مسرحية "مَن يُقاضى الدكتاتور " تأليف أحمد إبراهيم الدسوقي
مجلة الفنون المسرحية
المؤلف أحمد ابراهيم الدسوقي |
شَخصيات المسرحية
الدِكتاتور
السكرتير الزنجى
رئيس الوزراء
وزير الشرطة
وزير الجيوش
قائد قوات الدبابات والمدفعية
فتاة ساقطة 1
فتاة ساقطة 2
وزير العدالة
زوجة الدكتاتور 1
زوجة الدكتاتور 2
أبناء الدكتاتور 6 أبناء ذكور
4 فتيات إناث
أبناء الدكتاتور الصغار
6 شرطيين مساعدى وزير الشرطة الكِبار
4 شرطيين مساعدين صِغار
الجلادون
المشتبه فيهم 9 رجال
6 نساء
مُصور تلفازى
المراة العجوز
فِرقة الاعدام السرية
رئيس فرقة الاعدام السرية
وزير الشرطة الجديد
يُرفع الستار
يُرى مشهد لمسرح متسع ممتد .. داخل إحدى قاعات أحد قُصور قصتنا
الزَمان منتصف القرنِ العشرين
المكان إحدى دول أمريكا اللاتينية
الدولة إِحدى الجمهوريات الاستبدادية ذات نظام الحكم الواحد
ويَحكمها الدكتاتور السيكوباتى المستبد الفاسد .. الذى إستولى على السلطةِ منذ ثلاثين عام من زمنِ المسرحية .. وهو الآن فى الأربعينيات من عمره
يتَسم بالقوةِ والقسوةِ والشذوذ فى كل شىء .. نظام حكمه إستبدادى وكانه سيؤله نفسه .. هو القائد الأول للدولة وللجيوش .. لا توجد حريات فى بلده .. الحل الأول والأخير عنده هو التصفية الجسدية
يتمتع بذكاءٍ مُخيف ملفت للنظر فى الشرِ والألعابِ السياسية .. دحر كل معارضيه بالداخل والخارج .. الجميع يهابهوه من أول الحيوانات الضالة مروراً بالمواطنين .. حتى أعتى رجال الدولة داخلها وخارجها
هو مُجرم سيكوباتى فى صورة حاكم سياسى .. وقِديس فى صورة الشعب والغافلين .. بسبب سيطرته على أجهزة إِعلامه
لا أحد يعرف له جذور .. يدعى نظامه أنه من أبناء تلك البلد .. عُنصر وطنى خالص .. لكنه امر مشكوك فيه .. أسقط النظام السابق بطريقة دراماتيكية .. عن طريق مِيليشياته المسلحة .. وسالت الدماء خلالها مدرارات وصور الأَمر على أَنه ثورة شعبية
تهابهُ دول الجوار بسبب إرهابه وإجرامه السياسى .. يستطيع بحركة إصبع حشد شعبهِ وجيوشهِ ومليشياتهِ ضد مناوئيه .. يتفاخر دائما بان الإرهاب والإجرام أحدا أولاده الغير شرعيين .. يحرك الأحداث فى المنطقة اللاتينية كلاعب عرائس ماهر
المَكان يخيم عليه الصمت .. يقع في وسط المسرحِ مقعد وثير .. مثل مقاعدِ عروش الممالك الشرقية .. مصنوع من الذهب الخالص .. مطعم بالجواهر النفيسة إرتفاعه يتجاوز المتران
يجلس عليه في غرور الدكتاتور .. وهو رجل ذو وجه أحمر .. متنمر ذو شاربٍ كثيف مصفف بعناية .. أسود الشعر لامع .. التجاعيد لم تقرب وجهه .. قد تعدى العقد الرابع من العمر طويل القامة معتدلِ القوام .. حدقتا عينيه تلمعان من فرطِ الذكاء والشر .. يرتدي حلة نوم حمراء قانية كالدم .. لامعة فسفورية .. ذات ملمح لاتينى فاخر
تتناثر حوله البعض القليل من الحيوانات المتوحشة المستأنسة .. وكانه مهراجا هندى وسط حيواناته .. والحيوانات ما بين كلاب سوداء وذئاب بيضاء وضباع .. وأسود ولبؤات وفهود ونمور وقطط كبيرة
وكذلك بعض من الطيورِ النادرة المستأنسة ما بين جوارح وببغاوات وطواويس .. ولقالق ونعامات وداجنات نادرة
وكذلك بعض من الزواحفِ المستأنسة ما بين تماسيح وثعابين وسحالي .. وحرباءات وحشرات ضخمة سامة فى احواض
جميع الحيوانات والطيور والزواحف كل منهم يقف خلفهُ رجلان زنجيين خلاسيين .. الأول خادم للحيوان والثاني حارسه المسلح
وتتناثر بين الحيوانات ألوان قليلة من النساء .. تجلسن على وسادات نصف شرقية نصف لاتينية .. تعلو عن الأرض قليلا .. وأقل من جلسة الدكتاتور كنوع من الإزدراء لهن
وهن من جميعِ الأجناسِ والألوان .. شبه عاريات من الملبس .. يتزين بمصاغ ومساحيق صارخة .. يبدين للرائي بلا جدال .. من ساقطات الأنظمة السياسية الدكتاتورية المهوسة بالجنس .. أو جوارى وعبيد العصور الحديثة .. فى عوالم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر
تقبعان على يمين ويسار مقعد الدكتاتور نافورتان صغيرتين من الرخامِ النادرِ الشفاف .. مطعمتان بالذهبِ والجواهر
وأعلى كل منهما يقبع تمثالين لرجل وإمراه متعانقين .. فى وضع فاحش يُخجل المشاهد .. تنفثان المياه تلقاءيًا من أعضائهما الحساسة .. والتي يخجل منها الرائى .. ويسمع خريرهن خافتاً
يوجد أربعة من الخدمِ السود الخلاسيين .. واقفين حول مقعدِ الدكتاتور .. وهم ممسكين بالطعامِ الفاخر مثل الكافيار والمحار والأحياء البحرية ولحوم .. الغزال ولحوم الشاه والبقر والضان المشوية على الفحم .. وكذلك النبيذ الفاخر والسيجار الغربي المستورد
يوجد في الخلفية أبواب كثيرة خشبية ومعدنية متمازجتان .. مصنوعة من الأبنوس والماهجني .. وخشب الورد والأخشاب النادرة والجواهر والمعادن النفيسة .. الأبواب لا تعد بمعدل باب في كل رقعة .. مزركشة بعناية مبهرة .. وتكرارها من اجل الفرار وقت الخطر
تتدلي من سقف المسرح عدة ثريات ضخمة متجاورات .. ذات عدة صفوف متعاقبة من الكرستالات الباهظة الثمن .. وتتناثر حولها عدة ثريات أصغر .. تغمر المكان بضوء باهر مبالغ فيه كنوع من الترف
يوجد أقصى يمين ويسار المسرح مكررين ثلاث صفوف من الجنود الملثمين .. ذوى الملابس السوداء رجال يعيشون على اللحم النيء بل المُتحلل والنتن .. ليس عندهم أدنى ذرة من الرحمة .. مسلحين بالأسلحة الآلية سريعة الطلقات .. لا يربون عددهم على المائة جندى
الصف الأول لحماية أمن الدكتاتور الشخصي .. والصف الثاني لتصفية الصف الأول إن بدر منه الغدر نحو الدكتاتور .. والصف الثالث لتصفية الصف الثاني إن بدر منه نفس الشيء
وكذلك تصفية كل من في القاعة من بشر .. سواء كانوا من كبار رجالات الدولة .. أو عائلة الدكتاتور التى لاتظهر فى المشهد أو الدكتاتور نفسه .. وقت حدوث إنهيار عام وتداعي للنظام السياسي
المسرح لا زال مطبق عليه صمت مخيف .. يدخل من يسار المسرح مرتبكا سكرتير زنجي منمق متعالي مثل الآلة .. ذليل مثل العبد .. هو السكرتير الشخصى للدكتاتور
يتوقف عند نقطة تبعد عن الدكتاتور بأمتار .. يلاحظ الدكتاتور السكرتير وهو مطبق في الأرض جزعًا .. فيشير إليه كحيوان ويغمغم .. فيتقدم منحنيا وكانه فى دار عبادة
ويهمس في أذنه وجلاً .. وقد بدا عليه الذعر .. فيشير له الدكتاتور بيده ساخرا متأففا
الدكتاتور (في هدوء)
ليمثل بين يدينا رئيس الوزراء
(ثم يشير للسكرتير إشارة الانتظار .. فيتراجع للوراء مسرعًا بضعة أمتار وكأنه في خطر داهم .. وبعد ثوان يدخل رجل عجوز نحيف القامة محني الظهر .. هو رئيس الوزراء .. يهرول في خطواته مما ينبئ عن حدوث شيءٍ جلل .. الدكتاتور لا يلتفت إليه نظراته جامدة .. يظل رئيس الوزراء واقفًا على بعد أمتار منه حتى يلتفت إليه .. ويأذن له بازدراء فيتقدم وهو في حالة يرثى لها)
رئيس الوزراء (في جزع)
سيدي الدكتاتور المعظم .. سيدي الدكتاتور المعظم
الدكتاتور (في قسوة)
ما الأمر فيم ذعرك .. هل تبولت على نفسك
رئيس الوزراء (في فزع)
كلا سيدي الدكتاتور .. لكنه سيحدث قريبًا .. لأن .. لأن المظاهرات .. الطلبة الشباب العمال الفلاحين الصناع
الدكتاتور (في حدة)
هل جننت أيها العجوز .. هل تريدني أن أرد لك عقلك .. بأسلوبي الخاص .. هل تريد أن أجعلك شىء خرب لا يصلح لشىء .. لا رجل ولا إمراه
رئيس الوزراء (في بكاء)
المظاهرات في دقائق .. ستحيط بالقصر الرئاسي سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (ضاحكًا)
هل هذا ما يخيفك أيها الرعديد
رئيس الوزراء (تتهدج أنفاسه)
معذرة سيدي الدكتاتور .. فأنا رجل كهل أتوجس من ثورة الشباب
الدكتاتور (ضاحكًا)
قل لي يا رعديد .. كم مظاهرة تحدث في دولتي شهريًا
رئيس الوزراء (مترددا في ألم)
قل .. قل يوميًا سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (في تفكير)
كم .. كم يوميًا .. قل قل .. لاتتردد
رئيس الوزراء (مرتعبا)
عـ .. عشرات يا سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (ساخرًا)
كم مظاهرة منهم تصل إلى القصر الرئاسي
رئيس الوزراء (في دهشة)
غـ .. غالبيتهم يا سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (في حدة)
كم مظاهرة وصلت إلى غايتها منذ أن حكمت وانا شاب صغير .. منذ ثلا ثين عاماً
رئيس الوزراء (في تفكير)
لا شيء سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (يسأله)
وكيف تنتهي
رئيس الوزراء (في خجل)
باعتذار المتظاهرين لعظمتكم .. والإفراج عمن اعتقلوا .. وجنازات فخمة للمتظاهرين الموتى
الدكتاتور (في حدة)
إذن إياك والرعددة .. وإلا ألقيتك لهم يا كرة اللحم .. أفهمت
رئيس الوزراء (في خوف)
حسنًا سيدي الدكتاتور .. معذرة على ضعفي الإنساني .. أنا أنا رجل عجوز
الدكتاتور (في هدوء)
إذن لتهدأ ولتشرح لي الوضع كاملاً
رئيس الوزراء (في فزع)
غلاء أسعار الأطعمة الأساسية والوقود .. والتدني في مستويات المعيشة .. والركود في الأسواق التي انعدمت تقريبًا .. وفشو الجريمة والفساد .. كل هذا حرك المظاهرات العشوائية حتى تلاقت .. وهي بعد دقائق ستصل إلى القصر هذا هذا إن لم تكن وصلت بالفعل
(يسمع صوت المتظاهرين آت من الخارج وكأنهم في إستاد رياضي)
رئيس الوزراء
الدكتاتور (في فزع)
أسمعت .. أسمعت سيدي الدكتاتور .. هاهم .. هاهم المتظاهرين الغاضبين قد أتوا للانتقام للبطش بي وبوزاراتى
(للسكرتير)
أريد وزير الشرطة فورًا
السكرتير (في هدوء مصطنع)
إنه على باب عظمتكم .. ينتظر المثول بين يديكم
الدكتاتور
الدكتاتور (في برود)
يدخل على الفور
(يدخل رجل كهل بدين في حلة سوداء رسمية عسكرية متماسك نوعًا ما .. لكنه يتلفت حوله جزعًا كلما هتف المتظاهرين الهتافات المعادية للنظام .. ومن ثم يعود لإتزانه يحيي الدكتاتور تحية عسكرية ويقف منتصبًا صامتًا)
(في حدة)
أين كنت عندما توغلت المظاهرات .. حتى وصلت إلى هنا
وزير الشرطة (في خوف)
لقد تصدينا لها يا سيدي عند بدءها .. واستعملنا كل الوسائل لكن الأمر قد خرج من يدي
الدكتاتور (في غضب)
ورجال مكافحة المظاهرات
وزير الشرطة (في خوف)
غالبيتهم مصابون والعشرات قتلوا
الدكتاتور (في حدة) والقوات الدكتاتورية الخاصة
وزير الشرطة (في فزع)
نفس الشيء لقد ُدهموا ُدهموا
الدكتاتور (في صياح)
والفرق الإنتحارية
وزير الشرطة (في تهدج)
فعلت المستحيل .. فمرت المظاهرات على جثثهم
الدكتاتور
السكرتير
(للسكرتير)
أريد وزير الجيوش
(في برود)
إنه ينتظر المثول بين يديكم سيدي الدكتاتور
(يدخل رجل كهل متوسط القامة والبدانة .. متماسك للغاية في حلة عسكرية .. يسير بخطوات منتظمة ثم يحيي الدكتاتور .. ويتوقف عند نقطة محددة)
الدكتاتور (في حدة)
هل بإمكانك تعبئة بضعة آلاف من الجنود العميان .. في سويعات
وزير الجيوش (في قوة)
في دقائق سيدي الدكتاتور .. جيوشك المخلصة متأهبة دومًا .. إن مظاهرات الغوغاء الغاضبين ليست شيئًا جديدًا .. وهذه وظيفة الجيش فى دولتنا
الدكتاتور (في برود)
حسنًا انتظر مني الأمر .. وإن كنت متيقناً من عدم جاجتنا لقمع المظاهرات بالجيش
(للسكرتير الزنجى)
أريد رئيس قوات الدبابات والمدفعية التي تحمي منطقة القصر الرئاسي فورًا
(لرئيس الوزراء)
أيها الكتكوت المبتل .. لتري كيف سأعالج الأمر بقليل من الذكاء .. أنصحك بحفاضة متعددة الطبقات لأن ملابسك ستبتل كثيرًا من الآن وصاعدا .. لأن المناخ العام السائد سيكون المظاهرات
(يعود السكرتير الزنجى وخلفه ضابط عسكري شاب طموح .. متوسط العمر والرتبة .. يرتسم على وجهة جمود ملحوظ .. يحيي الدكتاتور عسكريًا ويقف صامتًا)
الدكتاتور (في مكر)
أريدك أن تطلق واحد وعشرين طلقة من المدفعية .. لتحية المواطنين المتظاهرين
الضابط (في دهشة)
معذرة يا سيدي لا أفهم .. أتعطف من عظمتكم التوضيح
الدكتاتور (في سخرية)
ألا تفهم يا صغيري .. ألم تذهب الى الإسكولى قديما .. إحدى وعشرين طلقة تحيه لكن في قلب المظاهرة .. أريد أن تطيح القذائف بعشرات الأجساد الشابة أوعيت ما أقوله
الضابط (في جزع)
وإذا لم تقمع الدفعة الأولى من الطلقات المتظاهرين .. معذرة يا سيدي إذا زادتهم ثورة
الدكتاتور (ضاحكا)
إذن ليكن هنالك دفعه أخرى
الضابط (في تساؤل)
وإذا لم تقمعهم الدفعة الأخرى
الدكتاتور (في توحش)
تتكرر الدفعات حتى تصل لواحد وعشرين دفعة
الضابط (في خوف)
وإن .. إن لم تقمعهم الدفعة الحادية والعشرين ماذا سأفعل
الدكتاتور (في قوة)
أنا أفهم أيها الرعديد جبنك .. لا تتوجس في داخلك بيبى .. ستجد الجيش قد سوى المظاهرة بالأرض قبل أن تفتك بك قبل ان أفعلها أنا الآن .. هيا أغرب عن وجهي .. تبا لكم من رعاديد هل أعين جرذاناً في دولتي .. كنت أظن أني عينت وحوشًا عمياء ممسوخة .. لا جراء متوجسة تضع ذيولها بين ساقيها عندما ترى الحشرات الضعيفة زاحفة نحوها .. هل جحافل النمل تمنع مسيرة المماموثات وسط البرية الاولى يا حثالة
الضابط (في خوف)
بالطبع سيدي الدكتاتور لا تمنعها .. لكن الماموث إنقرض منذ فجر التاريخ .. والنمل لم ينقرص .. أنا أنا مرتعب سيدى .. الثوار يطالبون برؤسنا جميعا .. أعنى نحنُ خدمك المخلصين
الدكتاتور (في جدال)
لكنك غفلت أن نظام حكمى السياسي مثل الحرباء .. له ألف لون ولون .. ألا تعلم ذلك إنظر إلى سَلفك وإلى خليفتك
الضابط (في خوف)
أعلم .. أعلم سيدي الدكتاتور ما تعنيه .. معذرة فالأزمات تنال مني .. فتجعل رؤيتي ضبابية معذرة
(في حدة)
إذن إحذر فنظام حكمي كله ضباب في ضباب .. ويحتاج لعميان بارعين في الخوص وسط الضباب
(يقطع حديثهم صوت إطلاق الإحدى وعشرين طلقة مدفعية متتابعة في بطء .. يتصاعد تدريجيًا حتى الطلقة الأخيرة .. فينتفض رئيس الوزراء ويتلفت حوله جزعًا .. أما وزيري الشرطة والجيوش فيسيل عرقهما مع برودهما الظاهري .. وكذلك تنتفض بعض ساقطات الدكتاتور في توجس من دوى الطلقات وتسود حالة من الذعر .. يصاحبها شبه هياج في بعض الحيوانات المتوحشة المستأنسة التي يسيطر عليها حراسها في التوِ واللحظة .. أما الدكتاتور فينظر لرئيسِ الوزراء ووزيري الشرطة والجيوش .. نظرة مخيفة ضاحكة ذات ألفِ مغزى ومغزى .. يقطع حالة الفوضى الصامتة بينهم دخول قائد الدبابات والمدفعية مهرولاً وقد غرق في لهاثه وسعادته)
قائد الدبابات والمدفعية (في لهاث)
سيدي الدكتاتور لقد قمعت الإحدى وعشرين دفعة من قذائف المدفعية المظاهرات .. وفر الباقون مثل الجرذان
الدكتاتور (في دهاء)
أخطأت يا قائد الدبابات والمدفعية
قائد الدبابات والمدفعية (في خوف)
ماذا أخطئت .. أخطئت في ماذا سيدي .. لقد نفذت الأوامر كاملة .. كما قلتم لي عظمتكم بالحرف الواحد بحق الله
الدكتاتور (في حدة)
لا تجزع هكذا يا بيبى .. لم أعني أنك أخطأت في تنفيذ الأوامر .. أعني أنك أخطأت في تشبيه العامة الغوغاء بالجرذان .. فهم ليسوا جرذان المعارضة منظمة جدا .. لقد هربوا ليعيدوا المظاهرات من جديد .. بعد أن يتم رفع الجثث
( يصمت برهة يعاود بعدها الحديث مبتسمًا ساخراً )
الدكتاتور (في قوة)
قل لي يا قائد المدفعية والدبابات .. ما الموقف الآن صفه لي
الضابط (في برود وتشفى)
أحمر .. أحمر يا سيدي الدكتاتور .. أعني أن الساحة المواجهة للقصر الرئاسي مصطبغة باللون الأحمر لون الدماء .. والجثث ما بين أشلاء وبقايا شُدف
الدكتاتور
(في قسوة وهدوء)
أفهم أفهم .. لم أخطئ عندما طلبت مواصفات معينة للأماكن المحيطة بالقصر الرئاسي .. إنها مثل الفخ .. قفص صغير لمن يتواجد داخله
(لرئيس الوزراء)
هيا يا أيها العجوز الرعديد .. أريد حالة من التأهب العام في جميع المستشفيات .. وكذلك عشرات من حافلات الإسعاف تنقل الجثث والأشلاء .. وأريد أيضًا عمليات إعتقال عشوائي .. هيا هيا إجمع وزراءك المعنيين .. أريد تغطية إعلامية لنقل المصابين .. وكذلك حول المظاهرة وأسبابها
رئيس الوزراء ( في دهشة)
لكن .. لكن سيدي ماذا سنقول في الإعلام .. قمعنا المظاهرة بالمدافع
الدكتاتور (ضاحكاً)
أعلم ماذا تعني .. لتكن سياسة الإعلام في هذه القضية .. أن الضحايا الأبرياء حصدتهم المدافع .. بسبب تظاهرهم ضد الظلم الواقع على الشعب من نظامِ الدكتاتور السياسي
رئيس الوزراء (في دهشة)
ماذا .. ماذا هل .. هل تعيد ما قتله ثانية يا سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (في غضب)
أنا لا أعيد ما أقوله أيها الكهل الرعديد .. وحتى أمحو حالة الذهول التي إرتسمت على وجهك البيبى فيس .. سأوضح لكل وللتاريخ أني لم أجن .. لكني أعرف ما أفعله سأحول الأمر لصالحي
رئيس الوزراء (في ذهول وخوف)
وكيف ويوجد ضحايا لـ
الدكتاتور (ضاحكًا)
ضحايا لي وبإعترافي نعم .. لكن أقول لك يا غبي السلطة .. نفذ ودع ألعاب الشياطين للكبار الأذكياء
رئيس الوزراء (مهرولاً في إرتباك)
حسناً سيدي الدكتاتور .. وسأوافيك بتبعات الأحداث أولاً بأول .. أستأذن في المغادرة أنا ووزرائي .. لكن أنا لا أفهم أي شيء
الدكتاتور (في حدة)
كلاً الإذن في المغادرة لوزيرى الدفاع والشرطة .. أما أنت فلازلت أريدك
(يغادرن الوزيران المكان بسرعة)
(لقائد المدفعية)
وأنت يا قائد المدفعية .. عد لموقعك وكن على أهبة الإستعداد .. وسأكافئك على براعتك وصلابتك في علاج هذا الموقف بأسلوبي الخاص
قائد الدبابات والمدفعية (متذللاً)
أنا خادم من خدامك يا سيدي الدكتاتور وأفديك بحياتي
الدكتاتور (ضاحكًا)
بحياتك يا صغيري
قائد الدبابات والمدفعية (في قوة)
نعم نعم يا سيدي
الدكتاتور (سعيد بمكر)
وأنا أحفظ لك هذا الولاء الأعمى .. قل لي ما رتبتك الآن
(مقاطعاً)
حسنا حسنا أعلم اعلم .. ثق يا صغيري أنك ستصل إلى رتبة جنرال .. إن آجلاً أو عاجلاً هيا عد لموقعك
قائد الدبابات والمدفعية (في صياح)
عاش دكتاتورنا المعظم رعاه الله
(يغادر المكان وقد إمتلاء بالخيلاء والغرور)
الدكتاتور (في دهاء)
إسمع يا رئيس الوزراء .. أريد بعد الضجة الإعلامية التي ستحدث حول عملية قمع المظاهرات .. أن تتم الإستعدادات لمناوشات بسيطة مع إحدى دول الجوار الشقيقة
رئيس الوزراء (في دهشة)
أي نوع من المناوشات تعني سيدي
الدكتاتور (في حدة)
أعني أن تجتمع مع رجالك .. وأن تهيئوا الرأي العام لمعارك إعلامية .. قد يصل بعدها الأمر لمعارك عسكرية حول نقاط الحدود
رئيس الوزراء (في غباء)
هل توجد يا سيدي الدكتاتور مشاكل على نقاط الحدود
الدكتاتور (غاضبًا)
يا غبي .. تفهم الأمر لا توجد مشكلة لكن سنفتعلها مع الجيران
رئيس الوزراء (في جزع)
لكن سيدي الدكتاتور هذه مجازفة .. مغامرة خطيرة .. جيراننا أنظمتهم طامحة .. و .. و
الدكتاتور (في ثورة)
يا غبي تفهم .. ستكون مشكلة حدودية مفتعلة أي بالاتفاق مع دول الجوار السفلة الملاعين
رئيس الوزراء (وقد تصبب عرقه)
نعم .. نعم لقد فهمت لعبة
الدكتاتور (ساخراً)
نعم يا أذكى الأذكياء .. لعبة .. لندخل الرأي العام للمواطنين في متاهات .. حتى لا يتحولوا ضدنا هذه لعبة قديمة شائعة .. يلعبها الجميع ضد مواطنيهم
رئيس الوزراء (يزفر)
حسناً سيدي سأهيئ الأمر مع الأجهزة الإعلامية
الدكتاتور (صائحاً)
وكذلك الأمنية .. بالترتيب مع أجهزة دول الجوار الأخرى
رئيس الوزراء (في لعثمة)
سيدي الدكتاتور هل .. هل لي في تساؤل
الدكتاتور (ساخرًا)
ماذا تريد أن نقول .. هل مثلاً تلك الفتيات الشريفات العاهرات وجوههن لا تعجبك .. أم تطمع في إحداهن
رئيس الوزراء (في فزع)
كلا كلا سيدي حاشاى أن أقول ذلك
الدكتاتور (متحرشاً وساخراً منه)
هل مثلاً شاربي لا يعجبك .. وجهي مثلاً مؤذي للمشاعر .. لا أصلح للمواطنين كإستهلاك معنوي
رئيس الوزراء (مرتعباً)
يا إلهي .. يا إلهي .. يا سيدي وهل شيء ضئيل مثلي يجسر على أن يفكر حتى فى .. في أن يتحدث عن شعرة من شعيرات شعر رأسك العظيم
الدكتاتور (صائحاً) إذن ماذا تريد أن تقول .. أنجز هل تريد أن أجعلك مثلاً نائباً لي نائباً للدكتاتور
رئيس الوزراء (مفزوعاً)
يا لهولي .. يا لهولي .. يا سيدي الدكتاتور المعظم كل ما كنت أريد أن أتساءل عنه هو .. هو فترة إختفاءك أمس طوال الليل .. وعودتك صباحاً متهلك الوجه .. أنت تعلم سيدي أن أمنك هو أمننا وأمن الوطن .. كلنا خدمك سيدي .. و .. و ..و
الدكتاتور (في تفكير عميق)
أتريد أن تعلم أين كنت ليلاً
رئيس الوزراء (في شغف)
نعم .. نعم إن لم يكن الأمر سراً .. أكبر من منصبي كرئيس للوزراء
الدكتاتور (في دهاء وقسوة)
حسنًا يا شيخي العزيز .. سأقول لك أين كنت .. لكن بعد أن أسألك سؤالاً واحداً
رئيس الوزراء (في براءة)
وما هو سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (في حدة)
أتعلم أن هناك فرقة تصفية إنتحارية سرية .. من أعتى وأقذر رجالاتي المخلصين السريين .. كانت تسعى خلفي ليلاً في سراي
رئيس الوزراء (في جزع)
لا .. لا أفهم سيدي الدكتاتور كيف .. كيف رجالك ويسعون .. ويسعون خلفك
الدكتاتور (ضاحكاً)
أعني أنهم يسعون خلفي .. لتصفية أي شخص تُسول له نفسه معرفة أين أماكن سراي ليلاً .. وماذا أفعل خلالها
رئيس الوزراء (في ذعر)
يا إلهي معذرة .. معذرة يا سيدي الدكتاتور كان خطئًا غير مقصود وغير متعمد .. أرجوك أرجوك سيدي أستحلفك بأغلى ما تحب بنظامك السياسي .. أن تدعني أرحل بلا اعتقال او تصفية
الدكتاتور (ساخراً)
ترحل بدون أن تسمع أين كنت ليلاً
رئيس الوزراء (في جزع)
كلا .. كلا لا أريد .. إنني رجل كهل أحمق أغر .. فلا تؤاخذني على كلماتي .. أرجوك أرجوك لا تقول لا تقول .. إني مجرد مهرطق مجدف أحمق
الدكتاتور (في هدوء)
حسنًا إذا كانت رغبتك عدم معرفة أسراري الخاصة .. فأنا أحترم رغبتك وأحترم شيخوختك .. فأنت لا تعرف كيف يكون عدم إحترام الشيخوخة .. تبعة لعدم إحترام خصوصياتي .. هيا أريدك أن تختفي من خلال مرآي .. لأن وجهك يضايق فتياتي الشريفات
العاهرات .. هيا ذوب من أمامي
(يغادر رئيس الوزراء الكهل المكان مهرولا هو مذعور)
(لبعض الفتيات)
أنت أيتها الخلاسية .. وأنت أيتها الشقراء .. أريدكن بجانبي على الأرض
(تنهض الفتاتان في تدلل وتتحركن بأسلوب يسلب عقل أي منحرف .. ويقزز أي مراعي للأخلاق .. ثم تجلسان حول يمينه ويساره .. على وسادتان مصنوعتان من الحرائر النفيسة اللاتينية)
الدكتاتور (في تساؤل)
ما إسمك يا خُلاسية
الفتاة 1 (في ذكاء)
كما تريد سيدي المعظم
الدكتاتور (في غضب)
ليس كما أريد .. ما إسمك
الفتاة 1 (تحاوره)
خلاسية كما دعوتني
الدكتاتور (يحاول)
كلا إسمك الحقيقي
الفتاة 1 (لا زالت تحاوره)
أنا فتاة سيدي
الدكتاتور (في غضب)
يا لعينة .. إسمك الإنساني وليس نوعك يا حشرة
الفتاة 1 (في غنج)
إمرأة سيدي
الدكتاتور (مندهشاً صامتا مفكرًا لبرهة)
يا لدهاءك .. تفكرين ألف مرة قبل أن تجيبين خوفاً من بطشي .. يا للعالم العجيب الذي أحيا فيه .. العاهرة بارعة في ردودها .. ورئيس الوزراء لا ينتقي كلماته بصورة تعرضه للإعدام .. العاهرة تملك ما لا يمتلكه رئيس الوزراء وهي الحنكة ياللعجب
(للشقراء)
ما رأيك أيتها الشقراء فى حديثى هذا الأخير
فتاة 2 (في حكمة)
رئيس الوزراء ينظر للعالم من أعلى عظمتك .. أما نحن سيدي فنرى العالم من قاعه .. عندنا ألف كلمة لتساؤل واحد .. أما هو فعنده تساؤل واحد لألف إجابة تلمس له العُذر يا سيدنا الدكتاتور
الدكتاتور (في سعادة)
يا للبراعة في الحديثِ والرموز .. هل أعزله وأعينكي بدلاً منه يا شريفة
فتاة 2 (في ذكاء)
لا أظن سيدي يفعلها
الدكتاتور (متساءلاً)
لماذاً ألا أقوى
فتاة 2 (تشرح)
كلا تقوى سيدنا .. لكني أستطيع أن أخدم نظامكم السياسي هكذا .. بصورة أفضل من جلوسي فوق مقعد رئيس الوزراء
الدكتاتور (في سعادة)
أحسنت يا شقراء إن رأست الوزارة عاهرة .. سيطمح إليها العامة ويتركون أعمالهم
(يضحك)
ويظلوا ينتظرون دورهم
(يضحك)
هل ستأخذين منهم نقود أم هم سيأخذون منك
(ينفجر في الضحكات المتلاحقة)
الأفضل أن يظلوا يسمعون عنكم في القصص .. ولا يعلموا أنكم واقع متواجد .. وتقوم عليكم أجهزة الدولة
(يتنهد ويتسائل)
ترى ماذا سيفعل العامة إن علموا أن نظامنا بأكمله قائم عليكن
فتاة 2 (في غنج)
دعهم سيدي في حيرة
فتاة 1 (تتحدث بهمس)
يعلمون أو لا يعلمون
فتاة 2 (في هدوء)
تلك هي إشكالية العلاقة
فتاة 1 (في همس)
بين السلطة والدهماء
الدكتاتور
(مأخوذا)
يا للدرر .. الآن علمت لماذا أنا متواجد فوق رأس النظام .. لأني آخذ الحكمة من .. من لن أقولها من شهد وخيرات العاهرات
(يضحك)
من عرقهن
(يدخل السكرتير الخلاسى المنمق .. وقد بدا الجزع على وجهه .. يتقدم من الدكتاتور ويهمس في أذنه)
(في برود)
حسناً ليدخل وزيرى الشرطة والعدالة كنت أتوقع مجيئهما منذ الصباح
الدكتاتور (يدخل وزيرى العدالة والشرطة .. والذعر يرتسم على وجهيهما)
(في دهشة)
فيم إجتماعكما .. ألم تكن معي منذ قليل يا وزير الشرطة
(يتناظران في جزع)
فيم حملقتكما هل مثلاً حدث مكروه
وزير الشرطة (في لعثمة)
أنت .. أنت تعلم سيدي الدكتاتور أنه .. أنه تكلم أنت يا وزير العدالة
وزير العدالة (في خوف)
أنا حسناً حسناً لقد لقد .. كلا كلا تكلم أنت يا وزير الشرطة
وزير الشرطة (في ذعر)
أنا حسناً إنه .. إنه يا سيدي الدكتاتور إنه إنه
الدكتاتور (ضاحكًا)
بدلاً من اللعثمة سأقول أنا لكما .. إنكما قد أتيتما في أمر هام .. أليس كذلك
وزير العدالة (في خوف)
نعم .. نعم سيدي الدكتاتور أمر هام .. هام .. هام
الدكتاتور (يتساءل)
وهل مثلاً الأمر هذا أمراً خطير
وزير العدالة (في جزع)
نعم .. نعم إنه كذلك سيدي الدكتاتور .. أمر خطير خطير خطير
الدكتاتور (ضاحكًا)
وبالطبع هذا الأمر مثلاً أمر قهرياً
وزير الشرطة
الدكتاتور (في خوف)
نعم هو كذلك سيدي الدكتاتور .. أمر قهري قهري قهري
(في تفكير)
وغالباً إنه بديهي مثلاً انه أمر أمني
وزير العدالة (في ذعر)
بالفعل يا سيدي الدكتاتور .. أمر أمني أمني خاص
الدكتاتور (يحاورهم)
وأظن أن هذا الأمر مثلاً أمر قومي
وزير الشرطة (في تخوف)
يالحدسك سيدي .. بالفعل إنه أمر قومي قومي قومي
الدكتاتور (في تفكير)
وأرى مثلاً أن هذا الأمر يخصني شخصيًا .. يخص أمني الخاص
(في قوة)
لماذا صمتم هكذا .. هل نزل عليكم الهول
وزير العدالة (في خوف) إنه إنه
الدكتاتور (ضاحكًا)
فيم تلعثمكما
وزير الشرطة (في رعدة)
إن الأمر الأمر
الدكتاتور (ساخراً)
تحدثا بدلاً من التهتهة واللعثمة أيها الأبكمان
وزير العدالة (في لعثمة)
إنه .. إنه كما قلت سيدي الدكتاتور أمر يخص .. يخص أمن سيادتكم الشخصي
الدكتاتور (يتنهد) وهل وهل مثلاً .. الأمر هذا عبارة عن إغتيال جسدي
وزير الشرطة (صائحاً)
كلا كلا يا سيدي .. إنه أخطر من ذلك
الدكتاتور (يتساءل)
وهل .. وهل مثلاً تهديد بإنقلاب عسكري ضد نظام الحكم السياسي
وزير العدالة (في جزع)
كلا .. كلا إنه مخيف أكثر من ذلك
الدكتاتور (ضاحكًا)
وهل .. وهل مثلاً إنذار بغزو عسكري
وزير الشرطة (في خوف)
كلا .. كلا سيدي إنه أقصى خطراً من ذلك
الدكتاتور (في سخرية)
وهل .. وهل هو مثلاً قنبلة نووية
وزير العدالة (في جزع)
إنه شيء مثل ذلك سيدي
الدكتاتور (وقد فجر الموقف)
وهل .. وهل مثلاً هو أن مجهولاً من المواطنين .. أقام دعوى ضدي في ساحات القضاء
وزير الشرطة (في ذهول)
يا للدهشة .. إنه إنه كذلك سيدي الدكتاتور .. كيف علمت قبلنا
الدكتاتور (في حدة)
يا أغبياء .. أنا أعرف عدد إزدياد الذباب يومياً فى دولتى .. ذكروني بأن أزيد عدد الإناث
(يشير عليهم ضاحكًا بسبابته)
ازيد عدد الذباب لأن نسلهن يتناقص .. بسبب عقم تلال النفايات .. فأنا أعرف كل كبيرة وصغيرة في دولتي .. فما بالكم بشخص يقاضيني في محاكمي .. التي أتعطف عليها وأحركها بإرادتي السامية
وزير العدالة (في محاولة للشرح)
سيدي إن الأمر
الدكتاتور (مقاطعاً)
أريد أن أعرف في عالم العجائب
(ينهض ويدور حول المقعد ويتكئ عليه بيديه وقد قطب حاجبيه ولوح بيديه)
من يقاضي .. من يقاضي الدكتاتور
(يقترب منهم فيتراجعوا)
من تجاسر وفكر وحاول مقاضاتي
وزير الشرطة (في ذعر)
سأشرح الأمر لعظمتكم .. لكن أرجوك إهدأ .. حتى تشير علينا بما سنفعل لأننا مرعوبين
الدكتاتور (يجلس)
حسنًا ها أنا قد هدأت .. قص على فصول المهزلة أو الملهاة .. كما يسميها الأدباء تلك الفئة الحثالة المخيفين الذين انقرضوا من دولتى
وزير العدالة (في لعثمة)
لقد فوجئ أحد القضاة في إحدى محاكم القرى النائية الفقيرة .. فى آخر حدود البلاد .. بدعوى مرفوعة ضد عظمتكم .. مؤداها أن كل شعب دولتكم يرزحون في فقر وجهل ومرض .. وهذا بالطبع إفتراء ليس له مثيل .. على نظامكم السياسي يا سيدي
الدكتاتور (ساخرًا)
معذرة يا وزير العدالة .. أنت منافق وكاذب كبير .. فالدعوة صحيحة لأنك تعلم وأنا أعلم .. أن نظامي السياسي زوج الجهل والفقر والمرض من الشعب ليلة إنقلابي العسكري الشهير الدموى .. أو ثورتى التحررية .. منذ عشرات السنين وأنا شاب صغير .. ألا تذكر يا رجل
وزير العدالة
الدكتاتور (في جزع)
سيدي الدكتاتور .. معذرة أنت الدكتاتور القائد .. تقول ما يحلو لك .. أما أنا فلا أقول إلا ما أحفظه عن ظهر قلب
(في هدوء)
حسناً حسنًا .. تعني أنك تقول ما أنت مبرمج عليه أمام العامة .. حسنًا أكمل
وزير الشرطة (في فزع)
وطلب من رفع الدعوى .. مثولكم أمام القاضي .. حتى تتم محاكمتكم على ما يدعيه هو
الدكتاتور (ساخراً)
وماذا في رأيك يا وزير الشرطة .. أي العقوبات سيحكم علي بها .. تلك الفئة الديدان المسماه بالقضاة
(في دهشة ودهاء)
لماذا لا تجيبون .. وقد إحمرت وجوهكم ومؤخراتكم هكذا
وزير العدالة (في خوف)
سيدي الدكتاتور .. أرجوك قل لنا أوامرك في هذا الشأن .. ماذا نتخذ من الإجراءات قبل أن ينتشر الخبر ويستفحل الأمر
الدكتاتور (في تساؤل)
من هذا الشخص الذي قاضاني
وزير الشرطة (في تفكير)
لقد إختفى سيدي
الدكتاتور (في دهشة)
ماذا تعني بإختفي
وزير العدالة (يشرح)
أقام الدعوة بالبريد .. والرقابة إكتشفت الخطاب وهو داخل صندوق البريد سيدي
الدكتاتور (ساخراً)
هل يوجد بريد في دولتي
وزير الشرطة (يسرد)
حسب أوامرك سيدي .. حركة البريد سائرة في الدولة حتى نطلع على أراء وأسرار العامة .. كل شىء مراقب حتى التناسل .. لو استطعنا مراقبة عقول العامة لراقبناها
الدكتاتور (يتساءل)
وهل العامة معهم نقود .. تكفي لشراء ورقة بيضاء وخطاب وطابع بريد
وزير الشرطة (يشرح)
إذا تجاسر أحدهم وفعلها .. سيظل جائعاً شهوراً سيدي
الدكتاتور (في حدة)
إذن من هذا الرجل .. الذي يملك نقودًا فائضة عن حاجته
وزير العدالة (في هدوء)
ننتظر أوامرك سيدي
الدكتاتور (ساخراً متساءلاً)
ما رأيك يا وزير الشرطة كيف نتعامل مع الحدث
وزير
الشرطة (يتفلسف)
نقول مثلاً أن من أقام الدعوة مجنون أو مخبول أو سكير .. أو مدمن أو معادي للشعب .. أو عميل للأعداء أو أنها برنامج الكاميرا المختفية
الدكتاتور (ساخراً)
هل هذه أفكارك النيرة .. هل أنت مراهقة فى الرابعة عشرة من عمرها .. حتى تقول هذا الحديث .. برنامج ماذا المختفية .. التى تصور أمك فى المرحاض العام القذر
وزير الشرطة (في خوف وخجل)
نمنع نشر الخبر يا سيدي .. أو نبيد القرية بسكانها
الدكتاتور (متهكماً)
يا لسلاسة ومرونة معالجة الأمر .. هل هذا كل ما عندك
وزير العدالة (في إستماع)
ننتظر أوامرك سيدي
الدكتاتور (صارخاً)
أريد من وزير الشرطة في غضون سويعات .. أن يقبضن على الشخص المجهول الذي قاضاني .. وإلا إعتبرت الوزير شريكاً معه .. وأن يقوم بالتحقيق معه أمامي .. هنا في غرفة إستجمامي وله مطلق الحرية في إستعمال أي الأساليب .. وهذه الأساليب تكون غير مشروعة والتي لا يقرها أي دين .. لأنى وجودى لا اؤمن بالخالق .. وحتى لا يقرها عالم اللصوص والقتلة والساقطات
(للفتيات)
معذرة يا شريفات
( للجميع )
وهذه الأساليب ستسهل له الأمر .. حتى إذا إخترق القانون
(يضحك)
أسمعتم القانون
(يقهقه)
القانون المزعوم الذي أسنه وأكون أول من أخرقه
(بحدة)
أريد عشرات من المشتبه فيهم أمامي .. حتى تصلوا إلى الرجل الغامض الذي أعرفه جيداً
وزير الشرطة (في دهشة)
تعرفه سيدي
الدكتاتور (في حدة وغرور)
نعم وهل تظنوني غافلاً .. عما يحدث في دولتي
وزير العدالة (في توسل)
إذن إذن سيدي
الدكتاتور (في قسوة)
إذن ماذا أقول لكم على إسمه هكذا بسهولة .. كلا كلا .. لابد وأن يرهقكم البحث ويعيبكم الإجهاد .. حتى تكونوا جديرين بمناصبكم .. وبالمكافئات التي ستحصلون عليها .. أنتم مليارديرات يا بدناء .. لابد ان تتعبوا لا أن تسمنوا بلا مقابل
وزير الشرطة (في كياسة)
نحن في خدمتك سيدي
الدكتاتور .. وطوع أمرك سأقبض على أي شخص في دائرة المنطقة التي بها الدعوى .. حتى وإذا قبضت علي نفسي سيدي
الدكتاتور (في غبطة)
جيد .. جيد جداً يا وزير الشرطة حتى إذا قبضت عل نفسك .. أو تقبض على أنا الدكتاتور
وزير الشرطة (في ذعر)
ماذا .. ماذا لا أفهم سيدي دعابة .. دعابة مخيفة
الدكتاتور (ساخراً)
ولن تفهم هيا إفعل ما أمرتكَ به .. وإشحذ كل أساليبك وأساليب رجالاتك القذرة .. أريد أن أبتهج اليوم بصرخات المشتبه فيهم أمامي وإلا
وزير الشرطة (في ذعر)
كلا .. كلا سيدي .. لا داعي لإ إلا هذه .. أستأذنكم في المغادرة
الدكتاتور (في سباب)
تصحبكم سلامة اللعنات يا عزيزي البيبى
(يغادر وزير الشرطة المكان مذعوراً بخطوات عسكرية قلقة)
الدكتاتور (في قوة)
يا وزير العدالة
وزير العدالة (منصت)
كلي آذان صاغية
الدكتاتور (يفكر)
أريد من رجالك أن يسيروا في إجراءات التقاضي
وزير العدالة (في ذهول)
ماذا لا أفهم سيدي .. لا أصدق أني إذا سارت الدعوى في طريقها الشرعي .. ستسدعي أمام القاضي .. وهذا معناه معناه ..............................
الدكتاتور (ضاحكًا)
معناه سقوط النظام السياسي وتداعيه .. أفهم أفهم يا غبي سأحول الأمرَ لصالحي
وزير العدالة (في ذهول)
كيف يا سيدي بإعتراف النظام بأن الدعوى صحيحة .. سيدي لقد عملت في خدمتكم سنوات طويلة .. وساعدتكم فى إنقلابكم على النظامِ السابق .. ومعذرة ان قلت أنت مثل ولدى .. وأنا اخاف عليك .. ولا أفهم كيف تفكر .. وحتى الآن لا أفهم مطلقا .. ماذا تريد أن تصل إليه .. هل هل تريد سيدي أن تقف أمام القاضي .. قاضي من القضاة الذين نعرفهم فى النظام السياسى .. فهو يعيد ما يحفظه مثل شريط التسجيل .. ويسألك هل أنت هل أنت .. معذرة سيدي
الدكتاتور (ضاحكًا)
أكمل أكمل .. لك الأمان يا أبى الروحى يا وزير العدالة
وزير العدالة (في ذعر وتوجس)
هل .. هل أنت تسرق قوت الشعب وتستعبده .. وتثبت فيه الجهل والفقر والمرض .. هل هل تفعل هذا .. هل أنت مذنب أم غير مذنب .. وأنت بالطبع تعرف سيدي صدق أو كذب الدعوى
الدكتاتور (ضاحكًا)
يا غبي العدالة سأحول الأمر لصالحي
وزير العدالة (في ذهول وخوف)
كيف يا سيدي .. معذرة ولائي لكم يدعوني لأن أقول لك وليرحمني الله بعدها .. أقول لك مثل يقوله العامة .. مؤداة أنه .. أنه .. أنه .. أنه .........................
(يصمت برهة ثم يعاود الحديث)
(بماذا يدافع الكلب عن نفسه وقطعة اللحم المسروقة بين فكيه وقد سال لعابه)
معذرة سيدي سامحني على هذا المثل .. لكن ما تفعله هو هو إنتحار علني .. الجميع بالداخل والخارج ينتظرون سقوطك .. أنت عبقرية فى السياسة سيدى .. لكن ليس بهذه الطريقة لا تقامر على كيانك وهيلمانك الممتد .. أنت مرعب الرقعة اللاتينية فلا تفعل ذلك
الدكتاتور (في سعادة ودهاء)
أشكرك وأحييك يا وزير العدالة على ولائك لي .. أنت أب حنون ملعون .. لسانك يريد قطعه ويعرضك لبطشى .. لكني كما قلت لك سأحول الأمر لصالحي .. فباقي أوراق المنضدة لا زال في يدي
وزير العدالة (وقد أعياه الأمر)
حسناً سيدي ليرحمنا الله جميعاً .. إتلو على أوامرك مباشرة
الدكتاتور (ضاحكاً) أليس هناك قضية مرفوعة ضد الظلم والإستعباد
وزير العدالة (في هدوء) نعم سيدي الدكتاتور
الدكتاتور ( في برود)
إذن لننحر الظلم والإستعباد ظاهريا .. ونستبدلهما بظلم وإستعباد جديدين .. بدون أن يشعر الشعب .. أفهمت يا حمار العدالة يا عجوز يا حبيبى الطيب
وزير العدالة (في سعادة ودهشة)
ماذا يا للفطنة .. فهمت سيدي .. لكنها لعبة خطرة لكن ممكنة
الدكتاتور (في دهاء)
ونصبح أبطالاً يا مغفل العدالة .. الدكتاتور يهاجم نفسه ويشذب سوءات نظامه السياسي بكل شجاعة .. هل إستوعبت
وزير العدالة (في دهشة)
نعم نعم سيدي يا لدهاءك .. لكن .. لكن
الدكتاتور (في سعادة)
حسناً لا داعى للاكن .. هيا عد لعملك .. وأريد أن أسمع الأنباء في التلفاز في غضون دقائق
(يحيى وزير العدالة أبو الدكتاتور الروحى .. الأخير في سعادة المتشبث بالحياة .. ويغادره وهو يتنفس الصعداء مع الشك والريبة من نجاح سياساته .. ثم يدخل السكرتير الخلاسى ويتوقف .. ثم يهمس في أذن الدكتاتور فيغمغم بالفاظ بذيئة .. ويشير له بإدخال أفراد عائلته فيغادر المكان السكرتير وتمر ثوان .. يعود خلالها وتتقدمه أفراد عائلة الدكتاتور .. وهم زوجتيه وستة شباب واربعة فتيات شابات .. ومجموعة كبيرة من الأطفال فتية وفتيات يربون على الخمس عشر طفلا .. وفي ثوان يدخل بعض الخدم الخلاسيين حاملين مقاعد وثيرة .. ويتعمدون وضعها بالقرب من الحيوانات المتوحشة .. مما يثير حفيظة الزوجتان وكبار الأبناء لكنهم يجلسون صاغرين .. ويظل الدكتاتور يرمقهم في سخرية كسابق عهده مع البشر .. وكأنهم الهزل في صورة مخلوقات)
الدكتاتور (في تهكم)
أي ريح أتت بكم يا آل الدكتاتور
زوجة 1 (في شرح)
يا زوجي العزيز لقد أوحشتني
الدكتاتور (في حدة)
زوجي .. زوجي هذه تقال في غرفة النوم الملعونة .. أما في غرفة الحكم .. فلقبي هو حضرة الدكتاتور ..ألم أنبهك لهذا سابقاً يا خرقاء
زوجة 2 (تتدخل)
ألم تسمعي يا ضُرتى .. أوامر سيدنا الدكتاتور لماذا تحاولين دائماً ضرب أوامره بعرض الحائط .. هذا خطر عليك .. هذا مضر بك .. هذا مؤذي لك
زوجة 1 (في حدة)
ماذا أنا .. أنا أفعل ذلك .. أم أنت من تحاولين الوقيعة بيني وبين زوجي يا ضُرتى اللئيم
زوجة 2 (في غضب)
ماذا أنا أوقع بينكما ولئيم .. هذا إفتراء ما بعده إفتراء
الدكتاتور (في ثورة وسباب)
أيتها الساقطتان .. كفا عن الكيد لبعضكن .. والا القيت بكما مطلقتان في قارعة الطريقة
تقتاتان على جمع اعقاب السجائر
(في حدة)
أسمعتما يا حذائى المتسخين
(تصمت وتنكمش الزوجتان من فرط الفزع)
(لإبنه الأكبر وقد هدا بعد سكون الزوجتين)
قل لي يا أكبر أولادي ما هي أخر أخبارك
(في حدة وسخرية)
لماذا تنظر لتلك الفتاة الزنجية الشريفة هكذا ألم تشاهد ساقطات من قبل
إبن 1 (في خجل وتلميح ووقاحة)
معذر ة والدي أعني سيدي الدكتاتور .. فأنا شاب مستقيم لا أميل للهو واللاهين
الدكتاتور (في سخرية وحدة)
وهكذا لا تميل للهو .. إذن فقصة الفتاة الصغيرة الحبلى كاذبة .. وصالات القمار التي تحيا على سيرة الشاب الأول في الدولة إفتراء .. وبيوت الدعارة التي تتشرف بوطء الشاب الأنيق إفتئات .. وسباقات الخيل والكلاب الأوربية والمضاربات .. وملايين العملات المهدرة كلها زور وبهتان
إبن 1 (في لعثمة)
أنا .. أنا
الدكتاتور
ابنه 1
(ضاحكاً في وقاحة)
يا مغفل أنا لست متضرراً من سلوكك .. لكن ما يغضبني هو محاولتك خداعي .. إفعل ما شئت في البلاد .. عث فيها فساداً .. لكن عندما تجلس أمامي لا تحاول خداعي .. أمامى الجميع يتعري حتى لا تثار حفيظتي عليكم .. أفهمتم
(للإبن الثاني)
وأنت يا ثاني أولادي ألا زلت مصمم على أن تصبح عالماً في الكيمياء
(ساخراً)
لا تجب .. لا تجب .. فأنا أعلم كل شيء يبدو أن حبك للعالمة الشهيرة العجوز .. قد سلب عقلك .. يا غبي يا جاهل يا مريض يا مُعقد يا مُركب .. إذا أردت عشيقة فإختر فتاة من الجميلات .. لا أن تختار شمطاء عجوز وجه أسوأ سجان في الدولة أجمل من وجهها
(يحاول مقاطعته)
لا تقاطعني فأنا أعلم ما تعتمل به نفسك من مشاعر مريضة
( ساخرا )
ألم ترضع من أمك صغيرا .. تود الرضاعة الان فى هذه السن .. خيبتك الاقدار
(للإبن الثالث)
وأنت أيها الإبن الثالث .. ألا زلت ترسل خطابات مجهولة التوقيع للممثلة الشهيرة الشقراء .. ياغبى لو طلبتها للفراش لوافقت .. لكن ماذا اقول فى خجل المراهقين .. لا زال الولد عنده حياء .. اتستحى يا بهيم
(للإبن الرابع)
وأنت أيها الإبن الرابع الصغير .. ألا زلت تقتني الصور العارية للساقطات .. الخادمات الصغيرات الفقيرات بالمئات فى القصر .. وانت تتلوع على صورة لحذاء متهرىء .. تباً لكم من أغبياء أتظنون أني غافل عنكم
(للإبنة الكبرى)
وأنت يا إبنتي الكبرى .. هل لا زلت تضربين زوجك الضابط الصغير بالحذاء
(في لعثمة)
ابتاه .. إنني إنني
الدكتاتور (ضاحكًا) لا تنكرين .. فأنا أعلم لون حفاضات أولادك .. الذين هم أحفادي ..
إرحمى كرامة الرجل .. لا تستغلى خوفه منى وتذليه لم يقصر فى شىء .. أمك تحكى لى عن لياليكما الساخنة
( تشهق الفتاة خجلا وكمدا )
(للإبنة الثانية)
وأنت أيتها الإبنة الثانية .. ألا زلت تغازلين حارسك الشخصي من خلف زوجكِ وأمكِ .. إذا وصل الخبر للصحافة فلن أرحمهم وأرحمك .. آلا يعجبك زوجك لاعب الجودو .. ألم تختاريه بمحض ارادتك .. أتودين ان يقتلك أمام أولادك الثلاثة .. كلا ساقتلكم كلكم جميعا إن حاولتم إحراجى أو هز صورتى
(للإبنة الثالثة)
وأنت أيتها الإبنة المراهقة الثالثة .. ألا زلت ترتدين لباسات البحر الساخنة خفية في حجرتك ليلاً من خلف ظهر أمك
إبنة 3 (في خجل)
أنا .. أنا
(ضاحكاً)
لا تنكرين هل تظنوني مغفلاً .. إصبرى وساجد لك زوجا حمارا يرضى بغطرسة العائلة .. لا أن ترتدى البكينى الشفاف أمام المرآه
(للإبنة الرابعة)
وأنت أيتها الإبنة المراهقة الرابعة .. هل لا زلت تحضرين الدمى التي تعلق عليها أمك ملابسها .. وتظلين تقبلينها في شهوة .. لابد لك من طبيبة نفسية تكشف خبايا نفسك المُقعرة
(لهم جميعاً)
يا عائلتي الكبيرة اللعينة .. هل تظنوني غافل عنكم .. هل مثلاً يا زوجتي الأولى .. تظنيني لا أعلم بأنك تقترضين من البنوك بدون ضمانات .. بضمان إسم زوجك الدكتاتور
وأنت يا زوجتي الثانية .. هل تظنيني اننى لا أدرك أنك تشترين من أفخم الحوانيت التجارية المحلية والاجنبية .. وتضاف الفواتير على ميزانية الدولة
(للأطفال الصغار)
وأنتم أيها الصغار قل لي يا صغيري الثامن .. هل لا زلت تهدد زملائك بالقتل بواسطة سلطة أباك
وأنت يا صغيرتي الثالثة عشرة هل لا زلت تسرقين أقلام ومماحي زميلاتك .. وتلصقين التهم بغيرك من زملائك .. هيا أيتها العائلة الوغدة المتغابية .. هل أتيتم لتسخروا مني .. وتدعوا الطهر والعفاف
(ساخراً)
لقد نسيتم أنكم عصابة .. وأنا زعيم العصابة .. هيا هيا إغربوا عن وجهي .. ولكم حساب عسير بالمخادع
(ينهض الجميع في خوف .. ويهرولون مذعورين مغادرين المكان في وقار مصطنع .. والدكتاتور يسب ويلعن بأبشع الألفاظ .. ثم يدخل بعض الخدم .. وهم يحملون مقاعد أفراد العائلة المهرولة .. ويغادرون المكان في عجلة)
(للزوجتان وهن يغادران)
إسمعن أيتها الزوجتين .. إن لم يعجبكن وجود الفتيات الشريفات .. هؤلاء فإفعلن مثلهن انتقاما منى .. وإن ثبت عليكن الأمر أعدمتكن جميعاً
(تغادر آخر الزوجات المكان في ذعر .. من وقع سيل كلماته الفاحشة القاسية .. ثم يدخل السكرتير الزنجى .. بعد ذلك ويهمس في أذن الدكتاتور)
(في حدة وسعادة)
حسناً دع وزير الشرطة يدخل مع المشتبه فيهم
(يدخل بعد السكرتير وزير الشرطة .. مع ستة من رجاله .. وأربعة من مساعديه من ذوي الرتب المتوسطة .. يتبعهم الجلادين الملثمين
ويدخل معهم خمس عشر من المشتبه فيهم .. ومصور تلفازي وآلة تصويره التقنية
والمشتبة فيهم هم تسعة رجال وست نساء .. إمرأة عجوز وإثنتان متوسطي العمر وثلاث شابات
أما الرجال فرجلان كهلان وثلاثة متوسطي العمر وأربعة شباب
يأمرهم أحد الجلادين بالإصطفاف أمام الدكتاتور .. فيصطفون والجزع يرتسم على وجوههم .. ويعاملهم جلاد آخر بعنف فيدفعهم وهم يصطفون فتسقط المرأة العجوز على الأرض .. ثم يمسك بها جلاد ثالث وينهضها بعنف وهي مذعورة .. ثم ينتظم إصطفاهم أمام الدكتاتور
وينهض الدكتاتور ويتحرك أمامهم جيئة وذهابا .. ثم يتوقف عند أولهم وهو رجل عجوز والمصور يصور كل شيء)
الدكتاتور (في حدة وتسلط)
أتدري من أكون
رجل 1 (يرتعش في ذعر)
نعم .. نعم سيدي .. أنت .. أنت دكتاتورنا المُعظم
الدكتاتور (ساخرًا)
مُعظم
رجل 1 (في خوف ويكاد يبول على نفسه)
نعم سيدنا وتاج رأسنا
الدكتاتور (ضاحكاً)
حسناً دعوة يعود لأولاده
(يمسك أحد الجلادين الرجل بعنف .. ويجذبه ويغادر به المكان ويعود بعد قليل .. ثم يتقدم الدكتاتور من ثانيهم ويتوقف)
الدكتاتور (بحدة )
هل تدري من أكون
رجل 2 (في ذعر)
أنت .. أنت
الدكتاتور (ضاحكًا)
أنا ماذا
رجل 2 (في جزع)
لا .. لا أدري .. أنا .. أنا مرعوب
الدكتاتور (في قسوة) هذا الرجل هو أول القائمة
(يتقدم الدكتاتور من ثالثهم ورابعهم وخامسهم ويتوقف)
(في تساؤل)
ما رأيكم في دولتي
رجل 3 (في جزع)
ماذا دولة .. دولة الخيرات يا سيدنا
رجل 4 (في خوف)
دولة العدالة والقانون
رجل 5 (في ذعر)
دولة الحريات سيدنا
الدكتاتور (ضاحكاً)
حسناً ليغادروا المكان
(يمسك بهم أحد الجلادين بعنف .. ويجذبهم للخارج وسط سعادة وجزع الرجال .. ويعود بعد قليل)
(يتقدم الدكتاتور من سادسهم وسابعهم وثامنهم وتاسعهم ويتوقف .. والمصور يصور كل شيء)
الدكتاتور (في حدة)
ما رأيكم في كحاكم
رجل 6 (في ذعر)
سيدي سيدي الدكتاتور .. أنا .. أنا لا أجيد التحدث في السياسة .. انا فَزع من الجلادين
الدكتاتور (في قوة)
هذا ثاني القائمة
(في غرور لمشتبه اخر )
وأنت ما رأيك في
رجل 7 (في لعثمة)
أنت .. أنت سيدنا .. منزه عن أي محاولة .. لبث أي رأي في سيادتكم
الدكتاتور (ضاحكًا)
هذا يعود لأولاده
(يمسك به أحد الحراس بعنف ويجذبه للخارج .. وسط سعادة الرجل وبكائه .. ويعود بعد قليل)
الدكتاتور (لآخر في قسوة)
وأنت ما رأيك
رجل 8 (في ذعر وخوف)
سيدي هذا ليس شأني .. أنا مظلوم .. لماذا إقتادوني من منزلي إلى هنا
الدكتاتور (صائحاً)
هذا ثالث القائمة
(لآخر وقد ضحك)
وأنت ما رأيك
رجل 9 (في ذعر)
أنا .. أنا رأيي .. رأيي أنك سيدي شيء .. شيء مثل مثل الإله
الدكتاتور (صائحاً)
هذا يعود لأولاده
(يمسك به أحد الجلادين بعنف ويجذبه إلى الخراج .. ويعود بعد قليل .. ويتقدم الدكتاتور من النساء .. ويتوقف أمام أولهن وهي المرأة العجوز .. والمصور يصور كل شيء
(في نظرة ذات مغزي)
لماذا أتوا بك إلى هنا
العجوز (في فزع)
أنا .. أنا لا أعرف أي شيء ولدي
الدكتاتور (يصفعها ثم يبصق عليها صائحاً في قسوة)
لست بولدك أيتها الشمطاء ..أنا الدكتاتور المعظم
العجوز (في بكاء هستيري)
حسنًا .. حسنًا أنا لا أعرف أي شيء دكتاتورنا المعظم
الدكتاتور (فى تساؤل)
أي شيء عن ماذا
العجوز (في دموع)
عن أي شيء
الدكتاتور (صارخاً)
هذه رابع القائمة
(يتقدم الدكتاتور من الباقيات ويتوقف)
(في برود)
وأنت هل تعلمين لماذا أتوا بك إلى هنا
إمرأة 1 (في خوف)
كلا لكن لابد أنكم على حق سيدنا المعظم
الدكتاتور (في صياح)
هذه تعود لأولادها
(يمسك بها أحد الجلادين من ملابسها .. فتتمزق فتصرخ المراة .. ويقتادها خارجاً ثم يعود)
(لأخرى في حدة)
وأنت
إمرأة 2 (في ذعر)
أنا .. أنا سعيدة لأني رئيت وجه سيدنا
الدكتاتور (للحراس)
وهذه تعود لعائلتها
(يمسك بها أحد الجلادين من صدرها .. وتتفزع المراة ويقتادها للخارج ثم يعود)
(لأخرى في قوة)
وأنت
إمرأة 3 (في بكاء)
أنا .. أنا يا سيدي لا أعلم عن أي شيء .. أتوا بي إلى هنا
الدكتاتور (في ثورة)
هذه خامس القائمة
(لأخرى في سخرية)
وأنت
إمرأة 4 (في خوف)
أنا .. أنا لا أصدق أني أقف أمام رمزنا المعظم
الدكتاتور (صائحاً)
هذه تعود لأولادها
(يمسك بها أحد الجلادين من شعرها .. ويتقتادها خارجاً وهى تصرخ ثم يعود)
(لأخرى تبدو عليها قسمات الجمال والتطلع .. ذات وجه مثير ولعوب وذليل فى نفس الوقت)
وأنت
إمرأة 5 (في خوف ورياء وتطلع وانكسار)
أنا .. أنا سيغشي على من شدة السعادة .. لأني أمام حامي حمى الوطن
الدكتاتور
امراه 5
الدكتاتور
امراه 5
الدكتاتور
امراه 5
الدكتاتور (صارخاً)
ماذا تعملين
( فى ذل )
خياطة فقيرة يا سيدنا
( فى تلميح جنسى )
هل تخيطين ملابس الرجال
( يحمر وجهها )
ملابس النساء سيدى فقط
( فى تلميح )
عندى ملابس داخلية ممزقة
أتستطيعين خياطتها
( فى استسلام واستعداد للانحراف وهى ذليلة )
كل نساء الدولة ملك للدكتاتور هكذا الظروف والأقدار
( ساخرا)
ها هو حذاء جديد أضمه لمجموعتى .. الطيور على قذارتها تقع .. خذوها وهياوها لتكون من حريمى
( يمسك بها أحد الحراس ويقتادها خارجاً بلين .. وهى تكاد تنفجر من البكاء والسعادة فى ذات الوقت بسبب فقرها .. والكنوز التى فتحت لها .. ثم يعود الدكتاتور إلى جلسته على مقعده .. وهو يلعب فى شاربه .. وقد اعتملت فيع حيوانية الرجال .. ثم يتدارك نفسه ويشير للحراس في سعادة والمصور يصور كل شيء)
(في قسوة وتوحش)
هيا إبدئوا الحفل بمن بمن .. بهذه المرأة العجوز .. أريدها أولا تعلق كالذبيحة
(يقتاد أحد الجلادين الأربعة المشتبه فيهم الآخرون .. ويمسك آخر بالمرأة العجوز من ساقيها فيجعل رأسها إلى أسفل وسط صراخها .. ويفعل الباقون بالأربعة ما يفعلوه بالمرأة العجوز)
(في عدم إستواء)
هيا هيا .. إبدئوا الحفل وإجعلوهم يعترفوا .. وأنت أيها المصور أريد أن تحذف كل المشاهد الغير لائقة في المونتاج .. من أجل المراهقين الملاعين فى الدولة .. لعنة الأقدار على الدولة
جلاد 1 (في حدة)
رهن إشارتك سيدي
جلاد 2 (في صراخ لضحيته احد الرجال)
قل أيها الديوث من الرجل الغريب الذي قاضى الدكتاتور
رجل 1 (في ذعر وهستريا)
الرحمة الرحمة .. لا أعرف لا أعرف
(ويصمم الباقون على عدم المعرفة)
الدكتاتور (في توحش)
هيا هيا .. زيدوا الجرعة بنزع الملابس
(يهجم الجلاد المتبقي على الخمس مشتبه فيهم بالتوالي .. فينزع ما يغطي عوراتهم السفلية .. وسط صراخ الجميع وإستغاثات النساء)
جلاد 2 (في حدة)
من الرجل الذي قاضى الدكتاتور يا ذات الثدى
امراه 1 (في بكاء)
حسناً حسناً .. سأعترف ولا داعي لهتك العرض .. الرحمة .. الرحمة .. أه .. أه ياويلتى
الدكتاتور (في قسوة)
حسناً أنزلوا هذه المرأة
إمرأة1 (في ألم)
وأنا أيضًا سأعترف
الدكتاتور (في قسوة)
حسناً .. حسناً الآن أربعة سيعترفوا .. لم يتبقى غير غير .. هذه المرأة العجوز التي تصرخ
(للعجوز)
هل ستعترفين يا صغيرتي
العجوز (باكية)
كلا كلا الرحمة الرحمة أنا سيدة عجوز .. ليس عندي أي شيء أقوله
الدكتاتور (للمعترفين في توحش)
حسناً يا أحبائي إعترفوا
رجل 1 (في بكاء)
إن الرجل .. كان كان قصيراً
رجل 2 (في ذعر)
نعم نعم كان طويل
إمرأة 1 (في فزع)
كان كان ذو معطف داكن
إمرأة 2 (في بكاء وألم)
كان ذو بطن كبيرة
الدكتاتور (ضاحكًا)
يبدو أنهم يقولون أي شيء .. ليفلتوا من التعذيب .. حسناً ليعود الأربعة هؤلاء لأولادهم .. لأنهم لا يعرفون شيء
(يقتاد الجلادين الأربعة بعد أن ألقوهم على الأرض .. فينهضوا في ذعر وهم يستروا عوراتهم بهستريا البكاء المرير .. والمصور يصور كل شيء)
(في قسوة وتهكم)
والآن يا صغيرتي العجوز .. يبدوا أن عندك ما تخفيه .. فهل ستظلين هكذا نصف عارية .. أم ستتكلمين
العجوز (في جزع بصوت مبحوح)
ليس عندي ما أقوله .. الرحمة الرحمة سأموت هكذا .. ارحموا سنواتى التسعين
الدكتاتور (في توحش وسادية)
حسناً إذا كنت مصممة على الإنكار .. فلا يضير مثلاً أن يغتصبك أحد الجلادين هؤلاء .. هيا يا فتى قم بعملك
(يتقدم من المرأة العجوز أحد الجلادين.. ويقوم بحل رباط بنطاله ثم سرواله ببطء شديد .. تدميرا لاعصابها تمهيدًا الإغتصاب المرأة العجوز)
العجوز (في بكاء هستيري)
كلا كلا أرجوكم إرحموا شيخوختي
الدكتاتور (ساخرًا في عنف وبرود)
يا عزيزتي أنت التي لا ترحمي شيخوختك .. ارحمى حيائى انا .. حسناً حسناً إبتعد عنها الآن يا ولد .. أنا أعلم لقد أضعت عليك فرصة ثمينة .. فأنت غير سوي تهوى النساء العجائز .. حسناً يا سيدتي الصغيرة الآن هذا الرجل بعيد عنك .. لكن إعلمي إنه سيفعل ما تخافيه في أي لحظة .. إلا إذا تكلمت فلن يمسك بأي سوء فهيا تكلمي .. من الرجل الغامض الذي قاضاني .. يبدو من أسلوب إنكارك أنك تعلميه
العجوز (صارخة)
لا أعلم شيء .. لا أعلم شيء الرحمة .. الرحمة .. إرحموا كبر سني إرحموا شيخوختي سأموت هكذا .. الدماء تندفع إلى رأسي
الدكتاتور (بكل قسوة)
حسناً مادمت مصممة .. سأجعل الدماء كولا تتناثر خارج جسدك بكل وحشية .. هيا يا ولد إغتصبها لكن بأسلوب راقي لا أريد الابتذال
(يتقدم منها أحد الحراس ويعبث ببنطاله .. ويتهيأ لإغتصابها ببطء حتى تنهار الضحية .. ثم يشرع في إغتصابها وسط ضحكات الدكتاتور وصراخ وحشرجات المرأة العجوز .. وتمر دقيقة والمصور يصور كل شي .. وقد تصبب عرقا من فرط دناءة المشهد .. ويظهر عليه الارتعاد)
الدكتاتور (في توحش)
حسنا حسناً يا ولد هل إستوعبت يا سيدتي ما أنا فاعل بك .. وأستطيع أن أفعله أكثر وأكثر .. هل أجعله يكمل أم ستتكلمين
(يبتعد عنها الحارس ويرفع ملابسه)
العجوز (في بكاء وحشرجة )
لا لا .. لا أعرف .. أعرف شيء كم .. كم أنتم متوحشون .. متوحشون .. متوحشون
الدكتاتور (في هوس جنسى)
حسناً حسناً يا ولد يا ابن الكلب لنزيد الجرعة .. هيا إئتوا بالكلب المتوحش المدرب .. ماما العجوز تسبنا
(يدخل جلاد آخر .. وقد إقتاد كلباً أسوداً ضخمًا .. يزمجر فتصرخ المرأة من الفزع)
(في قسوة)
قولي لي يا سيدتي هل حدث مثلاً أن إغتصبك حيوان مدرب .. مثل هذا إذا لم تصدقي أننا نفعل ذلك .. أو أنه يفعل ذلك فلا تجيبي على تساؤلي هذا وهو .. من هو الرجل الغامض الذي تجرأ وقاضاني .. ألم يكن في قريتك ليلة العاصفة .. أجيبي رحمة بك
العجوز (في بكاء هستيري)
لا أعرف لا أعرف لا أعرف
الدكتاتور (في برود)
حسناً دعوا الكلب يغتصبها .. هيا يا بوبى الحبوب
(يطلقوا الكلب المتوحش عليها .. فيقوم بأفعال وحركات غير منطقية .. تدل على أنه يضاجعها)
( في شماتة لاحدى ساقطاته )
ما رأيك أيتها الشريفة فيما يفعله الكلب
فتاة 1 (في ذعر مستتر)
إنه يجيد عمله يا سيدي
(يسمع صراخ المرأة الهستيري يتقاطع .. والكلب ينوشها ويرعبها بدون أن يقتلها )
الدكتاتور (للفتاة العاهرة التي تجاوره) وأنت أيتها الشريفة السمراء .. ما رأيك فيما يفعله الكلب
فتاة 2 (في قذارة الاستسلام)
كان يقودني واحد مثله وأنا صغيرة
الدكتاتور (في ضحك)
كلا كلا .. لا تهيني كلب السلطة وتقولي أنه قواد .. كلا كلا ليس قواداً بل مغتصب .. تبا له ولحارسه ولي وللدولة وللوطن جمعاء .. حسنا يا ولد كفى
(يمسك الجلاد بالكلب ويربطه بالسلسلة .. وقد سالت دماء المرأة العجوز على أثر مخالبه وأنيابه وإغتصابه لها الشكلى .. والمصور يصور كل شيء .. وهو يرتعد من المشهد)
(ساخراً)
والآن يا صغيرتي العجوز هل ستتكلمين
العجوز (في ذعر)
كلا كلا .. لا أستطيع .. لا أستطيع أن خائفة .. خائفة منه
الدكتاتور (في تصنع للدهشة)
خائفة من الكلب أم من المقاضي
العجوز (باكية بهستريا)
لا أعرف شيء .. لا أعرف شيء .. لا أعرف شيء
الدكتاتور (في توحش)
حسناً ما دمت مصممة لابد أن نزيد الجرعة .. يا ولد يا خادم .. أريد طبق من الكافيار وجهاز التعذيب بالكهرباء
العجوز (في ذعر وفزع) ماذا تعذيب بالكهرباء لا لا لا .. هذا بشع بشع إرحموا كهولتي .. لقد تعديت التسعين عاماً
الدكتاتور (في حدة)
وإن كنت تعديت الألف عام .. فلن أرحمك إلا عندما تعترفين
(يدخل الخادم ومعه طبق من الكافيار الفاخر .. ويدخل بعده حارس يجر على عجل جهاز .. يري من خلاله أنه آلة للتعذيب بالكهرباء .. وفي آخرها سلكتان عاريتان متلامستان)
الدكتاتور (في حدة)
والآن يا سيدتي العجوز أتى موعد اللعب المؤلم .. فهل ستتكلمين .. أم أجعل الدماء كولا تتجمد في عروقك وتصبح كريات بيضاء كولا
العجوز (مذعورة)
الرحمة الرحمة الرحمة .. لا أعرف شيء .. أنا خائفة منه
الدكتاتور (في صراخ)
حسناً يا ولد .. ضع طرفي السلك في منطقة حساسة في جسدها بين ساقيها
(يقترب الحارس من السيدة العجوز ويضغط على بعض الأزرار .. ثم يفعل ما أمره به الدكتاتور فيسمع صراخ وحشى للمرأة العجوز يتقاطع .. ثم يسمع صوت حشرجاتها والمصور يصور كل شيء وهو هلع)
العجوز (في بكاء وهلع)
حسناً حسناً سأعترف سأعترف .. لكني لكني خائفة منه
الدكتاتور (ضاحكاً)
ممن
العجوز (في فزع)
من .. من من الرجل المقاضي
الدكتاتور (في إنصات)
حسناً تكلمي من يكون
العجوز (باكية)
أنزلوني أولا حتى .. حتى لا لا أموت قبل .. قبل أن أعترف
الدكتاتور (ضاحكاً)
حسناً إعكسوا وضعها .. رأسها إلى أعلى .. وساقيها إلى أسفل
(تسقط المرأة العجوز على الأرض ..ولا تقوى على النهوض .. فيمسكوا بها بعنف ويغطوا عورتها .. وينهض الدكتاتور ويقترب من المرأة العجوز)
الدكتاتور (في إنصات)
حسناً تكلمي .. من هو الرجل المقاضي
العجوز (فزعة)
ماء ماء .. أريد ماء
الدكتاتور (يصيح)
حسناً إليها بماء
(يركض أحد الجلادين ليعطيها ماء .. من الماء المخصص للدكتاتور .. فينهره بابشع الالفاظ)
الدكتاتور (صائحاً)
ليس من مائي يا إبن العاهرة .. من الخارج ماء آسن عطن
(يركض الجلاد ويعود ومعه اناء ماء حقير .. ويجعلوا المرأة تشرب .. فلا تستطيع الشرب .. فتهدا قليلا .. و تكف عن اللهاث)
الدكتاتور (في إنصات)
حسناً من يكون المقاضي
العجوز (في بكاء هستيري)
حسناً سأقول .. ليلة العاصفة طرق باب كوخي في القرية رجل غريب .. ففتحت له وقلت له من من تكون .. فقال عابر سبيل .. ودخل إحتماء من العاصفة .. وكان وكان يرتدي معطفاً أحمر داكناً .. وطلب شيئًا يأكله فإعتذرت بأنه ليس في المنزل شيئاً يؤكل .. فطلب شيئاً يشربه فإعتذرت بأنه ليس في المنزل شيئاً يشربه .. فتساءل وهل لا يوجد في المنزل طعام ولا شراب فقلت .. فقلت .. فقلت .........................
الدكتاتور (في إنصات)
قلت ماذا
العجوز (باكية في لهاث)
ماء ماء .. أريد ماء
الدكتاتور (في عدم صبر)
إعطوها ماء تلك العاهرة العجوز
(يجعلها الجلاد تشرب)
(يعيد السؤال)
ثم قلت له ماذا
العجوز (تتذكر)
قلت قلت لا يوجد في المنزل طعام أو شراب .. بسبب بسبب الفقر
الدكتاتور (في حدة)
قلت الفقر أم شيئاً آخر
( تصمت ويتحشرج صوتها )
(مهددًا)
هل نعود للكهرباء
العجوز (في بكاء وفزع)
كلا كلا الرحمة .. سأقول سأقول قلت بسبب الحالة الاقتصادية
الدكتاتور (في حدة)
الحالة الاقتصادية أم شيء آخر
(مهدداً) هل نعود للكهرباء سيتوهج راسك هكذا كالمصباح
العجوز (في فزع)
كلا كلا سأقول سأقول .. قلت بسبب ظلم رجال الدكتاتور
الدكتاتور (ضاحكًا)
ظلم رجال الدكتاتور .. أم شيء آخر
(مهدداً)
هل نعود للكهرباء
العجوز (صارخة)
كلا كلا سأقول سأقول .. قلت بسبب ظلم الدكتاتور نفسه
الدكتاتور (يزفر)
حسناً هذا ما كنت أريده .. والآن يا صغيرتي العجوز .. بقي لنا أن تقولي .. من هو هذا الرجل الذي خرج من عندك صباحاً .. وذهب ليقاضي الدكتاتور .. الذي هو أنا
العجوز (صارخة)
ماء ماء .. أريد ماء
الدكتاتور
العجوز (في حدة)
إعطوها ماء قديستنا العزيزة
(يسقيها أحد الحراس)
(يتساءل)
من هذا الرجل
(فزعة) كلا .. لا أستطيع أن أبوح بإسمه
الدكتاتور (في دهشة)
لماذا
العجوز (صارخة)
لأني أخشاه
الدكتاتور (ضاحكاً)
هل هو خطير لهذه الدرجة .. هل هو من المُعارضة .. لكن لكن لا أظن أن في دولتي مُعارضة
العجوز (تتوسل)
إني أخشى بطشه
الدكتاتور (سعيداً)
لن يستطيع أن يصل إليك .. وأنت بين يدينا
العجوز (باكية) كلا كلا .. لا أستطيع البوح بإسمه
الدكتاتور (يصرخ)
هل نعود للكهرباء
العجوز (فزعة)
كلا كلا .. الرحمة الرحمة .. إرحموا شيخوختي
الدكتاتور (صائحاً)
لابد من إسمه
العجوز (باكية)
كلا كلا .. لا أستطيع
الدكتاتور (صارخاً)
حسناً عاودوا الكهرباء
العجوز (في بكاء)
كلا كلا سأقول سأقول .. شريطة أن
الدكتاتور (ضاحكًا)
أن ماذا
العجوز (تشرح)
أن يطلب مني الدكتاتور ذلك .. وأن يحميني من بطشه .. وأن يعدني بذلك
الدكتاتور (ساخراً) حسناً أيتها الشمطاء .. أنا أطلب منك البوح بإسمه .. وأعدك بأن أحميك منه .. ولا أجعله يمسك بسوء .. هل هدأت سريرتك القومية يا عجوز الشعب
العجوز (تحتضر)
نعم إن الرجل إن الرجل .. هو هو .. ماء ماء .. أريد ماء
الدكتاتور (في ضحك)
إعطوها ماء ستموت
(يسقيها أحد الجلادين)
العجوز (تلهث)
الرجل الرجل .. هو هو
جلاد 1 (في خوف)
إنها تحتضر يا سيدي
الدكتاتور (في حدة)
قولي قولي عليك اللعنة .. لا تموتي .. لا تموتي
العجوز (في النزع الاخير)
الرجل هو .. هو الدكتاتور
جلاد 1 (مندهشاً)
إنها تهرطق يا سيدي .. وتقول أن الرجل سيادتكم
الدكتاتور (مفجراً مفاجأة)
إنها لا تهرطق أيها الغبي .. إن الرجل هو أنا بالفعل
جلاد 1 (في ذهول)
ماذا سيادتكم أنا لا أفهم شيء
العجوز (في بكاء)
سيدي سيدي الدكتاتور .. ألم ألم تعدني ليلتها .. أنه إن مسني أحد بسوء بسبب قضاء الليلة .. ذاتها عندي في كوخي لسوف تنتقم لي منه
الدكتاتور (ضاحكًا)
حسناً لقد قطعت عهداً على نفسي
العجوز (في حشرجاتها الاخيرة )
حسناً لتقتص لتقتص لي من من رجالك .. هـ هــ هــ هؤلاء
(تسقط العجوز على الأرض وقد فارقت الحياة)
جلاد 1 (في ذعر)
لقد ماتت .. ماتت يا سيدي الدكتاتور
الدكتاتور (في تصنع للألم)
حسناً سجوها على الأرض ليرحمها الله
جلاد 2 (في دهشة)
سيدي نحن لا نفهم أي شيء .. هل .. هل ما سمعناه صحيح
(ينظر لهم الدكتاتور نظرة مخيفة ضاحكة)
الدكتاتور (في حدة وقسوة)
تنحوا جانباً أريدكم صفاً واحدًا
(يقف الجلادين .. ورجال وزير الشرطة والوزير صفاً واحدًا)
(في توحش)
أريد رجال فرقة الإعدام السرية .. فوراً أيها السكرتير
(يغادر السكرتير المكان على الفور مهرولا)
(للمصور)
أيها المصور أريدك أن تركز على هذا المشهد .. وبالطبع تحذف ما يسيء لي .. ولا تبول على نفسك بيبى
المصور (في شبه هدوء)
طوع .. طوع أمرك سيدي
الدكتاتور (يشير في عصبية مسرحية)
صور هؤلاء .. لقد عذبوا هذه المرأة المسكينة حتى الموت .. لتعترف على من الذي قاضاني .. إنهم يد الظلم .. نعم يد الظلم .. لقد أمرهم بذلك وزير الشرطة الذي يعذب الشعب في مخافره .. إنهم هؤلاء هم المتسببين في المظاهرات .. التي تطالب بالعدل والحرية والمساواة .. إن هؤلاء هم يد الظلم .. وانا برىء منهم
وزير الشرطة (في خوف)
لكن سيدي أنت من
الدكتاتور (في حدة وسخرية)
أنا من يا وزير الشرطة .. هل تريد أن تقول مثلاً
( يجعر بصوته فيرتعدوا )
هل .. هل تريد أن تقول مثلاً أني حرضتكم على تعذيب هذه المرأة المسكينة في مخدعي
(صائحاً في تحذير)
هل تستطيع أن تقول ذلك ايها العسكرى الفاسد
وزير الشرطة (في خوف) كلا كلا يا سيدي
الدكتاتور (صارخاً)
ألستم من إقتحمتم مخدعي في غيابي .. لتعذبوا هذه المرأة المسكينة القديسة الطاهرة .. حتى تعلموا منها من الشخص الذي قاضاني .. حسناً والآن هل علمتم من يكون .. نعم إنه أنا .. ولتشهدي أيتها السماوات .. أن الدكتاتور هو من قاضي نفسه
(يقوم بحركات تمثيلية)
(في تصنع للبراءة)
نعم لقد قاضيت نفسى .. لأني رأيت كمية من الفقر .. عند المرأة القديسة العجوز .. ليست في أي مكان آخر في العالم .. بحق السماوات ما كل هذا الفقر .. فقلت وقتها لنفسى لا يمكن أن أكون حاكماً عادلاً .. نعم لست حاكماً عادلاً .. لابد وأني طاغية لكني لكني لست طاغية .. إذن ما الأمر لماذا كل هذا الفقر في وطني الحبيب .. إذن لابد وأنهم رجالي .. نعم بئسكم من رجال يلعبون من خلف ظهري .. ويجعلون الشعب يرزح في فقر بشع .. أصدر اوامر بالرخاء للشعب ولا تنفذ .. وفي نهاية الأمر يعذبون المرأة القديسة العجوز ( أم الشعب ) كما ألقبها .. حتى تعترف على .. نعم لقد إعترفت أن المقاضي هو أنا .. أنا أشكو نفسي لنفسي في القضاء .. ويعذبوها أين في مخدعي .. حتى أصور فى صورة الطاغية .. أرئيتم كل هذه الكمية من البشاعة .. لماذا يا وزير الشرطة تشوه صورتي بهذه الطريقة .. أرئيتم ماذا فعل منذ قليل .. لقد أمر رجاله بإطلاق المدافع على المتظاهرين .. فجعل الساحة المواجهة لقصري لونا أحمر .. تقدم يا وزير الشرطة وقل ألم تأمر بإطلاق المدافع على المتظاهرين .. ثم الإدعاء بأن الأمر كان آتى مني رأساً
وزير الشرطة (في صوت متهدج مرتعب)
ماذا .. أنا .. أنا .. نعم .. نعم يا سيدي لقد فعلت ذلك وأستحق .. وأستحق الموت
الدكتاتور (في أسلوب مسرحي)
ولماذا فعلت ذلك بالله عليك
وزير الشرطة (في ذعر وفزع واستسلام للموت)
حقدًا حقداً على سيادتكم
الدكتاتور (للجمهور في المنازل)
أسمعتم .. أسمعتم ماذا قال الرجل الذي وثقت به .. يشوه صورتي ويقتل الأبرياء ولا تنفذ أوامرى ( العيش والحياة والحرية والكرامة ) بئسكم من رجال .. بئسكم من أشباه الرجال
(للجلادين)
قولو لي يا رجال الشرطة السرية .. ما عقوبة القاتل فى الدولة
الجلادين (في جزع وألم)
عقوبة .. عقوبة القاتل هي الإعدام
الدكتاتور (في سعادة الماكر)
ها أنتم قد حكمتم على أنفسكم بالحكم العادل
(لفرقة الموت)
أيتها الفرقة يا فرقة الإعدام السرية .. هيا قوموا بعملكم
(تصطف فرقة الإعدام السرية وتشهر أسلحتها .. وتطلق النار على وزير الشرطة ورجاله من ذوي الرتب .. والجلادين وتريدهم قتلى في نواحهم واستعطافهم)
( للمصور المذعور الذى يخشى على حياته ويرتعد )
هل صورت أيها المصور
المصور (في جزع وتماسك)
نعم .. صــ صــ صورت كل كل شيء
الدكتاتور (في دهاء)
أريدك أن تحجبوا المشاهد .. التي تظهرني بصورة الطاغية
المصور (في خوف)
نعم .. نعم يا سيدي في المونتاج
الدكتاتور (في مكر)
أريد أن يصبح الأمر كله .. أن الوطن في يد عصابة .. وأنا أحرره منها
المصور (في خوف)
حسنا .. حسناً سيدي سأفعل
الدكتاتور (للسكرتير)
والآن أيها السكرتير أريد رئيس الوزراء
(يدخل رئيس الوزراء مهرولاً .. ويقف أمام الدكتاتور .. والدماء والجثث تغطى المكان .. وهو يرمقها ارتعادا)
(في تفكير)
إسمع يا رئيس الوزراء
رئيس الوزراء (في خوف)
لــ لـــ لبيك سيدي
الدكتاتور (في توحش)
أريد أن تحرق جثث وزير الشرطة ورجاله .. وتوزع الرماد على الشعب كقربان للعدل .. ويتم تحنيط جسد المرأة العجوز المقدسة ( أم الشعب ) .. ويوضح في مزار ديني له سمات الوثنية نصنعها نحن اعلاميا .. لأنها ضحت بحياتها من أجل الشعب .. لتكشف سر الظلم في دولتي .. وليصبح اليوم عيداً قومياً .. وليسمى هذا الحدث
(ثورة الدكتاتور ضد الظلم .. ضد نفسه وزبانيته)
(يسمع صوت هتاف الجماهير للدكتاتور خارج قصر الرئاسة .. بعد نشر الأخبار وماحدث فى المخدع من أحداث بثت تلفزيونيا)
(في تفكير)
ولتصور كل زيارات الدكتاتور السرية .. إلى منازل الشعب حتى يتم التعرف .. على إن كان هناك ظلماً من رجاله أم لا
(لرئيس فرقة الموت)
يا رئيس فرقة الموت .. ذكرني أن أعينك وزيراً للشرطة .. بدلاً من الوزير المعدوم
الوزير الجديد
الدكتاتور
الدكتاتور
الوزير الجديد
الدكتاتور
الوزير الجديد
الجميع (في سعادة وخوف)
طوع أمرك سيدنا
الدكتاتور (للوزير الجديد)
هيا يا وزير الشرطة الجديد .. حيي الجماهير من النافذة
(يتقدم وزير الشرطة الجديد مرتبكا .. ويحيي الجماهير من النافذة)
(في دهاء وقسوة)
إأمر رجال المدافع بأن يطلق واحد وعشرين طلقة تحية للجماهير
الوزير الجديد (في خضوع)
حسناً سيدي
(يشير بإشارة معناها إطلاق إحدى وعشرين طلقة)
الدكتاتور ( في قسوة)
أريد الطلقات في قلب حشود الجماهير
(ينظر وزير الشرطة الجديد للدكتاتور نظرة جزعة)
(هامساً)
وأنت تعلم من يؤذي أي من رعاياي .. ماذا تكون نهايته .. هيا إأمر رجال المدافع
(يشير وزير الشرطة الجديد بإشارة .. معناها ضرب قلب حشود الجماهير .. ويسمع بعدها صوت دوي إطلاق المدافع وصوت صراح الجماهير .. ثم يرى وزير الشرطة الجديدة مرتعشًا .. ثم يخر راكعًا على ساقيه)
وزير الشرطة الجديد (في إحتضار)
يـــ يــــ يحيا الدكتاتور
(ويردد خلفه كل من في المسرح حتى المصور المذعور)
الجميع (في استسلام وخوف من هوسه وشيطنته )
يحيا الدكتاتور المعظم .. يحيا الدكتاتور المعظم .. يحيا الدكتاتور المعظم
(كل هذا والدكتاتور يقوم بحركات هزلية .. تدل على القوة والنفوذ .. والسلطة والسلطان .. والهوس العقلى والجنسى .. والسياسى .. ويقوم بأوضاع من أوضاع لاعبي كمال الأجسام بصورة كوميدية .. مخيفة مفزعة)
ستار
القاهرة
مصر
2007 - 2017
سيرة ذاتية
احمد ابراهيم الدسوقى امين عطيه
الميلاد
7 – 4 – 1971 منيل الروضة
القاهرة مصر
المؤهل
طالب فى
نهائى كلية اعلام
جامعة القاهرة
الخبرات
يكتب بالعربية فقط القصة
القصيرة والرواية والمسرحية
الفصحى والعامية والشعرية
واشعار الهايكو والشعر الحر والغنائى
والحلمنتيشى والادب الساخر والمقالات
المتنوعة ويرسم الكاريكاتير و يكتب ويرسم
قصص الاطفال بانواعها ويصمم اغلفة الكتب
ومصور فوتوغرافى ويؤلف المقطوعات
الموسيقية
الاعمال
صدر له كتاب ادب اطفال
(مشمشة تبحث عن الكتكوت )
الهيئة العامة للكتاب مصر عام 2005
نشر العديد من الاعمال الادبية والفنية
فى المجلات والصحف المصرية
وعلى شبكة الانترنت وله بعض الكتب
الالكترونية الادبية والفنية على موقع غلاف
على شبكة الانترنت ومواقع اخرى
المراسلات
12 شارع دكتور حافظ بهجت
شقة 3 منيل الروضة محطة
الباشا مصر القديمة القاهرة
مصر
البريد الالكترونى
ahmedebrahemeldsoky@gmail.com
ahmedebrahemeldsokyamen@gmail.com
الهاتف
23622850
23650125
01278977358
المؤلف
احمد ابراهيم الدسوقى
0 التعليقات:
إرسال تعليق