أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 12 أبريل 2017

الديكور المسرحي.. حين تشارك الأبواب والشبابيك في التمثيل

مجلة الفنون المسرحية

الديكور المسرحي.. حين تشارك الأبواب والشبابيك في التمثيل

“فن الديكور أصبح الآن يحمل معنى المسرحية، ويبلور فكرتها، ويعبر عن أحداثها، بعد أن كان مجرد ستائر مختلفة، الغرض منها تغطية كواليس المسرح”.. بهذه الكلمات عبر الدكتور لويز مليكة، في كتابه «الديكور المسرحي»، عن النظرة الحديثة، غير المسطحة، للأدوار التي تؤديها الأبواب والشبابيك والسلالم ومختلف قطع الأثاث، على خشبة المسرح، في ما بات يعرف في أدبياته الحديثة بـ “فن الديكور”.

رغم أن تاريخ المسرح يعود إلى عصر الفراعنة، ومن ثم المسرح الإغريقي والروماني مرورا بالمسرح في العصور الوسطى إلا أن الاهتمام بفن الديكور المسرحي برز في عصر النهضة حيث برزت أعمال “سيريليو” و”بلاديو”. ويعتبر أفراد عائلة “بيبينا” من واضعي أسس فن المناظر، وانتشرت أعمالهم في معظم دول أوروبا، كما اتضحت في القرن العشرين أهمية المناظر المسرحية كعنصر مهم في العرض المسرحي عندما قام قسطنطين ستانسلافسكي بتنفيذ الجدران الصلبة بدلاً من الستائر المشدودة.

 في حين بدأ الالتفات إلى أهمية هذا الفن في مصر في النصف الثاني من القرن العشرين مع تأسيس الدكتور سعيد خطاب لقسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج منه عدد كبير من رواد فن الديكور المسرحي، ممن حققوا طفرة هائلة في هذا الفن، وشاركوا في معارض عالمية للتصميمات المسرحية، ونجحوا في ضم تصميماتهم إلى موسوعة السينوغرافيا العالمية.


“الديكور”.. ممثلاً


من أدوار الديكور الأساسية مساعدة الجمهور على فهم العمل المسرحي من خلال التعريف بزمان ومكان المسرحية والتعبير عن روح العناصر البارزة في النص من خلال الصورة واللون، والتعبير كذلك عن خصائص المسرحية المميزة، فلا بد من أن يكون لقطع الديكور دور في الدراما عند توزيع الأدوار في النص المسرحي، كما يقول دكتور سمير أحمد، أحد رواد فن الديكور المسرحي في مصر والأستاذ بقسم الديكور بالمعهد العالي للفنون المسرحية، متابعا: “الديكور ليس مجرد صورة أو مكان يتحرك فيه الممثلون، فالديكور له دور مهم جدا في إعطاء رأي في الدراما وليس مجرد أبواب وشبابيك وشوارع، كما أنه له دور تنويري في النص فلا بد أن يفهم المشاهد أن كل قطعة ديكور لها مدلول”.

يعطي دكتور “سمير” مثالا: “إذا كان في النص شخصية تجلس على مكتب ويريد مصمم الديكور أن يوحي للمشاهد بأهميتها، فيمكنه أن يصمم باب الدخول إلى هذا المكتب قصيرا بحيث يضطر كل من يدلف من خلاله إلى الانحناء حتى يستطيع المرور، وقد يتساءل المشاهدون: لماذا فعل مصمم الديكور ذلك؟ ألم يكن من الممكن أن يصمم الباب أعلى قليلا؟ لكن المغزى المراد توصيله هنا أنه لا أحد يدخل بصدره إلى هذه الشخصية المهمة، فالكل ينحني على عتبته دلالة على القوة والسيطرة”.

ويستكمل أحمد حديثه: “بهذه الطريقة يمكن للمشاهد أن يقرأ العديد من الرسائل التي يقدمها له مصمم الديكور، وهذه هي الطريقة التي يجب أن يفكر بها مصمم الديكور، وكيف يوظف كل قطعة بحيث تحمل معنى وإشارة وتساهم في الدراما، فلا يتم اختيار أسماء المحلات في الشوارع بشكل عبثي أو الكتابات الموجودة على الجدران، أو ساعات الحائط أو حتى ألوان الديكور فكل شيء له هدف محدد”.

عن كيفية تنفيذ ذلك، يوضح الدكتور لويز مليكة أن المصمم يقوم في البداية بالقراءة الجيدة والمتمعنة للنص المسرحي، وأن يقرأ المسرحية مرات عديدة حتى تنطبع تأثيراتها في نفسه تماما ويستشعر ألوانها ويتحسس خطوطها فتندمج روحه مع روح التمثيلية، وبذلك يضفي على براعة التأليف روعة التصميم”.

وبالمثل يؤكد الدكتور “سمير أحمد”، الذي أشار إلى أن المرحلة التالية على القراءة تكون الجلوس مع مخرج العرض للاتفاق على الرسالة المراد توصيلها وتوحيد الرؤى حتى لا يلتبس الأمر على المشاهدين، متابعا: “المسرح ليس عمل فرد واحد، فالمخرج لا يعمل بمفرده ولكن يعمل معه مصمم الديكور والإضاءة والممثلون فهو ليس قائم على ديكتاتورية الفرد كما هو شائع، ولا ينتهي دور مصمم الديكور بانتهائه من رسم التصميمات والإشراف على تنفيذها، ولكنه يستكمل دوره خلال البروفات مع المخرج في شرح أهمية كل قطعة ديكور وكيف سيتحرك خلالها الممثلون، فإن كان هناك درجات سلالم على خشبة المسرح، على سبيل المثال، يكون لوقوف الممثل على أول درجة معنى مختلف تماما لوقوفه على أعلى درجة، فالصعود هنا قد يوحي بالانتصار أو قد تكون درجات السلالم إشارة للتفاوت بين الطبقات”.



رواد الديكور المسرحي في مصر

ظلت النظرة للديكور المسرحي “سطحية” و”ساذجة” حتى جاء الدكتور سعيد خطاب في النصف الثاني من القرن العشرين وأسس قسم الديكور المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليتخرج فيه أعلام كبار باتوا من كبار المصممين. يتحدث الدكتور إسلام النجدي، الرئيس الحالي لقسم الديكور المسرحي بالمعهد، عن الرواد الذين تخرجوا في هذا القسم العريق قائلا: “حدثت طفرة هائلة في فترة الستينيات في الديكور بشكل خاص والفن بشكل عام، على يد عدد من رواد فن الديكور المسرحي؛ وعلى رأسهم صلاح عبد الكريم وعمر النجدي، وسكينة محمد علي، وأحمد إبراهيم، وصالح رضا، وسمير أحمد، وعبد الفتاح البيلي، وآخرين، ممن تشربوا أصول هذا الفن وعلومه خلال دراستهم بالمعهد”.

وكما يؤكد “النجدي” فلا يمكن لمصمم الديكور أن يعتمد على الموهبة فقط أو الخبرة المكتسبة من الممارسة، لكن لا بد أن يكون علاوة على ذلك ملما بعدد من العلوم المهمة، وعلى رأسها العمارة والتصوير والإضاءة والإكسسوارات والملابس والمؤثرات الصوتية والبصرية. كما يتعرف على تاريخ المسرح وعصوره المختلفة بداية من العصر الفرعوني ثم الإغريقي والروماني والعصور الوسطى وعصر النهضة وأخيرا العصر الحديث، وما تميز به كل عصر من أزياء وطرز وزخارف معمارية، ويتعرف على مذاهب فن الديكور المسرحي المتعددة القديمة والحديثة، بحيث يتم تأهيله لتصميم الديكور المناسب لأي حقبة تاريخية وأي نص مسرحي.

وتقول ندى طارق، الطالبة بقسم الديكور بأكاديمية الفنون المسرحية، أنهم منذ دراستهم بالكلية يتعاملون مع الأساتذة باعتبارهم مخرجين في حين يعاملهم الأساتذة كمصممين ديكور خلال عملهم على المشاريع المختلفة في كل فصل دراسي، وتشرح كيف يتعاملون مع النص قبل البدأ في تصميم الديكور له: “نقرأ النص ثم نحدد الحقبة التاريخية التي تدور فيها الأحداث، ومَن مؤلفه وما هي أعماله الأخرى، والمذهب الذي اتبعه، ومن سيقوم بكل دور ويتم تفريغ ذلك بشكل مرئي، لعمل سينوغرافيا كاملة للعمل، ونضع أفكار الديكور التي تساهم في توصيل الفكرة الدرامية التي يقوم عليها وبعد موافقة المخرج (الدكتور المشرف) عليها نبدأ في التنفيذ، ونستخدم الخامات البسيطة مثل الفوم والخشب وقد يستغرق منا العمل على الديكور يومين أو شهر كامل حسب النص”.

تضرب ندى مثالا: “إذا كان النص يدور في العصر اليوناني، نبحث عن الطراز المعماري في تلك الفترة وشكل الأعمدة وتصميم الأزياء، أما فيما يتعلق بالوظيفة الدرامية للديكور، فعلى سبيل المثال في عملنا على مسرحية «أنتيجون» في مشهد وفاتها داخل الكهف حيث يتم دفنها حية، كسرنا العامود إلى أحجار ليعطي دلالة على كسر الهيبة والسقوط”.

المشاهد العادي.. ورسائل الديكور

يقول فنان الديكور المهندس حازم شبل، إنه ليس مطلوبا من الجمهور أن يجتهد لحل ألغاز، والمسرح بالأساس فن تعبير وتوصيل وبالتالي فالديكور أحد عناصر العرض المسرحي التي تساهم في التعبير الحي لتجسيد المسرحية، فالديكور يشارك في التمثيل ويكون له دور معين أو يهدف لتوصيل حالة نفسية معينة.

يتابع شبل: “الديكور” كلمة فرنسية وتعني “زخرفة”، فقديما كان الديكور مجرد خلفية خلف الممثلين توضح الحدث فقط حتى تطور الموضوع أكثر وأصبح يميل إلى التجريد وتم تغيير شكل الصورة المسرحية، ولكنه حاليا يميل أكثر إلى التعبير عن الحالة التي تحدث على المسرح”، ويعطي مثالا على ذلك: “إن كان في النص المسرحي فتاتان إحداهما عنيفة وكئيبة والأخرى رقيقة ومقبلة على الحياة.. حين أصمم ديكورا لغرفة كلٍ منهما، في حالة الأولى سأجعل ظهر السرير زواية حادة وفيه أسهم وألوانه قاتمة، وفي الحالة الثانية سأختار له لون روز هادئ، وليس مطلوبا كما قلت من المشاهد أن يحل لغز كل تصميم، ولكنه يؤدي هدفه من خلال توصيل إحساس معين للمشارك، يشارك بقية العناصر مثل الموسيقى التصويرية في السينما فهي تساعد على رفع قيم التعبير.

ويضيف شبلأن هناك أبعاد مختلفة في المشاهدة، فهناك المتفرج البسيط الذي يدرك البعد الأول المباشر والمتفرج الأكثر وعيا ودراسة الذي يدرك أبعاداً أخرى ومن الممكن أن يضيف معان لم يلتفت إليها من نفذوا العمل، وليس معنى ذلك أن المشاهد البسيط لن يستمتع فربما يكون الأكثر استمتاعا”

لا يؤدي الديكور نفس الوظيفة في كل عرض كما يقول “شبل”: “هناك مسرحيات يستخدم فيها رموز وتميل للغموض وهناك مسرحيات استعراضية المطلوب فيها من الديكور أن يريح العين، وكل عرض يتم تصميم ديكوراته وتحديد دورها حسب رؤية كل مخرج ومكان عرضها وتوقيته، وهناك مسرحيات لا تحتاج إلى الديكور مثل عرض “1980 وأنت طالع” فالديكور فيها لم يكن له دور والبطل كان النص المسرحي والأداء الحركي. ولا يتم تهميش دور الديكور في بعض المسرحيات بسبب ضعف الإمكانيات المادية فقط، فمن الممكن أن يكون هناك عرض مخصص له ميزانية ضخمة لكن يختار المخرج أن يكون الديكور مجرد حبل يتدلى من السقف أو يختار أبسط ديكور ممكن”.

ويتحدث عن آخر عرض مسرحي قام بتصميم ديكوراته وهو “هاملت مليون” من إخراج خالد جلال عن “هاملت” لشكسبير، وتدور قصته عن برنامج مسابقات للمخرجين يشارك فيه 10 يتسابقون على إخراج مشاهد من هاملت برؤى مختلفة ويفوز بالمليون دولار صاحب أحسن إخراج وهي جائزة البرنامج، يقول “شبل”: “احتاج هذا العرض إلى ديكورات كثيرة، لمشاهد تدور في أماكن وبلدان مختلفة، وصممت سور قلعة الجميع محبوس بداخله، والمقصود هنا توصيل الإحساس الذي يشعر به متسابقو هذه النوعية من البرامج الذين تحاوطهم الأسوار العالية، فعليهم ألا يغادروا المكان وهم مقيدون بشروط جزائية إضافهم لقلقهم وتوترهم بسبب رغبتهم في الفوز”.

المسارح في مصر يُرثى لها

يتحدث فنان الديكور حازم شبل، ومؤسس المركز المصري للسينوغرافيا عن الكوارث التي تحدث بسبب التصميم الفني الخاطئ للمسارح المصرية، رغم ما تتكلفه من ملايين الجنيهات، قائلا: يتم صرف ملايين ولكن يتم الاعتماد على فنيين ومهندسين ليسوا على علم ولا دراية ولا رؤى بأشكال المسارح وتجهيزاتها المطلوبة، وهو ما يعيق عملنا، وللأسف لدينا مشاكل كثيرة في المسارح تجعلنا متخلفين مسرحيا بالنسبة لما يفترض أن تكون مصر عليه، ولكن حدث للمسرح انهيار شديد بسبب السلطة الإدارية والفنية والتفسخ الذي حدث وتعيين أشخاص بالصدف في أماكن لا تستحقها، ويكفي أن نعرف أن هناك 13 تغييرا وزاريا حدث في وزارة الثقافة منذ ثورة يناير تم خلالها تغيير 7 وزراء!

ويحذر “شبل”، ختاما، من أن المسارح أحوالها يُرثى لها، بالرغم من أن لدينا فنانين جيدين جدا لكن لدينا كذلك تخلف شديد في التقنيات والإدارة وسوء الإنتاج.

إطار:

المركز المصري للسينوغرافيا

يعمل فنانو الديكور والسينوغرافيا في مصر على الارتقاء بفنهم وتوصيله إلى العالم، ومن أجل ذلك تم تأسيس المركز المصري للسينوغرافيا، بعد جهود حثيثة استمرت لسنوات طويلة من أجل وضع مصر على الخريطة الدولية للسينوغرافيين، ويشارك به أكثر من أربعين مصمماً للديكور والملابس والإضاءة المسرحية من أجيال مختلفة؛ من أبرزهم: سكينة محمد علي، نهى برادة، زوسر مرزوق، نهاد بهجت، عبد المنعم علواني، حسين العزب، إبراهيم المطيلي، صلاح حافظ، عبد الناصر الجميل، عبد المنعم مبارك، محمود حجاج، محمود سامي، محمد سعد، هبة عبد الحميد، محمود حنفي.

يتحدث فنان الديكور حازم شبل ومؤسس المركز، عن الإنجازات التي حققها والتي يسعى إليها في المستقبل، قائلا: “الإنجاز الأكبر كان انضمام المركز إلى عضوية الهيئة العالمية للسينوغرافيا ومعماريين وتقنيين المسرح في سبتمبر 2013، وهو بذلك أول مركز عربي وأفريقي مشارك بالهيئة العالمية مع مراكز من أكثر من خمسين دولة”، مشيرا إلى أنه ينتمي لعضويتها الفردية منذ 2004 لكنه عمل جاهدا من أجل تحويلها لعضوية دولية لتعم الفائدة على الجميع وخاصة اﻷجيال القادمة التي تجيد لغات الاتصال مع الآخرين”.

موضحا أن هذه العضوية تمثل إضافة لكل المسرحيين وخاصة شباب السينوغرافيين، ومن الإنجازات الأخرى التي حققها المركز تنظيم المعرض الأول لمصممي (سينوغرافيا المسرح المصريين)، بمركز الهناجر للفنون في مايو 2012، وتم خلاله عقد لقاءات وعروض مع أعضاء مجلس إدارة الهيئة الدولية لسينوغرافي ومعماريي وتقنيي المسرح من تايوان وبلجيكا والسويد والتشيك وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية، قاموا خلاله بالتعريف بنشاط الهيئة العالمية ومشاريعها، كما عقدوا لأول مرة اجتماعهم النصف سنوي في القاهرة بالتزامن مع المعرض، كما تم تنظيم معرض ثان في أغسطس 2014 في الهناجر.

على الرغم من الإنجازات فإنه أشار إلى الصعوبات التي يواجهها لتفعيل أعماله، وإلى طموحهم بعمل مشروع قومي ضخم لأرشفة جميع مواصفات المسارح المصرية سواء التابعة للدولة أو الخاصة ورصدها في موسوعة، وأوضح أن الهدف من ذلك هو الاستعانة بها في أي مهرجان مسرحي في مصر وكذلك توفير المسرح المناسب لمواصفات كل عرض، مطالبا وزارة الثقافة بتقديم الدعم المادي لهم وتوفير مقر لبدء العمل.

تصميمات مصرية في موسوعة السينوغرافيا العالمية

علاوة على المعارض المحلية والعالمية نجح عدد من المصممين المصريين في ضم تصميماتهم إلى موسوعة عن السينوغرافيا العالمية، التي تصدرها المنظمة الدولية لمصممي السينوغرافيا ومعماريي وتقنيي المسرح، فالسلسلة الأولى التي صدرت عام 2012 والتي تناولت التصميمات المسرحية فى الفترة من 1975 إلى 1990 تضمنت تصميمين للمصممة المسرحية الكبيرة الأستاذة سكينة محمد علي، وفي السلسلة الثانية التي تتناول أهم تصاميم الديكور والاضاءة والملابس التي تم إعدادها في سنوات البحث من 1990 إلى 2005. كان هناك تصاميم لأربعة من الفنانين المصريين هم: الدكتور نبيل الحلوجي (عن عرض الأم شجاعة) وحازم شبل (عرضي سر المعبد، العاصفة) ومحمد الغرباوي (عن الليلة الكبيرة) ومحمود حجاج (عرض أوبرا عايدة).

“شبل” أعرب عن أمله في أن تضم السلسلة الثالثة من الموسوعة التي ستتناول الفترة من 2005 إلى 2015 المزيد من المصممين مصريين والعرب. وتعد هذه الموسوعة توثيق لتصاميم الديكور والملابس والإضاءة المسرحية البارزة والمؤثرة حول العالم، بشرط أن تكون هذه التصاميم لمسرح يقدمه مؤدون أحياء أمام جمهور حي في الوقت الحقيقي والمكان نفسه، وأن تكون التصاميم قد تم إجراء تدريبات عليها، ويمكن إعادة عرضها مرة أخرى.

المشاركة الأولى لمصر في معرض كوادرينالي براج

في الفترة القادمة تستعد مصر لتشارك للمرة الأولى في الجناح العربي بكوادرينالي براج الدولي للتصميمات المسرحية، الذي يعد أهم وأشهر معرض لتصميمات المسرحية في العالم والذي يقام كل أربع سنوات في مدينة براج عاصمة جمهورية التشيك، ومن المنتظر إقامة المعرض في الفترة من 18 إلى 28 يونيو،تحت رعايةوزارة الثقافة المصرية وقطاع العلاقات الثقافية والهيئة العربية للمسرح و التي سوف تتكفل بطبع اللوحات و سفرها الي براج.

تشارك مصر بجناحين الأول للمحترفين، يشاركون فيه بتصميماتهم التي نفذت مسرحيا في آخر 5 سنوات وهم: عمرو عبد الله وصلاح حافظ ودكتور محمد سعد ونعيمة عجمي وحازم شبل ومحمد جابر وعمرو الأشرف ومروة عودة وعمر المعتز بالله، والجناح الآخر لطلبة كليات الفنون الجميلة بالقاهرة والإسكندرية وحلوان ومركز الإبداع الفني بالقاهرة.










--------------------------------------------------
المصدر : http://territorycrossings.com

في اطار تظاهرة مستغانم عاصمة للمسرح : إسهامات الهواة في المسرح الجزائري محور ملتقى وطني

مجلة الفنون المسرحية
مسرح مستغانم 



في اطار تظاهرة مستغانم عاصمة للمسرح :
إسهامات الهواة في المسرح الجزائري محور ملتقى وطني

صارة بوعياد

ينظم الملتقى العلمي الوطني الأول حول "إسهامات مسرح الهواة في المسرح الجزائري" بمدينة مستغانم من 20 إلى 22 ماي، في إطار تظاهرة مستغانم عاصمة للمسرح، واحتفاء بالهواة الذي يشكلون دعامة أساسية للحركة المسرحية الجزائرية.
وساهم الهواة في نشأة مسرح الهواة بالجزائر، وبالأساس عن طريق مهرجان مسرح الهواة بمستغانم الذي شكل هو الأخر دورا فعالا في استمرار نشاط العديد من الفرق المسرحية لنضالها الفني وتقديم المزيد من الأعمال المسرحية، سيفتح الملتقى الوطني بمدينة مسك الغنائم التي توجت مؤخرا بعاصمة المسرح عدة إشكاليات حول مدى تحقيق مسرح الهواة في الجزائر للحركة المسرحية، وعن دور الذي قدمه المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم للمسرح الجزائري، فضلا على مناقشة القيمة الفنية والجمالية لعروض مسرح الهواة بالجزائر.
وتتضمن محاور الملتقى العلمي، دور الأطر الكشفية والشبانية في مسارات مسرح الهواة بالجزائر،و الحمولة الفكرية والجمالية لمضامين وأشكال العروض المسرحية لدى الهواة، بالإضافة إلى الجرأة في طرح القضايا الإنسانية. 
وتدعوا لجنة التحكيم لكل المهتمين والناشطين  المتخصصين في المجال المسرحي، دعوة للمشاركة في الملتقى الوطني الأول الذي حمل عنوان "إسهامات مسرح الهواة في المسرح الجزائري". 

مواعيد مهمة:
- 01 ماي 2017 : آخر أجل لاستقبال استمارات المشاركة .
- 03 ماي 2017 آخر أجل لتلقي جواب لجنة تنظيم الملتقى بالقبول أوالرفض.
- 15 ماي آخر أجل لاستقبال الورقة المقترحة في صيغتها النهائية.

وتوصي لجنة تنظيم الملتقى بأن تكون الأوراق التي ترسل إليها جديدة و متكاملة علميا ومنهجيا . على أن تتضمن الصفحة الأولى عنوان البحث واسم الباحث (ة)  ومجال تخصصه  ودرجته العلمية، إضافة إلى ملخص حول البحث لا يتجاوز 150 كلمة، وبعث هذه المواد إلكترونيا في صيغة WORD عبر البريد الإلكتروني.
لمراسلة لجنة تنظيم الملتقى:
مديرية الثقافة لولاية مستغانم 
هاتف رقم : 045417367
فاكس رقم :045417367  أو 045417366

3-استمارة المشاركة في الملتقى العلمي حول
إسهامات مسرح الهواة في المسرح الجزائري 
مستغانم من 20 إلى 22 ماي 2017

الاسم الكامل: ................................ 
الدرجة العلمية و التخصص: ........................................
مكان العمل : .......................................
عنوان المراسلة بالبريد :...............................
الهاتف :.................................
البريد الإلكتروني: ...........................
المحور الرئيسي الذي ينتمي إليه البحث : 
عنوان البحث: ...........................................................
موجز السيرة : ..............................................
ملخص البحث..................................................................
..................................................................................

بهدف تعزيز المنظومة الأكاديمية الفنية فى الشارقة.. سلطان القاسمى يزور جامعة سرى الإنجليزية لبحث سبل التعاون فى مجال الفنون

مجلة الفنون المسرحية

بهدف تعزيز المنظومة الأكاديمية الفنية فى الشارقة..
سلطان القاسمى يزور جامعة سرى الإنجليزية لبحث سبل التعاون فى مجال الفنون


أكد الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على أن البنية التعليمة والإبداعية فى الشارقة تشكل ركيزة أساسية فى بناء الأجيال الجديدة، وتعزز طاقاتها الفنية والجمالية، مشيراً إلى أن الإمارة تفتح قنوات التواصل مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية فى العالم لتبادل الخبرات والتجارب الرائدة لدعم المواهب، وتخريج أفواج من الفنانين والمبدعين.

وأوضح حاكم الشارقة، أن الآداب والفنون بأشكالها كافة، هى مفاتيح الحوار الإنسانى الحضارى، التى يجب تدعميها وتكريسها أكاديمياً ومهنياً فى الأجيال الجديدة، ليكون للثقافات والحضارات المختلف قاعدة جمالية، يمكن أن تلتقى عليها، لبناء حياة يعمها السلام والأمان والمحبة.

جاء ذلك خلال زيارة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى صباح أمس الأول الاثنين لجامعة سرى الإنجليزية فى غلدفورد جنوب العاصمة البريطانية لندن، حيث تعرف سموه على تجربتها التعليمية المتخصصة فى الفنون المتنوعة، والأساليب والآليات المتبعة فى تكريس منظومة تعليمية تجمع بين البحث المعرفى الأكاديمى، والخبرة العملية القائمة على التجريب والممارسة والتعليم.

ورافق حاكم الشارقة خلال الزيارة، التى جاءت بهدف مناقشة سبل التعاون فى التحضيرات القائمة لإنشاء أكاديمية الشارقة للفنون، كل من الشيخة حور بنت سلطان القاسمى، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والدكتور عمرو عبد الحميد، مدير أكاديمية الشارقة للبحوث، والمهندس على بن شاهين السويدى، عضو المجلس التنفيذى، رئيس دائرة الأشغال العامة فى الشارقة. 

وناقش حاكم الشارقة مع إدارة الجامعة سبل التعاون والعمل المشترك فى مجال التأهيل الأكاديمى للمواهب الفنية بمختلف مجالاتها، لتعزيز المناهج والرؤى التى تنطلق منها أكاديمية الشارقة للفنون، التى أعلن سموه عن تأسيسها فى مارس الماضى ضمن ختام فعاليات أيام الشارقة المسرحية 2017، بهدف تعليم وتأهيل عشاق المسرح، والفنون البصرية لتعزيز الحراك الإبداعى فى الإمارات والوطن العربى. 

وتجول الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى فى عدد من أقسام ومرافق الجامعة، حيث تعرف على الخطط والبرامج التى يقدمها مركز ايفى للفنون، الذى يعد آخر إضافات الجامعة التى أنشأت لخدمة الفنون المسرحية والسينمائية، والموسيقية، متوقفاً عند تجربة المركز ودوره كمنصة لتقديم مختلف العروض والابتكارات متعددة التخصصات. 

وقدمت الشيخة حور القاسمى خلال الزيارة شرحاً تعريفياً للرؤى والأهداف التى تنطلق منها مؤسسة الشارقة للفنون، متوقفة عند الملتقيات والفعاليات التى تستضيفها، لتعزيز الحراك الفنى فى الإمارات والعالم العربى، حيث تنظم المؤسسة بينالى الشارقة للفنون، وفعاليات مارس للفنون، وعدداً من المعارض السنوية.

وكان فى استقبال حاكم الشارقة خلال الزيارة كل من البروفيسور ماكس لو رئيس جامعة سرى ونائب المستشار، والبروفيسور مايكل كيرني، العميد ونائب الرئيس التنفيذى، وشون ماكنمارا، رئيس مدرسة غيلدفورد للتمثيل بالإنابة، والبروفيسور فينس ايميرى، نائب الرئيس الأول "الاستراتيجية العالمية والمشاركة"، ولوسى إيفانز، مدير كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، وأشلى هيرمان، رئيس المجلس الاستشارى لكلية غيلفورد للتمثيل.

واطلع حاكم الشارقة على البرامج والخطط التى تتبعها كليات الجامعة فى تطوير منظومتها البحثة والتعليمية، حيث تقدم الجامعة دراسات البكالوريوس والدراسات العليا المعتمدة دولياً فى مجال الفنون المسرحية والسينمائية والموسيقية، إلى جانب تخصصات الضيافة، والعلوم المالية، والسياحة، والتجارة، والتسويق، وإدارة الرعاية الصحية، وماجستير إدارة الأعمال، بالإضافة إلى مجموعة أكبر من برامج دراسات تخصصات الإدارة، وإدارة الأعمال.

وتوقف الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عند الآليات التى يمكن من خلالها لأكاديمية الشارقة للفنون، الاستفادة من تجربة الجامعة، إذ تتميز جامعة سرى فى تقديم مجموعة متميزة من البرامج الأكاديمية فى التخصصات الفنية، إلى جانب المرافق المهنية المعدة بشكل مهنى لتعليم الطلاب المنتسبين للجامعة.

وأشاد حاكم الشارقة بتجربة الجامعة وريادتها على مستوى التعليم الدولى، وتطور منظومتها الدراسية، حيث تعود جذورها إلى معهد بترسى للعلوم التقنية الذى تأسس فى العام 1891 لتقديم التعليم العالى للطبقات الفقيرة فى مدينة لندن، وحصلت الجامعة على الميثاق الملكى فى التاسع من أيلول فى عام 1966 بعد أن كانت باسم كلية بترسى للتكنولوجيا قبل أن تصبح جامعة معتمدة.

-------------------------------------------
المصدر : احمد منصور - اليوم السابع 

الثلاثاء، 11 أبريل 2017

المسرح السعودي.. اجتهادات فردية تبحث عن مظلة مؤسسيّة

مجلة الفنون المسرحية

المسرح السعودي.. اجتهادات فردية تبحث عن مظلة مؤسسيّة


في كل عام، ومع احتفاء العالم العربي بيوم المسرح، يواجه المسرح السعودي أسئلة مركزية مفادها: متى يخرج المسرح السعودي من دائرة الاجتهادات الشخصية إلى العمل المؤسسي المنضبط.. وما الذي يقف حائلًا دون تطور المسرح السعودي وارتكازه على أسس علمية أسوة ببقية مسارح العالم وليس الموهبة الفطرية فقط.. وأين تكمن علة المسرح السعودي الحالية، هل في النص المسرحي، أم الممثل المؤدي، أم في خشبة المسرح من حيث التجهيزات الضرورية للعرض، أم في الجمهور المتلقي؟

تساؤلات تبارى عدد من المسرحيين في هذا الاستطلاع للإجابة عليها، وفق رؤاهم الشخصية..

الزهراني: مسرحنا عشوائي وبدون إدارة

ففي البداية يقول المخرج الفنان سامي الزهراني: علم الادارة يتعلق كثيرًا بالعمل المسرحي، وهذا ما نفتقده حاليًا في مسرحنا السعودي، حيث لا توجد هيئة أو مؤسسة تنظم العمل الإداري في المسرح السعودي، فالعشوائية أصبحت تطغى عليه، خصوصًا بعد أن توفت دماغيًا جمعية المسرحيين، وخفت صوت جمعية الثقافة والفنون، وهذا ما يدعو إلى توسيع دائرة الاجتهادات الفردية لدى المجموعات المسرحية. ويختم الزهراني بقوله: يجب أن يقر مبدئيًا مادة التربية المسرحية مثل التربية الرياضية والفنية، يجب أن تفتح في الجامعات كليات وأقسام تهتم بالمسرح، والأمل معقود على المعهد الملكي للفنون الذي أقرته رؤية 2030 حال اكتمال تأسيسه ليعيد ترتيب الساحة المسرحية، لذلك نحن من المنتظرين الذين لم يفقدوا الأمل بعد.
عدم وجود مهرجان مسرحي محلي ترعاه الجهات المسؤولة
إغفال جمعيات الثقافة والفنون لدورها تجاه المسرح بداعي التقشف


عسيري: العمل المؤسسي ليس شرطًا في المسرح

الكاتب المسرحي عبدالعزيز عسيري لخص مشاركته بقوله: المسرح بطبيعته عمل منضبط يقوم في المقام الأول على الاجتهادات الشخصية وليس شرطًا أن العمل المؤسسي أن يكون هو المنضبط. كما أن العلم والفن مطلوبان معًا؛ لكن المسرح تقوده الموهبة ثم يتبعه العلم لذا فسؤالك منافٍ للطبيعة المسرحية.. مشكلة المسرح في سياسات الجهات المسؤولة عنه.

العتيبي: نفتقد الخدمات الإنتاجية

ويذهب المخرج المسرحي رجا العتيبي إلى القول: من زمن طويل والمسرح يعمل بمبدأ الاجتهادات الشخصية، ولا أظنه سينفك من ذلك لسنوات أخرى مقبلة، في ظل غياب المعهد العالي للفنون المسرحية، والاجتهادات مهما كان تميزها إلا أنها تظل أسيرة ثنائية الصواب والخطأ، وهذا مبدأ غير علمي وغير ممنهج، ولا يبني بنية ذهنية متكاملة لدى العاملين في مجال المسرح.

ويواصل العتيبي حديثه معددًا علل المسرح السعودي بقوله: كذلك غياب القيادات التي تؤمن بالمسرح ككيان مستقل وواجهة حضارية للبلد هي التي أعاقت الوصول لإنشاء أكاديميات مسرحية، القيادات التي تسلمت زمام السلطة في مجال الثقافة والفنون والإعلام هي التي تتحمل إخفاق التحول المسرحي وليس المجتمع، سواء على مستوى الدعم المالي أو على مستوى بناء أنظمة أو على مستوى الابتعاث الخارجي.يضاف إلى ذلك إشكالية تنفيذ المسرحية يكمن في الخدمات الإنتاجية، فغياب خط خلفي يدعم المخرج هو الذي يحد من الإبداع. فالخدمات الإنتاجية العالية هي الحلقة المفقودة؛ وهي العلة التي تصيب العرض المسرحي في مقتل، وبدونها سيظل المخرج يعمل في حدود الواقع الهزيل الذي ينتج مسرحية هزيلة، ليس باختياره وإنما أمر لا حيلة للمخرج فيه.

عقيل: ابدأوا بتجهيز المسارح

ويشارك المخرج المسرحي عبدالله عقيل بقوله: لا شك أن البنية التحتية لاستقبال عروض مسرحية محترفة ينقصها الكثير هذا إذا أردنا إحصاء عدد المسارح المجهزة تجهيزًا احترافيًا على مستوى الوطن، وسأطرح هذا التساؤل بكل شفافية لدى المسؤولين.. لدينا مجرد خشبات تصلح لأن تكون قاعات محاضرات خالية من أدنى وسائل التقنية الحديثة فإذا أردنا نهضة مسرحية فبادئ ذي بدء علينا تجهيز المسارح لاستقبال العروض ومن ثم تأسيس أكاديمية الفنون تعنى بتخريج طلبة على وعي كامل بعملية إنتاج فن راقٍ يرقى لذائقة الجمهور بدلًا من الإسفاف.

ويتابع عقيل حديثه بقوله: إن أغلب الجمهور ليست لديه ثقافة مسرحية، فالمسرح مكان للتعلم ومدرسة مهمة من مدارس الحياة، ومكان لطرح الأسئلة والبحث عن إجاباتها والارتقاء بأفكار المشاهدين لهذا الفن الحي أتمنى أن يجد المسرح التفاتة من المسؤولين ضمن عمل مؤسسي يضمن استمراريته وفق منهج علمي ومدروس بعيدًا عن الاجتهادات الحالية رغم أن بعض الاجتهادات أثبتت حضورها محليًا وعربيًا، ولكننا نتحدث هاهنا عن رغبة في مشاهدة ومعايشة نهضة مسرحية تعم أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه.

الحارثي: مسرحنا متطور

وعلى خلاف الآراء السابقة، يرى الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي أن المسرح السعودي متطور، ويبرز ذلك في سياق قوله: المسرح السعودي متطور ويقدم نفسه بصورة جيدة؛ ولعل إنجازات العام الماضي وهذا العام خير دليل، فهو منافس جيد ولدينا مبدع مسرحي متميز في كافة مجالات المسرح، والأمل في القادم أن تساعد نجاحات المسرحي السعودي على دعمه وتمويله بشكل يظهر المزيد من إبداعه.

ويستدرك الحارثي بالإشارة إلى بعض العلل بقوله: العلة في من يدعم، ومن يوفر الأرضية المناسبة للعمل فقط، فلو توفر الدعم الكافي والأرضية المناسبة، وأقصد بها قاعة المسرح المجهزة؛ سيكون كل شيء قد توفر، فالكادر البشري من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيين متوفر وبكثرة.

عاشور: المجتمع لا يعي أهمية المسرح

ويرى المخرج الدكتور شادي عاشور أن خروج المسرح السعودي إلى العمل المؤسسي المنضبط يكون عندما تؤطر كل الجهات المقدمة للمسرح تحت مظلة هيئة وطنية للفنون المسرحية أو نقابة أو أي تسمية تتماشى مع هذا التقنين المهم أسوة بأغلب الدول العربية، وأن يتولى هذا الأمر أهل المسرح أنفسهم وليس دخلاء من الفنون الأخرى أو نجوم التلفزيون أو السينما، ومن الضروري وجود قانون أو تشريع خاص بهذه الجهة، وأن تحظى الهيئة أو النقابة بالدعم الكامل من الدولة لوجستيًا وماديًا ومعنويًا.

ويتابع عاشور حديثه مشيرًا إلى أن غياب مادة المسرح في أغلب الجامعات السعودية، وغياب الوصف الوظيفي للعاملين في المسرح ضمن الوظائف المعرفة في وزارة الخدمة المدنية، وغياب المنهج المسرحي عن المناهج الدراسية، حالت جميعها دون وجود معاهد أو أكاديميات للمسرح، معددًا (3) علل تنتاش المسرح السعودي تتمثل في:

1- قلة الوعي لدى المجتمع بأهمية المسرح كعنصر داعم للتطور الثقافي الإنساني في الدولة

2- انعدام البصيرة عند شريحة كبيرة من المسرحيين الذين يقدمون مسرحا رديئا.

3- شُح القاعات المسرحية المتكاملة والمخصصة لتقديم المسرحيات بشتى مدارسها.

علل المسرح السعودي
ضعف النواحي الإدارية
عدم الاعتراف الرسمي به
افتقاد البنية التحتية المساعدة لممارسة المسرح
عدم وجود مهرجان مسرحي محلي
إغفال جمعيات الثقافة والفنون لدورها تجاه المسرح
غياب الخدمات الإنتاجية العالية
قلة الوعي المجتمعي بأهمية المسرح
شُح القاعات المسرحية المتكاملة والمخصصة

متطلبات للخروج من الأزمة
وضع المسرح تحت مظلة هيئة وطنية بقانون خاص ودعم كامل ماديًا ولوجستيًا
إيكال أمر المسرح لأهله بعيدًا عن الدخلاء من الفنون الأخرى
إدراج مادة المسرح في المناهج الدراسية
توفر الدعم الكافي والأرضية المناسبة

-----------------------------------------------
المصدر : علي السعلي - المدينة 

الموسيقى وأهميتها فى المسرح

مجلة الفنون المسرحية

الموسيقى وأهميتها فى المسرح

محسن النصار 

          تعد اللغة الموسيقية واحده من أهم اللغات الفنية المجردة، فإذا كانت الكلمات والجمل المنطوقة والمكتوبة لها دلالاتها الواضحة التي يدركها ويفهمها الإنسان ويستوعبها العقل بشكل مباشر ويعي ما تعنيه ، فإن العبارات والجمل الموسيقية هي لغة الأحاسيس والمشاعر الإنسانية لذا أطلق على الموسيقى بأنها   " غذاء الروح" وذلك لان تلك اللغة المجردة تخاطب المشاعر والوجدان الذي يغذى الروح."وهذا التأثير الأخلاقي يجعل المشاعر الإنسانية أكثر نبلاً . وفي المسرح تساعد الموسيقى على إيصال الأفكار إلى المتفرجين . بمساعدة اللغة التعبيرية والفعل الفيزيقي . وما تنتجهُ هذه العملية من تأثيرات حسية ونفسية في إضفاء الجو الروحي العام للعرض المسرحي وهما معاً "الموسيقى واللغة التعبيرية للجسد" يحددان إيقاع المشهد . وبالتالي من إيقاعات المشهد يتحدد إيقاع المسرحية ككل
  " الموسيقى  لغة علينا أن نفهمها كي نعرف كيف نوظفها بشكلها السليم ولا ضير إذا استخدمنا الموسيقى بدلا من ديالوج حواري أو حتى مشهد "لان الموسيقى هي لغة يمكن لجمهور إن يتلقاها إذا ما استخدمت استخداما صحيحاً ".
   " دور الموسيقى في المسرح في كونها " تساعد المخرج في دعم الصورة الإيقاعية للعرض التي ستعطي فيما بعد قدرة المحاكاة الحقيقية أو الصدى الحقيقي للموسيقى الداخلية للعرض المسرحي " . أنها الجو الذي يعتنق ذلك النضوج الداخلي ، كفكر غير منظور يسري كالعدوى ليستقر في الروح فيستمر لينمو ويولد المعرفة في القلب .
 الموسيقى في المسرح تبدأ في الكلام ، وتستمر في الحركة وفي الإيقاع وفي ميلودي الصوت .مثلها في ذلك مثل نشأتها ، وتعامل الانسان معها ، وبالأخص الفنان الاول والانسان الاول الذي حاكى الطبيعة وتعلم منها ، واراد التعامل معها بمختلف الوسائل الصوتية والحركية والتشكيلية . فاستثمر جمالها بالرسم والنحت والشعر والغناء والموسيقى ، وحاكى تضاريسها من جبال ووديان وانهار وحيوانات واصوات الذي ذكرناه جميعا . ومنها وبها شكلت الموسيقى المحتوى الحقيقي للرؤيا المسرحية و"العرض المسرحي لا يمكن أن يكون عرضا إيقاعيا إذا لم يكن موسيقيا  . من خلال الكلام ، الحركة ، الإيقاع ، ميلودي الصوت ، اللون ، الصمت ، السكون ، الظلام .. إلى غير ذلك . لأن العرض بدونها سيكون سيئا .

        ففن الموسيقى يعلمنا كيف أن تغيرا طفيفا في الإيقاع سينتج زيفا . ان الشكل في الموسيقى يعلمنا الحرفة ، والمضمون فيها يعلمنا الإحساس والشعور بها روحيا . ومن كلاهما نسمع ذلك اليومي الذي نطلق عليه {الجو العام} أو {المواطنة في الفن} كما يسميها توفستونوكوف الذي يقول "إذا تصورنا أن الفن المسرحي هو أوركسترا سمفونية ، فأن الموسيقى هي آلة من الآلات العرض المسرحي  . وعليه يجب ان ترتبط الموسيقى مع جميع الأدوات المعروفة للعرض من اجل التكامل الفني في العرض المسرحي . وهو يعني أيضا ، أن الموسيقى في المسرح هي جزء من الكل لا يمكن أن تجلب الاستحسان بمعزل عن بقية العناصر المسرحية ، وان انسجام الأداء مع الموسيقى أمر ضروري . وعندما يتوجب وجود الموسيقى في المسرحية فعلينا أن نجد لها المكان الملائم كما يرى ذلك مايرخولد . مما تقدم يتأكد أن الموسيقى واحدة من الوسائل المهمة في المسرح هذا الفن متعدد الجوانب .


        إننا نعيش في الطبيعة ونحن محاطون بالأصوات المختلفة ، القبيح منها والجميل وبما أن المسرح هو محاكاة الطبيعة ، إذن لابد لتلك الأصوات أن تصاحب أحداثه ، وترافق حواراته ، وحسه الموسيقي " تساعد الممثل على إظهار المعنى الباطني الاجتماعي ، والأساس تجمل علاقات الحدث المسرحي  . إذن هل يعني ذلك أن للموسيقى تأثيرا أخلاقيا وروحيا على حياتنا ؟ وهل تجعل من مشاعرنا اكثر نبلا ؟؟؟ . يقول ألن دانيلو :"أن الموسيقى تعد وسيلة لفهم عمل أفكارنا إضافة إلى إحساساتنا العاطفية . كنوع من الترابط بين الرقم والفكروهذا التأثير
الأخلاقي يجعل المشاعر الإنسانية أكثر نبلاً .

        وفي المسرح تساعد الموسيقى على إيصال الأفكار إلى المتفرجين . بمساعدة اللغة التعبيرية والفعل الفيزيقي . وما تنتجهُ هذه العملية من تأثيرات حسية ونفسية في إضفاء الجو الروحي العام للعرض المسرحي وهما معاً "الموسيقى واللغة التعبيرية للجسد" يحددان إيقاع المشهد . وبالتالي من إيقاعات المشهد يتحدد إيقاع المسرحية ككل  وما أكد أيضاً يوري زافادسكي هو تحديد مكانة المؤلف الموسيقي ضمن المجموعة المسرحية بكونه يساعد المخرج في دعم الصورة الإيقاعية للعرض مما يتيح إمكان المحاكاة الحقيقية للموسيقى الداخلية . ذلك لأن الموسيقى تعلمنا الشعور بما هو يومي وحياتي في مسرحنا . وهو ما نسميه الجو العام للعرض المسرحي . لأنها – كما قلنا تمتلك الأهمية الأساسية في خلق الجو المطلوب للعرض المسرحي . والذي من خلالهُ تصبح التجربة الروحية واقعاً ملموساً . وكما إن الأفكار والأهداف العامة والرئيسة محددة في المسرحية . كذلك فإن التأليف الموسيقي يجب أن يتم في ضوء تلك الأهداف والأفكار ويجب أن يكون التأليف الموسيقي متماسكاً مع مكونات العرض المسرحي وصولاً إلى التكامل الفني المطلوب للعرض المسرحي ككل . إلى الذي نستطيع معه أن نميز تلك الموسيقى المؤلفة خصيصاً للمسرحية حتى إن تم سماعها بمعزل عن مشاهدة العرض ، وانطلاقاً من ذلك التحديد نستطيع القول إن الموسيقى التي يتم تأليفها لمسرحية ما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصلح لمسرحية أخرى حتى لو إتفقت معها في النوع ، وتقاربت في الأهداف العامة ، وفي الأفكار . وإنه في حالة إستخدامها سنشعر بالفارق ولو كان بسيطاً . وعليه فإن الشكل الموسيقي للعرض المسرحي يأخذ الحيز الكبير الأخير في عمل عدد من المخرجين حين يحددا الوحدة الأسلوبية والفنية للعرض .
        وعلى العموم فأن الموسيقى التي يتم وضعها للدراما المسرحية لا تتم إعتباطاً ، لسد نقص في الإخراج ، أي للإفراغ في المسرحية بل على العكس من ذلك أن الموسيقى تشكل جزء اً هاماً وأكيداً وفاعلاً تماماً في أهميتها كالممثل والإضاءة والديكور . وغيرها من المستلزمات الهامة في تكوين العرض المسرحي . أن الموسيقى تعني خللاً كبيراً يؤثر على العرض المسرحي إذا أسيء استعمالها في العرض والعكس صحيح الموسيقى تعني كياناً كاملاً من الأحاسيس والمعاني تساعد في توصيل الأفكار والمعاني إلى المشاهد أو أنها تفك رموز ما كان غامضاً من تلك المعاني و الأفكار فأن كل آلة فيها يمكن أن تمثل شخصية من شخصيات المسرحية فالموسيقى بالأساس وجهة نظر مهمة . لشخصية في المسرحية ومجموعة أشخاص تعبر عن ما في داخلهم من وجهة نظر أي أنها تفكير الشخصية بصوت مرتفع ، يمكن للجمهور إدراكه وفهمه . 
إذن نخلص إلى القول " أن الموسيقى في أهميتها تكمل العرض المسرحي ، وعليه يجب أن ترتبط الموسيقى مع جميع الأدوات المعروفة للعرض من أجل التكامل الفني في العرض المسرحي ".
        " الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية قديمان قدم المسرح، فنشأت من أصوات حفيف الأشجار وأصوات قرع الطبول والأجراس البدائية التي كانت ترافق الإنسان في الصيد والحروب والنزالات والطقوس الدينية إلى الصوت والموسيقى المصاحبة للعرض المسرحي الحديث. وغالباً ما يعدّ الصوت والموسيقي جزءين متممين للعمل المسرحي الناجح ".

        " أن الموسيقي المسرحية تزامنت بداياتها مع بدايات المسرح نفسه، فالإنسان عرف فن الموسيقى منذ قديم الزمان، وكان من البديهي أن يستخدمه عاملاً مساعداً في الفن المسرحي. وكل من قرأ شكسبير لا بد أن يدرك أهمية الصوت والموسيقي في المسرح الإليزابيثي، ولوحظ مما دوّن من مذكرات عن الصوت أنها تكّون نسبة كبيرة من التوجيهات المسرحية، بينما نجد مثلا "موسيقى ناعمة"، "موسيقى جدية وغريبة"، "أبواق من الداخل"، "نداءات السلاح"، "طبول وأبواق"، "عاصفة ورعد"، وهكذا.

        وقد بلغ استعمال الموسيقي والمؤثرات حد الدقة في حالة الميلودراما وكما يفرض الاسم على هذا النوع من المسرحيات أن يعتمد اعتماداً كبيراً على الموسيقي بعنصر مهيأ للجو خاصة في مشاهد الحب واستدرار الشفقة أو الصراع العنيف لمواقف الشر. والواقع أنه لم يحدث أي تغير جوهري بالنسبة للمؤثرات الصوتية والموسيقي التصويرية منذ عهد شكسبير حتى القرن العشرين الميلادي". 

        "  وعلى المخرج الذي يريد استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية في عمله المسرحي عليه أن يحسن اختيار الموسيقى التي تجذب الجمهور وان لايبالغ في استخدامها. إذا على المخرج إن يكون ذواقاً في عملية اختيار وتصميم الموسيقى لان مفتاح نجاح العمل بيده وان يكون فكرة (للدراماتورج) أثناء التأليف الموسيقي من خلال تصميم مجموعة من المعزوفات المختلفة التي تجمعها وحدة موضوع وهي فكرة العمل المسرحي وعليه أن يميز بين استخدام الموسيقى في المشاهد وان يستطيع أن يكون دراما موسيقية متكاملة كأن تكون صراعاً بين الخير والشر أو الحياة والموت أو الحزن والفرح وغيرها.

         وعليه أن يجعل جميع الموسيقى التي يستخدمها في عمله المسرحي مرافقة لحركات ورقصات درامية وان لا تكون مجرد موسيقى لملء الفراغ مما يسبب مللا لدى المتلقي من تكرار الموسيقى أو طولها غير المبرر. ومن أهم الفنون المسرحية التي تعتمد على الموسيقى في عرضها هي (الاوبريت ومسرح العرائس والأوبرا والباليه والبانتو مايم "المسرح الصامت "والدراما دانس (الرقص الدرامي)" ".
        
        " ان نجاح استخدام الموسيقى في العروض ينجم من درايتين وهما الدراية بفن المسرح والدراية بفن الموسيقى. وحين يتوفران عند المخرج بوصفه قائد العرض من شأنهما ان يعيناه في التقاط الدور التوظيفي للموسيقى.لدينا من الموسيقى نوعان: موسيقى آلية “اي خالية من الكلام” والموسيقي الغنائية ــ شعر، لحن، اداء، ايقاع، موسيقى مرافقة وهي غالبا ما تكون ثانوية.الموسيقة الالية، منها السمفونية، الكونشرتو، السوناتا، الافتتاحية، التقاسيم، ويعد استخدام هذه القوالب من اسوأ انواع الاستخدام في العملية المسرحية، فهذي القوالب تسير على وفق نظام خاص في التأليف الموسيقي، فضلا عن موضوعها المستقل الذي صمم له المؤلف جملا موسيقية مركبة تركيبا مقصودا يحاول فيه المؤلف رسم علامات يستدل منها المتلقي لفهم الموضوع، وغالبا ما يستقي المؤلف الموسيقي موضوعاته من الاساطير او الشخصيات المشهورة او قصائد شعرية او من الادب العالمي او بصورة معركة مشهورة وهكذا لا تجد موسيقى خالية من موضوع يخصها. اذن فعملية اشراك موسيقى من هذا النوع يشتت كلا الموضوعين موضوع الموسيقى وموضوع المسرحية
        وهذا الحال ينسحب على الكونشرتو في حالة استخدامها في العروض فالكونشرتو مؤلفة موسيقية آلية تتحاور فيها آلة واحدة مع مجموعة آلات فتارة يهدأان واخرى ينفجران على شكل سرد حواري درامي يعتمد موضوعا معينا، فمخاطر اشراكه في العرض اكثر من غيره.وكأن هذه السطور تتضمن دعوة للعمل الجاد على انتاج ثقافي جديد اسمه مصمم موسيقى العرض اي ذلك الموسيقي الذي يعرف متطلبات العرض اي الذي لا يحاكي الاحداث فيصاحبها، بل ان يتخذ تلك الاحداث او الحدث المعين لاستثارة خياله كي ينجز موسيقى تشترك في بث رسالة العرض. وهذا ما يحتاجه الواقع المسرحي فعلا ".
و" الموسيقى لغة وتلك اللغة لابد وان يكون لها منظومة من القواعد والتراكيب التي تحددها فكما توجد قواعد نحويه للغة العربية يوجد للموسيقى لغة بنائية متمثلة فى القوالب والصيغ الموسيقية التى يعتمد عليها المؤلف الموسيقى فى كتابة مقطوعته الموسيقية. ولكى يستطيع المؤلف ان يخرج المقطوعة الموسيقية المؤلفة الى حيز الوجود لابد وان يختار القالب او الفورم الذى يتناسب وما الفه من موسيقى، ونجد انه هناك العديد من الصيغ والقوالب الموسيقية التى يمكن للمؤلف ان يصول ويجول فى قوالبها بما يترائى له من افكار     
 موسيقية "
  
المصادر
1- ألن دنيور : القيم الروحية والأخلاقية في الموسيقى ، ت:محمد جواد داود ، مجلة القيثارة ، وزارة الإعلام 1989،

2-  كتاب "المدخل الي الفنون المسرحية "تأليف فرانك م.هوايتنج ،القاهرة، دار المعرفة للنشر،1970
3- كتاب "تحليل القوالب الموسيقية "تأليف فيكتور باينكو  ترجمة  عماد حموش، دمشق، منشورات وزارة الثقافة،1998

فتح باب التقدم لمهرجان " بيت الأمة المسرحى"..10 مايو

الممثلة المغربية سارة تكاية تقدم عملها المسرحي الجديد « زواج مرتب »

مجلة الفنون المسرحية

الممثلة المغربية سارة تكاية تقدم عملها المسرحي الجديد « زواج مرتب »

بعد تقديم عدد من العروض بالمسارح الفرنسية، تعرض الممثلة المغربية سارة تكاية عملها المسرحي الجديد « زواج مرتب »، من 11 إلى 15 أبريل الجاري بأربع مدن مغربية.

وأوضح المنظمون، في بلاغ، أن أول عرض للمسرحية، سينطلق يوم 11 أبريل بـ »استوديو الفنون الحية » بالدار البيضاء، وتتواصل العروض أيام 12 أبريل بمركز « زينيت » – الرياض بالرباط، و13 أبريل بالمعهد الثقافي الفرنسي بمراكش، و15 أبريل بالمركب الثقافي أحمد بوكماخ بطنجة.

وتعد هذه المسرحية عملا فنيا مستوحى من الحياة المعاصرة، ألفه وأخرجه سمير طلحاوي، وقام بأداء أدواره الرئيسية كل من سارة تكاية (في دور ليلى)، وسمير طلحاوي، وتيمور دومير، وفانسيا ديو، والمهدي فتاح، وجيريمي حاك، ورادوسلاف ماجيريك، وأشورا بلفوضيل، وليوبولد هيدينغرين، ومصطفى روتمان، ويوهان بيربي، وسيريل روسيك، وسليمة.

فعلى امتداد ساعة ونصف الساعة، تسافر هذه المسرحية بالجمهور، عبر مشاهد مستوحاة من الواقع المعيش بطريقة كوميدية، وتحديدا من مؤسسة الزواج المعاصرة، وما يعترضها من صعوبات واختلافات ذات طبيعة ثقافية – سلوكية، تؤدي في غالبها للجوء إلى الكذب.

وأوضح البلاغ أنه اجتمعت في هذه المسرحية « كل العناصر من أجل خلق فرجة كوميدية على درجة عالية من الأداء، الكوميديون يتميزون بطاقة هائلة، خصوصا البطلة سارة تكاية التي تعود بقوة إلى الساحة الفنية بعد تألقها في العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، بدور تكشف من خلاله تناقضات لا تكاد تنتهي… ».

وأضاف المصدر أن المسرحية تركت خلال عرضها بمسرح « داريوس ميلهود » في المقاطعة 19 بالعاصمة الفرنسية، « أثرا إيجابيا، إذ جعلت الجمهور، حسب المقالات النقدية التي كتبت عنها، يعيش لحظات مليئة بالضحك الهادف (كوميديا الموقف)، وحضرت علاقات الحب، والشباب، والمساءات العائلية التي تولد تقاليد دينية، إلى جانب تلك الالتباسات، التي يمكن أن تعاش في علاقة ذات طابع عربي – إسلامي ».

يشار إلى أن مسرحية « زواج مرتب »، التي ألفها سمير طلحاوي رفقة سارة تكاية، ووندي نييتو، ومكسيم تريكارو، سيتواصل عرضها، أيضا، بفرنسا بمسرح « العبور نحو النجوم »، ومسرح « المحاور الثلاثة »، ومسرح « نانسي »، و »ديجون »، و »ليموج » بباريس.

----------------------------------------------
المصدر : وكالات 

مسرحية "الفيل والوسيط" تكريما للفنان الجزائري حميد رماس

الإضاءة المسرحية .. ذاكرة لا تنام

مجلة الفنون المسرحية


الإضاءة المسرحية .. ذاكرة لا تنام


ماهر هربش: لماذا نضع هذا اللون؟ لماذا نختار هذه الزاوية كمصدرٍ للضوء؟.. وهكذا ومن دون قصد ربطت دراستي للدراما بالضوء.

على خشبة المسرح الدائري، في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، لطالما وقف فنان الإضاءة ماهر هربش يدرس كلّ زواياها، ليرسم بتصميماته فضاءات مضيئة تلائم بأبعادها وألوانها ما تمّ تقديمه من مسرحيات لأسماء برزت في المسرح السوري في الآونة الأخيرة، حتى بات واحداً من أشهر مصممي الإضاءة المسرحية في سوريا، ولعله الوحيد الذي درسها دراسةً أكاديمية إلى جانب دراسته للدراما المسرحية.

من خلال مسيرته المهنية كمصمم إضاءة ورئيس قسم التقنيات المسرحية في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، أثبت ماهر هربش أن الإضاءة المسرحية فن بحدّ ذاته، يمكنها أن تقول ما لا يستطيع الممثل قوله على الخشبة. فقد أبدع بابتكاره رؤية ضوئية تساوت مع الحركة والكلمة في مسرحيات درامية وأخرى راقصة، وحتى في افتتاح مهرجانات المسرح والسينما وغيرها، وأصبح للظلمة على خشبته وقعٌ دراميّ يعبّر عن مشهدٍ ما، يجسّد حدثاً ما.

إلا أنه يؤكّد: "في رأيي، لا يمكن لأي عنصر في العمل المسرحي أن يكون بطلاً. فالمسرح هو عمل جماعي، تعمل عناصره مع بعضها البعض في تفاعل هارموني، ليصبح العرض هو ذاته البطل".

• دراسة أكاديمية

نبدأ الحديث عن ماهر هربش منذ أن كان طالباً يدرس في قسم النقد المسرحي في المعهد، عندما عمل كمنفذ إضاءة في إحدى العروض المسرحية، وبعد ما أنهى دراسته في السنة الرابعة، توجّه بناءً على معدله، إلى فرنسا حاصلاً على منحة دراسية في اختصاص الإضاءة المسرحية لمدة سنة، ركّزت على تعليمه الجانب التقني أكثر من الجانب الفني، الشيء الذي جعله دائم البحث والتفكير، يحاول أن يربط المعلومات التقنية بالرؤى الدرامية التي درسها مسبقاً، إذ رأى أن لا شيء على خشبة المسرح يمكن أن يكون مجانياً.

ويقول: "كنت باللاشعور أتساءل وقتها: لماذا نضع هذا اللون؟ لماذا نختار هذه الزاوية كمصدرٍ للضوء؟.. وهكذا ومن دون قصد ربطت دراستي للدراما بالضوء".

  
بعد العودة إلى دمشق مباشرةً عام 1996، يبيّن لنا هربش مدى قلقه من كونه لم يعرف أن يحدّد إذا ما كان قادراً، لوحده، على تصميم إضاءة عرض مسرحي، من الألف إلى الياء، إلا أنه اكتشف قدرته فعلاً في حفل مدرسة الباليه السنوي "كسارة البندق".

"أقول الآن بصراحة أن الخوف وقتها كان كبيراً. لكنه لم يمنعني من البدء بالعمل.. فقمت بتصميم إضاءة العرض من دون أية فذلكة معتمداً أولاً وأخيراً على إحساسي الجمالي بالمشاهد المقدّمة، حيث أنه عرض راقص لا يعتمد بشكلٍ واسع على الدراما. وقد فوجئت بعد انتهاء العرض بآراء الجمهور الذين أعجبوا بالإضاءة، خاصةً من الاختصاصيين الدراسين للمسرح والممارسين له، ما فتح لي المجال لاكتشاف قدرتي على تناول عرض درامي خالص، كان بعنوان (جنكيز خان) من إخراج مانويل جيجي وتمثيل غسان مسعود".

• للإضاءة المسرحية وظائف

مع مرور الوقت، ارتبط اسم ماهر هربش بافتتاح عدة مهرجانات على المستوى المحلي والعربي، فمن ملتقى أطفال العرب التاسع، إلى مهرجان دمشق السينمائي إلى مهرجان الفجيرة للمونودراما، الشيء الذي جعلنا نسأله عن الفرق بين تصميم الإضاءة لعمل درامي وتصميمه لآخر له طابع احتفالي استعراضي، من وجهة نظره كفنان إضاءة، ويجيب:

"افتتاح المهرجانات هي عروض تعتمد على الفرجة وإبهار الجمهور، من هنا فإن المصمم يعتمد على الوظيفة الجمالية للإضاءة، ويغنيها على مستوى اللون وتوزيع مصادر الضوء. أما العروض الدرامية، فتحتاج منا لدراسة مغايرة، حيث ترتبط معايير اللون والحركات الضوئية فيها، ارتباطاً عضوياً بالدراما. أي أن للإضاءة فيها وظيفة درامية تستوجب أن تكون موظفة بشكل دلالي ومنطقي إلى جانب كونها جميلة ودلالية".

• خبرة في كتاب

يحاول هربش، أن يضع ثقافته في فن إضاءة المسرحيات الدرامية، إلى جانب خبرته العملية ودراسته الأكاديمية لها، في كتابٍ لا يزال يعمل على إنجازه حتى اللحظة، وهو بعنوان "الإضاءة المسرحية" يشير إلى أنه يتضمن عدة محاور تستعرض عملية التصميم من النص إلى العرض مع دراسة الألوان. أولها تاريخي يتحدث عن تاريخ الاضاءة في المسرح من اليونان وحتى العصر الحديث بكل ما مر على هذا العنصر من تطور إن كان على المستوى الصناعي والاكتشافات الخاصة بالكهرباء والمصابيح إلى التطور الذي رافق هذه الاكتشافات على مستوى الكتابة، فقد صرنا نلاحظ أن الكتاب صاروا يتأثرون في نصوصهم بالتقنيات الحديثة، ما جعلهم أكثر حرية في تعدد الأمكنة والأزمنة.

في حين يتناول المحور الثاني الجانب التقني المختص بشرح كل المفردات التقنية التي تنتج الإضاءة، مثل استعراض الأجهزة وآلية عملها، بالإضافة إلى الشبكات المسرحية، يصوّر المحور الثالث الجانب الفني لعملية تصميم الإضاءة وعلاقة المصمم مع العناصر الأخرى من أزياء وديكور وممثلين وحتى علاقته مع مخرج العرض.

  

• علاقة إشكالية

بالحديث عن هذه العلاقة، وباعتبار أنها إشكالية، إذ تربط المصمم بالمخرج ضمن صلاحيات غير واضحة الحدود، يبدو من الطبيعي أن ثمة مشاكل ستحدث نتيجة لاختلاف في بعض الآراء والتصميمات، وعندما سألنا ماهر هربش عن الحل من خلال رؤيته المهنية ومسيرته العملية، أجاب: "أحاول أن أقنعه بوجهة نظري وإن لم يقتنع أقوم بتنفيذ الرؤيتين على الخشبة ـ أي رؤيتي ورؤيته ـ ليختار واحدة، وفي الحقيقية غالباً ما يكون الحق معي وباعترافه لأني أفهم أن الإضاءة لا يمكن أن تشرح وإنما تشاهد بالعين".

ويضيف: "هي فعلا علاقة إشكالية إلا أن هذه الإشكالية تنتهي عندما يكون المخرج واعياً لدوره ولدور فريقه، أما عندما يكون جاهلاً فثمة مأزق حتماً، ستنعكس أبعاده بشكلٍ سلبي على العرض".

• بعيداً عن دمشق

يعيش ماهر هربش اليوم في إمارة الشارقة في الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال موقعه أشرف على عدة ورشات مسرحية مختصة بفن الإضاءة، آخرها ورشة "جماليات الإضاءة المسرحية" في معهد الشارقة للفنون المسرحية. كما أنهى منذ أيام تصميمه لأوبريت "لؤلؤة الشرق" في افتتاح مهرجان المونودراما الدولي 2014.

ولعلّ ارتباطه الروحي والحميمي بدمشق، وبالتحديد بتلك الخشبة المستديرة في المسرح الدائري في المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث كان دائم التدريب والابتكار هناك، دفعنا إلى سؤاله: أليس في ذاكرتك من حنين إلى ذلك المكان؟

وكان الجواب وبكل اختصار: "بعض من دمي.. حتى في النوم.. هناك ذاكرة لا تنام".

------------------------------------------------
المصدر : رضاب فيصل - ميدل ايست أونلاين

دراسة في " وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير"

الموسيقى وأهميتها فى المسرح / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية


الموسيقى وأهميتها فى المسرح


 تعد اللغة الموسيقية واحده من أهم اللغات الفنية المجردة، فإذا كانت الكلمات والجمل المنطوقة والمكتوبة لها دلالاتها الواضحة التي يدركها ويفهمها الإنسان ويستوعبها العقل بشكل مباشر ويعي ما تعنيه ، فإن العبارات والجمل الموسيقية هي لغة الأحاسيس والمشاعر الإنسانية لذا أطلق على الموسيقى بأنها   ” غذاء الروح” وذلك لان تلك اللغة المجردة تخاطب المشاعر والوجدان الذي يغذى الروح.”وهذا التأثير الأخلاقي يجعل المشاعر الإنسانية أكثر نبلاً . وفي المسرح تساعد الموسيقى على إيصال الأفكار إلى المتفرجين . بمساعدة اللغة التعبيرية والفعل الفيزيقي . وما تنتجهُ هذه العملية من تأثيرات حسية ونفسية في إضفاء الجو الروحي العام للعرض المسرحي وهما معاً “الموسيقى واللغة التعبيرية للجسد” يحددان إيقاع المشهد . وبالتالي من إيقاعات المشهد يتحدد إيقاع المسرحية ككل
  ” الموسيقى  لغة علينا أن نفهمها كي نعرف كيف نوظفها بشكلها السليم ولا ضير إذا استخدمنا الموسيقى بدلا من ديالوج حواري أو حتى مشهد “لان الموسيقى هي لغة يمكن لجمهور إن يتلقاها إذا ما استخدمت استخداما صحيحاً “.
   ” دور الموسيقى في المسرح في كونها ” تساعد المخرج في دعم الصورة الإيقاعية للعرض التي ستعطي فيما بعد قدرة المحاكاة الحقيقية أو الصدى الحقيقي للموسيقى الداخلية للعرض المسرحي ” . أنها الجو الذي يعتنق ذلك النضوج الداخلي ، كفكر غير منظور يسري كالعدوى ليستقر في الروح فيستمر لينمو ويولد المعرفة في القلب .
 الموسيقى في المسرح تبدأ في الكلام ، وتستمر في الحركة وفي الإيقاع وفي ميلودي الصوت .مثلها في ذلك مثل نشأتها ، وتعامل الانسان معها ، وبالأخص الفنان الاول والانسان الاول الذي حاكى الطبيعة وتعلم منها ، واراد التعامل معها بمختلف الوسائل الصوتية والحركية والتشكيلية . فاستثمر جمالها بالرسم والنحت والشعر والغناء والموسيقى ، وحاكى تضاريسها من جبال ووديان وانهار وحيوانات واصوات الذي ذكرناه جميعا . ومنها وبها شكلت الموسيقى المحتوى الحقيقي للرؤيا المسرحية و”العرض المسرحي لا يمكن أن يكون عرضا إيقاعيا إذا لم يكن موسيقيا  . من خلال الكلام ، الحركة ، الإيقاع ، ميلودي الصوت ، اللون ، الصمت ، السكون ، الظلام .. إلى غير ذلك . لأن العرض بدونها سيكون سيئا .

        ففن الموسيقى يعلمنا كيف أن تغيرا طفيفا في الإيقاع سينتج زيفا . ان الشكل في الموسيقى يعلمنا الحرفة ، والمضمون فيها يعلمنا الإحساس والشعور بها روحيا . ومن كلاهما نسمع ذلك اليومي الذي نطلق عليه {الجو العام} أو {المواطنة في الفن} كما يسميها توفستونوكوف الذي يقول “إذا تصورنا أن الفن المسرحي هو أوركسترا سمفونية ، فأن الموسيقى هي آلة من الآلات العرض المسرحي  . وعليه يجب ان ترتبط الموسيقى مع جميع الأدوات المعروفة للعرض من اجل التكامل الفني في العرض المسرحي . وهو يعني أيضا ، أن الموسيقى في المسرح هي جزء من الكل لا يمكن أن تجلب الاستحسان بمعزل عن بقية العناصر المسرحية ، وان انسجام الأداء مع الموسيقى أمر ضروري . وعندما يتوجب وجود الموسيقى في المسرحية فعلينا أن نجد لها المكان الملائم كما يرى ذلك مايرخولد . مما تقدم يتأكد أن الموسيقى واحدة من الوسائل المهمة في المسرح هذا الفن متعدد الجوانب .

        إننا نعيش في الطبيعة ونحن محاطون بالأصوات المختلفة ، القبيح منها والجميل وبما أن المسرح هو محاكاة الطبيعة ، إذن لابد لتلك الأصوات أن تصاحب أحداثه ، وترافق حواراته ، وحسه الموسيقي ” تساعد الممثل على إظهار المعنى الباطني الاجتماعي ، والأساس تجمل علاقات الحدث المسرحي  . إذن هل يعني ذلك أن للموسيقى تأثيرا أخلاقيا وروحيا على حياتنا ؟ وهل تجعل من مشاعرنا اكثر نبلا ؟؟؟ . يقول ألن دانيلو :”أن الموسيقى تعد وسيلة لفهم عمل أفكارنا إضافة إلى إحساساتنا العاطفية . كنوع من الترابط بين الرقم والفكروهذا التأثير
الأخلاقي يجعل المشاعر الإنسانية أكثر نبلاً .
        وفي المسرح تساعد الموسيقى على إيصال الأفكار إلى المتفرجين . بمساعدة اللغة التعبيرية والفعل الفيزيقي . وما تنتجهُ هذه العملية من تأثيرات حسية ونفسية في إضفاء الجو الروحي العام للعرض المسرحي وهما معاً “الموسيقى واللغة التعبيرية للجسد” يحددان إيقاع المشهد . وبالتالي من إيقاعات المشهد يتحدد إيقاع المسرحية ككل  وما أكد أيضاً يوري زافادسكي هو تحديد مكانة المؤلف الموسيقي ضمن المجموعة المسرحية بكونه يساعد المخرج في دعم الصورة الإيقاعية للعرض مما يتيح إمكان المحاكاة الحقيقية للموسيقى الداخلية . ذلك لأن الموسيقى تعلمنا الشعور بما هو يومي وحياتي في مسرحنا . وهو ما نسميه الجو العام للعرض المسرحي . لأنها – كما قلنا تمتلك الأهمية الأساسية في خلق الجو المطلوب للعرض المسرحي . والذي من خلالهُ تصبح التجربة الروحية واقعاً ملموساً . وكما إن الأفكار والأهداف العامة والرئيسة محددة في المسرحية . كذلك فإن التأليف الموسيقي يجب أن يتم في ضوء تلك الأهداف والأفكار ويجب أن يكون التأليف الموسيقي متماسكاً مع مكونات العرض المسرحي وصولاً إلى التكامل الفني المطلوب للعرض المسرحي ككل . إلى الذي نستطيع معه أن نميز تلك الموسيقى المؤلفة خصيصاً للمسرحية حتى إن تم سماعها بمعزل عن مشاهدة العرض ، وانطلاقاً من ذلك التحديد نستطيع القول إن الموسيقى التي يتم تأليفها لمسرحية ما لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تصلح لمسرحية أخرى حتى لو إتفقت معها في النوع ، وتقاربت في الأهداف العامة ، وفي الأفكار . وإنه في حالة إستخدامها سنشعر بالفارق ولو كان بسيطاً . وعليه فإن الشكل الموسيقي للعرض المسرحي يأخذ الحيز الكبير الأخير في عمل عدد من المخرجين حين يحددا الوحدة الأسلوبية والفنية للعرض .
        وعلى العموم فأن الموسيقى التي يتم وضعها للدراما المسرحية لا تتم إعتباطاً ، لسد نقص في الإخراج ، أي للإفراغ في المسرحية بل على العكس من ذلك أن الموسيقى تشكل جزء اً هاماً وأكيداً وفاعلاً تماماً في أهميتها كالممثل والإضاءة والديكور . وغيرها من المستلزمات الهامة في تكوين العرض المسرحي . أن الموسيقى تعني خللاً كبيراً يؤثر على العرض المسرحي إذا أسيء استعمالها في العرض والعكس صحيح الموسيقى تعني كياناً كاملاً من الأحاسيس والمعاني تساعد في توصيل الأفكار والمعاني إلى المشاهد أو أنها تفك رموز ما كان غامضاً من تلك المعاني و الأفكار فأن كل آلة فيها يمكن أن تمثل شخصية من شخصيات المسرحية فالموسيقى بالأساس وجهة نظر مهمة . لشخصية في المسرحية ومجموعة أشخاص تعبر عن ما في داخلهم من وجهة نظر أي أنها تفكير الشخصية بصوت مرتفع ، يمكن للجمهور إدراكه وفهمه . 
إذن نخلص إلى القول ” أن الموسيقى في أهميتها تكمل العرض المسرحي ، وعليه يجب أن ترتبط الموسيقى مع جميع الأدوات المعروفة للعرض من أجل التكامل الفني في العرض المسرحي “.
        ” الموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية قديمان قدم المسرح، فنشأت من أصوات حفيف الأشجار وأصوات قرع الطبول والأجراس البدائية التي كانت ترافق الإنسان في الصيد والحروب والنزالات والطقوس الدينية إلى الصوت والموسيقى المصاحبة للعرض المسرحي الحديث. وغالباً ما يعدّ الصوت والموسيقي جزءين متممين للعمل المسرحي الناجح “.
        ” أن الموسيقي المسرحية تزامنت بداياتها مع بدايات المسرح نفسه، فالإنسان عرف فن الموسيقى منذ قديم الزمان، وكان من البديهي أن يستخدمه عاملاً مساعداً في الفن المسرحي. وكل من قرأ شكسبير لا بد أن يدرك أهمية الصوت والموسيقي في المسرح الإليزابيثي، ولوحظ مما دوّن من مذكرات عن الصوت أنها تكّون نسبة كبيرة من التوجيهات المسرحية، بينما نجد مثلا “موسيقى ناعمة”، “موسيقى جدية وغريبة”، “أبواق من الداخل”، “نداءات السلاح”، “طبول وأبواق”، “عاصفة ورعد”، وهكذا.
        وقد بلغ استعمال الموسيقي والمؤثرات حد الدقة في حالة الميلودراما وكما يفرض الاسم على هذا النوع من المسرحيات أن يعتمد اعتماداً كبيراً على الموسيقي بعنصر مهيأ للجو خاصة في مشاهد الحب واستدرار الشفقة أو الصراع العنيف لمواقف الشر. والواقع أنه لم يحدث أي تغير جوهري بالنسبة للمؤثرات الصوتية والموسيقي التصويرية منذ عهد شكسبير حتى القرن العشرين الميلادي”. 
        ”  وعلى المخرج الذي يريد استخدام الموسيقى والمؤثرات الصوتية في عمله المسرحي عليه أن يحسن اختيار الموسيقى التي تجذب الجمهور وان لايبالغ في استخدامها. إذا على المخرج إن يكون ذواقاً في عملية اختيار وتصميم الموسيقى لان مفتاح نجاح العمل بيده وان يكون فكرة (للدراماتورج) أثناء التأليف الموسيقي من خلال تصميم مجموعة من المعزوفات المختلفة التي تجمعها وحدة موضوع وهي فكرة العمل المسرحي وعليه أن يميز بين استخدام الموسيقى في المشاهد وان يستطيع أن يكون دراما موسيقية متكاملة كأن تكون صراعاً بين الخير والشر أو الحياة والموت أو الحزن والفرح وغيرها.
         وعليه أن يجعل جميع الموسيقى التي يستخدمها في عمله المسرحي مرافقة لحركات ورقصات درامية وان لا تكون مجرد موسيقى لملء الفراغ مما يسبب مللا لدى المتلقي من تكرار الموسيقى أو طولها غير المبرر. ومن أهم الفنون المسرحية التي تعتمد على الموسيقى في عرضها هي (الاوبريت ومسرح العرائس والأوبرا والباليه والبانتو مايم “المسرح الصامت “والدراما دانس (الرقص الدرامي)” “.
        
        ” ان نجاح استخدام الموسيقى في العروض ينجم من درايتين وهما الدراية بفن المسرح والدراية بفن الموسيقى. وحين يتوفران عند المخرج بوصفه قائد العرض من شأنهما ان يعيناه في التقاط الدور التوظيفي للموسيقى.لدينا من الموسيقى نوعان: موسيقى آلية “اي خالية من الكلام” والموسيقي الغنائية ــ شعر، لحن، اداء، ايقاع، موسيقى مرافقة وهي غالبا ما تكون ثانوية.الموسيقة الالية، منها السمفونية، الكونشرتو، السوناتا، الافتتاحية، التقاسيم، ويعد استخدام هذه القوالب من اسوأ انواع الاستخدام في العملية المسرحية، فهذي القوالب تسير على وفق نظام خاص في التأليف الموسيقي، فضلا عن موضوعها المستقل الذي صمم له المؤلف جملا موسيقية مركبة تركيبا مقصودا يحاول فيه المؤلف رسم علامات يستدل منها المتلقي لفهم الموضوع، وغالبا ما يستقي المؤلف الموسيقي موضوعاته من الاساطير او الشخصيات المشهورة او قصائد شعرية او من الادب العالمي او بصورة معركة مشهورة وهكذا لا تجد موسيقى خالية من موضوع يخصها. اذن فعملية اشراك موسيقى من هذا النوع يشتت كلا الموضوعين موضوع الموسيقى وموضوع المسرحية
        وهذا الحال ينسحب على الكونشرتو في حالة استخدامها في العروض فالكونشرتو مؤلفة موسيقية آلية تتحاور فيها آلة واحدة مع مجموعة آلات فتارة يهدأان واخرى ينفجران على شكل سرد حواري درامي يعتمد موضوعا معينا، فمخاطر اشراكه في العرض اكثر من غيره.وكأن هذه السطور تتضمن دعوة للعمل الجاد على انتاج ثقافي جديد اسمه مصمم موسيقى العرض اي ذلك الموسيقي الذي يعرف متطلبات العرض اي الذي لا يحاكي الاحداث فيصاحبها، بل ان يتخذ تلك الاحداث او الحدث المعين لاستثارة خياله كي ينجز موسيقى تشترك في بث رسالة العرض. وهذا ما يحتاجه الواقع المسرحي فعلا “.
و” الموسيقى لغة وتلك اللغة لابد وان يكون لها منظومة من القواعد والتراكيب التي تحددها فكما توجد قواعد نحويه للغة العربية يوجد للموسيقى لغة بنائية متمثلة فى القوالب والصيغ الموسيقية التى يعتمد عليها المؤلف الموسيقى فى كتابة مقطوعته الموسيقية. ولكى يستطيع المؤلف ان يخرج المقطوعة الموسيقية المؤلفة الى حيز الوجود لابد وان يختار القالب او الفورم الذى يتناسب وما الفه من موسيقى، ونجد انه هناك العديد من الصيغ والقوالب الموسيقية التى يمكن للمؤلف ان يصول ويجول فى قوالبها بما يترائى له من افكار     
 موسيقية “
  
المصادر
1- ألن دنيور : القيم الروحية والأخلاقية في الموسيقى ، ت:محمد جواد داود ، مجلة القيثارة ، وزارة الإعلام 1989،

2-  كتاب “المدخل الي الفنون المسرحية “تأليف فرانك م.هوايتنج ،القاهرة، دار المعرفة للنشر،1970
3- كتاب “تحليل القوالب الموسيقية “تأليف فيكتور باينكو  ترجمة  عماد حموش، دمشق، منشورات وزارة الثقافة،1998


 ——————————————-

الاثنين، 10 أبريل 2017

"هاري بوتر" تكتسح جوائز أوليفييه المسرحية

"العرائس في تونس": كتابة تاريخية للمسرح

'الخوف' مسرحية تعيد الإنسان إلى وحشيته الأولى

مجلة الفنون المسرحية

'الخوف' مسرحية تعيد الإنسان إلى وحشيته الأولى

مسرحية المخرج التونسي الفاضل الجعايبي تحكي عن عواصف رملية هوجاء تهب من عمق الصحراء فتغزو البلاد وتدفن الناس تحت كثبان الرّمال، وتُهلك الكثيرين.

بعد عمله المسرحي “العنف” الذي لاقى نجاحا كبيرا في تونس وخارجها، يقدم المخرج التونسي الفاضل الجعايبي عمله المسرحي الجديد بعنوان “الخوف".

"الخوف” عمل مسرحي من إنتاج مؤسسة المسرح الوطني التونسي، وهو نص جليلة بكار التي تشارك أيضا في الأداء الركحي رفقة الممثلين فاطمة بن سعيدا ونعمان حمدة ولبنى مليكة وأيمن الماجري ونسرين المولهي وأحمد طه حمروني ومعين مومني ومروى المنّاعي.

وسيكون العرض الأول للمسرحية مساء الجمعة 21 أبريل الجاري بمسرح أندروهر في ألمانيا قبل أن يقدم لاحقا للجمهور التونسي.

تحكي المسرحية عن عواصف رملية هوجاء تهب من عمق الصحراء فتغزو البلاد وتدفن الناس تحت كثبان الرّمال، وتُهلك الكثيرين.

في طريق إحدى هذه العواصف التي اندلعت فجأة، كان هناك مخيّم لكشّافة صغار، يرافقهم البعض من القدماء. ينجو منهم اثنا عشر شخصا فقط من الموت، فيحتمون بأطلال حطام بناية لا يعرفون إن كانت مدرسة أو مستشفى مهجور، فارّين من خطر الهلاك تحت الكثبان.

وسط الغبار وبين الحقول وأطلال القرى يتدفّق الناجون إلى هذا المكان تحت العاصفة التي لم تترك مكانا ثابتا، وبوصولهم يكتشفون أنهم فقدوا اثنين منهم كانا متهوّرين فغامرا بانفصالهما عن المجموعة.

يرجع الأول خائبا ويضيع الثّاني في رياح العاصفة الهوجاء.

يبيت الناجون تحت الرّمال والبرد القارس. كلّ ما لديهم ينفد: الماء والحطب والطعام إلّا المزاح الذي لم يغادرهم رغم شدّة الكرب وقسوة الخوف وانهيار الأمل في الخروج من هذا المكان إلى عالم الأحياء.

حينها تستيقظ داخلهم شياطينهم الدّفينة، وتعيدهم إلى طور الوحشيّة، فيتفشّى فيهم جنون العظمة ومنطق التّسلّط مع قانون الغاب فيتواجهون كل فرد ضد الآخر، ثم ينقسمون إلى مجموعات تواجه بعضها البعض، ويتصدّع بنيانهم وتكاتفهم مثلما تصدّعت المباني والجسور والطرقات ويتهاوى بدوره.

بعد تلاشي المثل والمعايير التّضامنية والإنسانيّة، واشتداد عذاب الجوع، نتتبع مصير هؤلاء المتناحرين في منطقة قصية، منتظرين إن كانوا سيتآكلون أو سيبتكرون منافذ للعودة إلى الحياة.

----------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

"حد الاعتدال " عرض مسرحي إنتاج تعاون بين فرقة المسرح البديل المصراوية وفرقة جروتيست مارو الالمانية

الرقة والعذوبة الكورية تشارك بعرض مسرحي راقص " الفراشة " ضمن فاعليات مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي

ملتقى (فؤاد الشطي) يسترجع ذكريات جميلة بين نجوم المسرح والراحل الشطي

مجلة الفنون المسرحية

ملتقى (فؤاد الشطي) يسترجع ذكريات جميلة بين نجوم المسرح والراحل الشطي 

اسدل ملتقى (فؤاد الشطي) المسرحي الدولي الاول الستار مساء يوم السبت على فعالياته التي استرجع خلالها ذكريات جميلة مفعمة بعبق الفن المسرحي للفنان والمخرج الكويتي الراحل فؤاد الشطي.
وشهد ختام الملتقى تقديم العرض المسرحي (الليل نسى نفسه) لفرقة (دبا الفجيرة) من دولة الإمارات العربية المتحدة وهو من تأليف محمد الضنحاني واخراج ابراهيم القحومي وتمثيل حمد الضنحاني وابراهيم القحومي وعذاري.
واعرب مخرج المسرحية ابراهيم القحومي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش ختام الملتقى عن سعادته وزملائه من الامارات بالمشاركة في ملتقى (فؤاد الشطي) لاسيما وان المخرج الراحل يمثل قامة فنية بالنسبة له ولفريق عمل المسرحية.
واشار الى العطاء الكبير الذي قدمه الراحل الشطي للفن وللمسرح والذي استفاد منه هو كثيرا الامر الذي جعله يتعامل مع الشطي على انه قيمة فكرية وثقافية.
واشاد القحومي بالملتقى وبجهود المنظمين فيه وبالانشطة التي تخللته مبينا ان الملتقى كان فرصة للالتقاء بعمالقة المسرح في الكويت وعلى المستوى الدولي.
وتناولت احداث مسرحية (الليل نسى نفسه) محورين مهمين الاول هو الزواج المبكر وفرض الزواج على الفتاة وتأثيره على الحياة الزوجية فيما بعد فيما كان المحور الثاني عن معاني الاخوة التي اختلفت مفاهيمها في الوقت الحالي واصبح البعض لا يكترث لحال اخيه.
فصورت المسرحية عملا انسانيا بحتا يعيشه البعض في الوقت الحالي عن اخوين احدهما يعيش حياة كريمة ورفاهية ولا يكترث لاخيه الذي لا يجد قوت يومه.
وتضمن الملتقى الذي اقيم برعاية سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء وافتتحه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ووزير الاعلام بالوكالة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ محمد العبدالله الصباح الخميس الماضي عروضا مسرحية وندوة فكرية بحضور فنانين عرب وعالميين من اهم صناع المسرح.
وقدم عرضا مسرحيا لفرقة المسرح العربي الكويتية بعنوان (الكلمة الصعبة) للمؤلف أسامة الشطي والمخرج أحمد الشطي وعرضا مونودراميا لفرقة المسرح العربي ايضا بعنوان (في حضرة جولييت) من تأليف نادية القناعي وإخراج علي العلي.
واقيمت ندوة فكرية بعنوان (المخرج في المسرح المعاصر) تضمنت ثلاثة محاور عن تجربة المغرب العربي والمشرق العربي والتجارب الاوروبية فيما تناول المحور الرابع (التجربة الكويتية.. فواد الشطي نموذجا) وادار المحاور نخبة من الفنانين بينهم الكاتب القدير عبدالعزيز السريع والامين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الدكتور بدر الدويش.
وقدمت اثناء الملتقى الذي حضره ما يقارب 45 ضيفا عربيا وعالميا من اهم صناع المسرح في العالم ومنهم رئيس الهيئة العالمية للمسرح محمد سيف الافخم وغيره من الاسماء البارزة شهادات فنية لنخبة من المسرحيين العرب والعالميين بالاضافة الى اصدار اللجنة المنظمة كتابا خاصا عن الراحل فؤاد الشطي واقامة معرض مصاحب احتوى على بعض مقتنياته وصوره.
يذكر ان المخرج المسرحي الكويتي فؤاد الشطي حاصل على دبلوم الدراسات المسرحية في الكويت عام 1969 وحصل على شهادة الإعلام من جامعة كولومبيا الامريكية في عام 1974.
والتحق الشطي بفرقة المسرح العربي عام 1963 واخرج لها الكثير من المسرحيات منها مسرحية (سلطان للبيع) تأليف توفيق الحكيم ومسرحية (خروف نيام نيام) من تأليف حمد عيسى الرجيب ومسرحية (احذروا) من تأليف محفوظ عبد الرحمن و(القضية خارج الملف) من تأليف مصطفى الحلاج.
وقدم الكثير من البرامج والمسلسلات التلفزيونية في أواخر الستينيات وعرضت مسرحياته في الكثير من الدول العربية.
وحصل الشطي على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والاداب والعلوم الاجتماعية لعام 1989 كما حصل على جائزة افضل مخرج في يوم المسرح العربي لتكريم الفنان المسرحي عام 1980.
كما نال الشطي جائزة افضل عرض مسرحي لاخراجه مسرحية (رحلة حنظلة) في مهرجان بغداد المسرحي عام 1985 وحصل على جائزة افضل تقنية مسرحية عن مسرحية (القضية خارج الملف) في مهرجان قرطاج عام 1989 . (النهاية) ش ه د / ف ش 

----------------------------------------------
المصدر : كونا 

الأحد، 9 أبريل 2017

«أولادنا فى لندن».. مسرحية عن متاعب المغتربين فى الخارج

مجلة الفنون المسرحية

«أولادنا فى لندن».. مسرحية عن متاعب المغتربين فى الخارج

حلم السفر يراود الكثير من الشباب، سواء كان للدراسة أو للعمل، ظناً منهم أنه جنة خالية من المتاعب، ليُصدموا بعد ذلك بواقع مرير يجعلهم يضطرون لسلك طريق بعيد عن آمالهم، خاصة لو كانوا مغتربين من أجل العلم، هذا ما يحكيه العرض المسرحى «أولادنا فى لندن» فى إطار استعراضى كوميدى، على خشبة مسرح الهناجر. «العرض بيناقش فكرة الطلبة المغتربين، اللى بيسافروا لأوروبا على اعتبار إنهم بيدرسوا بس بيُصدموا بواقع صعب، فيضطروا يشتغلوا فى مطاعم ومهن بعيدة عن دراستهم»، كلمات مخرج العرض محمود عبدالعزيز، الذى أضاف أنهم من خلال المسرحية يطرحون تساؤلات العديد من الشباب: «لماذا كل ما يتمناه الشباب مكانه الخارج وليس موطنهم؟ بالإضافة لأسباب المشاكل المتلاحقة التى تجبرهم على السفر والتفكير فيه حتى فى سن مبكرة».

النص للكاتب على سالم، وتم عمل معالجة معاصرة له، وحافظ المخرج على الزمن الذى تدور فيه أحداث المسرحية وهو فترة السبعينات، ويقدمه 13 ممثلاً منهم 10 أولاد و3 بنات يخوضون تجربتهم التمثيلية الأولى: «يرصد العرض فكرة الغربة ووهم المستقبل اللى بيبحث عنه الشباب، من أجل تحقيق النجاح ومهما ارتفع شأنه، هيفضل فى النهاية مواطن درجة تانية، مش مواطن أصلى». ويتابع المخرج: «مخطط عرض المسرحية أكثر من مرة، البداية هنا على مسرح الهناجر ثم السفر إلى الإسكندرية ثم الفيوم، لأن فكرة العرض مهم أن يراها أكبر عدد من الشباب للتعرف على حقيقة ما يجرى وأن السفر ليس أمراً عظيماً كما يظن البعض ولكن له ضريبة مدفوعة ومحتمل إنه يكون غير مجدى».

ويختتم: «أجريت بروفات على مدار ثلاثة أشهر وكنت سعيداً بأن هذا العرض التجربة الأولى فى التمثيل للطلبة، الذين أجادوا الرقص والغناء والأداء فى وقت قياسى».

---------------------------------------
المصدر : سحر عزازي - الوطن 
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption