أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الاثنين، 6 نوفمبر 2017

الندوة الفكرية للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية ومهرجان دمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات

مجلة الفنون المسرحية

الندوة الفكرية للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية ومهرجان دمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات

تقرير تركيبي- محمد العناز (المغرب)


الندوة الفكرية للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية ومهرجان دمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات
تقرير تركيبي- محمد العناز (المغرب)
نظمت كل من الهيئة العربية للمسرح، وجمعية طنجة بوابة في سياق حوارية علمية وثقافية وفنية دالة فعاليات الدورة الرابعة للملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية، والدورة الثانية من مهرجان دمى طنجة لفنون العرائس والأدائيات إفريقيا بمركز أحمد بوكماخ الثقافي أعلت من قيمة الانخراط المشترك الساعي إلى تشبيك بين خيال الظل، وصندوق عجب، ودمى ودفعه نحو ممكناته الجمالية القصوى من أجل استنبات حقيقي يعيد مركزيته في هذا الأفق المفتوح الذي احتضنته طنجة بوصفها مدينة للفنون والأحلام الطرية، والهويات المتناسجة الهادفة إلى ترسيخ قيم التعايش والسلم والجمال والاختلاف كما ألمحت إلى ذلك كلمات الأساتذة: اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة، والدكتور رشيد أمحجور رئيس جمعية بوابة إفريقيا، ودادي بودمجي رئيس الاتحاد الدولي لفنون العرائس، ومحمد الثقال المدير الجهوي لوزارة الثقافة والاتصال بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وفتيحة زاير نائبة عمدة طنجة، وحسن النفالي مدير جلسة الافتتاح.
انطلق المؤتمر الفكري بالجلسة العلمية الأولى التي ترأسها ذ. محمد نور الدين من مصر بمداخلة قدمها د.رشيد أمحجور من المغرب وسمها بـ”في تفاعل فنون العرائس والفرجات الشعبية في المغرب” حيث استهلها بحفريات عميقة تهم أساسا انتقال تأويلية الظواهر الكونية من الطقوسية المرتبطة بالتعبد، والاحتفال، والفرجة التي عملت على توظيف لباس الحيوانات، والأقنعة، والدمى إلى تعبيرية شعورية ترجمها الإنسان بوساطة الرسم، والنحت، والقول، والرقص أفضت إلى أشكال فرجوية تطورت إلى درجة تحولت معه الممارسات البدائية إلى فنون من التشخيصات المتخيلة سواء أعلى مستوى التعبيرات الجسدية والموسيقية أم الفنون القولية المجاورة أم الأدائية أم اللعبية قبل أن تصير أعمالا تجسيمية تتصل بما هو حاصل من تحولات جذرية في حداثة الفنون الرقمية والوسائط الجديدة وما بعدها. ملمحا في السياق ذاته، إلى أن فنون الدمى والعرائس يعرف تراجعا على الرغم من سطوة الطقوسية والممارسات الفرجوية في تقاليدنا العربية التي لم تفرز سوى فرجات ضئيلة لم تتجاوز بعضا من الأنشطة الأدائية في ظل واقعنا المهدد لقيم الفن. لينتقل بعد ذلك، إلى الحديث عن الممارسة العرائسية المغربية التي انشغلت بتوظيف التراث السردي الشعبي والفرجات الموسيقية صانعة دمى الجوقة بالإضافة إلى حلقات “صندوق العجب” بالمدن والقرى مع نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات قبل أن يصبها فتورا في التسعينيات؛ ممثلا بتفاعلات بعض الفرجات مع فنون العرائس من قبيل: “ماطا” التي يتم الصراع فيها بين القبائل حول دمية في طقوسية احتفالية، و”إمعشار” التي تستخدم دمى وأقنعة وملابس تنكرية مع أداء ولعب متنوع يتبعها غنائية رقصية وتمثيلية كرنفالية يأخذ فيها الحاج دوره في إلقاء الأشعار، في حين يقوم حاملو الأعمدة الخشبية بالاصطفاف والاستعداد إلى جانب طاقم المجسمات من لابسي الأقنعة ولباس بعض الحيوانات كالجمل، والحمار، والبغل، والبقرة، والضبع بالإضافة إلى البابور، أي المركب البحري، كما فككك الباحث رشيد أمحجور طقوسية “الحلقة”، و”البساط”، و”عبيدات الرما” قبل أن ينهي ورقته بسؤال يتصل بوضعية الممارسة العرائسية على مستوى الممارسة وصناعات الدمى وكيفية تحريكها وأدائها ولاسيما في ظل غياب نصوص إبداعية جديدة يمكن أن تحرك التصورات الجامدة على مستوى التلقي، ودفعها الفرجات العربية نحو مزيد من التفاعلات المنتجة مع مختلف الفنون من داخل اشتغال واعي يقرأ تراثه الغني في ضوء أسئلة جديدة.
وقدم ذ.مداح سيدي أحمد من الجزائر المداخلة الثانية تحت عنوان “فنون العرائس والفرجات الشعبية في الجزائر؛” عاد فيها إلى الأصول التاريخية لأشكال التعبير الشعبي التي عرفها المجتمع الجزائري قبل ظهور المسرح منذ الحضارة الإغريقية إلى الراهن، مبرزا أن كل شعب يتميز بعروسته على مستوى الثقافة المحلية الشعبية، ويعمل على تسميتها قبل أن تتحول إلى مسرح بوصفه فنا للخيال غير المحدود. إن هذا الفن- يضيف الباحث- يضطر إلى تقديم تنازلات جراء استحالة تجسيد الممثلين للشخصية بفعل طبيعة المواصفات الجسدية، وحركية الأشكال وتنوعها مقدما نماذج من العرائس التي تتطلب مهارات معينة خاصة بطريقة التحريك تبعا لخصوصية الموضوعات والأحداث. وقد ربط الباحث بداية فن العرائس بالجزائر بقدوم الأتراك خلال القرن السادس عشر، وذلك عبر شخصية “القراقوز” المستعلمة إلى حد الآن كمرادف لهذا الفن. ويظهر هذا التأثر بخاصة عند العروس الحضرية مقارنة بالعروس الريفية “بوغنجة” العملاقة التي تكون في مقدمة الطقوس المصاحبة لمسيرة الصبايا في فصول الجفاف رغبة منهن في تحقق الغيث، فضلا عن توظيفاتها المتعددة ودورها في نشر الوعي بين أفراد الشعب. كما أـشار الباحث إلى وجود دمية قبل القرن السادس عشر على الرغم من تباين الشهادات، ملمحا إلى منع الاستعمار الفرنسي العروض المسرحية عام 1847 لما مثلته من معارضة حينما ظهرت شخصية كراكوزية ثورية، ومع ذلك تواصلت العروض السرية في أماكن معينة قبل أن تأتي سلطات الاستقلال عام 1962 وتجعل فن الدمى في صدارة اهتماماته عبر تكوين جيل من المنشطين وإذاعته بين الجمهور الصغير والكبير، ولاسيما مع برنامج “الحديقة الساحرة”، لتوالى بعدها التكوينات الاحترافية قبل أن يتم إطلاق ورشات خاصة بفنون الدمى. وقد شكل عام 1973 لحظة أولى في مسار التأسيس من خلال إطلاق مهرجان وطني للعرائس بمدينة الشلف، لتتوالى بعدها ملتقيات وإنشاء المراكز والأقسام الفنية بالجامعات إلى غاية إطلاق المهرجان الثقافي الوطني لفنون العرائس عام 2007. لينتقل بعدها تحت هاجس الحفر إلى الفرجات الشعبية بالجزائر لما تحتله من مكانة، وبخاصة الفكاهي منها، وما يتصل بها من عروض سواء أكانت مقدمة من لدن الشعراء الشعبيين في الشوارع والقرى، وطرائقهم في إبداع مواقف عجائبية تشد انتباه الناس. ليعرج بعد ذلك إلى الحديث عن “الحلقة” و”المداح” نجح من خلالهما الحكواتي في تجسيد واقعية المجتمع الحضاري إبان فترة الاستعمار لما كان يتمتع به من خيال سمح له بأداء أدوار درامية عن طريق تحبيك محكم يوظف الحركة، والكلمة، والصوت، والغناء، والرقص، وعزف الموسيقى على الرغم من كل أشكال الهيمنة التي حاول بها الاستعمار تحطيم سلطة الراوي، وتسطيح الوعي وتفتيته. غير أن الاستقلال كان دافعا لهذه الفرجات من أجل بَثِّ وعي وطني عند الشعب، وتطوير المجتمع. ليتطرق في الأخير، إلى أهمية استثمار العروسة في المدرسة بوصفها أداة بيداغوجية يمكن أن تسهم في تمكين الأطفال من قدرات شفاهية على مستوى التعبير، والتنبيه إلى بعض المآزق النفسية والاجتماعية المهددةِ للطفولة العربية.
وتطرق د.أسامة محمد علي من مصر في مقدمة مداخلته ” عروسة المولد كمشغولة فنية لرمز شعبي احتفالي” إلى طبيعة الاحتفالات المصرية وما اتسمت به على مر العصور من رغبات الفرد المتعددة تجاه التقرب من الآلهة لدرء الأخطار أو البحث عن الحماية أو جلب الخير، ومع دخول الثقافة الإسلامية ومكونات أخرى من قبيل الثقافة المسيحية القبطية والتبادلات الرمزية وتعايشها، وبداية الاحتفال بعروسة المولد النبوي وما صاحبها من ظهور لطقوس أدائية تنبع من الموروث الثقافي المصري ورمزياته إلى أن أضحت مقبولة شعبيا على مستوى الشكل والتصنيع وبخاصة عرائس الحلوى أو غيرها حسب تطور المجتمع في ظل سطوة التكنولوجيا وغزو الأسواق. وسعى الباحث في ورقته إلى النظر في إمكانية تطويع الأدوات التشكيلية والتعبيرية لتحقيق تناسج ما بين البعد التقني، والتاريخي، والثقافي، والاجتماعي، والرموز العالمية بهدف تقديم رؤية تشكيلية معاصرة كما هو الأمر بالنسبة إلى عروسة المولد. وقد مهد الباحث لورقته بإطار نظري حول العرائس الرمزية والفن الشعبي، أشار فيه إلى السميائيات التجريدية التي طبع بها الإنسان القديم حيواته منذ 50 ألف عام حينما عمد إلى رسم الحيوانات التي يراها أو يصطادها، وتحولت بموجب هذا الفهم إلى رموز ذاكراتية؛ فالرمز يتغيا الحصول على جوهر الفكرة بوصفه استعارة بصرية، ومنه الطوطم Totem الدال على قبيلة أو عشيرة معينة. وربط الباحث بين اختيار الرمز وتطوره عند الفنان الذي يسعى إلى انتقاء أقوى الدلالات التعبيرية بما تتميز به من تحققات على مستوى الفهم وبناء العلاقات الاستبدالية بين الوقائعي والمتخيل، ومن ثم عمل الباحث على اختزال أهميتها في تعاملها مع محاور رئيسة أجملها في: العادات، والطقوس، والأفكار؛ حيث سمحت هذه المحاور الثلاثة في تحريك الفنون الشعبية في الحضارات المختلفة بانية رموزها الدالة، فكما يقول الباحث” أينما وجد الإنسان صاحبته دائما عرائسه”. كما تحدث الباحث عن عرائس الاحتفالات المصرية التي لبت الاحتياجات التخيلية من أجل بناء الوجدان والإدراك وتحقيق الرغبات سواء أكان ذلك متعلقا بالتربية أم الفنون أم الثقافة أم طقوس العبادة والترفيه. ليعمل بعد ذلك إلى تفكيك العرائسية الرمزية في الحضارات القديمة المتعاقبة من خلال نماذج من العرائس: القمح، والنيل، والتناجرا، والقماش، والخشب، والمتحركة، والتعبير الدرامي، والفخارية.. ومع الإسلام سوف يتم استحداث عرائس خيال الظل والأراجوز وصولا إلى عروسة المولد/ عروسة الحلوى التي مارست تأثيرا قويا ونفسيا وعاطفيا على الجماهير لارتباطها بمولد النبي صلى الله عليه وسلم محاولا تأصيله عند كل من الدولة الطولونية والإخشيدية والفاطمية. كما عالج الباحث في ورقته حضور عروسة المولد في الفنون البصرية المصرية ولاسيما في الأعمال الفنية بوصفها ملهمة للخيال ولما تحفل به من رمزيات متعددة، حيث تم توظيفها في فنون الدراما التمثلية والأوبريت والرقص الشعبي والباليه والشعر والفنون التشكيلية مستحضرا في السياق ذاته عدد من الفنانين والأدباء قبل أن يعرج على تطورها تبعا للتحولات الحاصلة في التقاليد الاجتماعية في ضوء المستجدات الصناعية والتكنولوجية على مستوى الخامات والمعدات. كما حلل الباحث الهيئة الأنثوية لعروسة المولد وبنيتها الشكلية التي تتكون من الملابس، والهرمية، والمراوح الدائرية ذات العدد المتغير والنظام التجميعي التكراري. أما الإطار التطبيقي فقد تناول فيه الباحث الصوغ البصري التجريدي بوساطة الإضاءة كتشكيل رمزي، والبناء النحتي بعدِّه انعكاسا بصريا يشمل الضوء والزمن وكتلة الشكل المتغيرة وطبيعة التراوحات بينهما التي لخصها في ضرورة مراعاة العرض الخارجي والذوق العام، والتقنيات والخامات وملاءمتها للعنصر البشري على مستوى الشكل والمقاسات، والمنطقي في توزيع الضوء. لينتهي في الأخير إلى مجموعة من التوصيات أهمها: تطوير عروسة المولد في ظل الثوابث الثقافية والاجتماعية، وجعلها عملا فنيا تشكيليا ميدانيا، وإحياء رمزيتها في الشارع المصري ودراستها.
وقد ترأس الجلسة العلمية الثانية د. الطاهر القور، الذي أعطى الكلمة في البداية للأستاذ مصطفى استيتو من المغرب الذي سعى من خلال مداخلته الموسومة بـ”مسرح العرائس وأثره على شخصية الطفل” إلى رصد وظيفة محرك الدمى المتمثلة في “طرد الأرواح الشريرة وتحمل الخصب” قبل أن يتحرر من إسار الكنيسة نحو الفضاءات العامة بطقوسيته المتعددة والتي تختلف من ثقافة إلى أخرى؛ لأن الدمية تعمل على تقويض الأعراف الإيهامية. ومن ثم، تابعت العرائس طريقها الفرجوي إلى أن اقتحمت عوالم الطفولة من مدارس وحضانات ودور الرعاية بوصفها طقسا تربويا، وترفيهيا، وتعليميا مسعفا في بناء شخصية الطفل وتنميتها، وتحصينها من كافة الانزلاقات التي يمكن أن تغتصب نموه بطريقة سليمة ومنفتحة. وقد انبثق السؤال المعرفي لفنون العرائس وخلفياته المرجعية من طبيعة التأثير الحاصل على الطفل ودورها في النمو الفيزيولوجي والسيكولوجي والعقلي، ويشترط الباحث في هذا الصدد أن تحقيق هذه الغايات التربوية لا يمكن إلا بوساطة أرضية نظرية صلبة. لينتقل الباحث بعدها إلى إبراز الخصوصيات الفيزيولوجية والنفسية لدى الطفل في علاقة مضطردة بالتحولات السلوكية التي من شأنها أن تسهم في تطوير قدراته وكفاياته الحياتية ولاسيما في امتداداتها السوية والمنحرفة في سن الرشد، ليظل الطفل لغزا يحتاج إلى ضرورة النهل من إمكانات المعرفي بوصفه أداة من أدوات التربية لتحقيق نمو حس حركي، وإدراكي، وعقلي، وانفعالي، ولغوي، واجتماعي، وجسدي، وأخلاقي. ويستدعي هذا الأمر استحضار هذه المعرفة كلما أردنا الدخول إلى عالم الطفل عبر الحكايات أو المسرحيات أو أي مواد ثقافية أخرى. أما الشق الثاني من المداخلة فقد خصصة الباحث إلى أثر مسرح العرائس على شخصية الطفل بوصفه آلية من آليات اللعب الطفولي الجالب للمتعة واللذة، والانطلاق الابتكاري الإبداعي، والكشف عن مخزون طاقات الطفل ليغدو بموجبها منتجا لتبادلات رمزية في الحياة على نحو إيجابي قد تستحيل داخل ما هو مؤسساتي صرف سواء أتم ذلك بوساطة صناعة العروسة من القصب أم الورق أم بقايا الأثواب أم رسومات الوجه أم اختيار شكل ولون الملابس والإكسسورات؛ لأن إمكانات التعبير الحر متحققة من داخل اللعب العرائسي لما يتضمنه من سلطة الإبهار والإثارة وتحريك المشاعر وتنمية الخيال وتربية الذوق الجمالي، فضلا عن عنصر الإيهام بوصفه خاصية طفولية تسمح بالتماهي مع الشخصيات البطولية على نحو يعيد فيها الطفل تمثيل أقوالها وأفعالها، ومن هنا يؤكد الباحث على خطورتها الشيء الذي يتطلب من المشتغلين داخل هذا الحقل الفرجوي مساءلة طبيعة الموضوعات والقيم التي يتم نقلها وتمريرها إلى عالم الطفل من دون توسطات جمالية، وتربوية ونفسية وإنسانية، ليقدم في الأخير توصيات تتتصل بضرورة تشجيع النقد المسرحي الخاص بالطفل، وخلق محترفات قارة لمسرح العرائس، وإحداث مسابقة الأطفال لصنع العرائس.
وتمحورت مداخلة ذ.رضا حسنين من مصر حول “الجروتسك والتجريب ومستقبل فنون العرائس” محددا فيها التجريب والحداثة ورحابة فن العرائس، حيث أبرز بداية أهمية المهرجان التجريبي في دفع مسرح الدمى نحو المعاصرة، وإسهامات المخرجين الذين تأثروا بالمدارس العالمية بعد عودتهم من دراساتهم لفن الدمية بالخارج، وتمردهم على أركان العرض المسرحي، وبحثهم عن التناسج داخل هذا الكوني من دون تدمير الخصوصيات الثقافية؛ فالتجريب بالنسبة إلى الباحث يعمل على تحقيق خاصيات التفاعل والتهجين بين المسرح العربي والأوروبي على مستوى الأفكار والتقنيات سواء أكانت بصرية أم سمعية لما لها من فاعلية على مستوى التلقي المنتج. كما كان لتوظيف الدمية في متاح العروض أثرا بالغا في تكوين وجدان الشباب الذي أقام علاقة نقدية أثمرت أفقا جديدا على مستوى الرؤية إلى الحاضر. إن التجريب يتيح للنفس البشرية أن تترجم عذاباتها في الكون والحضارة آملة تحقيق السعادة، ولاسيما مع تيارات حاولت استلهام تجليات المتعددة في المسرح القديم سواء أمن حيث معماريته أم أدائه التمثيلي أم التشكيل أم علاقة الجمهور بالممثل مقدما نماذج لذلك حصرها الباحث في فاجنر، وإدوارد جوردن كريج، وأدولف أبيا الذين اعتمدوا في عودتهم على البساطة والتجريد والترميز، والاتكاء على الكتل والمستويات والخطوط والضوء في الشكل. وقد ألمح الباحث في هذا السياق إلى تميز مسرح العرائس بعلاقة تتأسس بين الممثل والدمية على مستوى التجريد الحر المطلق؛ أي تطويع الشكل في الفعل الدرامي، وبخاصة في تشكيل الفراغ واستخداماته المرنة داخل عرض فرقة “أمبروبيل” البريطانية عام 1997. وقد حدد الباحث محورين اتسم به التجريب في مسرح العرائس، أولهما يرتبط بطبيعة استخدام العرائس في العرض الأدمي بطريقة تجريدية، وثانيهما يتعلق بتغيير الشكل عند شخصية الممثل. ليعمل على تطبيق مفهوم الجروتسك انطلاقا من تحديدات إلين ارنانديت القائمة على غرائبية الشكل وتنافرها في الآن نفسه؛ فالجروتسك يعرف بوصفه قطعة زخرفية تتضمن أشكالا بشرية وحيوانية غريبة وروسومات وأوراق نباتية يحيل إلى البشاعة على نحو مضحك ومغاير يفوق الطبيعي في علاقة بالخيالي، وقد قام الباحث بمحاولة لتأصيل المفهوم عند باختين واستعمالاته المتعددة سواء أفي التشكيل أم الآداب أم الفنون، مطبقا هذه التقنية على عرض “عم نجيب” للدكتور أحمد حلاوه الذي نهج توظيفا مغايرا لما هو مألوف من حيث المزج بين فن الدمى وفن التمثيل وبعث الموروث بطريقة جديدة مما منح للعرض طقوسية تفاعلت مع مكونات الأدائية التمثلية الساخرة في سياق الصراعات التي تسود المجتمع المصري؛ حيث اعتمد العرض الجروتسك كشكل من أشكال النقد لاسع الذي يروم تشويه الواقع بهدف إحداث صدمة عند الملتقي، ودفعه نحو قراءة مغايرة له.
أما المداخلة الأخيرة فقد كانت للأستاذ حسان السلامي وحملت عنوان” الطقوس والاحتفالات بالعرائس في البلاد التونسية” والتي استهلها بتقديم سمات العلاقات التي تتشكل بين الإنسان ولاشعورية التراث، متوقفا عند التراث السمعي الذي ينقل بوساطة الشفاهي كما هو الحال مع الأمثال والأغاني، والتراث البصري الذي يظل موضع بحث لما يحدثه الرمز من فجوات قد تمس المقدس وتعمل على تحويله إلى شيء ممنوع. إن العرائس- بحسب الباحث- موروث يتمثله الإنسان منذ أن كان يصنعها من الطين، وبث أحاسيسه فيها على الرغم من تطابقية الرؤيات في ميلاد التوحيدية التي اختزلت هذه العرائس في تماثلها مع الأوثان المعبودة واقترابها من دوائر الشرك؛ فالتقليد هو بدعة، لكن سيرورات الحضارة لا تتوقف عند هذه القاعدة، بل تخضع لتبادلات رمزية عندما يتعلق الأمر بالفنون وقيمها الجمالية الداعية إلى معاني نبيلة تحث عليها كل الديانات. ليعرج الباحث بعد ذلك نحو طبيعة التمثلات التي تتصل بالاقتراب من الآلهة بغاية الحماية من الأخواف (هكذا بصيغة منتهى الجموع) إلا أن رواسبها على الرغم من إعلان نهايتها ظلت حاضرة في طقوس فلكلورية كما هو الأمر عند طلب المطر في زمن الجفاف، حيث قدم الباحث في هذا الصدد مثال الإلهة “تانيت” بوصفها رمزا للخصب، وذلك عبر اقتباسها من لدن المجتمع التنوسي” أمك طنقو” في فرجاتهم داخل الأحياء الشعبية التي تتكون من عصا أفقية صغيرة وعصا عمودية طويلة تتقاطعان، ويتم كسوها بخرق من الملابس البالية، في موكب يردد فيه الأطفال أغان حتى يظل عليهم النساء بأواني مملوءة بالماء يرششن بها أمك طنقو. إنها طقوس الاستسقاء التونسية التي تعاقبت مع الحضارات، بما تتضمنه من ترميزات في المخيال الشعبي وإيحاءاتها الجنسية. ليظهر بعض العادات المتمثلة في صناعة عرائس السكر عند كل بداية سنة هجرية، وما يرافقها من مراحل على مستوى إعدادها الذي يتطلب وقتا طويلا تجفيفها وتزويقها، ثم عرائس الطين كمرادف للهوية.
وقد تميزت الجلسة العلمية الثالثة التي أدارها ذ.الزبير بن بوشتى بمداخلات علمية رصينة افتتحت بمداخلة ذ. سالم اكويندي من المغرب الموسومة بـ” توظيف الحكايات الشعبية في عروض فنون العرائس” بدأها بمدخل ركز فيه حول علاقة الإنسان بالعروسة ودواعي النشأة بما تسمح به هذه المرافقة من معايشة لتفكير الإنسان، وهو يسعى إلى جعل العروس قرينا لما كان يعيش به هذا التفكير البدائي الغيبي الطامح إلى مغالبة قوى الشر حتى غدت امتلاكا سحريا وصل إلى درجة التعبد. ومن ثم قامت بتجسيم حيوات الإنسان المصغرة في هذه الصورة انطلاقا من عاطفتي الخوف والشفقة بوصفهما تمثيلين لنوازع الخير والشر عبر صراع درامي نشأ في ما هو ديني- كما تذهب الأنتربولوجيا- رغبة في بناء علاقات إنسانية اجتماعيا مع كل ما يحيط به، وكأن صناعة العروسة والدمى ما هو إلا حنين نحو إعادة حكي أسطورة الخلق من جديد. ليحاول الباحث بعدها تعريف العروسة/ الدمى انطلاقا من تحديدات هلين بنيون Helen Bnyon التي تراها شكلا من أشكال الفن الدرامي يقوم على نصوص مسرحية مرتجلة أو معدة تؤدي أدوارها في إطار ديكور مسرحي منمنم، ومورو الذي ينظر إليها باعتبارها أسلوبا يستخدم فيه المعلم عناصر الدراما التعلمية من حركة وإبداع ولعب درامي وإيقاع، وراوية قصة وتمثيلها أو ارتجالها وتمارين وألعاب خلاقة في الموقف التعليمي تستند على عناصر التجسيد. ويرى سالم اكويندي من خلال التعريفات أن فن العرائس يتأسس على المشهدية التي تنسجم والأداء التمثيلي غير المباشر القائم على التحريك البشري، فضلا عن انصهار فنون عديدة تتناسل داخله إلى درجة تكوين سلسلة تؤدي معناه كمسرح، كما أن فنون العرائس/ الدمى تثبت وجودها بوجود العروسة/ الدمية نتيجة وجود الإنسان نفسه. كما ألمح الباحث إلى طبيعة المقاربات التي تناولت بالدرس والتحليل، ولاسيما عندما لم تتناوله بشكل مستقل، بل ربطته بفن خيال الظل لعلاقته الوطيدة بفن الحكي والسرد العربيين العتيقين كما هو الأمر في ملاحم السير الشعبية، والمقامات، وألف ليلة وليلة. إن العروسة تعيد صوغ المحكيات بهدف إعطاء معنى للوجود، وإظهار بنيات التفكير. كما تطرقت الدراسة إلى أنواع العرائس والدمى وتصنيفاتها، ووظائفها الأسطورية، والتوليدية، والحضرية، والتمثيلية، والتربوية، ليتطرق بعدها إلى علاقة فنون العرائس والدمى بالموروث الشفهي الشعبي بما تستدعيه من لغة منسية في اللاوعي الجمعي، وما تحدثه تداعيات الأساطير والحكايات الخرافية على مستوى التشخيصات الرمزية داخل المتخيل؛ حيث يتيح هذا الاستدعاء بوساطة هذه الحكايات على انوجاد تأويلية على مستوى الفكر من أجل تحقيق الاطمئنان بوصفه معادلا موضوعيا لها. فالعروسة هي موروث شعبي مادي أما معطاها اللامادي فيكمن في المنطوق السردي الذي يكسبه المعرفة ويجعله حاضرا لا يثقل كاهن الإنسان بقدر ما يسعفه في تلمس إنسانية الإنسان وبخاصة مع خروج فنون العرائس من سجن الكنيسة إلى الشارع منحها شعبية مضاعفة ليخلص إلى أن الحكاية تتميز بطرائق السرد التي يلجأ إليها الرواة وهم يعتمدون الأهازيج والأغاني والأحاديث والأساطير والملاحم عبر تقنيات الصوت والحركة. لينتقل بعد ذلك الباحث إلى تحديد الحكاية عند شارل بيلا الذي ربطها بالحاكية في بيان وتبين الجاحظ محددا لأنواعها: الحكاية، والمحكية، والواقعة، والخرافة، مشيرا إلى مقابلها في العربية الدال على التمثيل الإيمائي/ لينتقل بعدها إلى تحديد الحكاية الشعبية في علم النفس بوصفها مصالحة مع الذات والهو؛ أي التحام الشعور باللاشعور، وفي المقاربة الأنتربوبولوجية التي تعمق الانتماء النفسي للجماعة، وتعمل على توطيده في تاريخ سلالة معينة؛ حيث يذهب الباحث في هذا الصدد إلى أن كلمة الشعبية لصيقة بروائية الشفاهية التي تجعل منها حكاية من خلال ربطها بين الراوي والمتلقي في زمن واحد حتى أنها تقترب من العرض المسرحي الذي لا يتحقق إلا بوجود المتلقين.
واستعرضت ذة. مارغو ملاتجليان من الأردن في مداخلتها “توظيف مسرح الدمى المتحركة في مراحل الطفولة المبكرة” تجربة مع فريقها انطلقت فيها من فلسلفة التعليم القائمة على اللعب بهدف استقصاء الدروس المتأصلة في أخلاقياته وسلوكياته عن طريق توظيف الدمى في المراحل التعليمية لكي تصبح جذابة للاهتمام من دون أن نغفل أهمية التسلية والمتعة ودورها في تمرير ونقل المعرفة في هذا المسرح وما يتبعها من كفايات وأهداف تربوية، حيث ينتقل الأطفال من عالم الخيال إلى الوقائعية أو العكس ولاسيما في السنوات الأولى. وقاد هذا العمل الباحثة إلى البحث عن معلمين فنانين للعمل من داخل هذه الفلسفة بعناصرها المؤثرة والفاعلة؛ لأن الخبرة العاطفية والوجدانية وإدماجها في العملية التعليمية من شأنها أن تخلق التذوق الفني. ومن ثم سمح هذا التوظيف بجعل مسرح الطفل أداة تعلمية مساعدة، وليس أسلوب تعليم. وقد شكلت محترفات تدريب المعلمين لحظة لإبراز دور القصة وجاذبية أثناء إيصالها خلال عملية الارتجال؛ إذ لا بد من جعل تحريك الدمى يتناغم وطبيعة الموضوع والحوار، وفي الوقت نفسه مع المشهدية البصرية لتحقيق وحدة عضوية بين كل العنصر المشكلة لهذا التناسج، فضلا عما يوازيها من ضرورات تتصل بطبيعة معرفة المتلقي/ المنتج على مستوى سلوكياتهم الإيجابية والسلبية، واهتماماتهم مما يسعف في الوصل إليهم، مع اعتماد الارتجال من دون مبالغة بما يخدم النص وعدم تفتيت معقوليته انطلاقا من خطة محكمة ومدروسة تبتعد عن النصوص الساذجة أو المعقدة بالنسبة إلى الأطفال الصغار. كما خلصت الباحثة عبر التجربة إلى أن دمى القفازات التي يتم تحريكها من الأسفل هي الأفضل بالنسبة إلى الأطفال في مرحلة الخمس والست سنوات لقدرتها على التحرك في أثناء الارتجال مع الجمهور بهدف خلق التفاعل. لتتحدث بعدها عن فهم النص في مسرح الدمى، وضرورة اختيار نصوص سهلة الاستيعاب تتيح إمكان التخيل لدى الأطفال، ومن ثمة وجوب تحديد الفئات العمرية حتى لا تضيع الفكرة والمفهوم في ظل نصوص معقدة وغير مفهومة عندهم. إن التأثير العاطفي والوجداني- بحسب الباحثة- لا بد من أن يكون مدروسا بعناية فائقة حتى لا نجعل الأطفال يفقدون تركيزهم بسبب الاستمتاع المبالغ فيه مما يتطلب توفير صور وأشكال ومواد بسيطة لتصميم وصنع دماهم خاصة بعد نهاية العرض ورغبة الأطفال في التقليد، والقيام بحصص دراسة وتسجيل ومراقبة لانفعالاتهم مع الأعمال المسرحية من خلال طرح أسئلة مركزة لتعزيز الجانب التعليمي. وقد أشارت الباحثة إلى عدد من الدروس المستفادة من هذا التوظيف سواء أعلى مستوى مناهج الطفولة المبكرة في الدروس العلمية كما هو الأمر في حكاية قطرة ماء، واقتباس قصة الدجاجة النشيطة لتعرفهم على الخضار وفوائدها، وقصة الدودة الجائعة لتعريف الأطفال على دورة حياة الفراشة. كما تحاول الفرقة التعليمية تنمية القراءة وبخاصة اللغة العربية الفصحى.
وانصبت مداخلة ذ.نزار السعيدي من تونس حول “التراث الشعبي وبناء جماليات فنون العرائس” منطلقا من تراث “عروس المطر” بوصفه تراثا شعبيا ملهما لعديد من الفنانين باختلاف فنونهم، لأن استنطاق التراث هو في حد ذاته مغامرة تتيح عن طريق المرويات والطقوسية فهم الإنسان عبر الصوغ الجمالي طارحا سؤالا مفاده: كيف يستثمر التراث الشعب لصياغة جمالية فنون العرائس؟ وقد نهج الباحث في معرض إجابته شقين أحدهما نظري يتعلق بمفهوم التراث الشعبي، وآخر تطبيقي عن عروس “أم الطنبو” وجمالية الطقس الفرجوي. لقد عاد الباحث في سياق تحديده لمفهوم التراث الشعبي لغويا واصطلاحيا بوصفه كل ما خلفه الأجداد في الماضي من نتاجات، وفنون، ومأثورات، وما تتضمنه من طرائق على مستوى الأداءات التقليدية. لينتقل إلى محاولة لتأريخ ممارسات التراث الشعبي وعاداته بدءا من مخطوط “جرمانيا” للمؤرخ الروماني “تاسيوس” الذي بقي مهملا إلى أن تم طبعه في ألمانيا خلال الخامس عشر، وما طرحه من تفاصيل دقيقة تتصل بحيواتهم وتقاليدهم. ومن ثمة، انطلق اهتمام الأروبيين بجمع التراث الشعبي لما له من أهمية، وراح كل شعب يبحث عن ذاته في تراثه بغاية اكتشافه، وبخاصة مع بروز فلاسفة الأنوار خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ودخول أوروبا في الثورة الصناعية وما واكبها من تحولات اجتماعية زادت معه الحاجة إلى تحصين هذا التراث الشعبي عن طريق التنقيب عليه ودراسته مخافة ضياعه ومحوه. وهو ما جعل كثيرا من الباحثين يعملون على تصنيفه في مصطلح فلكلور الذي جاء في سياق رسالة بعث بها وليم جون توز إلى صحيفة The Athenaeum عام 1846 المشتقة من الإنجليزية؛ إذ تعني Folk الشعب، وتحيل Lor إلى المعرفة أو الحكمة؛ أي معرفة الناس أو حكمة الناس حسب الباحث. لينتقل بعدها إلى محاولة ضبط الاصطلاح عند الدراسين العرب، ولاسيما مع اهتمام المستشرقين بدراسة التراث الشعبي منذ بداية القرن السادس عشر إلى غاية القرن العشرين، ويشير الباحث إلى البداية كانت مع أواخر عهد المماليك، وبخاصة مع لودفيكو دي فارتيما الذي أطلق عليه “الحاج يونس المصري” الذي تجول في مصر والام والحجاز والفرس والهند قبل أن يتم اكتشافه كجاسوس للمشروع الاستعماري البرتغالي. أما الشق الثاني من المداخلة فقد خصصة لتحليل الجمالية الفنية لـ”أم الطنبو” التونسية، محددا علاقة التراث الشعبي بما هو إنساني، ومساحات تعدديته واختلافه داخل الأقطار العربية، وتطابقها في المغرب العربي بخاصة مع طقوسية “أم الطنبو” عروس المطر التي سبقت الإشارة إلى فرجتها في عرض آخر حولها في سياق هذا التركيب، غير أن مداخلة الباحث حاولت أن تعمق المبحث المتعلق بالجانب الخرافي فيها على اعتبار أن الأمازيع لم يهتموا بتسجيل تراثهم خلافا للحضارات السابقة، معتمدا على Genevoise الذي ساق رواية من قبيلة “ايت ريكي” تعيد أسطورة من جبال الأوراس تحكي عن تاسليت العروس التي رفضت الزواج من انزار ملك المطر الذي رأسها تجلس على ضفاف النهر بحجة عدم قدرتها على السكن في السماء ليعم الجفاف قبل أن يتدخل الناس وينادون عليه ويقنعونها بالزواج منه لتتحول إلى قوس قزح. وقد عمد الباحث بعد هذا إلى محاولة تفكيك مكونات” أم طنبو” الجمالية عبر المنهج الفينومينولوجي وعدها عرضا فرجويا سواء أعلى مستوى بنية عروسة المطر وطريقة التحريك، والفضاء، والشخصيات.
أما الجلسة العلمية الرابعة التي ترأسها د. خالد أمين من المغرب، فقد انطلقت من مداخلة ذة. ختام السيد (سلطنة عمان) بـ”فنون العرائس من النمطية إلى التجديد” من رؤية تجعل من الفنون انبثاقا من جذر تراثي، يتم تحويله وتحويره وفق خصوصية الرؤية ذاتها، مقدمة مثالا على ذلك، يمتح من إمكانية تحويل القص الشعبي إلى حلبة فرجة يتقدمها راوي يجلس على مصطبة أو على صندوق خشبي في حيز مكاني يجمع بين الراوي والمتلقي عبر علاقة تبادلية بينهما أساسها جذب الانتباه. منبهة في هذا الصدد إلى التباسات تخص تأطيرها النظري من داخل تنوع الفرجات البصرية نفسها، ومرجعيات الذاكراتي الجمعي متسائلة عن سر العودة إلى التراث في كل كتابة إبداعية تجنح نحو الاختلاف؟ وهل التراث ثقافة أم أن الثقافة تراث؟ وقد عادت الباحثة في معرض إجابتها عن تلكم الأسئلة إلى تحديد التراث في اللغة واللسان العربي طارحة إشكالات تتعلق بضرورات استلهامه في حياتنا المعاصرة من دون إحداث أي قطيعة معرفية؛ لأن القطيعة تترك المجال أمام تأويلات مغرضة، والعكس صحيح في ما يتعلق بالدعوات الاستئصالية في ما يخص توظيف هذا التراث أو استبعاده في السير الشعبية؛ وقد شكل هذا المدخل أفقا لفهم طبيعة التفاعلات بين التراث وفنون الفرجة المسرحية من خلال أنموذج مسرح العرائس. وسعت الباحثة تبعا لهذا السياق إلى تقديم تاريخ الفرجة عند العرب وارتباطه بالطقوسية الاحتفالية والجنائزية واللعبية ومصارعة الأسود والثيران، وكرنفالات اكتمال القمر، ورقصة المطر. ووقوفها عند الظواهر المسرحية القديمة التي تم اختزالها في المؤدي والجمهور ومكان العرض قبل أن تتحقق فرجويتها مع تشابك هذه العناصر مع الأداء والملابس والموسيقى. كما تطرقت الباحث إلى طقوسية الفرجة العربية واتكائها على قداسة الدين في محافل الآلهة، وبلاغة الطواف الراقص حول الكعبة أنموذجا قبل تهذيبها في المراحل التي تلت تثبيت دعائم الإسلام، وبخاصة في استقبال أهل المدينة المنورة للرسول صلى الله عليه وسلم بما صاحبها من حمل للدفوف وإنشاد يروم تطهير الأرواح. كما شهد حضور الحكاء والمقلد والراوي في سياق انفتاح العرب على أقوام أخرى من أجل تحقيق الإمتاع والمؤانسة بما ينسجم وطبيعة الانتقالات المجتمعية من ثقافة الترحال إلى الإقامة في المدن مما سمح باجتماع الناس في مكان وزمان محددين لسماع السمار في دمشق وبغداد إلى أن أصبح القصاص بمثابة تاجر فرجة. كما عملت الباحثة على إبراز تجليات فنون الفرجة من خلال مسرح العرائس في مهنة الحكواتي وقدرتها على توجيه الرأي العام، وتحفيز الهمم عبر تدرج في إنتاج خيال الظل مع محاولة تأصيله قبل أن تظهر أشكال فرجوية اختلفت في طرائق التشغيل والتحريك وفق النوع والخامة والغاية كما هو الأمر في مسارح الدمى، والماريونيت، والكراكيز، والأراجوز. وعدت الباحثة مسرح العرائس امتدادا لفكرة مسرح خيال الظل عن طريق إمكانية خلق مسرح عربي تراثي بنكهة معاصرة. وذلك من خلال بابات ابن دانيال الثلاث “طيف الخيال”، و”عجيب وغريب”، و”المتيم” المنشورة بألمانيا عام 1925 بما تتضمنه من نقد سياسي لاذع وانفتاح على النثر والشعر والأرجوزة، وتوظيف المخزون التراثي عبر تنميط الدمى لوصول العرض إلى غايته المثلى واعتماد الكثافة التعبيرية، والتجديل بين الدال والمدلول في توسطات رمزية تتصدى لعيوب المجتمع بوساطة شخصيات مراوغة تبدع الحيلة والكدية، كما أكدت الباحثة على إمكانات الدمى في إيصال الدلالات الفرجوية الجادة والهزلية من خلال مسرحية “كوكب الألوان”، لتنهي في الأخير إلى أن النص الإبداعي بإمكانه الإجابة عن أسئلة ثقافية جذرية، وهو ما قدمته في شكل استنتاجات تهم تحليلات لشخصية هو وهي، وأجملتها في خطية الدرامية وتصاعدها وقوة الطرح بطريقة توافقية لقضية التجديد من داخل الخطاب من دون فقدان الأصالة التراتبية المجتمعية، انتقال العرض الفرجوي لمسرح الدمى إلى خطاب تنويري، فضلا عن الإقامة في المتخيل وتفاعل الضمائر، واستخدام الأمثولة والأهزوجة لتفكيك خطاب القدرية وعلاقته بهيمنة الأنا الذكورية وبخاصة استبدادها في تقسيم الألوان، وما تحمله رمزية تشير إلى مسألة النوع.
وتناول ذ. بلال جلاصي من تونس في مداخلته المعنونة بـ”أي رهان لدميتنا الآن وهنا بين فضاء الواقع وفضاء المتخيل؟” الحراك الاجتماعي العربي بوصفه إعلانا عن بداية انتقال ثقافي يفرض منع استلاب الوعي الذي كرسته جماليات الركود الاجتماعي، معتبرا أن استيعاب البدائل الممكنة لا يمكن أن تتحقق إلا في الفن الثوري في الشوارع بما يتسم به من إمكان لتجاوز السائد والقوالب المألوفة، داعيا إلى ضرورة إيجاد مناهج علمية كفيلة بتدعيم هذا الأفق الجمالي انطلاقا من مفاهيم جديدة . وفي هذا السياق، أشار الباحث أهمية الإلمام بممكنات الثورة التنكولوجية على مستوى الإبداع والفكر والإضافة، ولاسيما مع المثاقفة بوصفها تماثلا وتنميطا يكرس التبعية للغرب على جميع مناحي الحياة جراء ثنائية الأصالة والحداثة، وما تولده استعارة الأشكال من طمس للخصوصيات الثقافية وإحداث فجوات عميقة على مستوى الوقائعي. إن فن العرائس أو الدمى- بحسب الباحث- يمنح المتلقي حقائق تشي باستمراريته وتطوره سواء أعلى مستوى الشكل أم المضمون في انفتاحه على التراث من جهة، وقابليته للتفاعل مع التجديد من جهة ثانية. وقد سعى الباحث إلى استقراء الأهمية التي يمكن أن تحظى بها العروس الآن وهنا، والرهان البديل الذي يمكن أن تجود به في الفضاء المفتوح، وإيجاد معادلة علاقة أخرى مع الملتقي وإمكانية الانتصار للتعبير في فضاء العامة، والمساهمة في تقويض منع استيلاب الوعي ممثلا لذلك بمسرحية “صانع الكراسي” لمخرجها “محسن الأدب” متسائلا عن إمكانية استئصال الدمية لألم الواقع المعيش وطرح واقع آخر ممكن للعيش، وكذا إمكانات الخيال والمتخيل في تحقق التغيير، واصطفاف مسرح العرائس في بلورة التنمية البشرية والفكرية. لينتقل تحت هاجس الحفر، بدءا من تاريخ بداية الفن العرائسي بوصفه فنا للتمثلات الأولى للإنسان التي عمل بوساطتها على استنطاق اللغة، والرمز، والإشارة، والتواصل قبل أن تصبح العروسة مطلقا معرفيا له ولإبداعه. كما تطرق إلى فن العرائس فن مركب وجامع وجمّاع لعديد من الاختصاصات الفنية الأخرى في ظل التحولات التي شهدتها العروسة وانفتاحها على فضاءات ظلت مغلقة مقتحمة بذلك الفضاء العمومي بحثا عن فضاء آخر بديل يدحض فضاء الواقع، ليبسط فضاء متخيلا يتم نحته عن طريق أفعال التحريك التي تبني عالما خياليا يتناسج بين خيال المحرك وخيال المتفرج بهدف إيجاد أمل يسهم في تحول فضاء العبور والمرور والاقتصاد إلى فضاء التثقيف والتواصل عبر المتعة الفرجوية؛ لأن المدينة فضاء حر يشرعن العمل الفني؛ إذ لا يمكن أن يتأتى التعبير من أي شخص كان، فكل ما يفرز من إرادة الشخوص تعبير يومي وليس بالضرورة أن يكون إبداعا؛ فالعرائسي صار يتجه أكثر نحو زعزعت علاقة الرتابة اليومية مع الفضاء وزلزلة اللافعل فيه عن طريق إعادة تأهيله بالفعل، ومساعي أدرمته بتحويله إلى مسرح يعتاده الكل من المواطنين ممثلا لذلك بفن الشوارع بوصفه مسرحا ينجز في الفضاءات الخارجية. ساعيا في الوقت نفسه، إلى أدرمة الفضاء العام بوصفها رهانا يمكن أن يتيحه العرض العرائسي في الشارع الآن وهنا، عن طريق إمكانات بث العروسة لذبذبات تجعله يتحول من سيرورة الجمود إلى طور الفعل. وشهدت الجلسة الختامية التي أدارها ذ. غنام غنام من الأردن تقديم ذ. عدنان سلوم ورقة متلفزة وسمها بـ”فنون العرائس، المصطلح والتعريف” انطلق فيها مع عدم استقرار مصطلح فن / فنون العرائس جراء الترجمة سواء أفي حالة الإفراد أم الجمع، وقد أعاد الباحث ذلك إلى طبيعة الثقافة والوعي بأهمية وجود هذا الفن بوصفه مسلكا ترفيهيا من داخل سياق الثقافي نفسه، وما رافقه إحداث مؤسسات أو فرق تدور في فلكه. حيث حاول الباحث أن يدقق في اعتماد المغاربيين ومصر وسوريا على المصطلح الفرنسي Marionnettes الذي يقابل”عرائس” الخيط، واتكاء الشرق والخليج على المصطلح الإنجليزي Puppet الذي ترجم بـ”دمى” القفاز. داعيا إلى ضرورة التفكير في المصطلح ليكون جامعا لكل الأشكال مثلما هو الأمر في اعتماد فنون بدل فن، واستبعاد مسرح لأنه فن قائم بذاته، والعرائس بوصفها فن آخر له حدوده لخصوصيته؛ لأن صيغة العرائس بالنسبة إلى الباحث هي أقرب إلى الفعل والحركة خلافا للدمى بما تؤشر عليه من ثبات وجمود، مستحضرا إمكانية الاتفاق حول “فنون العرائس” كي يكون جامعا لكل الأشكال والأنواع التي تعتمد الشخصية العرائسية كمفردة أساس في العرض. وقد سعى الباحث إلى وضع توصيفات وتعريفات خاصة لكل ما هو مرتبط بهذه الممارسة ومراحلها انطلاقا من الفكرة إلى الكتابة الدرامية، وإنجاز العرض مرورا بالتصميم والتنفيذ والتحريك بهدف تمييزها عن باقي الفنون. ليحاول الباحث بعد ذلك تحديد فنون العرائس في كونها فنونا فرجوية تستوعب كلا من الأداء المسرح تعمل على تجاوزهما لتشمل الشعائر، والاحتفالات، والمراسيم، والسيرك، وأشكال الاحتجاج الجماهيرية والسلوكيات الجماعية الشعبية، أو فنون فطرية ولدت بالصدفة تجسدها أعمال فنية ذاتية التعلم، أو شكلا مسرحيا. مقترحا تعريف فنون العرائس بأنه أحد فنون العرض التي أساسها العروسة المتحركة، وتضم كل أشكال العرائس المتحركة، وخيال الظل، والأراجوز، وهي رديفة للفنون المسرحية والسينمائية والموسيقية والتشكيلية، ويكمن الفرق في ما يتعلق بالشخصيات التي تكون من حلم ودم في المسرح خلافا لطبيعتها المصنوعة من مواد جامدة ذات مفاصل يسعى محركها الذي هو من لحم ودم لبث الروح والفعل فيها. وقد حدد تعريفات لمجموعة من المفاهيم يمكن أن نجملها في الآتي: الممارسة العرائسية، وفن العرائس، والعروسة، والكتابة لفن العرائس، والبابة، والنمرة، والإخراج في فن العرائس، وخرج عرض العرائس، ومصمم العرائس، ومحرك العرائس، والمخايل، والمؤدي العرائسي، وفني العرائس، ونحات العرائس، وخياط العرائس، وفضاء العرائس، والمنظر في عرض العرائس، والحاجز، وخامات صناعة العرائس، ومعدات صناعة العرائس. لينتهي إلى فنون العرائس وعلاقتها بالجمهور.
وقد تلت عروض السادة الأساتذة، مداخلات ونقاشات عميقة أغنت المؤتمر الفكري، ساهم فيها عدد من السادة الأساتذة من مختلف الدول الشقيقة، وطلبة باحثين قدموا من مدن وعواصم مختلفة.

رحيلها فجع الفنانين والأهل والأصدقاء: مريم حمّود انتقلت إلى المسرح الآخر!

مجلة الفنون المسرحية


رحيلها فجع الفنانين والأهل والأصدقاء: مريم حمّود انتقلت إلى المسرح الآخر!


في آذار (مارس) الماضي، شكّلت الجثّة في العالم العربي محور عرض «الميرم» (بدعم من «آفاق ــ الصندوق العربي للفن والثقافة) لمريم حمّود . العمل الذي كان أساساً مشروعها لنيل شهادة الماجستير من «جامعة القديس يوسف»، يعدّ الجزء الأول من ثلاثية مسرحية أدائية، وقد هدم وأعاد تأطير الصور والتسجيلات الوحشية التي بتنا نتلقاها عبر الإعلام وصارت تؤثر في إدراكنا وجوهر حياتنا اليومية.

يومها، تشاركت مريم الأداء مع إيفين شريف وستيفاني كيال. لكّن المخرجة والممثلة اللبنانية الشابة التي درّست المسرح والأداء في «الجامعة اللبنانية الدولية»، تحوّلت اليوم إلى جثّة فعلية، بعدما سكت قلبها فجأة قبل يومين أثناء نومها، مخلّفة وراءها أحلاماً كثيرة لم تتحقق. ووريت الصبية التي احتفلت قبل أيّام بعيد ميلادها الثاني والثلاثين الثرى في مسقط رأسها في بلدة عكّار العتيقة (شمال لبنان)، حيث تتقبّل العائلة التعازي. صدمة الأصدقاء والمحبّين تبدو جلية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تغص هذه المنصات بالبوستات التي يعبّر أصحابها عن حزنهم الشديد وصدمتهم لرحيل الشخصية «المرحة والمحبّة والخلّاقة»، التي شاركت في عدد من الأعمال مع أسماء لبنانية وعربية وأجنبية (بينها «المركز» لساري مصطفى). إلى جانب «الميرم»، أنجزت حموّد عملاً أدائياً آخر بعنوان «مضض» (2011) شاركت فيه مع جسيكا خزريك، طارحة أسئلة الموت والحيوات المتوازية.
الراقص والكوريغراف اللبناني علي شحرور أخبرنا بأنّه قبل مغادرتها، كانت مريم تستعد للذهاب إلى هولندا للمشاركة في مشروع قيد التطوير ضمن مهرجان Dancing On The Edge (الرقص على الحافة) الذي تجرى فعالياته بين 8 و18 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، ويعرض التبادل الفني بين أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال الرقص والمسرح والتجهيز. إلى جانب ذلك، لفت الفنان الذي أكمل معها دراسته العليا في «اليسوعية» إلى أنّها كانت تدرس تجربة أخرى كانت يمكن أن تأخذها للعيش في ألمانيا، وتحضّر لشهادة الدكتوراه!

-------------------------------------------------
المصدر : الأخبار

«مسرح الشمس» يطلق فعالياته بالعرض الأول لمسرحية «ادفع.. ما بدفع!»

مجلة الفنون المسرحية

«مسرح الشمس» يطلق فعالياته بالعرض الأول لمسرحية «ادفع.. ما بدفع!»

إيذانًا بافتتاحه التجريبي، أعلن «مسرح الشمس» عن إطلاق العرض الأول لمسرحية «إدفع.. ما بدفع!» الساخرة الأربعاء 8 تشرين الثاني في تمام الساعة السابعة والنصف مساءً، وتستمر العروض يومياً حتى يوم السبت الموافق 11 تشرين الثاني.
المسرحية من تأليف الايطالي داريو فو، وإخراج عبدالسلام قبيلات، وتمثيل كل من خالد الطريفي وأحمد سرور وعدي حجازي وسميرة الأسير وهلا بدير. التأليف الموسيقي لموسى قبيلات، والديكور لبهاء سلمان.
ويتناول العمل بشكل نقدي ساخر مواضيع الساعة في المجتمع الأردني، مع الاعتماد على حبكة درامية يتصدرها وقوع حدث غير عادي تفرضه الأوضاع الاقتصادية، والذي يُعرّض شخوص المسرحية لمفارقات هزلية تتطور بشكل دراماتيكي لتفرض عليهم واقعاً جديداً لم يكن في الحسبان.
تتكون المسرحية من فصلين يتخللهما استراحة قصيرة. تباع التذاكر على موقع karasi.com، وتتوفر على الباب أيام العروض.
يشار الى ان مسرح الشمس هو مبادرة فنية تسعى إلى الإنتاج المسرحي والعرض المتواصل حسب برنامج المسرحيات الشهري الذي يعرف بـ»الريبيرتوار»، وذلك على غرار الأسلوب المتّبع في المسارح العالمية، وذلك من موقعه في قلب العاصمة الأردنية في الشميساني مكان «سينما الكونكورد» سابقاً (شارع الشريف الرضي، عمارة رقم 8، مبنى الاتحاد المهني).
ويطمح مسرح الشمس إلى المساهمة في تطوير الحركة المسرحية، والمشاركة في رفع المعايير الفنية من حيث الشكل والمضمون، وبالتالي تفعيل دور المسرح في بناء الفرد-الإنسان. ويسعى مسرح الشمس إلى تقديم عروض مسرحية ذات مضامين فكرية وأخلاقية، بالابتعاد عن المستوى التجاري الربحي.
كما يهدف مسرح الشمس الى تطوير مسرح الطفل عبر تقديم أعمال موجهة للأطفال واليافعين وتطوير قدراتهم التفكيرية، بعيداً عن النهج التلقيني التقليدي في الخطاب الموجّه إليهم.
كما وسيستقبل المسرح عروضاً مسرحية عالمية ذات قيمة فنية تليق بالجمهور الأردني، من خلال إقامة أسابيع للاحتفاء بالمسارح العالمية، إلى جانب العروض الموسيقية للشباب، بالإضافة إلى عقد دورات تدريبية وورشات عمل للأداء المسرحي وتصميم الدمى.

-----------------------------------------------
المصدر : الدستور 

منى واصف: هذه وصيّة «الأم الشجاعة»

مجلة الفنون المسرحية

منى واصف: هذه وصيّة «الأم الشجاعة»


في لقاء مباشر لها، كشفت منى واصف (الصورة) في برنامج «المختار» (إذاعة «المدينة اف ام») الذي يقدمه باسل محرز أن سبب غيابها لم يكن حذراً من الإعلام، وإنما بسبب الحرب التي لا يستطيع أيّ كاتب أو شاعر أو فنان أن يصف بشاعتها أو يتحدث عنها.

أوضحت الممثلة السورية القديرة أنها اكتفت بالبوح عن طريق أدوارها فقط، وأن الجهل والفقر سببان أساسيان في ما آلت إليه الأمور في العالم العربي، إضافة إلى التعنّت وعدم الانفتاح على الآخر. قالت النجمة إن فكرة السفر من سوريا مرفوضة في المطلق، وإن وصيّتها هي أن تدفن في مدافن والدتها «المسيحية» وإن لم يوافقوا على ذلك، ففي مدفن والدها في «باب صغير» بدمشق. واعتبرت أن الموت فقد قدسيته بسبب الظروف وإختلاط المفاهيم، متمنية أن توضع يوماً ما صورتها في شبابها وصورتها حالياً بعد رحيلها في متحفّ للفن إن وجد، وأن يكتب بين الصورتين «الزمن الجميل». واصف غلبتها الدموع عندما تحدثت عن علاقتها مع شقيقتها الراحلة رويدا، لأنها كانت بالنسبة لها ابنة وشقيقة وأم فقدت بغيابها الأمان.
عن التقدّم في السنّ، علّقت نجمة «الهيبة» أنه لا يخيفها وأنها تحبّ أن تصبح «ختيارة» وليس «عجوزاً»، لأن الزمن يكسبها سحراً خاصاً. وأكّدت أنه من البديهي مع تقدّم الفنانين في السنّ أن يأخذوا دوراً ثانياً أو ثالثاً وأن تصبح أجورهم أقل من أجور الممثلين الشباب. لذلك، فهي تعتبر أن الدور الجميل أهمّ من الأجر، ولم ترفض يوماً دوراً جميلاً بسبب الأجر وإنما تعتبر المشاركة حينها مساهمة منها في إنتاج العمل.
وأكّدت نجمة «عصي الدمع» (تأليف دلع الرحبي و من إخراج حاتم علي) أنها لم تشعر يوماً بالظلم، ولم تقاتل ليكتب اسمها أولاً في الشارات ولم تدعمها أيّ شركة أو أيّ شخص، ومع ذلك حقّقت هدفها. كما كانت أوّل ممثلة تحمل الهوية السورية وحصدت إحترام الناس قبل محبّتهم وهذا ما كانت تصبو إليه. عن سبب غيابها عن المسرح، قالت واصف إنها ممثلة مسرح قومي، ولهذا لا يمكنها أن تعمل خارجه ولم تصعد خشبة المسرح منذ عام 2001 نافية ما نشر أخيراً عن عمل مسرحي قريب في بيروت. لكنها تمنّت أن تتاح لها الفرصة بأنّ تقدم مسرحية «الأم شجاعة» (للمسرحي الألماني برتولت بريشت) لما تجسّده من قيم ومفاهيم تناسب الواقع الراهن في سورية.
منى كشفت أنها لم تدع للمشاركة أو حتى لحضور افتتاح أي عمل سينمائي من إنتاج «المؤسسة العامة للسينما» منذ زمن طويل، رغم محبتها الكبيرة للسينما التي قدمت فيها عشرات الأفلام. ورفضت واصف الهجوم على نقابة الفنانين رغم تحفّظها على أدائها، مؤكّدة أنها تقوم بدفع التزاماتها بشكل دوري، معتبرة أن النقابة كان يمكن أن تؤدي دوراً أهمّ وأنها بيتها الثاني الذي لا يمكن أن تسيء إليه. واصف قالت إنها متصالحة مع عمرها الذي بلغ الخامسة والسبعين، ولم تخف منه يوماً لأن ما كانت تمارسه منذ صغرها كالتمثيل والقراءة والسباحة لا تزال تمارسه لغاية اليوم. وفي الختام، وجهت الفنانة رسالتها للسوريين قائلة «ما عنا وطن يعني ما عنا كرامة، وإذا بدنا كرامتنا لازم نحافظ على وطننا يا أما منموت».

----------------------------------------------------
المصدر : الأخبار 

العرض المسرحي «فيلم يمني»: هل يتجاوز الشباب أزمة المسرح الحكومي خلال الحرب؟

مجلة الفنون المسرحية

العرض المسرحي «فيلم يمني»: هل يتجاوز الشباب أزمة المسرح الحكومي خلال الحرب؟


اعتمد جمال طه (25 سنة)، وهو أحد شباب المسرح الواعدين في اليمن، على مواقع التواصل الاجتماعي، في نشر «أفيش» مسرحية «فيلم يمني» عرضها السبت الماضي في صنعاء على خشبة المركز الثقافي، التي تُعدّ أوّل مسرحية يقدمها مسرح شبابي هناك على خشبة مسرح الدولة منذ اشتعال الحرب في مارس/آذار 2015.يُحسب لهذه المسرحية أنها تجاوزت مخاوف أحاطت بحركة المسرح في البلد خلال فترة ما قبل الحرب، من خلال اعتمادها على مُنتج و(مغامرة تمويل) على أمل أن تستعيد المسرحية بعض نفقاتها من خلال نظام تذاكر الجمهور. لم يتوقع طاقم المسرحية أن يحضر جمهور كبير بسبب فرض نظام التذاكر مدفوعة القيمة؛ وهي قيمة لم تكن منخفضة مقارنة بالظروف الراهنة؛ ولهذا فوجئ الطاقم بجمهور غطى أكثر من ثلثي المقاعد؛ وهو ما لم يكن متوقعا، حسب جمال متحدثا لـ»القدس العربي»، كون نظام التذاكر المدفوعة لم يكن مألوفا في العمل المسرحي اليمني في صنعاء سابقا؛ ولهذا استهل جمال، تقديم المسرحية، بالاعتذار للجمهور عن بيع التذاكر، واللافت أن تلك المشكلة (الإنتاج الفني) كانت هي نفسها التي عالجها العرض. 
المسرحية، التي شارك في تمثيلها سبعة ممثلين من الوجوه الجديدة، تناولت معاناة الفنانين الشباب، من خلال حكاية مجموعة تبحث عن منتج لفيلم؛ وهو ما كان يضطرهم لعرض مهاراتهم في التمثيل لدى كل منتج… وفي الأخير، للأسف، لم يحصلوا على تمويل؛ فلجأوا لموقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت، وعرضوا مقاطع من أعمالهم لتحقق رواجا كبيرا ليفوزوا من خلالها بمنتج الفيلم.
يمكن القول إن المسرحية، وهي من تأليف وإخراج محمد الفقيه، دشنت مرحلة جديدة لما يمكن أن يسهم، من خلاله، الفنانون الشباب في خدمة المسرح اليمني انطلاقا من قناعاتهم وإصرارهم على تجاوز المعوقات، والخروج بتجربة جديرة بالناس، لاسيما وهم يدركون الحاجة في بلادهم خلال هذه الظروف لمسرح ومتنفس للناس، يُزيح ما على صدورهم من أحزان وأوجاع الحرب، كما يُعيد للواقع الاجتماعي توازنه الإنساني من خلال إشاعة ثقافة الفن (المحبة والسلام) في مقابل ثقافة العنف. يقول جمال طه: مسرحية «فيلم يمني»…هي أول مسرحية، ولن تكون الأخيرة لهؤلاء الشباب. 
تولى إنتاج المسرحية نايف النجم، وهو»مواطن أعجب بالفكرة وتحمس لإنتاجها رغبة منه في خدمة مسرح الشباب لا أكثر». 
عاش المسرح اليمني في فترة ما قبل الحرب ظروفا صعبة ظل خلالها مُغيبا، باستثناء أعمال موسمية يتم إنتاجها بإمكانات محدودة جدا؛ وهي الأعمال التي بقيت معها حركة المسرح في البلد رهينة لمسرح الدولة، الذي للأسف، لم تستطع معه هذه الحركة أن تقطع خطوات مهمة للأمام في العقدين الماضيين. كما ضاعفت الحرب الدائرة هناك، من معاناة المسرح اليمني، من خلال إيقاف تلك الأعمال الموسمية لمسرح الدولة. وبالتالي فإن التعويل على مسرح الشباب لتجاوز أزمة المسرح في البلاد، خلال هذه المرحلة، يمثل حاجة قوية ترتكز على حافزية وإصرار المواهب الشابة على تقديم تجاربهم، مستفيدين من مشاكل الأجيال السابقة في أهمية تجاوز الاعتماد على مسرح الدولة والانطلاق بتجربة جديدة يتم خلالها المراهنة على الأعمال المتميزة والرعاة الداعمين بمشاركة الجمهور، من خلال إسهامه في شراء التذاكر.. وهو ما يعتبره، عدد من المسرحيين الشباب، خطوة مهمة لا بد أن يقطع بواسطتها مسرح الشباب خطوة جريئة للأمام، يتجاوز من خلالها المسرح اليمني عباءة مسرح الدولة باعتبار الحل الوحيد لأزمة المسرح في البلد.
يعود تاريخ ظهور المسرح الحديث في اليمن إلى بداية القرن العشرين، حيث احتضنت مدينة عدن أول عرض مسرحي عام 1904 من خلال فرقة هندية زائرة، بينما شهدت المدينة في عام 1910 أول عرض مسرحي يمني بعنوان «يوليوس قيصر».


-------------------------------------------------------
المصدر : أحمد الأغبري - القدس العربي 

الأحد، 5 نوفمبر 2017

بدء التدريبات الأولى لمسرحية (بغدده) وهي بانوراما تعرض في أحتفالية يوم بغداد السنوي

مجلة الفنون المسرحية

بدء التدريبات الأولى لمسرحية (بغدده) وهي بانوراما تعرض في أحتفالية يوم بغداد السنوي

بمشاركة الفنان الكبير سعدون جابر تشهد قاعة المتحف البغدادي التدريبات اليومية على البانورما ( بغدده ) المسرحية التي ستقدم ضمن احتفالية بيوم بغداد السنوي التي تقيمها أمانة بغداد، يوم السبت المصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني الحالي في ساحة بناية القشلة التاريخية.
وقد اجتمع شمل اكثر من 20 فنانا وفنانة للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لبروفات البانورما الفنية، لاحتفالية يوم بغداد السنوي التي ابتدات بكلمة ترحيبية قصيره القاها مدير عام العلاقات والإعلام في امانة بغداد حكيم عبد الزهرة، حيا فيها الحضور، وحثهم على ان تكون هذه البانوراما الفنية موازية لمكانة بغداد، وارثها الحضاري، ومجسدة لرموزها، واعلامها الذين برزوا في شتى مجالات العلم، والمعرفة، والفن، والادب، وفنون الابداع المتعددة.
من جانبه قام مخرج البانوراما المسرحية الدكتور حسين علي هارف مع كاتب السيناريو الشاعر رحيم العراقي، بقراءة نص العمل مباشرة امام الفنانين الذي شاركوا ايضا في قراءة ادوارهم التي أسندت لهم في العمل المذكور.
كذلك استمع المخرج الى العديد من الملاحظات والاقتراحات التي طرحها بعض الحاضرين، والتي من شأنها الارتقاء بالعمل نحو الأفضل.
وشارك في الباانوراما كل من الفنان سعدون جابر، الذي سيقدم في نهاية البانوراما انشودة بصوته هدية لبغداد واهلها الكرام، والفنان سامي قفطان، والفنانة القديرة الدكتورة عواطف نعيم، الى جانب الفنانين اياد الطائي، وعزيز كريم، وطلال هادي، وزياد الهلالي، وفاضل عباس، وغيرهم، إضافة الى مطرب المربعات علي شاكر، والاديبة بشرى سميسم، وابنتها الفنانة محبة، ومهندس الديكورسهيل البياتي، وجاسم محمد سدخان مدير الشؤون السياحية في الأمانة، وعادل العرداوي سكرتير احتفالية يوم بغداد السنوي، وحشد من الفنيين.
يجسد العمل الفني لمحات من سيرة وآثار (20) شخصية بغدادية وعراقية منهم الشعراء: محمد مهدي الجواهري، وجميل صدقي الزهاوي، ومعروف الرصافي، ونازك الملائكة، ولميعة عباس عمارة، والشاعر الشعبي الملا عبود الكرخي، وعالم الاجتماع الدكتور علي الوردي، والشيخ جلال الحنفي، والدكتور عبد الجبار عبدالله، والصحفي الساخر نوري ثابت الملقب بـ( حبزبوز ).
كذلك سيكون من بين الشخصيات، قارئ المقام محمد القبانجي، ورائد المسرح العراقي حقي الشبلي، والمطربة عفيفة إسكندر، والملحن عباس جميل، والفنانة التشكيلة ليلى العطار، والنحات جواد سليم، وأول وزيرة عراقية في العهد الجمهوري الدكتورة نزيهة الدليمي، وغيرهم، وسيتم تجسيد شخصياتهم من قبل فنانين وفنانات محترفين.
الجدير بالذكر انه قد قام بكتابة هذه البانوراما المسرحية الشاعر رحيم العراقي، ويقوم باخراجها الدكتور حسين علي هارف، والاحتفالية تنظمها وتنتجها امانة بغداد، وسيتم تقديمها عصر يوم السبت المصادف الخامس والعشرين من تشرين الثاني الجاري، بحضور كبار المسؤولين والجمهور البغدادي، من شتى الشرائح الاجتماعية في ساحة بناية القشلة التاريخية في شارع المتنبي.

-----------------------------------------------
المصدر : الصباح الجديد 

افتتاح الدورة الخاصة لتأهيل مدربي المسرح المدرسي في المغرب الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح.

مجلة الفنون المسرحية

افتتاح الدورة الخاصة لتأهيل مدربي المسرح المدرسي في المغرب الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح.


 افتتح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله برفقة وفد الهيئة المكون من عضو مجلس الأمناء الحسن النفالي و السكرتارية التنفيذية ريما الغصين و مسؤول الإعلام غنام غنام و بحضور الفنان محمد الجم و أعضاء مجلس إدارة جمعية أصدقاء محمد الجم، الدورة الخاصة لتأهيل مدربي المسرح المدرسي في المغرب والتي تنظمها الهيئة ضمن مشروع التعاون مع الجمعية. حيث يؤطر الدورة الأستاذين نبيل ميهوب و البغدادي عون من تونس.
و تؤسس هذه الدورة لسلسلة من الدورات التي ستفضي إلى تأهيل ما يزيد على 900 مدرب على كامل التراب الوطني المغربي





مسرحية " انفصام " تأليف هشام شبر

مجلة الفنون المسرحية

المؤلف الفنان هشام شبر 


"مسرح بلا إنتاج": الخيال والمكان والممثل

إيغور موسييف: ذاكرة الرقص في الساحة الحمراء

مجلة الفنون المسرحية

إيغور موسييف: ذاكرة الرقص في الساحة الحمراء

مسقط - العربي الجديد

  تتزامن عروض "رقصات تقليدية" لفرقة مصمّم الرقصات الأوكراني إيغور موسييف، على خشبة مسرح "دار الأوبرا السلطانية" في مسقط، مع مرور عقد على رحيل موسييف واحد من أشهر الراقصين ومبتكري الرقصات في العالم (1906-2007).
العروض تنطلق عند السابعة من مساء يومي التاسع والعاشر من الشهر الجاري، حيث تؤدي الفرقة التي تحمل اسم مؤسسها "إيغور موسييف"، لوحات من عرض ضخم يقوم على "رقص الشخصيات"؛ فن ابتكره الفنان الأوكراني، حيث كان منشغلاً بتحويل الرقصات التقليدية في أنحاء روسيا وبعض أوروبا إلى أعمال مسرحية يؤديها راقصو الباليه.
كان موسييف راقصاً شاباً في باليه الـ "بولوشوي"، حين قرر السفر على قدميه أحياناً أو على ظهر حصان أحياناً أخرى لمتابعة بحثه وشغفه في استكشاف الرقصات المحلية والشعبية في بلاد القوقاز، تنقل من المدن إلى القرى البعيدة والبلدات النائية المجهولة، كان هذا التجوال قد بدأ عام 1937 وانتهى بعد عدة سنوات لتكون نتيجته تصميم مسرحيات باليه تقوم رقصاتها على مزج الرقصات الشعبية المعروفة والمجهولة.
موسييف الذي كان يؤدي رقصات المسيرات في الساحة الحمراء، ظل يرأس فرقته حتى رحيله وكان قد تجاوز المئة عام، متنقلاً بعروضها في العالم، وها هي الفرقة ما زالت تتنقل باللوحات نفسها التي رسمها.
يصل عدد الراقصين في عروض موسييف إلى خمسين راقصاً (بعض العروض وصل إلى 200 راقص) مدربين في الأساس على الباليه، يقفون على رؤوس أصابعهم حتى وهم يؤدّون رقصات تقليدية شعبية من بلاد الاتحاد السوفييتي سابقاً، مقدمين رقصاً سردياً يخبر الحكايات الشعبية أيضاً ولا يؤديها فقط.
تعيش هذه الفرقة على كنز الموروث الشعبي وتحديثه، المهمة التي أنجزها موسييف والتي دمجت أصغر الحركات والأساليب والمفردات التعبيرية المختلفة المنابت والجذور في العمل الواحد؛ سنجد حركات البالية التتابعية القصيرة، والحركات الكبيرة المنزلقة على الطريقة القوقازية، والمشي والكعب يلامس الكعب كما في الرقصات الشركسية، والقفز في دوائر بخفة والرقص بالجسد كاملاً على الطريقة الروسية، يوحّد الراقصون أقواس الظهور وميلان الأكتاف وقفزات الأرجل بقوة واندفاع مشترك.
هذه الموجة القوية على المسرح، جعلت النقاد يصفون موسييف بأنه يقدم مجموعة شرسة من الراقصين على الخشبة يجمعون أصالة الرقص الشعبي وحيوية المسرح والباليه، من ذلك عمله الشهير بعد نهاية الحرب العالمية الثانية والذي ظهر فيه الراقصون كمجموعة من البحارة الذي شكلوا كتلة واحدة تتحرك كما لو كانت موجة مخيفة ستبتلع الجمهور على المسرح؛ في هذا العرض بالذات أدخل المصمم الرقص المصري واليوناني والإسباني في صميم حركات الراقصين.
يذكر أن الفرقة تكونت بعد عمل موسييف المستمر في عروض مسيرات أكروباتيكية كانت تعبر الساحة الحمراء في موسكو في الثلاثينيات، وفي العام 1936 خطرت له فكرة تكوينها ومنذ ذلك الوقت وهي تحمل اسمه، المفارقة أن موسييف الذي كان يجمع الرقصات الشعبية، تحولت بعض الأساليب التي صممها إلى رقصات شعبية قائمة بذاتها، من ذلك الرقصة التي أصبحت تعرف اليوم بـ "بولبا" وتؤدى في بيلاروسيا.
من جهة أخرى، يشار إلى أن العروض على خشبة "دار الأوبرا السلطانية" تتضمن؛ "الرقص الروسي في الصيف" ورقصة الـ "كالميك"، والـ "تاتروشكا"، والرقص المولدافي، إلى جانب لوحات بعناوين مختلفة من بينها "كرة القدم"، و"رقصة الغجر"، و"التارانتيلا الصقلية"، و"الرقص الأوزبكي"، و"رقص الكاوبوي الأرجنتيني"، "الرقص المكسيكي"، و"جناح البحرية".

السبت، 4 نوفمبر 2017

الاعترافات المحذوفة من مذكرات يوسف وهبي

مجلة الفنون المسرحية


الاعترافات المحذوفة من مذكرات يوسف وهبي


قبل أيام، وتحديدًا فى ١٧ أكتوبر الماضى، حلت الذكرى الـ ٣٥ لرحيل «فنان الشعب» يوسف وهبى، التى مرت فى صمت لا يليق بالرجل الذى ملأ الدنيا، وشغل الناس، وشهد له التاريخ بأنه الأب المؤسس للمسرح المصرى الحديث، واستطاع أن يغير سمعة الفن ويحول الفنان من مجرد «مشخصاتى» لا تقبل شهادته فى المحاكم إلى صاحب مهنة نبيلة، ويمكن أن يكون من أبناء الذوات ويحمل لقب «البكوية». والسؤال: «هل فى سيرة يوسف بك وهبى جديد يمكن أن يُكتب ويُقال ويُنشر؟».. الإجابة بقلب واثق: «نعم.. هناك جديد.. ولدينا وثائق طازجة بخطه، ورائحته قادرة على صناعة الأخبار واستعادة الذكرى».. باختصار: «ما زال يوسف وهبى بعد ٣٥ عامًا على رحيله قادرًا على إثارة الدهشة».

شطب فقرات من «عشت ألف عام» والنقاد يعتبرونها الأجرأ فى تاريخ الفن

فى ٢٧ يونيو الماضى، كتب الناقد المرموق «إبراهيم العريس» مقالًا مطولًا فى صحيفة «الحياة» اللندنية، خصصه للحديث عن مذكرات عميد المسرح العربى يوسف وهبى، وقدم فيه إعادة قراءة لمذكراته الأشهر: «عشت ألف عام»، وكان عنوان المقال دالًا على رأيه ومُلخصًا لوجهة نظره: «يا للأكاذيب الجميلة».
«العريس» أخذ على مذكرات يوسف بك «كثرة ما فى النص من مبالغات وأكاذيب ونفخ فى الذات لا يستقيم مع الصورة التى ترسمها كل تواريخ الحركة الفنية والاجتماعية»، معتبرًا أنه «يصعب تصديق أى صفحة من مذكرات الرجل كما هى».
ومع ذلك، فإن «العريس» يعود فيعترف أن «أجمل ما فى (عشت ألف عام) هو مبالغاته»، مضيفًا: «لقد كان يوسف وهبى حالة على حدة فى تاريخ المسرح المصرى، حالة لا تظهر سوى مرة واحدة، تيمنًا بعبارته الشهيرة: (شرف البنت زى عود الكبريت ما يولعش إلا مرة واحدة)».
هذا رأى «إبراهيم العريس» فى مذكرات يوسف وهبى «الشرعية»، التى نشرتها «دار المعارف»، وقالت فى مقدمتها إنها المذكرات الكاملة للفنان الكبير «كما كتبها دون تدخل فى أى من التفصيلات أو الوقائع التى أوردها، سواء عن نفسه أو عن سواه ممن تحدث عنهم أو احتكت حياته بحياتهم خلال المسيرة الطويلة، التى استغرقها كفاحه الفنى العظيم».
فهل سيغير «العريس» ودار المعارف رأيهما عندما يقرآن الوثيقة التى ننشرها وتؤكد أن يوسف وهبى خدع الجميع، وأنه لم ينشر مذكراته كاملة، بل شطب أجزاء وفقرات عديدة منها، تتضمن مبالغات أكثر من تلك التى استوقفت وأدهشت إبراهيم العريس، فجعله يصفها ــ بلطف ــ بأنها «أكاذيب جميلة؟».
وبعيدًا عن رأى «العريس»، فإن أغلب النقاد المنصفين ينظرون إلى «عشت ألف عام» على أنها واحدة من أجرأ المذكرات الفنية وأمتعها، خاصة أنها تضمنت اعترافات عارية بل صادمة أحيانًا، لِمَ لا؟، وصاحبها امتلك الجرأة والشجاعة لأن يعترف بأنه أقام علاقة جنسية كاملة مع صديقة والدته، وهو لم يزل تلميذًا يافعًا فى المدرسة.
واعترف وهبى كذلك فى تلك المذكرات بأنه انضم لتنظيم «المافيا» أثناء سفره إلى إيطاليا لدراسة المسرح، وأن ظروفه الصعبة اضطرته للإقامة مع فتاة «كومبارس» إيطالية فى شقتها بشارع للدعارة فى «ميلانو»، حتى اتهمه البوليس بقتلها، وقضى فى السجن ٤٨ ساعة إلى أن أظهرت التحريات براءته.
كما اعترف بأنه كان مدمنًا للقمار، وعلى موائده الخضراء خسر عشرات الآلاف من الجنيهات، وأنه أضاع الثروة التى ورثها عن والده، واضطرته الظروف لأن ينام فى عشش الفراخ وأن يهرب من «الدَيانة». ما سبق بعض مما حكاه عميد المسرح المصرى فى مذكراته، وجزء مما كتبه، أما الذى شطبه فكان لا يقل جرأة بل يزيد، وذلك فى البروفة الأولى لـ«عشت ألف عام»، ــ التى بحوزتنا ــ، وكتبها يوسف وهبى بقلمه قبل أن ينقحها، ويشطب العديد من فقراتها، وننشر فيما يلى المقدمة البديعة للمذكرات كاملة على لسانه بلا أى حذف.

لا أنام إلا بحفنة من الحبوب المخدرة وترددت على طبيب نفسى سويسرى

يندر أن أهنأ بثُبات عميق ــ «يقصد سُبات» ــ.. فذكريات الماضى يحلو لها أن تهاجمنى فى الليل البهيم، وشريطه السينمائى يعرض أعماقى طوال الليالى، فأهب من رقادى مهما كنت مرهقًا، وإذا تصادف وانتصر على النعاس فعقلى الباطن لا ينام بل يظل متيقظًا.
وكثيرًا ما يحدث لى عندما أعتزم كتابة مسرحية وتستعصى على مخيلتى تنظيم أحداثها يتطفل عقلى الباطن المستيقظ ويشاركنى فى تنظيم وقائعها. 
إنه كالضيف الثقيل الذى لا تحلو له سوى زيارتى ليلًا فأضطر إلى إضاءة «الأباجورة» المجاورة لفراشى، فالعقل الباطن مثل الأرواح يهرب من بهرة الضوء، وهذه هى الوسيلة الوحيدة لطرد الضيف الثقيل، وأستعين بأى كتاب تقع عليه يداى حتى إذا ما طلع الفجر لا أجد بدًا من تناول حفنة حبوب مخدرة لتصرعنى، وهكذا أنجو من الجنون.
لكن ما إن أفيق من ثُباتى ــ «يقصد سُباتى» ــ، حتى تتراقص أمامى أشباح الماضى وتتدافع آلاف الذكريات فى شريط سينمائى لا أول له ولا آخر، وأستعرض السنين وتتراقص الصور والشخصيات والأحداث التى مرت فى حياتى وألهث فى تتبعها ويعترينى الإعياء من هذا الاستعراض الإجبارى وأصرخ بصوت عالٍ: «لا.. لا.. مستحيل».
هل كل ما فى هذا الاستعراض حقيقة أم محض خيال؟ إنها لا تقف عند حصر.. لقد صدق طبيب الأعصاب الشهير فى مدينة «جنيف» عندما لجأت إلى مصحته منذ سنوات للعلاج بعد حادث مفجع وقع لى وكاد يطيح بعقلى وقال لى: «لقد عشت ألف عام.. ألم تفكر فى تسجيل حياتك الحافلة؟».
راودتنى الفكرة مرارًا بيد أننى كنت أتراجع.. لماذا؟.. لأن تاريخ حياتى فيه من الأسرار ما يحتم علىّ عدم نشره.. وحبى لفنى عرضنى للعديد من المآزق والتجارب والمغامرات.
هيا لا تضيّعن الوقت.. احزم أمرك وسجل كل ما وعته ذاكرتك، وضع نصب عينيك أن واجبك إطلاع العالم العربى كله على تاريخك الطويل.. اجعل منه كتابًا مفتوحًا وتوخ الصدق والأمانة ولا تحاول أن تتهرب من أخطائك واضحط ــ «يقصد ادحض ــ» الأكاذيب والافتراءات إذا كانت هناك أكاذيب وافتراءات.
وذات ليلة منذ بضعة شهور سمعت دويًا فى أذنى، ثم اهتز سريرى، ففتحت عينى وأنا بين الثبات ــ «يقصد السُبات» ــ واليقظة، لمحت على أشعة القمر التى تتسرب من نافذة غرفة نومى شبحًا، وعندما دققت النظر بدا لى هذا الشبح كصورة طبق الأصل منى فارتجفت وهمهمت:
- من أنت؟
- أنا حاضرك. 
- حاضرى؟ وماذا تريد؟
- جئت لأعاتبك على كسلك وإهمالك فى تسجيل ماضيك. 
- ماضى؟
- نعم ماضيك. 
- أنت محق كثيرًا.. ما أمسكت القلم وأنا معتزم أن أكشف عن ماضى الستار ومرارًا ما ملأت منه صفحاتى.. وفى كل مرة أتوقف بل أمزق ما دونت لأن تاريخ حياتى يحتاج إلى تكريس كل وقتى والتفكير فيه يضنينى ويهد كيانى. 
- سألازمك من الآن ولن أدعك حتى تنتهى منها. 

خسرت عشرات الآلاف فى القمار.. ونمت فى عشش الفراخ

- إنها مسئولية خطيرة وأسرار طواها الزمن ويشوبها عدم الاستقرار.. إنها مسيرة طويلة وعمر عشته طولًا وعرضًا.. وكثيرًا ما أسائل نفسى: «كيف صمدت بمفردى ودون عون من أى مخلوق على اجتياز الصعاب التى مرت بى؟».
عشرات السنين عشتها بين مد وجزر.. فى قصور فاخرة وفى غرفة على السطح يشاركنى فيها الدجاج.. رأسمال ضخم ورثته عن أبى وأضعته ثم استرددته ثم فقدته.. دوامة لا تهدأ: فقر وغنى.. شظف وترف.. ظلام وبهرة أضواء.. قامرت وربحت وخسرت.. انتصرت وانهزمت، لكننى لم أُسلم سلاحى ولم أخضع للأقدار ولم أغتر بالثراء ولم أجزع من الإفلاس العلنى وملاحقة «الدَيانة». إعصار وزوابع وحرب عوان أشهرتها على الرجعية والحقد.. مغامرات مع الجنس اللطيف تفوق حد الخيال. راغبات فى خلق علاقة مع ذوى الشهرة، وفضوليات متعطشات للتذوق والتجربة، فراشات تغريها الأضواء ثم يتساقطن فى أتون النار.. لكننى كثيرًا ما كنت ضحية للمغريات.. لفقوا علىّ القصص.. اتهمونى بأنى قناص أصطاد الطير الضعيف، نهم فى المتعة، حشاش، سكير، عربيد، جعلت من المسرح مصيدة سقط فيها العديد من الضحايا.
والحقيقة كانت عكس ما لفقوه عنى وما ابتكروه لتحطيم سمعتى. أنا لا أدعى أننى كنت قديسًا أو راهبًا أعيش فى محراب أو متصوفًا فى صومعة أو معصومًا من الخطأ والشهوات.. لكننى كغيرى أيام الشباب والفتوة كنت أستجيب أحيانًا للإغراء والجمال فى شىء من النهم بيد أننى لم أشرب الخمر ولم أتعاط المخدرات ولم أرتكب موبقات سوى حبى السابق للقمار الذى سلبنى عشرات الآلاف.
- كم مرة أحببت؟
هذه عملية حسابية تحتاج إلى خبير فى مسك الدفاتر، لكننى أحببت لأول مرة مبكرًا وقبل البلوغ وكان عمرى ٨ سنوات.
- خبرنى أولًا يا أستاذ يوسف هل أنصفك أولئك الذين أرخوا للمسرح؟
- من النادر بكل أسف.. معظم من ادعوا معرفة تاريخ المسرح لم يعاشروه. 
- متى بدأت هوايتك للمسرح؟
-منذ كان عمرى ٧ سنوات وتضاعف هذا العشق على مر الأيام وتحول إلى وله وأصبحت خشبة المسرح أشبه بامرأة أُذبت فيها وجدًا لكنها كانت وما زالت امرأة قُلّب أذاقتنى حلوها ومرها وبعت نفسى وشبابى لها.
- هل كان النقد لأعمالك ومسرحياتك بناء أم هدامًا؟
- معظمه كان معاول هدم وتشويه لجهادى، بيد أننى لا أنكر فضل بعض الأقلام النزيهة التى ساندتنى وأنصفتنى.

سيناريو مسلسل درامى يحكى قصته فى مكتبه بوسط البلد.. مَنْ ينتجه؟

حسنا فعلت أسرة عميد المسرح المصرى، وفنان الشعب يوسف وهبى عندما أهدت مؤخرًا مكتبته وأوراقه إلى مكتبة الإسكندرية لتكون فى الحفظ والصون، وحتى لا نجد تلك الوثائق المهمة قد تسربت وخرجت من مصر واستقرت فى أدراج كئيبة على ضفاف الخليج لا تعرف قيمتها ولا مكانة صاحبها بل دفعوا فيها حقائب من الدولارات لمجرد التباهى.
وحسبما ذكره لى أيمن منصور، المدير فى «بيت السناري» التابع لمكتبة الإسكندرية، الذى تولى تسلم وثائق يوسف بك من أسرته، فإن هذه «الثروة» تضم سيناريوهات مسرحياته والوثائق الخاصة بفرقته المسرحية «رمسيس»، وكتبه الشخصية بمكتبته، وأغلبها عن المسرح وتاريخه بأغلب اللغات العالمية، ومجموعة نادرة من اللوحات التى رسمها له كبار الرسامين العالميين، ومتفرقات من مذكراته الشخصية التى نشرت بعد ذلك فى ٣ أجزاء عن «دار المعارف»، وكذلك ما حصل عليه من نياشين وأوسمة وشهادات تقدير خلال مسيرته الحافلة.
وقد أُتيح لى أن أرى وأطلع على كثير من تلك الوثائق فى مكتب يوسف وهبى فى مكتبه بوسط البلد، الذى يشغله الآن ابن شقيقه ويحمل نفس اسمه المهندس يوسف وهبى، ففى حجرة عمه كانت كل أوراقه كما تركها عند رحيله فى ١٧ أكتوبر ١٩٨٢، وكان بينها سيناريو مسلسل درامى فى ٣٠ حلقة.
يحكى هذا المسلسل قصة يوسف وهبى وسيرته منذ مولده فى الفيوم لأسرة أرستقراطية ترى فى التمثيل «عارًا» و«قلة قيمة» إلى أن أصبح أشهر ممثل مسرحى فى الشرق وواحدًا من أبرز نجوم التمثيل فى كل الأجيال.. وأتصور أنه يمكن أن يكون الأساس لسيناريو مسلسل كبير يليق بسيرة واسم يوسف وهبى «مبعوث العناية الإلهية لإنقاذ فن التمثيل».
أذكر يومها ــ أكتوبر ٢٠١٠ ــ أن المهندس يوسف وهبى كان غاضبًا بشدة ومحتجًا بقوة على مشروع مسلسل كان السينارست فيصل ندا قد أعلن أنه بدأ كتابته بالفعل عن حياة يوسف وهبى، وقال إنه سيقف ضده بشدة ليمنع ظهوره.
وأظن أن فيصل ندا بعد كل هذه السنوات قد تراجع عن مشروعه، ولم يبق إلا السيناريو الموجود فى حوزة أسرة يوسف وهبى، لعل واحدًا من المنتجين الحقيقيين يتحمس لإعادة يوسف وهبى إلى الحياة.


-------------------------------------------------
المصدر : الدستور 

الإمارات وموريتانيا والمغرب في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة الفنون المسرحية

الإمارات وموريتانيا والمغرب في مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

تنظم إدارة المسرح في دائرة الثقافة في الشارقة، الدورة الثالثة من «مهرجان المسرح الصحراوي» بين 14 و17 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، في منطقة الكهيف. وتشارك في الدورة الجديدة من المهرجان عروض من الإمارات وموريتانيا والمغرب وسلطنة عُمان تستلهم موضوعاتها من البيئة الصحراوية، وتستند فنياً إلى عناصر مثل السرد والربابة والتشخيص وسواها من أشكال التعبير الفني التي طورّتها مجتمعات الصحراء العربية.
وعقدت اللجنة المنظمة للمهرجان، قبل أيام، اجتماعاً في قصر الثقافة في الشارقة، برئاسة أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان، وبحضور رؤساء واعضاء اللجان الفنية، تأكّد فيه اكتمال التحضيرات الخاصة بالمهرجان. وصُمّم موقع المهرجان بأسلوب معماري يماثل قرية صحراوية تتوسطها منصة تقديم العروض، وتوزعت من حولها الخيم ومصادر الضوء والصوت.
وقال بورحيمة إن «المهرجان يحظى بدعم حاكم الشارقة ويسترشد بتوجيهاته ورؤاه في تطوير الفن المسرحي عبر الارتكاز على المرجعية الثقافية العربية بما تكتنزه من انماط حكائية وأدائية ثرية، وتسليط الضوء على ما تضمنه من قيم وتقاليد واعراف النبل والأصالة، وذلك من خلال الاشتغال المسرحي البنّاء، والوسائل والأدوات المبتكرة، التي تعمق من وقع جمالياتها ودلالاتها». وبيّن بورحيمة أن «فكرة المهرجان وجدت ترحيباً واسعاً من الفاعلين المسرحيين في كل مكان، وبخاصة المتطلعين منهم إلى استكشاف امكانات جديدة تثري الممارسة المسرحية المعاصرة»، مشيراً إلى أن الدورة الجديدة ستشهد حضور العديد من الاسماء المسرحية العربية، الراسخة والشابة، إلى جانب المشاركين في نشاطات المهرجان المتنوعة، من الإماراتيين والعرب».
وينظم المهرجان في يومه الأول «اللقاء التعريفي» الذي يجمع الفرق المشاركة ووسائل الإعلام. وفي كل ليلة من لياليه يحتفي المهرجان بالثقافة الصحراوية للبلدان المشاركة، وتحفل رزنامة النشاطات المصاحبة بالعديد من البرامج ذات الطابع النظري، ومن أبرزها المسامرة الفكرية التي تأتي بعنوان «مضامين المسرح الصحراوي وأساليبه: بين الكائن والممكن»، بمشاركة نخبة من المسرحيين العرب. وتنظم أيضاً ندوات تطبيقية تعقب تقديم العروض مساء كل يوم، فضلاً عن معارض فلكورية يومية تعكس جانباً من ملامح الثقافة الصحراوية لدى البلدان المشاركة. ويدشن المهرجان أول كتاب حول فكرته، بعنوان «المسرح والصحراء» ويتضمن مداخلات ورؤى حول تجربة المهرجان ومستقبله، إضافة إلى قراءات في بعض عروضه السابقة.

----------------------------------------
المصدر : الحياة 

الجمعة، 3 نوفمبر 2017

"دمى طنجة".. البحث عن مساحة

مجلة الفنون المسرحية

"ملتقى مكناس": خصوصيات النص المسرحي

الخميس، 2 نوفمبر 2017

تكريم الأمين العام للهيئة العربية للمسرح ومدير الأعلام والنشر الفنان غنام غنام على هامش مهرجان دمى طنجة

مجلة الفنون المسرحية

 تكريم الأمين العام للهيئة العربية للمسرح  ومدير الأعلام والنشر الفنان غنام غنام على هامش مهرجان دمى  طنجة 

كرم عمدة مدينة طنجة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح والفنان والمخرج ( غنام غنام ) مدير الأعلام والنشر  في الهيئة العربية للمسرح على هامش مهرجان الدمى الذي اقامته الهيئة  .
حيث استقبل عمدة مدينة طنجة محمد البشير العبدلاوي الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله و برفقته عضو مجلس الأمناء الحسن النفالي و مدير النشر والأعلام  غنام غنام، وبحضور د. رشيد امحجور مدير مهرجان دمى طنجة، وحضور نائبي العمدة، و ذلك بمناسبة انعقاد الملتقى العربي لفنون العرائس و الفرجة الشعبية و مهرجان دمى طنجة، و قد أثنى العمدة على هذا النشاط المتميز و الفعالية المؤثرة، مبديا استعداد المدينة لتطوير فعاليات عديدة في هذه المدينة المنفتحة على الثقافات العالمية المختلفة، فيما أكد الأمين العام استعداد الهيئة العربية للمسرح لكافة أشكال التعاون من أجل رفعة هذه الفنون و المسرح عامة. وقد كرم العمدة الأمين العام بدرع مدينة طنجة.






الأربعاء، 1 نوفمبر 2017

المؤتمر العلمي "يناقش أثر الفنون الدرامية في تغير الموسيقى" على المسرح الصغير

ماريو باسيل وغابريال يمين... «غضب» على الخشبة!

مجلة الفنون المسرحية

ماريو باسيل وغابريال يمين... «غضب» على الخشبة!


يستعد ماريو باسيل  لخوض تجربة جديدة في مسيرته المهنية المتركّزة على الكوميديا والستاند ــ أب ومسرح الـ «شانسونييه». بدءاً من 9 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، سيعتلي الممثل اللبناني خشبة «مسرح المدينة» ليقدّم عرض One Angry Man (رجل غاضب) من كتابة وإخراج غابريال يمين، الذي أُعلن عنه خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء أوّل من أمس في أحد فنادق بيروت.

على مدى عشرين عرضاً فقط، سيتمكّن الجمهور من مشاهدة ماريو «كما لم يره من قبل»، إذ يأخذه يمين إلى جنر مسرحي جديد: الكوميديا السوداء. هكذا، ستتكشّف معاناة فنان غاضب من نفسه ومن الحياة، يخوض على الخشبة معركة مع المعايير الإجتماعية الملتوية، كما يعبّر عن أفكاره بحلوها ومرّها وهواجسه ومخاوفه ونقاط ضعفه. يذكر أنّ الممثل سيرجيو كوليانا سيجسّد دور ماريو عقله الواعي، فيما سيكون لتينا عبيد ويارا خوّام حضور مميّز.
أما عن أسباب إقدامه على هذه الخطوة، فأكد نجم مسرحيات Comedy Night في المؤتمر أنّه يريد «خوض عالم جديد في المسرح»، مشيراً إلى أنّه اجتمع مع غابريل يمين وطرح عليه الفكرة، قبل أن حصل على مواقفته ويبدآن العمل سوياً على إنتاجه. فضّل ماريو عدم الكشف عن الكثير من تفاصيل One Angry Man، لكنّه وعد الناس بأنّ شخصيته الجديدة ستكون «مفاجئة» لأنّها «بعيدة عن أدواري السابقة».
من جانبه، لم يشأ غابريال الإفصاح عن تفاصيل العمل، معرباً عن إعجابه بشخصية ماريو المسرحية وعن تقديره لشغفه بكل ما يخص المسرح، الأمر الذي جفعه إلى تبنّي One Angry Man تأليفاً وإخراجاً. وحذّر يمين من أنّ «المسرح ينطفئ»، متمنياً على الإعلام دعمه. وأشار الى أنّ «المسرح يموت بسبب أهله، إذ لم يعد يوجد مختصون».

عرض مسرحية One Angry Man: بين 9 تشرين الثاني و10 كانون الأوّل (ديسمبر) ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً ــ «مسرح المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام:01/753010

-------------------------------------
المصدر : الآخبار

المخرج د. أحمد محمد عبد الامير : فنون الحركة والظل سيكون لها الفضاء الرحب لما يتمتع به الظل من مشاركة بصرية ووجدانية مع المتلقي

مجلة الفنون المسرحية


المخرج د. أحمد محمد عبد الامير : فنون الحركة والظل سيكون لها الفضاء الرحب لما يتمتع به الظل من مشاركة بصرية ووجدانية مع المتلقي

تجربة ( السندباد ) مونو مايم خيال الظل حكاية ظل هارب من سرديات ألف ليلة ... وليلة
السندباد هو السفير المادي والروحي للإنسانية المعذبة التي تبحث عن الاستقرار والامان الروحي ..
تكشف التجربة الظلية جزءً من الواقع العراقي ليمثل الواقع العالمي وكشف حجم مأساتنا وحيرتنا واحلامنا التي لا تتحقق 
تجربة تنحو خارج السياق المألوف في فنون الظل المعروفة من قبل المتلقي من حيث الفكرة والاسلوب التقني 

حاوره – عبد العليم البناء 

يشهد المسرح العراقي دوما تحولات نوعية عامة وعلى صعيد المسرح الصامت وخيال الظل خاصة ،والاخير شهد أيضا تحولات وتطورات مختلفة انعكاسا لتطوره عربيا وعالميا وبات يفرض حضوره الجدي والفاعل إسوة بباقي الوان المسرح المعروفة ،ومن هنا تأسست ( ورشة دمى للتمثيل الصامت وخيال الظل ) في عام ( 2006 م) ضمن الاجواء الاكاديمية في كلية الفنون الجميلة لجامعة بابل ، لتختص في تدريب وتقدم الاعمال الايمائية الصامتة لطلبة قسم المسرح ولتكون في البدء جزءً من درس التمثيل الصامت ،الذي أشرف على تدريسه ومفرداته العملية والتطبيقية المخرج الاكاديمي الدكتور أحمد محمد عبد الامير اضافة الى درس التعبير الحركي ،فطبق فيها انماطا ادائية مختلفة منها ( البانتومايم / والمايم بأنواعه ) التي تعد من الفنون الصعبة والممتنعة عن الاداء الكامل ،واستطاع نقل التجربة الصفية للورشة الى المشاركة في الفعاليات الفنية والجماهيرية بعيدا عن السقف الاكاديمي يكون فيها الطالب والمدرس هم اصحاب العمل الفني ، ومنها كان العرض الايمائي ( لاصقوا اعلانات ) ليصور الواقع العراقي المعاصر عبر تجسيد فكرة الانتخابات بوابة للصراع والإحتراب ايمائيا ،ومسرحية (صور من بلادي) التي تنبع عن ورشة مكثفة للبحث عن فن غريب اطلق عليه ( مايم خيال الظل ) وهو يجمع التعبير الحركي الايمائي الظلي للأشياء وللجسد، اضافة الى عروض ظلية قصيرة ومنها مشاهد تخللت عروض لفظية .وآخر تجارب الورشة عرض ( السندباد ) واستخدم فيها التقنية الرقمية في تشكيل الظل المسرحي ليجمع الموروث الثقافي العراقي والعربي مع تقنية المسرح الظلي الذي ينسب ارثه للعرب قديما ،وكان من اقدم اسماء مؤسسيه هو العراقي الموصلي ( ابن دانيال ) ،وهو من تأليف واخراج الدكتور أحمد محمد عبد الامير ، أداء ظلي ومخرج مساعد الفنان الشاب حسين مالتوس ، تقنيات رقمية منتصر العذاري ، ومؤثرات موسيقية حسين مالتوس ، ومن انتاج دائرة السينما والمسرح ومن المؤمل ان يقدم في افتتاح مهرجان منتدى المسرح القادم .. وبغية الوقوف على فكرة واسلوب تقديم هذا العرض ومحطات أخرى من مسيرة المخرج الدكتور أحمد محمد عبد الامير الاستاذ في كلية الفنون الجميلة في جامعة بابل وتخصصه النادر جدا كانت لناهذه الجولة من الحوار:

* ما الفكرة التي ينطوي عليها عرض ( السندباد) وهو ينحو منحى غير تقليدي يتمثل بلون من المسرح ، الذي على ما يبدو لم يأخذ مساحته الكافية وحضوره الفاعل على الأقل محليا ،على الرغم من تقادم الزمن عليه عراقيا ؟.
- تدور فكرة العرض الايمائي الظلي حول جدلية الوجود والعدم ، تمثل فيه شخصية السندباد السفير المادي والروحي للإنسانية المعذبة التي تبحث عن الاستقرار والامان الروحي.. رحلة افتراضية تبدأ من النشأة الاولى لظل الشخصية ورحلتها في عالم المثل ومن ثم ارتكابها الخطيئة الأولى ،ونزولها إلى العالم الأرضي وصراعها مع الشخصية الأرضية التي تمثل الواقع لتمنعه من تحقيق حلمه في الاستقرار، والامان، والسلام، حتى في حلم العودة ، كما تكشف التجربة الظلية جزءً من الواقع العراقي ليمثل الواقع العالمي .إنها حكاية يرويها ظل يعيش الاغتراب، رحلة يمتد عمقها نحو جذور روح تبحث عن مستقر لها ،هاربا من المدن الغريبة ، ظل لمْ يتعَبْ من السفر .. (السندباد) ليس سندباد ألف ليلة وليلة إنه ظل يمثلنا جميعا يكشف حجم مأساتنا وحيرتنا مع الظل يكشف احلامنا التي لا تتحقق . في عرض (السندباد) لا نرى (علي بابا) ولا (ياسمين) الطائرة المسحورة اللطيفة ، بل نرى ظلالنا ترحل وتتجول باحثة عن وجودها ، رحلة افتراضية يحاول كادر العرض تجسيدها لعلنا نصل الى الحلم المنشود بين طرقات الخوف والموت ،يضيع فيها العمر هباء كل منا سندباد ، يحمل حكايته ليرويها ، انها حكايات الظل ، حكايات الحقيقة وسنرى انفسنا هناك ..تجربة تنحو منحى خارج السياق المألوف في فنون الظل المعروفة من قبل المتلقي من حيث الفكرة من جانب والاسلوب التقني من جانب آخر . استخدمنا التقنية الرقمية والمونتاجية السينمائية كما سعينا الى الاقتصار على وجود ظل واحد كراو ومؤد وحيد في العرض ( مونو مايم خيال الظل )، وهذا جديد في مجال تجارب فنون ظل وهو ما يحسب الى هذه التجربة الادائية وفرادتها في التقديم والتي تعتمد ظلال الاشياء والاجسام المشكلة للفضاء وبيئة العرض.

*وهذا يعني أن فنون الظل ستكون هي فنون المستقبل حسب هذه الرؤية والفعل الابداعي المنظور..
فعلا ..إن فنون الظل هي فنون المستقبل الذي يمكن أن يعكس التطور التقني والمعرفي والجمالي ،كما انه أرض خصبة للتطوير والتقدم بعد أن عانى الفن الحواري من أزمة المراوحة والثبات في العقود الاخيرة . فنون الحركة والظل سيكون لها الفضاء الرحب امام الفرجة الجماهيرية لما يتمتع به الظل من مشاركة بصرية ووجدانية مع المتلقي ،لأنه جزء من التجربة الذاتية ومرتبط بذكريات الطفولة وهواجس الذات ومن التعبير المجازي للغتنا المنطوقة، كما يمدنا بإمكانات واسعة للتعبير الجمالي والصوري بشكل واسع كما يمكن لنا ادخال التقنيات البصرية ، اذ استطعنا في هذا العمل من تطبيق التقنيات البصرية والمونتاجية السينمائية بشكل يتيح تجسيد وتصوير بيئات واسعة ، مما ترتب عليه ولوج تجربتنا الى مجالات تقنية سينمائية تحقق لنا تصوير وتجسيد البيئات الافتراضية التي يسعى العمل لتحقيقها وتقديمها في العرض الظلي الصامت ، كما يفتح الباب واسعة لتحقيق المشاهد الافتراضية والسريالية بشكل أوسع ويحقق الطرح الجمالي والأثر البصري على المتلقي ،الذي خبر الصورة والحركة ودلالاتها اثر التقدم التقني والبصري الواسع للأنترنيت والساتلايت واجهزة التواصل التقني والاجتماعي الرقمي .

* اذا كان الامر كذلك فما الذي يميز هذا العرض عن عروضك السابقة شكلا ومضمونا ؟.
- تجربة ( السندباد ) الظلية تختلف عن باقي التجارب الظلية السابقة من حيث اعتماها على الافق التقني في تشكيل فضاء العرض ،بعيدا عن الاسلوب السابق الذي كان يركن الى استخدام اسلوب الاداء المعروف في الاعتماد على قدرات الجسد او الاجساد مجتمعة في تشكيل الفضاء وتكوين البنى الشكلية للعرض ، استعنى هنا بالتقنية الرقمية لتشكيل الفضاء من جانب واعطاء بعد آخر لم يكن للتجارب الظلية المقدمة من الفرق الغربية المعروفة حيث أضفنا البعد الثالث للظل ، اذ من المعروف أن تقنية الظل تعتمد على بعدي الطول والعرض لظل المؤدي وللأشكال مع استخدام الشفافيات التي تحوي البعدين ،وقد استخدمناها سابقا وانتفت الحاجة اليها في عرض السندباد مستعينين فيها بقدرة الصورة الرقمية من تشكيل البيئة الظلية الثلاثية الابعاد ( الطول ، والعرض ، والعمق )، كما تمكنا من اضافة البعد الاخر للأشكال وهي اللون والخامة للشكل وللفضاء الافتراضي لم يكن من السهل ادخالها في العروض المعروفة وهذا ما يحسب لهذه التجربة المعاصرة ،فهذه الخطوة التجريبية كلفتنا جهدا معرفيا لاكتشاف قدرات التقنية الرقمية التي كانت بعيدة عنا لأسباب ثقافية جعلتنا لا نركن اليها ، وأنها بعيدة عن اختصاصنا وضرورياته الفنية والجمالية الا في مجالات ضيقة يؤديها فنيون أكفاء ، فاضطررنا لولوج فضائها الواسع لخلق المشهد الدرامي أو التعبير عن الحالة الانسانية والذي تطلب لأجله وقتا طويلا ، كذلك تطلب قدرا من المال للمنفذ والمصمم التقني خلف الحاسبة الالكترونية وبرامجياتها الواسعة والمتعددة وهي من الاختصاصات النادرة والمكلفة ايضا . ومن جانب آخر ، التجريب ومدياته والوقوع بأخطائه لأننا ندخل مكانا لم يخبرنا أحد به أو قام بتجربتها فاعتمدنا على الذات وقدراتها ، كما تطلبت بعض المشاهد الجمع ما بين الاسلوب الادائي التقليدي للظل ودمجه مع التصوير الفلمي وادخاله للتقنية الرقمية لخلق اشكال وبيئات تحقق الفكرة الرمزية للمشاهد وابعادها التعبيرية الحديثة . 

* يبدو أنك ما زلت تنحت وتصوغ شكلا مسرحيا صعب المنال لكنه سهل التوصيل لرسالته لشعوب العالم على اختلاف لغاتها ، ما العوائق التي واجهتك فنيا وفكريا وجماليا وابداعيا ؟.
- المسرح الصامت بشكل عام والظلي بشكل خاص له شروطه ومواصفاته الجمالية والادائية ،كذلك له لغته التي تركن الى لغة الايماءة والحركة للتعبير عن الحكاية الافتراضية والمجازية ، وبخاصة نحن هنا نتحدث عن فن الظل الذي يجرد المجرد بعيدا عن لغة الكلمة ودلالاتها اللغوية ، للاعتماد والاكتفاء بأبعاد الايماءة ودلالاتها للتواصل مع الفكرة من قبل المتلقي الخبير بلغة الايماءة والتعبير الحركي ، والذي يتطلب منا الدراية بفنون الايماءة ودلالاتها وبنيتها وكيفية ارسالها وتلقيها من قبل المتلقي حيث يصبح التواصل هاجسا متواصلا مع مجموعة العمل في شروط التداول وتحقق المعنى والرسالة وتحقق فكرة العمل وطبيعتها التقدمية التقنية الحديثة.هنا نفتح المجال لحوارية بصرية دلالية مع المتلقي ، تجعل التجربة الفنية المسرحية أمام محك مع المتلقي .. لغة الحركة والايماءة اصبحت من أهم لغات التواصل ما بين البشر وهذا يدفع التجربة الظلية الحداثوية الى الدخول في مجال الايماءة ودلالاتها ، إذ تشير الدراسات الثقافية أن ( 90 % ) من لغة التواصل بين البشر هي لغة الحركة والايماءة وأن المتبقي منها هو لغة الكلمة والصوت وبذلك تصبح فنون الظل الايمائية أقرب لغة الى ذهنية المتلقي .

*وهل يصلح أي مسرح لعروضك التي تتطلب تقنيات وأدوات فنية وعناصر تمثيلية ذات مزايا جسدية مرنة تستجيب لمعالجات درامية غير تقليدية ؟
- العرض الظلي الحديث ( مايم خيال الظل ) يتطلب بيئة مكانية خاصة يشترط فيها العمق خلف الستارة والاظلام التام ، فالأماكن المفتوحة لا يمكن تقديم العرض الظلي فيها الا في شروط خاصة . ادوات العرض ستارة بيضاء كبيرة ذات خامة خاصة مناسبة مع جهاز اضاءة ، مما يجعله قليل الكلفة ماديا وصعب التحقق للشروط الطبيعية كذلك التمرين المستمر لمجموعة العرض التي تتطلب مؤديا ايمائيا من جانب وواعيا بشروط وأعراف مايم خيال الظل . إن مواصفات ممثل خيال الظل (الجسدية، والعقلية، والأدائية) هي: الذاكرة والحساسية، الذكاء ، سرعة الإدراك ، التذوق للموسيقى ، المعرفة بفن الرسم والنحت ، المعرفة بمبدأ الانسجام والنسب ، تكامل الهيئة الجسدية ، سرعة الحركة والمرونة ، وحسن الخلق، والجدية بالعمل واتقانه من حيث النسب والتوازن والتناسق في الأداء ، وأن يكون ذا حس إنساني متقدم، وأن يتماها مع الموضوع المقدم ، وأن يكون رياضيا ومتمكنا من أدواته ، ومرتبطا ببيئته الثقافية ، ذا ذاكرة حسية وانفعالية متمرسة ، وعارفا بأعراف التمثيل الإيمائي وتقاليد خيال الظل ، وبمفهوم الإيماءة وآليات الإرسال والقراءة .
للظل الصامت لغة ولغته تتكون من العناصر: الشكلية، والأدائية، والإيمائية، واللونية، والفراغية، والصوتية، التي تتشكل وتندمج في فضاءات الشاشة البيضاء, لتشكل المعنى الظلي في بنية سمعية بصرية رصينة، ولأجل أن يجذب عمل خيال الظل انتباه المتلقي وأن يؤدي دوره التعبيري وجب أن تنتظم عناصره فيؤدي دورها الجمالي والدلالي المطلوب في العمل، والاستخدام الصحيح لهذه العناصر يجعلها ذات أثر حسي وذهني في الوقت ذاته من الناحية الجمالية والدلالية .

*اذا كان الامر كذلك فما الرسالة التي اردت ايصالها محليا وعربيا ودوليا ؟.
- الهدف هو جمالي ، وتقني ، وادائي ، ان لا نقف على حافة الفن والابداع اذ لا حدود ولا هوية خاصة به ، فلا ضرورة للمراوحة حول ما هو منجز فالعقل والخيال مدياته أوسع مما نعتقد فلا خوف من التجريب والبحث عن اشياء لم نكن نبحث ،فكل شيء بات متوافرا من حولنا الصورة ، والتكنلوجيا الحديثة ، فمن الضرورة اتخاذ موقف من قفزات العصر وتطوره . 

* وما الذي تراهن عليه في هذا العرض شكلا ومضمونا ؟.
- عرض ايمائي ظلي عراقي شكلا ومضمونا يروي حكاية تمثلنا وحدثا يصور بيئتنا وثقافتنا وهمنا ، عرض لا يشبه أي تجربة غربية . ( السندباد ) حكاية ظل هارب من سرديات ألف ليلة ... وليلة ، ليروي حكايتنا نحن العراقيين ، عن حلم قديم لم يتحقق منذ نشأتنا بين يدي ارادة السماء وصولا الى نزاعنا اليومي ، تائهين بين الحروب والصراعات ولا تتحقق . أما الشكل فلا أرغب بالتقليد والاتباع تعلمنا الف باء الظل وعلينا ان نكتب أحرف الظل الاخرى ، ولعلنا نصل الى تحقق ذلك اتمنى ذلك بأذن الله . فاتجاه ما بعد الحداثة فتح الباب على مصراعيها للولوج الى علم الصورة والتعبير الظلي الحديث ، لتكون لنا البصمة في ذلك محليا أولا ليكون درسا للجيل القادم . ولعلنا نستطيع أن نوصل تجربتنا الى مصاف الدول العربية لإيصال رسالتنا للآخر .

* وما المشاريع الجديدة ل(ورشة دمى للتمثيل الصامت وخيال الظل ) ؟ وهل مازالت قائمة الى الان ؟ وما أبرز منجزاتها التي تصب في إطار تفعيل التمثيل الصامت والرقص الدرامي وخيال الظل ؟.
- نأمل تطوير فن مايم خيال الظل باستخدام اساليب حديثة ونشر تقاليده بين شبابنا لتطوير امكاناتهم الادائية والتقنية والتعبيرية ، وامكانية توظيفه في المسرحيات اللفظية والتعاون معهم كضرورة جمالية ودلالية كما عملنا في مسرحيات اخرى ومنها ( امام البابا ، وماراثون ).
الولوج نحو أنماط ادائية متعددة اخرى تنضوي تحت يافطة التعبير الحركي او المسرح الحركي والصامت أو الايمائي ، فكان الرقص الدرامي من بين الابواب التي خاضتها الورشة في البحث والتجريب داخل المؤسسة لتشارك فيها في النشاطات الفنية خارج حدود الجامعة في النشاط المحلي والدولي . وكانت تجربتي ( شك ) رقص درامي عام ( 2007 ) ( كرستال ) عام ( 2008 م) وعرض ( السينما تحت اقدام شارلي ) يجمع ما بين المايم والرقص الدرامي وأعمال اخر. كذلك الدخول الى عالم ( مايم شوارع ) لتقديم اعمال في الساحات والاماكن المفتوحة ، فكانت الورشة مع ( مهرجان دربندخان الدولي لمسرح الشارع 2010 ) كذلك المشاركة في تقديم عروض مع طلبة الكلية في تأسيس ( مهرجان العروض الايمائية القصيرة ) السنوي في ساحات الكلية كذلك مهرجان الشارع في جامعة بابل والمشاركة مع ( الهيئة العربية للمسرح ) في تقديم الفعاليات الايمائية الصامته في مهرجان الشارقة ( 2016 ) في ساحاتها ، كذلك فتحت الورشة للتعاون مع المؤسسات التربوية ومنها تقديم الورش لتعليم المسرح الصامت لوزارة التربية في بابل كذلك وزارة الشباب ومراكزها في بابل ومهرجاناتها السنوية ، كذلك الورشة لخيال الظل لذوي الحاجات الخاصة ( لمعهد الامل للصم والبكم ) في بابل .

* في هذا السياق وفي ضوء تخصصك الدقيق في هذا اللون من المسرح ما المقترحات التي تراها فاعلة ومؤثرة في إشاعته وتعميمه ؟.
- تفعيل الورش مع المؤسسات المختلفة ومنها التربوية والاكاديمية بخصوص فنون الايماءة والتعبير الحركي الصامت ( المايم ، والبانتومايم ) وفنون خيال الظل الحديث الصامت لمواكبة التطور الثقافي والصوري والتقني والادائي الحديث لأنها لغة العصر وفنونه ، كذلك ضرورة الدعم الاعلامي والصحفي لتسليط الضوء على هذا الفن واهميته وجماليته الاخاذة لأنه من أقرب الفنون الى الذات ودواخلها عبر لغة الايماءة ، والظل لغته الخيال ( لعبة قديمة قدم الإحساس بالشكل، واللون، والحركة ) تجربة تسقط ظل الخيال والأسرار والبواطن والواقع . كما قامت بذلك التوجه ورشتنا في جامعة الكوفة في تقديم ورشة مايم خيال الظل الحديث وورشة الظل الصامت مع معهد الامل لذوي الحاجات الخاصة ( الصم والبكم )، والتي اتاحت الفرصة لتعرف الفتيان بهذا الفن من جانب والتعبير عن ذواتهم الصماء بشكل فني وجمالي ودلالي فاعل ، وضرورة دعم الاعمال الايمائية للمشاركة في المهرجانات الرسمية داخل العراق وخارجة ، فالعصر الحديث هو عصر الحركة والايماءة وتقنية الصورة لأنها تنافس الكلمة المنطوقة ، وهذا جواب الجدل الحاصل نحو المهرجانات المسرحية المحلية والعربية التي تركن الى الكلمة دون لغة الجسد .

*كلمة أخيرة ...
- الجسد عقلنا الكبير ، منبع الوعي والفكر والحركة ، في الفن كان الحوار واللعبة مع (الجسد، والروح)، (الأصل، والصورة)، (الأسود، والأبيض)، (الظل، والضوء)، (أنا، والظل).. منذ القدم ومع الطفولة، لا يمكن أن يوجد أحدهما دون الآخر ، ولا يمكن أن يوجد مخلوق أو كائن حي أو جماد بغير ظل . فن الظل هو فن المستقبل ، فن الحقيقة ذاتها .سيحقق عرض ( السندباد ) حلم التوحد والانصهار مع الذات بلا وسائط ، نتمنى ان يحقق ذاته على خشبة المسرح العراقي .

الصور لعرض مسرحية  السندباد







تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption