أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 23 أكتوبر 2017

ختام ندوة «مسرح ما بعد الدراما»

مجلة الفنون المسرحية

ختام ندوة «مسرح ما بعد الدراما»


اختتمت الندوة الفكرية العلمية حواراتها البحثية المسرحية، التي تقام ضمن فعاليات مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، حيث أقيمت يوم أمس في قاعة الندوات «الشامية» في فندق فوربنتس، وذلك باستكمال النقاش حول عنوان الندوة الفكرية في المهرجان «مسرح ما بعد الدراما بين النظرية والتطبيق في مسرح الشباب العربي»، وأدارت الندوة الإعلامية أمل عبدالله. واستضافت في المحور الأول الذي حمل عنوان «أنطوان أرطو ومسرح القسوة ومنعطف ما بعد الدراما»، والتي حاضر خلالها د. سعيد كريمي من المغرب، أما المحور الثاني فكان «ملامح مسرح ما بعد الدراما في المسرح الكويتي الحديث» وتحدث فيها د. فيصل القحطاني من دولة الكويت.
وأكد كريمي أن مسرح ما بعد الدراما فجر بين المسرحيين كرة ثلج متدحرجة بين الدلالات والإبداع، وكثيرة هي الحقول الفنية والبحثية التي خلق خلالها النقاد مجموعة من المفاهيم التي تسهم في مواكبة الإبداع، مبينا أن أنطوان أرطو كان من الأساسيات لكل المشتغلين على مستوى المسرح، وأن المسرح الكلاسيكي يدور في فلكه حتى جاء شسكبير وحدث التغيير والتحول، لافتا إلى اننا تحدثنا عن إحياء ما بعد الدراما حتى القرن العشرين الذي شكل تحولا جذريا في المسرح.
بينما تطرق المحور البحثي الثاني من الندوة والذي حاضر فيه د. فيصل القحطاني وحمل عنوان «ملامح مسرح ما بعد الدراما في المسرح الكويتي الحديث»، فتحدث قائلا «إن دور الناقد أن يعمل على المفاهيم، بالتالي عليه احترام الرؤى، مبينا أننا في الوطن العربي عرفنا مسرح ما بعد الدراما عام 2012 في المغرب، متسائلا هل المسرح هو دراما وهل كل دراما مسرح وما يقدم في مسرح الشارع؟، مطالبا بتحرير المسرح عن الدراما لكي نجد المفاهيم أكثر وضوحا، متطرقا إلى الترجمات التي تمت في هذا الجانب.

----------------------------------------
المصدر : القبس 

الأحد، 22 أكتوبر 2017

فتح باب المشاركة في المهرجان الدولي لمسرح الطفل لجمعية مسرح الصمود بأم العرائس

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب المشاركة في المهرجان الدولي لمسرح الطفل  لجمعية مسرح الصمود بأم العرائس 

تعلن جمعية مسرح الصمود بأم العرائس عن فتح باب المشاركات الدولية للاعمال المسرحية الموجة لجمهور الاطفال الدورة السادسة من مهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس / ولاية فقصة ــ تونس وللايام 27و28و29 و30 من شهر أفريل . نيسان /2018.
على الفرق الراغبة بالمشاركة ارسال الاستمارة المرفقة طيأ وملف المشاركة على 
العنوان اللكتروني soumoud1@live.fr
اخر موعد للاستلام يوم 15 / كانون الاول. ديسمبر. / 2017 وبعد الدراسة يقع اعلان الفرق المشاركة بداية شهر / يناير . كانون الثاني . جانفي / 2018


السبت، 21 أكتوبر 2017

«كركلا» اللبنانية تلتقي الجمهور الكويتي بعرضين يوم 26 و27 الجاري في المسرح الوطني بمركز جابر

مجلة الفنون المسرحية

«كركلا» اللبنانية تلتقي الجمهور الكويتي بعرضين يوم 26 و27 الجاري في المسرح الوطني بمركز جابر

الجمهور الكويتي على موعد مع الفرقة اللبنانية الشهيرة كركلا، الأسبوع المقبل، في عرضي الخميس والجمعة 26 و27 الجاري، على المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، ضمن فعاليات الموسم الثقافي الأول.


"كركلا" أول مسرح عربي راقص، تأسس عام 1968 على يد المايسترو اللبناني عبدالحليم كركلا، حيث طوَّر لغة جسدية بناءً على قواعد مارثا غراهام في الرقص، ودمجها بالتقاليد العربية المميزة، ليقدم لنا أسلوب كركلا الفريد. قدم أعماله على أهم مسارح العالم وأبرز العواصم الثقافية، مثل مسرح "الكارنغي هول" في نيويورك و"الكندي سنتر" في واشنطن دي سي، وبلوس أنجلس "باسادينا سيفيك سنتر"، وفي ديترويت على مسرح "فورد إديتوريوم"، وسادلرزويلز في لندن، ومسرح الشانزليزيه ومسرح "الألمبياد" في باريس، والمركز الوطني للفنون الأدائية في بكين، وسادلر ويلز في لندن ولندن كوليسيوم، ومسرح أوساكا الوطني، وأوبرا ريو دي جانيرو وساو باولو، والأوبرا الملكية العمانية، وأوبرا فرانكفورت، وكوالا لمبور غراند أوديتيوريوم. كما كان للفرقة جولات وصولات في كل العالم العربي.
إن رسالة كركلا، هي الإبحار في ذاكرة التراث، بحثا عن القيم الإنسانية ذات الأبعاد الجمالية، لإحياء مسرح عربي معاصر. وعالم الفن رواده صناع الإبداع، الذين من خلال رؤاهم تستمر مسيرة الحضارة.
يقول عبدالحليم كركلا: "أمضيت مسيرتي حاملا رسالة ثقافية لوطننا العربي، محاولا معها القبض على اللاممكن في سبيل إيجاد أعمال فنية تحمل الدهشة والجمال. من صهيل الخيول العربية الأصيلة، إلى عاداتنا وتقاليدنا، ولدت هوية مسرح كركلا".
كركلا يقطف من شجرة الشمس ثمار النور، ومن أساطير الزمان حكايات الأمس، ليرسم فيها حلم الشرق، كي تبقى راية الثقافة العربية ترفرف حول الأرض، وتحط رحالها في مدن الحضارات، التي تعبق بفنون العالم الخالدة، حيث يكرس الفن قيمته، رمزا لرقي الشعوب".
16 عملاً
ومنذ عام 1968، قدمت "كركلا" أكثر من 16 عرض باليه وموسيقى، منها ما هو مقتبس من مسرحيات شكسبير حلم ليلة صيف، وترويض النمرة، وجعجعة بلا طحن.
وبحصولها على العديد من الجوائز الرفيعة المستوى، استحوذت كركلا على الاهتمام العالمي، بطابعها الشرقي بثرائه وغموضه، المدعوم بأحدث التقنيات العالمية.
ويتعاون مسرح كركلا مع فنانين معروفين عالمياً ورواد في عالم الفنون الأدائية، كما تمتلك مسرحا خاصا بها ومدرسة رقص لاحتضان الأجيال الجديدة الباحثة عن فرصة في مجال المسرح الاستعراضي.

 

الملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية الدورة الرابعة..

مجلة الفنون المسرحية

الملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية الدورة الرابعة.. 

تنطلق في طنجة  الدورة الرابعة للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح وجمعية طنجة بوابة إفريقيا بمدينة طنجة بالمملكة المغربية من 30 أكتوبر إلى 3 نونبر 2017، والذي يصادف الدورة الثانية لمهرجان دمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات، وحتوي البرنامج العام على ندوات ورشات.وعروض وتكريمات .



صدور مونودراما "أنا من الدولة الإسلامية" تسرد تاريخ الرقة

أرييل دورفمان يتذكر: كيف أنقذ عطف بنتر ووّده مسرحية "الموت والعذراء"!

صدور مسرحية «الأرامل» لأرييل دورفمان بترجمة عربية

مجلة الفنون المسرحية

صدور مسرحية «الأرامل» لأرييل دورفمان بترجمة عربية 


صدرت مسرحية «الأرامل» للكاتب التشيلي، الأرجنتيني الأصل، أرييل دورفمان، بترجمتها العربية عن دائرة الثقافة والإعلام - الشارقة، وأنجز الترجمة علي كامل وكتب لها مقدمة. وتندرج هذه المسرحية ضمن «ثلاثية المقاومة» مع مسرحية «الرقيب» (١٩٩٠) و «الموت والعذراء» (١٩٩١) وهذه الأخيرة ترجمها كامل عام ٢٠٠٥، وصدرت عن دار المدى.
المسرحية أعدّها الكاتب عن روايته التي تحمل العنوان نفسه، والتي أنجزها عام ١٩٨٣ في منفاه الأول (هولندا). يبحث دورفمان في هذه المسرحية، كما في «الموت والعذراء» و «الجانب الآخر»، ما يسود من قمع واضطهاد للأصوات الحرة في أعقاب الحروب الأهلية التي تشعلها الأنظمة الشمولية المستبدة ورديفتها الأوليغارشية المستأثرة بالسلطة وثروات البلاد.
صحيح أنه لم يتم الكشف عن اسم البلد الذي تُجرى فيه الأحداث، إلا أن ثمة إشارات ترد في متن النص، كأسماء الشخصيات، وتوارث أربع عشرة عائلة ملكية الأراضي وثرواتها بانتظام على مدى أربعة قرون من جيل إلى آخر، إضافة إلى أمور أخرى توحي كلها بأن البلد المعني هو السلفادور أو ربما تشيلي، موطن المؤلف.
تُجرى أحداث المسرحية على ضفاف نهر قرية مزقتها الحرب، وتتحدث عن جمع من النساء ينتظرن بيأس عودة آبائهن وأزواجهن وأبنائهن الذين أُخذوا أسرى من جانب رجال السلطة وزجوا في زنازينها بدعوى التمرد والاحتجاج ضد السلطات في القرية.
تُختتم الدراما بمشهد المواجهة غير المتكافئة. النساء يقفن عند ضفة النهر يقابلهن الجند في الجانب الآخر موجهين نحوهن أسلحتهم. ينزلن إلى النهر ثم يظهرن ثانية وهن يحملن جثة أخرى تطفو فوق الماء. تُسمع فجأة صرخة قوية لطائر الشحرور. تتجه أنظار الجميع إلى الأعلى نحو مصدر الصوت. يتقدم العسكر نحو النهر لإخلاء المكان بالقوة. تتقدم النسوة نحو الجند في شكل راقص ينشدن أغنية ويهدهدن الجثة كما لو أنها طفل ولد تواً.
يقول دورفمان: «لقد أوحيَ لي بأن الجثث ستبدأ بالظهور، وأن لا أحد يستطيع منع الموتى من العودة إلى بيوتهم، وما إعادتهم ثانية عنوة من جانب النسوة، إلا بمثابة نوع من المقاومة المجازية ضد الصمت والظلم».
«الأرامل» أخيراً، هي تذكير مؤثّر ومحزن بتلك الانتهاكات الفظيعة التي غالباً ما تمر في شكل عابر من دون أن يلحظها أحد في هذا العالم.

عرض مسرحية “بين حياة و موت ” في التياترو

مجلة الفنون المسرحية

عرض مسرحية “بين حياة و موت ” في التياترو

أنباء تونس


يحتضن فضاء التياترو يومي 27 و 28 اكوتبر الجاري مسرحية “بين حياة و موت” للمخرجة هالة عياد .
و تدور  احداث المسرحية في بلد يعيش مرحلة انتقال إلى الديموقراطية… تعتقد امرأة انها تعرفت على صوت جلادها ورائحته وهو الطبيب المعتدي… الرجل الغريب الذي اتت به الصدفة ذات ليلة الى بيتها. فقررت اعتقاله وإخضاعه إلى محاكمة شخصية، وتطلب من زوجها مساعدتها والذي يجد نفسه في موقف محرج باعتباره سياسيا وعضوا في لجنة تحقيق للفترة الانتقالية.
و عن الممثليين في هذه المسرحية  نذكر كل من عبد الحميد بوشناق و محمد الزرامي و هالة عياد مع الاشارة ان النص لاريال دروفمان .

توصيات لجنة تحكيم الدورة الأولى من مهرجان "المسرح النسوي"

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

"نساء بلا غد" يفوز بالمركز الأول في مهرجان "المسرح النسوي"

"وقت ضائع" تمثل العراق في مهرجان الاردن المسرحي

الخميس، 19 أكتوبر 2017

بيان وتبيين .. عن المخرج فاروق صبري

مجلة الفنون المسرحية

بيان وتبيين .. عن المخرج فاروق صبري 

*عادل البطوسى :

مرة أخرى ـ وهي مهما جرى أخيرة ـ أجدني مضطراً لإقحامكم ــ أيها الأحباء ــ وإقتحام سكينة حضراتكم ــ يا أهل المسرح الأنقياء ــ بالجديد مما جرى بين الورى في أمرٍ وجدت نفسي مدفوعاً للسباحة في "أطيابه" ومجبراً لإدراج بعض الحقائق التي بالتأكيد تدخل في سياق الهم المسرحي العام ـ وليس الخاص ـ خاصة وأن هذا الـ (مسكين) لا يزال يواصل تصرُّفاته الصبيانية وسلوكه الذي أربأ بنفسي أن أصفه على حقيقة واقعه، ويقتحم خصوصيَّة أصدقائي عبر (الخاص) بإدعاءاتٍ ومهاتراتٍ وأساليب غير سويَّة، وأوجز لعنايتكم أيها الكرام هذه الحقائق في ثلاث نقاطٍ طوال هنَّ :
(1) حين إفترى عليَّ المسكين المدعو "فاروق صبري" في سياق بحثه عن دورٍ بإدعاءاتٍ باطلةٍ ومزاعمٍ كاذبةٍ تهدف لتشويه سمعتي ــ عمداً وقصداً وحقداً وضغينةً وبهتاناً ـ في العديد من المنابر بتوصيفاتٍ مؤسفةٍ وبشكلٍ أقل ما يوصف به أنه غير مُتَّزن ـ ولن أقول "غير أخلاقي" تأدُّباً ـ وهو الذي يستخدم ألفاظاً لا تليق بمن يعمل في مجالٍ راقٍ حد السباب المُطلق بلا رادع ولا وازع حد أنه ـ عفواً ـ بأسلوبٍ لا يليق بمرحلته العمريَّة تفرَّغ لإقتحام خصوصيَّات المئات من أصدقائي الأفاضل الذين لا يعرفونه ـ وصديقاتي الفضليات ـ عبر الخاص بالفيسبوك ــ بخزعبلاته المعطوبة ــ ورغم ما أصابني من أضرارٍ معنوية ومادية فإني قد إلتزمت الصمت طوال ثلاث سنوات وفوضت أمري إلى الله، حتى وجدته بعدما أعلن مزاعمه بدعمٍ وإيعازٍ من أشخاصٍ أعرفهم جيداً ـ ولا أجد أهمية لذكر أسمائهم ـ يسارع وينشر نصاً ــ لغيره ــ بعنوان "أسئلة الجلاد والضحية" على أحد المواقع الإلكترونيَّة وكان ذلك من منطلق أي نصٍ مكتوبٍ بهدف تأكيد مزاعمه الواهية وادعاءاته الخائبة ـ التي لا تنطلي على مُنصف ولا يناصرها إلا مُغرض ـ ونشر النص بأحد المواقع الإلكترونية بتاريخ 31/10/2014م عقب صدور "ياراجويا" مطبوعة بشهر تقريباً أي قبل ثلاث سنواتٍ على وجه التقريب، وهو الذي أقرَّ واعترف بنفسه على صفحته بتاريخ 3/3/2015م أنه قرأ "ياراجويا قبل طباعتها" إذن قرأها قبل إصدارها بشهورٍ عديدة، فقد أرسلها إليه أحدهم ــ أو إحداهن ــ مثلما تم إرسالها ــ عبرهما أو أحدهما ــ "مخطوطة" ـ لناقدٍ عربيٍّ ليهاجمها، وتأكَّد لي أن الناقد "الأكاديمي" إطلع عليها "مخطوطة" من قوله في سياق مقاله "الهجومي" الذي قام الموقع الإلكتروني القاهري "الخاص" بنشره ثم "أعاد نشره" (يقول المؤلف ص:8) وهذه الصفحة بالكتاب المطبوع بها إضاءة كريمة كتبها أستاذنا "فائق حميصي" في سياق إضاءاتٍ رائعاتٍ لنخبةٍ من أشهر المبدعين العرب ـ والمبدعات ـ والنص يبدأ من ص : 38 في الكتاب المطبوع، ولن أذكر ـ أيضاً ـ أسماء الثلاثة : ــ الذي أوغَر صدره وشجَّعه وكتب له ضدي ــ التي زَغرَدَت وغرَّدت ونشرت له وأيَّدته ـ الناقد الذي ورَّطوه في الموضوع ..!!!
(2) عقب إصداري (بياني الأول) ونشره في أكثر من موقعٍ إلكترونيٍّ وعلى صفحتي صباح الجمعة 21/7/2007م وقلت فيه أن فكرة "البوستر الدعائي الأول" لعرضه مأخوذة من التصميم المنشور بالصفحة الأولى من نصي "ياراجويا" والتي صمَّمته لنا الفنانة اللبنانية "شانتال" سارع (المسكين) بتغيير "البوستر الدعائي الأول" ـ أحتفظ به ـ لشكلٍ آخر ـ أحتفظ به أيضاً ـ ونشر فجر السبت 22/7/2007م التصميم المختلف وتعمَّد أن يكتب فوقه : البوستر الأول للعرض، ليس هذا وحسب بل والمذهل أنه قام ـ فجأةً ـ بتغيير إسم النص الذي يشتغل عليه والذي أشرت بعاليه أني طالعته في صورته الأولى من "أسئلة الجلاد والضحية" إلى "مانيكانات" أي "دمى" ـ وشتان ما بين العنوانين في الإيحاء والمحاور الدرامية ـ وفي هذا نهل ـ وتأدُّباً لن أقول سرق ـ من رؤيتي الإخراجية ورؤايا السينوغرافية المدرجة بدقةٍ في سياق نصين لي لأن "الدُّمى" هي شخوص مسرحيتي الشعرية "الدُّمى" المطبوعة عام 2005م والتي حصلت بها على جائزة الدولة المصريَّة 2006/2007م في المسرح الشعري، وهي ـ أيضاًـ السياق السينوغرافي والدرامي والشخوص في نصي المونودرامي الشعري "المزدوج" الأول في تاريخ المسرح (ياراجويا) وهو بدوره قائم على "الدمي" ـ ولعله إستبدل توصيف "الدمى" بالمرادف "مانيكانات" حتى لا يكون النهل ـ وتأدُّباً لن أقول السطو ـ مفضوحاً، مع الوضع في الإعتبار أن "ياراجويا" وصلته "مخطوطة" بإعترافه حيث كتب على صفحته كما أشرت آنفاً، وإجمالاً "ياراجويا" طبعت 9/9/2014م وعرضه "مانيكانات" عرض يوم 26/7/ 2017م أي بعد 12 سنة من صدور مسرحيتي الشعرية "الدمى" وثلاث سنوات من صدور "ياراجويا" وباعترافه يكون قد قرأها قبل الطباعة بشهورٍ عديدة، ولا نغفل الفترة الزمنية التي عكفت فيها على كتابة "ياراجويا" والتي قد تمتد لأكثر من عامٍ كامل، وعلى الرغم من ذلك ولأنه "مسكين" جاءت رؤاه متضاربة وهي القائمة أساساً على خواءٍ وعدم دراسةٍ، وفشل فشلاً ذريعاً ـ كما فشل غيره من قبل ــ لأن الراسخ هو أن ما ينفع الناس هو الأبقى خاصة حين يكون قائماً على درايةٍ بمنطلقات وثوابت التجريب وتطبيقه مشهدياً ونصياً بوعيٍ شاملٍ وكاملٍ وهذا ما فعلته لأني رغم كل ما جرى منه ومن غيره ـ سرَّاً وعلانيَّةً ـ فإني لم أتوقَّف ـ بفضل الله ـ عند هذه المعوِّقات وواصلت مشروعي المونودرامي الشعري الهادف لتحديث الإطار المونودرامي وتطبيقاته النصيَّة وأطلقت ـ بنعمة الله وتوفيقه ـ في فترةٍ وجيزةٍ المصطلحات النقديَّة الجديدة وكتبت نصاً مونودرامياً شعرياً مواكباً لكل مصطلح (المزدوجة / ياراجويا ــ الثلاثية / دزديموليا ــ المركَّبة / موناريتا ــ الوثائقيَّة / كليوبطره) ـ فضلا عن المونودراما الشعرية التقليدية "كشتن" ـ ولم يبق سوى مصطلح واحد "الأوبرالية" والتطبيق النصي له وأعمل عليه حالياً ليكتمل المشروع بمشيئة الله تماماً ..
 (3) الثابت هو أن ذاك "المسكين" سعى ـ هباءً ـ بنهله من الروافد السينوغرافية والرؤى الإخراجية التي أدرجتها تفصيلاً في "الدمى / ياراجويا" لتأكيد مزاعمه الخائبة ـ والتي ثبت كذبهاـ والتي سبق وأن أعلنها متباكياً ومستنجداً بكيان "الهيئة العربية للمسرح" منصاعاً لنصيحة "زعيم" الذين دعَّموه ـ والواضح من الأسلوب انه هو الذي كتب له أيضا أو أملاه ــ ورغم أن هذه سرقة رؤيويَّة وسينوغرافيَّة ودراميَّة واضحة ومتعمَّدة فإني بكل أريحيَّةٍ وهدوءٍ لن أتهمه بسرقة الفكرة أو السطو أو اللصوصيَّة، لأني أيقن تماماً أنه يقصد من هذه الإضافات والتغيرات المتعمَّدة مقارنة بالنص الذي قرأته في صورته الأولى مقصداً مراوغاً داعماً لمزاعمه السابقة عن السبق في الفكرة وليته ما فعل لأنه بذلك طرح عرضاً مهلهلاً مرتَّقاً وسأكتفي بشاهدين رائعين ودليلين دامغين لذلك :

ـــــ أصدر الفنان العراقي الشهير "رائد محسن" بياناًـ طالعته بتاريخ الجمعة 28/7/2017م على صفحة المبدع العراقي الجميل "ماجد لفتة العابد" ـ لام فيه السيد وزير الثقافة العراقي لوماً شديد اللهجة لدعمه عرض ذاك "المسكين" مؤكداً فشله، وبغض النظر عن المآخذ الخاصة التي لا تدخل في سياق ما نحن فيه هنا فما يعنينا منه هذا الحديث الذي خاطب به الفنان "رائد محسن" معالي الوزير، قال ( كان الأجدى بك أن تأتي بمخرجٍ يعرف طريقه بالمسرح ... أمَّا أن تدعِّم "مسكين بسيط" كان طلاب معهد الفنون يضحكون على عرضه يوم أمس لأنه بلا موهبة) فبالله عليكم أيها الأنقياء : كيف لمثل هذا "المسكين" الذي بلا فكر أن يأخذ منه أحد فكراً، كيف ..؟! والجدير بالإشارة ـ هنا ـ للوقوف عند أخلاقيَّاته أنه بعد أن أصدر الفنان "رائد محسن" بيانه وصفه "المسكين" على صفحته بلفظٍ لا تليق وبعد أن نصحه أصدقاؤه حذف المنشور كله ..!!! 




ـــــ وفي نفس اليوم الجمعة 28/7/2017م كتب المخرج والناقد المسرحي العراقي المعروف "حاتم عودة" 

على صفحته وموقعه "الخشبة" منتقداً العرض في جوانب عديدة منها مشهد "المضاجعة" الذي قال أنه (كان له الفعل الأكبر في الإشمئزاز والتقزُّز حيث تحوَّل إلى فعلٍ جنسيٍّ مكشوفٍ وعارٍ عن الحَجْبْ) وأشياء أخرى يعنينا منها هنا ما تفضَّل عنايته بكتابته عما يسميه المخرج "المونودراما التعاقبية" والتي جعل هذا "المسكين" بغرابةٍ مذهلةٍ وضجيجٍ رديءٍ كل ما هو حداثي وجديد مُستقىً منها حتى لو لم يُطَّلع عليها أساساً بغض النظر عن التسويف بالسبق التأريخي(!!!) فقد تساءل المبدع "حاتم عودة" عن جدواها في عمل كهذا؟ وأكد قائلاً ( بصراحة لم أر لها نفعاً بل ربما العكس .. فقد أثقلت العرض وأربكته ولأنها "غير مدروسة بتيقن" فأنها قد أصبحت عبارة عن مسرحيتي مونودراما منفصلتين عن بعضهما وكان من الممكن تقديم واحدة فقط)  مؤكداً (وعلى هذا فإننا نرى إن "المونودراما المتعاقبة" لم تتوفَّر على معطياتٍ حقيقية بإمكانها أن تثبت وجودها على أرض الواقع الفكري للبحث المسرحي) وأرى أنا ـ بدوري ـ أن ذلك لأنه لا علاقة له بالفكر التحديثي المسرحي المونودرامي رغم ما "يطنطن" بإنجازه من أعمالٍ وأنه كما قال لي أحد النقاد العرب الأفاضل "حالة ثابتة" لا تحمل لا فكراً ولا مقومات للتطوير وربما ينبغي هنا ـ إذا سمحتم لي ـ القول أن تجربتي ـ والحمد لله ـ هي الأكثر ثقلاً وفكراً وإبداعاً وعمقا لأن الذي يطلق المصطلحات عن دراسةٍ هو الذي يطلق المصطلح مع التطبيق النصي له بوعي ودراسةٍ شديدين ويواصل مشروعه بمصطلحاتٍ حداثية ونصوصٍ جديدة مواكبة للتطوير الذي يطمح له بعون الله ..  
وانتهاءً ـ ودون عودة لهذا الموضوع مرة أخرى مطلقاً ـإن شاء الله ــ مهما تطاول هذا (المسكين) ومارس مهاتراته الصبيانيَّة التي لا أريد أن أصفها بمسمياتها الحقيقية تأدُّباً ـــ أقول : لم يبق سوى أن أكرر التأكيد على أني حرصت على تجنُّب أي رشق لفظيٍّ فهذا ليس أسلوبي ـ لأني ببساطةٍ لا أجيد ذلك ـ بل أنا أسامحه بمحبةٍ لا رياء فيها وأسامح كل من جاء الإدِّعاء على هواه، فخطَّط وكتب ونشر له ووالاه ـ لأني ـ والحمد لله ـ تربيت تربيةً حسنة جداً تجعلني أحرص على إحترامي لنفسي وأنأى بها عن المهاترات والصغائر والأساليب (الساقطة) لتحقيق مآرب أو مغانم، وأربأ بها ـ أيضاً ـ تأدُّباً واحتراماً لذاتي أن أملأ الدنيا ضجيجاً بعباراتٍ بعيدة كل البعد عن لغة الإنتماء لفنٍّ شديد الرقي إبداعاً وإنسانيةً ألا وهو فن المسرح ..!!!!!

*شاعر ومؤلف مسرحي



فرقة إمنزا تعرض "ذونكيد" بأيث عبد الله

صدور كتاب "نقد الدراما التلفزيونية.. بين مرجعيات المسرح والسينما" للناقد ماهر منصور

بيتر بروك.. تجاوز التسعين ولم يتوقف عن العطاء: المسرح فنٌ مكتوب على الرمال

مجلة الفنون المسرحية


بيتر بروك.. تجاوز التسعين ولم يتوقف عن العطاء: المسرح فنٌ مكتوب على الرمال

ترجمة: احمد الزبيدي - المدى 


تجاوز المخرج المسرحي والممثل والسينمائي والكاتب بيتر بروك عقده التاسع. فهو من مواليد مدينة لندن عام 1925، وهو من أصل ليتواني، إذ كان والداه قد هاجرا إلى بريطانيا وأقاما فيها قبل ولادته. يعيش في فرنسا منذ سنوات عديدة، حيث أسس المركز الدولي للبحث المسرحي الذي تحوّل لاحقاً إلى المركز الدولي للإبداع المسرحي، ومقرّه في مسرح «بوف دو نورد»، في شمال العاصمة الفرنسية باريس.
قبل خمسة وستين عاماً، حدد كينيث تينان صفات الشاب بيتر بروك بأنها "الإرادة والفضول والدقة الذهنية - بالإضافة إلى ذلك، بطبيعة الحال، الذوق الحيوي الذي لا يمكن لأحد أن يتعلمه". والآن وهو في عامه الثاني والتسعين، فإن بروك قد يسير ببطء أكثر مما كان يفعل في الماضي ولكن مواهبه لا تزال واضحة للعيان. انه مشغول الآن كما هو حاله دائماً، مع كتاب جديد مملوء بالحكم والأقوال المأثورة، ويخطط لعرض مسرحي جديد  بعنوان السجين، من المقرر أن يعرض في باريس العام المقبل.
عندما التقاه في لندن مايكل بيلينغتون (الذي كتب عنه هذا المقال في الغارديان)، وصفه بأنه كان شعلة من الحماس وهو يحيى مسرحية (فوليز) لستيفن سونديم' وهو ملحنٌ وشاعرٌ غنائيٌ أمريكي معروف بإسهاماته في المسرح الغنائي في المسرح الوطني، واصفاً اياها بأنها "واحدة من أعظم المسرحيات التي رأيتها على الاطلاق  - فهي مزيج مثالي من العاطفة والمشاهد المبهرة". بالنسبة لأولئك الذين يعتبرون  بروك واحداً من رهبان  المسرح، حين تبنّى مسرحاً بدون ديكور لمصلحة ما أسماه المجال الفارغ، محدداً هدفه من ذلك في تطوير «مخيلة المشاهدين»، من أجل خلق علاقة مباشرة مع الجمهور.
مسرح «المجال الفارغ» قدّم له بيتر بروك نفسه التعريف التالي: «المسرح هو فن يتميّز بنوع من التدمير الذاتي. إنه فن مكتوب على الرمال. وفي كل مساء يجمع مجموعة من البشر يتميّزون بالتنوّع وربما بالاختلاف، وهو يقيم حواراً معهم عبر الممثلين الذين يلعبون الأدوار. مكرسة لمساحات فارغة وتقشف مكرر، له نشوة على الحماقات التي قد تجلب معها صدمة له. ولكن بروك نفسه قدم  في وقت مبكر من حياته الفنية كل الأجناس الفنية  من أعمال  شكسبير مروراً بالكوميديا و الأوبرا وانتهاءً بالمسرحيات الغنائية الموسيقية
وفي حين أن الجيل الجديد قد يكون غير مدرك لتنوع بروك الوظيفي، إلا أنه يقول انه لم ينس جذوره. وبعد وقت قصير من وفاة صديقه القديم، بيتر هول. يقول عنه "إحدى صفات بيتر المهمة"، ، كان السحر - وكان ذلك شيئاً رأيته في اثنين من الشخصيات المنسية الآن التي قدمها على  المسرح البريطاني وأسهمت في تشكيل شخصيتي . وكان أحدهم السير باري جاكسون، وهو رجل إنكليزي من منبت رفيع كان يعمل في شركة ميدلاندز لصناعة الألبان، وتولى ادارة مسرح ستراتفورد، حيث طلب مني أن أخرج مسرحية عندما كنت في الحادية والعشرين من عمري فقط، وكان عملاً مسرحياً أحدث دوياً هائلاً.
"التأثير الكبير الآخر كان للمنتج  بينكي بومونت الذي كان يمتلك هذا الشيء الغامض الذي يسمى الذوق. فعندما كان يريد مني أن أغيّر بعض التفاصيل في الإضاءة أو الزي أو التصميم، فإنه يغرد ويقول: "أنت تلاحظ ذلك مثلي، أليس كذلك؟" بطريقة لا يمكنك أن تجادله  فيها. كل هذه الشخصيات لها سحر، في المسرح، تحقق بأسلوبها  أكثر بكثير مما يحققه اسلوب الغضب أو البلطجة".
وإذا كان يجب الاعتراف بجودة اعمال بروك، فذلك لأنها موجودة بوضوح. ولكن انشغاله الحالي هو الاختلافات التي لا يمكن التوفيق بينها أحياناً بين اللغتين الفرنسية والانكليزية. ونظراً لأنه جعل باريس مقر عمله منذ عام 1971، عندما أسس المركز الدولي لبحوث المسرح، فإنه أصبح بالضرورة خبيراً في هذا الموضوع. هل تجعل الفروق بين اللغتين من ترجمة شكسبير إلى الفرنسية أمراً مستحيلاً عملياً؟يجيب عن ذلك قائلاً "ليس أمراً مستحيلاً ولكنه بالتأكيد صعب للغاية".لقد كتب شكسبير مسرحياته لكي تعرض وتقدم فوق خشبة المسرح الإنكليزي وذلك لكي يؤكد ذاته ككاتب مسرحي من ناحية، ولكي يكسب قوت يومه من ناحية أخرى ولكن ليس من أجل النص الدرامي الذي قدّمه هذا الكاتب بل من امتزاج النص الدرامي بفن المسرح أي حين يكتمل العرض المسرحي ويقدم أمام الجمهور المشاهد. لقد كان هذا الكاتب كاتباً محترفا يستمد عيشه من العروض المسرحية التي تقدم نصوصه الدرامية.وإذا كان الله قد منح هذا الكاتب موهبة رائعة، فإن تلك الموهبة لم تكن تكتمل- وخاصة في عصره - إلا بامتزاج وانصهار النص الدرامي خلال العرض المسرحي المقدم للمتلقي
وبدراسة أعمال بروك المسرحية، فضلاً عن كتاباته القليلة والمرتبطة بفن المسرح مثل المساحة الفارغة، النقطة المتحولة..سوف نجد أن كتابات شكسبير الدرامية قد أفادته كثيراً وتركت بصمات واضحة في كل كتابات بروك، ولا يستطيع أن يدرك ذلك إلا كل من بذل جهداً كبيراً في فهم وتذوق كل معاني ومضامين مسرحيات شكسبير الدرامية والتي تفوق التصور في معالجاته الإنسانية والتي تصلح لك العصور ، والتي وقف العقل البشري أمامها موقف التعجب والتي وصلت إلى حد الانبهار والإعجاز الدرامي.بروك يفهم ما يقسم الثقافات. وكما يقول في كتابه، "إذا كنا في  اللغة الإنكليزية نتحدث بكلماتنا، فإن الفرنسيين يتحدثون بأفكارهم". لكنه يرى أيضاً عوامل مشتركة، لا سيما في البحث العالمي في الجهات الفاعلة من أجل زيادة الإفصاح الذاتي. وهو يقول "إذا عدنا  إلى المسرح الإليزابيثي"، "فأعتقد أننا صدمنا من فظاعة وخشونة ما رأيناه. على مر القرون، كان هناك السعي للحصول على أدق التفاصيل في التمثيل ولكن، عندما بدأت عملي، كان المسرح لا يزال مكاناً للتصنع. كان عصر الديكور الفخم من قبل أشخاص مثل أوليفر ميسيل وسيسيل بيتون، من الباروكات الكبيرة والماكياج الثقيل. ما نراه الآن، ويرجع ذلك جزئياً إلى تأثير الكاميرا وقاعات العرض المسرحي الصغيرة، هو التخلي عن كثير من المظاهر حتى يمكن لشخصية الممثل أن تصبح واضحة".

 عن: الغارديان

الواقع السوري في مسرحية من دون خشبة ولا كلمات

مجلة الفنون المسرحية

الواقع السوري في مسرحية من دون خشبة ولا كلمات

 سوزان المحمود  - الحياة


كيف يمكنك أن تقول كلّ شيء من دون أن تقول أيّ شيء في اثنين وعشرين دقيقة، من دون أن تستخدم كلمة أو ممثلاً أو أياً من أدوات المسرح التقليدية بما فيها الخشبة؟ الجواب قد يبدو بديهياً، لكنّ مشاهد مسرحية «تغفيق» يكتشف أنّ الأمر ممكن. فالعرض- وهو نتاج محترف يقدمه السينوغراف غيث المحمود مع طلاب وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق- ينتمي إلى ما بات يُعرف بـ»المسرح المتعدد الوسائط»، وهو أحد الفنون الحداثية.
تعتمد المسرحية على الجمهور وليس على الممثلين، وتولي التقنيات البصرية والسمعية اهتماما كبيراً، بحيث يمكن استخدام كل ما هو متاح بغية تقديم أفكار ومفاهيم مجردة. إنّه عرض يسمح لك بمتابعة فنّ مسرحي جديد وجميل، قائم على خطاب بصري سمعي مختلف، بإمكانات مادية محدودة لا تتجاوز الـ400 دولار، وإنما بمجهود بشري كبير عبر فريق عمل فني شغوف بما يفعل.
تقوم السينوغرافيا والتقنيات المتعددة على تحريض عقل المتلقي واستفزازه من خلال عرض لوحات فيديو وصور ورسوم متلاحقة على شاشات ومجسمات تحيط بعدد محدود من الجمهور ضمن استديو واحد. وعن هذه التجربة يقول السينوغراف غيث المحمود: «يعتمد العرض على صور غير مترابطة، اي على الذاكرة العشوائية غير المنظمة، التي يُعاد ربطها وتنظيمها في علاقات، ضمن ذهنُ المتلقي، بحيث أن جميع الصور المُسقطة على الأغراض، يمكن ان تعني شيئاً مختلفاً لكل متلقي. إنه عرض تجهيزي مفاهيمي يعتمد على الفن التركيبي».
تبدأ الغرابة من عنوان العرض «تغفيق». والتغفيق مصطلح توصف فيه حالة الذهن في بداية النوم وقبل الدخول بالحلم، بحيث تعمل الحواس الخمس لمدة دقائق، ما بين الحلم والواقع، وهي إحدى فترات الإبداع أو الإلهام أو التذكّر الخاص، عند المبدعين والناس العاديين على حد سواء. لكنها فترة إنتاج خاصة عند المبدعين، بين الوعي واللاوعي، يلعب العرض السينوغرافي لعبته. عدد الحضور لا يتجاوز العشرين، يجلسون متقاربين على عشرين كرسي صغير دوار، في منتصف المسافة بين شاشتين وبين سطوح تحمل كتل مجردة. يدور العرض على شاشتين متقابلتين، واحدة أمامهم وواحدة خلفهم. إضافة إلى الإسقاط على النافذة والباب للاستديو وعلى كتل بيضاء مجردة تتخذ أشكال متعددة تستخدم كمنصات للإسقاط، فيتم العرض على أكثر من سطح بجوار المتلقي، الذي يبقى مشحوذ الذهن لمدة اثنين وعشرين دقيقة.
يبدأ العرض من لوحة سقوط الألوان الحارة في الماء، حيث تتمدّد رويداً رويداً. وربما تحيل تلقائياً إلى مشهد الدماء في ذهن المتلقي. ومن ثم تأتي الالوان الباردة التي تذكر ربما بالدمار، قبل ان يتسرب المشهد إلى الشاشة المقابلة، لنرى مجسمات بنايات تشتعل حينا في شكل رمزي ثم تهدأ ثم تظهر بشكل مختلف وتقضي الليل منارة او تختفي، فتُذكر بالبشر نياماً ومستيقظين وأحياء وقتلى.
يقدم العرض عشر لوحات فيديو مصورة بإتقان تسقط على الشاشات. وتنتقل الكتل الحيادية المجسمة من لوحة إلى أخرى بسلاسة حُلمية. إحدى تلك اللوحات تعتمد على ذاكرة طفل مثلاً، كمشهد الوعاء الزجاجي الذي تحفظ فيه الكرات الزجاجية الصغيرة التي يلعب بها الأطفال في الشارع كلعبة جماعية تقوم على المشاركة، وكيف يتشظى هذا الوعاء رويداً رويداً ويتسرب الحلم مع الكرات. ثم لوحة زجاجات حليب الأطفال الرضع التي تسقط وتحيل إلى نطف تتسرب عبر السطوح المستوية المجردة لتتحول إلى صورة جنين مسقطة على إحدى الكتل الكروية مع التأثيرات الصوتية المذهلة وكل ما يحيل على الحياة الجديدة. ثم إلى لوحات صغيرة كاللوحات الطرقية منها ما هو مسموح كالعنف والضرب وغيرها، ومنها ما هو ممنوع النساء مع أطفالهن والرجال والأولاد، كلها لوحات تبسيطية لها دلالاتها الرمزية الخاصة. وفي لوحة مميزة تنتقل الكاميرا حاملةً معها المشاهدين في طريق شديد الانحدار وكأنهم في قطار سريع ينفرج الدرب بعدها على ضفتي طريق في غابة أشجارها عارية كأن الشتاء داهمها فجأة. وهناك اللوحة المؤثرة التي تقدم قدمي كائن إنساني غريق، قدمين ضخمتين، منتفختين، ومتفسختين، رماديتين، كأنهما استوطنتا قاع البحر منذ فترة، تسقط بعد قليل فوقهما حقائب وأمتعة صغيرة ملونة لمسافرين آخرين، ثم ينطلق صوت دقات قلب عنيفة ويسقط اللون الأحمر مجدداً في الماء.
الفضاء المسرحي المشحون يحاصر المتلقي من كل الجهات، ربما تفتح له نافذة على الشارع لتذكره للحظة بالطريق التي أتى منها ثم تعيده الى قلب الاستديو، عرض سوريالي بامتياز، لا يمكنك أن تمسك به، قُدِّم بطريقة جيدة وتركَ أثراً كبيراً يمكن ملاحظته على وجوه الجمهور عند خروجهم من العرض.
ليس سهلاً أن تنتشل الجمهور من حالة اللامبالاة وتخرجهم من بيوتهم ليحضروا عرضاً فنياً جديدا كل الجدة على الجمهور السوري، وربما الأكثر صعوبة أن تنتشل الطلاب من حالة لامبالية لتستفزهم وتخرج منهم طاقاتهم الكامنة، وتضفر مواهبهم واختصاصاتهم معاً لتقدم عرضا فنياً جيداً، بخاصة في عمل كهذا يجب أن تتوافق وتتزامن فيه الحركة والصورة والصوت والإضاءة. إذ إن أي خطأ فني أو تقني صغير أو عطل مفاجئ سيخرب العمل تماماً. ونحن نعلم أن إحدى وظائف الفن المسرحي بأشكاله التقليدية والحديثة أن يترك أثراً عميقاً في وعي المتلقي، وأن يحدث صدمة غير مباشرة لهذا الوعي وهذا ما صنعه عرض «تغفيق».
كان السينوغراف غيث المحمود قد حاز مع طلابه وبمشاركة ميار النوري جائزة أفضل فيلم انيميشن ضمن مهرجان أورلاندو بلفوريدا عن فيلم «ثقب» 2016 وهو أيضاً كان نتاج ورشة عمل مع الطلاب، شارك الفيلم في مهرجانات عالمية وعربية عدة.

مسارات التأليف المسرحي بين «هنا» و «هناك»

مجلة الفنون المسرحية

مسارات التأليف المسرحي بين «هنا» و «هناك»

*نورا أمين - الحياة 

استعاد الوسط الثقافي المصري والمسرحي تحديداً، في الآونة الأخيرة، نقاشه حول حضور المؤلف وقيمة مساهماته، بسبب نتائج الدورة الأخيرة من المهرجان القومي للمسرح التي كانت مهداة لاسم الناقدة الراحلة نهاد صليحة. تضمَّن النقاش نقاطاً عدة مثل الفارق بين التأليف والإعداد المسرحي والدراماتورجيا والاستيحاء، ثم نظرة الجيل القديم من المؤلفين المسرحيين- وهم غالباً من المحكمين- إلى الجيل الجديد، والكلام على غياب المؤلف المسرحي ذي القيمة الحقيقية أو عزوف القراء عن الاطلاع على الكتب المنشورة وتراجع الاهتمام بالنظر إلى تلك الأعمال وتحويلها إلى عروض مسرحية. ويبدو لي هذا النقاش متأخراً جداً، فهو يجسد حالة ممتدة يحياها الوسط الثقافي والمسرحي تحت السلطة المعرفية لـ «الكبار»، أو «حراس الثقافة والقيم». ولا يأتي هذا النقاش الآن إلا كذروة متأخرة لمحاولات الخروج من تلك العباءة وتعريف المبدع لنفسه بنفسه وخارج أطر الأحكام القيمية السلطوية.
في مصر والعالم العربي مؤلفون مسرحيون على مستوى رفيع، وأيضاً لا يجد كثير منهم طريقه لعرض نصوصه على خشبة المسرح. تظل المسافة بين الكتابة والنشر، من جهة، والعرض المسرحي منجهة أخرى، ملغزة. ففي مصر مثلاً يُنشر عدد كبير من النصوص المسرحية المؤلَّفة في سلاسل الهيئة العامة للكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة، غير ما يُنشَر في الدوريات والمجلات الثقافية (مثل مجلة «فنون» وجريدة «مسرحنا») وما يحصل على جوائز في مسابقات، إلا أن كل النصوص المسرحية المنشورة لا تعرف طريقها بالضرورة إلى الإنتاج المسرحي. ربما صناع المسرح ومخرجيه ومنتجيه لا يلتفتون إلى المنشور من النصوص المسرحية، وربما يعتقدون أنه ليس مادة جيدة للعرض المسرحي، لأنهم يفضلون العمل مع المؤلف شخصياً وتطوير النص داخل مختبر مسرحي، ما يجعلهم يرون في النص المنشور مادة مغلقة على ذاتها وغير قابلة للتناول أو التعديل. وربما مجال النشر برمته يعطي انطباعاً بأن النص المسرحي هو نص أدبي لا مجال لدمجه في عمل مسرحي حي، ويرسخ ذلك الانطباع تلك القسمة الجائرة بين مجالي الأدب والمسرح، والنص المسرحي الحي والكتاب المسرحي المغلق على دفتيه.
في كثير من الأحيان يتوقف الأمر على سعي المؤلف نفسه لعرض نصه على مخرجين قد يطيب لهم اكتشاف مادة جديدة، وهو مسعى غير مضمون مطلقاً. وفي أحيان كثيرة نجد صيغة المخرج/ المؤلف الذي يكتب نصه من الألِف إلى الياء أو يتولّى بنفسه الإعداد أو الدراماتورجيا. وأفضل مثال هنا هو الفنان محمد أبو السعود، فهو مخرج له باع طويل في الحركة المسرحية منذ تسعينات القرن الماضي ومِن خلال «مركز الهناجر للفنون والمسرح المستقل». لكنه في الآن ذاته كاتب مسرحي يكتب بلغة شعرية ويحصل على الجوائز الأدبية، مِن دون أن يرى أحد مفارقة ما في كونه مخرجاً ومؤلفاً معاً.
في ظني أن واقعنا الثقافي يتغذى على التصنيفات والتقسيمات، وهي مفاهيم عتيقة ليست بالضرورة صالحة لزمننا هذا، سواء كانت بين مجالات إبداعية تحافظ على حدود هي في الحقيقة واهية، أو تقسيمات داخل المحال الإبداعي الواحد ترسخ لتوزيع ما للأدوار بهدف الحفاظ على السلطة. عندما نجري مقارنة بسيطة بين مسارات التأليف المسرحي في مصر وأوروبا سنجد ببساطة أن الحدود التي نقدسها هنا صارت مصطنعة ومزيَّفة. تقول المؤلفة المسرحية السويسرية- الألمانية دانييللا جانجيك: «يمكننا ببساطة أن ننظر إلى المؤلف المسرحي بوصفه كاتباً، فهو يكتب النص، لكنه يقوم أيضاً بالإعداد وبالدراماتورجيا، ويمكنه أن يكتب المقال والرواية مِن دون أي تعارض وبانسيابية تامة. أنا مثلاً أكتب الآن روايتي الأولى».
لا ترى دانييلا إذاً أنها تنتقل من المجال المسرحي إلى المجال الأدبي بكتابتها للرواية، فهي ترى نفسها كاتبة سواء صنعت نصاً مسرحياً أو روائياً. إنها أيضاً –وبالمقدار ذاته- ترى أن الكاتب ضلع أساسي في عملية صناعة العرض المسرحي، فهو يتابع المتغيرات المسرحية والأشكال الملحة التي تظهر وعلاقتها بالواقع الاجتماعي، ومن ثَم يكتسب المعرفة الراهنة والحية التي تؤهله للمشاركة في نبض الإنتاج المسرحي. وفي تقديري أن نموذج المؤلف المنعزل عن مقتضيات الساحة المسرحية وتحولاتها الجمالية والقيمية هو بالضرورة مبدع يقصي نفسه بنفسه من حلبة الإنتاج. ويبدو أن هذا النموذج قارَب الانقراض، إذ يضع الجيل الجديد من المؤلفين أنفسهم دوماً وسط الأحداث المسرحية، ويحاول أن يشتبك مع العملية الابداعية الإخراجية كشريك حاضر طوال فترة صناعة العرض وحتى خروج العمل إلى الجمهور. هذا مثلاً ما تصنعه الكاتبة المسرحية المصرية رشا عبدالمنعم التي قدَّمت أخيراً نص «قواعد العشق الأربعون» للمخرج عادل حسَّان على «مسرح السلام» في القاهرة. فهي تابعت العمل وأجرت كثيراً من التعديلات خلال عامين مِن العمل المباشر مع المخرج. يمثل هذا النموذج مساراً مخالفاً تماماً لما أسَّسه الجيل القديم. إنه المسار الذي يتجاوز التقسيمات والفواصل وينظر إلى الكاتب كشريك في صناعة العرض مِن دون أن ينتقص هذا من قيمته الأدبية.
دانييلا جانجيك تلفتنا أيضاً إلى أهمية الدراسة، فهي تخرجت في معهد الأدب حيث درست التأليف المسرحي، وهي الدراسة التي لا تتيحها معاهدنا وأقسامنا في مصر مثلاً، ولا أظن أن دراسة تاريخ الدراما ومدارسها هي ذاتها دراسة التأليف المسرحي، لا سيما إذا عرفنا أن الدراسات الأكاديمية المتوافرة في ألمانيا مثلاً تعمل على أساس مواد الكتابة الإبداعية وإتاحة الفرصة للدارسين للكتابة والتدريب العملي على إنتاج نصوص وعلى العمل الجماعي. وهذا نهجٌ مِن شأنه وضع الدارسين على طريق الكتابة المتصلة بإنتاج عرض حي ومِن واقع الممارسات المسرحية المطروحة، مع إمكان طرح النصوص التي يكتبونها على المنتجين ومديري المسارح، وبالتالي المساهمة في إدخالهم إلى الوسط المسرحي الاحترافي حتى قبل تخرجهم، فهكذا تضيق المسافات ويخرج المؤلف من التصنيفات الخانقة.

*روائية وفنانة مسرحية مصرية


الرويعي: العنصر الشبابي في المسرح يعطي التأثير والاختلاف

مجلة الفنون المسرحية

الرويعي: العنصر الشبابي في المسرح يعطي التأثير والاختلاف


خلود ابو المجد - الأنباء الكويتية 

استضاف المركز الإعلامي للمهرجان المخرج خالد الرويعي رئيس مجلس ادارة فرقة مسرح الصواري في جلسة حوارية أدارها الزميل مفرح الشمري، تحدث خلالها الرويعي عن تاريخ الحراك المسرحي الشبابي في مملكة البحرين وعرّج على تجربة مهرجان الصواري.

واستهل الرويعي قائلا: تأسس مهرجان الصواري عام ١٩٩١ حدثت ثورة اذ بدا بروح جديدة ومنها انبثقت فكرة مهرجان الشباب ١٩٩٣ ويحق لنا الفخر كوننا مؤسسين لهذه الحركات الطليعية وهذا ما حاول مسرح الصواري الإصرار عليه ويمارس حقه في جذب العناصر الشبابية، مشيرا الى ان مهرجان الشباب عام ٢٠١٨ سيكون دوليا وينطلق في سبتمبر.

وأضاف:«هناك روح تنافس إيجابية لوجود شبه توجه فني في كل فرقة ربما ليس ظاهرا بقوة ولكنه يبدو ظاهرا في الاعمال التي تقدم
وحول ما ينقص المسرح البحريني قال: الهم واحد وربما الامر نفسه يعاني منه المسرح العربي بشكل عام وهو عدم وجود بنية تحتية وندرة الكوادر البشرية» مؤكدا على ضرورة تأهيل الكفاءات وانتقد نمطية الورش المسرحية في الوطن العربي مطالبا بخلق رؤية جديدة لتحسس مواطن الخلل، مشيرا الى ان الخريجين الجدد من المعهد العالي للفنون المسرحية ساهم في نشأة تيار الخريجين الجدد.

وردا على سؤال حول أزمة النصوص المحلية قال: هناك كتاب وحركة ترجمة بسيطة في البحرين ومسرح التراث بدا يتراجع منذ فترة، معتبرا ان نمطية المهرجانات الخليجية يتحملها المسؤولون وليس العاملون في المسرح وتساءل الرويعي عن أسس اختيار وتصنيف الاعمال التي يتم توجيهها لتمثيل الدولة في المهرجانات المختلفة، مؤكدا ان هناك مشكلة يعاني منها المشهد الفني الخليجي ويتحمل مسؤوليتها الاعلام وهي الاغراق في التراث.

وشدد الرويعي على ان هامش الحرية كبير في البحرين وأضاف: من سمات المسرح البحريني وجود الفنان عبدالله السعداوي وهو من أوائل التجريبيين في المسرح العربي وايضا لدينا حركة شبابية، فضلا عن تخصيص فرقة الصواري شغلها للشباب من خلال مهرجان وصل دورته الـ ١٢ حاليا، ويبقى ان العنصر الشبابي في المسرح مهم كونه يعطي التأثير والاختلاف.

بدوره قال رئيس فرقة البيادر جمال الصقر: كنت رئيس لجنة التحكيم في المهرجان الشبابي في البحرين ولكني اعتذرت بمجرد ان تلقيت دعوة الكويت المشاركة في مهرجان الكويت لمسرح الشباب، لافتا الى عدم وجود حساسيات بين اعضاء الفرق المختلفة والتعاون وارد بينهم، مؤكدا على دور الأندية في ضخ العناصر الشبابية للفرق الأهلية.

ولفت الصقر الى ان الدراما التلفزيونية البحرينية ملتصقة بالتراث وأكد على ضرورة الاهتمام بالأصالة والتراث مشيرا الى انه يستمتع عند كتابة التراث.

«الليل نسى نفسه»... عندما يتوارى الصوت خلف ستار الظلام في ثالث عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي

مجلة الفنون المسرحية

«الليل نسى نفسه»... عندما يتوارى الصوت خلف ستار الظلام
في ثالث عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي


حمود العنزي - الرأي 


قدمت فرقة مسرح «دبا الفجيرة» من دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء أول من أمس، على خشبة مسرح الدسمة، مسرحية «الليل نسى نفسه»، وهو ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي.

شهد العرض، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه سفير دولة الإمارات لدى دولة الكويت رحمة الزعابي، ورئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، ومدير المهرجان علي وحيدي، إضافة إلى عدد من الشخصيات من مجالات شتى.

تدور أحداث العرض المسرحي في إطار إنساني، إذ يتناول العلاقات الاجتماعية من خلال ثلاثة أفراد، هم زوجة بائسة تبحث عن السعادة والأمان، وزوج مستسلم لقدره ويسعى إلى المال والجاه... وشقيقه الذي يبحث عن الحب وهو في حالة سكر مستمر.

طرح العرض قضيتين مهمتين، هما الصراع بين الأخوة والأزواج... أخ فقد صوابه بسبب جور الدنيا وزوجان يعيشان كالغرباء تحت سقف واحد، والسبب هو الزواج المبكر الذي وقع ضحيته الزوجان وانعكس عليهما بالسلب بعد مرور السنين، والليل لكل منا ومنهم مواقف وذكريات... وأحيانا قد يكون صوت المساء مسموعاً.

استخدم المخرج رؤية سوداوية على خشبة المسرح، من خلال الإضاءة التي بدت معتمة، وجسدت كل الحالات النفسية السيئة للأحداث وللشخصيات على خشبة المسرح، كما وضع إطارات السيارات القديمة الموجودة على المسرح، ليشير خلال الحبكة الدرامية إلى حال الدنيا التي تتراجع وتتقدم بحسب الظروف، في كل مكان وزمان.

أما أداء الممثلين، فقد كان جيداً ومنظماً على خشبة المسرح، وإن كانت الهندسة الصوتية رديئة في بعض الأحيان، كطغيان صوت الموسيقى على صوت الممثل.

يُذكر أن المسرحية من تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج إبراهيم القحومي وتمثيل حمد الضنحاني وعذاري وإبراهيم القحومي، وغيرهم الكثير.

ندوة نقاشية

أعقبت العرض ندوة نقاشية في الصالة الجانبية بمسرح الدسمة، أدارها المخرج والفنان عبدالعزيز الحداد، في حين حضرها مخرج المسرحية إبراهيم القحومي، وعقبت عليها رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المرحية الدكتورة نرمين الحوطي.

الحوطي استهلت حديثها قائلة: «نعلم مسبقاً أن فريق العمل يحتاج إلى المزيد من التجارب والخبرة والعمق في الطرح، كما نعلم أن المخرج نجح منذ الوهلة الأولى في أن يدخل مباشرة في العرض، عبر حوار فردي لأحد الأبطال تمثلت بالتساؤل عن الليل والظلمة، عطفاً على الاستخدام الجيد للإضاءة وتشكيلاتها، كالدوائر المضيئة والديكور الذي عبّر عن الحدث، فكانت كل حلقة تتراكم على الأخرى ما يعكس حالة التردي التي وصلنا إليها».

وعن حالة التشنج في صوت الممثلة، علقّت الحوطي «إن الرمزية في استخدام اللونين الأحمر والأزرق في المشهد الرومانسي بين الزوج والزوجة لم تكن في محلها»، مشيرة إلى أن الحوار في هذا المشهد المهم كان ضعيفاً وخاليا من العاطفة، مشددة على ضرورة أن تتدرب الفنانة عذاري (الزوجة)، على مخارج الحروف وقوة الصوت، كما وجهت نقداً لأداء الزوج الذي وصفته بالمتشنج و«الأوفر».

في المقابل، أشادت الدكتورة الحوطي باستخدام المخرج للفضاء المسرحي والسينوغرافيا، ولفتت إلى أن ملابس الزوجة الحمراء في مشهد الوداع تدل على الخطر وليس الإغراء، وعاتبت أستاذة النقد المؤلف الغائب بسبب عدم انصافه المرأة، وقالت إن المرأة ليست للبيت فقط، فهي الآن مع العلم والثقافة والقراءة، ويمكن أن تتفوق بسهولة على الرجل.

بدوره، قال الناقد محمد عبد الرسول «إن العرض قُدم من قبل ولم يأت اليوم بجديد، والأخطاء اللغوية تتكرر»، لافتاً إلى أن النص كان فلسفياً أكثر من اللزوم.

الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

الحوت الأبيض يجتاح متفرجي المسرح

مجلة الفنون المسرحية

الحوت الأبيض يجتاح متفرجي المسرح

رياض عصمت - الحرة 

قاربت السينما رواية هرمان ملفيل (1819 – 1891) "موبي ديك" عديداً من المرات، لكن مقاربة هذه الرواية الملحمية في المسرح أمرٌ نادر الحدوث، لم يسبق لي أن سمعت به من قبل. في عام 2014، انطلق عرض مسرحي تجريبي من قسم المسرح في جامعة "نورث وسترن" من اقتباس وإخراج ديفيد كاتلين، ما لبث أن انتقل مخرجه به من طاقم التمثيل الطلابي إلى طاقم محترف لفرقة "لوكينغ غلاس" Lookingglass الطليعية. قام العرض بجولة واسعة في أرجاء الولايات المتحدة خلال عامين قبل أن يعود إلى مسرحه في وسط شيكاغو ليحظى بإقبال كثيف وإعجاب فائق. بالتأكيد، فإن رواية هرمان ملفيل الملحمية الشهيرة عن الكابتن إيهاب المهووس بالانتقام من حوت أبيض عملاق أفقده ساقه، رواية فريدة ورائدة من روائع الأدب الأميركي. لا يكاد ينسى طالب أميركي الجملة الشهيرة التي يفتتح بها ملفيل روايته على لسان راويها: "اسمي إسماعيل".

يعتبر هرمان ملفيل أحد أبرز من أرسوا ملامح فن الرواية الحديثة في العالم، سواء في رواياته الاجتماعية مثل "مول فلاندرز"، أم في رواياته عن البحر مثل "بيلي باد" (التي سبق ومسرحت كثيراً من قبل)، أم في أعماله الأدبية الأخرى عن الجزر النائية وعادات القبائل غريبة الطباع التي تقطنها، مثل روايته "تايبي". لكن رواية "موبي ديك" الملحمية تبقى إنجازه الأضخم والأعظم، والعمل الأدبي الذي ألهم مخرجي السينما والتلفزيون عديداً من الأعمال الفنية على مرِّ السنين.

جدير بالذكر، أن أول المقاربات السينمائية كان فيلم "موبي ديك" (1930) من إخراج لويد بيكون وبطولة جون باريمور. ثم جاء الفيلم الأكثر تميزاً عن رواية "موبي ديك" (1956)، وكان من إخراج جون هيوستون وبطولة غريغوري بك. ثم قاربت الدراما التلفزيونية رواية "موبي ديك" (1998) في عمل متوسط النجاح لعب بطولته باتريك ستيوارت، ثم في عمل تلفزيوني آخر أقل نجاحاً (2011) لعب بطولته وليام هارت وإيثان هوك. ما لبثت الرواية أن اقتبست بعدها في فيلم حديث في عام 2010 استبدلت فيه سفينة الصيد الشراعية بغواصة متقدمة تقنياً، لكن ذلك الفيلم باء بفشل ذريع. ثم أنتج فيلم "في قلب البحر" (2015) من إخراج رون هوارد وبطولة كريس همسورث وسيليان مورفي وبن ويشو. اعتمد الفيلم على كتاب مؤلف يدعى ناثنيال فيلبريك، سعى فيه إلى نبش أصل الحكاية التي ألهمت ملفيل كتابة روايته الشهيرة. فماذا عن المسرح ذي الإمكانات المحدودة؟ وكيف يستطيع تجسيد قصة صيد حوت عملاق في عرض البحر؟

يتطلب المسرح لغة خاصة، ولست أعني هنا لغة الكلام، بل لغة التعبير البصري كفن مستقل الملامح، ومختلفٍ اختلافاً بيناً عن الأدب من جهة، وعن السينما والتلفزيون من جهة أخرى. فما بالنا إذا شاء المسرحي مقاربة عمل أدبي ضخم عن مطاردة سفينة صيد لحوت أبيض عملاق؟ يتميز المسرح الحديث بالتقشف، وهي سمة جعلت الجمهور يقبل على مشاهدة عروضه باستمتاع مغاير عن الاستمتاع بمشاهدة الأفلام ذات الإقناع المشهدي الضخم. بالتالي، لا بد أن يقارب المسرح الأعمال الأدبية الكبرى بصورة مبتكرة، خلاقة وغير مألوفة. أدرك المخرج والممثل ديفيد كاتلين هذه الخاصية المسرحية، وهضمها جيداً، ثم خرج بتصوره المبدع لتحويل "موبي ديك" إلى عرض مسرحي أخاذ. بنى له مصمم الديكور كورتني أونيل ديكوراً متقشفاً يشبه هيكلاً عظمياً لحوت نافق، تلاعب فريق أكروباتي من المؤدين/الرياضيين صعوداً ونزولاً على عظامه لتجسيد مشاهد الإبحار على متن سفينة صيد الحيتان المبحرة في خضم المجهول في مطاردة مجنونة لحوت أبيض عملاق، فسره كثير من النقاد رمزياً على مرِّ العصور. بالمقابل، جسدت الحيتان في العرض المسرحي ثلاث ممثلات يغنين كأنهن حوريات بحر، مضفيات جواً طقسياً ساحراً على العرض. تبادل الممثلان والتر أوين بريغز وجيمي آبلسون أداء دور إسماعيل، راوي الأحداث، بينما جسَّد الممثل كريم بانديلي شخصية ستاربك البحار الأسمر ذي الطباع الغريبة، الذي يحمل تابوته معه على متن السفينة. أما دور الكابتن إيهاب، فأداه بحضور لافت الممثل ناثان هوسنر، المخضرم بالأعمال الشكسبيرية منذ دراسته للتمثيل في "الأكاديمية الملكية" في لندن.

لعبت الإضاءة التي صممها وليام سي. كيركهام دورها في تكامل جماليات العرض الأخاذ والممتع. ابتعد المخرج/المعد ديفيد كاتلين عن الإغراق في تصوير الكابتن إيهاب كشخصية غريبة الأطوار، ونحا نحو جعله بطلاً تراجيدياً زلته الكبرى هي هوسه في الانتقام الذي يؤدي في النهاية إلى مصرعه. ولعل من أروع لحظات العرض تلك المواجهة بين الصيادين والحوت العملاق في النهاية، حين تمرر فجأة ستارة بيضاء فوق رؤوس المتفرجين جميعاً لتغمرهم بالدهشة والقشعريرة وتضعهم في خضم الحدث. إنها نهاية منسجمة مع رؤيا المخرج الحافلة بالحلول البصرية الخلاقة لمشاهد طقسية الطابع، بحيث يخالها المرء مستحيلة التحقيق على المسرح، فإذا بالمخرج المبدع مع طاقم ممثليه الرياضي القدير يجسدها بقدر كبير من التاثير والمتعة. عرض فرقة "لوكينغ غلاس" لرواية "موبي ديك" في العام 2017 عرض مسرحي متميز بتصوره التجريبي ومشهديته المسرحية الخلابة.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption