أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 25 يونيو 2020

مصر تمنح جائزة «النيل» للراحل لينين الرملي

مجلة الفنون المسرحية
الكاتب المسرحي لينين الرملي

مصر تمنح جائزة «النيل» للراحل لينين الرملي

منحت مصر جائزة «النيل» في مجال الفنون، وهي أرفع جائزة سنوية تمنحها الدولة، للكاتب المسرحي لينين الرملي، الذي توفي قبل نحو 4 أشهر عن عمر ناهز 74 عاما.

وفي مجال الآداب ذهبت الجائزة إلى أحمد علي مرسي أستاذ الأدب الشعبي والفلكلور بجامعة القاهرة، بينما ذهبت في مجال العلوم الاجتماعية إلى أستاذ الاقتصاد ووزير التموين الأسبق جودة عبدالخالق، وفاز بجائزة النيل للمبدعين العرب الفنان التشكيلي السوداني محمد عمر خليل. وأعلنت وزيرة الثقافة إيناس عبدالدايم أسماء الفائزين، عقب اجتماع المجلس الأعلى للثقافة، الذي عقد وفق إجراءات خاصة راعت قواعد التباعد الاجتماعي، واشتراطات السلامة بالمسرح الكبير لدار الأوبرا، كما أعلنت الفائزين بجوائز الدولة التقديرية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية. وفاز بالجائزة في مجال الفنون كل من: هدى وصفي أستاذة اللغة الفرنسية ومديرة مركز الهناجر سابقا، والفنان التشكيلي فاروق الجبالي، وفي مجال الآداب كاتب الأطفال يعقوب الشاروني، وعبدالله التطاوي أستاذ الأدب العربي، والكاتب محمد جبريل، وفي مجال العلوم الاجتماعية فاز السفير السيد أمين شلبي، وسامي عبدالعزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وأحمد عبدالخالق وزير التعليم العالي الأسبق.

----------------------------------------
المصدر :رويترز

الأربعاء، 24 يونيو 2020

تعليم المسرح عن بُعد.. عصر جديد من المفاجآت

مجلة الفنون المسرحية

تعليم المسرح عن بُعد.. عصر جديد من المفاجآت

فتحية الحداد 

 جائحة «كورونا» وضعتنا أمام تحديات مختلفة لمواجهة تجنّب الاختلاط؛ فكانت التقنيات الحديثة وسيلة لكسر العزلة. مرونة التقنيات أتاحت للأفراد فرصة الإبداع ومراجعة قرارات تخص الحياة والمسيرة المهنية أيضاً. الأستاذ عصام الكاظمي، المسرحي ومعلم مادة الأحياء، استثمر «الانستغرام لايف» في أكثر من لقاء في المجالين: التعليم، والمسرح. مؤتمر المنظمة الدولية للسينوغرافيا لعب الكاظمي دور المُعِدّ والمذيع، واختار موضوع «تعليم المسرح عن بُعد»؛ ليكون ضيفه الدكتور خليفة الهاجري، عضو هيئة التدريس ورئيس أعضاء رابطة هيئة التدريس في معهد الفنون المسرحية في الكويت. تطرّق الهاجري إلى انضمامه خلال الجائحة إلى مؤتمر للمنظمة الدولية للسينوغرافيين والمعماريين. من خلال تطبيق الاجتماعات «زوم» كان التواصل مع المنظمة، حيث تبيّن أن الدول الأعضاء طبّقت «التعليم عن بُعد»، مُستخدمة البرامج الإلكترونية لتدريب طلبة المسرح، في حين تخلّفت الكويت عن التجربة. طرح المؤتمر بحوثاً حول تعليم الفنون المسرحية عن بُعد، ولأن المشاركين قطعوا شوطاً في مُعايشة التجربة، فقد ناقشوا مشاكل تقنية واجهوها، وعرضوا سبل تجاوزها. «في انتظار غودو» تفوق المسرحيون على شخصيات بيكيت في مسرحية «في انتظار غودو»، وأعضاء المنظمة لم يجلسوا بانتظار عقار للوباء، إلا لجعل فترة الانتظار مرحلة للتأقلم وتجربة حلول مؤقتة وفاعلة إلى حين العودة إلى التعليم التقليدي. يشير الدكتور الهاجري إلى ما أسماه «الحالة الطقسية في قاعة المحاضرات»، مبيناً أن «التعليم عن بعد» كسر بعض تلك الطقوس، فصار لزاماً خلق تقاليد جديدة تنظم علاقة طالب بمحاضر يلتقيه في إطار برنامج إلكتروني. الحوار الذي أدراه الكاظمي تطرّق إلى مبادرات تفوّقت على أداء الجهات الحكومية، لتمثّل أكاديمية لوياك للفنون الأدائية نموذجاً يحتذى، حيث تحرّكت من الأيام الأولى للجائحة بطرح برامج، ومنها: «نحن والكون» و«البوب آرت» وأنشطة «المخيّم الصيفي» و«الملاذ المسرحي»، إلى جانب برامج للتعريف بالموسيقى والمسرح والرسم والتدريب على الفنون المتعلِّقة بالفنون الأدائية موجهة لأطفال أسر متعفّفة. الهاجري، وهو عضو تنفيذي في مجلس إدارة لوياك للفنون (لابا)، رأى أن اتخاذ القرار في الوقت المناسب أرسى أرضية لتكتسب الأكاديمية خبرات في مجال «التعليم عند بُعد»، وحصيلة معارف في مواجهة تبعات الجائحة، بالتعاون مع أفرعها في لبنان والأردن، إضافة إلى الاستعانة بمدربين مؤهلين عالمياً، تستضيفهم في الكويت. أسئلة.. مع وقف التنفيذ «تعليم المسرح عند بُعد» هو فصل جديد في الحياة يؤكد أن المَشاهد السابقة انتهى دورها على نحو ما، وأنه على المُتلقّي الاستعداد للآتي من المفاجآت الدرامية. نحن مطالَبون بتحديث خبراتنا، حيث لم يعد طول الخبرة هو المعيار، وإنما فعالية القرار المتخذ وتوقيته. يرى الدكتور الهاجري أن السؤال عن مدى صلاحية «التعليم عن بُعد» لم يعد مجدياً، خصوصاً أن الجامعات الخاصة طبّقت النظام، وأتمت الاختبارات وأظهرت نتائج الطلبة. تخطى العالم هذا السؤال، وحان الوقت لتجربة الأولويات في مسألة «تعليم المسرح عن بُعد»؛ فالجانب النظري في دراسة المسرح وتاريخ الدراما ممكن أن يكون في البيت تدعمه برامج «اليوتيوب»، أما السينوغرافيا فيتطلب عمل استديو مزوّد بالمواد المطلوبة، إلى جانب الاستعانة ببرامج جديدة virtual افتراضية بصرية. أما بالنسبة إلى معضلة مادة التمثيل فجاء الحل في عرض المونودراما والديودراما، والاعتماد على الطالب والأستاذ فقط، والتزامهما التباعد الاجتماعي. خطط الطوارئ والعقبات في الكويت، اصطدم قرار «التعليم عند بُعد» بعقبات؛ منها عدم وجود بنية تحتية إلكترونية وعدم التفات صُناع القرار إلى أهمية هذا النوع من التعليم لاعتماده في خطة للطوارئ، لا توفر الأجهزة فقط، ولكن تؤهّل، وباستمرار، العاملين في المجال للأخذ بطرق «التدريس عن بُعد»، وتدريجياً إرساء ثقافة اجتماعية عامة. Volume 0%   جائحة «كورونا» خلقت فراغاً، أدى إلى «هلع أو شلل إداري وتعليمي»، إن صح التعبير، لدى جهات ظلت من دون حراك، منتقدة مؤسسات خاصة حصدت النتائج، لأنها بادرت بـ«التعليم عن بُعد». هيئة التدريس في معهد الفنون المسرحية، من ناحيتها، بادرت باقتراح مُفصّل، قُدِّم لوزير التربية والتعليم العالي لتبنّي «تعليم المسرح عن بُعد»، وفق الشروط الصحية، وبما يحقّق قدراً من التحصيل الأكاديمي لتجاوز فترة التوقّف التام عن الدراسة. في اللقاء الذي أعده وقدمه عصام الكاظمي، وردت أسئلة تطرّقت إلى ضرورة تطوير المناهج، وإضافة مادة «الإنتاج التلفزيوني والمسرحي» ومادة «التصميم الرقمي»؛ لمواجهة سوق العمل وتحديات طرق التعليم المعاصر. أمّا عن دور وزارة الإعلام، فقد تمنى الدكتور الهاجري تبني الدولة لفكرة «التعليم عن بعد» ليتبع التلفزيون توجهات مجلس الوزراء، ويقدم تطبيقات عالمية تبين خطورة توقف التعليم وتدعم ما ورد في لقاء تلفزيون الكويت، في مايو الماضي، مع وزير التربية والتعليم العالي الدكتور سعود الحربي. بحث الأولويات مناقشة «تعليم المسرح عن بُعد» كانت فرصة لبحث الأولوية التي يمثّلها المسرح، في ظل الجائحة، ليتبيّن لنا أن العزلة صاحبها توتّر، جعل مشاهدة المسرحيات نوعاً من المعالجة النفسية. إغلاق دور العرض لم يمنع الناس من ممارسة الفنون؛ فتابعنا، وعبر منصات التواصل الاجتماعي، لقطات لمرضى يؤدون حركات على أنغام الموسيقى، في حين ظهر بعض الممرضين يقلّدون شخصيات فيلم «تايتنك»، معبّرين بتلقائية عن تجذّر الفن في الطبيعة الإنسانية، وان علاج البدن من الوباء لا يتعارض مع تذوّق الفن، وعلاج النفس.

----------------------------------------- 
المصدر :القبس الإلكتروني 

صدور كتاب " دائرة الطباشير الامريكية " خمسة عشر مسرحية صامته

مجلة الفنون المسرحية 

الاثنين، 22 يونيو 2020

من المسرح الافريقي الزنجي الشيخ اليون نداو / علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية

من المسرح الافريقي الزنجي الشيخ اليون نداو  / علاوة وهبي

(عندما كتبت اول نص مسرحي لي وهو منفي البوري في ست لوحات .كان اول نقادي هم اصدقائي وقد لاحظوا انه كان علي استغلال  القصة بشكل اكثر الامر الذي ساعدني باضافة ثلاث لوحات اخري .حاليا زوجتي هي التي تقرأ مخطوطاتي معطية رايها فيها وهي استاذة لغة وادب وناقدة متميزة)  
 (علي الكاتب من جيلي  الاعتراف بفضل من سبقوه من كتاب  الجيل السابق امثال ليوبولد سانغور وايمي  سيزير وليون ديوب . وبيرانغو ديوب لقد قرات كل هؤلاء وحاولت تقليدهم .واعتقد ان ذلك امر اساسي. لقد اثر في كتاب وحتي دون شعو مني امثاللمين دياكيتا. وجبريل تمسير نيان. وعبدو.انت كا)صاحب هذه الاقوال هو الكاتب سيد احمد ليون الشيخ نداو من السينغال .الكاتب الروائ .وتلشاعر المسرحي .الذي اصبح من اهم كتاب النص المسرحي فيوالسنيغال واحد الوجوه المسرحية الاكثر حضورا ..ولد نداو سنة1933ببغنونة في السنينغال درس في العاصمة دكار وجامعة غرونوبل بفرنسا وسوانيسيا ببريطانيا وعمل في التدريي استاذا في اللغة الانجليزية بمدرسة المعلمين كما درس في  في جانعة انديانا بامريكا سنة1972 .بدا حياته الادبية بكتابة الشعر وبلغةالوولوف المحلية وعندما لم يجد له ناشرا ترجمه الي افرنسية ونشره سنة1964 نال عنه جائزة شعراء السنيغال
وقبل الحديث عن نداو يجدر ان نسال عن بدايات المسرح في افريقيا الزنجية .  ويكون الجواب انه بدا فيعا متاخرا نوع ما وتقريبا  تتوافق بدايته مع بداية المسرح في دول افريقيا الشمالية اي في عشرينات القرن الماضي .لكن الملاحظ ان هذه الدول الافريقية لن تمن تخلو من المظاهر او الظواهر المسرحية البدائية وتتمثل هذه الظواهر في.
1..الطقوس الدينية
2..الرقص
 ومن اشكال هذه الظواهر المسرحية التي تمارس في افريقيا الزنجية نجد
.
1..الحكي
2..عروض تمثيل بسيطة
3..عروض كقسية.
4..تقديس الارواح
5..عروض التنكر
6.الاحتفالية
7. الكوميديات
هذه المظاهر المسرحية البدائية تشترك مع الكثير من مثيلاتها في دول افريقيا غير الزنجية وخاصة في الشمال الافريقي حيث نجد القوال والراوي الذي يشبه مظهر الحكي او الغريو في افريقيا الزنجية 
والطقوس الدينية التي تشبه  الجذب الصوفي عندنا .والرقص يتشاركه الجميع وتقديس الارواح كذلك مع اختلافات بسيطة  واما الاحتفالية فيشترك فيها كذلك سكان افريقيا الزنجية مع جيرانهم الافارقة غير الزنوح كاحتفالت الاعراس  والمناسبات .وغيرها
.ان المسرح في افريقيا الزنجية اذن لا يكاد يختلفه عنهزفي افريقيا غير الزنجية ويشترك معه في تاريخ البداية وفي الموضوعات التي يتناولها .
وفي افريقيا الزنجية يعتبر الشيخ نداو من الرواد في هذا المسرح رغم انه لم يصدر اولي نصوصه المسرحية  الا في ستينيات القرن الماضي   ومرجع ذلك ان نصوصه اكثر تطورا وعمقا من نصوص من سبقوه من كتاب المسرح  فهو ممن عملوا علي تجذير النص المسرحي الافريقي الزنجي والعودة به الي اللغة الام اذ  يعمل علي الكتابة بلغةالوولوف وانشر بها  وتقديم نصوصه بهذه اللغة علي ركح المسرح رغم ما يجده من المشاكل والصعوبات وقد تمكن من عرض اول نصوصه بلغة الوولوف علي ركح اكبر المسارح في عاصمة بلد مسرح دانيال سورانو بالعاصمة دكار وعنون النص هو منفي البوري الذي سبقت الاشارةاليه وهو النص  الصادر سنة1967 وقدم لاول مرة علي الرك سنة1968 وهو النص الذي قدمته كذلك عدة مسارح في افريقيا وفي اروبا  اذقدم علي ركح مسرح  الاديون بالعاصمة الفرنسية باريس و.كما قدم في المهرجان الثقافي الافريقي الاول بعاصمة الجزائر سنة1969 وقد نال به الجائزة الاولي وقد ترجمة نصوص الشيخ نداو الي عدة لغات وهي العمل المذكور في كل انطولوجيات الادب الافريقي المكتوب باللغة الفرنسية.
ومن جهتنا كنا قد ترجمنا نصه المعنون بالقرار الي اللغة العربية ونشرناه في الملحق الثقافي ليومية الجزائر نيوز. نذكر من نصوص هءا الكاتب ..
1. جزيرة باهيا
2..منفي البوري
3..القرار
4..الغد الذي يغني
5.اكواتوريوم
 وغيرها من النصوص التي وجدت طريقها الي ركح.المسارح.
نختم هذه الجولة في اعمال الشيخ نداو  بقوله (اظن  اننا نختارعن وعي ان نصبح ادباء. ومتاكد انه في البداية  لا بد من الموهبة. وال
موهبة هي التي تدفعنا للكتابة.بشكل عشوائ لكن مع الاستمرارية.نكتسب الخبرة ونصحح . وتصبح الموهبة حرفة).



الأحد، 21 يونيو 2020

مسرحي فرنسي يتحدى الحجر بعرض أسبوعي على النت

مجلة الفنون المسرحية

مسرحي فرنسي يتحدى الحجر بعرض أسبوعي على النت


أبو بكر العيادي - العرب 


"امرأة حياتي" مسرحية من نوع التمثيليات النفسانية البوليسية، وروبير بلانيول رغم موهبته وأدائه المقنع كان يحتاج إلى ممثل ثان يسنده.

من المبادرات الطريفة لكسر الطوق الذي ضربه الحجر الصحي على العروض المسرحية، ما قام به الممثل الفرنسي روبير بلانيول، حيث أنشأ موقعا يعرض فيه أسبوعيا، مباشرة من بيته، آخر مسرحياته وهي بعنوان “امرأة حياتي”.

باريس – في انتظار رفع الحجر الصحي وإعادة فتح المسارح، قامت بعض المؤسسات المسرحية الفرنسية العامة والخاصة بعرض منجزاتها السابقة مجانا على مواقع خاصة، تتولى تجديدها كل ثلاثة أيام بأعمال أخرى.

أما روبير بلانيول فقد اختار أن يقدّم على الشبكة عرضا مباشرا من بيته، لهواة الفن الرابع، فأنشأ موقع directautheatre.com على منصة زوم  ليبث من خلاله عمله الأخير “امرأة حياتي” كل أسبوع، مجانا في البداية، ثم مقابل عشرة يورو، بطلب من المشاهدين أنفسهم، لتسديد حقوق المؤلف وأجور التقنيين الستّة الذين يشرفون على العرض من ألفه إلى يائه. والأوقات كما في المسرح مضبوطة، لا يقبل دخول المتأخرين. وأمام النجاح التي ناله، والإطراء الذي حظي به من النقاد خاصة في إذاعتي فرنسا الثقافية وفرنسا الدولية، دعا بلانيول زملاءه إلى الاستفادة من تجربته كطريقة لكسر الحجر الذي عطّل كل شيء، لأن العودة الفعلية لن تكون قبل يناير 2021.

“امرأة حياتي”، مسرحية من تأليف البريطاني أندرو باين صاحب سلسلة “المفتش برنابي”، وكانت قد عرضت أول مرة في مهرجان أفينيون عام 2008، بإخراج لجيل بانيي.

والجدير بالذكر أن بلانيول من الحريصين على نقل مؤلفات أندرو باين إلى الخشبات الفرنسية، فقد سبق أن تعامل مع بعضها مثل “سينوبسيس” و”سكواش” كمترجم وممثل.

أندرو باين هو من جيل يعمل على تجديد النص المسرحي البريطاني أمثال ديفيد غريغ، وغريغوري بيرك، وسيمون ستيفنز، وأنطوني نيلسون، وأليس بيرش، وأليستير ماكدويل، وسام هولكروف، ولوسي كيركوود، ومات هارتلي. وتتميز كتابته بتأكيدها على المنطوق، على غرار السيناريو الإذاعي أو التلفزيوني، مع تخيّر خطاب يجسده الممثل والإطار السينوغرافي.

روبير بلانيول تتميز كتابته المسرحية بتأكيدها على المنطوق، على غرار السيناريو الإذاعي أو التلفزيوني

هذه المسرحية هي من نوع التمثيليات النفسانية البوليسية، وبطلها فرنسيس هو رجل نشأ في وسط شعبي، وأسرة متواضعة، من أب عنيف يقسو في تربيته ويتوقّع له السجن، وأم زاعقة زاجرة مبتذلة سليطة اللسان. عندما يكبر تنقذه امرأة تعمل في حانة، وتعتني به فيحبها ويتزوجها، ثم ينتظرها بعد أن قاده الانحراف إلى السجن، فلا تأتي.

تنطلق حكايته عندما بدأ يعمل سائقا لعصابة من المنحرفين، فيعترف بأشياء حميمة سوف تكشف عن مواطن ضعفه. يسردها في نرجسية تامة، ليبيّن كيف كان ينهر رفاقه في الحيّ، ثمّ زملاءه في شتى الحرف التي امتهنها، بل يتحدّث بسوء حتى عن والديه، والإنسانية جمعاء.

بعد السجن، حيث انجذب إلى المطالعة وتعرّف من الكتب على كبار المؤلفين والفنانين وعرف معنى الأناقة، يتحدّث بدم بارد عن تفاصيل مهمّة كُلّف بها، ويستطرد أحيانا للحديث عن تلك المرأة التي ملكت حياته، ليبيّن تبعيته لها، وكأنه مدمن، ثم خضوعه لأبيه كنقطة ضعف أخيرة.

على مدار ساعة وربع الساعة، ورغم المسافة بين الممثل وجمهوره، ينفخ روبير بلانيول الروح في هذا المونولوغ الطويل، الذي يمتزج فيه المعيش البائس بالتراجيديا المعاصرة، ما خلق جوّا خانقا يتجلى في قسمات الممثل وحركاته وأقواله وينتقل إلى المشاهد.

وقد عبر بلانيول عن سعادته بوجود جمهور حقيقي خلف الشاشة، رغم أن التفاعل مع الجمهور الحيّ أساس العمل المسرحي، ما جعله يحسّ بأنه لم يغادر الخشبة، على حدّ قوله.

ولكن رغم موهبته التي لا تنكر، وأدائه المقنع، فإن العمل المقترح، الذي يتأرجح بين المسرح والسينما من جهة محتواه وإخراجه، كان يحتاج إلى ممثل ثان يسنده، ويكون بمثابة ظلّ للحاضر أو تذكّر للماضي، ليخلق نوعا من الصدى، وفصلا بين زمنين، ويحدث تغيرات مفاجئة تقطع رتابة العرض، وتفتح وضعيات جديدة.

ومع ذلك، كانت ردود الفعل فوق المتوقع، بل إن منتجة ومخرجا، بعد أن شاهدا العرض على الشبكة، اقترحا على بلانيول التفكير في تحويل النص إلى سلسلة، لما في النص من إمكانات تستجيب لسيناريو مسلسل تلفزيوني. ذلك أن هذا النص، البريطاني في سوداويته وسخريته المرة، يتميز بكتابة تجمع بين التحليل النفساني والأكشن، وتقبل التحوّل إلى عمل درامي تلفزيوني أو سينمائي.

بقي أن نقول إن “امرأة حياتي” هو أيضا عنوان شريط سينمائي فرنسي أخرجه ريجيس فارنيي عام 1986، وقام بأدوار البطولة فيه جان لوي ترانتينيان، وجين بيركين وكريستوف مالافوا، وموضوعه يشبه إلى حدّ ما موضوع مسرحيتنا، إذ ثمة امرأة تحاول أن تعيد إلى الجادة رفيقها سيمون عازف الكمان المدمن على شرب الخمر، ثم تهجره.

ولكن الاختلاف أن زوجة فرنسيس تغادر حياته بعد دخوله السجن، بينما تغيّر لورا طبعها بسبب غيرتها من بيير الذي استفاد من تجربته في ترك الكحول، ليدفع صديقه سيمون إلى الإقلاع عن تعاطيها نهائيا، إذ سعت عن غير وعي إلى إعادته إلى الإدمان من جديد، لأنها لم تقبل أن يشفى بفضل شخص آخر.

غادة سويلم.. المسرح النسائي المصري في دائرة الضوء

مجلة الفنون المسرحية

غادة سويلم.. المسرح النسائي المصري في دائرة الضوء

وقد حدّدت سويلم مقومين أساسيين لبحثها؛، السياق الاجتماعي الذي تبلور فيه إبداع الكاتبة المصرية منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين حتى نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين؛ فعرضت بإيجاز لمسيرة المرأة المصرية لنيل حقوقها في التعليم والعمل والحرية والنشاط الاجتماعي والتمثيل السياسي، وتبيان عدد من المصطلحات المتداخلة والمتقاربة في عديد من عناصرها من حيث ارتباطها بالمنتج الأدبي النسوي، وهي مصطلحات النسوية والأدب النسوي والأدب النسائي، وأدب المرأة.
 تسعى العديد من الدراسات النقدية مؤخراً إلى تخليص المسرح الذي تقدّمه المرأة العربية من مغالطات متعدّدة ظلّ بعضها مهيمناً إلى اليوم، تتعلّق أساساً بالتمييز بين نصوص وأعمال أبدعتها كاتبات ومخرجات، وبين تجارب تستند إلى نظريات ومقولات نسوية تتحدى الصورة التي تقولبت بها المرأة والبنى الاجتماعية التي تقيّد أدوارها وتحّددها سلفاً.
في حديثها إلى "العربي الجديد"، تلفت الباحثة المصرية غادة كمال سويلم إلى أنها اختارت العقود الثلاثة الأخيرة فضاء زمنياً لكتابها "الكتابة المسرحية النسائية المعاصرة في مصر (1980 – 2010)" الذي صدر حديثاً عن "مؤسسة علوم الأمة للنشر والتوزيع" بتقديم أستاذ النقد الأدبي سامي سليمان، لأن "هذه الفترة شهدت غزارة نسبية في الإنتاج المسرحي النسائي وتنوعاً في الاتجاهات".

وأوضحت "لم تتحقق هذه الغزارة والتنوّع من قبل لحداثة عهد الكاتبة المصرية بالكتابة المسرحية؛ فحتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين لم يصل إلينا سوى ثلاثة نصوص مسرحية نسائية صدرت في مصر، هي "الملكة بلقيس" (1893) للطيفة عبد الله، و"يتناقشون" (1922) و"على الصدر الشفيق" (1924) لمي زيادة.

"
حدّدت المؤلفة مقومين أساسيين لبحثها؛، السياق الاجتماعي وتبيان المصطلحات المتداخلة
"
وأضافت "ومع بداية النصف الثاني برزت مجموعة من الأسماء النسائية المهمة في ساحة التأليف الدرامي مثل جاذبية صدقي وليلى عبد الباسط وفوزية مهران ولطيفة الزيات، وصوفي عبد الله التي كان نصها " كسبنا البريمو" أول نص مسرحي نسائي تشهده خشبة المسرح في النصف الثاني من القرن العشرين؛ حيث عرض على المسرح القومي في الموسم المسرحي (1951-1952)"، وقد تحدّثت الباحثة سامية حبيب عن هذه التجارب وعن أعمالهن المسرحية في كتابها "مسرح المرأة في مصر" (2003)".

وتشير المؤلّفة إلى أنه "مع بداية الثمانينيات زادت أعداد الكاتبات المسرحيات، وتنوّعت اتجاهات إنتاجهن المسرحي، ومن ثم وقع الاختيار على هذه الفترة التي لم تخصص لها دراسة كاملة من قبل، فلم أقرأ عنها سوى مقالين للباحث والأكاديمي سامي سليمان، وكانا شديدي الأهمية بالنسبة إلي، "مقال الكاتبة المصرية والكتابة المسرحية (مجلة تايكي – تشرين الأول/ نوفمبر 2006، و"المرأة المصرية وضروب الإبداع الأدبي" ضمن كتاب "المرأة المصرية في التاريخ الحديث والمعاصر" (2009)".

تناول الكتاب، بحسب سويلم، عدّة نصوص منها: "بلا أقنعة، وسجن النسا، والخرساء" لـ فتحية العسال، و"الوهج- سوناتا الحب والموت" لـ نادية البنهاوي، و"إيزيس" لـ نوال السعداوي، و"المنى" لـ ماجدة رمزي يوسف، و"الجدار الثاني" لـ هدى شعراوي، و"نساء ماريونت" لـ هالة فهمي، و"لكنه موتسارت" لـ لمياء مختار، موضّحة أنها تابعت تقريباً كل النصوص التي كتبت في هذه العقود الثلاثة، وحين لاحظت تنوّع اتجاهاتها اختارت أبرز النصوص الممثلة لهذه الاتجاهات، وألحقت بالدراسة ببليوغرافيا بنصوص تلك الفترة، إضافة إلى التعريف بالكاتبات.

وبيّنت أن الدافع وراء دراستها انطلق من كون "مجال الكتابة المسرحية النسائية من المجالات التي عانت إهمالاً نقديّاً، وهناك توجه نقدي عالمي يعتقد أن المرأة لا تستطيع الكتابة للمسرح بسبب ما يستوجبه من بنية درامية محكمة تتناسب مع طبيعة تفكير الرجل الذي يرى الحياة في خط أحادي متصاعد، بخلاف المرأة التي تعدّ تجربتها الحياتية من الدوائر المتجاورة التي لا تقل إحداها أهمية عن غيرها، ومن ثم يرى النقاد أن الرواية هي النوع الأدبي الأنسب للمرأة التي لا تستطيع ترويض طاقة السرد لديها أو التحكم فيها".

وتختم صاحبة دراسة "مسرح رشاد رشدي وتلامذته: سمير سرحان وعبد العزيز حمودة ومحمد عناني" (أطروحة الدكتوراه) بالقول إن "الكاتبات واعيات تماماً لهذا التحدي وهن يخضن غمار الكتابة المسرحية، ومن هنا حريٌّ بالكتابات النقدية أن تقدم الدعم النقدي لهذه المحاولات وتخرجها من دائرة الإهمال إلى دائرة الضوء، فكلّ إبداع جيد يستحق التقدير كما أنه له دوره في تشكيل وعي الناس على نحو أو آخر".


وصنفت المؤلفة الكتابة المسرحية النسائية في إطار ثلاثة اتجاهات أساسية، هي الاتجاه الاجتماعي، والاتجاه التاريخي والاتجاه التجريبي، وحللت عبر فصول الدراسة عناصر التشكيل الجمالي لمجموعة من النصوص المسرحية النسائية التي اختارتها تمثيلات دالة على تلك الاتجاهات، ويأتي الكتاب في مدخل وخمسة فصول وخاتمة بلورت فيها المؤلفة أهم سمات الكتابة المسرحية النسائية في مصر في الفترة محل الدراسة.

------------------------------------
المصدر : العربي الجديد

مسرحية " الوباء القاتل " بفصل واحد تأليف: سرحان أحمد سرحان

مجلة الفنون المسرحية

سحر المسرح وجاذبيته في مجابهة كورونا عباسية مدونية (الـجزائـر)

مجلة الفنون المسرحية
الكاتبة عباسية مدونية

عزلة المسرح في زمن كورونا (48)

المسرح فن جماعي، وطبيعة جسد الفرجة المسرحية لا يتحقق جوهرها الا بالجماعة وفي الجماعة.. سواء على مستوى التشكل الابداعي من خلال التداريب والتحضير أو على مستوى التلقي والتفاعل الجماهيري الحي.

فماذا عن “عزلة المسرح في زمن كورونا”؟ وهل ما عرفته المنصات الوسائطية الالكترونية من مبادرات واسهامات “مسرحية الكترونية” قدم لهذا الفن الجماعي الحي والعابر، ما كسر شيئا من عزلته وانكماش فعله وفاعليته وتفاعله؟ هل تلبى رغبة الفرجة الحية بكبسولات فيديو ؟ وما تأثير الافكار المبتكرة الكترونيا على الفرجة المسرحية؟ المسرح وعاء ابداعي يحتضن الفنون جميعها.. فما تاثيرها على قواعده الثابتة والمتغيرة ؟ وما الفواصل بين التأثير الحقيقي والتاثير المزيف الزائل؟

ملف تشارك فيه مجموعة من الأسماء المسرحية العربية لإبداء الراي ومناقشة حاضر المسرح في الزمن المرتبط باكراهات الظروف المعطاة التي فرضتها الجائحة على الجميع… وما طبيعة النشاط المسرحي الإلكتروني الذي عرفه الظرف “الكروني”…

إعداد: عبد الجبار خمران 

سحر المسرح وجاذبيته في مجابهة كورونا

عباسية مدوني (الـجزائـر)

      أبو الفنون.. تلكم العريشة السامقة التي تنمو لتعانق المجد والعطاء، وجدت نفسها أمام تحدّ من نوع آخر، ورهان متجدّد حتى تواصل النموّ دونما الالتفات إلى الوراء، لتؤكّد شرعيّة تُرْبتها التي بذرها فنانو المسرح بكل رعاية واهتمام.

تحدّ لم يكن في الحسبان ولا ضمن المخطّطات.. أن يعصف فايروس كورونا بكل العالم ويوقف أيّ نشاط ثقافيّ أو فنيّ بسبب الإجراءات الاحترازية. كل ذلك أثّر على العديد من الجهات والمؤسسات والفنانين، وكان الأثر الأكبر قد مسّ المسرح، هذا النشاط الفكري والوجداني والتواصليّ بما له من بصمة في حياة الأفراد والجماعات، ومع ذلك هبّ لفيف من عشاق الفن الرابع والكثير من الجهات إلى أن تحافظ على امتداده الفنيّ واستمرار حواره التفاعليّ.

وبما أنّ الجمهور هو العملة الأساس في اللعبة المسرحية، هذا المتلقي بمختلف مشاربه وتوجهاته كان لابدّ من إيجاد البديل للتواصل ولإشباع رغبات الجمهور الفنيّة، فجاء المنصّات الإلكترونية الافتراضية حيث اجتهدت كل جهة من طرفها وحسب مبادرتها باحثة عن الحلقة المفقودة في هذا الجسر التفاعليّ ألا وهو الجمهور ، وعلى الرغم من تكثيف الإعلانات من لدنّ كلّ منصة أو فنان مبادر، كان السؤال الجوهريّ دوما : هل سنتمكّن فعلا من استقطاب شريحة مهمة ممكنة من الجمهور المسرحيّ عبر هذه المنصات ؟

المؤكّد في ظلّ جائحة كورونا، أنّ المنصات الإلكترونية ومجموعة المبادرات المتفرقة عالميّا على شبكات التواصل، قد فسحت المجال الأوسع لتلاقح الأفكار وتحقيق الانصهار الفنيّ المسرحيّ مشاهدة، مشاركة ،نقدا، حوارا وتفاعلا… لكن في الآن ذاته يبقى المسرح، كسحر وجاذبيّة، في حاجة إلى التواصل المباشر، إلى ملامسة التأثير والإلهام الذي يبحث عنه كل مبدع ويرنو إلى تحقيقه لدى المتلقيّ .

المسرح كفنّ مرن، في مسيس الحاجة دوما إلى التفاعل المباشر.. الأمر الذي أثّر غالبا في ظل هذه الأزمة، لأنه في الأول والأخير فن المسرح للمشاركة، وللتعاطي ولإثارة الأسئلة والتوغّل أكثر في عالم المتلقّي لاستفزاز ذائقته الجمالية والفكرية والروحية.. فرغم التفاعل عبر منصات التواصل عبر شبكة الأنترنيت لم يحقّق المسرح تلكم الغاية، الأمر الذي يضع المهتمّين بالشأن المسرحي في كل تخصصاته ومجالاته في بؤرة التساؤل الفعليّ حول عمق ما نقدّم والرؤية الفكرية الناضجة جرّاء ما نطرح.

 وعليه، فالإبداع المسرحي في ظلّ فيروس كورونا لن يجد نفسه أمام رهان الجمهور فحسب، بل سيكون أمام مواجهة حتميّة وسؤال شرعيّ أكثر مصداقية: ماذا بعد كورونا ؟ ما مصير المنجز المسرحي بمختلف حقوله بعد هذا الوباء العالميّ؟

وهل سيتمكّن المشتغلون في حقله من نحت ذلكم السحر؟ وتلميع تلكم الجاذبية أكثر وفق رؤى تأمليّة أكثر نضجا ووعيا ؟

------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح 

الجمعة، 19 يونيو 2020

مسرحية لليافعين تجمع بين موجة ونورس في قصة حب

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية لليافعين تجمع بين موجة ونورس في قصة حب

دمشق - العرب 

المسرحية السورية موجهة لليافعين لا للأطفال، وتحاول من خلال قصة حب عجيبة أن تبث قيما إنسانية رهانها الجمال والخير.

وفق الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفايروس كورونا يستقبل مسرح القباني يومياً جمهوره من اليافعين وأسرهم في سلسلة عروض لمسرحية “الموجة وطائر النورس”، المأخوذة عن الأدب العالمي ترجمها الراحل سعد صائب وهي من إعداد وإخراج هدى الخطيب.

وعن المسرحية قالت مخرجتها هدى الخطيب في تصريح لها “اخترت هذه القصة من الأدب العالمي وأعددتها لتكون مسرحية لأنها عالقة في ذاكرتي منذ سن الطفولة ولطالما حلمت بتقديمها على الخشبة وأضفت عليها بعض قصائد شكسبير لإغناء حالة الحب في الحكاية بين الموجة وطائر النورس”.

وتابعت الخطيب “المسرحية تقدم قصة حب بنهاية غير تقليدية وهي موجهة لليافعين وأردنا من خلالها تقديم شيء مختلف عما يقدم من مسرحيات لهذه الشريحة العمرية”، معتبرة أن الإجراءات الوقائية المتبعة في المسرح قللت من عدد حضور العرض.

الممثلة رنا جمول التي تجسد شخصية الحوت ملكة البحار الداعمة للحب والمحبين قالت “مقولة المسرحية إنسانية وتحمل الجمال والخير وهي مناسبة لجيل اليافعين ولاسيما مع الحاجة إلى المزيد من العروض الموجهة للناشئة في ظل انتشار الألعاب الإلكترونية”.

مسرحية من الأدب العالمي

ويبيّن الفنان تاج الدين ضيف الله، الذي يقوم بدور البطريق ويمثل الجانب الشرير في القصة، أن العرض مختلف بطرحه لخصوصية جمهوره، مع إشارته إلى أنه عرض يمكن أن يحضره الكبار ولكنه لا يناسب الصغار، مشيراً إلى أهمية وجود مثل هذه العروض التي تخاطب فئة مهملة مسرحياً وتلفزيونياً وسينمائياً، مع تأكيده على أن هذا العرض وإن خُصِّص لليافعين إلا أن العائلة عندنا اعتادت على حضور العروض المسرحية بعيداً عن هكذا تصنيف. لذلك سيأتي الجميع برأيه لحضوره، وأشار إلى أنه يجسد شخصية البطريق الذي يستأذنه طائر النورس للزواج من الموجة إلا أنه يرفض ويحاول منع هذا الزواج لتكون النهاية مفاجئة للجميع.

وقدمت الممثلة الشابة روجينا رحمون دور الموجة، وعن شخصيتها قالت “كانت هناك صعوبة في أنسنة الموجة وتقديمها للجمهور ولكن من خلال العمل توصلنا إلى بعض الحلول في الأداء والشكل لتصل إلى شريحة اليافعين بشكل صحيح والتي يحتاج التعامل معها إلى المزيد من الانتباه لأنها تمزج ما بين عمري الطفولة والشباب”، لافتة إلى أن المسرحية جاءت بالعربية الفصحى مع إشعار لشكسبير بطريقة مبسطة بعيدة عن الاستسهال.

الممثل الشاب نجيب السيد يوسف، جسد شخصية طائر النورس الذي يعشق إحدى الموجات على شاطئ البحر لتكون نهاية هذا الحب نهاية غير تقليدية، وقد عبر عن سعادته بالعمل مع “كادر فني أكاديمي مميز في عرض يحمل العديد من الرسائل إلى جانب المتعة التي يحققها، كما أنه متنفس للناس وطقس لممارسة الحياة ويرمز لاستمراريتها وخاصة في ظل الظروف الحالية”.

وأكد السيد يوسف أن العمل مع المخرجة هدى الخطيب مغامرة فيها روح التحدي والاكتشاف في كل مرة، مشددا على الإضافة التي تحققت له بوجوده ضمن فريق يضم أسماء مهمة في عالم المسرح، منوهاً بأن أكثر ما أعجبه في هذا العمل هو سونيتات شكسبير وتقديمه للدور باللغة العربية الفصحى.

والمسرحية هي التجربة الثانية لهدى الخطيب بعد تجربتها الأولى في مجال الإخراج المسرحي بعنوان “قارع الطبل”.

لم تكتفِ الخطيب كمعدّة بتحويل القصة إلى نص مسرحي، ولإغنائها ضمَّنتها سونيتات لشكسبير هي عبارة عن حواريات حب بين روميو وجولييت، ليتناول العرض قصة حب أرادت لها أن تكون لليافعين، وهي الفئة التي نادراً ما يتم التوجه إليها، مع حرصها على أن تذكر للجمهور أن هذه المسرحية لليافعين وليست للأطفال، مع أنها وبسبب الظرف العام لا تستبعد أن تحضرها العائلة بغضّ النظر عن الشريحة المستهدفة لها، مؤكدة أن موضوعة الحب من الموضوعات التي تحرص دائماً على تناولها في أعمالها ولها تجارب سابقة في هذا المجال.

اشتغلت الخطيب بمسرح الطفل بعد تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية، وتخصصت  في جامعة باريس الثامنة بمسرح الدمى والمسرح المدرسي، مبيّنة أنها منذ البداية كانت لديها رغبة في مخاطبة اليافعين مع إدراكها أن مسرح اليافعين ليس بالأمر السهل، خاصة أن “الموجة وطائر النورس” يتضمن أشعاراً قد تكون صعبة وأن تقبّلها من قِبَل الجمهور لن يكون بالأمر اليسير لكنها بعد تجربة طويلة في مجال المسرح تعوّل كثيراً على ذكاء الطفل واليافع للتفاعل مع هذا العرض.

الأربعاء، 17 يونيو 2020

"أحدهما عاري و الآخر بذيل" مسرحية ساخرة بفصل واحد تأليف : الكاتب الإيطالي: داريو فو،1983 ترجمة: د.إقبال محمدعلي

مجلة الفنون المسرحية

"مزاج " ديو درام تأليف :جان بيير مارتينا / ترجمة علاوة وهبي

مجلة الفنون المسرحية 

الثلاثاء، 16 يونيو 2020

بحث في (المسرح في علاقته بالمعرفة:المعرفة في المفهوم الفلسفي والأنتربولوجي والعملي، وعلاقتها بالفنون بصفة عامة، وبالظاهرة المسرحية على وجه الخصوص) / الأستاذ محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية " سارق الكتب المقدسة " تاليف هشام شبر

مجلة الفنون المسرحية


الأحد، 14 يونيو 2020

" موت" مسرحية بقلم: وودي آلن ترجمة:د.إقبال محمدعلي

مجلة الفنون المسرحية

الجمعة، 12 يونيو 2020

تمثلات المسرح للأوبئة.. مآس كونية أبطالها غير مرئيين

مجلة الفنون المسرحية

تمثلات المسرح للأوبئة.. مآس كونية أبطالها غير مرئيين

عواد علي - العرب 

كيف سيتعامل الكتاب المسرحيون مع وحش كورونا الكاسر، وكيف يتصوّرون الآثار والتحديات التي يخلّفها على مختلف الأصعدة؟

تمثّل فن المسرح، منذ فجره حتى الآن، الأوبئة التي تفتك بالبشر وتحصد أرواحهم في سياقات وأساليب مختلفة، مستوحيا إياها في البداية من الملاحم والمدونات السردية والتاريخية. ثم من واقع المجتمعات التي انتشرت فيها وعايشها كتّاب المسرحيات، سواء عبر تمثيل مباشر لما تفعله في الجموع الإنسانية على المستويات الحياتية والسلوكية، أو بالتركيز على تأثيرها في الروح ومنظومة القيم، أو كثيمة رمزية تحيل على قضايا سياسية واجتماعية.

ومن أبكر المسرحيات التي تمثّلت الأوبئة في التاريخ، مسرحية “أوديب ملكا” للشاعر المسرحي الإغريقي سوفوكليس، التي تحدّثت عن وباء الطاعون والتي كيّفها سوفوكليس عن ملحمتي الإلياذة والأوديسة لهوميروس.

وتدور أحداثها في مدينة “ثيبة”، التي أصبح أوديب ملكا عليها، بعد مقتل والده “لايوس”، مكافأة له على قتله الوحش “أبوالهول”، وزواجه من الملكة “جوكاستا”، من دون أن يعلم أنها أمه، ولا هي تعرف أنه ابنها، وإنجابهما ولدين وبنتين. وبسبب هذا الدنس تغضب الآلهة، وتنشر الطاعون في المدينة، فيقضي على حياة الكثيرين.

وفي سعي أوديب لتخليص الشعب من هذا الخطر يبعث خاله كريون لاستطلاع نبوءة معبد دلفي، فتأتيه النبوءة بأن المرض عقاب من الآلهة حتى يزول الدنس الذي يعيش وسطهم، ثم يستدعي أوديب العراف “تيريسياس” ليعرف منه اسم قاتل الملك “لايوس”، فيفاجئه هذا بأنه هو القاتل. لكن أوديب يعتقد بوجود مؤامرة بين العرّاف وكريون فيأمر بحبسهما. وبعد تحقيق لم يطل يكتشف أوديب صدق العرّاف، فيقتص من نفسه بفقء عينيه بيديه، ويغادر خارج البلاد منفيا، أما “جوكاستا” فتنتحر شنقا.

وقد تعاقب بعد سوفوكليس العديد من كتّاب المسرح على إعادة كتابة أسطورة أوديب مسرحيا، ابتداء من معاصره يوربيديس، ثم الروماني سينيكا، والفرنسي كورنيه في عصر النهضة. وأحصى أحد الباحثين الفرنسيين 29 مسرحية عن أوديب بأقلام كتّاب من فرنسا فقط، منهم كورنيه، فولتير، أندريه جيد، جان كوكتو، وهوغو فون هوفمانزتال.

وكان للكتّاب المسرحيين العرب نصيب، أيضا، في إعادة كتابة المسرحية، أولهم توفيق الحكيم في “الملك أوديب” عام 1949، تلاه علي أحمد باكثير في “مأساة أوديب”، التي أضفى عليها طابعا إسلاميا، وبعدا سياسيا يرمز إلى ما حلّ بالعرب من ذل إثر نكبة 1948. ثم فوزي فهمي في “عودة الغائب” (1968)، فعلي سالم في “كوميديا أوديب أو أنت الذي قتلت الوحش” (1970) باللهجة المصرية، فوليد إخلاصي في “أوديب مأساة عصرية” (1978).

ولم يغب وباء الطاعون عن شكسبير، ففي أحد مقاطع مسرحية “روميو وجولييت”، حيث تلجأ جولييت إلى راهب يعطيها جرعة من دواء يجعلها تبدو كالميتة لتستيقظ في المقبرة وتهرب إلى حبيبها. لكن الراهب يجري احتجازه في الحجر الصحي بسبب الاشتباه في إصابته بالطاعون مع كاهن آخر كان يُساعد المرضى، وهكذا يفشل في توصيل الرسالة إلى روميو الذي يعتقد بأن حبيبته ماتت، ويصل إلى المقبرة ويشرب السم ويموت، وحين تستيقظ جولييت وتجد روميو ميتا تستل خنجرا من غمده وتقتل نفسها.

وفي عام 1898 عُرضت على مسرح أنطوان في باريس مسرحية من فصل واحد اسمها “الوباء” للكاتب الفرنسي أوكتاف ميربو، وُصفت بأنها مهزلة مأساوية، ثم نُشرت عام 1904 مع مجموعة مسرحيات من فصل واحد في كتاب بعنوان “المهازل والأخلاق”، وهي تتناول موضوع وباء التيفوئيد الذي ينتشر في مدينة بحرية، ويضرب الثكنات والمناطق البائسة. وخلال اجتماع لمجلس المدينة مُخصّص لهذا الوباء يرفض أعضاؤه، من الأغلبية والمعارضة، جميع الاعتمادات المُخصّصة للصرف الصحي في المدينة، غير مبالين بالخطر الذي يشكله المرض.

لكن حين يتفشى ويصل إلى الأحياء الغنية، ويتسبّب في موت بورجوازي غير معروف يُغيّر عمدة المدينة رأيه، ويثني على فكرة الاعتمادات، فيُصوّت أعضاء المجلس بالإجماع على منح قروض لمواجهة الوباء.

وإذا كان برتولد بريخت قد تطرّق إلى انتشار وباء الطاعون في مسرحيته المعروفة “حياة غاليليه”، في زمن عالم الفلك الشهير الإيطالي غاليلو غاليليه، والتي كتب نسختها الأولى سنة 1938، فإن ألبير كامي تناوله على نحو أوسع في مسرحيته “حالة طوارئ” أو “حالة حصار”.

وتتشابه أحداث المسرحية نوعا ما مع روايته “الطاعون”، وهي تدور في ميناء قادش الأندلسي الذي لم يعد له وجود، حيث يتفشّى مرض الطاعون، ما يفرض حالة طوارئ لمحاصرته.

وعلى الرغم من أن قادش كان يحكمها حاكم أناني لا يفكر إلاّ في ملذّاته الخاصة، وينفر من أيّ تغيير يتطلب مجهودا، فقد كان أهلها يعيشون حياتهم العادية، منفتحين على العالم الخارجي.

لكن الوباء، المتمثل بهيئة رجُل يسيطر على المدينة ويقتل من يعارضه، يترك سكان المدينة يواجهون مصيرهم مع الطاعون، فيجرون ناحية البحر محاولين الهرب، إلاّ أن بعضهم يرفض الخضوع، ويعلن بطل المسرحية “دييجو” العصيان، وحين يرى الطاعون أن شخصا واحدا لم يخضع له يدرك أن نهايته باتت قريبة، وبذلك ينتصر “دييجو”، ضاربا مثلا عظيما للذين كانوا قد فقدوا كل أمل في تنفس عبير الحرية.

غير أنه كان لا بد أن يدفع ثمن انتصاره غاليا، فإما أن يعيش هو أو تعيش حبيبته “فيكتوريا”، فيفضل أن تعيش الحبيبة ويموت هو، مثله مثل جميع الأبطال المُتميّزين الذين يأتون إلى الأرض لضرب أمثلة البطولة والعظمة.

وتجسّد المسرحية فكرة البحث في شكل الخوف، وكيف يمكن أن ينهزم، ويترك النفس دون عناء كبير إذا ما كان الدافع الأكبر لذلك هو الإحساس العارم بضرورة التضحية وحتميتها. فلم يكن بطل المسرحية مجرد بطل إشكالي عادي، بل كان نموذجا لفئة من البشر لا تقبل الخضوع للخوف لأنها تجد نفسها أمام اختيار مصيري، فإما أن تكون كالآخرين وتسقط في براثن الطاعون، أو تنتفض وتواجهه، وتكسر الحاجز المرعب الذي يحيط به نفسه.

وشدّ وباء الطاعون اهتمام الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا، أيضا، فكتب عام 2014 مسرحية بعنوان “حكايات الطاعون”، استوحاها من كتاب “الديكاميرون”، للكاتب الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو، الذي يضمّ حكايات رمزية من القرن الرابع عشر. وهي العمل المسرحي التاسع في مسيرة الكاتب بعد ثمانية أعمال مسرحية.

وأسهم العديد من المسرحيين العرب في كتابة وإنتاج مسرحيات عن مختلف الأوبئة نذكر منها، تمثيلا لا حصرا، مسرحية “هكذا الدنيا” ليوسف وهبي عام 1934. ولعلها أبكر مسرحية عربية في هذا الشأن، فهي تسلّط الضوء على معاناة المصريين مع وباء الطاعون الذي هاجم قرى مصر، وقد أدّى فيها وهبي شخصية مفتش الصحة الذي يواجه صعوبات في تنبيه أهالي القرية إلى تفشي الوباء.

كذلك مسرحية “وباء” للكاتب العراقي عبدالكريم العامري، التي نشرها عام 2018، وتجري أحداثها في زقاق قديم بمدينة ابتليت بالعمى وتكاد تكون مهجورة. وللكاتب السعودي إبراهيم حامد الحارثي مسرحية بعنوان “وباء” أيضا.

وكانت آخر مسرحيات محمد صبحي “خيبتنا” تتناول فكرة حرب الفايروسات من خلال جهة شريرة مجهولة أنتجت فايروسا ينتشر ويدمر العالم ولا يوجد له علاج. والمسرحية تدور في قالب كوميدي غنائي استعراضي يُؤدّي فيها صبحي شخصية الدكتور “يائس” عالم الجينات. وثمة مسرحية “العمى” التي كيّفها الدراماتورج المصري أحمد عصام عن رواية لجوزيه ساراماغو بالعنوان نفسه، وأخرجها السعيد منسي، وعرضها مؤخرا المركز الثقافي بطنطا. وتدور أحداث المسرحية في بلد ما أصيب جماعة من الناس فيه بوباء غريب سُمّي بـ”العمى اﻷبيض”، وجرى حجزهم في حجر صحي حتى لا ينتقل المرض، ويسُود الصراع بين أفراد الجماعة، وينتهك بعضم آدمية بعضهم الآخر، ما يعبّر عن فقدان الإنسانية لمعناها وقيمها.

ولا شك في أن ثمة كتّابا من شتى بقاع العالم يفكرون أو ينهمكون الآن في كتابة مسرحيات تتمثل وباء كورونا المُستجد، الذي يضرب البشر، ويشيع الهلع في كل مكان، ويعزل دولا ومدنا بكاملها. فكيف يتعاملون مع هذا الوحش الكاسر، وكيف يتصوّرون الآثار والتحديات التي يخلّفها على مختلف الأصعدة، خاصة أن “العالم لن يعود كما كان”، بتعبير المفكر الفرنسي جاك أتالي.

الفنان المؤرخ .. يوسف العاني انموذجاً

مجلة الفنون المسرحية

الفنان المؤرخ  .. يوسف العاني انموذجاً

*عدي المختار : 

من يقتفي اثر تاريخ الشعوب يتابع بنهم مسيرة السائرين على هامش الحياة في حقب غابرة من تاريخ هذه الشعوب , فالسائرين على هامش التاريخ هم المبدعين ومداد ماكتبوا وانجزوا لانهم يدونون الكثير بهم اللحظة ووعي التصريح والتلميح هم انعكاس لهموم اوطانهم والبسطاء في تلك الاوطان , لذلك بالامكان ان نطلق عليهم بمؤرخي الهم ولسان حال الشعب بصيغة الابداع بعيدا عن سلطة التاريخ الذي تسعى التابوهات والايديولوجيات والزعامات والسياسة ان تدسه في متن تاريخ الامم والشعوب ,وهكذا ماسعت الى اقتفاء اثرة الكثير من الدراسات التي قراءة التاريخ من مداد المبدعين في كل زمن .

الفنان الراحل يوسف العاني المولود في 1 يوليو 1927 ونشأ في محلة بغدادية شعبية قديمة تعرف بـمحلة (سوق حمادة) وسط بغداد فقد أخذ الكثير من أصول وركائز وأشكال كتاباته المسرحية من اجواء وملاذات محلته تلك ليؤسس لنفسة مسيرة ابداعية في المسرح والدراما والسينما والصحافة من وهج تلك الدرابين وامال اهلها وطموحات ناسها البسطاء فكان انعكاس حقيقي لهم وممثل امين لاصواتهم وتطلعاتهم , فكان بحق الفنان المؤرخ الذي ارخ بالفن حياة اهله وناسه ومراحل مهمة من تاريخ بلده العراق .

ومن يتابع اعماله في المسرح التي بلغت (50) عملا مسرحيا سواء التي كتبها او مثل فيها امثال ( الشريعة والخرابة - اني امك يا شاكر- الخرابة والرهن- نفوس- خيط البريسم – المفتاح – القمرجية - مع الحشاشة - طبيب يداوي الناس- في مكتب محامي - محمي نايلون - محامي زهكان - جبر الخواطر قيس - راس الشليلة - مجنون يتحدى القدر موندراما  - مسرحية تؤمر بيك - مسرحية موخوش عيشة- مسرحية لو بسراجين لو بظلمة - حرمل وحبة سودة- فلوس – اكبادنا- مسرحية ست دراهم - مسرحية على حساب من ؟ - مسرحية جحا والحمامة - مسرحية تتزهن- عمر جديد- مسرحية جميل التي قدمت في التلفاز باسم (اليطه) – المصيدة- اهلا بالحياة- صورة جديدة- نجمة وزعفران- شلون ولويش والمن- حرم صاحب المعالي السعادة - مسمار جحا - تموز يقرع تاناقوس - النخلة والجيران - ولاية وبعير - البيك والسائق - بغداد الازل بين الجد والهزل - القربان - مجالس التراث - الليلة البغدادية مع الملا عبود الكرخي- الإنسان الطيب - عمارة أبو سعيد) تلاحظ بشكل جل الهم الشعبي للفنان المؤرخ الذي لجا لكتابة حكاية شعبة بعناوين شعبية لم يلجأ فيها للاعمال الترف العالمية .

حتى في لسينما كان همه هذا ينعكس على الافلام التي قدمها امثال ( فيلم سعيد أفندي - 1957 اخراج كاميران حسني - فيلم أبو هيلة 1962 اخراج محمد شكري جميل ويوسف جرجيس- فيلم (تؤمر بيك)- فيلم وداعا يا لبنان المنتج في 1966- 1967 - اخراج حكمت لبيب- فلم المنعطف المأخوذ من رواية خمسة أصوات للكاتب غائب طعمة فرمان 1975، من اخراج جعفر علي - فيلم المسألة الكبرى اخراج محمد شكري جميل عام 1983- فيلم بابل حبيبتي مع الفنان فيصل الياسري في عام 1987- فيلم ليلة سفر اخراج بسام الوردي- فيلم اليوم السادس للمخرج يوسف شاهين، والمطربة داليدا في عام 1986).

وحينما نشط التلفزيون بشكل مؤثر في المجتمع سجل العاني حضورا مميزا فيه من خلال ( برنامج شعبنا 1959 وبنات هلوكت- وواحد اثنين ثلاثة- ليطه وهي من اخراج الفنان القدير خليل شوقي- ناس من طرفنا- سطور على ورقة بيضاء اخراج الفنان العربي الراحل إبراهيم عبد الجليل- رائحة القهوة اخراج عماد عبد الهادي وقد فازت بجائزة مهرجان الكويت للتمثيلية التلفازية- ثابت افندي الفائزة بجائزة أفضل سيناريو في مهرجان اتحاد الاذاعات العربية في تونس عام 1983- عبود يغني وعبود لايغني اخراج إبراهيم عبد الجليل- عزف على العود المنفرد اخراج الراحل رشيد شاكر ياسين- بطاقة يا نصيب-  الربح والحب- يوميات محلة اخراج عمانوئيل رسام الشهير باحرفه الثلاثة (ع.ن.ر)- وتمثيلية (بلابل) اخراج د. حسن الجنابي الفائزة بعدة جوائز في مهرجان قرطاج للاذاعة والتلفزيون.

اما في الدراما فكان اختياره للاعمال لا يخرج تماما عن متبنياته كمؤرخ لهموم شعبه في اختيار الشخصيات التي مثلها وهي ( مسلسل الايام العصيبة -الهاجس لصلاح كرم- مسلسل هو والحقيبة اخراج رجاء كاظم- مسلسل الحضارة الإسلامية اخراج داود الانطاكي إنتاج أبوظبي- مسلسل الكتاب الأزرق لفيصل الياسري- مسلسل الانحراف إنتاج الكويت- مسلسل الجرح اخراج عماد عبد الهادي- مسلسل حكايات المدن الثلاث بجزئيه الأول والثاني- مسلسل احفاد نعمان اخراج د. طارق الجبوري.

ووجد العاني ان الورق ذاكرة تحفظ له مامضى به من تدوين للتاريخ بصيغة الابداع فطبع ونشر مؤلفاته في مجالات المسرح والسينما والذكريات وهي ( راس الشليلة1954- مسرحياتي الجزء الأول والثاني- 19601961- شعبنا 1961- بين المسرح والسينما 1967 اصدار القاهرة- افلام العالم من اجل السلام 1968- مسرحية الخرابة- هوليود بلا رتوش 1975- التجربة المسرحية معايشة وحكايات طباعة بيروت 1979- عشر مسرحيات ليوسف العاني- بيروت 1981- سيناريو لم اكتبه بعد 1987- المسرح بين الحديث والحدث 1990- شخوص في ذاكرتي 2002).

لانه لسيق بهموم شعبه وصوت لهم حقق الكثير في مجال الابداع واهم ماحققه انه كان ولايزال خالدا في وجدان العراقيين لانه كان امينا على نقل همومهم وتطلعاتهم وكان مؤرخا حقيقيا لوطنه بعيدا عن زيف المؤرخين الذين تقودهم مصالحهم الشخصية اوالدينية او الحزبية لذلك كان حاضرا في تكريمات فنية وابداعية كبيرة في مهرجانات داخل وخارج العراق ,وهذا ما اهله ان يكنال لقب الفنان المؤرخ بجدارة حتى بعد ان فارق الحياة في احدى مستشفيات الأردن في 10 تشرين الأول 2016 بقي ذلك الوهج الذي مد خيوطه الفنية التي لا تمحى واو تغيب في ذاكرة الابداع والتدوين الحقيقي العراقي والعربي , وهكذا بالضبط ان تكون رسالة كل فنان والا فالفن يكون مغامرة لا يحفظها التاريخ اطلاقا.

*كاتب ومخرج عراقي

الثلاثاء، 9 يونيو 2020

عزلة المسرح في زمن كورونا (10) في هذا الرعب المدمر، نحن بحاجة إلى اليوم الثامن.. يوم التلاقي المسرحي – عبد الكريم برشيد

مجلة الفنون المسرحية 

عزلة المسرح في زمن كورونا (10) في هذا الرعب المدمر، نحن بحاجة إلى اليوم الثامن.. يوم التلاقي المسرحي – عبد الكريم برشيد

المسرح فن جماعي، وطبيعة جسد الفرجة المسرحية لا يتحقق جوهرها الا بالجماعة وفي الجماعة.. سواء على مستوى التشكل الابداعي من خلال التداريب والتحضير أو على مستوى التلقي والتفاعل الجماهيري الحي.

فماذا عن “عزلة المسرح في زمن كورونا”؟ وهل ما عرفته المنصات الوسائطية الالكترونية من مبادرات واسهامات “مسرحية الكترونية” قدم لهذا الفن الجماعي الحي والعابر، ما كسر شيئا من عزلته وانكماش فعله وفاعليته وتفاعله؟ هل تلبى رغبة الفرجة الحية بكبسولات فيديو ؟ وما تأثير الافكار المبتكرة الكترونيا على الفرجة المسرحية؟ المسرح وعاء ابداعي يحتضن الفنون جميعها.. فما تاثيرها على قواعده الثابتة والمتغيرة ؟ وما الفواصل بين التأثير الحقيقي والتاثير المزيف الزائل؟

ملف تشارك فيه مجموعة من الأسماء المسرحية العربية لإبداء الراي ومناقشة حاضر المسرح في الزمن المرتبط باكراهات الظروف المعطاة التي فرضتها الجائحة على الجميع… وما طبيعة النشاط المسرحي الإلكتروني الذي عرفه الظرف “الكروني”…


إعداد: عبد الجبار خمران 


في هذا الرعب المدمر، نحن بحاجة إلى اليوم الثامن.. يوم التلاقي المسرحي 

عبد الكريم برشيد

يوم المسرح هو اليوم الثامن في الأسبوع…

     في البداية، فإن أول شيء يمكن أن أشير إليه، هو أن هذا الزمن الذي نعيشه اليوم هو زمن شاذ واستثناني، وهو واقعي نعم، ولكن واقعيته مرعبة وغير حقيقية، وغير إنسانية، وليس من المنطقي أن نبني اليوم تصورا جديدا، وأن نؤسس فنونا أخرى، وذلك بناء فقط، على حالات شاذة واستثنائية وعابرة، وهل يصح صياغة قوانين قارة وحقيقية، انطلاقا فقط من حالات مرضية ظرفية عابرة؟

     وأعتقد أن كل ما نعيشه اليوم، ينبغي وضعه بين قوسين، فهو الواقع الذي ينبغي أن يرتفع، من أجل أن نعود إلى حياتنا الحقيقية، ونعود إلى فنوننا الحية، ونعود إلى علاقاتنا الإنسانية المصادرة، وقد يتعايش السجين ـ مؤقتا ـ مع سجنه، ولكن ذلك لا يمنعه من أن يفكر في الحرية، وأن يحلم بالحرية، وباليوم الذي يستعيد فيه حريته، وهكذا هو الإنسان اليوم، فرض عليه أن يدخل بيته، وفرض عليه أن يعوض عاداته الحقيقية بعادات ظرفية طارئة، ووجد نفسه، وهو الكائن الحالم والشاعر والاجتماعي، يعيش كابوسا مزعجا، فهل يؤمن بهذا الكابوس المزعج أم يكفر به؟ هل يرسمه، ويعطيه المشروعية، أم يواجهه ويقاومه ويحاربه، وذلك حتى يستعيد حقيقته المصادرة، وحتى يحرر حياته اليومية الممنوعة والمقموعة؟

     إن كل هذا الرعب لا ينبغي أن يرعبنا، وكل هذا الذي يحدث اليوم لا يعني أبدا أن التاريخ قد انتهى، وأن المسرح قد انتهى، وأن الحدائق والساحات العمومية والفضاءات العامة لم يعد لها أي مبرر لوجودها، هي مرحلة استثنائية إذن، في انتظار أن نعود إلى الحياة، وأن تعود إلينا الحياة، كما كانت، أو أجمل وأبهى مما كانت، وإذا نحن تغيرنا، استجابة لهذا الخواء الذي يهددنا، وإذا نحن فرطنا في فكرنا وفي علمنا وفي فننا وفي أجمل ما لدينا، فمعنى ذلك أننا قد انهزمنا، وأننا لا لا نستحق إنسانيتنا، ولا نستحق هذه الحضارة التي بناها الإنسان عبر كل تاريخه الطويل، المعركة إذن هي معركة وجود، أي نكون أو لا نكون، وأن وجودا كما نريد، وكما تشاء الحقيقة، وليس كما يفرض علينا،

     وما أقوله اليوم ليس وليد هذا اليوم، فأنا الكاتب المنظر الذي آمن دائما بالفرح، وآمن بالحق في الفرح، وآمن بالتلاقي الإنساني، وآمن بحيوية الحياة، وأمن بأن الأصل في هذا الإنسان أنه مقاوم وجودي، وهو يناضل دائما، ليس من أجل أن يحيا أية حياة، كيفما، كانت هذه الحياة، وأن يقنع بأية ثقافة، كيفما كانت هذه الثقافة، ولكن من أجل حياة صادقة وحقيقية، ومن أجل ثقافة تليق بالإنسان العاقل والمفكر والعاشق للحياة وللجمال والكمال، وفي كتاب ( عبد الكريم برشيد وخطاب البوح ـ حول المسرح الاحتفالي) أقول ما يلي ( ما ظهر واختفى لا يمكن أن يعول عليه، ووحدها الأشياء الحقيقية هي التي تظهر وتبقى، وهي التي تنمو داخليا، وهي التي تتعدد في الفضاء الزمكاني، وهي التي تتجدد مع تجدد الأيام والأعوام، أما ( التيارات) التي تظهر سهوا، أو خطأ، وتختفي في غفلة من الزمان، فإنه لا يمكن أن يكون لها أي معنى )

ولأننا جميعا نخاف على مستقبل المسرح، ونخاف على مستقبل كل فنون الأداء القائمة أساسا على الحضور وعلى التلاقي،، فإنه لابد أن أتساءل :

ــ هذا الذي نسميه المسرح ماذا يكون؟

ــ هل هو التعييد والتجديد والفرح والحرية والتحرر والانفلات والعربدة، أم إنه مجرد صور وخيالات يمكن أن نراها في البيت أو في السجن أو في أي مكان مغلق؟

ــ وهل يمكن استبدال هذا المسرح، بكل فنونه وعلومه وصناعاته وآدابه وأخلاقه، وتعويضه بما يشبهه، أو بما يمكن أن يقوم مقامه؟

ــ وهل هناك شيء يمكن أن يعوض المسرح؟

ــ فهل عوض الراديو المسرح؟

ــ وهل عوضت السينما، رغم سحرية الصورة فيها، المسرح؟

ــ وهل عوض التلفزيون، والذي قام على مبدأ تقريب صورة الحياة من الناس، هل عوض المسرح؟

ــ ومتى كانت صور الأشياء يمكن أن تغني عن وجودها بشكل حسي ومادي حقيقي؟

    بالتأكيد، فإن المسرح هو ( شيء) أكبر وأخطر من أن يكون مجرد فرجة بصرية، عابرة وطائرة في الفراغ أو في المطلق، أو يكون مجرد صور متحركة، صور يمكن أن نرى مثلها في الأحلام وفي الأوهام وفي الحكايات وفي الخرافات وفي المسلسلات وفي الأفلام وفي الأساطير القديمة أو المعاصرة، أو في تلك الصور المبهرة الأخرى، والتي يمكن أن يكون لها اليوم وجود على الشاشات الضوئية، وبهذا فقد أمكن أن نقول ما يلي: ليس بالصور وحدها يحيا الإنسان، ولكنه يحيا بملامسة الواقع والوقائع، وبالمعاناة اليومية الحقيقية، ولو كان ممكنا أن يعيش الإنسان فقط في العالم الافتراضي، لاكتفى بأن يعيش في الأحلام وحدها، ولكان من حقه أن يتخلى عن هذا الواقع وعن وقائعه المادية والحسية، وهل هذا هو المطلوب؟

     في المسرح لا نرى فقط، ولا نسمع فقط، ولكننا نحيا، والأخطر في هذا الفعل المسرح هو أن يرانا الآخرون أيضا، ونحن فيه لا نتفرج على الحياة عن بعد، ولكننا نحيا الحياة، ونعيش مع الأحياء، ونتذوق لذة الحياة، وبهذا فقد كان أهم شروط هذا المسرح هو اللقاء، وهو التلاقي، وهو الحضور، وهو التفاعل، وهو المشاركة، وهو الاقتسام، وهو المناخ المسرحي، وهو الطقس المسرحي، وهو العيد المسرحي، والذي هو اليوم الثامن في الأسبوع، والدخول إلى المسرح هو دخول يوم ليس هو يوم الإثنين ولا هو يوم الثلاثاء ولا هو يوم الأربعاء ولا هو يوم الخميس ولا هو يوم الجمعة ولا هو يوم السبت ولا يوم يوحد، وفي كلمة واحدة هو يوم التعييد المسرحي، ومن حقنا أن نعيش هذا اليوم الإضافي في روتين حياتنا اليومية، وأن تخرج من العادي ومن المعروف ومن المألوف، وأن ندرك شعرية الأيام المسرحية الجميلة، وأن نصل إلى درجتها العالية والسامية.

     في هذا المسرح نضحك، ومن حقنا ذلك، وقد نحزن ونبكي أيضا، ولكن أهم شروط الضحك هو أن يكن فعلا جماعيا، وأن يكون في الفضاء العام، وكل من يضحك وحده، أمام حاسوبه، أو أمام هاتفه، أو أمام شاشة تلفزيونه، لابد أن يكون مشكوكا في صحته النفسية وفي سلامته العقلية، وإذا كانت كورونا تصيب الناس بعدوى المرض القاتل، فقد كان هذا المسرح يصيب الناس دائما بعدوى الضحك وبعدوى الفرح وبعدوى التصفيق وبعدوى الإعجاب الجماعي، لأن الأساس في المسرح أنه سحر، وسحره ليس كمثله شيء.

     والمسرح هو المرآة التي بها وفيها نتعدد ونتمدد ونتجدد، ونكون أمامها وفيها وخلفها، وهو الخروج من الذات الفردية باتجاه الجماعة، وهو الخروج من البيت الشخصي إلى البيت الجماعي، والذي قد يشبه المعبد، وقد يشبه المسجد، وقد يشبه المقهى، وقد ساحة المدينة، وقد يشبه الحديقة العمومية، أي هو المكان المشترك، وهو الفضاء المشترك، وهو الزمن المشترك، وهو الحس المشترك، وهو السؤال المشترك، وهو القضية المشتركة، وهو الفرح المشترك، وهل يمكن أن تقيم عرسا مثلا، في غياب الناس، وانطلاقا فقط من استحضار وتركيب صورهم ؟  

     إن المسرح هو الخروج من القوقعة، وهو التحرر من سجن البيت، وهو الانفلات من الغربة ومن المنفى، وأخوف ما أخافه اليوم هو أن ننقلب على النزعة الإنسانية فينا، وأن نتخلى عن غريزتنا الاجتماعية، وأن نعود بالإنسان إلى زمن الكهوف والمغارات والخوف من العالم الخارجي، وأن نتحول إلى كائنات آلية تأكل الطعام وتتفرج على الشاشات.

     إن المسرح هو الحياة، وهو التأريخ الحي لهذه الحياة، وهو التأريخ لحياة الإنسان فيها وبها، وأن يكون ذلك بالصوت وبالصورة وبالحركة وبالضوء وبالظل وبالأشياء وبالعلاقات والانفعالات، وأن يتم بكل اللغات الكائنة والممكنة، وبهذا فهو ليس فنا من الفنون، ولكنه كل الفنون، وهو أيضا ليس علما واحدا من العلوم، ولكنه كل العلوم، وهذا المسرح الحياة، وهذا المسرح الفنون، وهذا المسرح العلوم، وذا المسرح المتعدد الأكوان والعوالم، هل يمكن اختزاله كله في صورة نتفرج عليها في لحظات ثم ننساها؟

     ليس صدفة أبدا أن الإنسان قد أوجد المسرح، لقد ( اخترعه) أو ( اكتشفه) حتى يعيش ويرى نفسه في مرآته وهو يعيش، ويرى كيف يعيش، وهذا المسرح هو حقا مرآة الحياة، ومرآة الوجود والموجودات، ومرآة الواقع والوقائع، ومرآة التاريخ ، ولخل أخطر ما في هذه المرأة المسرحية هو أنها تعكس حركية عقل الإنسان الجوانية، وتكشف حركية روحه الخفية، وتكشف حركية وجدانه وحركية أحلامه وأوهامه وتصوراته وخيالته، وهذن كلها أشياء لا يمكن أن يحققها إلا التلاقي المسرحي في الفضاء المسرحي وفي الزمن المسرحي وفي المناخ المسرحي.

     إنني أومن، إيمانا صادقا، بأنه لا شيء يمكن أن يكون بديلا عن أي شيء آخر، هكذا هي أجساد الناس وأرواحهم، وهكذا هي أجساد الأشياء المادية والمعنوية أيضا، وكل ولادة جديدة هي بالضرورة ذات أخرى جديدة مختلفة، ذات إضافية ينبغي أن تحمل اسمها الجديد، وإذا لم يكن ممكنا أن تسمى، فمعنى ذلك أنها غير موجودة، فعندما ظهر الراديو حمل معه اسمه، وعندما جاءت السينما جاءت باسمها معها، وعندما ظهر التلفزيون جاء ومعه اسمه أيضا، وعندما يعجز العاجزون اليوم عن تسمية بعض الأشياء، أو عن تسمية بعض (المخترعات) أو (المكتشفات) فإننا نجدهم يعودون إلى نفس الأسماء القديمة ويضيفون إليها كلمة واحدة فقط، معتقدين أنهم بذلك قد أوجدوا فنونا لم يكن لها وجود، وعلوما لم يكن له وجود، وهكذا نجد أنفسنا أمام كلمات مركبة من مثل (ما بعد الحداثة) و(ما بعد الدراما) ومن يدري، فقد نجد في الناس غدا من يكفر بالمسرح،  ومن يرفع لافتة (اللامسرح) أو (الما بعد المسرح) وكل ذلك خوفا من الحياة وخوفا من الحياة العامة، وخوفا من فن عمره هو نفس عمر البشرية على الأرض.

     شخصيا، إنني أومن بأنه لا شيء يمكن أن يعوض المسرح إلا المسرح، ولا شيء يمكن أن يتحدى المسرح إلا المسرح، أي ذلك المسرح الآخر الممكن الوجود، والذي يمكن أن يكون، أو ينبغي أن يكون، اليوم أو غدا، وأن يكون أكثر حقيقة وأكثر جمالا وأكثر إقناعا، وأكثر إمتاعا، وأكثر سحرا وأكثر إدهاشا وأكثر إنسانية وأكثر مدنية وأكثر حيوية وأكثر عفوية، وأكثر قربا من حياة الناس ومن أسئلة وقضايا الناس.

      إن المسرح أساسا هو حياة وحيوية، وأن نستعيض عن المسرح بصوره الافتراضي، فإننا سنكون كمن يقتل الإنسان الحي ويكتفي بصوره، ويحتفي بالوهمي والشبحي بدل أن يحتفي بالحق وبالحقيقة.

     إن الحياة ليست صورة نراها، وماذا تكون لهذه المسرحية الذي أرخت لوجدان الإنسان على امتداد قرون طويلة سوى أنها الحياة، وذلك في درجة الصق والمصداقية، وفي درجة الجمال والكمال وفي درجة الكائن والممكن وفي التلاقي والتفاعل والتواصل والتكامل والتحاور، الآني والحي؟

     وفي فوضى العالم هذه الأيام، وفي خضم هذا الرعب المدمر، نكون بحاجة إلى يوم آخر جديد ومتجدد، يوم لا يشبه كل هذه الأيام البائسة والحزينة، والذي هو اليوم الثامن في الأسبوع، والذي لن يكون إلا يوم التلاقي المسرحي، ويوم التعييد لمسرحي، والذي تنتظره البشرية كلها بفارغ الصبر.

الهوامش:

1 ــ (عبد لكريم برشيد وخطاب البوح حول المسرح الاحتفالي) عبد السلام لحيابي ـ إيدسوفت ـ الدار البيضاء2015 ـ ص 160

عبد الكريم برشيد – المغرب


--------------------------------------------

المصدر:إعلام الهبئة العربية للمسرح 


تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption