أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الثلاثاء، 23 يناير 2018

" ما بقات هدرة " في المهرجان العربي ؟

الأحد، 21 يناير 2018

د.موفق ساوا يشعل أجواء سيدني بعرض مسرحي من الطراز الإبداعي الرفيع

مجلة الفنون المسرحية


د.موفق ساوا  يشعل أجواء سيدني بعرض مسرحي من الطراز الإبداعي الرفيع 

المئات من ابناء جاليتنا يحيون ليلة مسرحية مليئة  بالاحداث الدرامية الساخنة
مسرحية انتبهوا القطار تعيد لأذهان الجالية العراقية اجواء الأيام الذهبية للمسرح العراقي


سيدني-  تغطية احمد الياسري 

فرقة مسرح ساوا قدمت الاحد الماضي (24/05/2015) على خشبة مسارح سيدني في الباورهاوس /كاسولا العرض الاول لمسرحية (انتبهوا ... القطار قادم) وهي من تأليف وإخراج الدكتور موفق ساوا.
وبطولة مجموعة كبيرة من الممثلين العراقيين في استراليا ابرزهم الفنانين: ولسن سركيس، سوزان أزريا، محمد العنزي، ريمون شمعون، مخلد الخميسي، سالم يوسف هرمز، جون اوديشو،  فلاح علي، سرمد فلاح علي، وناثن السيفي ومجموعة طيبة من الممثلين الآخرين الذين انعكست عليهم الأجواء التفاعلية العالية للجماهير الغفيرة التي ساهمت بحضورها الكثيف في إنجاح العرض واستعادة ذاكرة اجواء المسارح العراقية في الوطن في مشهد متجدد يشعل بصيص أمل بامكانية استعادة اجواء الإبداع المسرحي العراقي في استراليا .
الاستاذ باسم داوود القنصل العام لجمهورية العراق في استراليا كان في مقدمة الحضور اضافة الى رؤساء جمعيات ومنظمات وأحزاب عراقية وكوادر إعلامية وثقافية ابرزهم مراسل قناة العربية والغد العربي ومراسل قناة أغانينا وتلفزيون الغربة اللبناني. 
مقاعد المسرح المخصصة لـ (350) مشاهد امتلأت برمتها وعاد قرابة (150) شخصا لعدم حصولهم على تذاكر المسرحية مما اضطر إدارة فرقة ساوا لتقديم الاعتذار لكل العوائل التي لم يتسن لها الحصول على تذاكر المسرحية. 
- جريدة العراقية اجرت بعض اللقاءات المتفرقة على هامش العرض مع الحضور ابرزها اللقاء بأحد  قادة طائفة الصابئة المندائيين الشيخ صلاح الكحيلي الذي أكد انه كان سعيدا...ص/5 بهذا النجاح لهذا العرض وانه يأمل ان تستمر العروض المسرحية لانها تقدم رسائل اصلاحية لمجتمع جاليتنا في استراليا  
فيما اكد الدكتور عباس الطيف ان العمل كان مذهلا وهو لم يتوقع هذا النجاح.

الشاعر اللبناني الكبير شربل بعيني صرح للعراقية انه كان متخوفا من لغة العرض لانه لايجيد اللهجة العراقية ولكن المسرحية كانت لغة منفردة بحد ذاتها عبرت عن كل تفاصيل ماساة الوطن العربي.
الإعلامي القدير صالح السقاف أشار الى البعد الإنساني الذي تناوله العمل وأكد ان ساوا ابكاه في بعض المشاهد. 
رئيس منظمة الحزب الشيوعي في استراليا قاسم عبود أكد انه يبارك لفرقة ساوا نجاح عرضها الاول، فيما أشار الاستاذ فراس ناجي الى أهمية الخطاب المسرحي في خلق اجواء البهجة والتواصل بين ابناء الجالية. 
الفنانة العراقية القديرة سهام السبتي لم تفتها فرصة الحضور ومشاهدة العرض وتهنئة كادر المسرحية بنجاح العمل.
الإعلامي والمخرج العراقي رافق العقابي أكد ان المسرحية كانت  رائعة  وان مشاهدها المتنوعة وأداء الممثلين افرز طاقة إيجابية كبيرة.
الصحفي والكاتب العراقي مدحت البازي أكد للعراقية ان الدكتور موفق ساوا استطاع برغم الإمكانيات البسيطة ان يقدم عرضا ناجحا ويقدم مجموعة طيبة من الممثلين الجدد.  
يوسيفوس سركيس عن الإذاعة الآشورية اشاد ببراعة طاقم العمل وهنأهم بنجاحهم.
انتهت الأمسية العراقية الجميلة بالتقاط الصور التذكارية وإجراء الحوارات الإعلامية لمحطات الاعلام التي غطت العرض. 
لم نشعر ان العرض على ارض غير عراقية حتى خرجنا من قطار فرقة ساوا لقطار محطة كسولا ونحن متوجهون الى مدينة فيرفيلد .

بعض القراءات للعرض المسرحي 
 (انتبهوا ... القطار قطادم)
تأريخ العرض 24/05/2015

مسرحية "انتبهوا… القطار قادم"
 نـجـحت نـجاحاً باهراً

          بقلم الاديب اللبناني الكبير : شربل بعيني/ سيدني

   مساء الرابع والعشرين من شهر أيار 2015، كنت على موعد مع الابتسامة والفرح، فلقد تمتعت بمشاهدة مسرحية "انتبهوا… القطار قادم" التي كتبها وأخرجها الدكتور موفق ساوا، ولعب أدوارها فنانون مهجريون، منهم من داس خشبة المسرح من قبل، ومنهم من وقف عليها للمرة الأولى، ومع ذلك أبدعوا بأدوارهم.
القصة تحكي عن قطار تعطّل وهو يقطع الصحراء، فنام ركابه في العراء، وراحوا يخططون كيف يصلحونه، ولكن الديدان التي يديرها الزبّال شعشوع، سبقتهم الى التهام معظم أجزائه.
شمس الفتاة الوحيدة في المسرحية أعطتهم الأمل، وأضاءت امامهم الطريق، ولكنها نامت، فاعتقدوا انها ماتت، فحزن جميع الركاب، وراحوا يطالبونها بالعودة الى دنياهم، لا بل أمرها "سعدي" بأن تستيقظ حالاً: قومي لا تنامي.
الديدان حاولت أن تأكل "شمس"، بعد أن أكلت أحد الركاب، والأكل هنا يعني الخطف والتصفية على الطريقة العربية، ولكن الركاب هاجموها بالأضواء، التي ترمز الى الوحدة الوطنية والنصر، وتمكنوا من طردها من محيطهم، الذي يمثل وحدتهم الوطنية.
شمس اطلت من جديد بلباسها الأبيض، علامة السلام والمحبة، فقرر الركاب جمع ما تناثر من القطار، وإعادة تشغيله، فنجحوا في النهاية واستقلوه عائدين الى بلادهم.
صحيح أن المسرحية فكاهية ولكنها موجعة في آن واحد، تتضمن لقطات سياسية فاضحة، فالقطار هو الوطن، وشعشوع هو السياسي الوسخ، والديدان هم رجاله ومحاسيبه الذين يأكلون ثروات البلاد دون حسيب أو رقيب. أما الصحراء فهي الغربة التي ابتلعت الملايين من العراقيين بسبب الأحداث الأليمة في بلادهم.
شاهد المسرحية اكثر من 350 شخصا، لم يتوقفوا عن الضحك والتصفيق، ولا للحظة واحدة. وتخللها بعض الأغنيات المعبرة، ولقطات سينمائية أضاءت شاشة عملاقة على المسرح.
ألف مبروك نجاح المسرحية يا دكتور موفق والى عمل جديد بإذن الله.

قطار المسرح العراقي يصل استراليا
احمد الياسري / سيدني

    عاشت الجالية ليلة الاحد الفائت (24/05/2015) اُمسية مسرحية من الطراز الرائع اعادت الى اذهان الجالية العراقية عروض المسرح الوطني ومسرح الرشيد والخيمة في العهود الذهبية للمسرح العراقي حين كان ملجئاً للعوائل العراقية ومتنفسا للظروف الصعبة التي مر بها العراق من حروب متواصلة وحياة مثقلة بالقسوة، كان المسرح العراقي آنذاك منبرا للوحدة العراقية ومعرضا تقدم به الأفكار الفنية الرفيعة.
فرقة مسرح ساوا تجاوزت كل محظورات المنفى واستطاعت ان تجعل ولادتها الفنية في هذا العمل الجديد موفقة بالحضور الجماهيري الكبير والغير متوقع انا شخصيا كنت انتظر يوم العرض لأحاول اغناء هذا النص المسرحي بلمسات نقدية بحكم تجربتي في الكتابة المسرحية وعلاقتي الأدبية بأدبيات هذا الفن النبيل ولكن دهشتي بالجموع الغفيرة التي حضرت العرض وتفاعلت معه بأسلوب مميز جعلتني اركز على هذا الحضور بوصفه ظاهرة لم نعهدها في عروضنا المسرحية السابقة في استراليا وكنت أظن ان المسرح العراقي ليس له جماهير في هذه القارة البعيدة. 
وكان اغلب ظني ان الجمهور العراقي في استرالي هو جمهور احتفالي لا يركز على الاعمال النخبوية ويهتم بالعروض الموسيقية التي يقدمها الفنانون القادمون من خارج استراليا.
مسرحية (انتبهوا ... القطار قادم) التي كتبها وأخرجها الدكتور موفق ساوا بتصوري اخرجت الجمهور العراقي في استراليا من ذائقة الإجواء الاحتفالية الى اجواء الذائقة الفنية النبيلة وهذا بحد ذاته يعد انجازا كبيرا ليس من السهل تحقيقه وفق الظروف التي نحيا بها في استراليا. 
قرابة الاربعمائة شخصا دخلوا العرض عاد منهم حوالي 150 شخصا لعدم سعة طاقة المسرح الاستيعابية، ما اجبر إدارة الفرقة على التوجه بالاعتذار للعوائل التي قدمت لمشاهدة العرض ولم تحصل على بطاقات دخول.
هذه الحالة الجماهيرية انعكست على اجواء العرض بشكل مذهل، الممثلون كانوا يتحركون على خشبة المسرح بتفاعل مذهل مع ادوارهم المكتوبة وكأنهم يقدمون مشاهد تجسيدية لا يريدون ان يخرجوا منها، قيمة المسرح الحقيقية هي ان يتبادل العارضون والمتفرجون التفاعل والمتعة لذلك لم يكن الجمهور الذي حضر العرض الا عنصرا من عناصر النص والحركة والفرجة لم تكن حاضرة في مخيلة المؤلف والمخرج وتصور الممثلين قبل العرض.  
القطار وصل الى استراليا كان تائها في صحراء عميقة تقطعت أوصاله ونهشت الديدان جسده وضاع ركابه في تلك الصحراء وتصور ركابه الضائعون انهم يحتاجون لقوة ميكانيكية تعيد الحياة لهذا المتقطع الضائع وهي إشارة رمزية للوطن العراق، لكن القوة التي اعادت القطار الى نصابه الطبيعي وحركته التفاعلية ماهي الا النور الذي يجب ان يتبادله الركاب ويضخون به قلوبهم ليخرجوا القطار من تيهانه ويعودون به من ضياعهم وضياعه المشترك. 
هنا يضع المخرج تصوره الاستنتاجي لمنطق اعادة الحياة لهذا المشهد الموغل في التيه حين وظف (شمس) الشخصية البسيطة المحورية التي ضخت قلوبهم الخاوية بما تبقى من شحنات الضوء بمشهد انتحار ضوئي رائع اجج النور في قلوب الركاب وحرضهم على اعادة الحياة للقطار الذي قاده (فهد) سائق القطار وهي إشارة غير مباشرة الى احد رموز الحركة الاشتراكية في العراق لاضفاء حالة الشراكة الوطنية للتطهر والخلاص من تيه هذا القطار الوطن. 
مجازفة المخرج بإصراره على تقديم عرض تجريبي يعتمد على الحركة والاشارات الضوئية ونأيه عن الخطابات المباشرة كانت مجازفة اكثر من موفقة فالعرض كان مزيجا من البساطة في الحوار والتعقيد في تركيب الأفكار والسلاسة في الحركة البشرية والسينوغرافية على حد سواء ادخل المتفرجين في عمق العرض وساهموا من خلال ردود افعالهم المباشرة بفك شفرات العرض التي وضعها لهم المخرج. 
الممثلون كانوا اكثر من رائعين اشتركوا جميعا ببطولة جماعية تقاسموا بها الأدوار والحوارات بشكل واضح (شمس) سوزان كانت الشخصية المحورية البسيطة بين الركاب ولسن كان أداءه مسرحيا احترافيا متميز (العنزي) استطاع ان يخطف انتباه الفئة الشبابية الحاضرة بتجسيده لشخصية شعشوع، مخلد كان حلقة الاتزان في الأداء بين ولسن ومحمد، باقي الممثلين كان أداءهم طيبا ساهموا جميعا بأنجاح العرض .. 
الف مبروك لفرقة مسرح ساوا نجاح هذا العرض المسرحي الجميل وشكر لكل كادر المسرحية على جهودهم الطيبة والى اللقاء في عروض قادمة على خشبة قطار المسرح العراقي في استراليا. 

لقد وقـَّعَ المشاهدون على شهادة نـجاح
  المخرج المسرحي موفق ساوا
لقد أبدع د. موفق ساوا وامتع مع طاقمه المسرحي،
 وبعمله هذا اعاد للمسرح العراقي المهجري هيبته.

بقلم ألأب الاديب : يوسف جزراوي / سيدني
      يوم الأحد الماضي (24/05/2015) امتنعي عرض مسرحي كان عنوانه (انتبهوا... القطار قادم)، كتبه واخرجه على خشبة مسرحCasula Powerhouse  في سيدني المخرج العراقي المعـروف الفنان موفـق ساوا. 
تناولت المسرحية  عدة قضايا واقعية تخص المواطن العراقي المُعاصر ووطنه المنكوب. برعَ في تجسيد الأدوار نخبة من العراقيين المغتربين في المنفى الاسترالي، منهم من أثبت أن له صولات وجولات على خشبة المسرح، ومنهم من شكلت له المسرحية  التجربة الأولى.
وجدتُ النص محبوكًا حبكة تراجيدية، ومسبوكًا بطابع الكوميديا ذات النكهة العراقيّة، وهذه ميزة المسرح الذي هو نبض الحياة. في النص شفرات ورموز واضحة تجلّت في عملٍ طغى عليه طابعيّ التجريب والتعبير.
لقد سعى د. موفق إلى تحويل النمطي والثابت في المسرح إلى إبداعٍ فني جديد، بغية التغيير والابتعاد قدر المُستطاع عن الأطر المسرحية المتعارف عليها، من خلال مخاطبة المشاعر الإنسانيّة لدى الممثلين والجمهور؛ حيث ابدع الثالوث المتألق: شمس، سعدي وشعشوع، في توصيل رسالة المخرج إلى المشاهدين بجدارة تُذكر وتُشكر.
النص المسرحي كان واضحًا من عنوانه: انتبهوا.... القطار قادم. وما القطار، سوى رمز إلى العراق، الذي تم سحبه  بفعل فاعل إلى صحراء جرداء، يصول ويجول في لياليه الحالكة السواد شعشوع واذنابه شياطين عصر الظلام. انحرف القطار عن مساره، أما ركابه فقد طاب لهم النوم في الصحراء، بعد أن انتابهم الوهن والتشتت ومن ثَمّ الضياع، ممّا شجع الديدان (قوى الشرّ) على التجمع حولهم  للقضاء عليهم ونهش جسد القطار. وما شعشوع الذي اجاد وابدع، سوى رمز الشرّ ودالة على الارهاب. أما الديدان المنبعث من القمامة كان صورةً عن مؤامرات داعش وقذارة بعض بلدان الجوار التي تودّ النيل من العراق والتربص بوحدة العراقيين.
ثمة نار أندلعت في اعماقي، حين طلَّ شعشوع  على خشبة المسرح من فوهة عربة القمامة. شعشوع كان رمزًا  إلى دياجير الظلام وزمر الأرهاب القادمة من مزابل البلدان المُعادية للعراق. وحين تطلعتُ إلى شعشوع اكتسحت قلبي  غصَّة، وكأن نارٌ أندلقت في اعماقي حتّى أنَّ اللظى راح يكوي احشائي، على سلامٍ عاش مشردًا في بلدٍ بات يقتات من نفايات الحروب ودمار الارهاب!.
إنّها محنة مُعاصرة إن لم تكن أزلية لبلدٍ يُنحر السلام فيه على مذابح الغرباء  القادمين من القمامة أمام مرأى الأبناء.   
ولكن ثمة سعادة انتابتني حين لعبت شمس وهي العنصر النسائي اليتيم في المسرحية..! دور الناصح والموجه، بعد أن شحنت قلوب الممثلين بالمحبة والرجاء، وكأني بها صوت الإهتداء ونور السراج، بل الشمعة التي أضاءت ظلمة الليل وبددت قساوة الصحراء وعمى القلوب وغبار الزمان، لتعيد الهمة والروح الوطنية إلى من وقف معها على خشبة المسرح لسحق خفافيش الظلام، وعبثًا ظن الممثلون أنَّ النورَ المنبعث من تلك الشمس الأصيلة أنطفأ حين انارت عتمة قلوبهم وشحنت حياتهم بنور المحبة والغيرة العراقيّة، فظنوا لوهلة أنَّ  الموتَ شملها برحمته؛ بينما كانت هي تخلد في نومٍ أنبعث منه واقع حياتي جديد، وكأني بالمخرج المؤلف يودّ القول: إنَّ العراقَ يمرض وينام، لكنه لا يموت أبدًا.  رغم  هول الازمة وما نجمَ عنها من ضياع وتشتت وتضحيات بشرية جمة، توحّد الممثلين، فتكاتفت مساعيهم وانتبهوا إلى مخاطر الصحراء ورعونة جحافل الظلام الذين أوقفوا عجلة القطار، فتوحدت قلوبهم والتقت أهدافهم بعد أن توافقت رؤاهم، فالتفوا حول القطار- العراق، وساروا بعربة الوطن نحو دروب الأمان.
لقد أبدع د. موفق ساوا وامتع مع طاقمه المسرحي، وبعمله هذا اعاد للمسرح العراقي المهجري هيبته. وأظن هنا وليس كلّ الظن إثمًا، بأنَّ مخرجنا العراقي القدير أبن ساوا استلهم نصه من مثل زوان الحقل الوارد في الإنجيل المُقدّس (متّى 13: 36-43)؛ حيث أنَّ صاحبَ الحقل زرع زرعًا صالحًا، وحين خلد في نومٍ هانئ جاء العدو وزرع الزوان. النوم هنا  هو إشارة على الكسل والتقاعس والتراخي.
في النص بعض الحوارات السردية المتكررة ولمحات إطالة، ولكن في نهاية العرض اختفت الحوارات السردية؛ حيث أصبحت تعتمد على الإشارات الرمزية والتعبير الجسدي والأداء التمثيلي أكثر من الكلمة. وهذا جعل دور المؤلف يتراجع إلى الخلف في حين برز دور المخرج الذي ركز طورًا على الحوارات السردية وسعى في طورٍ آخر  لتحويلها إلى لغةٍ بصريةٍ ملموسةٍ؛ حيث الفستان الأبيض الذي حمل مَدْلولات عميقة مفادها: لقد زال الظلام وحلَّ الصباح، بعد أن اشرقت شمس الوحدة  الوطنية واستعاد العراقيون اليقظة واصلحوا بمحبة ما طاله الخراب في نفوسهم ووطنهم.
سيبقى السؤال قائمًا: إلى متى سنظلّ  نحن العراقيين المغتربين في أنتظار قطار الوطن يمرّ على محطات غربتنا، لنستقل عربته الواسعة، عائدين إلى مرابع الصبا وجذور الإجداد؟. ألعلَّ القطار بحاجة إلى إصلاحٍ؟ أم أنَ الركابَ لا يزالون ينتظرون شمسًا على شاكلة شمس مسرحية  انتبهوا... القطار قادم.
في الختام بقي أن أقولَ، إنَّ صديقنا ساوا، رغم قلّة ذات اليد والاماكنيات المحدودة وقحط الدعم، أستطاع أن ينجزَ عملاً مسرحيًا يُشَار إليه بالبَنان؛ عملاً سيسيل الكثير من الحبر. لكلّ كادر مسرحية ( انتبهوا .... القطار قادم) أقول: لكم قبلة محبة بفم الجالية العراقيـّة لجبينكم الذي رأينا فيه صورة الوطن الشامخ.

           "ابذُرْ حبّة تُعْطِكَ الارضُ زَهرَةً"
ادور روول / سيدني

يقول الكاتب والفيلسوف والفنان المرحوم جبران خليل جبران في كتابه النبي، حينما سأل رجل ثري مصطفى عندما اقتربت سفينته من الميناء أن يحدثهم عن العطاء. اجاب مصطفى "أنك تعطي القليل حين تُعطي  مما تملك، فاذا اعطيتَ من ذاتك أعطيت حقّا." هذا ما وجدته لدى الزميل الدكتور موفق ساوا عند تأليفه واخراجه المسرحية (انتبهوا... القطار قادم ).

الدكنور موفق ساوا غني عن التعريف سبق واعطي من ذاته مؤمنا يقينا بان المباديء التي آمن اجلها كان على وشك ان يفقد حياته لا زالت متاصلة في ذاته حيث بذرها بالذات في هذة المسرحية هنا في استراليا.
نص المسرحية قد شدنا اليه المخرج لمعرفة اين سيأخذنا القطار وما هي محطته الاخيرة التي سيوصلنا اليها بالسلامة. 
كما وجدت لدى مخرج المسرحية التقدير السياسي، والقصد واتقانه لفهم السياسة هو تشديد الدور الحاسم في ديمومة سير القطار وعدم فسح المجال للديدان أن تنخر جسمه.

 المسرحية (انتبهوا القطار قادم) اضافة الى ابعادها السياسية لاحظنا الحوار الذي اداره الممثل الذي اجاد في تمثيل دور شعشوع بعدم وجود العدالة الاجتماعية، حيث السلطة تنفرد بالثروة والبذخ فيما بقية ابناء الشعب يفرض عليهم العيش على فضلات القمامة كما جاء في النص. 

في اعتقادي الشخصي لم تكن مفاجئة عندما اعلن سائق القطار عن آسمه. بل بالعكس، من خلال معرفتي بالزميل الدكتور موفق توقعت بأن الطرح السياسي ومواقفه الوطنية بتوحيد ابناء الشعب في مجتمع مزقته الانقسامات الطائفية سيضعها في مسرحيته ليكشف لنا الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا.  وستكون جذور حسها الواقعي في المستقبل عبرة للجيل القادم بحيث تؤخذ منها دروس وعبر.
ختاما اود أن اهنيء الاخ الدكتور موفق ساوا وكافة العاملين لانجاز وعرض المسرحية  (انتبهوا القطار قادم ). وارجو من الباري العزيز ان يوفقهم في المستقبل وان نشاهد اعمالا فنية اخرى.
ومن الله التوفيق.
  
مشاهدات من مسرحية " انتبهوا ... القطار قادم"
أنقذنا من هذه الصحراء!!

سامي القس شمعون / سيدني

   عرضت في احدى صالات سيدني (بويرهاوس للفنون في كاسيولا) مسرحية "انتبهوا القطار قادم" 
وهي مسرحية من أداء مجموعة من الفنانيين المسرحيين العراقيين، ومن أخراج الدكتور موفق ساوا.
 لا أعرف لما وجدت صرخة الممثل سعدي صدى في قلبي عندما نادى مناجياً لمن لا يساعده، "انقذنا من هذه الصحراء".
مع ازدياد وتيرة العمليات الارهابية التي باتت تستهدف البشر والحجر في البلدان الآمنة، تزداد شراسة مقاومتها لا بالاساليب العسكرية والسياسية فقط، بل بوسائل متعددة أخرى كان للفنانين والشعراء والمطريين منها، حصة الاسد.
وبحثاً عن ثوابت الصلابة، يقودنا المخرج الدكتور موفق ساوا من خلال هذه المسرحية، الى نشوة التآخي والانتصار، من خلال النظر الى مآسي العراق بأعين نظيفة. فهو مسرحي يصبو الى التجديد في فنه على خشبة المسرح، ويسعى جاهداً من خلال موهبته الابداعية، الى نبض شعاعها كرسالة بين المجتمع.
أنحدر بنا دكتور موفق خلال هذه المسرحية الى مخاطر التشظي في المواقف الوطنية وتبني خيارات انقسامية بعيدة عن روح التآخي "تفكك عربات القطار" والتي تمهد الطريق لقوى الظلام "ديدان شعشوع"  لاجتياز  هذه الفراغات وبالتالي تمزيق اللحمة الوطنية والتي تؤدي بالماضي الى أن يلعن المستقبل لان هذه الانهزامات ذروة الهزائم المدوية في تأريخ العراق، وأذلها.
هؤلاء الذين يريدوا ان يدمروا الاوطان بطولها وعرضها بخانات متشظية، لغرض تمرير أجندتهم، يسعون الى خلق مسخ هجين مقطوع النسب، لا قدرة له على هضم تمر الجنوب، خبز الجزيرة ولا لبن الشمال، ولا يشبه احداً من سكنة زاخو الى فاو، لانه معدوم القدرة على الانغراس في تربة متحضرة عمقها سبعة آلاف عام.
وهذه الاجنة، لأجندة خفية تسعى الى النفور من الاقتران والتقرب مع الآخر، لتنتج نسلاً معزولاً ومشوهاً، من العقول المعطوبة، التي تتفاخر بتعاظم الاحساس بعظمة التكفير واخواتها، وتستهوي ضخ الكولسترول في شرايين التآخي، بغية تمزيق الاوطان وإصدار شهادة وفاة لها، بالجلطة الطائفية، وهذا ما تناولته المسرحية في طياتها وتشبهه بالصراع بين النور والظلام ومن خلال الضغوط النفسية لراكبي القطار المعطل في منطقة صحراوية مقطوعة ومن خلال شعور بالاحباط والعجز في مواجهة كابوس الظلام.
جمال الترميز في المسرحية جعلتني اتعقب حركات الممثلين، الاضاءة، الاصوات وحتى اللوحة التي كان يود المخرج ايصالها من على خشبة المسرح لروادها، حتى اللمسات الكوميدية الساحرة والساخرة كان لها وقع مدروس في المشهد الدرامي، فكان التنسيق الحركي وقابليات التسخير الصوتي موظفة بشكل جيد للتجاوب مع الادوار، أبدع ابطال المسرح في أدائها.
توظيف المخرج لتقنية الاضاءة بالفلاشات مصحوبة بحركات ايمائية دائرية تبرز كيف ان الموت الاسود ينهزم أمام عشاق النور والحياة، بشرط ان لا تكون حزم النور متشتتة، لان الزوايا المنيرة من شعاع واحد تفوق تلك الاضاءات الخافتة والخجولة المبعثرة.  
موسيقى التآخي كان لحنها أحد متطلبات هزيمة الظلام خلال هذه المسرحية، من خلال الاقرار بالاخطاء التي تغاضينا عنها سابقاً، فكان اجتماع راكبي القطار لتشخيص الداء ومعرفة الدواء هو الطريق الاول لتهشيم حائط الصد الذي لبناته كانت من التنافر، من اجل تقزيم ثقافة الجدار المسدود في ادبيات استقبال الآخر، لكي يستنبت الفكر الصحيح وتتطهر المساحات المعتمة في الدواخل والتي استغلت بنجاح من قبل أشباه المثقفين وأنصاف المتعلمين، وأرباع الدارسين وأعشار المخلصين، والذين هربوا "منتصرين" من امام عملية التحصين ضد زكام الكراهية، وعملوا بهمة وإخلاص منقطع النظير على تأجيل مشروع المحبة في صدور تعاني من أنيميا حادة للمحبة، إلى إشعار آخر.
من هنا كان تكثيف الرموز في المسرحية، جمهورية العصافير، شمس، شعشوع، ديدان القطار، سائق القطار، الملابس السوداء، صناديق القمامة، منظر الصحراء والمروحية، وغيرها من الرموز، تسهم في تعميق فكرة الصراع بين النور والظلام لتعطي للجمهور المسرحي التلهف في متابعة الاحداث والولوج الى فضاءات التأويل التي تختلف من مشاهد الى آخر، وما ينشده د. موفق من هذا العمل، هو تحدي واقع اعاقة المجتمعات المنقسمة ويعقد عليه الرهان على ان الستار، لن يسدل عند انتهاء عرض المسرحية، اطلاقاً، لان أبطال الحقيقيين لهذا العمل هو المجتمع المتآخي.

ختاماً، ما يراه المخرج  دكتور موفق ساوا في  هذه المسرحية لا يراه أحد غيره، خصوصاً انه يجسد افكاره على خشبة المسرح، لا لكي تقرأ كرواية او مقالة، ثم تركن على رفوف الكتب والمكتبات، بل تكون مفتوحة على خيالات وخيارات تصب لصالح محصلة واحدة فقط، تكمن في محاربة الارهاب واعلان ان الاوطان التي لا تحارب الطائفية، تبني قبوراً لابنائها.

وصلت رسالة المخرج :
     "لا تطفأوا الضوء في قلوبكم"
هيفاء كوركيس / سيدني
       تهنئة من الاعماق للدكتور موفق ساوا وجميع المساهمين في العمل الفني الذي كان له اثرا عميقا كمشاهد لاول مرة اشاهده ... فهو (ساوا) يؤلف نصوصه، دائماً، بحيث لا تقترب من السطحية والمباشرة كباقي المسرحياته سواء في العراق او في سيدني التي يـُحـَمِّلها ألغازا ويغلفها بمعاني سامية ويقدمها بكوميدية هادفة ولها ابعادا ترميزية يجعل المشاهد يتساءل ويطارد خيوط الفكرة والاحداث بكل شوق ولهفة ومن خلال هذا الطرح يـُمتعْ المشاهد ويجعله يقضًا لاستلام المقصود المخفي . 
قدم ساوا مسرحيته بطريقة تلامس أدق وأعمق المعاناة الإنسانية ولكن بشكل فني راق وبلغة قريبة من الوجدان العراقي.  
اشتمل موضوع المسرحية على الصراع الذي حدث ولايزال يحدث كل يوم بل كل ساعة في بلدنا الحبيب وفي بعض البلدان الاخرى حيث دار الصراع بين ركاب القطار الذين كانوا يملؤهم الفرحة وهم سائرون في الطريق المنير بقلوبهم وهم يمثلون ابناء وطن يبغون الوصول الى جمهوريتهم التي سماها المؤلف (جمهورية العصافير) تيمنا وترميزا بالعصافير الحرة التي تطير في السماء.
ولكن لا تجري الرياح بما تشتهي السفن وكلما يحاول او تحاول الحياة برموزها ان تسير الا ان قوى الظلام تقف امامها لا بل تحاول سحبها الى دائرتهم الشوكية الجافة لذا هاجمتهم قوة لاتستطيع ان ترى الضوء تخرج من القمامة يتقدمهم زعيم القمامة يحاولون تقطيع القطار الى قطع صغيرة بعد ان فشلوا في اكله كجسد واحد دلالة على الوحدة فأوعـز شعشوع بتقطيع القطار لتسهل عملية اكله بسهول قطعة قطعة وهو حال دول الشرق الاوسط التي جزأها (اتفاقية سايكس بيكو) مرورا بدول النظام الرأسمالي في تحويل هذه الدول الى مشايخ واعادتهم الى القرون الوسطى والمناطق الجاهلية... وبذلك تقضي على كل ماهو مضئ من حضارة وثقافة وكشف لنا المؤلف والمخرج ساوا شخصيات لم تستطع تحمل المشقة فانهار احدهم (يوسف - جوني) ولكنه رفض أكلهم والانتماء لهم فتم تصفيته كشهيد الذي ابكاني وابكى الجمهور بهذا المشهد الذي هو جزء من كل عائلة عراقية.
وبرزت المرأة المضحية (سوزان - شمس) ولكن استطاعت ان تعطي ضوءها للركاب وتفتقده لتنام وهنا حاول ساوا ان يقول لنا ان المراة على مر العصور هي التي دائما تتحمل وتعطي ثمارها لاجل ضخ الدم في مسيرة الحياة.
اتمنى من كل قلبي المزيد من النجاحات لهذا الفنان الأصيل (الدكتور موفق ساوا) رغم انه يقضي جل اوقاته منعزلا سارحا في رسم صور جميلة لواقع انحدر تدريجيا الى الهاوية.
أنه فنان يستحق ان يسلط الضوء عليه فالجهد  والتضحية  لابد أن تلاقي نجاحا كبيرا وان شاءالله دائما من نجاح الى تفوق والذي ينم عن موهبة معززة بخبرة طويلة وبمعرفة اكاديمية ... معرفة يزداد بها اصراره على أن يصنع فنا يحترمه الناس.
وتحية الى كل الفنانين الذين ساهموا بهذا العمل وادوا ادوارهم بموهبة وخاصة سعدي (ولسن) الذي اسعدنا بكوميدته العفوية وشعشوع بتلقائيته وتجسيد دوره المتمثل بالشر وأداء شمس الراقي وفعلها بتقديم الخير للاخرين فهي رمز لكل امرأة تناضل من اجل احقاق حقوق المرأة في دولوصوتها الحنون.
وسلام (مخلد) الذي كان ملح هذه المسرحية بعفويته وعادل (ريمون) بحضوره المسرحي الذي كان يتابع جميع الممثلين اما الشهيد يوسف (جوني) الشخصية التابعة (الببغاء) فقد ادى دورة باتقان وكانه قد صعد خشبة منذ قترة. واما الديدان الذين قدموا اجمل لوحاتهم وكانهم يتحركون بشكل طبيعي.
=========================

عزيزي الدكتور موفق ساوا المحترم
د. عباس الطيف

   لقد وفقكم الله تعالى في هذا الانتاج الفني العظيم في رسالته الانسانية والكبير في مسيرته التاريخية، اذ طبع المفهوم الصحيح والواقع القريح لعراقنا الذبيح مع ابتسامة جذابة تقديرا لكل من ساهم في انجاح هذا المشروع التربوي الهادف لزرع الحب والود بين ابناء الوطن الواحد.
ما اسعدني هو اختياركم البليغ لكلمات النص وتحديد الناطق بها بصورة عالية الجودة في الأداء والمضمون.
لقد اثبتم ورغم الامكانية المحدودة في الديكور، بان في دواخلكم طاقة جبارة تود الانطلاق نحو العلا لتنير الدرب للاجيال القادمة.
اخي العزيز ارجو لكم ومن كل قلبي النجاح والتفوق في كل عمل يدعو لمرضاة الله ويبعث رسالة خالدة للعالم اجمع بان ابن الرافدين سيبقى هو الفنان المبدع في كل المجالات، وفقكم الله وسدد خطاكم ولمزيد من الأعمال الهادفة ..... ولكم مني جزيل الشكر والتقدير

فرسان قطار الضوء
يالقطار الضوء بفرسانه امنور
من حقها الناس بيكم تفخـــــــر
بأمانه حملتوا رساله الضــوء
وعل ظلام انتم اقوى واقـــدر
فرسان سلاحه النور السماوي
والشر بخيوط ضواكـــم تعـثــر
بقلوب صافيه سرتوا بالقطـــار
وياتعب كــدام عـزمكــــم يصبر
يالبرمتوا همومكم بوراق الحوار
ومنكم الحــــــوار  يتعلم ويشعـر
يا رمز الوحده والعطاء والفـــن
قطارنا يستاهل منا  اكثر واكــثر
القطار مايمشي بدون فرســــان
والينزل من القطار صدكوني يخسر
تحيه واجلال لفرسان القطار
يا باعثيين النور وداحرين كل الشر

مع تحيات
احد الفرسان القطار (سلام) / مخلد الخميسي
==================================

اعتذار للعوائل التي لم تحصل على بطاقات دخول العرض المسرحي

تتقدم فرقة مسرح ساوا بالاعتذار الشديد لكل الإخوة والاخوات الذين تجشموا عناء الحضور من مختلف مناطق سيدني لمشاهدة مسرحية (انتبهوا... القطار قادم) ولم يحصلوا على تذاكر العرض لنفادها واكتمال نصاب قاعة العرض التي لا تتسع لأكثر من (350) مقعدا.
وتعدكم الفرقة انها ستقدم عرضا ثانيا للمسرحية في سيدني / مدينة فيرفيلد ليتسنى لجميع محبي المسرح العراقي في استراليا من مشاهدة العرض مرة اخرى لذلك اقتضى التنويه والاعتذار. 
كما وتتقدم فرقة ساوا باسمى آيات الشكر والامتنان لقنصلية جمهورية العراق ممثلة بالأستاذ باسم داوود وكافة الشخصيات والوجوه الثقافية والإعلامية والسياسية والنخب والكوادر السياسية والجمعيات والمنتديات العراقية من كافة طوائف ومكونات الجالية العراقية من مختلف مناطق سيدني على حضورها الكثيف ومساهمتها الفعالة في إنجاح العمل وظهوره بشكله الذي ظهر عليه. 
كما وتشكر إدارة الفرقة كافة وسائل الاعلام العراقية والعربية التي ساهمت بدعم العمل بتغطياتها المتنوعة املين ان لا يكون هذا العرض اخر العروض التي تمنحنا فرصة اللقاء بابناء جاليتنا الكرام

د. موفق ساوا
مؤلف ومخرج المسرحية

صدور ثلاثة أعمال مسرحية جديدة للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقى

مجلة الفنون المسرحية

صدور ثلاثة أعمال مسرحية جديدة للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقى


        عن دار حروف منثورة للنشر الإلكترونى .. صدرت للكاتب والشاعر والرسام أحمد إبراهيم الدسوقى .. ثلاثة مسرحيات .. هم بالترتيب ( لقاء فى التلفريك ) و ( فى إنتظار معجزة ) و ( من يُقاضى الدكتاتور )
         والمسرحية الأولى ( لقاء فى التلفريك ) .. تتحدث عن لقاء الشرق والغرب .. فى التلفريك المعلق بين الوديان .. وسط عاصفة ثلجية .. داخل إطار خيالى فنتازى .. ويتذكر المحبان الكهلان .. قصة حبهما القديمة الفاشلة .. والتى كان لأولادهما الدويلات .. ضلع دموى فى فشلها .. منذ عشرات السنين .. وبعد محاولة إحياء القصة الفاشلة .. يبوء الأمر بالفشل .. لأن الأولاد الدويلات .. لن يسمحوا بذلك .. وتنتهى المسرحية بإنتحارهما .. بقطع أسلاك التلفريك الحديدية الفولاذية .. ليهوى وسط  جبال الثلج .. محطما وهما بداخله .. متشابكا الأيدى
        والمسرحية الثانية ( فى إنتظار معجزة ) .. تتحدث عن عائلة عربية .. يقطن إلى جوارها .. الجار اليهودى المُتنمر .. تستيقظ من النوم .. فلا تجد ملابسها .. يجدون أنفسهم عرايا .. لقد سرق الجار اليهودى ..  الملابس نكاية فيهم .. وهم نياما .. وكنوع من الحرب النفسية .. والإهانة ولى الذراع .. و إستعراض القوة والتكنولوجيا .. حتى ترضخ العائلة لطموحاته .. وتجد العائلة نفسها .. لا تستطيع فعل أى شىء .. الدخول والخروج .. والطعام والشراب .. وقضاء الحاجة .. حتى التفكير مُراقب .. ويظل جارهم اليهودى .. يبثهم حربه النفسية .. بطريقة منهجية تصاعدية .. وهم صامدين مهزوزين .. إلى أن يلجأ .. لحسم الأمر .. بالحديث عن العرض و الشرف .. فتنتهى المسرحية .. بأن يحطم .. الإبن الاكبر مصرى .. الباب الموصد من الداخل .. ويخرج مستشيطا غاضبا .. ليواجه الجار اليهودى المُتنمر .. الذى تخطى كل الحدود .. بعدها يعود لعائلته .. بملابسهم المسروقة .. المنتزعة عنوة منهم .. وقد رد لهم الشرف والكرامة .. لكن مطعون فى ظهره بخنجر .. وهنا يطرح التساؤل المُلح نفسه .. طوال المسرحية .. ماذا ستفعل العائلة .. بعد حدوث أى مأساه ما لهم .. فتكون الإجابة المعتادة .. الإتكالية من رب الأسرة .. ( ننتظر معجزة من السماء )
        والمسرحية الثالثة ( من يُقاضى الدكتاتور ) .. تتحدث عن دكتاتور سيكوباتى .. مستبد فاحش .. فى إحدى دول أمريكا اللاتينية .. يرأس دولة مقهورة .. ذات نظام الحكم الواحد .. وهو شيطان ماكر داهية .. مهوس بالألعاب السياسية .. يقضى ليلة .. كعابر سبيل متخفى .. عند عجوز  فقير .. فى إحدى بقاع دولته النائية .. فيلمس مدى فقرها البشع .. وحاجتها وعوزها وعدمها .. فيقاضى بعدها فى المحاكم .. نفسه فى الصباح .. من أجل العدالة .. ثم يطلب من رجاله .. القبض على المُقاضى .. وتعذيب العجوز أمامه .. حتى تعترف على إسمه .. زائر الليل هذا .. ويتضح أنها لعبة .. من ألاعيبه الشيطانية .. وتنتهى المسرحية .. بموت العجوز تعذيبا .. وإعدام رجاله .. الذين عذبوا العجوز بأمره .. وفى حضوره .. لتعترف قبل موتها .. بأن من قاضى الدكتاتور .. هو الدكتاتور نفسه .. الماكر اللئيم .. بعدها فى إعلامه .. يقدس ذكرى العجوز .. كإحدى قديسات الشعب .. ويتجمل أمام شعبه .. ويتنصل من أفعال رجاله .. ويظهر بصورة من يطهر نظامه .. بنفسه بقسوة .. وأنه أعدم زبانيته .. من أجل العدالة والشعب .. وهو لا يخدم .. إلا نفسه وهيلمانه .. ويطيل فترة وجوده .. فى السلطة
        وفى إنتظار .. أعمال أدبية وفنية .. أخرى للكاتب 

المؤلف ابراهيم الدسوقي 

بيان لجنة تحكيم النسخة السابعة من جائزة د.سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2017

مجلة الفنون المسرحية


بيان لجنة تحكيم النسخة السابعة من جائزة د.سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2017

هذا بيان لجنة تحكيم النسخة السابعة من جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عرض مسرحي للعام 2017، التي عقدت مرحلة التنافس النهائية منها في إطار الدورة العاشرة من مهرجان المسرح العربي، التي نظمت في تونس من العاشر وحتى السادس عشر من جانفي/ يناير/ كانون ثاني 2018، بالتعاون الخلاق بين الهيئة العربية للمسرح و وزارة الشؤون الثقافية في الجمهورية التونسية.

وقد تشكلت لجنة التحكيم، التي اختارتها الهيئة العربية للمسرح من :
• الأستاذ رفيق علي أحمد، من لبنان، رئيساً للجنة.
(حسب التسلسل الهجائي)
• الأستاذ خالد الرويعي، من البحرين، عضواً.
• الأستاذ الدكتور عثمان جمال الدين، من السودان، عضواً.
• الأستاذ محمد البكري، من فلسطين، عضواً.
• الأستاذ الدكتور محمد مبارك بلال، من الكويت، عضواً.

هذا و تتقدم لجنة التحكيم بالشكر للهيئة العربية للمسرح، لعظيم الثقة التي أولتها لهذه اللجنة، و أهمية الدور الذي تمثله في هذه الدورة، كما تثني الشكر للهيئة العربية للمسرح و الهيئة المنظمة للمهرجان، على جو الحرية و الحياد الذي توفر للجنة لتقوم بعملها، و هي التي تقف على مسافة واحدة من كافة العروض المتنافسة. كما لا يفوت لجنة التحكيم أن تتوجه بالتهاني الحارة و الشكر الوافر لوزارة الشؤون الثقافية، و لسيدات المسرح التونسي و سادته على هذا الحضور الوازن، و الاحتضان الدافئ للمهرجان ومشاركيه و فعالياته؛ و تؤكد اللجنة في هذا المقام، على أن المسرح العربي بخير، و له ضمانة المستقبل الواعد بالنتاجات الأفضل في ظل هذا التفاني، في ظل هذه الحرفية التي تبدت في هذه الدورة التي احتضنتها تونس، و التي شكل انعقادها و بكل هذا الألق مثالاً ساطعاً لدور المسرح و المسرحين في تأثيث العقل المجتمعي بمضادات حيوية إبداعية تحصن الإنسان العربي في مواجهة ما يُراد له من تقهقر و تخلف و تراجع و حيلولة دون التقدم إلى مشارف النور، و لا بد لنا في هذا المقام أن نشد على يد الهيئة العربية للمسرح، و الوقوف إلى جانبها، في استمرار انعقاد هذا المهرجان، و انتقاله في كل عام إلى منطقة عربية جديدة، مما يساهم في إشاعة ثقافة المسرح، ثقافة المعرفة و التعرف، ثقافة اكتشاف خصوصيات الآخر و تقبلها، كما يساهم في حيوية المشهد العربي.
و توجه اللجنة خالص تقديرها للكاتب العربي المسرحي، صاحب رسالة اليوم العالمي للمسرح في عام 2007، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي نذر حياته، لخدمة الثقافة العربية عامة، و المسرح العربي و العالمي خاصة.

و بعد،
عقدت لجنة التحكيم 11 جلسة لنقاش العروض الأحد عشر المتنافسة على نيل جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، للعام 2017؛ و هذه العروض (حسب تسلسل عرضها في المهرجان) هي:

1. الشمع، تأليف و إخراج جعفر القاسمي، من إنتاج مسرح الريو. تونس.
2. الجلسة، تأليف و إخراج مناضل عنتر، من إنتاج مسرح الطليعة، مصر.
3. ما بقات هدرة، تأليف و إخراج محمد شَرشَال. إنتاج مسرح جهوي سكيكدة، الجزائر.
4. فريدوم هاوس، تأليف و إخراج الشادلي العرفاوي، إنتاج كتارسيس للإنتاج و التوزيع، تونس.
5. هُنَّ، تأليف و إخراج آنّا عكاش، إنتاج المسرح القومي – دمشق، سوريا.
6. شواهد ليل، تأليف و إخراج خليل نصيرات، إنتاج فرقة الأحفاد، الأردن.
7. رائحة حرب، تأليف يوسف البحري من تونس و مثال غازي من العراق، عن رواية الفسطيني أكرم مسلم (التبس الأمر على اللقلق) و من إخراج عماد محمد، انتاج الفرقة الوطنية للتمثيل – بغداد، العراق.
8. صولو، تأليف هاجر الحامدي ومحمد الحر عن رواية (ليلة القدر) للطاهر بنجلون، إخراج محمد الحر، إنتاج مسرح أكون، المغرب.
9. الرهوط أو تمارين في المواطنة، تأليف و إخراج عماد المي، إنتاج بفالو آرت للإنتاج الفني، تونس.
10. تشابك، تأليف فهد رَدَة الحارثي، إخراج أحمد الأحمري، إنتاج فرقة الوطن، السعودية.
11. غصة عبور، تأليف تغريد الداوود، إخراج محمد العامري، إنتاج مسرح الشارقة الوطني، الإمارات.

وقد نظرت اللجنة وناقشت كافة هذه العروض، بكل تفاصيلها و مكوناتها، من باب رصد المبادرة و أصالة الأفكار و اقتراح الحلول، وبلاغة مفردات العرض، و انسجام عناصرها، و تحقق نجاعة التواصل و التأثير، و قياس المسافة التي خطتها العروض بينها و بين المتلقي، ونجاعة الاستفادة من التقنيات الرقمية الحديثة، و وعي الوظيفة المعرفية و الجمالية لكافة عناصر العرض، و القدرة على تحقيق منظومة العرض الخاصة ضمن الرؤية المؤسسة له، و مدى الاهتمام بإنسان العرض الذي يشكل الركن الأساس، و عدم تغول عنصر على عنصر أو مفردة على مفردة، و مقدار الطاقة الإيجابية التي ينتجها العرض فكراً و جمالاً و معرفة، و مقدار استجابة العرض المسرحي بكليته لدوره المجتمعي في ظل المنعرجات التي تمر بها مجتمعاتنا.

وعليه فإن اللجنة و بكل ثقة تسجل بارتياح، توفر العديد من العروض على تحقيق ما نظرت فيه اللجنة، من وعي و اجتهاد و إدراك للدور الهام الذي يلعبه المسرح، و تصدي معظم العروض لأسئلة الراهن و اشتباكها معه، وتسجل أن ذلك كله حدث في ظل تنوع فني و فكري و معرفي، أثرى و رفع مستوى العروض المسرحية المشاركة و ميزها بالجودة، رغم إمكانية تسجيل ملاحظة هنا ملاحظة هناك، إلا أن اللجنة و من باب احترامها لخيارات صناع العروض، الفنية و المعرفية و الدرامية، ستكتفي بهذا الرصد، دون لعبدور الوصي الذي يوصي، و يتمنى، فما الذي يمكن أن يوصي به المسرحي للمسرحي الزميل غير ما يعرفه الإثنان و يعملان من أجله، و ما الذي يمكن أن يتمناه المسرحي على المسرحي الزميل، سوى ما يتمناه الإثنان و يجتهدان لتحقيقه.

وختاماً فإن ما أثلج قلوب أعضاء اللجنة في هذه الدورة التي امتازت بالتنوع و الغني و التنظيم، هو المجايلة الحقيقية، حيث اصطف جيل الكبار الرواد جنباً إلى جنب مع جيل من الشباب الطالع من رحم المتغيرات التي يعيشها وطننا العربي الكبير، إلى جانب جيل الوسط، و الأجمل من كل ذلك، أن تنوع الرؤى و جدتها و رصانتها لم تكن حكراً على جيل دون الآخر، بل كانت متواشجة لنلمح مغامرة الكهول، و رصانة الشباب، وأصالة الأفكار ميزة لمجمل ما قدم في هذا المهرجان.

و أخيراً ..باسمي و باسم كافة أعضاء لجنة التحكيم أحيي بطل هذه الدورة، الجمهور التونسي.
و نلتقي معكم لاحقاً لإعلان من هو العرض الفائز بجائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في النسخة السابعة.
و السلام عليكم.

إعلان لجنة التحكيم على الفرقة الفائزة بالدورة العاشرة

بيان إعلان العرض الفائز بالنسخة السابعة من جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي.
من الجيد أن نذكر، بأن هذه الجائزة في نسختها الأولى انطلقت في عام 2011، و عقدت المرحلة النهائية من التنافس في الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العربي، التي نظمت في الأردن.
و قد فاز بالنسخة الأولى عرض مسرحية زهايمر، للمخرجة التونسية مريم بوسالمي – المسرح الوطني التونسي.
فاز بالنسخة الثانية عرض مسرحية الديكتاتور، للمخرجة اللبنانية لينا ابيض – فرقة بيروت 8 و نص.
فاز بالنسخة الثالثة عرض مسرحية ريتشارد الثالث للمخرج التونسي جعفر القاسمي.
فاز بالنسخة الرابعة عرض مسرحية خيل تايهة، للمخرج الفلسطيني إيهاب زاهدة، مسرح نعم.
فاز بالنسخة الخامسة عرض صدى الصمت، للمخرج الكويتي فيصل العميري، فرقة المسرح الكويتي.
فاز بالنسخة السادسة عرض خريف ، للمخرجة المغربية أسماء الهوري، لفرقة مسرح أنفاس.
أما النسخة السابعة، فإن اللجنة تحيي كافة العروض المتنافسة، و تعتبر أن وصولها إلى المرحلة النهائية من التنافس هو فوز بحد ذاته.
هذا وبناء على التصفيات التي أجرتها لجنة التحكيم، تعلن أن ثلاثة عروض تنافست و بشدة على نيل الجائزة، و هذه العروض تميزت باختلاف رؤاها الفنية و توجهاتها، و تميزت أيضاً بالاشتغال المحكم على مفردات العرض، و وعيها للبعد الوظيفي للمسرح كأداة في التنوير و التطوير، و رفع الذائقة الجمالية، أما هذه العروض الثلاثة (بناء على تسلسل عرضها في المهرجان) فهي:

• الشمع، تأليف و إخراج جعفر القاسمي، لمسرح الريو – تونس.
• ما بقات هدرة، تأليف و إخراج محمد شرشال، لمسرح جهوي سكيكدة – الجزائر.
• صولو، تأليف هاجر الحامدي و محمد الحر، إخراج محمد الحر، لمسرح أكون – المغرب.

وقد ذهبت الجائزة إلى :

• مسرحية (صولو) لفرقة مسرح أكون من المغرب.

ألف مبروك للفائزين وكل عام و أنتم و المسرح بخير.

أ . رفيق علي أحمد / رئيس اللجنة
أ . خالد الرويعي   – د. عثمان جمال الدين
أ . محمد البكري  – د. محمد مبارك بلال

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله في ختام النسخة 10 مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

كلمة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أ.اسماعيل عبد الله في ختام مهرجان المسرح العربي
الدورة العاشرة10 – 16 جانفي/ يناير/ كانون الثاني 2018 تونس


معالي وزير الشؤون الثقافية د. محمد زين العابدين.
أصحاب المعالي السعادة..
أصحاب المقام من فنانات وفناني المسرح الذين حضروا هنا والذين يتابعون الحدث أينما كانوا
أصحاب المقام الرفيع، جمهورَ المسرح في تونس وفي كل أنحاء المعمورة الذين يتابعوننا من خلال البث المباشر.
أحييكم بتحية المسرح، تحية الحياة، تحية الأمل و العمل.
نتوضاً من ماء قربص، و نيمم شطر قرطاج، نتلو من على مسرحها ديثرامب الحياة، و نحيي قومة المسرح على عتبات الأميرة عليسة التي نجت بالحضارة إلى حضن قرطاج.
طهرانية هذي المساءات التي امتدت من العاشر و حتى السادس عشر من جانفي، يناير، كانون الثاني، نورانية هذه القناديل التي عمرت الفضاءات و شريانات الشوارع فيما بينها بالسعي الحميد، كيف لا و قد جاء المسرحيون إلى تونس، ليعلنوا أن شعار مسرحهم هو (أكون).. و يتركوا لهاملت و كل أبطال التراجيديات الخالدة بقية السؤال و المسألة.

أما بعد، وأما قبل، و أما بين هذا و ذاك، ما بين لحظة البدء و لحظة النهاية، سفر سطرتموه بالمحبة و الإصرار، و هنا اسمحوا لي أن أقف بكل الاحترام، و أوجه الشكر الذي لا كلمات يمكن أن تحمل معناه و عمقه، إلى وزارة الشؤون الثقافية في جمهورية العزةِ تونس، ممثلة بوزيرها الفنان الدكتور محمد زين العابدين، و فريقه المكلف بهذا المهرجان، فرداً فرداً، من المنسق العام إلى المدير الفني إلى الهيئة العليا للمهرجان و اللجان الفنية العاملة أبطال الخفاء من تقنيي المسارح و الفضاءات و  لجان الاستقبال و التنقل على نقاط الحدود برها و جوها، إلى رسل الكلمة و الصورة في المجالين الفكري و الإعلامي، كل هؤلاء عملوا كما لو كانوا يعزفون سيمفونية واحدة خالدة، عناونها، المسرح و تونس صنوان لا ينفصلان.

و اسمحوا لي أيضاً أن أوجه التحية لوسائل الصحافة المرئية و المقروءة و المسموعة التونسية التي جعلت هذا الحدث العربي، حدثاً وطنياً بامتياز، وشحته بأجمل وشاح هو وحدة الجسد العربي، و روح جانفي الحرية.
كما أحيي في هذه الوقفة أعضاء لجنة التحكيم الموقرة التي تكرمت بقبول مهمة التحكيم في هذه الدورة الفارقة و صاحب رسالة اليوم العربي للمسرح الفنان الكبير فرحان بلبل.
و اسمحوا لي أن انقل لكم باسم الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الأمارات العربية، حاكم الشارقة، خالص التهنئة لكم جميعاً، بالنجاح الباهر لهذه الدورة الكبيرة كبر نفوسكم، العالية علو هاماتكم.

أيها الجمع الكريم، أنظر من مكاني هذا فأرى الأرض العربية تحضر بكامل بهائها و شموخها، بكامل آمالها و آلامها، و أرى في ملامح مدنها من المحيط إلى الخليج ملامح تاريخنا و حاضرنا و مستقبلنا، و يلتمع وسط هذه الملامح وجه تلك المدينة التي ما فتئت المهج تحج إليها، أرى في عيونكم عيونها، ترنوا إلى غد حر، و امة كريمة، و باسمكم جميعاً أقول لها: لم و لن تغيبي عنا يا أم البدايات و أم النهايات، فعيوننا إليك ترحل كل يوم، و على اسمك نصلي، يا قدس العالم، يا صرة الكون و سره، يا أقرب نقطة بين الأرض و السماء، يا ست العواصم.
لأجلك يا مدينة الصلاة، أعلن دعوتي هذه لكل المسرحيين العرب في كل أصقاع العالم، أن يشرعوا و من هذه اللحظة، بربط توقيت كل فعالياتهم من ندوات و ورشات و عروض بتوقيت القدس، فالساعة الآن هي (….) بتوقيت تونس، (….) بتوقيت القدس، لتكن القدس وقتنا و ميعادنا، و لتبق حاضرة في النهج الذي يجمعنا بجمهورنا.

ومن هنا، من تونس الخضراء، تونس الحياة، أحيي باسم الهيئة العربية للمسرح مبادرة المسرحيين المشاركين في هذه الدورة، بدعوة الهيئة العربية للمسرح لعقد ملتقى دولي حول فلسطين و القدس في المسرح، و هو الأمر الذي يشرفنا أن نعمل عليه معاً، ولن نكف عن حلم لقاء المسرحيين العرب على أرضها محررة كريمة.
أيها المسرحيون يا خلاصة العصر و الأوان، كنتم فسيفساء المشهد العربي الجديد والمتجدد، تتحلقون حول ناره، وتحلقون بجناحي العلم والثقافة نحو علاه، تعلنون ولادة جديدة لمهرجان المسرح العربي، وتتوجون عشريته ببهائكم، و لنسطر صفحة جديدة في الدورة القادمة بتوقيع قاهرة المعز في أم الدنيا مصر العرب.

هي لحظة الختام، و لكن سأردد صوتنا الذي صدح في 2012:
لا تذهبوا عن المسرح بعيداً، لا تتركوه لبرد الوحشة، لا تتركوه للوحدة، لا تتركوه معتم الجنبات، لا تذهبوا وتتركوه و لو ساعة، فكيف للمرء أن يعيش دون خفقان قلبه؟ دون نبض روحه وعقله؟
لا تتركوا المسرح مستودعَ أسرار الحياة، حتى لا يصبح مستودعاَ لأشياء تثقله وتثقلنا. فها هو السيد النبيل المسرح فاتحاَ ذراعيه لكم دوماً ، فامرحوا في أحضانه وشاغبوه وشاكسوه ولاعبوه.. لا تذهبوا بعيداً وتتركوه.
لا تذهبوا عن المسرح بعيدا،ً ليبقى القريب من الناس وتصيرون سادة الرؤى لدى الجموع.
تمسكوا بتلابيبه، ارتدوا جبته، اقرأوا أوراده، و لا تغادروا وِرده، توحدوا في المشهد الكوني، فلا شيء يوحد الكون كما الفنون والمسرح سيدها.

لا تذهبوا بعيداً، لا تتركوه، فنحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة.

وقت ضائع و تركيب الاحداث على نص العرض

مجلة الفنون المسرحية

وقت ضائع و تركيب الاحداث على نص العرض

ظفار احمد المفرجي

عرضت على خشبة المسرح الوطني يوم 29 / 3 / 2017 والايام التالية الساعة 6 مساءاً في بغداد 
و على مسرح هاني صنوبرفي المركزالثقافي الملكي ضمن مهرجان الأردن المسرحي بدورته الرابعة والعشرين يوم 18 / 11 / 2017 في عمان ومسرحية "وقت ضائع "من  تأليف و اخراج : تحرير الأسدي تمثيل :   اسيا كمال   - رائد محسن   -   محمد بدر
يبدأ العرض على عالمين لا بناء فيهما الا موسيقى ترقب و بقع ضوء . شخصيتان تنامان في منطقة / ايقاع  صفر غير معرفة و ثالث يتأمل التفاح على الأرض في منطقته . الشخوص في مناطقهما تتأثران بالمساحة و الظروف و هذا يدل انهما ستتأثران طرديا بهذه الظروف ( الموسيقى و الإضاءة و الحوار و التقنيات الخ ) .
على السايكلوراما ( ) و الحدثصورحية تنعكس من كاميرات مراقبة ( ) تراقب الشخصيتين النائمتين على المسرح . و المراقبة هنا تجعلهما شخصيتين  ضعيفة و مسلوبة فاقدة لحريتها منذ البداية  .
يدلنا الحوار على انهما طردا من نعيم السكن في ( شقة ) في الأعلى و هبطا الى ( الشارع ) في الأسفل بسبب خطيئتهما بفتح باب حذرهما مالك المنزل من فتحه ، و الغريب انهما يتذكران كل التفاصيل السابقة الا علاقتهما الشخصية كزوج و زوجة .. ثم ، يتذكران اخيرا . 
و على الأرض قطع من التفاح مختلفة الأحجام اكبرها بحجم كرسي صغير و اصغرها بحجم كرة التنس  نشرت على المسرح بطريقة مقصودة ، و اسند شكلها الغير مرئي في الظلام بقع من الإضاءة شكلت خطوط من الضوء تنير قطع التفاح تتقاطع لتصنع منطقة كثافة ضوئية  في الوسط  . 
و التفاح كما نعلم هو رمز الخطيئة البشرية الأولى في ( قصة الخليقة ) ( ) عندما اخذت حواء التفاحة رغم تحذير الخالق لهما ( حواء ) و زوجها ( ادم ) بأن لا يقربا شجرة التفاح ، و هكذا فحصولهما على التفاح هو خطيئتهما التي حرمتهما من الجنة و انزلتهما الى الأرض و يمكن ان نربط الأن ما بين الجنة كونها سكن الأنسان الأول و هي في الأعلى و الأرض كونها السكن الحالي للإنسان و هي في الأسفل ، و تتفق كل الأديان السماوية على هذه القصة كما تتفق عقائد لشعوب كثيرة في الشرق الأوسط و الشرق مع هذه القصة و عليه فأن التفاح = الخطيئة = احجامها المتنوعة = كل الخطايا البشرية بأنواعها و احجامها ، التي دمرت البشرية و يدفع الأنسان ثمنها و يمتلئ التاريخ العراقي بالعديد من الأخطاء البشرية المتلاحقة ، كما توحي خطوط الإضاءة بخطوط الاتجاهات و الهيمنة  على الاتجاهات ، او غير ذلك . 
و رغم ان القصة ينقصها شخصية رابعة  حسب ( قصة الخليقة ) و هي شخصية الشيطان ، الا ان العرض لا يناقش هذا المفصل الذي يبرأ الأنسان و لا يتهمه بل يغطي تداعيات يوميات عادية بين زوج و زوجته تتسع لتشمل قضايا شمولية و قدرية و اجتماعية عامة تسقط على التجربة الإنسانية بموجب مداخل التشابه ما بين نتائج افعال الإنسانية و حياة  الشخصيات اليومية الإنسانية التي يتلبسون مبادئها مثل ادم و حواء في الميثولوجيا  ( ) الإنسانية و اي زوجين في الحياة اليومية المعتادة  لنخرج بالحصيلة النهائية ، العرض . 
و تضمنت  الحوارات اليومية هذه معنى و اشارة الى الخذلان ، وفيها  تبدو الشخصيات حائرة ما بين اليأس و استمرار و استبدال هذه الحياة المخيبة و لا امل لها في مستقبل منظور ، و عن هذه الدورات من الصدمات التي تحصل عليها الأنسان على هذه الأرض فالنهايات منذ فجر التاريخ كانت دموية  و جارفة  و مدمرة ، و كان هذا نصيب مدن و دول و امارات و ممالك كثيرة قامت على الأرض العراقية ثم اندثرت و لم يعد لها اثر ، و الأنسان يحتار امام هذه الدورات من الموت  و العودة الى الحياة ( قديما بفعل سيطرة الخيال و الوثنية )  ، و اللا عودة اليوم بعد ان سيطر الواقع و عرفنا ( الله ) ، فـالعراقيين مارسوا هذه العملية طقسا في اسطورة موت ( تموز ) ( )  و انقطاع نسل الأرض  و نزول ( عشتار)  ( )  الى العالم السفلي خلفه و عودتهما بقدرات المطلق المعروف حينها و تعاد هذه القصة كل سنة . و دورات الألم و الفرح هذه خذلت سكان هذه الأرض ، فالأموات لا يعودون اليوم  ، لأن المطلق الذي نعرفه لا يعيد الأحياء ، و هكذا من هذا كله تتواصل الشخصيات على اساس من اليأس و الخذلان .  
ان الحوار في هذه اليوميات ينبهنا الى وجود فهم عميق لحاجة المتلقي الى المعنى بسبب من تسلسل الحوار ، اولا عن سبب وجودهم في هذا المكان ، ثم من هم ( الهوية ) ثم معنى وجودهم و الى اين يذهبون .  
و المقصود ان المؤلف وضع الأفكار في تسلسل للمعنى منطقي على مخطط اولي ثم قام بتأليف النص عن طريق الحاجة الى الحوار و تقديم و تأخير الحدث و الحوار حسب المعنى و الجمالية . كما ان النص لم يكن نصا لمؤلف بقدر كتابته المباشرة للعرض فكان نص المخرج هو نص المؤلف . و قد يكون طور اثناء التمارين . 
حاول النص الإجابة على : - 
1- اسئلة وجودية عميقة حول اصل الأنسان ، الأسئلة التي ردت عليها الأديان و لا زال الأنسان يشكك فيها حتى اليوم 
2- اسئلة وجودية مماثلة حول المستقبل المظلم و الغير معلوم 
و لم يجد لها حلا ، الأمر الذي افضى الى الشعور باللاجدوى و التيه في الدوران حول المشكلة ، التي بحثا عن حل لها و الخيارات هي اما الثورة على هذا الإحساس ، او الهرب .
فالرجل النموذج يعاني من الحيرة في كيفية مواجهة المستقبل بعد ماضي ملي بالأخطاء و الدليل اعتبارهما ولادة ابنهما مشكلة و عدم قدرتهم على حلها فلا هو يريده ان يولد كي لا يعيش اياما كتلك التي عاشها  في الماضي و لا هي تتفهمه لأنها كأي امرأة لا تفصل حب ابنها عن حبها و ما دام لا يحب ابنها فهو في صميمه ايضا لا يحبها و بهذا نفهم انهما لا يملكان اي تصور عن المستقبل و لا يريدان ان يلتزمان لأن الخطيئة تلازمهما و لا تفارقهما كالنحس
انهما يتنصلان من مسؤولياتهما و يرمياها على بعضهما ثم على الأخرين و اخيرا الى كل شيء و الى مالك الشقة = مالك الجنة = المطلق ، و السبب ان الأخطاء صارت كارثية اكبر من قدرات الأنسان نفسه ، لكن الأنسان = كل الإنسانية تتناسى انها هي السبب في هذه الكوارث و انهم امتلكوا الفرصة بعدم فتح الباب = عدم اخذ الثمرة من شجرة التفاح و البقاء ببساطة في الجنة ، ان الأنسان يساهم في دماره حتما سواء بالمشاركة في الحروب او الخضوع الى الطاغية او السكوت على الباطل فأن كان جاهلا بما يحدث حوله فلا جناح عليه ، و لكن ان درى بالكارثة و سكت فهو ( شيطان اخرس ) . هنا يجب ان يتخذ الأنسان الموقف قبل ان تحل الكارثة اما بالندم او المضي او الثورة على الخطأ ايضا . و الا فليتحمل وزر خطيئته 
ان التلاعب بالقيم على نحو عابث و بالعقائد و الموروثات هو من شيم انسان فقد الأيمان بها  و لم يعد يؤمن بالماضي و هو بالتالي لا يحترم واقعه و لا حياته لذا يتحول الى انسان عابث يعلم ان لا وجود حقيقي له بسبب من عدم معنى وجوده  .. لذا يهزأ بكل شيء و يغرق في العدم و يبدأ بتدمير القيم و المثل . 
ان صفته الرمزية كونه ادم هو اقدم جذر له لكنه صار فيما بعد يحمل صفة اخرى على الأرض و لكنه نسي حياته على الأرض لأنه يكرهها يعني انه يريد نسيانها ، و لم يكن امر نسيانها صدفة ، ربما بفعل صدمة المآسي التي قدمتها له الأرض . مثل فلاح ، و ضابط ثم ( كلكامش) ( )  و هي عشتار و اخرين دون ان يعرفوا من هم فعلا .. لأنهم في الحقيقة كل هذا مجتمع ، انهم في مواجهة الحقيقة ( المآسي من خلفهم و القوة المطلقة من امامهم ) و هم لا يقاتلون كما ( العدو من امامكم و البحر من خلفكم ) بل يفضلون الهرب الى ارض اخرى . 
ان الإجابة على اسئلة كهذه يرجعها الكثيرين الى سنوات طويلة من التفكير في الأسئلة نفسها تحت  السطوة الخارجية على العقل العراقي ، الحروب الطويلة و القصيرة و المتنوعة بل حالة الحرب الدائمة منذ 37 سنة و اكثر و وسائل الأعلام و التي تحفزك على ضرورة  مواجهة الأعداء ،  اما  الناس فأعدادها  تتراجع اما موتا او هجرة او فقد اثرهم ما بين هذا و ذاك ، و هكذا تبرز خيارات الهروب و فقدان الأيمان بأن الغد افضل . 
و هنا تبرز فكرة اخرى هي  ان الخطأ لا يصدر من الأنسان فقط = اكل التفاحة و عصيان المطلق بل تقدم هذه الفكرة وجود صراع ما بين الأنسان و انسان اخر و احدهما يضع المؤامرة تحت اقدام اخيه في الإنسانية ، فما هي تسمية هذا الأنسان الذي يقع فريسة المؤامرة و يدري انه فريسة  ... ثم يهرب .. ما هو الحل ؟  . 
و المواجهة هنا يعني ان تواجه وحشا غير مرئي ، كما انني لا ادعي ان المغادرة هي خطأ فكل  انسان حر بخياراته ما دمنا نتحدث عن الإنسانية فالحزن على ذلك التاريخ و على الواقع المؤلم و المدن التي اندثرت كلها تندرج تحت عنوان البحث عن الهوية و الذات و الأنا و الجذور ، و مواجهة الواقع المؤلم امام اخبار الماضي العظيم و الذي لم يبق منه سوى الخيال يضع الأنسان في مفارقة الالتباس حول الهوية و الرغبة في تحسين حاضره رغم  صدمة الواقع  يحارب الخيال رغم ايمانه به بحثا عن الواقع الحلم  . ليبقى في هذه الدوامة ما بين الواقع و الخيال دون حل . 
و في الحقيقة ان هذا الخطأ بشري و لا دخل للخالق به لأنه صراع بشري و المطلق الذي تسكن صورته عقل الأنسان و لم يره ، يشرك صورته الأنسان في تداعياته مع نفسه التي تبرر له الأيمان بالخالق على طريقته الخاصة او العكس ، و الوعي بهذا يمنح المرء القدرة على تداول هذه الأفكار بوصفها في الدين من المحرمات كأنها ادوات عادية يبرر لنفسه تداولها  ، و لكنها في الحقيقة تقع على اول طريق ملتبس لأن الصراع كما اسلفت بشري خالص و تراه و تلمسه بل يفسره البشر من المتدينين دون ان يتفهموا وجهة الالتباس كما  يبقى هذا الأمر يحتاج الى جرأة كبيرة في الطرح نظرا لحساسية تداول الأمور المرتبطة بالدين في واقعنا العراقي و العربي . و طبعا كل المتدينين سيتفقون ان السبب  هم السكان و ليس صاحب ( الشقة ) او المالك . بينما سيخبرك المتشككين بالعكس . 
و قد استخدم العرض  الحوار الشعبي الدارج الذي يهدف الى النزول الى المستوى الشعبي  و الغاية هي تطويق المشكلة بدقة و محاكاة اكبر قدر ممكن من الناس و التفاعل مع المتلقي الذي يجد صعوبة في التعامل مع الأفكار المتعالية الموجهة الى الخاصة ، و كسب دوام التلقي في المسرح ، و منافسة المسرح الكوميدي الذي لم يعد  يناسب اذواق افراد العائلة ، و صار على اهل الشأن مواجهة هذه المشكلة .
و كان انزال المتعالي الى الشعبي قد جاء عن طريق ( اختيار جانب من التاريخ و الميثولوجيا السومرية ) و السخرية  من طريقة لفظها مثل : -
1- لفظ الاسم بطريقة مضحكة ( ثور السماء خمبابا ) (  ) 
2- ان يكون هو ( كلكامش)  الجبار ( نصف الأله )  و هي ( الألهة ) عشتار خارقة الجمال يتحدثان بلهجة شعبية 
3- ان (  كلكامش )  في الحصن البابلي يبحث عن بيت للإيجار 
كما تضمن العرض الأعمال التقنية الأتية : - 
1- نظام المراقبة بالكاميرات ( و يعني بالمراقبة و التجسس فقط ) 
2- بث نظام المراقبة بالكاميرات على نحو مباشر و عكسه على الخلفية ( و يعني بكشف وفضح هذه المراقبة ) 
3- تحريك حقائب السفر  لوحدها عبر التحكم اللاسلكي او الميكانيكي ( لست متأكدا ) ( و هو فعل مبالغة ، يعني ان الحقائب نفسها تريد الرحيل ) 
و اعتقد ان الغناء الذي تمارسه الشخصية المفردة ( يا حبيبي ) بهذه الطريقة الباردة و تكرار نفس المفردة يشير الى العبث و اللا معنى و اللعب او امتاع الذات على حساب المعنى العام = الأخرين ، و يأتي هذا من عدم الاهتمام للأخرين . 
ان استغلال فكرة اللعب لتضمين الأفكار قدم حدثا تميز بالأيقاع السريع و المعلومات الوفيرة المتلاحقة التي اغنت التلقي و سمحت بحدوث المتعة في التلقي فوضع اطارا من لعبة الشطرنج و تحويل التفاح كأدوات متيسرة الى بيادق شطرنج ادخلت المتلقي في اللعبة و ساهم في اغناء الفكرة و ايصال المعنى ، خصوصا المعنى الذي يصرح به العنوان ( الوقت الضائع ) حول الزمن الذي شغلته الحروب و افكار الحاكم الذي دمر العراق و هكذا لم يتبق وقت للبناء و التربية و التطور و كل الأفعال الصالحة و صارت تلك الأوقات الأخرى وقتا ضائعا
و قد  تضمن نص العرض الألعاب الأتية : - 
1- رمي التفاح ككرات يتلاقفها الممثلين 
2- لعبة الشطرنج بوصفها منظومة بناء
3- الغناء
4- التصوير التقني و الفرجة ( التفرج ) 
و قد عبر المخرج عن فعل المراقبة الدائمة التي يمارسها الخالق كونه حاضر و لا يغفل عليه شيء بواسطة اثبات مراقبته لنا جميعا ( البشرية جمعاء ) عبر فعل تقني مثير لصق بالعرض من خارجه و هو ( نظام كاميرات المراقبة + data show  ( )  = انعكاس الصورة على السايكلوراما = مصدر التصوير ( كاميرا من الأعلى ) و لأن الحاجة البشرية عادة ما توظف الكاميرات على المداخل و زوايا الكشف و السطوح للمراقبة ، فأننا نلاحظ ان المراقبة من السقف او السماء لا تخضع الى الحاجة البشرية ، و هذا يعني انها ما فوق بشرية بل هي مطلقة . و السؤال هنا ما دام المطلق يراقب و يمكنه الحساب فورا بإخراج ادم و حواء من الجنة لارتكابهما الخطيئة ، فلماذا يسكت على الكوارث هو الذي يمارس المراقبة دائما عليها ؟ عبر معاقبة الظالم فورا . و لماذا نقرأ عن هذا الفعل في الكتب السماوية و التي تؤرخ للدين فقط ؟  . و هو المنطوق الذي صرح به العرض رغم حساسيته .
ان استخدام المخرج لمفردات من خارج السياق هي كاميرات المراقبة و انعكاسها على السايكلوراما مع العاب مسرحية متداخلة و حوارات مرتبطة ، كلها امور سمحت للأخراج بأن يتصف بالترتيب و التسلسل المنطقي للأفكار و السبب انها نفذت بالتركيب اصلا ، لكن النص برر وجودها ، و هو الأمر الذي ينبهنا بأن استخدامها كتب مع اول كلمات النص او قبله . الا انها لم تكن لعبة عرض بل العاب داخل عرض . على عكس مسرحيته ( المقهى )  ( )      ( الأكثر تميزا حسب رأيي ) لأنها احتوت على لعبة عرض شاملة هي السكك الحديدية التي تتحرك عليها الأرائك لتحقيق مشاهد  داخل المقهى لا يمكن تحقيقها على المسرح الا بلعبة سينوغرافيا مسرحية . و قد حققت حينها نسقا ايقاعيا افتقدناه في ( وقت ضائع ) و ان تلمسنا جزء منه بسبب ميل تحرير الأسدي الى صناعة لعبة داخل العرض ( اللعب بالتفاح + توظيف السايكلوراما لعرض كاميرات المراقبة ) ، كما كان لنسق حركة الممثل على المسرح اثرا في التوظيف الإيقاعي بين خطوط متعامدة ثابتة تتحرك عليها القطع و الشخصيات في المقهى ( بنسق ثابت و خطوط متعامدة ) و بين خطوط متقاطعة و مختلفة الأيقاع ما ولد تشتتا احيانا في التركيز في وقت ضائع يقابله تركيز اكثر في المقهى . و هو الأمر الذي يذكرنا بأن التكثيف و الاختزال و التقليل من المكونات على خط الزمن يزيد التركيز عند التلقي
و بهذا فأن العنوان كما هو واضح يعني بمحصلة باقي الزمن و الفرز ما بين الوقت الضائع و الوقت الأصلي و يشير العرض الى ان الوقت الضائع دمر الأنسان و العراق معا و تلك هي     ( الحروب + الدمار الكامل الاجتماعي و الثقافي و (  ما يعادل البنى التحتية و الفوقية ) 
ان اعتماد العرض على ممثلين محترفين كبار هما ( اسيا كمال)  ( ) و( رائد محسن) (  ) و كلاهما  يمتلكان حد عالي من المقبولية و التقدير بسبب من حسن أداءهما و تاريخهما المميز ، وضع اساسا متينا للتلقي فمواجهة ممثلين من هذا النوع جعل المتلقي يفكر بأمرين معا لا يمكن تجزئتهما الأول ان المتلقي سيتابع العرض انطلاقا من تاريخهما  اعجابا به ، و الثاني قدراتهما الفعلية اصلا  ، ما ساعد العرض كثيرا  . الأمر الذي ينبهنا الى اهمية اختيار الممثل استنادا الى اعتبارات متنوعة .
فأسيا كمال تمتلك تاريخا متواصلا من المشاركات على المسرح ( و هي ليست نجمة تلفزيون فقط ) لأنها لمعت في المسرح اولا ، هي تمتلك المطاولة و القدرة على توزيع جهدها على المسرح و البناء الارتجالي الإيقاعي الذكي الناتج عن الخبرة و الموهبة معا ما يجعلها قادرة على انتاج مشهد متواصل مع من يقابلها على المسرح و على نحو مشدود . ان مشاعرها المتأججة توحي برسالة صوتية حسية لديها كنبرة صوت  بأن الشخصية تحمل الما مكبوتا ، و هي تنطقه على نحو طبيعي واقعي غير ممتد صوتيا بغرابة  ( الألم من الحوار الواقعي المعتاد )  الأمر الذي يميز شخصياتها دائما . 
و يمكن القول ان رائد محسن و هو واحد من اكثر الممثلين خبرة على الساحة الفنية اليوم و لا اقول هذا بسبب العمر و التجربة الممتدة فقط بل بسبب نوعها فمن مسرحية ( انا لمن وضد من ) مع المبدع الأكبر المخرج (  قاسم محمد)  (  )  الى رائعة العبقري المخرج  ( عوني كرومي) (  ) مسرحية  ( الأنسان الطيب ) الى واحد من اجمل عروضه في السنوات الأخيرة مع المبدع المخرج مهند هادي (  )  و مسرحيته  ( حظر تجوال  ) فهو دائما ما يترك بصمة بقدرته على اثارة السخرية و التساؤل المثير للضحك من البساطة شأنه شأن الهداف من انصاف الفرص في كرة القدم . 
و وجود الممثلين كما اسلفت سجل حضورا للعرض قبل عرضه ( على الأقل في عرضه في بغداد ) ، ان توظيف كبار الممثلين في عروض لمخرجين ليسوا من نفس الجيل بل شبابا هو امر يتيح التواصل ما بين الأجيال على المسرح ، و ينتج ثقلا اكبر للعرض ساعة عرضه ، كما انه يسمح بصناعة اجيال جديدة من المبدعين على المسرح .
اما الممثل( محمد بدر ) ( ) و الذي رافق تحرير الأسدي في اغلب عروضه فقد امتلك حضور الشخصية الصامتة بسبب من عزله من المخرج داخل الفعل لوحده ووضعه في ميزان واحد مع ممثلين بقيمة ( اسيا كمال و رائد محسن ) ، ما قدمه على نحو يوازيهما و يمكن القول انه قدم شخصيته على نحو ممتاز رغم قناعتي الشخصية بضرورة ان تمتلك تلك الشخصية حجما اكبر . 
و من الواضح ان ( تحرير الأسدي ) ( )دائما ما يصنع تكوينا اساسيا اوليا تتركب عليها لعبته ثم ( مسرحيته ) ثم يصوغ ما تبقى من مفهومه فالحوار و هو اسلوب كتابه العرض لديه ايضا ، ما يجعله  يمتاز بالعمل على مفهوم ( تركيبي  ما بعد حداثي ) و لا يعمل على قصة متكاملة + قدرته على صناعة اللعبة المسرحية سواء لعبة العرض او اللعبة داخل العرض ، و هو بهذا يعد اقرب الى توظيف الأداء في المسرح لا الى توظيف الأدوات المسرحية المعتادة .
و هو مخرج شاب تمكن خلال فترة قصيرة من التطور و تمثيل العراق في مهرجانات متعددة كان اهمها عرض مسرحيته المقهى  في مهرجان المسرح العربي  ، و مشاركة مسرحيته الأخيرة  ( وقت ضائع ) في مهرجان المسرح الأردني  . 
اخيرا يذهب العرض الى تأكيد ما ذهبت اليه في وضعه الحل لهذه المشكلة لأن الرجل يقرر المغادرة او الهرب ، و لست في محل لتقييم  قراره ، سواء هرب ام غادر ، الا اننا جميعا نتفق انه هرب على الأقل من مسؤوليته تجاه ابنه و مستقبله و حاضره المتمثل بالزوجة ، و لكنه يغادر بحثا عن ذاكرة بيضاء و من اجل ان ينسى كل الماضي المؤسف المليء بالمآسي ، اما زوجته فتتجه الى مكان مجهول  لتلد و تضع المستقبل كله على كف عفريت .. و اخيرا تسقط كمية من التفاح ( خطايا جديدة ) من الأعلى اي كما في القصص .. و نقول تستمر الخطايا 
و اخيرا فأن العرض يحول الحياة اليومية الى وثيقة  ( دليل ) عبر كاميرات المراقبة الذي  يثبت حدوث هذا الملل و الدوران و الأحباط و اللاجدوى منذ فجر التاريخ ( الدوران العبثي للتاريخ ) و هو فهم يربط بهذه الطريقة ما بين الوثائقية و فهم عبثي لنموذج حياة ينبغي مغادرته ، و العرض يكسر هذه العبثية بحل و هو ( مغادرة حالة اللاجدوى ) الى ( حالة اكثر جدوى )  ، اي كسر حالة الدوران الحاصلة ، و هكذا نحصل على نموذج وثائقي مختلف عبر تدعيمه بأدلة ادائية شكلها عبثي و تنطلق من الأحباط و المأسي و الشعور باللاجدوى الى حالة لها حل تتفق مع الفهم الوثائقي للمسرح . كما ان الأمثلة الطويلة عن كلكامش و المدن المندثرة و حياته الشخصية بالأدلة الحروب و التاريخ نفسه ، هي وثائق ايضا و ان اتخذت شكل الحوار ، و بهذا نكون خلصنا الى رؤية غير متشائمة  عبر بحث هذا التشاؤم على نحو شمولي . اذن وقت ضائع هو عرض مسرحي وثائقي = عرض ما بعد حداثي ( بسبب من لصق الأفلام و الصور ) + التفاح كقطع غير مألوفة .
المؤشرات 
1- استخدم العرض  الحوار الشعبي الدارج الذي يهدف الى النزول الى المستوى الشعبي  و الغاية هي تطويق المشكلة بدقة و محاكاة اكبر قدر ممكن من الناس و التفاعل مع المتلقي الذي يجد صعوبة في التعامل مع الأفكار المتعالية الموجهة الى الخاصة  . 
2- استغلال فكرة اللعب لتضمين الأفكار قدم حدثا تميز بالأيقاع السريع
3- استخدم العرض فعل تقني هو ( نظامكاميراتالمراقبة + data show
4- التكثيف و الاختزال و التقليل من المكونات على خط الزمن يزيد التركيز عند التلقي  
5- اهميةاختيارنوع الممثلاستناداالىاعتباراتوظيفية متنوعة  .
6- ، ان توظيف كبار الممثلين في عروض لمخرجين ليسوا من نفس الجيل بل شبابا هو امر يتيح التواصل ما بين الأجيال على المسرح ، و يسمح بصناعة اجيال جديدة من المبدعين على المسرح .
7- ان ( تحريرالأسدي ) دائمامايصنعتكوينااساسيااولياتتركبعليهالعبته ( مسرحيته ) ثميصوغماتبقىمنمفهومهفالحواروهواسلوبكتابهالعرضلديهايضا،مايجعلهيمتازبالعملعلىمفهوم ( تركيبيمابعدحداثي ) ولايعملعلىقصةمتكاملة + قدرتهعلىصناعةاللعبةالمسرحيةسواءلعبةالعرضاواللعبةداخلالعرض،وهوبهذايعداقربالىتوظيفالأداءفيالمسرحلاالىتوظيفالأدواتالمسرحيةالمعتادة .

السبت، 20 يناير 2018

نعم، للمهرجان لا، للمهرجة..الدكتور عقيل مهدي: الممكن المحتمل بالتعدد والافتنان

مجلة الفنون المسرحية

نعم، للمهرجان لا، للمهرجة..الدكتور عقيل مهدي: الممكن المحتمل بالتعدد والافتنان

د. نادية هناوي 

تتميز كتابات الدكتور عقيل مهدي بنزوعها الأكاديمي نحو التفنن والتعددية، نظراً لتنوع مواهبه وإمكانياته، فضلاً عن تمتعه بحس إبداعي عال، وذائقة جمالية راقية أهّلته لأن يراود مختلف ميادين الفن والجمال، طارقاً أبوابه الإبداعية والأكاديمية بتجدد إنتاجي متنوع ومعطاء.


وحاز لديه المسرح على اهتمام أثير، سواء بالتنظير له أو "التأرخة" لأصوله أو التتبع لتطوراته وتحديد محطاته العربية والعالمية..حتى لا مجال لأي دارس في الجمال أو باحث في فلسفات الفن وأصول التمثيل والإخراج المسرحي، من الرجوع إلى كتاباته ومؤلفاته التي تصب في الفن والجمال والمسرح والسينما على اختلاف مساربها وتياراتها.
وإذا كانت الأكاديمية بمعناها العلمي تعني فيض العلم وتشاركيته وغزارة المعارف والخبرات التي يتم نقلها وتبادلها في إطار حواري؛ فإن الدكتور عقيل مهدي تحلى بالأكاديمية في أوسع مدياتها وأرحب فضاءاتها مكرساً جهوده لها، حريصاً على تطبيقها بوسائل متعددة في مختلف مراحله العلمية والبحثية.
ولطالما عرف الدكتور عقيل مهدي بالتزامه المبدئي وانخراطه الواعي والصميم في الحياة انتصاراً لقضايا الواقع المعاصر وتطلعاته، مشاركاً في الساحة الثقافية والفكرية بقوة وثبات موجها طلبته ومحرضاً لهم على العطاء والاخلاص في الميدانين الثقافي والجامعي..كما عمل د. عقيل مهدي منذ وقت مبكر من مشواره الجامعي على توثيق صلته بالوسط الثقافي العراقي سواء أكان ذلك في عضويته لاتحاد الأدباء أو في تواصله مع المنظمات الفنية والتجمعات والملتقيات الثقافية في سعي منه إلى توكيد أهمية أن تمد الجامعة أواصر تواصلها مع المجتمع لتؤدي دورها المنوط بها في النهوض والتغيير. 
انعكس هذا بالمجمل على فلسفته التي تمثلت جلية في أعماله المسرحية التي تجمع الذوق بالفكر ليكون من الجيل ما بعد الريادي الذي خطا بالمسرح العراقي خطوات تقدمية إلى أمام بأبعاد جمالية لا تخرج عن المنظور الأرسطي للواقع.
وهذا النزوع العملي نحو المسرح جعل د. عقيل مهدي صاحب رسالة تربوية أهم ملامحها الإيمان بالفن، وقد اتضح تفننه في الإيمان بالفن على المستوى العملي في ما نقله إلى طلبته من خبرات وتصورات على شكل محاضرات قدمها لطلبة الدراسات العليا كما في كتابه( فلاسفة ومسرحيون) الذي تناول فيه تجارب مسرحية بعينها ولخص جماليات مارتن هيدجر وجان بول سارتر ومرلوبونتي وجان فرانسوا ليوتار وميشيل بوتور ووقف عند مناهج النقد المعاصر، كما تحدث عن مسرح الموت وفن الضحك المسرحي 
وفي كتابه (شخصية المثقف في الرواية العراقية) مارس د. عقيل مهدي دوره كناقد روائي متتبعاً تفاعل الإنسان ضمن صراع القيم ولم ينفصل اشتغاله كناقد روائي عن انهماكه كناقد مسرحي مهتم بمسرح الطفل في كتابه( التربية المسرحية في المدارس) الذي تتبع فيه جذور المسرح التاريخية بدءا من اليونان ومرورا بالدراما في القرن الثامن عشر وانتهاء بالعصر الحديث متناولاً الإطار المنهجي كمنظور ورؤية فنية في حدود السن ما قبل الدراسة الابتدائية، عاداً ذلك بمثابة النقطة المتحركة في الفضاء التي سترافق الطفل في مراحله اللاحقة والجانب الجمالي عنده سيتوثق محققا الهدف التعليمي وبانيا شخصيته.
ولقد أكد د. عقيل أهمية التقنيات في انجاز الفعل الفني في مسرح الطفل من ناحية تصميم الأداة كالقفاز والدمية والصندوق المحمول بحمالات ومسرح الطاولة أو الجدران، ووجد تقاربا بين مسرح الطفل والمسرح المدرسي وأن شروطه تشبه شروط مسرح الكبار من ناحية تنظيم البرنامج المسرحي واعتماد البناء الفني الدرامي مع ملاحظة أن مسرح الطفل من تقنياته دمى القفاز والدمى الخيطية أو ستارة خيال الظل وإشراك المتفرج الصغير بالفعل الفني محدداً خصائص اختيار النص المسرحي ومعماره الفني من ناحية اللغة والشخصية والصراع وبناء الحدث ، كما وضح خصائص كل عنصر من هذه العناصر، و طبّق ذلك على مسرحية النهر لسليمان العيسى. 
وأولى مهدي المؤلف والحبكة الفنية من ناحية البنية والوظيفة اهتماماً، شارحاً كيفية تكوينها في عالم مسرح الطفل من زاوية الشكل الفني والعناصر الإخراجية وحدد ما ينبغي أن يتمتع به مسرح الدمى في ملامح الدمية وحركتها واتبعها بتطبيقات عن التعليم الفردي والمستوى الابتكاري وخطوات التعلم المسرحي عند التمرين وما ينبغي على مدرس التربية الفنية أن يقدمه من متطلبات العرض المسرحي مع ضرورة مراعاة قيم التوازن والتكوين والتباين والانسجام وكيفية تهيئة البرنامج التعليمي المناسب للنشاط المسرحي .
وللنص الدرامي سواء في مسرح الطفل أو مسرح الكبار ـ كما يشير د. عقيل مهدي الى تطورات في شروط الكتابة ومنها ضرورات الإخراج وتقنيات المنظر المسرحي كالمنصة واللون والضوء ووظائف الإضاءة في المسرح كالتبئير والفوكوس ضمن نطاق المرئيات. 
وعلى الرغم من أن هذه المكونات تجتمع في السينما أيضا إلا إن الفرق عند د. عقيل يكمن في أن المعالجة السينمائية للمكان والزمان والحركة تظل مرتهنة بالكاميرا والمونتاج والسيناريو والإخراج وغير ذلك بينما يتميز المسرح بالقصدية في توظيف البنية السطحية والبنية الملمسية والمعمارية. 
ولا يخفى إن دخول الدكتور عقيل مهدي معترك هذه الممارسات الجمالية والفنية ليس بالأمر السهل كما أن الاتزان في تطبيقاته ليس يسيراً ومع ذلك أظهر تفننا في كل ذلك مدللا على اخلاص وولع كبيرين تمتعت به نفسه التواقة الى الجمال..كذلك احتل علم الجمال كنظريات وعلاقات بالفن والحياة والحساسية التعبيرية مكانة مهمة عنده وخصص له بعضا من فصول كتابه( أقنعة الحداثة)..ومن المسارات المنهجية في هذا الكتاب إنهاؤه كل فصل من فصول الكتاب بأسئلة هي بمثابة استنتاج استقرائي يختبر به أذهان قرائه مؤكداً أهمية الأسئلة وأنها ديدن كبار المنظرين والفنانين في فلسفة الفن وعلم الجمال وتقنيات النتاج الفني والإبداعي منحازاً إلى المصادر والمراجع الغربية والعربية التي تمتاز بالجدة والابتكار واضعاً ملاحق بأسماء الأعلام الغربيين الذين وردت أسماؤهم في متن الكتاب مثل مانيه ومونيه أو المفاهيم التي تطرق إليها في الدراسة مثل المنظور والتجريد ووجهة النظر..
لعل اهم ما يَشخَص واضحاً في عطاء الدكتور عقيل مهدي هو المقصدية الخالصة لوجه الفن بجدية سقراطية وروح افلاطونية ترى الجمال في كل شيء وتقدس حرية الفكر التي لولاها ما كان لسان افرمون ومونتسكيو ونقدهما للفلسفة والتاريخ على السواء أن ينمو ليحل العلم محل العلم الإلهي. 
ولقد تخرج في مدرسة د. عقيل مهدي متعلمون كثر أخذوا من أكاديميته وأفادوا من عطاءاته فكانوا اساتذة ومبدعين ليس هذا فحسب بل أفادوا أيضاً من الإنسانية الثرة التي تمتع بها الدكتور كمثال للمربي الفاضل والقائد التربوي الذي أتقن عمله فأحسن تمثله والذي انطبع بخلق رفيع حتى قلَّ من يناظره في أدائه.. 
ولا خلاف إن ما تمتع به الدكتور عقيل مهدي من مواهب فنية وما تمنهج عليه من التفنن والإبداع قد وظفه في التدريس الجامعي بنوعيه النظري والعملي كما مارسه في التمثيل بنوعيه التلفزيوني والمسرحي واثبته ايضا في قدرته النقدية التي خاض عبرها تحليل مختلف صنوف السرد متأثراً بالمذهب الواقعي الاشتراكي ومنبهرا بما فيه من أبعاد غيرية تتمثل في النضال في سبيل المبادئ منضماً إلى صفوف الكادحين والمحرومين، مطالباً بحقوقهم في التحرر والعيش الكريم.
وهكذا تموقع عطاء الدكتور عقيل مهدي شاخصاً ليحتل مكاناً مميزاً في خارطة الإبداع العراقي والعربي جامعاً المنهجي بالإبداعي، والمدرسي بالعملي، والفني بالثقافي، مؤطراً ذاته في لوحة خاصة تظل ممدة ناظريها بالجديد والأصيل.

"رائحة حرب" عمل فني متميّز من خلال رؤية إخراجية واعية

مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه؟! / سامي عبد الحميد

مجلة الفنون المسرحية

مسرح الشارع وماذا يُقدم فيه؟! / سامي عبد الحميد

هناك العديد من فنون الأداء تقدم في شوارع المدن وساحاتها وحدائقها يقصد القائمون بها اظهار مهاراتهم للعابرين من الناس أو توفير المال الكافي لديهم لتأجير بنايات خاصة لعروض تلك الفنون، فهناك الألعاب السحرية وهناك الاكروباتيك وهناك المشاهد التمثيلية، وتؤدى تلك الفعاليات بأدنى حدٍ من الوسائل. مسرح الشارع قديم قدم بداية الفن المسرحي كنشاط مدني فقد كان الممثل الاغريقي (تيبيس) يتجول في عربته في شوارع اثينا ليقدم مقطوعات تمثيلية مقتبسة من الأساطير والقصص الشعبي أو من كتبه الشاعر (أوريون).
يرتبط مسرح الشارع أيضاً مع الكرنفالات والمهرجانات والاحتفالات وتجمعات التمرد والاحتجاج تحدياً لسلطات الدولة وفي العصر الوسيط ظهرت فعاليات مسرح الشارع في أوروبا على شكل الرواة او الحكواتية أو ممثلي المحاكاة الصامتة بأقنعتهم وفي تلك التقاليد الفجة والخطرة أحياناً فان مسرح الشارع يمكن أن يكون رائعاً ومضحكاً ومزيفه وغير ناضجة وقد تكون محرضة احياناً.
أصبح مسرح الشارع في البلدان الأوروبية المتحضرة خلال القرنين الآخيرين نشاطاً منتظماً ومنتشراً وله أبعاده الفظيعة لدى عامة الناس خلال القرن التاسع عشر متمثلاً في عروض الدمى. وفي أميركا ظهرت عروض الزنوج الغنائية الراقصة والتي سميت (منستريلسي) ثم ظهرت عروض فرق (مسرح الخبز والدمى) وكان النحات ومحرّك الدمى الالماني (بيتر شومان) أبرز مؤسسي ذلك النوع من المسرح وقد بدأ عمله في مسرح الشارع عام 1961 في الاحياء الفقيرة من مدينة نيويورك حيث يقدم أفراد الفرقة بتوزيع قطع الخبز على الجمهور خلال العروض التمثيلية والتي يشترك بها ممثلون ودمى كبيرة وتتناول موضوعات ذات طابع احتجاجي ضد الرأسمالية وضد الحرب في فيتنام. وتستخدم في تلك العروض الشعارات والاقنعة وتلقي احياناً مقاطع من الأنجيل تتضمن الدعوة لرفع الظلم عن البشر. وهكذا فقد استخدم أصحاب مسرح الشارع في أوروبا وفي أميركا فنون الاداء المختلفة لغرض التوعية والتحريض وصولاً إلى أوسع الجماهير وتجاوزاً لجمهور المسرح البورجوازي الذي يرتاد أبنية المسارح الخاصة وهنا نشير إلى أبرز أعمال مسرح الشارع في أميركا إلا وهو مسرحية (بنت روك) لمؤلفتها (ميغان تيري) والتي كانت تحرض ضد استمرار الحرب في فيتنام وقدمت عروضها في شوارع مدينة نيويورك، وهنا في العراق قام المخرج الراحل (جعفر علي) بترجمة نص المسرحية الى العربية وأخرجه لطلبة كلية الفنون الجميلة في مسرح الكلية الصغير ونقل عرضها في آثار الأخيضر.
وبناءً على ما تقدم فقد كانت محاولة التدريسي في معهد الفنون الجميلة (كريم خنجر) في تأسيس مسرح الشارع مبادرة حميدة حيث قامت مجموعات مسرحية من عدد من محافظات العراق بتقديم عروضها على منصة أقيمت في المركز الثقافي البغدادي وهو اليوم ينوي إقامة مهرجان عربي لمسرح الشارع تشارك فيه فرق مسرحية من العراق ومن بعض البلدان العربية وان لا تقتصر عروضها على منصة المركز المذكور أعلاه بل تتعداه إلى أماكن أخرى. ولا بد من الإشارة إلى مبادرات أخرى قام بها مسرحيون في محافظات الوسط والجنوب وخصوصاً في البصرة وفي الحلة وفي الناصرية وكلها تنتمي إلى ما يسمى مسرح الشارع وبلا شك فأنها ظاهرة جديدة من ظواهر المسرح في العراق.
وهنا لا بد أن نشير إلى نوعية العروض التي تقدم في مسرح الشارع وموضوعاتها اعتماداً على ما هو مطروح في مسرح الشارع في أوروبا واميركا حيث تكون النوعية والتوجيه والتحريض ضد كل ما هو سلبي ومتخلف في المجتمع وفي الدولة من الأهداف الرئيسية لهذا النوع من المسرح بغية التغيير والإصلاح.

--------------------------
المصدر : المدى 


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption