مسرحية شعرية للاطفال "غرفة الدمى " تأليف : احمد ابراهيم الدسوقى
مجلة الفنون المسرحية
الشخصيات:
جهاد ( طفل قعيد )
الام ( والدة جهاد )
الاب ( والد جهاد )
القرد جمعه (دمية قرد )
دنيا ( طفلة صغيرة)
(مجموعة من الدمى المتكلمة .. وحيوانات خرافية
.. وسرب من الاوزات البيضاوات)
(يرفع الستار .. ترى غرفة نوم لطفل قعيد هو
(جهاد).. فى السادسة من عمره .. الطفل جالس
فى فراشه مسترخى حزين .. وامامه امه تخاطبه
.. يوجد مصباح كبير ابيض .. محاط بابليك .. يتدلى
من السقف .. الغرفة تعج باللعب الكثيرة المتناثرة
.. توجد دمية لقرد كبير .. يسميه الطفل جهاد
(جمعه) .. اثاث الغرفة يدل على ثراء العائلة .. تجاه
اليسار يوجد صوان ملابس فخم .. وسط الحجرة
توجد نافذة عملاقة .. مغلقة تغطيها الستائر ..
يوجد الى جوار الفراش .. كوميدينو كبير فخم ..
عليه العشرات من الادوية والحقن والعقاقير ..
واناء ماء كرستالى كبير .. واكواب مزخرفة .. الوقت
مساءا .. وقد حل موعد نوم جهاد)
الام : (فى حنو )
هيا يا حبيبي اغمض عينيك ببهاء
ونام لقد حل المســــــــــــــــــاء
جهاد : (فى جدال )
كلا ياامى لا اريد النوم كالصغار
اريد الاستيقاظ كالكـــــــــــــبار
الام : ( مداعبة )
يا روحى الاولاد الحلويــــــــــن
ينامون مبكرا كالشاطريـــــــن
جهاد : ( فى الم )
امى لماذا خلقنى الله قعيــدا
اين قدمى حتى اصبح سعيدا
الام : (تشرح فى اشفاق )
ان الله يختبرك يا حبيبـــــــــى
ليرى مدى ايمانك يا نصيبـــى
جهاد : (فى سعادة )
هل تصدقين يا امى الحبيبــــــــــــــــــة
القرد ( جمعه ) الدمية يغنى لى بطيبة
يستيقظ ليلا ليلعب معـــــــــــــــــــــــى
ويرد لساقى الحياة الا تسمعـــــــــــى
الام : ( فى الم )
يا حبيبى لا تفكر فى تلك الاشيــــــــــــــــــاء
( لنفسها )
مسكين طفلى يتوهم انه يسير مرتديا الحذاء
( تغلق الانوار .. وتغادر الحجرة وهى تبكى .. بكاء
صامت .. وتمر نصف دقيقة .. بعدها تضاء الحجرة
بنور خافت .. ملون بشتى الالوان .. ترى بعدها
الدمية القرد ( جمعة ) .. تتحرك هى والالعاب .. ثم
ينهض (جمعة) .. ويقترب من الفراش وينادى )
جمعه : ( فى تدليل )
جهـــــــاد .. جهـــــودى
جهـــودى .. حبيبـــــــى
جهاد : ( فى غبطة )
من من .. جمعة قردى الحبيـــــــــــــب
من يركب عربة الاطفاء ويقول بيب بيب
جمعه : ( يغنى ويرقص )
هيا يا جهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــودى
العب مع قـــــــــــــــــــــــــــــــــرودى
جمعه القرد الساحر العجيــــــــــــــب
يفتح لك عالم رحيـــــــــــــــــــــــــــب
قل لى يا جهــــــــــــــــــــــــــــــــودى
الى اى الاماكن تريد السفر يا حبوبى
جهاد : ( يتخيل )
اريد اسدا يشرب الشوكــــــــــــــــــولاه
وغزال يخلع ناب النمر ويقـــــــــول اه اه
وضفدع يطير وسط الطيــــــــــــــــــــور
يقول لهم معذرة طلب منى الحضــــــور
وفراشة تغزل التريكوه الــــــــــــــــــوان
لطفلتها ذات الضفائر فيفيـــــــــــــــــــان
وبحر من الحلوى يفـــــــــــــــــــــــــــور
واسماك من البون بون تطيـــــــــــــــــر
وطائرة متكلمة من السكــــــــــــــــــــر
تعاكس فى الجو الجبل كركــــــــــــــــر
اريد السفر لبلاد السحر والغموض بتذكرة دعــــوة
بلاد الهبرا كدبرا وهوكاس بوكاس ياللروعـــــــــــة
فيها مهرج مقيد بالفنــــــــــــــــــــــــون
احل وثاقه بسيف ذو نكهة الليمـــــــون
فيها ملك قزم جالس داخل ساعة كاتينـــــة
لقد تاخر على موعده فى السفينــــــة
وام تبكى على وليدهـــــــــــــــــــــــــا
العاجز المشلول حبيبهـــــــــــــــــــــــا
دموعه بحر سيغرق الجمـــــــــــــــــيع
ماعدا امه والقرد جمعه وابوه الشجـيع
جمعه : ( وقد امسك عصا ساحر )
لا تحزن يا جهــــــــــــــــودى
انت حللت قيــــــــــــــــــودى
وانا بدورى ساجعلك تسيــــر
تجوب بلاد الدنيا مثل السفير
(يضرب القرد جمعه الارض بقدمه .. فتظهر اثنتين
من الاوزات البيضاوات .. يمسكن بيدى جهاد .. فى
حنو .. فينهض ويقف .. ويسير على قدميه )
جهاد : ( سعيدا وحزينا فى ذات الوقت )
هذا جيد لكنى اريد ان اسير فى كل مكان
فى المنزل والمدرسة والشارع والدكـــان
جمعه : ( يشرح )
هذه هى سر التعويـــــــــــــــــــــــــــــــذة
ان ظهرنا وتكلمنا امام الناس صرنا حلوى لذيذة
ولن تلعب معى بعدها يا حبيبــــــــــــــــى
وقتها اصبح كتلة من الحلوى خرساء يا عزيــزى
جهاد : ( فى تساؤل )
وهل سافقدك بعدها يا جمعـــــــة
جمعه : ( يضيف )
وستحل بك اللعنـــــــــــــــــــــــــــة
كل اللعب التى تلمسها بيديــــــــك
تصير حلوى لذيذة لبيك وسعديــــك
سيكرهك الاطفال ويظنوك مسحور
ولن تهنا باى لعبة ياعصفـــــــــــــور
( يفكر جهاد .. ودموعه تسيل هنيهه .. ثم ينظر
للقرد التى سالت دموعه هو ايضا )
جمعه : ( وقد عقد العزم )
حسنا لا تبكى يا ملاكى الصغير جهودى
نادى على امك وابيك ياحبوبـــــــــــــى
جهاد : ( يغالب دموعه وينادى )
امى يا امى هلمى هلمــــــــــى
يوجد شخص فى الحجرة يا امى
( يسمع صوت جلبة فى الخارج .. يدخل بعدها الاب
والام مهرولان .. ظانان بان فى الحجرة لص )
الاب : ( فى خوف وتلفت )
ما الامر ياولــــــــــــــــــدى
الم : ( فى رعب وتلفت )
الص فى المنزل يا سعدى
جهاد : ( فى سعادة )
كلا هاهو القرد جمعة يتكلـــــــــــــــــم
وها انا من الدرس اتعلــــــــــــــــــــــم
يرد الحياة لسيقانـــــــــــــــــــــــــــــى
وللاسف يتحول هو بعدها لحلوى شيطانى
الام : ( تبكى )
يالحزنى ان الولد يخرف ياللسماء
الاب : ( فى الم )
ان الولد يتوهم اشياء ياللبــــــلاء
جمعة : ( يخاطبهم )
كلا انه لا يتوهم
انه يسير ويتعلم
الام : ( تتلفت حولها )
من من قال هــــــــــــــــــــــــــذا
الاب : ( يتلفت فى دهشة )
من معنا فى الحجرة كيف ولماذا
جمعة : ( وقد كشف عن شخصيته )
انه انا القرد جمعه المتكلم
ياكل ويشرب ويتعلــــــــــم
( يظل القرد جمعه يتقافز امامهم صاخباوهم مذهولين ثم يتوقف عن اللهو )
والان ساكمل مهمتــــــــــــــــــــــــــــــــى
سارد الحياة لساقيك يالحزنى ولوعتـــــى
ولن تلعب معنا بعد اليوم يالسوئتــــــــــى
وستمسسك اللعنة يا وحشتـــــــــــــــــى
كلما لمست دمية تتحول لحلــــــــــــــــوى
وستلعب بعدها مع الاطفال محمد وسلوى
وسيتركك الشلل نهائيــــــــــــــــــــــــــــــا
وستصبح طفلا عاديــــــــــــــــــــــــــــــــــا
( تدق الموسيقى .. وينهض جهاد من فراشه ..
ويظل يرقص مع القرد جمعه والاوز وبعض
الحيوانات الخرافية )
الجميع : ( فى سعادة ومرح )
نحن دمى حجرة الالعـــــــــــــــــاب
نختبىء عندما ينفتح البــــــــــــــاب
صديقنا المدعو جهـــــــــــــــــــــــاد
سيلعب مع باقـــــــــــــــــى الاولاد
لكن للاسف سنتحول لحلوى لذيذة
تسيل من عيوننا الدموع الحزينــــة
هكذا تقول التعويــــــــــــــــــــــــذة
كلما لمس جهاد اى دمية لطيفــــة
تتحول لحلوى طفولية خفيفـــــــــة
( يركض الاب والام نحو جهاد .. ويحتضناه ..
وينخرطون فى بكاء شديد )
الام : ( فى امتنان )
شكرا لك ايها القرد المسحور
شكرا لكل الحيوانات والطيـور
جمعه :
......................................
الاب : ( فى دهشة )
لماذا لايــــــــــــــــــرد
لماذا لا يتكلم ولا يصد
جهاد : ( باكيا )
لقد تحولوا لحلوى يا ابــــــــــــــــــــى
لقد ضحوا بحياتهم من اجلى يا امــى
( تمر الايام .. ويرى جهاد جالس .. حزينا فى
غرفته وحيدا .. وقد هجره الاطفال والاصدقاء
.. بسبب لعنة القرد الدمية .. يسمع طرق
على باب الحجرة .. تدخل امه ومعها طفلة
صغيرة مبتسمة )
الام : ( فى بشاشة )
يا ولدى هذة هى الطفلة دنيا الصغيرة
ابنة زميلتى فى العمل الكبيــــــــــــرة
هيا العبوا مع بعضكمــــــــــــــــــــــــــا
ركبو الميكانو باصابعكمــــــــــــــــــــــــا
جهاد : (فى رفض وتالم )
يا امى سيتحول الميكانو لحلوى لذيذة
وستكرهنى دنيا الطفلة الجديـــــــــدة
دنيا : ( فى دهشة وتلقائية )
ماذا ياللسحر .. اتحول الاشياء يا جهــــــــاد
اانت ساحر ام حاوى ام جوال فى البلاد
( يندمج معها ويبتسم )
جهاد : (يشرح )
اخشى انى مصاب بلعنة شديــــــــدة
كلما لمست لعبة تتحول لحلوى لذيذة
دنيا : (فى سعادة )
حسنا وانا ايضا مصابة بلعنة كبيرة
احول الحلوى لمخلوقات متكلمـــة
جهاد : ( يفكر فى غبطة )
ماذا حسنا لنعقد اتفاقـــــــــــــــــــــــــا
احول انا اللعب لحلوى اسرافــــــــــــــا
وانت تحوليها لالعاب اشفاقـــــــــــــــــا
ونكون فريق السحر جهاد ودنيا انطلاقا
( يرى جهاد بعد ذلك .. قد انخرط فى اللعب
مع دنيا .. هو يحول اللعب لحلوى لذيذة ..
وهى بدورها تحول الحلوى للعب مسلية ..
وبذلك تم كسر التعويذة .. ومحو اللعنة .. وهنا
بعد ان تم تحويل الدمى الحلوى .. الى دمى
متكلمة .. اخذ الجميع .. القرد جمعه .. وباقى
الدمى .. وجهاد ودنيا .. يرقصون فى سعادة
.. ويغنون فى لوحة غنائية جميلة )
الجميع : ( فى صوت واحد )
ما اسعدنا بلعبتنا الثنائية اللذيـــــــذة
جهاد ودنيا يلعبون لعبة التعويــــــــذة
هو يحول الدمى لحلوى يالغبطتنــــــا
وهى تحول الحلوى لدمى يالسعادتنــــــا
الدبة ترقص رقصة الدبدوبة الكسلانة
والفيلة ترقص معها رقصة فلافيلو البدينة
الزرافة تتمختر تسير على ساق واحــــدة
والدودة تدخن الغليون كل يوم فى السابعـــــة
اسد الغابة يعمل طبيب اسنــــــــــان
والتمساح يعمل فنـــــــــــــــــــــــــان
النملة تشيد منزل من الجبن الرومى
والضفدع يذاكر لامتحان النقيق العالــــى
الجعران يرفع الاثقال فى المسابقـات
تنافسه الجرادة ام عضـــــــــــــــــلات
هناك دائما يوجد امـــــــــــــــــــــــــل
لابد من الجد والعمـــــــــــــــــــــــــل
الدنيا لن تقف عند مشكلــــــــــــــــة
اتجه لله واجتهد لحل المعضلـــــــــة
ستار
احمد ابراهيم الدسوقى
مصر - القاهرة - 2017
0 التعليقات:
إرسال تعليق