أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017

الحركة المسرحية في الجهات كما يراها أبناؤها نحلم.. نتعب.. لكن نحتاج لقرار سياسي لننجح

مجلة الفنون المسرحية

الحركة المسرحية في الجهات كما يراها أبناؤها نحلم.. نتعب.. لكن نحتاج لقرار سياسي لننجح 

مفيدة خليل -  المغرب 

وضعتهم الجغرافيا بعيدا عن المركز، التاريخ ايضا يدوّن انهم اختاروا مدنهم البعيدة وولاياتهم لينتجوا حركة مسرحية مقاومة،

حركة تتجاوز المركز فهم هناك يكتبون الياذة للتمرد وللحياة بعيدا عن العاصمة والمدن الكبرى، هناك قد تقسو الجغرافيا ولكن ارادة الحياة عندهم كنجم لا يأفل، هم يصنعون من العدم فعلا مسرحيا «حيّ و حيّ» ، فعل لا ترهقه الجبال ولا الصحراء فكلما اشتدت الظروف ابدعوا وولدوا من رحم المأساة عمل فني، متفائلون لأن التفاؤل هو الايمان الذي يؤدي الى الانجاز.

«المغرب» توجهت بالسؤال الى بعض مبدعي الجهات ليتحدثوا عن الحركة المسرحية في جهاتهم تطاوين ومدنين وقفصة والقصرين القيروان والكاف ونابل، من الشمال الى الجنوب كيف يقيمون الحركة المسرحية ما هي مشاكلهم وما هي الحلول التي يقترحونها، بعضهم استجاب للسؤال وأجاب وبعضهم امتنع وبعضهم خير الصمت، ولكن كل من اجابوا اشتركوا في دعوة الى التمسك بالحلم والتشبّث بارادة الابداع فكلما تكاثفت المعيقات كانت الولادة أجمل .

عبد الله الشبلي - تطاوين 
عجلة الإنتاج المسرحي رغم دورانها البطيء إلاّ أنها لم تتوقف
هناط في أقصى الجنوب يعمل مؤمنا بضرورة انجاز المسرح في كل شبر من هذه الارض، الممثل عبد الله الشبلي تحدث إلى «المغرب» وفي تقييمه للفعل المسرحي في جهته يقول بالعودة إلى تاريخ الحركة المسرحية في تونس عموما نلاحظ انها قد مرّت عبر محطات تاريخيّة مختلفة عرفت معها تطوّر وولادة تجــارب وحركــات مسرحيّة جهويّة متنوّعة تنقسم إلى قسمين، أولا تجارب الفرق المسرحيّة القارة بعدد من الولايات وما رافق ذلك من تطور للإنتاج المسرحي ، وثانيا عدد من المهرجانات الوطنيّة للمسرح التي كانت تلعب دورا كبيرا في ترويج الإنتاج المسرحي المحترم ، ومن بين هذه المهرجانات الوطنيّة مهرجان عمر خلفت للمسرح بتطاوين هذه المحطّة الهامة في حلقة المهرجانات بتونس والتي كانت بدورها نتاج حركة مسرحيّة بالجهة عرفت معها نشأة عدد من الفرق المسرحيّة الهاوية اوّلها جمعيّة القناع المسرحي بتطاوين التي ساهمت في انتاج عدد من الأعمال المسرحيّة المهمّة والمتميّزة إلى جانب لعبها دورا كبيرا في نشر الثقافة المسرحية وترغيب عدد من الشباب إلى الالتحاق بعالم ابو الفنون وعليه كان تأسيس عدد آخر من الفرق المسرحيّة ويصل اليوم إلى خمس جمعيات تقريبا تمارس نشاطها بشكل متقطّع نسبيا غير أن عجلة الإنتاج المسرحي رغم دورانها البطيء إلاّ أنها لم تتوقف وبقيت حاضرة في مختلف المحطات والمواعيد الوطنيّة تحديدا بشكل شبه منتظم.

وأكد الشبلي انّه لا يمكن وصف الحركة المسرحيّة بتطاوين إلا بالمقاومة نظرا للكم الكبير من الصعوبات التي رافقت هذه التجربة ويمكن أن نذكر من أهمّها البيئة الاجتماعية والتقاليد التي وإلى تاريخ قريب كانت رافضة للمسرح وكانت مشاركة العنصر النسائي مثلا غير ممكنة وغير متاحة هذا بالإضافة إلى غياب المؤسسات التي يمكن ان تسهم في تطوير التجربة على غرار المسارح البلدية والمؤسسات الوطنية الثقافية والتربوية على خلاف بقية مناطق البلاد ، لكن رغم ذلك وفي ظل هذا التصحّر التام وغياب الدعامات الأساسيّة كان إيمان عدد من رجالات المدينة كبيرا ومساهمتهم اكبر في رسم ملامح هذه التجربة اليوم .

وبخصوص غياب الفضاءات وتثيره على المبدع قال محدثنا ان الفضاء يشكل الحاضنة الرئيسية لنشأة المسرح وتطوّره ، الفضاء المسرحي في تطاوين غائب وبشكل تام ولا يمكن الحديث هنا عن دور الثقافة باعتبار تعدد انشطتها فهي ليست للمسرح فقط وباستثناء ذلك فانه لا وجود لفضاءات وغائب تماما، وهو ما اثر سلبا وبشكل كبير وكان له دور في تقطّع الإنتاج المسرحي تحديدا ، غياب الفضاء كذلك اثر سلبا على تأطير خصوصية الفعل المسرحي بالجهة ولم يساهم في تطوير التجارب المسرحيّة التي كانت في حاجة إلى مساحات لذلك تخرجها من العمل النمطي إلى اشتغال آخر مخبري وبحثي.

أما عن مشاكل المسرحيين فهي عديدة على حدّ تعبيره ومن أبرزها قلّة فرص التكوين في المسرح انطلاقا من الفضاء التربوي بالمعاهد التي لا تتوفر على أساتذة تربية مسرحيّة بالشكل الكافي الذي يسمح بصقل مواهب ونشر مبادئ الفعل المسرحي واستقطاب اكبر عدد ممكن من المولعين برابع الفنون وترغيبهم في مواصلة المشوار المسرحي ، كذلك غياب المؤسسات المسرحيّة يشكل عائق كبير أمام رغبة المسرحيين في تطوير تجاربهم ، من المشاكل الأخرى كذلك فرص الدعم والمساهمة في الإنتاج التي تكاد تكون غائبة تمام باعتبار أنّها لا قنوات واضحة للنشاط المسرحي الهاوي في هذا الصدد.

وأكد محدثنا ان الحل يرتبط بسياسة ثقافية وطنيّة هذا وان وجدت، لكن وفي كل الحالات يمكن آن تكمن هذه السياسة في تطوير آليات الدعم و آليات التكوين والتدريب ويجب على الدولة ان تولي أهمية كبيرة لهذه المناطق بالجنوب وان تعمل على تحقيق توازن جغرافي بتعميم المؤسسات المسرحية على غرار مراكز الفنون الدراميّة ومعاهد الفنون المسرحية .

نزار السعيدي - قفصة
الحركة المسرحية
في قفصة الآن متوقفة ...
في قفصة ابدع وكان صاحب اول فضاء ثقافي خاص، فضاء انفتح على المحيط وفتح ابوابه لكل الحالمين، عن الحركة المسرحية بقفصة يقول نزار السعيدي تعد الممارسة المسرحية في جهة قفصة ممارسة متجذرة في محيطها الثفافي والاجتماعي من خلال تعدد هياكل الانتاج بين الهواة والاحتراف وكذلك كثافة المهرجانات المختصة والمتنوعة وهو ماخلق قاعدة جماهيرية متابعة للعروض وذات ثقافة فرجوية كبيرة كنتاج لتراكمات الفعل المسرحي منذ.ثلاثينات القرن الماضي الى اليوم هذا في جانب الشكل.

نأتي الان الى المضمون وهو الاهم في نظري. هذا المضمون الذي تنوع عبر المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة المسرحية بقفصة والتي انطلقت كغيرها من الحركات في باقي جهات البلاد كفعل مقاومة للاستعمار من خلال الاشتغال على نصوص مهتمة بقضية التحرر خاصة في تجربة جمعية النجم التمثيلي ثم بعد ذلك تطورت أطروحات الأعمال المسرحية لتطرح الشواغل اليومية للمواطن القفصي ثم يكون المنعرج في أول السبعينات مع تأسيس فرقة مسرح الجنوب مع ثلة من المسرحيين القادمين من العاصمة كالفاضل الجعايبي ورجاء فرحات والفاضل الجزيري ... والذين سعوا الى تاثيث الحركة المسرحية بقفصة انطلاقا من البيئة المحيطة والتي يغلب عليها النفس النقابي المعارض فكانت «البرني والعترة» و»محمد علي الحامي» وغيرها من الاعمال المسرحية اضافة الى تغيير الخطاب الجمالي حاول مؤسسو مسرح الجنوب استيعاب الشباب القفصي الموهوب في الفن المسرحي وتكوينهم تكوينا مسرحيا ومنهم لزهر المسعاوي وعبدالقادر مقداد الذي ورث الفرقة بعد ان قرر المؤسسين مغادرة قفصة والعودة الى العاصمة ومنها انطلقت الحركة المسرحية في توجه جديد وجمالية مختلفة عن سابقاتها من خلال تقديم كوميديا اجتماعية تطرح قضايا سكان قفصة في شكل ساخر لقي اهتمام الجمهور التونسي فكانت «حمة الجريدي» و»عمار بالزور» وغيرها وهو ما ستتخلى عنه في مراحل متقدمة خاصة مع تاسيس المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية .
فأصبحت جل الاعمال تتخبط في التكرار والنمطية وبدأت تشهد الانحدار ربما يعود ذلك لاختيارات فرضتها السلطة قي تلك الفترة على المركز كمؤسسة عامة لكن خلال تلك الفترة كانت الحركة المسرحية في قفصة تشهد حراكا كبيرا من خلال نشاط 24 جمعية مسرحية وتأسيس مهرحان قفصة لمسرح الهواة الذي يقدم اعمال الهواة ثم تحول الى مهرجان قفصة

للمسرح موجه للمحترفين تنظم فيه مسابقة وهو ما جعله يشهد اشعاعا كبيرا وصار قبلة جميع المسرحيين والاعلاميبن ومحطة مهمة لكل مخرج او ممثل وذلك اواخر التسعينات.

نأتي الان الى راهن الحركة بعد هذه التراكمات التي تمكن من بناء مشهد مسرحي مشع لكنه صار العكس هنا ساقدم رؤيتي التي ربما تكون قاسية لكنها تبحث عن سبل البناء والتغيير فالحركة المسرحية في قفصة الان متوقفة تتخبط في اختيارات جمالية بالية بل صارت عديد الأعمال يعاد انتاجها فقط بتغيير إسم المسرحية ان كان في قطاع الهواية او الاحتراف. 
كذلك استسهال العملية المسرحية وتقديم اعمال دون بحث او اجتهاد وهو ما جعل لجان الانتقاء الوزارية ترفض العديد منها في السنوات الاخيرة ففي مسرح الطفل مثلا يطغى مسرح العرائس الذي تسجل اصوات الممثلين على قرص ليزري ونشاهد العرائس تتراقص دون قيد او شرط لغياب التكوين او محاولة المعرفة لأصحاب هذه العروض اما اعمال المسرحية الموجهة للكبار فإنها نادرا ما تنتج وان قدمت فانها مازالت تتخبط في كليشيات قديمة اما لمسرح الجنوب او اعمال الثمانينات للفرق والتي لقيت وقتها النجاح.

وان تنوعت اطراف الانتاج بين جمعيات هاوية وشركات خاصة ومركز فنون درامية وركحية الا ان جلها لا يقترح البديل بل يسعى الى ترسيخ شوائب المشهد من اما الحانب الاخر في الحركة المسرحية اضافة الى انتاج الفني هو الجانب الاحتفالي وهو المهرحانات والتي توكل اليها مهمة التعريف بالجماليات الجديدة للجمهور القفصي وتقيم فرص التكوين النظري والتطبيقي لمسرحيي الجهة. فهذه المهرجانات تغيب عليها الاستراتيحيا الواضحة والأهداف المرجوة منها فضلت تكرر نفس الفقرات تقريبا مع نفس الاسماء في تغليب المحاباة و»الصحوبية» على المنفعة الجماعية حيث نجد مثلا فقرة التكريمات القارة تكرم ممثلا ظهر في مسلسل تلفويوني لأول مرة اي لا صلة له بالمسرح فتكون الرسالة عكسية فالمكرم هو نموذج لشباب المواهب المسرحية بالجهة.

حسام الغريبي كاتب عام مركز الفنون الدرامية بالقيروان
بعث مراكز للفنون الركحية بالجهات ضرورة وليس خيارا
من المهدية الى القيروان ، عشق الركح واتخذ المسرح دينه وديدنه عن المسرح في القيروان صرح حسام الغريبيأإن الحركة المسرحية في القيروان هي حركة فاعلة ومنتجة سواء على مستوى الانتاج او التظاهرات المسرحية التي تتميز بكونها تظاهرات جادة تشرف عليها جمعيات ثقافية عموما و مسرحية خاصة منها مهرجان المسرح الحديث و مهرجان المونولوج و قد اسهم المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالقيروان في مزيد الدفع بهذه التظاهرات و ذلك لكونه شريك فاعل في تاطيرها و الاشراف عليها ويدفع من اجل بقاءها و عدم اندثارها و يساهم ماديا و كذلك تنظيمنا كما ساهم المركز في انتاج اعمال مسرحية سواء في صنف الاحتراف او الهواية و قد قام مركز الفنون الدرامية بالقيروان بتجربة فريدة وتعتبر حدثا.
وهي تنظيم قيروان المسرح في العاصمة و تتمثل في عرض كل انتاجات و لاية القيروان في قاعة الريو و دعوة الصحفيين و الاعلاميين لمشاهدة عروض الشركات الخاصة و الجمعيات التي انتجي اعمالها في ولاية القيروان وقد تم عرض اكثر من ستة اعمال مسرحية.

وأشار محدثنا أن مسرح الجهات يحتاج دعما اعلاميا مثل الذي يتوفر في العاصمة و بذلك نكسر المركزية الثقافية و التدافع الانتاجي الموجود في العاصمة فمشاكل مسرح الجهات تتمثل في عدم و جود ممثلين وتقنيين بالقدر الكافي و ذلك ما يجعل من اصحاب المخرجين العمل بالموجود.

ويضيف الغريبي مسرج الجهات هو فعل مقاومة و هذا ما جعل مثلا مركز الفنون الدرامية بالقيروان ينتج عملا مسرحيا لعبد الفتاح الكامل الذي يعمل في صمت في معتمدية المزونة من ولاية سيدي بوزيد وكذلك انتجنا عملا مسرحيا لمجموعة من الهواة في سوسة و قريبا سندعم عملا مسرحيا في المنستير وكذلك في القصرين وهذا ما يجعلنا ننفتح على الاقاليم.
إن مسرح الجهات يحتاج تشجيعا من لدن وزارة الشؤون الثقافية وذلك بمزيد دعم الاعمال المسرحية التي تنتج خارج العاصمة.

وبخصوص الحلول قال الغريبي ان حلول مسرح الجهات تتمثل في ضرورة بعث مراكز و طنية للفنون الدرامية فهو الهيكل الوحيد في الجهة القادر على التكوين الخاص بالممثلين والتقنينيين وكذلك الانتاج.
فمثلا على وزارة الشؤون الثقافية الاسراع في فتح مركز الفنون الدرامية في المهدية و قابس وجندوبة مثلما تم في القصرين و قبلي اخيرا حتى يجد الممثلون المحترفون فضاء للابداع و الانتاج.
فمن الموجع و المؤسف ان يجد الممثلون المحترفون في المهدية انفسهم بلا ابداع مسرحي بعدما تم غلق الفرقة المسرحية في أوائل التسعينات و التي كانت تضم خيرة الممثلين الموجودين في الساحة المسرحية اليوم.
ويختم محدثنا تصريحه بالقول ان تأسيس مراكز فنون درامية في الجهات و تنضوي تحت ادارة عامة للفنون الدرامية و الركحية و تكون ميزانيتها خاصة هي الحل الناجع من اجل كسر مركزية المسرح و ضرورة بعث قاعات عروض في الجهات تتميز بامكانيات تقنية و ضرورة بعث ودعم مهرجانات تعنى بالمسرح داخل الجهات هي الحلول التي تم اقتراحها على وزارة الشؤون الثقافية.

ريان القيرواني - الكاف 
في الكاف نراهن على التكوين 
«عموما ان اي حركة مسرحية مرتهنة بالأساس بالوضع العام للبلاد الذي نعتبره حقيقة من اخر مشمولاته الثقافة والصفر فاصل خير دليل.. لكن هذا لا ينفي خصوصية جهة الكاف المتعطشة دوما للابداع المسرحي استهلاكا وانتاجا» هكذا تحدث ريان القيرواني عن الكاف مضيفا انه رغم الصعوبات الحقيقية في الميزانيات المرصودة للإنتاج المسرحي إلاّ أن اصرار مبدعيها وهياكلها دوما علي تطوير هذا الفعل الضارب قدما في التاريخ من خلال الانتاجات المسرحية و التظاهرات الثقافية أحال ركودها وجمودها وهو في حقيقة الأمر اصرار يحمل في طياته رسالة واضحة المعالم مفادها أن للكاف و المسرح علاقة عضوية قديمة متجددة مستمرة وحيوية منذ مطلع الستينات وحتي اليوم.

وأكّد محدثنا ان مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف حقيقة وبكل صدق وموضوعية هو المحرك الأول للمهد المسرحي بالجهة فهو الفضاء الاول الذي فتح ابوابه للطاقات الشابة من طلبة وخريجين للابداع تمثيلا واخراجا وتكوينا وبالتالي فهو فضاؤنا الاول كشباب للقاء والالتقاء والتفكير هو فضاء فتح ابوابه فقط للمتالقين والمتحصنين من سطوة التخلف و الجهل.
فمركز الفنون الدرامية هو المركز الوحيد الذي ينتج في السنة الواحدة أكثر من خمسة أعمال مسرحية متنوعة الرؤى والطروحات هي اعمال ابطالها نحن شباب هذه الجهة من هواة ومحترفين جمعنا الركح ووحدنا الفعل المسرحي.

أيضا اعمال تحاول ان لا تكون عشوائية وإنما تحكمها غائيات أساسها البحث والرهان الحقيقي اعمال صادقة ترنو إلى أن ترتقي بالذوق العام وتصافح الجماهير امام سطوة الاعلامي وتفشي البلادة.
أما من منطلق التكوين فيعتبر المركز اول مركز بتونس يراهن علي مجال تكوين الشباب المسرحي من سن 6 إلى 25 سنة من خلال بعث مختبرات مسرحية يشرف عليها اساتذة مختصون لتكوين جيل جديد يتربي على الحس والذوق الفني وتزرع فيه شحنات الامل والتطلع لمستقبل نقي خال من أدران وشوائب الاجتماعي بعيدا عن شراك العنف والتطرف هذه التجربة متواصلة في عامها الخامس باكثر تجديد.

إلى جانب التظاهرات المسرحية السنوية (24 ساعة مسرح) والمولود الجديد تظاهرة ايام مسرح بن عثمان لمسرح الهواة وهي بادرة تكمن أهميتها في فسح المجال لمسرح الهواة لان يكون موجودا ضمن عرش الظاهرة المسرحية ودحض التصورات المتزمتة نحو اقصائه واقصاء الهاوي المسرحي فالمبدع مبدع اكاديميا كان ام هاويا.
كما لا ننسي الحضور الدائم في التظاهرات الوطنية و عروض في كامل الجمهورية و الانفتاح على الجميع.تظاهرة مسرح المقهى وفنون للفرجة في رمضان.تطوير مضامين 24 ساعة مسرح وتوسيعها جغرافيا ومحاولة التوجه للفئات المحرومة.
عبد الحكيم صويد - مدنين

الحركة المسرحية في الجهات اساسها عزيمة 
و تضحية
اختار الهامش البعيد، هناك بعيدا جدا أسس لحركة مسرحية مقاومة وبديلة، هناك اسس وطنه الصغير وسماه «فضاء وطن» صحبة الفنان ضو حمزة خلف الله ، المسرحي عبد الحكيم صويد في بني خداش تحدث لـ«المغرب» وأشار ان الحركة المسرحية في الجهات اساسها عزيمة و تضحية اصحابها ولا يزال هناك الكثير من التهميش مقارنة بالمركز من حيث الاهتمام المادي والمعنوي رغم جديتها في البحث والطرح.

من تجربتي في بني خداش اكتشفت ان الممارسة الثقافية عند تكرارها تصبح عادة عند العامة والخاصة ثانيا يجب خلق وتكوين جيل ثقافي متكون ومختص في الميدان الثقافي وبالتالي تحقيق استمرارية في الفعل المسرحي والابداعي و ثالثا ركزت على البراعم او «الحضانة الثقافية» اي نهتم بتكوين البراعم باستعمال منهج اللعب الدرامي ثم مرافقتهم في ميولاتهم الفنية.
أهم مشكل هي محاربة العقليات الرجعية و هنا لا اقصد بني خداش تحديدا وإنما اقصد «الآخر» اينما وجد ، الآخر الذي يستنقص انجازك دوما، الآخر الذي ينظر اليك من علياء زد على ذلك غياب الإرادة الفعلية من المركز في الدعم الكافي والتمييز الايجابي الذي بقي مجرد كتابات وشعارات.
الحل هو العمل بمقولة «الدوام ينقب الرخام» يعني نحن في الجهات يجب أن نكثف العمل ونطالب ويجب أن لا نتحجج بغياب الدعم ونكتف الايدي « نحن اخترنا الهامش لنبدع وعلينا تحمل مسؤولية هذا الاختيار ويجب أن نكمل المشوار حتى يصبح عملنا هو خيار الدولة وحتى توضع استراتجية عمل واضحة المعالم».

وليد الخضراوي - القصرين: 
حين تصبح وزارة الثقافة وزارة سيادية سنتحدث عن حلول 
يقاس تقدم الشعوب بتقدمها الثقافي والفكري وفي تونس يبدو ان المسار الثقافي الخاص انجع فنيا وانتاجا من المستوى العام، المسار الثقافي الخاص انطلق في المركز مع التياترو وفاميليا ونجمة الشمال و لرتيستو ومسار وكما انتجت الثورة الفرنسية ثورة فكرية انتجت الثورة التونسية مسارا ثقافيا جديدا في الجهات كانت بدايته مع افتتاح اول فضاء ثقافي خاص هو «المركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين» الفضاء كان اول مشروع حقيقي في جهتنا.

مشروع أصبح فيما بعد تجربة لتصبح القصرين خلية ثقافية فبالإضافة الى المركز الدولي للفنون المعاصرة أصبح لسبيطلة فضاءان ثقافيان أولهما فضاء «منيرفا تياتر» لمقداد الصالحي و في سمامة «دار الفنان» لعبد القادر الميساوي و«المركز الثقافي الجبلي» الذي يشرف عليه عدنان الهلالي، في ماجل بلعباس فضاء «فينوس» لبلال علوي، وفي القصرين المدينة فضاء «فن الحياة» لاحمد النصرلي ، من الفضاءات الى الجمعيات لتصبح ولاية القصرين عنوانا لتعدد الجمعيات الثقافية الناشطة.. امتداد عنوانه ارادة التغيير و انشاء مسار ثقافي بديل اساسه الايمان بأهمية الفعل الثقافي في القصرين.

ويضيف محدثنا من الفضاءات الى الجمعيات فالشركات والتكوين ليصبح الطلبة لهم مشاريعهم أيضا نذكر صابرين الشعباني وصالح ظاهري وفارس السعداوي ليقسّم المسار الثقافي الى ثلاثة اقسام اول للفضاءات وثان للجمعيات والشركات وثالث للتكوين خاصة وان القصرين بها 40 أستاذ مسرح وتأتي في المرتبة الثانية بعد قابس، ويتوج هذا المسار بانطلاق مركز الفنون الركحية والدرامية بالقصرين في العمل، المركز سيكون نقطة لقائنا جميعا، وستكون القصرين قطبا ثقافيا بامتياز لن يقتصر دورها انها نقطة عبور بين الكاف وقفصة.

وعن صعوبات الفعل الثقافي في القصرين يقول الخضراوي «السلطة في القصرين لم تتقبّل بعد المشروع الثقافي، البلدية و المجلس الجهوي لازالوا في سباتهم العميق»، واكد الخضراوي ان السلطة تهتم بمقاومة الارهاب غير واعية بأهمية الفعل الثقافي وقدرته على توعية الطفل وتجنيبهم خطر الدمغجة والإرهاب، مشيرا ان الفعل المسرحي والثقافي ضرورة وليس مسالة اختيارية وعلى السلطة أن تعي ذلك، الثقافة هي سلطة المجتمع المدني وسلطة من يدافع عن الحياة، لأن الفعل الثقافي في القصرين بات البديل عن الفضاءات الجميلة التي سكنها الارهاب وبالمسرح ننقد ونكون جيلا واعيا بحقوق المدينة وقادرا على مواجهة الافكار المتطرفة.

وعن الحلول المقترحة التي يمكن ان تُقدّم قال الخضراوي «حين تصبح وزارة الثقافة وزارة سيادية وقتها يمكن ان نتجاوز مشاكلنا» مضيفا أنه يجب على المسؤولين في الثقافة العمل على استراتيجية واضحة تخدم «الفنّان» بعيدا عن السياسة والمحاصصات الحزبية فالقصرين مشروع قطب ثقافي على السلطة في الجهة والمركز دعمه بعيدا عن الاجندات السياسية حتى نضمن نشر الثقافة في ربوع تونس.

وليد بن عبد السلام - نابل
العروض المدعومة ليست رزق البيليك والمطلوب قرار ثوري 
صنع الفارق في نابل، عرف بنقده اللاذع وغيرته غير المحدودة على الحركة المسرحية بجهته فهو يؤمن ان الفن حقّ و الحقوق تفتك ولا تهدى، طيلة الدورتين الاخيرتين من مهرجان «نيابوليس» حقق المهرجان نجاحا منقطع النظير اعلاميا وفنيا وجماهيريا ، عن الحركة المسرحية بنابل قال «للاسف تعيش الحركة المسرحية بنابل ركودا تاما، ماعندنا شيء والجمعيات الأربع التي سبق أن حاولت تغيير المشهد بالجهة هي الاخرى تعاني بعد تغيير قانون الجمعيات» هكذا انطلق وليد بن عبد السلام في تقييمه للحركة المسرحية بجهة نابل، وأشار محدثنا الى صعوبة العمل المسرحي انطلاقا من صعوبة حصول الجمعيات على «باتيندة» و صولا الى اضراب دور الثقافة واقتصارها على العمل الاداري وعدم وجود فضاء

للبرايف والتمارين، مع غياب منظومة التوزيع جميعها عوامل تكاتفت لتقييد الحركة المسرحية.

في نابل قمت بانجاز عمل منذ جوان والى اليوم لم نتحصل على تأشيرة بسبب التزامات ادارة المسرح، ما ينجز في نابل اليوم اعمال بإمكانيات ذاتية متواضعة.

وأكد وليد بن عبد السلام انهم تفاءلوا حين وعدهم الوزير منذ عام بانجاز مركز للفنون الركحية والدرامية بنابل ولكن القرار المرتجل ازهق احلامنا أيضا ومن المشاكل ايضا «سوم العرض» الذي لم يتغير منذ سنوات، فكل ما له علاقة بالفعل المسرحي ارتفع ثمنه باستثناء ثمن العرض، النقل ارتفع ثمنه و الديكور والممثل ولكن ثمن العرض ظلّ على حاله، ممّا يضطر المخرجين والشركات لإلغاء عروضهم في الجهات بسبب «التنقل» و«مايخلصش» لذلك وجبت مراجعة ثمن العروض على حد تعبير وليد بن عبد السلام، مشيرا ان المشاركة في ايام قرطاج المسرحية اصبح الهدف منها «بيع العرض» لا اكثر ليصبح المهرجان وكانه وزارة شؤون اجتماعية فقط يريد الفنان ان يبيع عرضه حتى وان غابت الدعاية والجمهور.

«لا أريد أن أكون سوداويا ولكنها الحقيقة» بألم مسرحي يشاهد عدمية المشهد امامه تحدث الممثل والمخرج وليد بن عبد السلام، متسائلا عن مهرجان قربة لمسرح الهواية، عن الاعمال المدعومة التي يغيب عنها التسويق والتوزيع عن التجهيزات في الفضاءات الثقافية العمومية ومنها المركب الثقافي بنابل الذي تولت جمعية المهرجان جلب معدات صوتية وتجهيزات لانجاح مهرجانهم، مشيرا ان الدولة فقط اصلحت «المراحيض» لتصبح دار الثقافة او المركب وكأنه «ميضة جماعية».
وأمام كومة المشاكل المطروحة اكد وليد بن عبد السلام ان اللجان المعمول بها لن تضيف إلى الحركة المسرحية شيئا ولن تقدم الاضافة لذلك يجب مراجعة قوانين هذه اللجان والاهم ضرورة اتخاذ قرار ثوري لتنمية العروض وسياسة اعادة التوزيع فهل يعقل انجاز عرض دون جمهور؟ هنا على مدير دار الثقافة ايضا ان يتحمل مسؤولية التعريف بالعروض والدعاية لضمان الجمهور، ينقصنا في تونس ثقافة التسويق للعروض واعداد استراتجية لذلك فالمسرح ليس «تكية» والعروض المدعومة ليست «رزق البيليك» لتمر في صمت.
اختلفت أراؤهم، اختلف تحليلهم لما يعيشونه، لكل منهم موقفه الخاص، لكل تقييمه ولكل جهة خصوصيتها، تحدثوا باسم الجماعة لان الفن عمل ابداعي جماعي ولكنهم اشتركوا في موقف واحد هو ضرورة البحث عن حلول وعدم الاكتفاء بالتحسّر على الموجود هم يبنون لفعل مقاوم فهل تستجيب الارادة السياسية؟

الثلاثاء، 26 ديسمبر 2017

أختتام  مهرجان المسرح العماني السابع فـي صحار وتتويج الفائزين بالمسابقة

مجلة الفنون المسرحية

أختتام  مهرجان المسرح العماني السابع فـي صحار وتتويج الفائزين بالمسابقة




أختتمت  فعاليات مهرجان المسرح العماني السابع الذي تنظمه وزارة التراث والثقافة بمدينة صحار , حيث رعى حفل الختام صاحب السمو السيد فاتك بن فهر بن تيمور آل سعيد ،على مسرح كلية العلوم التطبيقية بصحار ، حيث تضمن الحفل كلمة لوزارة التراث والثقافة، وأخرى للفرق المسرحية المشاركة، إضافة إلى فيلم توثيقي عن فعاليات المهرجان، كما قدمت لجنة تحكيم مسابقة المهرجان توصياتها الفنية، ثم الإعلان عن نتائج المهرجان وتوزيع الجوائز التي تتمثلت في جائزة أفضل ممثل دور أول الفنان عبد الحكيم الصالحي فرقة تكوين المسرحية
جائزة أفضل ممثلة دور أول الفنانة سميرة الوهيبي فرقة الصحوة المسرحية
جائزة أفضل ممثل دور ثاني الفنان زاهر السلامي فرقة الرستاق المسرحية
جائزة أفضل ممثلة دور ثاني الفنانة بلقيس البلوشي فرقة الصحوة المسرحية
جائزة أفضل نص مسرحية ساعة رملية للمؤلف بدر الحمداني فرقة الرأي المسرحية 
جائزة أفضل إخراج مسرحية الذين على يمين الملك للمخرج جاسم البطاشي فرقة مسقط الحر المسرحية
جائزة أفضل ديكور مسرحية مفقود فرقة السلطنة المسرحية
جائزة أفضل أزياء مسرحية الندبة فرقة صلالة المسرحية
@جائزة أفضل إضاءة حمد الزدجالي / طاهر الحراصي فرقة تكوين المسرحية
 أفضل موسيقى للفنان فيصل الشبلي فرقة تواصل المسرحية
أفضل عرض أول فرقة تواصل المسرحية 
أفضل عرض ثاني فرقة مسقط الحر المسرحية
أفضل عرض ثالث فرقة تكوين المسرحية
 جائزة الجمهور للفنان علي عوض

وسيسبق الحفل عرض مسرحية فرقة تكوين “خيارات في زمن الحرب” المؤجلة من يوم افتتاح المهرجان ، إضافة إلى جلسة تعقيبية حول المسرحية.

وكذلك أقيم على هامش مهرجان المسرح العماني السابع المعرض الفني “سينوغرافيا المسرح” الذي قدمته للجمهور المهندسة سارة بنت محمد العدمية، ويهدف إلى تعريف الضيوف بسينوغرافيا المسرح بطريقة فنية بسيطة من خلال تسليط الضوء على أركان المسرح المختلفة ، عن طريق عرض لوحات فنية للديكور المسرحي، ويسلط الضوء على الجوانب الفنية للمسرح العماني ورواده، وإبراز الطاقات المسرحية العمانية من تأسيسه على شكل صور لوحات فنية معاصرة، وتم استعراض العديد من اللوحات للعروض المسرحية المختلفة، للمصممة السينوغرافيه برسم الحالة الدرامية للعمل المسرحي من خلال التكوين البصري واللوني، ليشمل جميع عناصر العمل المسرحي، كالديكور والضوء والملابس والاكسسوارات، وهو باختصار رسم الكادر المسرحي بالكامل. على شكل لوحات فنية تشكيلية.

«المهرجون» مسرحية تكسر السائد والمألوف في مسرح الطفل

مجلة الفنون المسرحية

«المهرجون» مسرحية تكسر السائد والمألوف في مسرح الطفل

الشارقة - البيان


شهد ثاني عروض مهرجان مسرح الطفل تقديم مسرحية المهرجون من تأليف وإخراج الفنان الإماراتي مرعي الحليان، ومن إنتاج مسرح بني ياس، وتمثيل كل من: بدور الساعي، خميس اليماحي، بدر البلوشي، حميد عبدالله، سمية داهش ومحمد اسحق.

حكاية

حكاية العرض، تمحورت حول مجموعة من المهرجين، يقوم صاحب السيرك الذي يعملون فيه بطردهم، ليجدوا أنفسهم بلا عمل، وبلا أي شيء سوى عن عربة مليئة بالإكسسوارات، ولأن الحاجة أم الإختراع كما يقال، يبدأ المهرجون بالتفكير في الكيفية التي تمكنهم من الاستفادة من مواهبهم وإمكانياتهم والعربة المليئة بالأدوات من أجل مواصلة وجودهم وتحقيق أحلامهم الكبيرة بعيداً عن سطوة صاحب السيرك وغطرسته عليهم، ومن خلال سردهم لحكايات متتابعة تواصلوا من خلالها مع جمهور الأطفال في الصالة، ومع تنامي قدراتهم وعلاقتهم مع الجمهور يبدأ صاحب السيرك بالشعور بأنه فقد جمهوره، وأن السيرك مهدد بالإفلاس أو الإغلاق، ليبدأ في نسج خططه الشريرة من أجل إفساد عرض المهرجين، والتشويش على علاقتهم المتنامية مع الأطفال، حتى يأتي قرار المهرجين الأخير بالذهاب بعيداً نحو مدن أجمل لا وجود لصاحب السيرك فيها، من أجل إسعاد أكبر قدر من الأطفال وزرع الفرح في نفوسهم.

إبهار

مغامرة الحليان المحسوبة أبهرت جمهور الأطفال والكبار، والوعي والخبرة اللذان تحلى بهما مرعي هما من صنعا الفارق في عرض قام على الاشتغال على أسلوب جديد على مسرح الطفل في الإمارات معتمدًا على فرضيات مسرح الدمى والعرائس ومسرح الظل، حاول الحليان من خلاله الابتعاد عن التقليدي والمستهلك، والتركيز على جماليات السينوغرافيا البسيطة والعميقة في الوقت ذاته.

كما شهد قصر الثقافة بالشارقة لقاء مفتوحاً مع شخصية المهرجان الفنانة الإماراتية القديرة مريم سلطان، كما كان لشخصية المهرجان الثانية الفنان الفلسطيني الراحل ذيب داؤود نصيب في الجلسة، إذ تحدث أصدقاؤه ومعارفه الذين عملوا معه في المسرح عن مسيرته المسرحية الحافلة بالمنجزات.

نورييف.. عودة الأسطورة

مجلة الفنون المسرحية

نورييف.. عودة الأسطورة

 عبد الله حبه  - المدى 

لا يماري أحد في أن روسيا تبقى بصفتها البلاد الرائدة في مجال فن الباليه . والعرض الأخير "نورييف" الذي قدم في مسرح البولشوي منذ أيام يؤكد أن المسارح الاوروبية وغيرها لم تصل الى المستوى الذي بلغته فرقة البولشوي. علماً أن هذه الفرقة وفرق المسارح الروسية الأخرى التي تجوب بلدان العالم ، بالرغم من توتر العلاقات السياسية مع بعضها ،تلقى دوما أهتماماً لدى الجمهور. وأذكر أنني زرت لندن منذ أعوام وشاهدت الطوابير الطويلة عند شباك التذاكر في كوفنت جاردن حيث قدمت عروض باليه البولشوي . كما وجدت أن الراقصة الأولى في المسرح البريطاني آنذاك هي روسية أيضا .


إن العرض المسرحي الحالي في البولشوي هو عرض "هجين" حيث يتضمن الباليه والغناء الاوبرالي والدراما. وبهذا قدم المسرح للجمهور بمشاركة 200 راقص ومغنٍ وممثل صنفاً جديداً من العروض المسرحية. ويشير النقاد الى أن الفضل في تقديم العرض يعود الى مدير المسرح الجديد فلاديمير أورين الذي قرر تأجيل تقديم عرض باليه " آنا كارينينا"لجون نويماير وتقديم هذا العرض الفريد من نوعه المكرس الى راقص الباليه التتري الشهير رودولف حميد أوغلي نورييف الذي قرر البقاء في باريس في عام 1961 حينما كان ضمن فرقة مسرح الاوبرا والباليه اللينينغرادي . علماً إن نورييف ولد في عام 1938 في القطار المتجه الى فلاديفستوك ، وإرتبطت حياته لاحقا بالسفر المتواصل . وأعتبرت السلطات السوفيتية قراره بالبقاء في باريس " خيانة للوطن " وكان بقاؤه يمثل سابقة لم يعرفها الاتحاد السوفيتي تكررت عدة مرات لاحقاً . ولمع نجم نورييف في أوروبا وامريكا لاحقاً وإستحدث مدرسة خاصة به أثرت كثيراً في فن الباليه في بلدان أوروبا حيث نقل إليها خبرة مدرسة باليه فاغانوفا الذائعة الصيت التي تعلم فيها كثير من كبار فناني الباليه مثل بافلوفا واولانوفا. علما أن الفنانين والموسيقيين الروس يتمتعون اليوم بالحرية التامة في السفر الى أي مكان للعمل هناك ، ويمكن أن نجدهم في المسارح وفرق الاوركسترا في أوروبا وامريكا واليابان ولا يعتبر ذلك " خيانة للوطن".
لقد أثار عرض "نورييف" جدلاً كبيراً في الأوساط الاجتماعية الروسية قبل تقديمه الى الجمهور. وفي العرض الخاص لرجال الثقافة والصحافة في حزيران الماضي قرر مدير المسرح البولشوي تأجيل العرض الى كانون الأول 2017 لأن العرض لم يكن – حسب رأيه - جاهزاً لتقديمه الى الجمهور. زد على ذلك إستنكر المحافظون للغاية عرض صورة كبيرة لنورييف على امتداد خشبة المسرح يظهر فيها الراقص عارياً. وقيل إن ادارة المسرح إشترت الصورة من مصور فوتوغرافي فرنسي بمبلغ كبير دفع ثمنه الملياردير الروسي رومان ابراموفتش صاحب فريق " تشيلسي" لكرة القدم وهو أحد ممولي مشروع الباليه الحالي. ورأى النقاد أن هذا قد يمثل إستفزازا للمشاهد ، ولو أن المسارح في موسكو بدأت تقلد المسارح الاوروبية في عرض الممثلين عراة كما ولدتهم أمهاتهم ، وأصبح ذلك شيئا مألوفا ، ولو أنه غير مبرر من ناحية الإبداع الفني . لكنها الموضة وولع بعض المخرجين في تقليد ما يقدم في المسارح الألمانية والانجليزية والفرنسية بإعتبار ذلك تجسيدا للتطور الفني والذوق الرفيع .ولهذا لم تقدم الصورة كاملة في العرض الحالي. وبرر مدير المسرح تأجيل العرض بأنه لا يوجد إنسجام بعد بين أقسامه من باليه وغناء ودراما، وينبغي عمل المزيد من البروفات.
كما إرتبط تأجيل العرض لمدة خمسة أشهر بدخول المخرج كيريل سيريبريكوف السجن بتهمة إختلاس أموال الدولة ضمن الحملة التي يجريها بوتين خلال العامين الأخيرين في مكافحة الفساد. ولهذا تعالت الهتافات في العرض تطالب بإطلاق سراحه ، كما خرج بعض الممثلين في نهاية العرض وهم يرتدون قمصانا تحمل إسمه. وسيريبريكوف شخصية فنية معروفة في روسيا وخارجها ويدير مسرح غوغول الذي يقدم عروضاً مسرحية متميزة بجرأة التعامل مع النص المسرحي. ولكنه لسبب مجهول أصبح مطلوبا للعدالة ويستمر التحقيق معه في مصير ملايين الروبلات التي قدمتها الدولة إليه لتطوير مسرحه.وكان قد أخرج في البولشوي سابقاً باليه " بطل من هذا الزمان " المقتبس من رواية ليرمنتوف المعروفة وحقق نجاحاً باهرا. وأعد موسيقى العرض موسيقار معروف أيضا هو ايليا ديموتسكي ، وتولى إخراج الرقصات يوري بوسوخوف كبير مخرجي الباليه في البولشوي.
إن تخليد ذكرى الفنانين في عروض الباليه ليس بالشيء الجديد في المسارح الروسية فقد قدم مخرج الباليه بوريس ايفمان في بطرسبورج وموسكو عروض باليه مكرسة الى موليير وتشايكوفسكي وبالانشين ورودان. كما أخرجت عروض باليه مستوحاة من أعمال الكتاب الروس مثل "آنا كارينينيا" لتولستوي و"السيدة والكلب" و"آنوتشكا" لتشيخوف و" بطل من هذا الزمان" لليرمنتوف و" الأرق" لبوشكين". بينما أثار باليه " راسبوتين " في عام 2005احتجاجات الرأي العام الارثوذكسي لكونه أظهر القيصر بالملابس الداخلية على المسرح. وسرعان ما ألغيت عروض هذا الباليه.
لكن عرض "نورييف" في مسرح البولشوي يختلف عن جميع العروض في الجمع بين ثلاثة عناصر من الابداع الفني هي : الباليه والاوبرا والدراما. ويتم فيه استعراض سيرة حياة نورييف منذ أيام طفولته في بشكيريا ثم دخوله مدرسة باليه فاغانوفا في ليننيغراد(بطرسبورغ حاليا) وحياته في عالم الباليه لاحقاً. وحسب قول مخرج العرض سيريبريكوف فإنه أراد التركيز على كون نورييف من المثليين وعلاقته براقص الباليه ايريك برون . لكن بوسوخوف مخرج رقصات الباليه كان له موقف آخر في التركيز على الحياة الابداعية فقط للفنان الذائع الصيت. ولهذا تضمن العرض قراءة مقتطفات من رسائل نورييف الى تلاميذه والعروض التي شارك فيها في باريس ونيويورك وكذلك تقارير جهاز الأمن السوفيتي (كي. جي . بي) عن تحركاته يلقيها الممثل عريف العرض. لكن سيطر على العرض تقديم الرقصات الرائع من قبل فناني البولشوي لأهم الأدوار التي شارك فيها نورييف. ولهذا يبقى الباليه الكلاسيكي أهم ما جذب الجمهور الذي واصل التصفيق لفناني البولشوي في نهاية العرض لمدة 15 دقيقية.
إن رودولف نورييف الذي يرقد ثراه في المقبرة الروسية بضواحي باريس تحت بساط مزخرف تتري صنع من الموزاييك قد أصبح إسطورة قبل أن يهاجر الى الغرب . فإن جميع العروض التي شارك فيها بمسرح مارينسكي (في بطرسبورج حاليا) مثل "روميو وجولييت" و" بحيرة البجع " وغيرها ، وكذلك عروضه في خارج روسيا ولا سيما مع الراقصة الانكايزية مارجو فونتين تعتبر تجسيدا لإسلوبه في الرقص الذي أصبح مدرسة في باريس التي قضى فيها آخر سنوات عمره قبل وفاته لدى اصابته بمرص فقدان المناعة المكتسبة ( الايدز) في عام 1993.


مسرح عالمي : عرّاب الكوميديا.. والبداية من نادٍ ليليٍّ رثّ!

مجلة الفنون المسرحية

مسرح عالمي : عرّاب الكوميديا.. والبداية من نادٍ ليليٍّ رثّ!

ترجمة: عادل العامل - المدى 


لم يكن بَد فريدمان Budd Friedman يعتزم أبداً أن يكون عرّاب الكوميديا، وهو، بعد نصف قرن من هذا، غير متأكد تماماً كيف فعل ذلك. 
فعندما فتح نادياً ليلياً رثاً يدعى "الارتجال Improvisation" على حافة منطقة مسرح نيويورك في عام 1963، لم تكن هناك نوادي كوميديا كبيرة أخرى جديرة بالذكر في الولايات المتحدة. وكانت الأعمال الكوميدية الوقوفية عموماً بمستوى مقاهٍ صغيرة لسرد نكات الحموات في المنتجعات الصيفية أو للابقاء على المشاهدين بين عروض التعري.
وهناك الآن نوادي كوميديا عبر البلاد، ونجد في مذكرات فريدمان، (الارتجال: تاريخ شفهي لنادي الكوميديا ..)، أجيالاً من الكوميديين من جَي لينو إلى جيمي فالون يوفرون للمؤلف نصيب الأسد من الرصيد الفني. ويقول فالون في الكتاب، الذي شارك في كتابته الصحفي المخضرم ترِب ويتسيل، "إن بَد فريدمان واحد من أعظم المؤثرين في الكوميديا على الإطلاق." 
لقد فتح نادياً لما بعد ساعات العمل في وسط مانهاتن كان، مع خطورة موقعه، ضمن منطقة مسرح برودوَي. وكان يتصور بذلك أنه سوف يوجِد عازفي بيانو ومغنين طموحين، ويوفر خدمة وجبات طعام، وينتظر أناساً جائعين ممتلئي الجيوب يغادرون تلك العروض المسرحية ليجولوا هنا وهناك. وسيقرر واحد، في الأقل، بالتأكيد تمويل عرضٍ يريد أن يُنتجه ذلك الرجل المتميز المظهر، وهو يضع المونوكل (النظارة الأحادية) على عينه. (وما كان سيقول لهم بالطبع أنه يضع المونوكل فقط لأنه لم يكن يستطيع قراءة الإيصالات بسهولة في ناديه المعتم!) 
ولم يقترب معظم المغنين وعازفي البيانو من النادي، لكن الممثلين الهزليين راحوا يتدفقون من المقاهي وبدأوا يظهرون على المسرح. وكان ريتشارد برايور من أوائل الداخلين، وسرعان ما تبعه جورج كارلين. وذات ليلةٍ راح رودني دينجرفيلد يترنح داخلاً في حالة سكر وأخفق، ثم رجع وهو رزين في المرة التالية وتم استئجاره مديراً للتشريفات.
ثم كان مطلع عقد الاضطراب الذي أشّر لبداية "عهد الحقوق المدنية"، والاغتيالات السياسية، وتصعيد حرب فييتنام، وأحداث أخرى وفّرت مقادير لا نهاية لها من الدعابة القاتمة. وهو ما يعلّق عليه فريدمان متأملاً الآن، قائلاً " أعتقد أن الوقت كان مناسباً تماماً لذلك آنذاك." وأصبح من الواضح سريعاً أن " الارتجال" كان المكان المناسب للتعبير عن الدعابة القاتمة ــ بأزهى لغة في الغالب يستطيع تدبّرها كارلين أو برايور كما يحب الناس. ولم يكن فريدمان ليشير عليهما بان يقلّلا من شتائمهما، لكنه لم يُنشيء في الواقع أية قيود حقيقية على ذلك. ولم يكن يدفع لهما أيضاً، بالطبع. 
وفي حديث لريتشارد لويس عن تجربته مع فريدمان، يقول إنه ذهب إلى هناك ذات ليلة، وما أن انتهى من الوصلة الأولى حتى رأى، لدهشته، فريدمان يصعد إلى المسرح ويحيطه بذراعه، قائلاً بصوتٍ بدا للكوميدي وكأنه صوت الإله الأغريقي زيوس، أنه قد وجد أسخن ممثل كوميدي شاب لعام 1971. "وبعدئذٍ قلت لفريدمان: ماذا يعني هذا؟، قال: إنه يعني أنك تستطيع المجيء هنا في أية ليلة تريد وتعمل مجاناً. قلت: واو، يمكنني أن أعمل مجاناً!"
وأضاف لويس، "لكني كنت منتشياً. إذ كان فريدمان يقف كعرّاب للكوميديا. ولقد كان في الواقع على تلك الأهمية. وكان على كل واحد أن يمر من خلال ذلك النادي إذا ما أراد أن يحقق شيئاً."
والآن وفريدمان يبلغ الـ 85 عاماً، وقد انخفض حجم صوته الشبيه بصوت سيوز نتيجة لإصابته بجلطةٍ مؤخراً، وهو نصف متقاعد بالتالي، فإنه ما يزال كما يقول يُمتعه أن يباشر عملاً جديداً.
وهو يروي، في كتابه هذا، قصة حياة مفعمة بالتنوع وفقاً لأي مقياس: ذلك أن بورن جيرسون فريدمان، وكان يُعرف بلقب بَد Budd في طفولته، قد فقد أباه في سن مبكرة، وكاد أن يفقد حياته في الحرب الكورية، وقد حُمل جريحاً من ساحة القتال ومن حوله الجنود القتلى. 
وهو يقول، في سياق حديثه عن طريقته في العمل، أنه لم تكن لديه صيغة سرية، فكل ما كان على الممثلين الكوميديين أن يتمتعوا به من صفات هو أن يكونوا مضحكين. "فكنت لا أختار إلا الرجال المناسبين."، كما يقول. فإذا لم يكن أحد يجعله يضحك، نسيَ اسمه!
 عن: The Independent


النساء في مسرح شكسبير

مجلة الفنون المسرحية

النساء في مسرح شكسبير

سامي عبد الحميد - المدى 



وأنا بصدد ترجمة كتاب بعنوان (النساء في مسرح شكسبير) للكاتبة (جوديث كووك ) تعرفت على التحليل العميق ومن الأوجه المختلفة للشخصيات النسائية في جميع مسرحيات شكسبير من الملكات والأميرات والزوجات والتابعات وغيرهن ، ورحت أقارن بما نقوم نحن حين نتصدى لأنتاج إحدى تلك المسرحيات وكيف نحلل شخصياتها على وفق أبعادها المختلفة العضوية والاجتماعية والنفسية والتاريخية وكيف تقتضب وتوجز ونجتزأ من باب الاستسهال والاستعجال . 
في كتابها المشار إليه أعلاه تبدأ المؤلفة أولاً بتعريف القارئ بالمصادر التي اعتمدها شكسبير عند تأليفه مسرحياته وبالأخص التاريخية منها ، وفي الفصول الأربعة عشر تتعرض للممثلات الأقدم والأحدث اللواتي مثلن أدوار النساء في مسرحيات شكسبير وتورد أقوال النقاد حول أدائهن وحول صفات الشخصيات . 
استعرضت مؤلفة الكتاب ما نشر عن بطلات مسرح شكسبير تاريخياً فكتبت (انا جيمس) كتابا بعنوان (خصائص نساء شكسبير الأخلاقية) وقد صنفت تلك الكاتبة النسوة على الوجه التالي : نساء ذكيات مثل (بورشيا) و(روزا لند) و(أيزابيلا) و(سيليا) ونساء عاطفيات خياليات (جوليت) و(هيلينا) و(أوفيليا) ونساء ودودات (هرميون) و(دزدمونة) و(كونستانس) .
من الصعب وضع تصنيف تراتبي ولكن المؤلفة (كووك) صنفت نساء شكسبير كالتالي : النسوة التاريخيات والرومانيات والبريطانيات ، مثل (بورشيا) و(كاربولينا) و(ملكات انكلترا) ، النساء الأرضيات مثل (المحظية كويكلي) والشابات التراجيديات مثل (روزالند) و(فيولا) والصريحات مثل (كيت) و(بياتريس). من الممثلات الانكليزيات القديمات اللواتي مثلن أدوار نسوية شكسبيرية كانت (ألين تيري) و(سارة سيدونز) ومن الممثلات الحديثات كل من (جانيت سوزمان) و(بيغي اشكروفت) و(جودي ديبج) و(باربارا جينورد) و(فينيسا ريدغريف) و(غليندا جاكسون) وكلهن أعطين آراءهن بالادوار التي مثلنها.ورغم أن أدوار النساء في زمن شكسبير كان يمثلها الفتيان ، حيث لم يكن مسموح للنساء أن يصعدن على خشبة المسرح أنذاك ، إلا أن شكسبير اسبغ على نسائه كل الصفات الأنثوية مثل الجمال والرقة والعناد والبراءة وغيرها ، وهكذا كان شكسبير متنوعاً في اختياراته ، متنوعاً ليس بالصفات وحسب بل في الإعمار وفي التوجهات وفي العلاقات مع الرجال وفي المصائر . كل ذلك ثم شرحه في الفصل الأول من الكتاب . 
وفي الفصل الثاني تطرقت المؤلفة إلى النساء اللواتي أحببن رجلاً مثل (جوليا) و(روزالند) و(فيولا) وفي الفصل الثالث تطرقت إلى فطنة البعض منهن امثال (أدريانا) و(كاترينا) و(روزالين) و(بياتريس) . وفي الفصل الرابع تعرضت إلى النسوة اللواتي تظاهرن بانهن قانونيات مثل (بورشيا) في (تاجر البندقية) . في الفصل الخامس تكشف المؤلفة عن فضائل الشابات العديدة ، وهكذا تفصل في الفصول الأخرى إلى أن تصل إلى الفصل التاسع حيث المصير المظلم لعدد من بطلات شكسبير مثل (جوليت) و(أوفيليا) و(دزرمونة) و(كورديليا) وكلهن ينتهين إلى الموت ظلماً وبدون وجه حق وتختم المؤلفة (كووك) كتابها بمناقشة دور الشريرة (ليدي ماكبت) التي حرضت زوجها لقتل الملك لكي يجلس هو على العرش ، ومناقشة دور (كليوباترا) وصفاتها السيئة والحسنة وأسباب حبها للقائد الروماني (انطوني) وصراعها مع نفسها بين حبها لوطنها وحبها للاجنبي المحتل .ولأن المسرح العراقي قد شهد عدداً من عروض لمسرحيات شكسبير اخرجها مخرجون من الرواد ومن الجدد ، ونذكر على وجه الخصوص (تاجر البندقية) و(يوليوس قيصر) و(هاملت) و(ماكبث) و(انطوني وكليوباترا) و(حلم ليلة منتصف صيف) و(الملك لير) وحالياً يتم انتاج (ريجارد الثالث) وعليه أذكّر من يتصدى لأخراج إحدى مسرحيات شكسبير أن لا يستسهل الأمر وان لا يسيء إلى نصوصه العظيمة بالحذف والاجتزاء والتحريف ، بل عليهم أن يدرسوا تلك النصوص بتمعن وأن يحللوا معانيها الظاهرية والخفية وعلاقاتها مع الشخصيات الأخرى وأهدافها وأفعالها الرئيسية والثانوية وبالتالي التأكيد على ثيماتها من وجهة نظر شكسبير نفسها وفق وجهة نظر المخرج الجديد.

الاثنين، 25 ديسمبر 2017

للتحميل مسرحية - حبال الرحــيــل - تأليف نجيب طـــلال

مسرحية "عجوز الأرض الحمقاء " تأليف أحمد إبراهيم الدسوقى

حسن عطية: جمهور الشباب أهم ظواهر مسرح 2017.. والفيسبوك لعب دورا كبيرا فى ترويج العروض

مجلة الفنون المسرحية

حسن عطية: جمهور الشباب أهم ظواهر مسرح 2017.. والفيسبوك لعب دورا كبيرا فى ترويج العروض

لم نشهد نقلة نوعية فى مسرح الدولة.. والمسرح الخاص لا يزال غائبا

يرى د. حسن عطية الناقد المسرحى الكبير، ان عام 2017 شهد خطوة لا بأس بها فى مسرح الدولة وان لم تكن هناك نقلة نوعية وقال فى تصريحات خاصة لـ«الشروق»: من اهم الظواهر الايجابية التى شهدها مسرح الدولة فى عام 2017، هو جذب عدد كبير من جمهور الشباب لمتابعة العروض، رغم ان كثيرا منها باللغة الفصحى، لكنها لم تقف حائلا امامهم، وتفاعلوا كثيرا مع العروض وحدث تجاوب لا بأس به.
وقال: هناك حالة فوران مسرحى حدث من خلال عروض اكدت تميزها بغض النظر عن تقييمنا النقدى لها، فهناك عروض حققت نجاحا كبيرا وتواصلا هائلا مع الجمهور مثل «يوم ان قتلوا الغناء»، و«قواعد العشق 40»، و«مسافر ليل»، وهذه المسرحيات أثبت أن الجمهور لا يزال ينجذب للنص القوى ويبحث عن العمل الذى يخاطب أفكاره وميوله.
وأضاف: من أهم الملاحظات لظواهر 2017 هو لجوء مخرجى العروض لمواقع التواصل الاجتماعى خاصة الفيسبوك، لعمل ترويج لعروضهم، لجذب الجمهور، وتصوير أن العرض ناجح «ومكسر الدنيا» بخلاف الواقع ربما، لعمل ضجة لهم، وهو ذكاء يحسب لاصحاب هذه العروض بلا شك، واثبت فاعليته، كما أنه انتشرت ظاهرة التقاط الصور مع الضيوف النجوم، وكل صاحب عرض بدأ يتباهى بعدد النجوم والشخصيات العامة التى تحرص على مشاهدة اعمالهم، وتنجح الحيلة ويحدث الاقبال الجماهيرى المرتقب، وهى وسائل لم تكن موجودة من قبل، وان كانت مؤشرا على ضرورة تغيير البيت الفنى لاساليب دعايته التقليدية التى لم تعد تصل للجمهور.
وأكمل: ورغم ما ذكرته مسبقا اؤكد أن ما حدث عام 2017، كان مجرد خطوة جيدة، لكن لم نشهد نقلة نوعية، فنحن بحاجة للبحث واكتشاف جيل جديد من الكتاب المصريين، وفتح المجال للشباب ليقدموا إبداعا خاصة بهم ويصنعوا لنا مسرحا يحمل بصمتهم كما حدث فى الاجيال السابقة، فكل ما نشاهده مجرد محاولات فردية لا ترقى لكى تكون مرحلة خاصة بذاتها، إضافة إلى أنه أصبح من الضرورى أن يفتح البيت الفنى ذراعيه للفرق المستقلة، فلقد شاهدت عروضا غاية فى القوة والجمال، رغم أن اصحاب هذه العروض بذلوا جهودا جبارة لايجاد مكان مناسب لعرض مسرحياتهم.
وعن المسرح الخاص قال:
لا يزال المسرح الخاص غائبا، والمؤشرات تؤكد أنه لن يعود بسهولة، فتجربة جلال الشرقاوى مع المسرح الخاص هذا العام لم تكتمل، ومسرح سنبل الذى يقيمه الفنان محمد صبحى بعيدا عن الجمهور ومن الصعب ان يحظى بإقبال جيد، ومحمد رمضان مجرد ظاهرة عابرة لن تستمر، اما مسرح مصر فلا يمكن ان نقول عنه مسرح بل هو محاولة لاستغلال نجوم السينما والتليفزيون لعمل برنامج ترفيهى للجمهور.

«الإمارات لمسرح الطفل» ينتصر للقيم

مجلة الفنون المسرحية

«الإمارات لمسرح الطفل» ينتصر للقيم

«الجائزة» تُعلي التسامح والتعاون.. و«الجزيرة» تُحرّض على المعرفة

محمد عبدالمقصود - الأمارات اليوم

تمنح أعمال مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، الذي تنظمه جمعية المسرحيين بالدولة، على خشبة قصر الثقافة بالشارقة، أولوية لترسيخ القيم الإيجابية في نفوس الجمهور، من الأطفال والناشئة، لتقدم إلى جانب متعة المشاهدة، رسالة تنتصر لقيم الخير والحق والجمال.

مرعي الحليان: مسرح صعب

قال الفنان، مرعي الحليان، الذي يشارك في المسابقة الرسمية لمسرح الطفل من خلال عرض بمسرحية «المهرجون»، إن الأعمال الموجهة للأطفال من خلال مسرح الطفل تبقى الأصعب من بين أنواع المسارح الأخرى، وأضاف: «يستمد مسرح الطفل صعوبته من طبيعة جمهوره، فهناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تستغني عنها في مسرح الكبار، لابد من حضورها حينما يكون الجمهور ناشئة وأطفالاً، فضلاً عن خطورة وأهمية الرسالة المطروحة، ومن ثم الرؤية الإخراجية، وكذلك النص، وأداء الممثلين، الذي يجب أن يراعي مخيلة وخصوصية عوالم الأطفال، وابتكار آليات إثارة شغفهم حتى آخر العرض».

لجنة تحكيم الكبار والصغار



ينفرد مسرح الإمارات للطفل بلجنتَي تحكيم، إحداهما تؤدي دورها الوظيفي التقييمي، وهي لجنة التحكيم الرسمية، بالإضافة إلى لجنة تحكيم موازية مشكّلة من أطفال يمثلون شرائح جمهور المهرجان المستهدف، من أجل أن يكون رأي الأطفال النقدي والجمالي حاضراً أيضاً.

وتتكون لجنة التحكيم الرسمية من الفنانين: الحسن النفالي، ومصطفى رشيد، وعبدالله مسعود، وهيفاء حسين، وعبدالرحمن الملا.

فيما تتشكل لجنة تحكيم الأطفال من العنود طارق المازمي، وأمل جاسم المشيري، ونورة نبيل الحوسني.

ومع توالي العروض، التي تستمر حتى 29 الجاري، تتوالى الرسائل الهادفة التي تبدو عبرها الأعمال المقدمة حافظة ومستوعبة أيضاً لخصوصية النسق القيمي المحلي، في الوقت الذي تقدم الأعمال المتنافسة على الجوائز، في مجملها، رؤى شبابية، بعضها لايزال في تجاربه الأولى في إطار مسرح الطفل، والبعض الآخر اكتسب خبرات واسعة، سواء عبر دورات المهرجان السابقة، أو سواها من المشاركات المحلية والخارجية.

حبكة مناسبة

في حين أبرز العمل الافتتاحي «الجائزة»، الذي كتب نصه أحمد الماجد، وأخرجه عمر الملا، أهمية التمسك بقيم التسامح والمحبة والتعاون، وغيرها في إطار نسج حكاية حول عالم العناكب والفراشات، وهو العمل الذي ينافس عبره في المهرجان، المسرح الحديث بالشارقة، قدمت فرقة مسرح الفجيرة، مساء أول من أمس، مسرحية «الجزيرة المفقودة» من تأليف أحمد الماجد أيضاً وإخراج صابر رجب، وتمثيل دلال الياسر وشمسة النقبي وآخرين.

وعبر حبكة درامية تتناسب مع عوالم مسرح الطفل، عاش حضور «الجزيرة المفقودة» تفاصيل حياة في جزيرة أشبه ما تكون بمفقودة أو لا وجود لها على خارطة الزمن، لم يسمع بها أو يرها أو يصلها أحد، ينقلب هدوؤها وسلامها بوصول الشخصية التي تمثل محور الشر في العمل (أبو وجهين) الذي أخفى معالمها، وجعلها على ما هي عليه من البعد لكي ينعم هو بخيراتها، إذ دمر أول ما دمر العلم والثقافة في الجزيرة، عبر تخريب المدارس وإحراق الكتب، حتى صار أهلها جهلاء وكسالى، بعد أن كانوا متسلحين بالعلم والمعرفة.

وعبر الحوار تارة، والسرد تارة أخرى، يجد الجمهور من الأطفال نفسه داخل تفاصيل المسرحية - الحكاية، بشكل أكبر، حينما يقرر أهل الجزيرة الوقوف ضد الشرير، ليتبين لهم أنهم في أمسّ الحاجة إلى ما فقدوه من العلم والمعرفة، وحين تصل هذه الأنباء إلى محور الشر في العمل، قرر أن يثبت لهم عن طريق استعراض المعلومات أنه انتصر، ليس لكونه الأقوى فقط، بل الأكثر علماً ومعرفة، قبل أن يتدخل الحكيم مستعيناً بشخصية «ليلى الذكية».

عناصر حاضرة

انتصار أهل الجزيرة على الشرير وأتباعه في مسابقة المعلومات، يغدو موضوعياً انتصاراً لقيم العلم والمعرفة البعيدة عن الادعاء، والدهاء المرتبط بحيل الشر، وهو مؤدى أسهم في الوصول إليه أداء جيد للممثلين الذين تغلبوا على عقبة التفاوت الكبير في نبرة الصوت وتشكلاته، حينما يكون الأداء مرتبطاً بمسرح الطفل. العديد من عناصر السينوغرافيا، التي تبقى على الدوام حاضرة، وذات أهمية قصوى في مسرح الطفل، لعب دوراً مهماً في معظم الأعمال المقدمة، خصوصاً «الجزيرة المفقودة»، وهي المسرحية التي صمم ونفذ إضاءتها سعيد الهرش، وكتبت كلمات أغانيها شمسة النقبي، ولحنها ميرزا المازم، وصمم ديكورها صابر رجب.

فلورنس مونتين تفتتح ورشة للرقص المعاصر

مجلة الفنون المسرحية

 فلورنس مونتين تفتتح ورشة للرقص المعاصر 



مدربة الرقص الفرنسية فلورنس مونتين تقدم ورشة الرقص المعاصر في ستوديو ذات مستوحاه من مجموعة من أهم اساطير الرقص المعاصر وعلى رأسهم اسطورة المسرح الألمانية الراقص بينا باوش وأهم أعمالها مقهى مولر و السقوط.

وسيتم بدأ ورشة الرقص المعاصر يوم 12 يناير بستوديو ذات مع المدربة فلورنس مونتين والتى أنشأت مجال عمل جديد من خلال اللغة والتعبير الجسدي والرقص المعاصر واليوجا وعملها يتركز بشكل خاص على حساسية الجسم والوعي الحسي.
فلورانس مونتين من الجنوب الشرقي لفرنسا وتقيم الآن في مصر لتؤسس مجالا جديدا قوامه التعبير باللغة والجسد والرقص المعاصر واليوجا. ويتركز عملها بشكل خاص على حساسية الجسم والوعي الحسي.

أما "بينا باوش" فهي راقصة بالية ألمانية ومصممة رقصات ، نقلت إلى خشبة المسرح هموم الإنسان المعاصر وأشواقه معبرةً عنها بالرقص، فحازت شهرة عالمية وأصبحت رائدة المسرح الراقص الحديث، كان أسلوبها فريداً في مزج الحركات والأصوات داخل مجموعة مراحل، وبتعاونها المتقن مع المؤدين، أصبحت باوش رائدة منذ سبعينات القرن العشرين في عالم الرقص الحديث، وقدمت عمل أورفيوس ويوريديس الذي ألف عام 1975، والذي يعتبره النقاد أحد روائع الكوريغرافيا الألمانية.


الأحد، 24 ديسمبر 2017

«المهرجون» من طنجة إلى خشبة «مسرح الطفل»

مجلة الفنون المسرحية

«المهرجون» من طنجة إلى خشبة «مسرح الطفل»

محمد عبدالمقصود - الأمارات اليوم 

وشهدت عروض مسرح الطفل في المهرجان  عرض مسرحية «المهرجون» من تأليف وإخراج الفنان الإماراتي مرعي الحليان، ومن إنتاج مسرح بني ياس، وتمثيل كل من بدور الساعي، خميس اليماحي، بدر البلوشي، حميد عبدالله، سمية داهش، ومحمد إسحاق.

ويُعد العرض الذي استضافه قصر الثقافة، أول عروض العمل بالإمارات، منذ المشاركة به في الدورة الرابعة من الملتقى العربي لفنون العرائس والفرجة الشعبية بمدينة طنجة المغربية في أكتوبر الماضي، حيث قدم العرض في خمس مدن مختلفة.

وتمحورت حكاية العرض حول مجموعة من المهرجين، يقوم صاحب السيرك الذي يعملون فيه بطردهم، ليجدوا أنفسهم بلا عمل، وبلا أي شيء سوى عربة مملوءة بالإكسسوارات، ولأن الحاجة أم الاختراع كما يُقال، يبدأ المهرجون بالتفكير في الكيفية التي تمكنهم من الاستفادة من مواهبهم وإمكاناتهم والعربة المملوءة بالأدوات من أجل مواصلة وجودهم وتحقيق أحلامهم الكبيرة بعيداً عن سطوة صاحب السيرك وغطرسته.

وسعى الحليان إلى الاعتماد على تقنيات مسرح الدمى والعرائس ومسرح الظل، فحاول من خلاله الابتعاد عن التقليدي والمستهلك، والبعد عن التعقيد في عناصر السينوغرافيا، وهو الاتجاه الذي جاء مناسباً لمسرح الطفل عموماً.

وحقق العرض عنصر التفاعل بين الممثلين والجمهور، والذين تدخلوا في بعض مفاصل العرض وكانوا جزءاً من اللعبة المسرحية التي بناها الحليان ببراعة، في حين أسهمت الأزياء والدمى التي صممتها وصنعتها ميلانا رسول في إيصال المضمون وتعميق البناء الدرامي للشخصيات.

ونظراً لكونها جوهرية في المضمون الدرامي لمسرح الطفل، فقد أولى الحليان أهمية استثنائية للأغاني التي تخللت المسرحية، وجاءت بمثابة عامل مساعد لإيصال المضمون الدرامي، وكتب كلماتها أحمد الماجد ولحنها الفنان ميرزا المازمي.

مريم سلطان شخصية مهرجان مسرح الطفل .. 40 عاماً من العطاء للخشبة

مجلة الفنون المسرحية

مريم سلطان شخصية مهرجان مسرح الطفل .. 40 عاماً من العطاء للخشبة

محمد عبدالمقصود - الأمارات اليوم 

لم يكن الوقت المخصص للحديث عن بعض محطات الفنانة الإماراتية مريم سلطان، أول من أمس، في قصر الثقافة بالشارقة، كافياً للتطرق إلى كامل مراحلها الفنية، إذ يمتد عطاء سلطان، التي اختارتها جمعية المسرحيين الإماراتيين، الشخصية المكرمة للدورة الحالية لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، إلى جانب الفنان الفلسطيني الراحل ذيب داوود، لأكثر من 40 عاماً.

عطاء بلا حدود

قال رئيس جمعية المسرحيين، الفنان إسماعيل عبدالله، إن من يتتبع مسيرة الفنانة مريم سلطان، وما قدمته للمسرح الإماراتي سيجد أنها على مدار عقود لم تبخل بأي جهد أو وقت، من أجل إنجاح الأعمال المسرحية التي شاركت بها، من خلال عطاء متواصل تقدمه بلا حدود.

وأكد إسماعيل استحقاق سلطان هذا التكريم الذي يأتي في سياق تقدير مستحق لقامة إماراتية رفيعة، تسجل أنموذجاً للإخلاص للخشبة، والهاماً للأجيال المسرحية المتعاقبة، في حين يؤكد تكريم ذيب داوود، وفاء أسرة المسرح الإماراتي لكل من أعطى بكد وإخلاص لخشبته، مشيداً بمسيرة الفنان الفلسطيني الراحل المتميزة، وعطائه البارز الذي أسهم في تقديم العديد من الأعمال المتميزة على العديد من المسارح المحلية.

«أم» على الخشبة وخارجها

قال الفنان الإماراتي الشاب مروان عبدالله، إن الفنانة مريم سلطان، مثلما كانت حاضرة في دور الأم في العديد من الأعمال المسرحية والتلفزيونية، وأيضاً السينمائية التي شارك بها، كانت كذلك خارج السياق الدرامي لتلك الأعمال.

وأضاف: «الفنانة مريم سلطان، كانت ولاتزال بمثابة الأم لأجيال عدة من المسرحيين الشباب، نشؤوا على تلك المشاعر التي قدمتها لهم بشكل تلقائي»، مؤكداً أن «دور الأم الذي مارسته تخطّى أيضاً المشاعر، إلى المواقف التي لا يمكن تصدر إلا عن الأم».

سلطان التي بدأت النشاط الفني مع تأسيس مسرح دبي الشعبي عام 1976، بمسرحية «هارون الرشيد»، مقدمة العديد من الأعمال المهمة، أبرزها «بومحيوس في ورطة»، «بومحيوس في بتايا»، «شمس النهار»، وغيرها، إلى جانب العشرات من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، كانت محور جلسة استهل بها المهرجان، أول من أمس، فعالياته، بحضورها، في ظل غياب شريكها في الليلة التكريمية، الراحل ذيب داوود، الذي قامت والدته بتسلم درعه التكريمية.

الفنان محمد يوسف الذي أدار الندوة، حاول جاهداً التوقف عند أبرز الأحداث المفصلية في مسيرة سلطان، قبل أن يؤكد أن الإحاطة بشكل دقيق بهذه المسيرة الثرية، بحاجة لمساحة زمنية أكبر، في حين قدم مسرحيون من أجيال مختلفة شهاداتهم، التي أكدت جميعها الدور المهم الذي لعبته مريم سلطان، في مسيرة تطور الحركة المسرحية الإماراتية عموماً، وخشبة دبي الشعبي بصفة خاصة، مشيرين الى أن مريم سلطان بالفعل كانت بمثابة أم لكل المسرحيين في مختلف الخشبات، دون تمييز.

من جانبها، أكدت سلطان تقديرها الشديد لهذه اللفتة التكريمية، مؤكدة أنها على مدار العقود الممتدة من الارتباط بالخشبة، لم تكن تنشغل بالأدوار المنوطة بها بقدر ما كانت تهتم بأن تذلل العقبات لمن حولها، خصوصاً شباب المسرح، من مختلف الأجيال، ما جعل معظمهم ينادونها منذ وقت مبكر بلقب «أمي».

من جهة أخرى، تحدثت نخبة من الفنانين الذين عملوا مع الراحل ذيب داوود، في المسرح الإماراتي عن مسيرته المسرحية الحافلة بالمنجزات، وعن عطائه وأهم محطاته الفنية التي رغم أنها لم تدم طويلاً بالمقياس الزمني إلا أنها كانت حاضرة وعميقة الأثر، اتكاء على شخصية الراحل الفنية المتكاملة.


«مسرح الكتاب» الأميركي يحيي أوسكار وايلد

مجلة الفنون المسرحية

«مسرح الكتاب» الأميركي يحيي أوسكار وايلد
ترك تأثيراً بالغاً على كثير من كتاب الكوميديا ومنهم العرب

* د. رياض عصمت - الشرق الأوسط 

هناك بونٌ شاسع بين المشهد المسرحي في لندن والمشهد المسرحي في مدن كبرى كثيرة في أرجاء العالم الواسع. ربما اقترب حي برودواي في نيويورك من الوست - إند في لندن من حيث تبنيه لنصوص عالمية، كلاسيكية أو حديثة، لكن ذلك يبقى أقل بكثير من النزعة البريطانية للانفتاح على ثقافات العالم المتنوعة. أذكر مثلاً أنه في موسم واحد في ثمانينات القرن الماضي، اجتمعت عروض مسرحيات شكسبير مع إسخيلوس، وبرنارد شو وأوسكار وايلد ونويل كوارد وجو أورتون مع هنريك إبسن وأنطون تشيخوف وبرتولد برشت وتنيسي ويليامز وآرثر ميلر وسواهم من أبرز مؤلفي المسرح في العالم، بل وصل الأمر إلى عرض مسرحية واحدة لتشيخوف هي «الخال فانيا» في إنتاجين مختلفين في وقت واحد في «الوست - إند». في الواقع، قليلة هي الفرق المسرحية الأميركية المحترفة التي تعنى بتقديم التراث العالمي في المسرح، ذلك لأن معظم الفرق الأميركية تعكف على تقديم ما هو أميركي، وبالأخص الجديد من إبداعات المؤلفين المعاصرين. لذلك، تعتبر فرقة «مسرح الكتاب» في شمال شيكاغو إحدى الاستثناءات القليلة. يكرس هذا المسرح برامجه سنوياً لتقديم باقة مختارة من المسرحيات العالمية المتميزة على مرِّ العصور، دون أن يغفل تطعيم إنتاجاته ببعض الأعمال الأميركية الحديثة أيضاً ضمن ريبرتوار غني التنوع. بالتالي، يتراوح إنتاج «مسرح الكتاب» بين شكسبير ويوجين أونيل وتنيسي ويليامز وآرثر ميلر وأنطون تشيخوف وأوسكار وايلد وسواهم من مختلف الثقافات. تلك هي السياسة التي انتهجها المدير الفني لهذا المسرح منذ تأسيسه، المخرج والممثل ذو الأصل البريطاني مايكل هالبرسترام. يشابه «مسرح الكتاب» في ذلك بضعة مسارح إقليمية أميركية في ولايات متفرقة، نذكر من أهمها «مسرح غاثري» في مدينة مينيابوليس بولاية مينسوتا، «مسرح الكونسرفتوار الأميركي» في سان فرانسيسكو و«مسرح بركلي الربرتواري» في بيركلي بولاية كاليفورنيا، «مسرح غودمان» في شيكاغو بولاية إلينوي، و«مسرح الممثلين» في لوي فيل بولاية كنتاكي. هذا، فضلاً عن الفرق الأميركية الكثيرة المتخصصة بتقديم شكسبير، سواء في آشلاند وبورتلاند بولاية أوريغون، أو في شيكاغو بولاية إلينوي، أو في ميامي بولاية فلوريدا، أو في ضواحي ولاية ويسكاونسن. بالتالي، يعتبر إحياء مسرحية أوسكار وايلد الشهيرة «أهمية أن تكون آرنست» مغامرة تحسب لصالح «مسرح الكتاب» ومديره الفني.
يعتبر أوسكار وايلد (الآيرلندي) أحد أغزر الأدباء البريطانيين في القرن التاسع عشر، بالمقارنة مع عمره القصير الذي لم يتجاوز 46 عاماً امتدت بين (1854 - 1900). جاءت وفاة أوسكار وايلد المبكر عقب فضيحة اتهامه بالمثلية، وكانت تلك مسألة حساسة في ذلك العصر ضمن مجتمع محافظ، بحيث أدت به إلى المحاكمة، فالإدانة والتعرض للسجن، ومن ثم الموت المبكر قبل الأوان وهو في ذروة النجاح والعطاء. كانت تلك خسارة أدبية فادحة لرجل اشتهر كمسرحي وشاعر وروائي وقاص، وأبدع في تلك الأجناس كل أيَّما إبداع، تاركاً باقة من الإنجازات التي ما زالت تُدَّرس في الجامعات، تعرض على خشبات المسارح، تقتبس سينمائياً وتترجم إلى مختلف اللغات لتصدر في طبعات تكاد لا تحصى. ولد أوسكار وايلد ودرس في دبلن، ثم انتقل ليكمل دراسته للكلاسيكيات في أكسفورد، ثم لمع نجمه كأديب مرموق ومؤلف مسرحي في لندن خلال أوج العصر الفيكتوري، بحيث وصل إلى ذروة الشهرة في تسعينات القرن التاسع عشر، متميزاً في الأوساط الاجتماعية بشخصيته الغريبة وأزيائه العجيبة. نشر وايلد دواوين شعرية في بواكيره، وسافر ليحاضر في الولايات المتحدة وكندا حول جماليات الفن، كما عمل في الصحافة اللندنية. لعل أشهر أعمال وايلد الأدبية هي روايته «صورة دوريان غراي» (1890)، وهي وحدها كفيلة بمنحه الخلود، لما تتضمن من أبعاد رمزية عميقة عن النفس البشرية، وعن تجليات الخير والشر لدى الإنسان. أما كمسرحي، فذاع صيت وايلد واشتهر عبر عشر مسرحيات، وإن كانت أشهرها خمسة، هي: «سالومي» (1891)، «مروحة الليدي وندرمير» (1892)، «امرأة بلا أهمية» (1893)، «الزوج المثالي» (1894)، و«أهمية أن تكون آرنست» (1895).
يضم «مسرح الكتاب» في شمالي مدينة شيكاغو مسرحين وستوديو. بناؤه شديد التميز من الخارج، لأنه من الأبنية ذات المعمار الحديث التي أنشئت على مبدأ «صداقة البيئة»، أي بمواد طبيعية تماماً، لا تؤدي إلى أضرار جانبية. أما تصميم البناء من الداخل، فأخاذ ومريح للنظر والروح. كل شيء فيه واضح وقريب وسهل، خاصة بالنسبة للمسنين في العمر وذوي الاحتياجات الخاصة. إنه لمكان رائع لتقديم كلاسيكيات المسرح العالمي عبر أعمال شكسبير وإبسن وسترندبرغ وتشيخوف وأوسكار وايلد، والأميركي عبر أعمال يوجين أونيل وآرثر ميلر وتنيسي ويليامز وإدوارد أولبي وسام شيبرد، بالإضافة إلى مختارات منتقاة من المسرحيات الأميركية المعاصرة. أخرج المدير الفني مايكل هالبرستام 35 عرضاً مسرحياً لصالح «مسرح الكتاب» خلال 25 سنة الماضية، منها «هاملت» تأليف شكسبير، «روزنكرانتس وغيلدنسترن ميتان» تأليف توم ستوبارد، «انظر إلى الخلف بغضب» تأليف جون أوزبورن، «الأب» تأليف أوغست سترندبرغ، «الجريمة والعقاب» اقتباساً عن رواية دوستويفسكي، وانتقل العرض الأخير هذا ليعرض في نيويورك. كما أخرج هالبرستام لفرق أخرى مرموقة في نيويورك وسان فرانسيسكو وسان خوسيه وأونتاريو في كندا وسواها، ومثل أدواراً رئيسية في مسرحيات كثيرة، خاصة في مسرحيات من تأليف وليم شكسبير مثل «ريتشارد الثالث» و«ثيمون الأثيني» و«جعجعة بلا طحن». 
تصنف مسرحية أوسكار وايلد «أهمية أن تكون آرنست» ضمن طراز الكوميديا الاجتماعية الراقية، إذ إنها مسرحية تعتمد على الحوار البارع، وتقدم نماذج متنوعة من سيدات وشباب المجتمع الأرستقراطي، وفي مقدمة هؤلاء الليدي براكنيل، التي أدى دورها أحيانا - لوجه الغرابة - بعض الممثلين الذكور. كثيراً ما قدمت هذه المسرحية بالذات بين مسرحيات وايلد بمختلف لغات العالم، بما في ذلك العربية، لما فيها من طرافة عالمية التأثير. بل لعل اللافت أن فيلماً مصرياً هو «فتى أحلامي» (1957) من إخراج حلمي رفلة وبطولة عبد الحليم حافظ وعبد السلام النابلسي اقتبس عن هذه المسرحية. في الواقع، ترك أوسكار وايلد تأثيراً لدى كثير من كتاب الكوميديا العرب، مثل توفيق الحكيم وألفريد فرج وعلي سالم ومحفوظ عبد الرحمن ولينين الرملي.
افتتح الإحياء الجديد لمسرحية «أهمية أن تكون آرنست» في أواسط نوفمبر (تشرين الثاني) 2017 في «مسرح الكتاب». وعلى الرغم من كونه أميركياً، فإنه جاء عرضاً ذا طابع إنجليزي بامتياز، حتى في إلقائه ولهجته وأسلوب تمثيله، بحيث لا يبتعد كثيراً عن العروض التي سبق وشاهدتها للمسرحية نفسها في لندن. تقوم المسرحية على أحد أهم عناصر الكوميديا، وهو الخطأ في تمييز هوية شخصية، وانتحال بطلين بدلاً من بطل واحد شخصية وهمية ليست شخصيته تدعى «آرنست». بالتالي، ينجم الإضحاك في المسرحية عن مفارقات عدة، سواء في خطأ تمييز الهوية أو في انتحال الاسم الزائف لنيل إعجاب وتعاطف المحبوبتين. تدور هذه المسرحية الكوميدية حول حب مزدوج، يحاول التغلب على العقبات، وتحفل الحبكة بمصادفات عجيبة، بل تنتهي بمصادفة تثير الضحك لحد القهقهة، لأنها بعيدة عن التصديق، في حين أنها مسلية لدرجة أنها تحظى بقبول واستحسان الجمهور. تلك هي سمة المهارة الحرفية التي أبدع أوسكار وايلد في استخدامها سواء في الكوميديا الاجتماعية الراقية مثل «أهمية أن تكون آرنست»، أم في التراجيديا مثل مسرحيته «سالومي».
يبدأ العرض بصديقين شابين عازبين ثريين (لعب دوريهما ستيف هاغارد وأليكس غودريتش بحيوية وظرف)، وما تلبث أن تظهر الليدي براكنل، عمة أحدهما، (أدت دورها شانون كوشران)، بسيطرة عكست ذكاء وقوة تلك الشخصية. سرعان ما تظهر الصبيتان الجميلتان في المسرحية، اللتان يحاول كل من الشابين نيل قلب واحدة منها، وكلاهما تحلم أن يكون اسم حبيبها «آرنست»، وتأنف من أي اسم سواه. أدت دور إحداهما ممثلة سوداء جميلة هي جنيفر لاتيمور، بينما أدت دور الأخرى ممثلة شقراء هي ربيكا هيرد. وعلى الرغم من كون أداء الممثلتين مقنعاً، فإن ربيكا هيرد تمتعت بحضور استثنائي عبر استخدامها تعابير وجهها وحركة جسدها معاً بتناسق وحيوية ملموستين لتعكس مشاعر الشخصية وردود فعلها بأسلوب تمثيلي في غاية الرقي والإتقان. في الواقع، لم يكن يقصر أي من الممثلين الآخرين في تجسيد شخصياتهم، وبدوا في مستوى معقول للغاية، وهم: روس ليهام في دوري الساقي في منزلين مختلفين، آرون تود دوغلاس في دور القسيس، وآنيتا تشاندواني في دور المعلمة، لكن الأول منهم نجح بصورة خاصة في تقديم شخصيتين متباينتين، بل أبدع كوميدياً في الشخصية الثانية كساقٍ يتعتعه السكر، منتزعاً بلمسات إيمائية مقتضبة ضحك الجمهور. الحق يقال، كان تصميم الأزياء متميزاً في عرض «أهمية أن تكون آرنست»، وقامت به المصممة مارا بلومنفيلد. أما إخراج مايكل هالبرستام لنص مسرحية أوسكار وايلد (الذي عالجه الدراماتورغ بدرو كاستيللو غارسيا، ) فعكس مقدرة احترافية عالية دون ادعاء أو حذلقة أو تصنع أو استعراض للعضلات. أثبت هالبرستام أنه مخرج بارع يحسن السيطرة على جميع نواحي العمل المسرحي، ويصقلها بانسجام ليعبر عن روح المؤلف بإخلاص. ليس في عرض «أهمية أن تكون آرنست» إسقاطات معاصرة، ولا مشهدية بصرية استثنائية، لكنه عرض أضفى إخراجه وأداؤه حيوية وتجديداً عضويين من داخل بنية مسرحية وايلد، بانسجام مع معمار المسرح نصف الدائري التي قدمت عليه المسرحية. عرض «مسرح الكتاب» عرضٌ اتسم بالرشاقة والحيوية والظرف وخفة الظل، قدم على خشبة مسرح نصف دائرية، مما أضفى حميمية ودفئاً على العلاقة بين المؤدين والمتلقين، فصفق الجمهور طويلاً في الختام تعبيراً عن البهجة الاستمتاع.

* كاتب سوري يقيم  في الولايات المتحدة

الإنسان كائن ضعيف في مسرح يوجين أونيل

مجلة الفنون المسرحية

الإنسان كائن ضعيف في مسرح يوجين أونيل

الخليج 

عمل «يوجين أونيل» (1888-1953) في مهن متواضعة عدة، لكن هذه التجارب أكسبته خبرات متنوعة، تجلت في عدد كبير من مسرحياته التي أرست أسساً للمسرح الأمريكي، الذي يعتبر «أونيل» رائداً ومؤسساً له، لكن المشكلة أن أونيل بعد سنوات من العمل في هذه المهن قال: «صحتي لم تحتمل كل هذه الطفرات والتقلبات فأصبت بالسل، واضطررت إلى اللجوء لمستشفى للأمراض الصدرية، حيث انعزلت عن العالم، ستة أشهر، أمضيتها كلها في التفكير في المستقبل الذي لم تكن معالمه قد اتضحت بعد، في عزلتي الاضطرارية فكرت لأول مرة في الكتابة».
كتب «أونيل» المسرح حتى فاز بجائزة بوليتزر أربع مرات، كانت أولاها سنة 1920 عن مسرحيته «وراء الأفق»، ثم توالت مسرحياته: «آنا كريستي»، «فاصل غريب»، «رحلة يوم طويل في الليل»، «القرد كثيف الشعر»، «رغبة تحت شجرة الدردار»، وغيرها من مسرحيات أهلته في عام 1936 لأن يحصل على جائزة نوبل في الأدب، وقد ترجمت أغلب هذه الأعمال إلى العربية وصدرت في أكثر من مجلة عن سلسلة «من المسرح العالمي» الكويتية، نقلها إلى العربية د. عبد الله عبد الحافظ.
عندما كتب أونيل مسرحية «رغبة تحت شجرة الدردار» سنة 1924 تعرض لهجوم شديد، ولم تجد المسرحية نجاحات على خشبة المسرح، لأنها تناولت شخصيات في غاية الخسة والدناءة، وتناولت أعمالاً تنم عن لؤم في الطباع والمقاصد، وفي عام 1926 قبض بوليس لوس أنجلوس، على كل الممثلين في هذه المسرحية، باعتبارها مخلة بالآداب، وفي عام 1940 منع الرقيب في إنجلترا عرض هذه المسرحية.

وفي عام 1957 تحوّلت المسرحية إلى فيلم سينمائي، واختلفت الآراء بصددها، وهنا يقول المترجم د. عبد الله عبد الحافظ: «ومهما كان الرأي في المسرحية، وسواء اعتبرناها مأساة، أو ميلودراما من النوع المريض، أو تصويراً لحالة عائلة منحلة من ولاية نيو إنجلاند، إلا أن المسرحية بعد كل هذه السنين استطاعت أن تحتل مكانة مرموقة بين أعمال يوجين أونيل».
ويشير بعض النقاد إلى أن هذه المسرحية أول محاولة كلاسيكية لأونيل بربط قصة هذه المسرحية بما حدث في مسرحية «أوديب» لسوفو كليس، ولا يمكن الادعاء بأن تلك المسرحية تحاول معالجة أساطير كلاسيكية بأسلوب عصري، بل إنها كما يقول أحد النقاد تحاول خلق أسطورة معاصرة بإنشاء علاقات إنسانية جديدة، وشخصيات أقرب إلى البشر منها إلى الرمز، والمقطوع به بين النقاد أنه لا يمكن اعتبار هذه المسرحية مأساة، إذا قسناه بالمقياس الذي وضعه أرسطو، وأكد فيه ضرورة وجود ممثل للنبل وكرم الأصل، فالشخصيات غير جذابة، تؤمن بالخرافات والأساطير، وتتحمل شظف العيش ودناءته في مزرعة بدائية، لا يفصل بينهم وبين الفقر إلا خيط رفيع.
الأسوار الحجرية في مسرحية «رغبة تحت شجرة الدردار» لا يمكن في نظر أونيل، أن تقف حائلاً دون سنة الطبيعة، فلا التزمت التطهري، ولا حرمة القانون يمكن أن تقضي على العواطف البشرية الطبيعية، وبالتالي علينا أن نعرف أنفسنا وإمكاناتنا وقدراتنا، ولا نسعى إلى تملك شيء لا حق لنا فيه ولا قبل لنا به، وبهذا لا ندعي الجشع في أي صورة من الصور يدمر حياتنا وسعادتنا.
تمثل هذه المسرحية في مسيرة أونيل نموذجاً من الاتجاه الواقعي، وهي واقعة تجلت في رسم الشخوص وفي الحوار المسرحي الذي وصل إلى حد إبراز اللهجات المختلفة في براعة وإتقان، وفي الجو العام والأحداث، وهذا كله يستند إلى خبرة شخصية لأونيل، حتى إن عدداً كبيراً من شخصيات مسرحياته قد استوحاها من حياة زملاء وأصدقاء له، فهناك وصف دقيق لإحدى الحانات التي تراها عندما كان يعمل بحاراً، ثم ثورته على زيف المجتمع والمادية التي تطمس الروح وراء نقده للمجتمع الأمريكي، كما أن تعاطفه مع الإنسان الذي ينزلق وراء الخطيئة تابع من إنسانية دعمتها خبرته في الحياة واختلاطه بالطبقات الدنيا من البشر، لهذا نجده يشير بأصابع الاتهام إلى المجتمع، ويرجو لأبطاله الصفح بطريقة غير مباشرة.
الإحساس العام لدى أونيل هو أن الإنسان ضعيف، وقد قال هو نفسه في مذكراته: «الإنسان مقدر عليه الخطيئة، في باطنه قوى للعذاب، تتمثل في ضميره، تلهبه بسياط الندم: فالإنسان يتورط في أخطاء، لا قبل له بها، تقذفه ذات اليمين وذات الشمال، وهو عاجز، لا حول له ولا قوة».

السبت، 23 ديسمبر 2017

فرقة (مسرح الخليج) الكويتية تستقطب جوائز مهرجان الكويت المسرحي ال18

مجلة الفنون المسرحية

فرقة (مسرح الخليج) الكويتية تستقطب جوائز مهرجان الكويت المسرحي ال18 

 (كونا) 

 حازت فرقة مسرح الخليج العربي خمس جوائز خلال اعلان الفائزين في حفل اختتام مهرجان الكويت المسرحي ال18 مساء يوم الجمعة على خشبة مسرح الدسمة.
ونالت الفرقة عن مسرحيتها (غفار الزلة) المشاركة في المهرجان على جائزة الفنان منصور المنصور المقدمة من فرقة مسرح الخليج العربي لأفضل مخرج وذهبت للمخرج عبدالله العابر فيما نال جائزة افضل ممثل دور ثان الفنان مشاري المجيبل.
كما حصلت مسرحية (غفار الزلة) على جائزة افضل اضاءة وكانت من نصيب عبدالله النصار وجائزة افضل مؤثرات صوتية من نصيب عبدالله البلوشي وجائزة افضل ازياء للدكتور فهد المذن.
كما نالت مسرحية (الرحمة) التي قدمتها فرقة المسرح الكويتي عددا من الجوائز حيث حصلت على جائزة افضل عرض متكامل وافضل ديكور لفيصل العبيد وجائزة كنعان حمد لافضل ممثل دور اول مقدمة من فرقة المسرح العربي للفنان علي الحسيني وجائزة جريدة الانباء لافضل ممثل واعد للفنان مهدي القصاب.
بينما حصلت مسرحية (صالحة) لفرقة مسرح الشباب على جائزة افضل ممثلة دور اول وكانت للفنانة سماح وعلى جائزة افضل ممثلة دور ثان للفنانة لولوة الملا في حين ذهبت جائزة افضل مؤلف مسرحي للكاتبة فطامي العطار عن نص مسرحية (ليلة ربيع قمراء) لشركة المهندز للانتاج الفني.
وحصل على جائزة جريدة الانباء لأفضل ممثلة واعدة دانة حسين عن مشاركتها في مسرحية (موعد مع) لفرقة المسرح الشعبي.
وفي هذا السياق بارك مدير ادارة المسرح ومدير المهرجان احمد التتان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) للفائزين بالجوائز التي يقدمها المهرجان متمنيا ان تكون النتائج عادلة ومنصفة للجميع.
واشاد التتان بمستوى جميع العروض المسرحية المقدمة والمشاركة في المهرجان مؤكدا ان العروض جميعها تنافست على الجوائز ولم يكن اختيار الفائز بالأمر السهل.
واعرب عن سعادته بنجاح المهرجان وبجهود المنظمين والمشاركين فيه معبرا عن امله بأن يحقق المهرجان في دوراته المقبلة المزيد من النجاح والتطور والتميز.
واوصت لجنة تحكيم المهرجان خلال الحفل الختامي مساء اليوم بضرورة استحداث جائزة للمكياج واخرى للسينوغرافيا في الدورات القادمة من المهرجان.
وشدد رئيس لجنة تحكيم المهرجان الفنان جاسم النبهان في كلمته على وجوب تعديل مسمى جائزة المؤثرات الصوتية إلى جائزة أفضل موسيقى لتكون اكثر دقة والسماح لأبناء الكويتيات بالحصول على الجوائز الفردية.
واوضح النبهان ان ملاحظات اللجنة تركزت حول مبدأ الوحدة العضوية بين العناصر المختلفة للعرض المسرحي والخلط بين مصطلحي الموسيقى من جانب والمؤثرات الصوتية من جانب آخر في لائحة العمل بالمهرجان وعدم وجود جائزة للمكياج.
وبين ان اللجنة لاحظت الجمع بين وظيفتي المؤلف والمخرج في كثير من عروض المهرجان مما ترتب عليه تحجيم إعمال الخيال على مستوى الإيقاع المرئي والمسموع وعلاقته بالتركيب الدرامي.
كما اعرب النبهان عن فخره بوصول مهرجان الكويت المسرحي إلى دورته الثامنة عشرة وهي بمثابة استمرار لأول دورة لهذا المهرجان الذي بذل من أجله الكثير من الجهود لإقامته في ذلك الوقت تأكيدا لدور المسرح في هذا المجتمع المدني المتطور.
وقدم الجوائز كل من الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة ورئيس اللجنة العليا للمهرجان الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسارح الدكتور بدر الدويش ومدير إدارة المسرح ومدير المهرجان أحمد التتان.
وشهد الحفل تكريم رئيس لجنة التحكيم الفنان جاسم النبهان والأعضاء الدكتورة سكينة مراد من الكويت وشادية زيتون من لبنان والدكتور جمال الياقوت من مصر وجمال سالم من الإمارات فضلا عن تكريم الاعلاميين ومنظمي المهرجان.
وتخلل المهرجان الذي انطلق في 12 ديسمبر الجاري ندوات تطبيقية عقبت كل عرض مسرحي في مسرح الدسمة الى جانب الندوات الفكرية ومنها (الفرجة المسرحية) وورش فنية حول (الأزياء الفانتازية للمسرح) و (المكياج المسرحي والسينمائي والتليفزيوني) و(السينوغرافيا).
كما سجل المهرجان في هذه الدورة تكريم عدد من المسرحيين الكويتيين والخليجيين تقديرا لجهودهم المستمرة في مجال المسرح وهم الفنان علي جمعة والفنان صالح الحمر والفنان سالم اسماعيل والفنان فيصل العميري والفنان فيصل بوغازي والفنان خالد أمين والفنان حسين المفيدي والفنان البحريني محمد ياسين.

مسرحية «ليلى والذئب».. بحُلة إسبانية معاصرة في دبي

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية «ليلى والذئب».. بحُلة إسبانية معاصرة في دبي

ديانا أيوب - الأمارات اليوم 

بحُلة معاصرة قدم  العرض المسرحي «ليلى والذئب»، لفرقة إسبانية اعتمدت على سينوغرافيا معاصرة، ترتكز على التكنولوجيا الحديثة في الصور التي تنعكس على المساحات البيضاء، مستخدمة لذلك الكثير من الستائر على المسرح.

«خشبة» متميزة

أكدت الممثلة التي لعبت دور (ليلى) في المسرحية، تيريزا غيرو، لـ«الإمارات اليوم»، أن مسرح مركز دبي التجاري العالمي، الذي قدموا عليه «ليلى والذئب»، يتميز بكل التقنيات الحديثة والمتميزة، والتي تعدّ مساعدة في تقديم هكذا عرض.

تاريخ

يعيد البعض أصول مسرحية «ليلى والذئب» إلى عام 1698، وهي من نوع الأدب الخرافي. كتبت النسخة الأولى من قبل المؤلف شارل بيرو باللغة الفرنسية، ثم في القرن الـ19 كتب الأخوان غريم القصة من جديد، وأضافا بعض التعديلات عليها. وقدمت القصة بشكل مسرحي في كثير من دول العالم، بينما حملت العديد من الأسماء. القصة كتبت وحملت عنوان الفتاة ذات الرداء الأحمر، وقدمت في ثقافات عالمية بعناوين مختلفة، وفي العالم العربي تحمل عنوان «ليلى والذئب».

ممثلين شاركوا في تقديم العرض.

اعتمد «ليلى والذئب»، الذي اختتم عروض المسرح العالمي للطفل والدمى على مسرح مركز دبي التجاري العالمي، بتنظيم من مركز ديرة الثقافي، على ثلاثة ممثلين، إذ لعبت الفتاة شخصية كابوريثيتا، بطلة العمل بالإسبانية، بينما قام الممثلان الآخران بجميع الأدوار في المسرحية، بدءاً من الحيوانات، مروراً بدور الذئب والأم، وصولاً إلى الجدة والصياد.

تبدأ المسرحية مع الموسيقى التي كانت لها مساحة متميزة في العمل، إذ تم الاعتماد على كثير من المقاطع الموسيقية، بينما غاب الحوار، لمصلحة السرد الذي تم الاعتماد عليه في الأغنيات الخاصة بالمسرحية فقط. وأطل أبطال العمل برقصة جماعية يقدمون فيها أنفسهم للجمهور قبل البدء بعرض أحداث القصة.

حكاية كلاسيكية

بالرداء الأحمر المعاصر، والقبعة الحمراء، تظهر على المسرح الطفلة كابوريثيتا، فهي طفلة مرحة ومليئة بالحياة، تحب اللعب مع صديقها، لاسيما بلعبة القفز على الحبل. تطلب الأم من الفتاة إيصال الطعام الذي أعدته لجدتها، فتعطيها سلة صغيرة فيها قطعة من الحلوى، وزجاجة حليب، وتحذرها من السير في طرق مختلفة عن تلك المؤدية إلى بيت جدتها، وعدم التحدث لأي شخص غريب.

تأخذ كابوريثيتا السلة وتنطلق في الغابة، إلا أنها لا تلتزم بإرشادات والدتها، فتبدأ باللعب، وقطف الزهور، كما أنها تصادف بعض الحيوانات. قدم الممثلان دور الضفادع، ثم الدجاجات، دون الاعتماد على أي أزياء تسهم في إيصال الشخصيات، بل اكتفيا بتمثيل الأدوار وتقديمها في إطار كوميدي مرح.

بعد مصادفة تلك الحيوانات، تصادف البطلة الذئب الشرير، الذي يراقبها بصمت وهدوء من خلف الأشجار، ثم يتقرب إليها، ويتودد إليها ليأكلها ويأكل ما لديها من طعام، فيدلها على الطريق الأبعد ليصل قبلها إلى بيت جدتها، ويأكلها وينام في سريرها. تمضي الطفلة ذات الرداء الأحمر بعض الوقت في الغابة وهي تجمع الزهور، لتصل إلى بيت جدتها وتلاحظ أن من في السرير يمتلك أنفاً وفماً وعيوناً كبيرة، وما أن تبدأ بسؤالها عن كبر ملامح وجه الجدة حتى يلتهمها الذئب.

يأتي بعد ذلك الصياد، ويكتشف ما فعله الذئب، ليقوم بفتح بطن الذئب وهو نائم، وينتشل البطلة وجدتها، ويضع مكانهما الكثير من الأغراض، كالغيتار، والمكنسة الطويلة، والأحجار، ويعيد قطب بطن الذئب. يستيقظ الذئب من النوم ويذهب ليشرب من النهر، فيسقط ويغرق فيه. هذا الجزء الأخير من العمل، تم تقديمه عبر الشاشات، إذ تمت الاستعانة بالعرض على الستائر البيضاء، لتقديم هذه الجزئية، ما جعل الجزء الخيالي أكثر قرباً من الواقع.

أغنيات ومرح

من جانبها، قالت الممثلة، التي لعبت دور (ليلى) في المسرحية، تيريزا غيرو، لـ«الإمارات اليوم»: «نقدم المسرحية في إسبانيا منذ ثلاث سنوات، وهو عمل مقدم للأطفال ومألوف، ويحمل كثيراً من المرح، والأغنيات التي تسرد القصة».

وأضافت: «هناك بعض التعديلات في العمل، لاسيما المتعلقة بطريقة التقديم على المسرح، منها الألوان، إلى جانب التقليل من الحوار، والاعتماد أكثر على جانب الرؤية في العمل، ما يجعل المشاهد يستمتع بالعرض، وكذلك بتأويل وفهم المشاهد»، لافتة إلى أن «العمل قدم في أكثر من 30 عرضاً في إسبانيا».

وحول الإضافة للعروض، ذكرت أنه «مع التعامل مع أي قصة تقليدية قديمة لابد من جعلها مواكبة للعصر، وتم التعامل مع الملابس بشكل مختلف في العرض الذي قدموه، فكانت أكثر توجهاً الى ما هو معاصر، بخلاف الملابس التي كانت تعتمد في العمل على النسخ التقليدية القديمة».

وأشارت أيضاً إلى أن «الجوانب المرحة في الدور المقدم مختلفة عما كان يعرض في السابق، فالقصة تاريخياً لا تصنف ضمن القصص المرحة، بل يجب أخذ العبرة منها، وثمة رسالة واضحة في العمل».

وحول الصعوبات التي تتعلق بدورها، أفادت الممثلة الإسبانية بأنها «تكمن بشكل خاص في ما يتعلق بالألعاب التي كانت تؤديها، منها لعبة القفز على الحبل، التي تعدّ من الأجزاء الصعبة في العمل بالنسبة إليها.

" زبائن اون لاين " عرضا مسرحيا علي مركز طلعت حرب الثقافي بالقاهرة بمصر احتفالا باليوم العالمي للمعاق

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption