أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 2 أكتوبر 2022

الشاعر علي العضب مبتكر الاوبريت الثوري

مجلة الفنون المسرحية


الشاعر علي العضب مبتكر الاوبريت الثوري

الباحث: مجيد عبد الواحد النجار
قد لا اتحدث بجديد عندما اقول ان المسرح العربي، والعراقي على حد سواء، قدم لنا وافدا من اوربى بكل حيثياته المعروفة لدى الجميع، وقد ولا اتحدث بجديد عندما اقول انك عندما تقلد شيئاً تراه فانت بإمكانك ان تبدع فيه، ولكن ما يثير الاستغراب والاسئلة عنما تسمع عن شيء  ولا تراه ، لكنك تقلده ، وتفعل نفس ما ابدع به صانعة، والاكثر اثارة واكثر اسئلة انك تبدع وتجدد في شيء لم تراه ولم تسمعه.
 وهذا فعلا ما حصل لشاعرنا المبدع على العضب، اسئلة كثيرة ممكن ان تثار حول كتابته الاوبريت الذي ابدع به واجاد كل شيء ، اين سمع العضب عن الاوبريت؟ وهل شاهد عرضا ما للاوبريت؟ واين؟ انه لم يعرف عنه كثير السفر ولا يعرف عنه كثير الترحال ، لكن الكل يعرف انه كثير التفكير والابداع، لقد كتب العضب الاوبريت بكل تفاصيله ، ولم يصل بعد هذا الجنس من العروض للبصرة، لم يدخل وافدا، كما هو المسرح، ولم يكتب عنه بعد، لا في البصرة، ولا في العراق على حد علمي بالموضوع، هل كان دافع العضب تحويل العنف، والقساوة، والثورية في المسرح الى غناء ورقص؟، وهو المعروف بثوريته ونضاله الطويل، هل اراد ان يقدم معانات الشعب العراقي بطريقة تدخل الى نفوس الجميع خارج اطار العنف والمأساة؟، هل اراد ان يتحدث عن مأساة المواطن العراقي وهو مبتسما فرحا؟، وهذا لا يعني انه لم يحترق من الداخل ، فان الكاتب لا يمكن ان يكتب عن شيء دون الاحساس به او التماهي معه ، وهذا ما معروف لدى العضب فهو متماه مع الفقراء يحس بوجعهم، بل يتوجع لوجعهم لذلك راح يكتب عن معاناتهم بطريقة المتوجع الذي يملئه الامل ، وعلى غرار قول الشاعر ((لا تحسبوا رقصي بينكم طرباً .... فالطير يرقص مذبوحا من الالم))، هل كان هذا ما يريده العضب في كتابته للاوبريت؟، نعم لقد كان العضب شاعرا وكاتبا مسرحيا ثوريا، يريد التغير بطريقة تبعده والاخرين عن العنف، العنف الذي يمارسه السياسيون والمجرمون. 
ان فن الاوبريت هو نوع من المسرح الغنائية، تطور من الأوبرا الهزلية الفرنسية، وكانت أجمل الأوبريتات التي كتبت هي تلك التي ألفها (جاك أوفنباك)،  وكان هذا الفن محبوباً في الفترة بين أواسط القرن التاسع عشر حتى العشرينيات من القرن العشرين. ويذكر ان المؤلف الموسيقي النمساوي (فرانز فون سوبيه) Franz Von Suppe  كتب أوبريت (داس بنسيونات) عام 1860م  الذي أصبح فيما بعد النموذج الحي للأوبريت في فيينا.
اما في العالم العربي فقد دخل فن الأوبريت وافدا من أوروبا حاله حال المسرح ، وكانت البداية في مصر ، ثم انتقل بعد ذلك الى لبنان وسرويا. 
لقد كان الغرض الاساس من الأوبريت هو الترفيه وإدخال السرور على النفوس وليس إثارة العواطف القوية أو الكشف عن قضايا مهمة أو مناقشة قضية ذهنية أو جدلية.
لكن العضب والمتتبع الى الاوبريتات التي كتبها وانتجت اغلبها، كانت ثورية بامتياز ، لقد كان يريد التغيير من خلال ما يكتب لا الترفيه فقط، كان يريد ان يسمع العالم الوجع الذي يعانيه الانسان العراقي، لقد جدد العضب في الاوبريت وغير مساره، حاله حال العظماء من المسرحين الاوائل، فهو يضع الباحث في حيرة ، من تحديد النظرية العلمية التي اعتمدها العضب في كتابته لفن الاوبريت، لقد تمكن الجمع بين نظريات المسرح، فتجد في كتاباته مثلا (المسرح السياسي) الذي انطلق فيه (اروين بسكاتور) من صيغة المسرح (البروليتاري) الذي اسسه وادخل عليه تعديلات على مستوى المواضيع والشكل ، وقد اعتمد مواضيع تاريخية لمناقشة مفاهيم سياسية، وتمكن العضب من ذلك فأعاد كتابة التاريخ في اوبريت(البستان)، من اجل مناقشته والاستفادة من المواعظ والعبر  :
خوخة: قصة اسويلم قصة نعرفه .... احنه من سنين
بقصر النهاية اخذوا
شلعو ظافيره عذبوه
محمد: بوصلت حصيرة لفوه 
مات بحصيره ذبوه بعلوة كصب وبزازين
ومرة يتجه العضب بكتابته باتجاه (مسرح التحريض) السوفيتي والالماني، الذي يجعل المسرح وسيلة للتحريض والتعليم، فنتابع في اوبريت(المعيبر شنان) وعلى لسان (المجموعة):
المجموعة: ليمته نظل نسكت 
الموت جم مره
لازم الكل يحجي 
كل الشعب يحجي 
حتى الحجر يحجي 
الطين والبستان 
والجوع والحرمان 
كل الشعب يحجي 
وفي(صرخت شهيد) يقول العضب على لسان الراوي الذي يخاطب الجمهور.
الراوي: ايها المتفرجون الصامتون ..... ايها الخائفون 
ان قضيتكم هي نفس قضيتكم  ...... لماذا انتم ساكتون
ينتقل شاعرنا بين النظريات الثورية المتعدد وهنا يتحول الى (مسرح الغضب) الذي يعد جزءا من حركة الشباب التي ظهرت في انكلترا بعد انتهاء العرب العالمية الثانية... فهو يعالج مواضيع من صلب الواقع الاجتماعي ويقدم شخصيات هامشية تعتبر مثالا على مفهوم الابطال، ونرى كل هذا متجسدا في اغلب اوبريتات العضب التي تحدث بها عن معاناة الشعب كبار، وصغار، كهول، وشباب، نساء، ورجال ، تحدث عن الحكام الجائرون، المجرمين ، وعن الاقطاع، وعن الجوع والظلم، وكانت شخصياته من عامة الناس(الفلاح، العامل ، الطالب....) .
لقد تمكن شاعرنا العضب وبكل جدارة ان يبتكر نظريات ثورية جديده في طرحها للجمهور فقد كتب أيضا بنظرية (مسرح الشعب) و( المسرح البروليتاري) , (مسرح الغضب) الذي جسده في اوبريت(بيادر خير)وعلى لسان شخصياته:
سليمة: اي يحمود.. اي وحياة الله ... صح يحمود
الشيخ اتوعد ... اثنه وهدد... وكال حمو حمود
حمود: حمود انكتله بجيله رخيصة      حمود الماذل روحه الاحد
حمود الواجف بعيون الذل      عيب اتذلذل ... عيب؟؟
ويغضب شاعرنا العضب مرة اخرى في اوبريت(انت امس.. انت باجر) وعلى لسان محيسن هذه المرة ، مهددا السركال:
محيسن: ها خوتي ها
ما تكدر يطاغي تحكم الشجعان 
ما كظهم رصاص ولا لهيب الدان
لو هبت زلمنه ... تحقق البرهان
بالدم نسكيه الكاع التعطش
لقد ابدع العضب بجمع نظريات المسرح الثور وجدد في ما كان يهدف له الاوبريت، فكان الفرح والمعانات موجوده، وكان نفسه الثوري بكل مفاصل الثورية موجوده، فمن مميزات الكاتب المسرحي الثور هو نفوره من الرسميات ، وما دام هو يرفض المقدسات فقد اصبح شاعرنا العضب بعيدا عن الثقافة الرسمية ،لذلك تمكن من تغيير المنهج الذي رسم للاوبريت واصبح متفردا بكل ما يقول. يقول(تيوفيل جوتييه) مخاطبا الكتاب الثوريين عليهم ان يثيروا الرعب في البرجوازيين الناعمين الصلع الرؤوس .

السبت، 1 أكتوبر 2022

مونودراما " ‎سمو الروح " تأليف : عبدربه الهيثمي

مجلة الفنون المسرحية

الجمعة، 30 سبتمبر 2022

مسرحية الكورينتي بين الشكل والوظيفة / نجيب طلال

مجلة الفنون المسرحية
الصورة لعرض مسرحية الطربوش والبراميل


مسرحية الكورينتي بين الشكل والوظيفة

مـشـروعـية السـؤال: 



المبدع – محمد الوافي- اسم محفور في المشهد المسرحي – الهاوي- في زمانية الفعل النضالي، من أجل إعلاء راية المسرح عبر ضفاف وأرخبيل الإبداع، ومحفور اسمه في فضاء مدينة آسفي/ الصويرة، بشكل ملفت للنظر؟ لكنه لم ينل حظه على المستوى الإعلامي والبحثي (دراسات) والسبب يعود لذاته، أنه رجل الظل، يشتغل بعـيدا عن البهرجة والادعاء، رغم أن مشيئة الوظيفة شاءت أن تخطفه من المشهد، لكن محايتا له: كمسؤول / مؤطر/مربي/ وبالتالي يمكن أن يطـرح سؤال له مشـْروعية الطرح، فلماذا لم يؤلف/يصدر نصوصا درامية إلا في هـذا الوقت بالضبط؟

هنا لا يمكن أن ندافع عن أمور ترتبط بخصوصيته وبظروفه، بغض النظر عن اهتماماته التأطيرية/ الإخراجية/ لكن ما يمكن أن نقوله أن مسألة النشر في بلادنا (عالـم ما فيوزي) = (عالم غـرائبي) بحيث النص الذي بين أيدينا (الكوريـنتي)(1) تم طبعه في فاس، أليس في مدينة آسفي أو المدن المجاورة لها تتوفـر على مطابع؟ وهَـذا السؤال يجٌـرنا بأن المبدع"محمد الوافي"من طينة من يعْـشقون الظل، بعيدا عن البهرجة، والبحث عن منافذ إثبات ذاتية وجوده، علما أنه كانت له أبواب وأبواب يرتع فيها كيفما شاء، لكن صفاء الذمة هي الابداع الحقيقي للكينونة. وبالتالي فمشروعية السؤال ليس خارج الرؤية القرائية لعَـمله[ الكورينتي] بل مبدئيا: يفرض علينا قول منطق قول الصدق تجاه الاستاذ"محمد الوافي"الذي لازال ينحَـت وجوده ويجَـدد نشاطه وأفكاره، بكل أريحية بين شباب عاشق للممارسة المسرحية، وداعـم بكل ثقله لمسرح الأحياء [ الذي] لم ينل حظه في البحث والدراسة والإعلام، ورغم ذلك، هنالك إصرار لأن: محمد الوافي فعلا وفِـيُّ لا لأحد غير لنفسه ولمبادئه. قوة خارقة تعمل في صمت دون توقف أو كلل. لقد افنى قوة شبابه في اتباع سراب. فعلا ذاك السراب الذي اتبعناه كجيل بكامله: المغرب الآخر بمسرح آخر وثقافة اخرى وسير نحو القمم (2) وفي نفـْس القـَول: لامناص من إعادة النظر في التركيب الذي يعـيشه الابداع المسرحي والانتباه لرجالات قـل نظيرهم في زحمة إبداع متهالِـك/ تافه/ رديء/..../

وبناء عليه، فالنص الـذي بين أيدينا يحمل خطابا مغايرا عن النصوص المنتشرة هنا وهناك، وذلك على مستوى التركيب والرؤية، بحيث تم الاعتماد على ثلاث مقومات تتداخل فيما بينها /الزجل / المشهد/ الحدث، وتتجاذب زئبقيا بين الشكل والوظيفة، لتحقيق فـُرجة بصرية وذهنية/ فكرية في توازن وتصاعد سلس، من هنا فمسرحية (الكورينتي) لها موقعها ضمن الأعمال الدرامية، والمساهمة في الفعل التجريبي، من منظور المغايرة والتطور قبل أن: تأخذ مكانتها من الوضع الاعتباري والرمزي لمؤلفها كواحد من مؤسسي المسرح بحاضرة البحر المحيط واحد المؤلفين و المخرجين المكثرين (3) وبالتالي فالعـمل ينحـت مَـشروعيتـه عبر الرؤية التي انتهجها الكاتب:

الـشكـل والشخـوص:

من الطبيعي أي عمل له شخوصه التي تـُحـرك الحـَدث السردي/ الدرامي، وتـَتـَحرك فيه حَـسب درجة التفاعل فيما بينها، لكن في هذا النص نجد أن الشخوص المدونة في (ص 9) يحَـركها واقعها، شخصية مستلبة باستثناء (جاك) انطلاقا من وضعها الإجتماعي/ الثقافي، الهش و المهمش في وضع الهشاشة ! والعجيب أن المؤلف أعطاها شكلا لغويا متقاربا مع[هشومة: أنا..سميتي هشومة.. وبويا.. سميتو الهاشمي.. وأمي سميتها الهاشمية.. خويا.. اسمو هـشوم.. وحنا من قبيلة لهشاشمة ](4) طبعا فاللغة بمفرداتها هي ولادة لمعاني متعـددة بما أن الأصل /هـشَمَ /يهشِم /هَشْمًا، فهو هاشم (الرِّخـْوُ) ومقابل (هَـشم = كسر/ فتت/ حََلب/...) بالتالي فتوظيفه كحقيقة ملموسة هي (مكسورة / هَـشة) منذ الأزل، باعتبارأن (الهاشمية/ هاشم/../) من الأسماء القديمة جدا، (ك) هـنيَّة) وذات شعبية، من هنا أطرت المسرحية شكلها الأولي وتوظيف شخوص من طينتها. والتي هي ليست من وحي المتخيل بل انفلتت عبر ذكريات الكاتب، شبابيا ووظيفيا،علما أن عوالم الذكريات ليست بعالم منفصل عن الواقع، بقدر ما أن الواقع أساسا يستمد جذوره من تلك الذكريات، وهذا الحوار له دلالة عميقة لما نشير إليه (كي شتو هشومة اهه بالعربية وحشومة بالفرنسوية اهه وقصتي مع لحشومة.. و الحشومية اهه...)(5) وبالتالي فالنص مفعم بذلك عبر جملة من المفردات التي اضمحلت بحكم التطور اللغوي (الشعبي) ك[ الساطة /مول لكلاكيطة / للمشرطة/ لحْناش/ اتسرسب الوقت/ الحَـركوص/.../ ] مقابل هذا توظيف بعض الألقاب المثيرة، والتي طبعا لم تأت من فراغ (ك) / [ شريطة لمقرقب/ طارت معـزة (شاوش) قنية (عون سلطة) ولد عضيفة (برلماني) مولاي ابيه (المعارضة)...] بحيث هاته الألقاب لا نجدها إلا في الأوساط الفقيرة جدا، وفي البيوت الواطئة. والمسرحية تدور في فلك هَـذا الوسط، بحكم الأشكال البشرية التي تم توظيفها بدهاء، والتي تتقاطع في مركز (الفقر/ الزلط) والتي تم التعبير عنه في (جذبة منامة الكرسي) وفي (جذبة على من تعاود الحلمة) وذلك / بمناسبة اليوم الوطني للزلطة يخطب طارت معـزة: (.. ودعم جميع المناضلين والمناضلات الذين ساهموا في إعداد الاحتفال لتكريم جماعة من المزاليط الذين قضوا عمرا طويلا في الزلطة (...) حضرات السادة والسيدات. المزلوطين والمزلوطات. كان لنا الشرف السهر على هـذا التكريم والتتويج لأشهر المزاليط... وكما يقول المثل"الزلطة جبيرة العَـظم"(6) فمن المثل نستشف رؤية المؤلف، بأنه حاول أن يكتب من أجـل مسرح مغاير، يكشف عَـن أعـطاب المجتمع وخاصة شريحته المهمشة، وبالإمكان أن نصنف النص ضمن مسرح

المهمشين

الوظـــيفة والـحـــدث:

فالتصنيف الذي أشرنا إليه له مستنداته، من بينها توظيف الزجل كخطاب وكثيرا ما توظفه الأوساط الشعبية للتخاطب والتلميح والتقديح وللتعبير عما يختلج أحاسيسها. وفي هذا السياق فالتقديم أصاب جانبا أساسيا في التوظيف اللغوي، بقوله:(..بل يمكن الذهاب إلى كون لغة التداول اللفظي تكاد بسجعها ومجازها ترتقي إلى دور شخصية فاعلة إلى جوار باقي الشخصيات(7) فطبيعي أن اللغة وإن كانت للتواصل فهي أنطولوجيا تحَـدد الهوية، هوية الشخص والتي تميزه عن الآخرين. باعتبار: أن اللغة هي التي تحكي وليس الإنسان، إذ الانسان لا يحكي إلا بقدر ما يستجيب للغة على قاعدة ما يظهر، والواقع أن هذه الاستجابة هي الطريقة المخصوصة التي بها يتخذ الإنسان موقعه في إشراقة الوجود (8) من هنا فالزجل كسمة لغوية حاضرة بقوة، ساهمت في تداخل بين الشكل والوظيفة وليس في المعنى لأن معناه يكمن في موقع توظيفه، وبالتالي اللغة تصبح لـغة الوجود مثلما الغيوم هي غيوم السماء لغة ضبابية هاربة، وفي ذلك وضوحها، إنها لغة القـلق التي تنهمس في انفتاح الوجود على معناه، وتشك من الحقيقة (9) وبالتالي أن فالكلمة الزجلية عند الأستاذ"محمد الوافي"يبطنها أكثر مما يفصح، ويلمحها أكثرمما يصرح وتلك ميزته في اختيار كلماته بدقة متناهية (الفتية المعاودة/ كيف الكية الراكدة)(ص14)أو (اكلوا واشربو على المايدة / واللي ابقى منهم بلاش)(ص52)، لكي تكشف أو تصيب الواقع المعاش، الذي يصنع الحدث/ الأحداث لشخوص يعيشون هكذا بدون هدف ولامعنى، مؤطرين في خانة التشيؤ، وبارزة جدا في منولوج"هشمة"(... هـذ الرهوط اللي كيحطوا من قيمة لمرا.. وخا ظل تقيد لمقالات.. اهه...راه هذ الرهوط بحال لمنازل.. ديما مبدلين (ص 34) لكن رؤية المؤلف، أبرزها عبر ثنائية التصادم / التحاور/ المكاشفة/ المراوضة/المراوغة المراودة /../ وكل منهما له سياق حدثه (هنية = قنية)/ (طارت معزة = صوت خارجي)/ (الهاشمية = جاك)/ (شريطة لمقرقب = هشومة)/(هشوم = هشومة) فهاته الثنائية هي مدروسة عند المؤلف، انطلاقا من توظيف شكلين من الكتابة (1) المسرحية تبدو كشكل سيناريو مجزأة إلى عــشـر حضرات، رغم أن هنالك خطأ ارتكبه المشرف عن (النص) بحيث تحولت الحضرة إلى لوحة في (4/5/6/)وهذا الخطأ سينعكس على سيرورة عنوان المسرحية (الكورينتي) وكذلك نجد مشاهد ضمن الحضرة في (6/7/9 /10) مما يعْـطي حُـرية للمخرج في تشكيل النص حـسب أية رؤية إخراجية، وكذلك في توظيف أدوار مركبة، من خلال تقليص عدد الممثلين، من (9 إلى3 أو 4) (2) فالنص تمت كتابته برؤية إخراجية أكثر منه نصّـيا / أدبيا، وهـذا طبيعي بأن المبدع"محمد الوافي"أساسا ممثل / مخـرج أكثر مما هو مؤلف، وهاته ميزة التي أخرجت النص من مقروئيته لمتخيل قرائي، يحضر الركح في المخيلة أكثر مما هو مسطر في الورق. وبالتالي فتوظيف الأحداث ضمن متخيل القارئ، بسهولة يقبض على معالم الرؤية العامة للنص، بأن المهمشين/ المزاليط/ البسطاء /..) ضحايا منظوم (عالمي/ عَـوْلمي) ويفهم هذا جيدا في (الحضرة- 8) جذبة غرام الدعُـوشة، التي تدعمه الحضرة التاسعة (كذبوا علينا / مللي خلقو الطالبان /باش يقادوا لحساب بيناتهم مزيان/...دورها للقاعدة /../ دار وليهم داعش/...)(ص 52) لكن في المشهد الثاني من (الحضرة 9) ينقلب الحدث بشكل مفاجئ لما هو محلي يدين فيها الواقع السياسي / الثقافي/ المسرحي/بطريقة غير مباشرة، والهدف رسم معالم الوجع البشري الدفين في زئبقية الواقع الذي تلعب به وتساهم فيه الأحزاب (والتكرديع الخاوي/ كي ابخورالجاوي/ والردود الفضفاضة/ بشي حاجة اسمها المعارضة/ نكثرو من لغوات والمعاندة/ باش نربحو المساندة(ص/53) وهنا فالمساندة لها شقين داخلي/ خارجي، وما الحلم الذي ورد في (الحضرة 4/ جذبة منامة الكرسي) تشير بكل قوتها الدرامية، من خلال (طارت معْـزة= الشاوش= الوزير) أن كل ما يتحرك أو يقال فهو شكـْلي لا جوهر ولامعنى له على أرض الواقع، وبالتالي فالكل جوانية:

الــعــنــــوان:

يذكرني بعنوان أحد الأفلام التونسية،للمخرج"الشناوي عزيز"الذي يناقش الازمات النفسية التي يمكن ان تعترض الانسان في مراحل حياته، والتي ستدخله في دوامة مظلمة. والنص الذي بين أيدينا شخوصه يعيشون في دوامة، والعجيب أنه يتقاطع عـرضا مع الفيلم في مسألة الادمان (شريطة المقرقب) وبالتالي ف"الكورينتي"له عدة دلالات، فهوالإسم منوجود في الموسيقى أمريكا لاتينية/ وهناك مقطوعة مشهورة"الكورينتي (Courente)"وكذلك اسم نوع من الطيور يشبه الكنار/ وهكذا.. وهنا أختلف مع التقديم الذي يشير: فإن عنوان"الكورينتي"بحمولته الاستعارية البحرية يبدو للقارئ منذ اول وهلة مفارقا لنص الداخل إلا ان الامعان في دلالته المراوحة بين مد وجزر، يضمر تساوقا ذكيا بين مد وجزر أحداث النص وجدبات شخوصه الأيلة في الأخير إلى الطوفان/ موسيقى كناوية وجدبة الحال(10)
فتأسيسا على هذا فالنص مفعم بالموسيقى بين (حَـمدوشية / الرعب/ الراب/ كناوية / إلكترونية/.../ بمعنى ففي كل حضرة تبرز موسيقى معينة وبالتالي فالعنوان، يحتاج لقراءة خاصة وموسعة، ويصعُـب الإلمام به هاهنا، لأنه (الكورينتي) حاضر بقوة في كل مشهد/ لوحة/ حضرة/ جذبة/ وإن كان العنوان لم يذكر إلا في آخر النص:

 اقنية / اش ك يكولوعْـليا.. شفار.. ارشايوي /
- هنية / وليتي ك تجر كي الكورينتي (ص- 57)
وهنا يكمُـن ذكاء المؤلف، والذي ركز على الدلالة اللغـوية للكورينتي، التي جدرها [ كـَوَّر/ كوْرا ] وفي أغلب المعاجم نجد ما يلي: (كَوَّرَ العِـمامَةَ عَلى رَأْسِه": لفـهَا / أَدَارهَا) - (قد تغيرت حاله وانتقضت كما ينتقض كَوْرُ العمامة بعْـد الشدّ) - ("كوَّرَ الكـرَة": دَحْـرَجهَا) – (كَوَّرَ الرَّجـلَ": صَرعـهُ، طَرَحَهُ أَرْضا) وبالتالي فالشخوص هي"تـَتكـَّور"مع الزمان ولا تراوح مكانها، مما نستشف أن المؤلف اعتمد على المجاز، وخاصة مجاز مفرد مرسل، وبالتالي ف (الكورينتي) يمكن أن يقابله (الهيستيري) الذي يعيش في مخاض تقلبات وجدبة، نتيجة حالة الضياع والوهـن والإحساس بالذنب. ولاسيما أن النص يشير إلى هاته المفردة (هـشوم في الشارع يصادف هشومة وهي في حالة هستيرية (ص44)/ (اقنية/ يبدو في حالة هيستيرية.. من واقع الصدمة.. يتحدث مهلوسا بكلام غير مفهوم (ص56)
وبناء على كل هذا، فالجو العام للمسرحية مجازي، يتراوح بين ماهو عقلي/ لغوي/ إن صح القـول مما يلامس عوالم بالغة الدقة والغموض، عوالم المهمشين بالمنظور الكاريكاتوري معتمدا على ثنائية تضادية وعجيبة (شفافة / معتمة) و (صعبة/ بسيطة).

الإستــئــناس:

1) مسرحية الكورينتي- لمحمد الوافي – لوحة الغلاف أميرة الوافي - ط 1 /- 2022 / مطبعة وراقة
بلال فاس /المغرب
2) محمد الوافي الذي عرفت شهادة - محمد سوفير بتاريخ 5/07/2022 منشورة في الفايس بوك –
ص/ م الوافي) ومنشورة في كتاب (لا أتوفر عليه)
3) توضيب قول على ظهر غلاف النص لسعيد البهالي الذي (وضب وأشرف) على طبع المسرحية
4) جذبة لاديال ابقى ولا وجه تنقى / المسرحيــة - ص (32)
5) نــــفـــســه / ص - 33
6) جذبة على من تعاود الحلمة / المسرحية - ص – (28)
7) تقديم المسرحية لمحمد أبو العلا - ص (3)
8) أنطولوجيا اللغة عند مارتن هيدجـر- لأحمد إبراهـيم ص (87) منشورات الاختلاف - ط-1/2008
9) نــــفــــســـه – ص (88)
10) تـقديم المسرحية ص- 6/7


الخميس، 29 سبتمبر 2022

ختام مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي العشرين بأعلان الجوائز

مجلة الفنون المسرحية 

ختام مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي العشرين بأعلان الجوائز 

أختتمت فعاليات  مهرجان صيف الزرقاء المسرحي في الأردن بأعلان لجنة التحكيم الجوائز على العروض المتميزة .
وقررت منح جوائز المهرجان وحجب جزء منها 
حيث حصد كل من العراق والسعودية على اغلب جوائز المهرجان 
(حصدت العراق ثلاثة جوائز - المفتاح 
-جائزة افضل أخرج ذهبت للمخرج أسامة السلطان مناصفة 
-جائزة أفضل ممثل دور اول للفنان مازن مصطفى محمد 
-وجائزة افضل نص مسرحي عربي للدكتور مثال غازي )
 
وحصدت أيضا السعودية ثلاث جوائز( معرض الأرجل الخشبية)
-جائزة أفضل ممثل دور ثاني للفنان كميل العلي 
-جائزة افضل إضاءة للفنان محمد العايش
-جائزة افضل اخراج للدكتور مخلد الزيودي مناصفة بين العرض العراق المفتاح 
العراق مسرحية المفتاح حصلت على جائزة  الإخراج للمخرج أسامة السلطان مناصفة بين السعودية مسرحية معرض الأرجل الخشبية للدكتور مخلد الزيودي
وافضل ممثل دور اول ذهبت ا للعراق للفنان مازن مصطفى محمد 

وجائزتين لمسرحية قطار الباقورة
ايضا حصلت الفنانه  رولا أبو خضرة جائزة افضل ممثلة دور ثاني عن دورها في مسرحية قطار الباقورة
 وحصل الفنان عبد الرزاق مطرية افضل تأليف موسيقى
  في مسرحية قطار الباقورة  
جائزتين لمسرحية كاسيت شرقي 
وحصلت الفنانه دعاء العدوان على جائزة ممثلة دور اول  وأيضا حصلت الفنانه المخرجة دانا ابو لبن على جائزة افضل  ديكور ل مسرحية كاسيت شرقي
وحصل فريق مسرحية الفيل / فلسطين على أفضل جائزة أداء جماعي
وحصل العرض الليبي الموقوف 80 على شهادة تقدير من لجنة التحكيم 
-افضل عرض مسرحي حجبت
- وافضل خدع بصرية حجبت
- وافضل سينوغرافيا حجبت

الأربعاء، 28 سبتمبر 2022

"ربع قرن" تُحفّز أجيال المستقبل على الابتكار التقني والبرمج في "مسابقة مبرمج القرن"

مجلة الفنون المسرحية

الاثنين، 26 سبتمبر 2022

مهرجان السويداء المسرحي يؤكد الدور الاجتماعي للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان السويداء المسرحي يؤكد الدور الاجتماعي للمسرح

المسرح يعيد إنتاج تراث الماضي برؤية وإسقاط معاصرين ويعالج قضايا الراهن بجرأة غايتها الإصلاح البنّاء.

السويداء (سوريا) - العرب

 انطلقت مساء السبت فعاليات مهرجان السويداء المسرحي في دورته السادسة على خشبة مسرح قصر الثقافة بعرض مسرحية “وصيفنا” من إخراج فراس حاتم.

المهرجان الذي تنظمه مديرية المسارح والموسيقى ودائرة المسرح القومي بالسويداء ومديرية الثقافة بالمحافظة يستمر سبعة أيام إلى غاية الثلاثين من سبتمبر الجاري، بواقع عرض مسرحي يوميا، وتلي كل عرض جلسة حوارية نقدية حوله.

كما ينظم المهرجان لهواة المسرح ودارسيه ورشة عمل في إعداد الممثل على مدار أيامه، بإشراف الأكاديمي أدهم الهجري، عضو الهيئة التدريسية في المعهد العالي للفنون المسرحية.


وتقام ندوتان فكريتان يومي الاثنين والأربعاء حول فن كتابة النص المسرحي وتجليات المسرح السوري المعاصر بمشاركة عدد من الكتاب والمخرجين.

وأوضح رفعت الهادي مدير المسرح القومي في السويداء أن متعة المسرح تتمثل في قدرته على مس شغاف القلوب ببساطة وتحقيق أثر فكري يُحفر عميقاً في الوجدان، مبيناً أن المسرح ليس متحفاً للتراث وليس مختبراً للتجارب وإنما هو توازن بين الحداثة والأصالة ويعيد إنتاج تراث الماضي برؤية وإسقاط معاصرين ويعالج قضايا الراهن بجرأة غايتها الإصلاح البنّاء، لافتا إلى أن المسرح مرهون بإرادة الشباب، ولنشعل للمسرح أصابعنا شموعا لدحر قوى الظلام ولنعش سحر المسرح لأنه سينعش حياتنا ويضيء أرواحنا ليعمر طويلا في الذاكرة ويصنع مستقبل الأمة.

ولفتت مديرة ثقافة السويداء ليلى أبوفخر إلى أن المهرجان يعبر عن إرادة الحياة بشكلها الأجمل والأرقى وتتمثل قدرته صحبة الأجناس الإبداعية الأخرى في غرس قيم الحق والخير والجمال في نفوسنا. مشيرة إلى أن المسرح حاجة فكرية ملحة من حاجاتنا الحضارية والإنسانية، والشعب السوري من خلال هذا المهرجان يثبت أنه شعب حي وقادر على العطاء.

وأكدت أبوفخر أهمية المسرح انطلاقا من سحره القادر على التأثير في الطبيعة البشرية وتحقيق المتعة الفكرية والجمالية وتلبية احتياجات الإنسان الذهنية والإبداعية، علاوة على أهميته في طرح مسائل هادفة متعلقة بقضايا المجتمع وقدرته على أن يكون مادة البناء الحية القابلة للتجدد.

والعرض المسرحي “وصيفنا” جاء صامتاً مع توظيف خمس أغان ألفها ولحنها المخرج ليحاكي العمل على مدى نحو ساعة فكرة السفر والحاجات الإنسانية والوجدانية والاجتماعية من حب وارتباط واحترام وتقدير ويطرح العديد من التساؤلات حولها.

ولفت حاتم في تصريح له إلى أن العمل يمثل نتاج ورشة تدريب مسرحي أنتجتها ثلاث فرق منفصلة جسدت حالات حسية حقيقية للمشاركين فيها تعكس أفكارهم وآلامهم وآمالهم في الواقع حيث تمت بلورتها في مشاهد مسرحية وصولاً إلى عمل متكامل باستخدام أدوات فنية تحاكي المستوى العاطفي والوجداني لهذه الحالات.

وخلال جلسة حوار نقدية حول العرض رأى عدد من المتدخلين أن العمل يحمل شيئا جديدا على المستوى البصري وأداء الممثلين والسينوغرافيا للخروج من المسرح التقليدي إلى هذا النوع من الفن المسرحي.

وتشارك في المهرجان أيضاً الأعمال المسرحية “النافذة” إخراج هاني الأطرش و”ليسيلوت في أيار” إخراج جراز أبوسعد و”نوافذ موصدة” إخراج ثائر حديفة و”صنع في الجحيم رقم 2” إخراج عمر أبو سعد و”تاء التأنيث الساخطة” إخراج وليد العاقل، على أن تختتم العروض يوم الجمعة بمسرحية “عنتر وعبلة” إخراج حنين البعيني ليعقبها إعلان نتائج مسابقة المهرجان لأفضل عرض وإخراج وممثل وممثلة وإضاءة وديكور وموسيقى وجائزة لجنة التحكيم الخاصة.

مسرحية " السراب " من فصل واحد تأليف د ميسون حنا

مجلة الفنون المسرحية
د.ميسون حنا


الأحد، 25 سبتمبر 2022

المسرح العراقي يجدد حضوره الإبداعي بعرض (المفتاح) للفرقة الوطنية للتمثيل في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي بالأردن

مجلة الفنون المسرحية



المسرح العراقي يجدد حضوره الإبداعي بعرض (المفتاح) للفرقة الوطنية

في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي بالأردن ويرأس لجنة تحكيمه د. جواد الأسدي:
المسرح العراقي يجدد حضوره الإبداعي بعرض (المفتاح) للفرقة الوطنية للتمثيل
المؤلف د. مثال غازي: وتم تقديم العرض بأبطاله الجدد الفنان الكبير مازن محمد مصطفى والمبدعة إيمان عبد الحسن اللذين استطاعا أن يقدما درساً كبيراً في الأداء
المخرج أسامة السطان: تفاعل الجمهور مع العرض بشكل لافت للنظر لأنه مزج الفكر بالجمال وناقش حدثاً ما ربما مر في مكان ما وزمن ما

كتب – عبد العليم البناء

يواصل المسرح العراقي عزف سيمفونية الابداع المحلقة نحو آفاق متميزة وأوصلته الى مواقع الصدارة في المشهد المسرحي العربي والدولي، وبعد سلسلة من المشاركات النوعية والحضور الفاعل في أكثر من مهرجان وملتقى مسرحي هنا وهناك وحصده العديد من الجوائز والمراكز المتقدمة، هاهو يسجل حضوره الإبداعي الرصين مجدداً في مهرجان صيف الزرقاء المسرحي العربي العشرين الذي انطلقت فعالياته المملكة الأردنية في العشرين من شهر ايلول الحالي وتستمر لغاية الثامن والعشرين منه برعاية وزيرة الثقافة هيفاء النجار وتنظمه فرقة الزرقاء للفنون المسرحية، بالتعاون مع وزارة الثقافة ومجلس محافظة الزقاء وسجل الجمعيات وأمانة عمان الكبرى ونقابة الفنانين، على خشبة مسرح وقاعات مركز الملك عبدالله الثاني الثقافي في محافظة الزرقاء، بمشاركة العراق وكل من الأردن والسعودية وليبيا ومصر وفلسطين وتونس، فيما يرأس لجنة التحكيم الفنان العراقي القدير الدكتور جواد الأسدي، تم اختيار الفنان نبيل نجم شخصية المهرجان لهذا العام، فيما تم تشكيل اللجنة الثقافية برئاسة الفنان ناصر أبو باشا ومنسقة اللجنة ديمة أبو زيد، ومنسق متابعة الوفود العربية محمد أبو دية، واللجنة الإعلامية برئاسة الزميل عمر ضمرة، ولجنة العلاقات العامة برئاسة الفنان غالب الزيود، ولجنة التقتيات برئاسة الفنان يوسف أبو غيث، ولجنة المشاهدة واختيار العروض برئاسة الدكتور عمر نقرش.
تتضمن فعاليات المهرجان إقامة ندوات نقدية، بمشاركة نقاد ومثقفين متنوعين وذلك يومياً الساعة السادسة مساءً في قاعة المركز الثقافي،تعقب العروض المشاركة وهي المسرحية الليبية (الموقوف 80)، والمسرحية السعودية (معرض الأرجل الخشبية)، والمسرحية العراقية (المفتاح )، والمسرحية الفلسطينية (الفيل)، والمسرحية المصرية (نور) ، والمسرحية الأردنية (قطار الباقورة).
شارك العراق بعمل مسرحي مهم ومتميز حمل عنوان (المفتاح) من إنتاج الفرقة الوطنية للتميثل في دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والاثار، ومن تأليف الدكتور مثال غازي عن نص للكاتب العراقي الكبير الراحل عبد الستار ناصر، ومن إخراج الفنان أسامة السلطان، وتمثيل المبدعين : د. إيمان عبد الحسن ومازن محمد مصطفى،ودراماتورج الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب، وإدارة مسرحية الفنان سعد الشاهري، وإضاءة الفنان غيث زهير والصوت محمد فؤاد، والتي عرضت مساء أمس الأول الأحد 24/9/20223 على خشبة مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء المسرحية، حيث كان قد اتم ختيار العمل من بين سبعة عروض عراقية مرشحة الى المهرجان ليحظى عرض مسرحية (المفتاح) بأعلى الاصوات من بين العروض المرشحة.

وقال الدكتور مثال غازي مؤلف العرض الذي سبق أن عرض مرات عدة ويحمل الرقم الحادي عشر وحصد ثلاث جوائز مهمة من قبل :" إن مسرحية (المفتاح) هي دعوة للمحبة والأمل والتسامح من أجل بناء وطن سعيد يحتضن أفراده كافة ويربي فيهم قيم الإنتماء ومعاني التضحية من أجله، فهي قصة وطن وشعب يستحق الحياة، هي مرآتنا التي تعكس صورنا ومن الضروري أن نطل عليها لنعرف من نحن وقدمناها بالشكل الذي رآه المشاهدون ".
وأضاف: " تدور أحداث المسرحية عن سجين من زمن النظام السابق يقوم ضابط التحقيق بمصادرة أمواله والاستيلاء على ممتلكاته وموجودات بيته وصولاً الى زوجته مايدفعها الى الانتحار، بعدها يطلق سراح السجين فيحاول أن ينتقم من زوجة المحقق لكنه وعندما يلتقيها يعفو عنها، ليؤكد إنه ليس شريراً مثلما فعل الضابط بزوجته".
وأكد غازي: " وتم تقديم العرض بأبطاله الجدد، وهم الفنان الكبير مازن محمد مصطفى، والمبدعة إيمان عبد الحسن، اللذين استطاعا أن يقدما درساً كبيراً في الأداء حيث حظي العرض بنجاح منقطع النظير وهم يتالقون على خشبة المسرح الأردني، وكانت كل أرواح اباء المسرح العراقي حاضرة بيننا أمثال : ابراهيم جلال، وبدري حسون فريد، وجعفر السعدي، وعادل كاظم، وسامي عبد الحميد، وغيرهم كي تقدم كتيبة مسرحية (المفتاح) مايثلج صدورهم وهم يعيدون ألق المسرح العراقي من جديد، حيث عالجها المخرج المبدع أسامة السطان بواقعية سحرية ".
من جانبه قال المخرج أسامة السلطان: "إن المسرحية مزجت الفكر بالجمال وناقشت حدثاً ما ربما مر في مكان ما وزمن ما، والأجمل كما نعتقد في هذا العرض المسرحي هو التسامح، وكان أداء الفنانين في قمة الروعة وتفاعل الجمهور مع العرض بشكل لافت للنظر".

خطابية النص والعرض لمسرحية " ليلة ال " قراءة فحصية / يوسف السياف

مجلة الفنون المسرحية


الجمعة، 23 سبتمبر 2022

بلاغة التناص في عرض "دموع بلكحول" / *رشيد بلفقيه

مجلة الفنون المسرحية

الخميس، 22 سبتمبر 2022

(300) مرشح لعضوية مجلسي شورى أطفال وشباب الشارقة

مجلة الفنون المسرحية


(300) مرشح لعضوية مجلسي شورى أطفال وشباب الشارقة

بعد جولة ميدانية لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، استهدفت جميع مدارس التعليم الأساسي والثانوي بفئتيها الحكومية والخاصة للبنين والبنات في إمارة الشارقة؛ تقدم أكثر من (300) طالباً وطالبة بالترشح لعضوية مجلسي شورى أطفال وشباب الشارقة، لدورة الانعقاد البرلمانية (2022 – 2024)، تحت شعار "ربع قرن من التميز في العمل البرلماني".

جاءت الجولة الميدانية سعياً من مؤسسة ربع قرن نحو تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في إرساء قواعد الشورى وتنشئة أجيال متمكنة من مهارات التحاور في إطار احترام الرأي والرأي الآخر، قادرة على مواكبة متغيرات الحياة والمشاركة بأفكارها البنّاءة في صنع المستقبل.

وشكّلت "ربع قرن" عدة لجان من موظفي مؤسساتها المنظمة لبرنامج الشورى، والمتمثلة في (أطفال الشارقة، ناشئة الشارقة وسجايا فتيات الشارقة)، لتنفيذ خطة الجولة الميدانية، التي شملت المدارس المستهدفة المنتشرة في مختلف مدن إمارة الشارقة والمنطقتين الشرقية والوسطى، إضافة إلى مراكز مؤسسات ربع قرن، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.

وتضمنت الجولة العديد من الفقرات من أبرزها، إلقاء الضوء على الدور الريادي لمؤسسة ربع قرن في تنمية مواهب ومهارات الأطفال والشباب وتطوير قدراتهم على مدى 25 عاماً، بما يحقق توجهات المؤسسة ورؤيتها "شريك مجتمعي في بناء أجيال واعية ومؤثرة"، عبر الاهتمام بمجموعة واسعة من المهارات الموائمة لما تقدمه مراكز مؤسساتها الأربع من برامج هادفة، تسهم في بناء أجيال تواكب المعرفة والتقدم وتشارك في صنعه وتطويره.

كما اشتملت الجولة على تعريف الطلبة في الفئات العمرية المستهدفة بأهداف ومبادئ الشورى وآلية وشروط الترشيح لعضوية مجلسي شورى أطفال وشباب الشارقة في دورة انعقادها السابع عشر للأطفال في الفئة العمرية من 8 إلى 11 عاماً، والثامن للشباب في الأعمار من 13 إلى 16 عاماً، على مدى عامين يخوض الأعضاء خلالهما باقة نوعية من البرامج المتقدمة وورش العمل التدريبية التي تمكنهم من فهم الثقافة البرلمانية، وتساعدهم في مناقشة قضايا المدرسة والمجتمع وطرح الأفكار وتبادل الآراء والتحاور مع كبار المسؤولين في المجتمع المحلي والإماراتي.

وتم تزويد إدارات المدارس المستهدفة بالمواد الترويجية، كالأفلام القصيرة والملصقات الإلكترونية التعريفية لحث الطلبة وتعزيز الدافعية لديهم على المشاركة في برنامج الشورى الذي يُعد من أهم التجارب البرلمانية الرائدة على مستوى العالم العربي، إضافة إلى تعميم رابط التسجيل والترشح الإلكتروني على جميع مدارس إمارة الشارقة بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي وهيئة الشارقة للتعليم الخاص، كما تزينت الشوارع والطرق الرئيسية لإمارة الشارقة بعدد من اللوحات الإعلانية.

والجدير بالذكر أنه سيُغلق باب الترشح مساء اليوم الخميس، تمهيداً لفرز طلبات الترشح، وإجراء المقابلات الشخصية للمرشحين، والمقرر تنفيذها مطلع شهر أكتوبر المقبل.






إعلان العروض المشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة

مجلة الفنون المسرحية 
إعلان العروض المشاركة في مهرجان بغداد الدولي للمسرح الدورة الثالثة
 
يعلن مهرجان بغداد الدولي للمسرح في دورته الثالثة والتي ستعقد في بغداد للفترة من 20 إلى 28 تشرين الأول – أكتوبر 2022 الى انتهاء لجنة مشاهدة العروض من اختيار الملفات المسرحية التي تقدمت للمشاركة في المهرجان، وجاءت بإجمالي 215 عرضاً مسرحياً، وبواقع  21 عرضاً أجنبياً، و 155 عرضاً عربياً، و 39 عرضاً عراقياً.   
 
وقد خلصت لجنة مشاهدة العروض الى اختيار العروض المسرحية التالية:
 
العروض الأجنبية
1- مسرحية Le Paquet - اخراج Violette Dore (فرنسا)
2- مسرحية Caligula - اخراج Oleksandr Kovshun (أوكرانيا)
3- مسرحية Turba - اخراج Sarah Deppe (بلجيكا) 
4- مسرحية Road - اخراج Lidia Kopina (روسيا)
5- مسرحية عندما تنتهي تسقط – اخراج عبد الهادي الجرف (إيران)
 
العروض العربية
6- مسرحية أي ميديا – بسام السليمان – (الكويت) عرض شرفي
7- مسرحية البائع المتجول – اخراج المعتمد المناصير (الأردن) 
8- مسرحية عائشة 13 – اخراج - سامي النصري (تونس)
9- مسرحية هاراكيري – اخراج حسين عبد علي (البحرين)
10- مسرحية كلب الست – اخراج فراس أبو صباح (فلسطين)
11- مسرحية شا طا را – اخراج امين ناسور (المغرب)
12- مسرحية جي بي اس – اخراج محمد شرشال (الجزائر)
13- مسرحية لقمة عيش – اخراج محمد الرواحي (سلطنة عُمان)
14- مسرحية اخر مرة – اخراج وفاء طبوبي (تونس)
15- مسرحية المنديل – اخراج بسام حمدي (سوريا) 
16- مسرحية كافيه – اخراج سامي الزهراني (السعودية)
17- مسرحية ليلة القتلة – اخراج صبحي يوسف (مصر)
18- مسرحية المركب – اخراج شرح البال عبد الهادي (ليبيا)
 
العروض العراقية
19- مسرحية خلاف – اخراج مهند هادي 
20- مسرحية طلقة الرحمة – اخراج محمد مؤيد 
21- مسرحية انا وجهي – اخراج عواطف نعيم
22- مسرحية 25 ريختر – اخراج علاء قحطان
23- مسرحية 4:48 اخراج مهند علي
24- مسرحية أمل - اخراج جواد الاسدي
 
 
وتوجه إدارة مهرجان بغداد الدولي للمسرح عميق شكرها وامتنانها لكافة الفرق المسرحية التي أرسلت ملفاتها للمشاركة في هذه الدورة، والشكر موصول الى لجنة مشاهدة العروض التي اشارت في تقريرها إلى وجود العديد من العروض التي تستحق الالتفات لها فنياً وفكرياً، وقد راعت اللجنة في اختيارها لمعايير الجودة الإبداعية والجمالية والانفتاح على مختلف الأساليب الراسخة والحديثة لتعطي تنوعا وثراءً للاختيارات التي تمت، وتعدكم إدارة المهرجان بانعقاد دورة فارقة على كافة المستويات الإبداعية والجمالية والتنظيمية بما يليق باسم العراق ومسرحه العريق والذي يزداد بهاءً والقاً بالحضور العربي والاجنبي، لأن المسرح يُضيء الحياة.  
 
رئيس المهرجان
د. احمد حسن موسى
22\9\2022

الأربعاء، 21 سبتمبر 2022

مسرحية للأطفال " دروس " تأليف طلال حسن

مجلة الفنون المسرحية

الغرباوي" يكشف عن قوام اللجنة العليا لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي

مجلة الفنون المسرحية 

مهرجان بغداد الدولي للمسرح وبدورته الثالثة يدعو للتسجيل في برنامج ورشة تبادل الخبرات المسرحية للشباب العربي

مجلة الفنون المسرحية 
مهرجان بغداد الدولي للمسرح وبدورته الثالثة يدعو للتسجيل في برنامج ورشة تبادل الخبرات المسرحية للشباب العربي 
 
مهرجان بغداد الدولي للمسرح وبدورته الثالثة يسعى الى تحقيق لقاء الابداع وإنتاج فضاءات جديدة، عن طريق إقامة ورشة لتبادل الخبرات المسرحية للشباب العربي، مما يجعله لقاءً معرفياً واحتفالاً وفرجة عبر مشاركة وتواجد مجموعة من الشباب العربي الذين يشكلون بوعيهم فضاءات المسرح باحثين عن كل ما هو جديد ومغاير ومؤثر عن طريق توليف المهارات والقدرات من أجل توحيد مسارات التجربة المسرحية على مستواها العربي والعراقي.
ومن هذا المنطلق تعلن إدارة مهرجان بغداد للمسرح بدورته الثالثة استمارة المشاركة في ورشة تبادل الخبرات المسرحية للشباب العربي، لكل الراغبات من الشابات المسرحيات بالمشاركة حسب الشروط التي وضعتها إدارة المهرجان عن إقامة الورشة.
شروط المشاركة
1. عمر المشاركات من 16 – 35 عاما ومن كافة المحافظات والدول العربية
2. تقديم مشهد مسرحي من الهم الذاتي بصور وبشكل تقني واضح مدة المشهد من (1 – 2) دقيقة   يرسل عبر البريد الالكتروني  كا مرفق مع الملفات .
3. تملأ الاستمارة وترسل على البريد الالكتروني للمهرجان  (baghdadintfestivaltheater2@gmail.com)
4. اخر موعد للتسجيل هو  26 / 9 / 2022
5. تعرض الملفات على لجنة متخصصة لاختيار 20 مشاركة محلية وعربية وتعلن على مواقع المهرجان
6.رابط استمارة المشاركة 


الثلاثاء، 20 سبتمبر 2022

في تجربة مسرحية جديدة صاغها للمرة الأولى عبد الرزاق الربيعي مؤلفاً والفنان منعم سعيد مخرجاً (دوائر مغلقة) عرض صامت عن عذابات الإنسان في عالم يحاول قطع طرق الخلاص أمامه

مجلة الفنون المسرحية 

في تجربة مسرحية جديدة صاغها للمرة الأولى عبد الرزاق الربيعي مؤلفاً والفنان منعم سعيد مخرجاً (دوائر مغلقة) عرض صامت عن عذابات الإنسان في عالم يحاول قطع طرق الخلاص أمامه
عبد الرزاق الربيعي: سعيت الى إيصال رسائل العرض الجمالية وشحنها بالمعاني والدلالات والمقولات المضمرة
منعم سعيد: أطمح أن أقدم هذا العرض بصورة جديدة مختلفة تماماً عن ماسبقه من العروض الصامتة
"المسرح الصامت في العراق يظل في الصدارة عربياً ودولياً، خصوصا مع مخرج متمرّس كالفنان منعم سعيد وفريق عمل، تواصلت معه فوجدته يمتلك وعياً عالياً، وشغفا ومرونة جسدية.."
"بنيت رؤاي في هذا العمل الدرامي لأقوم بدرسِ كلمات الشاعر الى أحاسيس كما يُدرس القمح لأُقشر الحقيقة التي نحن عليها بوضوح من خلال مشاعري وتجربتي التي أراها كالمرآة في نص العمل الفني" 

حاورهما – عبد العليم البناء 

بدأت (جماعة الديوانية للتمثيل الصامت) تمريناتها في قاعة قصر الثقافة والفنون في الديوانية على مسرحية (دوائر مغلقة) وهي من تأليف الشاعر عبد الرزّاق الربيعي، ومن إخراج الفنان منعم سعيد، اللذين يجتمعان للمرة الأولى في تجربة مسرحية بفن البانتومايم (التمثيل الصامت). ويجسّد الأدوار في العرض كلّ من الفنانين: نوفل خالد، مصطفى جمال، نادين حبيب، علي الحسناوي،حمودي النقيب، سجاد سعد، حسن هادي، ويقود الفريق المايسترو منعم سعيد، مخرجاً ومصمّماً للسينوغرافيا.ويتحدّث العرض الذي يعتمد على الأداء الحركي، عن عذابات الإنسان، في عالم يحاول قطع طرق الخلاص أمامه، لكنه يواصل حمل صخرة (سيزيف) وصولاً إلى أهدافه التي رسمها متحدّياً الواقع، ساعياً لتحقيق أحلامه بعالم أكثر بهاء، خالٍ من الصراعات، والحروب والأحقاد.
* الشاعر عبد الرزاق الربيعي يخوض للمرة الأولى - عبر هذه التجربة - في فن البانتومايم بعد أن قدم العديد من النصوص المسرحية التي أخرجها فنانون عراقيون وعرب وقدمت على خشبات المسارح العراقية والعربية والأجنبية ، ومن بينها: (آه أيتها العاصفة) 1996، (البهلوان) 1997، (سقراط) 2003، (الكأس)  2007، (أمراء الجحيم) 2006، (لا أحد يطرق بابي) 2010، (ذات صباح معتم) 2009، (ضجة في منزل باردي) 2013، (كهرمانة) مسرحية للأطفال 2014، (ضياع) 2016، (بنت الصياد) 2017، (مطبخ الحكايات) 2020، وفازت نصوصه وعروضه بجوائز متقدمة في العديد من المهرجانات والمسابقات العربية، كما تم تناول نصوصه في العديد من البحوث والدراسات والرسائل الجامعية ..وللوقوف عند حيثيات هذه التجربة الإبداعية الجديدة وتجلياتها المتنوعة لاسيما على صعيد النص والأخراج والسينوغرافيا وبقية العناصر الأساسية في مسرحية (دوائر مغلقة) حاورنا أولاً مؤلفها الشاعر ووالكاتب المسرحي عبد الرزاق الربيعي الذي سألناه ابتداءً:
* ما رسالة هذا النص ؟ وما مدى تماهيه مع واقعنا الراهن عراقياً وعربياً في إطاره الإنساني الشامل ؟
 - رسالته تكمن في أن الرهان على الإنسان، وقوّة إرادته، وصلابته، هو رهان رابح، فـ "الإنسان بناء الله"، لاسيما أن الإنسانية تعاني من الكثير من الأزمات، أما الهمّ العراقي فهو جزء من هموم  إنسان هذا الكوكب المثقل بالكوارث، والمحن، ولقد سلط العرض الضوء على عذابات إنساننا المعاصر الذي تحيط به أزمات وتتشكل من حوله كدوائر مغلقة، لكنه لا يستسلم، ويحاول البحث عن الخلاص، ويبذل محاولاته سالكاً مختلف الطرق في سبيل ذلك، على طريق الجلجلة، وصولاً إلى أهدافه التي رسمها متحدّياً الواقع، ساعياً لتحقيق أحلامه بعالم أكثر بهاء، خالٍ من الصراعات، والحروب والأحقاد، والكراهيات، وهناك دوائر وخطوط أخرى في العرض تقوّي الخط العام. 
* وكيف تناولته من الناحية الدرامية كمؤلف لاسيما أنك تلج عالم العرض الصامت للمرة الأولى؟
- بالنسبة لي بذلت كل ما أستطيع من أجل إيصال رسائل العرض الجمالية، وشحنها بالمعاني والدلالات، والمقولات المضمرة التي قام المخرج منعم سعيد بتفكيك رموزها وإعادة انتاجها عبر سينوغرافيا العرض، وأدواته على الخشبة المتمثلة بالأداء الحركي، ولغة الجسد والإيماءات والإشارات، ومكملات العرض من موسيقى، وأزياء وفضاء بصري. 
* وما الذي دعاك الى التعاون مع عراب المسرح الصامت عراقياً الفنان منعم سعيد لإخراج عرضك؟  
- في البداية لا بد من القول أن النص لا يخلو من تحدّ وضعته أمام نفسي، فالذين يقرأون نصوصي أو يشاهدونها، كثيراً ما يكرّرون أن قوّتي في المسرح تكمن في لغتي الشعرية، لكوني دخلت المسرح من بوابة الشعر، لذا تساءلت مع نفسي : لو تخليت عن عنصر قوّتي هذا وكتبت نصاً صامتاً،هل أنجح؟ لقد أردت أن أقصّ أجنحتي وأحلّق لفضاءات أبعد ! فكان التحدي كبيراً، وبدون تردّد، شرعت بالكتابة، وبعد الانتهاء من النص، عرضته على الصديق الفنان منعم سعيد الذي تربطني به علاقة قديمة تعود إلى سنوات إقامتنا في صنعاء منتصف التسعينيات، باعتباره كما وصفت (عرّاب المسرح الصامت عراقياً)  فرحّب به، وتحمّس له، وقال: سأقدّمه على المسرح..
* وما الذي تراهن عليه في هذا العرض؟
- رهاناتي كثيرة أولها أن لغة الجسد يمكن أن تنقل الكثير من الأحاسيس التي يعجز عنها اللسان، وأن الحوار المضمر أكثر بلاغة من الحوار المنطوق، وأن المسرح الصامت في العراق يظل في الصدارة عربياً ودولياً، خصوصا مع مخرج متمرّس كالفنان منعم سعيد وفريق عمل، تواصلت معه عن بعد خلال التحضيرات التي أجراها الصديق منعم، فوجدته يمتلك وعياً عالياً، وشغفا ومرونة جسدية.
* كلمة أخيرة..
 -أتمنى أن تتكلل جهود فريق العمل بمشاركته في مهرجانات دولية، فمثل هذه العروض التجريبية يحقّ لنا ان نباهي بها المسارح العالمية.
* ومن أجل استكمال صورة هذه التجربة الإبداعية لاسيما على صعيد الإخراج والتمثيل والسينوغرافيا كان لابد من اللقاء مع الفنان منعم سعيد الذي ينطوي على تجربة ثرة وبمؤشرات ابداعية مغايرة للسائد والمغاير من العروض العراقية والعربية الى حد كبير، حيث كانت له تجارب عدة حيث عمل مخرجاً في الفرقة القومية للتمثيل، وفي منتدى المسرح، وأستاذاً في قسم المسرح في معهد الفنون، ومؤسس (جماعة الديوانيه للتمثيل الصامت) التي تعد الفرقة المسرحية الأولى عربياً المتخصصة بفن البانتومايم، والتي مازالت تقدم عروضها المسرحيه الصامتة منذ أربعة عقود ونيف، وأخرج ومثل وألف العديد من الاعمال المسرحية الحوارية والدرامية والكوميدية والجادة والتي قدمها على خشبات المسارح العراقية  والعربية والأجنبية، وحاصل على العديد من الجوائز والشهادات والدروع والأوسمة، ويعد من مجددي المسرح البصري الشرقي في العراق وآسيا، فكان مدار جدل وبحث لكثير من متخصصي فن المسرح ودارسيه في مجال المسرح البَصَري الصامت، لتميزه في أساليب العرض المتنوعة التقنية والحرفية في الأداء والإخراج والتأليف وتناولته بالأخص الدراسات العليا فكتبت عن تجاربه المسرحية رسائل ماجستير وإطروحات دكتوراه وترقيات لدرجة البروفسور في جامعات عراقية وعربية .. ولخوضه تجربته الجديدة في إخراج وتقديم مسرحية (دوائر مغلقة) كانت لنا معه هو الآخر هذه الجولة من الحوار الذي ابتدأناه بسؤالنا: 
* في (دوائر مغلقة) ربما تتعاون للمرة الأولى مع الشاعر والكاتب عبد الرزاق الربيعي ما الذي جذبك لإخراجها وتقديمها درامياً وابداعياً؟ 
 - لم تكن هذه التجربة الأولى مع الشاعر الكبير والصديق الحميم عبد الرزاق الربيعي، ففي زمن الاغتراب والقهر الذي عشناه أيام هجرتنا لليمن، التقينا بمسرحيته (آه ...أيتها العاصفة) التي أخرجها المبدع الراحل كريم جثير، إذ قمت بصياغة السينوغرافيا وكانت تجربة مليئه بتلاقح الهموم والشجون التي كنا نعيشها في (الزمن الثقيل)، زمن الهروب الى النجاة لنلتحف بغربتنا تلك ونكابر لتقديم ابداعاتنا التي لم تتوقف، والمقترنة بأرهاصات ابداعية متنوعة برفقة الكثير من المبدعين العراقيين المهاجرين لننجب تجارب ثقافية وفنية، وهذا ما جعلني اليوم أقف عند مسرحية (دوائر مغلقه) تداخل وانسجام مستمر وتلاق في الرؤى والأفكار بيني وبين الربيعي، وخصوصاً أننا فعلاً كنا ندور داخل محيط تلك (الدوائر المغلقة)، حين كنّا نجتر همومنا التي يجب أن لا تكون تجربة عابرة وإنما خزين من لُبنات البناء لمستقبلأجيال تتطلع الى الحياة بكل ما فيها من خبرات، وعلى هذا الأساس بنيت رؤاي في التزام هذا العمل الدرامي لأقوم بدرسِ كلمات الشاعر الى أحاسيس كما يُدرس القمح لأُقشر الحقيقة التي نحن عليها بوضوح من خلال مشاعري وتجربتي التي أراها كالمرآة في نص العمل الفني الذي كتبه عبد الرزاق، ليس مفسراً ولا مترجماً وإنما بمحصلة تعامد رؤاي ورؤاه للوصول الى عمل جديد يتواكب مع ما يمر به الإنسان على هذه الأرض لأنني أطمح ان أعمم تجربتي الانسانية مبتعداً عن الإشاره للزمان والمكان المحددين بالمحلية.
* إذاً.. كيف تبلورت معالجتك الدرامية والإخراجية لتقديم هذا النص المكتنز ؟ 
- أن أكون قاسماً مشتركاً أعلى لكل الأطراف بإنسانيتي لتُهِم كل من في المعمورة  كأنني هم وكأنهم أنا بإنسانيتنا وتطلعنا، من خلال لغة المشاعر ونحتها بأشكال وحركات يقدمها الفنان بأدائه التمثيلي وبأسلوب جديد كما اعتدنا في تقديم عروضنا السابقة، وبما أن لكل عرض ميزته الخاصه واختلافه الجذري في طريقة تقديم العروض التي سبقته، فإننا نطمح أن نقدم هذا العرض  بصورة جديدة مختلفة تماماً عن ماسبقه، وستكون شخصيات هذا العمل هي شخصيات نراها في طموحنا الذي يسكننا وتسكن من يهمه ان يعيش حياة سلام يتمناه لغيره من البشر.. وما معاناتنا إلا تجارب لبناء المستقبل. 
* وما الذي دعاك الى النهوض بمهمة السينوغرافيا إضافة الى الاخراج في هذا العرض وما دلالات هذا المزج ؟
- إنها مهمة غاية في الصعوبة.. ولكنني أرى من الضروري أن يكون هناك توافق بين رؤى المخرج والسينوغراف ليحفز الإشكاليات بينهما لو كانا شخصين، ففي كل أعمالي أدمجهما برؤى واحدة للمخرج والسينوغراف فأقوم بالمهمتين معاً لإغناء العمل برزانة الرؤيا واحتوائها على جسور التطابق بين كوني مخرجاً وسينوغراف، بهدف توصيل المضمون من خلال عمل تكاملي بأواصر متعددة، فالمخرج المتمكن هو من يستطيع ربط عربات العمل المسرحي بأواصر السينوغرافيا بدلالات سيميائية، تجعل من المتلقي يشعر ويتأمل جماليات العرض وتلك هي مهمة الستاتيكيا في أي إبداع..
* وماذا عن خياراتك على صعيد الممثلين ؟
- خياراتي دائماً بسيطة تعتمد على الممثل الشاب لما لديه من قدره على تطويع جسده، للوصول إلى تجسيد الحركة التي هي بدورها لغتنا في المسرح البَصَري الصامت، وهذا ما يبرر الإبتعاد عن الممثل كبير السن في أغلب الأدوار التي اسندها للممثلين في أعمالي، فقد تجد واحداً أو إثنين من الممثلين المحترفين بينما أغلب ممثلي إعمالي هم من الشباب، لما لديهم من قدرة جسدية مطواعة  قابله للتجديد وخارجة عن النمطية التي اعتادها ممثلونا الكبار مع الأسف. 
* وما الذي تراهن عليه في هذا العرض في إطار الصورة الشاملة للمسرح بتمظهراته المختلفة، بإعتباركم (عراب المسرح الصامت)؟ 
- لي أسلوبي ولهم أساليبهم ولي ما أتميز به ولهم ما يتميزون به، وأنا احترم كل التجارب ومن يسعى الى التجريب وأنا من بينهم، وهذا شيئ بديهي (لكل شيخ طريقة) كما يقال أما الثوابت فإننا نعمل على التكوين في الصورة وبإسلوب شرقي لم يدن منه أحد غيرنا، ما عدا أستراليا التي استفادت من تجربتنا بمسرح (البوتوه) التي نقلها التلفزيون الأسترالي الرسمي مثل مسرحية (عزاء ما تبقى) و(شواطئ الجنوح) بانجاب أسلوب مسرح (بوتوه آوت) في سدني، ونحن نفتخر بتشعب تجربتنا وسنستمر ونعمل على أسلوبنا الأدائي في عرض الـ(بوتوه) الذي عملنا به في المراحل المتقدمة منذ عام 2010 وسنكمل تجربتنا فيه وبشكل أكثر تميزاً وإختلافاً..  
* وما كلمتك الأخيرة..
- سيشارك هذا العمل في مهرجان مسرح الصوامت الدولي بدورته الثانية لهذا العام والذي تنظمه فرقة مسرح ديالى، ونطمح أن تكون هنالك عروض أخرى في هذا الاتجاه داخل وخارج العراق..
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption