«الليل نسى نفسه»... عندما يتوارى الصوت خلف ستار الظلام في ثالث عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي
مجلة الفنون المسرحية
«الليل نسى نفسه»... عندما يتوارى الصوت خلف ستار الظلام
في ثالث عروض مهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي
حمود العنزي - الرأي
قدمت فرقة مسرح «دبا الفجيرة» من دولة الإمارات العربية المتحدة، مساء أول من أمس، على خشبة مسرح الدسمة، مسرحية «الليل نسى نفسه»، وهو ثالث عروض المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي.
شهد العرض، حضور حشد جماهيري غفير، تقدمه سفير دولة الإمارات لدى دولة الكويت رحمة الزعابي، ورئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول، ومدير المهرجان علي وحيدي، إضافة إلى عدد من الشخصيات من مجالات شتى.
تدور أحداث العرض المسرحي في إطار إنساني، إذ يتناول العلاقات الاجتماعية من خلال ثلاثة أفراد، هم زوجة بائسة تبحث عن السعادة والأمان، وزوج مستسلم لقدره ويسعى إلى المال والجاه... وشقيقه الذي يبحث عن الحب وهو في حالة سكر مستمر.
طرح العرض قضيتين مهمتين، هما الصراع بين الأخوة والأزواج... أخ فقد صوابه بسبب جور الدنيا وزوجان يعيشان كالغرباء تحت سقف واحد، والسبب هو الزواج المبكر الذي وقع ضحيته الزوجان وانعكس عليهما بالسلب بعد مرور السنين، والليل لكل منا ومنهم مواقف وذكريات... وأحيانا قد يكون صوت المساء مسموعاً.
استخدم المخرج رؤية سوداوية على خشبة المسرح، من خلال الإضاءة التي بدت معتمة، وجسدت كل الحالات النفسية السيئة للأحداث وللشخصيات على خشبة المسرح، كما وضع إطارات السيارات القديمة الموجودة على المسرح، ليشير خلال الحبكة الدرامية إلى حال الدنيا التي تتراجع وتتقدم بحسب الظروف، في كل مكان وزمان.
أما أداء الممثلين، فقد كان جيداً ومنظماً على خشبة المسرح، وإن كانت الهندسة الصوتية رديئة في بعض الأحيان، كطغيان صوت الموسيقى على صوت الممثل.
يُذكر أن المسرحية من تأليف محمد سعيد الضنحاني وإخراج إبراهيم القحومي وتمثيل حمد الضنحاني وعذاري وإبراهيم القحومي، وغيرهم الكثير.
ندوة نقاشية
أعقبت العرض ندوة نقاشية في الصالة الجانبية بمسرح الدسمة، أدارها المخرج والفنان عبدالعزيز الحداد، في حين حضرها مخرج المسرحية إبراهيم القحومي، وعقبت عليها رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المرحية الدكتورة نرمين الحوطي.
الحوطي استهلت حديثها قائلة: «نعلم مسبقاً أن فريق العمل يحتاج إلى المزيد من التجارب والخبرة والعمق في الطرح، كما نعلم أن المخرج نجح منذ الوهلة الأولى في أن يدخل مباشرة في العرض، عبر حوار فردي لأحد الأبطال تمثلت بالتساؤل عن الليل والظلمة، عطفاً على الاستخدام الجيد للإضاءة وتشكيلاتها، كالدوائر المضيئة والديكور الذي عبّر عن الحدث، فكانت كل حلقة تتراكم على الأخرى ما يعكس حالة التردي التي وصلنا إليها».
وعن حالة التشنج في صوت الممثلة، علقّت الحوطي «إن الرمزية في استخدام اللونين الأحمر والأزرق في المشهد الرومانسي بين الزوج والزوجة لم تكن في محلها»، مشيرة إلى أن الحوار في هذا المشهد المهم كان ضعيفاً وخاليا من العاطفة، مشددة على ضرورة أن تتدرب الفنانة عذاري (الزوجة)، على مخارج الحروف وقوة الصوت، كما وجهت نقداً لأداء الزوج الذي وصفته بالمتشنج و«الأوفر».
في المقابل، أشادت الدكتورة الحوطي باستخدام المخرج للفضاء المسرحي والسينوغرافيا، ولفتت إلى أن ملابس الزوجة الحمراء في مشهد الوداع تدل على الخطر وليس الإغراء، وعاتبت أستاذة النقد المؤلف الغائب بسبب عدم انصافه المرأة، وقالت إن المرأة ليست للبيت فقط، فهي الآن مع العلم والثقافة والقراءة، ويمكن أن تتفوق بسهولة على الرجل.
بدوره، قال الناقد محمد عبد الرسول «إن العرض قُدم من قبل ولم يأت اليوم بجديد، والأخطاء اللغوية تتكرر»، لافتاً إلى أن النص كان فلسفياً أكثر من اللزوم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق