أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 12 مايو 2017

أساسيات لغة الجسد

مجلة الفنون المسرحية

أساسيات لغة الجسد

مارسيا جيد

يكوّن الناس انطباعات عنك في ظروف دقيقة، وغالبا من غير تدخل الوعي. وبتأمل لغة الجسد، بمقدورك أن تقدر إذا كانت هي أو هو " ليس في القلب تماما " أو أنه بالفعل في حبة القلب، ولديه الرغبة بمزيد من التقارب والتعمق. باستطاعتك أن تعطي انطباعات شخصية عن ذاتك بامتلاك زمام لغتك الجسدية، و بتوظيفها إلى أن تتطابق بمشاعرك مع الشخص المعني، أو حتى تنقل رسائل عن حالتك إليه.
تقول آن ديماريس(1): "إن الرجال و النساء يستخدمون لغة جسدية واحدة لإبداء الاهتمام: البسمة، التواصل بالعين، الانحناء إلى أمام، واللمسات الرقيقة. وتضيف: " لو لديك ميول إلى التصلب، قد تعطي انطباعا مغلوطا عنك. حتى الناس المصابين بالخجل الذين لا يحبون الثرثرة يميلون أحيانا إلى الأمام ويهزون برؤوسهم لزيادة مقدار الإعجاب بهم".
و تقول خبيرة الاتصالات ليل لونديس(2): إن التواصل بالعين طريقة مؤثرة لإظهار الاهتمام. وتفصح النساء للتواصل مع الرجل، على وجه الخصوص، بطريقة العين في العين بصمت إلى أن ينتهي من كلامه. وتلفت الانتباه إلى أن ردة الفعل البيولوجية تبدأ حينما نفعل ذلك. وتضيف قائلة: "التواصل المستفيض بالعين قد يرسل إشارة جنسية جذابة و ينقل طبيعة اهتمامك ".
و تنصح ديماريس بالانتباه إلى مستوى التواصل بالعين. فالرجال على وجه الخصوص، كما تقول، يتمتعون بعادة تحريك بؤبؤ العين، و التلفت فيما حولهم خلال الحديث مع أحد الأشخاص. "والناس يلاحظون ذلك و قد يتسبب لهم هذا بالتشتت".
إن الأبحاث تؤكد أن الناس يؤثرون إيجابيا على نحو أعمق إذا منحوك نظرات أطول، دون أن تطرف لهم عين. وبالعكس، إن التفاعل العاطفي مع الناس يكون أقل إذا كانت نظراتهم إلى شريكهم في الكلام أقصر، مع طرفات متعددة بالعيون.
وعند كلا الجنسين قد تحقق اللمسات الخفيفة الحدود القصوى من التأثير فيما يتعلق بطريقة التجاذب وإن الرجال، تحديدا، يستجيبون لذلك. تقول ديماريس: "يتوهج الناس بعاطفة دافئة إذا ما تلامست معهم عفوا بالذراع أو اليد ولو لمقدار نصف ثانية". و في أحد البحوث عن قوة اللمسات، وجه الباحثون للمشترين أسئلة بشكل استفتاء. في بعض الظروف، لمس الباحثون المشترين بشكل خفيف. وحينما أسقط الباحثون أوراقهم على الأرض، كان المشترون الذين تلامسوا معهم الأسرع في المساعدة لجمع الأوراق المبعثرة. أما المشترون الرجال الذين لامستهم نساء باحثات فقد كانوا أشد نشاطا في تقديم يد العون.

هل شعر بالاهتمام ؟
أنت التقيت به و تحدثت معه باختصار. و لكن هل أثار ذلك اهتمامه ؟. كلا الكاتبتان تؤكدان أن لغة الجسد، الإيماءات ضمنا مثل الرمش بالعين أو التمسيد على ربطة العنق والسروال، تؤشر على الاهتمام. و كذلك الاستغراق بالاستماع. وتقول ديمارياس: " قد يفقد الرجال أحيانا الفرصة للتوقف عن كلام له نمط خطابي وتوجيه السؤال إلى الشريكة عن رأيها ". و تقول لونديس: " لو أن مشاعره تحركت و شعر بالطمأنينة، سوف يمنحك نظرات أطول. وسوف تكون لصوته نبرة متأثرة. ويصبح أكثر حيوية، وعصبيا قليلا، إنما في حدود اللياقة ". من جهة أخرى، قد لا تصدر عن الرجال الخجلين إشارات منفتحة مع بادرة تؤسس للتواصل العميق بالعين. وتنصح لونديس قائلة: " ابتسم بامتنان بعد أن تنتهي الامرأة من كلامها. 
استخدم الضحكات، و وزع النكات الخفيفة، إنما أظهر تقديرك و ثقتك التامة".
و تؤكد الكاتبتان أن قوة الكلمات والصور الإيجابية التي نحيط أنفسنا بها تذهب إلى حدود مؤثرة بعيدة. وتشير لونديس إلى دراسة جامعية كانت تفحص ردود أفعال الرجال بعد التحدث معهم عن أمور تخص مظهر امرأة، وفجأة ترى أنك تتحدث معها على الهاتف. تقول لونديس: "حينما ينمو إلى علم التلاميذ أن تلك الامرأة غير جذابة يصيبهم الامتعاض. وحينما تخبرهم أنها جذابة جدا، ينهضون على أقدامهم ويذرعون أنحاء القاعة بالمشي".

هل كانت مهتمة ؟
أنت معجب بها، و لكن هل هي مهتمة بذلك ؟. تلجأ النساء، غالبا، في حالات اجتماعية معينة إلى قراءة لغة الجسد وتوظيف قدر مرتفع من الرموز الإيحائية لإبداء حقيقة مشاعرهن.  تقول لونديس: "حينما يدخل الرجل أول مرة إلى الغرفة، تصبح الامرأة المهتمة به أكثر حيوية وتفرد قامتها، ويصل الأمر إلى أن تدفع صدرها إلى الأمام". و لكن الامرأة المحتشمة قد تنظر بحياء إلى الأسفل أو بعيدا. ثم تنظر إلى أعلى مجددا في غضون أقل من دقيقة.
و تضيف لونديس قائلة: "أي سلوك عرائسي غامض يعتبر إشارة أساسية بأنها مهتمة، و كذلك إذا كانت ترطب شفتيها بلسانها". لمحات أخرى تدل على الاهتمام تتضمن نظرات طويلة بطرف العين، تحريك لمعصم اليد، لمسات قوية لأنحاء من جسمها، أو تمشيط الشعر أحيانا باليد لإبعاده عن وجهها.

بعض الحيل بهذا الخصوص 
تقول الكاتبتان إن الرجال يسهل إغراؤهم بالنساء عن طريق النظرات السريعة، ولكن ديماريس تشير إلى دراسة تعتقد أن الرجال بحاجة إلى جرعات مضاعفة من التواصل بالعين مع الابتسامة لتحريضهم على الاقتراب. و تقول أيضا: "أنت بحاجة إلى حيلة إضافية مع الرجال قبل اتخاذ إجراء فعلي". و تنصح بمحاكاة حركات جسد الشخص المقصود أو تقليد معدل حديثه لتقريبه إليك. وتضيف لونديس قائلة: "على المرأة أن لا تقلق إذا كان مهتما بها أم لا. وتنصح النساء بأخذ زمام المبادرة والاقتراب. تقول عن ذلك: "لو انتظرت طويلا، سوف تفقدين فرصتك". 
و تقول أيضا: " أحيانا أنت ترغبين بإرسال إشارة تدل على عدم اهتمامك، ومع ذلك حاولي أن تلتزمي جانب الحياد الفطري. أن تكوني على طرف الحياد، سواء بالتنحي بظهرك إلى الخلف، وعدم تحريك الرأس أو أطراف الجسد، وحتى بالامتناع عن الابتسام فهذا يعني فقدان الاهتمام ".


هوامش:
1 - دكتوراه فلسفة، اشتركت بتأليف كتاب الانطباعات الأولية: ماذا تجهل عن الطريقة التي ينظر بها إليك الآخرون – بانثام ديل – 2004.
2 - مؤلفة كتاب المعاصرة: كيف تحصلين على رجل أو تحصل على امرأة مستحيلة ظاهريا (ماكرو هيل – 2002).

-------------------------------------------------------------------
المصدر :ترجمة: صالح الرزوق موقع  msn - تاتوو

الفريد بدري حسون فريد سمو يتوهج

مجلة الفنون المسرحية

الفريد بدري حسون فريد سمو يتوهج

د. صلاح القصب 

هكذا هو قيصر المسرح العراقي بدري حسون فريد سمو يتوهج وكل الجهات تنظر اليه بروق لمدارات اشراق، يا معلمي الفريد كنت قوة تدعو الى ارتفاعات الى تشكيل مسرح عراقي تحيطه
قارات العالم الخمس حضارة والقاً و ابداعاً وكنت تسير فوق قمم جبال العالم شامخاً كمجدٍ ازلي، معلمي الذهبي وسيدي الفريد بدري وقف الشعر بقصائده ووهج الموسيقى اجلالاً لك ايها القيصر ليقدم لك اكاليل الغار، لقد زرعت فينا لهيب الكبرياء والابداع، الهمتنا اكثر من الف شعلة وعشنا معك زمناً يبرق بكل الالوان شعلت فينا الحب لقارة العالم السادسة والمسرح والكبرياء معلمي الذهي أي شمس ومنار كنت، كان حضورك مشرقاً بكل الازمنة التي كنت فيها وما زلت، وكنا نبحر وراء ضوء سفينتك الذهبية لمملكة المسرح التي انت قيصرها الابدي، اصوات مسرعة وبروق ساطعة تزداد اشعاعاً واشراقاً امامك تنشد لك الحب والمجد، انت يا جوهرة العصر وخلاصة التأريخ شعاعاً يشرق فينا زمناً لفضاءات حب لايتوقف، لرحلة بهيجة، نتسلق معك الابراج لقبة السماء، ايها القيصر الذهبي يا مبدع كل الاجيال يابدري الذهبي ظلال موكبك تصل الى مدارها النجومي وتنطلق مبهجة كاوراق خضراء وترتفع الاشرعة بكل قوة لتحيّ الطريق الذي سرت فيه وكبريائك قطعت اشواطاً مثل نجم الصباحات الذي يتقدم نحونا كبهجة تتسلق الى اعلى القمم هكذا ترشدنا كي نتطلع الى الشمس كي تهبنا رؤية البحار والجداول، علمتنا كيف نحب الجمال وكيف نحب المسرح حباً فائقاً بسخاء ليجعلنا رؤية مجده الذي يرتفع الى الاعلى كجواهر متطايرة، لقد وهبناك ايها المجد حبنا الابدي يا معلم كل الاجيال اوصيتنا ان نحتفظ بكل الاحلال التي حلمناها وكنت انت فرحنا الابدي، تاجك الذهبي لم يكن اكاليل زنبق بكل اكاليل من ورود دائمة الازهار، الغبات انطلقت مخضرة، ريح ندية، هفهافة ناعمة، يا معلمي كنت تشرق فينا كفجر النهارات عندما تبدأ الشمس تلقي اشعتها وكنت سخياً بحبك للمسرح كنهر عذب وكنا نسمعك كي تسرع لحقول الشمس تجمع الازهار وتغني للسلام والانسان.بدري حسون فريد
ولد الفنان بدري حسون فريد في مدينة كربلاء عام 1927 أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدينة كربلاء دخل معهد الفنون الجميلة قسم الفنون المسرحية عام 1950 وتخرج منه في عام 1955 ليحصل على الدبلوم والأول على دورته. حصل على بعثة دراسية لدراسة المسرح في معهد (كودمان ثيتر) في مدينة شيكاغو الأمريكية للفترة (1962 – 1965) ليحصل على البكالوريوس والماجستير بتفوق. غادر العراق في نهاية عام 1995م مستقرا في المغرب حيث عمل مدرسا لمادة التمثيل في جامعة الرباط حتى عودته إلى الوطن عام 2010. في الخامس من شهر تشرين الأول من عام 2010 عاد إلى العراق
أخرج في أمريكا مسرحية الشارع الملكي تأليف تنسي وليامز على مسرح الاستوديو في معهد كودمان ثيتر وهي من متطلبات نيل شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي عام 1965. عندما عاد إلى الوطن عمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة / قسم المسرح ببغداد عام 1966. أخرج للمسرح بعد عودته للعراق مسرحية عدو الشعب لـ (ابسن) على مسرح معهد الفنون الجميلة ببغداد عام 1967. أخرج مسرحية الساعة الأخيرة تأليف ميخائيل سيبستيان لفرقة المسرح الشعبي عام 1969. أخرج مسرحية بيت أبو كمال لفرقة المسرح الشعبي وهي من تأليفه وعرضت على المسرح القومي ببغداد عام 1969. أخرج مسرحية الحصار تأليف عادل كاظم وقدمت على المسرح القومي عام 1971 ومثلت العراق لأول مرة في مهرجان دمشق المسرحي وعرضت على مسرح الحمراء يومي 16 و17 نيسان عام 1971. أخرج مسرحية مركب بلا صياد تأليف أليخاندرو كاسونا لأكاديمية الفنون الجميلة ببغداد، وعرضت على المسرح التجريبي عام 1973. أخرج مسرحية بطاقة دخول إلى الخيمة تأليف عبد الأمير معلة وإنتاج فرقة المسرح الوطني وعرضت على المسرح القومي عام 1974. أخرج مسرحية الجرة المحطمة تأليف هاينرش فون كلايست إنتاج أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على المسرح التجريبي عام 1975. أخرج مسرحية جسر ارتا تأليف هرمان هسه تقديم الفرقة القومية للتمثيل عام 1985. أخرج مسرحية هوراس تأليف بيير كورنيه وقدمتها الفرقة القومية للتمثيل وعرضت على مسرح الرشيد عام 1987. كتب وأخرج مسرحية الحاجز قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1993. كتب واخرج مسرحية خطوة من الف خطوة قدمتها أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1994. أعد مسرحية الردهة عن قصة أنطوان تشيخوف الشهيرة ردهة رقم 6 وأخرجها وقد انتجت من قبل أكاديمية الفنون الجميلة وعرضت على قاعة حقي الشبلي عام 1995. قدم في المنفى مونودراما المصطبة ممثلا وهي من تأليف وإخراج جواد الاسدي وعرضت في كل من بيروت والرباط. مثل في العديد من الاعمال المسرحية وكان أشهر دور له في مسرحية الطوفان تأليف عادل كاظم وأخراج إبراهيم جلال عندما قام بدور الكاهن آنام وعرضت المسرحية في مهرجان دمشق الثالث عام 1973. كتب العديد من المسرحيات للمسرح العراقي كان اشهرها مسرحية نشيد الأرض ومسرحية بيت أبو كمال. كما ألف مسرحيات عديدة أخرى نذكر منها الحاجز وخطوة من الف خطوة والجائزة. مثل في العديد من الأفلام السينمائية منها ارحموني ونبوخذ نصر والقادسية وبابل حبيبتي والعاشق.
حصلت مسرحيته الحصار التي أخرجها على جائزة أفضل إنتاج متكامل عام 1971. حصل على جائزة أفضل مخرج للموسم المسرحي عام 1973 عن إخراجه لمسرحية مركب بلا صياد. حصل على جائزة أفضل ممثل مسرحي للموسم المسرحي 1974 عن دوره في مسرحية الطوفان الكاهن آنام. حصلت مسرحيته الردهة لأفضل إخراج في وزارة الثقافة عام 1995.
عن/ ويكيبيديا
------------------------------------------------
المصدر :  تاتو

الخميس، 11 مايو 2017

المفاهيم الطقسية في‮ ‬المسرح نحن مجانين ويائسون ومرضي

مجلة الفنون المسرحية

المفاهيم الطقسية في‮ ‬المسرح نحن مجانين ويائسون ومرضي

تأليف‮: ‬توماس كرومبيز
ترجمة‮: ‬أحمد عبد الفتاح ‬


في‮ ‬كتابة‮ »‬من الطقس إلي‮ ‬المسرح والعودة‮« ‬عام‮ ‬1974‮ ‬حاول‮ »‬ريتشارد شيشنر‮« ‬أن‮ ‬يشرح الصور الحاسمة التي‮ ‬جعلت من الطقس شيئًا جذابا في‮ ‬عيون الفنانين في‮ ‬القرن العشرين‮. ‬إذ رأي‮ »‬شيشنر‮« ‬أن‮ »‬الفعالية‮ ‬Efficacy‮« ‬هي‮ ‬السمة المميزة للطقس،‮ ‬وعلاقة المجتمع بالسماء المانحة للشفاء،‮ ‬أو الكفاءة الاجتماعية لطقوس مثل حفلات الزفاف وطقوس التحول التي‮ ‬تغير المكانة الاجتماعية لبعض المشاركين فيها‮.‬
وبعد أجيال فناني‮ ‬الطليعة الذين حاولوا إعادة اكتشاف الفعالية الأسطورية للطقس بشتي‮ ‬الطرق،‮ ‬ربما‮ ‬يمكننا الآن أن نطرح سؤال ما إذا كانت النزعة الطقسية ما تزال هي‮ ‬البديل المذهل لإعادة الاكتشاف المستمر للمسرح،‮ ‬فعرض مسرحي‮ ‬مثل الذي‮ ‬قدمه‮ »‬جان فابر‮« ‬في‮ ‬مهرجان أفينيون عام‮ ‬2001،‮ ‬أو عرض‮ »‬مائة واثنين وعشرين حركة‮« ‬الذي‮ ‬قدمه‮ »‬هيرمن نيتشي‮« ‬في‮ ‬مسرح‮ »‬بورج‮« ‬الشهير في‮ ‬فينا عام‮ ‬2005،‮ ‬قد ألقيا بشكوكهما علي‮ ‬مفهوم المسرح الطقسي‮  ‬باعتباره وسيلة نقدية لتقديم الحقائق الخفية أو المكبوتة في‮ ‬المجتمع‮.‬
فالنزعة الطقسية‮ - ‬بمعني‮ ‬الإخراج الفني‮ ‬للطقوس‮ - ‬أصبحت جزءًا لا‮ ‬يتجزأ من مجموعة من العروض المسرحية‮. ‬ويري‮ »‬رولاند بارث‮« ‬أن الطليعة لا‮ ‬يمكن أبدًا أن تكون أسلوبًا للاحتفال بموت البرجوازي،‮ ‬لأن ذلك الموت مرتبط أيضا بالطبقة البرجوازية‮«.‬
وفي‮ ‬العروض التي‮ ‬قدمها‮ »‬فاير‮« ‬و»نيتش‮« ‬تحولت أغنية البجعة البرجوازية إلي‮ ‬حشرجة موت الفرسان وعذاري‮ ‬القرابين‮. ‬وبدأ التوجه النقدي‮ - ‬الذي‮ ‬تم تدشينه فعلا‮ - ‬في‮ ‬الانحدار تدريجيا إلي‮ ‬تدني‮ ‬طقس‮. ‬ولكن التدني‮ ‬لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يظهر دون أن‮ ‬يكون مرتبطا بأكلاشيه واسع الانتشار‮. ‬فقد أكذ هذان المخرجان أن النزعة الطقسية نفسها هي‮ ‬مقولة ذات إشكالية‮. ‬وما الذي‮ ‬نفهمه بالضبط عندما نسمع كلمة‮ (‬طقس‮) ‬تقال في‮ ‬فنون الأداء‮.‬
ولسوف أبرهن أن هناك مفهوما رئيسيا للطقسية المسرحية‮ ‬يتم تفعيله حاليا،‮ ‬وأن هناك علي‮ ‬الأقل بديلين قابلين للتطوير،‮ ‬يمكن أن‮ ‬يوجدا في‮ ‬تاريخ المسرح والنظرية المسرحية في‮ ‬القرن العشرين‮. ‬وربما‮ ‬يمكن الاصطلاح علي‮ ‬المفهوم السائد بأنه‮ »‬الطقس الساخن‮ ‬HOT TITUAL‮« (‬المبني‮ ‬علي‮ ‬أساس التناظر الوظيفي‮ ‬في‮ ‬النظريات الاجتماعية الكلاسيكية التي‮ ‬تقوم علي‮ ‬دور الاحتفالات التي‮ ‬تتسم بالفوران في‮ ‬أصل الأخلاق‮ - ‬وعلي‮ ‬سبيل المثال أعمال‮ »‬دوركهايم‮«. ‬وسوف نطلق علي‮ ‬بديل المفهوم الأول‮ »‬الطقس المعتدل‮ ‬Minimalist Ritual ‮« ‬،‮ ‬والثاني‮ »‬الطقس الديني‮ ‬Liturgical Ritual‮«.‬
ويقوم مفهوم‮ »‬الطقس الساخن‮« ‬علي‮ ‬أفكار معينة عند الطليعة التاريخية،‮ ‬وفقا لما هو مفهوم وممارس عند الطليعة بعد الحرب العالمية الثانية،‮ ‬أو الطليعة الجديدة‮.‬
وقد أثقل هذا الالتفاف التاريخي‮ ‬نظريات طليعة ما قبل الحرب العالمية الثانية الأصيلة‮. ‬إذ استلهم الطقس الساخن‮ (‬علي‮ ‬الأقل جزئيا‮) ‬من كتابات‮ »‬أنطونين أرتو‮«. ‬ولكن هذه الكتابات لم تكن مقرؤة منذ الستينيات وحتي‮ ‬الآن في‮ ‬عروض كم هائل من مسرح ما بعد الحرب‮. ‬وقد تضمن مسار الطقسية هذه ما‮ ‬يسمي‮ »‬المسرح البدني‮« ‬عند جماعات مثل‮ »‬المسرح الحي‮«‬،‮ ‬و»جماعة الأداء‮« ‬و»مختبر جروتوفسكي‮« ‬وعدد كبير من تلاميذ ذلك المخرج البولندي‮. ‬وسرعان ما قوي‮ ‬الظهور الفوري‮ ‬لفن الأداء البدني‮ ‬الذي‮ ‬قدمه كل من‮ »‬إيفز كلاين‮« ‬و»بوكو أونو‮« ‬و»أتوميوله‮« ‬و»هيرمان نيتش‮« ‬و»ماريانا إبراموفيتش‮« ‬و»كارولي‮ ‬شنيمان‮« ‬وآخرين‮.‬
ورغم ذلك أدت تيارات جديدة في‮ ‬الموسيقي‮ ‬والفنون البصرية إلي‮ ‬فهم آخر مغاير للطقس‮. ‬وهذا التيار الطقسي‮ ‬أسميه‮ »‬الطقس المعتدل‮ ‬Mininalist Ritual‮« ‬والذي‮ ‬تأصل في‮ ‬مجال التغير السريع‮. ‬إذ تحول فنانون مثل‮ »‬جون كاج‮« ‬في‮ ‬الولايات المتحدة،‮ ‬و»جوزيف بيوز‮« ‬و»بين فيتور‮« ‬و»مارسيل بروذرس‮« ‬في‮ ‬أوروبا،‮ ‬إلي‮ ‬مفهوم الأحداث الطقسية الأقل ارتباطا بالحشود والجماعات شبه الديونيسية‮. ‬وقد كانت هذه الأحداث‮ ‬غير ذات العنوان والمناسبات تقوم علي‮ ‬ظواهر المصادفة والمواد المرتجلة والفكاهة بدرجة هادئة توصف‮ ‬غالبا بأنها مرتبطة بمفهوم التأمل في‮ ‬الطقوس البوذية‮. ‬وأود أن أفحص هذه السمة الخاصة أكثر من خلال الأعمال النظرية للباحث الاجتماعي‮ ‬والفيلسوف الفرنسي‮ »‬جورج باتاي‮« ‬فمن المعروف أن‮ »‬باتاي‮« ‬هو الأكثر ارتباطا بمفهوم سخونة الطقس،‮ ‬مع أنني‮ ‬سوف أصل في‮ ‬النهاية إلي‮ ‬أنه كان الأقرب إلي‮ ‬المفهوم المعتدل في‮ ‬الطقس‮. ‬
والمفهوم الثالث للطقس كان أقل أهمية،‮ ‬ولم‮ ‬ينجح في‮ ‬البقاء إلي‮ ‬اليوم،‮ ‬وقد تم تقديم هذا المفهوم من خلال العروض الحداثية ما بين الحربين،‮ ‬ويقوم علي‮ ‬الطقوس الكاثوليكية‮. ‬ومن خلال اكتشافي‮ ‬للمفاهيم الطقسية البديلة،‮ ‬سوف‮ ‬يكون سؤالنا الاسترشادي‮ ‬هو‮ »‬لماذا‮ ‬يبدو الطقس في‮ ‬فنون الأداء اليوم،‮ ‬بالطريقة التي‮ ‬نتوقع أن‮ ‬يبدو لنا عليها؟‮ ‬
وكنقطة انطلاق لوصف حضور الطقسية في‮ ‬كتابات‮ »‬أنطونين أرتو‮«‬،‮ ‬لا‮ ‬يمكننا أن نتفادي‮ ‬أكثر مفاهيمه المسرحية اجتماعية،‮ ‬وهو‮ »‬التطهير الجمعي‮« ‬تحديدا‮. ‬فالأصل في‮ ‬كتابات‮ »‬أرتو‮« ‬أن نظرية‮ »‬مسرح القسوة‮« ‬تنطوي‮ ‬أيضا علي‮ ‬مبدأ تطهيري‮. ‬إذ تنبع ضرورة الإسقاط علي‮ ‬الشفاء من تشخيص النهاية الثقافية التي‮ ‬تقول إن الثقافة الغربية تضمحل بفعل الأزمة المعبر عنها في‮ ‬العبارة التالية‮: »‬نحن مجانين ويائسون ومرضي‮«. ‬وفي‮ ‬هذا الشأن‮ ‬يمكن أن‮ ‬يوضع رأي‮ »‬أرتو‮« ‬داخل إطار السحر والإفتتان بالفلسفة الشرقية‮.‬
وفي‮ ‬مقال‮ »‬المسرح والثقافة‮« ‬الذي‮ ‬يتصدر كتاب‮ »‬المسرح وقرينه‮« ‬عام‮ ‬1938،‮ ‬باعتباره مقدمة تمهيدية مبشرة،‮ ‬نجد أن أرتو قد أشار إلي‮ ‬هذه الأزمة بشكل‮ ‬غامض،‮ ‬إذ نتج الانقسام بين‮ »‬الثقافة‮« ‬و»الحياة‮« ‬من طاقة سلبية لم تعد تجد صمام الأمان في‮ ‬الثقافة،‮ ‬ولكن تم التعبير عنه في‮ ‬جرائم مقصودة وزلازل وانفجارات بركانية وحوادث قطارات‮. ‬وقد أشار‮ »‬جوردال‮« ‬إلي‮ ‬أن الحلول التي‮ ‬قدمها‮ »‬أرتو‮« ‬لهذه المشكلة لابد أنها كانت موجودة مع نظام العلاج الذي‮ ‬كان‮ ‬يتلقاه علي‮ ‬يد الدكتور‮ »‬رينيه الليندي‮«‬،‮ ‬حيث كان لابد من مقاومة الشر بما‮ ‬يساويه،‮ ‬والذي‮ ‬هو في‮ ‬هذه الحالة‮ »‬التعزيز المسرحي‮«: ‬صهر كثافة الحدث المسرحي‮ ‬والممثل والمتلقي‮ ‬معا في‮ ‬وحدة واحدة تسمح للطاقة السلبية أن تمر من خلال أسلوب علاجي‮ ‬مؤثر‮.‬
لقد اهتم أرتو بالمسرح الجماعي‮ ‬Masstheater‮ ‬وبدأ في‮ ‬اتخاذ خطوات عديدة لتنظيم وإعداد مثل هذا الأداء،‮ ‬ولذلك فإن الصورة الجمعية للتطهير المنسوب إلي‮ ‬أرتو‮ ‬يجب أن تبرز‮. ‬وأن‮ ‬يكون المسرح وسيلة للتطهير المتبادل،‮ ‬ومن أجل التهدئة الاجتماعية والسياسية وفي‮ ‬بعض مواضع كتابه‮ »‬المسرح وقرينه‮« ‬يقر أرتو المسرح العنيف باعتباره رادعا للجماهير‮. ‬إذ‮ ‬يعترف‮ »‬أرتو‮« ‬بالمبدأ المثالي‮ ‬المتعلق بفاعلية المسرح،‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬وفقا لفريدريك‮ »‬شيللر‮« ‬يمكنها أن تترك انطباعًا عميقًا في‮ ‬المشاهدين‮.‬
وتأثرت صورة الأفكار السائدة عند‮ »‬أرتو‮« ‬بالطريقة التي‮ ‬نشروا بها هذه الأفكار بعد وفاته عام‮ ‬1948‮. ‬لكن أسطورة‮ »‬أرتو‮« ‬التي‮ ‬سبق قراءتها في‮ ‬كتاباته التي‮ ‬قدمها قبل الحرب العالمية الثانية،‮ ‬قد تطورت فعلا خلال السنوات الأخيرة‮. ‬لقد صار أرتو العقدة المتعلقة بالطراز البدائي‮ ‬للنظام الاجتماعي‮ ‬في‮ ‬حد ذاته‮.‬
فقد صاغ‮ ‬في‮ ‬كتاباته المتفرقة مطلب تحرير الفرد من القيود التي‮ ‬فرضها عليه النظام الاجتماعي،‮ ‬كما أثرت فترة العلاج النفسي‮ ‬الطويلة،‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬يتلقاه،‮ ‬في‮ ‬فهم حياته وأعماله‮.‬
كما تلاءمت أسطورة‮ »‬أرتو‮« ‬بسهولة مع الطليعة الجديدة التي‮ ‬تطورت أعمالها بعد الحرب العالمية الثانية،‮ ‬وكان للثقافة المضادة‮ - ‬بعد الحرب‮ - ‬مصالح مشتركة مع أفكار‮ »‬أرتو‮«‬،‮ ‬فاكتشفت الغموض،‮ ‬وظننت أن الأحلام والمخدرات والأنشطة التلقائية والتصادفية‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تلهم الفن‮. ‬وكان النقد القوي‮ ‬الذي‮ ‬وجهه أرتو للمجتمع الغربي‮ ‬هو المسئول الأول عن الجاذبية التي‮ ‬صادفتها أعماله عند رجال مسرح مثل‮ »‬جيرزي‮ ‬جروتوفسكي‮« ‬و»بيتر بروك‮« ‬و»جوليان بيلك‮« ‬وجوديث مالينا‮. ‬وهذه الجاذبية عززت في‮ ‬المقابل فرضية أن العروض الطقسية فيما بعد الحرب كانت تجسيدا حقيقيا لنظريات أرتو‮. ‬إذ صارت النزعة الطقسية مفهومة تدريجيا،‮ ‬مثل الحاجة إلي‮ ‬أحداث مسرحية جمعية وعلاجية حطمت النظام الاجتماعي‮ ‬القائم واستبدلته بتجربة مجتمعية صادقة ومكثفة‮. ‬وبذلك تحقق مفهمومي‮ ‬الأزمة الاجتماعية والتطهير المنسوبين إلي‮ ‬أرتو من خلال ظهور المسرح البيئي‮ ‬والمسرح البدني‮ ‬من خلال مفهوم سخونة الطقس في‮ ‬فنون الأداء‮.

-----------------------------------------------------
المصدر : مسرحنا 

رحيل الفنان المسرحي خالد سعيد من الاستاذة الأوائل في معهد الفنون الحميلة بغداد

مجلة الفنون المسرحية

رحيل الفنان المسرحي  خالد سعيد من الاستاذة الأوائل في  معهد الفنون الحميلة  بغداد 

عبد الاله كمال الدين

فجر هذا اليوم وفِي تمام الساعة الواحدة والخمسين انتقل الى رحمة الله صديقي وزميلي في هيئة التدريس في معهد الفنون الجميلة في نهاية الستينات والنصف الاول من السبعينات الاستاذ خالد سعيد ،، تمتد علاقتي بالفقيد الى ايام الدراسة في معد الفنون الحميلة نهاية الخمسينات حين كان طالبا في القسم المسائي ومعه المرحوم فاضل قزاز وَعَبَد الوهاب الدايني والمرحوم قاسم محمد وقاسم حول والمرحوم كامل القيسي والمرحوم عبدالله جواد وكنت وزملاء دفعتي المرحوم عبد المرسل الزيدي والمرحوم وجدي العاني وكريم عوّاد وازداد وهي صاموئيل ومحد علي الشلاه وثامر الزيدي ومحمد وهيب ومولود المعيني وَعَبَد القادر شكور مع اخرين في القسم الصباحي اصغر سنا من طلبة المسائي وننظر اليهم كأشقاء كبار عمرا وتجربة ،،، بعد تخرجي غادرت الى براغ وغادر المرحوم خالد سعيد الى شيكاغو للالتحاق بمعهد كودمان ثيتر (وهو المعهد الذي تخرج منه المغفور لهم ابراهيم جلال وجاسم العبودي وجعفر السعدي وحسن الناظمي وبهنام ميخائيل،،)وغادر قاسم محمد وفاضل قزاز الى موسكو وعبدالله جواد وَعَبَد الوهاب الدايني الى إيطاليا وقد قدر الله ان تلتقي هذه النخبة بعد تخرجهم مجددا كأعضاء في الهيئة التدريسية بمعهد الفنون الجميلة وفِي قسم الفنون المسرحية والسينمائية حصرا إبان النصف الثاني من الستينات ،،في معهد الفنون توطدت علاقتي بالمرحوم خالد سعيد الذي عرفته طيبا متعاونا ايام الدراسة أواخر الخمسينات ومن شدة تواضعه لم يكن يحب ان يشير احدالى شقيقه احد ضباط قادة ثورة تموز ١٩٥٨ وقائدالفرقة الاولى في الجيش العراقي المرحوم خليل سعيد ، كانت علاقتي الأخوية بابي رنين تدفعني الى التعاون معه دون حدود ولذا حين زارني فجأة في داري ليطلب مني ان أشارك في المهرجان الاول ليوم المسرح العالمي (الذي نظمه المركز العراقي للمسرح عام١٩٧١) باسم فرقة اتحاد الفنانين سارعت الى تلبية طلبه بإعداد قصة قصيرة من الادب التشيكي المقاوم تحكي مقاومة التشيك للاحتلال النازي وكان عنوان المسرحية التي أخرجتها لصالح الفرقة ، حدث في حي كوبليس ، كان المرحوم يلتقي مع أصدقائه طه سالم وفاضل قزاز والمرحوم سامي تيلا وَعَبَد الوهاب الدايني في نادي المالية بموعد ثابت حضرت يوما معهم وتلمست علاقتهم الرائعة ببعض ،، حين غادرت في منتصف السبعينات الى بخارست للحصول على الدكتوراه في الادب الدرامي وعدت اواخر١٩٧٩ التقيت مرة اخرى بالنخبة من التدريسين الذين عملت معهم قبل سفري لاحظت مدى حماسة خالد سعيد للعمل في المسرح مخرجا وممثلا وهو الذي سجل نجاحا في مجال الإخراج عبر عدد من المسرحيات الرائعة وفِي مقدمتها سرحان بشارة سرحان(تأليف مانوئيل رسّام والد شميم رسّام) وورد جهنمي لطه سالم الخ ،،،،، كان اخر لقاء لي بالمرحوم عام٢٠٠٧ في عمان ،صدفة وانا أتجول في سوق الخضار وسط البلد احتضنته بقوة ولاحظت حالة الشرود في عينيه بسبب بداية معاناته من الزهايمر ،،، تابعت حالته الصحية من خلال عدنان الحسيني اولا بأول الى ان صدمني خبر وفاته فجر اليوم ، صديقي خالد سعيد وداعا وستبقى في ذاكرة أصدقائك وطلابك حيّا مدى الدهر .

صباح الانباري وتجنيس المسرحيات الصوامت أدبيا

مجلة الفنون المسرحية

صباح الانباري وتجنيس المسرحيات الصوامت أدبيا 

عبد العليم البناء 

منذ عرفته ، كان الانباري صباح ، متنوعا ومجددا في عطائه الابداعي ، فخاض بدراية وتمكن وحرفنة في عوالم ، الشعر ، والمسرح ، والسرد الروائي ، والنقد الأدبي ،والتصوير الفوتوغرافي ،وانطوى حراكه الابداعي ،اذا جاز التعبير، على الكثير الكثير ، وقد مارس الاخراج المسرحي وله اسهاماته الواضحة ، منذ خطوته الاولى حين ساهم عام 1974 ، مساعدا للمخرج العراقي الكبير سامي عبد الحميد ، في مسرحية (مهاجر بريسبان) ،التي كتبها العربي المغترب جورج شحادة ، لتترى تجاربه في اخراج مسرحيات عدة ، لفرقة بعقوبة للتمثيل ، نسبة الى مدينة بعقوبة العراقية ،التي ولد فيها عام 1954، وكذا الكتابة للمسرح عبر نصوص متنوعة الاشكال والمضامين، ومن ثم النقد المسرحي والادبي عبر اصدارات مختلفة ، بلغت السبعة عشر اصدارا داخل وخارج العراق.
وهنا يكمن بيت القصيد ، دون ان نتوسع في التطرق الى باقي منجزه الإبداعي، إذ عمل الانباري على مغايرة مقصودة ،في تجنيس المسرحيات الصامتة (البانتومايم) ، التي خاض غمارها بقصدية واضحة ،بتفعيل نوع جديد من (المسرحيات الصوامت) التي ابدعها وجمعها في مجلد اول ، تحت عنوان (المجموعة المسرحية الكاملة ) ،التي صدرت في بيروت عن منشورات ضفاف ،بدعم من الهيئة العربية للمسرح التي اعتادت على دعم وطباعة ، العديد من المشاريع والدراسات والنصوص المسرحية ، بهدف ترصين وإشاعة الثقافة المسرحية عربيا.
الأنباري الذي يعتقد أن الإنسان يعقل بصريا أكثر مما يعقل سمعيا ، لم يقدم لنا عبر كتابه هذا مجموعة نصوص مسرحياته الصامتة حسب ، وانما حاول أن يؤسس لهذا النوع من المسرحيات ، بتنظير متكامل لها ولطبيعتها وجوهرها واسلوبها المختلف الى حد بعيد، عن النص المسرحي التقليدي او الكلاسيكي ، عبر فصلين كان أولهما قد مثل الجانب التنظيري ، الذي أشرنا اليه في كسر لقاعدة التقديم أو المقدمة التي يلجأ ،البعض من الكتاب مسرحيين وشعراء وقاصين ، عبرها الى تصدير مجاميعهم بها ، فجاء تحت عنوان واضح (المسرحيات الصوامت وأسسها النظرية والتطبيقية ).
في هذا الفصل يبتديء الانباري بالحديث عن رؤيته ، تجاه (المسرحيات الصوامت من الفعل الى التجنيس) ، حيث يلج الى التعريف بالاسباب التي دعته الى تجنيس هذا النوع أدبيا ، كما هو الحال مع المسرحيات الحوارية الصائتة - كفن درامي - عبر العصور ، وأن تصبح فرعا من فروع الادب العربي والعالمي ، نظرا لامتلاك الأخيرة قدرة لاتدانيها قدرات الفنون الأخرى ، في المزاوجة بين الفن والادب ، حيث يؤكد أن " نص العرض الصامت إن وجد ،فإنه يركز على  جملة من التوجيهات تعنى بحركة الممثل ، وترسم مخططا لها في كل لحظة من لحظات الفعل على الخشبة ".
وبما ان البانتومايم يحتاج الى الفعل لا القول ، وان هذا الفعل يحتاج الى دالات توضع في سياقات خاصة، لتؤدي الى مدلولات ذات معان محددة ومقصودة ، بعيدا عن بضعة افعال حركية بهلوانية ، لتتعدى ذلك الى تضمنها قصة وحبكة وموضوعة وشخوصا ، كلها تؤدي دورا مهما متضامنا مع الموضوعة الانسانية للعرض والنص ،وهذا هو الذي يرى انه قد ، " أهلها لتكون قابلة للقراءة كخطاب ادبي ، فضلا عن كونها جنسا فنيا يعمل على زحزحة الاجناس الأخرى، ليحتل رقعة واسعة ومتميزة".
وبعد ان يستعرض مجموعة من الرؤى والمؤشرات ، التي تعرف بالمدى التاريخي والنظري والتطبيقي للنصوص  الصامتة ، التي على الرغم من تنحيته الكلمات عنها مستبعدا اللغة المنطوقة ،لكنه  يرى أنها مع ذلك احتفظت بجاهزيتها للقراءة ، منذ يتيمة صموئيل بكيت (فصل بل كلمات)، التي لم يفكر حينها بتجنيسها كمادة للقراءة الأدبية ، يشير الانباري الى أن انشغاله بهذه النصوص ، جاء نتيجة عدم قدرة الاجناس الخرى على استيعاب شبكة احلامه الواسعة ، وهذا ما يؤكده الناقد المسرحي العراقي بلاسم الضاحي ، حين يؤكد أن الانباري بدأ " بأدواته الصامتة محاولا تجنيس ما انتجه ضمن جنس (الادب المسرحي) ، المقروء ادبا والمرئي مسرحا ، مازجا مستفيدا من أجواء الفنون الأخرى " حيث يرى ان هذه المحاولات في مزج الفنون بعضها ببعض ، خلقت منتجا جديدا تشترك فيه  اللوحة والكلمة المرئية والموسيقى والحركة ، حيث سمات التشابه ونقاط التلاقي في هذه الفنون ، خلق منها الانباري منتجا جديدا ، هدفه اثارة المتلقي جماليا وابداعيا . 
الانباري الذي بات يعد الرائد للمنتج الجديد المسرحية الصامتة المجنسة ادبيا ، يرى وعلى وفق ما كتب ونشر منها وعرض على خشبة المسرح ، يستند على أسس اشتغالها على التشكيل الصوري ، وتضمنها قصة او حكاية تراثية او معاصرة، واعتمادها على خطة اخراجية مرنة ، ممكنة التنفيذ على الورق والخشبة في آن واحد ، وعدم انغلاقها على مخططها الاخراجي ، وانفتاحها ومخاطبتها للعالم بلغة كونية دون وساطة الترجمة والنقل ، لاعتمادها على لغة الجسد ، موضحا كل التفاصيل والمزايا الخاصة بالنص المسرحي الصامت ، منذ يتيمة بكيت والى عام 1994 ، وهو العام الذي نشر فيه اول نصوصه الصامتة (طقوس صامتة) في جريدة الثورة العراقية.
لهذه الأسباب عمل الانباري بجد ودأب – كما يرى – كي تحصد (الصوامت ) ، ثمرة جهد متواضع في تجنيس فن البانتومايم ، تجنيسا ادبيا يجعله قابلا للقراءة كنص ادبي على الورق ،وكعرض درامي على الخشبة ، وهنا يورد الانباري ما كتبه الناقد والروائي العراقي سعد محمد رحيم ،عن قدرة (الصوامت ) القرائية هذه ، كما لذة قراءة الرواية والنص المسرحي الحواري الصائت ، والذي رأى ان الانباري منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ، انشغل كما الشعراء والقاصين والروائيين ، تحت هاجس التحديث لابداع نص مختلف ، اشتغل ونصب عينه جنس ادبي مختلف ،له قرابة مع الشعر والقصة والسيناريو السينمائي ناهيك عن المسرح.
اما الفصل الثاني فقد تضمن نصوص المسرحيات الصامتة ، التي شملت ثلاث مجموعات هي على التوالي : (طقوس صامتة) ، و(ارتحالات في ملكوت الصمت) ، و(والصمت اذا نطق) ، ليختم بأقوال واراء مجموعة من المعنيين بالمسرح ،عراقيين وعربا ، بتجربة رائد المسرحية الصامتة ومبدعها،  الكاتب والاديب صباح الانباري.

أنطلاق مهرجان المسرح المدرسي الأحد

مجلة الفنون المسرحية

أنطلاق مهرجان المسرح المدرسي الأحد

تنطلق يوم الأحد المقبل فعاليات الدورة السابعة من مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة، بمشاركة 18 مدرسة من الحلقات الثلاث ومن جميع مدن ومناطق الإمارة وهي: مدرسة رابعة العدوية للتعليم الأساسي، مغيدر للتعليم الأساسي، النوف للتعليم الأساسي، الخليج العربي للتعليم الثانوي، الغبيبة للتعليم الثانوي، العروبة للتعليم الثانوي، البطحاء للتعليم الأساسي، عبدالله بن أنس للتعليم الأساسي، الثقافة للتعليم الأساسي والثانوي، الرفيعة للتعليم الأساسي والثانوي، الهلاليات للتعليم الأساسي والثانوي، نزوى للتعليم الأساسي والثانوي بنين، النحوة للتعليم الأساسي، فاطمة بنت عبدالملك للتعليم الأساسي، عائشة بنت عثمان للتعليم الأساسي، أبو أيوب الأنصاري للتعليم الأساسي، باحثة البادية للتعليم الثانوي، ومدرسة المحمود للتعليم الثانوي. 
وتتنافس هذه المدارس على مدار 6 أيام على 7 جوائز متنوعة رصدتها إدارة المهرجان وهي: جائزة أفضل تمثيل، أفضل تأليف مسرحي، أفضل إخراج مسرحي، الاستعراض والأداء التعبيري، الأداء الجماعي المتميز، جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل.
وتضم لجنة تحكيم المهرجان: الفنان محمد العامري (الإمارات)، والباحثة في الفنون المسرحية أنعام سعود (الكويت)، والكاتب الدكتور محمد السلمان (البحرين)، يستمر المهرجان حتى 22 مايو الجاري، وتقام العروض في قصر الثقافة ومعهد الشارقة للفنون المسرحية.

---------------------------------------
المصدر : الخليج 

تراجيديات سينيكا تخاصم خشبة المسرح

مجلة الفنون المسرحية

تراجيديات سينيكا تخاصم خشبة المسرح

«لوكيوس أنايوس سينيكا» فيلسوف وخطيب وكاتب درامي روماني، كتب أعماله باللغة اللاتينية، وقد ولد في قرطبة بإسبانيا سنة 4 قبل الميلاد، ويلقب بسينيكا الفيلسوف الأصغر، تمييزاً له عن والده الخطيب الشهير، الملقب بسينيكا الأكبر، وقد ذهب كاتبنا في صغره إلى روما، حيث تعلم هناك البلاغة والفلسفة، وأقام مدة في مصر ضيفاً لدى خالته زوجة حاكم مصر الروماني، وقد أجبره الإمبراطور الروماني «نيرون» على الانتحار، وتوفي سنة 65 ميلادية بالقرب من روما، وحاولت زوجته أن تلحق به، لكن محاولتها الانتحار لم تنجح.
تعلم سينيكا في صباه النحو والخطابة، وتتلمذ على يد الفلاسفة الفيثاغورثيين، وبوحي منهم أصبح نباتيا، لذلك ظل نحيف الجسد حتى مات، وتعلم الفلسفة الرواقية، وظل مؤمنا بها حتى نهاية حياته، وقد اشتهر باعتباره كاتبا وخطيبا في عهد الإمبراطور كاليجولا، الذي حقد عليه لذكائه الشديد، وفي عام 41 ميلادية نفاه إلى جزيرة كورسيكا، وظل بها لمدة ثماني سنوات، إلى أن عفا عنه الإمبراطور كلاوديوس الذي طلب منه تعليم ابنه نيرون الذي كان عمره وقتها 12 عاماً.
علم سينيكا نيرون مبادئ أخلاقية كثيرة، وزرع فيه حب الفضيلة، وبعد وفاة الإمبراطور كلاوديوس تولى نيرون الحكم، ولم يترك معلمه سينيكا، وإنما أخذه معه، ليستفيد من نصائحه، وصار مستشاره الأول حتى عام 62 ميلادية، وكان كثيراً ما يقبل نصائحه، لكنه كان يشعر في كثير من الأوقات بأنه مقيد، ولا يملك حريته الكاملة، لأن أمه كانت تسيطر على الحكم، وتتدخل فيما يقرره، ولذلك قرر أن يستقل بحكم روما، ويخلع أمه عن الإمبراطورية، بل عن الحياة بأكملها.

لكن سينيكا بوصفه معلما رفض أن يقتل نيرون أمه، وكتب إليه خطابا يبرئ نفسه من تلك الجريمة البشعة ثم شعر سينيكا بعد ذلك بالاشمئزاز من فساد نيرون وانحرافه الأخلاقي، وقرر أن يتركه واستأذن في اعتزال الحياة السياسية، والتخلي له عن ممتلكاته، فقبل نيرون اعتزاله السياسي، وأبقى له ممتلكاته إلا أنه في عام 65 ميلادية اتهمه بالتآمر عليه، وبالفعل حكم عليه بالموت وأجبره نيرون على الانتحار، وصادر ممتلكاته، فأنهى سينيكا حياته على الطريقة الرواقية، حيث قطع شرايينه وسط أهله وظل ينزف حتى مات.
يوضح كتاب «ثيستيس» وقد ترجمه إلى العربية أحمد حمدي المتولي، أن سينيكا كان ينادي بضرورة خلع الإمبراطور نيرون من الحكم من خلال رمزية أسطورة «أويدبيوس ملكا» لأنه كان يرى أن خلاص طيبة من الشرور والأمراض يكمن في خلع أويدبيوس وطرده بعيدا عنها، وكذلك خلاص روما يكمن في نفي نيرون بعيدا عنها، فهو يرى أن أويدبيوس مثل نيرون تماما، حيث يعتبر كلاهما مذنبا، فقد انتهك كلاهما قوانين الأخلاق، ولذلك يذكر سينيكا قومه بأن عاقبة روما ستكون مثل عاقبة طيبة، إن تركوا ذلك الوحش بداخلها على قيد الحياة (يقصد نيرون).
كان سينيكا مثل كبار مثقفي عصره ضليعا في اللغة اليونانية وثقافتها، لا سيما على صعيد الفلسفة والأدب والمسرح، وكتب تسع مسرحيات تراجيدية، ولم يكن في نيته أن تعرض بل أن تقرأ في الصالونات الأدبية، ولم يكن أحد كتاب التراجيديا في العصر الروماني يتوقع أن يتم عرض مسرحياته أمام الجمهور، وبالمثل فإن سينيكا لم يكن يخطر بباله أن تقدم تراجيدياته على خشبة المسرح، وذلك الذي جعل أغلب الدارسين يقولون إن تراجيديات سينيكا كتبت لتقرأ، وليس لتمثل على المسرح، إلا أن هناك من يرى أن سينيكا كان يفكر في عرض مسرحياته للجمهور، وقيل أن إحدى رسائله تكشف عن اهتمامه بالعروض المسرحية، كما أن شخصياته كانت تغري في وقتها الممثلين الكبار، ليقوموا بتمثيلها على خشبة المسرح. كان غرض سينيكا الأساسي من كتابة مسرحياته هو تجسيد أفكاره الفلسفية والأخلاقية الرواقية في شخصيات تخوض صراعات درامية حادة بين قوتين، العقل والحكمة من طرف، والعاطفة الجامحة والغريزة من طرف آخر، والتعبير الأدبي يؤثر بشدة في الأذن، ويعتبر أشد نفاذا إلى العقل وأعمق تأثيرا في القلب من النصوص الفلسفية الجامدة التي لا يصل إلى معناها إلا الضالعون في لغتها، وكان سينيكا لا يهتم بهؤلاء قدر اهتمامه بعامة الناس.
وقد اختلفت مصادر تراجيدياته، لكنها في كل الأحوال مأخوذة عن اليونانية، فكانت إما مستمدة من الملاحم والأساطير، وإما عن النصوص التراجيدية مباشرة، واختلف سينيكا في مسرحياته عن المسرح الإغريقي، حيث كان يترك لشخصياته حيزا كبيرا للتعبير عما يكمن بداخل شخصياته الدرامية، كي يبرز ما يحدث بداخل النفس من مشاعر متضاربة ومنفصلة، فيوضح للمستمع خطر الانفعال إذا تجاوز حد الاعتدال، وأفلت من زمام العقل، ولم يكن سينيكا يسعى إلى التأثير الفني في أعماله المسرحية بقدر ما كان يسعى إلى إيضاح عمق المفاهيم وتغلغلها في النفس والعقل لكي يوصل إلى المتلقي مفهومه عن الكلمة، يبالغ سينيكا في تراجيدياته في إظهار نتائج تحكم الانفعال في الإنسان مما يولد الجرائم الدموية التي تتجاوز الخيال في عنفها، وهنا يركز على إبراز الأفعال العنيفة على المسرح عيانا، الأمر الذي كانت المأساة اليونانية تتجنبه كليا.
-----------------------------------------------------------
المصدر : الخليج 

المسرح والعلوم الإنسانية

مجلة الفنون المسرحية

المسرح والعلوم الإنسانية

د. محمد عبد الرحمن الشافعى

تحتوى العلوم الانسانية على مجموعة من التخصصات التى تناولت حياة البشر وفكرهم ونشاطهم وكيفية حياتهم، ومن ضمن هذه العلوم: الفلسفة، التاريخ، الجغرافيا، علم النفس، القانون،السياسة وغيرهم الكثير؛ كذلك الفنون بشكل عام والدراما أوالمسرح بشكل خاص، ربما لأنه فن شامل على الكثير من الفنون الآخرى، أو لأنه غريزة إنسانية عرفها الإنسان منذ بداية وجوده لتفسير لغز حياته، وربما هو أكثر الفنون تعبيرا، أو لأنه يتطور مع التطورات الاجتماعية.
كما أنه من الصعب أن نجد مجتمعا بلا مسرح، سواء كان هذا المجتمع متقدما أو متأخرا، متشددا دينيا أو متفتحا ومتطلعا لأفكار جديدة ومختلفة، المسرح موجود داخل كل المجتمعات ومخاطبا لكافة الطبقات. إذن فقد حرص المسرح على مر التاريخ أن يحافظ على وجوده ضمن هذه المجموعة المرتبطة بالحياة الاجتماعية وأن ينافس العلوم الآخرى، وأصبحت فنون وأداب المسرح من ضمن المقررات الدراسية للكثير من التخصصات الجامعية المختلفة كمادة ثقافية إنسانية فى شكل أدبى تحتوى على معلومات تاريخية وخبرات حياتية وآخرى سيكلوجية، فأصبحت دراسة الدراما موجودة ليس فى المعاهد المتخصصة لفن التمثيل فحسب، بل أصبحت من المواد الأساسية فى بعض تخصصات كليات الأداب والعلوم الاجتماعية والانسانية، فدراسة النصوص المسرحية تطلعنا على العديد من الثقافات الآخرى من عادات وتقاليد تجعلنا نقبل ثقافة الآخر ونحترمه، بل إن دراسة الدراما أمتدت لتصل فى بعض الدول المتقدمة إلى المعاهد والكليات العسكرية لما تحتويه من صراع وتكتيك ومواقف سياسية وخلافه. كذلك مشاهدة الأعمال المسرحية يعد جانبا ثقافيا يثرى المشاعر الوجدانية ويهذبها لما فيه من جماليات التمثيل والموسيقى والمناظر والإضاءة والتقنيات المختلفة. ونحن هنا بصدد المسرح الحقيقى سواء على مستوى النص أو مستوى العرض، هذا المسرح الذى يحترم ذكاء ومشاعر جمهوره ويطور منهما. فأصبح من الضرورى أن يعطى للفن المسرحى المكانة الذى يستحقها،وكما يقول «لوركا» الشاعر والكاتب الأسباني: «إن المسرح من أكثر الوسائل تعبيرا، وأفيدها فى بناء البلاد؛ كما أنالشعب الذى لا يساعد مسرحه، ولا يشجعه، شعب محتضر إن لم يكن قد مات.»

---------------------------------------------
المصدر : الأهرام 

الأربعاء، 10 مايو 2017

ندوة تناقش جماليات السينوغرافيا في المسرح بـ رابطة الكتاب

مجلة الفنون المسرحية

ندوة تناقش جماليات السينوغرافيا في المسرح بـ رابطة الكتاب


أكدت ندوة نظمتها لجنة المسرح والدراما في رابطة الكتاب الاردنيين مساء الأحد، ان «السينوغرافيا في المسرح» هو كل ما يراه ويسمعه المشاهد من مؤثرات عدا النص والممثلين.

وقال استاذ علم الجمال في جامعة فيلادلفيا، الدكتور مروان العلان، إن السينوغرافيا هي فن تنسيق الفضاء المسرحي والتحكم في شكله بهدف تحقيق أهداف العرض المسرحي الذي يشكل إطاره الذي تجري فيه الأحداث.

وبيّن في الندوة التي أدارها الدكتور فراس الريموني ان السينوغرافيا هي فن تصميم عرض المسرحي وصياغته وتنفيذه، وتشكيل المكان المسرحي، أو الحيز الذي يضم الكتلة، والضوء واللون، والفراغ، والحركة، وانها محاولة إعادة بناء الواقع الخارجي بصورة مصغّرة ذات مدى محدود ومكان مقيّد.

ولفت إلى ان السينوغرافيا تحتاج إلى دراية كبيرة بمجالات التشكيل والهندسة المعمارية والنحت والـغرافيك والحفر، مبينا ان الفضاء المسرحي هو المكان الذي على الممثل ان يتحرك فيه لأداء عمله وهو الزمان الذي يتاح للممثل ليمكنه أن يؤدي دوره.

وتابع العلان انه لكل مسرح، سينوغرافيا خاصة به تحكمها مجموعة موضوعات لا يمكن الخروج عليها كالمساحة وطبيعة الفضاء وامتداداته في الجهات المختلفة، كما ان لكل مسرحية ما يخصها من سينوغرافيا تتطلبها طبيعة المسرحية وزمانها وفكرة المخرج التي يودّ إيصالها، مثلما تعتمد على مدى توافق السينوغرافيا مع معطيات المسرح والمسرحية والتي تساهم بتسجيل نقاط نجاحها.

وبيّن ان المخرج الحداثي في التجارب المسرحية الاخيرة، عمل على الاستغناء عن السينوغرافيا أو تقليل قيمة حضورها وأهميتها مكتفيا بأقل القليل فيما اكتظت مسرحيات ما قبل ذلك بسينوغرافيا كادت تطغى على قيمة المسرحية وأداء ممثليها خصوصاً في المسرح الشكسبيري والروماني.

وراى أن هناك عوامل عديدة تعزز من حضور جماليات السينوغرافيا وتتمثل بأنها كلما اقتربت من الواقع وجاءت مختصرة واخرجت المشاهد من فكرة المقارنة بين واقعيْن واعطت للممثل مساحة اوسع للتعبير، وأحدثت توحيدا لذهن الممثل وذهن المشاهد في متابعة الأحداث، حملت قيمة جمالية اكبر وتأثير اعمق، لافتا إلى اهمية اتساع مدارك فني السينوغرافيا وتعدد مواهبه.

وقدم المخرج فراس المصري في الندوة، عرضا بصريا لعدد من العروض المسرحية والاحتفالية التي نفذها كسينوغراف، لافتا إلى العناصر الجمالية ودلالاتها وتساوقها مع العرض المسرحي في عناصر السينوغرافيا المختلفة.

ولفت الفنان حاتم السيد في مداخلة له الى غياب المتخصصين في فن السينوغرافيا في الاردن.

-----------------------------------------------
المصدر : بترا

“زنوج” جان جينيه والحديث عن ثقافة اللّون

مجلة الفنون المسرحية

“زنوج” جان جينيه والحديث عن ثقافة اللّون

يارا بدر

كتب جان جينه (1910-1986) في مُقدمة مسرحيته “الزنوج” سنة (1955):
“ذات مساء، طلب مني أحد الممثّلين كتابة مسرحية تقوم بأدائها فرقة من السّود. فتساءلت ترى من هو، بل وما هو اللون الأسود؟ وقبل كل شيء، أيّ لونٍ هذا؟”( 1) وهكذا كانت المسرحية.

فرقة من السّود يقودها المدير وتستحضر الراوي، تقدّم عرضها إلى مجموعة ملكية من البيض. العرض أشبه باحتفال طقسيّ يؤدّيه الزّنوج وهم يقتلون البيض، والآن في هذا العرض سيُعيدون تمثيل جريمة قتل أحد الزنوج “فيلاج” لامرأة بيضاء “ماري” لكي يحاكمهم البيض، الممثّلون على المستوى الملكي، وجمهور البيض في الصالة. ولكن يجب الانتباه إلى أنّ هذا العرض هو إعادة تقديم لأفعال تجري يومياً، وفي رحلة انتقال الحدث من الواقع إلى الخشبة تلوّنت التراجيديا فاتخذت في العرض الذي يرويه النص طابع المحاكاة الساخر. ومنذ البداية سنفرّق بين عرض المسرحية (فعل العرض المتكرّر لمسرحية “الزنوج”)، وبين عرض النصّ (سنسمّيه العرض الداخليّ). إذ أنّ الحديث عن هذا النصّ هو حديث عن عدّة مفاهيم مسرحية: المَسرحَة، الكرنفالية، التمثيل واللعب، وأخيراً وليس آخراً ثقافة اللون، وكلّ من هذه المفاهيم يقوم بالاستناد إلى مجموعة نقاط في النصّ، تترابط لتعكس ثقافة الزّنوج وتؤسّس لشكل بناء دراميّ جديد، قلمّا نراه خارج مسرحيات جينيه، العصيّ على التصنيف داخل حدود مذهب أو تيّار مسرحيّ محدّد بذاته، من المسرح الطقسيّ وحتّى العبث سنجد ملامح لجينه.

الطقس من الرقص إلى القناع:

يغلب على العرض الداخليّ الطابع الطقسيّ بما ينسجم وثقافة الزنجيّ الممزوجة بالتّاريخ والأرض، فهناك حلقة الدخان حول النعش المُفترض، وهناك اللّغة والمفاهيم التي ترسم نمط الحياة وأساس الفعل، كذلك الأغاني والرقص، حيث كلّ ما في هذا الطقس يرسم ملامح بدائيّة الزنجيّ المرتبطة أساساً بالطبيعة، بأفريقيا. ويغدو الطقس نفسه احتفالاً باللون الأسود. يقول “فيلاج”: «لقد علّمني الرقّ، وعلّمتني العبودية الرّقص والغناء»( 2).

الرقص في النصّ وسيلة فنية يُعيد جينه توظيفها، إذ يغدو هذا الرقص بمجمله حركة فاعل على الخشبة، عبر الأثر الذي ترسمه في سياق تطوّر الحدث. فحين يبدأ العرض الداخليّ للفرقة، طقس الزنوج العنيف، ترتفع وتيرة الحركة لدى الممثلين وتغدو رقصاً، هو رقص حتى الإثارة- التي تصل حدود التوهّج، والغناء. هو غواية، وسيلة، لحظة قوّة ولحظة ضعف. يقول “فيلاج” في موقع مختلف:
«لقد كان عليّ لكي أغويها وأجعلها تقع أسيرة حبّي أن أرقص رقصة ليلة العرس حتى تهاويت من الرقص في النهاية ومتّ. ربما تخلّلت هي جسدي في تلك اللحظة التي كنت أستريح فيها من رقصتي أو أثناءها»( 3).

بذات الإيقاع الموسيقيّ لأجساد الراقصين، حيث تتناوب السكينة والصخب، تناوب الزنوج لعب الأدوار، فهذا الممثل الذي مثّل الشخصية “س” لا يلبث أن ينتقل إلى دور الشخصية “ع” من شخصيات الحكاية التي يعاد استحضارها في زمن العرض الداخليّ. مما يسمح لكل ممثل أن يلعب أكثر من شخصية، وأكثر من دور، وصولاً إلى ألعاب الاحتفال الكرنفاليّ القروسطيّ، أو المسرح الإليزابيثي، حيث يلعب الرجل دور امرأة. بما تتضمنه هذه اللعبة من إعلان مباشر عن المسرحة في الأداء. فلإعداد الرجل الزنجيّ الذي يؤدي دور “ديوف” للعب دور امرأة بيضاء، تحضر الفرقة الأدوات اللازمة بأمر من “فيليستيه”: “منضدة عليها باروكة شقراء وقناع كرنفال مصنوع من الورق المقوّى، يُمثّل وجه امرأة بيضاء ممتلئة الوجنتين ومبتسمة الشفتين، وإبرتيْ “تريكو” بهما جزء مشغول من “بلوفر” ورديّ اللون، وبكرتيْ صوف وإبرة “كروشيه”، وقفّازين أبيضين»(4 ).

يتمّ على الخشبة إلباس “ديوف” كلّ الزينة اللازمة لتمثيل دور ماري أمام الجمهور، الذي يُطلب من أحد أفراده لاحقاً الصعود والمشاركة في الطقس المسرحيّ، وهي العملية التي تكشف الكواليس المسرحية ومُجمل اللعبة التي يتم بواسطتها إعادة استحضار الشخصية من الماضي إلى حاضر الخشبة (هنا… والآن).

في الوقت ذاته الذي يُغيّر فيه “ديوف” هيئته ليزدوج في أدائه المسرحي، تقوم “بوبو” بإحضار علبة الطلاء وإعادة دهن وجه “فيلاج” باللون الأسود، وهو ما يعيد على القارئ والمتلقّي صرخة النص وسؤاله الأساسيّ: من هو الأسود؟
يُحدّد جينه ومنذ البداية – عبر ملاحظاته الإخراجية- جميع الشخصيات في النصّ من السّود، إلا أنه يعود مرّة ثانية إلى التراث المسرحيّ، ليُعيد استخدام تقنية القناع المعروفة من أيام الاحتفال الكرنفالي، حيث تتنكر بعض الشخصيات بهيئة حاشية البلاط البيض وهم جمهور العرض الداخلي، أمّا البعض الآخر أي ممثلو هذا العرض، فإنهم يظهرون بلونهم الأسود، وهو لون الصبغة أو الجسد. هذا التنكر باستخدام القناع، يحوّل العرض إلى احتفال طقسيّ تنكّريّ، حيث يُساعد التنكّر الممثل على إخفاء شخصيته الحقيقية لينتقد ما يُريد بحريّة داخلية أكبر من جهة، ولكي يُعبّر- من جهة ثانية- عن كل سًُفليته أو دونيته المرتبطة بالفكر الأوروبيّ لأولئك الذين يُقدّم لهم العرض (الحاشية أو جمهور الصالة).

المستويات اللغوية:

أمام تقسيم حادّ كهذا، لا يبقى سوى اللغة عاملا وحيدا قادرا على إضفاء التميّز اللونيّ والدّلاليّ لكلّ شخصية من الشخصيات، ولكلّ مجموعة على حدة.
تظهر فاعليّة اللغة في انتقال مهمّة الرّاوي من شخص إلى آخر، ممّا يؤكّد معرفة الجميع للحكاية مُسبقاً. إذ حتى أفراد الحاشية يُشاركون في هذه العمليّة. في البداية يكون “فيلاج” هو الراوي لما حدث معه، ثم تطالبه “بوبو” بأن يدخل غرفة “ماري”- المفترضة خلف ساتر تقود إليه مجموعة من السلالم- ليقوم بواجبه، ولاحقاً يُخبر الحاكم صديقه القاضي ما يُفترض أنه يحدث في غرفة “ماري”، وهو ما لا يُرَى على الخشبة إذ تخفيه الكواليس.
وهكذا يُنتج شكل الكتابة بتلويناته المختلفة تعددّية في الأصوات، وتنوّعاً في أشكال الخطاب. إلا أنّ طبيعة اللغة التي تختلف جذرياً بين خطاب الممثلين الزنوج وخطاب ممثلي البلاط تنحو باتجاه دلالات أكثر تميّزاً. إنّ ارتباط لغة الزنوج القويّ بصور أفريقيا الجمالية يُحيل إلى روحية عميقة لدى الزنوج، وهي لغة تحمل مفردات قاسية وشتائم ولكنها تنجح في رسم طقسيتها الخاصة:

في خطاب شعريّ تتلوه “بوبو” نجد ما يختصر جوهر الفرق بين الزنجيّ والأبيض، ولكن من ثقافة الزنجيّ، كما تكشف اللغة القادمة من عوالم الشخصية الداخلية ووطنها الأصليّ عن قوة وحرارة لا يُمكن تجاهلهما، هي قوة وحرارة مرتبطة بإفريقيا وبالإنسان الإفريقيّ.
بوبو: العفن والنتانة يُخيفان الآن، أليس كذلك؟ إنها “الأبخرة التي تتصاعد من أرضي الإفريقية. أودّ أنا بوبو، أن أطفو بمؤخّرتي فوق أمواجها المتلاطمة! لتحملني بعيداً روائح الجيفة والرمم! (لأفراد البلاط) وأنت أيها الجنس الباهت اللون المعدوم الرائحة، أنت أيها الجنس المحروم من روائحنا الحيوانية، المحروم من نتانة مُستنقعاتنا…”)(5).
كذلك، تبوح الأغاني بكم ٍ من الحزن والوجع المخبّإ خلف الكلمات القذرة والصلابة الوحشية التي يحاول الزنجيّ حماية نفسه بها، ولكنها – كاللغة- تحافظ على شعريتها العالية حتى وهي ترسم صورة صراع لأجل البقاء. على سبيل المثال، نجد في الصلاة التي تتلوها “فيرتي” و”نيج”، إعادة إنتاج للمُقدّس الذي يتمّ تكسير صورته السابقة، لصالح مُقدّس نابع من قسوة الألم، ومن اللون الأسود، هي صلاة تتلو تفاصيل حكاية كل زنجيّ وتختصر عالماً كاملاً من الذكريات التي عرفها الزنوج:

“- فيرتي: أيها الشاحبون: كمخاط مسلول.
 أيها الشاحبون: كلون براز المصاب بالصفراء.
 أيها الشاحبون: كالمحكوم عليه بالإعدام.
 أيها الشاحبون: كالإله الذي يعظمونه كل صباح.
 أيها الشاحبون: كالسكين الذي يشق ظلام الليل.
 أيها الشاحبون: بلون الغيرة.
 إنني أحييكم جميعاً، أيها الشاحبون”(6 ).

هكذا يُمكننا أن نقرأ في صيغة هذه اللغة حضور الروحيّ وامتزاج التفاصيل الصغيرة، حتى الأعماق، بالطبيعة الإنسانية المتلونة بروائح أفريقيا. صور مُجرّدة تحيل إلى أمور مَعيشة، لينتج هذا المزيج شعرية عالية وقدسية خاصة بهذه اللغة. لغة تلائم، قبل كل شيء، طبيعة الطقس الذي يتمسك به الزنوج كشكل ثقافيّ فنّيّ يُعبّر عن خصوصيتهم.
في مقابل هذا الثقل الروحيّ تحضر لغة البيض كلغة أرقام، تدور حول استثماراتهم وثرواتهم في الأراضي الأفريقية، تعبر فيها بعض كلمات الجمال أو الورود، ولكنها كلمات باردة، حيادية لا تكتسب أيّة خصوصيّة. هي لغة تعكس بالدرجة الأولى الفكر الاستعماريّ للأبيض، بمنظوماته الأيديولوجية، الدينية منها والاجتماعية، التي بررت له التفوق على الزنجيّ الأدنى مرتبة إنسانياً وفكرياً حسب وجهة نظر الآخر، لأنه وكما يقول المبشّر الدينيّ الأبيض:
“- المبشر: لا تفقدي الثقة يا سيّدتي. إنّ الله أبيض.
 – الخادم: تبدو واثقاً من نفسك وأنت تقول ذلك..
 – المبشر: لو لم يكن كذلك أكان سمح بالمعجزة الإغريقية؟ منذ ألفي عام والله أبيض. يأكل فوق غطاء مائدة ابيض، يمسح فمه الأبيض بمنشفة بيضاء، يلتقط اللحم الأبيض بشوكة بيضاء. ويُشاهد الثلوج البيضاء وهي تتساقط.” )(7).
 تعكس هذه الصورة نموذجاً للفكر الأوروبي الاستعماري، الذي يتصوّر الفكرة الإلهية (الله) كرجل أبيض أرستقراطي من جهة، ومن جهة ثانية فإنّ الرجل الأبيض الأوروبي هو مؤسّس الحضارة الفكرية وهو مشابه لله – المعبود والخالق- باللون. لينسحب السؤال من : ما هو اللون الأسود؟ حتى حدود: ما هو اللون الأبيض؟
 البنية الفكرية للنص:

المسافات بين اللونين، والثقافتين، يبرزها جينه في تفاصيل الطقس، القناع، اللغة، وهي جميعها عناصر لعب مسرحيّ يعيد ترتيب التفصيل والحكاية في شكل قراءة جديدة، المسرحة التي تتيح للمتلقي بناء رؤيته النقدية أو إيجاد المسافة النقدية ممّا يقدّم له. ليستطيع التساؤل فعلاً عن ماهيّة كلّ لون وكلّ ثقافة!
يقوم هذا النص على اللعب المتداخلة، مُحطّماً أيّ وهم يقينيّ بالحقيقة، طارحاً أسئلته الإشكالية حول خصوصيّة المسرح، وطبيعته وماهيّته. وهنا ينوس الجواب بين الكلمة والفعل، وصولاً إلى البنية الفكرية التي تعكس المسَرحة الموجودة في النص إشكالياتها. فهذه المسرَحة التي أسسّت لشكل البناء الدراميّ الذي رأيناه تفترض علاقة داخل بخارج، حيث يمثل الداخل الخشبة المسرحية، والخارج هو الكواليس، والجمهور، وعالم البيض الذي يُنكر عليهم إنسانيتهم. في لعبتهم هذه ينجح الزنوج في سحب البيض إلى فضائهم المكانيّ- المفترض- ليقوموا في الوقت ذاته بشكل من أشكال الفعاليّة في الخارج.

كذلك فإنّ المسَرحة التي تبدو كشكل كتابة وبناء مسرحي، تعكس مفهوم القتل كشكل وجود بالنسبة للزنجيّ، الذي فقد كل حقوقه وأشكال وجوده الأخرى، باستثناء ما سمح له المستعمر الأبيض بالاحتفاظ به، وهو قليل جداً، كالكراهية بديلاً عن الحبّ المحرّم

على الزنوج، كالبدائية والعنف والتشبه بالحيوانات التي يتسلى البيض باصطيادها. وهكذا لم يبقَ للزنجي إلاّ الإعلاء من شأن هذه الملامح البشرية البسيطة، ليُنتج قوة يستمدّ بقاءه واستمراره منها. الإعلاء من شأن وحشيته وعنفه، وحيوانيته، ليمتزج أكثر باللون الأسود والعنف حتى غدا القتل شكل وجود إنسانيّ في سعيّ الزنجي للامتزاج بالظلام النهائيّ المشعّ، ليشكّل ثقافةً مضادّة يستطيع من خلالها مواجهة المستعمر العنصريّ الأبيض على أرض أفريقيا.
“- فيليستيه: ما أدراني، بل ومن أنا؟
إنّ الألوان تضنيني… أأنت هنا يا إفريقيا بأردافك المتقوّسة وسيقانك الطويلة. إفريقيا المستاءة المتذمّرة المحكومة بالحديد والنار. إفريقيا ذات الملايين من العبيد الملكيين. إفريقيا المنفية. أيتها القارة التي يجرفها التيار، هل أنت هنا؟ إنك تتلاشين رويداً رويداً وتتقهقرين نحو الماضي وروايات الغرقى ومتاحف المستعمرات وأعمال العلماء، ولكنني أستدعيك الليلة لحضور حفل ٍ سرّيّ (تنظر داخل أعماقها) إنها كتلة من الظلام الدّامس والكثيف والخبيث تحبس أنفاسها وإن كانت رائحتها النفّاذة تفوح رغماً عنها. هل أنتم هنا؟ لا تغادروا خشبة المسرح دون أن آمركم بذلك. ليُمعن المشاهدون النظر إليكم. ينساب منكم خدر عميق شبه مرئيّ ينتشر ليسحر من حولكم ويبهرهم تماماً…”)(8).

قليلة هي النصوص في تاريخ المسرحي العالمي التي طرحت الثقافة موضوعاً لها، وجينه في العديد من نصوصه يطرح هذه الإشكالية، إنما يتفوّق هذا النص في دقة توظيف تقنياته من جهة، وفي كثافته من جهة ثانية، فهو واحد من أصغر نصوصه عموماً.
سؤال جينه عن اللون الأسود هو سؤال عن هذا الإنسان وعن هذه الثقافة، ثقافة اللون الأسود التي تواجه ثقافة اللون الأبيض، تاريخياً في ظل منظومات الاستعمار وحاضراً في ظل مفاهيم العولمة وما بعد الكولونيالية. هذا التصادم بين الثقافتين ليس خفياً كما في معظم نصوص الغرب – المُستعمِر- وإنمّا هو تصادم صريح يعلن شكلياً وفكرياً عن الثقافة الاستعمارية، إذ يختار للطبقة الحاكمة مستوى ًَ على الخشبة أعلى من مستوى الزنوج، الذين يواجهون بيض الصالة من الجمهور في مأساتهم وروائح ثقافتهم، وجوهر هذه الثقافة هو الطقس ولغته. إلا أنّ الطقسيّة التي يعمد جينه إلى الإيحاء بها طوال وقت العرض، تتكشف في النهاية عن طقسية زائفة، وكأنها- في حدّ ذاتها- محاكاة ساخرة لقداسة الطقوس الدينية. وما يقُدّسه العرض هو الإنسان الذي يستمدّ وجوده وماهيته من لونه، عندما يكون اللون هوية وثقافة، وليس من الله. اللون هنا تحديد ماهيّة وجود بالنسبة للزنجيّ، “نيج: (في انتشاء) لوني! ما أنت إلا نفسي!”(9).


الهوامش:

 1 – جان، جينه: الزنوج، ص 62.

 2- المرجع السابق نفسه، ص 70.
 3 – المرجع السابق نفسه، ص 71.
 4 – جان، جينه: الزنوج، ص 72.

5- جان، جينه: الزنوج، ص 65.
 6 – المصدر السابق نفسه، ص 73.

 7- جان، جينه: الزنوج، ص 66.

 8- جان، جينه: الزنوج، ص 76.
 9 – جان، جينه: الزنوج، ص 64.

المصدر : موقع الأوان

فنون الأداء كما يراها العالم النفسي البريطاني جلين ويسلون

مجلة الفنون المسرحية

فنون الأداء كما يراها  العالم النفسي البريطاني جلين ويسلون

محمد الظاهري

إنه من اللطيف والمفيد، بالإضافة الى انه من النادر في نفس الوقت ان تجتمع في شخص مهارات متعددة واختصاصات مختلفة ليقوم بتوظيفها في مجال واحد، لتكون مخرجاته النظرية والمادية ذات قيمة وفائدة احترافية متميزة. البريطاني جلين ويسلون بالاضافة الى كونه عالما نفسيا متمكنا، فهو مغن اوبرالي وممثل مسرحي وسينمائي ومخرج للعديد من المسرحيات التمثيلية، يقدم من خلال كتابه Psychology for Performing Artists «سيكولوجية فنون الأداء» ـ قام بترجمته الى العربية الدكتور شاكر عبد الحميد ضمن سلسلة «عالم المعرفة» والتي يصدرها المجلس الوطني للتقافة والفنون بالكويت ـ رؤية ودراسة نفسية تجميعية على فنون الأداء ممثلة بالأداء الأوبرالي، والمسرحي، ومن ثم التلفزيوني، واخيرا الأداء السينمائي، وهو الى جانب ذلك يسلط الضوء في احيان كثيرة على العملية الإخراجية التي تصاحب هذا الأداء وتأثيره على الصورة النهائية له وللعمل الفني بصورة عامة، فدلالة الأداء في كتابه اكثر شمولية من المعنى التقليدي واللغوي للكلمة، فهي تتعداها الى التمثيل والإخراج والتصوير بالإضافة الى الموسيقى والمؤثرات البصرية والصوتية.
ويتطرق ويلسون في كتابه الى العديد من الموضوعات والعمليات النفسية التي تصاحب الأداء الفني ابتداء من ذات المؤدي وحتى المتلقي للمادة الفنية، فهو يحاول قبل ذلك في الفصلين الأولين من كتابه التأسيس والتأصيل وإيجاد الرابط بين الفن كأداء تقني وبين التعبير الإنساني كعملية نفسية مصاحبة له، باعتبار الأداء الفني هو نتيجة فسيولوجية لنوعية خاصة من العمليات السيكولوجية التي يعيشها الانسان ويستطيع المؤدي التعبير عنها من خلال عملية تقنية يستقبلها الجمهور حسب موافقتها واحتياجاتهم النفسية، وهذه الاحتياجات قد افرد لها ويلسون فصله الثالث حيث يتحدث حول التوحد الذي يعيشه الجمهور مع العمل الفني وردود الفعل المتوقعة نتيجة له.

بعد ذلك ينتقل جلين ويلسون لينحو منحى اخر اكثر تقنية وعملية في الفصول المتبقية من الكتاب، ابتداء من تطرقه للاتجاهات التي رافقت الأداء الفني عبر تاريخه الطويل، وتسليطه الضوء على اهم مدرستين في ذلك وهي المدرسة التقنية الكلاسيكية المسرحية المرتبطة بالمدرسة الفرنسية «ديلسارتيه» والمدرسة الخيالية الواقعية المرتبطة بأسلوب ستانيسلافسكي وستراسبيرج، ليقدم بعد ذلك دراسة عملية حول اعداد الممثل اعدادا احترافيا تبعا لكلا المدرستين الخيالية والتقنية.

وتكمن الأهمية التي تحيط بكتاب جلين ويلسون في تطرقه الى واحدة من اهم القضايا في صناعة الفن، على صعيد المسرح والسينما على حد سواء، فعلى الرغم من الجانب التنظيري الذي قد يوهم به عنوانه إلا انه لم يغفل الجانب التطبيقي والعملي لدى صناعة المؤدي والممثل المحترف.

------------------------------------------------
المصدر : الشرق الأوسط 

'الساكن' مسرحية مغربية أبكت الشاعر وأضحكت الجمهور

مجلة الفنون المسرحية

'الساكن' مسرحية مغربية أبكت الشاعر وأضحكت الجمهور

يعد الضحك من ركائز المسرح الفودفيلي، الذي يقوم على شخصيات متضادة تتعايش باختلاف طبائعها وخصائلها وتتصارع، لتخلق دراما ضاحكة. وقد نجح المخرج المغربي حسن هموش في مسرحيته الأخيرة “الساكن” في تحويل قصيدة درامية عن حادثة حقيقية إلى عمل فودفيلي تعمق من خلاله الجمهور المغربي في الحكاية وعِبَرها من باب الضحك.

حققت مسرحية “الساكن” المغربية حضوراً متميزاً بين المسرحيات المغربية، التي عرضت في موسم 2017. وعرضت “الساكن” في العديد من المدن المغربية كطنجة ومراكش والدار البيضاء، وأخيراً عرضت على مسرح محمد الخامس بالرباط.

المسرحية من إعداد وإخراج حسن هموش، ومقتبسة من قصيدة “الدار” للشاعر المغربي الزجلي سيدي قدور العلمي (1742ــ1850). وقد بذل أعضاء فرقة مسرح تانسيفت جهوداً كبيرة في السنة الماضية عند تحضيرهم لعرض المسرحية في عمليات ارتجال متكررة للنص، فتمت إضافات كثيرة على النص وحذف منه، ليصل هموش إلى النسخة الأخيرة التي عرضت أمام الجمهور.

مثل أدوار المسرحية كل من نورا السقالي وسامية أقريو ونورا القريشي وأحمد ديدان ومحمد الواردي، ولحن موسيقاها محمد الدرهم، فيما أنجز سينوغرافيا العمل طارق الربح، بدراماتورجيا لمسعود بوحسن، وملابس لسناء شدال.


البكاء والضحك

تحكي مسرحية “الساكن” قصة الشاعر العلمي الذي أبدع العديد من قصائد الملحون، وتروي تفصيلات الحياة في القرن الثامن عشر بالمغرب، التي دونها بدقة في قصيدته “الدار”، وهي بالدارجة المغربية، تنقد كذلك تردي الأخلاق في عصره، وقدرة المحتالين على خداع الشرفاء أمثاله، وسرقة أملاكهم.

قصيدة “الدار” التي اقتبس منها العمل تسرد حادثة حقيقية وقعت للشاعر وقد تمت فيها سرقة داره من قبل محتالين. وجاءت تسمية المحتالين في العرض؛”عبد الحق” و”الزاهية”، اللذين أخرجاه من الدار، فاضطرّ إلى الانتقال من مكناس إلى مراكش.

وفي مراكش قرر أن يفضح المحتالين بقصيدة زجلية، قال في أحد مقاطعها، الذي يتكرر طوال القصيدة “وآش ما عار عليكم يا رجال مكناس ــ مشات داري في حماكم يا أهل الكرايم”، والمقطع يعني “عار عليكم يا رجال مكناس، تُسرق داري، وأنا في حمايتكم، وأنتم أهل الكرامات؟”.


عرض فودفيلي عن حياة المغاربة قبل قرن ونصف القرن
بالرغم من الجو الدرامي الذي بثه الشاعر في قصيدته إلا أنَّ ذلك كان مبعث ضحك متواصل للجمهور، مما أصاب الشاعر من حيف، ولما حمله النص من مفارقات ونكات وأغنيات خفيفة. وتحولت ثيمة النص من دراما خالصة إلى كوميديا تصل إلى حد الخروج عن سياق القصيدة، لتؤلف عقدة لا علاقة لها بقصيدة “الدار”، ولا بمؤلفها. ويعود هذا إلى اختلاف الأمزجة والأذواق لدى الناس وقد مضى على كتابة القصيدة أكثر من قرن ونصف القرن.

القصيدة من البداية إلى النهاية عبرت عن الظلم والإجحاف اللذين تعرض لهما الشاعر، ويظهر في مقطع منها وهو يقطر حزناً ومرارة بسبب ما وقع له، وقد كتب قصيدته باكياً، كما يذكر في أحد أبياتها، من شدة الظلم والحيف اللذين تعرض لهما، وهو يتساءل عند مغادرته مدينته مكناس ليبحث عن أجناس (ناس) آخرين، لا يعرفهم، فيندم على فراقه لخلانه وهيامه عن بيته ووطنه، ليسكن في المدينة التي تعرض فيها للاحتيال. ويتوعد الشاعر من احتالوا عليه، في جو يثير الضحك كما قدمته المسرحية.


تآلف بصري

قدمت مسرحية “الساكن” قصة الشاعر الحزينة بعرض “فودفيلي” (اجتماعي) مغربي، أضحك الجمهور وكان قد أبكى مؤلفها قبل قرن ونصف القرن، فالحدث الحزين صار في عصرنا مدعاة للفكاهة، والتندر على الضحية المغفل. وهذا بالطبع جاء بسبب اختلاف منظومة الأذواق والأفكار والقيم خلال قرنين.

أراد المخرج حسن هموش أن تنتهي المسرحية نهاية سعيدة بالرغم من المفارقات والأحداث الفرعية الحزينة فيها. فأضاف شخصيتين تتسمان بالحيلة الواسعة، والمقدرة على رد الصاع صاعين للمحتالين، الجانيَيْن، اللذين سرقا الدار. والمنقذان هما خديجة، أخت الشاعر سيدي قدور، والمفضل زوجها. واستطاعا أن يستردا الدار من سارقيها، بعدة حيل ابتكراها، وأفرحا الشاعر بإعادة داره إليه من سارقيها. وعندها تتصاعد النغمات الموسيقية المرحة، ويعلو الغناء والرقص الاستعراضي، وبذلك تنتهي المسرحية نهاية سعيدة على طريقة المسرح الفودفيلي.

وقد كان المخرج أميناً لهذا النوع من المسرح، فعرض: مقدمة وعقدة وحلا. وبالرغم من بساطة حبكة المسرحية الدرامية، فإنَّ ما أسبغه الممثلون والمخرج، وبقية العاملين على العرض من جهود أثراه كثيراً؛ فقد رأى الجمهور فنوناً بصرية متكاملة، بداية من الإضاءة، مرورا بالديكور البسيط المعبر، وصولا إلى السينوغرافيا المؤدية إلى غرض إكمال التأثير الدرامي. وقد جاءت سينوغرافيا العرض بسيطة توزعت على الخشبة، كحواجز من أعواد القصب مغطاة ببُسُط، ويمكن تحريكها على مساحة خشبة المسرح. ووزعت زرابيّ ملونة ذكّرت بفنون النسيج الأمازيغي القديم، استخدمت فيها ألوان الطبيعة لتجميل الواقع، وأضافت إليه مسحة من البهجة. كما تم استخدام مؤثرات سمعية، من موسيقى وأغان أبدع ألحانها الفنان محمد الدرهم.

استطاع المخرج هموش أن يمزج في العرض بين الأغنية الخفيفة والحوارات والمفارقات، لخلق الكوميديا. وقدم الممثلون أفضل ما عندهم من إمكانيات فنية، لإنشاء المزيج الدرامي الكوميدي، ولتصوير حياة الناس قبل قرن ونصف القرن. ومن الواضح أنَّ الارتجال الجماعي للنص أضفى عليه الكثير من النكات والأمثال المغربية التراثية، والتعليقات المعاصرة، التي ذكرت الجمهور بما يحدث في الواقع الحالي، وما في الواقع من أشرار ومحتالين يستخدمون المكر، ويستغلون طيبة الناس وجهلهم بالقوانين، وشعارهم سيء الصيت “القانون لا يحمي المغفلين”، للحصول على ما ليس من حقهم.

كما ساهمت سناء شندال في إغناء العرض باختيارها للأزياء التراثية التي تذكرنا بمئات السنوات من الإرث الحضاري المغربي.

------------------------------------------
المصدر : فيصل عبدالحسن - العرب 

تأسيس ”المركز المغربي للمسرح وفنون الأداء”، إقليم الرشيدية، المملكة المغربية

مجلة الفنون المسرحية

تأسيس ”المركز المغربي للمسرح وفنون الأداء”، إقليم الرشيدية، المملكة المغربية

تم بحمد الله اليوم الثلاثاء 09/05/2017 ابتداء من الساعة السادسة مساء بالجرف إقليم الرشيدية من مقر دار الشباب الجرف تأسيس: ″المركز المغربي للمسرح وفنون الأداء .‟المسرح، السينما، الموسيقى، الفن التشكيلي، فنون الفرجة الشعبية، التلفزة، الإذاعة،……..
المركز يتكون من 13 عضوا منهم دكاترة و طلبة باحثين في الماستر والإجازة، من مختلف التخصصات.(اللغة العربية، علم الاجتماع، اللسانيات، التاريخ.، اللغة الفرنسية، الفلسفة…..) من أرفود والجرف والرشيدية….

المكتب المسير للمركز:
ـ الرئيس: الصديق الصادقي العماري(المسرح وفنون الفرجة)
ـ نائبه الأول: عادل كرومي (اللغة العربية)
ـ نائبه الثاني: رشيد الزعفران(الفلسفة)
ـ الكاتب: عثمان عثمان(اللغة العربية)
ـ نائبه الأول: عليوي عبد العالي
ـ نائبه الثاني: سعيدة الكراب
ـ الأمين: عيساوي محمد
ـ نائبه الأول: بوطاهري عبد العالي
ـ نائبه الثاني: اسماعيل الكراب
* المستشارون:
ـ صابر الهاشمي(اللسانيات)
ـ اسماعيل شاكري
ـ أمال مسعودي
ـ خالد بوز

موقع المركز:
http://cmtasj.blogspot.com
على الفايسبوك:
https://www.facebook.com/groups/C.M.T.A.S
..............................................
عن

*الصديق الصادقي العماري
212648183059+

يشتغل بمهنة التدريس
باحث في علم الاجتماع و الأنثروبولوجيا
.المسرح وفنون الفرجة بالكلية المتعددة التخصصات الرشيدية
.مهتم بقضايا التربية والتكوين و سوسيولوجيا التنمية
.مدير و رئيس تحرير مجلة كراسات تربوية-الرشيدية
.رئيس جمعية الشباب للتربية والدراسات والأبحاث الاجتماعية-أرفود
.كاتب عام المركز المغربي للتأهيل والإنصات-أرفود
.فاعل ومكون و ناشط جمعوي
.رئيس منتدى القراءة و البحث العلمي-أرفود
رئيس منتدى القراءة و البحث العلمي-الريصاني
.عضو المكتب الوطني للمنظمة المغربية للصحافة الإليكترونية-فاس
.أستاذ مرشد بالمؤسسات التعليمية-الرشيدية
مراسل صحفي، مقدم برنامج: فنون الفرجة الشعبية، بإذاعة صوت ورززات
.مؤلفاتي المتواضعة:
        -التربية والتنمية وتحديات المستقبل:مقاربة سوسيولوجية
        -البنيات الأسرية و تأثيرها على التحصيل الدراسي للتلميذ:دراسة ميدانية
        -إشكالية إدماج تلاميذ التربية غير النظامية في المدرسة الإبتدائية
        - سوسيولوجيا التمايز وأشكال التدبير المعقلن
..مواقعي..................... 
كراسات تربوية
www.korasat.com
..............
منتديات كراسات تربوية
www.korasatform.com
..................
نحن على الفايسبوك هي:
https://www.facebook.com/sadiki.amari.seddik

مهرجان حقي الشبلي للفنون المسرحية الدورة 29 في معهد الفنون الجميلة بغداد

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان حقي الشبلي للفنون المسرحية الدورة 29 في معهد الفنون الجميلة بغداد

ياسين ياس 

مسرحيات متعددة شاركت في مهرجان حقي الشبلي للفنون المسرحية الدورة 29 في معهد الفنون الجميلة بغداد/ الدراسة الصباحية الذي أقيم مؤخرا تحت شعار (من اجل الكلمة الصادقة والحركة المعبرة). وتضمن حفل الافتتاح عرض مسرحية (أولاد الخايبة) تأليف عبد النبي الزيدي اخراج امير موسى عباس والمسرحية تتناول المعاناة والهموم اليومية التي تعيق تحقيق الاحلام والامنيات والبحث عن إرادة الحياة ومواجهة الصعاب. هذا ما أكده المخرج امير موسى عباس وأضاف (فكرة العمل تتناول أيضا ما تبقى من الحروب واستمرار الظروف الصعبة التي نعيشها من دمار وخراب وتتناول المسرحية أيضا عدة بيئات منها بيئة السجون والمستشفيات والشهداء والآباء الذين تركوا الأبناء حيث اصبحوا ضحية المجتمع). واكد (الضحية الثانية هي زوجة الشهيد والظروف الصعبة التي تمر بها الزوجة من خلال تربية الأبناء كونها أصبحت المعيل الوحيد لهم رغم الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع). وعن هذه المسرحية تحدث الفنان عزيز جبير قائلا (المسرحية هي صرخة احتجاج ضد الواقع المؤلم والرديء الذين نعيشه كون المخرج هو الصوت الكاشف للحقيقة والمنقذ لها) وأضاف (معظم الحوارات هي متنفس لهؤلاء الشباب للتعبير عن الحقيقة وانعكاساتها كونها تعطي المدلولات والصراع اليومي وهو جزء أساسي من المسرحية وبالتأكيد الكاتب عبد النبي الزيدي يمتلك الجرأة في الحوار حيث استطاعوا ان يحققوا ما يريد قوله النص). وتحدث عن المسرحية الناقد محمد جبار حسين قائلا (كان العرض يوحي لنا بأننا غارقون لكن المعجزة للخروج من هذا الجحيم الأرضي حيث استطاع المخرج ان يحلق بنا على مستوى المعالجة من خلال سينوغرافيا العرض وتقديم صور ومضات مؤثرة تكشف عن عمق التأزم من خلال المسك بتفاصيل الحياة اليومية كأدانة لهذه المرحلة من خلال البناء الدرامي للشخصيات) وأضاف (المسرحية ارتقت نحو تحقيق عاملين هما الترقب والتوقع ومتابعة الاحداث باثارة تامة وإعطاء فسحة تأملية للمتلقي لمتابعة احداث المسرحية وبذلك يكون المخرج قد هيمن وجذب المتلقي نحو اهداف العرض برمته حتى النهاية). مسرحية (أولاد الخايبة) تأليف الكاتب عبد النبي الزيدي اخراج امير موسى عباس تمثيل علي فلاح وسندس علي ومساعد مخرج مرتضى علي. وتضمن حفل الافتتاح عرض مسرحية (انتظار) على قاعة عزيز جبر للفنون المسرحية ومسرحية (نهاية اللعبة) على المسرح الدوار، فيما تم في اليوم الثاني عرض مسرحية (فردوس مر) ومسرحية (سيردون) على المسرح الدوار. وشهد اليوم الثالث عرض مسرحية (ليش) على قاعة عزيز جبر ومسرحية (الدرس) على المسرح الدوار ومسرحية (حفرة).


الثلاثاء، 9 مايو 2017

طلبة معهد الفنون الجميلة يقدمون مسرحية "بغداد والشعراء والصور"

" هنا بيروت " مسرحية لبنانية تتصدى للصراعات الطائفية والمذهبية بقوة الشبان

" القبو " علي المسرح الكبير بمكتبة الاسكندرية تحت رعاية مشروع بريمير للانتاج المسرحي السكندري بالاسكندرية - مصر

" يوم ان قتلوا الغناء " بنجاح ساحق علي مسرح الطلعية بمصر لمدة اسبوعين

ظاهرة المحسوبيات و الشلليات في الأوساط الثقافية و الفنية..

مجلة الفنون المسرحية

ظاهرة المحسوبيات و الشلليات في الأوساط الثقافية و الفنية..

تحقيق : هايل المذابي 


ليس هناك خطر يهدد المؤسسة الثقافية و الفنية في الوطن العربي مثل رواج و زخم ثقافة المحسوبية، و لعل القول بأن هذه الثقافة مقتصرة على مؤسسات أخرى بما فيها المؤسسات السياسية و غيرها دونا عن الثقافة لرقي و وعي من يعملون بها هو أمر يحتاج إلى إعادة النظر فالرديء المتسيد للمشهد الفني الثقافي يثبت عكس تلك المقولة و يؤكد أنه ليس للقائمين على المؤسسات الفنية و الثقافية أي وعي بمخاطر هذه الظاهرة بل إن لها رواج كبير فمصطلح العصابة سائد جدا و ثقافته تمارس كامل صلاحياتها على حساب تهميش المثقف و الفنان ذو الموهبة...
النشر الصحفي أيضا في مجال الثقافة تسوده هالة سوداء جراء هذه ممارسة ثقافة المحسوبية على الكتاب بشكل يدعو للتأسف على ما صار إليه حال الثقافة العربية... 
في هذا التحقيق تأكيدات على أن المهرجانات الثقافية و الفنية قائمة على هذه الممارسة و قد خلصنا إلى أسباب و رؤى متعددة حول هذه الظاهرة و التي نضعها بين أيديكم ... 
المتحدثون: 
بسمة حمدي
محسن النصار
عبدالرحمن الغابري
عبدالجبار خمران
عباس الحايك
محمد سيد مصطفى 
نصر سامي
كاظم نعمة اللامي

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption