"الصامتين" مدرسة مسرحية راقصة أعضاؤها من الصم والبكم
المجلة المسرحية المتخصصة بفنون المسرح
من قال إن الموسيقى تحتاج إلى الأذن لكي تشعر بها؟ فرقة "الصامتين" أثبتت أن كل ما عليك أن تفعله هو أن تشعر بالموسيقى، حتى وإن كنت من أصحاب الإعاقة السمعية.
حيث قام المخرج رضا عبدالعزيز، قبل سنوات بتأسيس فرقة "الصامتين" التي تضم أعضاء من الصم والبكم، من أجل تقديم عروض مسرحية راقصة.
وأكد عبدالعزيز لـ"العربية.نت" أنه حضر قبل سنوات عرضاً مسرحياً بلغة الإشارة، ولكنه لم يفهم منه شيئاً، وهو ما جعله يفكر في أن يقدم هؤلاء مسرحية بلغة يفهمها الجميع، انطلاقاً من كون المسرح هو حالة.
لذلك بدأ في البحث عن تجارب مشابهة في الخارج، ولكنه لم يجد، وبالتالي فهو في حاجة إلى لغة من أجل الاتصال بالصم والبكم على المسرح، وهنا اكتشف ما كان بيتهوفن يفعله، تحدياً لإعاقته السمعية، حيث كان يضع أذنه على البيانو من أجل الشعور بذبذبات الموسيقى التي تخرج، وهو ما يطلق عليه "الاتصال العظمي".
ولكن كان عليه تطوير ذلك، خاصة أن بيتهوفن كان يستمع قبل أن يصاب بالإعاقة، بينما يتعامل هو مع راقصين ولدوا بالإعاقة، وبالفعل تطور الأمر، من خلال الربط بين الموسيقى والنقر على الكف والأكتاف.
عام كامل قضوه في التدريبات، قبل أن يقوموا بتقديم العروض التي بدأت في المدارس، إلى أن وصلت إلى المركز الثقافي الفرنسي حينما قدموا عرضاً عن فلسطين، كما أن لقاءهم بالناقد الراحل رفيق الصبان كان علامة فارقه في تاريخهم، حيث ساعدهم على المشاركة بأحد المهرجانات، ومن وقتها صاروا يعملون تحت مظلة وزارة الثقافة.
وأشار مؤسس الفرقة إلى كون القضايا التي تتحدث عنها عروضهم، تؤكد مبدأ واحد هو "كلنا إنسان"، وأنها ترفض العنف والتعصب، وتتفاخر بالحضارة المصرية.
وأشار إلى أنه طالب وزارة الثقافة بأن يكون هناك بيت للصامتين على شاكلة بيت العود للفنان نصير شمة، من أجل تدريب المواهب المصرية، وكذلك استقدام مواهب من خارج مصر لتدريبها.
وأوضح أنه أسس فرقتين جديدتين منفصلتين عن فرقة "الصامتين" التي أصبحت الكيان الأم، هما فرقة "إنسان"، وهي فرقة موسيقية غنائية تضم متحدي الإعاقة البصرية، وكذلك فرقة "اتحرك"، التي تضم متحدي الإعاقة الحركية، وسيقوم كلاهما بتقديم عروض مسرحية ابتداء من الثلاثاء.
ونفى عبدالعزيز أن يكون للفرقة توجه سياسي، مشدداً على أنهم حينما دعوا للتصويت بـ"نعم للدستور" على طريقة لغة الإشارة، كان ذلك من أجل مدنية الدولة، وكانت مبادرة من أجل مصر فقط.
العربية
0 التعليقات:
إرسال تعليق