أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 27 مايو 2017

من يخاف فرجينيا وولف

مجلة الفنون المسرحية

من يخاف فرجينيا وولف

الكاتب إدوارد آلبي يعرض سيكولوجية الزواج في الطبقة الوسطى الأميركية والتي وضعها تحت المجهر.

يعرض مسرح هارولد بينتر اللندني مسرحية “من يخاف فرجينيا وولف؟” للكاتب الأميركي إدوارد آلبي حتى السابع والعشرين من شهر مايو. كانت المسرحية قد فازت بجائزتي توني وحلقة النقاد بنيويورك عام 1962، ثم نالت جائزة بوليتسر إلا أن الجائزة تم سحبها لما تناولته المسرحية من مواضيع مثيرة للجدل ولغة محظورة وقتذاك.

لا تقل مسرحيات آلبي شأناً عن أعمال أرثر ميلر وتينيسي وليامز. كان فكره الدرامي قد برز على خريطة المشهد الأميركي في خمسينات القرن العشرين حين ناقشت مسرحياته صراعاً محتداً ومعاناة اجتماعية وخيبة أمل ميزت تلك المرحلة من تاريخ المجتمع الأميركي، مرحلة هيأت لصخب الستينات السياسي ومطحنتها الاجتماعية.

ألاعيب سامة

في ساعات الصباح المبكرة بحرم إحدى الكليات الأميركية تدعو مارثا بروفيسورَ علم الوراثة الجديد وحرمه -نيك وهاني- لاحتساء الخمر في بيتها بالرغم من امتعاض جورج زوجها الكهل. تستهل المسرحية بهتافها السكير وهي تدلف إلى بيتها في الثانية صباحاً “يا يسوع المسيح. يا لها من مزبلة!” بعدها تسود المضيفة البهجة وتنهال علينا ضحكاتها كالمطر. يسيل النبيذ في الحلوق لتجتذب ألاعيبها السامة الزوجين الأصغر سناً.

نيك وهاني أحمقان يتفجر قلباهما بطموح الحلم الأميركي، حلم يتقلب أرقاً، لا يهدأ، وألَقه لا يلبث أن يخبو مع كل حجر عثرة. الثنائي متسلقان اجتماعيان من الدرجة الأولى يسعيان إلى استغلال بعض العلاقات الأكاديمية.

عجرفة الشباب اليافع تلوثهما، وكذا سذاجة منقطعة النظير. وجورج لا يسب نيك حين يذْكر بلسان لا مبال أن نيك يؤمن بيوطوبيا موحشة مترعة بأطفال أنابيب مثاليين. نيك على الجانب الآخر يزدريه ازدراء العالِم لمؤرخ مثل جورج!

نرى الزوجة الصغيرة يسودها الارتباك في أغلب مشاهد المسرحية، وهي الأخرى محل احتقار زوجها. لا نفقه إن كانت مهذبة حقاً أم بلهاء! ولغبائهما، تمسح مارثا بهما خشبة المسرح في خلال ثلاث ساعات هي مدة العرض ثم تُحجِّرهما أحياء كما تُحجِّر الميدوسا ضحاياها في الميثولوجيا الإغريقية.

تلاعب المنتقمين

تقارع مارثا جورج الإهانة مقابل الإهانة، ويتلاعبان بالزوجين الشابين تلاعب المنتقمين.يتسارع الأدرينالين بين المشهد والآخر أو بالأحرى بين العراك والتالي. لا ينقطع الجدل اللاذع أو بصقات السباب. وهذه الأفكوهة المترعة بالحقد والضغينة تضم مشهدين يعيبهما إحساسٌ بأنها كوميديا رخيصة لا تعدم الخشونة.

مارثا مثالٌ للتكلف المتأنق. لا تبدو كإليزابيث تايلور في النسخة الهوليوودية، بدينة الجسد مشعثة الشعر. فاتها ريعان الشباب بيد أنها لم تقع في بركة الكهولة بعد. أمَّا جورج فكان يوماً نجماً، وتاريخ حبهما يشْهد عندما تنتحب مارثا “لا بد من عقابه لارتكابه خطأ شنيعاً جارحاً مهيناً بحبه لي”. ولكنه اليوم مترهل، عنين الجسد والقلب.

والزوجة التي تسلك طريق الخيانة “واقعة في شرك الأبله، تحْمل في قلبها شيئاً اسمه الأمل”. وفي دوامة نهمها الوحشي للجنس والحياة، دوامة كما الجرح الممزق، لا تتوانى عن فعل أي شيء لشد انتباه زوجها. تتلذذ بإهانته، تستفزه عمداً بتصويب إصبع محتقر إليه، ترقص رقصاً خليعاً مع غريب على خشبة المسرح.

من يخاف الوهم

استلهم آلبي عنوان المسرحية من أغنية “من يخاف الذئب الضخم الشرير؟” بفيلم الرسوم المتحركة “السيمفونية الهزلية”. واختلفت التفسيرات حول صلة المسرحية بالكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف. شأنها شأن وولف، مارثا بلا أطفال تزدحم في ذهنها أفكار انتحارية.

سمة وولف الراديكالية والألمعية غير المعهودة غير أنك لن تخشاها. أمَّا إميلدا ستانتون في دور مارثا فقد نجحت في إيقاع الرعب في قلوبنا، كذلك لم تخف علينا هشاشتها واحتقارها لذاتها. ننبهر بأداء متدفق الحيوية لامرأة قوية لا تهاب الرجال وإن كانت في توق دائم إليهم.

يحيي المخرج جيمز ماكدونالد نسخة تطهيرية من أعظم مسرحيات آلبي. لا لكثافة ما تتمتع به من واقعية سيكولوجية تساقطت عنها الأقنعة أو لما تصبّه من نقد اجتماعي على طبقة بأكملها، ولكن لأن كل خطوة فيها تتسم بالحدة واليقظة، بل والسعار الشديد
والأرجح أن العنوان يعني “مَن يخاف الحياة بدون وهم؟”، تعترف مارثا أنها تخاف الحياة بلا وهم، ولكن جورج يغتال أحلامها وهي تشطح بعيداً عن الواقع المبرح ألماً. وبينما ننصت إلى مونولوج من السخط الطافح سكراً من طرف مارثا، يتكشف لنا أن جورج هو الآخر يبطن مكراً خبيثاً يكاد يتقرب من المؤامرة. رجل فاشل أكْرَش بظهر منحنٍ، لا يترك كأس الخمر عن عادة أو إحباط. وعلى كتفيه حمل هذا العرض في دور فذ.

تشريح بلا رحمة

إن هذه المسرحية دراسة مفصلة لديناميكية الكوارث الزوجية القبيحة. وفي تسليطها ضوءاً مشعاً على أركان خفية من العلاقات الزوجية والأبوة وماهية الصداقة، عدَّها النقاد “تشريحاً بلا رحمة لحياة الطبقة الاجتماعية الوسطى في أميركا”. ما الذي تريده تلك الطبقة بكل عنفها اللفظي وحيلها المضطربة واصطناعها للسعادة؟

لا قديسين ولا مخابيل في هذه الدراما. تُردد صدى اعتراف الشاعر البريطاني ديلان توماس أنه يدري، مثله مثل مارثا، كل شهوة وكل نكتة من نكات المراحيض، بإمكانهما استقلال الحافلات وعدّ الفكة وعبور الطرق والنطق بجمل حقيقية. “بيد أن براءتنا عميقة عمقاً متناهياً، وسرّنا المشين هو أننا لا نفقه شيئاً على الإطلاق، أمَّا سرّنا الباطني المروّع فهو أننا لا نكترث لهذا الجهل”.

تطهير اجتماعي

لقد أحيا المخرج جيمز ماكدونالد نسخة تطهيرية من أعظم مسرحيات آلبي. لا لكثافة ما تتمتع به من واقعية سيكولوجية تساقطت عنها الأقنعة أو لما تصبّه من نقد اجتماعي على طبقة بأكملها، ولكن لأن كل خطوة فيها تتسم بالحدة واليقظة، بل والسعار الشديد، كل إيماءة بلا استثناء. لا أحد مسترخٍ ولا جملة متراخية، وأخيراً تتوج الليلة ذروةٌ من المصارحة الزوجية المدمرة.

أهذا ما يراه آلبي في مؤسسة الزواج الحديث؟ مباراة ملاكمة أو نوبة من الكشف الموجع؟ المؤكد أن حِدِّة السكين تلك لا يعوزها حس من السخرية المريرة والكوميديا السوداء. إنه العداء الزوجي المذكِّر بعداء الحرب الباردة! وعلى الأسرة الأميركية نبذ أوهامها ومجابهة الحقيقة على مرارتها.

نسخة سياسية تطهيرية

تتخلل المسرحية مضامين سياسية تلقي بظلالها على حالة أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، حالة جمعت بين بحبوحة العيش وعقم الهدف. نرى الزوج يرمي جسماً متثاقلاً على كرسي يواجه الحائط ليطالع كتاب “انهيار الغرب” للفيلسوف الألماني أوزولد سبينجلر.

ويلاحظ الناقد المسرحي مايكل بيلنجتون في صحيفة “ذا جارديان” أن المسرحية ليست مجرد مثال لتأثر آلبي بالكاتب السويدي يوهان أوغست ستيرنبرغ، وإنما تحليل لحالة الاتحاد الأميركي نفسه. جورج هو الرئيس الأميركي الراحل جورج واشنطن، ومارثا هي زوجته. يعمل زوج الستينات في كلية يشير اسمها إلى الإمبراطورية الرومانية: نيو كارثيدج، وهي بلدة غزاها الرومان بعد معركة شديدة الوطأة في أيبريا، مما يوحي بالدمار المُبَيَّت.

وهناك مشهد محوري يشير إليه بيلنجتون حين يصرح عالم الإنسانيات جورج إلى عالم الوراثة نيك بأن الأميركيين يحتسون الخمر بشراهة “أحسبنا سنفْرط أيضاً في الخمر… لو بقينا على قيد الحياة”. كتب آلبي هذه السطور عام 1962 والحرب الباردة تهدد السلام الاجتماعي في أميركا، وتبدو الآن وفقاً لتحليل بيلنجتون شديدة الصلة بالواقع الأميركي تحت حكم ترامب.

------------------------------------------
المصدر : هالة صلاح الدين - العرب 


مسرحية «الطاحونة» تحصد جوائز مهرجان مسرح عمون لمسرح الشباب

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «الطاحونة» تحصد جوائز مهرجان مسرح عمون لمسرح الشباب

حصدت مسرحية «الطاحونة»، من تأليف حسام الزغموري، واخراج دانا ابولبن خمس جوائز من أصل ستة من بينها جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمخرجة العمل وذلك في حفل ختام فعاليات مهرجان مسرح عمون لمسرح الشباب 16 الذي أقيم نهاية الأسبوع الماضي في المركز الثقافي الملكي وحضره وزير الثقافة نبيه شقم.
وحصلت مسرحية الطاحونة على جائزة أفضل إضاءة لماهر جريان، وأفضل نص مسرحي لحسام الزعموري، وجائزة افضل ممثل لعمر الضمور مناصفة مع راتب عبيدات من مسرحية «العرس الوحشي»، وجائزة أفضل ممثلة لرندا ساري مناصفة مع دانا خصاونة من مسرحية العازفة، كما اشادت لجنة التحكيم بدور الفنانة اريج دبابنة في مسرحية العرس الوحشي، أما جائزة أفضل اخراج فكانت مناصفة بين دانا خصاونة من مسرحية العازفة، ومحمد الجراح من مسرحية العرس الوحشي، فيما قررت اللجنة منح جائزة لجنة التحكيم الخاصة لمخرجة مسرحية الطاحونة دانا ابو لبن، ونالت جائزة أفضل مؤثرات مسرحية العازفة.
وفي ختام المهرجان الذي تنظمه وزارة الثقافة بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، وحضره امين عام وزارة الثقافة هزاع البراري وزع وزير الثقافة الجوائز على الفائزين والشهادات التقديرية على المشاركين ولجنة التحكيم. 

---------------------------------------
المصدر :وكالة بترا

الجمعة، 26 مايو 2017

مهرجان بغداد الدولي للمسرح يحارب القوى الظلامية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان بغداد الدولي للمسرح يحارب القوى الظلامية

عواد علي 

بعد توقفه ثلاث سنوات، بسبب احتلال تنظيم داعش أجزاء كبيرة من العراق، يستأنف مهرجان بغداد الدولي للمسرح دورته الثانية في شهر ديسمبر القادم وسيكون هذا الموعد مناسبة مهمة لاطلاق أصوات المجتمع عبر أصوات المسرح، وهو ما من شأنه أن يضخ دماً جديدا في جسد الثقافة العراقية.

 يجري حاليا في في عاصمة الرشيد التحضير لمهرجان بغداد الدولي للمسرح، وفي هذا الإطار أعلنت دائرة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية، على لسان مديرها العام بالوكالة الفنانة إقبال نعيم، أن بإمكان الفرق المسرحية العراقية والعربية والأجنبية التقديم للمشاركة في المهرجان.

وقالت نعيم ” إن اللجنة الاستشارية في دائرة السينما والمسرح تعلن عن انطلاق التقديم للمهرجان، الذي سيقام خلال الفترة من 5 إلى 12 ديسمبر 2017، ويتضمن جوائز رسمية عديدة تشمل أفضل عرض متكامل، وأفضل مخرج، وأفضل نص، وأفضل ممثل وممثلة، وأفضل سينوغرافيا وتقنيات.

وستشكل لجنة لمشاهدة العروض الراغبة في المشاركة، وأخرى تحكيمية من مسرحيين عراقيين وعرب وأجانب متخصصين في الإخراج والتمثيل والتقنيات المسرحية، كما سُيدعى لحضور فعاليات المهرجان والمشاركة في ندواته عدد من المسرحيين والنقاد العرب والأجانب.
الفنانة أقبال نعيم 


وأضاف المخرج أحمد حسن موسى، عضو مجلس إدارة السينما والمسرح في وزارة الثقافة العراقية “أن استئناف دورة ثانية للمهرجان يأتي تأكيدا لعراقة المسرح العراقي ومكانته المتميزة في المسرح العربي، ولإفشال محاولات القوى الظلامية طمس الثقافة في العراق، وتحفيزا للإنتاج المسرحي النوعي الذي يعلي القيم الجمالية، ويقارب القضايا المصيرية التي تشغل البشر، وينتصر لتطلعاتهم إلى الحياة الحرة الكريمة والأمن والسلام، ويشيع المحبة والائتلاف واحترام التنوع”.

وكانت الدورة الأولى للمهرجان قد عُقدت ضمن فعاليات الاحتفاء ببغداد عاصمة للثقافة العربية أواخر أكتوبر 2013 تحت شعار “لأن المسرح يضيء الحياة”.

وشاركت فيها فرق مسرحية عربية وأجنبية من مصر وسوريا والأردن وتونس والجزائر واليمن والكويت والمغرب واليابان وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا وإسبانيا وأوغندا وإيران، إلى جانب فرق عراقية محلية.

وافتتحت فعالياته بالعرض المسرحي العراقي “العربانة”، للفرقة الوطنية للتمثيل، تأليف حامد المالكي وإخراج عماد محمد، وتمثيل عزيز خيون، لمياء بدن، يحيى إبراهيم، مع مجموعة من طلبة كلية الفنون الجميلة.

وكان العرض يتناول معاناة رجل كادح خسر الزمن والعمر والدراسة والطموحات والأحلام، واضطر إلى تدبير معيشة أسرته ببيع الخضار على عربة صغيرة، يدفع بها النهار كله في بعض أزقة بغداد، لكنه مهووس في الوقت نفسه بمتابعة القنوات الإخبارية، التي جعلته يعيش مفارقات ساخرة، بدءا بحلمه بالعيش الكريم وانتهاء بعلاقته مع زوجته، وهو ويرى البوعزيزي التونسي يحرق نفسه من أجل كرامته المهدورة، فيقرر أن يحرق نفسه مثله، ويلتقيه في عالم الحلم لتتحول المسرحية من إطارها الكوميدي إلى إطارها التراجيدي حين يموت بسبب داء السكري.

واعتمد المخرج، في صياغة العرض، على جزء من المسرح الرقمي وتوظيف سينوغرافيا جديدة، إضافة إلى الاستفادة الكبيرة من الموروث العراقي والعربي على المستوى السمعي والبصري.

يُذكر أن أكثر من عرض في المهرجان قارب دراميا موضوع ثورات “الربيع العربي”، ومنها العرض التونسي “حالة” الذي تناول الثورة التونسية بشكل فني رائع وجريء، وأبرز الآلام وقمع السلطة قبل الثورة وبعدها، إضافة إلى مقاربته يوميات المواطن التونسي.

ونالت في المهرجان مسرحية “ملاسومبرا” الإسبانية جائزة أفضل عرض متكامل، بينما حصل كاتب مسرحية “عربانة” حامد المالكي على أفضل نص، وحصد عزيز خيون جائزة أفضل تمثيل رجالي دور أول، ونالت مناصفة كل من يانا كول (إسبانيا) ولبوة صالح (العراق) جائزة أفضل تمثيل نسائي دور أول، ونال العراقي مهند هادي جائزة أفضل مخرج عن عرضه “مخيّم”، وجبار جودي أفضل سينوغرافيا في عرض “الظلمة”، ومنحت جائزة أفضل أداء جماعي لممثلي العرض التونسي “حالة”.

------------------------------------
المصدر : جريدة العرب 

فصل من كتاب "نظريات حديثة في الأداء المسرحي، من "ستنسلافسكي الى بوال" تأليف جان ميلنج وجرهام لي وترجمة إيمان حجازي

مسرحية شعرية للاطفال "غرفة الدمى " تأليف : احمد ابراهيم الدسوقى

الخميس، 25 مايو 2017

البديل الضوئي والأبداع الجديد في عرض مسرحية " المغفلة "

حاضر المسرح الكوري : الناس والاتجاهات

مجلة الفنون المسرحية
تتناول مسرحية "قبل بعد" ) 2015 (، التي أخرجها "لي كيونغ-سونغ" كارثة العبارة "سيوول" سنة 2014 . تغوص بعمق في مشاعر الألم وذلك من خلال الحدث المأساوي والصادم.


حاضر المسرح الكوري : الناس والاتجاهات
ممثلون جدد رواد في المسرح الكوري

إن التنوع في الطرق والأساليب الأدائية، ومهرجانات المسارح المؤسسة بشكل جيد في جميع أنحاء البلاد والتبادلات الواسعة مع الدول الأخرى كلها تضخ حيوية وحركة عظيمة في مشهد المسرح الكوري. وفي قلب هذه الديناميكية المتنامية بشكل واسع هناك جيل جديد من المخرجين الذين يفضّلون إنتاج المسرحيات الكورية التي تركز على قضية المعاصَرة.


"يتيم زهاو" ) 2015 (، معالجة وإخراج "كوه سون-وونغ". تم تحويل التراجيديا الصينية الكلاسيكية إلى أوبرا من النمط الكوري.
كان المسرح الكوري في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ديناميكيا نشيطا تماما. أظهر الجيل الشاب التزاما ثابتا وموسعا للأعمال المسرحية الإبداعية، ومنصة قد نمت واتسعت وقاعدة للانطلاق لإنتاج أداءات
مصدر الطاقة الديناميكية
ونظرا لموقعها في قلب مدينة سيول، فإن "ديهانغنو" أسست نفسها كمركز للترفيه المسرحي، حيث يمكن للعامة أن يستمتعوا بمصفوفة واسعة ومتنوعة من المسرحيات، والأعمال الموسيقية، والرقص والعروض. تقام المهرجانات المسرحية الكبيرة والصغيرة طيلة أيام السنة، ليس في هذه المنطقة المسرحية فحسب، بل في أماكن أخرى من سيول أيضا، وفي العديد من المدن الأخرى في أنحاء البلاد. وعلى حين أن المسارح ذات الأحجام والسعات الكبيرة والمتوسطة تتركز بشكل كبير في سيول، فإن مهرجانات المسارح الكبرى حظيت بنجاح جماهيري وبجماهير مشاهدين موجودين أصلا في الغالب في أماكن أخرى من البلاد. إن مهرجان الفنون الأدائية الصيفي في ميريانغ، ومهرجان التمثيل التقليدي الصامت الدولي في تشونتشون، ومهرجان كوتشانغ الدولي للمسرح، ما هي إلا أمثلة من المهرجانات المسرحية الناجحة التي عُقدتْ في مناطق بعيدة جدا عن سيول.
إن دور المسارح الشعبية متغير أيضا. وعلى حين أنها في الماضي كانت تزود الأماكن المطلوبة كثيرا للفرق المسرحية الخاصة لعرض مسرحياتها في ظروف مفضلة أكثر ويمكن تحمل نفقاتها المادية أكثر، وذلك منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإن المسارح العامة قد بدأت بعمل إنتاجاتها الخاصة بها. ليس فقط المسارح التي تديرها نخبة من الفنانين والمؤسسات الثقافية والشركات الكبرى من أمثال مركز فنون إل جي للفنون ومركز دوسان للفنون، بل أيضا المسارح الممولة من الحكومة مثل المسرح الوطني الكوري، ومسرح ميونغدونغ، ومركز نامسان للفنون، هي الأخرى تعرض إنتاجها الخاص بها على خشبات المسارح على مدار العام.
هناك اتجاه آخر جديد وهو النمو والزيادة في عدد الأداءات التي تؤدى في مواقع محددة وتقام في الهواء الطلق في الشوارع وفي كل الفراغات اليومية. ومع الاهتمام المتنامي في مواقع فريدة، فإن سلسلة متنوعة من الأماكن الثقافية تحظى بالاهتمام. في سيول، هناك مرسم الهواء الطلق في "هاننام-دونغ"، وهو مكان لكل من المعارض والفنون الأدائية، والذي يعمل كورشة عمل وقاعة أداء، وقاعة الفنون "قاعة كونغ للفنون المستقلة"، التي تطورت من بناء مصنع قديم في منطقة مصانع يونغدونغبو. كما أن المرافق التجارية في المناطق السكنية القديمة قد أعيد تطويرها وتحسينها لتصبح أماكن عروض ثقافية. ممثلو المسرح من الشباب يطلقون إبداعات جديدة في هذه الأماكن والفضاءات.

إن التبادلات الواسعة مع الدول الأخرى تعمل على توسيع جودة ومحتوى المسرح الكوري. عرض مسرح الفنون الآسيوي أعمالا جديدة تتعلق مواضيعها بممثلين جدد وقدامى من الناشطين في أوروبا وآسيا. وهناك أعداد متنامية من المسرحيات الكورية تتقدم في الأسواق العالمية، وتلتقي بجماهير ليس في دول آسيا وأوروبا فقط، بل في أماكن مثل أمريكا الجنوبية أيضا. كما أن نطاق التعاون الدولي في اتساع مستمر، ويشمل مخرجين أجانب يعملون مع ممثلين كوريين، ومخرجين كوريين يعملون على مشاريع خارج البلاد، وأيضا هناك الإنتاج المشترك بين شركات المسارح الكورية والأجنبية.
مِن "مَن أنا؟" إلى "هنا والحاضر"
اعتمادا على النمو الكبير للمسرح الكوري، هناك ثلاثة مخرجين جديرين بالاهتمام، تقدموا إلى الصدارة في هذه الصناعة. ولكن قبل الكلام عن قصصهم، نحتاج إلى الرجوع قليلا إلى الوراء.
كما هو الحال في العديد من الدول الآسيوية الأخرى، فإن إنتاج المسرحية الغربية شكل بدايات المسرح الكوري الحديث. تعامل العديد من المخرجين في ذلك الوقت مع قضية الهوية المسرحية ومشكلة دمج العناصر المنتجة حديثا من المسرحية الغربية الحديثة مع المسرح الكوري التقليدي. الأعمال الكبرى من قبل أساتذة المسرح الكوري الحديث في القرن العشرين، من أمثال "كيم جونغ-أوك"، و"هو كيو"، و"سون جين-تشيك"، و"أوه تي-سوك"، و"لي يون-تيك" نقبت في هوية المسرحية الكورية في ثقافتها التقليدية. وقد أعادوا تفسير الأعمال الكلاسيكية الغربية، مثل التراجيديا اليونانية، وشكسبير، إلى لغة المسرحيات الكورية التقليدية، وأعادوا الحياة في الطقوس التقليدية والأدائية التي تقام بشكل أصلي في الأماكن الفارغة في الهواء الطلق كل يوم، مثل فناء البناء، على المسرح الحديث. ومن خلال تلك المساعي والمحاولات، اكتشفوا عناصر حديثة في أنواع الفنون الأدائية التقليدية، مثل "كوت")الطقوس الشامانية(، ورقصات الأقنعة، والأغاني الفولكلورية والبانسوري )الأغنية المحكية(، وأدخلوها إلى المسرحيات الجديدة، وبهذا تمكنوا من إثراء اللغة المسرحية.

"كالو مكبيث" ) 2010 ( هي معالجة وتكييف لمسرحية شكسبير "مكبيث"، التي أخرجها وأعدها "كوه سون- وونغ". يخلق التفاعل بين التوتر التراجيدي والكوميديا في خضم العمل التأملي طاقة مسرحية انفجارية هائلة.
على أي حال أظهر كتّاب المسرحيات والمخرجون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين نقلة واضحة وتحررا من "سابقيهم". لم يعودوا مهتمين كثيرا بقضية الهوية كاهتمامهم بالمعاصرة. بدلا من أن يثقلوا أنفسهم بمسألة الهوية المسرحية واهتمامات حول إنتاج مسرحيات لم تكن في الأصل في لغتهم الأم، فقد ناضلوا من أجل قضية صلاحية مسرحياتهم في الوقت الحاضر، أي، ما إذا كانوا يتعاملون مع القضايا الأصيلة للزمن الحاضر. ومع ذلك، لم يكونوا أول من قام بذلك. مخرجون وكتّاب مسرحيات مثل "كيم سوك-مان"، و"لي سانغ-وو"، و"كيم كوانغ-ريم"، وزملاء وطلاب من الأساتذة المسرحيين السابقين، كانوا الجيل الأول الذين حولوا الاتجاه من متابعة الهوية إلى عرض حكايا وقضايا الناس في زمنهم.
يعتبر "بارك كون-هيونغ" كاتبا ومخرجا في صدارة فناني هذا الجيل الجديد الذين كان تركيزهم على المعاصرة. عمله الذي مثله وهو "الشباب الجميل" جلب له الشهرة. وعلى النقيض مما يحمله العنوان، فإن الرواية حول قصة شاب يصارع مع حياة عائلة تعاني من التفكك، ولم يُقبل هذا الشاب لا في المدرسة ولا في المجتمع. عندما عرضت لأول مرة سنة 1999 في "هيهوا-دونغ رقم 1"، وهو أحد المسارح الصغيرة في "ديهانغنو" ويضم أقل من 100 مقعد، كانت خشبة المسرح التي هي عبارة عن صندوق أسود تقريبا خالية فيما عدا دكتين طويلتين أخذتا من مقاعد الجمهور. إنها حرفيا رواية المعدمين. نشرت بطانية ووضعت طاولة عليها "سوجو" والعشب البحري "اللافر" كوجبة خفيفة، وتتحول خشبة المسرح إلى غرفة يسكن فيها الأب وابنه: وهناك فوقهما إعلان ملصق على الحائط، وتتحول الغرفة إلى حانة مهلهلة. يخبرنا "بارك" بطريقة خفية عن قصة أولئك الذين يعيشون على أطراف وحواشي المجتمع البعيدة جدا في عصر وفرة الخيرات. يقول: "لماذا نبني بيتا ضخما على المسرح في الوقت الذي فيه حياتنا غير ذلك؟" في بعض الأوقات، تبرز في أعماله عمليات الحذف المسرحي، والتشويش، والمسرحة المبالغ فيها، ولكنها تستخدم كتمثيل واقعي مفرط وتذكير مخيف بالواقع القاسي في العصر الذي نعيش فيه والذي ننساه في كثير من الأحيان.
العديد من أعمال "بارك" مكرس للعائلة والتي توقفت عن العمل كسد منيع ضد العالم العدواني. إنها قصص مؤلمة من الأسر المفككة، والعلاقات الأسرية المنحلة وأولئك الذين دُفعوا للعيش على هامش المجتمع. ولكن لم تتوقف مسرحياته عند مجرد سرد القصص للعلاقات الأسرية الفاسدة، بل تصور الألم والمعاناة المنزوية في كل زوايا المجتمع من خلال التفاعل المتوتر بين السخرية والإنسانية.

"مشي الأشباح" من المسرحية "نامسان الوثائقية: النسخة المسرحية" ) 2014 (، أنتجها "لي كيونغ-سونغ"، و"فاقي الإبداعية". في "مشي الأشباح" يقضي الجمهور والممثلون طيلة ساعة يمشون في أنحاء نامسان قبل العرض الفعلي، يواجهون بعضهم البعض طيلة الطريق.
بسيط ومع ذلك فهو مرن وسلس
على حين أن "بارك" يغوص وينقب عميقا في قضايا الحاضر، فإن "كو سون-وونغ" هو أيضا كاتب ومخرج، مفعم بشغف المسرح. إنه بارع حاذق في إعادة تفسير وتكييف الأعمال الكلاسيكية بلغته ونمطه المسرحي الخاصين به.
يعتبر عمل "كو" سنة 2010 الذي يحمل عنوان "كيلبيث" تكييفا لعمل شكسبير الشهير "مكبث". وهو عمل وضع في زمان ومكان غير معروفين حيث ليس هناك صراع مستمر مع الناس الذين يقتلون الآخرين ويُقتّلون أيضا. العنوان هو مسرحية تضاهي كلمة مكبث الشبيهة بالصوت للكلمة الكورية العامة التي تعني "الضرب العشوائي". وكما يفترض العنوان، فإن المسرحية تبدأ بمواجهة عنيفة مع السيوف المتضاربة وتستمر فترة طويلة بأصوات صاخبة صارخة للناس والسيوف التي تملأ الصالة، وذلك في أزمان اشتهرت بالقتال يدا بيد. على أي حال، قد يكون من المضلل أن نعتقد بأن "كو" قد أخذ تراجيديا شكسبير وحولها إلى صراع سيوف مذهل، والذي لا يعدو كونه أكثر من "وليمة" لإمتاع العيون. صحيح أن المسرحة تركز على حركات الممثلين التي تسلط الضوء على أجسامهم- يمكن رؤية العرق الذي ينساب للأسفل من أجسامهم عن قرب. ولكن ما هو مدهش الحوار الذي يجري بسرعة كإطلاق النار، والذي يلوي ويحول الموقف الدرامي التقليدي. يعمد حوار "كو" إلى تدمير إيقاع الأحاديث اليومية أو التراجيديا، مولدا إيقاعا مميزا بحد ذاته. في بعض الأحيان ينتهي الأمر بالكلمات التي يحملها الإيقاع إلى خيبة أمل هائلة بعد اكتمال بناء التوتر الأقصى، مما يولد نقلة كوميدية، أو من خلال الفتور المتعمد الذي يتناقض مع هذه الدراما الجدية، والذي يقود إلى حالة هستيرية. إن التفاعل الديناميكي الحركي بين التوتر والاسترخاء في الحركات الجسدية والكلمات والتداخل الإيقاعي تملأ المسرحية بطاقة مسرحية، وتتركك تقريبا منقطع الأنفاس.
يبين لنا عمل "كو" المعنون "يتيم زهاو"، الذي عرض على المسرح سنة 2015 ، يبين لنا أن نمطه المسرحي ممتلئ بالحساسيات البارعة، وبكيفية إمكان أن يأخذنا إلى قلب المعاناة الإنسانية. وبناء على الرواية الصينية الكلاسيكية التي كتبها "جي جونشيانغ"، فالرواية تخبرنا عن قصة الانتقال العائلي؛ ثلاثمائة شخص من عشيرة زهاو ذبحوا، وبقي منهم حيا طفل حديث الولادة فقط، وقد ضحى كثير من الناس بحياتهم لإنقاذ هذا اليتيم، الذي يكبر وينمو ليسعى للانتقام ضد العدو الذي أفنى عشيرته. يستخدم "كو" نفس البيئات المسرحية الصغيرة، والحركات أو الحوار في هذه القصة المرعبة عن الانتقام. لا تحيط بخشبة المسرح الفارغة إلا ستارة حمراء. يتم تبسيط الأحداث والأفعال في حركات مشفرة ودعائم. تختار شخصيات الرواية الموت من أجل الانتقام لليتيم. لم يمجد "كو" موتهم كخيار للبسالة باسم الأخلاقية أو العدالة. كما أنه لا يلمح إلى عدم جدوى الثأر. بدلا من ذلك، ومن خلال الحركة البسيطة، والتي هي في نفس الوقت حركة مرنة سريعة وحوار، يصور لنا تمسك الشخصيات بالحياة والخوف من الموت عند مفترق الطرق بين الحياة والموت، والصراع الداخلي الشرس، والعذاب ورباطة الجأش كما تقبل في نهاية المطاف مصيرها. من الإنسانية أن لا يريد المرء التورط في مثل هذه المأساة؛ ومن الإنسانية أيضا أن تصنع خيارا ثابت العزم عندما تتواجه بالحياة أو الموت.

مشهدان من "الشباب الجميل"، المسرحية التي جعلت المخرج "بارك كون-هيونغ" مشهورا. ونظرا لأن أول عرض لها كان في 1999 ، فقد أعيد عرضها عدة مرات بتمثيل وإلقاء مختلف. وعلى العكس مما يحمله العنوان، فإن المسرحية تصور الحياة الصعبة لمجتمعنا، الذي لم يعد فيه شبابنا يحلمون في المستقبل.
على أي حال أظهر كتّاب المسرحيات والمخرجون في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين نقلة واضحة وتحررا من "سابقيهم. لم يعودوا مهتمين كثيرا بقضية الهوية كاهتمامهم بالمعاصرة. بدلا من أن يثقلوا أنفسهم بمسألة الهوية المسرحية واهتمامات حول إنتاج مسرحيات لم تكن في الأصل في لغتهم الأم، فقد ناضلوا من أجل قضية صلاحية مسرحياتهم في الوقت الحاضر، أي، ما إذا كانوا يتعاملون مع القضايا الأصيلة للزمن الحاضر.
أخلاقيات الشعور والإحساس
على الرغم من أن المخرج لي كيونغ - سونغ أكبر من 30 عاما بقليل، لم يعد يعتبر صغيرا بمنهجيته المسرحية المتميزة. فرقته المسرحية المعروفة باسم "فاقي الإبداعية"، التي يرأسها، لقيت أول اهتمام بها بسبب أداءاتها في مواقع محددة في كل الفراغات والأماكن في الحياة اليومية، مثل، ممرات المشاة أو الساحات المفتوحة. ولكنه ليس مجرد مخرج شاب مشهور ومعروف بأفكاره وطرقه الجديدة أو تجاربه الإبداعية.
إن "نامسان الوثائقية - النسخة المسرحية") 2014 ( التي أنتجها "لي" و"فاقي الإبداعية" عملٌ كان محل أدائه نفسه مركز نامسان للفنون، وهي تعتبر الشخصية الرئيسية بالنسبة له. عند افتتاحه أول مرة سنة 1960 كمركز للمسرحية، أصبح الموقع الرئيسي لعرض المسرحيات الحديثة، ولكن المسرح تلاشى بعد ذلك إلى الغموض لفترة، إلى أن أعيد افتتاحه مؤخرا كمسرح إنتاج. إن العمل المعنون )نامسان الوثائقية( مبني على أبحاث مكثفة من الأرشيفات العامة والخاصة المتعلقة بتاريخ المسرح وموقعه في نامسان. تشتمل المسرحية على نسخ محررة من أرشيفات الفيديو التي اكتشفت خلال عملية البحث، ومشهد من أحد برامج افتتاح المركز "هاملت" ليس بسبب إعادة عرضها وتمثيلها في ذلك الوقت، ولكن بتناول مختلف لها. وهناك المقابلة الخيالية التي تستدعى المسرح ونامسان إلى مشهد حدث في التاريخ الكوري الحديث. على الرغم من أنها مسرحية وثائقية كما يوحي بذلك عنوانها، فهي أكثر من تجميع للسجلات التاريخية. وهي تعبر الحدود بطريقة فطرية أصيلة بين العرض والإنتاج، الحقيقة والخيال، وتغوص وتحفر في الاستقصاء الفكري والحسي الشعوري للفضاء المسرحي وجوهر الإنتاج المسرحي في الوقت الحاضر.

عمل "لي" الأحدث هو "قبلَ بعدَ" سنة 2015 ، يعرض لنا مستوى عاليا من النضج. تتناول المسرحية كارثة العَبَّارة "سيوول" المأساوية التي هزت الأمة. ليست المسرحية إعادة "نص" للحدث المأساوي. ولا تحاول البحث عن إجابات للسؤال "لماذا حدثت المأساة"، أو تتبع آثارها المستمرة. بدلا من ذلك، تسأل عن شعور الألم المتعلق بهذا الحدث المأساوي. يعيش الناس اليوم في مجتمع متقدم جدا وهم معرضون لحوادث مصيرية وكوارث طبيعية، ويستقون ويستهلكون الأخبار عنها من وسائل الإعلام بفضل التطورات التكنولوجية. وفي أوقات يتم فيها نشر وبث وحشية الحروب في جميع أنحاء العالم، تستقى الأحداث المأساوية من خلال الصور. تسعى رواية "قبل بعد" إلى وضع حد لهذا الاستهلاك للألم. وبالتركيز حول قصة ممثلة تستعرض قصة وفاة والدها، تخبرنا المسرحية عن الألم الشخصي لكل ممثل من خلال السرد وإعادة التمثيل. كما تظهر صور الزمن الفعلي للمسرحية ما يحدث على المسرح من زاوية أخرى. وقد حظيت المسرحية باهتمام كبير بسبب التقديم الدقيق والهادئ للسؤال "ما مقدار تعاطفنا مع ألم الأشخاص والإحساس به من خلال جسمنا الكامل؟"

----------------------------------------------------------
المصدر : كيم سو-يون ناقدة مسرحية - كوريا


"المسرح في الإعلام الإلكتروني العربي/ دراسة تحليلية لموقع الهيئة العربية للمسرح - الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي أنموذجاً " في رسالة ماجستير

"المثاقفة بين العرب و أوروبا.. مسرح شكسبير نموذجاً" كتاب جديد للناقد اليمني هايل المذابي عن دار نور للنشر بألمانيا

الأربعاء، 24 مايو 2017

كواليس المسرحية تطلق موقعها الإلكتروني Kawalees.ae

مجلة الفنون المسرحية

كواليس المسرحية تطلق موقعها الإلكتروني Kawalees.ae

الشارقة – جمعية المسرحيين: 

في تصميم أنيق ومعاصر، دشنت مجلة كواليس المسرحية التي تصدر عن جمعية المسرحيين في دولة الإمارات العربية المتحدة موقعها الإلكتروني الجديد على شبكة الإنترنت kawalees.ae في نسخة إلكترونية تضاهي بجودتها ودقتها النسخة الورقية المطبوعة، ويمكن لجميع المهتمين بالشأن المسرحي تصفحها والإحتفاظ بنسخة إلكترونية منها على حواسبهم أو هواتفهم النقالة بسهولة ويسر. 

وحوى الموقع الإلكتروني الذي إنطلق مع صدور العدد (40) من المجلة، والذي تم إعداد وتنفيذه خلال العام 2016، جميع أعداد المجلة، منذ أول عدد صدر منها في شهر أبريل من العام 1999 وحتى آخر عدد للمجلة وهو الواحد والأربعون الذي صدر في أبريل الفائت من العام 2017.

الموقع الإلكتروني لمجلة كواليس، جاء تماشياً مع رغبة القائمين على المشهد الثقافي والمسرحي في جمعية المسرحيين في تحويل المحتوى الورقي إلى إلكتروني، إذ وفر هذا الموقع أرشيفاً لكل باحث في الشأن المسرحي ولكل دارس ومحب للقراءة والإطلاع على شؤون المسرح. كما أن الموقع إحتوى على إمكانية مشاركة أعداد المجلة أو صفحات منها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يتيح للكتّاب نشر نتاجاتهم إلكترونياً. 

وفي ذلك صرح رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين الأستاذ إسماعيل عبدالله بقوله :"لم يعد القرّاء والمهتمون بالشأن المسرحي من فنانين ونقاد بحاجة إلى إنتظار وصول العدد الورقي من المجلة إلى بلدانهم عبر منافذ التوزيع المعتمدة، أو أن يحمل لهم زوار المهرجانات المسرحية أعدادا من المجلة التي توزع مجانا في كل محفل مسرحي محلي وعربي، فالموقع الإلكتروني الذي أطلقناه مؤخراً وفّر على القراء فرصة قراءتها والإطلاع على أعدادها الجديدة أولاً بأول وهم جالسون في بيوتهم، كما أن هذا الموقع هو مبادرة من جمعية المسرحيين في الإمارات ستتلوها مبادرات أخرى في التوثيق وتحويل المحتوى الورقي المسرحي إلى إلكتروني". 

جمعية المسرحيين
24 مايو 2017

قراءة في كتاب «مسرح الشمس» تأليف بياتريس بيكون فالين

مجلة الفنون المسرحية

قراءة في كتاب «مسرح الشمس» تأليف بياتريس بيكون فالين

محسن النصار 

مسرح الشمس الفرنسي اسست لوجوده.(اريان منوشكين) الفرنسية في آيار-1964 ، ونما وتطور واثبت وجوده بفرقة مسرح الشمس حيث قدمت الفرقة مجموعه من العروض المسرحية ورؤية اريان منوشكين في التسمية المسرح من ( ان المسرح مكان انطلاق لرؤية الاشياء رؤية اخرى ومكان ليس للاخفاء او الخفاء ) وهي تهدف لخدمة المسرح نفسه الذي ياخذ على عاتقه (لديها ) ان يكون صرخة مدويه رافضة للخطيئة في الواقع الانساني الملوث وبالتالي استنهاض انسانية الانسان وهي تريد تغيير الواقع عبر فهمه . ففي مسرح (منوشكين) نجد تعدد جنسيات الممثلين وهم ينتمون ل (35 ) جنسية ومن ثقافات متعددة .
وتقوم أعمالها الاخراجية على الأبداع الجماعي وهي تمنح الفرقة وقتا للتأمل والابتكار والاقتراح والتجريب فعروضها هي عبارة عن تاسيس جماعي تقوم هي باخراجه ، وبهذا يكون العمل الاخراجي معتمدا في مسرح الشمس على الخبرات والتجارب التي يمتلكها اعضاء فرقتها والعمل المسرحي هنا يتكون عبر التمارين التي تستغرق زمن اعداد العرض الا ان طريقتها لا تشمل منصة المسرح حسب بل يتعدى ذلك الجمهور الذي ياخذ دورا فاعلا قبل العرض وبعده لانها تريد منه التعايش مع كل تفاصيل العرض وفوق هذا تقدم للجمهور الطعام بيديها وبذلك فهي تهدف الى تحرير الجمهور وفق اقامة علاقة معه فهو ينتقل قبل العرض الى منصة التمثيل ويدخل غرف الممثلين لتزيل ما يسمى بجدار الوهم .لاتريد لهذا المسرح ان يكون بديلا عن الواقع ولا يشابه الواقع وتقول اريان منوشكين "اذا استطعنا الوصول الى نوع من التوازن يصدق فيه المشاهد ما يراه مع علمه انه مسرح نكون قد وصلنا الى حالة مثالية في العرض وهي تؤدي الى حالة من التوازن المثالي بين المسرح والواقع"
حاولت منوشكين الاستمرار بنهجها طوال اربعين عاما وتوظيفها للتقنيات المسرحية الذي شكل دعامة جمالية تثير متعة التلقي بمنح الشكل الفني اهمية بالغة تصل حد الابهار ليشعر المتلقي ازاءه بالتأثير الشعوري والجمالي من خلال الأستفادة من تجارب برشت وبيتر بروك وكروتوفسكي .
وتعدّ تجربة «مسرح الشمس» الفرنسي تجربة طليعية مؤثرة في المسرح العالمي. ولمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسه، صدر عن دار «آكت سود» في باريس، كتاب فخم مرفق بصور ووثائق، عنوانه «مسرح الشمس»، أعدت نصوصه الباحثة الفرنسية بياتريس بيكون فالين، وهو شهادة مهمة عن المراحل التي قطعها المسرح والأسس الإبداعية والفكرية التي قام عليها منذ بداياته. تروي المخرجة ومؤسسة «مسرح الشمس» أريان منوشكين في هذا الكتاب الجميل، كيف عشقت فن المسرح وهي طالبة جامعية وقررت أن تهبه حياتها، وهذا ما دفعها الى تأسيس فرقة «مسرح الشمس» التي ما زالت الى اليوم تقدّم عروضاً استثنائية معتمدة على نصوص كتّاب كبار من بينهم شكسبير.
تقول أريان منوشكين إنّ والدها كان منتجاً سينمائياً من أصول روسية، وقد أرسلها الى جامعة أوكسفورد في بريطانيا لإكمال دراستها والتمكّن من اللغة الإنكليزية. وهناك، فوجئت بأن الجامعات الإنكليزية تضم فرقاً مسرحية ممتازة، وهذا ما لم يكن موجوداً على الإطلاق في فرنسا. انبهرت بما شاهدته من عروض، وهذا ما دفعها الى المشاركة في فرقتين مسرحيتين جامعيتين، الأولى تقدّم عروضاً حديثة، والثانية تركّز على التراث الكلاسيكي. في هاتين الفرقتين، عملت منوشكين كممثلة ومساعدة مخرج، كما عملت في إعداد الديكور والأزياء... وكانت تشعر بسعادة كبيرة، فقررت تكريس حياتها للمسرح لأنه مكان فريد يقوم على العمل الجماعي، ولا تشعر فيه أبداً أنك وحيد حتى لو قدمت عرضاً يقوم على ممثل واحد.
في تلك المرحلة أيضاً، التقت المخرج البريطاني الشهير كين لوش، وشاركت في إحدى مسرحياته. وبعد عودتها الى باريس لمتابعة دراستها في جامعة «السوربون»، طلبت منه أن يقدم لها النصائح التي ستساعدها حتى تتمكن من تأسيس فرقة مسرحية جامعية. فأرسل إليها رسالة طويلة فيها مجموعة من الاقتراحات والآراء، ومن أهمها «أنّ على المسرحي أن يعمل مع الناس ومن أجل الناس». بعد ذلك، قصدت أريان منوشكين حارس جامعة «السوربون»، وطلبت منه أن يعيرها قاعة فارغة تؤسس فيها مسرحها الجديد، فلبّى طلبها، وهذا الأمر من المستحيل أن يحصل اليوم مع التشدد في مراقبة حركة الطلاب وضرورة الحصول على تأشيرات من الإدارة لفتح أو إغلاق صالة. هكذا، وفي مثل هذه الأجواء، التقت مجموعة من الهواة في إطار جامعي، وقامت لاحقاً في منتصف الستينات من القرن الماضي، بتأسيس ما يعرف بـ «مسرح الشمس». في هذه المرحلة أيضاً، سافرت أريان منوشكين الى الدول الآسيوية حيث أمضت أكثر من عام، وبعد عودتها درست المسرح في معهد الممثل جاك لوكوك، وهو معهد مسرحي تأسس عام 1956 وما زال مستمراً الى اليوم. وعن تجربتها مع الممثل جاك لوكوك، تقول إنها تعلمت منه «أن الجسد هو القاعدة الأساسية لعمل الممثل، قبل الذاكرة والأداء والصوت والكلمات...».
يكشف لنا الكتاب الجديد أيضاً، كيف عثرت «فرقة الشمس»، عام 1970، على المكان الذي استقر فيه المسرح وما زال يقدم فيه عروضه حتى اليوم، ويعرف باسم «الكارتوشري»، وهو يقع في «غابة فينسان» بالقرب من باريس. وكان هذا المكان في الأصل ثكنة عسكرية هجرها الجيش الفرنسي، وعندما علمت أريان منوشكين بذلك قصدت هذه الثكنة المهجورة وقررت الاستقرار فيها مع الفرقة، ثم توجهت بعدها الى بلدية باريس حيث حصلت على إذن بإجراء تمرينات الفرقة في الثكنة التي جرى إعدادها وتجهيزها حتى تتلاءم مع هدفها الجديد. وبعد شهر، تمكنت الفرقة من تقديم عرضها الأول عند نهاية عام 1970، وكان بعنوان «1789»، وهو مستوحى من الثورة الفرنسية. وعلى رغم البرد الشديد، حضر الجمهور واستمر عرض هذا العمل الأول لمدة ستة أشهر.
اختار «مسرح الشمس»، منذ تأسيسه، مبدأ المشاركة الجماعية في الإنتاج والعمل كجمعية تعاونية قائمة على مبدأ المساواة بين مختلف أعضاء الفرقة. وتعتبر أريان منوشكين أنّ مسرحها نشأ وترعرع في الأجواء الثقافية التي تلت الحرب العالمية الثانية، وكانت متفائلة وعكست التطلع الى مجتمع أكثر ثقافة وعدلاً وأخوّة. ويتوقف الكتاب عند البعدين السياسي والأيديولوجي لهذا المسرح الذي أراد، منذ البداية، أن يكون مسرحاً شعبياً ويعبّر عن الواقع الاجتماعي بكل تعقيداته من أجل تجاوزه واستنهاضه والمساهمة، من خلال لغة سمعية وبصرية متينة، في تحريره من أشكال العبودية التي تكبّل البشر.
يتميز «مسرح الشمس» كما هو معروف، بانفتاحه على التقاليد الفنية في العالم أجمع، ومنها التقاليد المسرحية في الصين واليابان والهند، وهو يضم ممثلين من مختلف الجنسيات والثقافات (أكثر من ثلاثين جنسية) يمدّون الفرقة بتجاربهم وخبراتهم، ويعتمدون على التدريبات اليومية الارتجالية تحت إشراف المخرجة أريان منوشكين. نشير أخيراً، الى أن صدور الكتاب الجديد يتزامن مع استمرار عرض مسرحية «ماكبث» لوليام شكسبير على خشبة «الكارتوشري»، بعد أن قامت أريان منوشكين بترجمتها واقتباسها بما يتناسب مع الإطار المعاصر الذي اختارته المخرجة للتعبير عن هموم عصرها، والذي ينقل المشاهد من أجواء القرن السابع عشر الى القرن الحادي والعشرين.
ونجد التأثير الكبير للمسرح الملحمي لبرشت في مسرح الشمس من خلال التعامل مع الجمهور ومحاولة كسر الجدار الرابع لفسح المجال امام الممثل والمتلقي على حد سواء في اقامة علاقة فاعلة فيما بينهما ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل تعداه في فلسفة التغيير التي تبناها برشت نفسه وهي تتجه -اريان منوشكين- بذات الاتجاه الذي يبتغيه برشت ، وقد يكون الوضع السياسي والاجتماعي للاثنين هو الذي حدد افاق اتجاهاتهما الا ان عملية التغيير والتعامل مع الجمهور ارسى دعائمها برشت قبل منوشكين نفسها وعمل على اقامة تلك العلاقة اغلب المخرجين الذين مر ذكرهم مع اختلاف اساليب الطرح وشكل العرض الامر الذي دعاهم الى البحث عن اماكن بكر تخدم هذه العلاقة التي يجب ان تراعى بين الممثل والمخرج . وتظهر الاهمية الكبيرة لمسرح الشمس خلال ايجاد الرؤية الجديدة للمسرح الفرنسي ومحاولة اريان منوشكين وفرقتها من جعل مسرح الشمس ذو تأثير عالمي كون المسرح له تأثير كبير على الذاكرة الجمعية في المجتمع الأنساني .

الفكر التجريبي في تاريخ المسرح الكوري الحديث

مجلة الفنون المسرحية

الفكر التجريبي في تاريخ المسرح الكوري الحديث 


شي وون آن (كوريا)

كان لدي النية لكتابة مقال سهل القراءة لمهرجان المسرح التجريبي، وعلى الرغم من ذلك فإن رغبتي لمناقشة المسرح التجريبي الكوري أخذت في الاتساع كما أخذت في التذبذب أثناء كتابتي لهذا المقال. لقد انجرف مقالي من المقال المقصود متدل بين مركب النقص للمسرح الغربي وعقدة النقص في المسرح الكوري. إن الكتب الدراسية الخاصة بالمرحلة الثانوية والجامعات التي تجعل المسرح الكوري مسرح قديم أصلي وتدرس نظرية وتاريخ المسرح والمسرحية الغربية فقط. لقد كنت أيضاً متسلحاً بفكرة المسرح الغربي لفترة طويلة بإحدى الجامعات في أوروبا. لقد جاء مركب الاستعلاء بعد حقيقة أن التاريخ وفكرة أن المسرح الغربي يقيس المسرح الكوري. بينما جاءت عقدة النقص من حقيقة أن المسرح الكوري يتبع المسرح الغربي. ولكي أصل الى راحة البال، فقد قررت أن أكتب هذا المقال الكوري. ثانياً، تقاليد المسرح الكوري الحديث ليست متوقفة بل هي مستمرة في الاختلاط مع الآخرين عن طريق التجريب مثل شعار "قبول التقاليد" أو شعار "تجديد التقاليد". وأخيراً، فإن الأوضاع الحالية للمسرح الكوري سيتم شرحها بهدف فهم المسرح التجريبي بشكل أوسع.

1 ـ طريق مغلق، صوت مفتوح.

2 ـ من التجريب الصوتي الى التجريب المرئي.

3 ـ Epigone المسرح هو حياته.

4 ـ المسرح الجديد والمسرح التجريبي.

5 ـ المسرح الكوري والمسرح التجريبي.

6 ـ التجريب: اللمس والرؤية بطريقة مختلفة

1 ـ طريق مغلق، صوت مفتوح:

بالرغم من أن تاريخ المسرح الكوري الحديث يزيد عمره عن المائة عام حتى الآن، فإنه يوجد نقص كبير في الأبحاث عن هذه القضية. كان آخر بحث عن تاريخ المسرح الكوري هو "بحث عن تاريخ المسرحية الكورية الجديدة" عام 1966 وقدمه "لي دو ـ هيون". إنه بحث تقديمي من وجهة النظر الإيجابية مبنية على الآداب والمواد، ولقد ركز البحث على النقاط التاريخية بالرغم من أنه ليس متكاملاً في هذه النقطة، مهملاً وجهات نظر المسرح الأصلية والفكرية، وعلى هذا يجب أن نقول إن أكبر مميزات هذا البحث هو ملء فترة زمنية تاريخية فارغة في تاريخ المسرح كأرشيف، بينما أكبر العيوب هو إهمال نماذج الأعمال المسرحية، والتحليلات المعاصرة عن الأعمال المقدمة، والترجمة الاجمالية المسرحية، وبالاضافة الى ذلك، فإن تاريخ المسرح الكوري المكتوب حديثاً يجب أن يبدأ من تأكيد أصل المسرح مبنياً على الشخصيات التاريخية. إنه بحاجة الى فهم المسرح وعروضه كناتج للتغيّر الاجتماعي وتوافق المسرح مع هذا التغيّر كما هو الحال مع التوتر بين هذين الاثنين.

إن لديّ النية أن أناقش في هذا المقال أصل المسرح الكوري عن طريق اختبار التجريب في تاريخ المسرح الكوري الحديث أو المسرح التجريبي.

ثم ماذ سيكون المعنى إذا أوقفنا مهرجان المسرح التجريبي هنا في كوريا عام 2006؟ ما هي العواقب في التجريب المسرحي؟ إن العالم يتغيّر. إن أوروبا تقوم الآن بإنشاء فرقة متعددة الجنسيات ـ كمجتمع لاحق للتغيّرات في شرق أوروبا عن طريق القومية، وكأمثلة لإنشاء أحد هذه المجتمعات المتكونة من كينونات مختلفة هو "نانفتا NAFTA" متضمنة الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك. ومثال آخر، "ميفتا MEFTA" متضمنة شمال أفريقيا، ودول الشرق الأوسط كعرب وإسرائيل. وبالرغم من ذلك، فإن الخطى المسرعة التي يخطوها الفلاحون الكوريون تجاه البرلمان منذ عام 1993 تتعارض مع السوق المفتوحة توافقاً مع دورة أوروجواي، سياسة السوق الممزوجة في العالم. ومثل هذا، في جزء من العالم تمتزج الدول لتصبح مجتمع واحد مثل الاتحاد الأوروبي، بينما الجزء الآخر يتطهر تماماً من التوحيد. هذا الكرب والعقبة تستمر منذ عام 1894. من أين أتى المسرح الكوري والى أين واصل؟ هل حوفظ على دماء المسرح الكوري أصلية وسليمة؟ أم هل يستطيع المسرح أن يولد من جديد إذا تم خلطه؟ هل التجريب المسرحي مقاومة ليصبح مختلطاً؟ على الرغم من كل ذلك، استمر المسرح كذا وكذا. إن تاريخ المسرح الكوري مليء بالمسارح التي ليست جيدة تماماً ولا السيئة تماماً التي لم تكن ضد العمر أو أظهرت انهياراً في الوقت ومن ثم، عندما نتحدث عن التجريب في المسرح يجب أن نتطرق للاستمرارية وليس عدمها. هذا المقال تحت عنوان "دراسة تجريبية عن تاريخ المسرح الكوري الحديث والمسرح التجريبي"، هو أيضاً تجريب للكشف عن حجاب مصطلح "تجريب". كما أنه يهدف للفوز على الانقسام وهو شيء منتشر في المسرح الكوري. كمثال، إنه يعكس التجريب والتجديد، المحافظة والتقدمية، الأعمال الأصلية والأعمال المترجمة، الأعمال الخارجية والأعمال المحلية، والنقد المسرحي الذي كان وما زال كثير التطرف والشعر.

قد لا يكون المسرح التجريبي صادماً أو جديداً، ولكن قد يكون واضحاً ومحتوماً؟ لقد صنفت مميزات المسرح التجريبي على أساس "واضحة ومحتومة". "صادم وجيد"، المرادف للمسرح التجريبي في المسرح الكوري الجديد مختلف عن تعريفي وهو "الواضح والمحتوم". "صادم وجديد" بالتأكيد شعارفكري وواعٍ من سياق الكلام للمسرح التجريب الكوري. ورغم أن المسرح التجريبي وصف بشيء جديد ومختلف إلا أنه لم يكشف ماذا وكيف ومن أين الصدمة والتجديد أتيا. هذا لأن الكلمات النقدية تأخذ بالتمهيد أكثر من المنتج المسرحي. "صادم وجديد" دائماً أتى وذهب مع المحادثات في تاريخ المسرح التجريبي. ومع ذلك"، جاء "الواضح والمحتوم" مع العيون. أليس المسرح التجريبي مرئي بالعيون وليس صوتي بالآذان؟ إن المسرح التجريبي ليس له بداية أو نهاية. ما يهم هو أنه لا نهائي ولكنه مستمر برغم أن التجريب في المسرح الكوري مجرد أصداء مثل تلاعب لفظي للمرادفات.

إن الكلمات التي تظهر صادمة وجديدة في الحقيقة هي مرادفات متكررة وكلها متشابهة، وهذا ما سأقوم بذكره لاحقاً في المقال. ألم يكن الوضع في المسرح التجريبي الكوري هو الاصرار أن نبقى كما نحن ولكن بأشياء مختلفة؟ إذا كانت مختلفة، فكيف وماذا وعن طريق من ستكون كذلك؟ سأناقش ذلك في مقالات أخرى. ما أريد أن أقوله هو أن في النهاية، كل ما يدعي تجريب في المسرح الكوري ما هو إلا تلاعب لفظي للكلمات ذاتها وأنه مقدر لهم أن يحصلوا على إرث علم الوراثة للوعي epigone. ان المسرح التجريبي في ذاته ليس صادماً أو جديداً ولكنه صادم وجديد تبعاً للتلاعب بالمرادفات.

ماذا سيكون التجريب للمسرح الكوري مع المجتمع المتجدد في عام 2006؟ الى أين سيذهب دون أن يبدأ أو أن ينتهي؟ عن طريق ومن وحتى أين؟ دون أي تغيير؟ نعم، التغيرات مسموعة هنا وهناك. هل تستطيع ان تسمعها؟ توجد اخبار تقول ان اشياء كثيرة قد تغيرت وتتغير، ولكن ما يبدو ان كل شيء تغير ويتغير من جهة الكلمات المسموعة فقط. ما الذي تغير في هذا المجتمع وهذا المسرح؟ إننا لا نرى أي جوهر للأشياء التي تغيرت ولكننا نسمع أحاديث مما يجعلنا نشعر بالدوار. تنتشر الكلمات تقول ان كوريا تغيرت من كوريا إلى كوريا الجديدة، من حكومة عسكرية الى حكومة مدنية، من المعروف الى نظام اجراء الاسم الحقيقي، ومن الأساس الأول للثاني في دولة. ان المحادثات ايقظتنا والتجديد يأتي ويذهب فقط عن طريق الكلام. إنه يردد صدى كطنين وليس كصوت نقي. لقد اتصل التجريب المسرحي والتجديد المسرحي بالضوء ذاته منذ وقت طويل حيث انه يحتوي على طنين وصوت. ان المسارح التجددية التي تعتبر تجريبية كانت تقدم متواصلة، بينما المسارح المحافظة كانت ضد التيار وفقا للانقسام بين التجديد والمحافظة، التقدم والمحافظة. وقد أدى الاتصال بالتجريب والتجديد بالمثل الى نتيجة ان التجريب المسرحي يعني التجديد المسرحي وأن المسرح التجريبي كان دائما مسرح التطرف مرسلا من حدود المركز. هل يعني ذلك أن المسرح التجريبي والجديد حديث، صادم وجديد، بينما المسرح المحافظ تجاري، وبرجوازي، وتقليدي؟ ان التجريب والتجديد في المسرح مختلفان ولا يوجد وجه شبه بينهما تماما. اننا مرتكبون في هذه النقطة حيث ان التجديد في المسرح متصل مثل التجريب فيه. يناقش هذا المقال المسرح التجريبي في كوريا ويوضح تماما الاختلاف بين هذين الاثنين المذكورين اكثر من اي شيء آخر. ان هناك تأملاً تجريبياً لتجنب الارتباك بين التجريب المسرحي والتجديد المسرحي، ولتجديد المعنى الاصلي للتجريب المسرحي. انه ايضا محاولة نقد لفهم وتقبل وضع المسرح الكوري الحديث المهجن مبنياً على الفهم للوضع الحالي. ولايجاز قصة طويلة، هذا المقال ما هو الا تجريب لكشف قناع التجريب المزيف في المسرح الكوري الحديث.

2 ـ من التجريب الصوتي إلى التجريب المرئي:

ان النقاش حول المسرح التجريبي الكوري يتأرجح بين الضوضاء السمعية والجوهر غير مرئي. هذا لأن التجريب غير مرئي موجود فقط في الضوضاء. ان التحدث عن التجريب في تاريخ المسرح الكوري كان ستارا للتجديد وليس التجريب الحقيقي. ان ضجة التجديد، التجريب الكاذب، قد اسميت الصدمة والجديد. دعونا الا نطلق العنان لاغراء الصدمة والجديد، انهما لا يمكن ان يكونا ابدا تجريبيين. ان التجريب في المسرح يكون غير مرئي وضوضاء التجديد فقط هي التي تسيطر على الاجواء. هذه الضوضاء نشأت من سلطة السياسات في المسرح. ان السلطة دائما ما تصرخ مطالبة بالتجديد. هكذا تبقى السلطة في المجتمع. انها تنتقل من سلطة مسرح الى أخرى على الرغم من انها ما زالت السلطة في المسرح. ان السلطة الاخيرة ليست مختلفة عن سابقتها ولكنها امتداد لها فحسب. وفقا لمصطلحات اعمال الفن، فان المسرح الأول والاخر الذي تبعه متطابقان ان في مستوى الضجة. انها لا شيء لكنها مسارح تكرارية، ان سلطة المسرح اخفت وجهها محدثة ضجة وقد ارتدت قناع التجريب في تاريخ المسرح الكوري. لقد تم التعامل مع مارد التجديد بعلو، الذين زيفوا التجريب مدعين انه تجريب حقيقي. ان التجريب الحقيقي في المسرح يظهر عندما يتكشف وجه السلطة وأن يكون هناك ثقة في المسرح نفسه وليس في السلطة. ان التجريب المسرحي الحقيقي يأتي عندما يكون في ثقة في سلطة المسرح، بينما التجديد المسرحي يأتي بالثقة في سلطة الحكومة.

ثم ما هو الفرق بين التجريب والتجديد في المسرح الكوري؟ إذا لم يكن للتجريب المسرحي، فكيف سيتواجد التجديد المسرحى؟ في تاريخ المسرح الكوري، يأتي التجديد دائماً ويذهب سريعاً ثم يختفي، ان التجديد يخدع، ويختبئ، ويناضل مع قبضة محكمة على الناس حتى الذين يرغبون في تجديد حقيقي، مثله في ذلك مثل البرلمان الكوري. لقد تسللت التجددية من الخلف مجبرة التجديد وقد ذهبت بالفعل. عندما تطرق الطاولة بقبضتك ثلاث مرات، فان التجديد قد اكتمل وانتهى بالفعل. ان التجديد ينتهي هكذا ولا يعود ابدا. انه فقط يستمر الى الامام. كل ما يتبقى هو الضجة المقترنة بالقبضة والفعل نفسه. بهذا تكون خاتمة كل شيء. وأكرر مرة أخرى ان هذا ليس بالتجريب. انه تجديد لوضع نهاية للماضي والتقدم للامام فقط عن طريق الانقطاع، برغم اننا نعتبر صوت التوقف تجريبا الذي اختفى سريعا. بينما التجريب تغير بطيء، فالتجديد هو لعبة كسر الروابط عن طريق الكفاح بدون التوقف لالتقاط الانفاس وبإسالة الدماء وجرح كل بعضنا البعض. بينما يتخلف التجريب مثلما يتقدم. ان التجريب يجب ان يكون شيئاً يربط بين الماضي والمستقبل معا مثلما يتمسك المسرح الكوري الحديث بقبول التقليد وتحديث مسرح التقليد، ان نيتزستشيس زاراثوشتا ممسكا بعصا في يديه. ان التجريب يجب ان يكون مرتبطا ومستمرا مثل صورة العصا حيث يلتف الثعبان على نفسه ويلتهم طرف ذيله. بينما ان التجديد هو عدم الاستمرارية الماضي والمستقبل، ولكن مجرد التقدم للامام. ان التجديد هو الهروب من بين الاضطراب والضجة تعتبر اكثر صدمة وأكثر حداثة، وبناء على ذلك، فان التجديد غير مرئي ولكنه مسموع فقط انه مثل الشائعات، يصنع ضجة صادمة لم يتلاشى فوراً.

ان التجريب المسرحي الحقيقي ليس تجديدا مثل الاشاعة، ولكنه تجريب حيث تغير المسرح مرئياً وملموساً. انه لا يبدو تجريبا للمشاهدين مستخدما حيث انهم لا يستطيعون العثور على الصدمة والتجديد. مشاهدي الاعزاء، الذين المعتادون الصدمة والتجديد، مقاوما قدرك المزيف. تفقدوا كم هو ماكر وعنيد هذا التجريب المسرحي. ان التجديد المسرحي يروض رغبة المشاهدين بالصدمة والتجديد، الذي هو رغبة سلطة المسرح.

3 ـ Epigone المسرح هو حياته:

إن قيمة الهدم نتيجة فقط للتجريب، يأتي ويذهب ببطء. يجب الا تكون الصدمة والتجديد، التي تأتي وتذهب بطريقة مفاجئة، كلمات تصف التجريب المسرحي. ان الشيئيين الأكثر أهمية في المسرح الكوري هما: التجريب المسرحي الخاص بقيمة الهدم، وتجديد الصدمة والجديد. سيكون موقف النقاد الكوريين مثال جيد على مهرجان المسرح التجريبي في مسرح "تشانجو" الذي يعني المستودع من الرابع والعشرون من شباط حتى الحادي عشر من آذار عام 1978 الذي قدمته فرقة "روب جيورن". الناقد المسرحي "مي سانج ـ ايل" عرض سحر مهرجان المسرح التجريبي؛ "الرغبة والوعي حادان وشجاعان"، "مهرجان الثورة"، و"معرض لقوة الارادة المسرحية المشوشة". ضمنيا في هذه المصطلحات كلمتا "صورة" و"اختلاط" ووهما مرادفان لكلمتي صدمة وجديد كما لو كان يجب ان يكون المسرح التجريبي هكذا. ان الحكم على المسرح التجريبي الكوري اظهر بوضوح في الجمل التالية: "لا يجب ان ينسى انه كان مرتد محاولاً الهرب من الافكار الجاهزة، كان العباقرة من الاتجاهات المسرحية هراطقة، ومخالفين، ومسببين للمشاكل، برغم انهم حولوا المسرح لفن. وبناء على ذلك، فان تطرفهم اصبح الارثوذكسية في الجيل التالي. يمثل الجيل الجديد مجيء العصر الجديد في شكل تصريح. ومن هذا المنطلق، فاننا نأمل ان نسمع عن انواع هذه التصاريخ نشاهد على حركة المسرح الجديدة".

على الأقل يمكن ان تضم هذا النوع من الجمل عقلانية في تارخ المسرح الغربي. بالنسبة للغربيين، من المفترض ان يكون التقليد المسرحي الجديد شيئاً يدمر ويعيد البناء مرة أخرى وليس ان يكمل على ما كان. هل كان هذا التجريب في المسرح الكوري ثورة تجريبية لفنانين المسرح وكانوا هراطقة ومتآمرين لا يمكن. ان ثورة المسرح ليست بالتجريب المسرحي. ان المسارح المزيفة او التي يطلق عليها تجريبية ما هي الا عرض للمنشئيين المصرين على ان يكونوا حقيقة. ما احاول ان اكشفه هو انه لا يوجد اختلاف بين الاصل والزيف الا اذا اوضح الاختلاف في الوضع حيث يتواجد الاثنان. ما احاول ان اجعله واضحا هو ان الاثنين ليسا منشئيين حقيقيين، وعلاوة على ذلك ان دماء المنشيء الحقيقي لم تتواجد ابدا في تاريخ المسرح الكوري.

بناء على ذلك، من خلال تأكيد غياب الاصل فان غياب الدم سيكون أكثر بروزاً، التغلب على عقدة النقص الخاصة بي تختبئ تحت توضيح واعادة غياب الاصل. ان التجريب في المسرح الكوري يجب ان يوجد من الاستمرارية ومزج الدماء في ظل غياب المنشيء. ويجب ان يسمع التجديد من شعارهم كمنشئيين او الاب الحقيقي في ظل غياب المنشيء.

ان التقليد في المسرح الغربي هو الرغبة والوعي حيث يقلل الاخير من شأن السابق ويقتله. ان التقليد لا يتبع، ولكنه يثور ويحرف مما تطلب ترجمة جديدة. وهكذا فان تطبيق الصفات المميزة للمسرح الغربي على المسرح الكوري شيء غير منصف وغير عقلي. في كوريا التقليد هو اتباع مثال مثلا، الطلاب يتبعون اساتذتهم، الاخ الاصغر يقلد الاخ الاكبر، الاطفال يقلدون اباءهم وهكذا. ويجب اتباع هذا المثال والحفاظ عليه حيا بما تحمله الكلمة من معان. مع ذلك التجريب في المسرح الغربي يعني ان توضع النظريات من واضعيها، المطالبة revendiquer، الحرمان كنسياً excomminier والنزاع والمقاتل.

إذا اعتبرنا ان التقليد هو الاحتذاء بمثال، فاننا نحتاج ان نوضح ماهبة هذا المثال في المسرح الكوري الحديث، وبالاخص في المسرح التجريبي. انك بحاجة ان توضح الفرق بين المصال الاصلي والجديد عندما تعرف التجريب بالبحث عن مثال جديد، لذلك، اذا كان نموذج المسرح هو مثال epigone وليس من الأصل، فان المسرح التجريبي ليس الا epigone من الى epigone وليس انعاشاً للتقليد. ولهذا السبب، من يدعون فنانين مسرح تجريبي في كوريا لم يكوننوا هراطقة او مختلفين، وما يطلقون عليه تجريب لم يكن مهرجان أو ثورة. هذه المسارح كانت في نفس التيار والارثوذكس، بينما لم يكونوا هم المنشئين، وليس مرتدين عن المسرح المتواجد، لقد كانوا مسارح بعد المسارح الأخرى كامتداد للمسارح المتواجدة، انه تدفق مستمر باستمرار الزمن. وعندما يتوقف هذا التدفق فان الصدمة والتجديد والثورة يتم مناقشتهم، برغم انه لوقت قصير فقط ثم يعيد الدخول والخروج. وبيما يجب ان يكون المسرح التجريبي الحقيقي مستمراً من خلال الجيل التالي، فان المسرح التجريبي الكوري يعيد الوميض الذي يظهر الدول والخروج. احد الأمثولة على ذلك هو مهرجان المسرح التجريبي عام 1978 الذي اتبع عام 2006. لقد اكد التجريب في المسرح الكوري الحديث على القفز عبر الزمن وليس المتابعة.

المسرح الجديد والمسرح التجريبي

إن التجريب المسرحي نوع من أنواع قتل أباها مثل تجريب الفنون الأخرى. وعلى الرغم من أن المسرح الكوري الجديد ليس لديه الأب ليقتله ويجب أن يبحث عن البديل، فإن فن قتل الأب مستحيل. وكان تاريخ المسرح الكوري من النوع الذي يبحث عن الأب البديل من الخارج. لقد بدأ تاريخ المسرح الكوري بدماء ملوثة. لقد امتزجت الدماء الخاصة والدماء الخارجية معاً. إن الموضوع المتعلق بالدماء الخارجية قد تم تثبيته كصورة حيث جسّدت سياسة العنف تحت قناع ثقافة جديدة، ناقلاً التاريخ الأول للاستعمار. هذا هو السبب خلف الخزي الذي لحق بالبحث المقدم عن المسرح الكوري الحديث عن التقليد المسرحي بسبب هذه الدماء الملوثة. في الحقيقة، فإن الدماء الداخلية تبقى كما هي مع الدماء الأخرى وليس من السهل تقسيم نفسها مع الآخرين. ثم لماذا علينا أن نعامل الدماء الخارجية بطريقة سيئة؟ إذا لم نسء التعامل مع الدماء الملوثة وتمييزها أكثر ستحيي دماءنا من جديد ويختفي عقدة النقص من المسرح الغربي. أرجو أن يلعب مقالي دوراً في هذه النقطة. إن المدعين بمخرجين ومنتجين تجريبيين في المسرح الكوري هم أوائل من بحث عن الأب البديل ليخدم من مكان آخر. أن يخدم ليس بتجريب. ومع ذلك، فقد حظوا باحترام عظيم كتجريبيين لفترة طويلة.

وقد أصبح تاريخ المسرح الكوري الحديث منهجاً بعد "لي إن ـ جيك"، متقبلاً الدماء الملوثة من دون تصنيف الدماء الخاصة والأخرى، وهو شيء مؤلم ولكن يجب تقبّله. عندما يتم التعبير عن الألم فإن ظواهر التجريب: الصدمة والتجديد يتم إنتاجها. وبحديث تقريبي، فإن التجريب الأول في المسرح الكوري الحديث قد تم تقديمه عن طريق ناس مثل "لي إن ـ جيك". لقد كان لديه أب لينكره، وكان أول شخص في تاريخ المسرح الكوري الحديث الذي يقرر أن يتقبّل دماءه ودماء الآخرين. ومنذ هذا الوقت، ورث تاريخ المسرح الكوري الحديث دماء فاسدة وأصبح تاريخ الـepigone. إن شعار الـepigone هو التجديد المسرحي مركزاً على الصدمة والتجدد. هذا التجديد هو الزيف الذي ألق عليه تجريب. إن التجريب هو تمييز الطفل الشرعي وليس تدمير الطفل غير الشرعي.

إن التجريب في المسرح الكوري الحديث مصراً على أن يكون نصيباً من الطفل غير الشرعي دائماً. عندما تناول المسرح الكوري التشدّد والتقدمية بالمناقشة، أعطى عبء التجريب لفنانين المسرح الصغار مصراً أن التقدمية هي "المسرح الصغير" وأن "روح التجريب هي قلب المسرح الصغير". في المسارح الكورية، تواجد المسرح الصغير ومسرح الجامعة الذي أُكره على أن يكون مجال للمسرح التجريبي مثله مثل المسرح نفسه. ويظهر التعليق التالي هذا المثال بشكل جيد. إن جوهر المسرح الصغير يكمن تحت روح التجريبي النشطة للمسرح الجديد التدريب المستمر غير المنقطع لفنانين المسرح. ويجب أن نبدأ بحقيقة أن المسارح الصغيرة لديها مساحة صغيرة، التي تحتاج لمسارح لتستولي على حيزها، إذا أردنا أن نحرر المسرح الصغير. لقد قيل أن المسرح يجب أن يتحلى بروح التخمة وليست تلك الخاصة بالحل الوسط، أو التقليد، أو الاتباع المذلّ. ولقد أكد أيضاً على أنه فيما بعد تستطيع الهروب من الجانب ونحت الجانب الظليل للمسرح الكوري. كان التجريب في المسرح الكوري الحديث عملية مهمة التي ما زالت epigone لـepigone آخر، منحدراً من epigone. ومع ذلك، هل يجب أن يكون هذا التجريب في فن المسرح أن ننقل الجانب من الوسط، مفككين ومنكرين الوسط؟ الى هذا شيء ممكن أن يكون epigone مثل هذا؟ أم أنها ليس بالمحاولة للتصنيف بين الـepigone والتيار الرئيسي؟ فيما أن التجديد المسرحي هو وجه سلطة التجريب من الجانب الى الوسط ومن الـepigone الى التيار الرئيسي، فالتجريب في المسرح من الممكن أن يكون تجريد من السلطة على خلافه. إن التجريب المسرحي هو جمال الكارثة في الجانب وسعادة أن تصبح epigone.

وإذا اعتبرنا التاريخ الكوري للمسرح الذي كان يبحث عن الأب ليخدم من الخارج، فإن تاريخ التجريب بالتأكيد هو التجديد. ألم يكون التجديد هو امتياز الطفل البديل أو الطفل غير الشرعي؟ لقد كان نصيب هؤلاء الأطفال البدلاء أو الأطفال غير الشرعيين، القلق من الحرمان من الحق الطبيعي نظراً لكونه غير شرعي والتجديد كما يعني تعويض. من ناحية أخرى، إذا كان التجريب هو الهجران الفاصل فما يمكن أن يستمتع به. إن الهجران عمل في غاية الصعوبة مثل هدم جدران صلبة مماثلة لتاريخ التجديد منكراً في المقدة. كلاً من التجديد والتجريب رحلات صعبة. كلاهما طرق لقهر الواقع، للخدمة والاعتماد على الأب البديل متوقعاً الجزء المجرد، أو لإنكار سلطة الأب والإصرار على الغياب. لقد تحرر فن المسرح من هذين الفعلين الخاصين بنكران حرمانية قتل الأب والاعتماد على الأب البديل تكرارياً. عندما يتم تطبيق هذا التصنيف، حينها سينتسب المسرح الكوري الحديث للأخير. لقد كان تاريخ للمحاكاة، والقوى، والمنافسة مع الأب البديل، وليس نكر الأب. وبهذا، لم يكن تاريخ المسرح التجريبي في المسرح الكوري الحديث ذلك التجريب الذي يصرّح بالتوقف بوضوح. هذا الأب البديل هو المسرح الجديد. لقد استعير مسرح الأب البديل من الخارج بدماء مختلطة. إذاً، التجريب المسرحي من المسرح الجديد لتقديم الأيام ليس بتاريخ اللاإستمرارية.

وبطريقة أخرى، لم تكن كل المسارح التجريبية في المسرح الكوري الحديث بالأمثلة المسرحية محاولة الهروب من محاكاة الغرب. إنها لم تكن سوى فرع من المسرح الجديد أو محاولة مزيّفة لإخفاء مظهرها. إنه لمن سوء الحظ أن التجريب المسرحي ما زال معروفاً بالمثال المسرحي لمحاولة الهرب من تقليد المسرح الجديد. على الرغم من أنها لم تكن سوى محاولة للتغلّب على المحاكاة الجديدة للمسرح الغربي متى اتضح التضاد البنائي في المسرح الكوري. كان هذا شرك لتجريب المسرح الكوري الحديث. لا يمكن أن يكون التجريب المسرحي الحقيقي. ألم يكن تاريخ المسرح الكوري والعديد من الـepigone منذ بداية منشأ المسرح الجديد مسمون بالمنشئيين؟ لم تقم بأي انعكاس مندفعة للسيطرة على المسرح، وتغيّر أشكالها المتماسكة. إن الموضوع الخاص بالنقل وعدم الاستمرارية قد ترك في تاريخ المسرح الكوري الحديث، بينما حاول الأدب الكوري الحديث حل الكرب. إننا يجب أن نجعل دماء المسرح الكوري موضوع أولي لمنهج البحث حول تاريخ المسرح الكوري. يحتوي تاريخ الدم على المنشئيين المزيفين في المسرح الكوري الحديث. كيف يمكن أن نتجاهل هذه الدماء؟ إن دماء المنشئيين المزيفيين هو حياة مسرحنا. دعونا نعتبر هذه الدماء كدماء قهر ووجود. يجب أن يخرج البحث حول تاريخ المسرح الكوري المعنى والدور الجديد للدماء وليس تقسيمها.

يصر أطفال المسرح فقط على نصيبهم في تاريخ خدمة الأب البديل من الخارج مثل المسرح الجديد. إن أسرع الطريق للحصول على نصيبهم بطريقة واضحة على قدر الإمكان هو التجديد. وبكلمة أخرى، هو أن نصنع ونرى ونقدم شيء مختلف. وبهذا نقول أن التظاهر بعدم كونه طفل بديل ضمن أطفال بدلاء آخرين بأن يكون مختلف. لهذا أنكر إصرارهم على كونهم تجريبيين. ليس لديهم أي وعي عن قتل أباهم. إن شيوع كون التجديد والتجريب مختلفين يخالف أن التجريب في المسرح الكوري يستمر في الامتزاج مع الآخرين ببطء، بينما أن التجديد كان سريعاً وتكرارياً. إن التجديد سريع للغاية كما أنه سهل الاختفاء. في الوقت الحاضر، لا نستطيع أن نجد مخرجين قد تلمسوا طريقهم للعثور على دليل آخر للمسرح الكوري عام 1970، منسوباً الى "يو مين ـ يونج". دعونا من الآن فصاعداً ألا نطلق عليهم فرق تجريبية للمسرح الكوري الحديث. لقد كانوا مجددين لكوريا الحديثة الذين رأوا عقدة الطفل ابديل مبكراً عن الآخرين وحاولوا قهرها التي تطورت مع المسرح الجديد المستورد كأب بديل. ما إذا كان تجديدهم هذا قد نجح أم لم ينجح، فهو موضوع آخر للمناقشة والذي لن أتطرق الى تفاصيله هنا. لقد تم التعبير عن تصرفاتهم في شكلين. الأول هو أن يحرف عدم الرضا على الواقع كما يرضيهم. والآخر هو أن يفقدوا أباهم. من المفترض أن يفقد الطفل البديل أباه الذي قد يكون حياً في مكان ما، بالأخص عندما ينكر الأب البديل دورة. إن تصرفات المخرجيين والمنتجين في المسرح الكوري الحديث ليس بالبعيد عن هذين التصرفين. أحد الأمثلة هو جعل هاملت في مسرحية شيكسبير مسرحياً كالأمير "هاميويل". وعن طريق الاستعارة، أصبح هاملت صورة الأب البديل والأمير "هاميويل" هو صورة فقدان الأب. يمكننا أن نرى المحاكاة من الصورة والمنافسة من الفصل المفقود. ولم يكن لديها القدرة على المساعدة سوى في الحكم على التجريب.

إن التجريب في المسرح الكوري هو تمثيل للتطلع للأب بدلاً من البحث عن الجذر. إنها موجودة هذه الظواهر للتطلع الى الأب المفقود في تاريخ المسرح الحديث منذ القدم. وكمثال لذلك، هو حقيقة كون العديد من الأعمال وكتاب المسرح الحديث يتبعون شكل المسرح الغربي رغم احتوائه على التاريخ الماضي. "رحلة حرمان السيدة "سا" كنيسيا الى الجنوب وقصة الأختين "جانجهوا" و"هونجريون" التان قدما على مسرح جاريانجدان القديم والجديد عام 1910. مسرحية "قصة الفتاة البنوية" "تشونهيانج" التي كتبها "تويلهو" عام 1920. مسرحية "قصة السارق الشهم" جيلدونج هونج كتبها "هيوبدونجسيبموديا"، مسرحية قصة رجل، "هيونجبو" كتبها "هيجيوكجو"، مسرحيتي "تشونهيانج ـ جون" و"أمير مصنوع من القنب" لـ "يو تشينجين"، مسرحيتي "الوجة" و"الزهرة البرية" لـ"يون باك ـ نام" عام 1930. مسرحية "الأمير أرانج"، مسرحية "ناكوام" وهو اسم مكان تاريخي في الجبل للمسرح الحديث، مسرحية "قصة هيوساينج و"حدث سعيد لشخص اجتاز أول اختباراته للعمل لـ"أوه يونج ـ جين"، مسرحية "أين وكماذا التقينا" لـ"تشيو إن ـ هون". خصيصة أخرى، أنهم قد يكون لديهم أب بديل مهذب وجيد للإظهار للآخرين إذا ما فشلوا في العثور على الأب حقيقي. وبهذا أقول أنهم يبحثون بمنافسة لأب بديل دون أطفال بدلاء مثلهم. إنه اختيار طفل بديل الذي لاحظ قيمة الندرة. إنه موقف أيضاً يؤيد التجديد والتفرد في زمن الاختلاط كما هو مقدم في "فرق التجديد" لـ"إم سانج ـ جو" و"فرق التفرد". كان قراراهم لاستيراد مسرح خارجي، ومحاكاته، وتقديم أب بديل جديد، واتباع أنفسهم ليكونوا راضين خلف الأب البديل. إنهم يبحثون عن شيء يعتمدون عليه ليتهربوا من التجربة الخاصة بناءً على الوعي بأنهم أطفال بدلاء. إنهم المسارح لتقديم المسارح المستعارة من الولايا المتحدة، واليابان، وأوروبا، مكييفين منبراً للتقدم. بناءً على ذلك، الذي يدعون تجريبيين المسرح الكوري الحديث ليسوا بمسرح، ولكن أكثر قريباً الى المحاربة من أجل الأطفال البلداء للمحاولة أن يصبحوا أكثر صدمة وأكثر تجدد.

المسرح الكوري والتجريب المسرحي:

تجريب المسرح الكوري الحديث بدأ من مجموعة المسرح التي تشكل زمرة. المثل الجيد هو (سيلهيوم جويكجانج)، من مجموعة مسرح الجامعة في 1960. يو ديوك ـ هيونج، جويكدان جايو، جويكدان دونجنانج تم تقيمهم على أنهم الأكثر حدية على المسرح. نظام الزمرة لا بد أن يكون العمل لعمل كتاب (مدرسي). هذا النظام يعني تشكيل مدرسة بصدمة واتجاه جديدة. ومن أجل ذلك يريدون عمل كتاب مدرسي لهم متين وعلى مستوى. إذا المسرح الكوري الحديث هو مسرح مثل الكتاب من نظام زمرة، هل لا يجب التجريب نكرانه؟ أو يجب عليه إتباع هذا التجريب مع الأخذ في عين الاعتبار بأنه والده؟ زمرة السارح هي قوة المسرح الكوري الحديث ليس التجريب. قسموا المسارح الى السيل الرئيسي وepigone، مصرين عليهم أن يكونوا الأسبق.

ومع ذلك، تجريب المسرح الكوري ليس مقال عارض يقسم السيل الرئيسي وepigone إن ويحاربون السيطرة على القيمة، ولا وسائل إنتاج المدارس، ولكن اختلاف المدارس. تعدد المدارس يجعله عديم القيمة لتفريق السيل الرئيسي من epigone وعلاوة على ذلك، فهو يزيل التفريق. مهرجان المسرح التجريبي لا بد أن يسمح بأن الـepigone هو السيل الرئيسي، الذي ليس هو عقدة النقص، ولكن الفرح بتنوعه. الآن، تجريب المسرح الكوري لم تكن حركة. لم تكن خصومة حدث ورد فعل ولا كلام أجوف وثورة معاصرة الغرب، كما وصفها روبرت هوجز في هذا التعليق "يجب علينا حرق جميع المكتبات بدون مودة". فهي تتخلل وتظل وتذهب فحسب. للتحدث بصراحة، لكمة تجريب قدرت مطلق التقدير. قوة كلمة، تجريب كانت قوية بما يكفي لتجعل الناقض يفقد عصبيته. ومع ذلك يجب أن ننكرها بأنها لم تكن تجربة لكن حركة تجدد. ناقشت ذلك عدة مرات من قبل. المسرح الحديث، المسرح (سخيف/مضحك)، والمسرح ما بعد المعاصرة اتبعوا نفس الطريق.

يجب أن يبدأ المسرح التجريبي الكوري بالهروب من وجهة النظر العليا. وبمعنى آخر، تدمير ذاتي لكل وجهات النظر هذه. لم يعد التجريب المسرحي همجياً. إن التجريب، أو ما يسمى هكذا، قديم وضعيف. كم من الأعمال التي تدهورت في الألم والظلم تحت catchphrase التجريب؟ وبالأخص، قد شعر مسرح التقليد بالذنب عندما تعلق الأمر بالتجريب المسرحي والتجريب المسرحي شديد الغرور للتحكم بنفسه. الآن، فإنه أصبح من المستحيل وجود الرجوع في مجال التجرزيب. ما الذي من الممكن أن يكمن بعد التجريب بدون التجريب السابق؟ إن التجريب الآن يعتبر كبري التقييم بمفرده متكئاً على عصى بيده. إنه يطوف بأرجاء الكبرى بدون أية إعاقة. إنه يمر بالكبرى ناظراً الى الأعلى، والأسفل، والأمام، والخلف. إنه يعيد النظر في التجريب السابق والمضاد للتجريب اللذان التقاهم في أحد المرات على هذا الكبري. أما الآن، فعلى الرغم من أنه حر ومبتهج، فهو يشعر بأنه غريب.

إذا كان التجريب هو انكار للتقليد والتيار الرئيسي، فإنه ليس ملائماً لتاريخ المسرح الكوري. لقد أسقطنا التيار الرئيسي من المسرح الكوري، والـepigone مضاد للتيار الرئيسي. إذا لم يكن المسرح التجريبي شيء حالي أساسي، أو epigone، هل نستطيع أن نفترض أن كل المسارح الكورية الحديثة سلسلة للتجريب ذاته؟ ثم، هل يجب على تجريب المسرح الكوري الحديث أن يوضح المسرح التجريبي الأكبر والأكثر قوة؟ وإذا كان المسرح التجريبي مستمر، أليس علينا تقبل المسرحية والمسرح الغربي بدون عقدة نقص؟ ماذا عن المسرح الكوري الحديث؟ هل هناك أي اختلاف في المسرح الكوري في عام 2006؟ لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن. أم أنه لمجرد أنني لا أعرف عنه شيء؟ إذا كان يوجد مثل هذه التلميحات، من أين جاءت والى أين تذهب؟ إذا كان لا يوجد أي منها الآن، هل كانت هنا وقد ذهبت بالفعل؟ هل هو المثل أن المسرح "منظراً Godot" حيث إنه متوقع شيئاً أن يفشل لأتي؟ من يريد ا لتغير المسرحي؟ أي نع من أنواع التغيير للمسرح يريده المنتجون؟ هل سيكون مثل نوع ا لتغيير الذي يتوقعه المشاهدون؟ هل التغيير في المسرح الكوري ضروري بالفعل؟ هل يأتي التغيير من المسرح ذاته علاوة على كل شيء؟ هل هو أن المشاهدون لا يستطيعون الوقوف، ولكن المسرح لا يستطيع أن يقف ويفصل نفسه؟

يظهر التجريب المسرحي نفسه في هذه اللحظة. ولذلك، يحتاج التجريب المسرحي للحوار مع المسرح ذاته قبل المشاهدين. أشعر بالمسرح أولاً قبل أن يتغير المشاهدون. إن التجريب المسرحي يعذب المسرح بذاته. إنه نوع من عمليات ا لتجميل لكسر وإعادة إحياء المسرح. إن معمل التجريب المسرحي مكان لتعذيب المسرح. إنه يهدف الى بدء علاقة جديدة مع المشاهدين عن طريق بناء المسرح أولاً. عندها، يستطيع المشاهدون الذهاب الى المسرح. لا بد وأن المسرح الكوري كان لديه السببية والمعنى من قبل. وبرغم ذلك، فإن هذه السببية والمعنى يتحطم ا لى أجزاء. لم يعد المشاهدون يؤمنون بأنهم يمكن أن يحصلوا على شيء جيد من المسرح أو المسرحية. إن المسرح المؤقت الآن في حالة فراغ. دعونا نعذب المسرح لنسمح للمسرح الجديد بالنمو الذي يؤدي الى إعادة تجميع المشاهدين مرة أخرى. من الممكن أن يكون هذا هو شعار التجريب المسرحي.

التجريب: اللمس والرؤية بطريقة مختلفة:

مشاهدين المسرح لا بد أن يذهبوا الى المسرح. مثل هذا، معمل المسرح لا بد أن يكون مكان للمشاهدين ليشاهدوا المسرحية بدون تردد. المسرح ليس مكان محدد بعد حيث المشاهدين يتلاقون مسرحيات مختلفة وغير مقرر. التجريب المسرحي لا بد أن يدفع الى فضاء غير محدد في المسرح ويجب أن تهييء علاقة جديدة مع المشاهدين. أما المسرح التجريبي يجب أن يحرر الممثلين والمخرجين أو المخرجين أو الممثلين يحرروا المسرح أو المسرح التجريبي.

معمل المسرح لا بد أن يكون للمشاهدين ليلمسوا المسرح. اللمس يخلق فضاء مسرحي جديد على المسرح. اللمس يمكن أن يتغلب على حكم التخبة وروحانية ما يسمى بالمسرح التجريبي. فهو طبيعي أننا نريد أن نلمس وبعد ذلك نبيع في محلات السوق التجاري وفي الأسواق. للمس أشياء ملموسة هي طبيعتنا. ومع ذلك فنحن لا نستطيع لمس اللوحات في المعرض ولا لمس المسرح، الذي هي مغالطة كبيرة. فنحن مجبرون على مشاهدة على مشاهدتهم من على بعد. (فالمسرح تعليمي للغاية مثل هذا). ولكن المسرح التجريبي ليس تعليمي. مسرح التجريب يحتاج الى تعديل وتغير ومغامرة على المسرح وممثلين وتكنولوجيا المسرح ومخرجين والنص. المسرح التجريبي يمكن أن يغير نوع أي مكان في المسرح.

في تاريخ المسرح الغربي الحديث، دادايست كسر (التقليد/الأعراف) القديمة وأعاد تقاليد جديدة. مميزات التجريبات في المسرح الغربي هم: تعذيب أجساد الممثلين، إعداد علاقة جديدة بين المسرح والمشاهدين، وعمل معاني مختلفة تتم خلال المسرحية، أخذ نص غير متقن ومصلح ولكن غير منجز وHOLE - BEARING وفك الحدود الفاصلة بتغير جوهر المسرح، ومزج كل مختلف الثقافات وhierarchies بعد كسرهم أولاً. بالرغم من أن المسرح الكوري التجريبي لم يخوض هذا التاريخ أو الموقف، فهو قبل، (تقدير تزامني)، مقلد ومنافس في نفس الطريقة مثل المسرح الغربي. يجب أن نعكس هذا الآن. علينا أن نكشف ماذا كان التجريب غير الحقيقي وارسالهم الى اماكنهم الطبيعية/الأصلية.

في تاريخ المسرح الكوري، اختيار الأدوار والألحان ومسرحياتها أصبحت كثيرة الانتفاء وكلام صريح ومضون الموقف واختيار الكتّاب كانوا في قمة الارستقراطية. النتيجة كانت أن شأن مادة المسرح لا بد أن تلصق في تراث الماضي فق. (وعي/يقظة) مجموعة المسارح كان محصور للغاية، وكان معتمد فقط على المشاهدين المحصورين. الآن تغير مجتمعنا، وأسواق مسارحنا لا بد أن تعكس وتتغير أيضاً. هذا يعني أن المسرحية يجب أن تتمتع بتنوع أوسع في المشاهدين، وليس ع الكتب المحصورة أو نص المادة. لنسميها أمر جديد للمسرح وأمر جديد للمسرحية. أمر جديد للمسرح وأمر جديد للمسرحية كانوا لا بد أن يهيئوا سابقاً، ومع ذلك الآن فهو الوقت لقبول هذا التحدي الجديد.

التجريب المسرحي هو العمل الذي يظهر experiments لا يصدموا عندما أمر المسرح ينهار ساقطا، وينتشر في مختلف الأماكن. لا أحاول التفريق بين الدم الملوث ودمي، ولكن التحرك ببطء والاستمرارية في اسلوب ممتع. التغلب على الشدة من انقطاع المسرح التقليدي والمسرح الحديث في تاريخ المسرح الكوري، يجب أن يبدأ بسماح الوضع الحالي امامنا اولا؟ فبدأت بحثي من منطلق هذه النقطة. أنظر للخلف خطوة تلو الأخرى لتاريخ الانقطاع برمي مركب الاستعلاء وعقدة النقص. سأذهب أبعد عن المسرح في تاريخ المسرح الكوري الحديث، الذي يجب إعادة كتابته من الآن فصاعداً، في عام 2006.

دعونا نعود لموضوع المسرح التجريبي الكوري. من أين جاءت الصدمة والتجديد؟ هل هي تكرار للصدمة والتجديد من اسلافهم؟ إن التجديد المسرحي يمثل سرادق محاكاة في تاريخ المسرح الكوري الحديث. انه نوع من epigone حيث أن حياة المسرح الكوري باقية من خلال الـepigone. إن اعتماد المنشئين المزيفين على منشئي آخر مزيف والاخير يعتمد على السابق بما أن المنشئ الحقيقي قد مات أو أنه لم يتواجد من الاصل. وقد تم تعزيز هذه المحاكاة بناء على المبرر الذي يقول أن المحاكاة تتنافس مع بعضها البعض. إن دليلها هو أن الصدمة والتجدد هما الصورة الأولى في المسرح التجريبي الكوري. ولهذا، فان المسارح تحاول أن تكون صادمة ومتجددة، ومختلفة أكثر من المسارح الأولى. انه تكرار المسارح كما كان ارطو يقلق. وبمعنى آخر انه ظهور "ازدواجية المسرح" وليس المسرح ذاته. إن المسرح وازدواجيته هما الاختلاف بين الهوية والآخرية. بمعنى انه مسرح النفس الاخرى مثل "ميفيستوفليس" في مسرحية "فوستس". لقد حاول الرطو أن ينقش ذكرياته المؤلمة في جسده محاولاً أن يتجنب مسرح الآخرية كتصنيف بين العالم والعالم المقدم، أو الممثل والشخص المقدم، وان يوقف تكرار الـ epifone في المسرح. انه مسرح قاسي حيث نفس الشخص فقط هي التي تمثل. ومن ناحية اخرى كان الانتحار هو النهاية. عندما يضخم حق الجسد في التحدث، فان الجسد يقفز ليقوم بقرار صارم لانه عانى كثيراً من آلام ذهنية من قبل. إن الطريقة المثلى لتضخيم حق الجسد، الذي لا بد وأنه مات، هي عن طريق الامساك وتوقيف الجسد المتحرك وتجنب منتجات الآخرية، تماما مثل اعادة الجسد بالطريقة الاكثر قسوة دون اية اخطاء. في العالم حيث يصر المنشؤون الحقيقيون الا يقوم بأية اخطاء على الاطلاق.

على الرغم من أن الآخرية الخاصة بالمسرح تبدو مختلفة، فإنها تكرار للمعروف. إن الـ epigone لا يموت مثل ارطو في المسرح الغربي. الأحرى انه تاريخ المسرح الكوري عبارة عن رحلة شاقة حيث أن الاحياء لا يموتوا ويجب أن يستمروا في التقدم. اذا كان الما للذين يجب أن يكونوا أحياء أن يموتوا، إذاً فإنه الما اكبر للذين يجب أن يكونوا امواتاً أن الا يكون لديهم القدرة على الموت. انه الم تاريخ المسرح الكوري الذي يجب أن يسمح لحجم انتاج المنشؤون حيث انه لا يوجد ما يمكن أن يوقف أو اعادته. هذا هو الاختلاف في التجريب بين المسرح الغربي والمسرح الكوري. في كلمة أخرى، لمناقشة المسرح التجريبي يجب أن نأخذ مسرح الـepiofone كمثال. أي انه مسرح التهجين ومسرح الجمع.

ان التجريب المسرحي طريق دائرياً ويواكب صعوبة رحلة طويلة الى الوطن. إن العديد من المخرجين والمنتجين المسمين تجريبيين في المسرح الكوري قد توقفوا عن العمل واختفوا بالفعل. لذلك فانه تحديد لا تجريب، انه ضجة الماضي التي تخفي النفس في النهاية. لقد تداخلت ضجة الماضي مع خطأ السلطة. إن التجريب في الماضي كان صوتيا فقط ولم يكن مرئيا ابدا. وهذا لا يعني انه لا يوجد طريقة لانقاذهم. كل ما يجب عليك فعله هو أن تتخلص من كلمة "تجريب" منهم سيكون كل شيء صوابا اذا تقبلنا الصدمة والتجدد منهم كمسرح epigone وليس كمسرح تجريب. دعونا نجعلهم يشعرون بالراحة وان نسألهم تجديداً آخر. هل يحتاجهم المسرح الكوري الان حقيقة؟ عندما يخطو التجريب المسرحي الى الامام فان التجريب يثبته ببطء دون أي صوته أو تجديد.

هذه الورقة قدمت  في الندوة الفكرية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي 

الثلاثاء، 23 مايو 2017

الدكتور ياسين الكعبي : (الأقوى) مسرحية تناقش فكرة القوة ومفهومها وموجباتها وعللها

مجلة الفنون المسرحية


الدكتور ياسين الكعبي : (الأقوى) مسرحية تناقش فكرة القوة ومفهومها وموجباتها وعللها
تعاملت مع نص ( سترنبيرغ ) برؤية جمالية لم تقف في حدود بنيته الدرامية فخففت من وطأة الحكاية الاجتماعية
العمل تواصل مع مشروعي الذي بدأته (سنة 2005) في تأسيس ورشة فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة
تعرض المسرحية  الساعة 5 عصر يومي الأربعاء والخميس 24و25 آيار مايو الحالي 


حاوره – عبد العليم البناء 

ورشة فنون المسرح في قسم التربية الفنية بكلية الفنون الجميلة تواصل حضورها الفاعل في المشهد المسرحي حيث ستعرض مسرحيتها الجديدة ( الأقوى) في تمام الساعة الخامسة عصر اليوم الاربعاء وغدا الخميس الموافق الرابع والعشرين والخامس والعشرين من آيار الحالي على خشبة مسرح الورشة في قسم التربية الفنية بكلية الفنون الجميلة .المسرحية تمثل رؤية جمالية للمخرج والاكاديمي الدكتور ياسين الكعبي لم يتوقف فيها عند حدود نص الكاتب سترنبيرغ (الأقوى ) ، وهي من تمثيل الفنانة فائزة جاسم وبمعيتها الفنانين الشباب: أمل صبر ، وميس كريم وقيصر كامل .
الدكتور ياسين الكعبي سبق له أن أخرج لورشة فنون المسرح اعمالا عديدة ، كان من بينها مسرحية (اختزال) التي كانت من تأليفه واخراجه ، إضافة الى مسرحية (سفينة آدم) للكاتب المثير للجدل علي عبد النبي الزيدي ، والتي عرضت في حفل ختام مهرجان المسرح العراقي الأول ضد الإرهاب ، الذي اقامته دائرة السينما والمسرح في منتصف حزيران من العام 2015 على خشبة المسرح الوطني ، ولعب بطولتها الفنانون : الدكتورة شذى سالم والدكتور خالد أحمد مصطفى وبسمان مخلص وسرمد أحمد، وموسيقى الدكتور صالح الفهداوي ، وسينوغرافيا ضرغام البياتي . وهي مسرحية منطلقة من هموم الإنسان بشكل عام ،ولاسيما هموم الإنسان العراقي ، في ظل وخضم هذا التلاطم من الأفكار والصراعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وسط عالم متأزم، ضعف فيه موقف الحب والعشق. مع المخرج الدكتور ياسين الكعبي كانت لنا ، هذه الجولة السريعة من الحوار عن مسرحية ( الأقوى) التي تواصلاً مع مشروعه الذي بدأه (عام 2005 ) في تأسيس ورشة فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد ، والتي ابتدأناها بالسؤال الاتي: 
* ما الفكرة التي تنطوي عليها تجربتك المسرحية الجديدة وما المعالجة الدرامية التي اعتمدتها ؟ 

- التجربة تصدت لنص الكاتب ( سترنبيرغ ) بعنوان ( الأقوى ) ، وهو نص يكاد يحسب على نصوص (المونودراما ) ، إلا أنني تعاملت معه برؤية جمالية لم تقف في حدود بنيته الدرامية تلك ، كما أنني خففت من وطأة الحكاية الاجتماعية التي تتصدر نص المؤلف ، لصالح مايسبره من حكايا مستترة ، يمكن أن تنفتح على الواقع الفكري الذي يهيمن اليوم ، على المشهد المحلي والدولي للأزمة الإنسانية ... 
*اذا كان الامر كذلك فما الذي يميزها على صعيد الخطاب الفكري والجمالي عن اعمالك السابقة خاصة والاعمال المسرحية الاخرى عامة ؟ 
- أردنا من خلال عرضنا أن نناقش فكرة القوة ومفهومها وموجباتها وعللها .، وذلك بوصف أن لكل صراع أطراف ، ولكل طرف مصدر قوة مختلف ، سيما عندما يكون المصدر فكرياً ، فمن هو الأقوى ( السالب أم الموجب ) .... ؟، أما جمالياً فإن عملي يأتي تواصلاً مع مشروعي الذي بدأته (عام 2005) في تأسيس ورشة فنون المسرح في كلية الفنون الجميلة ، والذي يهدف الى البحث عن أسرار التجربة المسرحية بجميع عناصرها ، وعلى وفق مبدأ ( التقشف )، سيما وأننا لانحظى بأي دعم مادي وأحيانا حتى معنوي ...... 
*وما الرسالة التي تريد ايصالها عبر المسرحية سواء على صعيد الشكل أم المضمون ؟
- رسالة العرض تتركز في أنه ( متى ما أدركنا أن التنوع في الفكر ، والعرق ، والدين ، والطائفة ، والمذهب ... ، هو دليل عافية ، وأن التواصل مع الآخر ، فإننا نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً بإتجاه الإنسانية ... ، وحينها فقط ندرك أننا لسنا بحاجة أن نكون الأقوى ) ..
* وماذا عن خياراتك على صعيد الممثلات والممثلين ؟
-أنا وفي جميع تجاربي دائماً أنتمي الى (مدرسة الممثل ) بوصفه العنصر الأكثر تصدراً لحمل دلالات العرض المسرحي لذا من الطبيعي أن يصبح الممثل جسداً وصوتاً هو بؤرة معالجاتي الإخراجية ... ، فيأتي الإشتغال مع الممثل على وفق ( الحفريات ، والنحت ) ، ومحاولة تجاوز النمطية ، وبخصوص (الممثلات ) ، ففي كل تجاربي أنا لا أشترط على الممثلين اشتراطات فنية كبيرة ، سوى الرغبة والالتزام والتحمل ، في (الأقوى ) كانت الرغبة متوفرة من قبلي ومن قبل الفنانة الدؤوبة ( فائزة جاسم ) ، وكان ذلك منذ سنوات ..، تحقق اللقاء في ( الأقوى ) ، وكانت تجربة لذيذة جداً وإنسانية بإمتياز ...
* لنتوقف عند سينوغرافيا العرض واستخداماتك الاخرى ودورها في صياغة أفاق وجماليات العرض ...
- بخصوص ( سينوغرافيا العرض ) ، فبرغم فقر تقنيات المكان ، حاولنا أن نرسم مدلولات بيئة الشخصيات الفكرية ، من خلال اللونين (الأبيض والأسود ) ..
* كلمة أخيرة ...
- مع خالص محبتي ...سأكون جداً مسرور حين ألقاك بين الحضور ....

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption