أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 17 مارس 2014

انطلاق أيام الشارقة المسرحية اليوم

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح


تنطلق مساء اليوم فعاليات الدورة 24 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية، الذي تنظمه إدارة المسرح التابعة لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، برعاية وحضور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومشاركة وفود عربية تضم كبار المسرحيين والنقاد العرب والإعلاميين، وتفتتحها مسرحية «ريتشارد الثالث» التي ستعرض مساء اليوم على مسرح قصر الثقافة. وتتنافس ثمانية عروض محلية على جائزة أيام الشارقة المسرحية من بين 13 عرضا تتوزع على مسرح قصر الثقافة وقاعات معهد الشارقة للفنون المسرحية، مع عرض وحيد في جمعية المسرحيين.
تكريم
وتكرم هذه الدورة المسرحيين المبدعين أصحاب العطاءات الكبيرة في مجال المسرح، إذ ستحتفي بالفنان العراقي يوسف العاني، الذي اختارته لجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، والفنانة الإماراتية عائشة عبدالرحمن الشخصية المكرمة محليا، إضافة إلى تخصيص وقفة وفاء خاصة للراحلين أحمد عبدالحليم وأحمد بن قطاف.
داخل المسابقة
اختارت لجنة المشاهدة داخل المسابقة «الحصالة» لفرقة مسرح بني ياس، و «القبض على طريف الحادي» لفرقة مسرح العين، و «مكبث» لفرقة المسرح الحديث، و «لو باقي ليلة» لفرقة مسرح دبي الشعبي، و «طقوس الأبيض» لفرقة مسرح الشارقة الوطني، و «أوركسترا» لفرقة مسرح خورفكان، و «الغافة» لفرقة مسرح الفجيرة، و «سمرة وعسل» لفرقة مسرح دبا الحصن.
20 فعالية
المهرجان الذي يستمر من 17 إلى 25 مارس الجاري يستضيف أكثر من 20 فعالية موازية تمزج المسرح بسائر الفنون البصرية الأخرى، كما يستضيف «الملتقى الفكري» ومعرض الكتاب المسرحي ومعرضا فنيا بعنوان (ذاكرة الأيام).

جدول العروض
الاثنين 17 مارس: »ريتشارد الثالث« 7:00 مساء
الثلاثاء 18 مارس: »صاحبك« 7:00 مساء
»خلخال« 9:00 مساء
الأربعاء 19 مارس: »أوركسترا« 7:00 مساء
الخميس 20 مارس: »القبض على طريف الحادي 07:00 مساء«
الجمعة 21 مارس: »سمرة وعسل« 7:00 مساء
»الواشي« 9:00 مساء
السبت 22 مارس: »الغافة« 7:00 مساء
»الحصالة« 9:00 مساء
الأحد 23 مارس: »طقوس الأبيض« 7:00 مساء
الاثنين 24 مارس: »مكبث« 7:00 مساء
»لو باقي ليلة« 9:00 مساء


    الشارقة دارين شبير
      البيان

فديو افتتاح مهرجان ايام الشارقة الدورة ال٢٤- ٢٠١٤

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

فديو افتتاح مهرجان ايام الشارقة الدورة ال٢٤- ٢٠١٤



اليوم العالمي للمسرح: تقليد أحياه المسرحيون

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح
عرض مسرحي قدمه المخرج الجنوب أفريقي بريت بيلي
المخرج والممثل الفرنسي “جان كوكتو” كان أول من ألقى كلمة في اليوم العالمي للمسرح في احتفاليته الأولى عام 1962، توالت بعده أسماء مهمة في عالم المسرح، “آرثر ميلير”، “بيتر بروك”، “أريان منوشكين”، “داريو فو”. اليوم في الذكرى الثانية والخمسين ليوم المسرح العالمي، الكاتب “بريت بيلي” (جنوب أفريقيا) سيلقي هذه الكلمة مفتتحا بقوله: «أينما وجدت جماعة بشرية، فلسوف تتبدّى روح “العرض” الجامحة».
هل المسرح عربي
المسرح ظاهرة غريبة عن العرب، بالرغم من المحاولات الكثيرة لتأصيل هذه الظاهرة إلا أنها لا تنتمي بصورة حقيقية للثقافة العربية، العرب والمقصود بهم سكان الجزيرة لم يعرفوا المسرح، بل لهم طقوس وظواهر قريبة من المسرح تحاكي بعض خصائصه بالرغم من محاولات التأصيل التي قام بها سعدالله ونوس وعلي عقلة عرسان وغيرهم.. إلا أن أدونيس لفت النظر إلى تناقض جوهري، الإنسان ليس مركز الكون في الثقافة العربية، الله هو مركزها، ولا يمكن أن يزدهر مسرح يكون الإنسان ليس أساسه.
مناطق بلاد الشام ومصر عرفت ظواهر مسرحية ومقاربات يمكن اعتبارها مسرحا، لكنها تعود إلى حضارات تسبق الحضارة العربية، فوجود مدرج “بصرى” جنوب سوريا أثناء فترة الحكم الروماني، وبعض الطقوس الاحتفالية لدى الفراعنة كلها دلائل على وجود ثقافة مسرحية، المسرح في المنطقة بصيغته المعروفة “جمهور- مكان عرض- نص” عُرف على يد مارون النقاش في القرن التاسع عشر، لمعت بعدها أسماء في العالم العربي حاولت تقديم هذا الفن بصورة تتناسب مع طبيعة المتغيرات التي تحكم المنطقة العربية بصورة تلائم النسق الثقافي السائد والطبيعة السياسية والاجتماعية.
المسرح والتمرد
يقول المسرحي الفرنسي “أرتونان أرتو” إن المسرح “كالطاعون على شاكلة هذه المذبحة، هذا الانفصام الجوهري، إنه يطلق الصراعات، ويخلص القوى من أسرها، ويفجر الطاقات والإمكانيات، وإذا كانت هذه القوى سوداء، فليس هذا خطأ الطاعون أو المسرح، وإنما خطأ الحياة”.
خصوصياتنا مخترقة بالوكالات السرية والاستخبارات، وكلماتنا تتم مراقبتها بواسطة حكومات متعسفة
ينسحب هذا الكلام على الربيع العربي، وطقوس الاحتجاجات الجماعية (المظاهرات)، هي تجارب مسرحية جديدة ، أعادت الجذور الكرنفالية إلى المسرح، الهتافات الموحّدة والاجتماع في أماكن محدّدة وصيغة المشاركين- المتفرجين هي ظواهر مسرحية في حدّ ذاتها، تتميّز بأنها تفتح المجال أمام الجميع للمشاركة؛ المشاركة بكسر “التابو” ورقابة السلطة، تختلف عن الكرنفال بأن هذا الأخير يقام تحت الرقابة لكن الاحتجاج هو تحدّ لما هو قائم من نظم سياسية واجتماعية، وتقديم رؤية جديدة للكون قائمة على المبالغة والغروتوسك، حيث الجميع متساوون -ما يثير الانتباه أن هناك احتجاجات جمعت أناسا من مختلف الأعراق والطوائف والتيارات تحت هتاف واحد-، لحظة الهتاف في حدّ ذاتها هي دعوة للمساواة، دعوة للتمرّد، وبعضها يحمل إشارات طقسية “الأعلام والرايات”.
الجمهور هم المؤدّون، نشوة عارمة تقارب نشوة الممثل المسرحي تصيب الجميع، فهم الفاعل والمفعول به، هم المؤدّي والمتفرج وصانع الحدث ومحركه. خاصية أخرى تبرز هي القناع، مفتاح الحرية، القناع لا يُخفي بل يَكشف، طاقة سحرية يمتلكها تتحرّر لدى من يرتديه، ليعبّر فيها بجسده وصوته حتى الأقصى.
المسرح في زمن الربيع العربي تحوّل إلى أسلوب للعلاج (سايكو- دراما وسوسيو- دراما) بفعل المشاهدة والمشاركة الحية، اقترب المؤدّون من الجمهور وخاطبوهم بلغتهم، هاملت لشكسبير أُدّيت في مخيم الزعتري على يد أطفال مهجرين. الأخوان ملص (سوريا) أدّيا مسرحية في السجن أثناء اعتقالهما، أمل عمران درّبت الأطفال السوريين لتقديم مسرحية بعنوان “أثر الفراشة”؛ المسرح أداة للعلاج، ترياق لتطهير المشاهد من معاناته عبر تحريره منها. المكان البديل أصبح هو الأقرب للواقع، الجميع خرج من العلبة الإيطالية، الممثل لم يعد يعتلي الخشبة -الركح- بل أصبح جزءا من الجمهور ومتفاعلا معه، طاقة سحرية لا بدّ أن تحكم الآداء المسرحي، يقول أرتو “الذي يذهب إلى المسرح ينبغي أن يعرف أنه مقبل على عملية حقيقية، يشترك فيها بروحه وجسده، كأنها عملية جراحية، وينبغي ألا ينصرف كما جاء”.
رسالة اليوم العالمي للمسرح
كتبها المسرحي بريت بيلي (جنوب أفريقيا) بعنوان (فلنبدّد بالمسرح الحدود التي تفرّق بيننا) يقول:
«أينما وجدت جماعة بشرية، فلسوف تتبدّى روح “العرض” الجامحة».
طاقة سحرية يمتلكها تتحرّر لدى من يرتديه
فتّحت الأشجار في صغريات القرى، بل وفي مسارح المدائن عالية التقنية، وفي قاعات المدارس، وفي الحقول والمعابد، في أحياء الفقراء وفي قصور المدن، وفي السراديب الداخلية وفي مراكز الأقليات، فإن الناس ينجذبون بعضهم إلى بعض متجمعين حول عوالم مسرحية نقيمها نحن لنعبّر عن تشابكاتنا الإنسانية، وعن تعدّدنا، عن جراحاتنا، عن أجسادنا الحية وأنفاسنا وأصواتنا.
نلتئم لننتحب ونتذكر، نضحك ونتألم، نتعلم ونقرّ ونتخيل، ننظر البراعة التقنية ونشخص عن الآلهة؛ لنلتقط نفسنا المشترك من قدرتنا على الجمال والشفقة والوحشية.
نأتي لنتزود بالطاقة لنستطيع أن نتمكن من الاحتفال بالثراء في مختلف ثقافاتنا، ولنبدّد الحدود التي تباعد بيننا.
أينما وجدت مجموعة من البشر، فإن روح العرض المسرحية سوف تظهر، تولدها الجماعة واضعة أقنعتها ولابسة أزياء بعدد تقاليدنا، بل وتواشج ما بين لغاتنا وإيقاعاتنا وإيماءاتنا، وتفسح لها مكانة بيننا. أما نحن، أهل المسرح الذين نعمل بهذه الروح الخالدة، فنشعر باضطرارنا لأن تسلك “الروح” عبر أفئدتنا حتى يمكن لأفكارنا وأجسادنا أن تفصح عن واقعنا في دنيويّته وفي لمعانه السديمي الغامض.
ولكن، في هذا العصر الذي تناضل فيه الملايين العديدة من البشر لأجل البقاء، وتعاني تحت نير أنظمة قمعية ورأسمالية ضارية، فإنها لتشعر بالصراعات والشدائد، وأن خصوصياتنا مخترقة بالوكالات السرية والاستخبارات، وأن كلماتنا تتمّ مراقبتها بواسطة حكومات متعسفة؛ بل إن الأحراش لتتمّ إبـــادتها، والأنواع تمحق، والبحار تسمّم؛ فمـــا الذي سنضطر نحن للكشف عنه؟
في هذا العالم غير متكافئ القوى، والذي تحاول فيه قوى بطش متعدّدة أن تقنعنا أن أمة واحدة، جنسا واحدا، نوعا واحدا، أو تفضيلا جنسيا، دينا واحدا، أيديولوجية واحدة، أو إطارا ثقافيا واحدا هو الأعلى والمعلّى على غيره؛ فهل هو دفاع الحق، ولا شيء غيره، أن نشدّد على أن الفنون لا يجب البتة أن تُفصم عن روابطها الاجتماعية؟
هل لنا نحن أهل فنون المسارح والحلبات، وفقا لمهامنا المطهرة من السوقية، ونحن الذين نقبض على القوى التي نمتلكها، هل لنا أن نفسح لنا مكانة في قلوب مجتمعاتنا وعقولها، لنجمع الناس حولنا، لنلهم ونسحر ونعلّم ونبدع عالما من الأمل، وتعاونا بمحبة فيما بيننا..؟!”
______________________
ترجمها من اللغة الإنكليزية إلى اللغة العربية: د. يوسف عايدابي (السودان)



الأحد، 16 مارس 2014

المسرح فتح لي باب الغيب وباب التاريخ

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

أسئلة د. مصطفى رمضاني إلى د. عبد الكريم برشيد
السؤال لأول : هل راجعت موقفك من الملحمية البريختية أم ما زلت مصرا على ذلك؟
أنا ثابت على الثوابت دائما، أما المتغيرات، فمن الممكن أن أغيرها وأجددها مع الزمن، وثوابتي المبدئية هي إنسانية الإنسان، وهي حيوية الحياة، وهي مدنية المدينة،
وهي التعبير الحر للإنسان الحر في المجتمع الحر، ولقد  كنت دائما ليبراليا متحررا، ولم يسجل علي يوما أنني كنت اشتراكيا أو ماركسيا، فأنا لا أومن بالطبقية، ولا بالصراع الطبقي، لأن رؤيتي الإنسانية لا تقبل التقسيم، والانحياز إلى نصف الإنصاف على حساب النصف الآخر ليس مهمتي، ولأنني قد حرصت دائما على حرية الإبداع المبدعين، فإن كثيرا من شعارات السبعينيات من القرن الماضي لم تخدعني، ولم أومن لا بديكتاتورية الدولة ولا بالعادل المستبد، انطلاقا من هذه المبادئ كان اختلافي مع بريشت، والذي لم يكن اختلافا مع الشخص في ذاته، ولكنه كان اختلافا مع المنظومة العقائدية والفكرية والجمالية التي ظل يمثلها كثير من الكتاب والشعراء ومن الفنانين في كل العالم، خصوصا في سبعينيات القرن الماضي.

أنت تسألني هل مازلت عند موقفي ( القديم) من الملحمية البريشتية، أما أنا، فإنني أسأل نفسي السؤال التالي: هل مات بريشت وهو مقتنع حقا بهذه الملحمية الشرقية؟
يعرف الجميع أن بريشت لم يكن يبدع انطلاقا من فلسفته الخاصة، لأنه ـ وبكل بساطة ـ لم تكن لديه أية فلسفة خاصة، لقد كانت كل مسرحياته ذات بعد مدرسي تطبيقي، وكانت مرجعيته الفكرية تتمثل أساسا في الفكر المادي الجدلي، وهو بهذا يختلف عن كل المسرحيين العالميين الكبار، والذين عرفهم القرن العشرون، فبيرنديللو مثلا يبدع انطلاقا من فلسفته في نسبية الحقيقة، أما يونسكو وبيكيت وأداموف فيبدعون انطلاقا من فلسفتهم العدمية والعبثية، أما سارتر وألبير كامو فقد كتبا للمسرح انطلاقا من فسفتهما الوجودية.
وأنت تعرف، والكل يعرف أيضا، بأن الذين خاصموا الاحتفالية، في بداية ظهورها، قد فعلوا ذلك تحت راية الملحمية، ولم يكن ذلك اقتناعا منهم بهذا المسرح، ولكنه كان فقط لمعاكسة التجربة الاحتفالية، ولأنهم كانوا في حاجة إلى أرضية فكرية وجمالية، وخيل لهم أنها من الممكن أن تكون في هذه الاحتفالية.
السؤال الثاني: هل شعرت يوما بأنك لم تأخذ حقك اجتماعيا، بعد هذا الرصيد المسرحي الذي خدمت به الثقافة المغربية والعربية؟
لو تم إنصافي لكنت قد انتهيت منذ أزمان، ولكنت فد شعرت بأنني قد أديت عملا، ونلت عنه أجرا، وانتهى كل شيء، وما هكذا فهمت دوري في الحياة والمسرح، لقد آمنت دائما بأنني مناضل وجودي، وبأنه لا يحد يطالب بثمن لوجوده، تلك خطوات كتبت علي في الحياة، ومن كتبت عليه خطوات مشاها، وأعرف أنني لم أكن أمشي، ولكنني كنت أجري، لأن الأمر يتعلق بسباق المسافات الطويلة جدا، وما ميزني دائما هو طول النفس، وهو عدم الاعتراف بشيء يسمى الهزيمة، وهو الثقة بالنفس، في حدود المعقول والمقبول طبعا، وعلى امتداد عقود طويلة ظللت أقول لنفسي الكلمة التالية ( قل كلمتك وامش إلى الأمام)
إنني لا أنتظر الجزاء من أي أحد أو من أية جهة، وأعرف أن قدري هو أن أكتب وأكتب، لأنني أساسا كاتب ومفكر، ولأنني بهذه الكتابة الصادقة أعبر عن وجودي الصادق، فهي عنوان وجودي، ولذلك فإنني أقول دائما ( أنا أكتب إذن فأنا موجود) ولا شيء يرعبني أكثر من أن أصل إلى لحظة لا أستطيع أن أكتب فيها، ولأنني كاتب مختلف، ولأنني أعيش في زمن مختلف وفي مكان مختلف، فإنني أحرص على أن أكتب كتابة مسرحية مختلفة ومخالفة.
إن هذا المسرح لا يعطيك إلا بالقدر الذي تعطيه، وأنا أعطيته حياة واحدة وعمرا واحدا، ولكنه هو أعطاني كل حياة الناس وكل أعمارهم، وفتح لي باب الغيب وباب التاريخ، ولهذا فقد كنت دائما راضيا عنه، وكنت راضيا عن نفسي أيضا، لأنني عشت فيه تلميذا نجيبا، وكنت قريبا من روحه ومن جوهره أكثر من قربي من أشكاله وقشوره.
والأخطر، هو أن نفعل في المسرح دائما بشكل جديد ومتجدد، وأن نكون متفاعلين مع شخوصه وقضاياه، ومع أسئلته ومسائله الوجودية الكبرى، وأعتقد أن هذا ما كنته وأكونه في عالم وكون هذا المسرح، ولهذا فقد تحققت لي المتعة والمعرفة فيه، وكنت راضيا على مساري الإبداعي والفكري فيه.
لقد آمنت بأن هذا المسرح هو الوجود الحق، وبأنه لا شيء أخطر فيه من ألا نوجد فيه، وأن لا نفهمه، وأن لا نكون مناضلين وجوديين، ولهذا فلم أقل يوما بأنني مسرحي محترف.. وأحترف ماذا؟ وهل وجودنا حرفة؟ وهل حياتنا التي نحياها حرفة؟ وهل الكلمات التي ننطقها ونكتبها حرفة؟ وهل الخطوات التي نمشيها على خشبة هذا المسرح الكبير والذي يسمى الحياة حرفة؟
لقد أسست أفكارا في هذا المسرح، نطقت بها شخصيات من التاريخ ومن الحكاية ومن الخرافة ومن الأسطورة ومن الواقع اليومي، ولقد حاولت دائما أن أكون صادقا مع نفسي ومع مسرحي ومع زمن الناس ومع الحياة ومع التاريخ، وأن أظل وفيا لفلسفتي التي ارتضيتها في مسرح حياتي وفي حياة مسرحي، ولو أنني في مواقفي التي أتعبتني قلت غير ما قلت، لما كنت أهلا لأن أحمل اسمي ورسمي.
وأنا لا يهمني إلا ما أعطيت أنا، أما ما يعطيه الناس فتلك مسألة تخصهم وحدهم، ومع ذلك، فإنه يمكن أن أشهد بما يلي: إن الناس في كل العالم العربي قد أعطوني الحب الصادق، وفهموني وأدركوا محتوى رسائلي، وأعتقد أن هذا هو أعز ما يطلبه الكاتب الذي يكتب، أي أن يجد القارئ الذي يفهمه، ولهذا القارئ ـ الجمهور أقول اليوم شكرا، لقد كنت نعم الرفيق في الطريق، ولولاك ما كنت أقطع كل هذه الأدغال والصحاري والفيافي والقفار الموحشة.
لقد أعطاني هذا المسرح راحة الروح، وصالحني مع نفسي ومع العالم، وحقق لي شيئا من التوازن النفسي والعقلي، وجنبني أخطر أمراض العصر، والتي يمثلها القلق والحمق والجنون. لقد أدركت بالمسرح وفي المسرح الحقيقة المرعبة التالية، وهي أن الخلل الأكبر موجود في نظام هذا العالم، ولهذا فقد انخرطت في جبهة المصلحين، وليس في عصبة المفسدين.
وفي المقابل، كانت هناك أصوات ظلت تصرخ في وجهي، وظلت تكيل لي الشتائم، وتسميها نقدا، وظلت تعاكس مشروعي الفكري والإبداعي، وظلت تتصيد لي الأخطاء وتقولني ما لم أقل، ولقد آمنت بأن هذا من حقها، وبأن من واجبي أن أواصل السير، وأن أحاورها حوارا يشبه المتحاورين، وتكون أدواته وحججه في مستوى فهمهم، وهذا ما جسدته في كتاب (الاحتفالية مواقف ومواقف مضادة ) في الكتاب الأول والكتاب الثاني معا.
إنني راض عما أعطيت لحد الآن، ولكنني أحس بشيء غير قليل من القلق، عندما أفكر في الذي يمكن أن أعطيه غدا، وهل سيكون في نفس ذلك العطاء الذي كان؟ وهل يمكن أن يضيف إليه شيئا جادا وجديدا؟
السؤال الثالث: لماذا خفت صوت جماعة المسرح الاحتفالي؟
تعرف، بأن تأسيس جماعة المسرح الاحتفالي ـ في أواخر السبعينات من القرن الماضي ـ لم يكن مقصودا لذاته، ولم يكن حركة استعراضية، ولم يكن بهدف إيجاد لوبي ضاغط في المسرح، أو إيجاد قوة ما، ولكنه كان فعلا جديدا وجادا لدعم حركة مسرحية جديدة وجادة، حركة كانت في درجة النشأة الأولى، أي كانت مجرد فكرة، ومجرد تصور، ومجرد حلم، ولقد كانت تلك الفكرة في حاجة لمن يؤمن بها، تماما كما كان ذلك الحلم في حاجة لمن يقتسمه معنا، وبهذا فقد كان في حاجة إلى دعم مادي ومعنوي، وهذا ما جعل هذه الجماعة تعلن عن نفسها وهي متشكلة من الكاتب ومن المخرج ومن الممثل ومن الناقد ومن الباحث ومن المؤرخ المسرحي.
وعندما وصلت هذه الجماعة إلى البيان السابع ـ في أواسط التسعينيات من القرن الماضي ـ وعندما تبلورت تلك الفكرة المؤسسة الأولى، وعندا تناسلت، وتعددت، وتفاعلت مع محيطها الاجتماعي والسياسي والفكري والجمالي، فقد كان ضروريا أن يفضي ذلك التراكم المعرفي إلى التغير الكيفي، وبهذا فقد كان ذلك الذي كان، وأصبحت تلك الفكرة اليتيمة فكرا متكاملا، وارتقى ذلك المسرح الاحتفالي درجات الارتقاء الوجودي ليصل إلى عتبة ما أصبح يسمى ـ بعد ذلك ـ بالاحتفالية، والتي هي أكبر وأوسع وأرحب من ذلك المسرح الاحتفالي المحدود، والذي أصبح جزء فقط، من منظومة فكرية وفلسفية كبيرة، ولعل هذا هو ما جعل هذه الاحتفالية تستقل بوجودها، وأن يصبح لها كيانها الخاص، وأن تكون عصية على المحو وعلى الاختراق وعلى التجاوز، لأنها راهنت ـ منذ البدايات الأولى ـ على الثوابت والأساسيات المبدئية في الوجود والموجودات، لقد راهنت على الحرية والتحرر، وعلى الإنسان والإنسانية، وعلى المدينة والمدنية، وعلى الحياة والحيوية، وعلى الجمال والجمالية، وعلى الحق في الفرح والاحتفال.
لقد كان ممكنا لهذه الجماعة أن تصبح مذهبا حزبيا أو تكتلا فئويا أو تصبح جمعية مهنية أو طريقة صوفية، ولكن هذا ما لم يحصل، لأنه مناف لطبيعتها ومبادئها، ولو أنه حصل ما كان لهذه الحركة الفكرية والمسرحية أن تكون مخلصة ووفية لثوابتها الفكرية التي قامت عليها، والتي هي الحرية والاختيار والمشاركة والحوار والاقتسام، وهي التطوع الإرادي، وهي خدمة القيم الرمزية، وليس خدمة المعابد والهياكل الإدارية، ولا هو حراسة الأصنام والأوثان والمجردات الوهمية.
في الفكر الاحتفالي لا وجود إلا للإبداع والمبدعين الحقيقيين، ولا وجود فيه إلا للذين يمشون في الطليعة وفي الأمام، أما الذين يصطفون في الصفوف المذهبية والحزبية والعقائدية، فإنه لا يمكن أن تكون له أية علاقة بروح الاحتفالية وبجوهرها وفلسفتها، ولأننا مارسنا حقنا في الاختلاف، فقد خاصمتنا بعض الأحزاب المغربية وبعض المقاولات الصحفية، اعتقادا منها بأننا ضدها، مع أن الحقيقة غير هذا تماما، فنحن ضد التبعية، وضد الشللية، وضد الفئوية، وضد القبلية، وضد الشعوبية، وضد الشوفينية، وضد الانغلاق على الذات، ولو أن هذه الجماعة الاحتفالية أصبحت جمعية، وأصبح لهذه الجمعية مراكز ومقامات ومصالح، فهل كان من الممكن أن تعمر كل هذه العقود الطويلة؟
إن التخلي عن الجماعة إذن، هو انتصار للمبادئ والمعاني والأفكار، وذلك على حساب الأسماء المجسدة في أجساد والمشخصنة في أشخاص، لأنه غدا ستمضي كل الجماعات، ولا يبقى في الساحة إلا الأفكار.
السؤال الرابع: أين تجد ذاتك أكثر، أفي الإبداع، أم في النقد، أم في التنظير؟
جد نفسي في كون هذا المسرح اللامحود، وفي فضاء ذلك المسرح وجدت كل شيء، وجدت الشعر والنثر، ووجدت القصة والرواية، ووجدت الرسم والموسيقى، ووجدت الرواية والملحمة، ووجدت الحكاية والأسطورة، ووجدت الواقع والتاريخ، ووجدت الإبداع والنقد، ووجدت الفكر والعلم، ووجدت الفن والصناعة، ووجدت الكائن والممكن، ولهذا فقد صعب علي أن أنحاز إلى جانب واحد من هذا المسرح، وذلك على حساب الجوانب الأخرى المتعددة والمتنوعة، ولهذا فإنني أقفز على كل التقسيمات والتصنيفات المدرسية المعروفة والمألوفة، وأقول ما يلي: أنا المواطن المسرحي وكفى، وفي دولة هذا المسرح تلتقي كل العلوم وكل الفنون وكل الصناعات عند ملتقى الطرق، وتفترق عند نفس المفترق.
لقد شاهت المسرحيات قبل أن أقرأ النصوص المسرحية، وتفاعلت مع الأسماء والأحداث والحالات فيها قبل أن أعرف القواعد والتقنيات، ودخلت مسرح العالم قبل أن أخل عالم المسرح، ووجدت نفسي أندهش أمام الناس والأحداث، وأمام المشهد والأشياء، ومارست التفكير الحر أولا، ثم نقلت فعل هذا التفكير إلى المسرح ثانيا، سواء في التأليف أو في الإخراج أو في النقد أو في التنظير، ولهذا فقد كنت عينا ترى، وكنت أذنا تسمع، وكنت قلبا يعي، وكنت عقلا يفكر، وكنت خيالا يتصور، وكان لي في كل المشاهدات رأي وموقف، وهذا الرأي ـ الموقف هو الذي يسميه الدارسون النقد، وهل هو فعلا كذلك؟ وكان لي تصور لمسرح آخر ممكن الوجود، وهذا الفعل هو الذي يسميه الباحثون التنظير، وهل هو فعلا تنظير أو مجرد نظر عقلي لعالم المسرح ولمسرح العالم؟
ومارست فعل الكتابة أيضا، ولم يكن في نيتي أن أكتب نصوصا مسرحية وكفى، لأن طموحي كان دائما ـ وما يزال ـ أكبر من هذا بكثير، لقد اشتغلت دائما من أجل تأسيس المسرح الممكن أولا، وكان ذلك اقتناعا مني بأن فعل التأسيس يبدأ أساسا بالعلم وبالفكر وبالفن وبالصناعة، وأن الصناعة مرتبطة بالممارسة العملية، ولذلك فقد أسست فرقة مسرحية في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكان ذلك بمدينة الخميسات، واشتغلت في الفرقة مخرجا وكاتبا وشاعرا وناقدا ومنظرا وإداريا أيضا، ولم يكن صدفة أبدا أن تحمل تلك الفرقة اسم النهضة، وأن تنخرط في المشروع النهضوي العربي، وأن تؤكد على مبدأين أساسيين هما: التأسيس والتحديث.
ولأن المسرح ـ في معناه الحقيقي ـ أكبر وأخطر من أن يكون مجرد فرجة مشهدية، ولأنني أومن بأن التفرج على مآسي الآخرين ـ من خلال ( صندوق) المسرح ـ ليس مطلوبا لذاته، فقد أكدت دائما على أن يكون المسرحي الحقيقي مناضلا كونيا بالضرورة، وعلى أن يكون في صف الحق والحقيقة وفي صف الجمال والكمال، وفي صف التلاقي والحوار، وفي صف العقل والعقلانية، وفي صف الفن الذي يزيد الوجود جمالا وكمالا وبهاء.

السبت، 15 مارس 2014

الأداء الجيد يمنع التساؤل والقلق / مجدي الحمزاوي

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

عرض 1470043_626625597395809_1636402024_n.jpg
عرض 1486858_626625084062527_1021102665_n.jpg




عند مشاهدتك لعرض طقوس الموت والحياة الذي يقدمه مسرح الطليعة من تأليف د عصام عبد العزيز وإخراج مازن الغرباوي ، فهناك احتمال كبير أن جلس مستمتعا بأداء تلك الممثلة الشابة نهى لطفي ، فهي تمتلك حضورها الطاغي الخاص . علاوة على موهبتها لواضحة فهي تعبر بكل أدوات التعبير التي يملكها البشر بطريقة جيدة ولا تعلو أداة منهم ‘ن الأخرى . فعندما تراها وهي تمثل بالصوت والوجه والإيماءة والجسد تشعر أنك أمام مقطوعة موسيقية كتبت ونفذت بعناية ووعي وقدرا كبير من الروعة.
فهذا الأداء المتمكن لن يجعلك وقت المشاهدة تقف كثيرا لتسال نفسك ، هل أنت أمام نصا مسرحيا مكتوب أساسا للمسرح. أم أنك أمام مجموعة من اللوحات وضعت بجوار بعضها لكي تكون ما يشبه النص المسرحي؟
فقد غاب البناء المؤدي بالحدث لآخر يتفق او حتى يتعارض معه؛ أو حتى يكون بناء عليه .وأصبح الأمر أشبه باللوحات المنفصلة ، مع أن الشخوص واحدة والمكان واحد ، والمفترض أن هناك حدثا واحدا رئيسا قد جمعهم .
فص العرض الذي يدور في المقابر حيث شاهد قبر تقف أمامه الحبيبة بعد انممات حبيبها لتؤكد أنها باقية معه بجانب القبر او حتى الموت أو حتى تتحقق المعجزة بعودته للحياة ثانية . وتتداخل مع هذه المحبة بعض الشخصيات الأخرى مقل الزوجة والابن  لهذا المتوفى ثم العريف والجندي . وتشرع قصة حب بين الجندي والحبيبة في البزوغ ج ولكنها تقف أمام حدث مقحم في الأساس بإقحام هاتين الشخصيتين على المحبة بدون دافع حقيقي ليموت الجندي أو ينتحر . وبعدها تخرج الحبيبة من أسر المقبرة للحياة!!
وإذا كانت الأحداث كما قلنا غير متصلة أو لم يكن هناك حتمية درامية بغالب أجواء نص العرض . فأننا نشعر أيضا أن هناك كلمات وأحداث أقحمت خصيصا لتتناسب مع الحالة المصرية في اليومي والمعاش . مع أن المفترض انك أمام نص شبه فلسفي يناقش الخيط الواهي بين الموت والحياة وأن الطرفين على ارتباط ببعضهما البعض . وهذا يدور في شبه بنيان به بعض الشاعرية التي تتناسب مع النظرة الكلية الواجبة للتعامل الفلسفي مع بعض الأمور والحقائق.
 فأنت أمام مجموعة كبيرة من الصدف التي يمكن وصف الكثير منها بأنها فجة وغير قابلة للتصديق . وذلك في محاولة لخلق حالة من التضاد أو الثنائية المتعارضة الاتجاه أو الأطراف أمامنا بشكل دائم . والثنائية القائمة فقط على الصدفة ، أعتقد أنها تفتقد الكثير من الصدق ومن ثم الغرض وتضيع الرسائل المرادة بالكثير من الأوقات .
فهذه الحبية التي نذرت نفسها للموت أولا . نجد نفسها أما داع للحياة متمثلا في العريف . الذي كان وجوده لمجرد حراسة جثة لثائر مشنوق خوفا من أن تمتد يد الثوار للجثة ويقوموا بدفنها بمكان معلوم يصبح مزار للثوار فيما بعد . وهنا لا بد أن تتوقف أمام تلك السلطة التي تأمر بهذا ؛ هذا الغباء غير المتوقع من أي كائن . ففي الواقع القريب قدمت أمريكا حلا لهذا الأمر مع جثة بن لادن ؛ وهو التخلص من الجثة بمكان غير معلوم ؛ لا نصبها على المشنقة. ولكن ما حدث كان تبريرا لقيام الثوار بسرقة الجثة فيقوم داعي الحياة المتمثل بالعريف بالهروب من المحاكمة العسكرية عن طريق الانتحار , ون ثم يقدم حلا للقيادة بأن تعلن أن جثته هي جثة الثائر المسروقة , ثم تعترف بالثورة!!
أم هو قصد فعلا ان تكون الأوامر بأيدي الأغبياء ؟ وهنا يكون الخروج عن خطه العام شبه الفلسفي محاولة.  كما ان رسالته بها الكثير من الغموض وكان يجب ان يؤكدها لو كان مؤمن بها حقا
أعتقد أن هذا الإقحام وتلك المعالجة الغير متوازنة لم تأن إلا تبريرا  لما قاله العريف في ثنايا الحديث – وأيضا بدون داع _  أن الجيش يكره الثوار والثائرين . لا لأنه يأخذ موقفا منهم . ولكن لآن حالة لثورة من الممكن أن تولد مواجهة بين الشعب ونفسه . في الوقت الذي يجب على الجيش فيه حماية الجميع . فلا يمكن أن يسمح بهذا الاقتتال الداخلي. ولذا فهو ضد أي بادرة لهذا أيا كانت.
أيضا نجد أن الحبيبة حينما دخلت في حوار ساخن وصراع مع الزوجة ، لم تكتشف أو تصرخ بأن حبيبها ليس بزوج هذه المرأة حينما عرفت أن حبيبها كان مجرد قائدا لمجموعة من المرتزقة و ولكنها قبلت بهذاّ، قبلت  فكرة أن تنذر نفسها للموت من أجل مرتزق يتاجر بالموت؛ يقاتل في صف من يدفع أكثر !! ولكنها اكتشف هذا فقط حينما صرحت الزوجة بأن زوجها غنيا ؛ فقالت هي بأن حبيبها فقيرا ؛ وبهذا اكتشف بأن الحبيب ليس الزوج!! وكل هذا لمجرد أن توضع ثنائية بين المحبة والزوجة ونظرة كلا منهما للأمر . فالحبيبة تهتم بمن ذهب أما الزوجة فتهتم بما تركه من ذهب . متناقضة مع طقوس الحزن والموت التي قدمتها بأول الأمر وأجبرت الابن عليها ؛ ليخبرك بأن الزوجة ترتدي الأسود تحزن لمجر الشكل الاجتماعي أما الحبيبة فترتدي الأبيض وهي تنذر نفسها للموت . وإذا كانت هذه المقابلة بين اللونين هي من اختصاص مهندس الديكور د أحمد عبد العزيز . الذي تعامل مع هذه الثنائية بشكل جيد بل وتوصل للمعنى الفلسفي المراد بأكثر مما قاله نص العرض ، من حيث تعامله مع الأزياء والألوان الموجودة أمامنا لتدرك بأن الحياة ليست متمثلة في ابيض وأن الموت ليس أسودا . وإنما الحياة هي فيما بين ألبيض والأسود أو الألوان الأخرى . فجاء شبح الحبيب او استرجاعه بالونين معا . وكانت الشخصيات الحية المتمثلة بالجندي والعريف تحمل لونا آخر . أما الموت فهو صاحب اللون الأبيض المتمثل بالأضرحة وحتى لباس الحبيبة الأبيض التي نذرت نفسها للموت فهو يشي بالأكفان ومتوائما مع حالة القبور . أما الأسود الذي ترتديه الزوجة حزنا ؛ فهو لا يشي بالموت الفيزيقي وإنما علاوة على كونه حدادا أو تعبيرا عنه ولكنه يشي   بموت ماهو ميتافيزيقي داخل النفس الإنسانية . وعلى هذا تكون الحياة في حد ذاتها متمثلة في امتزاج اللونين معا أو خروجا عنهما والإتيان بلون ثالث  له دلالته الخاصة في كيفية حياة الفرد الذي يرتدي اللون المخالف . ولكن تظل الرتبة المعلقة على كتف العريف مدعاة للتساؤل . فهل كانت مبالغة فقط في الأمر . أم محاولة للسير وراء الكاتب في إضفاء حالة من الآنية على العرض المسرحي ؟ فإن كانت الثانية فإ الواقع يكذب  ما حاولا أن يصلا إليه . ويكون الأمر فقط أن ملابس العريف خارج السياق الفني  أو الواقعي . فهناك تعارضا كبيرا بين الرتبة التي توضع على الأذرع وتلك التي على الكتف.
ولكن يظل هناك السؤال التقليدي. لماذا يصر مهندسو الديكور عندما يتعاملون مع قاعة الطليعة أن يحتلوا الجزء الأكبر من القاعة بهذا الديكور ولا يكون هناك مكان كاف للجمهور. هل هذا ( كترة فلوس) أم رهانا على قلة الجمهور؟
وجاءت الإضاءة التي  وضعها د .رامي بنيامين لتؤكد على بعد آخر . وهو أن ما يحدث أمامنا هو نتيجة اختيارنا وليس جبرا أو أمرا إلهيا او ما شابه . فهو استخدم الضوء الصريح من أعلى ومن أسفل ولم يغلب اتجاه منهما على الآخر . فكانت النتيجة أن المنتصف كان هو مكان الفعل ؛ وهذا المنتصف هو نحن.  وعندما استخدم الألوان في الإضاءة تعامل جيدا مع أبيض  مهندس الديكور بحث كان اللون المسيطر هو لون الحالة الداخلية للحوار أو البوح.
ولكن لا تعني إشادتنا بنهى لطفي أنها كانت الوحيدة التي تمثل بجودة في العرض . صحيح إنها اكتشاف على الأقل بالنسبة لي  وواجب الاعتناء بها مستقبلا لصاح الفن المصري. لكن كان معها كوكبة لا بأس بها من الممثلين فمحمود عزت/ العريق قام بدور على وجه جيد وجعلنا نصدقه في بع1ض الصدف الغير مبررة، وفاطمة محمد علي / الزوجة هي ممثلة قديرة بلا شك ويكفي اننا جعلتنا نكره ماهي عليه الشخصية . والطفل حازم عبد القادر/ الابن . هو موهبة على الطريق . أما مايكل بشرى/ الجندي فهو مشروع ممثل جيد ولكن عليه أن يتوقف عن محاولة استجلاب الكوميديا . فليس بالحركات والمبالغات الكوميدية وحدها يكون الممثل . ولكن باتساق شخصيته التي يمثلها مع الحالة التي عليها الشخصية وتكوينها والموقف أيضا.
والعرض في حد ذاته هو خطوة للآمام لمازن الغرباوي  . فل ينسب كل نجاخ لعناصره التي اختارها سوءا ممثلين أو فريق العرض العام وأثبت ته يستطيع التعامل مع المساحة الصغيرة ليقدم حركة  مسرحية لها دلالتها مع مساعدة كريمة بدير التي قامت بتصميم الحركة التعبيرية للعرض.

خاص

الجمعة، 14 مارس 2014

محمود أبو العباس: آن أوان إنشاء كلية مسرحية في الإمارات

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح


يعد الممثل والمخرج الكاتب المسرحي، محمود أبو العباس، من المبدعين الذين أسهموا بشكل نوعي في نجاحات وريادة المسرحي في دولة الإمارات. وهو يقدم في كتابه (بوابات المسرح: طفولة المسرح شبابا المسرح)، مساقات علمية متخصصة في مجال المسرح، تمثل عصارة تجربة وخبرة نظرية وعلمية في المجال.
ويؤكد أبو العباس في حواره مع «بيان الكتب»، أن المسرح الإماراتي قطع أشواطا مهمة في مسيرة النجاح والتميز، مشيرا إلى جملة قضايا يحتاجها لتدعيم دوره المجتمعي، وعلى رأسها وجوب إيجاد كلية علمية متخصصة في المسرح، وكذلك تدريس المسرح في المناهج التعليمية، وإيلاء مسرح الطفل عناية أكبر.
ما أبرز الجوانب الإبداعية التي حرصت على تناولها في أبحاث كتابك ومعالجاته؟
انشغلت في موضوعات بحثي بالكتاب، في حصر باقة منوعة وشاملة، من القواعد المهنية المنهجية الحرفية، الجوهرية، التي تمثل أساسا صلبا لعمل مسرحي ناجح. وذلك على مختلف الصعد، سواء بالنسبة إلى الممثلين أو الكتاب، أو بالنسبة إلى الجوانب التقنية وغير ذلك من المسائل في هذا الخصوص.
ماذا عن الجديد الذي يقدمه كتابك ضمن الواقع المسرحي وجوانبه وأفقه؟
أردت في هذا الكتاب، رصد جملة مواقف وانطباعات ومسائل، تنفذ إلى عمق الواقع المسرحي، لتحلل واقعه وتحكي تاريخه وبداياته وما حققه من تقدم. ولم أقف عند تلك الحدود، إنما ركزت على تقديم عصارات الخبرة والتجربة في هذا الشأن، فحاولت تقديم جملة إرشادات ومبادئ علمية موضوعية حول ركائز العمل المسرحي، في شتى حقوله وتنوعاته، محاولا أن أطرح العديد من الإشكالات ..
وأن أحصر أبرز الاحتياجات والأمور التي يفتقدها المسرح في الإمارات. وأيضا اعتنيت بالحديث عن تجارب مجموعة من المبدعين المبرزين في المجال.
إنجاز مهم
كيف تجد واقع المسرح ومستوياته في الإمارات خاصة ومنطقة الخليج العربي بشكل عام؟
المسرح في الإمارات وضع قدما على الطريق الصحيحة في هذا الصدد. ونتبين ذلك من خلال التنوع والغنى الكبيرين في عدد الفعاليات والمهرجانات المسرحية ضمن الدولة، والتي تبدأ من مهرجان مسرح الطفل ولا تنتهي عند حدود أيام الشارقة المسرحية ومهرجان دبي لمسرح الشباب، وكذا مجموعة الأنشطة والبرامج المسرحية التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح.
واللافت هو الطابع الشامل للثقافة المسرحية في الإمارات، إذ تجد معرفة واسعة في مجالاته، وإقبالا كبيرا عليه من جميع الفئات العمرية. وهو ما يؤكد ويعزز حظوظ الإمارات في فاعلية وريادة دورها في مسيرة إعادة المسرح خليجيا وعربيا. ولا يفوتني في هذا السياق، التنويه بجهود جهات عدة، وفي مقدمها: دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة وهيئة الثقافة والفنون في دبي وندوة الثقافة والعلوم في دبي، وغيرها الكثير من الهيئات المعنية في الدولة.
ما طبيعة الاحتياجات التي يفتقر إليها المسرح الإماراتي فتعوقه عن تأديته رسالته بالشكل المطلوب؟
المسرح في الإمارات بحاجة إلى توسيع قاعدة الجمهور المسرحي، لذا أعتقد أن مهرجانات مثل: "مسرح الطفل" و "المسرح المدرسي"، تعد من أهم الوسائل التي تذكي فكرة توسيع قاعدة الجمهور من خلال مساقات مسرحية تهيئ المتلقين، خاصة الصغار الذين يشكلون مستقبل الجمهور المسرحي . وأعتقد أنه آن الأوان ليكون هناك كلية متخصصة لتدريس المسرح في الدولة، حتى يجري تخريج جيل مسرحي مؤهل أكاديميا.
ضرورات
كيف يمكن للمسرح المدرسي أن يؤدي رسالة تربوية للطلاب؟
المسرح المدرسي يصنف من الروافد المهمة في تطور المسرح في أي بلد في العالم، ومن الضروري أن تعي الإدارات القائمة على المنابر التعليمية أهمية المسرح في نقل رسائل تعليمية وتوعوية للطلبة تخدم الأهداف التربوية .. وأتمنى أن تقرر مناهج تعليمية متخصصة بالمسرح تدرس في المدارس.
تنويه
ماذا عن المواصفات الواجب توافرها في الممثل ضمن مجال مسرح الطفل؟
يجب أن يتمتع ممثل مسرح الطفل بثقافة عالية عامة، ومعرفة معمقة بعلم نفس الطفل، كما أنه بحاجة إلى تدريبات خاصة بتطويع الجسد والأداء الصوتي.
ما تقييمك للنصوص المسرحية على الساحة المحلية؟
عندما نتحدث عن النصوص المسرحية في الإمارات والعالم العربي، فلا بد أن ننوه بدور وإسهامات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إذ أثرى سموه المسرح العربي بنصوصه المهمة، من خلال آفاقها وأبعادها التاريخية وإسقاطاتها على الواقع المعاصر.
وبشكل عام، فإن تجربة الكتابة للمسرح الإماراتي انحصرت في عدد قليل من الكتاب، ومن الذين أثروا المسرح الإماراتي في هذا الخصوص (وذلك على سبيل المثال لا الحصر): الراحل سالم الحتاوي، المسرحي اسماعيل عبدالله الذي أثرى المسرح الإماراتي وتعاملت نصوصه مع (الميثولوجيا) الشعبية وقدمها بطريقة تناقش الكثير من الموضوعات الحساسة والموضوعية.
وهناك تجربة المخرج المؤلف ناجي الحاي، الذي قدم نصوصا أضافت الكثير إلى المسرح الإماراتي. وأيضا إسهامات مرعي الحليان الذي يتنوع في كتاباته بين مسرح الطفل ومسرح الكبار، حيث نجده يبدع في الاثنين ويقدم نصوصا تجريبية تحاول الاقتراب من الواقع.
ما الدور الذي يمكن أن تلعبه وسائل الإعلام في النهوض بالمسرح الإماراتي؟
الإعلام الإماراتي أجده يواكب المسرح، وخاصة الصحافة التي تخصص مساحات جيدة لتغطية المهرجانات والأنشطة المسرحية. أما بالنسبة إلى التلفزيون فأظن أن الفضائيات في قطيعة تامة مع المسرح.
هل تظن الدراما التلفزيونية أثرت سلبا حاليا في المسرح في الإمارات؟
بالتأكيد. فالدراما التلفزيونية تؤثر في عمل المسرح. ونجد في الإمارات أن جميع من يعمل في الدراما التلفزيونية هم في الأساس من أبناء المسرح، إذ سرق التلفزيون مبدعي المسرح. وذاك بات يؤثر في المسرح، خصوصا في التحضيرات للمهرجانات المسرحية. وأصبح معظم الممثلين يهتمون بالتلفزيون أكثر من المسرح لأن التلفزيون يغري بالشهرة بينما المسرح فقير في هذا الجانب، وكذلك الأحور في التلفزيون أعلى من الأجور في المسرح.
 خطاب وجماليات في طفولة المسرح وشبابه
 يقدم محمود أبو العباس في كتابه (بوابات المسرح: طفولة المسرح شباب المسرح)، جملة من الموضوعات والقضايا التي تسلط الضوء على الخطاب المسرحي وجمالياته، إذ تضم أبحاث الكتاب عناوين شاملة تعنى بمسرح الطفل وما يتطلبه من احتياجات وفنيات ومواصفات، وكل ما يرتبط بالطفل مسرحيا. وأيضا ما يستلزم توافره في المثل بمجال مسرح الطفل، من جوانب تنشئة وتعليم وتثقيف وميول سيكولوجية وفيزيولوجية.
محاور شاملة
يقدم أبو العباس في كتابه، شرحا مفصلا عن تقنيات الممثلين الهواة الذين يتعاملون مع مسرح الطفل للمرة الأولى. ويرصده كيفيات تدريب الممثلين في مسرح الطفل .. وتدريب الممثل في مسرح الدمى أو خيال الظل، والتمثيل الصامت. ولا يغفل الإضاءة على تقنيات التمثيل المسرحي الخاص بالطفل .. وكذا كيفية إيصالها حتى يجري استيعابها بالشكل المطلوب. إضافة إلى مسائل السينوغرافيا والمخيلة في عروض مسرح الطفل .. وغير ذلك.
أهمية التدريب
يتعمق أبو العباس في كتابه، بتناول ماهيات لغة الجسد وما يحتاجه الممثل المسرحي في الخصوص. كما يبين طبيعة ما يتوجب تقديمه للمثل من تمارين في الاسترخاء والتحفيز والتمارين الرياضية المتنوعة التي تسهم في الاستعداد الجسدي لأداء الحركات الاستعراضية والإيماءات، علاوة على تمارين الحواس الخمس وغيرها.
«الخروج من الأزمة»
نطالع في الكتاب، جملة محاور علمية متخصصة في المسرح، من بينها: إعداد الممثل في مسرح الطفل، جماليات النص في مسرح الطفل، المسرح الجامعي .. الخروج من الأزمة، الكاتب المسرحي الإماراتي سالم الحتاوي، واقع المسرح في الإمارات، ناجي الحاي: المخرج المؤلف ، فضاء الخروج من المتوقع: المخرج المسرحي حسن رجب.
 حمود أبو العباس. ممثل ومخرج وكاتب مسرحي عراقي.
ولد في مدينة البصرة عام 1956.
بدأ العمل في المسرح عام 1971.
حصل على الماجستير في الفنون المسرحية من جامعة بغداد - تخصص الإخراج المسرحي.
عمل محاضرا في معهد الفنون الجميلة في بغداد.
شارك في تمثيل عدد من الأفلام العراقية، آخرها فيلم (صمت الراعي) في عام 2013.
أخرج العديد من المسرحيات، إضافة إلى كتابته للمسرح.
قدم العديد من البحوث والدراسات في المسرح، وشارك في مجموعة مهرجانات دولية للمسرح والسينما.
حصل على جائزة أفضل ممثل في العراق لعدة أعوام، وأفضل فنان عربي متميز في مهرجان أيام الشارقة المسرحية، في أعوام: 2001، 2006،2007، 2011.
فاز بالعديد من الجوائز الأخرى خلال مسيرته الفنية.



عبد القادر سالم

البيان

الخميس، 13 مارس 2014

مهرجان المسرح الجامعي وعودة الروح

المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح


    "اعطني مسرحا أعطِك شعبا مثقفا"، سواء كان شكسبير قائل هذه العبارة أم جورج أبيض الذي يلقب بأبو المسرح العربي، فإنها تكشف بجلاء عن قيمة المسرح، والفن عموما، ودوره في حياة الشعوب، فهو أحد أشكال الاتصال بالناس، والمسرح هو أقدم الفنون، ومن خلاله تستطيع معرفة ما يشغل الناس من قضايا وكيف يحيون. من هنا كان لا بد على من يكتب للمسرح، أن يكون في موقع القلب من حركة مجتمعه وعلى تماس دائم بما يشغل الناس.
    ومن المسلم به أن هناك تلازما بين المستوى الثقافي السائد في المجتمع وبين النشاط المسرحي، فوجود مسرح حي يدل على شعب متحضر، كما أن نهضة المسرح هي أحد جوانب النهضة الثقافية للدولة، التي بدورها تعبر عن حالة نهضة شاملة، لأننا لم نر عبر سنوات التاريخ شعبا تراجع ثقافيا وامتلك مسرحا قويا، كما لا توجد أمة نمت ثقافيا دون وجود بيئة حضارية مواتية ساعدت على ذلك في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية، لأن النظام الثقافي في أي مجتمع يتفاعل مع باقي الأنظمة المكونة له، يؤثر فيها ويتأثر بها، لذا كانت النهضة الثقافية والنهضة العمرانية صنوان.
    ولأن الأمر على هذه الدرجة من الأهمية، جاء اهتمام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بمهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، والذي سيقام مطلع الشهر القادم على مسرح جامعة الشارقة، وهو الذي خبر الشباب وتعامل معهم عن قرب حين كان على رأس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ويعلم مدى أهمية أن يعبر الشباب عن أفكارهم وإبداعاتهم لنعرف ما يشغلهم، فضلاً عن أنهم يفاجئوننا دائما بأفكار مبدعة من وحي تجربتهم وزمانهم.
    وعلى الرغم من أنها النسخة الثالثة للمهرجان، إلا أن الاستعدادات لهذه الدورة تكشف بجلاء عن رغبة حقيقية وجادة من القائمين عليه، للوصول إلى الشباب والذهاب إليهم حيث كانوا، دون انتظار مبادرتهم للاشتراك بأعمالهم. آية ذلك اللقاء الذي جمعني والمخرج المسرحي الفنان عبد الله صالح، بطلبة جامعة عجمان في إطار الاستعداد للمهرجان، واكتشاف المواهب الطلابية ومناقشتهم في العمل المقدم للمهرجان، وسبل تجويده والارتقاء بقدراتهم، سواء في الكتابة أو التمثيل أو الإخراج المسرحي.
    وعلى الرغم من أن المسرح الجامعي هو مسرح للهواة وليس للمحترفين، إلا أن هناك أعمالاً طلابية، كتابة وتمثيلاً وإخراجا، وهو ما يقربنا من فكر الشباب ومعرفة القضايا التي تشغلهم، وطريقة معالجتهم التي تكشف عن نمط التفكير، كما أنها فرصة مواتية لكي يكتشف الشباب أنفسهم ومعرفة قدراتهم الكامنة، وهو ما يثري المهرجان ويجعل له مذاقا خاصا، فضلاً عن الدعم الفني والمادي من الوزارة للأعمال التي تمت إجازتها مبدئيا.
    ويخطئ من يظن أن نهضة المسرح تقتصر فقط على الكشف عن المواهب الشابة في مراحل مبكرة من مشوارها، خاصة وأن كبار الممثلين، سواء في السينما أو التليفزيون، كان المسرح هو بدايتهم التي انطلقوا منها لممارسة باقي الفنون التمثيلية، لأن من يستطيع أن يواجه الجمهور وجها لوجه ليلقي نصا مسرحيا، لا يملك رفاهية إعادته مرة ومرات كما يحدث في الأعمال التليفزيونية أو السينمائية، لن يجد صعوبة في ممارسة باقي الفنون التمثيلية.
    كما أنه من المقطوع به أن نهضة النشاط المسرحي الجامعي ستنعكس على نهضة المسرح الوطني بصفة عامة، لأن هواة اليوم هم محترفو الغد، وهو مصدر الإمداد النوعي لمفردات وأدوات العمل المسرحي، ليس على مستوى الأداء فقط، ولكن أيضا في الكتابة والإخراج والديكور والتصوير، فضلاً عن النقد المسرحي والذي يخرج لنا عبر المجلات الفنية المتخصصة. والمسرح الجامعي لا يعد ترفا أو شكلاً من أشكال الترفيه المقدمة إلى الشباب، بل تكمن أهميته في تنمية الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية والتحديات التي تواجه مكتسباتنا الوطنية.
    من ناحية أخرى فإن مهرجان المسرح الجامعي، يؤكد العلاقة الوثيقة والتناغم بين الوزارات في الدولة، وأنها لا تعمل بمنطق الجزر المنعزلة، كما يؤكد في ذات الوقت على طبيعة الدور الذي تقوم به الجامعة، وأنها ليست فقط مكانا لتحصيل العلوم في القاعات الدراسية، ولكن دورها يتعدى ذلك إلى تكوين شخصية الشباب، حيث تؤثر في سلوكهم وآرائهم واتجاهاتهم تربويا ونفسيا، كما تقوم بالدور الأساسي في تعليم المهارات وتوصيل المعرفة، وتفسير التراث والتقاليد التي يريد المجتمع نقلها من جيل إلى جيل.
    كما أن دور المسرح يتكامل مع دور الجامعة في بناء الشخصية، باعتباره الدائرة الأكبر التي تحوي قضايا الناس التي يلتقطها الكاتب المسرحي من وحي حركتهم الحياتية، وهو مرآة للمجتمع، وفي الوقت الذي يرفه عن أفراده ويسليهم، فإنه يعلمهم ويوجههم ويرشدهم، بلغة يفهمونها وبحركة قريبة من حياتهم، لذا كانت مقولة شكسبير "وما الدنيا إلا مسرح كبير"، تحمل في طياتها دلالة كبيرة على متانة العلاقة بين المسرح وحياة الناس، وذاك الذي أبقى حتى الآن على الفن المسرحي وحافظ على جمهوره، على الرغم من ظهور السينما والتلفاز وباقي وسائل الاتصال.
    ولذلك أطلق على الفن المسرحي "أبو الفنون"، لأنه يشتمل عليها جميعا؛ من تمثيل وشعر وإلقاء وموسيقى وإضاءة وديكور، فضلاً عن التواصل المباشر مع الجمهور، وهو ما يجعل رجع الصدى عن العمل في نفس اللحظة، إما أن يلقى استحسانا أو استهجانا، وهو ما لا يتوافر لغير العمل المسرحي. كما أن المسرح ساهم في إنجاح العديد من الفنون، ذلك أنه عند ظهور السينما تمت الاستعانة بالممثلين المسرحيين، كما أنه ساهم في مسرحة الشعر عبر المسرحيات الشعرية وقربه إلى الجمهور العام.
    إن ما تقوم به وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع من جهد واضح واهتمام بالمسرح، والدعم الملموس من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان له، هو عودة للروح ليس للمسرح الجامعي فقط، ولكن للمسرح الإماراتي الذي انطلقت مسيرته منذ الستينات من القرن الماضي.

    د.خالد الخاجة
    البيان

    "الصامتين" مدرسة مسرحية راقصة أعضاؤها من الصم والبكم

    المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح


    من قال إن الموسيقى تحتاج إلى الأذن لكي تشعر بها؟ فرقة "الصامتين" أثبتت أن كل ما عليك أن تفعله هو أن تشعر بالموسيقى، حتى وإن كنت من أصحاب الإعاقة السمعية.
    حيث قام المخرج رضا عبدالعزيز، قبل سنوات بتأسيس فرقة "الصامتين" التي تضم أعضاء من الصم والبكم، من أجل تقديم عروض مسرحية راقصة.

    وأكد عبدالعزيز لـ"العربية.نت" أنه حضر قبل سنوات عرضاً مسرحياً بلغة الإشارة، ولكنه لم يفهم منه شيئاً، وهو ما جعله يفكر في أن يقدم هؤلاء مسرحية بلغة يفهمها الجميع، انطلاقاً من كون المسرح هو حالة.


    لذلك بدأ في البحث عن تجارب مشابهة في الخارج، ولكنه لم يجد، وبالتالي فهو في حاجة إلى لغة من أجل الاتصال بالصم والبكم على المسرح، وهنا اكتشف ما كان بيتهوفن يفعله، تحدياً لإعاقته السمعية، حيث كان يضع أذنه على البيانو من أجل الشعور بذبذبات الموسيقى التي تخرج، وهو ما يطلق عليه "الاتصال العظمي".


    ولكن كان عليه تطوير ذلك، خاصة أن بيتهوفن كان يستمع قبل أن يصاب بالإعاقة، بينما يتعامل هو مع راقصين ولدوا بالإعاقة، وبالفعل تطور الأمر، من خلال الربط بين الموسيقى والنقر على الكف والأكتاف.


    عام كامل قضوه في التدريبات، قبل أن يقوموا بتقديم العروض التي بدأت في المدارس، إلى أن وصلت إلى المركز الثقافي الفرنسي حينما قدموا عرضاً عن فلسطين، كما أن لقاءهم بالناقد الراحل رفيق الصبان كان علامة فارقه في تاريخهم، حيث ساعدهم على المشاركة بأحد المهرجانات، ومن وقتها صاروا يعملون تحت مظلة وزارة الثقافة.

    وأشار مؤسس الفرقة إلى كون القضايا التي تتحدث عنها عروضهم، تؤكد مبدأ واحد هو "كلنا إنسان"، وأنها ترفض العنف والتعصب، وتتفاخر بالحضارة المصرية.

    وأشار إلى أنه طالب وزارة الثقافة بأن يكون هناك بيت للصامتين على شاكلة بيت العود للفنان نصير شمة، من أجل تدريب المواهب المصرية، وكذلك استقدام مواهب من خارج مصر لتدريبها.

    وأوضح أنه أسس فرقتين جديدتين منفصلتين عن فرقة "الصامتين" التي أصبحت الكيان الأم، هما فرقة "إنسان"، وهي فرقة موسيقية غنائية تضم متحدي الإعاقة البصرية، وكذلك فرقة "اتحرك"، التي تضم متحدي الإعاقة الحركية، وسيقوم كلاهما بتقديم عروض مسرحية ابتداء من الثلاثاء.

    ونفى عبدالعزيز أن يكون للفرقة توجه سياسي، مشدداً على أنهم حينما دعوا للتصويت بـ"نعم للدستور" على طريقة لغة الإشارة، كان ذلك من أجل مدنية الدولة، وكانت مبادرة من أجل مصر فقط.


    العربية 

    30 عرضاً في «24 ساعة مسرح» تونسي

    المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح

    تنطلق في تونس نهاية الشهر الجاري الدورة ال 13 لمهرجان «24 ساعة مسرح»، التي ينظمها مركز الفنون الدرامية في ولاية «الكاف» (175 كيلومترا شمال غرب العاصمة تونس) بمشاركة عروض مسرحية وفرق من دول عربية وأوربية.

    وقال المتحدث باسم المهرجان، عبدالحفيظ حساينية، إن المهرجان يقام على مدار يومي 26 و 27 الجاري بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح، وبمشاركة 30 عرضا مسرحيا من العراق ومصر وليبيا وإيطاليا وفرنسا وعروض تونسية، بينها مسرحية «الرهيب» للمسرح الوطني، و «علي بن غذاهم» لمركز الفنون الدرامية بقفصة، و «مراحيل» لجمعية عمر خلفت بتطاوين و «أنتيجون» لجمعية نيابوليس للفنون.

    وأضاف أن «المهرجان يحتفي بمزيج من الفنون الأخرى، بينها الرقص المسرحي والتجليات وعروض الشارع، كما يحتفي بالموسيقى من خلال خمسة عروض موسيقية متنوعة الأنماط».
    وقرر المهرجان تنظيم أربعة عروض تمهيدية قبل انطلاق فعاليات المهرجان بهدف جذب الجمهور لمتابعة أكبر عدد ممكن من العروض تضم عرض «نوال الإسكندراني» وعرضا موسيقيا للمطربة ياسمين حمدان، ومسرحيتي «كلام الليل صفر فاصل» و «حومتي ونوارتي



    تونس د القاهرة. ب. أ

    الأربعاء، 12 مارس 2014

    مسرح "بيت الرصيف" يعرض "الفيل الأزرق"

    المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح



    يستعد فريق “الحلم” لإقامة عرض مسرحي جديد لمسرحية “الفيل الأزرق”، المأخوذة عن رواية “الفيل الأزرق” للكاتب احمد مراد، وذلك على مسرح “بيت الرصيف” بالمعادى. يقوم بأداء شخصيات الرواية (يحيى: عماد الشرقاوى، شريف: مصطفى المهدى، لبنى: ولاء يوسف، ديجا : سارة عمر، د.صفاء : أمنية أحمد، مايا: منة مصطفى، سامح: حسين العربى، عم سيد: هشام مصطفى، محسن: أحمد مصطفى، بسمة: رحاب جلال)، وتنفيذ الموسيقى لمصطفى طه، والاستعراضات لولاء يوسف، والمسرحية من إعداد وإخراج آيات مجدى. كما قرر الفريق إقامة عرضان آخران في الفلكي و ساقية الصاوي خلال شهر أبريل القادم ، وأوضحو أن هذا العرض لم يكن الأول بل قاموا بعمل عرض سابق  على مسرح “ربع السلام” بحضور مؤلف الرواية الكاتب أحمد مراد، الذي أعرب عن سعادته الشديدة بسبب تقديم روايته في شكل مسرحي.

    محمدعبد العزيز
    شبكة الاعلام العربية 
    تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption