أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 11 يوليو 2015

المسرح الإفريقي التقليدي جذوره ووظائفه

مجلة الفنون المسرحية

المسرح الإفريقي التقليدي جذوره ووظائفه


*د. عمر عبد الفتاح 

المسرح فنٌّ وثيقُ الصلة بالنفس الإنسانية، فهو أحد وسائل تعبير الإنسان عن آرائه ومعتقداته وعلاقاته، وهو أقرب وسائل التعبير الإبداعية تمثيلاً للواقع، وأكثرها ارتباطاً بالمجتمع.

تهدف هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على المسرح الإفريقي التقليدي، وبيان جذوره وأصوله القديمة، ومظاهره وتجلياته في المجتمعات الإفريقية، وأهم سماته في المضمون والشكل، والوظائف والأدوار التي يقوم بها في المجتمعات الإفريقية.

أولاً: نشأة المسرح الإفريقي التقليدي وجذوره:

على الرغم من أنّ إفريقيا لم تعرف المسرح بمعناه الحديث إلا في فترة متأخرة نسبيّاً؛ فإنها عرفت المسرح بمعناه التقليدي منذ عصورٍ تسبق التاريخ نفسه، ولا نقصد بالمسرح التقليدي هنا المسرح بوصفه نصّاً مسرحيّاً أو بناءً وخشبة عرض وممثلين، ولكننا نقصد بالمسرح التقليدي: الدراما، والأداء التمثيليّ بشكلٍ عام، سواء كان هدفه الترفيه، أو التوجيه، أو التثقيف، أو كان مجرد أداءٍ طقسيٍّ اجتماعيٍّ أو دينيّ.

جذور المسرح الإفريقي التقليدي:

إذا عُدنا للوراء في محاولةٍ لتتبع البدايات الأولى لنشأة المسرح؛ سنجد أنّ هناك ظاهرتين تعدّان بحقٍّ توطئة وتمهيداً للفنّ المسرحيّ.

الظاهرة الأولى: الطقوس الدينية: هي الطقوس الدينية والاجتماعية؛ حيث كانت هذه الطقوس تؤدى في شكل حركات تعبيرية في شكل درامي ذات مضمون ديني.

والظاهرة الثانية: الرقص: يعد الرقص من أقدم الوسائل التي عبر بها الإنسان واتخذ منه شكلاً ترفيهياً يعبر به عن انفعالاته، أو شكلاً إعلانياً عن وقائع ومشاهد درامية .

وقد أخذت هاتان الظاهرتان شيئاً فشيئاً في التحول التدريجي من المحيط الديني-في المكان والأداء- إلى المحيط الاجتماعي العام ومن التعبير عن أشياء محدودة إلى التعبير عن مختلف مناحي وشئون الحياة باعتباره مظهراً من مظاهر التعبير عن الحضارة الإنسانية[1].

وتعود نشأة المسرح التقليدي في أفريقيا إلى عصور موغلة في القدم ففي شمال أفريقيا شهدت أرض مصر القديمة ظهور هذا اللون الدرامي منذ فترة طويلة أرجعها البعض إلى ما يزيد على ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

فالدراما في صورتها الأولى ولدت على أرض مصر، وقدامى  الإغريق تلقوها عن مصر وأضافوا إليها، وكل ما يذكر للمسرح بقديمه وحديثه فمرده إلى مصر التي بذرت بذوره ورعته إلى أن استوى على سوقه.

وإذا كان المسرح كفن درامي نشأ  في مصر شمال أفريقيا وأثبتته النقوش والكتابات المدونة على جدران المعابد، فإن ذلك لا يعني عدم ظهور النشاط الدرامي في بقية أنحاء القارة الأفريقية. فقد ظل المسرح في تلك المناطق ولمدة طويلة نشاطاً شفوياً مرتجلاً مثله مثل الأدب الشعبي([2]). ويجب أن ندرك أن عدم وجود الأدلة التاريخية لا ينفي وجود هذا النوع من المسرح، فقد عرفت الحضارة المصرية القديمة في الشمال الكتابة والتدوين منذ وقت مبكر، في حين أن الثقافات الأفريقية في الجنوب لم تعرف الكتابة والتدوين إلا في وقت متأخر.

وليس هناك مجال للشك في أن جميع أنحاء أفريقيا شهدت تقديم عروض يختلط فيها التمثيل بالطقوس الدينية،  وفي كثير من بقاع القارة الأفريقية كان للمسرح أصول اجتماعية أيضا، فقد نشأ للسمر والتسلية، وهو بذلك يؤدي دوراً جمالياً يقوم على المتعة والفائدة. وهكذا فإن المسرح الأفريقي التقليدي لم ينفصل عن الحياة الجماعية فمهمته هي توصيل ما يريد التعبير عنه([3]). ويشير فرانسواز ليجيه إلى شدة الصلة بين المسرح الأفريقي التقليدي والمجتمعات الأفريقية فيقول: "لقد قدم المسرح كل ما يعبر عن موروث هذا الشعب سواء في شكل رقصات وملاحم أو احتفالات شعبية أو كل ما يدور في الحياة من مناقشات فارغة ومواقف وأنماط مختلفة من الناس"([4]). وبهذا المعنى يمكن القول أن أفريقيا قد عرفت المسرح التقليدي منذ زمن قديم للغاية، فارتباط الأفارقة بالطقوس والشعائر الدينية أمر ثابت، وممارسة الأفارقة للرقص لا تحتاج لتعليق.

شواهد ودلائل قِدم المسرح الإفريقي التقليدي:

هناك العديد من الشواهد التي دونها العديد من الرحالة والمؤرخين ضمن أعمالهم، تدل على مدى قدم نشأة هذا اللون الفني الدرامي التقليدي في إفريقيا.

فابن بطوطة ذكر هذه الدراما التقليدية في رحلته في القرن الرابع عشر الميلادي، وتعددت إشاراته إلى الرقص، والأقنعة، وإلقاء الشعر بطريقة تمثيلية، بل إنه روى عن سلطان مالي القديمة اهتمامه بالشعر والتمثيل، وكيف أنه شهد في مجلسه مطارحات ومدائح شعرية، كما شهد تمثيلية أسماها: (الأضحوكة).

كما أشار المستفرق الفرنسي ديلافوص إلى بعض نماذج لهذه الدراما في غربي القارة[5].

كذلك أشار الكاتب أولوداه أوكويانو، من جمهورية بنين بغرب القارة، في سيرته الذاتية المنشورة عام 1789م، أي بعد نحو خمسة قرون من رحلة ابن بطوطة، إلى تلك المظاهر الدرامية، حيث قال: «نحن نكاد نكون أمّة من الراقصين والموسيقيين والشعراء»، وبعد أن عرض لبعض الاحتفالات العامّة، في مملكة بنين القديمة، أشار إلى مشاهد الحياة الواقعية التي يمثّلها الشباب في تلك الاحتفالات، مثل «المآثر العظيمة، أو العمل الملحمي، أو القصة المحزنة»[6].

ذكر ابن بطوطة في رحلته هذه الدراما التقليدية، وتعددت إشاراته إلى الرقص، والأقنعة، وإلقاء الشعر بطريقة تمثيلية

مثل هذه الشواهد القديمة يتضح منها، ويتأكد، مدى قِدَم وجود المسرح الإفريقي التقليدي وترسّخه في البيئة الإفريقية، ويتضح لنا مدى تنوّع هذا النوع الدرامي ما بين رقص، وغناء، وإلقاء شعر، واستخدام للأقنعة، بالإضافة لأنواع أخرى من الأداء الدرامي.

هذه الشواهد تدل أيضاً على أنّ المسرح الإفريقي التقليدي قدّم أشكالاً وأنواعاً من الأداء المسرحي؛ تتشابه بشكل أو بآخر مع أشكال الأداء الدرامي للمسرح الأوروبي الأصل، فإشارة ابن بطوطة إلى وجود الأعمال الكوميدية التي أطلق عليه اسم: (الأضحوكة)، وإشارة الكاتب الإفريقي أولوداه أوكويانو إلى أنواع أخرى من الأداء الدرامي كـ «القصة المحزنة، والمآثر التاريخية، والأعمال الملحمية» تستدعي المقارنة بين هذه الأنواع الدرامية الإفريقية التقليدية من ناحية، وبين الأنواع الدرامية الحديثة، كالملهاة والمأساة والملحمة، من ناحية أخرى، ما يدفع الباحث لإدراجها تحت نفس التصنيفات، أو على الأقل إدراجها بوصفها جذوراً وإرهاصات لها.

ثانياً: مظاهر المسرح الإفريقي التقليدي وتجلياته:

من أهم تلك المظاهر ما يُعرف بـاسم: (الإنشاد)، حيث تُنشد جلائل أعمال الأسلاف والعظماء ومآثرهم، كما يوجد أيضاً نوع من العروض يُعرف بـ (المناظرات) الكلامية التي تدور عادة بين اثنين، مثل حدّاد القرية وقصّاصها، ويقوم الجمهور بدور الحكم، وينال الفائز مكافأة من الخاسر.

وهناك أيضاً ما يمكن أن يُسمّى بـ (مسرح العرائس)، وهو لونٌ من العروض المسرحية يُسمّى عند قبائل البامبارا في غرب إفريقيا باسم: (شدو الطير)، ويشبه الأراجوز عندنا، ويقال إنه منقول من شمال القارة، ولكنه معروف في السنغال، مثلما هو معروف في النيجر ونيجيريا، وغيرهما من أنحاء الغرب[7].

كذلك رصد بعض الباحثين عدداً من مظاهر الأداء المسرحي التقليدي وأشكاله في منطقة جنوب إفريقيا حين قال: «اتخذت الدراما في المجتمعات الناطقة بلغات (السوثو) و (النغوني) أشكالاً تقليدية، اقترنت بالمجتمعات الرعوية والزراعية في إفريقية، ولم تكن الفعاليات شبه المسرحية للطقوس الدينية التطور الوحيد، لكنّ أشكالاً أخرى مثل: (الانتسومي) لدى (الكسوزا)، و (الانكابنسكواني) (السرد الشعبي) لدى (الزولو)، و (الديبوكو) لدى (السوثو)، و (الايزيبونغو) لدى (النغوني)، قد احتوت هي الأخرى على عناصر درامية متطورة. وأسهم (البوشمن) و (الهوتنتوت) في صقل تجارب مسرحية فيها عناصر (المايم) والموسيقى، حتى إنّ (كريدو موتوا) و (هـ. آي. آي) قالا بوجود مسرحٍ ملحميٍّ متطور في المجتمعات التقليدية القديمة»[8].

وقد تناول معظم الباحثين مظاهر المسرح الإفريقي التقليدي وتجلياته في معرض حديثهم عن المسرح الإفريقي بشكلٍ عام، وتناولوها بشكلٍ موجز ودون تفصيل كبير، ولكننا نجد أنّ المؤرخ الثقافي إي. تي. كيربي E.T. Kirby يحدد بشيء من التفصيل سبعة أشكال أداء، تمثّل طرق الأداء النموذجية للمسرح الإفريقي، والتي تبيّن كيف أبدعت الغريزة الإنسانية أحداثاً مسرحية مميزة[9].

وهذه الأشكال المسرحية السبعة هي:

1 - عروض القصّ (الحكي):

يتميّز المسرح الإفريقي، القديم والحديث، إلى حدٍّ كبير، بتركيزه على الحكي أو رواية القصص، فالراوي أو «القاص» يتمتع بمكانة أساسية في العديد من عروض الأداء المسرحية الإفريقية، فمن المعتاد أن نجد أنّ «الجريو» girot، أو «المعالج»، الذي يرتجل قصةً ما بمصاحبة الغناء والرقص. وكثيراً ما يقلّد الرواي السمات الصوتية والجسدية لكثيرٍ من الشخصيات في قصته، على الرغم من أنه من حينٍ لآخر نجد الآخرين يتدخلون للقيام بدور  شخصيات معيّنة، وربما تميّز الأقنعة ونوع الملابس الشخصيات. وفي كثير من الأحيان يوظّف كتاب المسرح الأفارقة المعاصرون «رواة القصص» في أعمالهم الدرامية، وعلى سبيل المثال: نجد أنّ مسرحية (الموت وفارس الملك)[10] تُبرز بوضوح شخصية «منشد المدائح».

2 - العروض التمثيلية البسيطة:

يرتجل البوشمان عروضاً تمثيلية؛ يُعدّ صيد الحيوانات فيها بمثابة الحبكة الأساسية، فعلى سبيل المثال: يرتدي أحد الرجال خوذة مصنوعة من عصا متشعبة، ويجسّد دور الظبي، في حين يقوم بعض المقلدين الآخرين بقتله، وتقوم مجموعة من الصبية الصغار بتجسيد دور الكلاب التي تصاحب الرجال، وتعد رقصات الصيد هذه بمثابة عروض وظيفية (فهم يوفرون الطعام للقبيلة)، وروحية في ذات الوقت (حيث يعترفون بأعلى السلطات في الطبيعة)، وهناك عروض تمثيلية أخرى أكثر اجتماعية بشكلٍ واضح.

وهذه الأعمال الدرامية المرتجلة تمثّل الشكل الأساسي للمسرح، وهي أشبه بألعاب التقليد التي يؤديها الأطفال أثناء تعلّمهم لدورهم في المجتمع.

3 - العروض الطقوسية:

الطقوس الأفريقية غالباً ما تكتسي بهالة من السحر. وتوجد أمثلة عديدة على مثل هذا النشاط الطقسي في جميع أنحاء أفريقيا اليوم. فاللوجا Loga في وسط أفريقيا لديهم طقوس شعائرية مطولة يتم فيها استعراض المنتجات اليدوية الهامة عبر القرية بينما تنشد الأمثال. وتقود القرويين راقصة طوافة وتتجه بهم نحو كوخ شعائري تم تشييده خصيصا، ثم يقوم المشاركون بتسلق سقف الكوخ بينما تُنشد ثمانية أمثال. ويقع "السحر" عندما تُطرد الأرواح الشريرة من الكوخ وتتلبس الأرواح الخيرة أجساد اللوجا.

4 - عروض تقديس الأرواح:

يتمكن «الوسيط»، الذي يُعتقد أنّ الأرواح تتلبسه، من الاستيلاء على «الشخصية» أثناء شرودها، أو في لحظة عدم تمام وعيها، ويقوم «الوسيط»، الذي يرتدي أزياء لافتة ويتحدث بـ «لغة الأرواح»، بحركات وإيماءات غير معتادة، بحيث توهم بأنّ الروح، أو أنّ الإله نفسه، موجود في الواقع، ويحدث تفاعل درامي قوي بين الشخصية والجمهور، والجزء الأكبر من هذا التفاعل يكون مرتجلاً من قبل «الوسيط». وهذه العروض شائعة جدّاً بين الناس في غرب أوغندا، حتى إنّ العالم الأنثروبولوجي جون بيتي John Beattie يشير إليها تحت اسم: (المسرح الوطني التقليدي)، وفي بعض مجتمعات شرق إفريقيا نجد أنّ الروح التي تُدعى shave، والتي تُعرف عن طريق القميص الأبيض والقبعة والحزام، تتلبس العديد من الوسطاء، ويتميز طقس الشرود أو النشوة مع الأرواح بالشرب والرقص والحوار. وتجدر الإشارة إلى أن الرقيق الأفارقة جلبوا معهم عروض تقديس الأرواح إلى الأمريكتين، وعلى سبيل المثال: لا يزال الماكومبا Macumba في البرازيل يستخدمون عروض الأرواح في احتفالات الشفاء.

5 - عروض التنكر:

 تطورت عروض التنكر عن الاحتفالات التي كانت تقوم بها الجماعات والتجمّعات السرية لتكريم الموتى، والتي ربما لا تزال الشكل الأكثر تمثيلاً للمسرح الإفريقي الأصلي، وتتميّز عروض التنكر بالأقنعة المتنوعة والملونة، والأزياء الفضفاضة (التي غالباً ما تكون مصنوعة من الخوص أو العشب)، كما تتميّز بالرقص المفعم بالحيوية، وغيرها من أوجه التنكر وأشكاله، وفي كثير من الأحيان يقوم السرد الدرامي بالربط بين هذه الأنشطة، فحفلات التنكر لدى الإيبيبيوIbibio ترتجل عروضاً تمثيلية هزلية، وتعدّ الأزياء المستخدمة في الكرنفال في ترينيداد من بقايا تلك الحفلات التنكرية التي جلبها الرقيق الأفارقة إلى الأمريكتين.

6 - العروض الاحتفالية:

تجري العروض الاحتفالية، مثلها مثل العديد من العروض المسرحية الأصيلة الأخرى في إفريقيا، بمرافقة الغناء والرقص وقرع الطبول. ويحتفل الدوجون Dogon في غرب إفريقيا بمهرجان الموتى في كلّ عام، وفي هذا الاحتفال يتمّ ذكر مآثر الأجداد، وتجري طوال الليل معارك وهمية، ورقصات أكروباتية بهلوانية، واستعراض للأسلحة، وذلك بهدف تعليم الدوجون احترام ماضيهم، وتوقير أسلافهم، وقبول حتمية الموت.

7 - العروض الكوميدية:

لعل الأنشطة المسرحية الأقرب شبهاً للمسرحية، بالمعنى الذي نفهمه من هذا المصطلح، هي العروض الكوميدية التي تُؤدَى في الساحات المفتوحة في قرى العديد من القبائل الإفريقية، وربما تطوّرت هذه العروض عن العروض التمثيلية البسيطة، أو عن عروض التنكر، لتصبح مسرحيات ذات حبكة واضحة وشخصيات محددة.

وبرغم أننا لا يمكننا الجزم بحدوث التطور بهذا الشكل؛ فإنّ وجود مثل هذه المسرحيات القصيرة playlets الكوميدية تشير إلى العملية التي تطورت بها الدراما بمعناها الرسمي في جميع أنحاء العالم.

ومن قبيل الصدفة أنّ كثيراً من الشخصيات التي تظهر في هذه الكوميديات تعدّ نسخاً إفريقية للشخصيات الهزلية الشعبية التي وجدت في روما القديمة، وفي إيطاليا النهضة، وفي الأوبرا الصينية، وفي المسرحيات الهزلية اليابانية kyogen. ويقدم الشعب الناطق بلغة الماندي في غرب إفريقيا عروضاً كوميدية تصور الزوجة المخادعة، والزوج الساذج، والمحارب المتباهي، واللص المحتال، وعلى الرغم من أنهم يظهرون أمامنا في عروضهم مطليين بالطين أو بالرماد الأبيض، فإنّ ممثلي هذه القرية ليسوا أقلّ جاذبية لجمهورهم من الكوميديين الإيطاليين أو المهرج (تشو) من الأوبرا الصينية.

وتستخدم الأعمال الكوميدية الحوار، وفي كثير من الأحيان تستخدم الارتجال، وربما يرافقها المطربون والأوركسترا.

وغالباً ما يلعب الرجل دور المرأة، الأمر الذي نجده في كلّ أنواع المسرح بالعالم، خصوصاً في تلك الثقافات التي لا تسمح للمرأة بأن تمارس التمثيل.

وكما هو حال الكوميديا في كلّ مكان؛ نجد أنّ المسرحيات الإفريقية تصوّر الجوانب الاجتماعية لحياة القرية، ففي أحد الأعمال الكوميدية نجد الزوج يعمل في الحقل مع زوجته، ويقوم بحرق كومة من سيقان النباتات التي يختفي عشيق زوجته تحتها، وينتهي العمل بمطاردة هزلية.

ومثل جميع عروض الكوميديا الجيدة؛ فإنّ المسرحيات تكون موجهة «لإظهار التصدعات في المظهر الزائف للإنسان»[11]؛ بحسب عبارة والتر كير Walter Kerr.

وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المظاهر والممارسات المسرحية لم تندثر؛ فلبعضها وجود في بعض المجتمعات الإفريقية حتى الآن، ففي السنغال لا يزال «الجريو» Griot أو «الراوي» يدور في أنحاء القرى والمدن، ويلتف حوله الجمهور في حلقة ليشاهدوه، وهو يروي ويغني ويعزف على قيثارته أحداث الحكايات والأساطير الإفريقية، ويقدّم ذلك بحركات راقصة وتمثيلية تناسب ما يرويه[12].

وكما يذكر جان بلييا فإنّ شباب الماندنج، في غرب إفريقيا، لا يزالون يقومون بالتعبير عن رغبتهم في الزواج من خلال عروض زاهية غنية بالإبهار، ويسخرون فيها من المتزوجين الذين يكبرونهم في السنّ.

كذلك فإنّ الرابطة التي تهتم بالشؤون الدينية عند اليوروبا ما زالت تعمل على تنظيم أعمال درامية مبنية على الطقوس التي تمجد بطولات الأجداد، بمضمون له شكل وصفي طريف، يؤديه بعض المهرجين واللاعبين بمهارة، ويرتدون الأقنعة التي تمثّل الحيوانات وشخصيات المجتمع اليورباوي[13].

وفي مالي يوجد نمط من أنواع المسرح الشعبي يُطلق عليه: (مسرح كوتيبا)، ينظّمه الشباب مرّة كلّ سنة، ويعطي لهم فرصة لانتقاد كبارهم، وهذه هي المناسبة الوحيدة في السنة التي يستطيعون فيها أن يفعلوا ذلك دون خطورة، فيجهرون برأيهم في المجتمع، ولا يستطيع الكبار أن يعارضوهم[14].

وفي شمال نيجيريا نجد ما يعرف بمسرح الأوو Owu الذي تقيمه جماعة نجواNgwa ، والإجو Ijo، وهو أشبه بمهرجان تمثيلي، يقدّم فيه أكثر من خمسة عشر عرضاً دراميّاً مختلفاً، يعتمد على التنكر بشكل كبير، وتمثل هذه العروض كلّ أرواح ومخلوقات النهر، وكلّ الرجال والحيوانات على الأرض، وتقوم بتوظيفها خلال تلك العروض، وتتضمن عروضاً تنكرية لكلٍّ من المعالج التقليدي والعراف owu dibia، والكائنات المائية الصغيرةowu wmuazu ، وأسماك القرش owu ofirima، والوحش صاحب رأس الكبش owu igirima، والفراشة owu utam، والتمساحowu aguiyi ، وعروس البحر owu mamiwota، والمتباهي owu nganga، وزعيم عروض التنكر owu mgbolo.

وتمثّل هذه العروض الدرامية كلّ ما يتصل بالحياة في النهر أو على الأرض، اللذين يمثّلان مصدر إمداد الشعوب بالطعام والبركة، وتقدّم هذه العروض مرّة واحدة كلّ ثلاث سنوات، وتستمر لمدة سبعة أيام، وخلال هذه الأيام السبعة يقوم الصيادون بصيد القرش والتمساح والوحش، ويتم قتلهم في اليوم السابع، وهكذا يتم عرض نضال هذه الجماعات من أجل البقاء عبر إعادة تمثيل الأسطورة، باستخدام العروض التنكرية والرقص والأداء التمثيلي، في حضور المشاهدين من أهل القرية والقرى المجاورة، ويتمّ كلّ ذلك وسط ساحة سوق القرية الفسيحة[15]، ولا يختلف الأمر في غالبية أنحاء إفريقيا عن ذلك، فلا تزال هذه المظاهر باقية في مثل حفلات الحصاد، والختان، والزواج، وغيرها من المناسبات. 

ثالثاً: سمات المسرح الإفريقي التقليدي:

يتميّز المسرح الإفريقي التقليدي بسماتٍ عديدة، تميّزه عن نظيره الحديث ذي الأصول الأوروبية، سواء من حيث المضمون والموضوعات التي تناولها، أو من حيث الشكل.

أ - من حيث المضمون:

يتميز المسرح الإفريقي التقليدي بارتباطه الشديد بالحياة اليومية، فهو يعبّر عن فرحة المجتمع وآلامه وهمومه وتطلعاته وآماله، ويشير فرانسواز ليجيه إلى مضمون الأعمال التي يتناولها المسرح التقليدي فيقول: «لقد قدّم المسرح كلّ ما يعبّر عن موروث هذه الشعوب، سواء في شكل رقصات أو ملاحم أو احتفالات شعبية، أو كلّ ما يدور في الحياة من مناقشات فارغة، ومواقف وأنماط مختلفة من الناس»[16].

ويتميّز هذا المسرح أيضاً بوجود الأساطير والحكايات التاريخية، والتي كانت تشكّل موضوعاته الأساسية[17]، وقد كانت معظم الأعمال تدور حول الأساطير والحكايات والخرافات والعادات والبطولات وأمجاد الأسلاف والأخلاق والسلوك[18]، وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الأسطورة في المسرح الإفريقي رمزٌ للحياة، إنها أسلوب يعمل على تأكيد النظام الاجتماعي، وقد اعتمد المسرح الإفريقي على الأسطورة والمفاهيم الشائعة حتى يستطيع تحقيق استمراريته وفعاليته.

ويمكن تفسير ذلك بأن الأسطورة الإفريقية تعكس الشعور بالقلق، أو بالفرحة، أو الشعور بآلام المجتمع الإفريقي وآماله العميقة، إنها رمزٌ يثير ويوجّه الطاقة النفسية[19] لأفراد المجتمع؛ ليتمكنوا من متابعة حياتهم والاستمرار فيها وفقاً للتقاليد والعادات والقيم الموروثة عن الأجداد.

وثمّة سمة أخرى تميّز المسرح الإفريقي التقليدي، وهي الرمزية، وقد عبّر الشاعر الناقد الإفريقي الجنوبي مازيس كونيني عن تلك السمة في دراسة له بعنوان: (مدخل إلى الأدب الإفريقي)، حيث يقول: «إنّ التعبير الدرامي الإفريقي يعتمد على الرمزية... وقد تتخذ الرمزية أشكالاً متباينة وفقاً للتاريخ الثقافي لكلّ طائفة اجتماعية بالذات، ففي بعض الجماعات تُستخدم الأقنعة لتبرز المعنى وتلقي عليه الضوء، وللأقنعة نفسها لغة راسخة القواعد، بحيث يمثّل كلّ نمط من الأقنعة مجموعة من القيم»، ولكن هذه الرمزية ليست غامضة، وإنما هي من قبيل المجاز والإيحاء؛ حتى لا يكون التعبير فجّاً، خصوصاً في التراجيديا (المأساة) ذات الموضوعات الجادة[20].

ويشير د. علي شلش لبعض السمات الأخرى التي تميّز موضوعات المسرح الإفريقي التقليدي، فيذكر أنه كان واقعيّاً في معظمه، كوميدي النزعة، يخدم قضايا اجتماعية، ويتسم بطابع تعليمي، ولا ينكر المتعة والتسلية[21].

ب - من حيث الشكل وطريقة الأداء:

المسرح الإفريقي التقليدي قدّم هذه الموضوعات في شكل مشاهد وتابلوهات بسيطة، شديدة الاختلاط بالرقص والغناء والموسيقى في حوارها، شديدة الرغبة في مشاركة الجمهور.

وكانت عادةً ما تُقدّم في المناسبات الاجتماعية المختلفة، مثل البلوغ، والحصاد، وإعلان الحرب، مثلما تقدّم في أمسيات الحياة اليومية[22].

ويتميز المسرح الإفريقي التقليدي بعدد من السمات الشكلية التي تميّزه عن نظيره الحديث، ويشير بيشنس أومولولا Patience Omolola لبعضها فيقول: «يقدّم الفنانون التقليديون عروضهم في الأماكن العامة، ويكمن تفرد عروضهم في اعتمادها على الذاكرة، بالإضافة إلى استخدامهم للغة الجسد، وتوظيفهم للطقوس، إلى جانب مشاركة الجمهور»[23].

كذلك شكلت العرائس والأقنعة جزءاً من كيان المسرح الإفريقي التقليدي، فقد كان تقمّص شخصيات الأسلاف بارتداء الأقنعة ظاهرة واضحة في الشعائر الدينية لقبائل اليوروبا، كما أنه في التقاليد الدينية لقبيلة الإيبو، حيث يقوم المشتركون في احتفالاتها بتعديل هوياتهم عن طريق ارتداء الأقنعة والملابس المختلفة[24].

كما تميّز المسرح الإفريقي التقليدي بوجود كوريفيه (رئيس الجوقة)، وهو الذي يقود الحركة، يسانده في ذلك كورس، كما أنّ الجمهور الملتف حول مكان العرض المسرحي كان يشارك فيه، وهو بذلك يقوم بدور المشاهد والمؤدي[25].

ويعدّ الرقص إحدى السمات الشكلية البارزة للعروض الدرامية الإفريقية التقليدية، وهو غالباً ما يكون مصاحباً لكافة أنواع العروض الإفريقية، دينية أو اجتماعية، كأداء تعبيري، ووسيلة للبوح عمّا في النفس من مشاعر وأحاسيس، ويكاد ألا يخلو عرض درامي تقليدي من مواكبة الرقص له.

ويشير د. على شلش لبعض السمات الشكلية الأخرى للمسرح الإفريقي التقليدي، منها أنه: مسرحٌ مجاني للعاملين فيه والمتفرجين عليه، وأنّ الديكور فيه طبيعيٌّ يوحي بالبساطة والثقة، وأنه مسرح لا يعرف البهرجة والمغالاة في الأزياء، وإن كان للأزياء أهمية خاصة لأنها مرتبطة بالشعائر والأسلاف[26].

أما أسلوب التعبير وطريقته؛ فيرتكز غالباً على فكرة المكان الدائري، والذي يجمع ما بين الكلمة والغناء والحركة، وكانت هذه الطقوس والممارسات تتطلب بالطبع مكاناً وفضاء يأخذان مسحة مقدسة بوجود كاهن؛ حيث يُفترض وجود الآلهة، ولذا يجب أن يكون مكاناً يجتمع فيه حشد، وعادةً ما يكون ذلك المكان على شكلٍ دائري[27].

ويشير جيمس أمانكولورJames Amankulor  إلى سمةٍ أخرى مميزة، فالعروض التقليدية ربما تستمر لساعات معدودة كالعروض المعاصرة، وربما تستمر لأمسية كاملة أو ليوم، والمثير أنها قد تصل لأسبوع أو أكثر في بعض الأحيان، كما يحدث في عروض الأووOwu  التي يقيمها شعب نجواNgwa  والإجو Ijo في شمال نيجيريا[28].

رابعاً: وظائف المسرح الإفريقي التقليدي:

يتميّز المسرح الإفريقي التقليدي بأنه مسرحٌ وظيفي في الأساس؛ ويشير د. علي شلش لبعض تلك الوظائف والأدوار، فيذكر أنّ المسرح الإفريقي التقليدي يعتبر مرآة للحياة متصلة بالطبيعة الكونية، وأنه يعدّ أداة للمحافظة على تقاليد الجماعة وقيمها، وأنه أداة تعليم وتثقيف[29]، ويقول الباحث عليون ديوب: «شكّلت العروض المسرحية التقليدية رابطة اجتماعية، وسلاحاً فكريّاً، ووسيلة للوعي الجماعي، وفي أحيان أخرى علاجاً، أو وسيلة قهر، حيث كانت عروض المسرح الأولى مستوحاة من العروض الدينية التي تخضع لها الجماعة»[30].

ويؤكد جان بلييا دور المسرح الإفريقي التقليدي في تشكيل الوعي الجماعي للجماعات الإفريقية قائلاً: «إنّ هذا المسرح يعكس بقوة الوعي الثقافي والسياسي والديني في هذا الوقت للشعوب الإفريقية»[31]، كما يؤكد بابا كار وظيفة المسرح الإفريقي التقليدي في التثقيف وتشكيل الهوية، والنظر إليه كأداة للحفاظ على وجود تلك الشعوب، فيقول: «كان المسرح الزنجي الإفريقي التقليدي ذا دورٍ بارز في التثقيف، وتحديد الهوية، والتكامل الاجتماعي، فقد كان المسرح في المجتمع التقليدي الإفريقي بمثابة «بلازما الوجود» لهذا المجتمع»[32].

ويمكن توضيح أهم الوظائف والأدوار التي يقوم بها المسرح الإفريقي التقليدي، التي أشار إليها الباحثون، فيما يأتي:

الوظيفة الدينية:

هي أقدم وظيفة قام بها المسرح الإفريقي التقليدي، وقد أشار إليها العديد من الباحثين، ومنهم جان بلييا حين قال: «ليس هناك مجال للشك في أنّ «إفريقيا التقليدية»، من السنغال إلى زائير، مروراً بمالي وساحل العاج وجمهورية البنين ونيجيريا، تقدّم عروضاً يختلط فيها التمثيل بالطقوس الدينية»[33].

الوظيفة الاجتماعية:

وربما تكون هذه الوظيفة إحدى أهم وأبرز وظائف المسرح الأفريقي التقليدي الذي لا ينفصل مطلقاً عام عن الحياة الإجتماعية، فمهمته هي توصيل ما يريد المجتمع التعبير عنه. فالمسرح هنا ليس مجرد ظاهرة ولكنه تعبير عن حياة الانسان، والإنسان لا معنى له، ولا يمكن تصوره خارج المجتمع. ومن سمات الإنسان الأفريقي ارتباطه الوثيق بمجتمعه، ولذلك نجد أن أفراد المجتمع يتشاركون سويا في مختلف المناسبات والاحتفالات الاجتماعية كالزواج ومراسم الدفن والبلوغ والختان ومواسم الحصاد ورحلات الصيد وأمسيات الحياة اليومية وغيرها من المناسبات. وتأتي الدراما لتعبر

عن هذا الترابط وهذه الممارسات الحياتية.

الوظيفة التثقيفية والتعليمية:

حارب الاستعمار النشاط الدرامي الاجتماعي في إفريقيا، وأعاقه عن التطور، واعتبره ممارسات متخلفة، وقام بفرض لغاته وتصوراته الجمالية عن الأدب والمسرح

وهي إحدى وظائف المسرح المهمّة، حيث يعرض القصص التعليمية والأخلاقية، والحكايات التاريخية عن الأبطال والأسلاف وبطولاتهم وأعمالهم الجليلة، بهدف توعية الجمهور، وتوجيهه نحو المبادئ والقيم والأخلاق النبيلة، من أجل ترسيخ الانتماء للجماعة العرقية، أو للقبيلة التي ينتمون لها، والاعتزاز بتاريخهم وماضيهم البطولي.

الوظيفة الترفيهية:

وهي وظيفة أساسية من وظائف العروض المسرحية والتمثيلية بشكلٍ عام، في الأمسيات الليلية، للتسلية والإمتاع.

الوظيفة العلاجية:

وهذه الوظيفة لا تتمتع بالانتشار والشهرة كباقي الوظائف السابقة، ويتم فيها توظيف بعض العروض الدرامية في العلاج، وبخاصة العلاج النفسي وطرد الأرواح الشريرة، وقد أشار عليون ديوب لأهمية هذه الوظيفة بقوله: «فضلاً عن كونه [المسرح الإفريقي التقليدي] وسيلة للترفيه، فعليه مهمات أساسية، أكثرها أهمية تتركز في أهدافه التعليمية والعلاجية»[34]، ومن أمثلة تلك العروض العلاجية طقوس (الزار) المعروفة في شرق إفريقيا عامّة، وفي إثيوبيا بشكلٍ خاص.

الخاتمة:

«لقد وصل المسرح الإفريقي التقليدي إلى حدّ الكمال، مثله في ذلك مثل مدارس المسرح العريقة»[35]، بهذه الكلمات وصف الباحث السنغالي موريس سونار سنجور المسرح الإفريقي التقليدي، فهل يمكن قبول هذا الوصف المثالي للمسرح الإفريقي التقليدي؟

بالرغم من كلّ مميزات هذا المسرح التقليدي؛ فإنّ المسرحية باعتبارها شكلاً فنيًا مستقّلًا لم تصل إلى مرحلة متطورة كاملة في إفريقيا التقليدية[36]، وكذلك الحال بالنسبة للأداء المسرحي، ولذا لا يمكن القول بأنّ المسرح الإفريقي التقليدي قد وصل لمرحلة الكمال والمثالية، فعلى الرغم من ثرائه وتعدد وظائفه، وعمق وقوة تأثيره، فقد ظلّ مرتبطاّ بمجتمعه البدائي، وتوقف عند تلك الدرجة، ولم يتطور كنظيره الأوروبي الإغريقيّ الأصل.

وفي هذا السياق؛ لا يمكن إلقاء اللوم فقط على كاهل المجتمعات الإفريقية التي لم تنمّ وتطور مسرحها بشكلٍ مستمر ليصل لمرحلة النضج والكمال، بل إنّ هناك جزءاً كبيراً من المسؤولية عن إعاقة تطوّره يقع على عاتق الغرب وسياساته الاستعمارية، فقد حارب الاستعمار هذا النشاط الدرامي الاجتماعي وأعاقه عن التطور، واعتبره ممارسات متخلفة، وقام النظام الاستعماري، في معظم القارة، بفرض لغاته ونُظمه التعليمية وأحكامه القيمية، ومفاهيمه، وتصوراته الجمالية عن الأدب والمسرح، على جموع الطلاب والدارسين، وفرض أشكالاً ونماذج مسرحية غربية، مثل: موليير وشكسبير، عن طريق إحضار فرق مسرحية أوروبية من الفرق المتجولة، لتعمل على رفع التذوّق الفنّي للشعب الإفريقي وتعليمه اللغة الأجنبية[37]، وبذلك تم تبنّي المسرح الأوروبي بشكله وموضوعاته باعتباره الصورة المثلى والمثالية.

ومن ناحية أخرى، تبنت بعض المؤسسات والإرساليات المسيحية محاربة هذا اللون الدرامي وأعاقته وقامت بتشويهه ومحو الطابع الثقافي له، وأحلّت محلّه أشكالاً جديدة للتعبير، من الأعمال الدرامية المستوردة الشكل والمضمون، وفرضتها على الأفارقة بوصفها الشكل الأمثل للتعبير الدرامي، وبذلك تمّ إحلال مشاهد مأخوذة من التوراة محلّ الطقوس الإفريقية، في صورة عروض مسرحية، مثل قصة آدم وحواء– عليهما السلام-، ويوسف– عليه السلام- وإخوته[38]، ويفسر د. علي شلش لجوء الإرساليات في محاربتها للدراما التقليدية إلى الدراما الأوروبية التعليمية الحديثة والدينية بوجهٍ خاص، بأنها كانت تهدف من ذلك إلى امتصاص طاقة الإفريقيين الدرامية وحبّهم للدراما من ناحية، ونشر اللغات الأوروبية، وتدعيم عملية التحول إلى المسيحية من ناحية أخرى[39].  

وبرغم هذا التوقف؛ فإنّ المسرح الإفريقي التقليدي أدى دوراً كبيراً ومؤثّراً في نشأة الدراما الإفريقية الحديثة المكتوبة وتأسيسها، فقد كان، وما زال، نبعاً مهمّاً من منابع الدراما الحديثة التي نشأت واستوت على سوقها في مختلف أقطار القارة، سواء الدراما المكتوبة باللغات المحلية، أو الدراما المدوّنة باللغات الأوروبية.

ولا يزال كتّاب المسرح الأفارقة، في أرجاء القارة الإفريقية، حتى اليوم، يستلهمون من تراثهم وتقاليدهم الدرامية التقليدية التي لا تنضب الكثير من الموضوعات المتميزة، والأقوال المأثورة، والأمثال الموروثة، والشخصيات الفريدة، والصور والأخيلة، وأشكال الأداء المتعددة، الأمر الذي يمكّنهم من تقديم مسرحٍ يمتاز بطابعه الإفريقي الأصيل في إطارٍ مسرحيٍّ معاصر، يعيدون به اكتشاف ذواتهم الإفريقية، ويستعيدون به توازنهم المفقود خلال الحقبة الاستعمارية، ويؤكدون فيه هويتهم الإفريقية وقيمهم الإنسانية.

* أستاذ مساعد بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية – جامعة القاهرة.Siomar71@yahoo.com

المصادر :

[1] حسين، إلهامي (1977): "تاريخ المسرح"، سلسلة كتابك، عدد 151، دار المعارف - القاهرة، ص ص (5 – 6).

[2]- شلش، علي (1993): "الأدب الأفريقي"، سلسلة عالم المعرفة عدد 171، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب - الكويت، ص 99.

[3]- ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الأفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون– وحدة الإصدارات، مسرح(5) - القاهرة، ص 104.

[4]- ليجيه، فرانسواز (1995): "المسرح الأفريقي والمسابقات المسرحية بين الدول الأفريقية"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون– وحدة الإصدارات، مسرح(5) - القاهرة، ص 146.

[5] شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، سلسلة كتابك عدد 100، دار المعارف - القاهرة، ص 25.

[6] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 100.

[7] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي، مرجع سابق، ص 104. وكذلك شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص ص (22 - 23).

[8] انظر: "المسرح في جنوبي إفريقيا"، مقدمة ترجمة مسرحية "البقاء"، لمزيد من التفصيل راجع: سلسلة من المسرح العالمي، مسرحية "البقاء"، تأليف جماعة العمل الدرامي 71، ترجمة صخر الحاج حسين، العددان 310-311، يوليو – أغسطس 1998، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – دولة الكويت، ص ص (122 – 123).

[9] Michael L. Greenwald, Roberto D. Pomo and Roger H. Schultz (2000): "The Longman Anthology of Drama and Theatre: A Global Perspective", Addison Wesley Longman Publishers, New York, pp.1252.

http://wiki.archmereacademy.com/sandbox/groups/bmanelskidrama03701/wiki/eb66a/attachments/bc713/African%20Theatre%20History.pdf?sessionID=f84622dc7584a0db5425494784f833894a715145

[10] تعد مسرحية "الموت وفارس الملك"Death and the King’s Horseman" " إحدى أشهر مسرحيات الكاتب النيجيري الشهير وول شوينكا، صاحب جائزة نوبل في الأدب لعام 1986، والتي صدرت في عام 1975عن دار نشر: اير ميتيون  Eyre Methuen بلندن. وقد تمت ترجمتها للغة العربية، ونشرت ضمن سلسلة من المسرح العالمي الصادرة عن وزارة الإعلام بدولة الكويت، العدد 218 لعام 1987م، ولمزيد من التفصيل راجع : وول سوينكا (1987): "الموت وفارس الملك"، ترجمة علي حجاج، سلسلة من المسرح العالمي، عدد 218، وزارة الإعلام – الكويت.

[11] Michael L. Greenwald, Roberto D. Pomo and Roger H. Schultz (2000): "The Longman Anthology of Drama and Theatre: A Global Perspective", Op. Cit. ,pp. 1252-1253.

[12] شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص 19.

[13] بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون– وحدة الإصدارات، مسرح (5) - القاهرة، ص 16.

[14] الخضر، عبد الباقي: "المسرح الإفريقي... لحظات من الانطلاق". http://www.startimes.com/?t=9587372

[15]  Amankulor, James Ndkukaku (1976): "Traditional Black African Theater", Ufahamu- Journal of African Studies,   University of California ,Volume 6, Issue 2, 1976.pp.34-35.

https://escholarship.org/uc/item/62h239n3

[16] ليجيه، فرانسواز (1995): "المسرح الإفريقي والمسابقات المسرحية بين الدول الإفريقية"، مرجع سابق، ص 146.

[17] سنجور، موريس سونار (1995): "المسرح السنغالي"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون – وحدة الإصدارات، مسرح (5) - القاهرة، ص 33.

[18] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 101. وكذلك بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

[19] ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص ص (104 ، 105).

[20] شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص ص (23 – 24).

[21] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 101.

[22] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 101. وكذلك بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

[23] Omolola, Patience (2006): "Traditional African Theater: The Case Study of The Gambia and Senegal", Performing Language: International Conference on Drama and Theatre in Second language Education, February 3rd - 5th, 2006, University of Victoria - CANADA.

http://web.uvic.ca/~hnserc/IAPL/en/conference/pre/abpre/200616.pdf

[24] انظر: مقدمة ترجمة مسرحية "هرج ومرج في المنزل"، بقلم نايف خرما، ص 5، لمزيد من التفصيل راجع: سلسلة من المسرح العالمي، مسرحية "هرج ومرج في المنزل"، تأليف كويسي كاي، ترجمة نايف خرما، العدد 199، أبريل 1986م، وزارة الإعلام - الكويت، ص 5.

[25] سنجور، موريس سونار (1995): "المسرح السنغالي"، مرجع سابق، ص 33.

[26] شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص 21.

[27] ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص 104.

[28]  Amankulor, James Ndkukaku (1976): "Traditional Black African Theater", Op. Cit., p. 35.

https://escholarship.org/uc/item/62h239n3

[29] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 104. وكذلك شلش، علي (1979): "الدراما الإفريقية"، مرجع سابق، ص 23.

[30] ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص 104.

[31] بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

[32] با، بابا كار (1995): "المسرح الزنجي الإفريقي ونظام ثقافي جديد"، في "قضايا المسرح الإفريقي: مجموعة أبحاث (1995): ترجمة فيفي فريد، الطبعة الثانية، أكاديمية الفنون – وحدة الإصدارات، مسرح (5) - القاهرة، ص 172.

[33] بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 16.

[34] ديوب، عليون أونج (1995): "تأملات حول المسرح الإفريقي قبل الاستعمار المعاصر"، مرجع سابق، ص 105.

[35] سنجور، موريس سونار (1995): "المسرح السنغالي"، مرجع سابق، ص 33.

[36] انظر: "حول الأدب المسرحي الإفريقي"، مقدمة ترجمة مسرحية "الموت وفارس الملك"، لمزيد من التفصيل راجع: سلسلة من المسرح العالمي، مسرحية "الموت وفارس الملك"، تأليف وول سوينكا، ترجمة علي حجاج، العدد 218، نوفمبر 1987، وزارة الإعلام - الكويت، ص 6.

[37] بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 17.

[38] بلييا، جان (1995): "دور المسرح في التنمية الثقافية في إفريقيا"، مرجع سابق، ص 17.

[39] شلش، علي (1993): "الأدب الإفريقي"، مرجع سابق، ص 100.
 
 

مسرحية "طنجيتانوس" مزيج الأسطورة والواقع التراجيديين: سقوط البطل لا يزرع فينا الخوف وإنما الارتفاع الذي يسقط منه

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

تبدأ المسرحية بمقدمة استهلالية، لظل واحد من آباء المسرح الاغريقي، ثيسبيس، الممثل الجوال، الذي استحضره المؤلف الزبير بن بوشتى، ليحكي به ومن خلاله حكايته وينقذه من ورطته مع هرقل، وأنطونيوس، وديجانير، وطنجيس وهيرالدا، ومع احفاد انطيوس. تبدأ عملية توزيع الادوار والمواقع، ونرى الكاتب المسرحي مزدوجا، مرة يكون الزبير بن بوشتى، وثانية ثيسبيس، الذي استدعاه المؤلف ليزج بنا مباشرة في عالم المسرح الخيالي، والعالم الواقعي الذي يتجسد في اعضاء الفرقة المسرحية الذين بمجرد اقتحامهم الخشبة يجدون ثيسبس في استقبالهم.

يمتزح الواقعي بالخيالي وبالعكس، ويتعزز في الحوار التشكيلي الذي خلقه المخرج عبد المجيد الهواس، بين الديكور والإضاءة التي اعطت صدى لأصوات الممثلين واجسادهم، فبدأوا يرتدون ملابسهم ويتزينون بالإكسسوارات فرحين بشخصياتهم الجديدة، وسط اعمدة عمودية عالية منحت الشخصيات احجامها الطبيعية. وقد وضعت هنا وهناك بطريقة سينوغرافية انيقة وجميلة قسمت المسرح قسمين، مغارة هرقل وحديقة الهسبريديين، من دون ان تفصلهما كليا، وقد عمقت ذلك الإنارة بتأثيثها الزمكان المسرحي، واحالتنا بمساقطها وظلال حزمها الضوئية، على مناخات تاريخية وأسطورية.
تتحدث مسرحية "طنجيتانوس" عن مدينة طنجة الجميلة ليل نهار، المغرم بها وبتاريخها الزبير بن بشتى مؤلف النص؛ طنجة مدينة من المدن التي تتغنى بها وعنها الأساطير من خلال قصص ابطالها، الذين يكافحون جميعهم، كل على طريقته من اجل البقاء واقفة كالشجر امد السنين. فالركض وراء الانتصارات يجعل بطلها المقدام هرقل يبحث بعماء عن السعادة في الموت، وانطيوس غريمه يبحث عن الانتقام في الاختراع والتحدي الدونكيشوتي، وطنجيس تبحث عن الحب في استسلامها لمشيئة القدر، وديجانير عن الحب في الغضب الذي يفقدها الصواب فتتسبب في تسميم زوجها.
تتعرض جميع شخصيات النص تقريبا للصدمة، والإخفاق والخيانة، مثلما يحدث في العديد من التراجيديات الاغريقية وحياتنا اليومية. هناك من نجده مصدوما ومسلوبا مسبقا، مثل طنجيس وانطيوس، الحبيبين اللذان احتل مملكتهما هرقل وفرّق بينهما. وهناك من يتعرض للصدمة شيئا فشيئا مثل ديجانير، زوجة هرقل التي تكتشف خيانة زوجها مع خادمتها المفضلة طنجيس التي سينجب منها طفلا. هرقل نفسه في نهاية المسرحية، عندما يكتشف ان زوجته ديجانير قد استمعت الى حيلة انطيوس وخضبت "لبدة الأسد النيمي"، التي ارتداها ليلة زفافه على طنجيس، بدم غريمه المراق، فتحول الى سم حارق يؤدي الى قتله بمجرد ما يمس جسده، وهذا ما يجعلها تنتحر من بعده. لم يبق في النهاية، إلا طنجيس التي تتحول الى تمثال لا يتحرك، تظل وحيدة على المسرح بين الأعمدة تحمل في بطنها جنين هرقل وفي قلبها حبا وفيا لانطيوس زوجها.
اننا امام عمل ارتبط منذ البداية بالأساطير وتراجيدياتها التي لا احد يستطيع ان يفلت من مصيرها المحتوم. الابطال يشبهون إلى حد كبير الحيوانات البرية التي تجد نفسها في مكان من طريق المصادفة، فتظل تدور حول نفسها فيه، حتى تضطر في النهاية إلى التهام بعضها البعض. فالحب يوقع محاوريه في الخطأ، وعلى الرغم من قوة إبطاله، يرفضون ان يختاروا بين العقل والعاطفة، فتقودهم نزواتهم وطموحاتهم نحو الموت. وهذا ما يجعلهم ينتمون إلى التراجيديات الكبرى. الشخصية التي تتقدم، وتجهل الحدث الذي يقودها إلى الموت ليست بشخصية تراجيدية. أمام شكل الموت، يقبل البطل التراجيدي بمصيبته، ويعترف بخطئه. ويجب ان نضيف إلى هذا، أن سقوط البطل لا يزرع فينا الخوف، وإنما الارتفاع الذي يسقط منه.
يتأرجح نص "طنجيتانيوس" بين الشعر والنثر، ويغلب عليه الشعر الروحي الوجداني الداخلي، الذي يتسرب الى القارئ او المشاهد عبر حالات مسرحية مكتظة بالصراخ الموسيقي المخنوق، وحوارات غنائية تجعلنا نفهم ما معنى التدفق، وعبر الكلمات التي تعتبر سلاح شخصياتها الوحيد في التعبير عما يختلج في صدورهم من وجدان. "طنجيتانوس مأساة، يختلط فيها الحب بالكراهية والولادة بالموت. انها لوحة من تاريخ الامس واليوم تكشف عن الجوانب الابدية للضمير الإنساني؛ فسيفساء من المشاعر لم تتأثر على الرغم من مرور الزمن. الضحايا فيها مذنبون لأنهم ضحايا. في هذه المسرحية عالمان يتصارعان: الأول يدعي العظمة بجنون، والثاني يتمسك بماضيه بيأس مميت. يكمن الخيط الرئيسي في التعارض الشديد بين هرقل المتجبر وانطيوس الذي لا يفكر إلا في الثأر، فيلجأ الى المغامرة بقرار شخصي. فكرة تأليف هذه المأساة، بقلم كاتب معاصر، تجعلنا نطرح الكثير من الأسئلة حول السياقات الجيوسياسية للتاريخ، وأيضا حول عالمنا وأدواته الاتصالية. فنحن في القرن الحادي والعشرين، الذي دمرته الحرب على الشرق. ما هي أسباب هذا الصراع؟ كل ما يهم القوى التي تحكم عالمنا ودولنا الحديثة: الربح، والقضايا الجيوستراتيجية، وإمكان توسيع النفوذ الغربي على العالم الشرقي. هذا ما فعلته اليونان سابقا، وما تفعله اليوم الدول الحديثة، تاركة خلفها الدمار على نطاق واسع وثقافات قتيلة. أليس هذا ما كانت تهتم به "طنجيتانوس" من خلال فتوحات هرقل؟
وضع المخرج عبد المجيد الهواس النص في فضاء تشكيلي بصري مليء بالإيقاعات اللونية المختلفة، ودمج صمته الموسيقي بصمتنا، من دون أن يُفقد الصورَ واقعيتها الأسطورية. جعل المعنى دليلا لنا، من اجل الاستماع دائما إلى شيء آخر، متناقض، ومنفصل، وإلى حقيقة أخرى. عمل على ايجاد مشاركة موسيقية مع النص ومواقفه، بتشكيل نوع من الهارمونيا بين لغة النص الشعرية، ومحاكاة فضاء الخشبة لونيا. فعندما تقتحم الكلمات خشبة المسرح، تتبعها العاطفة ولا تكون سوى صدى لها. فالكلمات حقيقة، في هذا العمل، منها تولد الشخصيات، ولا وجود لهذه الأخيرة إلا من خلالها. وهنا تكمن الدهشة. أما الموسيقى فايقاع داخلي، وليست تلويناً للنص. لذا حافظ الهواس عليها، واستقبلها واستوعب دهشتها ومفاجآتها، وجعل ممثليه يبتعدون قدر ما يستطيعون عن اللعب الكلاسيكي، وإزالة كل قناع مأسوي، والسماح بعنف الصور، من خلال اداء هادئ يغلي من الداخل.


محمد سيف - النهار 

الجمعة، 10 يوليو 2015

في ذكرى رحيل عبدالمنعم مدبولي "أيقونة المسرح"

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
أرشيفية

اليوم تحل ذكرى وفاة أيقونة في عالم التمثيل، نجح في تخليد اسمه بجوار عمالقة الفن المصري، وترك بصمة في ذاكرة الأجيال المتلاحقة، فهو عبدالمنعم مدبولي أحد أهم أعمدة الكوميديا في تاريخ سينما "هوليود الشرق".

رائد الكوميديا، تخرج في المعهد العالي لفن التمثيل العربي في العام 1949، ومن ثم التحق بفرقة "جورج أبيض" ثم فرقة "فاطمة رشدي"، وشارك في برامج الأطفال المذاعة عبر أثير الراديو ضمن حلقات برنامج "بابا شارو".

ورغم أخذه خطوات متسارعة في عالم التمثيل، إلا أنه بدأ مشواره السينمائي متأخرا، فشهد العام 1985 أول أفلام صاحب الوجه البشوش "أيامي السعيدة"، ومن ثم توالت أعماله السينمائية ليرحل عن عالمنا تاركا خلفه 150‏ فيلما من أشهرهم: "ربع دستة أشرار"، "عالم مضحك جدا"، "غرام في أغسطس"، "مطاردة غرامية"، "المليونير المزيف" و"أشجع رجل في العالم".

كان آخر أعمال مدبولي "أريد خلعا" مع الفنان أشرف عبدالباقي، ومن أشهر الأدوار التي أبدع فيها عبدالمنعم مدبولي وظلت عالقة في ذاكرة المشاهدين، الشخصيات التي جسدها في أفلام "الحفيد"، "مولد يا دنيا" و"إحنا بتوع الأتوبيس".

للتلفزيون أيضًا نصيب من تميز مدبولي، فترك بصمته واضحة على الشاشة الفضية بعدما شارك في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية، أشهرها "أبنائي الأعزاء شكرا"، وعرف بعدها عبدالمنعم جماهيريا باسم "بابا عبده"، وهو اسم الشخصية التي جسدها مدبولي في المسلسل، وشاركه البطولة فاروق الفيشاوي، صلاح السعدني، يحيى الفخراني وآثار الحكيم.

ونال مدبولي العديد من الجوائز خلال مشواره الفني، فحصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1983، وجائزة تكريم في مهرجان زكي طليمات العام 1986، وكرم المهرجان القومي للمسرح المصري 2006 اسم الفنان الكبير، بعد يوم من وفاة رائد الكوميديا في 9 يوليو 2006، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز 85 عامًا.

محمود صالح - الوطن 


سجل حضوراً خليجياً وعربياً.. الفنان البحريني خليل الرميثي: المسرح القطري عريق وقدّم أعمالاً مميزة

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
المسرح القطري عريق وقدّم أعمالاً مميزة

مشاركتي في عمل مسرحي قطري للدفاع عن قضية عادلة ومهمة هي أبسط شيء نقدّمه لدولة قطر التي نعتبرها بلدنا الثاني. بهذه الكلمات بدأ الفنان البحريني "خليل الرميثي" حديثه لـ الراية أثناء الحوار الذي أجريناه معه على هامش مشاركته في مسرحية "بشويش" التي ستعرض خلال أيام عيد الفطر، وتمنى الرميثي النجاح لهذا العمل خصوصاً أنه يضم نخبة من ألمع النجوم في الوطن العربي وقطر، ومسرحية بشويش من تأليف تيسير عبد الله وإخراج سعد بو رشيد ومن إنتاج شركة السافلية للإنتاج الفني والإشراف العام عبد الرحمن الملا، وتناقش قضية الهجمة العالمية الشرسة التي تعرّضت وتتعرض لها دولة قطر منذ فوزها بتنظيم مونديال 2022، ويكشف العمل أبعاداً مهمة في هذا الإطار في قالب كوميدي ساخر بمشاركة الفنان خليل الرميثي وهو من نجوم البحرين الشباب، استطاع أن يوجد له مكاناً في قلوب المشاهد ليس في البحرين فقط ولكن في الخليج، ذلك من خلال ما قدّمه من أعمال كانت مميزة وهو يتحدث لـ الراية في حوار شيق:

> حدثنا عن بدايتك الفنية؟
- بدأت التمثيل سنة 1986م مع نادي الحالة من خلال دعوة أحد الأصدقاء وكانت أول مسرحية لي تحمل اسم (دعوة سفر) وهي من إخراج خالد جمعة، ثم بعد ذلك عملت مع المسرح المدرسي وشاركت بعدة أعمال وأنا كنت في المرحلة الابتدائية حيث شاركت مع المخرج الأخ عبدالله ملك وكذلك الأستاذ عادل العفيفي والأستاذ المخرج سامي القوز ففي سنة 1987 سافرت مع وفد مسرحي يمثل المسرح المدرسي إلى مدينة السويس للمشاركة بمسرحية الأرنب الطيبة وهي من تأليف علي الشرقاوي وإخراج سامي القوز وتضم نخبة من نجوم البحرين حالياً، ثم انقطعت عن التمثيل في المرحلة الإعدادية حيث ركزت على دراستي ولكن عشق التمثيل كان بداخلي فبعد الانتهاء من اختبارات المرحلة الثانوية وتخرجي منها عدت إلى مجال التمثيل وها أنا مستمر فيه إلى هذه اللحظة ولله الحمد. أما بالنسبة للأعمال المسرحية التي شاركت فيها فهي (دعوة سفر، الأرنب الطيبة، ومحاكمة رجل مجهول، ليلة عرس رشدان، المهرجون، صور عارية، واقدساه، سنطرون بنطرون، ستلايت سايد، الجمهور عاوز كده، ربع المكدة، احنا وياكم، أخبار المجنون وغيرها من الأعمال المسرحية داخل البحرين وخارجها) أما بالنسبة للسهرات التلفزيونية والمسلسلات فشاركت في كل من (نيران، الكلمة الطيبة، غناوي المرتاحين، مواطن طيب، السديم، دمعة عمر، عويشه، دروب، وكذلك مسلسل "سوالف طفاش" الجزء الأول والجزء الثاني والعديد من المسلسلات التلفزيونية الأخرى). وبالنسبة للمشاركة في المهرجانات فشاركت في مهرجان السويس للطفل الأول والمهرجان الخليجي للمسرح في أبوظبي وعدد من الاحتفالات الوطنية.

> كيف تصف تجربتك مع المسرح القطري؟     
- مسرحية "بشويش" هي ثاني تجربة لي في المسرح القطري ولكنها الأولى كإنتاج قطري حيث إن مشاركتي الأولى كانت في مسرحية بحرينية عرضت في قطر، وقطر بالنسبة للبحرين هي بلد واحد لذلك فنحن لا نعتبر أننا بعدنا عن بلدنا وأهلنا حينما نأتي لتقديم أدوار في أعمال قطرية أو المشاركة في فعاليات فنية تقام في قطر، ونحن نهنئ أنفسنا بإنجازات دولة قطر التي تتحقق ومنها تنظيم مونديال 2022 والذي نفخر به كعرب جميعاً ولذلك نحن نتشرّف بالمشاركة في مسرحية بشويش والتي تناقش بعض الجوانب في مسألة التنظيم التي هي حق أصيل لدولة قطر وتسخر من بعض الاتهامات التي تداولها عدد من وسائل الإعلام.

> ماذا عن دورك في العمل؟
- دوري في العمل هو صديق للفنان علي الغرير والذي يكون والده الفنان خالد العجيرب ويدور بيننا العديد من المواقف والمقالب الهادفة التي سنحرص على أن تصل إلى الجمهور برسائل هادفة تنقل وجهة النظر الصحيحة وتعكس حقيقة ما يجري، وأيضاً توصل رسائلنا للعالم كله من خلال خشبة المسرح لنقول إن كأس العالم 2022 لا يمكن أن يكون إلا في قطر وسنرد من خلال أدائنا على أية شائعات مغرضة أطلقتها جهة ما أو جريدة هنا أو هناك.

> هل يترقب الجمهور من مسرح العيد الضحك أكثر من المسرح التقليدي؟
- في الحقيقة ربما تكون معادلة صعبة بالفعل ولكن أعتقد أن مفتاح النجاح في هذه المسألة هو الحب بين فريق العمل الذي يسعى إلى تذليل أية صعاب وتقديم عمل كوميدي هادف يصل للناس بالرسالة المرجوة وفي الوقت نفسه يقدّم لهم وجبة من الكوميديا ترضيهم وتنال إعجابهم، وأعتقد أيضاً أن الجمهور سيكون متفهماً جداً وسنقدّم لهم عملاً ينال إعجابهم إن شاء الله.

> ما رأيك بالمسرح القطري؟
- لست أنا من يقيّم المسرح القطري فهو من المسارح العريقة في الخليج ويقدّم الأعمال المميزة وبدأ منذ وقت طويل، وفنانو المسرح القطري لهم باع طويل وحضور قوي في الأوساط المسرحية الخليجية والعربية، وهنا نجد أسماء لنجوم لها صدى طيب في فضاء المسرح العربي، وهذا العمل دليل على تطور المسرح القطري حيث يناقش القضايا المعاصرة بشكل جميل وبشكل فني راق وهو ما يدعونا للاطمئنان أيضاً على مستقبل الحركة المسرحية القطرية، وأيضاً الاعتماد على نجوم المسرح القطري من الشباب ومنحهم الفرصة وهو أمر طيب جداً ويبشّر بوجود جيل لديه من الخبرات الكثير وسيكون هذا الجيل امتداداً لجيل العظماء من نجوم المسرح القطري.

> هل ستسهم هذه النوعية من الأعمال بعودة المسرح العربي لسابق عهده؟
- المسرح العربي يعاني من بعض المشاكل ولكن لو تكاتفنا وقدّمنا مثل هذا العمل الذي نحن بصدده وهو المسرح العربي المشترك فسوف نتغلب على الكثير من المشكلات التي تواجهنا وسنكسر الكثير من الحواجز بيننا كمسرحيين وسنخلق حالة إيجابية تنعكس بالكثير من الفوائد على المسرح العربي وتسهم في عودة الجمهور مرة أخرى للمسرح ويعود لأبي الفنون بريقه الذي خفت في الآونة الأخيرة بفعل العولمة والتكنولوجيا الحديثة والنمط السريع للحياة ولكن سيظل للمسرح بريقه الخاص وطالما أن هناك أعمالاً مثل مسرحية "بشويش" فسوف يتقدّم المسرح في الخليج وفي الوطن العربي.


مصطفى عبد المنعم  - الراية 

بمشاركة أشرف عبدالباقي.. فرقة "مسرح مصر" تبدأ عروضها خلال عيد الفطر -

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
بمشاركة أشرف عبدالباقي.. فرقة "مسرح مصر" تبدأ عروضها  خلال عيد الفطر
فرقة  تايترو مصر 

يبدأ الفنان أشرف عبدالباقي وفرقة “مسرح مصر”، تقديم الموسم الأول من عروض الفرقة المسرحية خلال عيد الفطر المُقبل.
وتأتي عروض فرقة “مسرح مصر” بعد أن تعاقد النجم أشرف عبدالباقي مع المنتج صادق الصباح على إعادة أحياء المواسم المسرحية المنتظمة التي تُقدم عروضها بإنتظام وتُمثل بداية لعودة المواسم المسرحية الناجحة التي ارتبط بها المشاهد المصري والعربي.
ومن المُقرر أن تُعرض هذه العروض تليفزيونيا على شاشة “إم بي سي مصر” بعد عرضها على خشبة مسرح جراند بجاردن سيتي.
ويشارك في بطولة العروض المسرحية الجديدة بالإضافة للفنان أشرف عبد الباقي مجموعة كبيرة من النجوم الشباب الذين ارتبط بهم الجمهور خلال الفترة الماضية والذين ينتظرهم مستقبل واعد، ومنهم علي ربيع، كريم عفيفي، محمد عبد الرحمن، أُس أُس، محمد أنور، محمد أسامة، محمد متولي، مصطفى خاطر، حمدي الميرغني، دينا محسن، وعدد كبير من النجوم الذين يشاركون في بعض العروض.
وقال المنتج صادق الصباح في بيان حصل مصراوي على نسخة منه إنه يتم اختيار مجموعة متنوعة من النصوص التي تثري المسرح علاوة على تنفيذ أحدث التقنيات المتبعة في عرض المسرحيات التي سيتولى اخراجها تليفزيونيا المخرج سعيد حامد.

وأعرب الصباح عن شكره لإدارة محطة “إم بى سى مصر”، لأنها قررت التعاقد معه على عرض النسخة التلفزيونية من هذه المسرحيات الجديدة على شاشتها بعد عرضها جماهيريا، مشيرا إلى أن تقديم هذه المسرحيات خلال القناة الأكثر مشاهدة، سيتيح الفرصة لقطاعات متنوعة من الجمهور المصري والعربي والاستمتاع بهذه العروض المميزة


محمد طعيمة- الموجز 

شيماء في مسرح الرعب

شيماء البلوشي
شيماء البلوشي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

تخوض المطربة شيماء البلوشي تجربتها الأولى في مسرح الرعب، خلال مسرحية «المستشفى»، التي ستقدم عروضها في عيد الفطر المقبل على خشبة مسرح ديسكفري، يشارك في العرض عدد من الفنانين الشباب مثل بدر البلوشي، سعد العوض، شملان العميري، خالد الصراف، شاهين الرشيد، إلى جانب ناصر البلوشي الذي يقوم بإخراج العمل.

تدور المسرحية في أجواء من الرعب والتشويق والاثارة، عبر استخدام الخدع البصرية، وتتطرق أحداثها حول دخول مجموعة الشباب الى مستشفى مهجور، مما يعرضهم للكثير من المواقف والأحداث المرعبة، وتجسد البلوشي أحد الأدوار الرئيسية في العمل، كما ستقدم أكثر من أغنية بصوتها.

القبس 

الخميس، 9 يوليو 2015

عائد إلى حيفا لغسان كنفاني تعرض في أكبر مسرح إسرائيلي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
مشهد من مسرحية "عائد إلى حيفا" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ( مسرح الكامري تل ابيب )
مسرح الكاميري في تل أبيب يعرض لأول مرة مسرحية الأديب الفلسطيني غسان كنفاني عائد إلى حيفا
مسرح الكامري تل ابيب
مسرح الكامري تل ابيب"مشهد من مسرحية "عائد إلى حيفا" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني"

في الذكرى السنوية الـ 43 لاغتيال الكاتب والأديب الفلسطيني غسان كنفاني عام 1972، تعرض في إسرائيل ولأول مرة مسرحية "عائد إلى حيفا" المشهورة والتي كتبها غسان كنفاني عام 1969 وحصلت على جوائز عالمية.

الجديد في الموضوع أن المسرحية المشهورة ترجمت للغة العبرية في مسرح الكامري في مدينة تل أبيب، وأن المسرحية ستعرض أمام الجمهور الإسرائيلي بمشاركة ممثلين يهود. وتعتبر مسرحية عائد إلى حيفا أحد الأعمال المسرحية التي تطرح قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من زاوية إنسانية للصراع. ويعتبر غسان كنفاني والذي اغتيل بتفجير سيارته في السبعينيات من أهم الأدباء الفلسطينيين في العصر الحديث.
وتطالب المسرحية التي تعرض لأول مرة في إسرائيل أمام الجمهور الإسرائيلي وباللغة العبرية بالاعتراف بالمأساة التي حلت بالفلسطينيين واليهود أيضا بعدما عاصروا فترة الكارثة والبطولة خلال الحرب العالمية الثانية، وتتناول المسرحية الثمن الذي اضطر الفلسطينيون والإسرائيليون لدفعها نتيجة للصراع بين الشعبين.
ويتمحور عمل المسرحية بالأساس حول شخصية 'سعيد' والد الطفل خلدون الذي تركوه في حيفا وعمره خمسة أشهر في النكبة عام 1948، وكيف عاد هو زوجته 'صفية' عام 1967، ليجداه أصبح اسمه 'ديفيد' نسبة إلى ديفيد بن غوريون، ويعمل جندياً في الجيش الصهيوني، ويرفض الاعتراف بهما ويتمسك بعائلته الإسرائيلية، ولكن الأسئلة التي طرحها خلدون على والديه أثارت جدلاً واسعا بداخل كل شخص يتابع العمل 'لماذا تركتموني؟ لماذا لم تعودوا بعد يوم أو يومين أو حتى أسبوع؟ لماذا عدتم الآن بعد كل هذه السنوات؟ لماذا لم تحمل السلاح وتقاتل من أجل استرجاعي؟ فهل سيعود خلدون مع والديه إلى رام الله؟ وما الذي سيدور خلال اللقاء بين والديه الفلسطينيين وأمه اليهودية؟
مسرح الكامري تل ابيب
مسرح الكامري تل ابيب"مشهد من مسرحية "عائد إلى حيفا" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني"

كتب كنفاني بشكل أساسي بمواضيع "التحرر الفلسطيني"، وكان عضوًا في المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وفي عام 1948 أجبر و عائلته على النزوح فعاش في سوريا ثم في لبنان حيث حصل على الجنسية اللبنانية. أكمل دراسته الثانوية في دمشق وحصل على شهادة البكالوريا السورية عام 1952. في ذات العام تسجّل في كلية الأدب العربي في جامعة دمشق ولكنه انقطع عن الدراسة في نهاية السنة الثانية، انضم إلى حركة القوميين العرب التي ضمه إليها جورج حبش لدى لقائهما عام 1953.

ومن ثم ذهب كنفاني إلى الكويت حيث عمل في التدريس الابتدائي، ثم انتقل إلى بيروت للعمل في مجلة الحرية (1961) التي كانت تنطق باسم الحركة مسؤولا عن القسم الثقافي فيها، ثم أصبح رئيس تحرير جريدة (المحرر) اللبنانية، وأصدر فيها(ملحق فلسطين) ثم انتقل للعمل في جريدة الأنوار اللبنانية وحين تأسست الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عام 1967 قام بتأسيس مجلة ناطقة باسمها حملت اسم "مجلة الهدف" وترأس غسان تحريرها، كما أصبح ناطقا رسميا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

المصدر :i24News

مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما 20 يناير

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يحتفل خلال الدورة المقبلة بمرور 15 عاماً على انطلاقه
480

أعلن محمد سعيد الضنحاني نائب رئيس مجلس إدارة هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام عن موعد الدورة السابعة لمهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما من 20 ولغاية 28 يناير 2016.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مساء أمس الأول في مبنى الهيئة بالفجيرة ، بحضور محمد سيف الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وعدد من أعضاء لجان المهرجان وعدد من الإعلاميين.

وأكد الضنحاني أن المهرجان الذي انطلق قبل نحو خمسة عشر عاماً بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، يستمر بالزخم ذاته ليكون أحد أبرز المهرجانات المسرحية في العالم، وأحد الوجهات المسرحية النادرة، نظراً للرسالة النبيلة التي يحملها والحضور الدولي الذي يحظى به المهرجان لافتاً إلى أن دعم سمو الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة ورؤيته المستقبلية للمهرجان وضعه على الطريق الصحيح ومضى به كي يحقق نجاحات غير مسبوقة.
وأعلن الضنحاني أن الدورة المقبلة سيكون لها حضور خاص نظراً لمرور 15 عاماً على ولادة هذا المهرجان ما يستدعي الإعلان عن احتفاليات ثقافية ومسرحية وفكرية خاصة في وقت لاحق وفور الانتهاء من التحضيرات لها، كما أن المهرجان يستضيف 16عرضاً من مختلف أنحاء العالم وبمشاركة قرابة 200 ضيف مسرحي والعمل جار على دعوة الضيوف وتأكيد حضورهم في المهرجان الذي عرف بأنه اللقاء الفعال لمسرحيي الشرق والغرب.
ونوًه الأفخم عن اتصالات وصلت لمراحل متقدمة لتكريم شخصية مسرحية ذات حضور دولي كبير، وأن اجتماعات الهيئة التنفيذية للهيئة الدولية للمسرح ستعقد استثنائياً في الفجيرة تزامناً مع الدورة السابعة تحت عنوان «تحية للعالم من الفجيرة»، منوها بأن الحضور الدولي في المهرجان سيكون فاعلاً لإطلاق عدد من الورش المسرحية للفنانين الإماراتيين على صعيد الإخراج والتمثيل.
وشدد الأفخم على أن حفل الافتتاح سيكون من مفاجآت المهرجان كما سبق وعود المهرجان عشاقه، كما أن إدارة المهرجان تعكف الآن على إنجاز اللمسات الأخيرة من أجل بدء السباق الزمني لمرحلة التحضيرات النهائية.
يذكر أن الهيئة ستمول هذا العام عرض النص الفائز بين النصوص المشاركة بالمسابقة الدولية لأفضل نص مونودراما ليقدم في اليوم الأول للمهرجان، وسيكون إماراتياً خالصاً.


الفجيرة-  بكر المحاسنة - الخليج

مسرحيات جديدة تعرض لأول مرة لجمهور مسرح العيد بمشاركة نخبة من نجوم المسرح السعودي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
<abbr title='المزيد عن #اخبار'><a href='/search.html?tag=%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1&id=24'>#اخبار</a></abbr> السعودية - أمانة الرياض تعايد أبناء وزوار العاصمة بـ  9 مسرحيات جديدة
 " 9 " أعمال مسرحية جديدة تعرض لأول مرة لجمهور مسرح العيد بمشاركة نخبة من نجوم المسرح السعودي والخليجي إضافة إلى عروض ستاند آب كوميدي، وعروض مسرحية للصم والمكفوفين ومسرحية للطفل .
وأوضح مدير فعاليات عيد الرياض المهندس إبراهيم بن ناصر الهويمل، أن الأعمال المسرحية التي سوف تعرض في احتفالات أمانة الرياض بعيد الفطر هذا العام تم اختيارها بعناية من قبل لجنة فنية ، تضم عدد من المختصين في مجال المسرح، وفق مجموعة من المعايير التي تتعلق بجودة النص ومناسبة العمل للعرض في أجواء العيد والتزام صناعه بتقاليد وآداب المجتمع .
وبين أن العروض المسرحية تشمل ثلاثة مسرحيات للرجال هي مسرحية (شعللنا الدوري) بطولة فيصل العيسي ومهند الجميلي وتناقش بأسلوب كوميدي مشكلة التعصب الكروي ، وتعرض على مسرح مدارس المملكة ، ومسرحية (المنحاشين) بطولة الإماراتي عبدالله أبوهاجوس و محمد القس وعبدالعزيز الفريحي ،وتعرض على مسرح جامعة دار العلوم ، ومسرحية (علمي علمك) بطولة محمد جابر ومطرب فواز وماجد مطرب ومحمد الرفاعي وتعرض على مسرح جامعة اليمامة .
وتم تخصيص الصالات الخضراء لعروض ستاند آب كوميدي التي تقدم عروض كوميدية ارتجالية عن طريق نخبه من نجوم المملكة والخليج العربي ،فيما تقام العروض المسرحية الخاصة بالمكفوفين بجامعة الأمير سلطان، واللوحات المسرحية التي تقدمها فرقة الصم على مسرح مؤسسة صوامع الغلال ، وعرض مسرحية للطفل بمركز الملك فهد الثقافي تهدف لترسخ القيم التربوية في نفوس الأطفال.
بينما تم اختيار مسرحيتين لمعايدة النساء هما (مسرحية بنات المول) وتعرض بمسرح مركز الملك فهد الثقافي ويشارك في بطولة العمل ليلى سليمان وأميرة محمد وشيرين خطاب، ومسرحية (الشيخة مزنة)، بطولة مريم الغامدي وأغادير السعيد وخطر وأمينة العلي ، وتعرض على مسرح مدينة الحكير لاند الترفيهية .
وأكد المهندس الهويمل حرص أمانة الرياض بالتنسيق مع المؤسسات التي تستضيف عروض مسرح العيد توفير كل الإمكانات لفرق المسرحية لإجراء البروفات، بالإضافة إلى تشكيل فرق لمتابعة عروض المسرحيات طوال أيام العيد ، و فرق نسائية لتنظيم الدخول والخروج في مواقع المسرحيات النسائية، معرباً عن تقدير الأمانة للجهات الحكومية والأهلية التي تستضيف مسرحيات العيد على تعاونها واستجابتها في توفير التجهيزات اللازمة لإجراء البروفات واستقبال عشاق المسرح طوال أيام العيد.

جريدة الجزيرة 

يوميات مواقع مجلة الفنون المسرحية( المجلة الرئيسية – الموقع الثاني – الموقع الثالث ) في اسبوع من 1- 7- 2015 ولغاية 7- 7- 2015 الأسبوع الأول من شهر تموز يوليو

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني






يوميات مواقع مجلة الفنون المسرحية( المجلة الرئيسية – الموقع الثاني – الموقع الثالث ) في اسبوع من 1- 7- 2015 ولغاية 7- 7- 2015 الأسبوع الأول من شهر تموز يوليو 


الأربعاء، 1 يوليو، 2015

1- مسرحية «2021»... نهج جديد في مسيرة المسرح الكويت  ( الموقع الثاني )

2- اختيار سعاد عبدالله ضمن مجلس أمناء الهيئة العربية للمسرح   ( الموقع الثاني )

3- "بنيان صالح في ذاكرة المسرح العراقي" / د. عقيل مهدي يوسف ( الموقع الثاني )


الخميس، 2 يوليو، 2015

1- مسرح المحافظات هذا الواقع .. فماذا عن الطموح؟ ( المجلة الرئيسية )

2- مشهد اغتصاب جماعي يثير استياء جمهور مسرحيّة "ويليام"  ( الموقع الثاني )

3- يوميات مواقع مجلة الفنون المسرحية( المجلة الرئيسية – الموقع الثاني – الموقع الثالث ) في اسبوع من 23- 6- 2015 ولغاية 30- 6- 2015 الأسبوع الأخير من شهر يونيو حزيران  
المجلة الرئيسية  + 
 
الموقع الثاني )




الجمعة، 3 يوليو، 2015

1- انطلاق فعاليات الملتقى المسرحي الرمضاني الأول في مدينة الحسيمة خلال الفترة من 6 إلى 10 تموز الجاري ( الموقع الثاني)

2-   24 عرضا يشاركون في «مسرح الغرفة الأول» بأسيوط   ( الموقع الثاني )

 3- اسدال الستار على “ليالي هجر المسرحية للشباب” “السيد إكس” تكتسح الجوائز  ( الموقع الثالث )

4- دراسة: موسيقى موزارت تساعد العقل على التركيز وتطور قدراته  ( الموقع الثالث )


السبت، 4 يوليو، 2015

1- المسرح اليوناني القديم  ( المجلة الرئيسية )

2- رحيل الفنانة العراقية الرائدة في مسرح الطفل منتهى محمد رحيم   ( الموقع الثاني )

3- صدور العدد الثالث من مجلة ” الفنون المغربية “/ أحمد سيجلماسي 
( الموقع الثاني )

4- ثاني إصدار يجمع بين الباحثين د. نور الدين الخديري وذة نعيمة الحرشي
( الموقع الثاني )

5- فعاليات مسابقة "المسرح الكوميدي" بعاصمة آفاق مسرحية 2015 
( الموقع الثاني )

6- المسرح التفاعلي: المشاهد ليس مشاهدا عاديا 
( الموقع الثاني )


العقل يعود إلى مسرح الطفل بـمسرحية «أبطال السلاحف» ( الموقع الثالث )


الأحد، 5 يوليو، 2015 

كتاب ” معجم المسرح ” تأليف باتريس بافي – ترجمة ميشال ف. خطّار  ( المجلة الرئيسية )

انتهاء مهلة التقديم لمسابقة تأليف النص المسرحي للعام 2015  ( الموقع الثاني )

مقترح مشروع : موسوعة مسرحيات حرب أكتوبر 1973  ( الموقع الثالث )



الاثنين، 6 يوليو، 2015


الأشكال المسرحية والتقاليد غير الأرسطية-في الشرق الأقصى والشرق الأوسط وأفريقيا والأمريكيتين- وعلاقتهما بالنموذج المسرحي الغربي / د. محمد سيف/باريس ( الموقع الثاني )

فِدريكُوغارسّيا لُورْكَا في الذكرى 117 لميلاده: الشَّاعِرُالغَرناطِي الغَائِب… الحَاضِر أبَداً ( الموقع الثاني )

مدينة الناصرية ومسرحها الجديد… فنانون عراقيون: الخطاب السياسي ما زال يأكل من أعمالنا المسرحية ( الموقع الثاني )

عن المسرح و التداوليات: نموذج آن اوبيرسفيلد / د.عبد المجيد شكير ( الموقع الثالث )

الموسيقى وأهميتها فى المسرح  ( الموقع الثالث )


الثلاثاء، 7 يوليو، 2015


حكايات “لف ليلة وليلة ” والآلهام المسرحي المتميز / محسن النصار ( المجلة الرئيسية )

مركز الهيئة العالمية للمسرح في الجزائر يطلق مسابقة عالمية بالتأليف المسرحي تحت عنوان “نجمة الذهبية” أو “جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي” ( الموقع الثاني )


هاري بوتر على المسرح في لندن العام المقبل ( الموقع الثاني )

حكايات "لف ليلة وليلة " والآلهام المسرحي المتميز / محسن النصار ( الموقع الثاني )

الأربعاء، 8 يوليو 2015

عرض مسرحي راقص يحاكي واقع النساء الفلسطينيات

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
6757657756876897979

افتتح مسرح ديار الراقص التابع لمجموعة ديار في بيت لحم، وكجزء من فعاليات الاحتفال بمرور عشرين عاماً على تأسيس مجموعة ديار، وضمن الخطة الدورية لانتاجات أعمال مسرحية وراقصة عرض راقص بعنوان “نساء” يحاكي واقع النساء الفلسطينيات، وذلك في قاعة ومسرح مؤتمرات الدار في دار الندوة الدولية.
حيث يسلط الضوء العرض على هوية وواقع الفتاه والمرآة الفلسطينية تحت الاحتلال الاسرائيلي وتناقضات آخرى مستمدة من الواقع الفلسطيني، كما ويستكشف العرض أوجه الشبه بين الاحتلال للأرض الفلسطينية وجسد النساء الفلسطينيات من خلال تجسيد العارضات مهمة السجان كشعر مجدول مع أصوات الحرب خارج الشبابيك ويرقصن على الموسيقى وعلى أصوات الشوارع في بلادهن بيت لحم.
قد اتسم العرض أنه عبارة عن قصيدة غنائية لنساء فلسطين تحكى من ثلاثة نساء اللواتي يحزن على خسارة الأرض والبحر، كما وأنه احتفالاً بحيوية ومرونة وذكاء العارضات، حيث ان العرض من انتاج مسرح ديار الراقص، واداء كل من: هالة أبو سعدى، ديما عوض، كريستي دبوب، وتصميم واخراج نيكول بايندلر التي هي راقصة ومخرجة أمريكية، اذ يستقبل مسرح ديار الراقص سنوياً العديد من الفنانين والمخرجين والمسرحيين العالميين والدوليين، لتدريب أعضاء مسرح ديار الراقص وانتاج عدد من العروض المسرحية والراقصة.
ويعتبر مسرح ديار الراقص أحد برامج أكاديمية ديار للأطفال والشباب والذي هو تجمع شبابي فني ثقافي يهدف للتعبير عن الهوية الفلسطينية وقضايا وهموم الشباب الفلسطيني بطرق فنية إبداعية معاصرة، وضمن برنامج تدريبي مكثف للمزج ما بين الدبكة الشعبية والدراما والرقص المعاصر الخاص بالمسرح بقالب فني يحاكي قضايا الإنسان والمجتمع.
ومن الجدير بالذكر أن مجموعة ديار هي مؤسسة غير ربحية تأسست عام 1995 في مدينة بيت لحم، اذ تحتفل مجموعة ديار هذا العام بمرور عشرين عاماً على تأسيسها، حيث ترجع بدايات مجموعة ديار الى النواة التاسيسية في دار الندوة الدولية والتي امتدت لتصبح اليوم مجموعة ديار من أكبر وأهم المراكز الثقافية في فلسطين، حيث تقدم خدماتها الى عدة آلاف من قطاعات الشباب والنساء والمسنين ببرامج نوعية، فلسطينية السياق وشمولية الطابع باتجاه رؤية واحدة وهي “لتكن لنا حياة ولتكن أفضل”.
المصدر :PNN

فرقة "زقاق": عرض مسرحي وندوة ودورة تدريبية

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

برنامج فرقة "زقاق" في تموز الحالي حافل بالنشاطات. بداية تعرض زقاق في 11 و12 تموز، مسرحية "الموت يأتي من العيون" في مهرجان اوبومونتو للفنون، كيغالي، رواندا.
تتابع "زقاق" في هذا العرض الذي أنتج بتكليف من مهرجان شويندلفراي المسرحي، البحث المستمر عن الموت والخلود، وتمثلاتهما في وسائل الإعلام. وكان هذا العرض قدم للمرة الأولى في مانهايم، ألمانيا، في أيلول العام الماضي، ثم في كلّ من بيروت ومهرجان المسرح الدولي في كيرالا، الهند في كانون الثّاني 2015.
ومهرجان أوبومونتو للفنون أنشئ بمبادرة فريدة قوامها التركيز على الدّور الكبير الذي يلعبه الفن، والمسرح بالتّحديد، في عمليّة تضميد الذاكرة إثر الإبادة الجماعية التي عاشتها رواندا، وذلك بغية المساعدة على حلّ التحديّات المماثلة التي تواجهها بلدان أخرى، عانت أو لا تزال تعاني الحروب والقتل العشوائي.
أخرج العرض عمر ابي عازار ومايا زبيب وتؤديه مايا زبيب وكريستال خضر.

وفي إطار "لقاء وحوار"، تدعو "زقاق" الخامسة مساء 8 تموز الجاري الى لقاء في مكتبة البرج في بيروت حول السبل الجديدة والبديلة لتطوير المسرح في لبنان، ضيوفه روجيه عساف، مايا زبيب وهلا مغنية، وتديره ريتا الحسيني.
وفي النصف الثاني من تموز الجاري، تستكمل "زقاق" الجزء الثّالث من الدورة التدريبية حول إقامة عمل مسرحيّ مع الشباب والصغار التي نظمتها بالشّراكة مع جمعيّة ألفا في تبنين، جنوب لبنان، في زيارات متابعة ميدانيّة لختلف المراكز التابعة لجمعيّة ألفا في الجنوب.

المصدر: "دليل النهار"



الثلاثاء، 7 يوليو 2015

مركز الهيئة العالمية للمسرح في الجزائر يطلق مسابقة عالمية بالتأليف المسرحي تحت عنوان “نجمة الذهبية” أو “جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي”

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

بعد 26 سنة من وفاته يلقى الأديب والمسرحي الجزائري الراحل كاتب ياسين بعض التكريم في بلاده، حيث تم تخصيص جائزة عالمية تحمل اسم روايته الشهيرة “نجمة”. هذه الجائزة -كما يقول بعض المهتمين بالشأن المسرحي- تعد تعويضا عن تجاهله لسنوات.

احتفاءً بإبداعات الأديب والمسرحي الجزائري الراحل كاتب ياسين أطلق مركز الهيئة العالمية للمسرح في الجزائر مسابقة عالمية بالتأليف المسرحي تحت عنوان “نجمة الذهبية” أو “جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي” في ذكرى ميلاده الـ86.

وحسب القائمين عليها، فإن المسابقة تهدف للتعريف بياسين على مستوى العالم، خاصة للأجيال التي لم تتعرف عليه في حياته من خلال تكريمه بجائزة عالمية تخلد اسمه، وتشجع التأليف المسرحي.

كما تهدف لخلق جسور من التعارف والتعاون بين المسرحيين في العالم، وجعل خشبة المسرح منبرا لتعزيز السلام والحوار.

وتفتح المسابقة في التأليف المسرحي باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لكل الكتاب المسرحيين دون تحديد للسن أو الجنس، مع استثناء نصوص المونودراما ونصوص مسرح الطفل من المسابقة، وتضم لجنة التحكيم تسعة أعضاء من الجزائر وكرواتيا وفلسطين واليابان والسودان وفرنسا ومصر والسعودية.

وينتظر الإعلان عن الأعمال الفائزة في 28 أكتوبر/تشرين الأول القادم بحفل في الجزائر خلال إحياء ذكرى وفاة كاتب ياسين.

تشجيع للكتابة 
ويعد كاتب ياسين -واسمه الحقيقي محمد خلوطي (1929-1989) من أشهر الأدباء الجزائريين، كتب الرواية والمسرح والشعر واشتغل في الصحافة، وحظي بشهرة عربية وعالمية، ومن أشهر أعماله رواية “نجمة” التي ترجمت للغات عالمية، وباتت نصا مرجعيا في جامعات عالمية.

ويوصف ياسين بأنه أكثر الكتاب الجزائريين إثارة للجدل، ولقب بألقاب أشهرها “نبي العصيان” و”الثوري المتمرد”، وبسبب موافقه الثورية سجن خلال فترة الاحتلال الفرنسي لبلاده، وتعرض للتهميش والإقصاء بعد الاستقلال.

وعن تجربته في عالم المسرح التي توجت بعدة مسرحيات على غرار “الرجل ذو النعل المطاطي” و”الجثة المطوقة” يقول كاتب ياسين “عندما كنت أكتب الروايات أو الشعر كنت أشعر بالحرمان لأنني لا أصل سوى إلى بضعة آلاف من الناطقين بالفرنسية، بينما وصلنا من خلال المسرح إلى ملايين المشاهدين في غضون خمسة أعوام”.

وقال مدير مركز الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر عقباوي الشيخ   إن الهدف من الجائزة محاولة التأسيس لفعل مسرحي عالمي وتفاعلي بين كتاب المسرح لتقريب وجهات النظر، وتشجيع الكتابة والإبداع.

عقباوي: تخصيص الجائزة لكاتب ياسين تكريم لشخص خدم الجزائر
كاتب ياسين 

تعريف وتخليد 
وتسعى الهيئة لتكريس اسم الكاتب الجزائري لدى المشتغلين في فنون المسرح، حيث إن مثل هذه الجوائز -برأي عقباوي- تحقق انتشارا وتعريفا أكبر بالمبدعين العالميين، لذلك تنشئ دول كثيرة جوائز باسم روادها المسرحيين، وما يميز الجائزة -حسب رأيه- أنها تتيح مشاركة هواة ومبتدئين مع محترفين في الكتابة المسرحية.

وأوضح أنه تم اختيار كاتب ياسين ليكرم بالجائزة -التي حملت اسم رائعته “نجمة”- لأنه قدم للجزائر بقلمه وفكره للآخر من بوابة الرواية والمسرح والأدب طوال حياته.

كما أن أعماله تركت بصمة في نفوس من اطلعوا عليها، وكانت إنسانية بالدرجة الأولى، لأنها كانت منحازة للقيم الإنسانية لا غير, حسب تعبيره.

ويقول عقباوي إن عدم تكريم الكاتب الراحل بعد 26 سنة من وفاته كان دافعا لإحداث جائزة باسمه لأنها الطريقة المناسبة والملائمة لتعريف العالم بأحد أهم الكتاب الجزائريين، ولأن “نجمة” كانت رواية العمر بالنسبة لكاتب ياسين فقد جاءت الجائزة باسمها.

وعن مكانة ياسين في المشهد المسرحي الجزائري يؤكد الباحث والمؤرخ المسرحي شريف الأدرع أن الراحل من أقدر المسرحيين, ليس على مستوى الجزائر فحسب, إنما على مستوى العالم، لأن شهرته “تجاوزت حدود بلده الأم الجزائر لتصل إلى بلده الأكبر.. العالم بأسره”.

وقال الأدرع إن بدايات كاتب ياسين في عالم المسرح كانت متعلقة بالنوع التراجيدي، لتتحول بعد ذلك كتاباته وتأخذ شكلا تراجيديا ملحميا، واستلهم مواضيع مرتبطة بالتراث والتاريخ الجزائري، خاصة خلال فترة ثورة التحرير، ورغم مكانة الراحل يعتبر الأدرع أنه لم ينل حظه في بلده مقابل الاحتفاء به في الخارج.

وفيما يأتي  شروط المسابقة :

International Theatre Institute ITI
الهيئة العالمية للمسرح

Centre Algérien de L’ITI
المركز الجزائري

Organize
ينظم :
Kateb Yacine International Award for theatrical creativity
جائزة كاتب ياسين العالمية للإبداع المسرحي .
Golden NEDJMA
نجمة الذهبية
The first edition
الطبعة الأولى
2015
ينظم مركز الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر مسابقة عالمية في التأليف المسرحي تحت مسمى " جائزة كاتب ياسين العالمية للابداع المسرحي – نجمة الذهبية – Golden NEDJMA " في طبعتها الأولى لسنة 2015 ، بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لميلاد الكاتب الجزائري العالمي "كاتب ياسين"

شروط المسابقة :
1- تنظم هذه المسابقة للتعريف بالكاتب الجزائري الكبير كاتب ياسين في العالم خاصة للأجيال القادمة التي لم تتعرف عليه في حياته وتكريمه بجائزة عالمية تخلد اسمه ، وتشجيع التأليف المسرحي في العالم خدمة للربيرتوار العالمي
2- من أهداف المسابقة خلق جسور من التعارف والتعاون بين المسرحيين في العالم وجعل المسرح منبرا لتعزيز السلام والحوار
3- تفتح المسابقة في التأليف المسرحي باللغات العربية والانجليزية والفرنسية
4- تشكل هيئات استشارية تحكيمية لكل لغة هيئتها التحكيمية تختار احسن نص في تلك اللغة كمرحلة أولى ثم يتم اختيار نص وحيد في المرحلة الثانية من الهيئة الإستشارية التحكيمية المشتركة .
5- المسابقة مفتوحة للكتاب المسرحيين في العالم دون تحديد للسن او الجنس
6- يجب أن يكون موضوع المسرحية إنسانيا بالدرجة الأولى يدافع عن قيم انسانية ويدعو للمحبة والسلام
7- يجب ان لا يحتوي النص على اي اساءة لأمة من الأمم في لغتها وثقافتها ومعتقدها وحضارتها وخصوصيتها
8- يجب ان لاتقل صفحات النص عن 35 صفحة ولا تتعدى 120 صفحة مكتوبة ببند 14 في وورد بالنسبة للعربية ، وببند 12 بالنسبة للغة الانجليزية والفرنسية .
9- تستثنى نصوص المونودراما ونصوص مسرح الطفل من المسابقة
10- يرافق النص المسرحي المكتوب سيرة مختصرة عن المؤلف ونسخة عن بطاقة الهوية او جواز السفر مع صورة شخصية
11- تستقبل النصوص بدأ من 02 أوت 2015 تاريخ ميلاد كاتب ياسين الى غاية 31 أوت 2015 ، يعلن عن الفائزين يوم 15 اكتوبر 2015 ، وتسلم لهم الجوائز يوم 28 اكتوبر 2015 في الجزائر بمناسبة ذكرى وفاة كاتب ياسين .
12- تقدم النصوص الى ايميلين وحيدين للمسابقة وهو : katebyacineaward@gmail.com ، goldennadjma@yahoo.fr
13- خصصت جوائز مالية للنص الفائز كالتالي
جائزة نجمة الذهبية وقيمتها 3000 دولار
14- قرارت اللجان الاستشارية التحكيمية غير قابلة للطعن .
15- يمول هذه الجائزة مركز الجزائر للهيئة العالمية للمسرح ITI ALGERIA
16- يجب أن يكون النص جديدا لم يشارك سابقا في أي مسابقة أخرى .

 الهيئة العالمية للمسرح بالجزائر



هاري بوتر على المسرح في لندن العام المقبل

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني



تسجل شخصية هاري بوتر -أشهر ساحر صغير بالعالم- ظهورها الأول على المسرح في لندن العام القادم من خلال مسرحية جديدة باسم (كيرسد تشايلد) والتي تم وضعها بالتعاون مع المؤلفة جيه. كيه. رولينج.
وقالت رولينج عبر حسابها على تويتر إن المسرحية الجديدة نتاج تعاون بينها وبين الكاتب جاك ثرون والمخرج جون تيفاني.
وكتبت على تويتر "لا أريد ان اقول أكثر من ذلك لأني لا اريد ان أفسد على المشاهدين ما أعلم انها ستكون معالجة واقعية."
وأضافت "إلا انني استطيع القول إنها ليست نقلا حرفيا."
ورولينج هي أحد المؤلفين من أصحاب الكتب الأكثر مبيعا بالعالم. وبيعت أكثر من 450 مليون نسخة من سبع روايات لمغامرات (هاري بوتر) بأنحاء العالم وتحولت إلى سلسلة أفلام من ثمانية أجزاء حصدت أكثر من سبعة مليارات دولار في دور السينما عالميا.
وسلسلة هاري بوتر (بالإنجليزية: Harry Potter) سلسلة من سبعة كتب للكاتبة البريطانية ج. ك. رولنغ؛ تحكي حكاية الصبي الساحر هاري بوتر، منذ اكتشافه لحقيقة كونه ساحراً، وحتى بلوغه سن السابعة عشرة، فتكتشف ماضيه، وعلاقاته السحرية، وسعيه للقضاء على سيد الظلام لورد فولدمورت. وترافق سلسلة الكتب سلسلة من ثمانية أفلام تحمل نفس عناوين الكتب.
حققت سلسلة هاري بوتر نجاحاً هائلاً منذ صدور الجزء الأول منها هاري بوتر وحجر الفلاسفة في 1998، وتُرجمت إلى معظم لغات العالم الحية ومنها العربية. بيع من الكتاب السادس هاري بوتر والأمير الهجين عشرة ملايين نسخة عشية صدوره، واعتبر أكثر الكتب مبيعاً في التاريخ، حتى صدور الكتاب السابع والنهائي من السلسلة هاري بوتر ومقدسات الموت الذي بيع منه ثمانية ملايين نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عشية صدوره في 21 يوليو 2007.
اكتملت سلسلة كُتب هاري بوتر بصدور الكتاب السابع والنهائي، فيما أبدت المؤلفة رولنغ نيتها عدم العودة إلى عالم هاري بوتر إلا لأغراض خيرية. أُنتج من الكتب 8 أفلام لتكتمل السلسلة، عُرض آخرها هاري بوتر ومقدسات الموت في 15 يوليو 2011.
بالإضافة إلى مغامرات هاري بوتر في عالم السحر، أصدرت رولنغ ثلاثة كتب أخرى ضمن عالم هاري بوتر هم: الوحوش المذهلة وأين تجدها عن الحيوانات السحرية التي ذُكرت ولم تذكر في السلسلة، وكويدتش عبر العصور وهو كتاب عن رياضة السحرة المفضلة في السلسلة الكويدتش، وكذلك حكايات بيدل الشاعر الذي يحتوي قصصاً شعبية من العالم السحري.


لندن/ رويترز 

حكايات "لف ليلة وليلة " والآلهام المسرحي المتميز / محسن النصار

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


أنّ (ألف ليلة وليلة) هي عبارة قصص حكائية مشوقة و يمكن اعدادها للمسرح في كل وقت وحين، ,ونحن نعلم أنّ حكايات ألف ليلة وليلة التي شغلت الناس لمدّة لا تقلّ عن خمسة عشر قرنا، هي الحكايات نفسها التي لا تزال إلى يومنا هذا تثري المكتبات العربية والغربية، ويهتم بها المؤلفين المسرحين في الشرق والغرب. فمردّ هذا الأهتمام في توظيف الحكايات ذات الوقع السحري لليالي في كتابات المبدعين الّذين اقتبسوا وأستلهموا منها مسرحيات رائعة ؛ فكانت مصدرا للإبداع والتخييل وكسرت الحدود بين الأجناس الأدبية بل وحتى بين الفنون. إن هذه الحكايات- فيما يرى الدكتور محسن جاسم الموسوي- تبدو للروائي والناقد الأدبي المتخصص ينابيع الفن القصصي، وتمتلك مواصفات ومزايا لا بدّ أن يراجعها باستمرار قبل أن يواجه مشكلة الكتابة."(1) ونجد شخصيات الحكايات تعددت في ألف ليلة وليلة بتعدد الحكايات والأزمنة والأمكنة . ويمكن أستلهمها كشخصيات ذات أبعاد مسرحية فهناك في الحكايات 
- شخصيات رمزية , والهدف منها الأيحاء الى رموز أجتماعية وأخلاقية وثقافية وتاريخية كشهريار , وشهرزاد والسندباد .
- وشخصيات واقعية , وقد صيغت بقوالب فنية تبتعد عن الواقع , وأصبحت تبدو شبهه ذاتية , كشخصية هارون الرشيد فهو في ألف ليلة وليلة ليس هو بذاته , بينما تظهره الحكايات كملك عادل.
ويمكن آستلهام الشخصيات الأسطورية التي لامثيل لها فشهريار نموذج للمأساة , وشهرزاد مثال لمأساة المرأة .. 
ويمكن جعل الثيمة هنا وتعنى الفكرة أو القضية أو المشكلة التى يقوم المؤلف بستنباطها من خلال حكايات ألف ليلة وليلة فتقوم عليها المسرحية بأكملها فالفكرة هى اللبنة الأولى والأساسية فى بناء أى نص درامى, و الشخصيات تٌعد بمثابة الوسيط الذى يٌحمل المضمون الفكرى الذى يعبر عن رؤية المؤلف فى القضية التى يتناولها من خلال النص المسرحى الذى يكتبه ، إذ أنه من خلال تصوره ورسمه للشخصيات يقوم بتحميلها بالخطاب العام للنص المسرحى من خلال كيفية طرح شكل الشخصية وطبيعتها ودورها فى شبكة العلاقات بينها وبين الشخصيات الأخرى ولكل شخصية ابعادها المختلفة والمتميزة كالبعد الطبيعي والبعد الأجتماعي والنفسي , والحبكة المسرحية متوفرة في الحكايات ألف ليلة وليلة فهي تنظيم المتن الحكائي ككائن متوحد. أنها عملية هندسة وبناء أجزاء القصة وربطها ببعضها بهدف الوصول إلى تحقيق تأثيرات فنية وانفعالية معينة. وعلى هذا فكل مسرحية حتى ولو كانت عبثية لا تخلو من الحبكة أى من الاشتمال المرتب على شخصيات وأحداث ولغة وحركة موضوعة فى شكل معين ومن ثم فإن الحبكة لا يمكن فصلها عن جسم المسرحية إلا نظرياً فقط لأنها هى روح العملية المسرحية وتتكون الحبكة من : التقديمة الدرامية, نقطة الإنطلاق , الحدث الصاعد, الاكتشافات, التنبؤ , التعقيد , التشويق, الأزمة, الذروة, الحدث الهابط, الحل
و يتكون النص المسرحى من مجموعة من العناصر التى تتضافر معاً منتجة النص المسرحى إذ أن كل عنصر من تلك العناصر يساهم بقدر معين فى تشكيل النص المسرحى، وعند التعرض إلى النص المسرحى بالدراسة لا يمكن الاعتماد على عنصر من تلك العناصر دون الأخر ولكن ما نقوم به من تقسيم النص المسرحى إلى عناصر بهدف تسهيل عملية دراسة مكونات النص المسرحى ولكن عند التعامل معه لابد أن يُنظر له كعمل فنى متكامل مستوحى من ألف ليلة وليلة من مجموعة قصص وحكايات وحوارات وعوالم وشخوص معلومة وأخرى مجهولة , فهنالك أحداث واقعية , وأحداث آخرى تدور بين الجن والناس , فهي مزج بين الواقع والخيال والسحر والحلم والأسطورة والتاريخ .والزمن فيها متعدد بتعدد الحكايات الذي قد يصل الى مئات السنين مع مئات التجارب والعادات والتقاليد والعقائد والخرافات , وهي ليس لها مكان مححد تدور فية بل أمكنة متعددة بتعدد الأزمان , والتاريخ والمكان ويكون وقعها كبير في حالة آستلهامها كنص مسرحي وحكايات ألف ليلة وليلة تمتلك جو من الغموض والأيحاء بالأشياء والأحداث , الغمو ض في الموقف , والمفاجأة في الأحداث وأعتمدت حبكة الآحداث في الحكايات مبدأ الأنقطاع عن الحكاية الأصلية نحو الفرعية مستمرا على مدار الحكايات مما يثير التشوق والرغبة لأتمام الحكايات وأن التسلسل المنطقي للأحداث في الحكايات جاء وفق نسيج عام من البناء للوصول الى الفكرة الرئيسية لتحقيق الغاية او الهدف , بتفاعل داخلي وهو من المظاهر التناصية التي يمكن القول إن الليالي تتفرد بها عن غيرها من النصوص.في حالة آستلهمها للمسرح والمقصود بالتفاعل الدّاخلي تفاعل النصوص الصغرى فيما بينها، وترابطها، بشكل لا يكاد يُشعر القارئ بالانتقال من حكاية إلى أخرى، بالرُّغم من اختلاف مضامين هذه الحكايات. فصوت شهرزاد حاضر في كل الحكايات، وحرصُها على إثارة وتشويق الملك- حفاظا على بقائها فحكايات ألف ليلة وليلة باعتبارها نصا عالميا ، يُمكن أن تُفَكَّ شِفرتُهُ انطلاقا من مجمل التركيب لصياغة نص مسرحي فبرغم تعدد الحكايات وأرتباطها مع بعضها البعض الأ أنه من الممكن فصل أي حكاية منها وجعلها مسرحية بذاتها دون أن يكون لذلك اي تأثير على الخط العام لسير الحكايات .
ومن الميزات المسرحية في ألف ليلة وليلة نجد انها تحتوي على الشخوص اي الشخصيات بأبعادها الأنسانية والمسرحية , ونجد فيها الحوار المتبادل بين الشخصيات ومن الممكن ان يتحول الى حوار مسرحي , ونجد الصياغة المسرحية تغلب على الصياغة القصصية للحكايات في ألف ليلة وليلة كونها تعتمد في روايتها للآحداث على الصراع .
ثم إن الاستلهام قد يتجاوز حدود المباشرة في التوظيف، إلى الرمز والإيحاء من خلال توظيف بعض أسماء الشخوص الفاعلة داخل الحكايات، كتوظيف إسم السندباد - مثلا- للدلالة على معاني التيه والضياع وعدم الاستقرار...إلخ. وهذا كله يضيف قوة معينية لا ينضب.للنص المسرحي المستوحى من الحكايات 
ومن مظاهر الروعة التي تضطلع بها حكايات ألف ليلة وليلة قيمة النص تتحقق، من خلال قَبوله التفاعل مع نصوص من جنسه؛ أي أن التفاعل يكون خارجيا بين النصوص الكبرى. ومقاربة ألف ليلة وليلة من هذا المنظور، تظهر أن التفاعل النصي في الليالي هو تفاعل مزدوج يمكن ان يغني الآلهام في صياغة مسرحيات مؤثرة نابعة من متون الحكايات .

الهوامش :
1-- محسن جاسم الموسوي– ألف ليلة وليلة في نظرية الأدب الإنجليزي منشورات مركز الإنماء القومي- ط2-1986/ص:219.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption