أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 18 أغسطس 2019

في مهرجان «مسرح الساحة» الإيطالي في دورته السنوية الـ49 إشراك جمهور الشارع في العرض بتقنيات بسيطة

مجلة الفنون المسرحية

في مهرجان «مسرح الساحة» الإيطالي في دورته السنوية الـ49 إشراك جمهور الشارع في العرض بتقنيات بسيطة

موسى الخميسي - الشرق للأوسط

يمكن القول إن علاقة الشارع الإيطالي بالفن علاقة وطيدة مستمرة، فكثير من الفنانين الشبان يتخذون من الأرصفة والشوارع معارض مفتوحة لأعمالهم الفنية، سواء تلك التي اتخذت وسيلة من قبل بعضهم لـ«لقمة العيش»، أو تلك التي يكمن وراءها الدافع الفني المحض. وبطبيعة الحال، فإن علاقة الإيطاليين بالفنون علاقة قديمة متجددة، ولا يقتصر الأمر على الفنون التشكيلية التي تشهد حالة ازدهار، بل يتعداها إلى سائر مفردات التعبير الفني، ولعل أبرز ما في هذه الفنون طابع الاحتفال الذي يرافقها.
لقد ارتقى المشاهد الإيطالي إلى مواقع جديدة، أصبح يمتلك فيها حضوره كعنصر فاعل، وكهدف رئيسي لكل النشاطات الفنية، مما جعل محافظة كل مدينة من المدن الإيطالية مطالبة بتقديم العروض الفنية بشكل متواصل، لدرجة اشتد فيها التنافس لتقديم كل ما هو جديد.
ضمن هذا التوجه، ينظم الآن في مدينة سانت أركانجيلو الشمالية التي تطل على البحر الأدرياتيكي مهرجان يدعى «مسرح الساحة»، وهو (حسب المشرفين) يعود إلى مئات السنين. إلا أن هذه الفعالية السنوية، التي تحتفل بدورتها الـ49 الجديدة، تعرضت إلى متغيرات كثيرة، أصبحت بعدها على صورة مهرجان سنوي يمتد عشرة أيام، وتشرف على تنظيمه محافظة المدينة وبلديتها، وعدد من المنظمات والمؤسسات الرسمية والشعبية.
ويمكن اعتبار المهرجان بمثابة حج سنوي لعشرات الفرق المسرحية الشابة التي تحضر من جميع أنحاء العالم، والتي استطاعت أن تحقق إنجازات مهمة وكبيرة في مجال المسرح الأوروبي الجديد، لما حققته من درجات عالية من النضج والحيوية. من الجنوب الإيطالي ومن الشمال، ومن أوروبا وبعض الدول الآسيوية والأفريقية، ينصبون خيامهم في ساحات المدينة التاريخية التي تعود إلى بدايات العصر الروماني، وعلى مدى الأيام المحددة للمهرجان يقيمون حفلاتهم الموسيقية الراقصة، ويعرضون بضاعتهم اليدوية، ليغطوا بمبيعاتهم نفقات سفرهم وإقامتهم، يتحاورون ويقيمون الندوات، ويتحدث كثير منهم عن تجربته المسرحية وتجربة بلاده، والموضوعات المسرحية المستقاة من الحياة اليومية للناس، وحجم تأثيرها على الجمهور بسبب الاحتكاك المباشر معهم.
تقول الناقدة المسرحية إيفا نيكليافا، من جمهورية روسيا البيضاء، المشرف العام على المهرجان، لـ«الشرق الأوسط» إن «مجمل التجارب الحالية والشابة في المسرح الأوروبي المعروفة بـ(الحساسيات الجــــــديدة) هي نوع من الإقرار بكونها في غالبيتها تعكس اقتداراً في رســم معالم أفق مشــترك يجعلها ترقى إلى مستوى الموجات المسرحية الجديدة، أو التيارات التي تغزو خشبات المسرح العالمي، وهو الأمر الذي يجعل النقاد يحصرون هذه المجهودات الفردية المشتتة هنا وهناك، كونها حساسيات جديدة، تمتلك آفاقاً واضحة للاشتغال بمشروع جمالي واضح، وتنطلق من وعي نقدي وتنظيري». وتضيف المشرفة العامة: «يبدو واضحاً من معطيات المختبر التجريبي لكل تجربة منها أن سمات الإبداع المسرحي اليوم، أياً كانت البقعة التي تنتمي لها في العالم، لا يمكن أن تكون بمعزل عن معطيات ما بعد الحداثة التي غدت تحكم العالم والعلاقات الفردية والجماعية».
القوالب المسرحية الجديدة تحمل المفاجأة، وهي حصيلة جهود بشرية في أزمان وأماكن مختلفة، واستخدامها خارج البناءات التقليدية للمسارح لا يضير المسرح الكلاسيكي المتعارف عليه، الذي تحتضنه قاعات المسرح وخشبته العتيدة. فالمسرح الذي نشاهده في ساحات وشوارع المدن هو الشكل الآخر الحديث تماماً، الذي يمكننا وصفه بالمسرح الأكثر حيوية، وليس بالمثالي. فإذا كان الجمهور ينتظر مسرحاً جديداً، خارج المباني والكراسي والسينوغرافيا، فإنه في مسرح الساحة سيكون بالضرورة داخل إطار الأفكار.
المسرحيون هنا يجمعون على أنهم يقفون بمواجهة ما يطلقون عليه المسرح المحافظ الذي أصبح حبيساً لمفاهيم مسرحية غدت قديمة وكلاسيكية ومستهلكة في سيرورة التطور العالمي للمسرح الذي شهد غداة ظهور الإنترنت مسرح ما بعد الدرامي وما بعد الحداثي. من جهة أخرى، تم تضييع كثير من الوقت في محاولة تأسيس مسرح جديد الشكل، من خلال الاعتماد على أشكال ما قبل مسرحية، هي ظواهر وطقوس غير مسرحية، أو على نصوص وأجناس أدبية لها القابلية لأن تكون من خلال مواضيعها وشخوصها وعوالمها مادة خاماً لمسرح ينهل من التراث، لكن لا يكفي حشد هذه العناصر من التراث داخل عمل مسرحي ليكون ذا قيمة فنية.
إن القالب المسرحي المتداول الذي يطلق على نفسه «الحديث» يدور حول الأسئلة الصغيرة والكبيرة في حياة الناس؛ الجميع هنا في إيطاليا يبحث عن الجوانب الإنسانية في حياتنا، وهو حصيلة جهود البشرية في أزمان وأماكن مختلفة، واستخدامه يعكس طموح أصحاب الفرق المشاركة إلى خلق مسرح نابض بالحياة، وتحقيق مبدأ ديمقراطية المسرح الحقيقي التي تعتمد على المحادثة والمناقشة، وهنا يعيش المشاهد المتلقي الأحداث دماً ولحماً، من دون كاميرا وفلتر وطبع وتحميض ومونتاج، ولا يضير استخدام كل الوسائل التقنية الحديثة أو تلك الوسائل التقليدية، إذا أحسنت الفرق المسرحية الشابة استخدامها، وعرفت كيف تسيطر على هذه الأساليب والقوالب المسرحية، ليجعلوها وسيلة لعرض هموم الإنسان وتطلعاته. ويظل الهدف، كما تقول الفنانة المسرحية الإيطالية ليزا جيرالدينو، مساعدة المشرفة على المهرجان: «إيجاد طريقة المسرح التفاعلي، أي إشراك الجمهور في العرض. ولعل التجارب الشبابية في الأعوام السابقة نجحت إلى حد كبير في استقراء تراثها، والنهل منه في تشكيل مادة مسرحية. وهي تجارب استطاعت عن حق تطويع القالب المسرحي، وتمكنت من استخدام تقنيات مسرحية جديدة، من دون تضييع الوقت في التنظير لهوية هذه المسرحية أو تلك».
العروض الرسمية المشاركة تحصل على دعم بلدية المدينة والمؤسسات الرسمية والأهلية التي تقوم بتهيئة القواعد الخشبية (خشبة المسرح) في ساحات المدينة الرئيسية، إضافة إلى مستلزمات الإضاءة والصوت. وهذه الفرق تعّد بنفسها ما ترتئيه من ديكورات، كما تلزم الفرق المشاركة بتقديم طلبات المشاركة قبل 3 أشهر من بداية المهرجان السنوي، لتثبيت اسمها في برنامج العروض، وتهيئة المستلزمات الضرورية الأخرى، كتحديد اسم الساحة ومكانها في خريطة المدينة، وأيضاً أوقات العرض، إضافة إلى اللقاءات الصحافية والتلفزيونية، وإعداد المطبوعات وتنظيم المواعيد، إضافة إلى منح أعضاء الفرق المساهمة بطاقات دعم وتسهيل حجز مخيمات المنام، وتسهيل المواصلات وتسهيل ودعم طبع الإعلانات والنشرات، والحصول على دعم خاص لوجبات الطعام في المطاعم الشعبية التي تظل مفتوحة إلى ساعات متأخرة من الليل. ويلاحظ أن عدد الفرق المشاركة يزداد كل عام، ويزداد عدد الفرق الصغيرة غير المدعوة للمشاركة التي تنتشر في زوايا وشوارع المدينة، لتقوم بعرض أعمالها المسرحية جنباً إلى جنب مع الفرق الموسيقية والغنائية الفلكلورية ورسامي الساحات وبائعي اللوحات والحلي والحقائب الجلدية والملابس الفلكلورية الآتية من بلدان أوروبا الشرقية وأفريقيا وآسيا.

الجمعة، 16 أغسطس 2019

فتح باب الترشيح للمشاركة في المهرجان الدولي للمونودراما النسائي

مجلة الفنون المسرحية

 فتح باب الترشيح للمشاركة في المهرجان الدولي للمونودراما النسائي


تعلن جمعية الستار للإبداع المسرحي ولاية الوادي . الجزائر عن فتح باب الترشيح للمشاركـة في الطبعة الأولى للمهرجان الدولي للمونودراما النسائي دورة المرحومة صونيا الجزائرية ابتداء من 13 اوت 2019 إلى غاية 30 سبتمبر 2019 فعلى الفرق الراغبة في الترشح سحب استمارات المشاركة من صفحة الجمعية على الفايس بوك ـ جمعية الستار للإبداع المسرحي ـ مدعومة بمايلي :
طلب المشاركة في المهرجان 
مقاطع فديو من العرض وصور مأخوذة من أطوار المونودراما المرشحة 
أفيش العرض و المطوية 
بطاقة تقنية عن المسرحية 
لائحة تضم الأسماء الكاملة للمشاركين و مهامهم في العروض المرشحة
تلتزم إدارة المهرجان بتوفير الإيواء والاطعام و التنقلات داخل المدينة و جميع شروط راحة
ملاحظة :
لا يتجاوز عدد الفرق 3 أفراد
صفحة المهرجان علي الفايس بوك
https://www.facebook.com/groups/2047275572050152/
يرسل ملف الترشح عبر البريد الالكتروني nabil.mes3i.ahmed@gmail.com
للاتصال :


الخميس، 15 أغسطس 2019

توباز..المسرحية التي تعرضت للسطو لمؤلفها الفرنسي ارسال بانيول

مجلة الفنون المسرحية



توباز..المسرحية التي تعرضت للسطو لمؤلفها الفرنسي ارسال  بانيول

علاوة وهبي

مسرحية توباز للكاتب الفرنسي ارسال بانيول من الاعمال الكوميدية الخفيفة نشرها بانيول سنة ١٩٢٨ وقدمتها بعض الفرق المسرحية الفرنسية وظلت تعرض لاربع سنوات وحققت ارباح مالية .وهي من الاعمال التي لم تتوقف المسارح الفرنسية علي العودة الي تقديمها بين الحين والاخر نظرا لموضوعها المتجدد باستمرار ولخفتها وروح السخرية فيه وقد تم انتاجها فيلما سينمائيا سنة١٩٣٣ وحقق الفيلم بدوره نجاحات كبيرة في دور العرض في مختلف الدول
توباز بانيول تعرضت للسطو عليها من طرف كتاب عرب بالاخص وحتي دون الاشارة الي المصدر او ذكر اسم كاتبها الاصلي .وهذا التذمر كثيرا ما يحدث في الدول العربية وكثيرون هم الكتاب الذين سطوا علي اعمال من المسرح الغربي وكتبوا عليها اسمائهم دون تردد ولا حياء ولا خوف من اكتشاف امرهم.
توباز المسرحية البانيولية الخفيفة تعرضت قلت الي السطو.
السطو الاول والاخطر كان من طرف كلتبين ورجلي مسرح من مصر هما نجيب الريحاني وبديع خيري وقد حورا عنوان المسرحية من توباز الي السكريتير الفني وقدم العمل المسرح الكوميدي واخرجه الفنان القدير عبد المنعم مدبولي وادي البطولة فيه فؤاد المهندس وشويكار.
الاعتداء الثاني الذي وقفنا عليه علي عمل توباز تم من طرف الكاتب الجزائري الشهيد احمد رضا حوحو الذي اخذ العمل.باسم الاقتباس وقدمته فرقة المزهر الفني القسنطيني في اربعينات القرن الماضي.واذا كان رضا حوحو علي الاقل قد كتب انه اقتبس فان الريحاني وبديع خيري قالا انه تاليف.
وبالعودة الي النص الاصلي ومقانته بنص الريحاني وبديع .ونص رضا حوحو نكتشف ان كل ما تم هو تعريب النص وتقديمه باللهجة المصرية في مصر وباللهجة الجزاىرية في الجزائر.
تري هل تمصيرالنص وادخال تحوير طفيف عليه يسمح للريحاني وبديع خيري اداء انهما كتبا النص . كذلك هل يخول جزأرة النص وحذف بعض مشاهده ودمج اخري هل يخول ذلك لرضا حوحو القول انه اقتبسه. ثم ماهو الاقتباس اصلا.هل يمكن اقتباس نص مسرحي كتب اصلا ليقدم علي ركح المسرح اوليس تعريف الاقتباس لغويا غير الذي يتم في المسرح باسمه .فاذا عدنا الي قاموس المسرح للباحث والكاتب الفرنسي باتريس بافيس نجد انه يقول في هذا الخصوص .ان الاقتباس لا يكون الا من نوع لنوع اخر بمعني انه لا يمكن ولا يجوز اقتباس نص مسرحي للمسرح بل الذي غالبا ما يقول عنه رجال المسرح اقتباس لا يعدو كونه قراءة ركحية للعمل او هو اختلاس ليس الا لان الاقتباس ودوما حسب بافيس لا يكون الا من عمل سردي غير مسرحي كالرواية والقصة والاسطورة والقصيدة وخلافه. ولغة وفي المنجد نجد تعريف الاقتباس هو اخذ جزء من الكل وليس اخذ الكل وفي القرأن الكريم كذلك خير تعريف للاقتباس.ونجد ذلك في سورة طه الاية التاسعة بشكل خاص.تري هل اوجد العرب.تعريف اخر لمفهوم الاقتباس في المسرح لاوجود له في المناجد والقواميس اللغوية ولا في قاموس المسرح..بختصار شديد ان كل ما يتم في الحركة المسرحية في الدول العربية تحت هذه التسمية اقتباس هو اختلاس موصوف.ولقد وقفت علي ذلك بعودتي الي كثير الاعمال التي تمت بهذه التسمية ووجدت انا ليست سوي سرقات مسرحية من اعمال الغير وخاصة من الاعمال الغربية.وربما كان بعض الذين يقومون بمثل هذه الاعمال يستغبون المتفرج العربي لكن اذا كان في المتفرج والقارى العربي في ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي قليل المعرفة باللغات الاجنبية الامر الذي سهل لهؤلاء العبث والسطو واختلاس اعمال وروائع المسرح الغربي وكتابة اسمائهم عليها .فان الامر يختلف اليوم.ان حديثنا هنا عن الريحاني وبديع خيري اللذين يمكن العودة الي عملهما السكريتير الفني وهو موجود في اليوتوب ومقارنته بعمل بانيول توباز ماحديثنا عن هذا العملوالا نموذج من ضمن نماذج عديدة وقفنا عليها واحصيناها وقد نعود للحديث عنها بالتفصيل لاحقا.


السبت، 10 أغسطس 2019

في عرض "العازف المتسامح" لفنون العرائس وخيال الظل "ناشئة الشارقة" ينشرون قيم التسامح

الجمعة، 9 أغسطس 2019

ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي يعلن عن العروض المشاركة في الدورة الثانية من الملتقى

مجلة الفنون المسرحية

ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي يعلن عن العروض المشاركة في الدورة الثانية من الملتقى

أعلنت إدارة ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي عن العروض المشاركة في الدورة الثانية من الملتقى، ( دورة الساحر - الفنان الكبير/ محمود عبد العزيز) في الفترة من ٢١ الي ٢٦ اكتوبر ٢٠١٩
وهي كالتالي :-
- عرض ( هذيانات شكسبير) 
كلیة الفنون والتصمیم ( الجامعة الاردنیة ) - الأردن.
- عرض ( دوغمانية) 
الھیئة العامة للتعلیم التطبیقي
والتدریب - الكویت.
- عرض ( حذاء مثقوب تحت المطر) كلية الهندسة جامعة عين شمس - مصر.
- عرض ( Maldita sea la sangre ) 
(Damn the blood)
جامعة La Casa del Teatro 
A.C. - المكسيك
- عرض ( نعش) جامعة الطائف - السعودية. 
- عرض ( أرض الأغراب) كلية الهندسة جامعة الإسكندرية - مصر.
عرض ( Karakohdzule 
99,Autiwar cabare)
جامعة Fkulted Savremehih
Umethastit - صربيا
- عرض ( الراكبون إلى البحر) كلية الهندسة جامعة القاهرة - مصر.
- عرض ( الأرملة السوداء) جامعة بابل - العراق.
- عرض ( ألوان الطيف) الكلیة التقنیة العلیا - سلطنة عمان.
كما تعلن إدارة الملتقى عن تأسيس مسار لعروض المونودراما، وقد تم اختيار العروض التالية للمشاركة في المسابقة الرسمية لهذا المسار :
- عرض ( Nomeolvides) أسبانيا.
- عرض ( Le sang D'une femme de me'nage ) جامعة 
Aix Marseille
فرنسا
- عرض ( علب) 
(مدیریة الخدمات الجامعیة
لولایة مستغانم )
الجزائر
- عرض ( المايسترو) جامعة حلوان - مصر.
وقد أشادت لجنة المشاهدة ببعض العروض ذات المستوى الفني المتميز، والتي لم يتسع مدة الملتقى وبرنامجه بتواجدها ضمن العروض المشاركة، وقد اوصت اللجنة بإعادة ترشيحها في الدورة الثالثة من الملتقى وهي عروض :
- ( الطائر الأزرق) مصر
- ( ضجيج) العراق 
وفي هذا السياق تعرب إدارة الملتقى عن سعادتها لهذا الإقبال الكبير للمشاركة في فعاليات الملتقى حيث شاهدت لجنة المشاهدة ٤١ عرض مسرحي توفرت فيهم شروط التسابق بالإضافة إلى ٢٢ عرض لم يستوفوا تلك الشروط باجمالي ٦٣ عرضا مسرحيا يمثلون مختلف الجامعات المصرية والعربية والأوروبية والافريقية،
كما تتقدم إدارة الملتقى بخالص الشكر والتقدير والامتنان للسادة أعضاء لجنة المشاهدة لجهودهم الكبيرة المخلصة.
قريبا الإعلان عن بيان لجنة المشاهدة..
خالص الأمنيات القلبية لجميع العروض المشاركة بالتوفيق.

عواء الديك .. آخر عروض المهرجان المسرحي

مجلة الفنون المسرحية


عواء الديك .. آخر عروض المهرجان المسرحي


رائد الجندالي : لم أر في شوارع حماة لافتة إعلانية للمهرجان  

اختتمت فعاليات مهرجان نقابة الفنانين بحماة بعرض جميل لفرقة نقابة الفنانين فرع حماة ( عواء الديك ) تأليف طلال نصر الدين وإعداد وإخراج رائد الجندالي . حول هذا العرض قال المخرج رائد الجندالي للفداء : العرض يخص شخصيتين التقيا في إحدى المزابل الضخمة يجري بينهما حوار ونقاش إنساني بحت .. بالنهاية نرى عذابات كل منهما ولا ينكشف معدن أي منهما حتى النهاية حيث يرتقي العمل للحالة الإنسانية وهذا العمل من نوع الكوميديا السوداء التي يعتمد فيها الكاتب إرسال رسائل إلى جهات مختلفة . 
أما بالنسبة لمهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماة فإني عاشرته منذ سنوات كنت أحضر المهرجان من أيامه الأوائل عندما كان بإشراف الفنان المرحوم سمير الحكيم .. وكان هناك طاقم محب وعاشق للمسرح كنا نحضر في المركز الثقافي القديم .. حتى الآن رائحة خشبة المسرح بأنفي .. وكان عندي حلم أن اعرض وعرضت بالمركز الثقافي القديم .. بعد ذلك تابعت المهرجان بكل فصوله ... وتعبت لتوقفه خلال الظروف الصعبة التي مرت على وطننا وحياتنا . في المسرح نحن دائماً نكشف أنفسنا من جديد ..
ونرى أنفسنا بصورة مختلفة . 
استضاف المهرجان فرقاً من محافظات مختلفة .. ونتمنى أن يضم في المستقبل فرقاً عربية أو دولية . وأن يكون هناك تسليط اعلامي على مهرجان حماة ، لأنه فقير جداً إعلامياً . 
انا فتلت شوارع حماة لم أر لافتة تشير للمهرجان .. حرام هذه العروض الجميلة التي قدمت قال لنا أصدقاءنا أنهم لم يحضروا لأنهم لم يسمعوا بالمهرجان ... وأعتقد أن اشتهار المهرجان يحتاج لجهود أكثر من التي قدمت . 
نتمنى أن نرى في دورات المهرجان القادمة لجان تحكيم وتقييم للعروض . وإذا كان هناك لجنة تحكيم أكاديمية فإنها توضح أكثر وتشرح أكثر وتوضح للجمهور وتعطيه ثقافة ... وتفيد .. وتسلط الضوء على كل مفصل من مفاصل العمل .. لأننا كمشاهدين يمكن أن لا نراها كما يجب ونتمنى في المهرجانات القادمة أن يتوافر دعم مادي للفرق المسرحية المشاركة ليلتقي المسرحيون في الأمسيات ويتعارفون ويتبادلون الآراء والأفكار والخبرات . 
فالفرق التي تأتي من بقية المحافظات تحضر وتقدم عرضها وتعود لا تلتقي بأحد من المسرحيين .. ولا تشاهد العروض الأخرى . 
نتمنى أن يصبح مهرجان نقابة الفنانين المسرحي بحماة واحة لقاء وتعاون ومحبة وخبرة متبادلة بين الفرق المشاركة .

 -------------------------
المصدر : الفداء

مهرجان نقابة الفنانين المسرحي في عيده الفضي.. ماله و ماعليه

مجلة الفنون المسرحية

   مهرجان نقابة الفنانين المسرحي في عيده الفضي.. ماله و ماعليه


وفاء السمان - الفداء 

اختلفت التسمية و المقصد واحد... مهرجان حماة المسرحي في عامه الخامس والعشرين.. هكذا سمّاه مؤسسه الفنان المسرحي سمير الحكيم، رحمه الله! عام 1989والذي كان مديرا لدوراته الثماني الأولى.. و هكذا يصرّ عشاق المسرح على تسميته... 
لا تهمّ التسميات طالما أن المهرجان مستمر و مصرّ على الانعقاد بعد تعثّر لبضع سنوات بسبب ظروف البلد.. عاد المهرجان بهمّة عشاقه و راعيه الأول نقابة الفنانين بحماة ممثّلة بالفنان معمّر السعدي رئيس فرع النقابة بالتعاون مع النقابة المركزية، و الذي حرص على إقامة المهرجان رغم العراقيل المتعددة ..و بهمّة مديرية الثقافة ممثلة بمديرها الأديب سامي طه و نائبه المهندس مجد حجازي اللذين لا يألوان جهدا في النهوض بالحركة الثقافية عموما، و كذلك بهمّة ورعاية القيادتين السياسية والإدارية في المحافظة .
هنيئا لحماة مهرجان هذا العام.. الافتتاح كان جميلا بكل فقراته و خاصة المشاهد المسرحية البديعة التي أخرجها الفنان المبدع رائد الجندلي، نجم المهرجان، برأيي .. رغم بعض العثرات في أجهزة الصوت والإعداد والذي جعله طويلا يمتد قرابة ثلاث ساعات.. أما الختام فكان جميلاً في عرضه فقيراً في خاتمته.. مواعيد العروض لم تُحترم لأسباب أجهلها.. للأسف حضر المهرجان ولم يحضر الجمهور في أغلب العروض عدا عرض شرابيك الذي شهدا حضورا شعبيا طيّبا.. الجمهور يعدّ أحد أهم عناصر العرض المسرحي.. فالمسرح هو عرض و جمهور و بقية العناصر تحصيل حاصل.. 
الجمهور كان ضئيلاً متواضعاً في العدد كبيراً في النوع.. والأسباب كثيرة لا ندّعي معرفتها كلها، إنما أحدها فصْل الصيف الحار وانصراف جمهور الشباب إلى السفر والاستجمام حسب تقديري.. أو أن انقطاع دورات المهرجان و قلة أو ندرة عشاق المسرح الحقيقيين كان سببا في انصراف الجمهور و تدنّي تذوق الفنون بشكل عام.. حماة حالياً لاتمتلك من المخرجين المسرحيين الفاعلين على الساحة، نوعا ما، إلا مايمكن عدّه على أصابع اليد الواحدة.. منهم الأساتذة كاميليا بطرس، عبد الكريم حلاق، يوسف شمّوط و محمد تلاوي.. 
عروض قليلة جدا و إمكانات مادية غير متوافرة لا شك.. إضافة إلى عن غياب الدعم المعنوي.. لكن السبب الأهم في تعثّر الحركة المسرحية في حماة برأيي المتواضع هو غياب الشغف بالمسرح، ذلك الفن الشامل الذي وهبه عمره و صحته و ماله الفنان الراحل سمير الحكيم.. رحل الحكيم و ترك أبناءه عشاق المسرح تائهين، يسعون هنا وهناك لفعل شيء ملموس في المشهد المسرحي الحموي ولكن لم يتمكنوا من إمساك خيوط اللعبة.. حماة تفتقر إلى مسرحيين أكاديميين و هم كثر في سورية، لكنهم آثروا التلفزيون على المسرح.. أغرتهم العاصمة دمشق فرحلوا إليها.. و غادر بعضهم البلد لأسباب متعددة أهمها أزمة البلد التي أتت على كل زهرة يانعة أحبّت الظهور و نشدت الحياة.. المسرح الحموي فقد أباه و عاد ليحبو من جديد..سمعتُ من الكثيرين عبارة (وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ) و يقصدون غياب سمير الحكيم.. بهذا الصدد أنصح العاملين في المسرح، ممثلين و مخرجين تطوير ثقافتهم المسرحية و ذلك عبر قراءة النصوص المسرحية المختلفة وكتب النقد واقتناء مجلة الحياة المسرحية و حضور العروض المسرحية في كل المحافظات للاطلاع على تجارب الآخرين في الإخراج و تقنيات المسرح والديكور و الموسيقا.. الموهبة هي الأساس لكنها لاتفعل شيئا دون صقل و تطوير و متابعة.. تقوقعنا داخل مدينتنا يعني المراوحة في المكان وعدم التطور.. قلوبنا مع المهرجان و دعاؤنا له بالتوفيق في مسيرته الشاقة.. كل الرجاء ممّن يهمّه ازدهار المسرح دعم هؤلاء الشباب الذين تألقوا على خشبة المهرجان هذا العام.. رغم الصعوبات و العثرات أثبت مسرحيّونا بأنهم أهل للدعم والرعاية.. عروض هذه الدورة متميزة... تراوحت بين الجيّد والأجود..لم يكن هناك أي عرض هابط والحمدلله.. كل العروض امتلكت أبجدية المسرح طامحة لتقديم الأجمل.. فلدى مخرجيها إمكانات تؤهّلهم لتقديم الأفضل.. مايثلج الصدر هذا العام تميّز عرضَيْ مدينة حماة.. مديرية الثقافة و نقابة الفنانين.. (شرابيك و عواء الديك )اللذين حظيا بجماهيرية كبيرة و ذلك لتألق الممثلين في غالبيتهم و تفوّقهم في الأداء على سبيل المثال لا الحصر الشاب محمد شيخ الزور في عرض شرابيك، ولعل لاسمه نصيب من سميّه الفنان الراحل المبدع محمد شيخ الزور رحمه الله، كما تألّق الفنان الشاب فؤاد كعيّد ،ابن الفنان الراحل المتميز مختار كعيّد رحمه الله، في عرض عواء الديك.. 
المهرجان بعروضه الجميلة الموفّقة حضر كطبق رئيسي شهيّ و غابت المقبّلات و المكمّلات لأسس نجاحه و أهمها النقد والتغطية الإعلامية النقدية اليومية في وسائل الإعلام التي اقتصرت على الأخبار والصور و تسجيل الحضور لا أكثر..
أين صحيفة المهرجان اليومية التي كانت تُوزّع على جميع الحضور في مهرجانات حماة المسرحية الأولى والتي كان الكتّاب الصحفيون الحمويون و الضيوف يتسابقون للكتابة فيها عن عرض اليوم السابق؟ أين ندوات النقد التي كانت تُعقد عقب العرض مباشرة قبل أن يجفّ عرق الممثلين؟ وكان يحضرها ضيوف أكاديميّون و خبراء في فن المسرح والإعلام الذين كانوا يأتون لا كضيوف ينشدون الأضواء و تسجيل الحضور والإقامة في فنادق 5 نجوم .. بل كانوا يقيمون في فنادق متواضعة و كلهم فرح و محبة للمشاركة في ارتقاء المهرجان الذي كان يضاهي المهرجانات العربية و بعض العالمية من حيث التنظيم و التنسيق و الغنى بالنشاطات الثقافية الموازية كندوات عن مسرح الطفل و سواها.. أين حفل الختام الباهر الذي كان يُبكي الحضور و هم يودعون المسرح إلى العام التالي؟ أين توصيات القائمين على المهرجان، من نقاد و مسؤولين لتقييم الدورة الحالية والارتقاء بالدورة التالية بمشاركة المهتمين من الحضور والاستفادة من آرائهم؟ رغم كل شيء نحن سعداء بعودة المهرجان و نهنّئه على العودة بإصرار بتقديمه عروضا كانت كلها وللمرة الأولى على مستوى جيد ولائق.. عروض هذه الدورة الفضيّة جاءت لائقة و تستحق الثناء.. 
تحية للمهرجان و رُعاته و مسرحيّيه و إلى مزيد من الارتقاء في الدورة القادمة إن شاء الله!.



الأربعاء، 7 أغسطس 2019

مسرحية " الشمر " تأليف هشام شبر

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب والفنان هشام شبر 

مسرحية " الشمر  " تأليف هشام شبر

الثلاثاء، 6 أغسطس 2019

صدور طبعة جديدة للمونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) تأليف عادل البطوسي

مجلة الفنون المسرحية

صدور طبعة جديدة  للمونودراما الشعرية (كِشْتِنْ)  تأليف عادل البطوسي 

أصدر الشاعر والمؤلف المسرحي عادل البطوسي طبعة جديدة من المونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) وتزيِّن الغلاف والصفحات الداخلية صور الفنانة المسرحية التونسية (أميرة بن نصر) وتتصدرها ست مقدمات للمبدعين والمبدعات (ـ أ.د. صلاح جرَّار ـ وزير الثقافة بالأردن سابقا ـ أ.د. صوفيا أحمد عباس ـ رئيس قسم المسرح ـ جامعة الإسكندرية ـ أ.د. فاضل الجاف ـ المخرج العراقي والمدرب المسرحي العالمي ـ أ.د. صبحة علقم ـ الأستاذ بجامعة الزيتونة ـ عمان ـ الأردن ـ أ.د. سحر محمود عيسى ـ الأستاذ بجامعة تبوك ـ السعودية  ـ الفنانة القديرة أ. شادية زيتون ـ نقيب الفنانين المحترفين ـ بيروت ـ لبنان) وجميع المقدمات تم نشرها بالصحف والمجلات (المسرح المصرية ـ أفكار الأردنية ـ مجلة اللغة العربية جامعة الأزهرـ مصرـ عدة مواقع إلكترونية) وهذه المونودراما واقع الأمر تبدأ من حيث إنتهت مسرحيته الشعرية (صرخة الموت) التي فازت بالمركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي للكبار التي نظمتها الهيئة العربية للمسرح بالشارقة عام 2013م والتي صرح البطوسي في حوار معه أنه واجه فيها إشكالية العنوان كالمعتاد في كل نصوصه المسرحية الشعرية فمن (الراعي) إلى (مرعى الغزلان) وغيرهما من العناوين حتى إستقر على (صرخة الموت) أما (كشتن) فهو العنوان الذي إستقر عليه لنصه قبل كتابته لأن المونودراما قائمة عليها كشخصية واحده حيث تقتحم (مملكة الموتى) وهي تنوح كمدا على تابوت شقيقها، وتسعى لجلب نبات البعث من الآلهة ليبعث شقيقها الذي ضحت به (إينانا) معشوقته أو (عشتار) وعندما لم تعطها الآلهة عشبة البعث تثور عليهم وتقتحم معبدهم أو مجمعهم بسيفها وهي تصرخ وتعدد مساوئهم ورزائلهم وأوزارهم عبر نص مونودرامي مكتمل الأدوات والعناصر، لأنه مثلما أبدع (البطوسي) في النصّ الشعري أبدع في النصّ المسرحي، وفي هذا النص المونودرامي الشعري يقتحم عالم الأسطورة بكل خيالها وعوالمها الميتافيزيقية في مقابل الإرادة الإنسانية بكل حقيقتها ووضوحها، ينفض عن الإنسانية ثوب الإستسلام والخضوع ويلبسها رداء القوة والثبات والتحكم مستخدما تقنية سليمة في الكتابة المسرحية الناصعة تتبدى في دقة وصف الملامح والانفعالات والحركة والسلوك بتمكن كاتب عالم ببواطن خطط الكتابة المسرحية، كما يحسب له إدراكه أهمية السينوغرافيا في كتابة النص المونودرامي، بجعل عناصرها معادِلاً تعبيرياً ومؤثراً في الحدث الدرامي عبر لغة شعرية مشحونة وموحية تمنح ممثلة الدور آفاقا رحبة .. وشخصية درامية نسائية متعددة الأصوات مرسومة بدقة وبسمات واضحة .. كل ذلك في فضاء مسرحي مزدان بالمعاني والدلالات، كان "البطوسي" خلاله على دراية ووعي، كافيين بأدوات "المونودراما" المتداخلة التي تسبح في فضاء الذات والآخر، وتلعب على أوتار نفسية عدة تنضم  في النهاية إلى  نغم  واحد، لا تشذ عنه، ولأنه كاتب يمتلك أدواته ويحلق بها في فضاء شاسع انتقى عالم الأسطورة كي يدلف بنا إلى أعماق عالمنا المؤلم في لغة سلسة غير معقدة وأداء مسرحي جذاب وتميز في الكتابة تميز وتفرد به في كل نصوص مشروعه المونودرامي الشعري الهادف لتحديث الإطار المونودرامي وتطبيقاته النصية .

ضحايا المكان في العرض المسرحي

مجلة الفنون المسرحية

 ضحايا المكان في العرض المسرحي


محمود عواد - تاتوو

تعودُ أهميةُ المكانِ إلى القوةِ الســحريةِ الكامنةِ في جـوْهرِ المُحرّضاتِ المُـرتكِزِ عليهَا مِن قِبلِ المِخيالِ  سواءٌ كانَ ذلكَ في الأدبِ أو الفنونِ الجماليةِ كالمسرحِ، والتـــشكيل، وعروض الأداء، فالمـكانُ بما يملُكُ من مُهيمناتٍ ثقافيةٍ تؤهله لفرضِ سلطتهِ على المتخيّلِ، إنّ غيابَ الأمكنةِ يُعـطي انطبـاعَا واضحًا عــن الضـعفِ الذي يُعانــيهِ زمنُ الدخولِ فــي المعنى المتولّدِ من ملاحقةِ اللذّةِ الصُوريةِ، إذ كلما حضرُ المكانُ توسعّتْ الـــعينُ الزمانيةِ، ذلك لأنّ المكانَ يُمثّلُ الصــورةَ الحـيةَ التي يتعاملُ من خلالِها الزمنِ مع رسالتِه، وإنّ تلاشِي هذه الصورةِ يَعــني التسليمَ بعدمِ فاعليةِ الزمنِ،خاصــةً إذا كانَ اعتمادُه مُنصّبًا على التواطؤِ مع الحَدَثِ. وهذا الأخيرُ يرتكِزُ على المكانِ أكثرَ من ارتكــــــازِهِ عـلى الزمانِ، ولديه القدرةُ عــــــلى مضايقةِ المخيالِ وإجبارِه أحيانًا على تغيير مساره، إنّ مغازلةَ المكانِ لا تحتاجُ لغــــــوايةٍ معماريةٍ بقدرِ حاجتِها لمـخيالٍ معماري يعملُ على تأثيتِ الفراغِ بثقافةِ المُجرد، فكل مكانٍ عند دخولهِ في المعملِ الإبداعي يغادرُ حيّزَهُ الشكْلي، ويحـوزُ معماريةً مـؤقتةً، ما يمنحه جرأة معارضة إيديولوجية المعمل نفسه، بينما المكان المعمـاري الأصل مثل المـــواقع الأثرية والمزارات تكـون إيديولوجيتها دائمةً وغيرَ قابلة ٍللدحْضِ، كـونَها قائمةً علـــى شيءٍ أسـمُه "تاريخ " فاللجــــوءُ إلــى أمكنة كهذه هـــو تحقيق ليوتوبيا التاريخِ بوصفِها حاضنةً إيديولوجـية، وهـنا يأتي المكان بكامل حمُـولاتِه ليترأَّس َاللُـعبةَ الجـماليّة ِومطالبًا بالبطولة ِالتي لا ينالُها سواه في نهاية ِاللـعبة،إذن المكان التاريخي هو مقبرةٌ كبيرةٌ، ومَن لا يملكُ فِطنةَ أقدام ِالموتى مؤكَّد ٌأنهُ سيكونُ أحدَ قبورِهَا، لِذا فعلى المخرج المسرحي أن يُغازِلَ الأمكنةَ قبل الانــصياعِ لغِوايةِ فتـنتِها، وأنْ يضمنَ خروجَه منها حيًا، فهناك الكثيرُ من العُروضِ المسرحيةِ التي أكلتْها الأمـكنةُ، والسبــبُ يعودُ إلى هيــــمنةِ الشكلِ على فراغِ الرؤى الإخراجيةِ، فكثيرًا ما يقومُ المخرِجُ باستقْدامِ الممثِّلِ على أنهُ رهينةٌ للمكانِ، على عكسِ ما يتــعـاملُ به مدرِّبُ كــــرةِ القدمِ مع لاعبيه، فـفـــي لعبةُ كرةِ القَدمِ يحضرُ اللاعبُ ومعـهُ مكانُه ُالمـــُـــقترَح، وهو بِهذَا يمنعُ تسلُل رهبةَ المكانِ إلى خيالِ الكرةِ، من الأشياءِ الهامةِ التي ينبغي على المُخرجِ الانتباهَ لها ، هي أن المــكانَ لا يُختزَلُ بلحظةِ العَرْض وحســْـب، إنّما هو يمتدُ ليتشظّى إلى أمكنةٍ عديدةِ، منها مكانُ المـخرجِ الذي هو محـْــصورٌ بحـركةِ الممثِّلِ، ومكانِ العرضِ أي المعنِيّ بتشخيِصِ الجانبِ الصُوريِ للحدَثِ، وأخيرًا مكانِ المُتلقِّي وهو من أخطرِ الأمْكنةِ، ففيه يدخلُ العرضُ فـي دوّامـةِ التقبّلِ والرفضِ، في العرض ِالمسرحيّ يضاعفُ المكانُ حضورَه مستعينًا بتفـــعيلِ الحضورِ البصريّ، لأن إنتاجَ الصورةِ ينطلِقُ من تحديدِ مكانيْن أحدِهمَا خاصٍ بالعيْنِ، والآخرِ يخصّ الصورةَ نفسَها، فمكانُ العينِ هـو زمنيٌ مُتحرّكٌ يتأَتَّـى من الإشاراتِ الدِماغيةِ حولَ ما يَعنيِهِ الشكْلُ، أمّا مـكانُ الصــورةِ فهو زمنيّ أيضًا لكنه يتحركُ بطـاقةِ زمنِ المكانِ الذي تسعـَى الصورةُ إلى إعطائه ِطابعَ الحركةِ .
يقول شيكنر إنّ المسارحَ هي خرائطُ للثــقافاتِ أينمَا وُجدَتْ، مـن قولِه هـــــــذا نفهمُ أنَّ المســرحَ هو مكانٌ استِعاريّ في الأصلِ، يستقْـدِمُهُ الجسدُ من أبعدِ نقطةٍ في العالَمِ، وعندما نقولُ استعاريّ أعني بذلك امتـــــــلاكَهُ طاقــةَ جسديةً تُمكّنُهُ من استعراضِ الشكلِ أوْ تحديدِ ملامحِه من قِبَلِ المُتلقّي وهذا قدْ يُكثِّفُ الإشاراتِ ويقوِّي من عضُدِ زمنِ الحادثةِ، شريطةُ توافُر الحذَرِ من الوثُوقِ به كُليًّا، إذْ علـى المخـرجِ أنْ يُناورَ المكانَ بِجســــدٍ مكانيٍّ، أوْ لنقُلْ جسدٌ حاملٌ لبدائلَ مكانيةٍ، لو تشرّبتْ بوعــــْيِ ما بعد الشكلِ قد ْتُزاحِمُ الشكلَ الأيدلوجي، ولا يتوافرُ هذا إلّا بمغادَرةِ الفخامةِ المِعماريةِ، كما تُشير لذلك إيلام بينت، والنزوحِ نحوَ الهامــشيّ مـــن الأمكنةِ مثلِ الأسواقِ، والشوارعِ العامةِ والسجونِ، فأنَّ التركيزَ على جماليّاتِ العِمارةِ هوَ تأسيسٌ لفَهْمٍ خاطئٍ لثقافة ِالمكانِ،إذْ في الـــوعي المعاصرِ لا وجودَ  للمجرّدِ،وهذا عينُه ما أكدَهُ بروك حيث يقولُ في مفتتَحِ كِتابهِ"المساحة الفارغة":" أستطيعُ أنْ أتخذ َأيةَّ مساحةٍ فارِغةٍ وأدعوُهَا بخشبةِ مسرحٍ" 
إنّ لهيْمَنةِ المِخيالِ المِعـــماريّ علــَــى المكــانِ طــغــيانٌ سُلــطَويٌ يُمكنُ أنْ يتــسببَ في فُقدانِ براءةِ خــزّانِ الصُوَرِ، أي أنَّهُ يعــملُ على منعِ العينِ من اكتسابِ صــفريتُها كونَ الشكلِ مُتأتيًا من مَرجِـعيـاتٍ قد تسلّلتْ أشكالُهَا  عبْــرَ المُــتخيّلِ، واسـتوْطَنتْ في لا وعي مكانِ العَرضِ الحاضِرِ في ذاكرةِ التلــقِّي، فـما تمثّلُه العينُ في ثقافةِ التصويرِ  يؤكدُ امتـــــلاكَهَا ذاكرةً عجيبةً، إذ في الصــورةِ تــكونُ العــينُ هي آلةً لعـرضِ العديد ِمن الأشكالِ المــــرئيّةِ سلفًا، وأن قتـــْــلَ هذه الذاكرةِ يتطلَّبُ وجودَ عينٍ بــدائـيّةٍ، كـــما ينصحُ بذلك جان كـوكتو، وكلما كانتْ العـــينُ أكثرَ بــــــدائيةً أصبحَ من السهلً الحديثَ عن حيازَتِهَا لصفـريّةِ المَنْظرِ، وهـذا لا يتـحققُ مع الأمــــــــكنةِ المِعماريةِ ،ذلك لأن المــــكان المعماري دومًا ما يسعى إلى التعامُل مع العينِ بثقافَتِهِ وحسب، كــونُهُ مرتكِزًا على أُسسٍ تاريخية، وهــذا الأخيرُ إذا ما اضـْــطررْنَا  إلى الدخولِ معهُ في دوّامةِ المثاليةِ المكانيةِ يلزمُنَا مجاراتِه بحذَرٍ، ومن الصعبِ تحريـكِ مياههِ بحجارةٍ مُسـتعارةٍ من قيــعانِ مقدساتِهِ، في حالِ استبـــدلْنَا  المكانَ المعماريّ بآخرَ شبهِ  مُجرّدٍ، يكونُ من الممكنِ الفـوزُ بعينٍ صِفْريّةٍ، تمنحُ جسدَ الممثلِ فرصةَ الوُقوفُ أمامَ مِــرآةِ العرْضِ بمــنْأىً عــــــــن فِتــنةِ المكانِ، إذ في الأماكنِ شبهِ الُمجرَّدةِ مــــــــــــن المِثاليةِ مثل الســوقِ، والشوارعِ العامةِ والمـرآب وما شابه يتحرّرُ الشــكلُ وتُعقد ائتــلافاتٌ  ترفعُ من القيمةِ الحُضوريّةِ للجسدِ، وتمنحُهُ صفة َ المُدبِّرِ الفِعلي للعرضِ، والممثلِ الرسميِّ لثقافة ِالمــكانِ، إذ يتبنَّى التعـريفُ بالمكانِ من خلال ما يَطرحُه، وهذا مخالِفٌ لِما يشهدُهُ الممثلُ في المكانِ المعماري.. ففــيه يُحــتَجزُ الجـسدُ، وتُقيّدُ حريتُهُ، مِما يـؤدي إلى قَمعِ مشروعِهِ الأركيولوجي ،وتحويلِه إلى أداةٍ

30 فرقة مسرحية تتنافس على المشاركة في مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة بأسيوط

مجلة الفنون المسرحية

30 فرقة مسرحية تتنافس على المشاركة في مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة بأسيوط 

احمد مصطفى 

أعلنت ادارة مهرجان الصعيد المسرحي للفرق الحرة عن تنافس 30 فرقة مسرحية على المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان بدورته الرابعة التي من المقرر ان تنعقد في محافظة أسيوط خلال الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر القادم صرحت بذلك نوران فايد مدير عام جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين التي تتبنى المهرجان كحدث سنوي وقالت إن الفرق المسرحية تمثل جميع محافظات الصعيد.

أوضحت نوران فايد أن لجان المشاهدة المشكلة من المخرج المسرحي أسامة عبدالرؤوف والناقد والمخرج المسرحي صلاح فرغلي والممثل والمخرج المسرحي محمد شندي قد بدأت صباح اليوم بزيارة ومشاهدة عروض الفرق المسرحية للاختيار من بينها أفضل العروض التي ستشارك في المسابقة الرسمية في شهر اكتوبر القادم بأسيوط.

وأضاف المخرج المسرحي شعبان المنفلوطي، مدير المهرجان أن اللجنة تباشر أعمالها طوال شهر أغسطس الجاري في 9 محافظات، و من المقرر أن تنتهي يوم 28 أغسطس، ومن المنتظر أن تتضمن الدورة القادمة من المهرجان ورش فنية في التأليف والتمثيل والإخراج وعدد من الندوات  والعروض الفنية.


الأحد، 4 أغسطس 2019

توبيخ الرؤيا التي تعكس المسخ الانساني الأخير

مجلة الفنون المسرحية

توبيخ الرؤيا التي تعكس المسخ الانساني الأخير

 د.جبار صبري

\الحلقة الاولى
على خشبة المسرح الوطني، فرقة المستحيل بقيادة أنس عبد الصمد، مؤلفا ومخرجا، وبإنتاج مسؤول وواع من وزارة الثقافة – دائرة السينما والمسرح / الفرقة الوطنية للتمثيل قدمت العرض المسرحي المعنون: توبيخ، بتاريخ 1/8/2019.
ابتداء أنظر معي العلامات الآتية التي اعتمدها العرض كمنظومة بصرية عملت على تأثيث الفضاء المسرحي لحظة فتح الستارة:
- في أفق المسرح وعبر الداتا شو هناك منظر ثابت يتألف من: طاولة مكتب رسمي وساعة متوقفة على الثامنة إلا بضع دقائق.
- كراس متقابلة قدام طاولة المكتب.
- جهاز استنساخ.
- مايك.
- برّاد ماء. 
- ملفات.
- رؤوس من الجبس مرمية بين مقدمتي المسرح.
- - مسؤول يحمل ملفا بزي رسمي.
- امرأة منقبة. 
الآن وقبل تحصيل دلالات العرض عبر تتبع أحداثه وتحولاته لنسجل الاشارات العاجلة في القراءة والتي يراد منها ايضاح لعبة التوبيخ:
- مكتب المسؤول خارج عن الحياة الواقعية بوجود افتراضي. وهذا يشير الى أن لعبة تحريك الواقع المعيش تأتي لا من الواقع ذاته بل من خارج ذلك الواقع وبصفة رسمية.
- ان توقف الساعة الى حد الثامنة الا بضع دقائق يشير الى بدء ما سيحدث قريبا من جهة، وأن ما يجري على مستوى الافتراض: أدوات تحريك الواقع المتخارجة عنه والتي لها إرادة وقوة تحريك الواقع وكذلك الواقع المعيش الآن. كل ذلك يدور تحت وطأة أميال تجتر نفسها وهي ساكنة الى درجة أن الواقع وإن تغاير بالمأساة والفعل الموجع إلا أنه حقيقة يدور ويجتر نفسه بذات الصيغة والنمطية باستمرار وعبر كل زمن او مرحلة من جهة ثانية.
- للكراسي سلطتان: سلطة من يقع عليه اجترار تلك اللعبة الماسخة في حيوات صاخبة بما يزعجها من قلق وموت وصخب على رؤوس الكثير من مادتها البشرية وعبر نوبات من السلوكيات المكررة والمشؤومة بوابل من الألم والنفور والازعاج وسلطة قرار تلعب على تحريك ذلك الواقع بما يضفي أن السلطة العليا المتخارجة عن ذلك الواقع هي سلطة عنف سواء كانت معنوية او كانت مادية. مباشرة وغير مباشرة، وتعمل جاهدة على ضرب الواقع بتحريك آدميته بمزيد من الحيونة المقصودة التي تسلب الانسان والوجود كل هدوء او سلام او حب او انسانية..
- جهاز الاستنساخ ابتداء يستنطق كل ما يجري على أنه يجري باستنساخ نفسه سواء كان سلطة او حدث او شخصيات او حيوات..
- كذلك المايك يؤكد في ذلك التأثيث أن الصوت هو اجترار صوت مخنوق بالاستنساخ لذلك لا جدوى من صداه الذي يهز مسامع جميع ما يكون على خشبة المسرح او جميع من يتلقى او يشاهد او يعيش بالتناظر تلك المهزلة التي أسمها الحيوات المستنسخة.
- لا جدوى من الماء وبراده إذ أن الذي توقف عن الحياة لا يحتاج الى ما يديم تلك الحياة وأن مسارات الاستنساخ الساكنة كالساعة الثابتة لا تحتاج الى ذلك الماء بوصف أن ما يحدث هو موت ما يحدث وليس حياة ما يحدث. وهذه اشارة تدلنا كمشاهدين على الجو العام الذي سيقود العرض المسرحي لاحقا.
- ها نحن مجرد ملفات في واقع يمسخ به الانسان ولا يتبقى منه الا ملفه الذي هو ورقة تداول لتلك السلطة المتعالية وبالتالي لا يمكن أن يجد الانسان نفسه خارج ذلك الملف الذي قدرته السلطة في أن يكون حشرة ممسوخة تؤدي دور العنف والرذيلة والفاحشة في اسوأ صورها الوحشية وبجرائم باهتة الضمير والاحساس.
- كل ما يكون من تفكير في تلك اللحظة إنما يكون على شكل أصنام جامدة لرؤوس ابتلاها اجترار وسكون ما هي عليه في هذا الواقع الذي يتناضح كل اشارة او حدث على صورة نوبات من تكلس العقل وجموده بل جريمته في أنه تصنّم الى درجة الغباء او الجريمة او الحيونة المقيتة. 
- حتى ذلك الذي بيده القرار هو آثات معطلة الوجود والحياة والاحساس، وهو نموذج يدور في فلك تلك الحياة التي تتحرك بخيوط واهمة من السلطة العليا التي تعمل على تقدير الاستنساخ من تقدير استمرار اللعبة.
- اذا كان ما يحدث الآن بواقع الخشبة المسرحية من علامات يحدث بالتناظر الآن على أن المرأة بزيها الرديكالي يشير الى أن ما يقع هو تكرار ما يقع من زمن انغلاق الحياة وزمن انكماشها الحاد بعزل او موت المرأة وقبرها ابتداء بملابسها ومن ثم اختزالها بوجود حيواني مبتذل تستعر منه الحياة والرجولة كل وقت او حدث.
هذا التأثيث له ميزة متداخلة من جهة واستفزازية من جهة ثانية مع عنوان العرض المسرحي: توبيخ. ويمكن هنا اثبات ذلك على نحو: ان كل ما يجري هو جلد للوجود والحياة والزمن والحدث والذات وبلغة تفيض بالتأنيب الدافق الى الحد الذي يتعالى فيه الجلد الى مسخ كل شيء واعظم تجليات ذلك المسخ المجتر هو ما يضرب به الانسان. بل يضرب به حتى العرض المسرحي.

الحلقة الثانية
فجأة يتوقف كل شيء. تصير الحركة ذاتها ولأنها مجترة ممسوخة، فاهية، مجرد سكون آخر يضاعف ذلك الوجود الأبله حدّ القرف. الصورة لم تعد تريد شيئا من الحركة. وبقي الزمن على حاله من غير أن يجرّ أمياله الى ضفة ثانية من هذا الخراب. وباتت اللقطة الفوتو - درامية على خشبة المسرح لقطة الفعل المشروخ بلعنة التكرار المفضوح: تكرار مصيرنا في سلوكنا المميت من شراهة وبلاهة الاجترار. وبتنا جميعا ننظر من ثقب الزمن على موتنا الآسن فنظن أننا نتحرك فيه الا أننا بالحقيقة نتعفن فيه، ويا له من قرف.
ذلك ما أفضى به التأثيث العام الذي اندلقت دلالاته على موائد شهيتنا لنبصر نحن الشهود الذين منحنا المخرج أنس عبد الصمد فرصة أن يتفرج علينا من خلال توبيخ: ذلك العرض المسرحي المسكون بأرواحنا ومصيرنا وعورتنا في هذا العالم. نعم منحناه الفرجة لنا وعلينا في آن واحد. إذ صرنا موضوعه الساكت فوق الخشبة لكنه المتحرك فينا غضبا واشمئزازا وكرها يكاد أن يتفجر على شكل قيح سائل من الأفكار المفرغ عنها كل معنى والتشوشات او التشوهات التي تصورنا في مرآتنا على أننا مرضى بداء الهذيان الصوري لذكرى حيواتنا الممسوخة الآن وقبل الآن وبعد الآن وعلى مائدة واحدة.
الصورة متوقفة كلها عندما يدخل الممثل/ أنس من جهة عرضية لا تحديد لها الا تحديدها القاطع لبناء الصورة المتماسك في سكونه وليمضي نحو المرأة وهو يقطع المسافة الفاصلة بين تلك الذات المجروحة بالألم الممض حد قصر الخطى الآتي من قصر المعنى او الروح او الشخصية او الدور او الحيوات او المجتمع على حد سواء. يقطع ذلك ليعيد ذات الخطأ المصيري ثانية وهو يتقدم نحو المرأة الوحيدة ولكنها المتكاثرة كل مسخ.
وإذ يلتقي بتلك المرأة: أية امرأة على قارعة طريق او صوت مبحوح او سؤال بالوجود ممتلئ بكل جراح هذا الوجود الممسوخ وعلى مقربة من حافة التناسل الأعمى او الدعوة الى ذلك الصراخ الداخلي بالتناسل او اعادة اجترار اللعبة.. ولما كانت المرأة منقبة الى الحد الذي تندلع منه رائحة الماضي وبدائية الخطى والمياه الآسنة من الواقع المظلم كما زيها المظلم حد اللعنة يتعاظم سؤال التكرار او سؤال اجترار الخطى ويشتد هذا التعاظم فيدرك الانسان هنا ان رأسه/ الصنم هي السبب الذي يُجرح به في هذا المصير، وبالوقت الذي يدرك ذلك تطنّ الرأس على ذباب لا تدري نفوسنا أهو يأتي من خارجها او يأتي من داخلها او أن الطنين فينا وعلينا وإلينا ومنا في آن واحد. آنذاك تلتهب الرغبة بالخروج منه. تلتهب بكسر تلك الرأس الصنم والتي تمثلها المخرج أنس بالاستعاضة الى تمثال جبسي أبيض. يزداد الكسر بمثل ما يزداد الطنين وتتلوى الروح مهزومة منه إليه وكأنها تريد الخلاص ولكنها لا تجد ذلك الخلاص الا في اجترار المعاناة من بوح ذلك الطنين: طنيننا كذباب أجوف على قارعة مصير أجوف في حيوات ملؤها المسخ والعنف.
ولا مفر من ذلك الرعب. إذن، تلوى أيها الانسان قدر ما شئت لكنك بالنهاية ستعود الى الخواء الماسخ من جديد. ارفض. قاوم, افعل ما تريد الا أن النتيجة الصارخة كلّ وقت او مصير أنك تنتهي مسخا في نفسك بمثل ما تنتهي مسخا في محيطك. إن القرف الخارجي الذي يملأ أسئلتك او وجودك هو نفسه القرف الداخلي ولا مفر منه ابدا.
ولشدة وقع ذلك الطنين الصارخ في محيط صامت كالموت يلوع الانسان/ كل ممثل او مشاهد في وقت المسرحية او وقت مراجعة المصير كتمثيل حي يحدث الآن في نفوسنا او على خشبة المسرح. أقول ولوقع ذلك الطنين في رؤوسنا او وجودنا نضطر أن نعيد ذات التجربة فنتناسل على أخطائنا بتكرار مصيرنا الأجوف على قارعة تناسل أجوف يلعب ذات اللعبة التي تضعنا كل حين بذات الجرح: جرح المسخ الذي ينقلب فيه الانسان الى مجرد حشرة وضيعة.
ولا يتبقى من هذا الانسان الا محاولته لإثبات وجوده لا عن نفسه كإنسان بل عن نفسه كحيوان ويستمر المسخ فينقلب الرفض والصراخ الى اتمام اللعبة من جديد بلغة التناسل وتكرار الخطيئة: خطيئتنا التي تمضي بنا كلما نادينا بالخلاص منها الى اعادة تجربتها واعادة الروح والمصير المتعفن الى درجة أن نكون ممسوخين كما لو أننا ذباب على مزبلة وجود لا بشر على حديقة جود نتكاثر ونتناسل ولا خلاص ابدا الا باجترار ذلك ابدا. ويستمر القرف.
هذا التناسل هو الآن هنا في هذا الواقع وهو أيضا هناك في ذلك الافتراض او الحلم وكأن ما يحدث إنما يحدث في لحظة وجود يتساوق فيها الحلم مع اليقظة والواقع مع الخيال والحقيقة مع الافتراض والحي المباشر مع الصورة الكذوبة الميتة في المرآة غير المباشرة وهكذا.. سنجلس ثانية وثالثة بين السلطة والطريق والاتجاه لا لشيء الا لتكرار ذلك الى ما لا نهاية.


الحلقة الثالثة
انتهى تكاثر الذباب على حين صدفة عابرة وما كان عليه الطنين او المسخ او التصغير لكل ما تكون عليه الحياة او الواقع المعيش في ظرفية ذلك الطنين او ذلك التكاثر انما كانت تختزله تلك الآنية التي يحملها الانسان/ أنس وهي ترميز يؤدي بنا الى: ان ما نملأ به أنفسنا او مصيرنا او حيواتنا في هذا العالم إنما نملأه على فرض الفراغ وتكرار ذلك الفراغ واننا كلما مضينا في هذا الواقع: واقع الفراغ انما نمضي بمسخنا الابدي. 
عاد من بعد نكاح وخط حياة الى نقطة البدء ومن حيث بدأ صغيرا يحمل آنيته الفارغة، وبعد كل تلك المعاناة وبعد كل تلك الاصوات المختزلة في طنين الذباب او التكاثر المسخ على صورة ذباب، عاد الممثل/ الانسان/ المشاهد الى نقطة البدء. كأنما القول من ذلك أننا ندور في رحى ذلك المسخ وان صورتنا المتنوعة في هذا الوجود أصبحت مجرد صورة واحدة، باهتة ومنزوعة الملامح وقد امتلأت بها روح ذبابة في نفوسنا بل امتلأ بها جسد تلك الذبابة أيضا، وبات لا فرق بين انسان يمر في حياة او ذبابة تمر في حياة، وكلاهما الآن قد تماهيا جدا في الفكرة والأداء والمصير..

هنا اكتملت الدورة: دورة الخروج المشابهة الى حد ما دورة الدخول في حيواتنا ولم يتبق الا:
- انتظار مزمن على فراغ وجود أجوف يقف فيه الفاعل/ السلطة والمفعول به/ الانسان - المسخ على مسافة واحدة او مصير واحد داخل تلك اللعبة.
- تحكم سلطوي من ذلك المكتب الخارج/ الداخل في اللعبة: لعبة الانسان في مسخه.
- رسم الحد او أطار المصير الذي يوهمنا بالأبيض وكأنه خلاصنا بينما هو مصير مسخنا في طريق لا مفر منها الا العودة الى ما تفرضه على الانسان من حدود المسخ.
- ولما اكتمل الحد من ذلك الاطار/ السجن/ الفكرة النمطية المتشابهة/ الحدود المغلقة.. اكتمل دور وجودنا بأن أصبح أسيرها الذي أفرط بالخنوع اليها. أفرط الى تلك الدرجة التي حولته الى آلة طباعة يكرر نفسه وإن قطع أشواط حياته او حدوده كلها فهو بمقدار ما يتمثل تلك الحدود ومساراتها الثابتة بمقدار ما يرسخ لنفسه على نفسه بقاء مسخه في هذا العالم.
- ان البدء، أيما بدء، يتمثل الحدود. هو البدء الذي انفرض بقوة السلطة/ الكرسي الذي يعني هنا فيما يعنيه:
• السلطة
• الانتظار
• الحياة
• الشعب
• أداة الجريمة الاولى والاخيرة
• البيت
• الطريق
• مرض المسخ
وهو البدء الذي تدور فيه واليه ومنه حيوات ومصائر الوجود والبشرية.
- هي واحدة صورة الاستنساخ. واحدة في كل اشواطها. سواء كانت بفاعل السلطة او بمفعول المسخ. هي تاريخنا، صورتنا، أحداثنا، انماط تفكيرنا، وصولا الى ما نتبنى من قيم او رغبات.. 
- هنا كل الاوراق التي يؤرخ لها رمز السلطة الرسمي/ الممثل محمد عمر إنما يؤرخ لها بدواعي أنها كل ما يكون عليه واقعنا المعيش حد هذاء الاستنساخ والتكرار.
- ما يمر به الرجل تمر به المرأة: الصورة/ الآلة واحدة. الطريق التي تفضي بالوجود من حيث مرموزية الرجل – المرأة هي ذاتها الحياة - الاسرة – الزوجين .. 
كل ذلك ولم يتوقف الطنين: صوتنا الداخلي بما نعانيه من آلام المسخ. لن يتوقف طالما أن حدودنا وصورتنا النمطية كانت كل أبنيتها: بيوتها وعماراتها ونفوسها وافكارها وطعامها وهوائها او شرابها.. كلها من حاضنة الاستنساخ: حاضنة المصير الذي نجتره بعربة الاستنساخ المقرفة مصيرا وتاريخا واحداثا..
ولنكن تلك الطابعة المقرفة.



الحلقة الرابعة

دائما يصنعنا الخطاب ذاته الذي نحن صنعناه: نعود اليه وكأنه نهاية طريقنا او خلاصنا او قدسنا الطهور الذي لا يقبل الشك او التغاير او الانقلاب, بل لا يقبل الا نفسه ان يكون أوحدا في تسيير عجلة فهم ومصير المجتمع والانسان والوجود برمته مرة واحدة ولا غير تلك المرة ابدا.
انظر: الممثل/ محمد عمر قدّام المايك وهو يعلن سلسلة من الاشارات يمكن اجمالها على نحو:
- ما فكر به الانسان كان سجنه الاول والاخير.
- الذي اخترناه دليلا لنا ومرشدا انقلب الى قفص يعذّب بنا كل وقت.
- الفهم والايديولوجيا وجهان لعملة واحدة.
- يقبر الانسان نفسه كلما تقبل ايديولوجيا ما، وهي من صنع يده.
- عقل الانسان قدمه في آن واحد حين تبلغ الايديولوجيا عنده سلطتها في التنفيذ.
- جميعنا أسارى ذات الخطاب الموجه لنا.
- ملفاتنا واحدة ومتشابهة الى درجة القرف المصيري.

- مهما خلعنا عنا ثياب التغيير في الاشكال فان ذلك لا ينفع طالما ان معطف الفكرة المؤدلجة واحدة.
- ما انقلاب المرأة من منقبة او موشحة بالأسود الى سافرة غانية بالأحمر الا محاولة فاشلة يمكن اعادة ترميمها بالزي او الاداء في ملف السلطة او الخطاب وعلى فرض القوة في الانقلاب الكذوب الذي يرتد عبر ذات الملف الى نقطة بدئه الاولى.
كذلك انظر التناظر بين فعل درامي يسار مقدمة المسرح ضحيته السلطة/ الممثل محمد المتساوق مع الايديولوجيا/ الخطاب/ السلطة/ الفكرة/ نهاية الفهم لوجود الانسان ومصيره/ تكرار القوة.. وفعل درامي وسط او يمين المسرح ضحيته الانسان/ الممثل/ الشاهد/ أنس عبد الصمد وهو يلوع من افراط الجلد والطنين والتقهقر بالخوف والعذاب والمسخ واصوات الذباب/ الدالة على نفايات المصير والحاضر الذي تشوبه كل نزاعات المسخ وتحولاته الحيوانية او عذاباته التي تغوص في جراح كرامة الانسان ووجوده المهدورين والمقهورين.
ومن هذا التناظر نتمايز:
- اكتمال دورة الفضيحة بين الانسان والسلطة والطريقة التي يتمثل من خلالها مصيره فيها.
- لا عبرة لما نشاهده الآن فإننا قد ارتضينا بأن تلك السلطة/ الخطاب نموذجنا الأوحد في إدارة حيواتنا وإن كانت حيوات يملؤها المسخ ويصخب بها طنين الذباب وتكاثره.
- كلما بقيت الفكرة/ السلطة ومذياعها لا في التعبير عنها من طرف السلطة/ الممثل محمد عمر بل مذياعها الانسان/ المجتمع من طرف الممثل/ أنس عبد الصمد في ذلك التعبير كلما بقيت دورة المسخ تشكل العدوى الاكبر زمنا واداء ووجودا ومصيرا لا من حيث مبنى وتتابع ذلك الوجود وحسب بل من حيث معنى ذلك والى الابد.
كذلك انظر التناظر الذي انتقل بخط متقاطع مع المشاهدين الذين امتلأوا بدلالات منها:
• عموم ما يجري على الجميع ولا خصوص فيه.
• المنظور الفني الافتراضي على الخشبة والذي يحدث الآن هو ذاته المنظور الحقيقي الذي حدث ويحدث في الجميع وكان وقعه عليهم كل وقت.
• تدفق ذات المسخ وإن كان ما يحدث هناك متقاطعا في الزوايا والنظر مع المشاهدين في بنية التداول وبشكل تجده مشاعرهم وتصوراتهم على نحو واحد بالرضا والمماثلة.
• ليس ثمة فرق بين المتخيل هناك والواقعي هنا او المتخيل فوق الخشبة او الحقيقي في الواقع المعيش.
• نداء الطنين فينا بمثل ما هو علينا والصراخ به لا يختلف عن التوجع منه. ولهذا لم يكن طنينا افتراضيا نشاهده على المسرح بافتراض وجود مسرحية تحدث الآن بل كان طنينا واقعيا نفزع منه كل لحظة لأنه اصبح جزء لا ينفصل عن ذاكرتنا وتاريخنا وافكارنا وسلوكنا اليومي او المعاشي او الوجودي وهكذا..
وهكذا لم يعد الأمر مناسبا لحجب ذواتنا عن التعري او حجب وجودنا عن الفضيحة بل لم يعد مهما أن تفضح المرآة التي نعيش فيها وتمنحنا صورنا ان تمتلئ بالمسخ الذي تفزع منه كل حيوات او مصائر ولينتهي بنا المطاف الى كسر كل مرآة او جدار او حجاب او .. ولنفتح كل الفضاءات التي تضمنا وجودا وحضورا ولكن بذلك الوجود والحضور الماسخ حصرا ولترفع الستار من جديد: ستار الافتراض المقابل لأجل أن نرى الحقيقة كلها هنا والآن.
ولما رفع الستار كله اندلقت الفضيحة كلها على نحو:
- الضحية تصرخ أمام المايك ولكن من غير صوت الا صوت الطنين.
- مهما كسرت فكرة الرأس المصنّم من خارج الانسان لا ينفع ذلك ويبقى المسخ والطنين يتكاثر بشراهة.
- المرأة ذبابة ممسوخة كالرجل ولا فرق بينهما والتقوقع في المسخ والتكاثر محاولة لانتشال الذات من المسخ ولكن بالمسخ.
- نحن مجرد ملفات ممسوخة على قارعة ايديولوجيا مقرفة.
- غايتنا ان نرتقي على ذلك السلم الكبير من أجل ان نصل حاوية نفاياتنا العظمى.


الحلقة الخامسة
لا تبدو المعادلة تخص الفرد/ أنس او الفرد/ محمد/ او الفرد / امرأة1 او امرأة2 او.. بل هي عموم كل الافراد في السلسلة والنسق المجتمعي بل هي أعم من ذلك. هي تشمل كل مخلوقات هذا الكوكب الجريح بأفكارنا التي تحولت الى آلة صماء تعمل على مسخنا كل وقت وعلى كل قارعة حياة او وجود او مجتمع..
والمشكل الأخطر حين ننكشف أمام مصيرنا او حدثنا المباشر فيكون الأب إبنا والإبن أبا ويكون الحاضر هو ذاته الماضي، وان يكونا كلاهما المستقبل وعلى حد سواء. ولا يكون طفلنا الداخل على صهوة أب يعاني الا صورة مشروخة عن ذات تلك المرآة التي تدل على كل شيء وفي أي زمان ومكان ولكن بذات المصير: المسخ الابدي. او الأسرة المسخ.
انظر الآتي: 
• أنس/ الضحية طنين المسخ يطارده.
• المسخ يطارد امتداد أنس عبر الطفل.
• الزوجة/ المرأة/ الحبيبة.. وصولا الى صوت النداء الانثوي كله في لحظة عارمة لكسر الفكرة/ الخطاب/ الصنم – تمثال الرأس الجبسي.
• الصخب والطنين هما الطريق والأداء.
لحظة ان يكون الانسان، كل انسان في هذا العالم محموما بالطنين، وهو صورة التعبير الحسي لما يعانيه كل انسان من مسخ هي ذاتها اللحظة التي تتوالد على كل انسان وفي كل انسان بل وفي كل وجود مرة واحدة. ان هاجس أفكارنا بقبولها على انها ايديولوجيا الخطاب الماسخ حد اللعنة لكل حيواتنا ينتشر، يتغلغل كالصراخ الثاقب في ليلة نفس ظلماء حد القهر والخوف والقرف.
هنا تدخل المجموعة وعلى نحو واحد فيصير ما عليه الفرد هو ذاته ما عليه المجتمع ولا فرق إذ أن عدوى المسخ عبر ما يحدث هي واحدة في كل النفوس بل هي متلبسة بكل مخلوق حي او غير حي وبكل شراهة.
يتناظر الطنين هنا بمثل ما يتناظر الطنين هناك وتندلق الصور فرادى بذات الممثل/ أنس هنا كما تندلق بذات الجماهير هناك. وتعم الفوضى: فوضى ان يتغلغل الشعور فينزل من ذلك العالم الافتراضي الماثل بين الـ هنا/ فردا والـ هناك مجموعة الى المشاهدين دفعة واحدة. آنذاك يصير بهم في الواقع بمثل ما يصير بهم بالافتراض في عالم الخشبة المسرحية.
كل ذلك يكون بتراتب. وهذا التراتب يفصح عن نفسه من حيث:
- المنظر السلطوي يتمثله الممثل/ محمد عمر في أعلى خطوات السلم الايديولوجي الذي يعبر عنه السلم الابيض الذي يعلو بالسلطة الى حد حاوية النفايات العليا.
- المنظر الافتراضي الواقع الآن على الخشبة وهو يفضح لنا الافراد في المجتمع والوجود والخطاب على نحو المسخ وعذاباته النتنة.
- المنظر الواقعي الآن وهو يهبط مليا في عيون ونفوس او صدور المشاهدين وهم يرون أنفسهم من خلال أفكارهم وأدلجتهم التي تمثلها العرض الافتراضي لتوكيد او اعادة توكيد ذلك المرض العام فيهم.
- الملف واحد في ادارة وجودنا الجريح بقرف ما نفكر او نحلم به وهو مجرد شبح ماسخ يطاردنا كل حياة. وهو ملف السلطة/ المسخ الذي لم تتركه يد السلطة – الايديولوجيا – يد الممثل المتقوقع بدور الايديولوجيا/ الخطاب.
- كل ذلك يكون الشاهد عليه من الأعلى: السلطة ومن الأدنى: الممثلين في واقعة ما يجري بعالم الافتراض ومن الأسفل الأسفل جدا: نحن المشاهدين بعالم الحقيقة الصادمة بالقرف المزمن.



الجمعة، 2 أغسطس 2019

بانوراما عام كامل في 70 عرضا بالمهرجان القومي للمسرح المصري

مجلة الفنون المسرحية

بانوراما عام كامل في 70 عرضا بالمهرجان القومي للمسرح المصري 

المهرجان القومي للمسرح المصري يستهدف عرض نماذج متميزة مما قدم في فضاءات العرض المسرحي وذلك من أجل تأصيل ملامح المسرح المعبر عن شخصية مصر.

يعتبر المسرح المصري من أهم المسارح العربية، خاصة وأنه تمكن من بلوغ جماهيرية واسعة، وإن كانت تلك الجماهيرية بقيت رهينة العروض المسرحية التجارية في أغلبها، فإن العديد من الأعمال الجديدة التي تقدمها الخشبات المصرية باتت تحاول خلق المعادلة الصعبة بين استقطاب الجماهير والعمق. وهذا ما يبدو جليا في نظرة بانومرامية على ما أنتج في مصر من مسرحيات مؤخرا، يقدم أهمها المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الجديدة.

القاهرة- يقدم المهرجان القومي للمسرح المصري أكثر من 70 عرضا في دورته الجديدة التي تنطلق في شهر أغسطس الجاري، تمثل بانوراما للإنتاج المسرحي بكافة أشكاله الحكومي والمستقل والجامعي والعمالي.

وقد أعلن مدير المهرجان الفنان أحمد عبدالعزيز أخيرا عن تفاصيل الدورة الثانية عشرة التي يرأسها، والتي ستكون تطويرا للدورات السابقة ومحاولة للاستفادة مما سبق.

عروض وفعاليات
تتوزع العروض المشاركة في هذه الدورة من المهرجان على ثلاث مسابقات، الأولى للعروض التي تنتجها المؤسسات المتخصصة في المسرح سواء الحكومية أو الخاصة، مثل البيت الفني للمسرح أو مسرح القطاع الخاص، وتشمل 25 عرضا.

أما المسابقة الثانية فتُخصص للمسرحيات التي تنتجها المؤسسات والأفراد كنشاط فني مثل الأندية والشركات والمسرح الكنسي وتشمل 27 عرضا.  أما المسابقة الثالثة فتُخصص للعروض المسرحية من أداء الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وتشمل 20 عرضا.

إدارة المهرجان ارتأت في اختياراتها أن تبحث عن مسرح مصري، ذي ملامح وشخصية وهوية مصرية

وتقدم جميع عروض الدورة الثانية عشرة للمهرجان مجانا على مسارح الدولة في القاهرة. ويقام حفلا الافتتاح والختام على المسرح الكبير بدار الأوبرا. وبجانب منافسات العروض المسرحية استحدث المهرجان مسابقة للتأليف المسرحي تحمل اسم الكاتب لينين الرملي قيمتها 30 ألف جنيه (نحو 1800 دولار) لأفضل نص درامي كتب خصيصا للمسرح.

ويبلغ إجمالي قيمة جوائز المهرجان الذي يقام في الفترة من 17 إلى 30 أغسطس 600 ألف جنيه (نحو 36 ألف دولار). وقال الممثل والمخرج أحمد عبدالعزيز رئيس المهرجان في مؤتمر صحافي الأربعاء “نريد تقديم بانوراما للمسرح المصري الذي ينتج أكثر من 2000 عرض في العام، لكننا لا نملك الوقت الكافي لذلك”.

وأضاف “الوقت المناسب لتقديم هذا العدد من العروض في العادة لا يقل عن شهر، لكن بسبب المهرجانات الأخرى والمناسبات والأعياد المختلفة اضطررنا إلى ضغط العروض في 12 يوما فقط”.

وأوضح أن إدارة المهرجان ارتأت في اختياراتها أن تبحث عن مسرح مصري، ذي ملامح وشخصية وهوية مصرية، وبالتالي كان معيارها مبنيا على الإبداع والأصالة.

كما أكد رئيس المهرجان سعيه رفقة فريق كامل من المنظمين إلى تطوير المسائل التنظيمية هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية، وهذا ما يتحقق بمساعدة الجمهور والجميع أيضا، حتى يظهر المهرجان بشكل مشرف أمام العالم.

وأضاف “كما آلينا الاهتمام بتنظيم أعداد الجمهور المتوافد على المسارح، حيث سيكون الحجز بأسبقية الحضور لتجنب وجود تكدس أو ازدحام أمام المسارح، كما أن شبكة dmc هي المتعهدة بتغطية المهرجان لتوصيل رسالة المهرجان إلى الجمهور في المنزل”.

الرواد والشباب

المهرجان يهدف إلى تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس الخلاق

تحمل الدورة الجديدة من المهرجان اسم المخرج والممثل الراحل كرم مطاوع (1933-1996) الذي تطل صورته منفردا على الملصق الدعائي للمهرجان حيث وضعت إدارة المهرجان صورة للفنان كرم مطاوع من فيلمه الشهير “سيد درويش” الذي جسد فيه شخصيته على الأفيش الرسمي للمهرجان الذي صممته المهندسة مي عبدالقادر ويظهر فيه كرم مطاوع من خلف ستارة وكأنه يشاهد الجمهور خلسة.

كما سيصدر المهرجان كتابا تذكاريا يتناول مشوار كرم مطاوع الفني. وفي دورته الثانية عشرة يكرم المهرجان 11 من الفنانين الحاليين إضافة إلى خمسة من الراحلين. ويتصدر المكرمين الممثل فاروق الفيشاوي الذي توفي الأسبوع الماضي عن عمر ناهز 67 عاما.

وقال عبدالعزيز “هناك المئات من الفنانين الذين يستحقون التكريم، والقائمة طويلة، في مختلف فنون المسرح من تمثيل وإخراج وديكور وملابس وموسيقى، لكننا نفضل تكريم كبار السن أو أصحاب المشوار الطويل”.

وأضاف “المهرجان في السابق كان يكرم ما بين ست إلى سبع شخصيات، ونحن في الدورة الثانية عشرة كنا ننوي تكريم 12 شخصية، لكن الموت كان أسبق منا للزميل فاروق الفيشاوي”.

وتابع قائلا “التكريم في افتتاح المهرجان من نصيب جيل الآباء الذين بذلوا الجهد والعرق في سبيل فنهم بينما ستكون الجوائز في الختام من نصيب جيل الشباب الذي نأمل فيه أن يواصل مسيرة المسرح المصري”.

بجانب منافسات العروض المسرحية استحدث المهرجان مسابقة للتأليف المسرحي تحمل اسم الكاتب لينين الرملي قيمتها 30 ألف جنيه (نحو 1800 دولار) لأفضل نص درامي كتب خصيصا للمسرح

ويشمل برنامج المهرجان إقامة ملتقى فكري لمناقشة قضايا المسرح من خلال ندوات وموائد مستديرة.  ويناقش الملتقى موضوعات من بينها “تعليم الفنون المسرحية في مصر” و“النقد التطبيقي المسرحي”. كما يصدر المهرجان نحو 20 كتابا بينها كتب عن المكرمين وكتاب “تاريخ المسرح المصري في 12 عقدا”.

ونذكر أن المهرجان القومي للمسرح المصري يستهدف عرض نماذج متميزة مما قدم في فضاءات العرض المسرحي في مصر وذلك من أجل تأصيل ملامح المسرح المصري المعبر عن شخصية مصر ونشر الرسالة التنويرية لبناء الإنسان المصري وكذلك تشجيع المبدعين من فناني المسرح على التنافس الخلاق وتحفيز الفرق المسرحية على تطويرعروضها فكريا وأدائيا وتقنيا من أجل المشاركة في صناعة مستقبل أفضل للوطن.
---------------------------------
المصدر : العرب

الخميس، 1 أغسطس 2019

مسرحية "مولانا".. نافذة بمهرجان أفينيون على الحارات الدمشقية

في "مدينة شباب 2030" أعضاء شورى أطفال وشباب الشارقة يناقشون محور "التطوع" في البحرين

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption