أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 12 أكتوبر 2017

إبرام اتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافية التونسية.. بشأن تنظيم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس 2018

مجلة الفنون المسرحية

إبرام اتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافية التونسية.. بشأن تنظيم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس 2018  

 ظهر اليوم الخميس 12 أكتوبر 2017 إمضاء اتفاقية بين وزارة الشؤون الثقافية والهيئة العربية للمسرح، أشرف عليها الوزير محمد زين العابدين والأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبد الله بشأن تنظيم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس في الفترة الممتدة بين 10 و 16 جانفي 2018. 
وشدّد الوزير بالمناسبة على أهمية هذه الاتفاقية في فسح المجال أمام المسرح التونسي لمزيد التعريف به وبأعلام المثقفين والفاعلين الثقافيين التونسيين والعرب، مشيرا إلى أن هذه الشراكة هي منطلق مميز لتأسيس مشاريع مشتركة بين وزارة الشؤون الثقافية والهيئة العربية للمسرح. ومن جهته، أشار الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبد الله إلى قيمة انعقاد هذه الدورة في تونس، لما تتميز به من إشعاع ثقافي عربي، بعد سلسلة من اللقاءات جمعت ممثلين عن الطرفين سعيا لمحاولة الوصول إلى تصوّر يتناسب مع الانتظارات العالية لدى المسرحيين العرب. ويتضمن برنامج المهرجان عروضا مسرحية عربية تلتزم اللجنة العربية التي تشكلها الهيئة باختيارها، وأخرى تونسية ترشحها وزارة الشؤون الثقافية، فضلا عن تكريم رموز مسرحية تونسية وتنظيم مؤتمر فكري وورشات تكوينية ومعارض للكتب والصور والمنتوجات وندوات تطبيقية ومؤتمرات صحفية ولقاءات مع مؤسسات دولية صديقة، كما يحتوي على حفلين، افتتاحي واختتامي، يشتملا على عرض فني أو مسرحي. 





عن الخشبة 

اسمع يا عبد السميع .. عبد الكريم برشيد في القاهرة

مجلة الفنون المسرحية


اسمع يا عبد السميع .. عبد الكريم برشيد في القاهرة


*د. وفاء كمالو - الهلال اليوم 

  فى حضرة عبد الكريم برشيد، تجاوز الوهج حدود الكائن والممكن، ليصبح المسرح احتفالا بالحياة والحب والحرية، تلك الحالة التى اندفعت إليها الفنانة دنيا النشار، لتوقع على دفتر عشق الفن والوطن، وتمتلك جوازا للمرور إلى عالم التجارب المسرحية الحية المشاغبة.
    فى هذا السياق يقدم مسرح الطليعة في القاهرة، عرض "اسمع يا عبد السميع"، للمؤلف المغربي عبد الكريم برشيد والمخرجة صاحبة الإعداد دنيا النشار، التى كشفت عن إدراك جميل لفكر وفلسفة برشيد، وقدمت عرضا مدهشا يحمل بصماتها الفريدة، ورؤيتها العنيدة، ولغتها الشابة المتوترة، المسكونة بجماليات الرفض والتمرد والعصيان.
   تتجه رؤى برشيد إلى أن الكتابة فى حقيقتها، سلطة وقدرة، لأنها تمتلك قابلية البعث المتجدد، تمتلك فعل الاستحضار، استحضار الأرواح والأزمان والأمكنة، والمفاهيم والحالات، فالمسرح يجعل المحال ممكنا، والغياب حضورا، والحق واضحا والخيال واقعا، وإذا كان المسرح الاحتفالى يعتمد على التراث الأدبى العربى، والأشكال الفنية الشعبية، وطبيعة العرض ومعمار المسرح، وأسلوب الأداء والعلاقة بين الممثل والجمهور، فإن الاحتفالية تسعى إلى أن تجعل الكتابة بالجسد تنسجم انسجاما كليا، مع كتابة الوجدان والأعماق، فالمسرح تاريخ لما أهمله التاريخ، وبحث فيما وراء الحدث والفعل والشخصيات، واشتباك مع الحلم والفكر، والجنون والهذيان، إنه كتابة تتجاوز الأقلام إلى الأجساد الحية المتحركة، والمنفعلة بالمحيط والفاعلة فيه.
    يؤكد برشيد أن المسرح هو التحدى، هو المجتمع البديل، العالم الذى نصنعه نحن، الآن وهنا، عالم جديد مغاير يحمل أنفاسنا وأحلامنا وبصماتنا، عالم متحرر من الجبرية والمصادفة والعشوائية، عالم نصمم حاضره ومستقبله كما ينبغى أن يكون، ليصبح رسما تقريبيا للزمن الآتى والمجتمع القادم.
    فى هذا السياق نجد أن الاحتفالية لا تقدم وهما ولا تعرض فرجة، لا تحكى عن الماضى ولا تحاكى الحاضر، لأن الاحتفال المسرحى فى جوهره فعل حى، لا يكرر غيره من الأفعال، ولا يشير إلا لنفسه، فهو زمن مقتطع من عمر المحتفلين، زمن لا يتكرر وإحساس لا يتكرر أيضا، فالفضاء المسرحى هو اختصار لكل فضاء العالم، وتكثيف لكل الأزمنة والأمكنة، وحضور كل البشر فينا نحن، ويظل جوهر المسرح هو اللقاء، بكل ما يحمله من مشاعر وعذابات وقضايا اجتماعية سياسية ووجودية.
    يضعنا عرض "اسمع يا عبد السميع" أمام إدراك متميز لفكر وفلسفة عبد الكريم برشيد، فكانت الكتابة رصينة، واعية ورشيقة، تحمل روح وبصمات المفكر العربى الكبير، أما منظور الإخراج فقد ارتكز على الاختيار الدقيق لبعض مفردات مسرحه، التى تتوافق مع طبيعة رؤية دنيا النشار. فلم تقدم منهجا جديدا، لكنها استطاعت أن تضع بصمتها الخاصة على تجربة لامعة تنتمى لمنظور رؤيتها للعالم.
    فى هذا السياق تشير المخرجة فى كتيب العرض إلى أنه عندما يأتى المساء، يأتى ومعه مصباحه، فقد خلق الإنسان ليبحث، يحتاج إلى النور كى يرى ما يبحث عنه، يبحث عن ماضيه، عن مستقبله، عن عذاباته، يبحث فى داخله وفى خارجه، وتظل المتعة فى رحلة البحث، وليس فى الوصول، "فنحن لا نريدكم أن تركبوا معنا سفن الحكاية، لكننا نريد أن نحياها معكم من جديد".
    تدور الأحداث فى إطار تشكيل سينوغرافى شديد البساطة، يعلن بوضوح عن انتمائه للمعذبين والمقهورين فى عالمنا العربى، فنحن فى بيت صغير فقير، تتضح معالمه عبر مفردات التشكيل السينوغرافى، المسكونة بالدلالات النارية الصارخة، سرير النوم فى مقدمة اليسار، يروى عن الليل والحب والهوى، وعن جسد عبد السميع الذى افتقد الرغبة والحرارة والوهج، لتظل زوجته أسيرة الحرمان والقهر والموت العاطفى، الدلالات تنطلق من عمق الواجهة لتروى عن الغياب والاستبداد والفقر المخيف، الموقد الصغير يشتبك مع ثلاجة قديمة تجاوزت الصلاحية، والكرسى الهزاز يشير إلى احتمالات قادمة، وضرورات حتمية للتغيير.
    كان يمين القاعة يشهد احتفالا عارما بالحياة، يتبلور عبر الضوء وإيقاعات الألوان وتناقضات الدهشة، بينما تأخذنا فوضى العبقرية الساكنة فى كيان عبد السميع، إلى المشعل والطاحونة الهوائية، والحصان الخشبى الصغير، تلك الأشياء الفارغة، التى يمتلكها يتصور أنه عبقرى، يصنع الحياة، وفى هذا السياق تأتى السيدة العجوز بملابسها السوداء وعصاها الشهيرة، صوتها العالى يتردد بقوة وهى تنادى على عبد السميع، السينوغرافيا تمنحها امتدادا دلاليا مدهشا، فتصبح اختصارا لكل نساء الشرق، وحين تنظر إلى الحكاء الشاب تتصور أنه هو زوجها عبد السميع، يشبهه كثيرا ويتحدث مثله، لكنه لايزال صبيا، رغم أن معظم الناس كبروا.
    يتقاطع الضوء مع الحوار والكوريوجرافيا (الأداء الحركي الراقص)، الحكاء الشاب يندفع مؤكدا ضرورة أن نضع كل شىء موضع الشك، بينما تحكى السيدة العجوز عن زوجها الذى هرب، فقد خنقته الأسوار والقيود، كان يبحث عن عيون جديدة، وروح جديدة، هرب من مدينة تصلب الروح والمعنى، وتقتل الدهشة، مدينة استقر رأسها الحكيم فى التراب والوحل، لذلك تقرر الرحيل لتبحث، لكن الفتى ينصحها أن تركب سفن الحكاية، وتحكى.
    هكذا ندخل حياة عبد السميع وزوجته، عبر تقنيات مسرحية شديدة البساطة والوضوح، ترتكز بقوة على إيقاعات المسرح الاحتفالى، حيث الدمى الكثيرة المختلفة، التى يتم توظيفها بوعى لتلعب أدوارا مهمة تكشف أبعاد الحالة المسرحية، وفى هذا الإطار تندفع السيدة العجوز، التى تحمل العروسة الضخمة والعصا، لتعيد ترتيب البيت، وتشتبك مع فوضى العبقرية، تلامس الحصان الخشبى الذى صنعه عبد السميع، ليلعب به الأطفال، لكنهم تأخروا كثيرا ولم يأتوا، وعبر تقاطعات الضوء والموسيقى، نرى الزوجة العجوز وهى شابة، ترتدى قميص نوم ورديا، وتستلقى على السرير، عبد السميع يزعجها بعبقريته البكر الجميلة، يهوى إصلاح الأشياء، لكنه يفسدها دائما، وحين تقترب منه لتعانقه، تكشف خطوط الحركة ولغة الجسد، عن رعب عبد السميع من لقاءات الحب والوهج، لكنه يخبرها أنها امرأة جميلة، سمعها منذ الخليقة، امتلأ بصوتها، وكانت نورا ونارا وهذيان.
    تتقاطع الكوريوجرافيا اللاهثة مع موجات الضوء، تتوقف الزوجة طويلا أمام معنى الهذيان، فيخبرها أنه هو الذى يمنحنا مفاتيح أبواب المدن الموصدة، وهو يفك الحصار، ويعطينا السرج واللجام، لنرحل، ثم يندفع ليركب الحصان الخشبى الصغير، ويتخيل أنه سيخترق الطرق والمدن، ويذهب للحرية والأحلام، وفى هذا السياق يعايش المتلقى، أحد أجمل مشاهد العرض حين يراقصها عبد السميع برشاقة خلابة، يعزف على جسدها عزفا ساحرا، يرتبط بصوت موسيقى العود المبهرة، التى تكشف معنى الجمال الخلاق.
    يأخذنا الحوار الدال إلى أعماق عالم الزوجة، لنصبح أمام طرح فنى ثرى لقضايا المجتمع العربى، منذ الماضى البعيد، نعلم أنها ابنة الإسكافى الفقير، اسمها الخامسة، رقم ضائع بين الأرقام، لم ينجب أبوها غير البنات، التشكيل الجمالى يأخذنا إلى عبد السميع وهو يحرك عروسة ضخمة، تلعب دور الأب وهو يشعر بالحزن والعار، الخامسة تتحدث عن معنى المهانة والاستلاب، فهى لم تمتلك حتى اسمها، تشعر أنها موءودة تحت التراب، فلا فرق بين جاهلية الماضى البعيد، وجاهلية حاضرها الشرس العنيد، ويظل عبد السميع يدفعها إلى الهذيان، لتتصور أنها لو كانت رجلا، لامتلكت صوتها وجسدها وحريتها، لكن أحزان الواقع تدفعها إلى العروسة، تذكرها بأحلام الأمومة الضائعة، والأطفال الذين لم يأتوا، وتتهم زوجها أنه عاقر عقيم، غير قادر على العطاء، وترفض تماما منطقه فى الهذيان والخيال. يتقاطع الضوء الثابت مع دراما الألوان، وتمتد تفاصيل لعبة العبث الوجودى العنيد، ويعايش المتلقى تيار الألعاب الممتدة داخل اللعبة الكبرى، نرى عبد السميع وهو مدفوع إلى هذيان البحث عن الضوء والنور، يتنكر فى ملابس الكهربائى العجوز، الذى سيعيد للبيت الضوء، لكنه يعجز، وتكشف الزوجة خداعه، فيندفع إلى السرير ليجرب الموت، يعترف أنه مجرد رقم زائد، وأنه ليس نبيا يصنع المعجزات، فهذا البيت يحتاج إلى قوة ربانية، لتعيد إليه الحياة.
    تظل الحالة المسرحية تموج بالوهج والإبداع، ويأخذه غضب زوجته إلى ذكريات طفولته مع أمه، يقرران أن يلعبا معا دور الطفل المعذب بالكبت، والأم المسكونة بالتسلط والاستبداد، ويكتشف أخيرا أن أمه وزوجته وجهان اثنان لحقيقة واحدة، وفى هذا السياق يتضافر الضوء مع الحركة والموسيقى والحوار، ونعيش زمنا ضمنيا معقدا، يمتزج فيه الماضى بالحاضر، ويقرر عبد السميع أن يهجر سلاسله وأغلاله، لأنه فى حاجة إلى أن يسير ويركض ويرحل، وعبر تقنيات لغة الدهشة، تذوب شخصية الزوجة، لتتوحد مع الأم، التى يتردد صوتها بالنداء على ابنها، تقترب بشدة من الجمهور، لتخبرنا إننا جميعا نشبه عبد السميع بشكل غريب، وتمضى ليبقى صوتها يدين الكذب والزيف والتسلط والغياب.
   هكذا ينتهى العرض الذى شارك فيه النجم الجميل شادى سرور، صاحب الموهبة الخصبة والحضور اللافت، مع النجمة الفنانة نيفين رفعت، التى بعثت طاقات من الوهج والإيقاع عبر بصماتها الفريدة المتميزة. وكانت السينوغرافيا لوائل عبد الله، والعرائس لحسام الشربينى، والموسيقى من إعداد محمد حمدى رءوف، والتعبير الحركى لضياء شفيق.

*ناقدة مصرية

بعد سبعين عاما من التألق يوسف العاني يترجل

مجلة الفنون المسرحية

بعد سبعين عاما من التألق يوسف العاني يترجل

عواد علي - العرب 

بعيدا عن وطنه العراق وأهله وأحبته، رحل الرائد المسرحي فنان الشعب يوسف العاني الاثنين في المستشفى العربي بالعاصمة الأردنية عمّان عن عمر يناهز التسعين عاما، إثر تدهور حالته الصحية ودخوله في غيبوبة قبل نحو شهر، بعد تجربة إبداعية رائدة مثلت أهم التجارب المسرحية العراقية والعربية سواء في التأليف أو التمثيل.

فقد المسرح العراقي والعربي برحيل المسرحي العراقي يوسف العاني الاثنين بعمان، رمزا فذا ترك أثرا عميقا من خلال نصوصه المسرحية التي غاصت عميقا في قضايا وهموم شعبه وعذاباته، والأدوار التي مثلها طوال سبعين عاما.

واصل العاني إبداعه المسرحي طوال سبعين عاما منذ اعتلى خشبة المسرح لأول مرة وهو عمر طويل مليء بالإنجازات والمعاناة والمسرات والانكسارات، وتاريخ جمعي ينوء بحمله فرد واحد في هذا العصر المتلاطم الأمواج والصراعات والأهوال. لذلك لُقّب بـ”فنان الشعب”، و”مولير بغداد”، و”سنديانة المسرح العراقي”، و”الفنان الرائد”. وباللهجة العراقية كان يشبّهه البعض من المسرحيين من الأجيال التالية لجيله بـ”الأبّي”، وهي لفظة تعني أنبوب الماء الرئيسي الذي يغذي أنابيب المياه في المنازل والمباني، كناية لما يمثله من دعامة أساسية في مسيرة المسرح العراقي.


موهبة مبكرة

كان عمر العاني سنة 1944، حين مثّل، أول مرة، مسرحية في فصل واحد من تأليفه وإخراجه، لا يتجاوز السابعة عشرة، فيا لها من موهبة تفتّحت في سن مبكرة، ونمت بمرور الأيام والأشهر والسنوات حتى أصبحت واحدة من أهم المواهب في تاريخ المسرح العراقي والعربي، وصار صاحبها رمزا كبيرا من رموز الثقافة العراقية، وشاهدا حيّا على مخاضها وتحولاتها، وعلما بارزا بين مبدعي جيله الخمسيني كالسياب والبياتي والملائكة وجواد سليم وفائق حسن وإبراهيم جلال وغائب طعمة فرمان، وغيرهم. وقد صدق عبدالرحمن منيف حين أشار في تقديمه لكتاب العاني “شخصيات وذكريات” إلى دوره في أن يكون صلة وصل في ما انقطع ثقافيا وفنيا ووجدانيا بين المثقفين والفنانين العرب.


وتشير سيرة العاني إلى أنه ولد في جانب الكرخ من بغداد عام 1927، وقد صحا ووجد نفسه يتيما بلا عطف أو حنان، غريبا متنقلا بين بيوت أقربائه، فكان اليتم والغربة يحفزانه على أن يكون شيئا فإذا به، وهو في الرابع الابتدائي، يصعد إلى مسرح المدرسة ويؤدي دورا تمثيليا، ويعجب به معلمه ويقول له “ستصل إلى مسرح المدينة يوما..”، وصفق له التلاميذ وانتشى، وترسّبت الشهرة في أعماقه. وفي طفولته أيضا رأى منطقة الكرخ ببغداد مسرحا مفتوحا، فقراء، أغنياء، من طبقات شتى، ثم رآه يعج بالمفارقات وبعجائب الاختلاف، وقام وهو فتى بصنع مسرح شعبي على دكة كبيرة في زقاقهم، وجعل أبناء محلته يمثلون، وعرف في ما بينهم بيوسف البهلوان، أو الممثل على الطبيعة. وكانت في زاوية على دجلة علوة (سوق مركزي للخضار) كبيرة لأعمامه ارتكن فيها ركنا، وهيأ مسرحا مرحليا مثل عليه شباب مسرح ذلك العهد.

دخل يوسف العاني عالم التأليف المسرحي في أوائل الخمسينات من القرن الماضي حين كتب مسرحية “راس الشليلة” عام 1951، على الرغم من محاولاته السابقة التي لم تحظ باهتمام الدارسين. ويماثل ظهوره في العراق، كما يرى علي الراعي وغيره من الباحثين، ظهور توفيق الحكيم في مصر، وسعدالله ونوس في سوريا، كونه كاتبا لم تتوافر له الموهبة وحسب، بل توافر أيضا شيء يليها في الأهمية وهو استمرار الإبداع، وزاد عليهما شيء آخر مهم وهو معاناة التجربة المسرحية من زوايا أخرى غير التأليف، وأهمها التمثيل، فهو أقرب من غيره إلى مفهوم رجل المسرح، إذ يجمع بين ركنين من أهم أركان العملية المسرحية، التأليف والتمثيل.

ويعترف العاني بأنه بدأ التمثيل مقلدا ومعجبا بممثلين معروفين في مرحلة مبكرة من سيرته، فاستهواه يوسف وهبي، أول الأمر، ثم ثار عليه وعلى طريقته الأدائية، وتعلق بأسلوب الريحاني، وحين نضجت تجربته وتهيّأ له أن يزور ثلاثة أرباع مسارح العالم تعلم كثيرا، واكتشف وأسس مسرحه الخاص به “فرقة المسرح الفني الحديث” مع إبراهيم جلال وعبدالرحمن بهجت ويعقوب الأمين.


نصوصه المسرحية

كتب العاني خلال نصف قرن 38 نصا مسرحيا أشهرها: راس الشليلة، ست دراهم، آني أمك يا شاكر، فلوس الدوة، لو بسراجين لو بالظلمة، الغذاء لا الدواء، صورة جديدة، المفتاح، الخرابة، الشريعة، الجومة، الخان، ونجمة. ويكشف في النص الأول “راس الشليلة” عن الفساد الإداري في الدوائر الحكومية في بداية الخمسينات من القرن الماضي بأسلوب يشبه أسلوب التمثيلية الإذاعية، ويجمع فيه بين العرض الواقعي والمنحى الكوميدي، هادفا إلى نصرة المظلومين البسطاء من أبناء الشعب على خصومهم ومستغليهم.

ويعمق في نص “ست دراهم” من نقده الاجتماعي للبعض من الفئات التي لا يستغني الناس عن خدماتها، فيقدم نموذجا سيئا لشريحة الأطباء مُدينا غطرسته ولا إنسانيته المتمثلة بإصراره على الحصول على ستة دراهم من أحد المرضى المراجعين لم يكن يملكها، فيضطر المريض إلى الذهاب بحثا عنها، لكنه قبل أن يغادر العيادة يلتقط من مكتب الطبيب بطاقة دعوة لحفلة ساهرة كان الأخير قد تعب في الحصول عليها، ثم يعود حاملا الدراهم الستة ليعطيها للطبيب، ويرمي عليه البطاقة وقد مزقها انتقاما منه.

ينتقل العاني في نص “آني أمك يا شاكر” إلى المسرح السياسي متأثرا برواية مكسيم غوركي الشهيرة “الأم”، حينما يجد أن أحداثها قد امتزجت مع حدث وقع في العراق وهو غياب ابني سيدة، الأول “شاكر” مقتولا على يد المحتلين، والثاني مقتولا في السجن بسبب موقفهما الوطني. ويصور النص بطولة المرأة (الأم وابنتها وجارتها) ووعيها السياسي المتقدم، وإرادتها القوية في مواجهة السلطة الغاشمة والانتهازيين الذين يقدّمون مصالحهم على قضايا الوطن المصيرية. ويصف علي الراعي هذه المسرحية بأنها قُدّت من فولاذ، لكنه يعيب عليها طابعها الميلودرامي لأنها تعرض صورة مثالية لشخصياتها في وضوحها وشفافيتها: الأخيار أخيار تماما، والأشرار أنذال حتى النهاية.

وفي نص “المفتاح” يخطو العاني خطوات متقدمة في كتابة مسرحية ذات بناء درامي حديث مستثمرا التراث الشعبي من خلال أغنية فولكلورية شائعة لها نظائر في بلدان عربية كثيرة. بطلا المسرحية هما الزوجان حيران وحيرى اللذان يخرجان، ومعهما نوار الذي يسايرهما من دون قناعة، في رحلة بحث عن ولد يتمتع بضمانات كافية، فيكتشفان أنهما يسعيان وراء وهم ليس إلاّ، فالجدود عند أطراف عكا لا يملكون غير وعد بكعكة لا تنتهي أبدا، وثوب لا يخلق. ويأخذ الزوجان الكعكة والثوب ويضعانهما في صندوقهما، ثم يكتشفان أن الصندوق يحتاج إلى مفتاح، والمفتاح عند الحداد، وهذا يريد نقودا لكي يعطيه لهما والنقود عند العروس، وهذه في الحمام، والحمام يريد القنديل، والقنديل في البئر، والبئر يحتاج إلى حبل، والحبل معلق في قرن الثور، والثور يريد الحشيش، والحشيش في البستان، والبستان يحتاج إلى المطر، والمطر من عند الله.

فكلما حاول الزوجان الحائران أن يجتازا واحدة من تلك المراحل يُصابان بخيبة أمل، فالعروس ترفض أن تعطيهما النقود، والبئر يطالبهما بأن يتعبا من أجل الحصول على الحبل.. وتنتهي رحلتهما بالحصول على المفتاح، لكنهما يجدانه فارغا! والعبرة من ذلك، كما يقول نوار، إن الإنسان لا يحصل على هدفه بالتعب فقط، بل بالطريق الذي يسلكه لتحقيقه، ووسط هذه الخيبة تفاجئنا حيرى بأن الطفل الذي يبحثان عنه موجود في أحشائها، لقد حملت به منذ مدة، لكنها أخفت حملها حتى يفتحا الصندوق. وما دام الطفل/ الهدف موجود، فإن عليهم، حيران وحيرى ونوار، أن يركضوا لمواجهة الموقف الجديد. وتنتهي المسرحية وكل الشخصيات تركض، دلالة إلى انحياز النص إلى المستقبل.


سعيد أفندي يغمض عينيه إلى الأبد
يختلف نص “الخرابة” تماما عن نص “المفتاح”، فها هنا يكشف العاني عن تمثّله للاتجاهات المسرحية المعروفة في المسرح العالمي: الملحمي، والوثائقي، والشعبي، ومسرح العرائس في نسيج درامي يكشف من خلال الإيحاء عن الخراب الذي يلف حياتنا، فثمة شخصيات عديدة محلية وعالمية قديمة وحديثة اختارت طريق الخير والصدق والنضال لمواجهة قوى الظلام والبشاعة عبر تداخل مواقف درامية متباينة في الزمان والمكان، وبأسلوب أقرب إلى الفانتازيا التي تمزج بين الواقعي والتاريخي من جهة والسحري والأسطوري من جهة أخرى. وتُعد هذه المسرحية من أكثر مسرحيات العاني ولعا باللعب الدرامي، وميلا إلى تناول قضايا إنسانية كبيرة وشائكة، خاصة أنه كتبها في مرحلة شائكة من مراحل الصراع بين القوى العالمية المتنافرة.


العالم الشعبي

ويعود العاني بعد هذه التجربة المثيرة إلى عالمه الشعبي الذي يتقن أسراره وخباياه، إنه عالم “الخان” في مرحلة الأربعينات من تاريخ العراق بأجوائه وشخصياته الحافلة بالحيوية والنبض الإنساني والوطني، وفي مقدمتها الحمال ذي النفس الصافية والقلب الكبير جاسم الملقب بـ”جاسم “أبوالحياية”، أي الأفاعي، وفي محيطه شخصية نجمة، بائعة البقول، المهمومة، طيبة القلب، الشامخة، الشهمة، التي لا تنسى من وقف إلى جانب زوجها المتوفي أيام محنته، وخاصة عباوي، فتطعمه وترعاه

وتحافظ على كرامته، والأستاذ منير، الطالب في كلية الحقوق، الذي يسكن إحدى غرف الخان، ويمثل الفكر السياسي التقدمي.

وإلى جانب هذه الشخصيات الخيرة ثمة شخصيات سلبية مثل: حميد، الجابي، الذي يدلس في الحساب، وملاّ سلمان الكاتب وشاعر المناسبات الانتهازي، وصاحب الخان، العم صلاح، الذي يتنصل عن دوره الوطني على الرغم من كونه تاجرا شريفا يرفض الاتجار بقوت الشعب، ومأمور الاستهلاك الذي يحاول أن يحمل صاحب الخان على التدليس في توزيع التموين من أجل الثراء، شريطة أن يكسب هو هذا الكسب الحرام.

ويشكل الخان في هذه المسرحية رمزا للمجتمع العراقي في الأربعينات بما يموج به من صراعات. لقد وقف يوسف العاني في هذه النصوص المسرحية على مفاصل حيوية في بنية المجتمع العراقي خلال العهود السابقة برؤية تقدمية وأشكال درامية عديدة، وحاول أن يجيب على أسئلة يطرحها العصر والضمير الإنساني تعبيرا عمّا يشهده العالم من صراعات وتضارب في المصالح.



الأربعاء، 11 أكتوبر 2017

اتحاد أدباء كربلاء يستذكر الرائد بدري حسون فريد

مجلة الفنون المسرحية


اتحاد أدباء كربلاء يستذكر الرائد بدري حسون فريد

علي سعيد  - المدى 

أقام اتحاد الأدباء في كربلاء، أمسية تحدث فيها المؤرخ عبد الرزاق عبد الكريم والدكتور طارق حسون عن سيرة وحياة وفن الفنان الكبير بدري حسون فريد، الذي يعد واحداً من القامات الفنية ورائداً من روّاده، وكونه ابن المدينة الذي انطلق من مسرحها ليكون اسماً عراقياً وعربياً.
وقدّم عبد الكريم أولاً لمحة عن سيرة وعطاء الفنان الراحل، حيث ولد في 15 نيسان 1927 في محلة العباسية وكان والده خياطاً يحب الموسيقى والأزهار وكل شيء ممتع وجميل، ويقال إنه أول من أدخل جهاز كرامفون من بغداد إلى كربلاء، ومنه صدحت أصوات مطربين عراقيين وعرب، وكان لوالده علاقة صداقة وثيقة مع والد الفنان الرائد الراحل المسرحي حقي الشبلي، أي أن والد الفنان بدري كان جندياً عند والد الشبلي أيام ثورة العشرين، من خلال هذه العلاقة توطدت علاقة والده بالفنان الشبلي نفسه. وأضاف إن أول مسرحية شاهدها بمصاحبة والده كان عنوانها (السلطان عبد الحميد) تقديم فرقة حقي الشبلي وإخراجه، عرضت في خان القطب وسط مدينة كربلاء القديمة عام 1933، وعمره لم يتجاوز الست سنوات، وبعد أربع سنوات أي في سنّه العاشرة الموافق عام 1937 شاهد عرضاً مسرحياً قدمته المدرسة الفيصلية بعنوان (الطيش القاتل) إخراج الفنان قاسم محمد نور، وكان تأثيرها كبيراً في نفسيته خلال تكوين شخصيته الفنية. وأشار الى أن الفنان الراحل عاش في بيت والده المتزوج من أربع نساء، بدأ شعوره بحساسية الآلام النفسية التي تعيشها الزوجات والأطفال جراء تسلط الأب حيث كان واحداً من عشرين شقيقاً يجمعهم بيت واحد، وما زاد في صعوبة الحياة في هذا البيت شخصية الأب ــ القهرمان ــ كما يسميه بدري حسون فريد، التي كانت تجمع بين القسوة والحنان، المحبة والأنانية، قوة الشخصية، كان (بدري) ضعيف الإرادة منذ صغره أصبح جسمه مرتعاً لأمراض كثيرة، امتصته حتى اقتربت به إلى الموت، لذلك فقد نشأ طفلاً خائفاً مرتعداً يحس بالانهيار النفسي وكان خلاصه الوحيد أن يهرب من البيت ومعاركه وهمومه ومشاكله وقسوة الأب (القهرمان) ليلجأ إلى الحدائق العامة، يعيش مع أقرب شجرة أو نبته أو زهرة.. ويشير عبد الكريم الى أن الشيء الوحيد والمهم الذي استفاده فريد من حياته في ذلك البيت، حب والده للفن وذوقه الفني الذي جعله يحرص على أن يكون بيته متحفاً شرقياً أصيلاً يضم مئات الصور واللوحات والتماثيل والديكورات، إضافة لاقتنائه مئات الأسطوانات الموسيقية والغنائية باللغات العربية والفارسية والتركية والهندية، وليس هذا فقط كما يقول، بل كان حبّه للفن يدفعه لحضور جميع عروض الفرق المسرحية التي كانت تزور كربلاء في ثلاثينات وأربعينيات القرن الماضي، وبخاصة فرقة حقي الشبلي وعبد الله العزاوي ويحيى فائق وغيرها من هذه الفرق، وكان بدري يحضر هذه العروض مع والده الذي كان يصحبه معه لأنه كان يكن له اهتماماً خاصاً بالنسبة لأشقائه الآخرين.

استذكارات: سعدون العبيدي.. ستون عاماً من العطاء

مجلة الفنون المسرحية

استذكارات: سعدون العبيدي.. ستون عاماً من العطاء

د. عبد الاله كمال الدين‏  - المدى 

بعد فصلي من الدراسة المتوسطة عام١٩٥٦، بسبب اشتراكي في تظاهرات استنكار العدوان الثلاثي على مصر، اضطررت الى العمل ككاتب طابعة في قسم المشاريع التابع لمديرية استثمار الاراضي الأميرية.
خلال عملي تعرفت على سعدون العبيدي (المولود في مدينة العمارة ١٩٣٣) الشاب الوسيم الذي كان يعمل في شعبة الرسم الهندسي، توطدت علاقتي بسعدون على نحو مميز جراء انجذابي الى أفكاره وتطلعاته،  في تلك الفترة كان سعدون طالباً في معهد الفنون الجميلة القسم المسائي ويمارس نشاطاً ملحوظاً فيه كممثل، فضلاً عن ممارسته كتابة النصوص المسرحية .. أهداني ذات يوم كتابه الأول "مجموعة مسرحيات" اثناء ترددي عليه في شعبة الرسم الهندسي فكان هذا الكتاب فاتحة لاهتمامي بالأدب الدرامي بدءاً من عام ١٩٥٧. مرت بضع سنوات والتقيت مجدداً بسعدون العبيدي عام١٩٦٢  في معهد الفنون الجميلة (الذي انتميت اليه عام ١٩٥٩) وهذه المرة لقاء الطالب بأستاذه. التحق الأستاذ سعدون كتدريسي في المعهد بعد تخرجه من معهد جيلد هول في لندن وحمل معه خبرات ممثل عالمي عبر اشتراكه بمسلسلات بريطانية عديدة. في المعهد تميز الاستاذ سعدون بعلاقات متينة مع طلابه وشاركهم التمثيل في بعض العروض، ومنها مسرحية المثري التبيل لموليير إخراج المرحوم الاستاذ جعفر علي . غادرت الى براغ بعد تخرجي من المعهد وأكملت دراستي الجامعية. في كلية الدراما في جامعة تشالز. وحين عدت الى العراق وعيّنت مدرساً في معهد الفنون عام ١٩٦٨ التقيت مرة أخرى بالأستاذ سعدون، الذي انتقل للعمل في دائرة السينما والمسرح بعد أن عمل مدرساً في معهد الدراسات المسرحية في الكويت في عامي١٩٦٩ و١٩٧٠. عرف عن الاستاذ سعدون خلال عمله في الفرقة القومية للتمثيل، حُسن اختياره لإخراج نصوص هادفه بمستوى عال من المهنية. والى جانب عمله الرسمي أسس فرقة مسوح الرسالة عام ١٩٧٠ بعد عودتي من بخارست نهاية عام ١٩٧٩ والتحاقي كتدريسي في كلية الفنون، ازدادت علاقتي بالأستاذ سعدون عمقاً ومحبة، ففي بداية الثمانينيات، عملنا معاً في نقابة الفنانين بمعيّة النقيب الرائد الخالد الأستاذ حقي الشبلي، كان الأستاذ سعدون رئيساً للشعبة المسرحية وكنت نائباً له، شهدت تلك المرحلة أبرز إنجازات الأستاذ سعدون على صعيد كتابته للتمثيلات الإذاعية والتلفزيونية وكممثل بارز في الإذاعة والتلفزيون الى جانب تألقه في اخراج مسرحية ibc  تأليف الراحل معاذ يوسف وتتناول استغلال شركة Ibc لنفط العراق (كتبت عنها دراسة نقدية أكاديمية في مجلة آفاق عربية العدد السادس عام ١٩٨٩ بعنوان (التحولات التاريخية الكبرى في الأدب المسرحي العراقي) ومسرحية ابن ماجد وعشرات الأعمال الأخرى، فضلاً عن نشره لعدّة كتب منها. اربع مسرحيات عن دار الشؤون الثقافية عام ١٩٨٨ ومسرحية نور والساحر عن دار ثقافة الأطفال عام١٩٩٠ وإقامته معارض رسم تجسد موهبته وهوايته المفضلة. من الملفت للانتباه احتفاظ سعدون باستقلالية موقفه السياسي فلم تغريه مزايا الانتماء لحزب السلطة. بعد سقوط النظام اختير الاستاذ سعدون عام ٢٠٠٥ لتولي منصب مدير عام دائرة السينما والمسرح، فكان اختياره في مكانه باعتباره الابن البار لهذه الدائرة، لكن السن القانونية لم يسمح له بقيادة الدائرة لفترة طويلة. أحيل سعدون على التقاعد بعد أن استقرت منجزاته وعلاقاته الانسانية في نفوس كل من عرفه كاتباً ومخرجاً وممثلاً وإدارياً وإنساناً مثقفاً، تحمّل مسؤولياته بحماس المقاتل ونقاوة المبدع الكبير في علمه وسلوكه .




سعدي يونس يقدم كلكامش في المقهى الثقافي

مجلة الفنون المسرحية

سعدي يونس يقدم كلكامش في المقهى الثقافي


تتعمق جذور المقهى الثقافي العراقي في لندن، يوماً بعد يوم في الوسط الثقافي العراقي والعربي في العاصمة البريطانية، واصبحت نشاطاته تشد إليها جمهرة من المتابعين والحريصين على حضور فعالياته المختلفة،  فتزدحم الصالة بالحضور، ويلفت انتباه الحريصين على متابعة الثقافة الجادة ذات المحتوى الإنساني الرفيع والتوجه الديمقراطي لمفهوم المعرفة والثقافة  والفنون.

كانت امسية المقهى الأخيرة يوم الجمعة المصادف 29 \ 9 \ 2017، قد تمحورت حول ملحمة كلكامش، التي تعتبر من أقدم النصوص التي عالجت مشكلة الخلود والموت، الذي كُتِبَ على الإنسان من قبل الآلهة.
كان النص الذي أُسْتُخْدِمَ في العرض والذي قُدِمَ الى جمهور المقهى، يغطي كامل الملحمة تقريباً وقد حاول الفنان والمخرج والممثل د. سعدي يونس أن يؤكد من خلال تصدّيه لهذه الملحمة الخالدة الاعتماد على إمكاناته في  مسرح الممثل الواحد، والذي سبق وأن قدم من خلاله العديد من الأعمال المعروفة والتي حازت على اعجاب جمهور بغداد والمحافظات التي زارها وعرض فيها أعماله تلك. كما أن الفنان سعدي يونس يرى من خلال نشاطه الدائب ضرورة الوصول الى الناس، أي أن يذهب المسرح إليهم بدلاً من مجيء الناس الى المسرح، وقد خاض خلال نشاطه الذي يمتد عقوداً من السنين تجارب تعتبر تتويجاً وتعميقاً للمحاولات الأولى التي قام بها زملاؤه من طلبة وخريجي معهد الفنون الجميلة ببغداد منذ ستينيات القرن الماضي.
لقد أثار الفنان سعدي جمهور المقهى بتحولات شخصيات الملحمة وتنوع طرق الإداء وقدم مشاهد راقية تبعث على الدهشة والمهارة التي يتمتع بها. حيث ينقلب كلكامش الى أنكيدو بلمح البصر وبقناع جديد ثم نراه بعد ذلك في دور عشتار ومنها ينقلب الى خمبابا وحش الغابة ومنه الى أوتونابشتم وبعده الى صاحبة الحانة. التي نصحته بأن يتمتع بحياته ويرضى بما رسمت له الآلهة من مصير. 
فالمرونة التي مارس فيها الفنان سعدي تحولاته جعلت النظارة منشدين إليه ومتابعين للأحداث بشوق ولهفة وانتظار، مع أن الجميع أو اكثر الحضور يعرف فحوى هذه الملحمة عن ظهر قلب تقريباً .
وهنا لابد من الحديث عن مسرح الممثل الواحد(One Man Show) واهميته في ظروف العوز والحاجة وقلة الإمكانيات، وخاصة في بلدان الإغتراب، حيث يمكن تقديم اهم الأعمال من خلال تقمص الشخصيات من قبل ممثل واحد، وطبعاً هذا يعتمد على قدرة هذا الممثل او ذاك.  ان مسرح الممثل الواحد يلبي مطالب المسرح الجوال ومسرح الشارع وهو إمتداد للشعراء الجوالين والحكواتية والمسرح الشعبي، لكنه يمتاز أيضاً برصانة التنفيذ وعمق الموضوع وحرفية الفنان المطلوبة هنا، كي يجذب الجمهور غير المتعود على حضور المسارح بشكل دوري ولا يمكن إعتباره من رواد صالات المسرح المعروفة. وبالتالي لايمكن التعويل على إستعداده على الصبر والوقوف فترة طويلة وربما تحت حرارة الشمس وتغير الطقس، إن لم يكن الممثل يملك قوة الجذب والمهارة الفنية لتجميع هذا الحشد من البشر مختلفي المشارب والإتجاهات في مساحة صغيرة لمشاهدة عمله الفني الحي والذي يطرحه بدون بهرجة او تقنيات المسرح التقليدي.
كان الفنان سعدي يونس بحري، قد عرف منذ  سبعينات القرن الماضي كممثل سينمائي ومسرحي وقام في أدوار البطولة في العديد من الأفلام ، مثل  فيلم ( قطار الساعة سبعة )وفيلم(انا العراق) وفيلم (الظامئون) والمسرحيات العديدة ، وكذلك ككاتب وشاعر له العديد من الأعمال الأدبية المعروفة لمتابعيه. وقد عرض اعماله في مختلف المحافظات العراقية من الموصل الى البصرة، وزار السجون وقدم عروضه الفنية امام السجناء الذين حُكِموا بالإعدام أوالمؤبد وحصل على تهانيهم وتمنياتهم وتقديرهم، لما يقوم به من جهود  في نشر الوعي المسرحي، أين ما وجد له فرصة،  ولكنه كبقية المبدعين ، لم يستطع أن يتأقلم مع جو الرعب والإمتهان الذي تعرض له العديد من فناني ومبدعي عراقنا خلال فترة الحكم الدكتاتوري السابق، فآثر الخروج والنجاة بجلده من المضايقات والحصار الذي وجد نفسه فيه ،  فأستقر في فرنسا، يمارس عمله الذي نذر نفسه له. ولايزال هذا المبدع يواصل التدريب والعمل والتجوال في المدن الفرنسية مقدماً ما لديه من افكار وصور وعروض للجمهور الفرنسي وباللغتين الفرنسية والإنكليزية وله  اعمال سينمائية عديدة منها : 
الطويلة - بستاني الأحلام 63 د. / ترانيم من بلا الأرز 75 دقيقة
القصيرة – حرية – صوّر في تونس / صديقة / حضارة لا تموت .... 
من كتبه باللغتين العربية والفرنسية 
ملحمة كلكامش – بابل حبي الأزلي – ملحمة العبيد و كلكامش / دار نشر الهارماتان – باريس .
طفل الجزيرة المتوحشة – حكاية/ حديقة معلقة بغيمة حب- شعر / والكتابان مع قرص صوتي / دارنشر البجعة- باريس .
ملحمة كلكامش - باللغة الإنكليزية  صدرت عن "سوان وورد" في باريس
ملحمة كلكامش - باللغة العربية عن الهيئة العربية   للمسرح في الشارقة .
  عمل في  فرنسا مع مخــرجين مثل آريان منوشكين وريمون رولو وحـيـــث اتبع دروس السينما للمخرج جان روش. 
و قد قدم العديد من المسرحيات و الحكايات كيوميات مجنون لغوغول و ملحمة جلجامش و ألف ليلة و ليلة و حكايات من جزر أوقيانيا و بنادق الأم كارار لبريشت ... كما شارك سعدي في العديد من المهرجانات كأفينيون و بياترا نيامتز و بابل و قرطاج ... و شارك في نشاطات شعرية كالشعر له وجه  في  مدينة كراس الفرنسية و في ربيع الشعر الفرنسي في مدينة بورج و منتدى شعراء المهجر في باريس.
 وهو يحمل منجزا أكاديميا ثريا فقد حصل على  ليسانس في الحقوق من بغداد ودكتوراه في الأدب المسرحي الفرنسي من باريس.
بعد العرض ، وقف الجمهور محيياً فنانه ومصفقاً له مدة من الزمن والذي بادله الفنان سعدي بتحية الجمهور وفي إلقاء قصيدة عن المطر القادم والخير المأمول الذي ينتظره العراقيون .
بعدها جاء دور مقدم الأمسية الفنان علي رفيق، الذي  ابتدأ الحوار مع سعدي يونس بحري عن تجربة مسرح الشارع التي قدمها سعدي للمسرح العراقي بعد عودته من باريس أوائل السبعينيات من القرن الماضي، والتي جاءت بعد ارهاصات تجديدية في المسرح العراقي منذ بداية الستينيات التي ساهم فيها الفنان علي رفيق نفسه مع مجموعة من الطلبة وقتها، كان من بينهم الراحل عوني كرومي. حيث تحدث عن أهمية التجربة، اذ انها كانت تسعى لأن يرحل المسرح الى حيث الجمهور.. وبدأ الفنان سعدي حديثه  بأنه فكر وقتذاك أن ينتقل بعمله المسرحي في احياء بغداد الفقيرة وكذلك العديد  من المدن التي كان لا يلعب فيها المسرح دوره الخطير فـ "المسرح هو مدرسة الشعب الحقيقية " . فكانت البداية - يقول الفنان سعدي:  مقهى في شارع السعدون قدمت فيه مسرحية "الاستعراض الكبير" وهو عمل مثله طلبة الأكاديمية، ثم تم تقديم نفس العرض في حصن الأخيضر –الموقع التاريخي الشهير وقدمنا - والحديث لا يزال للفنان سعدي وتجربته في تقديم هذه المحاولات الأولى- عروضاً في الأحياء الشعبية وكان تفاعل الناس مع تلك العروض ايجابياً، وبذلك كسرنا فكرة أن يكون المسرح حكراً على جمهور من المثقفين أو النخبة.. وواصلنا العروض في ساحة التحرير تحت نصب الحرية وكانت ابرز تلك المسرحيات "الدربونة" التي كانت تناقش مسألة كمب ديفيد والاعتراف بالعدو الصهيوني" وأضاف د.سعدي: "إنها كانت تجربة رائدة أثمرت عن حب الجمهور للمسرح وتفاعله مع تلك العروض. وحتى اني قدمت مسرحية "صوت مصر" في داخل سجن ابوغريب. وعملت جولات لعرض مسرحية "يوميات مجنون" لغوغول في الموصل وفي ساحة أم البروم في البصرة وفي الأردن وأمكنة كثيرة أخرى وكانت من أوائل مسرحيات الممثل الواحد (مونودراما) في الوطن العربي".
ثم جاء دور جمهور المقهى، الذي تناوب على طرح الأسئلة والمداخلات والتي أثنت على العرض والممثل والمادة المكثفة للملحمة والتي إستغرقت بحدود التسعين دقيقة في حين أمتدت الأمسية لأكثر من ساعتين .

----------------------------------------
المصدر : المدى 

مسرحية "مَن يُقاضى الدكتاتور " تأليف أحمد إبراهيم الدسوقي

مجلة الفنون المسرحية
المؤلف أحمد  ابراهيم الدسوقي 

الثلاثاء، 10 أكتوبر 2017

صدور كتاب "مسرح الطفل بين التربية والابداع "

برنامج الندوة الوطنية حول موضوع:المسرح وفنون الفرجة بتافيلالت

مجلة الفنون المسرحية


برنامج الندوة الوطنية حول موضوع : المسرح وفنون الفرجة بتافيلالت، الكائن والممكن. بقاعة بلدية الجرف، إقليم الرشيدية، يوم 15/10/2017
في إطار فعاليات المهرجان الوطني للخطارات في نسخته الثانية، ينظم المركز المغربي للمسرح وفنون الأداء-الجرف ندوة وطنية في موضوع: ″المسرح وفنون الفرجة بتافيلالت، الكائن والممكن‟. وذلك يوم الأحد 15/10/2017 بقاعة بلدية الجرف إقليم الرشيدية ابتداء من التاسعة والنصف صباحا، وفق البرنامج التالي :
مسير أعمال الندوة: الدكتور حميد حجاوي
التوقيت
الموضوع
المشاركون
9 :30
الاستقبال
10 :00
كلمة بالمناسبة

10 :15
إشكالية العمل الفني بين سطوة المخرج و استقلالية الممثل -السينما نموذجا
الدكتور حميد حجاوي
10 :40
المتن المسرحي بين الأدبي و الفرجوي
الدكتور ادريس الذهبي
11 :05
الفن والالتزام
الباحث نديم صالح
11 :30
تناسج الثقافات المسرحية في صناعة الفرجة بين الشرق والغرب
الباحث الصديق الصادقي العماري
11 :55
فرجة الختان عند إيملوان وغيرهم بتافيلالت: ملمح الاحتفال والتمسرح والغايات
الباحث مبارك اشبرو
12 :20
مناقشة عامة مفتوحة
12 :50
قراءة التوصيات واختتام أعمال الندوة
الصديق الصادقي العماري

عن: الأستاذ الصديق الصادقي العماري

رئيس المركز المغربي للمسرح وفنون الأداء-الجرف الرشيدية

النكبة على خشبة مسرح بيروتي.. رائدة طه تعيد تركيب المأساة

مجلة الفنون المسرحية

النكبة على خشبة مسرح بيروتي.. رائدة طه تعيد تركيب المأساة



وكالة وطن : 


شيدت الكاتبة والممثلة الفلسطينية رائدة طه بمفردها على خشبة المسرح بيتا فلسطينيا بعمرانه وأثاثه، يطوّقه صوت بحر حيفا من ورائه، تستعيد سكان هذا البيت قبل ما يعرف بالنكبة، لتحكي من خلاله قصة عائلتين فلسطينيتين تشكلان رمزا للقضية الفلسطينية وشتات ناسها.
تدور أحداث المونودراما (أي مسرحية الممثل الواحد) في حيفا زمن هجرة الفلسطينيين من أرضهم عام 1948، وتحديدا في شارع يحمل اسم العمل المسرحي “36 شارع عباس-حيفا” وهو عنوان منزل العائلتين.
وقد انطلق عرض المسرحية على مسرح المدينة في بيروت في 28 سبتمبر ويستمر حتى 15 أكتوبر وتؤدي فيه رائدة طه أدوارا لشخصيات عدة على الخشبة، متنقلة بين زمن النكبة إلى زمن النكسة ثم الزمن الحالي أي فلسطين الحالية وواقعها.
وقد كتبت طه هذا النص عن تجربة شخصية، فيما تولى الإخراج اللبناني جنيد سري الدين محولا بنيته إلى مونودراما حكواتية تحتوي على قصص تأخذ شكل الكوميديا السوداء.

جدلية الشتات

تبدأ المسرحية التي تستمر على مدى ساعة ونصف الساعة بالنشيد الإسرائيلي وتنتهي بالنشيد الفلسطيني في دلالة على استمرارية فلسطين. وعلى خشبة المسرح تدخل رائدة طه إلى منزل يقع في شارع عباس في حيفا وتنقب بين محتوياته لتروي قصة عائلة أحمد أبوغيدا لدى مغادرتها حيفا عام 1948.

في تلك الحقبة تقول طه في المسرحية إن الناس شاهدوا “سفنا حاملة فلسطينيين رايحين وسفنا حاملة يهودا جايين”. تتشتت العائلة الفلسطينية على دول عدة، ويحتل منزلها رجل نمساوي يدعي إبراهام، ومنه يشتري المحامي الفلسطيني علي الرافع شقة يسكن فيها إلى الآن مع زوجته.
من هنا تبدأ فصول المسرحية وتحتدم بعد تصميم عائلة الرافع على إعادة المالكين الأوائل إلى منزلهم. لم تشعر سارة زوجة الرافع يوما بالانتماء إلى تلك الدار، وكانت تعمد دائما إلى تربية أولادها على أن هذا البيت ليس لهم.
ومن خلال هذه الحكاية تعالج المسرحية جدلية الشتات الفلسطيني من منظار عائلة الرافع التي بقيت في حيفا وحملت الجنسية الإسرائيلية، وعائلة أبوغيدا التي طردت من مدينتها وأصبحت من عداد اللاجئين مشتتة بين مدن مختلفة.
ويشكل شارع 36 عباس-حيفا للعائلتين الوطن الضائع، ضياع ظاهر في قصص وحكايا الشخصيات على الخشبة، شخصيات مختلفة ترتديها طه بإتقان، لتحاكي زمنا مؤلما يطل من بين سنواته والدها الحقيقي علي طه الذي انطلق من مطار اللد لخطف طائرة إسرائيلية عام 1972.

قصة حقيقية

ترى رائدة طه أن المسرح هو انعكاس للواقع لكن مع طرح فني للكثير من الأسئلة، إذ أن مهمة المسرحي أن يطرح العديد من القضايا التي قد تعتبر من "التابو" والخطوط الحمراء، فالأسئلة هي ما يجعل الجمهور يحس أنه ليس قطيعا أو مجرد مرآة تنعكس فيها صورة كما هي.
وحول مسرحية "36 شارع عباس-حيفا" تقول طه "لقد كنت شاهدة على تطور هذه القصة وزرت حيفا وأجريت الكثير من المقابلات مع أصحاب الشأن حتى صار النص جاهزا".
وأضافت "في هذه المسرحية أحكي عن أراضي 48 التي تمثل مناطقنا في الداخل. أحكي عن فلسطينيتنا، عن هؤلاء الناس الذين أحس دائما أنهم معزولون عن الشاشة. هؤلاء الناس المتهمون فقط لأنهم فرض عليهم أن يحملوا جواز سفر إسرائيليا".
ومضت تقول "لا أحد يفكر أن هؤلاء هم الذين صمدوا وبقوا، ولم يتركوا بيوتهم، وحافظوا على أرضهم. طبعا الذين خرجوا 750 ألف فلسطيني طردوا وهجروا من حيفا، خرجوا غصبا عنهم وليس برضاهم". وتابعت "هذه القصة حقيقية، تفاصيلها تقريبا كلها حقيقية، وأنا أعرف فؤاد أبوغيدا، تعرفت عليه عندما جاء إلى حيفا".
ونلفت إلى أن رائدة طه ولدت في القدس وغادرتها إلى عمان في حرب 1967 ثم إلى بيروت فالولايات المتحدة الأميركية، حيث نالت شهادة الماجستير في الإعلام، قبل أن تعود إلى رام الله، وتشغل منصبا إداريا في إحدى المؤسسات الثقافية.
وقال المخرج اللبناني جنيد سري الدين حول العمل المسرحي "رائدة طه لديها القدرة على أن تأتي بفلسطين إلينا. نرى البيت والمدينة وفلسطين والماضي من خلال الشخصيات التي تقلدها على المسرح. فالقصة قصتها وهي لديها طاقة كبيرة على الحكي".
وقالت زينة عواد بعد مشاهدتها المسرحية "المسرحية قوية وتعتبر عملا تاريخيا. أما الممثلة الواحدة رائدة طه فقد نجحت في التعبير عن كل المشاعر التي يمكن أن تخالج أفراد الشعب الذي عاش هذه المأساة. نشعر أننا نعيش معها نفس القصة وهي تعيش أكثر من شخصية في ذات المسرحية".
أما عماد عبود اللبناني المقيم في أستراليا، والذي يقضي عطلة في بيروت، فقال "على مدى ساعة ونصف الساعة استطاعت رائدة أن تتحكم بالمسرح، واستطاعت أن توصل لنا قصتها. كل موضوع وكل فكرة وكل شخصية استطاعت أن تبلغها بطريقة متقنة فنيا، وفي نفس الوقت جعلتنا في قمة الشعور والعاطفة بالقضية الفلسطينية.


"مروح عّ فلسطين" في مهرجان مسرح الشباب العربي بالكويت

"هيا الثقافي" يطلق "مهرجان مسرح هيا" للأطفال

مسرح في لندن يستخدم تقنية جديدة لمساعدة الصم على متابعة عروضه نظارة تعرض نصوص الحوار في عبارات مكتوبة

مجلة الفنون المسرحية

مسرح في لندن يستخدم تقنية جديدة لمساعدة الصم على متابعة عروضه
نظارة تعرض نصوص الحوار في عبارات مكتوبة


لندن: الشرق الأوسط


لتسهيل متابعة عروضه المسرحية للمشاهدين ذوي الإعاقة السمعية، بدأ «مسرح لندن القومي» استخدام تقنية «الواقع المعزز». وكانت شركة «إبسون» قد طورت نظارة ذكية لمساعدة المصابين بالصمم أو ضعف السمع في متابعة العروض المسرحية، حيث تعرض النظارة نصوص الحوار المسرحي في عبارات مكتوبة على أحد حقول الرؤية في النظارة، وفقا لطريقة إعدادها حسب تفضيلات واحتياجات المستخدم.
ونقل موقع «سي نت دوت كوم» المتخصص في موضوعات التكنولوجيا عن جوناثان سافلوك، المدير الفني للمسرح، القول إن «المشكلة التي نسعى إلى حلها هي عدم وجود خيار إلى جانب خبرة العميل، وهي مشكلة مضاعفة»، ومع تكنولوجيا النظارات الذكية «أصبح أمام العملاء فرصة للحضور إلى المسرح في أي وقت يريدونه صباحا أو مساء، والجلوس في أي مكان يريدونه في المسرح مهما كان حجمه».
ومن المقرر تجربة التقنية الجديدة لمدة عام، مع دعم من شركة «أكسنترو» للاستشارات التقنية، في إطار رؤية أوسع للمسرح القوي تستهدف إتاحة عروض المسرح للجميع. وتتيح التقنية الجديدة ضمان مشاهدة العروض المسرحية على مدار الساعة، تحت شعار «دائما في خدمة العملاء» وسيتم تفعيلها مع 3 عروض من عروض المسرح القوي، وهي «دورفمان» خلال الشهر الحالي، ثم عرض «أوليفيه» و«ليتلتون». 
وستتيح التنقية الجديدة أيضا وصفا مسموعا للعروض المسرحية لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية في متابعة العروض، اعتبارا من أبريل (نيسان) 2019.
ويمثل استخدام تقنية النظارات الذكية في المسرح القومي شكلا جديدا من أشكال تسلل تكنولوجيا الواقع المعزز «إيه آر» إلى حياتنا اليومية. وعلى عكس تكنولوجيا الواقع الافتراضي «في آر» التي تعتمد على وجود أجهزة تعرض أمام عين المشاهد عالما يتم توليده من خلال أجهزة الكومبيوتر، فإن تكنولوجيا الواقع المعزز تعرض صورا يتم معالجتها رقميا كما هو الحال في لعبة «بوكيمون جو» وفلاتر «سناب شات».
وعلى عكس أجهزة الواقع الافتراضي، فإن نظارات الواقع المعزز الذكية من «إبسون» أخف وزنا وأصغر حجما، بما يكفي لاستخدامها أثناء مشاهدة العروض المسرحية دون إزعاج. ويمكن لمستخدمي هذه النظارات تغيير مكان وحجم ولون النصوص المكتوبة التي تظهر على شاشتها، بما يتناسب مع تفضيلات المستخدم.

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

( ننشد الفرح .. نحتفي بالجمال ) شعار مهرجان الابــداع الطفولي الدورة الثانية

مجلة الفنون المسرحية


( ننشد الفرح .. نحتفي بالجمال ) شعار مهرجان الابــداع الطفولي الدورة الثانية 

ماجد لفته العابـــد 


تنطلق في العاصمة الأردنية عمّان، الدورة الثانية من مهرجان الإبداع الطفولي، تحت شعار “ننشد الفرح .. نحتفي بالجمال”، خلال الفترة من 16/ 10/ 2017 وحتى 26/10/2017 ، في المركز الثقافي الملكي، وتحت رعاية وزير الثقافة نبيه شقم، علمًا أن الدورة الأولى للمهرجان أقيمت العام الماضي.
وتأتي فكرة المهرجان الذي تنفذه مديرية ثقافة الطفل من دمج مشاريع وزارة الثقافة المعنية بالطفولة (مسابقة الإبداع الطفولي، ومهرجان أغنية الطفل، وورش ومخيمات الإبداع) التي كانت الوزارة تقوم بتنفيذها سابقًا – بمشروعٍ واحد هو ” مهرجان الإبداع الطفولي”؛ لخلق احتفالية ثقافية وفنية كبيرة للأطفال، تديرها لجنة عليا ذات اختصاص تضم كل من: “حكيم حرب / وزارة الثقافة "رئيس اللجنة العليا ومدير المهرجان" والدكتور محمد الشرع / وزارة التربية والتعليم، والكاتبة بسمة النسور / أمانة عمان الكبرى، والدكتور صبحي الشرقاوي / نقابة الفنانين، ورؤى الحليسي / مؤسسة عبدالحميد شومان.
وأشار مدير مديرية ثقافة الطفل، رئيس اللجنة العليا ومدير المهرجان، حكيم حرب، إلى أن المهرجان يهدف إلى الارتقاء بثقافة الطفل وبذائقته الفنية والجمالية من خلال إقامة فعاليات ومسابقات أدبية “شعر، قصة، خاطرة، مسرحية “، وأخرى فنية ” أغنية طفل، مسرح طفل، رسومات أطفال”، والعمل على تسليط الضوء على الأطفال المبدعين وتكريمهم، ومنح الفائزين منهم جوائز مادية وعينية، كما يهدف إلى تشجيع الكتّاب والشعراء على كتابة نصوص وأغانٍ جديدة للأطفال،والعمل على خلق بيئة ملائمة للنقد والحوار وتبادل الخبرات بين المشاركين في المهرجان من مختلف المحافظات، لافتًا إلى أن المهرجان يترجم بصورة عملية استراتيجية وزارة الثقافة في مواجهة العنف والتطرّف وحماية الأطفال من كافة أشكال الإساءة والاستغلال والعمالة، باستثمار طاقاتهم في أمور إبداعية، وتحويلها من طاقة سلبية إلى إيجابية، إذ تعد حمايتهم وتثقيفهم حمايةً للمجتمع، وارتقاءً بذائقته الفنية والجمالية.
تضم فعاليات المهرجان ٩ مسرحيات و١٠ أغانٍ و ٢٥ عملاً أدبياً و ٧٠ لوحة تشكيلية للأطفال، تم اختيارها جميعها من بين عدد كبير من الطلبات التي تقدمت للمشاركة في المهرجان من مختلف المحافظات، بهدف التأهل للمسابقة الرسمية والتنافس على الجوائز .
كما وتقام خلال المهرجان ندوة فكرية بعنوان “الطفل والتربية الجمالية”، يتحدث فيها الدكتور راشد عيسى، والدكتورة رزان إبراهيم، والدكتور ناصر شبانة، وذلك يوم الخميس ١٩/ ١٠ الساعة الخامسة مساء في قاعة المؤتمرات في المركز الثقافي الملكي .
بالإضافة إلى ورش إبداعيّة متنوعة، هي:
1)ورشة تصنيع وتحريك الدمى / إشراف الدكتورة بثينة بندورة/ في مركز هيا الثقافي / الساعة : ٣-٦ مساء ً.
2) ورشة إعادة التدوير / إشراف الفنان غسان مفاضلة/ في مركز هيا الثقافي/ الساعة : ٣-٦ مساء .
3) ورشة الكتابة الإبداعية / إشراف الدكتور علي الشوابكة/ وقراءات قصصية لعدد من الكتاب/ في قاعة الباليه في المركز الثقافي الملكي/ الساعة: ٣-٦ مساءً.
كما يقيم المهرجان معرضًا لرسومات الأطفال من مختلف محافظات المملكة، ومعرضًا لكتب الأطفال بالتعاون مع اتحاد الناشرين ودور النشر ، بالإضافة إلى كرنفال يومي للأطفال وذلك في الساحة الخارجية للمركز الثقافي الملكي.
وجديد المهرجان هذا العام، أن غالبية فعالياته هي من إبداع الأطفال أنفسهم، وأنه يتيح المجال لأكبر شريحة ممكنة من أطفال المحافظات والأطراف المشاركة فيه، ويفرد مساحة واسعة للأطفال من ذوي الإعاقة؛ وخصوصًا الأطفال المكفوفين، بالتعاون مع الأكاديمية الملكية لرعاية المكفوفين الذين سيجري تكريمهم هذا العام والاطلاع على نتاجهم الفني والإبداعي في مجال الرسم، تحت إشراف الفنان التشكيلي سهيل بقاعين .
ويخصص المهرجان يومًا كاملًا للأطفال الأيتام والأحداث وفاقدي السند ومجهولي النسب، وذلك من خلال مشاركتهم في الفعاليات بالتعاون مع مشروع ” أنا انسان ” لتوظيف الفن في التغيير الاجتماعي، والذي يديره المخرج صلاح الحوراني، حيث يقدم عرضًا من إخراجه لمسرحية الدمى “كوكب الألوان” ضمن فعاليات المهرجان.
ويكرم المهرجان هذا العام عددًا من الأطفال المبدعين في مختلف المجالات، وعددًا من الأدباء والفنانين ومديري المراكز والمؤسسات المعنية بثقافة الطفل، وممن لهم بصمات حقيقية في خدمة الطفولة، هم:
1)الشاعر علي البتيري
2)المخرجة لينا التل / مديرة المركز الوطني للثقافة والفنون.
3) السيدة رانيا صبيح / مديرة مركز زها الثقافي.
4) المخرج المسرحي نبيل نجم.
5) الفنان التشكيلي سهيل بقاعين / صاحب مبادرة عبق اللون ، الخاصة بالعمل مع الأطفال المكفوفين لتعليمهم فن الرسم .
6) الملحن والمؤلف الموسيقي عبد الحليم أبو حلتم / لإسهاماته المتميزة في مجال تعليم الموسيقى للأطفال وطلبة المدارس.
كما تقام خلال المهرجان ندوات تقييمية للفعاليات يشرف عليها أعضاء اللجنة الثقافية :
1)الناقد والإعلامي جمال عياد.
2)الناقد والإعلامي مجدي التل.
3)الإعلامي والقاص خالد سامح.
وقد استقبلت إدارة المهرجان طلبات مشاركة من عدد كبير من الأطفال المبدعين من مختلف مدارس المملكة، والهيئات الثقافية، ومراكز الطفولة، ومراكز ذوي الإعاقة، ودور الأيتام، وتشكلت لجان تقييم فنية قامت بدراسة الطلبات واختيار الأنسب من بينها للتأهل بالمشاركة في مسابقة المهرجان، ضمّت في عضويتها،السيدات والسادة التالية أسماؤهم :
* أدب الأطفال :
1) بسمة النسور
2) د. راشد عيسى
3) روضة الهدهد
4) لانا المجالي
*رسومات الأطفال :
1)عماد مدانات
2) هيلدا حياري
3) سهيل بقاعين
*أغنية الطفل :
1) د. صبحي الشرقاوي
2) وائل أبو السعود
3) مراد دمردجيان
*مسرح الطفل :
د.محمد الشرع
صلاح الحوراني
وصفي الطويل
حيث يمنح المهرجان، الأطفال الفائزين في مختلف حقول الفن والأدب، الجوائز المادية والعينية بناءً على قرارات لجان التحكيم.
ويسعى المهرجان إلى خلق شراكة حقيقية بين وزارة الثقافة والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بثقافة الطفل، حيث تشارك مؤسسات متعددة في فعالياته سواء من الناحية الفنية أو التنظيمية أو المساهمة في الدعم ، منها: مركز هيا الثقافي ، ومركز زها الثقافي، والمركز الوطني للثقافة والفنون ، والمجلس الوطني لرعاية الأسرى، وأمانة عمان الكبرى ، ووزارة التربية والتعليم ، ونقابة الفنانين الأردنيين ، ومشروع أنا إنسان ، والبنك الأردني الكويتي والبنك الأهلي.
وتبدأ فعاليات الورش وكرنفال الساحة الخارجية ومعرض الكتب يومياً الساعة الثالثة بعد الظهر، بينما تبدأ الفعاليات المسرحية والغنائية الساعة السادسة مساءً في المركز الثقافي الملكي .

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption