أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عروض مسرحية. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 27 يناير 2022

جمالية الديودرامية في مسرحية " شكون فينا .."

مجلة الفنون المسرحية

الأحد، 16 يناير 2022

"آي ميديا" مسرحية تعزف على التاريخ بالسكين والبرتقال

مجلة الفنون المسرحية

الجمعة، 7 يناير 2022

"بين الكلب والذئب".. مسرحية تفكّك آليات الفاشية

مجلة الفنون المسرحية


الاثنين، 13 ديسمبر 2021

(وحش طوروس).. عرض مسرحي يبحث عن التجديد برؤية شبابية

مجلة الفنون المسرحية 


(وحش طوروس).. عرض مسرحي يبحث عن التجديد برؤية شبابية

غسان خيو
حاول المخرج الشاب وئام البدعيش التجديد في المسرح من حيث الإعداد والإخراج  بعمله الذي يحمل عنوان وحش طوروس ومواءمته مع البيئة المحلية ومفرزات الواقع عبر إسقاطات ورؤية إخراجية اكتنفها بعض المغامرة.

العرض الذي افتتح عروض فعاليات مهرجان السويداء المسرحي الخامس وضعه القائمون على المهرجان تحت الضوء خلال جلسة حوارية نقدية حيث اعتبر المخرج المسرحي زياد كرباج أن العمل متقن ومنسوج بخيوط جميلة لجهة أداء الممثلين الذين خرج بعضهم من الطور الواقعي إلى السخرية دون أن يذهبوا إلى التهريج بالتشارك مع أداء فني جيد للموسيقا والإضاءة.

ورأى الإعلامي معين العماطوري أن العرض حقق حالة إدهاش للجمهور وجاء أداء الشباب المشاركين فيه منسجماً ومقنعاً مع نص الكاتب عزيز نيسين حيث تم تحويله ليلامس هم المجتمع المحلي وإسقاطه على الواقع  ليتماهى مع الحالة الراهنة التي نعيشها في ظل ما أفرزته الحرب وهو ما يحسب للمخرج.

وبوجهة نظر أخرى اعتبر المسرحي فارس الحلبي أن فكرة تحول الشخص الضعيف الجبان إلى وحش طوروس الذي يهابه الجميع لم تتضح بشكلها المطلوب وأنه تم خلال العرض إقحام عدة إسقاطات من الواقع متسائلاً أن كانت خدمت العرض أم النص أم الجمهور.

الممثل والكاتب صالح عزام أشار إلى أن العرض اجتماعي وسياسي وكوميدي والإعداد جعل منه نصاً آخر وخلق في بنيته الفكرية مفارقة لجهة أن الوحش في النص الأساسي صنعه الواقع بينما نجده هنا مختلقا بأياد دخيلة جعلت منه وحشا معتبرا أن إسقاط ذلك على الواقع ككل فيه بعض التجني.

الممثل المسرحي هازار نوفل وجد نوعا من المخاطرة في تقديم عرض بهذه الاستطالة من الزمن مع الإشارة إلى بعض المسائل التقنية التي تتكرر على خشبة ليست بكامل شروطها ما يجعل الممثل يقع بمطبات لجهة طبيعة الصوت وموضوع الحركة على الخشبة ووجود جمل لم يفهمها كل المتلقين مع بقاء فكرة نيسين لوحش طوروس اقوى من رؤية المعد التي توجه بها بالمباشرة في آخر العمل.

وأشار الكاتب منصور حرب هنيدي إلى جودة أداء الممثلين وخاصة سمير البدعيش الذي أدى الشخصية الرئيسية ببراعة مع الإشارة إلى المغامرة الكبيرة للمخرج من خلال تحويل النص الأصلي من جاد إلى نص تطغى عليه الكوميديا.

عضو لجنة التحكيم الكاتب والممثل والمخرج المسرحي وليد الدبس رأى أن المخرج استطاع أن يتلمس الجوهر الحقيقي الذي يريده نيسن من النص عبر نقل الهم الإنساني واستخدامه مفردات خاصة بالبيئة المحلية.

واعتبر عضو لجنة التحكيم المخرج المسرحي رفعت الهادي أن من حق العرض بعد هذا الجهد والنقلة الفكرية لواقعنا أن يحقق نسبة عروض كبيرة على مساحة المحافظة.

مخرج العمل وئام البدعيش لفت إلى أن التجديد مطلوب في المسرح وقد ينجح بذلك أو يخفق حيث عمل على تأليف جديد للنص الأساسي وكتابته للواقع ضمن هذه المرحلة مع اتجاهه نحو الاستطالة في العرض واعتنائه بدراسة ما يربط الجمهور بالخشبة.

ومسرحية وحش طوروس عكست على مدى ساعة و45 دقيقة كوميديا سوداء تحاكي الواقع من خلال قصة “نوري” رب الأسرة الجبان الذي يفقد بطاقة هويته في إحدى رحلاته ويستفيد منها المجرم الملقب بوحش طوروس ليتستر بها خلف جرائمه وعندما يضطر الأب لتقديم شكوى في قسم الشرطة بسبب المالك الذي يريد طرده من المنزل تقبض الشرطة عليه بصفته وحش طوروس الخطير ثم يتم الإفراج عنه ويعتقد الجميع أنه فعلا ذلك الوحش ويعاملونه على هذا الأساس ليتحول بالنهاية إلى وحش فعلاً يقف بوجه الضغوط والمضايقات.

الاثنين، 6 ديسمبر 2021

"كاستينغ".. أحلامٌ ترفض انكسارها..ثورة اونﻻين / آنا عزيز الخضر

مجلة الفنون المسرحية 

الاثنين، 1 نوفمبر 2021

العرض المسرحي المصري «أحدب نوتردام»: جرائم قُبح الروح

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي المصري «أحدب نوتردام»: جرائم قُبح الروح

محمد عبد الرحيم

تعد رواية «أحدب نوتردام» لفيكتور هوغو (1802 ــ 1885) من الكلاسيكيات الأدبية، وقد أصبحت مُلهمة للكثير من الفنانين لتقديمها من خلال عدة وسائط مختلفة، كالسينما والمسرح والأوبرا، وحتى الدراما التلفزيونية. ورغم مرور كل هذه السنوات ـ كتب هوغو روايته عام 1831 ـ لم تزل شخصية الأحدب وإزميرالدا تجتذب الكثيرين، الذين يقدمونها من خلال رؤية جديدة تفسيراً وتأويلاً، أو إسقاطاً على واقع تتم الإشارة إليه مباشرة أو من خلال الرمز. ومن هذه التجارب الجديدة، يقدم المسرح المصري هذه الرواية، التي تعرض هذه الأيام على مسرح (الطليعة) في القاهرة، كتجربة أخرى تتناول حكاية هوغو التي كتبها في القرن التاسع عشر.

النص المسرحي

بالطبع اختلف النص المسرحي عن الرواية وتفاصيلها الدقيقة، واكتفى بتتبع الخط الدرامي الأساسي للحكاية والشخصيات، مع تحوّل في بعض الشخصيات وجعلها أداة من أدوات السرد المسرحي، فالشاعر جرينجوار هو الذي يقوم بالحكي والتعليق على الأحداث، متذكراً أو مستشرفاً، أو متماهياً بكونه شخصية في الحدث، لتتجسد بذلك تقسيمات الزمن الثلاثة. فالمسرح خالٍ تماماً، ليبدأ هو من النهاية ـ موت إزميرالدا والأحدب ـ الشاعر الذي أحبها وأصبح زوجها الرسمي، لكن الأحدب هو الذي فضّل الموت معها، فلم يكن باستطاعته العيش دونها. ومن خلال مذكرات الأحدب، يستعيد الشاعر هذه الأحداث، لتبدأ الحكاية.

الملك

في المشهد الافتتاحي للحكاية يتم استعراض جميع الشخصيات، فباريس تحتفل، وتعيش أجواء (عيد المجانين) هذا العيد المقدس، وهنا تبدو الكنيسة خالية، فلا زوّار اليوم لبيت الرّب، وحتى حارسها الأصم ـ الأحدب ـ يُغادرها للاحتفال، فلا يجد الجميع أبشع منه ملامح، ويتوّجونه ملكاً، ويضعون تاج المهرجين فوق رأسه، وهم يتبارون في سبّه ومضايقته بعاهته ـ يتماهى هذا المشهد وسخرية اليهود من السيد المسيح، ووضعهم تاج الشوك فوق رأسه، ودعوته بملك اليهود، حيث اختلافه الروحي عنهم يتوافق والاختلاف الشكلي للأحدب ـ هنا نجد إزميرالدا الغجرية، والشاعر، الذي يريدها بطلة مسرحيته التي لم يكتبها بعد، وقائد الشرطة الذي لا يخفي إعجابه بها، متظاهراً بزجره لها، وأخيراً الأسقف، الذي نسيّ ربه لحظات وقد مسّته الرغبة، التي طالما اعتقد أنه نسيها، والذي يُنهي الضابط عن القبض عليها، فاليوم يوم فرح والله يحب الفرحين، ولا تخفى علاقة التواطؤ الدائمة بين رجل الدين ورجل السلطة. في هذا المشهد يتضح سلوك الشخصيات من البداية.. الفتاة التي لا تريد سوى أن يحبها أحد بصدق، باحثاً عن روحها، ومتجاوزاً عن جمالها، والشرطي الواثق وقد اتخذ قراره بإغوائها، والشاعر الحالم، الذي لا يمتلك سوى كلماته، ورجل الدين الذي لا يجيد سوى المؤامرات، حينما يعجز عن تنفيذ ما يريده صراحة، فلسانه الناطق بوصايا الرّب يتنافى وعينه التي تشتهي جسد الفتاة، وتفضح ما يشعر به.



التنوع اللغوي

لم يكتف النص ـ رغم الإبقاء على الاسماء الحقيقية لشخصيات الرواية ـ بالحوار الفصيح، بل اعتمد كثيراً على اللغة الدارجة المصرية (العامية) إضافة إلى تكثيف الأحداث في مشهد مثلاً، يتبادل من خلاله الشخوص الأغنيات، التي تصبح بديلاً عن المناجاة الفردية، أو المنولوجات التي توضح رؤية وأحوال هذه الشخصية أو تلك، ومن أهم هذه المشاهد وقوف الشخوص الأربعة حول محور صراعهم (إزميرالد) التي تصبح في الوسط، وكأنها تؤدي طقساً راقصاً يليق بجمالها الغجري، بينما الشاعر أمامها في مواجهة الجمهور، والأسقف إلى اليمين أمام باب كنيسته، والضابط إلى اليسار مكان مجيئه الدائم هو وجنوده، وليختتم هذه المناجاة الأحدب، الجالس دوماً بجوار جرس الكنيسة، أعلى المسرح في المنتصف، الجرس المقدس بدوره، الذي جعله يعيش ما تبقى له أصم، لا يعرف سوى لغة الشفاه، والذي لا يتكلم سوى همهمات، كوحش في البريّة، لكنه هنا.. يغني ويعترف ـ بينه وبين نفسه ـ بعشقه للفتاة، وتقديسه لجمالها.

العرض المسرحي

اعتمد العرض بالأساس على الشخصيات ومواقفها من الفتاة، مع الاحتفاظ بالخط الأساسي للحكاية، ومن هنا جاء تقديم الأحداث كلوحات تكتمل من خلالها الفكرة .. كظهور إزميرالدا، الأم الباحثة عن طفلتها المُختَطَفة، فرقة الغجر، محاولة اختطافها من قِبل الأحدب بإيعاز من الأسقف، مسامحتها للأحدب، سجنها وتعذيبها، إنقاذ الأحدب لها، تعرّف الأم عليها، موت الأحدب والفتاة معاً.
ورغم أن العرض لا يعتمد على ممثلين من المشاهير، إلا أن أغلبهم يمتلك موهبة ملحوظة، تتناسب تماماً وطبيعة الشخصيات التي يؤدونها في بساطة، ودون افتعال. أما اللافت بالفعل فهو الديكور والإضاءة، فكانا أكثر تعبيراً عن المشاهد والأحداث، وأقرب إلى لوحات دقيقة التفاصيل، متغيرة ومتباينة، شارحة للحدث ومؤكدة لحالة الشخصيات. هذه الجماليات تبدو في مدى تعبيرها وبساطتها في الوقت نفسه.. فحجرة الأحدب وإزميرالدا في الكنيسة، تبدو في إضاءة شاعرية توحي بالسعادة والاعتراف بالجميل، على العكس من الأسقف، حيث تبدو جدران الكنيسة وما تحمله من تجسيد لتماثيل القديسين، وكأن روحه الخربة لوّنت المكان، فيبدو مُقبضاً، وكأنه مرتعاً للأشباح/الشياطين.
العرض أداء.. جورج أشرف (كازيمودو) رجوى حامد (إزميرالدا) محمد عبد الوهاب (الأسقف) يحيى محمود (جرينجوار) حسام الشاعر (فيبوس) محمد دياب (كلونان) ومحمد حسيب (القاضي) وغيرهم. ديكور حمدي عطية، أزياء نعيمة عجمي، إضاءة أبو بكر الشريف، أشعار طارق علي، موسيقى كريم عرفة، استعراضات كريمة بدير. ترجمة وإعداد مسرحي أسامة نور الدين، وإخراج ناصر عبد المنعم.

--------------------------------------------------
المصدر : القدس العربي

الخميس، 29 يوليو 2021

مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي بمصر: مسرحية «غربة» تمثل تونس

مجلة الفنون المسرحية


مهرجان مسرح بلا إنتاج الدولي بمصر: مسرحية «غربة» تمثل تونس 

  مفيدة خليل  -  المغرب

اجتمعوا على حبّ المسرح، نجحوا في تقديم الشخصيات المسرحية الموكلة اليهم في اكثر من عمل، ثلاثتهم عنوان للقوة والتحدي والقدرة على النجاح،

حلموا بأن يكونوا فريقا متماسكا يستطيع انجاز عمل ابداعي ناجح وتمثيل تونس في المهرجانات العربية والدولية واستطاعوا تحقيق ذلك اذ تشارك تونس في المهرجان الدولي «مسرح بلا انتاج» بمسرحية «غربة» اخراج حمزة بن عون وتمثيل الثنائي المميز نادية تليش والاسعد جحيدر، وتقني صوت وسام سيف النصر وموسيقى جمال شندول وديكور الحبيب الغرابي.
في «غربة» تكامل بين طموح الشباب وحنكة التجربة وقع عمل مسرحي تجريبي وناقد نجح الفريق في جعله يمثل تونس في المهرجانات والمسرحية من انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية مدنين وتمثل المسرحية تونس في الدورة الحادية عشرة لمهرجان مسرح بلاا انتاج الذي ستحتضن فعالياته مدينة الاسكندرية بمصر من 22 الى 26 أوت 2021.
«غربة» مسرحية ساخرة وناقدة، تجمع شخصين على الركح شيخ وعجوز يحاولان طيلة الساعة الخروج الى الخارج والبحث عن فضاء جديد يكون اكثر اتساعا من البيتن في المسرحية تسليط للضوء على فئة الشيوخ وما يعانونه من عزلة بعد الخروج الى التقاعد والتقدم في السن وأن تصبح الحياة البسيطة حلما مثل الخروج ولقاء الاصدقاء، في المسرحية الكثير من التجريب يوغل فيه الممثلان في تفتيت اركان الشخصية المسرحية وإعادة رسمها بطريقة مميزة، عمل يجمع ممثلين سبقا وان نجحا معا في اكثر من عمل مسرحي يجمعهما حب المسرح والايمان بقدرة الفن الرابع على التغيير يصحبهما مخرج شاب طموح يسعى إلى ترك بصمته الخاصة في مدينة تحتاج إلى المسرح، مدينته مدنين المخرج حمزة بن عون الباحث عن الجديد في عمله المسرحي، تركيبة الشخصيات والاحداث والايغال في التجريب وتقديم عمل مختلف فنيا ومشهديا عن اعمال المركز السابقة يؤكد سعي المخرج الشاب لتقديم اطروحته المسرحية البديلة.
«غربة» التي تمثل تونس في مصر تحديدا مهرجان «مسرح بلا انتاج» تبدو حكايتها بسيطة وسهلة، شيخ وعجوز بلغا العقد التاسع من العمر يعيشان منعزلين عن الآخرين، يقرران الخروج للتنزه ومن هنا تنطلق أحداث المسرحية، التي تدور حول فكرة الخروج ومن الحوار وطريقة الأداء تقدم العديد من الشيفرات التي يترك للجمهور حلها والبحث عن معانيها، يتحركان ببطء، الأحداث رتيبة لتدفع بالمتفرج الى عوالم القلق وتدخله في تفاصيل مسرح العبث واللامعقول، حياة لا معقولة تقدم على الركح بطريقة جدّ معقولة، يقع تقمص للشخصيات إلى حدّ التماهي في الكثير من التفاصيل النفسية والذهنية، نشاهد ذوات لشخصيات تتحول إلى حقيقة تتحرك على الركح، تيمة الصدق هي أفضل توصيف لما قدمه الثنائي لسعد جحيدر ونادية تليش فكلاهما أعطى للشخصية الكثير وقد رسم كل منهما شخصيته بطريقة معقولة لإقناع المتفرج بالحكاية، رغم صغر سنهما مقارنة بالشخصيات المقدمة على الركح تمكن الممثلان من شدّ انتباه الجمهور، تقمصا الشخصيات وتفاعلا مع اندفاعاتها النفسية والفكرية إلى حدّ الانتشاء، تمكنا من سبر دواخل الشخصيات وحفرا في اغوارها فكان الاداء المقنع والتمثيل الجيّد عنوان العمل.

مع ابداع الممثلين ابدع الرسام الحبيب الغرابي في رسم مشهدية العمل، الديكور والماكياج صنعا بإتقان وصدق ليتماهى الممثل مع الشخصية ومناخاتها المسرحية المعقدة بالإضافة الى الموسيقى التي تحمل جمهور العمل الى عوالم اخرى يتحد فيها الواقعي بالخيالي فالموسيقى تحاكي الروح وأحلامها وتصنع باب من الامل للشخصيات.
ومهرجان «مسرح بلا انتاج» تحتضن فعالياته مدينة الاسكندرية من 22 الى 26 جويلية 2021 بمصر وتحمل هذه الدورة اسم الفنان اشرف زكي والمهرجان تحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، و بدعم لوجستي من الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة، والبيت الفني للمسرح برئاسة الفنان إسماعيل مختار، التابع لقطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة الفنان خالد جلال، ومكتبة الإسكندرية التي يرأسها مصطفى الفقي، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية برئاسة صبري سعيد ، وهيئة تنشيط السياحة بالاسكندرية برئاسة محمد سعد، وشركة الاتحاد العربي برئاسة محمد الجهادي.
وسيقام المهرجان على مسارح مكتبة الإسكندرية برعاية مركز الفنون بالمكتبة، ومسرح ليسيه الحرية مقر فرقة الإسكندرية المسرحية التي يديرها الفنان محمد مرسي، ومسرح قصر ثقافة الأنفوشي الذي تديره الفنانة أماني على عوض، التابع لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي برئاسة الأستاذ أحمد درويش.
تشارك في المهرجان 11دولة ويلتقي الجمهور مع 11عملا مسرحيا من دول مختلفة ومدارس مسرحية متباينةن وبالاضافة الى «غربة» التي تمثل تونس، تشارك لبنان بمسرحية «الزنزانة» وعمان تشارك بمسرحية «مدق الحناء» وفلسطين تقدم عمل «شرشوح» وتشارك الاردن بمسرحية «ليلة الانحوتة» وليبيا تقدم مسرحية «عجاف+200» و«الموت الأسود» تمثل الكويت وتشارك السعودية بمسرحية «رقصة الموت» وتحضر اسبانيا بمسرحية «كلون» بالاضافة الى مشاركة ايطالية، اما الدولة المنظمة للمهرجان مصر فتشارك بستّ عروض مسرحية هي «الوردة والتاج» اخراج ابراهيم اشرف و»ملحمة السويس» اخراج محمد زكي و«عرض الشاهد» لايهاب جابر والبؤساء» اخراج محمد عبد الله و«المتجوّل» اخراج اسماعيل عبد الله.

الخميس، 27 مايو 2021

مسرحية «عرش النفايات» إخراج عمر بن سلطانة: مسرح الطفل : ممارسوه كـ «سيزيف» يسكنهم الحب والرغبة في البناء

مجلة الفنون المسرحية
مسرحية «عرش النفايات» إخراج عمر بن سلطانة: مسرح الطفل : ممارسوه كـ «سيزيف» يسكنهم الحب والرغبة في البناء

مفيدة خليل

المسرحية الدرس، هكذا يمكن توصيف مسرحية عرش النفايات الموجهة للاطفال، مسرحية يمكن ان تعوض مشاهدتها الاف الجمل والكلمات التي تقدم في الكتاب المدرسي

عن مخاطر النفايات وتأثيرها السلبي على الارض والغلاف الجوي والمائدة المائية، العمل المكتوب بدقة وحرفية صنعتها دنيا مناصرية وقدمه للركح ممثلون شغوفون جمعتهم الفكرة والركح وأخرجه الى الجمهور مخرج واعد له رؤية مسرحية وفرجوية مختلفة عمر بن سلطانة وانتاج فضاء ثقافي ولد في حي شعبي هو فضاء «جرين تياتر»، وفي المسرحية اجتمعت كل مقومات النضال الفني لإرساء مشروع بديل وصادق فولدت مسرحية «عرش النفايات».
هي مسرحية محترفة موجهة للاطفال، عمل مشحون بالقيم الانسانية والتثقيفية ورحلة في عوالم عجائبية تشجع الطفل على الخيال وتحفزه على حب الاخر و معرفة دوره في الحياة ووواجباته تجاه الكرة الارضية و محيطه وحقوقه في هذا العالم، مسرحية يتماهى فيها الجانبان المعنوي والتقني قدمها مجموعة من الحالمين بقدرة المسرح على البناء والتاسيس.

فرجة مسرحية مختلفة تحمل الطفل الى عوالم الخيال
المسرح فعل تثقيفي وممارسة للحياة، المسرح مدرسة للحالمين والباحثين عن الافضل انسانيا، المسرح ممارسة لفعل نقدي وتكريس لأفكار تصنع جيلا واعيا بحقوقه وواجباته تجاه نفسه ووطنه، ومسرح الطفل اصعب من مسرح الكهول لأنه يمس شريحة مجتمعية جدّ حساسة و«عرش النفايات» عمل نجح في الوصول الى قلوب الاطفال ورسائله جميعها تخدم الطفل وتساعده ليميز بين الحق والواجب ويعرف كيف يتعامل مع النفايات الكثيرة الموجودة في كل المنازل.

تمازجت التقنيات المسرحية لتقديم عمل مسرحي يبهر الكهل قبل الطفل، في «عرش النفايات» اجتمعت المقومات التقنية لتقديم مضامين المسرحية، عوالم الفرجة تمازجت وتماهت لتقديم عمل يجمع الفرجة والنقد ويطرح العديد من الرسائل التربوية والتوعوية بسلاسة، الموسيقى جزء اساسي في العمل هي الفاصل بين المشاهد و المرافق للانفعالات النفسية والفكرية للشخصيات، الموسيقى الهادئة تعبر عن لحظات الانفراج والقوية عنوان للحظات التوتر التي تعيشها الشخصية وكذلك تعبيرة عن انفراج الاحداث، الاضاءة ايضا تكاد تكون شخصية مسرحية مستقلة بذاتها، الاضاءة تختلف حسب الفعل والحركة، الاضاءة توفر الجانب الحقيقي للحركة المسرحية كما تساعد الطفل ليرحل الى عوالم الخيال فتتارجح بين الواقعي والتخيلي مع استعمال متقن لتقنيات الفيديو لتكون الملامح السينوغرافية متناسقة مع حركات الممثلين واتقانهم للشخصيات.

في عالم عجائبي تدور حكاية المسرحية «مملكة النفايات» هي الفضاء العجيب الذي تجتمع فيه كل النفايات بعضها يحلم بالعودة الى الحياة من خلال منطقة التدوير وإعادة الرسكلة ونفايات اخرى تحلم بالسيطرة على العالم عبر التسلل في المياه لتلويثها ومنه قتل الاشجار وأخرى تتسرب الى الجو لإنقاص الاوكسجين لقتل الانسان وبذلك تصبح النفايات سيدة العالم والمتحكمة فيه، في العمل صراع الحياة والموت، صراع الخير والشر يحمل الطفل عبر تقنيات السينوغرافيا والإبهار الى العالم العجائبي فالنفايات اكداس على الركح بعضها حقيقي وآخر عبر تقنيات الفيديو و الممثلين تماهوا مع شخصياتهم الغريبة، فعلى الركح اجتمع المغامر ايمن خبوشي بشخصية «بطارية» يبدو كبطارية حقيقية في الحركة والماكياج والمتلوّن رامي الشارني بشخصية صعبة جدا «زئبق» شخصية مركبّة ومربكة اتقنها الممثل جيد «الزئبق» مادة سامة يمكن استنشاقها في هواء الغرفة بعد كسر «ترموميتر» على سبيل المثال وهي مادة سامة جدا سريعة التاثير على الجهاز العصبي للانسان، و شخصية «كيس» جسدها الممثل المتميز حمدي عبد الجواد شخصية تجمع الكوميديا والتراجيديا، شخصية محورية تتأرجح هي الاخرى بين الخير والشر فالكيس البلاستيكي لم يختر ان يرمى به الى الارض او في البحر وليس شريرا كبقية النفايات وشخصية «فلاشة» قدمتها الممثلة جميلة خنفير وشخصية «الكيس الكرتوني» و «شادي» قدمهما الممثل حسام مبروك، خمستهم اجتمعوا ليصحبوا الطفل الى مغامرة عجيبة تتصاعد فيها الاحداث لتنقل صراعا خفيا يحدث يوما في سلة المهملات يصنعه الانسان ويساهم في جذوته دون وعي بخطورته.

مسرح الطفل: فرجة وتوعية
«عرش النفايات» مسرحية تتوجه للأطفال بالعديد من الرسائل اولها عدم جمع كل النفايات في سلة واحدة، فهناك نفايات خطيرة مثل البطاريات والاجهزة الالكترونية يجب وضعها في مكان خاص بها لأنها تسرب مواد سامة متى رميت في الارض او البحر ونتائجها المضرة بالمائدة المائية والأشجار تدوم لمئات الاعوام، كذلك على الطفل عدم رمي الاكياس البلاستيكية لانها الاخرى خطرة على الارض والتربة وتساهم في التلوث وهناك طرق عديدة لاعادة رسكلتها واستعمالها، تاثير تجميع النفايات في سلة واحدة وخطورتها على الماء والهواء والتربة و المواد السامة التي تبعثها تلك البطارية الصغيرة التي نرميها دون وعي في الارض وكمية السموم التي نرسلها بارادتنا الى البحر للقضاء على الثروة السمكية جميعها افعال يصنعها الطفل الانسان دون وعي لتكون المسرحية بمثابة الدرس التثقيفي والتوعوي، درس يقدم للطفل في عالم عجائبي يجمع الاتقان في التمثيل مع استعمال وسائل السينوغرافيا و الابهار لتصل الرسالة الى الطفل مباشرة بعيدا عن الدروس التربوية الجافة احيانا، في المسرحية ينبهون الطفل إلى خطر التلوث ويدعونه ليكون كما شادي يحارب النفايات والتلوث بعد ان كان صانعه والمساهم في انتشاره، في المسرحية لعب على الجانب النفسي من خلال تانيب الضمير و سيطرة الخير على الشر داخل الطفل، محاولة لتوعية الاطفال بخطر التلوث على الارض والطبيعة والانسان قدمت بطريقة فنية ممتعة ومميزة.

من رسائل المسرحية ايضا الجانب الانساني «لا ترم بالملابس الا تعلم ان هناك دكاكين للملابس المستعملة وهناك من يستحقها» كما يقول هادي لشقيقه، فالعمل ينهى الطفل عن رمي ملابسه الصالحة للاستعمال ولعبه في سلة المهملات ويدعوه ليتبرع بها الى مستحقيها، طريقة اخرى ليتعلم الطفل العطاء ويبتعد عن الانانية و حب الذات، في المسرحية الكثير من الرسائل التربوية و الثقافية والانسانية، عمل كتبته فنانة تؤمن بقدرة المسرح على التغيير ومدى تاثير مسرح الطفل في متابعيه، وهو عمل مسكون بالحب و الاصلاح ومحاولة للمساهمة في فعل مسرحي نقدي يعلم الطفل ثنائية الحق والواجب كما ينقذ الطفل من فكرة العالم الوردي ويدفعه الى التعرف على صراعات الحياة الصغيرة لبناء شخصيته وعوالمه فالمسرح مدرسة.

الخميس، 18 مارس 2021

"عيلة الفقري".. جرعات من الكوميديا الراقية تدور أحداثها في يوم واحد عرض مسرحي مصري يعالج الخرافات الشعبية بالسخرية

مجلة الفنون المسرحية

الأحد، 13 ديسمبر 2020

«باليه باراد»: أفكار جان كوكتو ورسوم بابلو بيكاسو الراقصة

مجلة الفنون المسرحية


«باليه باراد»: أفكار جان كوكتو ورسوم بابلو بيكاسو الراقصة

 *مروة متولي 

عندما نشاهد «باليه باراد» نفهم المكتوب عن كل ما صاحب عرضه الأول في باريس عام 1917، من معارك وخلافات نقدية، ومشادات كلامية وبدنية أيضا، والجيد إنه باليه من فصل واحد، لا تزيد مدته الزمنية عن 22 دقيقة، وتعود شهرة هذا الباليه وأهميته إلى الأسماء الكبرى، التي اجتمعت على إبداعه، فمصمم الرقصات هو ليونيد ماسين، والموسيقى لإريك ساتي، أما مؤلف الباليه أو صاحب فكرته فهو جان كوكتو، الشاعر والناقد والفنان المسرحي والسينمائي، ونصل في النهاية إلى الرسام صاحب الشهرة الواسعة والمكانة الرفيعة بابلو بيكاسو، الذي قام بتصميم الملابس والمناظر والمجسمات، وطغى بفنه على كل شيء آخر، وتغلّب بألوانه وتأثيراته البصرية المفهومة وغير المفهومة، على الفكرة والموسيقى وخطوات الراقصين، فلا يشعر المرء بأنه استمع إلى موسيقى ساتي، أو تابع حركات ماسين، أو شرد مع فكرة كوكتو، وإنما يشعر فقط بأنه شاهد رسومات بيكاسو، وهذا يكون صعبا على غير متذوقي الفن التشكيلي، أو من لا يفهمونه بسهولة.
كما أن مشاهدة هذا العمل لن تكون ممتعة بالطبع لهواة الباليه الكلاسيكي، أو الحديث أيضا، لأنه يفتقد إلى الدراما والحكاية والخيال والمشاعر، التي يفيض بها الباليه الكلاسيكي بخطواته وحركاته الحالمة، وكذلك قوة التعبير، وطلاقة الجسد الحر في الباليه الحديث.
كما أن الموسيقى في «باليه باراد» كفيلة بالتشويش على أي مشاعر إن وجدت، فإن ضوضاء ساتي ومؤثراته الغريبة وضرباته المزعجة، وصمته المريب أحيانا، لا تسمح بالتركيز ومحاولة الاندماج مع أي من عناصر الباليه الأخرى، ويعتبر بعض النقاد إريك ساتي من عظماء الموسيقيين، رغم كل شيء، وربما يحب البعض سماع مؤلفاته الأخرى الشهيرة.

تقوم فكرة «باليه باراد» على العلاقة بين الفنان والجمهور، فأبطال الباليه هم مجموعة من الفنانين، الذين يقدمون عروضهم على مسرح متنقل، أو داخل خيمة ينصبونها في مكان ما، ويسعون إلى جذب أكبر عدد من المتفرجين لمشاهدة عروضهم، وهم يبدون كمزيج من لاعبي السيرك وفناني التياترو، ولا يزيد عدد الراقصين في هذا العمل عن ثمانية، ثنائي الأكروبات المكون من رجل وامرأة، وثنائي الحصان الذي يختبئ داخل مجسم الحصان برأسه المكعب، والفتاة التي ترقص منفردة وترتدي ما يشبه ملابس البحارة، والمهرج أو الساحر الذي يرقص منفردا أيضا، بالإضافة إلى الشخص المختبئ داخل مجسم تكعيبي شديد التعقيد، ولا نرى منه سوى القدمين واليد التي تمسك بالعصا، وهو بالطبع لا يستطيع الرقص، ولا يؤدي سوى بعض الخطوات البسيطة، وهناك رجل آخر داخل مجسم تكعيبي أيضا، وإن كان أقل تعقيدا، يمسك بورقة مكتوب عليها باراد، ويتحرك على المسرح بخطوات شبه راقصة، تدل على أنه يعلن عن العرض الذي يقدمونه، وينادي على الجمهور الذي لن يظهر ولن يأتي، وسيفشل الجميع في جذبه وإحضاره إلى عرضهم، حيث يخرج أحدهم من الخيمة ويؤدي جزءا من استعراضه في الشارع، أملا في أن يخلق رغبة المشاهدة في نفس الجمهور.

تقوم فكرة «باليه باراد» على العلاقة بين الفنان والجمهور، فأبطال الباليه هم مجموعة من الفنانين، الذين يقدمون عروضهم على مسرح متنقل، أو داخل خيمة ينصبونها في مكان ما، ويسعون إلى جذب أكبر عدد من المتفرجين لمشاهدة عروضهم.

لكن الباليه يبدأ بالرجل المختبئ داخل المجسم التكعيبي، بخطواته القليلة المقيدة، التي تبدو بهلوانية بعض الشيء، بعد ذلك يخرج المهرج أو الساحر بشعره الطويل المضفر، وماكياج الوجه الذي يوحي بأنه من الصين، وتدل بعض حركاته الراقصة على أنه يؤدي بعض الألعاب والخدع السحرية، لكنه يبدو كمهرج أحيانا، ثم يغادر المسرح ويدخل الرجل المكعب الآخر، الذي يمسك بالورقة الإعلانية المكتوب عليها كلمة باراد، ويمسك بما يشبه البوق ويدور يمينا ويسارا لينادي الجميع، وهو لا يتمكن من الرقص أيضا بسبب المجسم التكعيبي، وعندما يغادر المسرح تخرج من الخيمة الفتاة التي تؤدي رقصة منفردة، وتؤدي بعض الخطوات القريبة إلى الكلاكيت والمحاكاة الجسدية لمشية شارلي شابلن، وطريقة الاستعراض الهزلية إلى حد ما، وبعد أن تنتهي من رقصتها، وتغادر المسرح، تصمت الموسيقى تماما ويدخل الحصان، ليؤدي بعض الحركات مثل التحية الشهيرة التي تؤديها الأحصنة في الغرب، والانحناء بالرأس مع ثني الساق الأمامية، ثم أداء بعض الحركات بشكل مضحك، كالوقوف على الساقين الخلفيتين. وتعود الموسيقى مع دخول ثنائي الأكروبات، ونشاهد ما يمكن تسميته بالرقصة الثنائية في هذا العمل، حيث تؤدى بعض حركات الباليه الأساسية، التي يتم كسرها عمدا أو قطعها، وعدم السماح باكتمالها، من أجل تغليب الطابع الأكروباتي على الرقصة، وبعد الانتهاء من هذه الرقصة يختتم الباليه باجتماع كل الراقصين على خشبة المسرح، أو في الشارع، بالإضافة إلى الرجلين المكعبين، ويؤدي كل من الراقصين أقوى الحركات التي قدمها في عرضه المنفرد، ربما للدلالة على ازدياد اليأس، وتكرار المحاولات البائسة لجذب الجمهور، الذي لم يأت أبدا.


يبدو أن فكرة العلاقة بين الفنان والجمهور، كانت تشغل بال جان كوكتو، وهي فكرة رائعة كان يمكن التعبير عنها حركيا بشكل أكثر درامية، يدل على مدى معاناة الفنان الذي يحتاج إلى الجمهور احتياجا معنويا طوال الوقت، ويزداد الأمر سوءا وبؤسا، إذا كان الاحتياج معنويا وماديا أيضا، كما هو حال أبطال «باليه باراد» فالعروض التي يقيمونها وينتقلون بها من مكان إلى آخر، والاستعراضات التي يؤدونها هي مصدر رزقهم، بالإضافة إلى كونها الموهبة والشغف والحياة وكل هذه الأمور التي تمثل الجانب الروحي الجميل من الفن، ومن المفارقات أن «باليه باراد» لاقى الرفض نفسه، وعانى معاناة أبطاله عندما عرض لأول مرة، والغريب في هذا العمل هو طغيان عنصر الملابس بصورة غير مسبوقة في فن الباليه، فقد تطغى الموسيقى أحيانا، أو الحكاية الدرامية، لكن المعتاد أن يطغى الرقص في أغلب الأوقات بطبيعة الحال، لكن بيكاسو انتصر على الجميع بحضور لا يقاوم، وتأثير كبير، ربما يكون متذوقو الفن التشكيلي أكثر قدرة على فهمه وتفسيره، لكن حتى من لا يعرف عن بيكاسو سوى بعض المعلومات الأولية عن فنه التكعيبي ومرحلته الزرقاء، سيشعر بأثر اللون الأزرق، سواء في ملابس ثنائي الأكروبات أو الرجل المكعب، وكذلك بأثر الألوان الأخرى وتصميمات بقية الملابس، ومجسم الحصان برأسه التكعيبي الغريب، كل ذلك سيشعره طوال الوقت بأنه يشاهد رسوما أو شخصيات خرجت من إحدى لوحات بيكاسو، وبأنه يطالع في النهاية لوحة مكتملة تضم الجميع.

----------------------------------------------------------
المصدر : القدس العربي 

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020

مسرحية «قصر السعادة»ّ : «الحقيقة وجيعة.. الحقيقة تحب قربان من الدم» عرضت ضمن أيام المسرح بتطاوين

مجلة الفنون المسرحية



مسرحية «قصر السعادة»ّ : «الحقيقة وجيعة.. الحقيقة تحب قربان من الدم» عرضت ضمن أيام المسرح بتطاوين

  مفيدة خليل  - المغرب 

يسكننا الوهم وندعي أنه الحقيقة، جميعنا مزيف، أفكارنا زيف يشبه الحقيقة، آراؤنا أوهام ومدرستنا تقدم السراب وأساتذتنا

يوزعون الوهم بتعلّة انه الحقيقة ، مجتمع مسكون بالزيف والخداع وعادات بالية تكبل الحالم وتشده إلى «السيتام» و منظومة بحث مهترئة ومنظومة صحية جدّ بالية والضحية هو الإنسان، المواطن الذي لازال يريد أن يحلم في بلاد «القد قد» هذا ما تخبرنا به أحداث مسرحية «قصر السعادة».
«قصر السعادة» مسرحية من إخراج نزار السعيدي وتمثيل كل من جمال ساسي وانتصار العيساوي وآمال كراي وحمودة بن حسين وعلاء الدين شويرف وفاطمة عبادة أما السينوغرافيا فهي لصبري العتروس، والكوريغرافيا لملاك زويدي، والموسيقى والتدريب الصوتي لرانيا الجديدي وهي عمل نقدي يعرّي المجتمع ويضع الانسان امام مرآة الحقيقة..
المسرح مواجهة للحقائق الصادمة
خطوات الممثلين تصنع موسيقى العرض، ضربات الأقدام على الركح تتماهى مع الانفعالات النفسية للشخصيات، كلما زادت الضربات في القاعة كلما عبروا عن وجع اكبر وظلم اشدّ، «قصر السعادة» مسرحية تشرّح ظاهرة الإدمان تعري بؤس المنظومة السياسية والإدارية في تعاملها مع موضوع بمثابة السوس الذي ينخر العائلات، مسرحية تكشف عن سذاجة البحث الأكاديمي وانغلاقه على نفسه أمام الحالات الاجتماعية والعمل الميداني.
«قصر السعادة» مسرحية تكشف اللثام عن هشاشة المنظومة التعليمية التي تكتفي بـ«صب جملتين وعاودهما» ولا تنبته للتلميذ، مسرحية تتداخل فيها المواضيع وتتشابك الأفكار والاطروحات الفنية، عمل يشبه النار التي تخرج من جوف الممثلين في شكل جمل قاسية وحركات عنيفة تحاول أن تهزّ المتفرج وتدفعه علّه يستفيق من سباته واستسلامه للأوهام.
يضعنا العمل في مواجهة الحقيقة ومحاولة معرفة الأوهام المحيطة بنا في مجتمعنا التونسي «أنا وهم تلميذ ناجح وأنت وهم باحثة اكاديمية مميزة وذاك وهم فنان صوتو مسموع وتلك وهم إدارة تراعي مصلحة المواطن» جميعنا يسكننا الوهم نعيشه ونلبسه كما الحقيقة «الوهم تربحوا نهار إلي تملك سر الكلمة» كما جاء في نص المسرحية، على الركح تبوح الارواح بوجع من جرّب الإدمان مرة ليسقط في دوّامته.
على الركح عرّى الممثلون أوهامنا وادعاءاتنا بامتلاك الحقيقة، فهل مؤسساتنا الصحية مجهّزة لنتحدث عن صحة عمومية ؟ (حتما لا وأزمة الكوفيد أثبتت ذلك؟) هل أن النقابات تفكر في مصلحة العامل والمؤسسة؟ هل أن الإدارة العمومية تعمل لمصلحة المواطن والدولة؟ ما الذي يدفع بالآلاف إلى مغادرة البلاد خلسة؟ ما الذي يدفع الكثيرين الى طريق الادمان؟ واسئلة اخرى تطرح على الركح، يطرحها الممثلين بكل جرأة في عمل يشبه العملية الجراحية يفتح الجسد المنغلق على ذاته ويبدأ الجراحة حدّ للوصول الى العضو المقصود لإزالة العلة والوصول الى الحقيقة «الحقيقة وجيعة، الحقيقة ليعة تحب الدم».
المسرحية: دراسة سوسيولوجية ونفسية لظاهرة الإدمان
«قصر السعادة» عنوان رمزي يحيل إلى السعادة الوهمية التي يشعر بها المدمن، السعادة الوهمية التي يعيشها الباحث بعد انهاء بحث اكاديمي متعاملا مع الانسان كرقم وحالات، السعادة الوهمية التي يشعر بها الأب بعد أن يخطط لأبنائه مسار حياتهم متناسيا إرادتهم ورغبتهم.
«قصر السعادة» مسرحية تنقد ظاهرة الإدمان تضعها على الركح وتقدم دراسة سوسيولوجية لتشريحها والبحث عن اسبابها، فالشخصية المحورية أستاذة علم اجتماع (انتصار عويساوي) تنجز أطروحة الدكتورا عن الإدمان، تطور الحالة المهنية وتتمسك ببحثها الميداني لتدخل في علاقة تفاعلية مع المرضى ومن هناك تبدأ القصص المتشعبة.
في المسرحية تُنقد المنظومة التربوية لأنها في جزء منها تدفع التلاميذ إلى الإدمان، شخصيات التلاميذ الهشة أمام نماذج دراسية متشابهة لا تعول على ذكاء التلميذ انما تجعل الجميع متشابهين «انتم تلوجوا عالقشرة وناسين اللب»، المنظومة التعليمية القديمة تزعج الأستاذ لأنها تضعه في خانة الآلة فهو مقيد بضرورة تقديم مواد ودروس لا تنفع التلميذ ولا تشجعه على التفكير والخلق وتقلق التلميذ أيضا لأنها تكبّله، لتكون النتيجة البحث عن السعادة خارج أسوار المؤسسة التعليمية وكأنناّ بالمسرحية تنبّه لمزيد الحرص ومراجعة ما يقدّم للتلاميذ وإصلاح العلاقة المتشظّية بين الأستاذ والتلميذ لإنقاذ جيل الغد «شبيّب» ولد غدوة وتونس مستحقاتو».
«قصر السعادة» دراسة سوسيولوجية دقيقة للإدمان، على الركح يقدم انموذجين للمدمنين «شبيب» (علاء الدين شويرف) و«عجوز» (آمال الكراي) تتبع الباحثة تفاصيل علاقاتهم وتغوص في العائلة لتكشف عن العنف الذي يسكن العائلات والتشظي مما يجعل الانسان فريسة سهلة للادمان، صراع الوالدين في حالة «شبيب» والخط المستقيم الذي اختاراه ليعيش داخله، و الفقر و العنف في الحالة الثانية كانت نتيجته الادمان.
«شبيب» و«العجوز» في المسرحية إحالة على الشعب التونسي فجميعنا مغيّب طوعا وقسرا، جميعنا مدمن، كل تختلف وسيلة إدمانه من المخدرات الى العادات والتقاليد إلى الدين الى المجتمع كلها اسباب تغيب انسانية الانسان ووعيه وتجعله يعيش بعقلية القطيع ويطمس فكره وعقله.
«قصر السعادة» عمل يشرح ظاهرة الادمان ويحاول تقديم الاسباب الكامنة خلفها، على الركح تميز الممثلون، «الجنود» فكل منهم تقمص أكثر من شخصية ولكل شخصية تركيبتها النفسية المختلفة عن الأخرى، على الركح تميزت انتصار عويساوي بروح محاربة فالشخصية تتطلب الكثير من الطاقة الجسدية والنفسية، علاء الدين شويرف كان أداؤه مختلفا والشخصيات تقمصها بكل حرفية واقنع الجمهور، والممثل التلقائي حمودة بن حسين له كاريزما مميزة على الركح وللممثل جمال ساسي حضور يشبه الميزان يعدّل الطاقات المهدورة و الانفعالات التلقائية والممثلة امال الكراي محترفة تتقن جيدا المرور السلس من شخصية العجوز المدمنة الى المحامية الشامخة، وفاطمة عبادة تالقت في شخصية فتاة الهوى وكان أداؤها صادقا جدّا صادق، جنود الركح اختلفت أدوارهم لكنهم قدموا عرضا تميز بالحرفية والصدق امام جمهور صعب في تطاوين، وحاولوا الحديث عن الحقيقة الموجعة واتهموا الدولة بالتقصير في معالجة الادمان والحد من دخول الادوية المخدرة الى تونس.

الجمعة، 10 أبريل 2020

العروض الافتراضية تُنقذ "أبوالفنون" من الغياب الكامل

الأحد، 5 يناير 2020

قراءة في عرض مسرحية "الصفقة "

الأحد، 15 ديسمبر 2019

عرض سرحية حقيبة سفر SUITCASE في إمباكت IMPACT 19

مجلة الفنون المسرحية


 عرض مسرحية حقيبة سفر SUITCASE   في إمباكت IMPACT 19    
أيلول \ سبتمبر- 25 \ 2019    
كتشنر، اونتاريو ، كندا        
     تأليف: احمد ميرعي  

إخراج: مجدي بو مطر
د. عبد الفتاح مرتضى البصري  :

حينما يكون البيت الذي تعيش فيه محفوفا بالخطر من كل الجهات " او من لا جهة محددة" ، وليس لديك لحظة واحدة لتؤجل التفكير في مكان آمن آخر، فالرحيل الى الغربة هو القرار الاخير.. لكن اذا ترددت، فمن يدري ماذا يمكن ان يحصل ؟!!!..
كأنك تعيش في الغاب وقانونها الذي لا يرحم... البقاء للأقوى.. وانت تقف عاريا لوحدك وعليك ان تقرر: البقاء ام النزوح؟!! وحتى في القرار الذي ستتخذه، مصيرك مجهول بين الحياة والموت.. فألأمر ليس بيدك الآن، انه بيد * ألأقوى* .. 
زوجان شابان في مقدمة حياتهما الزوجية واذا بالحرب تندلع فيقررا الهجرة ( النزوح) عن الوطن – ألأم الى بلاد الغربة، وكان آخر مرحلة لهما هو الوداع العائلي .. وكل مايتذكرانه هو صوت قوي مرعب..بعدها خيَّم صمت عميق .. ينهضان باحثين المكان الذي هما فيه وإحساس غريب بهذا الصمت والهدوء وتساؤلاتهما عن سبب كل هذا الصمت وماذا حصل وهل هما من الاحياء ام الاموات؟؟ 
فلا المكان يشبه بيت العائلة ولا مخيمات النازحين ولا اي مكان آخر، انهما عالقان في فضاء محدود وتحت الكثير من الضغط والترقب..!! 
ثم بدأت مرحلة النبش في الذاكرة لأحداث مضت مع عائلتيهما( اشقاء وشقيقات وألأقارب والأصدقاء) وصولا للوضع السياسي ، الذي فـجَّر بركان ألأسرار فيما بينهما وكاد ان يوصلهما لمفترق طرق لكنهما عندما عادا لمتابعة ماجرى لهما حين زيارتهما للأهل قبل الرحيل ، توقفا برهة وهما مندهشين.
وعند محاولة الإستذكار لما جرى وهل نسيا شيئا لم يحضراه معهما فيكون سيلاً من البساطة في التفكير والعفوية التي اصطبغت بهما حياتيهما كأي فردين من المجتمع وقع عليه(م) ضغوطات سلطوية كبيرة لا قدرة لهم بتحملها او حتى هضمها. وعندما يستذكر ( سامر ) – اسم الرجل – حادثة القاء القبض عليه من قبل رجال الأمن ( الشرطة السرية) كعنصر ( معادٍ للنظام) واثناء التعذيب ساوموه بتسليمهم قائمة بأسماء المجموعة السرية التي تعمل ضد النظام اذا اراد إطلاق سراحه، ولأنه لم يكن مرتبطا بجهة سياسية معينة ولا يهتم لمثل هذه الامور فقرر ان يسلمهم قائمة باسماء اصدقائه ظنا منه انهم سيخلون سبيلهم لعدم وجود اي علاقة بينهم وبين المعارضين للنظام، وفعلا سلمهم قائمة باسماء العدد المطلوب واطلق سراحه.. هنا سألته حبيبته: اذكر لي اسماؤهم . فذكر ست اسماء من اصل سبعة ولما سألته عن الاسم السابع ذكر لها اسم شقيقها!! وكانت الصدمة.. فهي مسيحية ولا علاقة لها بالحركات الاسلاموية، ثم ان هذا شقيقها فكيف إرتأى ان يفعل ذلك خصوصا وان شقيقها قد اعدم مع كل الاسماء التي في القائمة!!!
الصدمة التي حصلت كادت تودي بعلاقتهما لكن (رزان) وهذا اسمها تحدثت عما حصل معها وكيف ساومها ( ألإرهابيين) على شرفها إن ارادت الخلاص وكان ما كان ..انفجر سامر لهذه الواقعة وكيف لم تصرح له بها فردت عليه واخي الذي اعدم بسببك، انت اوصلته للإعدام بيديك بينما انا لم تكن لدي فرصة للنجاة،  فوصلا الى نقطة محددة : دع الماضي مع ناسه ولنبحث عن مستقبلنا وزواجنا فذكرت ( رزان) كيف ان التقاليد في مجتمعهم لا يسمح بزواج المسلم من المسيحي وهذا ما عقّد موضوع زواجهما رغم كل العشق المتأجج في داخليهما، لذا عندما قررا الهجرة كان ايضا بسبب هذه التقاليد وللتخلص منها في بلاد الغربة.
وفي لحظة الرحيل يقلبان حقيبة السفر العائدة لهما فإذا هي فارغة وفيها فقط تاريخ ذكرياتهما ومدينتهم واهاليهم ، فقررا تركها والرحيل بدونها.
إعتمد ( احمد ميرعي) في كتابة النص على فكرة اساسية هي ليست الهجرة والاغتراب بل حب الوطن والتمسك به حتى آخر لحظة ، وان موضوعة اللجوء والنزوح كان مجبرا عليه بسبب الحرب والارهاب المتعدد (الجنسيات) الذي حاق بالوطن، رغم تركيزه على إرهاب السلطة سواء في سلطتها القمعية او في وحشيتها مع الشعب اثناء الحرب واستخدامها كل انواع الاسلحة الفتاكة ضد ابناء الشعب.
رغم ان ذروة الحدث الاساسي كان في المشاهد الاولى ( كنت اتأمل ان يكون في ألآخر) ذلك ان فكرة النص مبنية على هذه الذروة ، ولأهميتها كنت افضل ان تكشف في نهاية العرض كي يبقى الجمهور متشوقا اكثر لمعرفة ماذا حدث، ورغم ذلك فإن هذا التسلسل الحكائي للنص كان ناجحا ولم يضعف بنيته الدرامية.

مع المخرج مجدي بو مطر
لهكذا نص يحوي الفانتازيا كعامل اساس للسرد الدرامي الواقعي المليء بألأسرار والمفاجآت، إستخدم المخرج( بو مطر) ديكورا فانتازيا هو عبارة عن ستائر كبيرة تغطي الفضاء المسرحي كله وبلون الالومنيوم فهو لا مكانية المكان ولا زمانه، فهو اللازمن واللامكان في آن واحد. وكان للبقع الضوئية دور كبير حيث  أثـْرَتْ مشاهد العرض في التركيز والتأكيد على الحدث اللحظوي وكان اكثرها "سخونة" حين يعترف "سامر" و"رزان" بما حصل معهما في مراكز الأمن. 
مثل هكذا نصوص فهي بأمسّ الحاجة لإضاءة مركبة ومرنة وسريعة ألإنتقالات، وتستخدم (البقع) بتركيز شديد كون اللاعبين على الخشبة هما شخصيتان فقط ، والخشبة تحوي( إضافة للستائر ) كرسيين وظـِّـفا بشكل جيد وحقيبة سفر في اسفل يمين المسرح والمايكرفون في اسفل يسار المسرح" والذي استخدم اثناء اعتراف العشيقين بما حصل معهما في مراكز الامن" ، فإن توظيف الاضاءة جاء منسجما مع كل حدث يمر به احدى الشخصيتان بإنتقالات متناسقة والفعل الحاصل على الخشبة.
إستغل "بو مطر" اجزاء الخشبة بشكل فعّال ومثمر وديناميكية عالية ولم يهمل اي زاوية او موقع على الخشبة "رغم صغر مساحة الخشبة" حيث لو كان تقديمها على مسرح كبير فسيؤثر حتما في شكل الفضاء الواسع على المتلقي ، لكنه رغم ذاك قد نجح في تقديم عرض مسرحي متميز وفعّال .
اللاعبون
احمد ميرعي، المؤلف والممثل : اثبت قدراته الابداعية في اداء شخصية "سامر" واجاد فيها كثيرا حيث الاداء العفوي وعرض الحكايا بسلاسة وهذا يدل على امكانياته الفنية العالية 
ندى ابو صالح، ادت شخصية " رزان" بكل إنفعالاتها وتحولاتها وتطورها وكأنها قد عاشت الاحداث في الواقع فعليا ، فقدمت شخصية "الفتاة رزان" بكل ما يعتمل في افكار وسلوك الفتاة الشرق اوسطية . وكان لأدائها المبدع دليل على قدراتها الفنية الابداعية والمتمكنة من ادواتها كممثلة ، وارى ان مزيدا من الخبرة والاستخدام الامثل لهذه القدرات سيجعلها في الصف الاول كممثلة
ختاما فإن العرض الذي قدمه " مجدي بو مطر " واللاعبان " احمد ميرعي و ندى ابو صالح" كان مؤثراً ومبدعا ساهم الجميع في ذلك








الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

“أمكنة إسماعيل” رؤية مسرحية تخوض في جدل الأمكنة وحافات الجنون والعقل

مجلة الفنون المسرحية 

“أمكنة إسماعيل” رؤية مسرحية تخوض في جدل الأمكنة وحافات الجنون والعقل

وات  :

 "أمكنة إسماعيل" واحدة من المسرحيات الأربعة عشر المبرمجة ضمن المسابقة الرسمية والمتنافسة على أحد جوائزها، تابعها جمهور الفن الرابع بقاعة "الريو" عرض لم يتخلّف عنه ضيوف المهرجان والنقّاد وطلبة المعاهد ونقّاد الفن المسرحي.

هذا العمل أنتجته دائرة السينما والمسرح والفرقة الوطنية للتمثيل في العراق ، كتبه هونشك وزيري وأخرجه إبراهيم حنون وقام بأدواره كل من رائد محسن، باسل شبيب، كاترين هاشم، شوقي فريد، طه علي، حيدر الخياط، سيف مؤيد، علي العذاري وماجد لفته.

كلّ المجانين غادروا المستشفى لم يبق سوى الطبيب وابنته الممرضة، ومريض واحد يرفض المغادرة رغم إصرار هذين الأخيرين على أنه عاقل ورغم كرهه لهذا المكان المقيت البائس.
إسماعيل وهو بطل العمل اتخذ من مستشفى المجانين بيته وعالمه هاربا من العقل المدمر والموت والدمار والجنون الموجود في الخارج، هناك حيث العاقل هو المجنون الحقيقي، في ذلك العالم وجد إسماعيل نفسه مطحونا بإيقاع الحرب وإرهاصاتها فاختار الجنون بإرادة مطلقة ليحافظ على انسانيته... فهو السجين السياسي والمُعنّف الذي وجده الطبيب متورّما أمام باب المستشفى وهناك استقرّ يخاطب الطبيب خطاب الأب والممرضة خطاب الزوجة ياسمين ولا يحتاج للعقل ليعيش، هذا العقل الذي لا يفعل شيئا سوى إصدار الأمر بقتل الانسان وتشريده وتدمير المنشئات، صار إسماعيل جبانا يؤدّي دور المجنون ليكون في أمان، يرى العالم مليء بالشياطين... "العاقل مجنون"، هي صرخة إسماعيل المطحون بآلة الحرب التي دمّرت كل شيء وحولت الإنسان إلى حطام.

لا أحد يستطيع إقناع إسماعيل بأنه عاقل "الجنون قرار وخيار يتخذه العقل بكامل إرادته" حكمة لا تستقيم في منطق العقلاء وتلك مفتاح الحكاية في المأساة التي عاشها إسماعيل، وهي حكاية كل عراقي لم يقبل المنطق الذي فرضته آلة الحرب الطاحنة.
"أمكنة إسماعيل" خطاب فلسفي كتب بشاعرية عالية يحاول تحديد الشعرة الفاصلة بين العقل والجنون لكنّه في تحديد المفاهيم يخذله الواقع ويصدم بتداخل العالمين: عالم الخارج حيث العقلاء مجانين حرب وعالم الداخل/مستشفى حيث المجانين يرفضون الحرب ويحتمون بالجنون... في منتصف هذا الطريق ضيّع إسماعيل البوصلة بين الاتجاهين.
خمسة عشر عاما استعمل إسماعيل عقله ليلغي العقل (بالمفهوم العام) ليقنع الكل بالجنون... لعبة قاسية ضيّع في ثناياها الزوجة والإبنه والبيت وضيّع إنسانيته التي ادعى أنه حصّنها بالجنون ليجد نفسه من جديد في المستشفى (المبنى البائس المهجور) وحيدا بعدما غادره الكل لمواجهة مصائرهم في الخارج... يصرخ وحيدا: "أنا اسمي إسماعيل" مسرحية تخوض في جدل الأمكنة وحافات الجنون والعقل الخارج والداخل... ينتهي العمل ويحيي الممثلون الجمهور ثم يعودون وقد وضعوا أقنعة على أنوفهم وأفواههم رافعين إشارة النصر... وتلك وسيلتهم ليقولوا " عندما تحيط بنا الغازات السامة، نلوذ بالمسرح بوصفه أوكسيجين الحياة".

الخميس، 31 أكتوبر 2019

المسرحية تسأل والجمهور يجيب .. مسرحية "جمهورية الأرملة السوداء" تبث بأسلوب شيق رسائل وعظ اجتماعية وإنسانية عبر الحوار والرقص والحركة والموسيقى

السبت، 26 أكتوبر 2019

مسرحية "شقف": زورق المهاجرين يصل إلى باريس

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

مخرجة أردنية تطرح قضية الإيمان على خشبة المسرح الروسي

مجلة الفنون المسرحية
مشهد من العرض 

مخرجة أردنية تطرح قضية الإيمان على خشبة المسرح الروسي


تقدم المخرجة، نادية قبيلات، عرضا مسرحيا بعنوان "والدي هو بيتر بان"، تطرح من خلاله أسئلة وجودية على الجمهور الروسي، الذي يتعرف عليها للمرة الثانية من خلال أعرق المسارح الروسية.

كانت المرة الأولى لقبيلات حينما حاز عرضها المسرحي الأول على الخشبة الروسية "فابريتشنيي" (فتيات المصنع) في فبراير الماضي إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء، ودعيت إلى عدد من المهرجانات الروسية.

وافتتح عرض المسرحية ليلة أمس، ويستمر اليوم، الاثنين، على خشبة مسرح "ساتيريكون" (مسرح رايكين)، أحد أعرق المسارح الروسية في العاصمة موسكو، وأركادي رايكين (1911-1987) هو أحد عمالقة المخرجين والممثلين المسرحيين والسينمائيين في الحقبة السوفيتية.
المخرجة الأردنية نادية قبيلات 

تطرح المخرجة الأردنية، نادية قبيلات، من خلال العرض نص الكاتبة الروسية، كيرين كليموفسكي، بعنوان "والدي هو بيتر بان"، والذي يناقش التحول الذي يمر به بطل المسرحية حينما يصطدم بحقيقة "الأوهام" التي كان يؤمن بها، ويحكيها له والده في الصغر، حيث أبلغه والده ذات يوم بـ "سر خطير" يجب أن يظل بينهما فقط، وهو أنه شخصيا "بيتر بان"، بطل إحدى القصص التي أهداها له في وقت سابق عن الطفل الأسطوري "بيتر بان".

و"بيتر بان" هو شخصية خيالية ابتدعها الكاتب الاسكتلندي، جيمس ماثيو باري (1860-1937)، ظهرت للمرة الأولى في روايته "الطائر الأبيض الصغير" (1902)، حول طفل شقي، هرب من منزل والديه، كي لا يكبر أبدا، ويستطيع الطيران، ويعيش مغامراته في جزيرة تسمى "جزيرة المستحيل"، وهناك أصبح زعيما للأطفال الضالة، ويتعامل مع حوريات البحر، والأمريكيين الأصليين، والجن، والقراصنة.

من خلال ذلك "الوهم البريء" استطاع الوالد لوقت طويل أن يقنع الطفل بمبررات فشله، وعدم تحققه في الحياة، ووفر له ذلك الوهم مخرجا للكثير من أحرف المنطق الحادة، ومصاعب الواقع المرير، فكان دائما ما يرجع السبب في كل شيء إلى مغامراته على جزيرة المستحيل، وانشغاله ببعض المهام هناك.


وحينما جاءت لحظة اختبار القدرة على الطيران، تمكن الوالد بخياله الخصب أن يوهم الطفل بأنه فعلا يطير، ليعيش الطفل وهما جميلا استمر معه حتى تحدث المأساة الحقيقية، حينما يوضع الأب أمام اختبار الطيران، ويقرر الانتحار من نافذة الدور الخامس، ليثبت أنه "قادر على الطيران"!

وحينما تعود الأم لتقول لابنها أنها "لم تجد أحدا في الخارج"، وتقنع الطفل بأن والده قد اختفى، و"طار". يركن الطفل إلى ذلك "الإيمان" حتى يصطدم فيما بعد، في منطقة لا نراها، بالحقيقة والواقع.

تمكنت قبيلات من طرح أسئلة عديدة من خلال استخدامها المتمكن لأدوات مسرح "ساتيريكون"، الذي وضع تحت تصرفها بعد فوزها في مسابقة "البحث عن نص جديد"، التي أجراها المسرح الأكاديمي الروسي للشباب، ضمن خمس نصوص فائزة من أصل 100 مسرحي متسابق من جميع أنحاء روسيا. فوقع اختيارها على نص "والدي هو بيتر بان"، الذي نلمح بجلاء علاقتها المتيمة به، ومدى انغماسها في أعماقه.
تتسائل قبيلات حول سحر الأساطير، وقدرتها على تغيير أطياف الواقع، حول سطوة الوهم، ورغبتنا الدفينة في "اللجوء إليه"، صغارا وكبارا على حد سواء. فالأب الذي يلجأ للحيل والألاعيب والحكايات والأساطير، لا يلجأ لها من أجل تفسير فشله لابنه فحسب، وإنما يلجأ إليها أيضا لحاجته الشخصية لها. فمواجهة الحقائق صعبة، والواقع كثيرا ما لا يبتسم في وجهه، ويدفعه دفعا نحو "الجنون والوهم". لذلك تصبح اللحظات التي يقضيها مع صغيره في "جزيرة المستحيل" ضرورة لكليهما، وليس للطفل وحده.

تنتهي قبيلات في عرضها المسرحي إلى أسئلة لا إلى إجابات. تماما كما نواصل نحن أسئلة الحياة الوجودية، التي لا نجد إجابة لها، ليصبح السؤال في حد ذاته إجابة، وهدفا أسمى للحياة.

وتنتمي المخرجة الأردنية الشابة، نادية قبيلات، إلى عائلة فنية، حيث وصلت رواية "شمس بيضاء باردة" لوالدتها الروائية الأردنية المرموقة، كفى الزعبي، إلى القائمة القصيرة لجائزة "البوكر" العربية لعام 2019، ويدير والدها المخرج المسرحي، سلام قبيلات، مسرح الشمس، أحد أهم المبادرات المسرحية في المشهد المسرحي الأردني، بينما تخرجت نادية عام 2018 من فصل الأستاذ سيرغي جينوفاتش بقسم الإخراج معهد غيتيس الروسي العريق (يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1878).

------------------------------------------
المصدر: RT

الجمعة، 26 يوليو 2019

مسرح الشباب يغزو الفضاء ويرصد نهاية العالم في "سيمفونية القطة العمياء".. كوميديا فانتازية تصوّر انقراض الإنسان بفعل العنف والظلم والكراهية وأسلحة الدمار الشامل

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption