جديد المسرح الياباني.. الاتجاه نحو العروض التي تستمر طويلاً
مجلة الفنون المسرحية
جديد المسرح الياباني.. الاتجاه نحو العروض التي تستمر طويلاً
ترجمة: عادل العامل - المدى
أدهشني ذات يوم أن أرى في مجلة لندنية صورة لامرأة تمسك بسي دي وبرنامج " Kinky Boots" الموسيقية، يقول نوبوكو تاناكا في تقريره هذا. ذلك أن عمرها كان 27 سنة وقد شاهدت هذا العرض 199 مرة في السنتين الماضيتين من دون أن يسبب لها ذلك أي ملل. وفي لندن، بالطبع، لا يُعد هذا النوع من التعلق بالمسرح أمراً جديداً، وما يزال العمل الموسيقي المتألق "البؤساء Les Miserables " مستمراً بعد 32 سنة تقريباً.
ولو قارنا ذلك باليابان، فإن من النادر أن يستمر عرضٌ في اليابان لمدة شهر حتى ــ أسبوع أو أسبوعان المعيار هنا. والاستثناء الوحيد، فعلياً، هو نسخة محلية من مسرحية " الملك الأسد" الموسيقية، التي قدمتها فرقة شيكي المسرحية على مسرحها الخاص في طوكيو مدة 19 عاماً. وبالرغم من هذه الحالة من شؤون المسرح، فإن منتجين عديدين بدأوا مؤخراً يغيّرون من هذا الميل للأعمال الفنية التي تبقى لوقت قصير على لائحة الغرض، وهو ما يخدم أساساً نفور الرأسماليين الكبار من المجازفة.
فأولاً، تعهدت شركة TBS بمشروع طويل العرض عنوانه "سبع أرواح في قلعة الجماجم" على مسرح IHI حول طوكيو الجديد. ومع أن العرض افتُتح يوم 30 آذار والمسرح في الخارج عند خليج طوكيو، فإن حقيقة استمرار بيع التذاكر مثل الخبز الحار شهادة على ما انطوى عليه تفكير العمل التجاري الحديث العهد ــ خاصةً القرار بتغيير الإخراج وتبديل الممثلين الرئيسين كل ثلاثة أشهر لتشجيع جمهور المشاهدين على العودة من أجل مقارنة أداء هؤلاء الممثلين بغيرهم.
وحين تحدثت إلى المخرج هيدونوري أينو قبل العرض الأول لـ "الأرواح السبع"، أوضح لي، قائلاً، " في اليابان، يذهب الكثير من الناس إلى المسرح لرؤية ممثليهم المفضَّلين، وليس لبرامج معينة. كما أن هناك تقلباً في طبيعتهم، ولهذا تجدهم يفضلون أشياء جديدة."
وفي غضون ذلك، يضيف إنتاجان آخران، افتُتحا هذا العام، لهذا الاتجاه نحو استمرار العرض لفترة طويلة: عرض ساموراي للتسلية "ألاتا"؛ و"فورزا بروتا وا"، وهو نسخة يابانية الصنع لعمل ناجح عالمي بعنوان "القوة الوحشية".
فمثلاً، كان الداعمون لهذه الأعمال يرون أنه بتقديمها على مواقع محورية، يمكنهم أن يزيدوا في العدد المتنامي في اليابان من الزوار القادمين من وراء البحار إضافةً إلى إجتذاب المحليين الشباب المعتادين على الأعمال البصرية أكثر من تلك المتّسمة بالكلام الكثير.وتعليقاً على هذا الاتجاه، يقول كيريوشا تاتسومي، منتج "فورزا بروتا وا"، إن من الصعب اجتذاب الزوار إلى المسارح لأن المواعيد مثبتة ويتطلب الأمر تخطيطاً أكثر، خلافاً للانجذابات إلى المتاحف ومتنزهات الترفيه مثلاً. وأوضح ذلك بقوله، "ولذلك فإننا اخترنا مكاناً في فندق في محور شنغاوا المزدحم للنقل الذي يضمن مدخلاً سهلاً للسياح الأجانب وتعاوناً مماثلاً لبرودوَي ولاس قيغاس." ويالمثل، اختار منتج "ألاتا"، كازوتوشي تانوما منطقة غينزا المركزية البهيجة للتسوق وتناول العشاء لاستضافة عرضه، نظراً لكون الناس يستطيعون بسهولة أن يشهدوا عرضاً يختتمون به أمسياتهم هناك.
أما ما إذا كانت المشاريع الريادية الثلاثة الحالية ستنجح أم لا ــ وما إذا كان تأثيرها سينتشر وبذلك سيكون بإمكان الناس في طوكيو ذات يوم، أن يكونوا قادرين على العودة مراتٍ كثيرة لرؤية مسرحيات وأعمال موسيقية مسرحية أيضاً ــ فالزمن وحده كفيل بالإجابة عليه. وأما الآن، فإنها مناسبة للترحيب بحشود الزوار وإمتاعهم بالنكهة اليابانية لمشهد الفنون الأدائية المتنوعة هنا.
عن: The Japan Times
0 التعليقات:
إرسال تعليق