أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 7 أغسطس 2015

اختتام ورشة "السينوغرافيا" ضمن دورة "العرض المسرحي" بكلباء

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

مشاركة نحو 20 متدرباً ومتدربة، شهد المركز الثقافي لمدينة كلباء حفل ورشة "السينوغرافيا" التي انطلقت في مستهل فعاليات دورة عناصر العرض المسرحي، التي تنظمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام.
شهد المركز الثقافي لمدينة كلباء مساء الثلاثاء، حفل ورشة "السينوغرافيا" التي كانت انطلقت في مستهل فعاليات دورة عناصر العرض المسرحي، التي تنظمها إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام، في إطار التحضير للدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرحيات القصيرة في أكتوبر/تشرين الأول المقبل. 

وشهد حفل ختام الورشة التي أشرف عليها الفنان الفلسطيني عبد الكريم عوض، استعراضاً لمجمل محاور التدريب، النظرية والعملية، التي تعرف عليها أكثر من 20 متدرباً ومتدربة، كما قدم المتدربون مشاريعهم الأولية وتصوراتهم لسينوغرافيا عروضهم القصيرة المرشحة للمسابقة التمهيدية للمهرجان، وهي تعتمد على نصوص لطائفة متنوعة من الكتّاب المسرحيين، مثل وليم شكسبير، وجان بول سارتر، وغارسيا لوركا، وأنطونيو سكارميتا، ولويجي بيرانديلو، ووليم سارويان، وسواهم. 

وكان مشرف الورشة قد شارك وناقش المتدربين في صياغة مناظر مسرحيات عدة جرى العمل عليها اثناء التدريبات، مثل " الدب" لأنطوان تشيخوف، و"الرجل الذي صار كلباً" لأوزفالد دراكون، حيث جرى التطرق إلى العلاقة بين المخرج ومصمم السينوغرافيا وأشكال وحدود التداخل بين طرق اشتغالهما في الجانب البصري من العرض المسرحي، كما تعرض النقاش إلى مزايا وتأثيرات العناصر التكنولوجية في شكل العرض المسرحي الحديث، في انتاج الصور والمعاني، بخاصة الضوء واللون والفراغ.  

وانهت الورشة أعمالها بتطبيقات على تصميم المناظر المسرحية، اعتمادا على المكعبات مختلفة الاحجام والتي يشترط على جميع عروض المهرجان الاستناد عليها لتخليق أشكالها وأبعادها المرئية وذلك استلهاماً لفلسفة في الانتاج المسرحي تعتمد امكانيات أقلّ وخيال أكثر.    

انطلاق ورشة التمثيل 

من جهة أخرى، بدأت الاربعاء ورشة التمثيل التي يشرف عليها الفنان السوداني محمد السني دفع الله، مع مجموعة من المتدربين، وينتظر أن تقدم الورشة جملة من التمارين الإعدادية قبل أن تنتقل في مرحلة تالية للعمل مع الممثلين على النصوص المقترحة من مخرجي عروض المهرجان، وذلك على مدار الاسبوعين المقبلين.


الشارقة 24 – عبد العليم حريص




عرض مسرحية "مدغشقر" بدبى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

يعرض بمركز دبى التجارى العالمى يوم الجمعة 28 أغسطس والسبت 29 أغسطس، العرض المسرحى "مدغشقر" وهو العرض الذى تصل أسعار تذاكره إلى 125 درهم للتذكرة البرونزية، و 175 درهم للتذكرة الفضية، 225 درهما للتذكرة الذهبية، و350 درهما للتذكرة البلاتينية، و 650 درهما للتذكرة – الملكية.
العرض المسرحى حى مستمدّ من الرسوم المتحرّكة "دريمووركس" وسيضمّ مغامرات حية، ويشمل العرض مؤثرات موسيقية وفقرات استعراضية بما فيها أغنية "موف ات موف ات" الشهيرة، إضافة إلى الأزياء المبتكرة والفقرات الاستعراضية والأغانى. 
وتدور قصة المسرحية حول الأصدقاء الأربعة، الذين يعيشون حياة مترفة في حديقة الحيوان، ويحاولون الهرب رغبة منهم في تجربة الحياة في البرية، إلى أن يصل بهم المطاف إلى جزيرة "مدغشقر"، ويبدأ مع ذلك تسلسل المتعة عبر مجموعة من المغامرات والتحديات المشوقة يخوضونها، وينتهي بهم المطاف برغبتهم العودة إلى حديقتهم الفارهة في نيويورك.

مسرحيتان تناقشان الغرور والتناقض في «عيد طيبة 36»

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

مسرحيتان تناقشان الغرور والتناقض في «عيد طيبة 36»

ضمن مسابقة أمانة منطقة المدينة المنورة للعروض المسرحية في احتفالات عيد طيبة 36، شهدت خشبة المسرح الداخلي في خيمة واحة عاصمة الثقافة بحديقة الملك فهد المركزية مؤخرا تقديم العرض المسرحي «هيا خليك»، الذي تناول علاقة الفرد بالأسرة والأعمال المنزلية وضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية التي تعتبر من صفات وأخلاقيات المسلم، حيث تدور أحداث العرض عن كاتب صحفي وعلاقته بابنه والعاملين معه خصوصًا أن ذلك الكاتب ينشر في مقالاته الاهتمام بحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات وهو لا يطبقها في واقع الأمر، لتكشف المسرحية عن تناقض ذلك الكاتب الصحفي مما نتج عنه اضطراب في العلاقة مع ابنه وأسرته مما دفع الابن إلى تطبيق أفكار والده ومحاولة الانتقام منه إضافة إلى إخراج الأسرة من مأزق التناقض الذي يعيش فيه والده.
وكانت فعاليات الاحتفالات قد شهد في اليوم السابق لعرض «هيا خليك»، وفي ذات المسرح بمشاركة فرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة، العرض المسرحي الخامس «النجم العالمي»، من تأليف جميل القحطاني وإخراج معتز العبدالله، وتمثيل كل من: فيصل الصبري، وأنس حلا، وممدوح العنزي، وسليمان بردعي، ووهيب الردمان، ومحمد الحربي، وفؤاد آدم، ومنصور أحمد، ومحمد مصلح، وأحمد سالم، ومؤمن محمد. وكان العرض المسرحي حول شاب محترف في لعبة كرة القدم طموحه أن يكون نجمًا عالميًا في مجاله، وكانت انطلاقته من ملاعب الأحياء حتى تميز ولمع في الوسط الذي يعيش فيه، وكان والده يمانع انضمامه لأي نادٍ بعد طلب الأندية له. وخلال تسلسل العرض جاءت موافقة والده للانضمام إلى أحد الأندية بعد محاولات من رئيس ذلك النادي وبعد فترة وجيزة اغتنى اللاعب ودخل الغرور في نفسه وبعد أن اعتزل اللاعب كرة القدم بدأ بأنشطته التجارية ووضع جميع أمواله في التجارة حتى غرق في الحياة ونسي كل من حوله.
وتمضي أحداث المسرحية كاشفة ما حل بالنجم العالمي بعد مرور عدة أعوام عندما خسر جميع أمواله وفقد تجارته وأصبح لا يملك شيئًا، وعاد كما كان عليه في الماضي حتى أصيب بأمراض واضطرابات نفسية، وبدأ يفكر ماذا سيقول الناس عنه وخاصة والداه وأصدقاؤه بعد أن استكبرعليهم وتركهم طوال الفترة الماضية؛ ولكن تفاجأ النجم العالمي بمساعدة والده وأصدقائه والنادي الذي كان يلعب له. واختتم العرض بإيصال عدة رسائل مجتمعية تتمثل في عدم عقوق الوالدين وعدم كبت مواهب الأبناء وتوضيح آثار التعصب الرياضي على الفرد والمجتمع إضافة إلى سلبيات الغرور بالنفس.

جريدة المدينة

الخميس، 6 أغسطس 2015

منع مسرحية عن معاناة المهاجرين في المغرب

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

                                 مهاجرون أفارقة في المغرب

منعت السلطات المغربية، الأربعاء، مسرحية تتناول مشاكل ومعاناة المهاجرين الأفارقة من جنوب الصحراء في المغرب، بعدد من المدن المغربية، بسبب "موضوعها وطريقة العرض في الفضاء العام".

وقال منسق "مسرح المحكور" الذي يعتمد على تقنية العرض أمام الجمهور، حسني المخلص، لرويترز: "المنع على ما أعتقد بسبب أن الموضوع يعري واقع المهاجرين من جنوب الصحراء في المغرب وكذلك طريقة العرض في الفضاء العام، التي تفتح النقاش مع الجمهور على طريقة مسرح المنتدى".

وأضاف منسق مسرح المحكور، التي تعني بالدارجة المغربية "المقموع أو المقهور"، أن "الإشكال هو أن ما يقال في التلفزة والإعلام العمومي يحاول تجميل الواقع، وهذا ليس في صالح الأفارقة من جنوب الصحراء، ولا في صالح المغاربة".

فيما قالت مديرة جمعية "جذور" الثقافية الشريكة في مسرحية "بحال بحال"، دنيا بن سليمان، إن السلطات في الرباط "رفضت حتى وضع ملف طلب ترخيص العرض. وفي فاس وطنجة منع العرض قبل 15 دقيقة من بدء عرض المسرحية بدون مبرر".

وتساءلت دنيا "نريد فتح نقاش عمومي: هل موضوع الهجرة هو المشكل أو فتح الحوار مع الجمهور في الفضاء العام هو المشكل".

ويشارك في المسرحية فنانون مغاربة وأفارقة من جنوب الصحراء وغانا والسنغال ومالي وكوت ديفوار والكاميرون.


أبوظبي - سكاي نيوز عربية

الأربعاء، 5 أغسطس 2015

مسرح الربيع في اليمن .. عن كتاب " مسرح شباب الربيع و ما بعده في اليمن "

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني



تبرز اهمية هذا الكتاب في ان مؤلفه هو الكاتب و الناقد هايل المذابي و هو باحث رصين له اسهامات كثيرة في الكتابة عن المسرح توثيقا و نقدا و دراسة . و الكتاب الذي بين ايدينا هو آخر نتاجاته في هذا الشأن . كتاب " مسرح  شباب الربيع و ما بعده في اليمن "  دراسة نقدية  بين فعل التثوير و التغيير  و مسرح شباب الربيع و ما بعده في اليمن "  لهايل المذابي  يقع  في 74 صفحة الكترونية  وصدر عن سلسلة  حروف منثورة للنشر الالكتروني  , يناير 2015.
 يقوم الكتاب على عرض نظري و من ثم التطبيق النقدي على نص مسرحي مطبوع يتناول الثورة و التغيير و هو مسرحية " ملامح شظايا "  الفائزة بجائزة دبي الثقافية للعام 2011 للكاتب عبدالخالق سيف الجبري  و النص – بحسب المذابي – اول عمل مسرحي يمني تعاطى دراميا مع موضوع الثورات  العربية .
عبر الفصول العشرة للكتاب ,يقدم المؤلف استعراضا فكريا للاتجاهات الاساسية في المسرح كفن و رؤية و ابداع , و هي تصورات صميمية تبلورت حول المسرح عبر تاريخه الطويل .
المسرح كونه فعل تطهير ام فعل تثوير و تغيير , بهذا التساؤل يتناول الكتاب  المسرح الدرامي عند ارسطو  و المسرح الملحمي عند بريخت  بوصفها  اطر نظرية  يقوم عليها فن المسرح . المسرح باعتباره فعلا و الفعل يعني القدرة على  تغيير اوضاع تؤثر  في عالم الموجودات  كون المسرح ليس الا فعلا تغييري يسعى الى اثبات الذات و تحقيق الوجود ..ثم يطرح الكتاب سؤالا ما هي غاية الفعل ,هل هي التطهير ام التثوير و التغيير ؟  ..و للاجابة على  هذا السؤال الصميمي في فلسفة الفنون المسرحية  يطرح الكتاب كل مفهوم على حدة " التطهير " و " التثوير " و " التغيير "  فارسطو  قدم نظرية " الكاترزيس" – التطهير -  في كتابه " فن الشعر " و التي  تفترض ان على المسرح ان يجعل المتلقي بالضرورة يتطهر من مخاوفه الحقيقية على الواقع  بطريقة مقبولة فنيا و جميعها صور و مشاهد غير مقبولة البتة واقعيا , لكن المسرح يعالجها فنيا و يظهر المتلقي منها فنيا  و لا يتحقق التطهر الا بالمشاركة الادراكية و الوجدانية و الحركية بين العمل المسرحي و المتلقي , فحين يعرض العمل المسرحي لا اخلاقيات و خطايا النفس البشرية فانه  يساعدنا على تجاوزها و التطهر منها على الواقع  و تلك هي غاية  المسرح  بحسب نظرية " الكاترزيس " لارسطو .
النظرية الثانية  هي  اطروحة المسرح الملحمي  عند برشت , وهذة النظرية تستفيد من فكرة البطل الملحمي حيث التغير مستمر في  افعال الشخصية الملحمية على غير البطل الدرامي الثابت الطباع .و ذلك ما يشكل فارقا واضحا  في المعالجة المسرحية للاحداث و الشخصيات و هكذا تختلف اسس و منطلقات المسرح الدرامي عن نظيره الملحمي و اللذان يستندان فلسفيا على فكرتين نقيضتين هما المثالية عند هيجل و التي تقول ان الفكر سابق للوجود و ذلك ما يتبناه المسرح الدرامي و في المقابل المادية عند ماركس التي تقول ان الوجود سابق للفكر و ذلك اساس المسرح الملحمي .
بعد عرض  نظريتي المسرح الدرامي التطهري و المسرح الملحمي التغييري  و اللتان تختلفان كثيرا فيما بينهما و تتفقان على  فكرة ان المسرح فعل و ليس مجرد سلوك , يصل الكاتب عبر طرح جدلي تركيبي الى حقيقة ان  التطهر و التغيير هما وجهان لعملة واحدة طالما انهما يحققان الارتقاء بالانسان و تخليصه مما يخيفه او يعيقه و يرى الكاتب ان النظريتين التقتا في المسرحية قيد الدراسة و ان الملحمي ما هو الا امتداد للدرامي .
بعد وضع الاطار النظري , ينتقل الكاتب الى قراءة مسرحية " ملامح شظايا " ليستقرءها مضمونيا و  فنيا , فيعرض لجوانب من الحوار و الشخصيات .ابتداءا مع رمزية اسماء الشخصيات داخل المسرحية " رجل السلة " , "كاتلوج السيد الكبير " ليكشف ما وراءها من دلالات , فرجل السلة يحيل الى كل ما يقولب المجتمع و يضعه في نمطية جامدة , " السيد الكبير " هو رمز لرجل الدين او للحاكم المستبد  اما الشخصيات المغطاه فترمز للطليعة  من  المجتمع الذين يؤمنون بالحقوق و الحريات و كما يشير المذابي في دراسته فان الاسماء داخل المسرحية ارتبطت جوهريا و موضوعيا بفكرة الثورة و التمرد و الرفض .
المسرحية  ذات الخمسة مشاهد و التي يتناولهاالكتاب كمثال تطبيقي لمسرح شباب الربيع العربي تقدم معالجة رمزية للواقع العربي و تدور احداثها حول قصة " رجل السلة " و هو مؤلف مسرحي يسعى لارضاء سيده الغامض عن طريق تقديم نصوص تقدمها مسرحيا شخصيات كثيرة تنتظر دورها في الظهور و هي تحت اغطية من القماش , و التي سرعان ما تثور على  رجل السلة كاتب المسرحيات و مخرجها اذ تبدا الشخصيات بالخروج عن النص تحقيقا لذاتها و انتصارا لانسانيتها المسلوبة  و مع الوقت يتضح لرجل السلة ان كاتب الخاتمة لنصوصه المسرحية هو ضميره  الذي خانه  ليقف مع الشخصيات  و تنتهي  المسرحية باحراق رجل السلة و سيده .
فكرة الكتالوج داخل المسرحية تشير الى المرجعيات و التعميمات السابقة التي وجدنا انفسنا عليها في مختلف جوانب الحياة . انها تمثل مؤسسات الدين والدولة و التربية و الاسرة و العمل التي جعلت من الفرد عبدا خاضعا لها  فاصابته بالاغتراب عن نفسه و عن واقعه و فرضت عليه  نسقا مسبقا في السلوك و التفكير و الفعل  و استفحلت هذة الحالة الاغترابية لتقود الى التفكك الاجتماعي و اختلال القيم والتبعية و الطبقية و سلطوية الانطمة و غياب الديمقراطية . و فكرة رفض التقليد او الاتباع و الثورة عليها هي فكرة اصيلة في المسرحية  فالثورة على القيم هي السبيل الوحيد لتغييرها .
الكتاب اضافة نوعية لمكتبة المسرح اليمني الذي لا يزال بحاجة الى اثراء نقدي و بحثي يكشف عن الجماليات و يؤصل للرؤى و المعالجات الخلاقة .

لتحميل كتاب مسرح شباب الربيع في اليمن : 


من صفوان الشويطر

اصدار كتاب "مسرح إسبانيول ذاكرة تطوان الفنية 1923 – 2013 " لمؤلفه الزبير بن الأمين

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني



إذا كانت تطوان قد توفر لها في فترة الحماية الإسبانية ما يقرب من سبع قاعات مغطاة، ثلاث منها تجمع بين العرض المسرحي والسينمائي (المسرح الوطني، ومسرح إسبانيول، ومسرح مونومنطال)، وأربع قاعات خاصة بالعروض السينمائية فقط (سينما أبيندا، وفيكتوريا، وميسيون، والمنصور) علاوة على أربعة فضاءات سينمائية صيفية (بارك، باهيا، مرحبا، وطيراسا)، وما صاحب ذلك من وجود حركة ثقافية وفنية متنوعة، خلال فترتي الحماية وبداية الاستقلال، فإنه ولأسباب متعددة لم يبق منها مفتوحا سوى قاعتين (مسرح إسبانيول وسينما أبيندا) اللتين تصارعان اليوم آفة التوقف والاختفاء والهدم والانقراض، خاصة مسرح إسبانيول، وما أثاره خلال الشهور الأخيرة من موجة احتجاجات المجتمع المدني على محاولة الإغلاق المهدد بها عبر كتابة العرائض، ومقالات الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي. في هذا السياق صدر للباحث الأستاذ الزبير بالأمين كتاب توثيقي مفيد حول معلمة تطوان الثقافية بعنوان "مسرح إسبانيول ذاكرة تطوان الفنية 1923 ـ 2013". يبرز فيه أهمية هذه المعلمة التاريخية الفريدة في المغرب ودورها الفني والثقافي في ذاكرتنا الجماعية، وضرورة العمل على إنقاذها وضمان استمراريتها للأجيال القادمة.
والكتاب يتضمن 355 صفحة من الحجم العادي، ويحتوي على مقدمة للأديب الأستاذ رضوان احدادو، وتوطئة للمؤلف، وهو معزز بصور رائعة ونادرة، وبوثائق توثق بشكل جلي للفترة موضوع الدراسة، ستشتمل على ثمانية فصول، وهي:
ـ الفصل الأول خصصه صاحب الكتاب لضبط تاريخ تأسيس مسرح إسبانيول الذي اختلف حوله عدد من الباحثين المغاربة والإسبان في مجال التأريخ الفني لمعالم تطوان، إضافة إلى سبب تسمية المسرح بإسبانيول، والظروف السياسية التي تحكمت في ذلك، واختيار موقعه الاسترتيجي الذي جاء قرب المدنية العتيقة، والحي اليهودي (الملاح)، والحي الكولونيالي (إنسانتشي)، زيادة على وصف المسرح ومحتوياته داخليا وخارجيا متطرقا إلى الفن المعماري الذي أثث به هذا الفضاء الجميل.

تطوان 24

الفنان اليمني إبراهيم الزبلي : المسرح كان يعاني من سوء التغذية واليوم مات جوعا !!

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


 لا يوجد مسرح قومي يمني  فنحن لا زلنا ضيوف  المركز الثقافي !! 
مدير الإنتاج السينمائي في المؤسسة العامة للمسرح والسينما الفنان والمؤلف إبراهيم محمد الزبلي, مبدع أثبت نفسه بقوة في الدراما اليمنية وخشبة المسرح ما بين التمثيل والتأليف والإخراج , وقدم أعمالا فنية حققت جوائز عالمية , تحدث لفنون الثورة عن معوقات الدراما والمسرح اليمني وسبب احتكار الأعمال الفنية الموسمية, وغياب القامات الفنية ودور وزارة الثقافة المهمش لواقع الفنان اليمني .. فإلى الحصيلة: 

* من هو الفنان إبراهيم الزبلي ؟ - إبراهيم محمد مقبل الزبلي ولدت في السابع من نوفمبر 1979م- في صنعاء وأصولي تمتد إلى عنس- عقبة الزبل بني عز الدين-مدينة ذمار .. ولدت وترعرعت في صنعاء القديمة أكملت دراستي في صنعاء وخلالها وبعد وفاة والدي رحمه الله.. توظفت في قناة التلفزيون الأرضية عام 1995م- في قسم الاستقبال وثم انتقلت إلى إدارة الأخبار بعد إنشاء الفضائية اليمنية تلميذ بصف الأستاذ الرائع/عبدالله الحرازي.. مدير عام الأخبار- حيث كنت اقسم أوقاتي ما بين الدراسة وعملي الإداري في الفضائية ومشاركاتي في المسرح والدراما.. 
تخرجت بعدها من كلية التجارة-إدارة أعمال- جامعة صنعاء 2007م ثم تم استدعائي من قبل الأستاذ / صفوة الغشم رئيس مجلس إدارة- المؤسسة العامة للمسرح والسينما- وزارة الثقافة- بتكليفي القيام بعمل مدير إدارة الإنتاج السينمائي في المؤسسة العامة للمسرح والسينما- سنة 2010م- ..
تزوجت في  18 / 6 / 2014م وأنا الآن بانتظار مولود إن شاء الله تعالى.. 
 المشوار الفني 
* هل لكم أن تحدثونا عن بداياتكم الفنية ؟ - بالنسبة لبدايتي الفنية فقد كانت في مدرستي الأساسية في البيت مع قائدي وأبي العظيم الشاعر والملحن المؤلف والمخرج/محمد مقبل الزبلي - رحمه الله - الذي كان أيضاً سيناريست وممثلاً تلفزيونياً وعازف 4آلات موسيقية..كان المعلم والآلة والإحساس والمرجع الذي تعلمت منه بأن الإنسان هو الفنان..كان فعلاً يستحق لقب المناضل الإعلامي كما لقب بعد رحيله , علمني أيضاً العزف على الاؤكورديون والاورق وأخي الأصغر أيمن العود والجيتار.. إلا أن أخي لم يحالفه الحظ في المجال الفني وخاض مجالاً آخر... ثم زاولت ما تعلمته منه في المدرسة التعليمية ثم احترفت عليها في المسرح والتلفزيون وكذلك السينما..
ولا أنسى مدرستي التلفزيونية الأستاذ العزيز المخرج / عبد العزيز الحرازي الذي كان له الدور الرئيسي لتقديمي لشاشة التلفزيون في اختياري لأول ظهور تلفزيوني لي , وكان معه في مسلسل كوميدي باسم ( ناشر وشطة ) , وكذلك أحب الناس إلى قلبي رجل المسرح العملاق المخرج  د / محمد الرخم- الذي كان الأكاديمية المسرحية التي تبنت صقل إمكانياتي ومداركي وتركيزي لاحترافي  بالوقوف والظهور على خشبة المسرح وكان أول عمل قدمته معه مسرحية / المحكوم عليه بالإعدام- من أجرأ وأجمل المسرحيات التي قدمتها لجمهور المسرح..
 غياب المسرح 
* كيف تقيمون دور المسرح اليمني في تفاعله وتوعيته مع مختلف القضايا الوطنية والمجتمعية الطارئة ؟ - دور المسرح اليمني لم يفعل خلال الثلاثة العقود الماضية التي حضرتها داخله.. والسبب الرئيسي هو أن لا يكون مصدر قلق أو صداع للقائمين على النظام والمتحكمين بتأطير الوعي والثقافة،  لكن إذا فندنا دور المسرح في السابق فقد كان يعاني من سوء التغذية والآن أصبح  (ميت من الجوع)..
معوقات الانطلاق 
* وما هي الصعوبات والعوائق ؟ - الصعوبات كثيرة جداً إن طرحناها بالكامل فقد لا تكفي صفحات العدد بالكامل ..لكن المأساة الحقيقية أنه لا يوجد مسرح قومي يمني من الأساس فنحن لا زلنا ضيوفاً في المركز الثقافي اليمني ولا يوجد لدينا مسرح قومي.. لا يوجد حتى معهد للتمثيل والفنون المسرحية.. أدى ذلك إلى خلط الحابل بالنابل وأصبحت خشبة المسرح (دعاسة) للداخل والخارج , ليتم من خلال ذلك سحق القامات في المسرح بالدخلاء المفرخين لتسخيف وإرخاص هذه المهنة.. باختصار المسرح اليمني يعاني من قلة الاحترام من النظام والجهة القائمة عليه مما انعكس ذلك سلباً على فقدان الاحترام بين المجتمع والمسرح، ليصل أولئك إلى غايتهم..!
واقع مهمش 
* في زاوية ليست ببعيدة .. واقع الفنان اليمني اليوم .. كيف تقرأونه ؟ - الواقع.. إن الفنان مثله مثل الصحفي وكثير من المبدعين الذين يعملون بلا مهنية ولا زالوا حتى الآن يعملون بتبعية..أما وزارة الثقافة فقد أعلنت من سابق قمع الفنان من قبل النظام على لسان د/خالد الرويشان-وزير الثقافة_رعاه الله. وآخر إعلان كان على لسان د/ أروى عثمان –وزير الثقافة الحالي إلى أن يكون الأسبق وذلك في اجتماع خاص بالممثلين..
أعمال ركيكة 
* ولكن ألا ترى أن الأعمال الفنية لازالت تعاني من الركاكة ؟ - مجتمعنا متعطش للأعمال الدرامية والكوميدية  وهذا ما التمسناه من خلال الاحتكاك بمجتمعنا في الداخل والخارج، لكن لا زالت هناك ركاكة في كتابة الرواية والسيناريست وقوة الطرح فيما يعانيه المجتمع من ويلات ومحن فنحن فعلاً ينقصنا كتاب وروائيون محترفون. 
غياب الميزانية
* وما سبب تأخر الدراما اليمنية عن مثيلاتها ؟ 
- السبب ما ذكرناه مسبقاً إضافة إلى عدم تخصيص ميزانية طوال العام للأعمال الفنية إلا آخر العام وتكاد تكون ضئيلة ومع ذلك تظل خاضعة للنهب والسلب كباقي المخصصات الحكومية.. وأتمنى راجياً أن توجهوا هذا السؤال إلى المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون. 
قامات فنية 
* إلى ماذا ترجع سبب غياب القامات الفنية عن دور الدراما والمسرح ؟ - بالنسبة لغياب بعض القامات عن التلفزيون فهو ناتج عن قلة الأعمال  والأهم من ذلك هو اعتقال لائحة أجور الممثلين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون وعدم إقرارها كي يتسنى لهم التلاعب بأجور الممثلين وإرخاص أجورهم وهذا ما يجعل قامات الممثلين الكبار يرفضون الأجور الرخيصة وعدم الانجرار وراء عروض المنتجين المتلاعبين بأجور الممثلين بالمشاركة مع إدارة المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون التي لم تقر لائحة أجور الممثلين حتى الأن , علماً أن إدارة الشئون القانونية بوزارة الثقافة قد أعدت لائحة الأجور بما يتوافق ويتماشى مع الميزانيات التي تقرها مؤسسة الإذاعة والتلفزيون للأعمال الدرامية.. ويبقى السؤال.. لماذا لم يتم إقرار لائحة أجور الممثلين في المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون ؟؟؟
أبرز الأعمال 
* ما هي أبرز الأعمال الفنية التي قدمتموها ؟ - من المسلسلات التلفزيونية (ناشر وطشة) 1/2— عودة مهاجر ــــ قناديل الحروف ـــ رماد الشوك ــــ شاهد عيان ــــ عندما تبتسم الأحزان ــــ أشواق وأشواك ــــ قبل الفوات ـــ فضيلة ـــ الفريق 1/2/3م
والأعمال المسرحية المحكوم عليه بالإعدام ـــ ما في الجبة إلا الجحش ـــ ذلك الشهيد أبي ـــ رحلة رجل نبيل.. تمثيل /واخراج ــــ البريئة.
وعمل سينما باسم: سوء فهم ــ انجليزي/عربي.. والذي حاز على المرتبة الثانية في مسابقة زوم البريطانية من بين أكثر من ستمائة فيلم على مستوى الشرق الأوسط..
التراجيديا 
* أين يجد الفنان إبراهيم نفسه ؟ - أجد نفسي بالقرب من مجتمعي اليمني الأصيل وأشعر بالضياع بعيداً عنه وأحب أن أقدمه  بأجمل صورة، وقريباً إلى الدراما التراجيدية، لكن هذا لا يجعلني بعيداً عن الكوميديا.
التثقيف والتنوير 
* كلمة أخيرة لكم ؟  - أتقدم باسمي وزملائي بتعزية يمننا الغالي على الجرائم البشعة وغير الإنسانية  التي لا تمت للدين بصلة وإلى أسر الشهداء الأبرياء أن يعصم الله قلوبهم بالصبر وإلى جميع أبناء مجتمعنا اليمني المكافح في الداخل والخارج بفائق العرفان والشكر،  وأتمنى أن نقدم هذا المجتمع الرائع بما يستحق وأن نمثله أمام باقي المجتمعات بأحسن صورة وارجوا من القائمين على المسرح والأعمال الفنية والدرامية أن يدركوا مدى أهمية تنشيط هذا المجال الذي يبصر ويحاكي أنين وآهات المجتمع وتأهيل إمكانياته على معالجة القضايا والمشاكل التي يعانيها المجتمع.. (بالتوعية والتبصير نستطيع تثقيف وتنوير مجتمعنا),,,

حوار / أسماء حيدر البزاز - الثورة 

الهيئة العربية للمسرح تسمي (القابض على الجمر) ليكتب الرسالة التاسعة في اليوم العربي للمسرح.

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني



في العاشر من يناير من كل عام ومنذ عام 2008، يقف رمز من رموز المسرح العربي ليكتب ويلقي رسالة (اليوم العربي للمسرح) على أسماع الدنيا، ومن خلال منبر المؤسسة التي أطلقت هذا اليوم الذي أصبح على الخريطة المسرحية العربية والدولية، مشكلاً بذلك محطة هامة لاستلهام خلاصة تجربة ذلك الرمز التي يصبها في رسالته لتكون محطة جديدة من محطات التنوير.

ومنذ عام 2008 بدأت المسيرة ليكون على منبر هذا اليوم الكبير:

1/ د. يعقوب الشدرواي – لبنان . عام 2008 . ألقى رسالته من الشارقة.

2/ أ . سميحة أيوب – مصر . عام 2009 . ألقت رسالتها من القاهرة في افتتاح مهرجان المسرح العربي.

3/ أ . عز الدين المدني – تونس . عام 2010. ألقى رسالته من تونس.

4/ أ . يوسف العاني – العراق . عام 2011 . ألقى رسالته من بيروت في افتتاح الدورة الثالثة من مهرجان المسرح العربي.

5/ أ . سعاد عبد الله – الكويت . عام 2012. ألقت رسالتها من عمّان في افتتاح الدورة الرابعة من مهرجان المسرح العربي.

6/ أ . ثريا جبران – المغرب. عام 2013. ألقت رسالتها من الدوحة في افتتاح الدورة الخامسة من مهرجان المسرح العربي.

7/ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. الإمارات. عام 2014. ألقى رسالته من الشارقة في افتتاح الدورة السادسة من مهرجان المسرح العربي.

8/ د . يوسف عايدابي – السودان. عام 2015 . ألقى رسالته من الرباط في افتتاح الدورة السابعة من مهرجان المسرح العربي.

فمن هو القابض على الجمر الذي سيكتب الرسالة التاسعة؟

صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، أن الأمانة العامة للهيئة قد اختارت الفنان زيناتي قدسية ليكون صاحب الرسالة التاسعة من رسائل اليوم العربي للمسرح، وبذلك تكون قد اختارت نموذجاً للمسرحي البار بمسرحه وبرسالته، إنه زيناتي قدسية الذي ولد عام 1948 في قرية إجزم قضاء منطقة حيفا في فلسطين، صاحب (رأس الغول) والذي شكّل مع الكاتب الراحل ممدوح عدوان ثنائياً مسرحياً فقدما معاً تجارب رسخت في الذاكرة المسرحية العربية، مثل (حال الدنيا، القيامة، الزبال وغيرها) والذي بدأ مشواره في مدينة إربد في الأردن، لينطلق عام 1971 مجدداً من دمشق حيث عمل فيها في قطاعات المسرح الجامعي ومسرح الهواة والمسرح الفلسطيني، والمسرح القومي، والمختبر المسرحي، والمسرح التجريبي بدمشق، ومسرح أحوال، ولا زال هذا الفنان الذي قدم أعمالاً مونودرامية مميزة، وأعمالاً جماعية لا تقل أهمية، يعطي للمسرح في كل المجالات مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً ومحكما؛ صاحب ( القابض على الجمر) كتاب السيرة الفنية الفريد الذي وثق تجربته، صاحب (تقاسيم على درب الآلام) سيكتب الرسالة التاسعة.

وهكذا سيكون المسرح على موعد مع هذه القامة الكبيرة في رسالته التي سيكتبها وسيلقيها في العاشر من يناير 2016 من الكويت التي ستحتضن الدورة الثامنة من مهرجان المسرح العربي.


الثلاثاء، 4 أغسطس 2015

'حكاية بغدادية' .. قصة حياة داخل فرج البحراني على المسارح الكندية / قاسم ماضي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

فرقة المسرح العربي الكندي في كتشنر واترلو قدمت مسرحية "حكاية بغدادية" قصة حياة داخل فرج البحراني، هكذا يقول "البروشور" الذي وزع على الجمهور، الذي شاهد العرض المسرحي وهو يسهم في المشاركة من خلال حضوره الفاعل في مشاهدة العرض المسرحي، والمسرحية هي من تأليف واخراج الفنانة المغتربة ندى الحمصي، وتمثيل الفنان العراقي المغترب داخل البحراني، وهو مؤسس فرقة المسرح العربي الكندي بعد أن وطئت قدماه في مدينة "كتشنر" وقدم من خلال هذه الفرقة العديد من المسرحيات نذكر منها مسرحية "شلال في تورنتو" عام 2012، من تأليف الفنان داخل البحراني واخراج الفنان العراقي محمد الجوراني، ومسرحية "الحائط عام 2014" من تأليف الفنان ذوالفقار خضر، واخراج الفنانة العراقية فلة الاورفلي، وتمثيل الفنان داخل البحراني.

وعملهم الجديد الذي نحن الآن بصدده، بعد أن استمتعنا بمشاهدته مع بقية الجمهور القادم من بقية المدن، وهذا يحسب لمنجز الفرقة التي عودتنا على تقديم الأعمال الجيدة، ذات المضامين المهمة التي يعاني منها الوطن الأم والإنسان أينما يكون.

والنص الذي كتبته الفنانة ندى الحمصي كما تقول اعتمادا على مقابلات مع داخل فرج إستطاعت الحمصي توظيفها، وترتيبها حسب التسلسل المنطقي لنظرية ارسطو المعروفة في كتابة النص المسرحي، والتي اشتغلت عليها الحمصي باعتبارها من المشتغلين في هذا الحقل المعرفي الكبير، كما تقول في "البروشور" فعند الحديث عن المؤلف المسرحي، كما تقول مصادر الكتب، التي أدخلتنا في أتون المعرفة والعلوم بعد البحث والإستقصاء التي أوصلت الكثير من الكتاب المهمين في الساحة المسرحية إلى الشهرة والدخول في عالم الإبداع، ودوره في صياغة العملية الفنية المتمثلة في العرض المسرحي، نجد أنه لا بد أن يتوافر فيه مجموعة من السمات، حتى يكون لدينا القدرة على كتابة النص المسرحي، إذ أنه في البداية وخاصة المشتغلين في المسرح لا بد وأن يكون ملماً بحرفيات الكتابة المسرحية، كي يحقق ما يريد توصيله إلى المتفرج، وهذا ما وجدناه من خلال العرض المسرحي الذي قدمه الفنان البحراني كممثل ناقل للنص المسرحي، والذي اشتغلت عليه الحمصي وهي إلى جانب ذلك وظفت قدرتها على التعبير عن المضمون، الذي أرادت توصيله كما قالها البحراني على لسانه الشفهي، وهي محاولة بذلك خلق الموازنة بين الشكل والمضمون، بصفتها مخرجة ومؤلفة دون ان يطغي أحدهما على الآخر، وبالتالي خرج علينا عملها المسرحي بصورة متناغمة بالرغم من وجود بعض النقاط التي كان يمكن معالجتها بشكل آخر، والتي يمكن تجاوزها بسهولة لو توفر لها الوقت الكافي والتهيئة المعمقة.

وقصة المسرحية كما يقول الفنان العراقي صاحب المأساة "إذا كانت هنالك بركة مياه آسنة في أقصى الشرق، وفيها فايروس قاتل فخلفته سياسة الادارة الهمجية الاميركية، وسياسة اسرائيل الطاغية والاجندة الايرانية وبعض دول الخليج" إذن إنها الحكاية الحقيقية التي حدثت للفنان العراقي "داخل فرج البحراني" وعائلته في بغداد، بعد أن قتلوا شر قتلة أفرادا ً من عائلته، ورموا جثثهم في الشوراع، وسالت دماؤهم الطاهرة على تراب العراق.

وللمسرحية نكهة "الميلودراما" وهو يُشعرك بالفزع، والخوف الذي تعرض له، وعائلته من المتبقين منهم وحصولهم اللجوء في كندا، بعد أن فقد البحراني أولاده الاثنين وهما كرم، وإيهاب، وأباه الرجل المسن على يد جنود سكارى، وبرصاص طائش كما جاء في حوارت المسرحية الشعبية، وها هو البحراني يجسد هذه الشخصية التي عاش أحداثها دون مبالغة أو زخرفة، لأن مثل هذه الشخصية هناك ملايين الحكايات التي حدثت لعراقيين آخرين الأمر الذي جعل الممثل يتفاعل مع هذه الحقيقة وهو يصور ضياع أرواحنا وعقولنا ومشاعرنا وعواطفنا لحد هذه اللحظات التي نعيشها، والتي تبددت هذه الأيام بفعل الضياع الحقيقي لقيم الإنسان، مما وجدنا أنفسنا في مواجهة هذا الفنان الغائص حد النخاع بمأساته التي لا تنتهي، وهو يذرف دموعه التي لم تتوقف رغم دخول الحياة الجديدة في كندا، فظل هذا البغدادي يروي لنا قصته وعلى شكل مشاهد، منطلقاً من بيته على شاطئ دجلة متغنياً بالجواهري العظيم والنواب الكبير، وبالهور والبردي والشجن العراقي الأصيل "بالريل والحمد" وهو يدين الاحتلال الاميركي، حينما سلم العراق بيد سماسرة جدد، يصولون ويجولون بتمزيق وحدته، ويسرقون أمواله، وبالتالي استندت مفردات العرض على البناء التجريدي، الذي طغى على بيئة العرض المسرحي، حيث المكان ومفرداته التجريبة التي وظفتها "الحمصي" بحسب الحالات الدرامية المطروحة، فحينما يتحدث عن شاطئ دجلة الذي يمارس من خلاله عمله كصياد سمك مع أبيه، في فترات الطفولة المبكرة، يتحول المكان إلى شاطئ، وحينما يتحدث عن الباص الذي شهد مأساة عائلته والذي تسببت فيه مجموعة من المارينز الاميركي تتحول مفردات المكان إلى حافلة نقل الركاب، وحينما يتحدث عن المسرح الذي يشكل جزءا كبيرا في حياة الفنان "البحراني" يتحول إلى قاعة قسم الفنون المسرحية في معهد الفنون الجميلة.

وبالرغم من اعتماد المخرجة الحمصي على مفردات مبسطة في بناء بيئة العرض المذكور، إلا أنها حاولت المزج بين الطابع "البرشتي" الذي يعتمد على كسر "الجدار الرابع" وإطلاق العنان إلى المتفرج للتفاعل مع الممثل، وخاصة في مواضع الكوميديا، لأن سياق العرض لم يكن مبنياً على نسق واحد من المأساة للشخصية التي وثقها البحراني بل عدة أنساق أسهمت في تنويع أجواء العرض.

وبما أن العرض شهدا ً تمازجا ً بين عدة اتجاهات مسرحية فقد عمدت المخرجة الى استخدام "الوثيقة" الفلمية التي حاولت من خلالها تعزيز بعض المعاني التي مررتها المخرجة كي تنشط ذاكرة المتفرج من خلال الصور التي أظهرتها على السايك المستخدم في فضاء هذا العرض وهي صور لعائلة الفنان (والديه + اولاده + بناته) والطلقات التي قتلت افراد عائلته، وصور الباصات المحترقة التي كانت تنقلهم من مكان إلى آخر كي ينقذوا أنفسهم من الموت المحتوم، وصور القصور الرئاسية، جنود الإحتلال، الأهوار، بغداد الجميلة وهي ترضخ تحت جنود الاحتلال، ولعبت الموسيقى والإضاءة دورا ً إيجابيا ً في إضفاء الجماليات المطلوبة على شكل العرض فضلا ً عن توظيف دلالاتها ولأن معظم فترات العرض اتخذت طابع المنولوج الداخلي لذا فقد ارتكزت الاضاءة على استخدام البقع. أما الموسيقى فقد تناغمت مع لغة النص الشعبية وخلقت جوا ًساهم في تفاعل المشاهد مع خطاب العرض.

يُذكر أن العرض تم تقديمه على خشبة المسرح الصغير الذي تم تأسيسه عام 1935 في مدينة كتشنر تلك المدينة الجميلة التي تغفو على شواطئ بحيرة فكتوريا وابرز ما يميزها هو كثرة المسارح والبنى التي تعنى بالثقافة والفنون، ويمكن القول إن خشبة المسرح الصغير في كتشنر هي نسخة مطابقة لقاعة مسرح الستين كرسي في بغداد.


ميدل ايست أونلاين

فعاليات " ملتقى بابل المسرحي " 2015

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

ينظم  نادي المسرح في بابل  فعاليات " ملتقى بابل المسرحي " على قاعة نقابة فناني بابل , ليومي الأربعاء والخميس 12 و13 من شهر اب الحالي, وسيُقام الملُلتقى تحت شعار " بالمسرح ندحر الإرهاب " 

وقد اكد مدير نادي بابل المسرحي  بشار عليوي بأنه : سيتم تقديم أربعة عروض مسرحية من محافظات البصرة والديوانية بالإضافة الى بابل.


 حيث ستقدم جماعة المسرح المعاصر من البصرة عرض ( تومين ) توليف واخراج : همام عبد الجبار , تمثيل ( نور محمد تقي / علي عصام ) .

وجماعة شابلن للفنون من الديوانية عرض ( أدمن ) تأليف وإخراج : أنس راهي , تمثيل (حسين علي الجابري / احمد رياض/ نور الدين مازن ) .
و نادي المسرح في بابل عرض ( بيتنا) " مسرح شارع " , تأليف وإخراج : بشار عليوي , تمثيل ( حسين العكيلي / علي غالب ) إدارة الإنتاج د. عامر صباح المرزوك .
ورابطة المبدعين العراقيين للفنون الجميلة فرع بابل , عرض ( عباءات والعاب للموتى ) تاليف علي الخياط , اخراج : علي الشجيري , تمثيل ( حسنين الملا / اصيل ناصر / فاروق الجمل / حسين مالتوس / حسين الراواي / علي الشجيري ) .
كما سيتضمن الملتقى اقامة حفل توقيع كتاب ( نصوص من مسرح الدمى ) للناقد د. حسين علي هارف ,ومعرض وثائقي عن نتاجات المسرح البابلي , اعداد وتنظيم الفنان ثائر هادي جبارة . 


«العشاء الأخير» المصري في مهرجان أفينيون المسرحي

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

قليلة، بل نادرة هى الأعمال العربية التى تعرض فى مهرجان أفينيون المسرحى الرسمى «Festival D’Avignon»، لأن أغلب الأعمال العربية، خصوصا من المسرح المغاربى وأحيانا اللبنانى، تعرض عادة فى مهرجان أفينيون الهامشى «Avignon Off»، لكن هذا العام يشكل استثناء محمودا، فليس فيه عمل عربى واحد، كما حدث فى مرات قليلة، كان آخرها فى العام الماضى حينما وفد إلى المهرجان الرسمى عرض (طيور الفيوم) لفرقة الورشة بقيادة حسن الجريتلى، وإنما عملان: هما «العشاء الأخير» للمصرى أحمد العطار وفرقة «المعبد» المسرحية، و«مورسو: استقصاء مضاد» للجزائرى كامل داوود. وسنقصر حديثنا فى هذا المقال على العرض المصرى الذى دار فى مسرح ضاحية «فيردن» على بُعد عدة كيلومترات من مدينة أفينيون التاريخية المسوّرة، ومع ذلك كان المسرح مليئا لآخره بالجمهور، فثمة شغف فرنسى حقيقى بكل ما هو مصرى، بل عشق له.

ويشبع عرض «العشاء الأخير» هذا الشغف إلى حد ما، لأنه يعتمد على تقديم شريحة حية من الواقع المصرى المعاصر، وتقديمها للمشاهدين بصورة تحتفى بأسلوبية العرض المسرحى، وتهتم بإيقاعاته وجمالياته البصرية والحركية على السواء. وهى الجماليات التى تتغيا، وقد قدمت إلينا شريحة واقعية حية من الواقع المصرى، الإجهاز على التوهيم وكسر أى ميل للتماهى معها، فهى شريحة لا تستحق بأى حال من الأحوال التماهى معها، أو مع ما يعشش فى داخلها من عناكب وخواء. جماليا تسعى لإرهاف وعى المشاهد بضرورة التفكير فى دلالات ما يراه بطريقة عقلية ونقدية، والوقوف على مسافة منه تمكنه من ذلك، لأن تفاصيل حياة تلك الشريحة التى تتجلى لنا على مائدة العشاء تفاصيل مترعة بالمفارقات التهكمية، تثير بتناقضاتها الفجة مزيجا من السخرية والرثاء. وتكشف عن عزلة هذه الأسرة الغريبة والحقيقية معا، ليس فقط عن الواقع الذى تعيش فيه والذى يمور بالتناقضات الاجتماعية والفكرية على السواء، فثمة إشارات واهنة إلى ما دار فى مصر عقب الثورة، ولكن أيضا عن عزلة أفرادها بعضهم عن بعض. وكأن الحرص على أواصر العلاقات العائلية، الذى يصر عليه الأب فى ضرورة أن يتجمع كل أفراد أسرته الكبيرة على العشاء، شارة على خواء تلك الأواصر وفراغها من أى معنى.

فظلال العنوان الدينية، بإحالته إلى «العشاء الأخير» فى قصة حياة السيد المسيح وخيانة أحد حوارييه له قبل صياح الديك، تلقى بثقلها على أى تلقٍ للعمل. وتطلب من المشاهد التفكير فى الدلالات الكامنة خلف المظهر البادى أمامه، وفيمن سيخون صاحب العشاء، أو بالأحرى فيمن لن يخونه. وهى الظلال التى يعززها استخدام المخرج لعملية تجميد المشهد «Freeze» وتغيير الإضاءة عند لحظات مفصلية فى الحديث الدائر على العشاء. فعلى العكس تماما من عشاء السيد المسيح الأخير المترع بالقيم الروحية والوصايا الأخلاقية، نجد أنفسنا بإزاء عشاء مشغول كلية بالمكاسب المادية، والفجاجات الحسية، واللهاث وراء الفتات الذى قد تتركه الرأسمالية العالمية على موائدها لعملائها فى الهوامش. لأن المسرحية وقد تعمدت أن تخلى الخشبة المسرحية الواسعة من كل شىء، إلا من مائدة عشاء طويلة يحيط بها الفراغ/ الخواء، ويتجمع حولها أفراد أسرة أب لا اسم له، يشار له دوما بـ«الباشا»، جعلت المشهد المسرحى نفسه معادلا بصريا لخواء العالم الذى تعيشه هذه الأسرة فى عزلتها المعقّمة. وهو التعقيم الذى ينعكس على كل شىء، بما فى ذلك العشاء التجريدى نفسه الذى تجسده مفردات رمزية أو استعارية: رأس عجل على صينية وقد أخرج لسانه للجمهور، أو ديك معلق فى مشبك وكأنه يستعرض ريشه المنتوف، أو جلده المسلوخ.

وتتكون الأسرة إلى جانب الأب غير المسمى والأم الغائبة عمدا والتى يشار لها دوما، ولكنها لا تظهر على المسرح أبدا، ليصبح لغيابها دلالات الحضور المقلوب، من ابن وبنت. أما الابن فهو «حسن» الذى يقال إنه فنان، رغم افتقاره إلى أى حساسية فنية أو أى كياسة اجتماعية، وزوجته «فيفى» وابنهما «سيكا» وابنتهما «زوكى». وأما الابنة الأصغر فهى «مايوش» وزوجها «ميدو» الحريص على أن يبدو أمام أسرة زوجته، وكأنه فى طريقه إلى الثراء القريب، وعلاوة على الأسرة هناك صديق للأب يشار له دوما بوظيفته السابقة «الجنرال»، وهناك أيضا خادمان يقدمان بإيقاع محسوب ما يفترض أنه العشاء، لكن المهم فى المسرحية ليس وليمة العشاء الغائبة، أو الحاضرة حضورا رمزيا، وإنما هى تلك الوليمة الأكثر غرابة من أى وليمة حقيقية والتى تتكون من الأحاديث الكاشفة عن طبيعة العلاقات بين أفراد تلك الأسرة من ناحية، وعن طريقة تفكيرها ورؤيتها الغريبة للعالم من ناحية أخرى، فالابن مهموم باستعراض مهاراته فى استخدام موتوسيكله الغالى من ماركة «هارلى ديفيز»، وما يحققه عليه من سرعات ومغامرات، وتاريخه مع اغتصاب الخادمات حينما كان مراهقا، دون أى مراعاة لمشاعر زوجته الحاضرة. أما زوجة الابن ومعها الابنة فهما مشغولتان بالتسوّق، وهل هو أفضل فى نيويورك أم لندن أم باريس. وإن استعرضت لنا زوجة الابن أيضا مشكلاتها مع الخادمات: الإثيوبيات منهن ثم المصريات، بعدما تعذر الحصول على الفلبينيات.

وإذا كان الابن «حسن أبو على» غارقا فى فجاجاته، فإن زوج الابنة «ميدو» مشغول بتحسين صورته لدى عائلة زوجته، وتحقيق سلامه الاجتماعى مع أفرادها، أملا فى أن يحقق لنفسه موطئ قدم على خريطة علاقات القوى بها، وبالتالى على خريطة الثراء الذى يتوق بشدة إلى تحقيقه، ولكنه توق يتسم بالتشتت، لأنه يضرب خبط عشواء فى كل اتجاه. وإذا كان حديث الأبناء يثير الرثاء لانفصاله الغريب عن الواقع على عدة مستويات، فإن حديث الكبار، أى الأب والجنرال، يثير السخرية هو الآخر، فالأب مشغول وقد اشترى سيارة جديدة ببيع سيارته المرسيدس القديمة بأكثر من ربع مليون جنيه، والجنرال يؤكد مكانته فى علاقات القوى بالأسرة بتسهيل عملية البيع تلك، وبالحديث مع الأب عن الصراصير، وهم عنده بقية الشعب المصرى، خصوصا من شارك منهم فى الثورة، وعن المؤامرات التى تستهدف مصر من جميع الجهات، وهو حديث عن الواقع السياسى من منظور ندرك مدى معاداته للثورة التى اندلعت فى مصر، ومدى كراهيته لما شكلته من تهديد لوضع تلك الشريحة الطفيلية من أثرياء الفساد التى يسعى هو الآخر للانتماء إليها.

إننا بإزاء مسرحية تضع لنا شريحة من حياة الطبقة الثرية التى تستأثر بقسم كبير من الثروة المصرية على خشبة المسرح، فنكتشف مدى بلاهتها السياسية والاجتماعية على السواء. ونكتشف مدى غياب أى همّ وطنى حقيقى لديها، أو أى رغبة فى تنمية البلد والحرص على مستقبلها. وندرك عبر حديث الكبار فيها عن «البلد» وما يحاك لها من مؤامرات، وعن رؤيتها للشعب المصرى، الذى حقق فى 25 يناير أحد أنبل الثورات فى التاريخ، على أنه مجموعة من «الصراصير» أننا بإزاء عمل فنى يؤكد بطريقته المراوغة شرعية الثورة على تلك الطبقة التافهة التى استأثرت بالثروة دون أى جدارة حقيقية بها.



صبري حافظ

http://www.tahrirnews.com/



العرض المسرحي «روح»… شخصيات يائسة تتمسك بالحياة!

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
يُقام على مسرح الطليعة في القاهرة: العرض المسرحي «روح»… شخصيات يائسة تتمسك بالحياة!


الجميع يتذمّر من الحياة وما بها، وصولاً إلى التذمّر من نفسه. فما فائدة المُعاناة واستمرارها؟ لا يوجد الجَمال إلا في بلاغة اللغة/تزييف الواقع، الذي هو في الأصل حالة من السخف لا تُحتمل، ومن هنا تتولد حالة من الشجاعة في مواجهة الموت، فليأت إذن، ولن يتغيّر شيء.
ولكن … ماذا لو أتى الموت بالفعل؟ كيف ستكون لحظة الاختيار؟ وكيف سيكون موقف هؤلاء؟ عن النص المسرحي «الوردة والتاج» للكاتب البريطاني «ج. ب. بريستلي» يأتي العرض المسرحي «روح»، الذي يُقدّم الآن على مسرح الطليعة في القاهرة، والذي يحاول مناقشة فكرة أن الحياة ليست بالمُزحة البسيطة، التي يمكن التخلي عنها بسهولة، مهما تحدث عنها الإنسان بغضب وقد دخل بدوره في زيف اللغة، وبالتالي الكذب على نفسه في النهاية، لكن لحظة الصدق تأتي في لحظة فارقة، ليكتشف معنى الحياة وكيف يمكن البحث عن جمالها في أبسط وأعمق الأشياء. العرض أداء كل من… ياسر عزت، فاطمة محمد علي، لبنى ونس، محمد يوسف وسماح سليم. سينواغرافيا محمد جابر، إضاءة أبو بكر الشريف، أشعار محمد زناتي، رؤية موسيقية حاتم عزت، والعرض من إخراج باسم قناوي.

الشخصيات ومأساتها
حانة في إحدى قرى الريف الإنكليزي، والشخصيات المترددة عليها تعرف بعضها تماماً، فاللقاء متوقع، وهو عبارة عن حدث عادي في ان تجتمع مثل هذه الشخصيات، هناك تكراراً للأحداث والأقوال والإيماءات، إلا هذه الليلة. عجوز مهجور الأبناء يتشكّى سخف الحياة ولا جدواها، وامرأة تعدّت سِن الكهولة، خانها صوتها، وتأتي الحانة للغناء أمام المقاعد الخالية، زوج وزوجته في سن الشباب/الزوجة عديمة الشخصية، تبدو كدمية وتستسلم إلى زوجها حتى في ذوقه المفروض عليها في اختيار ما تتناوله، بدافع أنها تحبه، بينما هو لا يريد أن يقدم أبناء إلى هذا العالم الخانق، فيحرمها من الأمومة، وامرأة طاعنة في السِن، فقدت جميع أقاربها ووارتهم التراب، وتنتظر لحظة موتها، وأخيراً شاب في مقتبل العُمر، يحاول أن يُشعر الجميع أن الحياة جديرة بان تُعاش، رغم ما يُعانيه من مرض وفقر وإحباط.
الكل يتشكّى سوء الحظ، إلا الفتى. حتى لحظة دخول زائر غريب إلى الحانة، ليتضح أنه رسول الموت، وعليه أخذ روح أحد الزبائن. وبما أنه يعرفهم، ويعرف مدى ضجرهم من الحياة وما عليها، فليُقدم أحدهم روحه لتصعد ويستريح. هنا تبدأ المأساة، فالجميع يتمسك بالحياة، ويبحث في هذه اللحظة عن معنى لها وبالتالي لوجوده، فلا يهم هجر الأبناء، أو خيانة الصوت لصاحبته المغنية، ولا يرتبط السِن الطاعن بالموت، فكيف تموت العجوز الآن ولم تخط بقدميها عتبة الكنيسة منذ ثلاثين عاما! لكن الفتى المُقبل على الحياة يعرف أنه المقصود… «إذا خشيتم الحياة فلن تعيشوها، ولكن هذا لا يعني أنكم لا تخشون الموت، فلازلتم تفزعون منه، فالفتى الذي استمتع بالحياة هو الوحيد المستعد للرحيل».
وما الوردة والتاج ــ حسب النص الأصلي ــ إلا الحياة والموت، وهو اسم الحانة التي تدور فيها أحداث المسرحية، التي اختير لها أن تُعرض تحت اسم (روح).

العرض المسرحي

رغم التزام العرض المسرحي بالنص الأصلي إلى حدٍ كبير، إلا أن تفاصيل الشخصيات فيها بعض التصرّف، حسب الرؤية الإخراجية للنص، خاصة شخصية المطربة مهجورة الصوت، وترديدها لبعض الأغنيات التي تعبّر عن مشاعرها تجاة الحياة التي تحياها. ربما غلبت المبالغة في أداء الشخصيات في لحظات معينة، لكنها كانت دوماً في إطار الفكرة، ومحاولة خلق مفارقات حوارية تدعو إلى الابتسام، للخروج من كلمات النص وحالته المُقبضة. وهي لمحة ذكية من مُعد النص، حتى يمرر هذه الأفكار مع الحفاظ على النص الأصلي تماماً.
ويبدو الديكور المسرحي وحركة الممثلين وخطاباتهم وتوزيعهم في الحانة، حيث أصبحت جزءا لا يتجزأ من مكان الجمهور، وكأن الجمهور أصبح مجموعة صامتة من رواد الحانة، وكأن الحدث يرتبط بهم تماماً، من دون أن يصبح العرض تقليدياً وأن يجلس الجمهور على مسافة من المسرحية وشخوصها، ولكن المثير للانتباه أن رسول الموت كان تقليدياً بشكل تام، وهو ما كشف عن طبيعته قبل أن يكشف هو عنها بنفسه، الشكل المعهود لرسُل الموت في مخيلة الفنانين الكلاسيكيين. رجل يتحدث ببطء، يرتدي زيا أسود تماماً، خطواته محسوبة، وكلماته تتواتر في هدوء أكثر من موعظة الأحد!

لحظة الاختبار وآفة النسيان
بعدما يُقسم الجميع على تغيير عاداتهم املاً في النجاة من الموت، فالعجوز سينسى هجر أولاده ويستمتع بالحياة، والمغنية ستكتفي بالغناء لنفسها فقط، والزوج سُينجب أطفالاً ليجعل زوجته تستمتع بحالة الأمومة، والمرأة العجوز ستذهب إلى الكنيسة. تأتي حالة النسيان لتستمر الحياة على المنوال نفسه، ويأتي مشهد النهاية كما المُفتَتَح، يدخل العجوز ويصب لعناته على الجميع، فهو لا يريد رؤية أحد، ويتمنى أن ينتهي العالم من المخلوقات، فما فائدة الحياة!
هذا هو الإنسان في النهاية … يحيا الضجر ويتمنى العزلة، لكنه في الحقيقة ينتظر الأمل في لحظة من السعادة، لا يعرفها طالما أنه لا يتخيلها أو يحاول حتى أن يشعر بها.


محمد عبد الرحيم - القدس العربي 

مهرجان أفينيون 2015جماليات المسرح وشواغل عالمنا المعاصر

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني


يعدّ مهرجان أفينيون المسرحي، واحدًا من أضخم المهرجانات في العالم، القادر على استقطاب أهمّ العروض وأكثرها إثارة للجدل والتفكير. ويبدو أن عروض هذه الدورة، متحت إلى حد كبير من نصوص مؤسسة واستندت أيضًا إلى الفلسفة، وقوّة التأويل والإسقاط في جعل "أبو الفنون" حاضرًا ومعاصرًا. هنا قراءة عنه  للناقد المصري الدكتور صبري حافظ.
لا يكف مهرجان أفينيون المسرحي السنوي الذي أتردد عليه منذ عشرين عاما عن إدهاشي دومًا بجديده، وبما يطرحه من رؤى وأفكار، وبتنامي شغف آلاف الجماهير به. وكانت أولى منابع الدهشة هذا العام هي شعار المهرجان هذه السنة في دورته التاسعة والستين: "أنا الآخر". وكأن المهرجان يردّ به، وعن وعي حقيقي، على طنطنات السياسة السطحية عقب الهجوم على أسبوعية "شارلي إيبدو"؛ وتبنى مظاهراتها الصاخبة التي شارك فيها أكثر من زعيم سياسي، بمن فيهم مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، لشعار "أنا شارلي". وأذكر أنني في المرة الأولى التي زرت فيها باريس بعد تلك المظاهرات تحدّثت مع سائق التاكسي الذي أقلّني من محطة القطار حولها، وكان بالصدفة من أصول مغاربية، فاعترض على ذلك الشعار السياسي؛ وأكّد على أنه ليس "شارلي" بأي حال من الأحوال. لذلك سعدت بهذا الردّ الضمني من المهرجان على ضيق الأفق السياسي، ورفعه هذا الشعار الأعمق والأرحب: "أنا الآخر". فدور الفن هو استشراف المستقبل، ورسم الطريق للخروج من مأزق الهوّيات القاتلة والمتصارعة، الذي يسيطر فيها التعصّب والعداء للآخر على عالمنا المعاصر؛ وتجسيد ضرورة فهم الآخر، بل التماهي معه.
إذ يطرح أوليفييه بي Olivier Py مدير المهرجان في تقديمه له، أن واقعة يناير/ كانون الثاني المأساوية، جعلت فرنسا تدرك من جديد أهمية الثقافة، ودور الفنّ في الخروج بها من مأزق السياسة. والواقع أن الفكر والفنّ في فرنسا يبرهنان دومًا على قدرتهما على التفوق على السياسة والساسة، والارتقاء بالمتلقي والمواطن معًا إلى آفاق أسمى وأرحب. ففي العام الماضي مثلا هدد أوليفييه بي بإلغاء المهرجان لو فاز مرشح "الجبهة الوطنية" العنصرية اليمينية بانتخابات عمدية مدينة أفينيون؛ لأنه لا يستطيع التعاون مع عمدة بتلك العقلية اليمينية. وكانت "الجبهة الوطنية" اليمينية قد فازت بنسبة عالية من المقاعد في الانتخابات المحلية، وأوشك مرشحها أن يفوز بعمدية مدينة أفينيون؛ إذ كان أحد الاثنين اللذين أعيدت بينهما الانتخابات، فسقط نتيجة لتهديد أوليفييه بي ذاك، لأن المدينة تدرك أهمية المهرجان لسمعتها واقتصادها وحياة مواطنيها الروحية والاجتماعية على السواء. وها هو المهرجان يفاجئني هذا العام بموقفه الأرقى في مجال العلاقة المعقّدة مع الآخر، في زمن سادت فيه تبسيطات الحرب على الإرهاب، وضرورة استئصاله، وأننا إزاء نوع من مواجهة عنف تعصّب الهوّيات الأعمى بعنف الدولة المضاد، بدلًا من تلك المواجهة الثقافية والفنية والفكرية التي يطرحها المهرجان، بل تطرحها الثقافة العقلية النقدية بشكل عام، حينما تصبح لها الكلمة العليا على السياسة. 


وكان المنبع الثاني للدهشة هو ثراء هذا المهرجان المستمر، وتأكيده أن الفنّ يخرج أفضل ما في الإنسان ويحوّله إلى كائن أرقى من ذلك الذي نسمع عنه يوميًا في نشرات الأخبار المؤسية، سواء أكان مبدعًا له، أو مشاهدًا متلقيًا لهذا الإبداع ومتجاوبًا معه، أو حتى مواطنًا عاديًا يعتزّ بوجود مثل هذا المهرجان الفني الضخم في ثقافته وعلى أرض وطنه، حيث تتحوّل المدينة في شهر المهرجان إلى ما دعاه أرنست همنغواي مرّة وفي مناسبة مغايرة بـ"الحفل المتنقل"؛ يعمر الفنّ شوارعها وفضاءاتها المختلفة. فإذا ما قصرنا الحديث على المهرجان الرسمي وحده، سنجد أنه يعرض هذا العام ما يقرب من خمسين عملًا، ناهيك عن مئات الأعمال الأخرى التي يحفل بها المهرجان الهامشي Avignon Off، الذي تتعاظم أهميته عامًا بعد الآخر. وسنجد أن ما يقرب من ربع هذه الأعمال الخمسين، تقدّم لنا أرقى ما يتميز في المسرح الفرنسي من عروض طوال العام. فحينما تكون هناك تنمية ثقافية حقيقية، فإن الفنّ لا يتركّز في العاصمة، كما هو الحال في بلداننا العربية، بل يزدهر في مختلف بقاع الوطن، بصورة تتيح للمواهب أن تتحقّق مهما كان موقعها. فبالإضافة إلى ثلاثة عروض جاءت من باريس، وثلاثة تمّ إعدادها خصيصا للمهرجان في أفينيون، سنجد أن هناك فرقة رقص حديث من "إكس أون بروفانس" وعرض ممثل واحد من "فالانس"، وآخر من "تولوز"، وعملا مسرحيا من "بوردو" وآخر من "فيندوم". أما باقي العروض فقد جاءت من مختلف مسارح العالم المتميزة: من وارسو، وبرلين، وموسكو، ومدريد، ولندن، وجينيف، ولشبونة، وتالين (أستونيا)، وبيونس أيرس، وداكار، والقاهرة، وبيروت، وتونس، والجزائر، وغيرها.
وأما المنبع الثالث للدهشة فهو في هذا الإقبال الواسع على المهرجان، الذي يتنامى عامًا بعد الآخر، برغم الحر وارتفاع أسعار التذاكر النسبي. فكلّ عروض المهرجان تدور أمام مسرح مليء لآخره بالمشاهدين؛ مع أن بعضها يعرض في فضاءات تتسع، كأكبر فضاءات المهرجان، وهي قاعة الشرف في القصر الباباوي، لألفي متفرج، ويستوعب أغلبها ما يقرب من الألف. وقد بيعت أغلب هذه التذاكر سلفًا، وقبل بداية المهرجان. وكلما ذهبت لعرض، فاجأتني الطوابير التي تنتظر أي تذاكر مرتجعة، أو التي لم يحضر من حجزوها لاستلامها. وقد عرفت أن بعض المنتظرين في تلك الطوابير قد جاء قبل موعد بدء العرض بأكثر من ساعتين، حتى يعزز فرصته في الحصول على تذكرة في اللحظة الأخيرة. وهي طوابير تشرح القلب، لأنها تكشف عن حرص الإنسان على مشاهدة الفنّ والاستمتاع به. فمناخ مدينة أفينيون التاريخية طوال شهر المهرجان أقرب ما يكون إلى عالم فاضل ينشد فيه الإنسان الفن والمتعة، أو إلى حلم مبتغى يتحقق في لحظة مقتطعة من الزمن. يترك فيها أغلب من جاءوا إلى المهرجان مشاغل الحياة وعبودية العمل وراءهم، ويعيشون تحت مظلة الفنّ وفي عوالمه التي ترقى بهم فوق المشاغل التي تركوها خلفهم، وإن لم تقطع صلتها أبدا بها. 

جمهورية أفلاطون في الحديقة

وكان المنبع الرابع للدهشة هذا العام، هو أن أوّل عروض مهرجان هذا العام وأكثرها تكرارًا (حيث يعرض على مدى 18 يومًا، بينما متوسط عرض العمل عادة بين 7 – 9 أيام/ مرات) وهو العرض الوحيد المجاني والمفتوح لجمهور غفير من دون حجز مسبق، حيث يدور ظهرًا في حديقة عامة، هو "جمهورية أفلاطون". نعم إنه عن النص الفلسفي المؤسس في الفكر الغربي، والذي ترجم إلى أغلب لغات العالم، أي "جمهورية أفلاطون"، ولكن في ترجمة جديدة قام بها ألان باديو Alain Badiou أحد أبرز فلاسفة فرنسا المعاصرين. ولكنها ليست مجرد ترجمة عادية، وإنما عمل استغرق منه 11 عامًا، وحاول فيه أن يدير حواره الخاص كمفكّر معاصر مع هذا النص المؤسّس في الفلسفة الغربية. فترجمته ليست مجرد ترجمة جديدة للنص، ولكنها حوار جدلي خلّاق معه، من موقفه الفلسفي الذي يناقش فيه أهم قضايا الفكر الأفلاطوني، وما جرى لما يطرحه من القضايا التي لاتزال فاعلة في الواقع المعاصر: ألا وهي قضايا الديمقراطية والعدالة والنظام السياسي والمواطنة ووضع الفلسفة في العالم والمدينة الفاضلة/ المثلى/ المنشودة. وهي الترجمة التي نشرها عام 2012 والتي يعتبرها نصّا لمؤلفين؛ لأنها ترجمة لأفلاطون وحوار مع نصّه، وعصرنة له، وإعادة كتابة لما استوعبه منه. وقد مسرح النص اعتمادًا على البنية الحوارية لـ"جمهورية أفلاطون" ألان باديو نفسه مع ثلاثة من أساتذة المدرسة المحلية للممثلين في كان L’Ecole Regionale d’Acteurs de Cannes هم فاليري دريفيل Valerie Dreville وديدييه غالاس Didier Galas وغريغور إنغولد Gregoire Ingold، وقاموا بقراءته مع مجموعة من أساتذة المدرسة والعشرات من طلابها وطالباتها.
وعلى مدى 18 يوما تتخلق أمام جمهور يزداد اتساعًا مع أيامها، تلك القراءة الدرامية لذلك النصّ المؤسّس، بصورة يتحوّل معها فضاء الحديقة إلى ساحة للجدل الفكري والفلسفي الخلاق، وتنهض فيها محاورات أفلاطون حيّة من جديد في تفاعلها مع حوار ألان باديو الفلسفي والنقدي معها، وأمام جمهور كان يتزايد عددًا مع توالي أيام القراءة، فقد لاحظت وقد تردّدت عليها ثلاث مرات، ازدياد عدد الجمهور في كلّ مرة من الواقفين إلى العشرات ثم المئات، بالرغم من امتلاء كل المقاعد المحيطة بالمساحة التي تدور فيها القراءة منذ زيارتي الأولى. وهي قراءة تتعدّد فيها الأصوات بالمعنى الحقيقي للكلمة، لتبلغ العشرات في كلّ مرة. وقد تأسيت وانتابني الكدر وأنا أشاهد كلّ مرة تنويعات على التفاعل الحواري الخلاق بين الممثلين والجمهور والنصّ المؤسس القديم، حينما فكرت في البون الشاسع بين تعامل ألان باديو الخلاق مع تراثه الفلسفي الغربي القديم، وبين تعامل فقهائنا "فقهاء الظلام" الببغاوي الشاهد على الكسل العقلي، ولا أقول البلاهة الفكرية، مع نصوصنا القديمة، لأن تعامل ألان باديو مع "جمهورية أفلاطون" يوطئ النص القديم لمشاغل الواقع المعاصر، ويطوّر كشوفه لخدمته، كما هو الحال مع جلّ العروض التي شاهدتها في مهرجان هذا العام.
لأننا إذا ما تأملنا برنامج المهرجان، بعيدًا من الانشغال بمختلف جوانب جماليات العمل المسرحي الحركية والصوتية والبصرية، وهي من أهم معايير الاختيار في المهرجان، سنجد أنه مترع بمشاغل عالمنا المعاصر وقضاياه؛ حتى ولو بدا أنه يعود إلى كلاسيكيات المسرح العالمي. فلو توقفنا قليلًا عند المسرحيات القليلة التي استطعت مشاهدتها فيه، وهي قليلة نسبيًا هذا العام لأنني تأخرت في حجز تذاكري، أي أنني حجزتها قبل ثلاثة أسابيع من بداية المهرجان، وليس قبل أكثر من شهر ونصف شهر كما أفعل عادة. وقد استطعت مشاهدة عشرة عروض من مسرحيات المهرجان، سنجد أنها وقد عاد بعضها إلى أعمال شكسبير، شديدة الانشغال بما يدور في عالمنا، كل منها بطريقته الفريدة والخلاقة. إذ يوشك عرض أوليفييه بي لمسرحية "الملك لير" لوليام شكسبير، الذي قدّمه في أكبر فضاءات المهرجان، أي في ساحة الشرف بالقصر الباباوي، أن يكون عرضًا لسيطرة الفظاظة والخداع والنفعية وضيق الأفق واللعب باللغة على السياسة في عالمنا المعاصر، ولغياب القيم الحقيقية الصادقة منه، غياب "كورديليا" من المشهد الذي تعمّد العرض تغييبها عنه بعد المشهد الأوّل المشهور الذي قسّم فيه "لير" مملكته. 
لأننا هنا بإزاء "لير" معاصر يدور أمامنا بالملابس العصرية، بما في ذلك الملابس الجلدية المثيرة، والموتوسيكلات، ورقص الباليه، وفجاجة الرأسمالية المعاصرة، والشره للطعام والشراب والبذخ والجنس بكلّ تنويعاته السادو مازوشية؛ حيث تبدو الأختان "غونريل" و"ريجغن" كعاهرتين عصريتين بعدما استولت كلّ منهما على نصف المملكة. بينما تظهر كورديليا كفراشة أثيرية في زي راقصة البالية وحركاتها الشاعرية. ومنذ المشاهد الأولى لتقسيم "لير" لمملكته، الذي جسده العرض أمامنا في صورة خريطة يتمّ تمزيقها والتنازع على أجزائها، وحينما ترفض "كورديليا" حديث النفاق الممجوج تتنازع الأختان وزوجاهما بقايا الجزء الباقي من الخريطة، الذي كان من المقرر أن يكوّن نصيب "كورديليا" منها، فلا تتركانه إلا مزقًا، بصورة تستشرف من البداية فظاظة ما سيدور. فالمسرحية تكشف لنا عن كيف يخلق معسول الكلام آليات الدمار الجهنمية، وكيف أن صمت "كورديليا" يصبح شارة نزاهتها في مواجهة العقل الذرائعي الذي يستبيح اللغة ويفرغها من معانيها. إنه الصمت الذي يكشف عقم اللغة وسقوط الجميع، الأب لير والأختان، وكيف يفضي هذا السقوط في النهاية إلى العدم، في نوع من نبوءة العرض التحذيرية.
أما إذا انتقلنا للعمل الشكسبيري الآخر الذي شاهدته في مهرجان هذا العام وهو "ريتشارد الثالث" الذي جاء به إلى المهرجان توماس أوسترمايرThomas Ostermeier، مدير مسرح الشوبوهنه Schaubühne في برلين، وهو أحد أهمّ المسارح الألمانية، فسنجد أننا بإزاء عمل آخر يؤكد عبره التأويل الإخراجي أن نصّ شكسبير شديد العصرية، برغم أن مأساة ريتشارد الثالث من بين مسرحيات شكسبير الأولى، أي مرحلة ما قبل المآسي الكبرى التي تعد "الملك لير" من أشهرها. فتأويل أوسترماير للمسرحية، وحرصه على عقد ذلك التواطؤ الضمني بين بطل المسرحية الشرير والجمهور، حيث يصعد ريتشارد دوما للخشبة من بين صفوف المشاهدين، يسعى إلى إيقاظ وعي المشاهد بمسؤوليته عما يقترفه الساسة باسمه غالبًا، في المجتمع الغربي المعاصر، من شرور. ولا يكتفي هذا التأويل بتواطؤ الجمهور وحده، وإنما يضيف إليه تواطؤ المؤسسة الدينية كذلك. فضلًا عن حرص الإخراج على اقتراف أولى جرائم ريتشارد، بقتل كليرانس، التي تتم في المسرحية خلف الستارة، أمامنا على الخشبة وبشكل تجسيدي صارخ، وإبقاء ما خلفته على الأرض من دماء شاهدًا حيًا على هذا العنف الظالم طوال العرض، تنبهنا بعض حركات الممثلين العارضة دومًا لوجوده. كما يبرز العرض كيف لا يتردد ريتشارد، ككثير من الساسة المعاصرين، في استخدام الفظاظة والجنس والكذب والتحالفات المشبوهة في تحقيق أغراضه.
وإذا كان العرضان الشكسبيريان في المهرجان يكشفان سيطرة الفظاظة والكذب على عالم السياسة في المجتمع الغربي المعاصر، فإن العرض الوحيد الذي جاء من روسيا إلى المهرجان، يؤكد هو الآخر أن روسيا الجديدة تنحدر وبسرعة إلى مباءة سُعار الاستهلاك والجنس والتحلل الذي تعاني منه المجتمعات الغربية. لأن عرض "الحمقى" Les Idiots المأخوذ عن فيلم المخرج/ المؤلف الدنماركي المعروف لأرش فون تريير Lars Von Trier والذي جاء به المخرج الروسي كيريل سيريبرينيكوف Kirill Serebrennikov مع فرقته المسرحية في "مركز غوغول" يقدّم لنا نسخة موسكوفية من عمل فون تريير الدنماركي، الذي يكشف عن مدى الحمق أو البلاهة الداخلية التي تتخفى وراء شعارات براقة وخطابات خاوية. فعبر عمل يتسم بالإيقاع السريع، ويمتد لأكثر من ساعتين، ويعتمد على تجاور الاسكتشات الدرامية وتداخلها، وتحول بعضها إلى مرايا للبعض الآخر، تقدم لنا "الحمقى" صورة مقلقة للحياة اليومية في موسكو اليوم. بصورة يبدو معها أن شكل هذا العمل المسرحي وإيقاعه جزء أساسي من محتواه. وكأن العمل يدخل بنا في غابة لا نعرف فيها أين هو الخط الفاصل بين الحمق/ البلاهة من ناحية، والتقاليد المتفق على أنها تمثل ما هو عاقل أو مقبول من ناحية أخرى، بصورة يسعى العمل فيها إلى تفكيك الدوافع الكامنة وراء الممارسات الشائعة، ويطرح أسئلته حول مكان العبث في الواقع الروسي المعاصر.

العرض الأرجنتيني

لكن أكثر العروض التي شاقتني استقصاءاتها لواقعها المعاصر، لأنها شديدة الصلة بمشاغل عالمنا العربي، كان العرض الأرجنتيني الذي جاء من بيونس أيرس. وهو عمل مسرحي يطرح إشكاليات قضية الهوية في عالم تتميز فيه بالتعقيد والسيولة معًا، ويحتفي بجماليات المسرح بصورة تجعل تلك الجماليات وجهًا أساسيًا من وجوه الجدل الذي يديره بين الماضي والحاضر. ويحمل العمل عنوانًا شيقًا يجعله أقرب عناوين المسرحيات لشعار المهرجان هذا العام. لأن العمل الذي كتبه وأخرجه ماريانو بينسوتي مع فريقه Grupo Marea من الممثلين يحمل عنوانا مثيرا للتأمل "حينما سأعود إلى البيت سأكون آخر" Quand Je Rentererrai à la Maison Je Serai un Autre، ومفتوحًا بحكم زمن الصياغة نفسه الذي يستخدم صيغة المستقبل الاحتمالية على العديد من التأويلات. 
وينطلق هذا العمل من قصة واقعية وهي أن أبا مؤلفه كان ناشطًا ماركسيًا في سبعينيات القرن الماضي، ولمّا استولى العسكر على الحكم وبدأت الدكتاتورية العسكرية في مداهمة بيوت الناشطين الثوريين واليساريين، جمع كلّ الكتب والأشرطة والوثائق والمنشورات التي يمكن أن تدينه في كيس بلاستيكي كبير، ودفنها في حديقة منزل والده - والد الأب أي جد المؤلف - على أمل أن ينتهي الانقلاب العسكري بعد شهور ويستردّها. وقد كان الأب على حق، فقد دهموا البيت بعدها فعلًا، وفتشوه ولكنهم لم يعثروا فيه على أي أثر يدين الأب. وطال أمد الحكم العسكري، ونسي الأب أين دفن هذا الكيس في حديقة والده، وانقضت العقود، وتغيرت المسارات. وبعد أن مات والده قبل سنوات، وبيع البيت لحساب الورثة، تلقى الأب في العام الماضي من مالك البيت الجديد مكالمة تلفونية تقول إنهم، وهم يحفرون الحديقة لبناء حمام سباحة فيها، عثروا على الكيس البلاستيكي الضخم وما فيه من أوراق وأشرطة ووثائق؛ فذهب الأب لاستلامه، وخرجت منه عليه كل أشباح الماضي البعيد، التي تذكر الأب بأنه تغير، وبأنه تخلى عن الكثير من أفكار ماضيه وأصدقاء هذا الماضي، وكان من بينهم موسيقي بارع يكتب أغاني ومقطوعات ثورية. 
لكن الابن كان أكثر أهتمامًا بما في الكيس من أبيه، فأخذ ينقّب فيه، ويجعل من عملية التنقيب في هذا الماضي الموءود موضوع مسرحيته الجديدة. وأخذ يبحث عن أسرة الموسيقي الذي كانت في الكيس تسجيلات لأغانيه، فوجد، لغرابة المفارقة، أن ابنته أصبحت مغنية مغمورة لم تصب حظًا من النجاح، فرد لها أشرطة أبيها. وحينما قررت الابنة أن تغني بعض أغاني أبيها، من دون أن تذكر أنها من زمن السبعينيات البعيد، حقّقت النجاح الذي راوغها طوال سنوات، لكنه كان نجاحًا مؤقتًا، ليس فقط لقلة عدد الأشرطة التي كانت في الكيس، ولكن أيضًا لأنها سرعان ما ملّت تكرار أنغام ماضٍ لم يعد له وجود. وهو الأمر الذي يتكرر مع المؤلف وهو يسعى لإعادة إنتاج العالم الذي وُئد في الكيس البلاستيكي، لتطرح لنا المسرحية، وقد قسّمت المسرح إلى قسمين بطول الخشبة، وحوّلت كل قسم إلى حزام متحرك، كلّ في اتجاه معاكس للآخر يتمّ عليه تمثيل المشاهد وهي تتحرك بسبب هذا الحزام في اتجاهين متعارضين، قضية استحالة إعادة إنتاج الماضي في الحاضر؛ لأن لكلّ منهما مساره المغاير، بل المعارض للآخر. هنا تجيء أهمية العنوان وصيغته المستقبلية، لأنه يطرح من خلال هذا التجسيد البصري الحركي لجدل التواريخ إشكاليات العلاقة بين الأنا والآخر الكامن في تاريخ الأنا القريب، لا البعيد. 
وهو الأمر الذي يردّنا دومًا لتعاملنا العربي مع تلك التواريخ، ومدى فاعليتها في الحاضر. وقد جاء إلى مهرجان هذا العام عملان عربيان يستحقان التوقف عندهما: أولهما هو "مورسو" Meursaults، ومورسو هو بطل رواية "الغريب" الشهيرة لألبير كامو، لكن المسرحية التي تعد نصًا من نصوص مابعد الاستعمار بامتياز مأخوذة عن رواية الكاتب الجزائري كامل داوود "مورسو استقصاء مضاد" Meaursualts Contre-Enquete، والثاني هو "العشاء الأخير" للكاتب والمخرج المسرحي المصري أحمد العطار.

د. صبري حافظ
http://www.alaraby.co.uk/

الاثنين، 3 أغسطس 2015

عرض «سيد الوقت» في الإسكندرية.. و«نوفل» على مسرح الغد بالعجوزة

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

عرض «سيد الوقت» في الإسكندرية.. و«نوفل» على مسرح الغد بالعجوزة
قال الفنان إسماعيل مختار، مدير فرقة مسرح الغد، التابعة للبيت الفني للمسرح، إنه من المقرر تقديم العرض المسرحي «سيد الوقت» على مسرح مركز الحرية للإبداع في الإسكندرية، الخميس.
وأضاف «مختار»، ئفي تصريحات له، الالثنين، أن الفرقة تواصل تقديم العرض المسرحي «نوفل» للمخرج سامح مجاهد، في قاعة مسرح الغد في العجوزة، وسط نجاح جماهيري ونقدي كبيرين.المصري اليوم 
مسرحية «سيد الوقت» من تأليف فريد أبوسعده، وبطولة وائل إبراهيم، سامية عاطف، تامر نبيل، معتز السويفي، محمود الزيات، صلاح السيسى، حسن عبدالله، حازم عبدالقادر، زياد إيهاب، وغناء فارس، وإخراج ناصر عبدالمنعم.
المصري اليوم 

عرض مسرحية «ايفانوف» لتشيكوف على المسرح الفرنسى

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني

نتظر جمهور المسرح الفرنسى، منذ بداية هذا الشتاء، العرض المسرحى الذى قدمه الكاتب المخرج المسرحى البلجيكى المعاصر لوك بوندى، على مسرح الاوديون الفرنسى، المسرحية التى كتبها الروسى تشيكوف، فى عام 1887بعنوان "ايفانوف"، وكان يبلغ من العمر وقتها 27 عاما، وتعد أول أعماله المسرحية الرسمية والتى ظلت حبيسة أحدى صناديق البنك حتى منتصف القرن الـ 20 ويستمر العرض حتى أول مارس المقبل.
وتتعرض المسرحية التى تعد من أكثر الأعمال فظاعة وقسوة، إلى الإحباط النفسى وصعوبة الحب ومواجهه الأمتثاليه، نزعة التقييد بالأعراف، التى تحطم المجتمع ووحشية الرأسمالية وجشع المال والمضادة للسامية، وهى نفس الأوضاع التى تعانى منها المجتمعات فى القرن الواحد والعشرين رغم مرور 128عاما، على كتابتها وهذا هو ما جذب المخرج لوك بوندى، لهذه المسرحية التى تلقى بظلالها على الأوضاع الحالية.

الصالة الثقافية تشهد ختام أول عروض مهرجان صيف البحرين

مجلة الفنون المسرحية الموقع الثاني
اخر اخبار البحرين اليوم: - الصالة الثقافية تشهد ختام أول عروض مهرجان صيف البحرين
عد أربعة أيام قضاها في بث روح الفرح والبهجة في ربوع مملكة البحرين، يختتم مهرجان صيف البحرين السابع أولى عروضه الفنية المسرحية المتنوعة، حيث تقدم المسرحية العالمية " لالالونا " آخر عرض لها على خشبة الصالة الثقافية مساء أمس الأحد الموافق 3 أغسطس / آب 2015.

عرض " لالالونا "، يعد بداية العروض والحفلات التي يقدّمها مهرجان الصيف لجمهوره من العائلات، الأطفال والكبار ومحبي فنون الرقص والموسيقى حتى 31 أغسطس الجاري. وتنوه اللجنة التنظيمية لمهرجان صيف البحرين أنه يمكن شراء تذاكر العروض والحفلات من محلات فيرجن ميغا ستور في مجمع البحرين سيتي سنتر أو من خلال الموقع الإلكتروني للمحلات.

فمن الصالة الثقافية إلى مسرح البحرين الوطني يأتي عرض فرقة باليه الفلبين الذي يقام بالتعاون مع سفارة الفلبين لدى البحرين، والتي تعد إحدى أهم وأعرق المؤسسات الثقافية في تلك البلاد، تقدم روائعها في عرض ساحر يوم 10 أغسطس، حيث تستعرض خلاله أشهر أعمالها ببراعة وإتقان، من أعمال الباليه الكلاسيكية القديمة والجديدة، فضلا عن لوحات جميلة من أنواع الرقص الحديث والمعاصر.

ويعود عرض "بارني حول العالم!" بمهرجان الصيف إلى الصالة الثقافية ما بين 10 و15 أغسطس 2015م، حيث يدعو بارني أصدقاءه الأطفال للمشاركة معه في مغامرته المذهلة حول العالم بعد استلامه لطرد يحتوي على مجسم للكرة الأرضية. 

كذلك يأتي لمهرجان صيف البحرين عرض "شارع السمسم – إلمو يصنع الموسيقى" ما بين 20 و24 أغسطس 2015م في الصالة الثقافية، حيث ستصنع وحوش شارع السمسم موسيقى رائعة من خلال آلات خارجة عن المألوف، ليتعلم الأطفال من العرض قيم العمل بروح الفريق الواحد وحلاوة المشاركة في أنشطة المتعة والفرح.

وفي نهاية شهر أغسطس وبالتحديد يومي 28 و29، تشهد الصالة الثقافية إثارة وحماساً مع الحفل الاستعراضي لفرقة أوركسترا ريكنغ كرو من اليابان، التي تقدم رقص الشوارع ولكن على طريقتها الخاص. اكتسبت هذه الفرقة الاحترافية نجومية عالمية بعروضها الفريدة التي تمزج بين الرقص والموسيقى، حيث يقوم أعضاء الفرقة الثمانية بأداء حركات رقص متناغمة ومتقنة في العتمة الحالكة وهم يرتدون ملابس خاصة مضيئة، ليخلقوا بذلك عرضاً سريالياً مبهراً أقرب ما يكون إلى الخيال.


المنامة - بنا  
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption