أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 16 يوليو 2017

مداخل نظرية في أسس سميولوجيا المسرح

مجلة الفنون المسرحية

مداخل نظرية في أسس سميولوجيا المسرح

د. كريم بلقاسي و د. نبيلة بوخبزة

  مقدمة:           

    على الرغم من تأخر ظهور المنهج السميائي في النقد المسرحي، فإنه استطاع  أن يخلق لنفسه زاوية متمركزة للنظر إلى الظاهرة المسرحية، و أن يصوغ أسئلته و قضاياه  الخاصة، متوسلا بجهاز مفهومي دقيق. و قد انصرف اهتمام هذا المنهج إلى تحليل النص الدرامي و العرض مركزا على تنظيمها الداخلي، و على دينامكية العمليات الدلالية التي يشارك فيها كل من الممارسين و المتفرجين. فسيميولوجيا المسرح منهج ينصب على تحليل النص/ العرض و يهتم بالتنظيم الشكلي للنص أو الفرجة، كما يعنى بديناميكية سيرورة الدلالة و بإنتاج المعنى بواسطة تدخل الممارسين و الجمهور[1].

    و نشير إلى أن المرحلة السيميولوجية الأولى ركزت على تأسيس سيميولوجيا المسرح فصادفت عدة صعوبات منهجية مرتبطة أساسا بتصنيف العلامات، الطابع الآلي لسيميولوجيا التواصل، الدلالة الإيحائية، و العلاقة بين النص و العرض..و نحن في هذا الإطار سنركز على الاتجاهات الجديدة لسيميولوجيا المسرح، و هو ما يهتم به موضوع بحثنا.

    أ- الإخراج و السيميولوجيا: بعد الناقشاتالنظرية الأولى للنقاد السيميولوجيين الذين اقترحوا نموذجا متكاملا، لكنه شديد العمومية و التجريد، تمت العودة إلى مساءلة براغماتية أكثر للموضوع المسرحي، مثلما كان الأمر في بداية حلقة "براغ"  اللسانيةمع "هونزل" وَ "فلترو فسكي" وَ "بوكاتريف". هكذا أصبح يتعين على كل اشتغال دال أن يجري تفسيره في السياق الخاص بالعرض المدروس، كما غدا الإخراج فعلا سيميولوجيا يحرص على محو آثار اشتغاله، بدرجات متفاوتة، لكنه لا يفتأ يفكر في تركيب علاماته و قراءتها.

    فالمخرج ذا النزوع السيميولوجي (مثل دومارسي) يفكر بواسطة مجموعة متوازنة من العلامات، و يعي مقادير المواد التي يستخدمها، كما أنه يكون ذا حساسية بتواتر العلامات الموظفة، و كذا بالتناسب القائم بين الأنساق: الموسيقى "التشكيلية" القول "الفضائي" و الإيماء المناسب للإيقاع الخفي للنص إلخ[2] . و يبقى أمام السيميولوجيا أن تكشف عن الصور البلاغية المتحكمة في إنتاج المعنى باعتباره ناتجا عن أنساق العلامات. و يشكل التقابل بين الاستعارة و المجاز نقطة انطلاق جيدة بالنسبة لهذه البلاغة، و إن كان عليها ألا تقتصر عليهما. 

    ب- تنظيم أنسقة العلامات: تبحث السيميولوجيا عن التقابلات بين العلامات التي تنتمي إلى أنسقة متباينة، كما أنها تقيم تعارضات ثنائية بين الشفرات، و تقترح تراتبية بين المواد في هذه اللحظة أو تلك من لحظات العرض. فالإخراج يركز على بعض العلامات مهملا بشكل حتمي أخرى، كما أنه يعين لحظات الوقف في العرض بواسطة نسق الإنارة، و يعزل المقاطع. يضاف إلى هذا أنه يرصد بشكل خاص مفاصل الأنسقة الركحية، و يتلذذ بإدراك مظاهر التفاوت بينها، و من قبيل التناقض الذي يمكن أن يقوم بين النص و النسق الموسيقي أو التنغيم  و كذا الديكور الذي يمتنع عن التعبير، طالما أن النص و اللعب لم يقوما بتوضيحه إلخ.

    و تهتم السيميولوجيا بخطاب الإخراج، أي بالكيفية التي تتوالى بها مقاطع العرض و كذا بالحوارات و العناصر البصرية و الموسيقية. فهي تبحث في تنظيم "نص الفرجة" أي في بنيته و كيفية تقطيعه. إنها تذكرنا بالفكرة الحدسية القائلة إن فهم العرض يعنى القدرة على تقطيعه وفق كل المعايير: السردية و الدراماتورجية و الإيمائية و الإيقاعية.

    و بذلك فهي تقع على المستويين الاستبدالي (أي تحليل النسق بكامله في كل لحظة من العرض) و التأليفي (تطور هذا النسق على امتداد العرض). إنها تعطى لنفسها حرية البحث عن التشكيلات الجديدة و الموضوعات، أي عن العناصر المتكررة أو المترابطة التي يسمح بمعرفتها بقراءة منسجمة للفرجة. 

    و أخذ علم الجمال منزلة كبيرة في الخطاب الفلسفي الحديث مع "كانط" و "هيجل" و بدأت التصورات السيميائية للجماليات تتبلور في كثير من الأبحاث. و لا سيما المتعلقة بجماليات الخطاب البصري سواء تعلق الأمر بالصورة الفوتوغرافية أم بفنون العروض المسرحية  و ما اتصل بها من إضاءة و سينوغرافية و إخراج و ديكور، و ما إلى ذلك مما يخرج عن فضاء العلامات اللسانية مثل السينما و الفنون التشكيلية و العمارة لتأخذ تعبيرا أيقونيا تارة و رمزيا تارة أخرى. فتناول "موكاروفسكي" الفن بوصفه واقعة سيميائية لا تنحصر في المحاكاة السلبية للواقع، ولكنه حامل لدلالات في العمل الفني. لقد سبق له أن أرسى أسس التصورات اللسانية و النقدية و الجمالية ضمن ما يعرف بحلقة براغ اللسانية التي أسهمت في إخصاب حقل السيميائيات، و نذكر هنا خطاطة "جاكوبسون" التي أشارت هنا إلى الوظيفة الشعرية التي تعد في جوهرها جمالية إذا أرجعناها إلى أصول الجماليات الأرسطية، و ذات طبيعة محايثة لا تحيل إلا على داخلها، و لا تحيل على شيء خارجها.1

    و على الرغم من ذلك فإن "جاكوبسن" لا يدعو إلى انفصال الفن؛ بل إلى استقلاليته، و لا ينطلق من المصادرة التي ترى أن الفن مكتف بذاته، و يقر بأن الفن ينتمي إلى النظام الاجتماعي و يتسم بالتغيير في علاقاته مع القطاعات الأخرى داخل البنية الاجتماعية، و يخضع إلى التطور الجدلي.

      إنها تشد انتباه المتلقي بنظمها و بنيتها التركيبية. فوقعها الجمالي كامن في العالم الذي تكونه الكلمات كما قال "بول فاليري" و بلغة سيميائية إنه كامن في عالم العلامات الدالة. إذا نظرنا إلى السيميائيات المسرحية نجدها تندمج في عالم السيميائيات الخاصة التي تنتظم لدراسة الخطابات المتعددة الشفرات، إذ نجد اللغة المسرحية تستدعي انساقا متباينة من العلامات المتمثلة في اللسان و المحكي و المكان و الحركات و الضوء و الديكور و الجمهور، و لا غرو أن تعد سميائيات المسرح ملتقى للعلامات. 

    إذ قيست لغة الجسد بالعلامات اللسانية نجدها تنطوي هي الأخرى على بعد عالمي يتباين بتبيان المواضعات الاجتماعية و القيم الثقافية، إذ أن الجسد الإنساني واحد، ويستجيب للإكراهات الطبيعية، ولكن أجزاءه العضوية المحدودة عددا كما هو الشأن بالنسبة للسان الذي يتألف من أصوات لسانية محدودة ينتج دلالات متباينة وغير متناهية، وذلك بتقطيع حركاته وفق ما تمليه الطبيعة الفيزيائية الخاضع لها وكذالك الطبيعة الثقافية .

    ينتج الإنسان العلامات، ويمنحها دلالات خاصة سواء أكانت عاطفية أم روحية أم رياضية بمجرد أن يقوم بتحريك جسده ضمن الأبعاد الثلاثية للفضاء تحريك تبعث منه الأوامر والأفكار والسيرورات الحسية، وقد تتحول هذه الحركات وفق شفرات معينة ومدروسة أحيانا إلى فنون أبرزها الرقص التعبيري الذي ينطوي بدوره على سيميائيات التواصل.

     وسيميائيات الدلالات، و سيميائيات الثقافة، و لكن تبق حركاته لا تتوافر بالضرورة على الخصوصية العالمية لدلالة، وتبعا لذالك يصعب جدا تنظيم المعنى تنظيما نسقيا داخل خطاب الجسد.1

    و هكذا تبقى سيميائية "موكاروفسكي" واضحة المعالم في كونها رفضت النظرات الجمالية الوثوقية التي تربط الفن في مجرد المحاكاة و التسجيل الحرفي للواقع، وانطلقت في مقاربتها السيميائية للخطابات الفنية من منطلق أن للعلامة الفنية وظيفتين: الوظيفة الاستقلالية و الوظيفة التوصيلية؛ بيد أن طرح "موركارفسكي" لم يتسم بالعمق الذي يجعله يقدم إضافة نوعية إلى تراث التفكير الفلسفي في مجال الفن. و على السيميائية أن تفكر مليا في بناء تاريخ للأشكال مستقل قائم على متصورات تعاقبية في إطار النسق المفتوح الذي لا يقبل أن تسجنه الثقافة المعمارية.

    ج- التطورات الأخيرة: لم تعد الاتجاهات المعاصرة تنجح إلى الانعزال و الإقصاء بل أصبحت السيميولوجيا تعيد إلى مجالها المنهجي تدريجيا كل ما سبق أن أقصته. و بهذا أصبحت تعنى بإشكالية الخطاب و أفعال الكلام و نظرية العوالم الممكنة و مقتضيات الخطاب و السوسيو-سيميائيات. إن هذه التطورات الأخيرة تشهد على تطويع المناهج اللسانية الصرفية و على الرغبة في إنشاء شعرية أو بلاغة للأشكال المسرحية، مع عدم الاقتصار على خصوصية النوع المسرحي، و محاولة استيعاب كل التحليلات الفرجوية.

    و يبدو أن سيميولوجيا المسرح -في معناها الواسع- ليس علما جديدا، أو مجالا بكرا للبحث، بقدر ما هي دراسة تمهيدية، و إبستمولوجيا "لعلوم الفرجة"، أي أنها تفكير حول العلاقة بين مشروع دراماتوروجي و تحقق ركحي.

    و تعزز الاهتمام بالقراءة المحايثة للمسرح في الغرب مع ظهور المنهج السيميائي في عقد الستينات، إذ اعتبر المسرح "موضوعا سيميئيا متميزا".

    و هكذا تناول النقاد السيميائيون قضايا جوهرية في الخطاب المسرحي كطبيعة العلامة في المسرح و العلاقة بين النص الدرامي و العرض و خصوصية التلقي المسرحي، و مستويات التحليل في العرض المسرحي.. و غيرها من القضايا النظرية و التطبيقية المتعلقة بفهم التركيبة الجمالية و الفكرية لهذا الفن.

    فالمسرح حسب "سوزان بنيت" يتطلب نموذجا تواصليا أكثر تعقيداً. فالعرض المسرحي - على نقيض النص المكتوب - يكون متاحا لجمهوره في فترة زمنية محددة، و هو عملية تفاعلية تعتمد على حضور المتفرجين و الذين من خلالهم يؤتى الحدث المسرحي أثاره، و يختلف العرض المسرحي عن العمل المكتوب و ذلك أنه يدخل في علاقة مباشرة مع جمهور المتلقين - تلك العلاقة التي تتخذ شكل القبول من جانب الجمهور أو التعديل أو الرفض، و قد انعكس هذا التعقيد الذي تتسم به العلاقة بين العرض و الجمهور على متخصص السيميوطيقا الذي شرع يولى اهتمامه بنماذج التواصل المسرحي.

    فقد عمد السيميوطيقيون أساسا إلى استكشاف كثافة العلامات التي يطرحها أي عرض مسرحي، و العلاقات المتداخلة بين هذه العلامات، و اهتموا على وجه الخصوص بالعناية التي أولها التراث الأوروبي للعلامات التي تصدر عن الممثل، و يؤكد كل من جيرارGirard و أويليهOuellet و ريجولRigault في كتابهم "عالم المسرحL’univers du theatre " على أن العلامات التي يتلقاها المتفرج نادرا ما تنفصل و تتباعد عن سياق ما.

     فالكلمات عادة ما يصاحبها تعبيرات بالوجه، و ما إلى ذلك؛ و تقوم العلامات من خلال عدد لا نهائي تقريبا من التراكيب المحتملة بإستثارة و تكرار و استبعاد و تصحيح و معارضة و تشكيل علامات أخرى و ذلك بشكل متزامن، و مثل هذا التعقد و التواتر للعلامات يناوئ مركزية الكلمة. 

    إن إمكانية التحول السريع للأشياء على الخشبة، و ذلك من خلال التحول الإشاري و التضميني للعلامات ليست إلا مستوى واحد من عملية معقدة تطرح نفسها للتلقي الجماهيري، فالعلامات يجب أن يتم تلقيها من خلال ما يسمى بالإحتمالات التوفيقيةcombinatorial possibilities (أي الجمع بين دلالات العلامة في جميع مشاهد المسرحية).

    و ذلك على حد قول "إريكا فيشرليخت" ففي المشهد الأول من مسرحية "مشعلو الحرائقthe fire raisers"  يتم الجمع بين السيجار (باعتباره علامة) و علامات أخرى (مثل وقت الفراغ لدى بيدرمان، و زجاجة النبيذ و الحضور المادي للخادمة) للإشارة إلى سياق برجوازي، الأمر الذي يؤدي إلى إحداث تطور في القصة و إحاطتها بإطار إيديولوجي، كما تؤدي العلامة بين مجموعة العلاقات و التكوين الاجتماعي للجمهور.1

    و علاوة على ما سبق فقد وجه دارسو السيميوطيقا بعض الاهتمام إلى جمهور المسرح باعتباره ظاهرة اجتماعية، كما رأينا في حالة العلامة التي تطرح فوق الخشبة و التي يصعب دراستها بمعزل عن العلامات الأخرى فوق الخشبة.

    و يرى الناقد المسرحي "كلير إيلام" أنه يوجد في عملية التلقي ميل نحو الإدماج و التوحيد يسلم أثنائها الفرد ذاتيته للجماعة و ذلك أثناء فترة العرض. و ينظر "بافيس" إلى عملية الإرسال و التلقي باعتبارهما طرفان في حلقة تأويلية يستلزم كل منهما وجود الآخر.

    فيوضح "بافيس" أن القراءة هي مجموعة الإجراءات التفسيرية التي تؤدي إلى تلقي العرض ففي أسلوب ''الاتصال من خلال القراءة/الكتابة''، لا يمكن أن نعتبر القراءة مرحلة ثانوية و لكن تظهر كوجه آخر لازم للكتابة.

     لأن القراءة الساذجة (-التي تتم دون وعي بالآليات المرتبطة بها-) مرفوضة باعتبارها تشويهاً، لأنها تطمس -تلقائيا- وسائل إنتاج العمل و تطمس قراءته، مثلما تطمس الجماليات الكلاسيكية عملية بناء المعنى نتيجة لدورها الإيهامي.

    إن هذه القراءة المستنيرة بين طيات النص كي ندركها، يمكن أن تكون هي "اللغة الشارحة"، الوصفية و المفسرة، و التي يمكن أن تكون عنصراً واحداً، أو عدة عناصر من العناصر التالية:1

$11.      منظومة أنشئت من خلال النقد.
$12.      صورة انعكاس ذاتي داخل العمل الفني نفسه.
$13.      أسلوب أدبي يميز العمل الفني ببصمة مؤلفه.
$14.      صورة المتلقي و حالة التلقي. "توجيهية التلقي".
       و لأن النص يعنى العرض في هذه الحالة، فلا بد أن نضيف إلى تعبيراتنا العشوائية عن القراءة النصية، تحولات المعنى التي تحتل مكانها عند كل مستوى من مستويات التمثيل. فإذا بقيت في نهاية القراءة خيارات درامية أو مسرحية ظاهرة، فإن المخرجون يعتمدون إخفاء خيارات أخرى و لا يمكن قراءة التجسيد شفاهيا باعتباره نصا، رغم وضوحه وضوحا عيانيا. 

     و في النهاية يقطع " الإفصاح المسرحي Inunciation Théâtral " (إيقاع التمثيل - الإيماءات تحديد أماكن الممثل - الحضور...الخ) الحدث و التمثيل و النص، و ذلك وفق شبكة لا تصلح إلا للإخراج. 

    ف "التجسيد Iconization أو تقديم النص بصورة مرئيةMise en vue" هو الأساس و ليس مدلولات النص: يكتشف النص بكل قابليته للكسر و يتهدد دائماً، و كأن الإيمائية هي التي تقطع تواصله في أي وقت، و هي التي تقود المتلقي إلى إيقاع التلقي.     إن الفن الروائي (النص+ المنظومات المختلفة للسرد+ السرد+ الأفكار التي يحملها بداخله) يقع دائما تحت رحمة التقطيع أثناء التمثيل: الحدث- الواقع المادي للمتلقي- حضور الممثل. إن المسرح هو فقط الذي يقدم هذه العلاقة المبهمة أثناء العرض: اللغة- الفكر- الخيال، يجسدون و يحضرون لمشاهدتهم فضلا عن فهمهم.

    و تظهر هذه العلاقة في فن القص و ذلك من خلال:

أ- القراءة الأفقية: و تتمثل في تلقي مطيع للنص و السرد و الأحداث و الأفكار.

ب- القراءة الرأسية: و تتمثل في تلقي مستخلص من الأحداث، و من عاطفة متأججة بحضور الممثل، و من الفعل التأويلي لتفسير العرض. 

         و توجد طريقتان مختلفتان لفهم معنى العمل الفني (النص الدرامي أو العرض المسرحي):

$11.      تفسير البنية الداخلية: و هو ما يسمى بالتناول السيميوطيقي طبقا لمنهج "بنفنست".
$12.      تتبع علاقة العمل الفني بالإشاري: و هو يعنى أن فهم النص ليس مسألة بحث عن قصد خفي ورائه، بل تتبع حركة المعنى في اتجاه العالم الإشاري، أو تتبع التفسير في عالم مفتوح أمام النص، لكي نفسر وسائل انتشار الوسائط الجديدة التي يطرحها النص بين الإنسان والعالم.
    و يطرح "ماركو دي مارينيس"Marco de Marinis رؤيتين دراميتين للمتفرج  أولهما ترى فيه طرفا سلبيا لا يعدو أن يكون هدفا للأفعال و العمليات التي يضطلع بها المخرج و المؤدون و المؤلف إن وجد، أما الرؤية الثانية فتنظر للمتفرج باعتباره طرفا فاعلا يضطلع بعمليات التلقي المتمثلة في الإدراك و التأويل و التقييم الجمالي و الاستجابة العاطفية و الذهنية.

    و يذكر "ويلفريد باسو"Wilfried Passow أنه في إطار الدائرة الاتصالية توجد مستويات مختلفة من التفاعل؛ حيث يقول:1

يمثل التفاعل المسرحي أهمية محورية بالنسبة للمسرح و هو تفاعل ينقسم إلى عدة مستويات أولها: التفاعل بين المشاهد و الذي يتم في إطار العالم المتخيل (و يمكن تسميته بالتفاعل المشهدي المتخيل).

    و ثانيهما: التفاعل بين الجمهور و هذا العالم المتخيل (و يمكن تسميته بالتفاعل بين الجمهور و الخشبة في حيز عالم الخيال)، و يوجد مستوى ثالث يتمثل في التفاعل الذي يحدث بين أعضاء الفرقة المسرحية (و يمكن تسميته بالتفاعل الحقيقي فوق الخشبة). أما المستوى الرابع فيتعلق بالتفاعل بين الجمهور و الممثلين (و هو التفاعل الحقيقي بين الجمهور و الخشبة). أما المستوى الأخير فهو يرتبط بالتفاعل بين أفراد الجمهور و بعضهم البعض.  

    و إذا انتقلنا إلى الحقل النقدي المسرحي العربي، و جدنا أن ظهور المنهج السيميائي كان متأخرا، فإن النقد المسرحي لم يلتفت إلى الحداثة النقدية إلا في عقد التسعينيات، باستثناء بعض المقالات التي كانت تظهر على صفحات بعض الدوريات، و هي في معظمها مترجمة عن الغربيين، إذ لم يعرف النقد المسرحي العربي المنهج السيميائي، و ضل منشغلا بالبحث عن المضامين الاجتماعية و البيوغرافية و النفسية في النصوص الدرامية على وجه الخصوص أو منصرفا إلى الخوض في قضايا تتصل بتأصيل الفن المسرحي في تربية الثقافة العربية.

    و لا يمكن الحديث عن المنهج السميائي في الوطن العربي إلا في عقد التسعينات حيث ظهرت دراسات تعرف بهذا المنهج، و تحاول تطبيقه في قراءة بعض النصوص الدرامية و العروض المسرحية.

    و قد تناول الباحث المغربي الراحل "محمد مسكين" في كتباته النقدية و التنظيرية جملة من القضايا التي تقع في صميم البحث المسرحي، و مكونات التواصل المسرحي، و مسألة الوحدات الخطابية التي تؤلف العمل المسرحي، و قضية اللغة الواصفة في النقد المسرح و غيرها من القضايا: [3]

      1- تفكيك الخطاب المسرحي:

    لقد اهتمت السيميئيات منذ ظهورها بتفكيك الخطابات التي تشتغل عليها من خلال التمييز داخلها بين مستويات مترا تبة (hiérarchiques) و هرمية، مؤلفة من وحدات تربطها علاقات:

$1-        توزيعية، داخل المستوى الواحد.
$1-        إدماجية، بين وحدات مستويين يتضمن أحدهما الأخر.   
    هكذا ميز "بارث" داخل خطاب السرد مثلا بين مستوى الوظائف، و هو أدناها، و مستوى الأفعال، و هو أوسطها، ما دامت وحداته تتحصل من تركيب الوظائف فيما بينها، و أن نظم تلك الوحدات يسفر عن وحدات المستوى الأعلى الذي هو مستوى السرد. فميز فيه بين ثلاثة عناصر هي: "الشخصية و الحدث و الحوار". و هي لا تحدد باعتبارها جواهر مستقلة و إنما انطلاقا من العلاقات الوظيفية التي تربط بينها. " فالحدث و الحوار كعنصرين دالين يأخذان وظيفتهما من خلال ارتباطهما بالشخصية".

    أما الشخصية فهي عنده علامة، مؤلفة من دال و مدلول، و هي تستمد هذا المدلول من الواقع و التاريخ، في حين أن الحدث هو صورة و إشارة بالمفهوم السيميائي في نفس الوقت.  إنه صورة لأنه يدل مباشرة على الشخصية، إنه أداة كشف و توضيح. و هو إشارةindice لأنه لا يملك أهمية من ذاته، و لكن من علاقته بالشخصية.

    و يتحدد الحوار عنده باعتباره "صيغة"، أي الشكل الخطابي الذي يميز الفن الدرامي في مقابل صيغة الحكي التي تميز الرواية و القصة. فالحوار هو الأساس الأنطولوجي للكتابة المسرحية، لأن الكتابة المسرحية تفرض الحوار كلغة.

    و ما يهمنا نحن أن هذا الفكر التفكيكي، الباحث عن الوحدات و العلاقات، يستلهم روح المنهج السيميائي.

    فالعرض المسرحي منظومة معقدة و متشابكة العناصر، بحيث يصبح تحليل تأثيرها على المتلقيين أمرا معقدا بذاته إلى حدِّ كبير. و لذلك يجد الناقد نفسه مضطرا إلى فصل كل عنصر من عناصر العرض الأخرى، كي يدرسه و يحلله على حدة، ثم يعيد تجميع كل هذه العناصر لتوضيح مدى التفاعل فيما بينها، و هل أدى هذا التفاعل إلى وحدة درامية استشعرها المتلقون، أم أن التفاعل تحول إلى نوع من التشتت أفقد العرض المسرحي شخصيته المتميزة؟ خاصة و أن هذا التفاعل لحظي، أي يتم استشعاره و استيعابه لحظة بلحظة في أثناء العرض. و هو استيعاب لابد أن تتوافر فيه شروط ثلاثة هي: حدة التركيز، و قوة الدفع، و تصاعد التحولات.1

1.حدة التركيز: و هي قدرة العرض المسرحي على إثارة الانفعالات الحادة، و إضاءة مناطق معتمة في عقل المتلقيين و وجدانهم، و فتح منافذ جديدة على حقائق الحياة الغامضة في محاولة جادة و ممتعة لفهمها و استيعابها.

    فالعرض المسرحي تجربة تمتاز بأنها تمتلك القدرة على التركيز، و التجميع و التفاعل و الحدة و البلورة، و التنوير، و إثارة الانفعالات الصحية و الصحيحة، و غير ذلك من الطاقات التي تعجز حياتنا اليومية عن إمدادنا بها.

2.قوة الدفع: و تتمثل في قوة الحوار و منطقيته، و حيوية الشخصيات و مصداقيتها و إثارة الدهشة نتيجة للتطورات المتجددة بأسلوب يمكن أن يمزج بين الحتمية و المفاجأة.

    و التلقي يمكن أن يرتفع إلى أعلى درجاته عند وقوع المفاجآت المثيرة، خاصة تلك التي تتولد من السياق الدرامي و لا تفرض عليه من الخارج، إذ يشعر المتلقي أن استيعابه للسياق لم يمنع دهشته لمفاجآت جديدة صادرة عنه.

3. تصاعد التحوّلات: و التي تعني أن الأحداث السابقة لم تكن مجرَّد تراكمات متكلسة وميتة بلا نتائج، بل هي خلايا حية متفاعلة في جسم المسرحية بصفة مستمرة، بحيث لا تمر لحظة على أحداث المسرحية و مواقفها إلا و هي في تصاعد متجدد نتيجة للتحولات الجارية التي لا تهدأ.

    فالمتلقي يشعر دائما أنه يسير في طريق بلا عودة منه، لكنه طريق مثير حافل بالانحناءات و التحولات و الاكتشافات التي تلقي أضواء متجددة على أحداث الماضي و مواقفه و تواصل تجمعها و تفاعلها و تصاعدها حتى تصل إلى قمة التحول الأخير في المسرحية.

    ففي بداية العرض المسرحي يتلقى المتفرج التفاصيل الأولى للمواقف الخطوط الأساسية للشخصيات و هي تفاصيل قد تكون مثيرة في حد ذاتها لكنها لا تتجاوز هذه الحدود في هذه المرحلة المبكرة من العرض المسرحي.

    و مع تصاعد الأحداث و تطوُّر السياق يدرك التلقي أن استيعابه المبكر لتلك التفاصيل قد اكتسب أبعاداً أشمل، لأن تأثيرها يزداد و يتضاعف من موقف لآخر. و بالتالي فإن متابعة العرض المسرحي كتجربة جمالية و سيكولوجية، هي ثراء لتجربة الإنسان في حياته الشخصية و تعميق نظرته اتجاه الآخرين.

 3- لغات الخشبة و مسألة اللغة الواصفة:

    يوظف العرض المسرحي أنساقا علامية متعددة و متباينة من حيث مادتها  التعبيرية، و حجم وحداتها، و قنوات إدراكها.. فإذا كان المسرح الكلاسيكي يسيد النسق اللفظي، و يجعل الأنساق السمعية البصرية الأخرى في مرتبة ثانوية، فإن المسرح الطليعي حاول أن يعيد الاعتبار لتلك الأنساق، و ذلك حين أسند لها وظائف دلالية و جمالية لا تقل أهمية في نقل منضمون المسرحية السردي و الفني عن اللغة اللفظية.

    و قد اقتدت السيميائيات المعاصرة بالطليعة المسرحية  في الاهتمام بكل أنساق العلامات البصرية منها و السمعية و بوأت النسق اللفظي مكانه الطبيعي داخل الأنساق الأخرى.    

    و للإشارة فالقصد بهذه اللغات ليس فقط تلك المعروفة، كإيماء الممثل و لباسه و تصفيف شعره و الديكور و الأكسيسوار و بعد الفضاء.. بل أضاف إليها أنساقا أخرى، تستطيع اختراقها جميعا   و التعبير من خلالها و هي المواد و الأشكال و الألوان.

    يقول أمبرتو إيكو: " إن المسرح النقدي يجب أن يعتمد على الجانب المرئي في خطابه الإبداعي، من خلال مخاطبة عين المتلقي عبر أشكال و مواد جديدة (خيوط، أسلاك، زجاج، ورق، حجر، جلد، عظام، قصب..) يجب أن يتحول الفضاء المسرحي إلى نسق من العلامات و الدلالات يتحول فيها اللون لغة تؤسس علاقة فاعلة مع الشخوص و الأحداث".

     إن العرض بهذا المعنى لا يقتصر على كونه دالا كبيرا لمدلول كبير هو الحكاية المسرحية بحيث يعمل المتفرج على ترجمة مكوناته المادية إلى مدلولات تخيلية، تتحصل له من خلالها المتعة الجمالية الخاصة بالفن المسرحي، و إنما هو لعبة رمزية أيضا، تتبادل فيها العلامات الوظائف و المواقع و تؤسس لشفراتها الخاصة التي تجعل الفرجة أثرا مفتوحا بتعبير "أمبرتو إيكو"، مليئا بالمفاجئات و الاكتشافات و التحولات. بهذه التحولات التي تجعل المتفرج كائنا يقظا، مشاركا في بناء المعنى، لا مجرد مستهلك خامل للحكاية.

    و كل ما سبق ذكره، يسهم بقدر كبير في خلق لغة ركحية مادية و حسية، تخاطب حواس المتفرج، و تؤسس لجمالية تشكيلية مسرحية، لا تقتصر فيها الدوال على مرجع تخييلي غائب (حكاية المسرحية)، بقدر ما تحيل في المقام الأول على ذاتها، و على وجودها المادي الشاخص.

    و قد كان الباحث "أمبرتو إيكو" يدرك ما كانت تطرحه هذه الجمالية من تحديات أمام الناقد. و يأتي على رأس هذه التحديات قضية اللغة الواصفة أو الميتالغة (Le métalangue)ذلك بأن توظيف الخشبة لكل هذه الأنساق العلامية، يجعل من الصعب على المحلل الإحاطة بها كلها، و وصف مكوناتها بواسطة لغة طبيعية/لفظية.

    و يقول في هذا الصدد: "إن الوحدات المكونة للكولاج المسرحي، هي علامات و رموز و دلالات. من الصعوبات التي تواجهها السيميولوجيا التشكيلية غياب المصطلح الوصفي. خاصة و أن التعامل يتم مع لغة لا تعتمد الكلمات، و لكن تخلق قواعدها الخاصة في التواصل من خلال الألوان و الأشكال و الظلال و المساحات.."

$11-                  شفرات التلقي المسرحي:
     يشير "باتريس بافيس" في "قاموس المسرح" أن المسرح عبارة عن مجموعة من العلامات  يتم إرسالها بصورة مباشرة و مقصودة للجمهور. فمن الضروري تفكيك بعض شفرات التلقي1:

$11.      الشفرات البسيكولوجية:
    أ- إدراك الفضاء: حيث نختبر كيف يقدم الفضاء المشهدي الواقع الفني، كيفية استخدام المنظور*، ما هي الزوايا المتاحة للمشاهدة، إلى أي مدى وفق العرض المسرحي من وجهة نظر المتفرج؟ 

    ب- ظاهرة التجسيد: ما هو نوع اللذة التي يجلبها العرض المسرحي للمتفرج؟، كيف تم تضمين عنصر الوهم و الخيال في العرض المسرحي؟        

    ﺟ- بناء التجارب الداخلية(الجمالية و النفسية الاجتماعية): ما هو أفق توقع المواضيع المطروحة في العرض المسرحي؟، لا يوجد أسلوب عام لتلقي العمل الفني.

$12.      الشفرات الإيديولوجية:
$1أ‌-                    الشفرات الخاصة بالمسرح: فترة أو حقبة معينة، نوع مسرحي معين، جنس محدد، نمط من اللعب الدرامي.
$1ب‌-                الشفرات العامة للحكي.
$1ت‌-                الشفرات التي تربط بين ما هو جمالي و ما هو إيديولوجي.
$1ث‌-                ما الذي ينتظره المتفرج من العرض؟
$1ج‌-                  ما الواقع الاجتماعي للمتفرج الذي يبحث عنه ثانية في العمل المسرحي؟
$1ح‌-                  ما هي الصلة و العلاقة الموجودة بين أسلوب التلقي و البنية الداخلية للعمل الفني؟
$1خ‌-                  كيف يمكن أن نعثر من خلال عمل درامي إخراجي على شفرة إيديولوجية تمكن جمهور اليوم من قراءة عمل قديم(يتعلق بفترة زمنية ماضية)؟
$1د‌-                   هل يمكن التمييز بين أنماط مختلفة للاتصال المسرحي؟
   كما تضيف جمالية التلقي دراسة عنصر آخر في تحليل الخطاب المسرحي، ألا و هو أفق التوقع - الانتظار- و هو مفهوم جمالي يلعب دورا مؤثرا في عملية بناء العمل الفني و الأدبي و في نوعية الاستقبال، و من فكرة أن المتلقي يقبل على العمل و هو يتوقع شيئا ما.

    و في المسرح، يأخذ توقع الجمهور منحيين1:

1- منحى درامي: يتجلى في توقع تسلسل ما للأحداث في المسرحية في المسرحية و طريقة معينة لحل الصراع، و بالتالي فإن عنصر التشويق يبنى انطلاقا من هذا التوقع.

2- منحى جمالي: يتجلى في توقع أسلوب و شكل ما للعرض و صبغة معينة للعمل: مضحك  أو مأسوي أو تهكمي أو عبثي..

    و أفق التوقع جزء من عملية التلقي يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالرضا حين يتجاوب العمل مع توقع المتلقي، و إلى الشعور بالخيبة لأن العمل يصدم توقعاته و يعاكسها، أو إلى الشعور بالمفاجأة حين يقدم العمل شيئا جديدا لا يعرفه المتفرج.

    و لقراءة هذه الشفرات التي تطرحها خشبة المسرح، يرى "بافيس" أهمية تجديد اللغة الشارحة المتضمنة في النقد المسرحي، و أن نجد شبكة وصفية و تفسيرية مناسبة للمكونات المتباينة للعرض المسرحي قد تتدخل على المستويات التالية:2

    أولا: تحلل البنيات الدرامية و الفن الدرامي نص الإخراج طبقا لمعالجة الزمان و الفراغ و تجسيد الشخصيات في العالم الدرامي، و الترتيب التعاقبي لفصول القصة.

    ثانيا: يتم تحليل تلقي العرض المسرحي عموما من وجهة نظر نفسية: كيف أتفاعل شخصيا مع الإخراج، بالنسبة لمواقف الشخصيات؟ و ما هي العواطف التي تحركني، بداية من التوحد الكامل حتى أكثر الأبعاد النقدية برودا و رتابة؟ و كيف يحدث التطهير، أو الإدراك المكتسب..إلخ.

    ثالثا: في النقد المكتوب طبقا "لنقد التذوق" فإن الإلحاح يكون بشدة على العناصر التي تؤكد نجاحها. و هذا النوع من النقد هو أسلوب تنقيطي و انطباعي، لدرجة أنه يتم انتزاعه من العرض انتزاعاً؛ دون الاهتمام بمنطقه الداخلي، و من خلال بضعة لحظات في العرض، فيبنى حكما سريعا و زائفا.

    رابعا: التفسير طبقا لنظرية أو جماليات تضع المسرحية أو الإخراج في الخلف، حيث تصبح إطار عاما لنظرية خطاب، و نموذج لعلامة تم توظيفها (سيميولوجية) للفن المسرحي الذي يتسم بفترة أو بكاتب معين.    

   تركيب:

    و من جانب التلقي تستطيع السيميائيات أن تطور قدرة المتفرج على التفاعل مع الإبداع   و قدرته كذلك على صناعة مفاتيحه الخاصة التي يلج بها عالم الفرجة عوض اقتناء مفاتيح نمطية تدعى أنها قادرة على قراءة كل الفرجات.         

    و بما أن المسرح يحمل عدة علامات و دلالات من طبيعة أيقونية، من إشارات، أضواء، فساتين، ألوان... فكل هذه العناصر تحتوي على العديد من الإشارات البصرية بداخلها. و يرى "رولان بارث" أن الصورة الأيقونية كرسالة تتكون من ثلاثة عناصر أساسية: مصدر الرسالة، القناة التي تمر عبرها الرسالة و المتلقي. يمثل جانب المصدر في المسرح المبدعون للعمل الفني من مخرج، تقنيين و كل من يختار الجانب السينوغرافي للعرض و الجانب الفني من حوار و لغة.    أما القناة فهي الوسيلة الإعلامية التي تنقل الرسالة للمتلقي و هي المسرح(الركح كفضاء زمكاني).

   فكون المسرح يقدم نشاطا إنسانيا يصبح الفضاء المسرحي هو مكان هذا النشاط. ذلك المكان الذي يرتبط بالضرورة بالفضاء المرجعي للفاعلين من البشر.

     بمعنى آخر للفضاء المسرحي هو صورة (صورة مفزعة- سلبية) من الفضاء الواقعي و المسودة العكسية له1. فالمكان المسرحي هو موضع المواجهة بين الممثلين و الجمهور في علاقة ترتبط ارتباطا وثيقا بشكل الصالة و شكل المجتمع مع إمكانية المرور من مكان إلى آخر.

    و يرى رولان بارث أن هناك مرحلتين أساسيتين لقراءة الصورة الأيقونية، و هي المعنى الإشاري أو التعييني(Denotation meaning)، والمعنى الإيحائي أو التضمين Connotation meaning)( فالمعنى الاشاري هو المرحلة الأولى من الرسالة وفيها يتم وصف العلاقة في الإشارة بين الدال وهو المفهوم الطبيعي للإشارة ومثالها الصورة الأيقونية و المدلول وهو المفهوم الذهني لفحوى الرسالة و مثالها ما يعنيه موضوع الصورة بالنسبة للمشاهد.يوجد معنى واحد واضح ومحدد ومباشر هنا هي الصورة ذاتها.

    تلك الصورة الواضحة التفسير والتي لا يمكن الاختلاف عليها. الإيحائية وتعني العلاقة بين الإشارة و الموضوع والشخص المفسر أو الشخص الذي يتدخل في المعنى الإيحائي للصورة عن طريق اختياره لتقنيات المعالجة أو التأطير أو طريقة العرض أو الإخراج النهائي للصورة.

    لفهم المعنى الإيحائي الرسالة المصورة لابد من معرفة الواقع الثقافي و المعرفة الاجتماعية اللذين يفسران الاختلاف في النظر إلى الرسالة المصورة بين مجتمع وآخر.

    و أثبتت "نكران بنفنست" من منطلقها اللغوي، لتبادلية العلامات من نظم سيميوطيقية حيث يمكن في المسرح استبدال علامة حركية بعلامة أيقونية، كما يمكن أن تحل اللغة محل المنظر والضوء محل الإشارة اللغوية، كذلك إمكان التوحيد بين نظامين للعلامات على المسرح (الصورة و الكلمة و الأيقونة و الرمز) توحيداً يعتمد على التعارض الجدلي بينهما من خلال وحدة بوليفونية.

    و تقصر السيميولوجيا في المسرح أثر معطيات النص والعرض على الفنان أولاً ثم المتفرج بعد العرض شريطة أن تكون له خبرة محددة. حيث أثبتت الدارسة السيميولوجية للمسرح قدرة العلامة على التحول والمزج بين الأنظمة و الدلالات الرمزية و الأيقونية و الإشارية.

    إن النظرية الحداثية في المسرح بكل فروعها (السيميولوجية والشكلية والأسطورية والنفسية البنيوية الأدبية والأيديولوجية البنيوية) تعول على المتلقي وعلاقته بالنص وصولاً إلى معنى النص سواء فشلت في ذلك أو نجحت، قصرت وسائلها عن ذلك أو وصلت إلى ما تبتغيه.

    فعبء الدلالة النقدية الحداثية على التلقي متعدداً ومنتجا لتعدد الدلالة أو مقصراً عن بلوغها بحكم أن كل قراءة هي إساءة قراءة- وفق التفكيكية.

    إن الحداثة تترك للمتلقي حرية إنتاج مدلولات النص من جديد، أو إشراك القارئ في إنتاج الدلالة الغائبة عن النص، تأسيساً على فكرة موت المؤلف أو وجوده و وجود النص.

    فالتفكيك، وهو العمود الفقري لنظرية ما بعد الحداثة، ينفي وجود معنى في النص نفسه  على اعتبار أن كل قراءة إنما هي إساءة قراءة وأن المعنى بذلك لا نهائي لأن القراءة إساءة لا نهائية استناداً إلى نظرية الاختلاف عند الفرنسي "دريدا" وعدد من أصحاب ذلك الاتجاه في أمريكا.

   إذ يرى البنيويون أن معنى النص متعدد بتعدد حالات التلقي، فمعنى النص المسرحي عند كل قارئ له مختلف باختلاف القراء والعرض متعدد المعاني بتعدد كل متفرج يتلقاه.

    إن سيميولوجيا المسرح تهتم بالبحث عن كيفية صناعة المتفرج المسرحي للمعنى اعتماداً على العلامات (الرموز والإشارات والدلالات). ومن الكتابات الهامة التي تناولت المسرح من المنظور السيميولوجي  كل من الباحثين "كير إيلام" و "مارتن إسلن فأما "كير إيلام" في كتابه "العلامات في المسرح و الدراما"، فيرى أن العلاقة بين عالم الواقع، وعالم المسرح مشروطة بمدى قدرة المتفرج على الانتقال من عالم الواقع إلى عالم الاحتمال. وهو ما يعني في رأينا إلقاء عبء تحصيل الرسالة على المتفرج، قدرته على فهم الإشارات المسرحية في مجموعها من خلال نسق مسرحي يصل به إلى المغزى العام للعرض. وذلك يتطلب متفرجاً ذا طبيعة خاصة لدية خبرة ذوقية ومعرفية وربما نقدية أيضاً1.

    فكل إشارة لها نظامها ووظيفتها الخاصة بها وعلى المتفرج أن يحولها بعد ذلك إلى دلالات تتجمع وتتراكم حول هدف واحد وهذا يحتم عليه دوام الانتباه والتيقظ لاستقبال كل إشارة على حده واستخلاص المعلومة ذات المغزى من الأداء المسرحي. كما يتحتم عليه ترتيب المعلومات كيفما يشاء وصولاً إلى المغزى الذي يكونه لنفسه على المدى الزمني للعرض وبشكل مفاجئ ومتقطع. وهو ما يعني في رأينا تعدد الدلالات والمعاني بعدد المتفرجين النابهين ذوي الخبرة النقدية.

    إن الترادف يعمل في النص أو في العرض على جمع الإشارات المسرحية في نظام مسرحي يجانس أو يقارب بين الشفرات المسرحية والشفرة الحضارية ويوحد بينها. لأن الشفرة في المسرح هي ما يعكسه كل نظام مسرحي من نظم ومواقف حضارية.     و هذا يتحسب على النص المسرحي البنيوي وفق الاتجاه الماركسي الذي يهتم بالأنساق الحضارية والتاريخية والاجتماعية.

     ويُرى اختلاف الإحساس الجمالي المتحصل من قراءة النص المسرحي عن الإحساس الجمالي المتحصل من مشاهدة عرض ذلك النص نفسه. وهو أمر ينسحب على الاتجاه البنيوي اللغوي والأسلوبي في إطار كل من نسق النص ونسق العرض بالإضافة إلى النسق النوعي العام وفق الاتجاه الأدبي أو الفني الذي ينتمي إليه النص أو العرض (طبيعي/ملحمي/تعبيري/ واقعي/عبثي/تسجيلي/رمزي…الخ).

إن مجموعة الإشارات المسرحية في النص أو في العرض المسرحي تتحد لتكون أنموذجاً حضارياً، لا للواقع نفسه بل لما هو محتمل في الواقع. ولو أننا رجعنا إلى ما أرشد إليه "لاجوس أجري" في فن كتابة المسرحية لاكتشفنا أن عالم الاحتمالات هو الأساس فيما يرى لكتابة الحدث المسرحي.1

    كما أن قراءة فكر "بريخت" ومسرحه الملحمي تدلنا على أنه يحض المتلقي على النظر إلى كل معطيات مسرحه (مضموناً وشكلاً) على أساس من الاحتمالات عبر مسافة تبعيدية يحرص على وجودها بين مسرحه ومتلقي هذا المسرح بالمشاركة الإدراكية التي لا تخلو من العاطفة المحايدة.

    و يرى أن الإقناع بواقعية النص أو العرض/ الافتراضية لا يتم من خلال الوساطة القصصية، بل من خلال الإطار المكاني "هنا" والإطار الزماني "الآن" والإطار الحواري و"أنت"، وهذا نفسه الذي وجد عند "جاري" و"أرتو " و"عند نجيب سرور" ثم عند الاحتفاليين "المغاربة" و"المشاركة" من بعد حيث المسرح عندهم يرتكز على (نحن/ هنا/ الآن).2

    ويرى أن عالم المسرح عالم يقف متماثلاً مع عالمنا وغير متماثل معه في آن واحد. ولو رجعنا "ألفريد فرج" في دليل "المتفرج الذكي" إلى المسرح لرأيناه يكشف عن عقد يبرمه المسرحي مع المتفرج على قبول الإيهام على أساس من احتمال وجود الحدث والشخصيات على ما رسمه فنان المسرح وبذلك يصدق المتفرج ما هو مصنوع وموهم على أنه واقع حقيقي يتحلى بالصدق.3

    يعرض لرأي "جورج مونان" الذي يرى أن الاتصال المسرحي يتم على نحو ما يتم الاتصال اللغوي بين المتحدث والمستمع فالرسالة اللغوية تلغي الحاجز بينهما وكذلك يتوحد كل من الممثل والمتفرج. ونرى أن عملية التواصل المسرحي لا يمكن أن تكون مباشرة وموحدة بين الممثل والمتفرج وإلا كان المتفرجون جميعاً على درجة واحدة من الاستجابة.

    ويرى "إيلام" أيضا أن رسالة المسرح لا يمكن أن تختزل إلى وحدات منفصلة يمثل كل منها إشارة حركية لها معناها الخاص، كما أن الأداء المسرحي يمثل وحدة يبحث المتفرج من خلال عناصرها المتفرقة عن قيمتها المحددة. وأن تولد المعنى على خشبة المسرح يكون من الثراء والانسياب بحيث يصعب إرجاعه إلى عناصر متفرقة تعلن عن نفسها.

     و أما "مارتن إسلن" فيأخذ عند مناقشته لعملية "خلق العلامات الدرامية للمعنى على المسرح في مجال الدراما" في كتابه "مجال الدراما: كيف تخلق العلامة الدرامية المعنى على المسرح و الشاشة". على السيميولوجيين غموض لغتهم والتجريد الشديد في أسلوبهم ونتائجهم في الوقت الذي تتبلور فيه مهمة النقد السيميولوجي في التساؤل حول كيفية صنع العمل الإبداعي (الدرامي) ومحاولة تقديم أكثر الإجابات واقعية عن طريق فحص العلامات، وتوضيح دور العرض.1

    وهذا ما دعاه إلى تأليف كتابه هذا. لذا يبحث في كيفية توظيف العلامات الدارسة في خلق الاتصال بين الشخصيات الدرامية وبعضها البعض وبينها وبين المتفرج من خلال العرض المسرحي. وذلك في أسلوب أكثر سلاسة وأقل إلغازاً عن الكتابات السيميولوجية المتعددة التي صدمته لغتها وأسلوبها وتعقيداتها النظرية دون تمثيل.

    يقصر "إسلن" أهمية المنظور السيميولوجي في المسرح على معطيات النص الدرامي عند عرضه على الفنان الدرامي، وفي أثناء عرضه مسرحياً، وبعد العرض على متفرج محدد لديه قدرة نقدية ما.

    فيرى "إسلن" عند مناقشته لمعنى العرض المسرحي أن كل عناصر العرض الدرامي لغة الحوار والمنظر والإيماءات والملابس والماكياج وتلوين الصوت بالنسبة للممثلين، مثلها مثل العديد من العلامات الأخرى، يسهم كل منها بطريقته في خلق "معنى" العرض.

    وحين يرى أن خيال المتفرج هو الذي يقوم بتوليد الأثر النهائي والمعنى الأخير حيث يكون المعنى هو غاية التجربة فعلاً وليس مجرد التسلية التافهة فهو يقترب من اتجاه استجابة التلقي التي قام بها "ريتشاردز" في المنهج النقدي التجريبي الذي طبقه على عينات من المتلقين للشعر من خلال قصيدة محددة مع فشل منهجه آنذاك، وهو يقترب أيضاً مما أسماه "كروتشه" النقد التوليدي، ساخرا، ويتعارض مع الاتجاه التفكيكي الذي ينفي وجود أثر نهائي للعمل الإبداعي انطلاقا من فكرة الاختلاف المرجأ التي يصورها "جاك دريدا" تأثراً بها "هيديجر".

    و"إسلن" في مناقشته لعلامات الدراما (الأيقونة/ المؤشر/ الرمز) يربطها بالإطار الخاص بالعرض والممثل والمرئيات والتصميم والكلمات والموسيقات والصوت، بوصفها علامات ليخلص من ذلك إلى أن البنية بوصفها دالاً تربط العلامات بالمؤدين وبالمتفرجين وكفاءاتهم الاجتماعية والشخصية وصولاً إلى تدرج المعنى في العرض المسرحي تحقيقاً لأثره.

    ويخلص "إسلن" إلى أن السيميولوجيا (رموز العلامات) في اعتمادها على السيميوطيقا (أنظمة العلامات) قد أتاحت لنا بعض المناهج والأدوات التي يمكن باستخدام الوسائط الدرامية أن نشق بها مدخلاً ملموساً عملياً وواقعياً لفهم الدراما وتذوقها النقدي. وباختبار الوسائل والعلامات التي تنقل الدراما بوساطتها المعلومات الأساسية التي تتشكل من خلالها الحكاية الدرامية شيئا فشيئاً، والتي من خلاله ترسم الشخصيات وزمان الأحداث ومكانها.

    كما يلقي الضوء قوياً على العملية التي يتسنى لكل من الفنان المسرحي والمتفرج من خلالها أن يفهم الخط الأساسي للفعل الدرامي، بل للأرضية الأساسية التي تنشأ عنها المستويات العليا والمعقدة والمتباينة لمعنى العرض في النهاية أمام الجمهور.

    وفي تأصيله للاتجاه السيميولوجي يرى أن سيميوطيقا الدراما بشكلها الحالي تدين إلى عمل النقاد الشكليين الروس الذين بدءوا في تطوير أساليب لدراسة الجوانب الشكلية للأعمال الأدبية عن طريق تحليل دقيق للطريقة التي تنتج بوساطتها هذه الأعمال تأثيراتها الفعلية، إذ شرع أنصار هذه النزعة، خاصة في براغ في الثلاثينات من هذا القرن الماضي، في تطبيق هذا المنهج على الدراما، تأثراً برائدين هما "فردينان دي سوسير" (1857/ 1913م) والفيلسوف الأميركي "تشارلز س. بيرس" (1839/ 1914 م).

    عند انتقاله للحديث عن سيميولوجيا المسرح يخطئ "إسلن" القول أن المسرح والدراما على وجه العموم، بوصفه نظاماً من العلامات، يمكن معالجته مثل اللغة وصرفها وبنفس الصرامة العملية التي تعالج بها اللسانيات "اللغات اللفظية". ويرى أن ذلك القياس مضلل، لأن تعقيد العرض الدرامي يصدر عنها عدد كبير جداً من "الدوال" في آن واحد في سياق العرض مع ثبات بعض الدوال تبعاً لثبات المنظر المسرحي أحياناً أو تغير التلوين الصوتي في الأداء التمثيلي و في تعبيرات الوجوه من لحظة إلى أخرى، وهو ما يستحيل معه التوصل إلى وحدة أساسية مشابهة لوحدة المعنى الأساسية في اللسانيات.

    ويرى أن للمرئيات والتصميم بوصفها علامات الدراما أربعة نظم أساسية هي: 
1- الديكور: ودوره في إنتاج المعلومات والمعنى في العرض المسرحي؛ فهو نظام العلامات الخاص بالبنية التحتية (بالإضاءات) التي تحدد حركة الممثلين وتؤثر في أدائهم ومشاعرهم.

$12-                  وظيفة المنظر: وهي وظيفة معلوماتية أيقونية تحدد المكان والزمان والأوضاع الاجتماعية للشخصيات.

$13-                  الملحقات المسرحية: (الأثاث والأدوات والآلات وسائر الأشياء المستخدمة في أثناء العرض).

4- الضوء: ويلعب دوراً متزايداً أبداً بين النظم الدرامية البصرية، فهو يؤدي وظيفة أيقونية واضحة (تصوير الليل والنهار وإلى جانب عرض جوانب رمزية كتوجيه انتباهنا إلى نقاط بؤرية في الحدث، أو حالة نفسية للشخصية).

5- النص الدرامي: وهو العنصر الوحيد من الحدث الدرامي الذي يترك أثراً دائما للأجيال القادمة. فالدراما بدون أثر مكتوب لم تخلف أي أثر على الإطلاق من ورائها. لهذا يعده النقاد والدارسون العنصر الأساسي للدراما بما يتضمنه من عناصر هامة منتجة للمعنى المعجمي والدلالي والمرجعي (سياسياً واجتماعياً، فكلمات الحوار وسيط اتصالي إنساني ناقل للحقائق والمعلومات العاطفية، كما تتميز بوساطتها الشخصيات، إذا لكل شخصية مفرداتها ولهجتها ومصطلحات مهنتها، والحوار ينتج المعنى في الدراما على عدد من المستويات).

6- السياق الدرامي: ودوره في فهم التعبيرات اللفظية والأفعال (ما وراء اللفظ أو الفعل).
7- النص الفرعي (Subtext): ٍوهي مقولة مألوفة للغاية منذ أكد "تشيكوف" على النسيج المعقد للمعنى الذي يشكله النص الدرامي. فالشخصيات خاصة في مسرح تشيكوف نادراً ما تقول ما تعنيه فعلاً.

8- الموسيقي والصوت: و تعد من علامات الدراما بما تشكل من نظام دلالي.

    يخلص "إسلن" في النهاية إلى وضع قائمة لنظم العلامات المشتركة بين جميع الوسائط الدرامية:

أ- نظم التأطير: وتقع خارج نطاق الدراما (المعمار/ الجو).

ب- نظم العلامات المتاحة للتمثيل: (الشخصية/ توازن الأدوار/ الإلقاء/ التعبير/ الإيماء/ لغة الجسد/ الحركة/ الملابس/ الماكياج/ تصفيف الشعر).

ﺟ- نظم العلامات المرئية: (التصوير المكاني/ المرئيات ونظام الألوان/ الملحقات/ الإضاءة).

د- النص: (بمعانيه المعجمية والمرجعية والدلالية/ الأسلوب/ النوع "نثري، شعري"/ السمات الفردية/ البنية الكلية/ الإيقاع/ التوقيت).

ﻫ- نظم العلامات المسموعة (موسيقى/ أصوات غير موسيقية).

      وفي استعراضه للعلامات على المسرح يحدد أن العلامة الأيقونية علامة بصرية وسمعية مباشرة.

    ويرى أن العرض بأكمله أيقونة، والعلامة الإشارية تشير إلى شئ ما (أسهم/ لافتات/ حركة ما/ إيماءة) وتستمد معناها من علاقة تجاوز مع الشيء الذي تصوره. كما أن الضمائر الشخصية (أنت، هو) هي علامة مؤشرة. أما العلامات الرمزية فتستمد معانيها من التراث، فهي صفات متواضع عليها، وهي تشكل معظم حديث البشر، وهي اعتباطية بعضها إيماءات وبعضها تقاليد في الأزياء وغيرها.

    و العلامات المسرحية في مجملها أدوات تستخدم إراديا لإقامة التواصل بين النص المسرحي والمخرج وبين المخرج و الممثل و بين المخرج و المصمم و بين الممثل و زميله و بين العرض و الجمهور و بين العرض و النقاد.

      فالوعي الواضح بالطريقة التي يعمل بها العرض وكيف يمكن أن يفشل، ولماذا، على أساس تحليل جميع الوسائل التي يوظفها صانعوا العرض سيسهم مساهمة كبيرة في المناقشة النقدية للعرض الدرامي، تجنباً للانطباعية المجردة التي تكتنف كثيراً من النقد الدرامي والذي يكتبه كل محرري الصحف اليومية والأكاديميون.

    كما أن أهمية العلامات للمتفرج تكمن في أن الفن كله، وفي الدراما بوجه خاص كثيراً ما يقوم على تقاليد مشتركة بين الفنان وجمهوره ومن ثم ينبغي أن تغدو هذه التقاليد مهارة مكتسبة يتم تعلمها في نهاية الأمر للحصول على أقصى درجة من المتعة.

    و في مجال تصنيفه للعلامات المسرحية، يرى "إسلن" أنه من المنطقي  البدء في تصنيف علامات العرض المسرحي بالممثل لأنه المركز الذي تتمحور حوله الدراما بمؤداه. حيث يرى أن الممثل هو العلامة الأيقونية الأولى (علامة لإنسان) مستنداً إلى "أمبرتو إيكو" ومقالته "سيميوطيقا العرض المسرحي".

    كما يخلص "إسلن" إلى أربع ركائز حول الممثل:

$11-                  أنه العلامة الأيقونية الأولى/ لأنه علامة لإنسان/ وهو رأي اقتبسه من أيكو.
$12-                  أن اختيار الممثلين هو أهم النظم السيميوطيقية الأساسية المولدة للمعنى من خلال جاذبية الأداء وتوازنه.
$13-                  طريقة نطق الممثل لكلمات الحوار لها أهمية قاطعة بالنسبة لمعنى الدراما بما يصاحبها من إيماءات.
$14-                  حركة الممثل في الفراغ المسرحي لها دور هام في تحديد معنى الدراما.
    ويطابق "إسلن" نظمه بنظم "أرسطو" الستة حول التراجيديا فيجدها متطابقة معه (عنصر لفظي وعنصر بصري وعنصر موسيقي سمعي وثلاثة عناصر هي حبكة، شخصية، فكر) كما أنه زاد على أرسطو ونظمه نظم التأطير والتمهيد الخارجي.

    و في الأخير يمكن القول بالنظر إلى الكتابات السيميولوجية في مجال الدراما والمسرح وقراءتهما يحيلان إلى الأداء وإلى عناصر العرض من سينوغرافيا وعلامات في مستويات تشكيل الفراغ المسرحي والعملية المسرحانية كلها، حيث أن الحوار هو لغة الشخصيات  في المسرح بينما في الإرشادات فإن المتكلم هو المؤلف.

    فالعلامات في المسرح لا يمكن إدراكها كل على حدة منفصلة ومتمايزة فكل علامة هي جزء من كل عضوي متفاعل يدعم بعضه بعضاً لخلق معان جديدة من خلال المفارقة أو التوتر الداخلي بين علامتين أو أكثر يتم بثها في وقت واحد. والمعنى الكامل للعرض المسرحي ينشأ دائما عن التأثير الكلي لهذه البنى المعقدة والمتعددة الطبقات التي تتألف من نسيج الدوال التي يتوقف بعضها على البعض الآخر.

    والحاجة إلى قراءة سيميولوجية نقدية تستلزم من المتفرج تنظيم العلامات المتعددة والمتعاقبة تنظيماً جمالياً ومكانياً. كما تستلزم من الممارس المسرحي تحويله للعلامات غير اللغوية عن طريق المضاهاة لأن العرض يتضمن سلسلة معقدة من المراسلين يرتبط بعضهم البعض بعلاقات حميمة وسلسلة من الرسائل ترتبط برباط وثيق ومعقد وفقاً لشفرات شديدة التحديد، ومن المتلقين المتواجدين في نفس المكان، وتداركه لا يتحقق بنفس السهولة التي يتحقق بها إدراك النص المسرحي الذي تتطلب قراءته تتبع الترتيب الزمني. وهنا يصدق قول "آن أوبر سفلد" إذ ترى أن المسرح ليس لغة وأنه لا وجود لما يمكن أن نطلق عليه لغة مسرحية.

    و إن كل الكتابات السيميولوجية حول المسرح تهتم بالمتفرج بوصفه صانع المعنى (معنى العرض المسرحي) لأن المسرح وإن قام على النص لا يتحقق إلا من خلال العرض.

  خلاصة:

    و هكذا نستطيع أن نخلص إلى القول بأن العرض المسرحي، أصبح يمثل مشروعا تعاونيا، بعد أن كان ينظر إليه كوحدة منفصلة قائمة بذاتها، لا تطلب من الجمهور إلا أن يلعب دور التلقي فقط.   و هكذا أصبح للجمهور دورا نشطا يؤديه و تم الاعتراف بأهميته المركزية في العملية الدرامية و نختم هدا الجزء بتأكيد "برتولد بريخت" Bertold Brecht قائلا: "إن متلقي أي رسالة ليس سلبيا على الإطلاق".

    يتضح من خلال ما تقدم أن المسرح يعد شكلا اتصاليا، يشمل جميع العناصر الأساسية للاتصال بل يمكن القول بأنه يمثل شكلا معقدا أو مركبا من أشكال الاتصال. و إذا كان كذلك فالأداة البحثية التي يمكن استعمالها في تحليل اللغة الركحية ما هي إلا أدوات التحليل السميولوجي، و التي يمكن أن ينهلها الباحث من مقاربات علمية جادة خاصة مقاربة "باتريس بافيس" و "ألسن" و "كير إيلام".

المراجع:

باللغة العربية:

$11-      السلاوي محمد أديب: الإحتفالية في المسرح المغربي الحديث، دائرة الشؤون الثقافية و النشر، العراق، 1983.

$12-      إلياس ماري و قصاب حنان: المعجم المسرحي، مكتبة لبنان، ط1، لبنان، 1997.

$13-      أوبير سفيلد آن: قراءة المسرح، تر: مي التلمساني، أكادمية الفنون، مصر، 1994.

$14-      ايجري لابوس: فن كتابة المسرحية، تر: دريني خشبة، مكتبة الأنجلوالمصرية، مصر، 1998.

$15-      إيلام كير: العلامات في المسرح و الدراما، تر: سيزا قاسم، دار الياس العصرية، مصر، 1987.

$16-      بافيس باتريس: لغات خشبة المسرح، تر: أحمد عبد الفتاح، هيئة الآثار المصرية، مصر، 1992.

$17-      بنيت سوزان: جمهور المسرح، تر: سامح فكري، مركز اللغات و الترجمة، مصر، ط2، 1995.

$18-      راغب نبيل: فن العرض المسرحي، الشركة المصرية العالمية للنشر، مصر، ط1، 1996.

$19-      فرج ألفريد: دليل المتفرج الذكي إلى المسرح، دار الهلال، مصر، 1969.

$110-  يوسف أحمد: الدلالات المفتوحة – مقاربة سيميائية في فلسفة العلامة، المركز الثقافي العربي، لبنان، ط1، 2005.

$111-  http.www.wedd/index.php?categoryid=20&lrp2aricle.www.google. لعماري محمد : المنهج السيميائي في النقد المسرحي، تاريخ المعالجة الالكترونية 22/12/2006، على الساعة.13h12     

$112-  http://www.adabihial.gov.sa/articles php? action=show&id=تاريخ المعالجة الالكترونية 15/08/2007 على الساعة 12:20, أبو الحسن عبد الحميد سلام، نظرية العامل في النقد المسرحي

باللغة الأجنبية:

$11-      Pavis Patrice: Towards a semiotics analysis in : the drama, notes review, T84, 1979.

$12-      Pavis Patrice: Dictionnaire du théâtre, Ed scolaire, Paris, 198

الهوامش


[1]Patrice Pavis: Dictionnaire du théâtre, Ed scolaire, Paris, 1980,p364.   

[2] Patrice pavis : Towards a semiotics analysis in : the drama, notes review, T84, 1979p 18.

1أحمد يوسف: الدلالات المفتوحة – مقاربة سيميائية في فلسفة العلامة، المركز الثقافي العربي، لبنان، ط1، 2005، ص133.

1أحمد يوسف: مرجع سبق ذكره، ص 134.

1سوزان بنيت: مرجع سبق ذكره، ص ص 98،99.

1 باتريس بافيس: مرجع سبق ذكره، ص ص100، 101.

1سوزان بنيت: مرجع سبق ذكره، ص ص102، 103.

[3]http.www.wedd/index.php?categoryid=20&lrp2aricle.www.google.

محمد العماري: المنهج السيميائي في النقد المسرحي، تاريخ المعالجة الالكترونية 22/12/2006، على الساعة.13h12     

1نبيل راغب: مرجع سبق ذكره، ص ص240، 241.

1Patrice Pavis :Dictionnaire du théâtre, P291.

* يقصد بالمنظورperspective  حسب باتريس بافيس الطريقة التي يظهر بها العمل الفني للمتلقي نتيجة لتعدد وجهات النظر.

للتوسع في هذا المفهوم أنظر كتاب لغات خشبة المسرح لباتريس بافيس الصفحة 105.

1إلياس ماري و حنان قصاب: مرجع سبق ذكره، ص56.

2باتريس بافيس: مرجع سبق ذكره، ص89.

1آن أوبير سفيلد: قراءة المسرح، تر: مي التلمساني، أكادمية الفنون، مصر، 1994، ص177.

1كير إيلام: العلامات في المسرح و الدراما، تر: سيزا قاسم، دار الياس العصرية، مصر، 1987، ص142.

1 لابوس ايجري: فن كتابة المسرحية، تر: دريني خشبة، مكتبة الأنجلوالمصرية، مصر، 1998، ص 453.

2محمد أديب السلاوي: الإحتفالية في المسرح المغربي الحديث، دائرة الشؤون الثقافية و النشر، العراق، 1983، ص115.

3ألفريد فرج: دليل المتفرج الذكي إلى المسرح، دار الهلال، مصر، 1969، ص130.

1 http://www.adabihial.gov.sa/articles php? action=show&id=تاريخ المعالجة الالكترونية 15/08/2007 على الساعة 12:20, أبو الحسن عبد الحميد سلام، نظرية العامل في النقد المسرحي

------------------------------------------------------
المصدر : https://revues.univ-ouargla.dz

عرض مسرحي يعالج صراع الإنسان مع اليأس

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحي يعالج صراع الإنسان مع اليأس

علي لفته سعيد 

مسرحية 'أنا ورأسي' وهي تنتقد الفرد العراقي فإنها تنتقد الإنسان داخل الفرد وتحتكم إلى كمية الحزن الكبيرة التي تغلّف الخطاب الذاتي.
في هذه المسرحية التي تلعب هذه الأيام على خشبة المسرح في بغداد يلجأ الكاتب المسرحي لؤي زهرة إلى قطع رأس بطل مسرحيته، ليبدأ بالتّحاور معه في نقد المجتمع من خلال نقد الذات، مثلما لجأ المخرج عباس شهاب الذي كان هو بطل شخصية المسرحية المونودرامية الوحيدة إلى وضع مشنقة لقطع الرأس ومن ثم اللجوء إلى الضوء والظلّ لمحاكاة المحاكمة التي تبدأ بين الرأس والجسد.

المسرحية التي قدّمها المؤلف والمخرج لوحدهما خارج عنونة المؤسسات المسرحية لأنهما يشتركان في عرض المسرحية الجديدة “أنا رأسي” بعد أن قدّما في وقتٍ سابقٍ قبل شهرين مسرحية “لو كنت بيننا” والتي كانت استدعاءً لشخصية الإمام علي بن أبي طالب لمحاكمة الواقع العراقي الجديد والأحزاب الإسلامية التي استغلت الدين ورجالاته لسرقة بيت المال.

مسرحية “أنا ورأسي” ربما أخذت المنحى الفلسفي لنقد المجتمع ونقد الذات بطريقةٍ لاذعةٍ أريد لها أن تكون محطّةً أولى لجلد الذات، من أن كلّ ما يمتّ بصلة إلى الواقع الذي نعيشه سببه الإنسان نفسه. لذا استغل المؤلف ثيمة الصراع بين الرأس والجسد حيث جعل من الرأس منطقة نصفية مع الجسد. مثلما ذهب المؤلف إلى جعل الحوار بين الاثنين وكأنه حوارٌ ينطلق من النصفين إلى العام، فما يقوله الرأس معنيّ به الجسد والعكس صحيح، فحين يحتج الجسد على الرأس فإنه يريد الحرية “أنت أيها الرأس توقف عن التفكير قبل أن تنفجر، كن أحمق أو كن كالأنعام مثل أيّ بهيمة، كن كالخراف حين تسير مطمئنةً خلفَ الراعي، فيسلّمها الراعي إلى الجزار ويقبضُ ثمنها، والجزار يحزُٓ رؤوسها ويسلخ جلودها ويبيع لحمها أشلاء”.

مسرحية "أنا ورأسي" ربما أخذت المنحى الفلسفي لنقد المجتمع ونقد الذات بطريقة لاذعة أريد لها أن تكون محطة أولى لجلد الذات، من أن كل ما يمت بصلة إلى الواقع الذي نعيشه سببه الإنسان نفسه
وحين يحتج الرأس فإنه يريد الحرية وإن كان بطريقة من يشعر بالانهزام أو يشعر بالاختناق، فكان الكلام موجّهاً إلى النصفين معا من خلال الرؤية الأولى لخاصية الخطاب الفلسفي المتوّج للمسرحية لكنه خطابٌ موجّه إلى المتلقّي الذي يرى أمامه كتلةً من السواد التي تتحرّك فيها الشخصية فيكون الناتج عملية استحصال الواقع ونقده من خلال فضح روحية اليأس التي تعتري الإنسان العراقي في زمن الحروب “من يشتري صوتي وحبالي الصوتية من يشتري حنجرتي؟ كليتي وحبلي الشوكي وقطعا من كبدي، أبيع نفسي جملة وتفصيلا. من يشتري رأسي وعقلي فأنا غير محتاج إليه، من يشتري جذوري المرتبطة بهذه الأرض أو يمنحني عيشة بكرامة فوق تراب وطني”.

المسرحية وهي تنتقد الفرد العراقي فإنها تنتقد الإنسان داخل الفرد وتحتكم إلى كمية الحزن الكبيرة التي تغلّف الخطاب الذاتي.. وهو بالتالي خطابٌ أراده المؤلّف موجّهاً إلى الآخر، السلطة بكلّ مسمياتها.. ولأنه صوتٌ لا يُسمع في زمن اللسان المفتوح، فإنه يعرض كلّ شيء للبيع وكأن المسرحية تريد أن تعرض من محاكمة الرأس والجسد أحدهما للآخر على أنّ اليأس وصل إلى مرتبةٍ عليا، وأنه لا فرار من المحاكمة الذاتية، لعلّ الوقت يحين في وقتٍ آخر لمحاكمة المسؤول عن تفجّر شحنات اليأس، فتبدأ الشخصية بطرح كلّ شيء للبيع وأهمها الأشياء الجميلة لأنه لم يعد مؤثّراً في زمن لا يعير أهميةً للإنسان ذاته، ويجعله مشروع موتٍ وقتلٍ فيعرض لوحاته وتماثيله..

روحه شكله وهو يضحك مرة وأخرى يبكي لتنويع التناقض داخل النفس البشرية.. وهو مستوى فلسفيّ في روحية النصّ، وكذلك الكتب والقراءة والصراخ، بل إن الرأس يعبّر في حواراته عن أنه مجرّد لوحةٍ رسمها فنان وإن بالإمكان شراؤها.. وهو هنا لا يبتعد عن الفلسفة وسؤالها حيث يكون التجاوز على المخلوق الذي يتحوّل إلى ملصقٍ أو صورةٍ أو أيّ شيءٍ قابلٍ لدقّ المسامير فيه ليتحوّل إلى عنصر فرجة.

المخرج أفلح في جعل الجسد يتحدث نيابة عن الملايين مثلما جعل الرأس كذلك في معادلة ضوئية مرة وأدائية مرة أخرى باستغلال خشبة المسرح
المسرحية التي قدمت بإمكانيات بسيطة لكنها كانت بديكورٍ يحكي العناصر، وأولها فعل الضوء الذي كان عنصراً مهمّاً من عناصر العرض التي يمكن من خلالها أن يمرّ الزمن والاحتجاج وحركة الرأس لوجه داخل مثلثٍ، وحركة الجسد الذي خرج من المشنقة في الثلث الأول من المسرح وشبكة الصيد التي تغلّف سقف المسرح، والسرير في آخرها، حيث يقضّ السواد مضجع الشخصية التي أدخل فيها المخرج حركة البانتومايم لثلاثة شباب بينهم شابة (وداد هاشم) ليؤدّوا دور الطاحن لهذه الشخصية التي تأخذها النتائج المجتمعية والسياسية إلى الإسراع إلى محاكمة رأسه وجسده.. وكلّ يريد الهرب من جزئه وإلقاء التهمة على الطرف الآخر، وهو مستوى تأويلي لمعرفة الأسباب والدال والمدلول.

هذا الأمر قد يبدو صعباً للمخرج الذي يعمل بإمكانيات بسيطة لعملٍ يراد له أن يكون ناطقاً بفلسفة الواقع، ولكنه، أي المخرج، حاول أن يجعل كل أدواته مساهمة فيه سواء من خلال الإضاءة وقطع الرأس عن الجسد وإعطاء شخصية ثانية تؤدي دور الجسد لكنه كان في منطقة أخرى من الأحداث أو من خلال الديكور الذي أريد له أن يكون ممثلا آخر مع الشخصية المحورية وخاصة المشنقة التي تعني الوصول إلى حالة اليأس مثلما تعني قتل الحلم..

وقد أفلح المخرج في جعل الجسد يتحدث نيابة عن الملايين مثلما جعل الرأس كذلك في معادلة ضوئية مرة وأدائية مرة أخرى باستغلال خشبة المسرح خاصة وأن الرأس يمثل الفكر والجسد يمثل التطلع والقوة لذلك احتاج المخرج إلى جعل الحوار يبدو في بعدين الظاهري المرسل إلى الفكرة والداخلي الحوار العميق بين الإنسان ذاته ليشاركه المتلقي فكان يحاول بحركات معينة أن يكون مرة نصف إنسان سفلي وآخر علويا..

والأصعب حين يكون المخرج هو الممثل الوحيد وعليه أن يثبت كفاءته كممثل ويعطي بعدا إنسانيا كمخرج وكأن هناك سؤالا وفق إمكانيات مادية تصل إلى حدّ شرب الماء على الحساب الخاص.. وهذا السؤال هو، كيف تستطيع أن تكون بديلا عن عشرات الممثلين لإيصال نفس الهدف على اعتبار أن المسرح لا بد أن يكون هدفه التفاعل مع قضايا وهموم الناس والمجتمع.

المخرج الذي يتمتع بكاريزما الصوت والتمثيل نجح إلى حد ما في إيصال ما أراده المؤلف من توظيف الصراع الداخلي للإنسان وخصوصا المهمش الذي لديه أفكار كبيرة ولكن بجسد مريض أو متعب. المؤلف زهرة والمخرج شهاب قدما نصا مسرحيا جديدا كانت له رسالة فلسفية لتعرية الواقع وتعرية المجتمع وكشف ألوان المعاناة الإنسانية.

---------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 


تصور جديد للفضاء المسرحي وجماليات العرض

مجلة الفنون المسرحية

تصور جديد للفضاء المسرحي وجماليات العرض

عواد علي 

يشير مفهوم “المثاقفة” إلى التفاعل بين الثقافات، والسعي إلى الانفتاح من دون انصهار، وإبراز الذات من دون انغلاق. وقد عرّف عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل دوكوستر المثاقفة بكونها جماع التفاعلات التي تحدث نتيجة شكل من أشكال الاتصال بين الثقافات المختلفة كالتأثير والتأثر والاستيراد والحوار والرفض والتمثّل، وغير ذلك مما يؤدي إلى ظهور عناصر جديدة في طريقة التفكير وأسلوب معالجة القضايا وتحليل الإشكاليات.
المثاقفة من المفاهيم الشائكة التي تضعنا أمام إشكالات من قبيل “استغلال ثقافات الضعفاء”. ويُعد الفن المسرحي من أبرز حقول المثقافة، فهو لا يعيش إلاّ في إطار الحوار الفني والتلاقح الثقافي بين الشعوب، وأي تصور انطوائي سيحكم عليه بالموت والانتحار البطيء.
وبرزت الحاجة إلى المثاقفة المسرحية في المسرح الغربي المعاصر خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ليس بهدف الانفتاح على الثقافات الفرجوية الأخرى، بل لتجاوز حالة العقم التي عمت مجموعة من المسارح الأوروبية.

ذلك ما يؤكده الباحث المسرحي المغربي خالد أمين في تقديمه لكتاب الباحثة الألمانية إيريكا فيشر ليشته “مسرح المثاقفة وتناسج ثقافات الفرجة”، الذي ترجمه إلى العربية، وصدر عن منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة في طنجة.
مسرح المثاقفة حين يسعى إلى ترسيخ مسرح كوني، كما هي الحال بالنسبة إلى بروك، لا يهتم بالهويات الثقافية

استبدال التناسج بالمثاقفة

تعمدت فيشر استبدال مفهوم “التناسج” بـ”المثاقفة” لإحالته على النسيج، والأهم من ذلك هو ازدواجية وظيفته التي تعمل على مستويين: الكثير من الخيوط الحريرية تلتئم في ضفيرة واحدة، كما تنسج هذه الضفائر بدورها لتشكل قطعة ثوب.

بنفس التشابك المعقد، تتناسج الثقافات المسرحية في ما بينها بحيث يصعب عزل عناصر بعينها عن أخرى، ذلك أنها تخضع لمنطق التحول التاريخي، الجمالي، والفضائي أيضا، ومن ثم تكون مشرعة على إبداع فضاءات ثالثة.
يستشرف مشروع تناسج الثقافات المسرحية أفقا جديدا من التنوع الفرجوي عوض السقوط في أوربَة أو تنميط الثقافات المسرحية غير الغربية، ذلك أن المفهوم الجديد يضع اليد بشكل دقيق على جوهر الثقافة من حيث هي سيرورة مستمرة ومجددة لبنية الاختلاف.

وبفضل ظاهرة التناسج يتضمن المسرح قابلية هائلة لانصهار الهويات الهاربة والمجموعات المهاجرة واندماجها، لكن البحث المسرحي لم ينتبه لهذا الجانب إطلاقا.

في السياق ذاته ما زالت القابلية المثالية الكامنة في الفرجات التي تعتمد على تفاعل فنانين من ثقافات وتقاليد مختلفة في ظل عالم معولم وسريع التحول، حسب فيشر، في حاجة إلى اهتمام نقدي أكثر دقة من مجرد احتفاء بالتنوع.
يحتوي الكتاب على ثلاثة فصول تتدرج في إطار أطروحة تسعى إلى تحديد دواعي الانتقال من مسرح المثاقفة إلى تناسج ثقافات الفرجة. بعنوان “مسرح المثاقفة”، تركز فيشر على النصف الأول من القرن العشرين، عادّة إياه فترة مؤسسة في تطور المسرح، نهل خلالها بعض رواد المسرح الغربي من المسرح الشرقي.
وكان من ثمار هذا الانفتاح دحض كل ما هو أدبي وواقعي نفسي في مسرح الوهم، وتقديم تصور جديد للفضاء المسرحي وسيرورة العرض المسرحي. وبالمقابل آمن دعاة المسرح الجديد في الشرق بأن الأشكال المسرحية التقليدية أضحت بائدة وتقليدية وعاجزة عن مواكبة هموم وقضايا المجتمع الحديث.

المسرح أرض انصهار الهويات

على غرار أطروحة الناقد الهندي رستم بهاروشا، ترى فيشر أن مسرح المثاقفة حين يسعى إلى ترسيخ مسرح كوني، كما هي الحال بالنسبة إلى بروك، لا يهتم بالهويات الثقافية، لأنه يولي “التجانس الإنساني” اهتماما بالغا، كون “المثاقفة المسرحية” لها جانب سياسي أيضا ينبغي عدم تجاهله، وهو مرتبط بالعلاقات السلطوية بين الثقافات.

كما تصطلح فيشر على عملية تبني التقاليد الفرجوية الوافدة بـ”التلقي المنتج”، ففرجة المثاقفة في سعيها نحو التلقي المنتج تخضع العناصر المسرحية لتغيير جذري بهدف توسيع الإمكانات التعبيرية، أو إحداث شكل مسرحي جديد.

العلاقات السلطوية

تحت عنوان “تناسج ثقافات الفرجة”، تعتبر فيشر أن اتساع التفاعل بين عناصر فرجوية يعزى إلى انتمائها إلى ثقافات مختلفة تنقل الفنانين بين العوالم بفضل وسائل النقل والمهرجانات، بحيث أصبح تداخل الثقافات داخل الفرجة ممارسة شائعة؛ لأن العروض تسافر من بلد إلى آخر ومن قارة إلى أخرى ومن مهرجان دولي إلى آخر.


وأثناء عملية الارتحال تكتسب الفرجة بعدا جماليا جديدا، إذ تخضع للتغيير حسب متطلبات السياق الجديد والحاضن إلى الحد الذي يصعب معه تحديد منبع الفرجة وانتمائها الهوياتي.

أما الفصل الثالث المعنون بـ”حوار المثاقفة المسرحية”، فيضم حوارا ذا أبعاد ثقافية تشي بدور رستم بهاروشا وخالد أمين في تعميق النقاش الدولي حول مسرح المثاقفة. تكشف فيشر في هذا الحوار عن تاريخ بدء تداول مصطلح “المسرح بين- الثقافات” وهو ثمانينات القرن الماضي، بالتزامن مع قمة عطاءات بيتر بروك، وأريان منوشكين في إنتاجاتها الشكسبيرية في مسرح الشمس بباريس، ثم روبرت ويلسون بمسرحه البصري.

وفي اليابان ارتبط اسما تاداشي سوزوكي ويوكيو نينا جاوا بهذا المسرح. وفي وقت لاحق جرت تسمية بعض الاقتباسات الأفريقية من ريبورتوار المأساة اليونانية أو شكسبير بـ”بين ثقافية”.

وبعد ذلك، أحييت أشكال الأوبرا الصينية التقليدية في الصين، من خلال اقتباس شكسبير، أو بريشت، أو إبسن. وفي هذه السياقات لم تكن النصوص المسرحية وحدها ما تغير بفعل الأساليب الفرجوية الجديدة، بل تلك الأساليب نفسها.

لكن لم يفكر أحد في تسمية أي من هذه الأشكال “مسرح بين- الثقافات” أو “مسرح مثاقفة”. كانت تلك الأساليب الجديدة بمثابة تحولات لأشكال مسرحية قائمة بالفعل بوسائل مختلفة، والتي اهتدت إلى استشراف رحابة الثقافات الأخرى.

لذلك عندما سنحت الفرصة لإنشاء المعهد الدولي لتناسج ثقافات الفرجة التابع للجامعة الحرة ببرلين، جرى تفادي المفهوم بحمولاته والبحث عن مفهوم آخر مناسب لتطلعات الدارسين البحثية واستشرافاتهم المستقبلية، وهكذا توصلوا إلى مفهوم “التناسج”، وارتأوا استعماله للنظر في جميع الأنواع الجديدة والمختلفة من التفاعل والتعاون داخل الفرجة.

---------------------------------------------------------------
المصدر :  جريدة العرب

السبت، 15 يوليو 2017

محافظ مهرجان مسرح الهواة "محمد نواري" يؤكد: اتفاقيتنا مع الهيئة العربية للمسرح مؤجلة

العرض المسرحي "مشاعر"..الأندلس بين الأوبرا والفلامنكو

"هاملت".. روح نضرة تستهدف الشباب

مجلة الفنون المسرحية

"هاملت".. روح نضرة تستهدف الشباب

فتح باب المشاركة في مهرجان محترف ميسان لمونودراما الكبار والصغار

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب  المشاركة في مهرجان محترف ميسان لمونودراما الكبار والصغار

لكل الفرق الراغبة بالمشاركة في مهرجان محترف ميسان لمونودراما الكبار والصغار وفقا للشروط المثبة مسبقا إرسال رابط العمل على رابط سري للعمل مع معلومات العمل والنص خلال فترة اقصاها ال20-7-2017
اعلان شروط المشاركة بالدورة الثانية لمهرجان محترف ميسان المسرحي لمونودراما الكبار والأطفال لعام 2017
تحت شعار ( ببطولات الحشد ..نبني مسرحا من ورد )

برعاية المكتب السياسي للمقاومة الاسلامية حركة انصار الله الاوفياء في العراق يقيم محترف ميسان المسرحي النسخة الثانية من مهرجان محترف ميسان المسرحي لمونودراما الكبار والأطفال لعام 2017
فعلى الراغبين بالمشاركة قراءة الشروط والتعليمات أدناه وملء استمارة المشاركة وارسالها على ايميل المهرجان المدرج ادناه ..متمنين للجميع التوفيق .....مع التقدير .
عدي المختار
مدير المهرجان

اولاً- شروط المشاركة لمونودراما الكبار :
1- المهرجان للاعمال التجريبية ويشترط بالاعمال المسرحية المشاركة ان تكون عراقية خالصة من ناحية النص والمضمون .
2- يرفق مع استمارة المشاركة تنازل خطي من المؤلف او احد ابناءه عن النص وخلافاً لذلك تستبعد الاعمال المشاركة .
3- ان تكون الاعمال باللغة العربية الفصحى او الملمعة باللغة الدارجة بشكل بسيط.
4- تكون مدة العرض من 30 دقيقة الى 45 دقيقة كحد اقصى لا تتعداها اطلاقاً.
5- تكون الاعمال مخصصة عن الحشد بطولات ومواقف الشهداء حصراً.
6- ان لا يكون العمل فيه اي مساس للوطن او للطوائف والاديان او اي جهة كانت.
7- يراعا في النصوص الابتعاد عن الابتذال والالفاظ النابية او البناءات الدرامية المشوهة وترسيخ احترام المسرح وهيبته كموجه تربوي وجمالي للمجتمع وليس انعكاس للدارج من الثقافات الهابطة للشارع.
8- إرسال العرض المسرحي على شكل قرص DVD أو CD مع نسخة من استمارة المهرجان ونسخة من النص مبطوعة وترسل بظرف خاص خلال فترة اقصاها شهر من ملء استمارة المشاركة على عنوان المحترف:
ميسان – حي الحسين – مقر حركة انصار الله الاوفياء – شبكة الاوفياء الالكترونية-عدي المختار – موبايل : 07707371010 
او ارسال الاستمارة وكافة التفاصيل مع رابط سري للعرض عبر اليوتيوب وارساله للبريد الالكتروني: Alawfia.News@gmail.com
كما يقبل ارسال هذه التفاصيل على البيج الرسمي للمهرجان في facebook – مهرجان محترف ميسان المسرحي للمونودراما .8- الفرقة تتحمل توفير كامل عناصر عرضه من ديكور – ملابس – إكسسوارات. 
9- لا يتجاوز عدد عناصر الوفد (3) أشخاص لا غيرهم وخلافاً لذلك يتحمل الوفد بقية المصاريف . 
10- تتكفل إدارة المهرجان بتأمين الإقامة والطعام والتنقلات الداخلية فقط . 
11- في حال الاعتذار يتم إبلاغ إدارة المهرجان قبل شهر من تاريخ المهرجان . 
12- اخر موعد لقبول طلب المشاركة هو يوم 20-7-2017 .
13- لا يحق لاي مشارك الاعتراض على نتائج لجنة التحكيم بعد اعلانها .
14- تلتزم جميع الوفود بمواعيد العروض وحضور الجلسات والورشات في المهرجان وخلافا لذلك تحجب عنها الجوائز .
15- تصدر لجنة المشاهدة يوم 20-8-2017قائمة بافضل الاعمال المشاركة في المهرجان ويتم توجيه الدعوة لها .
16- على الفرق جميعاً جلب بوستر العرض من اجل وضعها في باب قاعة العروض .
17- بالنسبة للمحافظة المضيفة ميسان فأن كل الفرق الراغبة بالمشاركة في المهرجان الالتزام بالمهرجان التمهيدي الذي يقام في يوم 1/4/2017 لاختيار العرض الذي يمثل محافظة ميسان في المهرجان وذلك من قبل لجنة تحكيمية خاصة.
19 – تستبعد كل الاعمال المخالفة للشروط اعلاه .

#ثانياً- -شروط المشاركة بمونودراما الاطفال 
1-ان يكون النص عراقياً ويتحدث عن عالم الطفل وبيئته وكيف يرى العالم من حوله 
2-ان لا يتجاوز عمر ممثل العمل المسرحي عن (15) سنة.
3-ان يكون زمن العرض لا يتجاوز (25) دقيقة ولا يقل عن (15) دقيقة .
4-يكون العمل خالياً من الدموية والافكار السوداوية او الالفاظ النابية او الايحاءات الغير منضبطة او المساس بالوطن اوي اي جهة كانت .
5-إرسال العرض المسرحي على شكل قرص DVD أو CD مع نسخة من استمارة المهرجان ونسخة من النص مبطوعة وترسل بظرف خاص خلال فترة اقصاها شهر من ملء استمارة المشاركة على عنوان المحترف:
ميسان – حي الحسين – مقر حركة انصار الله الاوفياء – شبكة الاوفياء الالكترونية-عدي المختار – موبايل : 07707371010 
او ارسال الاستمارة وكافة التفاصيل مع رابط سري للعرض عبر اليوتيوب وارساله للبريد الالكتروني: Alawfia.News@gmail.com
كما يقبل ارسال هذه التفاصيل على البيج الرسمي للمهرجان في facebook – مهرجان محترف ميسان المسرحي للمونودراما 
6- الفرقة تتحمل توفير كامل عناصر عرضه من ديكور – ملابس – إكسسوارات. 
7- لا يتجاوز عدد عناصر الوفد (3) أشخاص لا غيرهم وخلافاً لذلك يتحمل الوفد بقية المصاريف . 
8- تتكفل إدارة المهرجان بتأمين الإقامة والطعام والتنقلات الداخلية فقط . 
9- في حال الاعتذار يتم إبلاغ إدارة المهرجان قبل شهر من تاريخ المهرجان . 
10- اخر موعد لقبول طلب المشاركة هو يوم 20-7-2017 .
11- لا يحق لاي مشارك الاعتراض على نتائج لجنة التحكيم بعد اعلانها .
12- تلتزم جميع الوفود بمواعيد العروض وحضور الجلسات والورشات في المهرجان وخلافا لذلك تحجب عنها الجوائز .
13- تصدر لجنة المشاهدة يوم 20-8-2017 قائمة بافضل الاعمال المشاركة في المهرجان ويتم توجيه الدعوة لها .
14- على الفرق جميعاً جلب بوستر العرض من اجل وضعها في باب قاعة العروض .
15- بالنسبة للمحافظة المضيفة ميسان فأن كل الفرق الراغبة بالمشاركة في المهرجان الالتزام بالمهرجان التمهيدي الذي يقام في يوم 30-7-2017 لاختيار العرض الذي يمثل محافظة ميسان في المهرجان وذلك من قبل لجنة تحكيمية خاصة.
16 – تستبعد كل الاعمال المخالفة للشروط اعلاه .

الجوائز :
تتنافس الاعمال على الجوائز التالية :
1- افضل ثلاث اعمال 
2- افضل نص 
3- افضل اخراج 
4- افضل ممثل 
5- افضل سينوغرافيا 
6- افضل موسيقى 
7- جائزة لجنة التحكيم
8- جائزة النقاد 
9- جائزة الجمهور

#جوائز اعلامية :
ستمنح ادارة المهرجان جوائز للتالي :
1- افضل تغطية صحفية 
2- افضل تغطية اعلامية 
3- افضل تغطية اذاعية

استمارة مشاركة

مهرجان محترف ميسان المسرحي الثاني لمونودراما الكبار والاطفال (العراق- ميسان)
اسم المحافظة :

اسم الفرقة المسرحية:

اسم العرض المسرحي:
المؤلف : 
المخرج:
اسم الممثل:
سنة إنتاج العرض المسرحي:
أهداف العرض :
مدة العرض :
عنوان المراسلة للفرقة المسرحية :
بريد الكتروني :
موقع الكتروني :
موبايل :

اسم رئيس الفرقة :
التوقيع

الجمعة، 14 يوليو 2017

الدراما العراقية...غائبة عن قضية داعش!؟

مجلة الفنون المسرحية

الدراما العراقية...غائبة عن قضية داعش!؟
علي قاسم الكعبي

الدراما هو فن يحاكي الواقع بصيغة فنية ممتعة و رائعة مستخدما الصورة والصوت معا ونجاحة يتعمد على اركان عدة لكن اهمها تلك العناصر الثلاثة هي الكاتب و متانة نصة والممثلين واتقانهم لأدوارهم والمخرج الذي يجمع هذه الاركان الثلاث بصورة جميلة غاية الدقة والروعة , وهنالك عناصر اخرى قد لا يعرفها المتلقي ولها من الاهمية في اتمام الصورة كالإضاءة والاكسسوارات وكلما كان النص واقعيا كلما اقترب من النجاح والتألق.

الدراما هي ليست خطاباً سياسياً ولا موعضه أخلاقية بل هي فننا ذا قيمة جمالية ومبدأيه في منتهى الروعة وهو انعكاس طبيعي لهموم المجتمع ومن خلاله يمكن التعرف على مشاكل المجتمع وهمومة ووضعها بين يد صاحب القرار

وعلى الرغم من وجود قامات فنية زاخرة في مجال الدراما متمثلة بكبار الكتاب امثال “صباح عطوان الذي يجمع بين الكتابة والاخراج وفنون اخرى وحامد المالكي الذى لازال ايقونة الجمال في هذ الفن واخرون ومخرجين كبار كالنجمة التي لاتزال تمطر فنا وأدبا وعطاء ” الدكتورة خيرية المنصور وشيخ المخرجين “محمد شكري جميل والتميمان عمران وفراس طعمة واخرون

وفي مجال التمثيل فعلى سبيل المثال لا الحصر الكبير سامي قفطان محمد حسين عبد الرحيم وقاسم الملاك  وعلي داخل وفاضل القريشي وانعام وفاطمة الربيعي واقبال نعيم وفاضل الشطري وخضير ابو العباس وحافظ لعيبي وجيل جديد كأياد راضي واحسان دعدوش وعلي جابر وناهي مهدي والاء حسين واخرون لا يتسع المجال لذكرهم اذن اننا نمتلك ادوات النجاح بل المنافسة بوجود هذه القامات الكبيرة التي لاتزال في اوج عطائها.

اضف الى ذلك الكم الهائل من الموضوعات ” المشاكل التي تصلح كأفضل مادة فنية يمكن عرضها وتسويقها ويمكن ان تكون عنصر جذب سياحي اوثقافي من باب التعرف على ثقافة الاخرين كما تقوم بة الدراما بأنواعها في مصر ولبنان وتركيا وحتى الهند في اعمالهم فنحن نمتلك اكبر واعرق حضارة ولدينا مراقد دينية مقدسة يمكن الاستفادة منها في انعاش السياحة الدينة فضلا عن الطبيعة المختلفة في الشمال والاهوار جنوبا وعلى سبيل المثال فلم ننتفع ابدا من ادخال الاهوار في منظمة اليونسكو العالمية ولم نستطيع استثمار ذلك ناهيك عن فضح اكبر تنظيم ارهابي يهدد العالم وهو اظهار صورة الدمار الذي لحق بالبشر والحجر من جراء هذا التنظيم وتسويقه وخاصة في جرائم هدم حضارة العراق في نينوى والجريمة الانسانية الكبرى المتمثلة بجريمة سبايكر وجرائم اخطر مختلفة في اماكن اخرى. اذن اين تكمن المشكلة في تراجع هذه الدراما ؟؟

قبل الولوج في كتابة الموضوع اطلعت على الكثير من تصريحات ” الكتاب والمخرجين والممثلين على حد سواء فوجدتهم يصبون جام غضبهم على الحكومة وعلى يدها الضاربة شبكة الاعلام العراقي” والانتاج محملين اياها مسؤولية تغييب وغياب الدراما العراقية فالحكومة
تبادر بشراء اعمال عربية واجنبية على العراقية حتى ان بعضهم تحدث عن قيامهم بعمل درامي وعلى حسابهم الشخصي وبثمن بخس دون ان يجدوا دعما من أي جهة او انها تعرض اعمالا لا يلق اصلا بمقام الدراما العراقية
اننا نخشى ان تنتقل عدوى السياسة “المحاصصاتية “الى هذا الفن الرائع وتقتل روح الابداع فية وتخضعه اليها وما نقصده هو ان يتقلد المسؤولية ممن لايفقة من الفن شيئا ليصبح سيفا مسلطا يمتلك المال والقرار عندها نبقى نبكى على الاطلال على فنننا هذه وغيرة
فالحكومة تفضل شراء المنتوج المستورد الذي قد يحمل فكرا وثقافة تتعارض مع ثقافتنا وأيديولوجياتنا احيانا ناهيك عن كونها بعيدة كل البعد عن هموم ومشاكل المجتمع خاصة وان الضرورة تتطلب ان تأخذ الدراما دورها لكشف ما تعرض الية البلد من خراب وتسوقه الى العالم وفية كشف الاعداء وكسب تعاطف العالم معنا او قد يحمل رسالة اقتصادية متمثلا بدخول شركات استثمار لإعادة بناء البلد وتلك هي مهمة الدراما ورسالة الفن وان تعثرت اليوم” فلكل جواد كبوة…!؟

يصدر خلال ايام .. الكتاب التذكاري الأول لمهرجان القومي للمسرح في دورته العاشرة

مجلة الفنون المسرحية

يصدر خلال ايام .. الكتاب التذكاري الأول لمهرجان القومي للمسرح في دورته العاشرة 

علا احمد حلمي 


ضمن فعاليات  المهرجان القومي للمسرح  في دورته العاشرة  يصدر الكتاب التذكاري  الاول  الذي  يتضمن  توثيق  شامل  ودقيق  لدورات  المهرجان القومي التسع السابقة بحيث يسهل  علي مؤرخي 
الحركة المسرحية والمهتمين  الالمام بكل التفاصيل  لكل الدورات سواء العروض المشاركة  او لجان التحكيم او لجان المشاهدة  والفاعليات المختلفة  والمتابعات الاعلامية النشطة التي تحدث علي مدار كل دورة 
الكتاب من اعداد /  ماجدة عبد العليم  مدير مركز المعلومات  بالبيت الفني للمسرح وشاركها في 
اعداد مادته  هبة الله  سيد  وايمان عبد العظيم   يبرز هذا الكتاب  اهمية المهرجان  وموقعه  من الحركة المسرحية  الثقافية  وتوثيق  كل دورة من الدورات  خصوصا بعد مرور تسع دورات كاملة  شهد المهرجان خلالها  تطورات. عديدة  علي مستوي  الشكل  والتنظيم   ان المهرجان تجاوز من كونه فعالية ليصبح. حدثا  مؤثرا في المشهد المسرحي  يفرز النجوم  ويشجع   اجيالا. جديدة علي ارتياد المسرح  ويخلق  رواجا. ربما  يكون غير مسبوق   ومن هنا تأتي  اهمية توثيقه  لانه بالتأكيد  سيلفت أنظار الباحثين والدارسين قريبا جدا

درع المسرح القومي للفنانة المصرية الراحلة " سناء جميل "

في دورته الخمسين 10 عروض تتنافس في مهرجان مسرح الهواة

مجلة الفنون المسرحية

 في دورته الخمسين 10 عروض تتنافس في مهرجان مسرح الهواة

نسرين أحمد زواوي :

أعطيت مساء الخميس إشارة انطلاق الطبعة الـ 50 للمهرجان الوطني لمسرح الهواة لمستغانم التي ستستمر إلى غاية 19 من الشهر الجاري، بمشاركة 10 فرق مسرحية قدمت من مختلف مناطق الوطن، تأهلت خلال التصفيات التي نظمت خلال الأشهر القليلة الماضية بكل من بودواو، معسكر، الاغواط بمشاركة أزيد من 50 فرقة هاوية.
وتميز حفل الافتتاح بتنظيم استعراض للفرق المشاركة والفرق الفلكلورية والفرقة النحاسية التابعة للحماية أمام السلطات المحلية والفنانين والمدعوين الذين كانوا بالمنصة التي أقيمت بحضيرة التسلية لمستغانم "موستا-لاند" لمتابعة انطلاق فعاليات هذه التظاهرة الثقافية والتي تم افتتاحها التجريبي هي الأخرى أمس.
وقد استقطبت مراسيم انطلاق هذا الموعد المسرحي الكثير من المواطنين والمهتمين والفنانين الذين تابعوا الاستعراض، وقد جرى الافتتاح الرسمي لهذه الطبعة على مستوى دار الثقافة  "عبد الرحمان كاكي حيث القي محافظ المهرجان محمد نواري كلمة بالمناسبة ابرز فيها أهمية هذه التظاهرة  بالنسبة لمدينة مستغانم ومكانته في المشهد الثقافي الوطني. وأشار إلى حرص المنظمين والسلطات المحلية والسلطات العمومية على إقامة المهرجان الذي يعاني من ضائقة مالية مثل باقي المهرجانات الوطنية، ورغم ذلك يقول المتحدث"إن هذه الدورة ستكون مميزة: أولا لاحتفائها بعيدها الـ 50 ولتزامنها مع تظاهرة "مستغانم عاصمة المسرح" التي اقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مؤكدا أن هذه الدورة ستكون بمثابة المرحلة الفاصلة التي سيتم خلالها البحث عن سبل وآليات تطوير المسرح.
من جهته قال والي ولاية مستغانم "عبد الوحيد طمار" في كلمته المقتضبة "إن الاحتفال بخمسينية المهرجان تستوجب وقوف وقفة إجلال لذلك الزخم الذي تركه رجالات المسرح بداية من مؤسس المهرجان سي الجيلالي عبد الحليم إلى غاية اليوم"،  منوه في السياق ذاته إلى أهمية المهرجان الذي شكل ومازال يشكل مدرسة حقيقية للمسرحين الجزائريين.
كما عرف حفل الافتتاح تقديم تركيبة فنية تحمل عنوان "الياقوتة" للمخرج محمد الشيخ أمين بمساعدة الممثل عبد القادر بلمحمد رفقة المصمم السيونغرافي علي حزاتي ، وهو عبارة عن تركيب مسرحي استرجع طيلة 50 دقيقة من الزمن ذاكرة المهرجان منذ تاريخ تأسيه سنة 1967 من طرف فوج الفلاح التابع للكشافة الإسلامية الجزائرية بمبادرة من المرحوم سي الجيلالي بن عبد الحليم، و قد إختار المخرج الطابع الغنائي الاستعراضي من خلال الاعتماد على مقاطع من الشعر الملحون للشاعر عبد القادر عرابي وبحضور فرقة صوتية و موسيقية.

يذكر أن الدورة الخمسين لمهرجان مسرح الهواة تنظيم نشاط مواز للعروض، يشمل ندوات فكرية حول مسيرة مهرجان مسرح الهواة ينشطها مناضلين في الحركة المسرحية ، وكذلك مخرجين مسرحيين وناقدين على غرار أحمد شنيقي، عبد الله حملاوي، كمال بن يمراد، وبوزيان بن عاشور وآخرون. وتستعرض الفعالية من جهة أخرى تجارب مسارح الهواة بتونس وفرنسا وإسبانيا من تقديم مسرحيين عرب وأوروبيين، علاوة على الاحتفاء بالمسرح الفلسطيني، و تضم لجنة التحكيم  التي يشرف عليها الكاتب المسرحي الجزائري شارف بركاني مسرحيين وأكاديميين هم المغربي عبد الرحمن بن زيدان والفلسطيني نادر القنة والمسرحي عبد الله حملاوي والسينوغراف مراد بوشهير .
وبخصوص العروض المشاركة نذكر مسرحية "بوليوس قصير" للمخرج عقباوي الشيخ ومن إنتاج "الجمعية الثقافية تاقرما بمدينة أقبوا ببجاية، وعرض آخر لنفس المخرج"المسرحية الأخيرة" للجمعية الثقافية إتران أيت لحسن بتيزي وزو، مسرحية "كاسك يا سقراط" للمخرج بتقة لحسن من إنتاج جمعية الرسالة للمسرح من مسيلة، "على الهامش" للمخرج "شادي العيد وإنتاج "الجمعية الثقافية للفنون الدرامية بأدرار، مسرحية "أعراق شد أو يديد للمخرج جوادي إسماعيل من إنتاج الجمعية الثقافية للمسرح أفرا تشي بجاية، كما تشارك "جمعية هواء الطلق بودواو" بعرضها المسرحي "نون" للمخرج كحيل هشام، أما جمعية اتفاق القلوب الثقافية لمسيلة ستشارك بعرض الجديد" العب لعبك" للمخرج "حسين قبايلي"، أما مدينة مسك الغنايم الحاضنة لهذه التظاهرة ستشارك بمسرحية "المجهول" للمخرج "جيلالي العوفي" وإنتاج "جمعية مصطفى كاتب استدية". 
للإشارة تختتم هذه الدورة الأربعاء المقبل بحضور وزير الثقافة عز الدين ميهوبي الذي غاب عن حفل الافتتاح بسبب مشاركته في الدورة الحادية عشرة لسوق عكاظ المنظم بمحافظة الطائف بالمملكة العربية السعودية.

الخميس، 13 يوليو 2017

للمرة الاولى .. الأمارات ضيف شرف للمهرجان القومي للمسرح في دورته العاشرة بمصر في الفترة من ١٣ الي ٢٧ يوليو الجاري

مجلة الفنون المسرحية


للمرة الاولى .. الأمارات ضيف شرف للمهرجان القومي للمسرح في دورته العاشرة بمصر في الفترة من ١٣ الي ٢٧ يوليو الجاري  


علا احمد حلمي 

تقام  فعليات الدورة العاشرة   للمهرجان   القومي للمسرح المصري  والتي تعقد في الفترة من  ١٣ الي ٢٧ يوليو الجاري  
حيث  يتم تقديم ١٩ عرضا مسرحيا ضمن المسابقة الرسمية  للعروض الافضل المختارة  التي لم تتح لها  الفرصة في العروض الرسمية. والتي بلغ عددها ٦٦  عرضا  مسرحيا وهي كالاتي 
مسرحية  قواعد العشق  40  اخراج / عادل حسان   تمثيل /فرقة المسرح الحديث 
مسرحية  الجلسة    اخراج /  مناضل عنتر  تمثيل /  فرقة مسرح الطليعة 
مسرحية  يوم ان قتلوا الغناء.  اخراج /  تامر كرم  تمثيل  فرقة مسرح الطليعة 
مسرحية  واحدة حلوة   اخراج /  اكرم مصطفي. تمثيل /  فرقة مسرح الطليعة
مسرحية  مشرب شاي. اخراج / احمد البنهاوي.  تمثيل  فرقة قومية بني سويف  
مسرحية لامبو  اخراج /  محمد الملكي   تمثيل /  فرقة  قصر ثقافة بورسعيد 
مسرحية السفير.  اخراج /  احمد السلاموني   تمثيل /فرقة  مسرح نادي الفيوم  
مسرحية  بلان سي  اخراج / منار زين العابدين. تمثيل  / فرقة تمثيل  البيت الفني للفنون الشعبية 
مسرحية  ارتك انفي من فضلك   اخراج /  اسلام امام   تمثيل  / فرقة  مركز الهناجر للفنون 
مسرحية طقوس وتحولات   اخراج /  محمد يوسف   تمثيل  / فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية 
مسرحية  علاء الدين.  اخراج  / طارق حسن   تمثيل / فرقة  دار الاوبرا 
مسرحية  البحر بيضحك لييه. اخراج /  محمد مرسي  تمثيل  / فرقة صندوق التنمية الثقافية  
مسرحية  سينما 30   اخراج  / محمود الحديني   تمثيل  /  فرقة كلية تجارة عين شمس 
مسرحية بينوكيو   اخراج /. محمد احمد  تمثيل / فرقة كلية الادآب  جامعة حلوان 
مسرحية  مغامرة  المملوك جابر  اخراج  /  مصطفي طه  تمثيل  /. فرقة كلية الاداب جامعة ال قاهرة 
ويصاحب المهرجان  معرض للكتاب لاول مرة  بالنسبة لهيئة الكتاب ويعتبر الثاني  لهيئة قصور الثقافة  بخصومات كبيرة في  ساحات المسارح المختلفة 
ويصدر  المهرجان  خمس مطبوعات  وهي اللا منتمي  "لجرجس شكري "  
فارس الكلمة  " لمصطفي  سليم  "  
الوجه والظل  في دولة التمثيل " لمدحت  الكاشق  "  
الاستاذ   " لمحمدامين  عبد الصمد " 
عاشق الفضاءات المفتوحة  " لعايدة علام  "  كما يرأس المهرجان  الدكتور حسن عطية  ومدير المهرجان الفنان  اسماعيل  مختار رئيس  البيت الفني للمسرح  
ويقدم المهرجان ايضا من خلال مسرح العرائس مجموعة من العروض المسرحية  في العديد من المستشفيات  واماكن الرعاية الصحية كما ينتقل  مسرح الشارع الشارع المعز لتقديم عروضه 
 يقدم المهرجانعدة اقسام  وهي المسابقة الرسمية والتي تضم  ١٩ عرضا مسرحيا والعروض المختارة وهي التي  خارج المسابقة  الرسمية والتي تحصل علي جائزة  الجمهور  وقسم  " نظرة ما "  وهو اطلالة علي نوع مسرحي  مغاير  وهذا العام لمسرح الشارع  
وضيف الشرف هذا لعام دولة الامارات العربية ولاول مرة  ....وقد استحدثت هذا العام فكرة وجود ضيف شرف للمهرجان 
من دولة عربية  وستقدم مسرحها للجمهور  خارج المسابقة الرسمية  للتعرف علي  المسرح بها
ولاول مرة يقدم المهرجان  مسابقة في المقال النقدي  في المسرح  وسيحصل الفائز فيها  علي جائزة تعادل  اكبر الجوائز  التي يقدمها المهرجان  في حقول  الابداع المختلفة 
للمرة الاولي سيكون  عرض الافتتاح  من العروض الموجودة  بالمهرجان بالفعل  وليس عرضا مقدما  خصيصا للمهرجان  كما كان يحدث من قبل  وقد اختارت اللجنة عرض علاء الدين  لفرقة فرسان الشرق  ليكون هو عرض الافتتاح 
قدرت ميزانية المهرجان هذا العام  بمليون  و٣٠٠ الف جنيه بزيادة  ٢٠٠ الف جنيه  عن الدورة التاسعة السابقة  وهو ما اعتبرته ادارة المهرجان ميزانية ضئىلة بعد قررات تعويم الجنيه وارتفاع سعر صرف الدولار 
كان من المقرر  ان يكون هناك  عرضا للمسرح الخاص  وهو مسرحية " ليلة"   من اخراج /  هاني عفيفي  وكان المقرر 
ان يتم عرضه علي  المسرح  الكبير بدار الاوبرا  الا ان الاوبرا  تأخرت في ردها  وطلبت   ان يعرض علي مسرح الجمهورية  لوجود صيانة وهو ما رفضه  هاني عفيفي  لان العرض يحتاج تجهيزات  كبيرة وديكورات  واوركسترا  لن يكون لها مكان  بمسرح الجمهورية 
للمرة الاولي يطلق المهرجان هذا العام قناة  خاصة بالمهرجان علي اليوتيوب  ستقدم من خلال القناة العروض المسرحية اليومية التي تعرض بالمهرجان  وعروض البيت الفني للمسرح  وعروض الاوبرا وتذاع هذه العروض طبقا للوائح  وزارة 
الثقافة 
اخرج  حفلالافتتاح وحفل الختام والكلمات المقتضبة وتنظيم الحفل  المخرج / اسامة فوزي 
يكرم المهرجان هذا العام عددا لا بأس به من الفنانين المسرحيين المخضرمين  .... علي سبيل المثال لا الحصر   الفنانة  
عايدة عبد العزيز  والمخرج سمير العصفوري.  والدكتور محمد شيحه.  والكاتب  سمير عبد الباقي 
تقدم العروض المسرحية علي مسرح  الطليعة  وميامي  وقاعة صلاح جاهين بالاوبرا  ومسرح المتروبوا ومسرح العرائس  واوبرا ملك  ومسرح السلام ومسرح الغد 
يرأس المهرجان  في لجنة المشاهدة  الدكتورة  / نبيلة حسن 
يرأس لجنة التحكيم  الكاتب / محمد  ابو  العلا السلاموني 
ويرأس لجنة تحكيم  مسابقة المقال النقدي  الناقد / محمد الروبي ء

صراع الأديب والحاكم في مسرح يحرر أصوات المجتمع

مجلة الفنون المسرحية

صراع الأديب والحاكم في مسرح يحرر أصوات المجتمع

شريف الشافعي

لا يرتضي البعض اعتماد التأويل والتأريخ والإسقاط السياسي كمعطيات أولية للتفاعل مع نص أدبي أو عمل فني، لكن بعض الأعمال، ومنها مسرحية “مولانا المقدَّم” للكاتب وليد علاء الدين، الصادرة أخيرا عن سلسلة المسرح بالهيئة المصرية العامة للكتاب، تصعب قراءتها جماليًّا بمعزل عن المرايا العاكسة للثورات العربية، وصورة الحاكم النمطي في المجتمعات العربية. “العرب” التقت الكاتب وكان لنا معه هذا الحوار.

ينظر وليد علاء الدين، المسرحي والروائي والشاعر، إلى الكتابة الإبداعية باعتبارها امتدادًا مكتوبًا للتفكير، وتسهم الآداب والفنون في توسيع نطاق التفكير، وليس نشر الفكرة. وفي مسرحيته “مولانا المقدَّم”، يفسح المجال واسعًا للفكرة المجردة، والفعل السياسي المباشر، من خلال “أديب” يقود ثورة ضد طاغية جاهل، قادته الصدفة وظروف هزلية استثنائية إلى اعتلاء عرش الحكم، في مملكة خيالية يسكنها الأموات، أو الأحياء شكليًّا في عالم ما بعد الموت.


الوسيلة المثلى

يوضح علاء الدين، في حواره لـ “العرب”، أن جماليات الفن وعناصر المسرحة هي التي تعنيه في المقام الأول، فتوسيع نطاق التفكير يعني دعوة القارئ أو المتفرج إلى مشاركة الكاتب الهم واستدعاء معطياته للقلق، أما إذا كان الهدف هو نشر الفكرة، فإن ذلك قد يُخرج الكتابة من حيّزها الإبداعي، ليسجنها في دائرة الوعظ والدعوة، فالمرشدون هم الذين يكتبون من أجل نشر فكرة.

للكاتب إسهامات متنوعة، فله مسرحيات منها: “72 ساعة عفو” و”العصفور”، ورواية بعنوان “ابن القبطية”، وله في الشعر “تفسر أعضاءها للوقت” و”تردني لغتي إليَّ”، وفي النقد “الكتابة كمعادل للحياة”. ويعتبر وليد علاء الدين، الفائز بجائزة ساويرس لأفضل نص مسرحي وجائزة الشارقة للإبداع العربي في المسرح، أن كتاباته تنطلق من وعيه بالمشترك الإنساني لاستدعاء ثقافة القارئ ومعارفه.

تتسع مسرحية “مولانا المقدَّم” لطرح قضايا فكرية وفلسفية وسياسية وإنسانية، من خلال مونولوجات داخلية وحوارات مبسّطة بالعامية المصرية بين الشخوص الأبرز في المسرحية (الأديب الثائر، المحامي المتملق، المهرّج الساخر، الجندي، السيّاف، الحاكم)، ومن هذه القضايا على سبيل المثال: عدم قدرة الإنسان على فهم نفسه، ولا جدوى القانون، والعلاقة بين القوة والعدل، وكمون مرادفات الحياة في العقل والقوة والوجود، وغيرها.

لا يرى وليد علاء الدين أنه حمّل الدراما ما لا تحتمله من أعباء، فمثل هذه الأطروحات جاءت في قالب فني، ومن خلال التفاعل الطبيعي بين أبطال العرض، وضمن مسار تنامي الأحداث، يقول “أردتُ للقارئ أو المتفرج أن يشاركني التفكير في المساحة التي تقلقني. هذه هي الوسيلة المُثلى، في رأيي، لغرس بذرة الاهتمام بقضية أو فكرة في الوعي العام، فيفكر فيها ويطرح حلولًا لمشاكلها، وهذه هي الطريقة التي أعتقد أن الأدب يعمل بها”.

مسرحية "مولانا المقدم" تطرح قضايا فكرية وفلسفية وسياسية وإنسانية، من خلال مونولوجات داخلية وحوارات مبسطة
تدور أحداث مسرحية “مولانا المقدَّم” في قالب هزلي، إذ تبدأ بلقاء في مكان مجهول، يبدو كأنه الآخرة، بين ثلاثة أشخاص، هم: الأديب، والمحامي، والحداد المصارع مفتول العضلات. وهذا الأخير الذي استثمر قوته في وقت سابق بالتطوع في القوات الخاصة بالجيش، هو الذي سينتصر على رفيقيه في معركة السلطة بالمملكة الجديدة، ليتوّج على عرش حكم ولاية الأموات بفضل قوته، إذ لم يرض الثلاثة بالتحكيم بينهم، الذي اقترحه “المهرّج” ذو الطرطور، بعدما مر عليهم فصار رابعهم.

تتوالى الأحداث، ليزداد “مولانا المقدَّم” في طغيانه ودكتاتوريته بعد توليه مقاليد الحكم، إلى درجة أن يأمر ببناء عرش جديد له من جماجم الشباب القوية، إذ لم يتحمل العرش القديم وزنه الثقيل، فتهدّم تحته.

في ظل السكوت على جرائمه المتتالية، ينبري الأديب لإقناع الشعب بالثورة على الحاكم، لكن لا يتبعه سوى جندي وعدد محدود من أفراد الشعب، فتفشل الثورة، ويأمر الحاكم بالقبض على الأديب، ومن بين التهم التي وجهت إليه أنه يرفض الانحناء للحاكم. وتنتهي المسرحية بإجهاض حلم الثورة، والحكم على الأديب بحبس بنات أفكاره، وإجباره على الانحناء الدائم، مع فرض رقابة لصيقة عليه، في حين يلتزم الأموات أماكنهم في “الجمهورية الطرطورية”.

ربما يكون مدهشًا لقارئ مسرحية “مولانا المقدَّم” أن يعرف أنها مكتوبة قبل موسم الثورات العربية بسنين، وهذه المعلومة يؤكدها الكاتب وليد علاء الدين. يقول الكاتب في حديثه لـ”العرب” “لو شعر أحد بأنها مكتوبة خصيصًا من أجل التعبير عن موقفي من الأحداث الراهنة، فسأعتبر ذلك شهادة نجاح. هذا العمل، بساطة، ينتمي إلى الأدب المنطلق من وعي بالمشترك الإنساني، ومن معرفة بطبائع البشر ورغباتهم التي لا تتغير بسهولة، وبمخاوفهم التي لا تعالَج كذلك بسهولة”.


الإبداع والواقع


رواية مكتوبة قبل موسم الثورات العربية
عن مدى إمكانية التعويل على الإبداع كقيادة على أرض الواقع، أم أن النهاية على الأرض في هذه الحالة ستكون بلون سوداوية المسرحية، حيث سجن بنات الأفكار، وتتابع الدكتاتوريات، وانحناء الشعب، يقول علاء الدين “عندما يفتح طبيب عيادة لاستقبال المرضى وعلاجهم، هو لا يعلن أنه قادر على علاج كل من يزوره، لكنه يظل يحاول ذلك في كل يوم وفي كل مرة”.

بلا شك هناك حالات كثيرة تنجو، يستطرد وليد علاء الدين، فهل نُعوّل على الطب في شفاء كل الأمراض؟ “سؤال إجابته المنطقية: لا بالطبع، فهناك ما لم ينجح الطب في علاجه، وهناك بعض الأطباء يفشلون في علاج بعض المرضى، لكن الطب يقوم بمهمة لا نتصور العالم من دونها، والأطباء هم من يديرون هذه المهمة. وكل يوم يتحسن العالم بفضلهم”.

يرى ضيفنا أن الإبداع مثل الطب، في هذه الحالة، يقوم بمهمته في تحسين الوعي وتطويره وقيادة العقل وتحسين أدواته، والمبدعون هم من يديرون هذه المهمة، رغم أن المشهد العام ما زال مليئًا بالتعصب والجهل، ويقول “لا أميل إلى الحديث عن نهاية مأساوية في الواقع، وإن كانت هكذا في النص لضرورة ضبط عملية الدعوة للتفكير، أما في الواقع فإننا نتحدث عن عملية مستمرة اسمها الحياة، بها دورات تنجح وأخرى تفشل، وبنات أفكار تتعرض للسجن وأخرى تنجو، ودكتاتوريات تعلو ثم تدوسها الأقدام. إنها الحياة، والأدب من وقودها ومحركاتها”.

تكاد تلتقي شخصيات مسرحية “مولانا المقدَّم” في الجمع بين الجدية والسخرية والتهكم و”التهريج” والبساطة واللهجة العامية والرموز الواضحة، ويفسر المؤلف تلك التناقضات بأنه لا يطيق الشخصيات النموذجية (الـ”سوبر بشر”)، ولا يعتقد أنها صالحة للتواصل مع المجتمعات، إذ تُصنع هذه الشخصيات إما لإخافة البشر، وإما لمنحهم الطمأنينة المطلقة، وهما حالتان أبويتان لا تصلحان لإقامة الحوار أو حتى لتقديم القدوة.

يتساءل “هل ترى القدوة في إنسان يعالج نواقصه ومخاوفه ونقاط ضعفه ويقاومها بصبر ودأب وحيرة وقلق فيفشل وينجح إلى أن يتغلب عليها، أم في إنسان مكتمل

الخَلق والأدوات لا يصاب بقلق أو يقع في خطأ؟”، ثم يجيب “الأول قدوة، أما الآخر فوسيلة إحباط”.

عن خطوات تجسيد “مولانا المقدَّم” على خشبة المسرح، يشير وليد علاء الدين إلى أن الناشر أبلغه بأن النص تم ترشيحه لأكاديمية الفنون التابعة لوزارة الثقافة، ويقول المؤلف “لا أعرف إن كان النص سيلقى اهتمامهم أم لا، لكني بشكل عام أرى أن النص المسرحي خارج دفتي الكتاب مسؤولية مبدعين آخرين، كالمخرج والدراماتورجي ومبدعي السينوغرافيا والديكور وغيرهم. إنها دنيا أخرى من الفنون والإبداع لها قواعدها ومعاييرها، وإن كانت مبنية على ما أثاره النص الذي أكتبه”.

-----------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption