجبرية علينا قد ساهم في تغير نظرتنا للفضاء من خلال جعله أكثر تقيدا وحصرا وأكثر إكراها. وهكذا، أصبحت مساحاتنا الحضرية أكثر إثارة للقلق من أي مساحات أخرى، مما أدى إلى إطلاق إنذار كئيب، وولد حقبة من الشك، لا سيما أن الزمكانية قد تغيرت بشكل عميق، وباتت الأماكن محظورة، والفترات غير محددة أو غير مؤكدة. وبهذه الطريقة، تغيرت طرق عيشنا وسبل وجودنا فيهما، وأغلقت المسارح، وأخليت الخشبات من الممثلين، والقاعات من الجمهور الذي تتحول حشوده فيها إلى شخص واحد، وتوقفت العروض، وأصبح غلق المسرح بمثابة واجب، وعدم تجمهر الجمهور ضرورة، والكلام مع الآخر مباشرة ممنوع، أو من خلال قناع طبي واقي وليس مسرحي؟ كيف استطعنا تحمل كل هذا الإقصاء؟ كيف تمكنا من إطاعة قسوة الجفاء هذه، ونحن نعرف أن المسرح تواصل وعلاقات حميمية، وتبادل في الأمكنة، والمعرفة والثقافة ولحظات تؤرخ للانعتاق من الرعب الذي يحاصرنا من كل الجهات؟ ولهذا سأحاول الإجابة على هذا السؤال من خلال طرح بعض الأسئلة التي تتعلق في مستقل المسرح في الوطن العربي: وأولها، تبدأ، هل سيكون هناك انتعاش محتمل بعد هذا الوباء، الذي جعل من مراجعتنا لأنفسنا وقراءة واقعنا المسرحي ببعض من التأمل قليلا، أكثر من ضرورة؟ كيف سنعيش ذلك مسرحيا؟ كيف سنعبر عنه أو نعالجه؟ لا سيما أننا لا نعلم فيما إذا كان العالم سيعود إلى صوابه أم لا بشكل حتمي بعد هذا الانقطاع والتقاطع مع نفسه؟ هل سنتمكن من العيش من خلال المسرح بشكل مختلف ونعيد التفكير فيه، كما يجب؟ وهل سنقدر على الابتعاد قليلا، عن موضة الاستسهال، التي مورست فترة الوباء؟ ونخص هنا بالتحديد المهرجانات، والورشات الإليكترونية، بشتى أنواعها، التي صارت تزخ علينا مثل وابل من المطر، علماً أن المسرح، كما نعلم، لم يمت لكي نستمر في أحياء ذكراه بهذا الكم الهائل من الصور والمحاضرات والورشات والمهرجانات الافتراضية، وإذا كان المسرح قد هُددّ بالموت، شأنه شأن الحياة، فهذا الأمر كان مؤقتا ولابد ان يزول بزوال شبح الوباء، إذ لا يمكننا استبدال علاقة المسرح بالإنسان بالوسائط، لأننا، وبكل بساطة، لا يمكننا تقبيل امرأة من خلف زجاج. ولهذا، ومع نقطة التحول هذه، في النظرة والمقاربة لعلاقة المسرح بالحياة، كيف سيخلق الفنانون سلوكيات جديدة في اعمالهم وينشئون علاقات أخرى مع الجمهور؟ وهل ما تعلموه من هذه المعاملة الفنية التي فرضت عليهم قسرا بسبب الوباء، سوف تمكنهم من المساهمة في تطوير قدرات الأفراد وتنشيط تفكيرهم النقدي؟ أعتقد ان الهدف من هذه الأسئلة: يمكن ان يعطينا فكرة عن الطريقة والكيفية التي يجب أن ينظر الفنانون والبحاثين، ومنظمين المهرجانات، من خلالها إلى مستقبل المسرح وحاجة الجمهور اليه؟ وأن يسجلوا ملاحظاتهم وتحليلاتهم لمستقبل المسرح بعد هذه الكبوة التي دمرت العالم باسره وليس المسرح فحسب؟ إذ يتوجب علينا من الآن وصاعداً أن نحاكي ما حدث جماليا وفكريا وحتى سياسيا، من خلال تصورات يمكننا من خلالها أن نؤسس إلى مقاربات مسرحية جديدة، تكون مرتبطة ارتباطا وثيقا بأرض الواقع، وتبتعد ولو قليلا عن تكرار ما يقال في الدرس الأكاديمي في جامعاتنا، لأن كل ما قيل في مؤتمراتنا المسرحية السابقة، قد قيل من قبل بصيغ أفضل بكثير من تلك التي نشكلها ونعجنها وننظر إلى أنفسنا من خلالها أولاً قبل أن يقرئها القارئ أو يفهمها. وهذا يعني، يجب أن ننفتح على المستقبل وليس على الماضي؛ ننفتح على آفاق جديدة وبلا حدود، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا بالقراءات التحليلية العلمية والواقعية لواقع الحال. لقد جعلتنا كورونا للأسف، ان نفتتنّ بالرعب إلى حد ما، ولكن مع ذلك لا يمكننا التوقف عند هذا الحد عندما نحاول فهمه فهماً تاماً كلحظة مأساوية نعيشها جميعاً بنوع من الانتظار وعدم التوقع. يقول الفيلسوف وصاحب الفكر التجريبي فرنسيس بيكون أنني أرسم الصرخة وليس الرعب، وهذا ما يجب ان نعمله في رسمنا لمآسي اعمالنا المسرحية مستقبلاً، أن نرسم الصرخة ولكن أيضاً مظهر الرعب والدهشة المرتبطة به، وليس فقط الفعل ورد الفعل، لأن عرض مآسي حياتنا الحالية سيُظهر حتما التهديد وانهيار المحاولات اللغوية والعقلية من اجل التغلب على الرعب ربما، اكثر بكثير من الرعب نفسه.


* أيهما يصنع الآخر برأيك، الفرجة تصنع الواقع أم الواقع يصنع الفرجة؟


**اعتقد أن كليهما يصنع بعضهما الاخر، لأنهما يشكلان امتداداً ويعكسان بعضهما البعض، لا سيما أن المسرح بمثابة استعارة للعالم واكتشاف الحقيقة والحياة. لقد ظهر المسرح في اليونان القديمة خلال الأعياد التي أقيمت على شرف الإله ديونيسوس. فهو نوع تم تطويره بطرق متنوعة عبر العصور. وإذا ما قمنا بمقارنته بالرواية أو الشعر، فسنلاحظ أنه الوحيد الذي يتم تمثيله. وهكذا يرى الجمهور شخصيات مقنعة تتطور على المسرح من خلال حبكته. وإذا ما سألنا أنفسنا فيما إذا كان المسرح هو انعكاس للواقع، فسنجد هناك تناقض في هذا الافتراض لأن هذا النوع خيالي بداهة. وخلافا لما قد يعتقده بعض المتفرجين، يمكن للمسرح أن يكون انعكاسا للواقع، لأنه يعمق هذا الأخير ليفهمه المتفرج. صحيح أن بعض القواعد في المسرح تجعله يبتعد عن الواقع، ولكن هناك بعض آخر أيضا، على العكس من ذلك، تجعله يقترب منه كقاعدة الاحتمال. فالمسرح يُظهر لنا بشرًا بلحم ودم، أحياء، قريبون منا، حقيقيون، يعيشون أمام أعيننا قصصًا يمكن أن تكون شبيهة بقصصنا. يشاركوننا مشاعرهم وضحكاتهم وغضبهم ونكساتهم. ومن السهل، في أفضل الأوقات، أن ننسى أنه مجرد عرض وأن نتماهى معه. إنه عالم كل شيء فيه ممكن، عالم يجعلنا لا نتفاجأ عند رؤية تماثيل تتحرك وتتكلم، رجال يتحولون إلى وحوش، جثث تصبح ضخمة لدرجة انها تغزو الشقة، كما في مسرحية (وحيد القرن) ليونسكو. إنه عالم من الوهم، ومثلما يقول شكسبير (العالم كله عبارة عن مسرح)، وهذا ما يذكرنا، بالوهم الذي نعيشه، وبوهم العالم الذي يحيط بنا، وبوهم مشاعرنا، وبوهم الآخرين. لذلك، فإن المسرح عالم من الوهم، وبهذه الطريقة فهو يمثل أو يعكس وهم العالم. لكن الوهم غالبا ما يقود إلى الحقيقة. ومن مفارقاته، أن وراء كل أقنعته، وتنكراته، ومؤثراته البصرية، وهذه الأوهام، هناك الحقيقة التي ستكشف عنها شخصياته، إنه استعارة للعالم واكتشاف الحقيقة والحياة.


* فرضية "نحن محكومون بالأمل" هل تؤيدها أم تدينها، لأن ما يجعلنا الأمل نحلم به كل يوم لا يلبث أن يتحول من حلم إلى كابوس، فالأوضاع من سوء إلى اسوأ، ما هي رؤيتك؟


**اجيب على هذا السؤال من خلال مقطع من مقاطع مسرحيتي التي كتبتها مؤخرا تحت عنوان (هذه ظلالي التي تفترش الأرض) والتي استحضر فيها شخصية الكبير والجليل سعد الله ونوس، صاحب هذا المقول:

"أي أمل هذا الذي لا زلنا محكومين به أيها السيد المبجل، هل نسيت أن حياتك انتهت على سرير مستشفى بعيد عن الوطن الذي غنيت له أجمل النصوص؟ الأمل، يا سيدي الجليل، لا يعيد الأشياء إلى نصابها، لا يبني المدن التي دكتها المدافع وحولتها إلى حطام، ولا يشفي النفوس المريضة التي صنعتها الحروب، ولا العاهات التي تزينت فيها الشوارع، ولا يعيد كرامة النساء والأطفال الذين صاروا يستجدون المارة على ناصيات الطرق في العواصم الغربية. في ظل هذا الدمار العظيم، بات الأمل، نوعا من التمني المفلس، قشة نتعلق بها لاعتقادنا أننا سوف نخرج بفضلها من أنفاق عتمتنا الطويلة، وسجوننا الذاتية التي كبلنا فيها الأهل والأغراب معا، ومع ذلك فكل شيء يبدو غير واضح، رغم الوضوح الكبير، رغم الجراح التي لا تريد أن تندمل، وملامح الهاوية التي يهيئونا لها بشكل تدريجي، مثل خراف الأضاحي التي تتنظر حلول عيد نحرها. ومع ذلك، فكل ما يحدث أو حدث مجرد بداية، أو بالأحرى مجرد تمرين على مسرحية مجهولة هوية مؤلفها، لا تنتمي إلى المسرح الحديث في شيء، وإنما إلى مجاهيل عهود مظلمة صارت تمارس علينا غوايتها وتأثيرها، لا نعرف فيها البداية من النهاية، أما الوسط فأنصاف حلول مؤقتة يحقنونا بها بجرعات تشغلنا عن أنفسنا لحين ما تجهز الجرعة الأخيرة.


*سؤال أخير: أين فقد المسرح براءته؟


**لا اعتقد أن المسرح يمكن أن يفقد براءته، ولكن أغلب العاملين فيه، والذي يحاولون أن يكونوا أوصياء عليه، قد غادرتهم البراءة، مثلما تغادر المرأة أنوثتها. وهذه في رأيي أهم وأعقد المشاكل في المسرح العربي. وهي قابلة للحل والتجاوز.


الخميس، 19 مايو 2022

في حوار مع الفنان علي العبادي : المسرحي يعاني من اغتراب كبير وهو كالذي ينفخ في قربة مثقوبة

مجلة الفنون المسرحية

في حوار مع الفنان علي العبادي : المسرحي يعاني من اغتراب كبير وهو كالذي ينفخ في قربة مثقوبة


حاوره: علي حسين الخباز


  • أن فاعلية الفكر تكاد تكون ضئيلة جداً انحصرت على الطائفة التي تعمل فيه.

  • أنا أعتقد في الوقت الراهن أن الكتابة عن الفرح هو نوع من أنواع الخيانة لـ(الضمير).

  • إن الخطاب النقدي المسرحي العراقي الآن أسهم إلى حد ما بتراجع فاعلية الحراك المسرحي.


ما جدوى اسئلة تدور في رحى المنشور مع مبدع له الشهرة والنشر الواسع ؟ ماذا لو ابتعدنا عن الاسئلة التعريفية وذهبنا الى عوالم الرأي؟ المهم بطاقتك التعريفية كجواز لمرور التحاور ؟


** علي العبادي، حالم وسط الضجيج، مشاكس ضمن الحدود الجمالية والمعرفية وليس ضمن حدود العبث من أجل العبث، محتج متمرد على كل الانساق التي أسهمت في الإساءة للإنسان وبما يحمله من قيمة عليا عند الرب، لذا أن التدوينات التي اقوم بها على صعيد (التأليف والتمثيل والإخراج) ما هي إلا صراخ بوجه هذا الجحيم أو القيامات اليومية التي نعيش، ودفعنا فاتورتها من أعمارنا بطريقة مجانية، لذا ما مازلت حالم وسط كل هذا الضجيج الذي يلفنا، متأملاً خيراً في القادم أن يكون أقل وطأة مما نعيش، فأجسد هذا الحلم باشتغالي الفني في المجالات التالي (التمثيل، الإخراج، التأليف).


 دعني اسأل عن هواجس وتطلعات علي العبادي المسرحية ؟  عن الفكر والناس ككاتب ومخرج ؟ عن الحلم والواقع ؟


 **  تأسيسا على الجواب السابق أقول لك نحن العاملون في حقل الأدب والفن والثقافة عامة نعيش حال من الاغتراب إزاء هذه التحولات الكبيرة التي عصفت بالبلاد وهيمنة الهامش الرث على حساب المركز الرصين، الآن أصبح الحضور للتفاهة بشكل لافت، وأصبح لها خطاباتها وأنساقها الاعلامية في تشيد سلطتها على بنية المجتمع التي أصبحت إلى حد كبير متهرئة، لذا نجد أن فاعلية الفكر تكاد تكون ضئيلة جداً انحصرت على الطائفة التي تعمل فيه، نحن لا نعاني من الأمّي، بل نعاني من أمّية المتعلم، هذا الزمن هو منفلت بطريقة فجة، وهذا بحد ذاته يُحمل المشتغل في الحقل المسرحي وخصوصاً الكاتب مسؤولية كبيرة في اعادة قراءة الواقع الصادم بطريقة غير واقعية، لكون أن الواقع العربي وبالتحديد العراقي هو أكبر من الكتابة وما الكتابة إلا محاولات لرثاء هذا الواقع، ويبقى الحلم بكل مدياته الجمالية أبن هذا الواقع بالنسبة لنا في اشتغالنا، إن واقعنا صادم جداً، فأحاول أن أخذ خلاصات هذا الواقع واشظيها احتجاجاً، لذا كثيراً ما أسأل، لماذا لا تكتب عن الفرح؟ أنا أعتقد في الوقت الراهن أن الكتابة عن الفرح، هو نوع من أنواع الخيانة لـ(الضمير) ما جدوى أن نجمل القبح، أن هذا التجميل ما هو إلا تدجين لقيمنا وضمائرنا، المسرح أن لم يكن في الدول النامية أو المنكوبة احتجاجيا تنتفي حاجته، لأن هو جزء من ضمير الامة ووجدانها، لذا الانشغال بالترف والترفية على حساب القيمة الفكرية والإنسانية يعد بحد ذاته خيانة.


التقيتك لأعرف هل يستطيع المسرح اليوم ان يقيّم الواقع الانساني؟ أن يقوّم السلوك العام ؟ لكونه لا يسعى الى نقل الواقع الا بما يحب ان يكون ؟


**  أن المسرح منذ بواكيره الأولى كانت له تأشيرات على الفاعل الإنساني سلوكياً، وإلى الآن، لكن ليست هذه المشكلة الجوهرية في التأشيرات على اضداد السلوك الإنساني، بل مدى فاعلية الخطاب الجمالي الذي يكشف عن هذا السلوك، لأن المسرح هو ليس منبراً للوعظ، بل هو فعل جمالي، يحتاج إلى تفكر في إعادة قراءة الظاهرة ، وإن الفاعل الجمالي في المسرح له سطوته في منظومة العرض المسرحي وانعكاساته على المتفرج، أما فيما يخص تقويم السلوك الإنساني، فأن المشتغل في الحقل المسرحي هو يسعى إلى حياة أفضل، على الصعيد الشخصي أعتبر أن المسرح هو فرضية لحياة ما، لكن هذه الحياة تقدم فرضياتها بطريقة جمالية وفكرية، وليس لها سطوة مادية، فهي تحارب القبح بالجمال والفكر، فالمسرح يؤشر الخطأ والمثالب، والخيارات عديدة للمتفرج في السلوك الذي يبتغي أن يسلكه، شخصياً، قريباً من الواقع بعيداً عن المثالية، أجزم أن المسرح الآن لا يستطيع ان يغير قيم ومفاهيم الذات الإنسانية خصوصاً في المجتمعات الشرقية، لأسباب عديدة: منها هيمنة الخطاب الاجتماعي المتطرف والذي ليس له رادع وفي غالبية الاحيان هو يتعالى حتى الخطاب الديني المتمثل بالمدونة القرآنية، التحولات السياسية والاقتصادية التي جعلت ايقاع العصر سريعاً وحاولت أن تذوب الكثير من القيمة الإنسانية، هيمنة السوشيل ميديا، وللأسف الاخيرة هي مترعة إلى حد كبير بالإسفاف، وهذا ما اخشى في قادم الأيام على الاجيال القادمة في تعاطيها مع الواقع، فكل هذه الاسباب تجعل من المسرح عاجز أن يقوّم السلوك الإنساني، وما يقوم به المسرح في هذه الجنبة ما هو إلا محاولات أو النفخ في قربة مثقوبة. 


  دعني ابحث معك متى يستطيع المسرح ان يرفض الفوضى والنكوص الانساني ويشذب اخطاء الانسان ؟


** متى ما أرتفع مستوى الوعي لدى المجتمع بحيث يؤمن أن المسرح ضرورة حياتية، ومتى ما أرتفع مستوى الوعي لدى السلطة بأهمية الثقافة والوعي والفن، لأن الفنان كم اسلفت سابقاً هو يحاول أن يقدم كل ما من شأنه أن يرتقي بالإنسانية بوصفها سلطة ذات قيمة، لكن الآن الغالب الأعم من المتفرجين لا يعنيهم المسرح، بسبب الفاعل الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الذي يمرون به، إضافة إلى تدني مستواهم الفكري في معرفة ماهية هذا الخطاب، وجاءت السلطات المتلاحقة في العالم العربي والعراق خصوصاً لتؤكد على هيمنة هذا التدني في المستوى الفكري والجمالي للذات الانسانية بعد أن طحنتها بحروب شتى لا ناقة له فيها ولا جمل وبعد أن انفضت من هذه الحروب، لم تسهم في دعم الحراك المسرحي، لذا ظل المسرحي يعاني من اغتراب كبير، لذلك كما قلت لك  هو (كالذي ينفخ في قربة مثقوبة)، ما الذي يستطيع أن يقدمه المسرحي في ظل هيمنة الميديا ومواقع التواصل الاجتماعي، وانعدام الانتاج المسرحي، متى ما كان هناك ايمان حقيقي من قبل السلطة بأن المسرح له دور في تعزيز الوعي الإنساني، متجلياً ذلك الايمان بدعمه وتشجيعه كي يجعله يتواصل في فعله الابداعي، لأن ليس من المعقول أن تقدم تجارب فردية دون برنامج سنوي وبفترات زمنية متقطعة وتكاد تكون طويلة وأن نتأمل منها انعكاساً على واقع المجتمع، ولاسيما أذا أمنا أن الفرد أبن بيئته بكل حمولاتها الدينية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.


 هل لدينا نقد مسرحي واكب العملية الابداعية واثرى التجربة؟ ، لماذا اهملنا عراقية المسرح وكأننا نواكب العالمية من أجلها وليس لإثراء التجربة الوطنية للمسرح ؟


 ** إن الخطاب النقدي المسرحي العراقي الآن أسهم إلى حد ما بتراجع فاعلية الحراك المسرحي، لكون إن الكثير من ممن يطلق عليهم نقاد ما هم إلا ببغاوات لمصطلحات ومفاهيم استنساخية، وهناك ممن ليس لديه سوى ورقة نقدية واحدة يلقيها في كل محفل مسرحي، وكل ما يقوم به في هذه الورقة هو تغيير اسم المسرحية وكادر العمل، وهناك من النقاد الوصفيون الذين يتحدثون عما شاهدوه في قاعة العرض وليس بتحليل انساقه، وهناك نقاد انطباعيون يكتبون انطباعهم الذاتي، وهذا يعتمد على المرجعيات الفكرية والجمالية والذوقية له، لكن بعضهم يحول الشك إلا يقينيات أي هو يحاول أن يفرض هيمنته على منتج العمل في ضوء تأويله، معتقداً أن رأيه هو الصواب، وهناك فئة تتخذ من المديح منطلقاً في تدويناتها النقدية كي تحافظ على علاقاتها الاجتماعية وأن يبقى مقعدها محجوز في المهرجانات ومابين هذا وذاك أصبحنا نعيش في حلقة مفرغة، لكن هذا لا يلغي وجود الكثير من النقاد المجتهدين الذين هم بمرتبة (مفكر)، لكن هم قلة قليلة أقل من اصابع اليد الواحد وبعضهم مغيب، لأن بعض المهرجانات والمسابقات تعتمد على الفاعل الاجتماعي دون الفاعل المعرفي، اما لماذا اهملنا عراقية المسرح، فنحن في العراق والعالم العربي ليس لدينا مسرح خاص بنا، فكل ما موجود هو حراك مسرحي، باستثناء بعض التجارب، منها: تجربة الفنان المغربي (الطيب الصديقي) والفنان العراقي (قاسم محمد) في حقل (التراث) والتي لم يكتب لها التأصيل وتجربة الفنان المغربي (عبد الكريم برشيد) في محاولاته للتأصيل لـ(المسرح الاحتفالي)، لم ينفرد الحراك المسرحي العراقي والعربي بمسرح خاص له خصوصيته العربية، لأن الذات المسرحية العربية هي ذات تعشق الهالة وتنجر ورائها، هنا أتذكر قول للأديب الراحل (موسى كريدي) يقول فيه بما معناه (نحن انشغلنا في المدارس والمذاهب أكثر مما انشغل بها اصحابها)، من هنا نتلمس نحن أمة أتخذت من نفسها أن تكون تابعة، انطلاقاً من سلوك اجتماعي قديم هو (الابوية) خصوصا العراقي لا يستطيع أن يحيا دون رمز، فهو اتخذ من الاكتشافات المسرحية الغربية منطلقاً له في اشتغاله، وأؤكد لك ذلك أن بعض العروض المسرحية الاجنبية والعروض التي تقدم في المغرب العربي قد سرقت من قبل بعض المشتغلين في الحقل المسرحي العراقي، ومن الجدير بالذكر أن المشتغل في الحقل المسرحي الغربي قد استثمر الفعل الاجتماعي البدائي والحضاري القديم للإنسان العربي وصاغ منه اشكال مسرحية وخصوصاً ما تجلى منه في المسرح البيئي.


أريد ان اسألك عن ديكتاتور المسرح مازال كاظما انفاس الممثل ؟ محاولا رفض النص بالصورة ؟ هل احترم الممثل الشاب لغة الجسد أكثر من لغة الحوار؟ 


**إن المسرح الحديث قد عرف العديد من الأساليب في حقل الأداء التمثيلي واتجاهات عدة في حقل الإخراج، وهذا الموضوع يرجع إلى المنطقة التي يشتغل فيها المخرج، وهي من تحتم عليه أن يرفع مركزية النص أو الممثل على حساب المنظومة البصرية للعرض أو العكس، بالتالي هي ليست دكتاتورية بقدر ما هي منطقة اشتغال، هناك من يجنح صوب الصورة متأثر بطروحات العديد من المخرجيين العالمين في هذا المجال منهم (جوزيف شاينا) الذي جعل من الممثل عنصر تشكيلاً في الفضاء أو (روبرت ويلسن) الذي همش مركزية الممثل من أجل أن يؤكد على فاعلية (التشتت وللاترابط والتكرار)، لكون هذه بعض معطيات ما بعد الحداثة التي يشتغل عليها، في حين نجد أن الممثل له السلطة العليا لدى (ستانسلافسكي)، وبهذا أن الأمر هو غير راجع للممثل، بل هو جزء من المنظومة البصرية التي تتكشف عبر تفاعلاته الفيزيائية في الفضاء، فهو أداة الرؤية الإخراجية، والشخصية هي مقترح المؤلف، فهيمنته من عدمها في العرض المسرحي يرجع إلى الاشتغال الإخراجي.


 هل لدينا امكانية استيعاب طاقة الشباب وهم يتحولون من النظرية الى واقع التجربة ؟ هل هناك سعة للتمويل ؟  هل مازال المسرح (ما يوكل خبز) ، اي اقصد في طور الهواية دون الاحتراف ؟


 ** هناك الكثير من التجارب المسرحية الشاب في العراق لديها خصوصيتها في الميدان التطبيقي وإضافة الى القلة القليلة ممن لديهم وعي متقدم في الاشتغال النظري مقارنة بعدد المشتغلين في الحقل التطبيقي، وهذا مؤشر على أننا نعاني من أزمة وعي في هذا المجال، أما فيما يخص التمويل في دعم الحراك المسرحي، فإن كل ما يقدم خارج انساق مؤسسة الدولة المتمثلة بـ(دائرة السينما والمسرح)، فهو نتاج ذاتي، ولا يوجد هناك من لديه أي نية لدعمه، حتى من قبل النقابات والاتحادات ذات الشأن الفني، لكونها تحولت إلى (دكاكين) لجني الأموال، ولذا المشتغلين في حقل المسرح من (الهواة او المحترفين) هم يقبعون تحت شظف العيش والتهميش ويكاد يكون الدعم منعدم تماماً، وهذا أحد أسباب الاغتراب الذي يعاني منه الفنان والذي تحدثنا عنه سلفاً.  

  

أريد أن أحاور الكاتب والمخرج والممثل علي العبادي عن واقع المسرح العراقي عالميا وعربيا؟ عن المنطلق الاول المسرح المدرسي، ماذا نحتاج لنعيد سطوة المسرح المدرسي ؟ 


** طبعا ما يؤسف له أن لا نرى خشبة مسرح في مدارسنا ولا مكتبة بعد أن انطلق المسرح العراقي من المدارس في (الموصل)، ليصبح ظاهرة في كل ربوع الوطن، وكما هو معلوم لدى المشتغلين في الحقل المسرحي العراقي وإن المسرح المدرسي خرج العديد من الفنانين ممن شكّلوا حضوراً بارزاً في المشهد المسرحي العراقي والعربي، لكن على ما يبدو أن تهميش هذا النمط من المسرح يأتي ضمن أولويات السلطة وتوجهاتها في تفعيل واحتواء ثقافة التسطيح، وإن وزارة التربية هي واحدة من الوزارات الضعيفة في رؤاها المستقبلية، ونحن لا ننكر المهرجانات المسرحية التربوية التي تقوم بها سنوياً، سواء كانت لإسقاط فرض أو لمنافع مادية للمشتغلين فيها، لكن السؤال هنا: أين المسرح في المدرسة؟ لابد أن تتضافر جهود وزارة التربية في دعم الخطاب المسرحي، بما يعود على التلميذ أو الطالب من منفعة في ذلك، فكرية أو جمالية، إذ مؤخراً ادخلت دولة الامارات المسرح ضمن مقررات المنهج الدراسي ولجميع المراحل الدراسية، ولا أعتقد أن اقبلت الدولة على هذه الخطوة المماثلة سوف يكون الأمر عليها عصياً، لكون أن الكوادر موجودة، لكن ما ينقصها التخطيط الذي يسمح لها في ممارسة مهامها كما ينبغي.


عن الجمهور اسأل ؟ عن تجربتك في المسرح العربي، وعن تجربة الانتاج ومشاكلها عن المسرح الكربلائي اسأل هل حقق ما تصبو إليه ؟ 


**على صعيد تجربتي في المسرح العربي، قدم لي العديد من المخرجين المسرحيين نصوصي وفي دولة عدة، منها: (سلطنة عمان، الكويت، الأردن، ليبيا، بلجيكا، المانيا، المغرب، الجزائر، تونس، مصر) وقُدّمت أيضا في عدة مدن عراقية، وقد كتب عني العديد من النقاد العرب منهم: (الناقد المغربي الدكتور احمد بالخيري، الناقدة والأكاديمية الجزائرية الدكتورة زينب لوت، الناقد المصري حسام مسعد، الناقد والكاتب الجزائري علاوة وهبي، الناقدة الدكتورة رفيدة بوبكر) وكتبت عني العديد من البحوث منها: (ثنائية الموت والحياة في مسرحيات علي العبادي)، رسالة ماجستير مقدمة من قبل الطالبتين (زروخي الويزة، هميسي تركية) في جامعة محمد بوضياف المسيلة/كلية الآداب واللغات/قسم اللغة والأدب العربي في الجزائر وبإشراف الأستاذ الدكتور خلوف مفتاح، (بنية الحوار في مسرحية "براد الموتى" للكاتب علي العبادي) بحث ضمن متطلبات دراسة الماجستير قدم من قبل الطالبة (دوغة كنزة) في جامعة محمد بوضياف المسيلة، كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في الجزائر، (مستويات الحوار في مسرحية عزف نخلة للكاتب علي العبادي) بحث ضمن متطلبات دراسة الماجستير في في أحد الجامعات الجزائرية، إضافة إلى العديد المشاركات في المهرجانات والمسابقات العربية والجوائز وكانت أخرها فوزي بالمرتبة الثاني في مسابقة التأليف المسرحي الموجه للكبار والتي اقامتها (الهيئة العربية للمسرح) في الشارقة، فوزي بالمتبة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي دورة (الكاتب الراحل محمود نسيم) التي أقامها (ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي- الدورة الثالثة) في مصر، وحصولي على جائزة لجنة التحكيم في (مهرجان القدس السينمائي الدولي- الدورة السادسة) في محور مسابقة افلام الهواة عن فيلمي القصير (دومينو)، بالإضافة إلى العديد من اللقاءات الصحفية العربية التي اجريت معي، أما فيما يخص المسرح الكربلائي هو شبه معطل، وما يقدم فيه نوعين، الاول: جهد فردي وبمثابة مغامرة، اشبه بشخص يصرخ في الصحراء وحيداً يطلب النجدة، والثاني: ما تقوم به بعض المؤسسات من مهرجانات، وهذه مع جل احترامنا لجهودها الكبيرة هي ليست معياراً للمسرح الحقيقي الذي نصبوا إليه، لكونها مؤدلجة، ولا أعتقد سيكتب لها النجاح مستقبلاً لأسباب كثيرة، منها: لأنها لا تؤمن بالمسرح بوصفة قيمة إنسانية وثقافية وجمالية، بل هي تتخذه كأداة بما تخدم توجهاتها، أي مادة إعلامية، وبهذا الحال هو يرثى له، فاعتقد أن في السنوات القادم سيموت المسرح في المدينة بصورة عامة والتجارب الفردية بصورة خاصة، بفعل التهميش وتوجه المجتمع نحو الميديا، وأنا شخصياً أمني النفس بالأمل وبحوار من مسرحيتي (عزف نخلة) "عسى أن يكون القادم افضل".

الكاتب علي العبادي 

من عروض  احد  مسرحياتة 



تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption