أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

السياسة واللغة المسرحية

مجلة الفنون المسرحية


السياسة واللغة المسرحية

ادهم ابراهيم 

لسنا هنا في مجال الخوض باللغة كمفهوم علمي ، ولا بالسياسة العامة . . ولكننا
نتطرق الى اللغة واللهجة التي تمثل الفعل المباشر للممثل على خشبة المسرح
ان اللغة المسرحية واسعة حيث هناك لغة النص الادبي . ثم اللغة الفنية للمخرج اي الطريقة التي يراها المخرج للنص الادبي لكي يحولها الى مسرحية . ولغة الممثل وهي التي تتعلق بالحركات الايمائية وطريقة تلفظه للعبارة لنقلها الى المتفرج او المتلقي . والتي يجب ان تتصف بالوضوح لنقل المعنى او الفكرة المطلوبة الى المشاهد . ويقول جورج اورويل ان الكتابة الغامضة هي دليل النفاق . وكان يعتمد على العمل السياسي المباشر والواضح للرواية

ان ما دفعني للحديث عن هذا الموضوع هو تصريح احدى الممثلات العراقيات من جيل السبعينيات والثمانينيات من ان النظام السابق كان يمنعهم من تقديم عروض مسرحية بلهجة المدن العراقية الجنوبية
ان هذا الموضوع مهم جدا ويتعلق بسياسة الدولة من ناحية اللغة او حتى اللهجة . اي كيف تتعامل الحكومة مع هذه اللغة او اللهجة المحلية . ويرتبط مفهوم سياسة اللغة ، بلغة المخاطبات الحكومية اولا . ثم تبني هذه اللغة او اللهجة من قبل السياسيين لضمان التواصل مع الجمهور لفهم السياسة المتبعة بسهولة ويسر . وكذلك استخدامها في المجالات الاجتماعية والثقافية العامة ومنها المسرحية

في دول العالم اجمع هناك لهجة معينة ينظر اليها على انها شكلا متطورا او صحيحا للمخاطبة وخصوصا في المجالات الثقافية والمسرحية
ويحضرني هنا اهل مدينة باريس ، العاصمة الفرنسية الذين ينظرون باستنكار او عدم ارتياح عندما يسمعون لهجة مغايرة للهجتهم وخصوصا اهل مرسيليا او بعض المدن الجنوبية الذين يلفظون الراء راء” وليس بحرف الغاء ( غ) وهم يعتبرون انفسهم اكثر تحضرا ومدنية من الاخرين
كما وجدت في هولندا ان هناك كثير من اللهجات حسب الاقاليم او المحافظات . حتى اصدرت وزارة التعليم منشورا يدعو المدارس الى حث اولياء امور التلاميذ للتحدث باللهجة الشائعة في بيوتهم لتسهيل عملية التدريس وتفهم الطلاب للدروس . ولتحقيق التواصل الاجتماعي والانسجام بين الطلاب في المدارس

لقد حصل خلاف كبير حول استخدام اللغة الفصحى او العامية في العروض المسرحية . وقد ذهب فريق الى تبني اللغة العامية القريبة من الفصحى
والغاية من كل هذه الاراء هو تحقيق اكبر قدر من الانتشار والشهرة التي يطمح اليها كل مسرحي . وتوسيع الرقعة الجغرافية لعرض المسرحيات على اكبر عدد ممكن من الجمهور وصولا الى المسرح العالمي . وتعتبر اللغة من اهم المحددات في هذا المجال
اننا نشاهد احيانا مسرحيات من المحافظات ولكننا على سبيل المثال لانفهم المسرحية باللهجة الموصلية او باللهجة الريفية لمحافظة ميسان . ولذلك تكون مثل هذه المسرحيات محلية لاتحقق الانتشار المنشود لها . واذا اراد المخرج عرض مسرحية ذات بيئة ريفية فبامكانه استخدام بعض الكلمات الدارجة المعروفة وعلى نطاق ضيق حتى لايخل بموضوع وهدف المسرحية

ان النظام السابق قد امتد على سنوات طويلة تجاوزت الثلاثين عاما . وكان هناك علماء ومسرحيين ومخرجين وفنانين معاصرين اسهموا اسهامات ممتازة في تقدم وحداثة العلم والادب والفن . ولايمكن وصم تلك الفترة بانها فترة بعثية او صدامية مرفوضة . ولا يمكن اعتبار كل الانجازات السابقة على انها فاشلة او مظللة او تسييسها . لان المجتمع يتطور ويتقدم بذاته ، اضافة الى تشجيع الدولة لهذا النمط من التطور والتقدم
ان التأكيد على عدم استعمال اللهجة الريفية في المسرحيات العراقية هي فكرة صائبة للاسباب التي اوردناها . واهمها تسهيل التواصل مع الجمهور بلغة مفهومة وتحقيق الانتشار المطلوب . وان الفنانة التي انحازت الى لهجتها المحلية قد جانبت الصواب . وربما ارادت ان تظهر نفسها بمظهر المضطهد من النظام السابق كوسيلة من وسائل المحاباة للنظام الجديد الذي لم يتميز باي دور خلاق سواء في الثقافة العامة او المسرحية . لا بل انه عمل ويعمل دوما على اشاعة تحريم الفن والمسرح على اعتبار انه مفسدة للشباب وذلك للظهور بمظهر حامي التدين وهو ابعد مايكون عن الدين الحقيقي

ان اللغة او اللهجة الشائعة المستخدمة في المسرحيات بالاضافة الى انها تسهم في توسيع وانتشار نطاق المشاهدة المسرحية . فانها تعتبر ايضا عاملا مهما للوحدة الوطنية لاي دولة من الدول ولعل اللهجة البغدادية هي اكثر اللهجات العراقية فهما للجمهور العراقي لكون بغداد تمثل العاصمة التي تتواجد فيها الحكومة والمؤسسات التعليمية والفنية الكبيرة وكذلك تتوافر فيها التقنيات المسرحية والوسائل المتقدمة في العروض . اضافة الى توفر دور العرض والمسارح على نطاق واسع

وخلاصة القول ان استخدام اللهجة البغدادية في المسرحيات العراقية تعد من عوامل الجذب والانتشار على عكس اللهجات العراقية المحلية الاخرى التي تسبب ارباكا وتحول دون وصول الفكرة او المغزى من المسرحية الى المتلقي وتقف عائقا امام تمتع الجمهور بالعمل المسرحي

«همس الكراسي» بلا تنظيم... و«مروح على فلسطين» مقبل بقوة

مجلة الفنون المسرحية

«همس الكراسي» بلا تنظيم... و«مروح على فلسطين» مقبل بقوة

فيصل التركي - الرأي 


بين «همس الكراسي» و«مروح على فلسطين»، كانت المسافة بين مسرحي كيفان والدسمة كافية ليضع جمهور مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي. فلعب العرض الأول - عبر المسرح القطري - دور المدشّن لعروض المسابقة الرسمية في المهرجان، فيما تبعه الثاني المقبل من فلسطين، ليرسما معاً خارطة اليوم الأول للعروض.

تدور أحداث مسرحية «همس الكراسي» حول رمزية الكرسي بكل أشكالها وتنوعاتها، وليس فقط رمزية السلطة، حيث تتبادر إلى الأذهان فكرة كرسي الحكم أو السلطة بمجرد ذكر كلمة كرسي، لكن في همس الكراسي نرى كراسي الحدائق وقصص وعالم العشاق، والعاشق الذي يعيش حياته في حالة انتظار دائم لمحبوبته أوعشيقته كما يقول المؤلف، وتبقى الكراسي شاهدة على حكايات عشق لم تكتمل وكراسي المقابر والحياة المقفرة فيها، وكراسي المقاهي وحواراتها التي تتطرق إلى كل شيء في الحب والعشق والسياسة والمجتمع وقضاياه التي لا تنتهي، فالإنسان في حالة بحث دائم عن الكرسي منذ ولادته، كما رأينا في المشهد الاستهلالي وحالة المخاض التي يخرج منها الإنسان باحثاً عن كرسيه حتى يصل إلى نهايته عبر الكرسي الكهربائي.

العرض من إخراج فيصل رشيد، تأليف أحمد المفتاح وبطولة مشعل الدوسري وفهد القريشي ومحمد عادل ومحمد المطاوعة وعبد الله الملا ومحمد الملا، وأعقبته ندوة تطبيقية، حضرها مؤلف المسرحية ومخرجها. كما عقب على الندوة علاء قحطان، في حين أدارها الدكتور فيصل القحطاني، الذي استهل حديثه بوصف الشباب المسرحي بأنهم الأبناء الشرعيين لهذا المسرح، وموكداً على أن هذا التجمع العربي سيثمر عن تبادل الثقافات والخبرات والآراء عبر مشاهدة العروض، والأهم من ذلك هو التعرف على الثقافة المسرحية عن قرب وتقبل الرأي والرأي الاخر، لافتاً إلى أن النقد يهدف إلى إبراز محاسن الشيء وعيوبه.

أما المعقب علاء قحطان، فقال: «مسرحية (همس الكراسي) اعتمدت على مجموعة لوحات والتمسك بها، فالعرض ينتهي بمفهوم الرمز الدلالي وهو الكرسي». وأضاف: «رأينا في هذا العرض سلوكاً سيكولوجياً نفسياً، وهو حب الإنسان للكرسي»، منوهاً إلى أن العرض يحتاج إلى تنظيم لحركة الممثلين، لا سيما أن «هناك تفاوتاً بمستوى الممثلين»، وفقاً لتعبيره.

ثم فتح باب الحوار والمداخلات للجمهور، والبداية كانت مع الدكتور جبار صبري الذي أشاد بالكاتب القطري بطرحه المميز، حيث يرى أن العمل نجح على المستوى الفردي والدرامي، وبه مستويات من الترميز بحيث يتنقل المخرج من حالة الى أخرى. بينما أثنى الناقد محمد عبدالرسول على العمل بمجمله واصفاً إياه بـ «المتقن».

ورأى بدر الحمداني أن اللوحات كانت مشتتة، فكان من المفترض أن يكون هناك خيط يربط جميع المشاهد ببعضها. بدوره، أكد طالب البلوشي أن العرض افتقد إلى العنصر الدرامي، قائلاً: «إن المسرحية منذ بدايتها وحتى نهايتها وهي... كرسي وكرسي وكرسي».

وفور انتهاء العرض والندوة التطبيقية في كيفان، انطلق عرض آخر، وهذه المرة من على خشبة الدسمة، حيث قدمت فرقة مسرح الحرية من فلسطين، ثاني عروض المسابقة الرسمية في مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، وكان العرض بعنوان «مروح على فلسطين» من إخراج ميكائيلا ميراندا.

يجسد العرض حياة الفلسطينيين اليومية في الأراضي المحتلة، من خلال مجموعة قصص حقيقية لممثلين فلسطينيين سافروا وتنقلوا من منطقة إلى منطقة ومن مخيم إلى آخر ومن قرية إلى أخرى في فلسطين المحتلة، ليجمعوا هذه القصص، ومن الصعوبة بمكان تجهيز الديكور أو الأزياء للمسرحية، لأن التنقل من مكان إلى آخر كان صعباً، لذا اعتمد الممثلون على أجسادهم، وهم يؤدون العمل في مساحة صغيرة من المسرح كرمز لفلسطين.

تبدأ الأحداث من خلال الشاب الفلسطيني جاد المولود في الولايات المتحدة الأميركية، الذي يقرأ كتاباً عن بلده فلسطين، ويقرر السفر إليها، لمعرفة حقيقة ما يدور هناك.

يصل جاد إلى مطار تل أبيب، ويجد صعوبة في كيفية الوصول إلى جنين في الضفة الغربية، إلى حين عثوره على شاب عربي سائق تاكسي ويساعده في الوصول إلى جنين، وفي حوار معه يقول له إن فلسطين كانت كلها للشعب الفلسطيني، وبعدها أتى الصهاينة وفي نكبة 1948 قطعوا أوصالها، وفي العام 1967 قطعوا أوصال أوصال ما قطعوه سابقاً، ووزعوا المستوطنات وأقاموا الحواجز، وأغلقوها بالجدار.

يُذكر أن المسرحية من تمثيل رنين عودة، سماح محمود، أحمد طوباسي، إيهاب تلاحمة، عدنان بوبلي ونور دولة.

بعدها، أقيمت ندوة تطبيقية للعرض الفلسطيني، قدمها الدكتور فهد الحارثي وعقب فيها الدكتور عمرو دوارة ومساعد المخرج والممثل أحمد طوباسي.

في البداية، شكر الحارثي الكويت والهيئة العامة للشباب على كرم الضيافة والحفاوة وحسن التنظيم، مقدما جزءاً من السيرة الذاتية للمعقب الرئيس على العرض الناقد والكاتب المسرحي عمرو دوارة، وقال الحارثي عن العرض «إنه باختصار معنى حقيقي لأن يكون العمل المسرحي بسيطاً جداً وعميقاً جداً».

وفي مستهل حديثه، توجه دوارة بالشكر للكويت والهيئة العامة للشباب وكل الوفود المشاركة، وقال «إن هذه الدورة من المهرجان متميزة، وأهم ما رآه فيها هو انتماء الشباب لكافة الأعلام العربية ونبذ الخلافات، وهذه أهم إيجابيات في هذه التظاهرات الفنية».

وعن العرض، أضاف: «انه يثير الكثير من القضايا الجدلية، وهو عرض متماسك برغم ضيق المساحة المختارة، وغياب الإكسسوارات، لكن الممثلين استطاعوا وحدهم أن يقدموا عرضاً متميزاً وجاداً وعميقاً، وكل منهم قام بدوره على أكمل وجه وساعد غيره على الخشبة».

ثم فتح الحارثي المجال للمداخلات، فكانت في غالبيتها إيجابية وأشادت بالعرض وبساطته والآداء الجماعي الدقيق، ومن أبرز المتحدثين محمد عبدالرسول الذي أشاد بالاستهلال الموسيقي الذي سبق العرض، لافتاً إلى أن عرض فرقة «مسرح الحرية» بمثابة الإنذار للعروض المقبلة.

من جهته، قال فهد الباكر: «شاهدنا تجربة شبابية احترافية، استخدمت فيها لغة الجسد والتوافق الحركي والفكري»، مشيراً إلى أن هذا النوع من العروض حساس ومتعب، متمنياً أن يستفيد الشباب من مثل هذه التجارب المهمة.

بينما قال الزميل عبدالمحسن الشمري: «إن الكويت كانت السباقة في استضافة العروض المسرحية الفلسطينية»، لافتاً إلى أن المساحة الصغيرة التي استغلوها على المسرح هي كبيرة في قلوب وعقول كل العرب.

الممثل الأردني علي العليان اختصر في تعقيبه فقال: «إننا منذ سنوات طويلة لم نضحك ولم نبك بهذا الشكل».

بينما قال الفنان والمخرج عبدالعزيز الحداد بتأثر بالغ: «لقد شاهدنا فلسطين بمصداقية على الخشبة، والممثلون كانوا بارعين في توصيل مشاعر كبيرة».

في الختام، كانت الكلمة لمساعد المخرج الممثل أحمد طوباسي، الذي ألمح إلى أن الفكرة قائمة على قصص حقيقية، وأنهم بذهابهم إلى الكثير من المناطق الفلسطينية استمعوا لقصص كبيرة وملحمية وملهمة تفوق في روعتها وعمقها ما كتبه أعظم كتاب المسرح والدراما في العالم، ورغم ذلك يقدمونها للجمهور بشكل مبسط لكنه مؤثر وعميق.

جلستين حواريتين على هامش مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي

مجلة الفنون المسرحية

المرغني: لا يوجد رقم واحد في مسرح مصر
الحارثي تناول المرأة السعودية في المشهد الثقافي


حسين خليل - الرأي

على هامش المهرجان، نظّم المركز الإعلامي التابع لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي جلستين حواريتين، الأولى مع الفنان المصري حمدي المرغني، فيما خُصصت الثانية للكاتب السعودي فهد رده الحارثي.

بداية، تحدث الفنان حمدي المرغني قائلاً: «ليس غريباً على الجمهور الكويتي الذي نلتقيه سنوياً من خلال عروضنا هذه الحفاوة البالغة وهذا التفاعل»، مشدداً على أن المهرجان يعد فرصة للتعرف على فنون مسرحية جديدة وفكر مختلف، خصوصاً أن المسرح هو مرآة عاكسة للواقع المجتمعي.

المرغني وصف زميله المخرج خالد جلال بأنه «أبو الفنانين» كونه يقدمهم بالشكل السليم، مكملاً: «إنه يضعنا على (السلمة) الأولى في طريق مشوارنا وغالبية نجوم الساحة خرجوا من تحت مظلته».

وأوضح أن العنصر النسائي موجود في مسرح مصر وهو غير مهمش على الإطلاق، والدليل وجود فنانات من أمثال دينا محسن وإسراء عبدالفتاح و ويزو وغيرهن، مشيراً إلى أنه لا يوجد ما يسمى بـ «النجم الأول» في مسرح مصر.

بدوره، أوضح المخرج خالد جلال بكلمات قليلة أن حمدي استطاع خلال فترة قصيرة أن يضع لنفسه موطئ قدم في الساحة.

أما في الجلسة الحوارية الثانية، فقد اعترف الكاتب السعودي فهد رده الحارثي بأن غياب المرأة السعودية عن المشهد الثقافي في بلادها خلال العقود السابقة، هو نتيجة لتواريها في خارطة المجتمع، أما الآن فقد تبوأت مناصب عديدة، ومن الممكن أن نراها ككاتبة أو مخرجة في الآتي من السنوات. واستعرض مراحل تأسيس المسرح في المملكة العربية السعودية والمراكز الشبابية، لافتاً إلى ما يفترض أن تقدمه تلك المراكز من أعمال بشكل سنوي وعبر منافسة دورية.

وزاد: «المسرح السعودي يقف على أكتاف الشباب وهو محتاج الى دعم مستمر وفاعل، وتوجد مؤسسات ثقافية تقدم على مدار العام ورشا تدريبية أفرزت أسماء جديدة وواعدة في الساحة الفنية».

على جهة أخرى، أوضح الحارثي أن المهرجانات المسرحية تعيش حالة جدلية ما بين أهميتها والعكس، وقال: «شخصياً أشعر بأنها معمل كبير يظهر من خلاله المبدع المسرحي كل أدواته، ويساعده على النضج بشكل تدريجي» مستدركاً: «لكن في ظل اختفاء المواسم المسرحية واستبدالها بالمهرجانات وعرض الليلة الواحدة، سبب ذلك ضرراً بالفنان لأنه يقتل من دوره المسرحي والتوعوي».

الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

صلاح القصب يكتب : رسائل إلى صديقي فاضل خليل

مجلة الفنون المسرحية

 صلاح القصب يكتب : رسائل إلى صديقي فاضل خليل

(صديقي وخلي) 

الرسالة الأولى/ لم تبق معي غير ذكريات عمرها أكثر من عمر النجوم.الرسالة 2/ في رحيلك أيها الفاضل ارتعش الضوء الأخير وهاجرت احلامنا وكل تلك الذكريات والأجراس الحزينة تدق طوال الليل.الرسالة3/ ازدحمت ذكرياتنا طوال الليل وأسدلت الستائر التي كانت تعلق الليل وظلالها تجمعت وراءنا لا ترى شيئاً غير أنت. الرسالة4/ فاضت الروح برحيلك وازدحمت مدن الشعراء لتكتب لك كل القصائد. الرسالة 5/ لم تستطع أشعة الشمس ولمعان البرق أن يمحوا كل تلك السنين في مسرح بغداد وفرقة المسرح الحديث واكاديمية الفنون موجة من الافكار كانت وذكرياتها ترهقني مثل فراغات قادمة.الرسالة 6/ في مهرجان قرطاج الدولي للمسرح توجت كأفضل مخرج ومنحت جائزة الإبداع الذهبية الكبرى، احتفلنا بك وكنت شامخاً كجبل أخضر يزهو ليصافح الشمس وكان صوت العراق يلمع كبروق ذهبية في قاعة المسرح البلدي .الرسالة 7/ مقهى أم كلثوم ومقهى المعقدين وضفاف أبو نؤاس، كنا كحفلة ماس تشع فاضل سوداني – حميد محمد جواد – علي حسين – عقيل مهدي – حميد الجمالي – الحصيري وكنا نحمل كتب سارتر وسيمون كامو - وأشعار بلند الحيدري والبياتي ومظفر النواب، وكنت ونحن نتحدث عن الأفق الذي يسيجّ الصباحات كنا نبحث عن أبواب الانبوس لنفتح العالم الذي كنا نحلم به.الرسالة8/ كنا نريد أن نستحم بماء دجلة ونشم روائح زوارقها الخشبية وعطر رائحة السمك الذي يفوح من النهر. جلساتنا تنتهي عند نصب جواد سليم وتعاود جلستها ونفكر مرة أخرى بخلاص جديد. الرسالة9/ كنا أخوة ضوء تقاسمنا الهواء والخطى الخانقة كنا نريد أن نرى شيئاً قربى الصدى ونشم رائحة الرمال والتي هي أخونا أيضاً.الرسالة10/ لا شيء هناك غير عيون دجلة وضفاف أبو نؤاس الرملية تنظر إلينا طوال الليل .الرسالة11/ كنت يا فاضل وجع الألق البعيد.الرسالة 12/ الريح لا تهدأ لأن الليل قد سار حاملاً معه رسائل لك متجراً من الرسائل كانت كالمطر الجميل. الرسالة13/ يا فاضل كنت شاطئنا القمري وكنت عرّاباً في قلعتك.الرسالة 14/ هل سينتهي هذا الليل وجلساتنا وهل سنبدأ الابحار ثانية نبحث عن المرافئ التي فقدناها. الرسالة15/ علي حسين وفاضل السوداني كانا يتحدثان عن اختراق الليل في الصحراء وكيف تغيرت الجهات الأربع، وكانا يرحلان بمراكب تواقة للإبحار للبحث عن المدينة المفقودة (مدينة فاضل العزاوي الجميلة) وكانا تواقين للإبحار والبحث.الرسالة 16/ ذكرياتنا متعاقبة ومتوهجة بأكاليل الزنبق، وستكون هناك مواكب ذهبية من الذكريات يكتبها فاضل السوداني ورياض النعماني وحسين نعمة وكوكب حمزة وعلي ماجد وهيثم عبد الرزاق وعلي حسين وكريم عواد وعقيل مهدي وجواد الشكرجي ومحسن العلي، ذكرياتهم معك موج روحي ذو طقس سامٍ. الرسالة 17/ ذكرياتنا معك أيها الفاضل قرص شمسي لا يغيب الرسالة 18/ اهديك الديوان الشعري لصديقنا خزعل الماجدي (فلم طويل جداً). 
قصيدة/  أيها الرصافي.
لماذا تقف وحيداً باتجاه الجسر
لماذا لا تعبر نحو الكرخ 
المقاهي أغلقت أبوابها
والمكتبات فارغة 
لماذا لا تعبر الجسر وتهرب
احضرت جواز سفرك 
واحضرت حقيبة السفر

-----------------------------------------
المصدر : المدى 

جديد المسرح الياباني.. الاتجاه نحو العروض التي تستمر طويلاً

مجلة الفنون المسرحية

جديد المسرح الياباني.. الاتجاه نحو العروض التي تستمر طويلاً

ترجمة: عادل العامل - المدى 

أدهشني ذات يوم أن أرى في مجلة لندنية صورة لامرأة تمسك بسي دي وبرنامج " Kinky Boots" الموسيقية، يقول نوبوكو تاناكا في تقريره هذا. ذلك أن عمرها كان 27 سنة وقد شاهدت هذا العرض 199 مرة في السنتين الماضيتين من دون أن يسبب لها ذلك أي ملل. وفي لندن، بالطبع، لا يُعد هذا النوع من التعلق بالمسرح أمراً جديداً، وما يزال العمل الموسيقي المتألق "البؤساء Les Miserables " مستمراً بعد 32 سنة تقريباً.

ولو قارنا ذلك باليابان، فإن من النادر أن يستمر عرضٌ في اليابان لمدة شهر حتى ــ أسبوع أو أسبوعان المعيار هنا. والاستثناء الوحيد، فعلياً، هو نسخة محلية من مسرحية " الملك الأسد" الموسيقية، التي قدمتها فرقة شيكي المسرحية على مسرحها الخاص في طوكيو مدة 19 عاماً. وبالرغم من هذه الحالة من شؤون المسرح، فإن منتجين عديدين بدأوا مؤخراً يغيّرون من هذا الميل للأعمال الفنية التي تبقى لوقت قصير على لائحة الغرض، وهو ما يخدم أساساً نفور الرأسماليين الكبار من المجازفة. 
فأولاً، تعهدت شركة TBS بمشروع طويل العرض عنوانه "سبع أرواح في قلعة الجماجم" على مسرح IHI حول طوكيو الجديد. ومع أن العرض افتُتح يوم 30 آذار والمسرح في الخارج عند خليج طوكيو، فإن حقيقة استمرار بيع التذاكر مثل الخبز الحار شهادة على ما انطوى عليه تفكير العمل التجاري الحديث العهد ــ خاصةً القرار بتغيير الإخراج وتبديل الممثلين الرئيسين كل ثلاثة أشهر لتشجيع جمهور المشاهدين على العودة من أجل مقارنة أداء هؤلاء الممثلين بغيرهم.  
وحين تحدثت إلى المخرج هيدونوري أينو قبل العرض الأول لـ "الأرواح السبع"، أوضح لي، قائلاً، " في اليابان، يذهب الكثير من الناس إلى المسرح لرؤية ممثليهم المفضَّلين، وليس لبرامج معينة. كما أن هناك تقلباً في طبيعتهم، ولهذا تجدهم يفضلون أشياء جديدة." 
وفي غضون ذلك، يضيف إنتاجان آخران، افتُتحا هذا العام، لهذا الاتجاه نحو استمرار العرض لفترة طويلة: عرض ساموراي للتسلية "ألاتا"؛ و"فورزا بروتا وا"، وهو نسخة يابانية الصنع لعمل ناجح عالمي بعنوان "القوة الوحشية". 
فمثلاً، كان الداعمون لهذه الأعمال يرون أنه بتقديمها على مواقع محورية، يمكنهم أن يزيدوا في العدد المتنامي في اليابان من الزوار القادمين من وراء البحار إضافةً إلى إجتذاب المحليين الشباب المعتادين على الأعمال البصرية أكثر من تلك المتّسمة بالكلام الكثير.وتعليقاً على هذا الاتجاه، يقول كيريوشا تاتسومي، منتج "فورزا بروتا وا"، إن من الصعب اجتذاب الزوار إلى المسارح لأن المواعيد مثبتة ويتطلب الأمر تخطيطاً أكثر، خلافاً للانجذابات إلى المتاحف ومتنزهات الترفيه مثلاً. وأوضح ذلك بقوله، "ولذلك فإننا اخترنا مكاناً في فندق في محور شنغاوا المزدحم للنقل الذي يضمن مدخلاً سهلاً للسياح الأجانب وتعاوناً مماثلاً لبرودوَي ولاس قيغاس." ويالمثل، اختار منتج "ألاتا"، كازوتوشي تانوما منطقة غينزا المركزية البهيجة للتسوق وتناول العشاء لاستضافة عرضه، نظراً لكون الناس يستطيعون بسهولة أن يشهدوا عرضاً يختتمون به أمسياتهم هناك. 
أما ما إذا كانت المشاريع الريادية الثلاثة الحالية ستنجح أم لا ــ وما إذا كان تأثيرها سينتشر وبذلك سيكون بإمكان الناس في طوكيو ذات يوم، أن يكونوا قادرين على العودة مراتٍ كثيرة لرؤية مسرحيات وأعمال موسيقية مسرحية أيضاً ــ فالزمن وحده كفيل بالإجابة عليه. وأما الآن، فإنها مناسبة للترحيب بحشود الزوار وإمتاعهم بالنكهة اليابانية لمشهد الفنون الأدائية المتنوعة هنا.

 عن: The Japan Times

أنطلاق مهرجان الكويت لـ«مسرح الشباب» بتكريم مريم الصالح

مجلة الفنون المسرحية


أنطلاق مهرجان الكويت لـ«مسرح الشباب» بتكريم مريم الصالح

ياسر العيلة – القبس الالكتروني

تحت شعار الكويت عاصمة الشباب العربي 2017، أنطلقت مساء الأحد فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي على خشبة مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية، والذي تنظمه الهيئة العامة للشباب خلال الفترة من الخامس عشر إلى السادس والعشرين من الشهر الجاري، وقدم فقرات الحفل المذيعين عبدالرضا بن سالم وشيمان.
تقدم الحضور مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري، وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، ممثل جامعة الدول العربية هويدا أحمد، رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان علي وحيدي وعدة شخصيات فنية وإعلامية وضيوف دولة الكويت من الشخصيات المسرحية العربية.
كلمات مضيئة
في البداية ألقى مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري كلمة استشهد في بدايتها في الكلمات المضيئة لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح قائد العمل الإنساني لدعم واستثمار الطاقات الشبابية، مبينا أن تلك الكلمات هي ذاتها الفلسفة التي بلورت فعاليات الهيئة العامة للشباب في احتفالية الكويت عاصمة الشباب العربي لعام 2017، لتبدأ أولى مشاركاتها بهذا المهرجان الذي يعد ثمرة التشارك والتعاون مع القطاعين الحكومي والخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمجامع الشبابية والتطوعية.
وأكد المطيري أن الهيئة العامة للشباب تولي المسرح الشبابي اهتماما بالغا كأحد المجالات التنموية التي يبدع الشباب فيها، وأشارأن هذا المهرجان يتضمن جائزة كبرى باسم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، الذي أثرى المسرح الكويتي والعربي بفنه وإبداعه أكثر من 50 عاما.
عروض المهرجان
كما تم الكشف عن عروض المهرجان وهي “همس الكراسي” من دولة قطر، “شمعة أمل” من المملكة الأردنية الهاشمية، “مراكب الموت” من جهورية السودان، “ليس إلا” من المملكة العربية السعودية، “مروح على فلسطين”، عرض “الليل نسى نفسه” لدولة الإمارات العربية المتحدة، ومن الجمهورية العراقية مسرحية “ون وي”، وتقدم سلطنة عمان عرض “لقمة عيش”، ومن جمهورية مصر العربية عرض “”بينوكيو”، ومن المملكة المغربية عرض “سوالف الكاميرا”، ومن دولة الكويت عرض “ريا وسكينة”، وستقدم فرقة المسرح الشعبي عرضا مسرحيا هامشيا خارج المسابقة الرسمية بعنوان “ثنائي القطب”.تكريم الرائدة مريم الصالح
بعد ذلك جرت مراسم التكريم، حيث صعد على خشبة المسرح كلا من مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري يرافقه كلا من مدير الهيئة العامة للرياضة حمود فليطح يرافقه كلا من مدير الهيئة العامة للرياضة حمود فليطح، وكيل وزارة الدولة لشؤون الشباب الشيخة الزين صباح الناصر الصباح، رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، مدير المهرجان علي وحيدي، في البداية تم تكريم الشخصية المسرحية العربية للرواد الفنانة القديرة مريم الصالح رائدة المسرح الكويتي والخليجي وسط هتاف وترحيب وتصفيق الحضور.
المكرمون الشباب
كما تم تكريم مجموعة من الفنانين الشباب الكويتي في مجال المسرح الشبابي وهم عبدالمحسن القفاص، د. عبدالله العابر، عبدالله البدر، عبدالعزيز صفر، علي العلي، سعد الفلاح، علي الحسيني، عبدالعزيز الصايغ، فهد المذن، حصة النبهان، حمد اشكناني، نصار النصار، علي كاكولي، أحمد حسن كنكوني، سامي بلال، نوف السلطان، عبدالله الخضر، هاني عبدالصمد، صادق بهبهاني، ناصر البلوشي، إبراهيم الشيخلي، إبراهيم بوطيبان.كما تم تكريم اللجنتين الفنية والتحكيم
“يا سادة يا كرام”
ثم أعقب مراسم حفل الافتتاح تقديم العرض المسرحي “يا سادة يا كرام”، من تأليف الكاتبة تغريد الداوود، اخراج يوسف الحشاش، بطولة كلا من الفنانين يعقوب عبدالله، علي كاكولي، نصار النصار، روان مهدي، عبدالمحسن العمر، ابراهيم الشيخلي، يوسف الوادي، إيمان الحسيني، صالح الدرع، سعود بوعبيد، علي بولند، سامي مهاوش، عبدالله البصيري ومجموعة من المواهب الشابة.
تناول العرض بشكل استعراضي ودرامي الشخصيات المسرحية العربية من جيل الرواد والمؤسسين التي أثرت الحركة المسرحية وساهمت في تقديم الإبداعات التي لا تزال راسخة في أذهان الجمهور العربي بينهم رائد المسرح الكويتي الفنان الراحل محمد النشمي وعبدالله ونوس وامينة رزق ويوسف وهبي ونخبة من الشخصيات المسرحية العربية.ونال العرض علي اعجاب كل الحضور وتفوق المخرج يوسف الحشاش علي نفسة حيث قدم عرض ينافس وبقوة جميع عروض المهرجان.

الاثنين، 16 أكتوبر 2017

"الكويت لمسرح الشباب": نصوص عربية فقط

انطلاق الورشة الثانية للمسرح المدرسي بالإمارات العربية المتحدة

مجلة الفنون المسرحية


انطلاق الورشة الثانية للمسرح المدرسي بالإمارات العربية المتحدة

تنفيذا لاستراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي بالوطن العربي وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربيىة للمسرح،
وبعد الورشة الأولى التي نظمها قطاع المناهج بوزارة التربية والتعليم والهيئة العربية للمسرح لفائدة معلمات ومعلمي المدارس بالإمارات من 23 إلى 27 شتنبر 2017 بتأطير الخبيرين العربيين فائق حميصي من لبنان ونبيل ميهوب من تونس، ومواصلة لسلسلة الورشات التكوينية المنظمة على امتداد الوطن العربي في مجال المسرح المدرسي، انطلقت يوم الإثنين 16 أكتوبر 2017 بمركز تدريب المعلمين بعجمان ورشة ثانية من تنظيم قطاع الأنشطة والرعاية بوزارة التربية والتعليم والهيئة العربية للمسرح لفائدة معلمات الحضانة والمرحلة الأولى بمدارس الإمارات وبتأطير الأستاذ فايق حميصي.
وقد افتتحت الورشة بعرض للأستاذ فايق حول التعريف بالمسرح المدرسي والأهداف التربوية والتعليمية المتوخاة منه وآليات وسبل التعامل مع المتعلمين لإنجاز عرض للمسرح المدرسي يرتكز على الألعاب الثمثيلية ويستند على المواهب والكفاءات التي يتوفر عليها المتعلمون. وستستمر هذه الورشة إلى غاية يوم الأحد 22 أكتوبر 2017،

والجدير بالذكر أن الهيئة العربية للمسرح ماضية في نشر الثقافة المسرحية بالوطن العربي من خلال العديد من الورشات التي يؤطرها الخبراء والمختصون في المسرح المدرسي حيث تم إنجاز دورات تكوينية بكل من موريتانيا، فلسطين، الأردن، البحرين، قطر، عُمان، السودان، الكويت، وسيتم تنظيم دورات خلال شهري نوفمبر ودسمبر 2017 بالمغرب وتونس والجزائر.


الأحد، 15 أكتوبر 2017

الوطني يستضيف مهرجان مسرح التعزية الحسيني الدولي

مجلة الفنون المسرحية

الوطني يستضيف مهرجان مسرح التعزية الحسيني الدولي

الغد برس:

اعلن رئيس مهرجان التعزية الحسيني الدولي منير راضي، عن انطلاق أعمال المهرجان بدورته الثالثة وبمشاركة عربية يوم 21 من شهر تشرين الأول الجاري، في الساعة الثانية ظهراً على خشبة المسرح الوطني.
وقال راضي في تصريح لـ"الغد برس"، إن "حفل افتتاح مهرجان التعزية الحسيني سوف يتضمن عرض فلم سينمائي يحمل عنوان (نفوس مطمئنة) سيناريو سعد هدابي، واخراجي وتمثيل مازن محمد وجاسم محمد واخرون"، مؤكداً أن "المهرجان برعاية محافظ بغداد عطوان العطواني، وبالتعاون مع دائرة السينما والمسرح".
وبيّن راضي أن "حفل الافتتاح سيشهد عرض مسرحية (لو ترك القطا) وهو عرض مسرحي عربي سيكون مفاجأة للجمهور"، مشيراً إلى إنه "سيتم عرض خمسة اعمال مسرحية على مدار ايام المهرجان".
ومن الجدير بالذكر ان ادارة المهرجان كانت قد اعلنت عن مسابقة لأفضل سيناريو وافضل عرض مسرحي وشكلت لجان من مختصين من مصر وتونس وليبيا والعراق.
وسوف تعلن النتائج في حفل الافتتاح وتكريم ثلاثة من كلا الاختصاصين بمبلغ مالي مجزي للفائزين الثلاثة وكذلك سيتم تكريم نخبة من المبدعين العراقيين والوفود المشاركة.

الهيئة العربية للمسرح لا تنافس إلا نفسها..

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب عبيدو باشا 

الهيئة العربية للمسرح لا تنافس إلا نفسها.. 

*عبيدو باشا

لا تزال الهيئة العربية للمسرح تجسد أو تحقق ختام الحوارات القديمة، حول نصرة المسرح . بحيث لا تشكل النصرة هذه، اقتحاماً ، لصفاء المسرح ولا صفاء المسرحيين ولا المشاهدين. لا تزال الهيئة، بعد سنوات طويلة، تضخ بالمسرح الحياة، بعيداً من ألعاب الوصاية. سواء على صعيد نشر النصوص النظرية والمسرحية أو على صعيد المساهمة بالإنتاجات المسرحية. جسد واحد بمجموعة من العقول ، من الأمين العام إسماعيل عبد الله إلى غنام غنام وريما الغصين وأحد كبار متصوفي المسرح دكتور يوسف عيدابي . لا تعرف الهيئة ، مهنة غير المسرح. ما لم يوضع بمتناول المسرحيين ، قفزت به الهيئة فوق معاناتهم ، إلى تحقيقه، بعيداً من ألعاب الكلام . 
تتميز الهيئة بطبائعها ، وهي تميز بين الخلاف والإختلاف. كما تتميز بمغامرة مهرجان المسرح العربي ، وليد الحوارات الكثيرة بين الشارقة والمسرحيين العرب، مسبوقة باهتمام شخصي من حاكم الشارقة سلطان بن محمد القاسمي ، أول مسؤول عربي على رأس هيئة مسرحية. ولعله الأول بالعالم. المهرجان مغامرة ، أصل لا فرع. اختبار استمرار الحياة بالبلاد العربية ، بدون ادعاء امتلاك الحلول الأكثر ملاءمة للمشكلات الراهنة في المجتمعات العربية. المهرجان مساحة مشتركة ، آخر المساحات المشتركة بالعالم العربي. المهرجان فضاء مجنون ، باعتماده طرق المداورة بين العواصم العربية. لا بل المدن العربية البعيدة. كما حصل بالدورة الأخيرة . اذ أقيمت في وهران. إثبات على نمو المسرح بعيداً من المركزيات المميتة. 
لا تؤكد الهيئة سوى أن المسرح نموذج مجتمعي يصلح اليوم كما صلح بالماضي. لا تنبذ الهيئة هنا، لا تنبذ إسماً ولا تجربة ولا أي وليد جديد على الساح المسرحية. كل أمر شاق يتطلب الكثير من الجهد والمنافسة. لا تنافس الهيئة إلا نفسها. أما الجهود ، يبذلها الكل باطمئنان مدهش. لأن مكون الهيئة الأساس مكون حوار ثقافات ، في منظومة ثقافية لم تلبث تنفتح على الجميع منذ اللحظات الأولى لَقِيام الهيئة . حكمة وواقعية . ميزتان من ميزات منهج الهيئة. لن يتضاءل النشاط من جراء ذلك. جدل لا خصام . لا تبرؤ ولا وصاية. لا رهاب أمام الحداثة وما بعد الحداثة. كل ذلك بطائل إيجاد الأطر الممكنة لتعايش جميع المسرحيين العرب واندماجهم وانصهارهم في كيفيات التوفيق الجديدة، غير الأصولية. 
الهيئة العربية للمسرح ظاهرة ، بوضعية إنسانية دائمة. لأنها تشد الآخرين إليها على الأبعاد الإجتماعية والثقافية . الهيئة نشيد وسط حال النشاز العربي الراهن . ضرب من جنون راق، جميل ، لم تغرقه بحور الأيديولوجيات ولا التقنيات الغربية.


*شهادة من الحلقة الثالثة من برنامج شهادات إبداعية عن الهيئة العربية للمسرح لمجلة مناهل الفكر. إعداد و إخراج: هايل المذابي

مسرحية " تسميل " تأليف ايمان الكبيسي

مجلة الفنون المسرحية

                     
المؤلفة ايمان الكبيسي
     

رحيل الرموز وبقاء الأصنام بقلم د. عماد هادي الخفاجي

مجلة الفنون المسرحية

رحيل الرموز وبقاء الأصنام بقلم د. عماد هادي الخفاجي
 
من مفارقات المشهد الفنتازي للحياة مقولة الروائي عبد الرحمن منيف (أغرب شيء في هذه الحياة يا صاحبي إن الناس السيئين لا يموتون) هكذا تحلق الرموز باذخة الجمال إلى سماوات المثل العليا ولا تبقى في الأرض غير أصنامها وتلك المفارقة كانت مرثية الرحيل لصاحب الرؤية الفنتازية للواقع ومنظرها الجمالي ومخرجها الفذ الفنان الأستاذ الدكتور فاضل خليل صاحب روائع المسرح العراقي مائة عام من المحبة وفي أعالي الحب وسيدرا وأكثر من عشرين مسرحية تركت أثرها  الإبداعي رؤية وتنظيرا في سردية المسرح العربي امتدادا للتأنق الجمالي لكبار المسرح العالمي والعربي في ريادة عبقرية لفن المسرح العراقي تنظيرا وإخراجا وتمثيلا.
كانت مسيرة العطاء الثر إبداعيا وأكاديميا وإنسانيا ألهمت أجيال من تلامذته الأخلاق السامية قبل الأعراف الفنية والجمالية والإبداعية, ففنتازيا الرحيل لفاضل خليل الممتلئ عطاءا وإبداعا متجسدا وآخر ظل حبيس الظروف والاختلالات المزاجية لواقع مجنون يقظم مساحات الجمال يوميا بمعدل هستيري, وعلى وفق ستراتيجياته بالواقع الخيالي لا يمكن إلا أن تؤطر تلك المشهدية بتلك المقولة التي ابتدأنا بها فطيور الإبداع لا تحتمل فضاضة ذلك القظم ولا رثاثة يومياته ….ولكن بهكذا عزاء يمكن أن نكون سعداء لرحيل فاضل خليل فنراه يلوح لنا من سماواته الجمالية إني هانئ في وطني..

السبت، 14 أكتوبر 2017

بيت المدى يُؤبِّن عميد "المسرح الأكاديمي" فاضل خليل

فاضل خليل أسدل الستارة  أحد رموز «الجيل الثالث» في المسرح العراقي

مجلة الفنون المسرحية

فاضل خليل أسدل الستارة  ..أحد رموز «الجيل الثالث» في المسرح العراقي


حسين دعسة - الأخبار 


قد تضع شمس النهار أوزارها على مظلّة «قهوة طه عطوان» في الكرادة في بغداد، الا أنّ طلة الفنان المسرحي والاكاديمي والممثل فاضل خليل، لن تعود على مسارات وشوارع وخشبات المسرح مرة أخرى. أول من أمس، غاب الفنان المعروف، وغابت رؤيته للعرض الكبير الذي يجري على أرض الرافدين.

غيبه الموت؛ وكان هذا ما يريده في وقت غاب فيه العراق عن حلم الفن المسرحي نتيجة تردي الأوضاع الأمنية والثقافية والاجتماعية. المسرحي الذي انطفأ عن 71 عاماً (1946 ـ مواليد محافظة ميسان)، ولد لعائلة بسيطة، فوالده كان حلاقاً ووالدته خياطة عباءات نسائية. انتقل مع عائلته إلى محافظة البصرة ثم إلى العمارة. بعد دراستهِ في المعهد العالي للعلوم المسرحية في بلغاريا في صوفيا، حصل على شهادة الدكتوراه في الإخراج والعلوم المسرحية عام 1985. ترأس قسم الدراما في إذاعة بغداد عام 1974 قبل أن يؤسس كلية الفنون الجميلة في جامعة الحديدة في اليمن عام 1998 - 1999 وكان أول عميد لها.
أخرج الراحل ما يقارب عشرين عملاً مسرحياً منها ما أثار زوابع، حاملاً راية الوعي والتنوير من بينها: مسرحية «تألق جواكان موريتا ومصرعه» من نصوص للشاعر الاسباني بابلو نيرودا، ثم عمل على مسرحية «الملك هو الملك» للراحل سعد الله ونوس. ثم جاءت مسرحيته «مائة عام من المحبة» ببعدها العربي والقومي التي حازت ثلاث جوائز في «مهرجان قرطاج المسرحي» في تونس عام 1996، بعد عرضها الاول في بغداد ومن ثم في عمان. وهي تشكّل ثلاثية مع مسرحية «في أعالي الحب» التي تعد من أبرز مسرحياته، وقد اكتمل قمرها مع مسرحية «سدرا» التي فازت بجائزة «التانيت الذهبي» في مهرجان قرطاج عام 2001. ومثلما أحبّ الإخراج، أبدع في التمثيل. وكانت له وقفاته على المسارح الجماهيرية ومشاركاته المبدعة في ثلاثين عملاً مسرحياً، أبرزها: «النخلة والجيران» (1969) التي كانت العامل الأكبر لشهرته في العراق، إذ اعتبرت المسرحية من الأعمال الفنية الكبيرة بسبب مشاركة عدد كبير من الفنانين الكبار في العراق فيها وكانت معدة عن رواية الكاتب العراقي الراحل غائب طعمة فرمان.


أكثر من استعمال الرموز في مسرحياته، هرباً من الرقابة

غياب فاضل خليل، أعاد الى الاذهان أدواره في السينما العراقية، اذ مثل أدواراً تراوح بين الثانوية والرئيسية في أفلام مهمة منها: «الحارس» (1967) الذي أخرجه خليل شوقي وكتب قصته المخرج الفلسطيني قاسم حول. كما شارك في بطولة فيلم «الرأس» (1976) للمخرج فيصل الياسري. وكانت له صولة مع المخرج المصري فؤاد التهامي في فيلم «التجربة» (1977). وجسد شخصية وطنية في فيلم «الأسوار» (1979) للمخرج الكبير محمد شكري جميل الذي يعد من أبرز افلامه.
ينتمي فاضل خليل إلى ما يسمّى في العراق بـ «الجيل الثالث» الذي تلا الجيلين الرياديين الهامين في المسرح العراقي. عاصر الكثير من التقلبات السياسية في العراق، مثل حرب الخليج الأولى، وحرب الخليج الثانية، وغزو العراق 2003.
حاول جيل فاضل خليل الموازنة بين النهوض بالتجربة المسرحية التي بدأها الرواد، وبين الظروف السياسية في العراق حيث الرقابة على حرية الرأي والتعبير. هكذا، لجأ إلى التكثيف من استعمال الرموز، وأخذ المسرح العراقي يتجه نحو الواقعية الرمزية. بالاضافة إلى هذا، واجه هذا الجيل ما سمّي في العراق بـ «موجة المسرح الهابط» التي بدأت بعد الحصار الاقتصادي الذي أعقب حرب الخليج الثانية. واعتمد فاضل خليل في هذه الفترة على استعمال أساليب المسرح التجريبي والواقعية السحرية أو الواقعية الخيالية وتوظيف الموروث الشعبي المحلي الذي استعمله في مسرحيات «الباب القديم»، «الشريعة»، «وخيط البريسم»، و«مواويل باب الاغا».
أجرى فاضل خليل العديد من الدراسات الأكاديمية حول ظاهرة تردي مستوى المسرح العراقي والعربي، وخلص إلى أنّ ذلك عائد إلى: غياب التخطيط العلمي، نقص الكفاءات، تدني الثقافة المسرحية، ضعف الكوادر، غياب الريبيرتوار، غياب المتفرج المساهم، غياب الناقد المتخصص، غياب التكنولوجيا، عدم تفرغ الفنان المسرحي، وقلة قاعات العرض ذات المواصفات الفنية العالية.
وكانت للراحل سلطته ومكانته في تاريخ المسرح الجماهيري في العراق من خلال «فرقة المسرح الفني الحديث» التي تأسست عام 1966، ومنها انطلقت أعمال اللجان الفنية والمسرحية العراقية التي انتشرت عربياً ودولياً وصولاً الى المؤتمر التأسيسي لاتحاد المسرحيين العرب في دمشق عام 1976. واجترح الراحل فكرة «مهرجان أَفلام وبرامج فلسطين» عام 1973 الذي بانت رؤاه القومية في الدفاع عن فكرة المهرجان. فاضل خليل التحق بعربة خيال الظل، تاركاً غبار الطرقات، ناعياً بغداد قبل أن تنعيه.

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

مسرحية "أسود شفاه "تأليف فاتن حسين ناجي

أكاديمية الفنون تستقبل مهرجان المسرح النسوي.. السبت

مجلة الفنون المسرحية

أكاديمية الفنون تستقبل مهرجان المسرح النسوي.. السبت 


شيماء عطية - الفجر 

يتزين مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون في الهرم، لاستقبال فعاليات الدورة الأولى من مهرجان المسرح النسوي، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة، بحضور د. مايا مرسي، رئيسة المجلس، و د. أحلام يونس، رئيس أكاديمية الفنون، ويقام المهرجان في الفترة من 14 وحتى 19 أكتوبر الجاري.

سيتضمن الافتتاح، حفل موسيقى قصير وتكريم عدد من الشخصيات النسائية المرموقة التي أثرت المجال المسرحي، وهم سميحة أيوب وسميرة أحمد، والفنانة التشكيلية سكينة فؤاد، وسيتم عرض مسرحية " نساء بلا غد "، من إخراج نور غانم.

يرأس المهرجان د. أحلام يونس، ويتولى مسؤلية نيابة رئيسة المهرجان كلا من د. رشا خيري و د. عبير فوزى والأمين العام للمهرجان د. رانيا يحيى، عضو المجلس القومي للمرأة والمشرف العام على ادارة الاعلام والعلاقات العامة.

كما سيعرض يوميا خلال فترة المهرجان مجموعة من المسرحيات التي تتناول قضايا نسائية هامة على مسرح على فهمي بالمعهد العالي للفنون المسرحية في تمام الساعة السادسة مساء.

(مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي) ينطلق من الكويت عاصمة الشباب

مجلة الفنون المسرحية

(مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي) ينطلق من الكويت عاصمة الشباب 


وكالة (كونا) :

أعلنت الهيئة العامة للشباب اليوم الاربعاء انطلاق فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي ضمن احتفالية الكويت بكونها عاصمة الشباب العربي 2017.
وقال المدير العام للهيئة عبدالرحمن المطيري في المؤتمر الصحفي أن مهرجان المسرح انطلق بمشاركة 12 دولة عربية الى جانب الكويت وهذا يأتي من منطلق ثقة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح بالشباب وبكلماته المضيئة حين قال "الشباب قادة المستقبل وبسواعدهم تبنى الحضارات" والتي تم تفعيلها بقانون انشاء الهيئة كجهة تعنى بالعمل الشبابي بشكل مباشر من خلال خلق الفرص للتميز. واضاف ان الهيئة تسعى بكل طاقاتها لتكون على قدر هذه الثقة شاكرا جميع الدول التي لبت الدعوة بالمشاركة واثراء المهرجان بخبراتها وطاقاتها وابداعاتها الشبابية مشيرا الى أن المهرجان سيحمل "ثيمة" الانسانية وبث السلام لكون الكويت مركز العمل الانساني ولكون أمير الكويت قائدا للانسانية.
وأشار الى أن المهرجان يتضمن جائزة كبرى لافضل عرض مسرحي باسم الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا الذي طرح عبر اعماله الفنية الكثير من القضايا والحلول والانعكاسات لواقعنا العربي اذ يعد خير مثال يحتذى به ودافعا للشباب نحو العطاء والابداع وتنمية مهاراتهم مضيفا إلى أن المهرجان سيكرم ايضا الفنانة الكويتية مريم الصالح لكونها احد القامات الفنية النسائية الرائدة في الكويت وأول ممثلة كويتية تعتلي خشبة المسرح الكويتي. وأكد المطيري أن الهيئة حرصت على أن تكون جميع السواعد العاملة في التخطيط والتنظيم والمشاركة في المهرجان من السواعد الشبابية باشراف من ذوي الخبرة مشيرا الى أن 250 شابا وشابة من المتطوعين تقدموا لتنظيم فعاليات المهرجان وتم تدريبهم بشكل مكثف لكيفية التعامل والتنسيق .
ومن جانبه قال رئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول أن المهرجان يقدم أنشطة متنوعة ضمن أربع فعاليات رئيسية هي العروض المسرحية والندوات الفكرية التي تأصل الدور العلمي والاكاديمي و الورشة المسرحية الشبابية المجمعة بعنوان (الشخصية المسرحية قبل بداية الحدث) اضافة الى فعالية المركز الاعلامي اليومية والذي سيقدم خلالها تجارب الدول العربية في مجال المسرح الشبابي من خلال جلسات حوارية مع الوفود والضيوف المشاركين. ومن ناحيته قال مدير المهرجان المخرج علي وحيدي أن المسرح لطالما كان رافدا للفكر والجمال والثقافة ودائما كانت الكويت من الدول المتقدمه في رعاية وتاهيل الشباب من كل المجالات مؤكدا أن المهرجان يسعى في تنافس الفرق المسرحية المشاركة لاثراء التجارب المسرحية الشبابية العربية وفق ضوابط ومعايير لجنة التحكيم التي سيترأسها الفنان الكويتي محمد المنصور الى جانب نخبة من المسرحيين الاكاديميين من الوطن العربي.
وسيقام حفل افتتاح مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي في 15 من شهر اكتوبر الجاري على مسرح عبدالحسين عبدالرضا في منطقة السالمية وبعرض مسرحي بعنوان ( يا سادة يا كرام) و تمتد الفعاليات حتى 26 من أكتوبر. 

الخميس، 12 أكتوبر 2017

إبرام اتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافية التونسية.. بشأن تنظيم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس 2018

مجلة الفنون المسرحية

إبرام اتفاقية تعاون بين الهيئة العربية للمسرح ووزارة الثقافية التونسية.. بشأن تنظيم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس 2018  

 ظهر اليوم الخميس 12 أكتوبر 2017 إمضاء اتفاقية بين وزارة الشؤون الثقافية والهيئة العربية للمسرح، أشرف عليها الوزير محمد زين العابدين والأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبد الله بشأن تنظيم الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي بتونس في الفترة الممتدة بين 10 و 16 جانفي 2018. 
وشدّد الوزير بالمناسبة على أهمية هذه الاتفاقية في فسح المجال أمام المسرح التونسي لمزيد التعريف به وبأعلام المثقفين والفاعلين الثقافيين التونسيين والعرب، مشيرا إلى أن هذه الشراكة هي منطلق مميز لتأسيس مشاريع مشتركة بين وزارة الشؤون الثقافية والهيئة العربية للمسرح. ومن جهته، أشار الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ إسماعيل عبد الله إلى قيمة انعقاد هذه الدورة في تونس، لما تتميز به من إشعاع ثقافي عربي، بعد سلسلة من اللقاءات جمعت ممثلين عن الطرفين سعيا لمحاولة الوصول إلى تصوّر يتناسب مع الانتظارات العالية لدى المسرحيين العرب. ويتضمن برنامج المهرجان عروضا مسرحية عربية تلتزم اللجنة العربية التي تشكلها الهيئة باختيارها، وأخرى تونسية ترشحها وزارة الشؤون الثقافية، فضلا عن تكريم رموز مسرحية تونسية وتنظيم مؤتمر فكري وورشات تكوينية ومعارض للكتب والصور والمنتوجات وندوات تطبيقية ومؤتمرات صحفية ولقاءات مع مؤسسات دولية صديقة، كما يحتوي على حفلين، افتتاحي واختتامي، يشتملا على عرض فني أو مسرحي. 





عن الخشبة 

اسمع يا عبد السميع .. عبد الكريم برشيد في القاهرة

مجلة الفنون المسرحية


اسمع يا عبد السميع .. عبد الكريم برشيد في القاهرة


*د. وفاء كمالو - الهلال اليوم 

  فى حضرة عبد الكريم برشيد، تجاوز الوهج حدود الكائن والممكن، ليصبح المسرح احتفالا بالحياة والحب والحرية، تلك الحالة التى اندفعت إليها الفنانة دنيا النشار، لتوقع على دفتر عشق الفن والوطن، وتمتلك جوازا للمرور إلى عالم التجارب المسرحية الحية المشاغبة.
    فى هذا السياق يقدم مسرح الطليعة في القاهرة، عرض "اسمع يا عبد السميع"، للمؤلف المغربي عبد الكريم برشيد والمخرجة صاحبة الإعداد دنيا النشار، التى كشفت عن إدراك جميل لفكر وفلسفة برشيد، وقدمت عرضا مدهشا يحمل بصماتها الفريدة، ورؤيتها العنيدة، ولغتها الشابة المتوترة، المسكونة بجماليات الرفض والتمرد والعصيان.
   تتجه رؤى برشيد إلى أن الكتابة فى حقيقتها، سلطة وقدرة، لأنها تمتلك قابلية البعث المتجدد، تمتلك فعل الاستحضار، استحضار الأرواح والأزمان والأمكنة، والمفاهيم والحالات، فالمسرح يجعل المحال ممكنا، والغياب حضورا، والحق واضحا والخيال واقعا، وإذا كان المسرح الاحتفالى يعتمد على التراث الأدبى العربى، والأشكال الفنية الشعبية، وطبيعة العرض ومعمار المسرح، وأسلوب الأداء والعلاقة بين الممثل والجمهور، فإن الاحتفالية تسعى إلى أن تجعل الكتابة بالجسد تنسجم انسجاما كليا، مع كتابة الوجدان والأعماق، فالمسرح تاريخ لما أهمله التاريخ، وبحث فيما وراء الحدث والفعل والشخصيات، واشتباك مع الحلم والفكر، والجنون والهذيان، إنه كتابة تتجاوز الأقلام إلى الأجساد الحية المتحركة، والمنفعلة بالمحيط والفاعلة فيه.
    يؤكد برشيد أن المسرح هو التحدى، هو المجتمع البديل، العالم الذى نصنعه نحن، الآن وهنا، عالم جديد مغاير يحمل أنفاسنا وأحلامنا وبصماتنا، عالم متحرر من الجبرية والمصادفة والعشوائية، عالم نصمم حاضره ومستقبله كما ينبغى أن يكون، ليصبح رسما تقريبيا للزمن الآتى والمجتمع القادم.
    فى هذا السياق نجد أن الاحتفالية لا تقدم وهما ولا تعرض فرجة، لا تحكى عن الماضى ولا تحاكى الحاضر، لأن الاحتفال المسرحى فى جوهره فعل حى، لا يكرر غيره من الأفعال، ولا يشير إلا لنفسه، فهو زمن مقتطع من عمر المحتفلين، زمن لا يتكرر وإحساس لا يتكرر أيضا، فالفضاء المسرحى هو اختصار لكل فضاء العالم، وتكثيف لكل الأزمنة والأمكنة، وحضور كل البشر فينا نحن، ويظل جوهر المسرح هو اللقاء، بكل ما يحمله من مشاعر وعذابات وقضايا اجتماعية سياسية ووجودية.
    يضعنا عرض "اسمع يا عبد السميع" أمام إدراك متميز لفكر وفلسفة عبد الكريم برشيد، فكانت الكتابة رصينة، واعية ورشيقة، تحمل روح وبصمات المفكر العربى الكبير، أما منظور الإخراج فقد ارتكز على الاختيار الدقيق لبعض مفردات مسرحه، التى تتوافق مع طبيعة رؤية دنيا النشار. فلم تقدم منهجا جديدا، لكنها استطاعت أن تضع بصمتها الخاصة على تجربة لامعة تنتمى لمنظور رؤيتها للعالم.
    فى هذا السياق تشير المخرجة فى كتيب العرض إلى أنه عندما يأتى المساء، يأتى ومعه مصباحه، فقد خلق الإنسان ليبحث، يحتاج إلى النور كى يرى ما يبحث عنه، يبحث عن ماضيه، عن مستقبله، عن عذاباته، يبحث فى داخله وفى خارجه، وتظل المتعة فى رحلة البحث، وليس فى الوصول، "فنحن لا نريدكم أن تركبوا معنا سفن الحكاية، لكننا نريد أن نحياها معكم من جديد".
    تدور الأحداث فى إطار تشكيل سينوغرافى شديد البساطة، يعلن بوضوح عن انتمائه للمعذبين والمقهورين فى عالمنا العربى، فنحن فى بيت صغير فقير، تتضح معالمه عبر مفردات التشكيل السينوغرافى، المسكونة بالدلالات النارية الصارخة، سرير النوم فى مقدمة اليسار، يروى عن الليل والحب والهوى، وعن جسد عبد السميع الذى افتقد الرغبة والحرارة والوهج، لتظل زوجته أسيرة الحرمان والقهر والموت العاطفى، الدلالات تنطلق من عمق الواجهة لتروى عن الغياب والاستبداد والفقر المخيف، الموقد الصغير يشتبك مع ثلاجة قديمة تجاوزت الصلاحية، والكرسى الهزاز يشير إلى احتمالات قادمة، وضرورات حتمية للتغيير.
    كان يمين القاعة يشهد احتفالا عارما بالحياة، يتبلور عبر الضوء وإيقاعات الألوان وتناقضات الدهشة، بينما تأخذنا فوضى العبقرية الساكنة فى كيان عبد السميع، إلى المشعل والطاحونة الهوائية، والحصان الخشبى الصغير، تلك الأشياء الفارغة، التى يمتلكها يتصور أنه عبقرى، يصنع الحياة، وفى هذا السياق تأتى السيدة العجوز بملابسها السوداء وعصاها الشهيرة، صوتها العالى يتردد بقوة وهى تنادى على عبد السميع، السينوغرافيا تمنحها امتدادا دلاليا مدهشا، فتصبح اختصارا لكل نساء الشرق، وحين تنظر إلى الحكاء الشاب تتصور أنه هو زوجها عبد السميع، يشبهه كثيرا ويتحدث مثله، لكنه لايزال صبيا، رغم أن معظم الناس كبروا.
    يتقاطع الضوء مع الحوار والكوريوجرافيا (الأداء الحركي الراقص)، الحكاء الشاب يندفع مؤكدا ضرورة أن نضع كل شىء موضع الشك، بينما تحكى السيدة العجوز عن زوجها الذى هرب، فقد خنقته الأسوار والقيود، كان يبحث عن عيون جديدة، وروح جديدة، هرب من مدينة تصلب الروح والمعنى، وتقتل الدهشة، مدينة استقر رأسها الحكيم فى التراب والوحل، لذلك تقرر الرحيل لتبحث، لكن الفتى ينصحها أن تركب سفن الحكاية، وتحكى.
    هكذا ندخل حياة عبد السميع وزوجته، عبر تقنيات مسرحية شديدة البساطة والوضوح، ترتكز بقوة على إيقاعات المسرح الاحتفالى، حيث الدمى الكثيرة المختلفة، التى يتم توظيفها بوعى لتلعب أدوارا مهمة تكشف أبعاد الحالة المسرحية، وفى هذا الإطار تندفع السيدة العجوز، التى تحمل العروسة الضخمة والعصا، لتعيد ترتيب البيت، وتشتبك مع فوضى العبقرية، تلامس الحصان الخشبى الذى صنعه عبد السميع، ليلعب به الأطفال، لكنهم تأخروا كثيرا ولم يأتوا، وعبر تقاطعات الضوء والموسيقى، نرى الزوجة العجوز وهى شابة، ترتدى قميص نوم ورديا، وتستلقى على السرير، عبد السميع يزعجها بعبقريته البكر الجميلة، يهوى إصلاح الأشياء، لكنه يفسدها دائما، وحين تقترب منه لتعانقه، تكشف خطوط الحركة ولغة الجسد، عن رعب عبد السميع من لقاءات الحب والوهج، لكنه يخبرها أنها امرأة جميلة، سمعها منذ الخليقة، امتلأ بصوتها، وكانت نورا ونارا وهذيان.
    تتقاطع الكوريوجرافيا اللاهثة مع موجات الضوء، تتوقف الزوجة طويلا أمام معنى الهذيان، فيخبرها أنه هو الذى يمنحنا مفاتيح أبواب المدن الموصدة، وهو يفك الحصار، ويعطينا السرج واللجام، لنرحل، ثم يندفع ليركب الحصان الخشبى الصغير، ويتخيل أنه سيخترق الطرق والمدن، ويذهب للحرية والأحلام، وفى هذا السياق يعايش المتلقى، أحد أجمل مشاهد العرض حين يراقصها عبد السميع برشاقة خلابة، يعزف على جسدها عزفا ساحرا، يرتبط بصوت موسيقى العود المبهرة، التى تكشف معنى الجمال الخلاق.
    يأخذنا الحوار الدال إلى أعماق عالم الزوجة، لنصبح أمام طرح فنى ثرى لقضايا المجتمع العربى، منذ الماضى البعيد، نعلم أنها ابنة الإسكافى الفقير، اسمها الخامسة، رقم ضائع بين الأرقام، لم ينجب أبوها غير البنات، التشكيل الجمالى يأخذنا إلى عبد السميع وهو يحرك عروسة ضخمة، تلعب دور الأب وهو يشعر بالحزن والعار، الخامسة تتحدث عن معنى المهانة والاستلاب، فهى لم تمتلك حتى اسمها، تشعر أنها موءودة تحت التراب، فلا فرق بين جاهلية الماضى البعيد، وجاهلية حاضرها الشرس العنيد، ويظل عبد السميع يدفعها إلى الهذيان، لتتصور أنها لو كانت رجلا، لامتلكت صوتها وجسدها وحريتها، لكن أحزان الواقع تدفعها إلى العروسة، تذكرها بأحلام الأمومة الضائعة، والأطفال الذين لم يأتوا، وتتهم زوجها أنه عاقر عقيم، غير قادر على العطاء، وترفض تماما منطقه فى الهذيان والخيال. يتقاطع الضوء الثابت مع دراما الألوان، وتمتد تفاصيل لعبة العبث الوجودى العنيد، ويعايش المتلقى تيار الألعاب الممتدة داخل اللعبة الكبرى، نرى عبد السميع وهو مدفوع إلى هذيان البحث عن الضوء والنور، يتنكر فى ملابس الكهربائى العجوز، الذى سيعيد للبيت الضوء، لكنه يعجز، وتكشف الزوجة خداعه، فيندفع إلى السرير ليجرب الموت، يعترف أنه مجرد رقم زائد، وأنه ليس نبيا يصنع المعجزات، فهذا البيت يحتاج إلى قوة ربانية، لتعيد إليه الحياة.
    تظل الحالة المسرحية تموج بالوهج والإبداع، ويأخذه غضب زوجته إلى ذكريات طفولته مع أمه، يقرران أن يلعبا معا دور الطفل المعذب بالكبت، والأم المسكونة بالتسلط والاستبداد، ويكتشف أخيرا أن أمه وزوجته وجهان اثنان لحقيقة واحدة، وفى هذا السياق يتضافر الضوء مع الحركة والموسيقى والحوار، ونعيش زمنا ضمنيا معقدا، يمتزج فيه الماضى بالحاضر، ويقرر عبد السميع أن يهجر سلاسله وأغلاله، لأنه فى حاجة إلى أن يسير ويركض ويرحل، وعبر تقنيات لغة الدهشة، تذوب شخصية الزوجة، لتتوحد مع الأم، التى يتردد صوتها بالنداء على ابنها، تقترب بشدة من الجمهور، لتخبرنا إننا جميعا نشبه عبد السميع بشكل غريب، وتمضى ليبقى صوتها يدين الكذب والزيف والتسلط والغياب.
   هكذا ينتهى العرض الذى شارك فيه النجم الجميل شادى سرور، صاحب الموهبة الخصبة والحضور اللافت، مع النجمة الفنانة نيفين رفعت، التى بعثت طاقات من الوهج والإيقاع عبر بصماتها الفريدة المتميزة. وكانت السينوغرافيا لوائل عبد الله، والعرائس لحسام الشربينى، والموسيقى من إعداد محمد حمدى رءوف، والتعبير الحركى لضياء شفيق.

*ناقدة مصرية

بعد سبعين عاما من التألق يوسف العاني يترجل

مجلة الفنون المسرحية

بعد سبعين عاما من التألق يوسف العاني يترجل

عواد علي - العرب 

بعيدا عن وطنه العراق وأهله وأحبته، رحل الرائد المسرحي فنان الشعب يوسف العاني الاثنين في المستشفى العربي بالعاصمة الأردنية عمّان عن عمر يناهز التسعين عاما، إثر تدهور حالته الصحية ودخوله في غيبوبة قبل نحو شهر، بعد تجربة إبداعية رائدة مثلت أهم التجارب المسرحية العراقية والعربية سواء في التأليف أو التمثيل.

فقد المسرح العراقي والعربي برحيل المسرحي العراقي يوسف العاني الاثنين بعمان، رمزا فذا ترك أثرا عميقا من خلال نصوصه المسرحية التي غاصت عميقا في قضايا وهموم شعبه وعذاباته، والأدوار التي مثلها طوال سبعين عاما.

واصل العاني إبداعه المسرحي طوال سبعين عاما منذ اعتلى خشبة المسرح لأول مرة وهو عمر طويل مليء بالإنجازات والمعاناة والمسرات والانكسارات، وتاريخ جمعي ينوء بحمله فرد واحد في هذا العصر المتلاطم الأمواج والصراعات والأهوال. لذلك لُقّب بـ”فنان الشعب”، و”مولير بغداد”، و”سنديانة المسرح العراقي”، و”الفنان الرائد”. وباللهجة العراقية كان يشبّهه البعض من المسرحيين من الأجيال التالية لجيله بـ”الأبّي”، وهي لفظة تعني أنبوب الماء الرئيسي الذي يغذي أنابيب المياه في المنازل والمباني، كناية لما يمثله من دعامة أساسية في مسيرة المسرح العراقي.


موهبة مبكرة

كان عمر العاني سنة 1944، حين مثّل، أول مرة، مسرحية في فصل واحد من تأليفه وإخراجه، لا يتجاوز السابعة عشرة، فيا لها من موهبة تفتّحت في سن مبكرة، ونمت بمرور الأيام والأشهر والسنوات حتى أصبحت واحدة من أهم المواهب في تاريخ المسرح العراقي والعربي، وصار صاحبها رمزا كبيرا من رموز الثقافة العراقية، وشاهدا حيّا على مخاضها وتحولاتها، وعلما بارزا بين مبدعي جيله الخمسيني كالسياب والبياتي والملائكة وجواد سليم وفائق حسن وإبراهيم جلال وغائب طعمة فرمان، وغيرهم. وقد صدق عبدالرحمن منيف حين أشار في تقديمه لكتاب العاني “شخصيات وذكريات” إلى دوره في أن يكون صلة وصل في ما انقطع ثقافيا وفنيا ووجدانيا بين المثقفين والفنانين العرب.


وتشير سيرة العاني إلى أنه ولد في جانب الكرخ من بغداد عام 1927، وقد صحا ووجد نفسه يتيما بلا عطف أو حنان، غريبا متنقلا بين بيوت أقربائه، فكان اليتم والغربة يحفزانه على أن يكون شيئا فإذا به، وهو في الرابع الابتدائي، يصعد إلى مسرح المدرسة ويؤدي دورا تمثيليا، ويعجب به معلمه ويقول له “ستصل إلى مسرح المدينة يوما..”، وصفق له التلاميذ وانتشى، وترسّبت الشهرة في أعماقه. وفي طفولته أيضا رأى منطقة الكرخ ببغداد مسرحا مفتوحا، فقراء، أغنياء، من طبقات شتى، ثم رآه يعج بالمفارقات وبعجائب الاختلاف، وقام وهو فتى بصنع مسرح شعبي على دكة كبيرة في زقاقهم، وجعل أبناء محلته يمثلون، وعرف في ما بينهم بيوسف البهلوان، أو الممثل على الطبيعة. وكانت في زاوية على دجلة علوة (سوق مركزي للخضار) كبيرة لأعمامه ارتكن فيها ركنا، وهيأ مسرحا مرحليا مثل عليه شباب مسرح ذلك العهد.

دخل يوسف العاني عالم التأليف المسرحي في أوائل الخمسينات من القرن الماضي حين كتب مسرحية “راس الشليلة” عام 1951، على الرغم من محاولاته السابقة التي لم تحظ باهتمام الدارسين. ويماثل ظهوره في العراق، كما يرى علي الراعي وغيره من الباحثين، ظهور توفيق الحكيم في مصر، وسعدالله ونوس في سوريا، كونه كاتبا لم تتوافر له الموهبة وحسب، بل توافر أيضا شيء يليها في الأهمية وهو استمرار الإبداع، وزاد عليهما شيء آخر مهم وهو معاناة التجربة المسرحية من زوايا أخرى غير التأليف، وأهمها التمثيل، فهو أقرب من غيره إلى مفهوم رجل المسرح، إذ يجمع بين ركنين من أهم أركان العملية المسرحية، التأليف والتمثيل.

ويعترف العاني بأنه بدأ التمثيل مقلدا ومعجبا بممثلين معروفين في مرحلة مبكرة من سيرته، فاستهواه يوسف وهبي، أول الأمر، ثم ثار عليه وعلى طريقته الأدائية، وتعلق بأسلوب الريحاني، وحين نضجت تجربته وتهيّأ له أن يزور ثلاثة أرباع مسارح العالم تعلم كثيرا، واكتشف وأسس مسرحه الخاص به “فرقة المسرح الفني الحديث” مع إبراهيم جلال وعبدالرحمن بهجت ويعقوب الأمين.


نصوصه المسرحية

كتب العاني خلال نصف قرن 38 نصا مسرحيا أشهرها: راس الشليلة، ست دراهم، آني أمك يا شاكر، فلوس الدوة، لو بسراجين لو بالظلمة، الغذاء لا الدواء، صورة جديدة، المفتاح، الخرابة، الشريعة، الجومة، الخان، ونجمة. ويكشف في النص الأول “راس الشليلة” عن الفساد الإداري في الدوائر الحكومية في بداية الخمسينات من القرن الماضي بأسلوب يشبه أسلوب التمثيلية الإذاعية، ويجمع فيه بين العرض الواقعي والمنحى الكوميدي، هادفا إلى نصرة المظلومين البسطاء من أبناء الشعب على خصومهم ومستغليهم.

ويعمق في نص “ست دراهم” من نقده الاجتماعي للبعض من الفئات التي لا يستغني الناس عن خدماتها، فيقدم نموذجا سيئا لشريحة الأطباء مُدينا غطرسته ولا إنسانيته المتمثلة بإصراره على الحصول على ستة دراهم من أحد المرضى المراجعين لم يكن يملكها، فيضطر المريض إلى الذهاب بحثا عنها، لكنه قبل أن يغادر العيادة يلتقط من مكتب الطبيب بطاقة دعوة لحفلة ساهرة كان الأخير قد تعب في الحصول عليها، ثم يعود حاملا الدراهم الستة ليعطيها للطبيب، ويرمي عليه البطاقة وقد مزقها انتقاما منه.

ينتقل العاني في نص “آني أمك يا شاكر” إلى المسرح السياسي متأثرا برواية مكسيم غوركي الشهيرة “الأم”، حينما يجد أن أحداثها قد امتزجت مع حدث وقع في العراق وهو غياب ابني سيدة، الأول “شاكر” مقتولا على يد المحتلين، والثاني مقتولا في السجن بسبب موقفهما الوطني. ويصور النص بطولة المرأة (الأم وابنتها وجارتها) ووعيها السياسي المتقدم، وإرادتها القوية في مواجهة السلطة الغاشمة والانتهازيين الذين يقدّمون مصالحهم على قضايا الوطن المصيرية. ويصف علي الراعي هذه المسرحية بأنها قُدّت من فولاذ، لكنه يعيب عليها طابعها الميلودرامي لأنها تعرض صورة مثالية لشخصياتها في وضوحها وشفافيتها: الأخيار أخيار تماما، والأشرار أنذال حتى النهاية.

وفي نص “المفتاح” يخطو العاني خطوات متقدمة في كتابة مسرحية ذات بناء درامي حديث مستثمرا التراث الشعبي من خلال أغنية فولكلورية شائعة لها نظائر في بلدان عربية كثيرة. بطلا المسرحية هما الزوجان حيران وحيرى اللذان يخرجان، ومعهما نوار الذي يسايرهما من دون قناعة، في رحلة بحث عن ولد يتمتع بضمانات كافية، فيكتشفان أنهما يسعيان وراء وهم ليس إلاّ، فالجدود عند أطراف عكا لا يملكون غير وعد بكعكة لا تنتهي أبدا، وثوب لا يخلق. ويأخذ الزوجان الكعكة والثوب ويضعانهما في صندوقهما، ثم يكتشفان أن الصندوق يحتاج إلى مفتاح، والمفتاح عند الحداد، وهذا يريد نقودا لكي يعطيه لهما والنقود عند العروس، وهذه في الحمام، والحمام يريد القنديل، والقنديل في البئر، والبئر يحتاج إلى حبل، والحبل معلق في قرن الثور، والثور يريد الحشيش، والحشيش في البستان، والبستان يحتاج إلى المطر، والمطر من عند الله.

فكلما حاول الزوجان الحائران أن يجتازا واحدة من تلك المراحل يُصابان بخيبة أمل، فالعروس ترفض أن تعطيهما النقود، والبئر يطالبهما بأن يتعبا من أجل الحصول على الحبل.. وتنتهي رحلتهما بالحصول على المفتاح، لكنهما يجدانه فارغا! والعبرة من ذلك، كما يقول نوار، إن الإنسان لا يحصل على هدفه بالتعب فقط، بل بالطريق الذي يسلكه لتحقيقه، ووسط هذه الخيبة تفاجئنا حيرى بأن الطفل الذي يبحثان عنه موجود في أحشائها، لقد حملت به منذ مدة، لكنها أخفت حملها حتى يفتحا الصندوق. وما دام الطفل/ الهدف موجود، فإن عليهم، حيران وحيرى ونوار، أن يركضوا لمواجهة الموقف الجديد. وتنتهي المسرحية وكل الشخصيات تركض، دلالة إلى انحياز النص إلى المستقبل.


سعيد أفندي يغمض عينيه إلى الأبد
يختلف نص “الخرابة” تماما عن نص “المفتاح”، فها هنا يكشف العاني عن تمثّله للاتجاهات المسرحية المعروفة في المسرح العالمي: الملحمي، والوثائقي، والشعبي، ومسرح العرائس في نسيج درامي يكشف من خلال الإيحاء عن الخراب الذي يلف حياتنا، فثمة شخصيات عديدة محلية وعالمية قديمة وحديثة اختارت طريق الخير والصدق والنضال لمواجهة قوى الظلام والبشاعة عبر تداخل مواقف درامية متباينة في الزمان والمكان، وبأسلوب أقرب إلى الفانتازيا التي تمزج بين الواقعي والتاريخي من جهة والسحري والأسطوري من جهة أخرى. وتُعد هذه المسرحية من أكثر مسرحيات العاني ولعا باللعب الدرامي، وميلا إلى تناول قضايا إنسانية كبيرة وشائكة، خاصة أنه كتبها في مرحلة شائكة من مراحل الصراع بين القوى العالمية المتنافرة.


العالم الشعبي

ويعود العاني بعد هذه التجربة المثيرة إلى عالمه الشعبي الذي يتقن أسراره وخباياه، إنه عالم “الخان” في مرحلة الأربعينات من تاريخ العراق بأجوائه وشخصياته الحافلة بالحيوية والنبض الإنساني والوطني، وفي مقدمتها الحمال ذي النفس الصافية والقلب الكبير جاسم الملقب بـ”جاسم “أبوالحياية”، أي الأفاعي، وفي محيطه شخصية نجمة، بائعة البقول، المهمومة، طيبة القلب، الشامخة، الشهمة، التي لا تنسى من وقف إلى جانب زوجها المتوفي أيام محنته، وخاصة عباوي، فتطعمه وترعاه

وتحافظ على كرامته، والأستاذ منير، الطالب في كلية الحقوق، الذي يسكن إحدى غرف الخان، ويمثل الفكر السياسي التقدمي.

وإلى جانب هذه الشخصيات الخيرة ثمة شخصيات سلبية مثل: حميد، الجابي، الذي يدلس في الحساب، وملاّ سلمان الكاتب وشاعر المناسبات الانتهازي، وصاحب الخان، العم صلاح، الذي يتنصل عن دوره الوطني على الرغم من كونه تاجرا شريفا يرفض الاتجار بقوت الشعب، ومأمور الاستهلاك الذي يحاول أن يحمل صاحب الخان على التدليس في توزيع التموين من أجل الثراء، شريطة أن يكسب هو هذا الكسب الحرام.

ويشكل الخان في هذه المسرحية رمزا للمجتمع العراقي في الأربعينات بما يموج به من صراعات. لقد وقف يوسف العاني في هذه النصوص المسرحية على مفاصل حيوية في بنية المجتمع العراقي خلال العهود السابقة برؤية تقدمية وأشكال درامية عديدة، وحاول أن يجيب على أسئلة يطرحها العصر والضمير الإنساني تعبيرا عمّا يشهده العالم من صراعات وتضارب في المصالح.



تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption