أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد مسرحي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات نقد مسرحي. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016

العرض العراقي "سيلفون" حين يصرخ الجسد بوجه الموت

السبت، 19 نوفمبر 2016

ثنائية الاستبداد والصمود في مسرحية الشيخ والجلاد

مجلة الفنون المسرحية

ثنائية الاستبداد والصمود في مسرحية الشيخ والجلاد

ناصر العمري

 في مسرحية الشيخ والجلاد للراحل عبدالله سعيد جمعان الخزمري  كم هائل من الصور والمواقف والمشاهد التي تنطلق من قيم الخلاص من الظلم والإستبداد وتجسد معاني التضحية والوفاء لأبناء فلسطين في مواجهة بشاعة العدو الصهيوني الغاصب والمحتل وتذهب بنا في رحلة لاتخلو من المحلمية والتوثيق لانتفاضة  اطفال الحجارة لتصف تشبث الإنسان بأرضه رغم كل أنواع القهر التي يتعرض لها وعلى أمتداد فصلين وأربعة مشاهد مسرحية وحوارات  ممتدة تستهلم  الصراع بين صاحب حق صامد ومغتصب باغ الأمر الذي خلق نصا متينا ومتماسكاً رغم العذابات المتتالية لبطل المسرحية، والأطفال والنساء وأهل الأرض العربية مع المحتل المتقوي بالسلاح. 
وقد حاول الكاتب من خلال حوارات كل فصل إيصال رسالة معينة ففي المشهد الأول حوارات تعبر عن  القسوة المفرطة والصمود والشجاعة لكن يتخللها محاولة جادة لتصحيح مفاهيم الجنود حول حقيقة فلسطين التاريخية يجسدها  حديث الشيخ للجندي  بعد أن وقع في الأسر((أذا أنتم من الجيل الذي ولد هنا في فلسطين ؟  يرد الجندي مقاطعاً إسرائيل،  لكن الشيخ يوضح له الحقيقة ((إذا أسمع مالم يقله لك حكامك في إسرائيل ... لقد كان جدك يعيش معنا هنا في فلسطين قبل 71 عاما وكان نسبة اليهود 10% من السكان يعيشون في سلام وأمان  .. إلى أن تحرك من يعيش خارج فلسطين  من اليهود وأخذوا وعداً من بلفور بإقامة دولة إسرائيل على أرضنا
الجندي : هراء .... وإفتراء على التاريخ .. انت مزور ومحتال .
وهكذا يستمر الصراع بين الشخوص مظهراَ عدم تقبل اليهود للحقيقة وقفزهم فوقها
أما الفصل الثاني: في مشهده الأول  فقد تعمد المؤلف من خلاله  كشف حقيقة الخذلان الدولي وصمته أمام آلة القتل البشعة للغاصب
ثم جاء مشهد اجتماع الكنيسة ليوصل رسالة مفادها حنق المغتصب وهلعه من واقع الصمود
فيما كان  المشهد الأخير مجسداً  إصرار الفلسطينين والعرب على رفض الظلم بكل الطرق ومهما كان حجم التضحيات.لتكون(( الشيخ والجلاد)) في مجملها العام بلاغا مؤتمنا عبر فضيلة المسرح لمن ألقى السمع وهو شهيد  .
الشخوص في الشيخ والجلاد  تم رسمها بعناية لتتخلق فوق الخشبة لتمثل  كل ماجري على أرض فلسطين  عبر  شيخ فلسطيني يمثل أحد طرفي معادلة  المسرحية  أبتداء من عنوانها  مروراً بصراعاتها وحتى خاتمتها مقابل الجلاد الذي يمثل طرف المعادلة الآخر الذي يجسده رموز الحكومة الإسرائيلية( شامير رابين قائد استخبارات إسرائيلي موشي آرنز موردخاي جور فلنر وجنودهم البغاة) فيما يمثل الفدائيين  وأم فلسطينية وطفل صغير  وصحفي أجنبي  بقية الشخوص
ليشكل هذا المجموع كل الحكاية ومجمل الصراع المتنامي  بين تلك الشخوص ووفق مايخدم الفكرة بإشتغال محكم ؛ وجرى توزيع الأدوار بينهم بعناية  فيما جاءت الحوارات والمشاهد  ومدة الظهور  فوق الخشبة قصراً وطولاً محققة  لرؤية الكاتب ووفق ما يخدم العمل  وغايات مشاهده وبما يجسد حجم القضية وأبعادها
فالشيخ  على سبيل المثال حضر على أمتداد الفصول والمشاهد  لأن الحكاية تستمد حبلها منه وتقتضي وجوده  كونه  يرمز  إلى الحق العربي وإلى الأرض والمقدسات و التضحية في أجمل صورها  كما يجسد معنى الصمود وتجاوزحقائق  العمر والضعف  والسنين وقلة الحيلة حتى آخر رمق من العمر حين يرحل ومعه عدد كبير من الأعداء
فيما كان الصحفي يجسد الضمير العالمي والإعلام والقوى القادرة على فضح الظلم والتي تمارس دور المتفرج والصامت حينا ودور صاحب الوعود الكاذبة   ليطيل أمد الصراع دون حل ناجع  للقضية الفلسطينية ، يحدثهذا رغم أن البشاعة أكبر من أن تخطئها العين أو يخفيها تواطؤ ،ولم يفت الكاتب أن يستحضر الطفولة عبر مشاهد مختلفة  فهم الأمل وهم الغد وهم الإمتداد لرحلة الصمود والأمر نفسه ينطبق على الأم  التي تمثل سيرورة البقاء فهي الرحم الولود الذي لايكف عن إنجاب الفدائيين وإرضاعهم معاني الصمود والمقاومة والوقوف في وجه الغاصب  لذا لم يغب هذين المكونين عن العرض لأهمية حضورهم.
و يخصص المؤلف للصحفي مشهدا كاملا يضمنه حوارات تؤكد أن الضمير العالمي يدرك كذب وزيف إدعاءات الإسرائيلين التي يرفعونها ليبرروا وحشيتهم حين يصفون الفلسطيني بمغتصبي الأحلام ومحطمي الآمال  والإرهابيين  فحين يمنع الجندي الإسرائيلي المصور من أداء عمله ويهجم عليه  ويطرحه أرضا رغم حمله تصريحا بالدخول لمنطقة الصراع  فيصفهم الصحفي بأنكم في منتهى الشجاعة والقوة والإقدام  ومستعدون للمواجهة بأنواع الأسلحةثم يستأذن الصحفي الجندي في أخذ صورة لوضعها على غلاف المجلة
وفي أحد الحوارات مع الصحفي  
يتساءل الصحفي  هلا خففت العذاب عنهم قليلا ؟؟
فيرد الجندي هازئاً أو تعلمنا أنت أيها الصحفي كيف نعامل مثيري الشغب ؟؟
وهكذا على إمتداد المشاهد تتجسد قسوة ونذالة الجنود   التي  يصورها المشهد التالي :
الصحفي متحدثا  لعجوز فلسطيني  : ألا ترغب أيها العجوز في سلام مع إسرائيل ؟؟
العجوز : نعم ... نريد العيش في سلام .. نحن لانريد حتى أن نخدش إسرائليا أو نؤذيه  وبالمثل لانريد أن يتعرضوا لنا بأذى
ويسترسل  العجوز :
لماذا يحارب كل منا الآخر ؟؟
نريد أن نعيش بسلام ولا نمانع أن يعيشوا بسلام
وهذا المقطع يجسد أمنية الفلسطيني وسلميته
وفي ذات المقطع نقرأ :
الصحفي : ألا تستطيع أنت وأمثالك من كبار السن حث الشباب على إيقاف الإنتفاضة حفاظاً على أرواح أبنائكم ؟؟
العجوز : ضاحكاً  لقد قلت لأبني هذا الذي تراه هناك  إذا استمرينا في قذف اليهود بالحجارة  فأنهم سيقضون علينا  ويهدون بيوتنا  فأجاب  : وهل تعتقد أننا سنستعيد وطننا دون تضحيات ؟؟
وهو يعبر عن لغة الصمود والقبول بالتضحيات مقابل إستعادة الوطن المغتصب
وتتصاعد الأحداث  على نحو مثير ووفق حبكة دراميةيجسدها هذا المشهد  : 
الصحفي في حوار مع  الجنودوفي ذات الوقت تتعالى أصوات ابطال الحجارة وهم يقذفون الجنود يستشيط الجندي غضبا ليوجه بقية الجند بإطلاق الرصاص وإخراس أصواتهم ويهدد الصحفي بأن لم يغادر بأنه سيحطم كاميرته
وحين لايغادر يهجم عليه الجند ويجرحونه  ليهرب بإتجاه أبطال الحجارة حيث يستقبلونه ويضمدون جراحه وهذا المشهد يجسد قسوة اليهودي مقابل إنسانيةالفلسطيني والذي ينتفض في وجه اليهود كردة فعل وليس لأنه إرهابي . 
ويأتي مجمل الصراع في( الشيخ والجلاد ) حول محور أساس، هو تشبث الإنسان العربي بحقه في الحياة الكريمة في وطنه وفوق أرضه ، يقابل هذا المطلب المشروع، بتعنت وطغيان من المحتل الغاشم، الذي لا يدخر وسيلة للإضرار والإذلال والنيل من أهل الأرض، بالقتل تارة، وبالاغتصاب والإقصاء والسحق، تارات أخرى، دون رأفة بالنساء والأطفال، أو رحمة بكبار السن
وتصور تلك الحالة مشاهد  قطع المياه عن الأحياء والمنازل التي تسقط فوق الرؤوس  لكن مع هذا  يأتي مشهد إجتماع الكنيست الإسرائيلي ليمنح المشهدية والبناء بعداً آخر  ويمنح الصراع تنامياُ
حيث يجتمع شامير ورابين وفلنر وقائد  الإستخبارات  ليفضح المشهد حالة من الوهن في نفوس الإسرائليين
فأثناء إستعراض التقرير الخاص بالإنتفاضة  يدور هذا الحوار
رابين : ايها السادة الحضور أستلمت اليوم تقريرا غريبا  يقول أن شباب الحجارة يلبسون دروعاً بدائية تحت ثيابهم لمواجهة العيارات المطاطية وقد أكتشفوا المدى الذي تؤثر فيه  ثم وقفوا على بعد آمن منها ؟؟

رابين : (جادا )  ...   نعم   أستخدموا البصل حيث يحمله كل شاب معه .
قائد الإستخبارات : إن لديهم قوة مدهشة على الصمود  فالعقل العربي يواصل الإختراع  لصد خطوات العقاب التي يوجدها العقل اليهودي .
النائب فلنر : ساخرا...... وتظهر حربنا ضد الإنتفاضة كمغامرات توم وجيري  إذ يلعبون دور جيري الذي يهزأ من توم بطيء الحركة وصاحب القوة العظيمة الذي يسقط في ألاعيب جيري
هذا المقطع بكل حمولاته  ومايحمله من إيحاءات   تؤكد أن  آلة القتل والدمار  تصاب بالوهن مقابل الصمود  الغريب لأبطال الإنتفاضة
كما يؤكد مشهد آخر  من الإجتماع إستعراض اللجان الفلسطينية وأدوارها ((اللجنة النسائية – لجنة عيادة الجرحى واللجنة الزراعية ولجان الحراسة  واللجنة الإعلامية )) مايصيب شامير بالحنق  ويجعله ينفجر في وجه رابين ماذا فعلت أنت تجاه هذه اللجان ؟؟؟  ليحتدم بينهما النقاش حين يقول رابين أصدرت قرارا بحظر نشاطها كونها غير مشروعة
فيهزأ به  فلنلر : من السخف الإعتقاد بأنهم عقب إصدار أوامرك سيتوقف نشاطهم  والمؤكد أن القرار سيدفعهم نحو العمل السري  .... الخ الحوار 
فيما يظل الأمل والتجدد ديدن المقاوم  حيث لا تتفتت عزيمته
ففي أحد المشاهد يقول الشيخ  مخاطباً أحد الجنود متحدياً :
هدمتم بيتي .. لكني سأحوله مصنعاً
يرد الجندي هازئاً .. مصنع .. كيف ستبني مصنعاً وأنت لاتجد المنزل ؟؟ فيجيبه الشيخ : كل حجر  من هذه الأنقاض سأعطيه لفدائي يقذفكم به حتى آخر حجر
وفي مشهد آخر :  يضرب قائد الإستخبارات  الشيخ على وجهه بالسوط فيخرج من وجه الشيخ الدم    يمسحه ويقول للقائد : شكرا لأنك  قلدتني وساما رفيعا وحين يستغرب القائد  متسائلاً وساماً رفيعاً  يرد الشيخ : تشج ناصيتي من كلمة فلسطين .... ياله من وسام يضاف لأوسمتي  الكثيرة
ويشق عن صدره صائحاً ((أنظر هذه أوسمتي إنها محفورة في لحمي ))

وعلى هذا النحو من لصراعات والتحدي تسير الأحداث في تصاعد وفي نسق متزن وحيوية عامرة بالصور  المختلفة والتي تجسد وحشية العدو وبسالة العربي

يتخلل تلك الحوارات  إستشهادات  التي  تأتي على لسان  الشيخ  والفدائيين  في مناسبات كثيرة وتكون الإستشهادات مستلة  من النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، والشعر العربي الفصيح, وعبق التاريخ العربي الإسلامي، وجغرافية الأرض، وتركيبة المجتمع، وذلك لغايتين :

دعم الحق العربي المشروع وتبرير  صراع الشيخ مع جلاده بمنطقية  ثم لإثبات صلابة المرجعية ومتانة  المرتكز الذي يرتهن إليه هذا المنطق  ،

                                       مشهد الختام

يأتي مشهد الختام كاسراً لأفق التوقع ، حيث  يستشهد البطل  حرقاً,, بالقاز ,,! ولكنه يموت مرفوع الرأس ، لأنه يغادر الدنيا بأكبر عدد من الغاصبين ، في انفجار ضخم يعم المكان،

حيث كان الشيخ بساق خشبية  يخبيء داخلها متفجرات ,,!.
* قبل أن يسدل الستار إيذاناً بانتهاء العرض مع  تسليط الضوء على منظر غترة الشيخ، المنصوبة على عكازه في هيئة خارطة فلسطين،

 ويسمع صوت محمد عبدالوهاب في أنشودة فلسطين:


أخي,, إن جرى في ثراها دمي

وأخفضت فوق حصاها اليدا

ففتش على مهجة حرة

أبت أن يمر عليها العدا

وقبل شهيداً على أرضها

دعا باسمها الله واستشهدا

فلسطين,,, يفدي حماك الشباب

وجل الفدائي,, والمفتدى

فلسطين,, تحميك منا الصدور

فإما الحياة,, وإما الردى


متفرقات :

*-المسرحية كتبت في أجواء الإنتفاضة الفلسطينية في أواخر الثمانينات مما يجعل منها مسرحية توثيقية و وثيقة تاريخية مهمة تصور أحداث نلك الحقبة بكل معطياتها

*-قام نادي الباحة  الأدبي بطباعتها  في عام 2014م  وهو توجه محمود يتبعه النادي في خدمة الحركة المسرحية وساهم في إيصالها للمتلقين بعد أن ظلت مخطوطة لفترة طويلة  وأنتجها النادي بمناسبة تكريمه لمؤلفها ضمن  الشخصيات الأدبية المتميزة من منطقة الباحة عام 1433 على هامش ملتقى الرواية العربية ((الذاكرة والتناريخ))

*-هذا العمل يمكن إعتباره  نموذجا للخطاب الثقافي السعودي في تبني ونصرة ومعاضدة القضية الفلسطينية .

*-مؤلف المسرحية رحل عن دنيانا في العام 1411 هـ  وهو صاحب  نتاج  أدبي متعدد في مجالات القصة القصيرة والرواية والأعمال  الدرامية التلفزيونية والأذاعية .

الخميس، 3 نوفمبر 2016

ثُنائية “الحياة - الموت” في نص بيرانديلّو “الرجل ذو الزهرة في فمه” بإخراج غابرييلي لافيا

مجلة الفنون المسرحية

 ثُنائية “الحياة - الموت” في نص بيرانديلّو “الرجل ذو الزهرة في فمه” بإخراج غابرييلي لافيا

يواصل المخرج والممثل الإيطالي الكبير غابرييلي لافيا بحثة المسرحي، والوجودي، في ثنائيّتي «الحياة - الموت» و «الفرد - السلطة »، ويبلغ المخرج قمّة هذا البحث عبر عمله الأخير «الرجل ذو الزهرة في فمه» المعروض في مسرح «لا بيرغولا - La Pergola » التاريخي في فلورنسا، والمُعدّ من نص نثري بنفس العنوان للويجي بيرانديلّو والمطعّم باقتباسات ومقاطع من نصوص نثرية وشعرية أخرى للكاتب ذاته، وهو الذي تعامل مع هاتين الثنائيّتين أكثر من غيره من كتّاب المسرح والقصّة الأوروبيين.
 لافيا، الذي يؤدي كعادته بطولة العرض، اعتبر النصّ الذي أعّده أبقاه بذات عنوان «الرجل ذو الزهرة في فمه»، “إختزالاً لما أسّسه بيرانديلّو كنموذج أَمْثَلْ على فقدان القدرة في التواصل مع الآخرين، والدليل على الوحدة التي تتسبّب بها سطحيات الأشياء وجزئيات الحياة التي لا معنى”، وهو “محاولة لإيضاح جوهرية بلوغ أولوية الحياة على الموت”.



ويحاول غابرييلي لاڤيا، بصحبة رفيقيه على الخشبة، ميكيلي ديماريّا وباربارا آليسّي الإمساك بالحياة لحظة واحدة قبل نهايتها. فبعد «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» للويجي پيرانديلّو وعبوراً بـ «حياة غاليلو غاليلِي» لبرتولد بريخت، يعود غابرييلي لاڤيا إلى خزين الكاتب الصقلّي الحائز الى نوبل للآداب ( 1934 ) لويجي پيرانديلّو، الذي أثّر في مسرح زماننا وأثراه أكثر من غيره .

ما يربط بين هذه الاعمال الثلاثة هو الإنسان، المدرك تماماً لوعيه، لكن الواعي تماماً بمخاوفه والمحتاج إلى إزاحة تلك المخاوف، من خلال التمترس وراء قناع يفرضه عليه الآخرون، وينتهي به الأمر بالقبول بذلك القناع ليضمن العيش الآمن. إنه حالة «المطهر» الدانتيّة ما بين الكينونة الحقيقية و ما يطفو على السطح من شخصية الإنسان.

تدور أحداث المسرحية داخل مقهى في إحدى محطات القطارات. أحد روّاد المقهى، رجلٌ مسالم يجلس هناك. يقترب منه زبون آخر ويبدأ بالحديث معه بإلحاح متصاعد. الحديث ساخر ويائس، ويُظهر قدرة استثنائية على اقتناص أعمق التفاصيل وأدقّها، والتي تبدو في الحياة اليومية الاعتيادية غير ذات معنى.



اعتبارات هذا الرجل وآراؤه المريرة تكشف عن حقيقة رهيبة: فذلك الرجل مُقبلٌ بالفعل على الموت، وما «الزهرة في فمه» إلاّ الورم الذي أصاب شِفّته العليا. وقد أحاله اقتراب الموت منه أكثر وعياً وقدرة على البحث في كنه الحياة وأسرارها وتَغَلْغَلَ في صُلبها، أي بمعنى أن ذلك الوضع منحه نوعاً من البصيرة الرائية يتمكن من خلالها تحديد ملامح وجود الأشخاص الآخرين، الذين لا يعيشون حياتهم بذات الاستقلالية التي يواجه بها هو حياته. وفقدان تلك المزيّة يجعل من الآخرين غاضبين وغير قادرين على الإدراك. فليس الزبون المسالم، وهو اسم الشخصية الأخرى إلاّ واحداً مثل الآخرين، تضبّب ذهنه بسبب رتابة الحياة اليومية وتتابع أحداثها.

-------------------------------------------------------------------------
المصدر : عرفان رشيد -وكالة ( أٓيْ جي آي ) الإيطالية للصحافة - فلورنسا 

الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

أيوب العراقي.. رحلة الحلم نحو المنفى

مجلة الفنون المسرحية

أيوب العراقي.. رحلة الحلم نحو المنفى  

ناجح المعموري 

قدم الفنان ثائر هادي جبارة عرضاً مسرحياً من تأليف الفنان المعروف سعد هدابي واخراج الفنان جبارة وكان باسم (( ابصم باسم الله )) والعرض مونودراما تتمركز حول هجرة الشباب الى  الخارج وبحماس وراء حلم لايوفر وسيلة خلاص وانقاذ لكل شاب وعائلة باحثة عن المنتظر ، خلاصاً من ظلم اجتماعي – سياسي او هروب من حرب داخلية. 

ابتداء العرض تبنى القضية الكبرى التي لم تكن جديدة ، بل هي قديمة ، لكن حصلت عليها تحولات كبرى في الوطن العربي ،بعد الربيع الكاذب ، وهي العلاقة بين الأنا والآخر وتمظهرات الصراع متنوعاً ، وما يلفت الانتباه سيادة ايوب ، الشخصية العراقية في العرض التي جعل منها المخرج  ثائر هادي وكان يؤديها شخصياً بافكار وثقافة عراقية ، وتحول تدريجياً  لأن المخرج جعل منه شخصاً خاضعاً لسيرورة متحركة ، بحيث صار رمزاً كونياً ، تم من خلاله على كل الشباب والجماعات التي واجهت الموت بطرق عديدة حتى تمسك بلحظة خلاص هي حلمها التي تريد ، واستطاع العرض الذي صار فيه الفنان ثائر هادي جبارة مركزا وجوهراً ، تمكن وبنجاح مهم للغاية من انتاج شخصيات عديدة وحاز على تنوعات ، اغتنى بها العرض المسرحي ، وكان يطوف عبر زمان ومكان محليين ، لكن لا احد بامكانه تجاهل صفة العرض الكونية الانسانية مثلما تمكن سعد هدابي من خلال النص ، وضع مايجعل العرض كونياً وهذه ملاحظة جوهرية ، واتسع العرض معتمداً على الرؤية النصية منذ لحظة الاستهلال ، حيث الاشارة الدلالية لآدم وحواء ، والحقائق التي افضت لها اسطورة اللقاء والنجاح بتحقق لحظة كونية جديدة هي التصرف بين الاثنين ، آدم وحواء ، انه التصرف الثقافي والجسدي الذي افضى لتحولات كبرى حصلت في الحياة بعد الطرد من الفردوس ، وماحصل بين الاثنين لم يكن خطيئة ، بل هو اعظم تصرف قاد الحياة والعالم الى تحولات كثيرة وخطيرة ولعل حلم الهجرة وتفكك الهوية الوطنية احد التحولات التي اشار لها العرض وبامكانات تمثيلية كبرى ، نجح فيه الفنان جبارة من مسايرة لحظة الحلم واسباب الانشغال به وحركته ، بحيث وصل عرض المونودراما الى جوهر الصراع الانساني العميق الذي كان من استهلالاته المبكرة  هو العنف الانساني الاول ، الصراع بين هابيل وقابيل الذي ظل حاضرا ومستمرا وكأن الهبوط أعلن وجوب استمرار العنف الدموي وظلت خسارة الاخ باغتيال اخيه حاضرة ومستمرة حتى لحظة العرض التي سجلت تحقق ذلك ، لان حلم الهجرة والرضا بالمنفى احد دوافع التزاحم من اجل الموت غرقاً ، وكانت رؤية العرض ناجحة لتمثيل ذلك ، عبر رسم اجواء البحار والشواطئ من خلال علامات  الاطارات والطوافات وضجيج السواحل ، بحيث اتخذ الحلم نمط الاحلام الكبرى الضاجة بالجدل والصراع والعنف مع حضور قوي لجماعات امتلكت  خبرة الايقاع والإغواء . 
ومن العلامات الحيوية التي جعل منها المخرج سينوغرافيا ثابتة، فمنذ اول العرض حتى نهايته، وهو المثلث الكبير الذي جعل منه المخرج مدونة صورية مشاركة بتجوهرات العرض المسرحي ، وظل المثلث حاضرة للتدوين واحيانا كشافاً لما حصل ولم يعلن عنه العرض المسرحي ، بل قاله المثلث عبر تدويناته التي اختصرت تاريخاً طويلاً ، حافلاً بالفساد والتزوير والموت الجماعي ، وحفلت البصمات الثلاث بسرديات اكثر فجائعية ومرارة ، واحتوتها ذاكرة المرويات نوعا من المواجع والمراثي التي تمثل امتدادا وموروثا للمراثي السومرية . 
ازدحام العرض بالعلامات شتت معنى ماتومئ له ، وكان بالامكان اختصارها  الى علامة واحدة او اكثر ، واعني بها الطوافات المدورة لان التصور الاخراجي كاف لاخضاع العلامة لحركة وجدل الاستجابة للسيرورة وهنا تكمن اهمية العلامة عبر ليونتها ومرونتها في التحول ، حاملة دلالة جديدة ، كما وجدت عدم ضرورة ان تكون المدورة السوداء رمزاً معبراً على الوالد ، مختصرا بالعقال ، وكان بالامكان تحريك اللون الاسود  ليتسع لاستيعاب التراجيديا الكافية على خشبة المسرح . والتي عبر عنها الفنان ثائر هادي جبارة جسديا بنجاح ملفت للانظار واخضع التفاصيل الجسدية للتناظر  الحيوي مع العلامات ولعب الصوت وايقاعه موجهاً للدنو من الاشارة او العلامة المتحركة. كان حضور المثلث رمزا عانيا دالا على الذكورة ، بحيث صعد الرأس نحو الاعلى واتسع بقاعدته وافضت هذه السيرورة الاستهلالية لكشف مدونة البصمات الثلاث المعبرة رمزيا عن سيادة العنف والاستبداد والتلاعب بمشاعر الجماعات وتوظيف المقدس بالاتجاه غير الصحيح . 
كانت اولا البصمة السوداء والثانية الحمراء والخضراء هي الاخيرة ومالفت الانتباه ومنح العرض تحفيزاً الحمراء والخضراء وقد تحولتا الى مدونتين على الوجه الابيض للمثلث وكان اللون المتنوع مثيرا لانه امتلك طاقة التحول الدلالي ، وهي طاقة متحركة لها معنى اثناء العرض وقدرة الفنان ثائر هادي جبارة على اشغال فضاء المسرح بجسد متحرك لين مرن وظل موفقا في الاشارة الى المأساة الشخصية لايوب العراقي ، وبالتالي هو ايوب كوني ، وكان اختيار سعد هدابي لكنية الممثل الوحيد في المونودراما ذكيا لانه يعرف قاعدية المعذب البابلي في الملحمة البابلية والتي اطلع عليها العبران عندما كانوا في بابل واعادوا انتاجها وصارت نصا توارديا ومثلما قال بورخس بانحياز بان التوراة هي الموروث الحقيقي للشعوب الاوروبية ، بمعنى قصة ايوب معروفة ، واتسعت جغرافية الاسم الذي دائما مايكون شكله مستقيما مثلما قال إزرا باوند . 
والحركة التي جعلها متنامية ، متسامية ، خلقها ايوب الكوني ، وهنا تعمق الفعل ، لينتقل من الخصائص المحلية الى الكونية  لان ملاحقة الكائن وقهره واضطهاده ملمح للعالم كله ، لان التباين والاختلاف قائم وحتما يستدعي هذا كله المراقبة والمعاقبة. 
واستمر ايوب العراقي غني الدلالة حتى اللحظة التي شعت دلالة البياض الواضح في الزي كله وحقيبة السفر والتجوال ظلت محتفظة ببياضها ولذلك معنى واضح مضافاً لذلك بياض شعر راسه كله وعلى الرغم من فضاء البياض ، ظل ايوب ملاحقا مطرودا في كل مكان من العالم وهو الشاهد العراقي على الموت الجماعي الذي تعرف عليه لكنه انتهى لمحطة العودة سالما الى وطنه الذي غادره بعد لحظة البصم بالدم ، وكان من الممكن توظيف هذه العلامة تماهيا مع الاب الاول آدم ، ليردد ايوب صرخته بالقول: آ........ دم  ليقدم شحنة من التوتر الذي يغذيه الاسم اما البصمة الاخيرة الخضراء في الرمز الدال بطاقة متحركة ومتجددة على العودة للام الاولى الرمزية وهي الارض وبصم بالاخضر المعبر على الخصوبة والانبعاث واستمرار التجدد ، كل هذا حصل مع تفاصيل خاصة بالتنوع الثقافي الخاص بايوب الليبرالي/ العلماني مصحوبا باطوار من الغناء الذي صاغته مراثي الجنوب زمن سومر والتي برع بها الكهنة (( كالوا)) والذين رددوا اغاني الحزن ، الايسمالا والتي ورثناها حتى هذه اللحظة. 
ظلت العروض تنوعات صورية في الذاكرة وليس سهلا نسيان الشحن التراجيدي الذي بثته تفاصيل الجسد الطيع للفنان الكبير ثائر هادي جبارة وكان بحق فناناً لامعاً ، حزيناً في عرضه وكثيرا مابكى وهو يؤدي حركاته  ، سعداء لان المحافظات قادرة على العطاء باستمرار ولكن المركز لايرى جيداً . 

------------------------------------
المصدر : المدى 

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

"الخادمتان" لجان جينيه رؤية مبتكرة بإخراج لهاغوب درغوغاسيان

فرقة شكسبير المسرحية ابداع العطاء الثر..وشموع الفن الواعد

مجلة الفنون المسرحية

فرقة شكسبير المسرحية ابداع العطاء الثر..وشموع الفن الواعد 

همسات حامد المجمعي

كم كنت سعيدا وانا اشاهد العرض التجريبي لمسرحية غربة..لفرقة شكسبير الفنية و كم وجدت نفسي منتشيا وانا اتأمل ابداع شباب بعمر الزهور اتخذوا من المسرح لوحة لأخراج ألمهم بصوت جهور منتقدين الوضع الذي يعيشه اكثر شيرحة في المجتمع وهم الشباب جيل المستقبل ..وكم جميل كان الفنان المتالق زين العابدين وهو يأخذك بأنتقالاته الرائعه ليجعلك تغلق الحديث بصمت ناطق كانك تريد ان تقول له ابدعت لكنك تصمت لكي لا تفسد لحظة المشاهده وكم كان هؤلاء الشباب متحمسين لاظهار روح الابداع واعتلاء خشبة المسرح الراقي المعبر والذي اسعدني اكثر هو لقائي بالاستاذ  وضاح طالب دعج المشرف والمؤسس لهذه الفرقه وداعمها الاول والمعد اللغوي والفني لها .انسان وفنان يعطي ملاحظاتة بكل حرص واتقان لاخراج العمل بالصيغة اللغويه المعهوده ومسرحية الغربه هي مونودراما تعبيريه تمتع المشاهد وكم كان الكاتب جمال الشاطئ رائعا في نصه ... حين يصوغ نص من رسالة  وصلته لشاب يعيش  غربته  ...والذي قدمها المخرج والفنان زين العابدين وابدع في رؤيته التي احب ان يوصلها للمتلقي  ان الموت غربة داخل الوطن وغربة خارج الوطن ...يذكر ان فرقة شكسبير من الفرق الجميلة والمبدعة من خلال فنانين تفاعلوا مع مايقدمون بصدق رغم معاناتهم بعدم توفر مسرح متكامل في ديالى تأسست هذه الفرقة 2013 من قبل  مجموعة من شباب معهد الفنون الجميله..بدات اولى خطواتها بثقة فنانيها وقدمت ا ول عمل لها مسرحية الهشيم للكاتب عبد الامير شمخي ومن  الفخر وهي في بداية ظهورها انت تحصل على جائزة افضل عرض ازياء ..بعد عرضها في المهرجان الثاني للمسرح النجف..ثم لتقدم عمل اخر ابدعت فيه هو..مسرحية بلا اكفان  ..الذي ابدع في اعداها واظهارها الاستاذ وضاح طالب..لتتوالى ابدعاتهامن خلال اعمال كبيرة منها مسرحية انتظرتهم للكاتب علي عبد النبي واخراج وضاح طالب .الذي حصلت على  جائزتين افضل سينوغرافيا وافضل فنان للفنان زين العابدين.بعدها جاءت مسرحية الاستجواب للمخرج والكاتب الكبير  سالم الزيدي ..الذي اخذت اهتماما واسعا من خلال تقديمها على قاعة الوفاء  ...فرقة شكسبير  شباب تالقوا بتعاون اخوي خلاق يتبعه نكران الذات ..فهم مجموعه من الشباب  الفنان زين العابدين...الفنان اسماعيل العباسي في السينو غرافيا..الفنان مرتضى حاتم اضاءه الفنان سجاد جاسم موسقى..والفنانين احمد وهبي ...والفنان احمد كامل ..والفنان ليث هاشم ممثلين.. لكن هذه الفرقه رغم عطائها الثر والجوائز والاسم الكبير الذي حققته في محافظة ديالى الا نها تفتقد الى الدعم الفني من قبل الجهات المختصة ..ادعموا الشباب الواعي ليكونوا شموعا توقد طريق المحبة والسلام...

الجمعة، 21 أكتوبر 2016

مسرحية «الجزيرة».. نقد اجتماعي ساخر

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «الجزيرة».. نقد اجتماعي ساخر

دشن الفنان محمد الحملي مساء أمس الأول عروض «لايف شو» على مسرح دار المهن الطبية في الجابرية بمسرحية «الجزيرة» تأليف عبدالعزيز عطية، بطولة الثنائي محمد الحملي وعبدالله الخضر، وبمشاركة الفنان ولد الديرة وعدد من الممثلين بينهم ناصر البلوشي، حسين المهنا، سعود بوعبيد، ديكور جاسم الحملي، أزياء رابعة اليوسف، والعمل تجربة جديدة للحملي والخضر، تعتمد بالدرجة الأولى على قدرتهما في الارتجال وتقديم الضحكة والكوميديا، من خلال تسليط الضوء على بعض الظواهر الاجتماعية السلبية في المجتمع المحلي.
التجربة الجديدة تستحق الإشادة لأنها تأتي في إطار تنشيط الساحة المحلية بأعمال كوميدية انتقادية تحرك المياه الراكدة، وهو هدف سام خاصة أن الجمهور المحلي تواق إلى مثل هذه الأعمال التي تقدم الضحكة والابتسامة بعيدا عن الاسفاف والتجريح.
ولاشك أن عمل الخضر والحملي معا منذ سنوات جعل بينهنا انسجاما واضحا ومنحهما القدرة على التحرك بحرية على خشبة المسرح، وهما خبيران بما يريده الجمهور الذي يحضر أعمالهما الاجتماعية.

◗ ظواهر نقدية
تعتمد مسرحية «الجزيرة» على حكاية مكررة شاهدناها مرارا، وسبق للحملي والخضر أن قدما بعض مشاهدها في أعمالهما السابقة، ولا ضير في ذلك مادام الهدف من العمل الضحكة بالدرجة الأولى.
تدور الأحداث حول ثلاثة أصدقاء، تعطل بهم «طرادهم»- قاربهم- في عرض البحر أثناء رحلة ترفيهية، وقذفتهما الأمواج على شاطئ إحدى الجزر، وأصبحوا مقطوعين عن العالم، لا طعام لديهم ولا تواصل لهم مع العالم الخارجي، وأثناء وجودهم على أرض الجزيرة وبانتظار وصول النجدة، تمر عليهم بعض الأحداث الغريبة، خاصة مع وصول إحدى الشخصيات المتنفذة مع بطانته، الذي يمتلك كلمة السر «افتح ياسمسم» فتفتح له أبواب المغارة ويستخرج منها عددا من الصناديق ثم يقوم بقتل أحد مساعديه.
وتتواصل الأحداث على هذه الشاكلة لتكشف عن خيوط ما يدور على أرض الجزيرة التي تمثل مجتمعا مصغرا، ويتمكن الأصدقاء من كشف سر ما يحدث بعد أن يتم انقاذهم في نهاية المطاف.
كل ذلك يدور في إطار الكوميديا الساخرة التي تعتمد بالدرجة الأولى على قدرات الحملي والخضر، إلى جانب الفنان ولد الديرة في الارتجال وتقديم الضحكة والنقد الساخر لما يحدث في المجتمع، واعتمد النص على البساطة والارتجال في الحوارات، خاصة من جانب الفنان عبدالله الخضر.

◗ أداء عفوي
ميزة مثل هذه النوعية من الأعمال الكوميدية التي يغلب عليها الضحك اعتمادها على ارتجال المواقف، التي ترتكز أولا وأخيرا على قدرة الممثلين على التواصل مع الجمهور وكسر الحواجز بين الخشبة والمتلقي، وإذا كان الجمهور قد تفاعل مع عبدالله الخضر ومحمد الحملي وولد الديرة في أعمال سابقة، فإن الحملي منح بعض العناصر الشابة الفرصة لإبراز قدراتهم على الخشبة، ومن هؤلاء ناصر البلوشي الذي نجح إلى حد بعيد بتقديم أداء عفوي، كما برز الثنائي سعود بوعبيد وحسين المهنا.
وغلب على أداء الممثلين بشكل عام العفوية والتلقائية.
اعتمد العرض المسرحي على الإبهار في الديكور والألوان، وهو إبهار قريب من مسرح الطفل. وأعتقد أنه لا يتناسب مع الأحداث التي تقدمها المسرحية بشكل عام.


-------------------------------------------------------------
المصدر : عبدالمحسن الشمري - القبس الإلكتروني


الجمعة، 7 أكتوبر 2016

مجلة الاديب العراقي .. عدد جديد ..و دراسة بعنوان "النقاد المسرحيون الشباب ومسارات النقد"

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

تربية خاطئة لجيل مسرحي جديد!!

مجلة الفنون المسرحية




سامي عبد الحميد



ما أن تشاهد عرضاً مسرحياً عراقياً يقدم في المسرح الوطني هذه الأيام حتى ترى مجموعة من الشبان يؤدون حركات هي خليط من الرقص والتمثيل الصامت والاكروباتيك والالعاب السويدية – الرياضية، ويسمونها (دراما الجسد) او (الرقص الدرامي)، وسواء كانت تلك الحركات تغطي العرض بكامله ام تظهر في لحظات متفرقة تتخلل احداثا درامية او حوارا منطوقا كما حدث على سبيل المثال في مسرحية (حروب) لابراهيم حنون أو في مسرحية (حرير) المونودراما لليلى محمد وكأنما المسرحية لا تكتمل إلا بوجود تلك الحركات التي لا معنى لها ولا دلالة في اغلب الأحيان.
اذا سار حال المسرح العراقي على هذا المنوال فسوف لن نشهد ابداعات في الادب المسرحي ولا في الأخراج المسرحي ولا في التمثيل المسرحي، حيث سيستمر استنساخ مثل تلك الحركات وسوف تتحدد المجموعات المسرحية التي تمارس هذا النوع من العروض التي اعتبرها من هوامش المسرح الأصيل.. لا يا اعزائي ليس هذا هو المسرح كما درسناه وكما فهمناه وكما ندرسه ونبحث فيه. المسرح العراقي اليوم لا يحتاج الى ممثلين يعرفون كيف يحركون اجسادهم، يلوونها ويدحرجونها على خشبة المسرح ويتمايلون الى الامام والى الخلف والى هذا الجانب وذاك الجانب ومازالت تنقصهم المرونة الكافية. المسرح العراقي بحاجة الى ممثلين يعرفون كيف يتلفظون الكلمات ويلقون الجمل الحوارية ويعرفون معانيها الظاهرة والخفية ويقلدون انغامها ودلالاتها وينوعون في ايقاعاتها السمعية.
نعم اذا استمر المسرح العراقي على هذا الحال بالاكتفاء بنوع واحد من العروض المسرحية وعروض الحركة الجسدية فانه سيضيق افق الذهنية المسرحية وسوف يحدد المعرفة المسرحية وسوف يؤدي الى فقر واضح في الخلفية الثقافية للعاملين فيه.
نعم يا اعزائي المسرح ليس هو هذا النوع من العروض الحركية، المسرح انواع ادبية هي: التراجيديا والكوميديا والميلودراما والفارس والمسرحية الدعائية والمسرح له انواع جمالية هي: الكلاسيكية والكلاسيكية الجديدة والرومانتيكية والواقعية والطبيعية والرمزية والتعبيرية والدادائية والمستقبلية والسوريالية وهناك المسرح الملحمي وهناك مسرح اللامعقول وهناك فرق المسرح التجريبي المشهورة عالمياً مثل (فرقة مسرح الشمس) للفرنسية (مينوشكين) وهناك (فرقة المسرح العبثي) لششز وهناك (فرقة مسرح آودين) لباربا وهناك فرق تجريبية حقاً اخرى، وكل ما ذكرت من مسرحيات ومن انواع ومن فرق تعتمد على الكلمة عنصراً اساسياً في اعمالها وتعتبر الحركة احياناً عنصراً ثانوياً وحتى المسرح الفقير لغروتوفسكي لم يهجر الكلمة بل اعتمدها في جميع اعماله التي يكون الممثل الناطق هو العنصر الاساسي بل واكثر من ان يكون هذا الممثل ماهراً في الغاء حواره ان يكون ماهراً في حركة جسده وماهراً في التعبير به ويصونه عن معظم متطلبات العرض المسرحي وعناصر انتاجه.

------------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!

مجلة الفنون المسرحية

لماذا نختلف نحن المسرحيين فيما بيننا؟!


سامي عبد الحميد

يختلف المسرحيون في انحاء العالم فيما بينهم جيلاً بعد جيل وفرداً مع فرد آخر حول قضايا لها علاقة بعملهم فلماذا؟ نحن انفسنا لا نكف عن نقد زملائنا، في الخفاء والعلن وفي ذات الوقت نحرص على عدم نشر هذا الانتقاد على نطاق واسع خشية الخصام والعداوة وخشية الانعزال والابتعاد عن الحقل، وقد يكون النقد او الانتقاد موضوعياً وقد يكون ذاتياً وفي كل الاحوال لا بد ان يكون هناك خلل ما في عمل هذا المسرحي الذي ننقده وربما هناك نقص ما في عنصر من عناصر انتاج ذلك العمل.
نحن نعرف ان لكل مرحلة من مراحل التاريخ اعرافها وتقاليدها الخاصة بنواحي الحياة المختلفة ومنها ناحية الفن المسرحي بالذات ونحن نعرف ايضاً ان الذائقة الفنية لدى المتلقين تتبلور على وفق تلك الاعراف والتقاليد فقد كان مواطنو مدينة (اثينا) اليونانية يتذوقون مسرحيات يوريببديس وارستوفانيس التراجيدية والكوميدية ويستحسنونها وكان الفرنسيون يتقبلون مسرحيات راسين وموليير بحماسة، وراح الروس يقبلون لمشاهدة مسرحيات جيكوف وتولستوي بتشوق. وهكذا يختلف المتلقي والناقد في العهد القديم عن المتلقي والناقد في العهد الجديد في تذوقهم وفي تقييمهم للعمل الفني ويجري التذوق والتقييم على وفق مبادئ وقواعد واساليب ومضامين ومواد هذا الفن او ذاك. فالجيل الجديد يعتقد ان تلك العوامل في زمن معين قد اصبحت بالية ولا بد من تجديدها استجابة للتطورات الحاصلة في الحياة سواء كانت اقتصادية ام اجتماعية ام سياسية فالمتغيرات التي حدثت بعد الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر في حياة الاوروبيين انعكست على الفنون والآداب فكانت الواقعية وكان اصحابها يبغون اقناع المتلقي بان مادتهم تقنع بصدقيتها في تصويرها للواقع الجديد وكانت موضوعات المسرح الواقعي تعكس مشاكل المجتمع الجديد وعلاقات الافراد فيه وكانت اشكال المسرح الواقعي تناسب موضوعاته. ومثلما ظهر مؤيدون للاسلوب الواقعي في الفن عموماً وفي المسرح بوجه خاص فقد ظهر معارضون له مدّعين انه استنساخ للواقع يخلو من لمسات الفنان الابداعية وان الفن الواقعي لا يعبر إلا عن المظهر الخارجي للانسان ولا يتوغل في اعماق النفس البشرية ولذلك دعوا الى الفن الرمزي حيث اعتقدوا ان الانسان يعيش في غابة من الرموز وراحت المدرسة التعبيرية وفروعها تتوغل اكثر عمقاً لتدعي الكشف عن مخزون اللاوعي والذي لا يتكشف الا في الاحلام والكوابيس. 
عندما اعلن (قسطنطين ستانسلافسكي) عن طريقته او منهجه في اعداد الممثل وبناء الشخصية الدرامية اعتماداً على تحريك الحوافز ومكنونات الحياة الداخلية للانسان ظهر مؤيدوها وهم الاكثر عدداً وكنا منهم، كما ظهر من عارضها وبقي مؤيداً للمدرسة الفرنسية التي اسس لها (دلسارت) المبادئ والتي تعتمد على تأثير العوامل الخارجية ومتغيراتها في العوامل الداخلية عند التعبير عن الافعال والاقوال والمواقف. وكانت هناك فئتان من المسرحيين العرب تختلفان في آرائهما وفي مواقفهما: فئة تتمسك بالقديم باعتباره الاكثر رصانة واخرى تتحمس للجديد باعتباره الاكثر صدقاً، فئة تتمسك بطروحات وتقنيات (جورج ابيض) و(يوسف وهبي) و(زكي طليمات) و(حقي الشبلي) واخرى تقف بالضد وتؤيد طروحات (سعد اردش) و(كرم مطاوع) و(جاسم العبودي) و(ابراهيم جلال) وهي طروحات تتسم بالطراوة والجدة ومدعومة بالعلم وبالابتكار. 
عندما انتمينا انا والصديق بدري حسون فريد والمبدع يوسف العاني الى قسم التمثيل في معهد الفنون الجميلة في الخمسينات في القرن الماضي وكان (ابراهيم جلال) رئيساً للقسم بدلا من استاذه حقي الشبلي لاحظنا ان طلبة القسم قد انقسموا الى فئتين مختلفتين: احداهما تؤيد الشبلي ،وهم القلة، والاخرى تؤيد جلال، وهم الكثرة.

------------------------------------------------------
المصدر : جريدة المدى 

الأحد، 11 سبتمبر 2016

لوجك و"تعرضنات" التالي

مجلة الفنون المسرحية

محمد عواد

إن محاولة الكتابة عــــن عرض مضــت ثلاثة أعــوامٍ عـلى تقديمه يمكن عدّها مجازفة سببها تلاشي المعاينة المشهدية أو غيابها عن ذهن الـقارئ, الذي يفـترض ولوجه عالم العرض من خـلال معايشات إمتاعية ذهـــنية وأولها الوقت ,فللتزامنية مـــــــن حيث رصد الجماليات ضرورة مُلحة,  يُمتن بها المتلقي انشداده مع الاشتغال في أعلى المستويات ليُضفي رصدياته,ولأن الكتابة عملية عرض تشي بملاحقة لمــــــضمرات,ولكي يكون الآخرعلى علمٍ بفكرة لماذا الكتابة الآن , أرى أن العنوان كفيل بتوضيح الهدف فالعمل غير المُنمط ولو محلياً , ينبــغــي التـــــــريـث في الحــديث فيه خصوصاً إن كان يبحث عـــــــــن مشـروعه في المغـايرة ,

الخميس، 8 سبتمبر 2016

«قفص» حداد وأبيض في «مترو».. خماسي الذكورة العربية

مجلة الفنون المسرحية

ماهر الخشن

تقوم فكرة مسرحيّة «قفص» ـ إخراج لينا أبيض ونص جومانا حدّاد (]) ـ على أنّ قفص المرأة في البلاد العربيّة، هو ما بين فخذيها. يبدأ العرض بثورة على العنوان، وبقلب أدوار السّجّان والمسجونة. فنسمع المصطلحات الذّكوريّة مستخدمة، هذه المرّة، عند الحديث عن الرّجال الذّين يطبخون ويتعرّضون للإهانة و»البصبصة» من النسّاء. ولكن نعودُ إلى الواقع، لنرى خمس شخصيّات نسائية وهنّ ينتظرن موعدهن عند الطّبيب النّسائيّ، فيعبّرن عن مشاكلهن المكبوتة.
عرفت لينا أبيض كيف تقسم أدوار الشّخصيّات في عيادة الطّبيب، فجاءت المسرحيّة في مشهدين أساسيين؛ يعرض الأول قصص ثلاث نساء، ويتفرّغ الثّاني لعرض آخر قصّتين. النّساءُ الخمس هنّ امرأةٌ واحدة: المرأة العربيّة (وهذا يظهر في تعدّد لغات النساء)، وقفصهنّ هو واحدٌ بلا شكّ، إذ تتداخل قصصهن وطريقة التعبير عنها فيما بينها. لا قصّة واحدة تُتلى بشكل متكامل، بل كلّ واحدة تحكي عن قصة مجزّأة، يقطعها مرّة صمتٌ لتعبّر أخرى، ويوقفها تارة تنهّدٌ أو بكاء أو شرود في العذاب، أو في دنيا خياليّة بعيدة عن القفص.

الأربعاء، 7 سبتمبر 2016

التداول الجمالي لما بعد الحداثة فـي عرض "خيانة"

مجلة الفنون المسرحية

فرحان عمران موسى 


منذ اكثـر من اربعمئة عام يعاد تقديم نصوص شكسبير في كافة مسارح العالم ، أما بالمكون النصي الشكسبيري نفسه ، أو بإسقاط فرضيات الواقع العصري او انه يقدم بطريقة التناص ، مرة تناص اقتباسي ، ومرة تناص موازٍ ، وتعدد الرؤى الاخراجية على مر القرون  ... ما سر خلود مسرحيات شكسبير لهذه القرون الأربعة .؟ 

يُرجِع البعض أسباب خلود مدونات شكسبير كونها امتازت بشكل درامي عالي المستوى ، مقابل مضامين بسيطة وسهلة ومطواعة للتأويل في كل العصور، فالشكل والمضمون في المكون النصي الشكسبيري لا يتوازيان ، علما ان معظم مسرحيات شكسبير مستلة من حوادث تاريخية ، فالثيمة الدرامية مرتبطة بحادثة تاريخية ، وبما ان الوجود مرتبط بقوة التاريخ فأرخنة الحوادث ومسرحتها عند شكسبير تمتا بالشكل الدرامي الأسطوري المُتقن والرصين وبالمضمون السهل اليسير ، وليس السهل الممتنع الذي لا يمكن تقليده او مضاهاته ، مثل مضمون مسرحية ( دكتور فاوست) لمعاصره (كرستوفر مارلو) التي امتاز مضمونها بالسهل الممتنع .. ولذلك أضحت مدونات شكسبير ضمن السرديات الكبرى في العالم وقدمت وطرحت بمضامين كثيرة ومتعددة ، فتقانة الشكل وطرازيته وانقياد المضمون وخضوعه لقراءات متعددة جعل من سرديات شكسبير الأكثر تقديما في المسرح العراقي . والمضمون عند شكسبير يمتلك دلالات عائمة تلك التي تسعى الى التثبت وتفكيك النص وتغييب المعنى الحقيقي حسب ( جاك ديريدا) ، بينما الشكل هو البنية العضوية للنص الدرامي ، وفي العرض المسرحي تُختزل الى مدرك بصري يتشكل من علامات وايقونات فائقة التحول، والشكل حسب ( باسم الأعسم ) يمتلك طاقة تأثيرية لا يستهان بها في التعبير عن المحمولات الفلسفية والجمالية والفكرية ، وهذا ما جعل اغلب - ان لم يكن كل المخرجين - يسعون الى تقديم مدونات شكسبير ... فيما يجد البعض ان أسباب خلود مدونات شكسبير يعود الى اللغة الشعرية والفخامة اللغوية المتعالية بالإضافة لما تحمله من مكنونات نفسية عبر المنلوجات الشخصية التي ظهرت قبل أوان الدراسات النفسية وكتابات ( ديستوفسكي ) بمئات السنين .  

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

المسرحية الكوردية في المهجر: “الخراب” لكاميران رؤوف نموذجا / د. تيسير عبدالجبار الآلوسي

مجلة الفنون المسرحية

لم يتكلّس ويتجمد ذياك المسرحي المهاجر لظروف قسرية دفعته لهذي المسارح القصية.. وحال المسرحي الكوردي كحال زملائه المسرحيين من المبدعين في الوطن وفي المهاجِر.. إنَّه المكافح الفاعل دوما بحيوية ونشاط من أجل مواصلة مثابرة لانتاج مسرحي ثر غني التجربة.. لقد انعكس في كتابته عميق التعبير عن المعاناة وعن الهموم والمشكلات والموضوعات الحياتية التي ناقشها المسرح يوم وُلِد في جذوره السومرية أو الأغريقية ويوم صار ميدانا للتعبير عن ذهنية عقل النهضة التنويري في مسيرة البشرية في راهن عصرها.
من يتابع المسرح في عدد من الدول الأوروبية وغيرها سيجد المسرحي الكوردي يقدم تجربته سواء في مشاركته الأعمال المسرحية بلغات أخرى أم في تقديمه تجربته باللغة الكوردية نصا وعرضا.. ولنا في أسماء مهمة من المسرح الكوردي مثلا في هذا.. وكثير من هؤلاء المسرحيين نسوة ورجالا يتابعون دراساتهم الجامعية المتخصصة تعزيزا لتجاريبهم الإبداعية الأمر الذي يَعِدُ بتعميد تلك التجاريب وتطويرها ودفعها إلى مصاف التجاريب المميزة القادرة على العطاء الأفضل وعلى المنافسة الأبعد…
أذكر من بين التجاريب التي تابعتها هنا في المهجر تجربة الفنان الرائع كاميران رؤوف الذي قدم عددا من الأعمال الفنية سواء بالهولندية أم العربية إلى جانب تجاريبه المميزة بالكوردية…وبالكوردية قدم مسرحيته الخراب التي فازت يومها بتكريم رابطة الكتاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في هولندا وبأربع جوائز في المهرجان المسرحي الكوردي الثالث (هي جوائز: الإخراج والتمثيل والديكور والإنارة) وهي في الحقيقة تمثل تجربة مسرحية مهمة من حيث إعلانها عن تصميم المسرحي الكوردي على المواصلة مثابرا على الرغم من الظروف المحيطة القاسية في المنافي القصية…

الأحد، 14 أغسطس 2016

سيميائيات الـمسرح / د. محمد سيف الإسلام بوفلاقة

مجلة الفنون المسرحية

تعرف السيميائيات بأنها العلم الذي يدرس الدلائل،وقد ظهر هذا العلم بصورة مستقلة عن غيره من العلوم مع نهاية القرن التاسع عشر،بيد أن التفكير السيميائي اقترن دائماً بالتفكير المتصل بالدليل اللغوي،ولهذا فهناك من يُرجعه إلى التراث الإغريقي،«حيث اعتبرت السيميائية بمثابة جزء من علم عام هو علم الطب،وكان موضوعها هو دراسة عملية فحص الأمراض اعتماداً على أعراضها،والحقيقة أن الاستقلال الذي أدى إلى تأسيس علم السيميائيات لم يبدأ إلا مع نهاية القرن التاسع عشر،وخاصة مع الفيلسوف الأمريكي شارك سندرس بورس الذي حدد موضوعها في دراسة جميع المعارف الإنسانية»)1(.

الجمعة، 12 أغسطس 2016

سيميوطيقـــا المسرح في النقـــد المغـــربي المعاصــــر / جميـــل حمـــداوي

مجلة الفنون المسرحية

سيميوطيقـــا المسرح في النقـــد المغـــربي المعاصــــر

المقــــدمــــة:

تعرف السيميولوجيا (Sémiologie) على أنها ذلك العلم الذي يبحث في أنظمة العلامات، سواء أكانت لغوية أم أيقونية أم حركية. ومن ثم، إذا كانت اللسانيات تدرس الأنظمة اللغوية، فإن السيميولوجيا تبحث في العلامات غير اللغوية التي تنشأ في حضن المجتمع. ومن هنا، فاللسانيات هي جزء من السيميولوجيا حسب العالم السويسري فرديناند دوسوسير( F.De Saussure )، مادامت السيميولوجيا تدرس جميع الأنظمة، كيفما كان سننها وأنماطها التعبيرية لغوية أو غيرها. ولقد حصر دوسوسير هذا العلم في دراسة العلامات ذات البعد الاجتماعي. ويعني هذا أن السيميولوجيا تبحث في حياة العلامات داخل الحياة الاجتماعية.أي: لها وظيفة اجتماعية ، ولها أيضا علاقة وطيدة بعلم النفس الاجتماعي. وفي هذا الصدد، يقول دوسوسير:" اللغة نظام علامات، يعبر عن أفكار. ولذا، يمكن مقارنتها بالكتابة، بأبجدية الصم- البكم، بأشكال اللياقة، بالإشارات العسكرية، وبالطقوس الرمزية، إلخ...على أن اللغة هي أهم هذه النظم على الإطلاق. وصار بإمكاننا، بالتالي، أن نرتئي علما يعنى بدراسة حياة العلامات داخل المجتمع، وسيشكل هذا العلم جزءا من علم النفس العام. وسندعو هذا العلم سيميولوجيا Sémiologie . وسيتحتم على هذا العلم أن يعرفنا بما تتشكل منه العلامات، وبالقوانين التي تتحكم فيها. وبما أنه لم يوجد بعد، فيستحيل التكهن بما سيكون عليه. ولهذا العلم الحق بالوجود في إطاره المحدد له مسبقا، على أن اللسانيات ليست إلا جزءا من هذا العلم، فالقوانين التي قد تستخلصها السيميولوجيا ستكون قابلة للتطبيق في مجال اللسانيات.وستجد هذه الأخيرة نفسها مشدودة إلى مضمار أكثر تحديدا في مجموع الأحداث الإنسانية."[1]

الاثنين، 8 أغسطس 2016

مسرحية «وجهة سفر»: 45 دقيقة لاتّخاذ القرار

مجلة الفنون المسرحية

«سيداتي آنساتي سادتي، لضمان استمتاعكم بهذا العرض المش ممول والمش مدعوم نرجو الالتزام بالتعليمات التالية»، تفتتح هذه الجملة مسرحية «وجهة سفر»، غير الكوميدية، والتي عرضت في رام الله للمرة الأولى منتصف الشهر الحالي.
يظهر إطار صورة كبير وفارغ معلّق في منتصف الحائط من وراء الممثلين. إلى جواره إطار صغير وبه صورة شاب نعرف بعد قليل أن اسمه وليد. حذاء عسكري كبير مسلّط عليه الضوء تحت الإطار الكبير. عدد من الصناديق التي تلعب دور أثاث المنزل ومكتبته وخزائنه المتواضعة..

الأحد، 7 أغسطس 2016

سيمياء المسرح ترجمة : أد.محمد عبد الحي

مجلة الفنون المسرحية


المشروع السيميائي

تعد السيمياء الحدث الأكبر في تاريخ التطور العظيم لما يسمى عادة بالعلوم الإنسانية. تعرف السيمياء عموما بأنها علم إنتاج المعنى في إطار المجتمع، وهي تهتم أيضا بالدلالة وبالتواصل، أي بالوسائل التي يولد منها المعنى، ويتقاطع اهتمامها لذلك بكل أنظمة العلامة، وبعمليات تشفير الرسائل وتفكيك شفرتها.
العلامات في المسرح:
بنيوية براغ[2] والعلامة المسرحية:
مدرسة براغ:
كانت سنة1931 تمثّل تاريخا مهما في مجال الدراسات المسرحية، فقبل هذه الفترة عرفت الشعرية باعتبارها دراسة وصفية للمسرحية، تطورا هزيلا انطلاقا من أصوله الأرسطية. ومنذئذ أصبحت الدراما مجالا للنقد الأدبي بينما اعتبر التمثيل المسرحي حادثا عرضيا ليس مهما للحد الذي يستحق التعهد بالدراسة المنهجية. ولتلك الأسباب بقي التمثيل المسرحي لفترة طويلة مجالا للفحص من قبل الممثلين والمؤرخين وأشباه المنظرين الذين ينقصهم كثيرا التحليل المعمق.

ولكن ظهور دراستين عن المسرح في (تشيكوسلوفاكيا) مثل منعرجا حاسما في الدراسات التي تهتم بالمسرح، هما:

الثلاثاء، 2 أغسطس 2016

رولان بارت: المعنى بُنية عمودية قراءة سيميائية / د. سلام الأعرجي

مجلة الفنون المسرحية
رولان بارت

يعتقد رولان  بارت أن خطاب الادب منجز مقنن , علامي , يرتبط بمرجعيات خاصة تكشف عن  علاقة لعبية - متحركة - بين الدال والمدلول على وفق نهج متحكم في ماهية  العلامة - رمز , شفرة - وطبيعتها فيفرض عليها تعددية معنوية تتمثل سببا في  طبيعة العلاقة بين دواله ومدلولاته , فهي علاقة ارتدادية.ان النص ازدواجية  جوهرية ,تؤكد وتنفي شفافيته أو ظاهراتيته,


 ففي الوقت الذي يسمح بالاختراق معنياتيا ليولد اثره الادبي من باب الرديف او القرين او الموازي فهو يسموا عليه ويتجاوزه لتوفره على آثار مجاورة قد توازيه قيمة في المعنى الا انه يتجاوزها ويتخطاها فهي نتاج وعي قرائي , لان النص كما يقول بارت في كتابه درس السيميولوجيا , النص بدعة وخروج عن حدود الآراء السائدة

  , واذا كان الأثر او المعنى يشكل تداعيا حضاري داخل منظومة الدليل والعلامة فالخطاب او النص يشكل مرجعيات لانهائية بدواله

الأحد، 24 يوليو 2016

أحدث إصدارين "موسوعة النقد السينمائى" و"قراءات نقدية فى العروض المسرحية" للناقدة د. نهاد إبراهيم

مجلة الفنون المسرحية

تشكيل الوعى عبر القوى الناعمة 
أحدث إصدارين يناقشان أخطر قضية تعيشها مصر الآن.."موسوعة النقد السينمائى" و"قراءات نقدية فى العروض المسرحية" للناقدة د. نهاد إبراهيم

    تمر مصر الآن بأعقد وأخطر مرحلة مرت عليها فى تاريخها الطويل. تخوض حربا شديدة الشراسة على كافة المستويات داخليا وخارجيا. يريد عدونا محو ماهية شخصيتنا المصرية وخلخلة روحنا واقتلاعنا من جذورنا وطردنا من بيوت وطننا وتغريبنا عن ذاتنا، ونحن بدورنا واجبنا المواجهة لبناء وترميم النفوس وتشكيل وعى المتفرج والقارىء وإيقاظه وإنقاذه عبر سلاح الفن الذى يُعد من أخطر آليات القوى الناعمة. 
    من هذا المنطلق طرحت الناقدة المصرية السينمائية والمسرحية  والأدبية د. نهاد إبراهيم مؤلفا سينمائيا ضخما هذا العام يعتبر حدثا هاما فى عالم النقد السينمائى، يتماس بشكل مباشر وغير مباشر مع الواقع السياسى الذى نعيشه الآن. عكفت المؤلفة خلال خمس سنوات على الإعداد المكثف والتدقيق العلمى لتخرج إلى النور "موسوعة النقد السينمائى – نشر الوعى عبر القوى الناعمة" المكونة من ستة أجزاء إصدارات دار العلوم للنشر والتوزيع عام 2016. يعتمد منهج النقد السينمائى داخل هذه الموسوعة على النظرة العلمية الموضوعية التحليلية للفيلم السينمائى المصرى والعربى والأجنبى بكل أركانه، وطبيعة ارتباطه بالأعمال الأخرى المعاصرة والماضية، وكذلك عمق تواصله مع المجتمعين المحلى والدولى. على مدى ألف ومائة وستة وأربعين مقالا ملأوا ثلاثة آلاف ومائتين وثمانى وعشرين صفحة تقول الناقدة إنه لم يحدث أن جاملت أحدا على الإطلاق مهما كان اسمه؛
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption