أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 9 ديسمبر 2016

عودة «مدام باترفلاي» لبوتشيني إلى مسرح لاسكالا بعد 112 عاماً

مجلة الفنون المسرحية

عودة «مدام باترفلاي» لبوتشيني إلى مسرح لاسكالا بعد 112 عاماً

افتتحت دار أوبرا «لاسكالا» في مدينة ميلانو الإيطالية موسمها الجديد بالنسخة الأصلية الأكثر قسوة من أوبرا «مدام باترفلاي» لجاكومو بوتشيني، والتي لم تعرض هناك منذ استقبالها باستهجان في عرضها الأول العام 1904.
وتدور قصة الأوبرا حول فتاة الجيشا اليابانية تشوتشو سان التي تتزوج من ضابط في الجيش الأميركي يدعى إف بي  بنكرتون بدافع الحب قبل أن يرحل عن اليابان ويعود بعدها بثلاثة أعوام مع زوجة أميركية.
واختار المؤلف الموسيقي ريكاردو تشايلي أن يعيد إحياء النسخة الأصلية من أوبرا بوتشيني التي كانت تقع في فصلين وليس في ثلاثة، ولا تضم أغنية طويلة يعبر فيها بنكرتون عن ندمه، لأنه ترك تشوشو سان.
وعلى النقيض من العرض الذي أقيم العام 1904، والذي قوبل بصيحات الاستهجان نال عرض المسرحية الأربعاء الماضي، تصفيقاً بحفاوة بالغة لمدة 13 دقيقة.
وقال المغني كارلوس ألفاريز الذي قام بدور القنصل الأمريكي شاربلس «إنه انتقام بوتشيني بعد 112 عاماً».

-------------------------------------------------
ميلانو - رويترز 


الخميس، 8 ديسمبر 2016

الهيئة العربية للمسرح قوس قزح في سماء العرب

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح قوس قزح في سماء العرب

 طه رشيد


لا يختلف اثنان على اهمية مهرجان أيام قرطاج الدولي المسرحي في حياتنا المسرحية نحن العرب، والمثابرة على عقده سنويا بالرغم من ضيق اليد التي تعاني منها تونس ماليا!
هذا في غرب الوطن العربي ام في مشرقه فإن الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة العربية للمسرح (أسسها حاكم الشارقة الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي ) في حياة العرب المسرحية فهي مثار اهتمام كل المسرحيين، لان جهودها تجاوزت حدود المهرجان لتخصص مسابقة للتأليف المسرحي وتقوم بطباعة النصوص المسرحية التي افتقدتها المكتبة العربية منذ غزو الكويت! وراحت الهيئة تقيم الورشات الفنية وتعتمد التوأمة مع هذه المؤسسة او تلك، وتنتقل من مدرسة إلى أخرى لترسخ في اذهان الطلبة الرسالة السامية للمسرح، وبعبارة مختصرة إنها تحاول “تثوير” الحالة المسرحية كي يصبح المسرح جزء مهم من حياة العرب، لذا عمدت لإقامة مهرجان مسرحي عربي سنوي يتداول بين الدول العربية . 

وتشكل سنويا لجانا محلية من كل بلد لاختيار العروض وأخرى عربية لاختيار الأفضل وتشكلت اللجنة العربية هذا العام من لبنان ومصر والمغرب والأردن والعراق (الفنان عزيز خيون )، وبذلت هذه اللجان جهودا متميزة لاختيار الأفضل لعرضه في الدورة التاسعة للمهرجان التي ستعقد منتصف الشهر القادم في الجزائر. كما تشكلت لجنة عليا من الجزائر و الهيئة و يراسها وزير الثقافة الجزائري.
هذه الجهود تبدو واضحة من خلال الأرقام التالية التي رفعتها اللجنة إلى الأمين العام للهيئة اسماعيل العبدالله :
” تفحصت اللجنة وشاهدت ملفات تقدمت للتنافس على دخول الدورة ضمن مساري عروض المهرجان وعروض تتنافس على نيل جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للعام 2016، وبلغت هذه الملفات 110 هي خلاصة 337 ملفا، مر 280 منها من خلال لجان المشاهدة والترشيح القطرية، حيث رشح منها للجنة العربية ما مجموعه 53 (ملفاً/عرضاً)، إضافة إلى (57) عرضاً وصلت مستوفية الشروط وبشكل مباشر من الدول التي لم تشكل فيها لجان مشاهدة”. وأوضح المدير الإعلامي للهيئة الفنان "غنام غنام"بان العروض المختارة التي تمت مشاهدتها هذا العام، تنقل نبض الحياة العربية وتتناول أزماتها، وقد امتازت برؤى مسرحية فكرية وجمالية” . وتم ترشيح عملين مسرحيين من العراق للمشاركة في المهرجان القادم وهما ” يا رب ” و ” خريف” وكلاهما من إنتاج منتدى المسرح التجريبي التابع لدائرة السينما والمسرح. كما يحضر المؤلف العراقي في عرضين عربيين احدهما من الكويت لعبد الأمير الشمخي “القلعة”، والاخر من الأردن “العرس الوحشي” لفلاح شاكر.
ان عمل الهيئة العربية للمسرح يشكل قوس قزح في سماء العرب وسيحفر التاريخ أسماء الثلاثي المؤسس والساهر على إنجاح عمل الهيئة واستمرارها بهذه الحيوية بحروف من ذهب.
ونحن في العراق نتطلع هذه الايام إلى تحقيق النصر النهائي على داعش من أجل عودة الحياة الطبيعية إلى بغداد كي تستقبل إخوانها المسرحيين العرب في مهرجان مسرحي عربي قادم يعقد في بلد الرشيد، يعيد لبغداد رونقها واضوائها التي حاولت القوى الظلامية اطفائها!


---------------------------------------------------
المصدر : محمد سامي 

«الوشاح السحري» و«الرخ» و«خيوط الأمل» عروض المهرجان في يومه الخامس

مجلة الفنون المسرحية

«الوشاح السحري» و«الرخ» و«خيوط الأمل» عروض مهرجان الدن في يومه الخامس

الدن يواصل الاحتفاء برواد المسرح 

يفتتح مهرجان الدن العربي لمسرح الطفل والكبار والشارع يومه الخامس في مسابقة مسرح الطفل بمسرحية «الوشاح السحري» عرض لفرقة المسرح الشعبي لدولة الكويت من تأليف وإخراج نصار النصار، كما تعرض فرقة مسرح الفن الحديث والشفق الطامح عرض «خيوط الأمل» من تأليف عباس الحايك فيما تعرض فرقة المسرح التفاعلي من المملكة الأردنية الهاشمية في مسابقة مسرح الكبار عرض مسرحية «الرخ» تأليف د.محمد صبري وإخراج د.مخلد الزويدي، ويستمر المهرجان في تقديم دوراته التدريبية للشباب الراغب للاستفادة من خبرات ضيوف المهرجان حيث يستمر نبيل ميهوب من الجمهورية التونسية في حلقته عن المسرح المدرسي في مدرسة دوحة الأدب، وتقدم الفنانة اللبنانية رويدا غالي ورشتها في لغة الجسد بقاعة المؤتمرات بكلية الخليج وتأتي هذه الدورات بدعم من الهيئة العربية للمسرح.

مسرحية فزاعة

شاركت فرقة الرستاق المسرحية بعرض مسرحية «فزاعة» تأليف نورة الحراصية وإخراج علي المعمري حيث تدور أحداث العرض حول طفلين أخ مع أخته قررا زيارة جدتهم التي تعيش في بلدة مجاورة وفي طريقهم مروا على أماكن مختلفة إلى أن يصلوا الى مزرعة ذات أشجار كثيفة وقررا أن يستريحا من عناء المسافة بعدما أنهكهما المسير وفي أثناء استراحتهما قاما ببعض السلوكيات الخاطئة كقطع الأشجار وتخريبها حتى يتفاجأ الطفلان بوجود كائن غريب يسكن المزرعة إلا وهو الفزاعة، وكما نعلم ما هو دور الفزاعة عندما تكون في وسط المزارع ويحاول العرض إرسال رسائل توعوية وإرشادية لتغيير تلك السلوكيات التي ارتكبها الطفلان بأسلوب توعوي وفكاهي ويشارك في تمثيل هذا العرض نخبه من أبناء فرقة الرستاق المسرحية حيث يشارك مجموعة من الأطفال في هذا العمل وهم فداء العبرية في دور نور، وطبق الذهلي في دور الأفعى، خلود البحرية في دور العصفورة ومن الممثلين الكبار زاهر السلامي في دور الفزاعة، حاتم الحراصي في دور البومة، مروة المجينية في دور الشجرة ومعتز السلامي في دور وسام أما في الديكور والإضاءة جمال الضوياني وأزياء وأكسسوارات يوسف الصالحي موسيقى ومؤثرات صوتية الطفل نواف الضوياني أما في إدارة الإنتاج كل من خميس مسلط وخالد المصلحي لحن الأغاني محمد السويقي وفي الإدارة المسرحية عبدالله البحري وحسن الغافري وإشراف ومتابعة محمد المعمري وخالد الضوياني.
وتحدث زاهر السلامي أحد ممثلي العرض قائلا: «نتمنى أن نقدم عملا مسرحيا موجها للطفل يليق بسمعة المسرح العماني ويليق بأبناء فرقة الرستاق المسرحية وان يكون هذا العمل فوق كل التطلعات التي يرنو إليه»، وأضاف السلامي: «نتمنى أن نكون عند حسن ثقة اختيار لجنة المشاهدة وفرقة الدن للثقافة والفن لنكون ضمن مجموعة العروض التي تشكل مسابقة مسرح الطفل من الخليج والوطن العربي».

«شوف انته»

عرضت فرقة اتحاد الحيل بقريات (شوف انته) تأليف مبارك الغزالي وإخراج سلطان الريامي تدور أحداث المسرحية حول واقع الشارع من منظور الشباب والجيل الحالي المنشغل بملهيات الحياة المعاصرة مثل كرة القدم وغيرها واتخاذهم لشخصيات كرموز ومثل أعلى في حياتهم ويتضح من خلال تعمقهم في حياة هؤلاء الشخصيات ومعرفتهم بكل تفاصيل حياتهم وإنجازاتهم التي لا تعود بالفائدة لهم مع غفلتهم وجهلهم بأبسط أمور الدين وقيمه الرفيعة وإهمالهم للغة العربية وجاءت المسرحية كمنبه إيقاظ وصحوة للرجوع للمسار الصحيح، وشارك في تمثيل العرض كل من محمد بن خلفان السيابي، ومحمد بن ناصر المعمري، صلاح بن سالم البطاشي، محمود بن طريف الغزالي، محمود بن حبيب الفارسي وفي الطاقم الفني هلال بن سالم البوصافي، وليد بن سالم البطاشي، عبدالعزيز بن محمد العامري ويشاركهم في الطاقم الإداري خالد بن سعود البوصافي، يحيى بن خالد الريامي.

«المزار»

«المزار» من تأليف عماد الشنفري وإخراج جلال عبد الكريم جواد حيث تم تقديم هذا العرض في 2016 عرض يقدمه طاقم عمل مؤلف من 18 شابا أغلبهم من ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف الفئات السمعية والبصرية والحركية وتحدث مخرج العرض قائلا: «إن كل ما يؤثر في حياتنا ويتحكم فينا هو مزار بغض النظر عن صحة هذا الاعتقاد من عدمه ولكن الخلاصة هي كيف يتحكم الناس بالمؤمنين بالاعتقاد»، كما فاز هذا العرض بجائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح الخليجي واعتبر مخرج العرض جلال عبد الكريم ان وجود العرض ضمن العروض المشاركة في مهرجان الدن العربي بحد ذاته هو تكريم وأضاف قائلا: «هناك بشرى سارة وصلت قبل أيام سيشارك هذا العرض بمهرجان الهيئة العربية بالجزائر هذه لأول مرة يكون عرض عماني مشاركا في هذا المهرجان».

لجان تحكيم المسابقات الثلاث

ويترأس لجنة تحكيم الطفل الدكتورة كاملة الهنائية وعضوية كل من محمود أبو العباس من الجمهورية العراقية، والفنان إبراهيم عسيري من المملكة العربية السعودية، ومن السلطنة رحيمة الجابرية وسعيد البوسعيدي ويترأس لجنة تحكيم مسرح الكبار الدكتورة آمنة الربيع من السلطنة وعضوية الناقدة الزهراء المنصور من مملكة البحرين، ويوسف البحري من الجمهورية التونسية، ومن السلطنة عبد الغفور البلوشي ومحمد خلفان ويترأس لجنة مسرح الشارع الدكتور عبدالعزيز الغريبي وعضوية كل من: الفنانة عائشة عبد الرحمن من الإمارات العربية المتحدة ومن السلطنة عابدين البلوشي ومختار السيفي وسالم الرواحي الدن تستمر فالاحتفاء برواد المسرح العماني. ويستمر مهرجان الدن العربي في تكريمه لرواد المسرح 46 من الفنانين العمانيين الذين بدأوا مسيرة المسرح في عمان ومن كان لهم باع طويل في هذا المجال والذين دعموا هذه الركيزة الثقافية في البلاد وهم رضا عبد اللطيف وحسين عبد اللطيف، حاجي عثمان البلوشي، حفيظه فقير، محمد الياس فقير، عائشة الياس فقير، علي عبد اللطيف، صالح زعل، صالح شويرد، سعود الدرمكي، امينة عبد الرسول، فخرية خميس، شمعة محمد، مهدي عبدالله عبدالباقي، محمد نور، عبدالكريم جواد، حمد الحضرمي، علي عوض، طالب محمد، محمد المردوف، يوسف عيسى البلوشي، بتول خميس، محسن علي البلوشي، معصومة الذهب، سعيد سالم الصوري، عبدالرزاق علي، نادية حسن مكي، منيرة عبدالنبي مكي،عايدة حسن الجمالي، موسى جعفر حسن، مال الله عبيد الحسني، قصي حسن مكي، محمود محمد شهداد، سالم المعشني، خميس المسافر، خليل فايل السناني، احمد سعيد الازكي، أمين عبد اللطيف، هلال سالم الهلالي، الدكتور خالد عبدالرحيم الزدجالي، ناصر بن سالم بن ناصر النبهاني، اسعد بن خميس بن سعد النبهاني، وحيد بن حشيم بن العبد النبهاني، عبيد بن خادوم الهنائي، سالم بن هلال الرواحي.


-----------------------------------------------------
المصدر : عمان 

الأربعاء، 7 ديسمبر 2016

تواصل عروض مسابقات مسرح الطفل والكبار والشارع في رابع أيام مهرجان الدن العربي

مجلة الفنون المسرحية

تواصل عروض مسابقات مسرح الطفل والكبار والشارع في رابع أيام مهرجان الدن العربي

تقدم أيام مهرجان الدن العربي لمسرح الطفل والكبار والشارع ثالث عروض مسابقة مسرح الطفل في رابع أيامه، حيث عرضت فرقة الرستاق المسرحية عرضها « فزاعة» من تأليف نورة الحراصية وإخراج علي المعمري، كما تعرض فرقة اتحاد الحيل عرضها المسرحي في مسابقة مسرح الشارع «شوف انته» من تأليف مبارك الغزالي وإخراج سلطان الريامي، وتختتم «المزار» في مسابقة مسرح الكبار عروض اليوم الرابع من عمل فرقة مسرح الفن الحديث، تأليف عماد الشنفري وإخراج جلال عبد الكريم.

الدورات التدريبية

ويستمر نبيل مهيوب بمسرح دوحة الأدب بالخوير في تطبيق التعليم بالممارسة في أثناء تقديمه لورشة المسرح المدرسي وفي أجواء أحبها المشاركون وشعروا خلالها بالمتعة والفائدة في الوقت ذاته، وتواصل الفنانة رويدا غالي بقاعة المؤتمرات في كلية الخليج حلقة لغة الجسد والتي تعمقت خلالها في المفاهيم الحركية لتجسيد الكلمات والمشاعر وشغل الفراغات والمساحات المسرحية وتدريب المشاركين على الإدراك الحسي.

بائعة الكبريت

عرضت كارمن للإنتاج الفني من الجمهورية التونسية، بائعة الكبريت في مسابقة مسرح الشارع، بدأ الاشتغال على المسرحية مع وصول ظاهرة جديدة في تونس وهي انتحار الأطفال فجعلت من فريق العمل التفكير بعمل بائعة الكبريت فالقصة تبدأ أن هناك أطفال شوارع أوصلهم الفقر لهذا الحال ليصبحوا باعة متجولين.
ففي القصة تعثر إحدى الممثلات على علبة كبريت مرمية على الطريق وهو الأمر الذي جعلها تفكر هي وأصحابها الأطفال بقصة بائعة الكبريت فيأخذ كل طفل دوره في هذه القصة فينفذون فكرة المسرح بداخل المسرح فتتغير الإضاءة والديكور، القصة في مشهدها الأول بظهور الطفلة «ريم هميسي» مع أمها المريضة مثلته «يسرى بنت علي» والذي حكى ضرورة شراء بائعة الكبريت لقوت يومهم ودواء لأمها المريضة فتحاول الطفلة بيع علب الكبريت تلك لتحصل على المال في ظل قسوة الفقر الذي يعيشونه فتحاول هذه المرة بيعها في إحدى ليالي رأس السنة وذلك لحاجة الجميع لشراء علب الكبريت لإشعال الشموع وتبدأ الرحلة في الشارع ولكنها تفشل كعادتها وفي احد أيام بيعها يجدها شخص كبير فينصحها بأن تعود للبيت وإقناعها أن البرد قاس فترد قائلة تعودت على البرد يا سيدي اعتاد جسدي المطر، اعتاد الريح فهل تريد كبريتنا فيرد بأنه اشترى ما يكفي فتودعه ذاهبة، كما تم الإشارة إلى البرجوازية والطبقية في المجتمعات العربية وغير العربية فيحدث صراع بين الطبقات وينتهي ذلك المشهد بإشعال بائعة الكبريت لعود كبريت فعند إشعالها لها فتبدأ بتخيل صورة الأكل والدواء والدجاج وأشياء أخرى وعند انتهاء احتراق ذلك العود تعود إلى عالمها بعدها تشعل البائعة عود كبريت آخر فتظهر لها صورة الجدة وهذه الجدة ماتت ولكن ظهرت بشكل رمزي في المسرحية، فتقول للبنت تعالي عندي الأمان فتقول البنت للجدة تعالي إلي أنتِ فقد اشتقت إليك كثيرا وتناديها ومع الغناء تطلع البنت لجدتها وينتهي ذلك المشهد ويعودون لواقعهم ولكنهم يجدوا أن البنت قد ماتت فينادون بأنهم لا يرضوا بهذه النهاية ولن يكون هناك بائع كبريت آخر لأنهم أطفال ويجب أن يعيشوا واقعهم وأمانيهم كما ينبغي.

الحلم على الشارع

مسرحية الحلم لفرقة جعلان المسرحية في مسابقة مسرح الشارع تناولت احلاما جمعتها قهوة المنطقة والتي يعتبر محمد المشايخي هو صاحبها والتي استمع فيها لمشاكل الجميع فكل منهم يعيش قضيته فيمثل «علي العلوي» دور «المجنون» وهو شخص أصابه الجنون إثر حادث أصاب أبناءه فيما مثل «عبدالله العلوي» شخصية «سيف» وهو الأب الذي مارس أبناؤه العقوق فيحلم أن يعودوا إليه بعدما تركوه لأنه وصل لمرحلة الخرف ويحاول العثور على من يفهم مشكلته، وفي الطرف الآخر كان هناك مجنون ولكنه مجنون في الحب مثل دورة «بسام الراجحي» الذي ظل يبحث عن وردة التي تزوجت غيره وما زال يمارس معها الحب في خيالة على أمل عودتها له مهما كانت الظروف وماذا عن صاحب الهم الوظيفي «شهاب المشايخي» الذي كان يبحث عن وظيفة قريبة له أو أنها تناسب ميوله على الأقل فقد أودته مشكلته لتعاطي الكحول والتي أراد أن يقنع بها الرجل المسن ليشربها وتنسيه همومه.

بعيدا عن السيطرة

عرض مسرحية بعيدا عن السيطرة لفرقة مسرح الطائف من المملكة العربية السعودية ومن تأليف فهد الحارثي وإخراج سامي الزهراني وتمثيل سامي الزهراني، ممدوح الشمري، فهد الغامدي، بدر الغامدي وعبدالرحمن المالكي وفي الإضاءة مهند الحارثي صوت ومؤثرات محمد العصيمي، ديكور وإدارة مسرح صديق حسن، ملابس وتقنيات عدنان الحمري، وتتلخص فكرة العرض في أن حياتنا شخصيات ولكل شخصية حديث وبوح، الأستاذ الذي غادر وترك لمعجبيه وتلاميذه فرصة البحث عن حالة البوح فيه وبه ومنه وإليه، البحث بعثر المحتويات تماما فمن يجمع الشتات هكذا وصف العرض عراب المسرح السعودي فهد ردة الحارثي إضافة إلى هذا الحديث فقد عرضت هذه المسرحية في اكثر من مدينة بالمملكة العربية السعودية وشاركت في اكثر من مهرجان العربي كمهرجان شرم الشيخ بمصر، مهرجان اوال المسرحي بالبحرين، كما حازت المسرحية على عشر جوائز.

بيت الغشام

توجه ضيوف مهرجان الدن العربي لزيارة بيت الغشام البيت الذي تجاوز عمرة أكثر من 200 عام بوادي المعاول وسُمّي البيت بالغشام نسبة إلى صاحبه السيد محمد بن أحمد الغشام أحد وزراء السلطان تيمور بن فيصل وواليه على مطرح، كما يعتبر بيت الغشام من الأماكن الأثرية المؤهلة لاستقبال السياح والزوار إضافة إلى احتضان كافة المناسبات والفعاليات والمناشط المختلفة كالمسرح والمكتبة والفضاءات والممرات والمحلات التجارية ومواقف السيارات واستزراع الأشجار والنخيل وغيرها الكثير. الجدير بالذكر يتم بث برنامج تلفزيوني يومي على قناة عمان الثقافية من أرض كلية الخليج الحاضنة للمهرجان من تقديم الإعلامي أحمد الكلباني وإخراج راشد السابعي.

---------------------------------------------------------
المصدر: عمان 

الريادة المسرحية تنحسر في المغرب وتنتقل إلى المشرق

مجلة الفنون المسرحية

الريادة المسرحية تنحسر في المغرب وتنتقل إلى المشرق

يعد المسرح التونسي من أهم المسارح العربية والعالمية لما يقترحه من جماليات متطورة ومعاصرة تخلق عوالم مخصوصة ومتجاوزة للسائد، لكن ككل تجربة حيّة يعاني المسرح التونسي اليوم مصاعب وعراقيل تعيق تقدمه وتعكّر فرادة تجربته المختلفة.  المسرحي التونسي أنور الشعافي في حوار حول واقع المسرح اليوم.

التجريب خطر ويحتاج جرأة وإرادة وقدرة

البداية كانت بتقديمه لذاته، حيث يرى المسرحي التونسي أنور الشعافي أن السؤال عن النفس وتقديمها كذات واحدة واضحة ودقيقة يبدو صعبا جدا، وهو سؤال يومي وجوهري في رأيه. ففي العلاقة بالأنا الكائنة والمفكرة والمطورة لأفكارها تتعدد الزوايا والمداخل لفهم الذات لذاتها وتتعقد الأمور أكثر وتصعب إذا ما كانت الذات مبدعة.


خطر التجريب

يقول ضيفنا “أنا أحبذ أن أقدم نفسي بكل بساطة على أنني إنسان مبدع في الفن المسرحي العظيم، هذا من جهة، ومن جهة أكاديمية وحرفية أنا متخرج من المعهد العالي للفن المسرحي بتونس، قمت بالعديد من التربصات في مجال الإخراج وصناعة العرض الفني المسرحي بفرنسا وألمانيا. أسست فرقة مسرح التجريب بمحافظة مدنين في الجنوب التونسي سنة 1990، كما أسست المهرجان الوطني لمسرح التجريب بمدنين 1992. وأنا أيضا مدير/مؤسس لمركز الفنون الدرامية والركحية بمدنين (2011-2012) ومدير عام للمسرح الوطني التونسي (2012-2014)، وقمت بإخراج العديد من المسرحيات ذات المنحى التجريبي خاصة”. وعن انطلاقته الإبداعية والفنية، يقول أنور الشعافي “كانت الانطلاقة في أقصى الجنوب التونسي حيث أسست فرقة ومهرجانا بعيدا عن صخب العاصمة وضجيجها وضيقها”.

وهنا نسأل ضيفنا عن أعماله الأولى بما تحتويه من محمول فكري وجمالي آنذاك، ليوضح أن بدايته كانت سنة 1990، حيث كان أول عمل له بعنوان “ليلة 27”، وكان منذ البداية وفيّا لمنهجه التجريبي، انطلاقا من رسالة تخرجه “المسرح بين التجربة والتجريب” سنة 1988. وعن سؤالنا لماذا مسرح التجريب بالذات؟ يجيب الشعافي بالقول “لأنني ضد السائد والمعتاد ومسكون بالإضافة والتجاوز. لا أريد أن أشبه غيري أو أشبه نفسي، ومسرح التجريب هو بحث دائم ومتجدد عن سياقات ونماذج جمالية مغايرة ومختلفة ونوعية بعيدا عن الشكل الواحد والرؤية الواحدة والنمطية”.

وحول الإمكانيات التي يمنحها المنهج التجريبي للمبدع المسرحي وعن شروطه ومنطلقاته وإشكالياته الدقيقة، يرى ضيفنا أن “التجريب لا ينطلق من فراغ، بل يتأسس انطلاقا من ثقافة ووعي فكري وقراءات عميقة ومشاهدة واطلاع ميدانيين على المسرح العالمي، وهذا المسار يجب أن ترافقه، برأيه، جرأة وإرادة وقدرة على تجاوز المألوف دون الاستكانة إلى القواعد المسرحية الجامدة والمجازفة يصاحبها الخطر وهي بمثابة الرقص على حبل المخاطرة”.

التجريب لا ينطلق من فراغ بل يتأسس انطلاقا من ثقافة ووعي فكري وقراءات عميقة ومشاهدة واطلاع ميدانيين
ويتابع “كنت أول من قدم ميلودراما في تونس بعنوان “بعد حينو” وكان ذلك سنة 2004 وقدمت سنة 2011 مسرحية “ترى ما رأيت” واشتغلت فيها ولأول مرة على تقنية الممثل عن بعد، أي على ممثلين يوجدون على الركح في تونس، وفي نفس لحظة العرض توجد ممثلة في مدينة مونبيليي الفرنسية، بطريقة فيها الكثير من الإيهام عبر تقنية السكايب، فتظهر كأنها موجودة الآن وهنا. وهذه السنة قدمت مسرحية هوائية بتقنية القماش الهوائي الذي يستعمل في السيرك”. ويركز أنور الشعافي في كل تجاربه التي ذكرها سابقا على الجانب التقني، فالتقنية بالنسبة إليه هي جمال وجمالية ولا معنى للمسرح إن لم يكن ملتصقا بواقعه.


الاتجاه إلى الهواء

يقودنا الحديث مع أنور الشعافي إلى مسرحيته الأخيرة “أو لا تكون” التي قدمت في عرضين خلال الدورة الـ18 لأيام قرطاج المسرحية، ليقول “أنا أسميتها مسرحية هوائية بمشاهدة عمودية، وقد انطلقت الفكرة أثناء إدارتي للمسرح الوطني، وكانت مدرسة السرك الفني حينها ضمن مشمولاتي، فأردت أن أقدم مسرحية ضد الجاذبية الأرضية تحررنا من سلطة المكان، لكن بطريقة مسرحية تستند إلى السرك، لا مجرد تجليات سركية، لذلك كان اعتمادي على ممثلين خضعوا لتمارين قاسية وتدريبات شاقة لمدة خمسة أشهر، حتى أتقنوا تقنية القماش الهوائي ولك أن تتصور حجم الجهد الذي يبذله الممثلون في هذا العمل بالإضافة إلى التركيز والحوارات الهوائية وتقمص الشخصيات، فهم مطالبون بتركيز تام وقدرات وليونة جسدية عالية وحضور ذهني”.

وإذا كان الشعافي يرى أن الأرض اليوم أصبحت لا تطاق ولا تصلح للعيش وهذا ما دفعه إلى الارتفاع بالإنسان نحو أفق رحب وتخليصه من الجاذبية، فإن المسرحي التونسي يؤكد أيضا أن ما نعيشه الآن هنا أو هناك يدفعنا إلى اليأس والبؤس والإحباط والأزمات النفسية. فنحن نعيش، برأيه، عالما عبثيا مليئا بالعنف والإرهاب، وهو عالم انحدر فيه الإنسان إلى الحضيض من إنسانيته.

وفي حديثنا معه عن دور المسرحي اليوم في أفقنا الصغير تونس وفي الأفق الكبير الكون، فإن الشعافي يطرح غالبا مسألة الكينونة من خلال عنوان مشروعه المسرحي الحديث “أو لا تكن”، حيث يقول “قدر الفنان أن يكون رائدا ومستشرفا. وعليه أن يكون أولا في مستوى إنسانيته، وأن يكون معبرا عن هموم ومشاغل محيطه الصغير، الذي هو جزء من محيطه الكبير. والعالم اليوم أصبح بفضل ما توصل له العقل البشري من تطور تكنولوجي وعلمي قرية ولا يمكن الوصول إلى عالمية التعبير دون الانطلاق من العالمية”.

ونسأل المخرج كيف يرى المسرح التونسي اليوم مقارنة بالمسرح العربي والعالمي؟ فيجيبنا “يقال إن المسرح التونسي متطور جماليا في محيطه، قد يكون ذلك صحيحا في فترة ما، لكن توجد اليوم تجارب أخرى في محيطنا وقد تجاوزتنا في أطروحاتها الجمالية المستحدثة. إن مشكلة المسرح التونسي اليوم هي أن جيل الرواد يكررون أنفسهم وأغلب الجيل الجديد يستنسخ جيل الرواد الذين هم الآن بمثابة الشجرة التي تخفي الغابة”.

ويتطرق ضيفنا للحديث عن المشهد الثقافي التونسي والعربي، إذ يراه في تونس واقعا تحت سيطرة ثقافة سطحية تكرسها بعض القنوات التلفزيونية المبتذلة، مقابل تراجع الثقافة الحقيقية الجادة والصادقة. ويرى أن الريادة المسرحية التي كانت تتميز بها بلدان شمال أفريقيا تسير نحو الانتقال إلى المشرق العربي، بينما يسيطر المسرح التجاري في مصر والذي يخفي التجارب الجديدة والجادة للمسرحيين الشباب كمجموعة “مسرح الورشة” مثلا. فالمبدعون اليوم، برأيه، مطالبون بالعمل والاجتهاد واحترام عقول الناس وعدم الاستخفاف بهم. ونختم مع أنور الشعافي بحديثنا حول رؤيته للإنسان اليوم، ليقول “إن مقولة هوبز بأن “الإنسان ذئب لأخيه الإنسان” تتجلى اليوم أكثر من أي وقت مضى، انظر ما يحدث في سوريا والعراق وما حصل في تونس أيضا.. هي الوحشية في أبشع مظاهرها.. نحن في زمن فقد فيه الإنسان ثقته بالإنسان”.


-----------------------------------------------------------
المصدر : عماد المي - جريدة العرب 

الجسد في المسرح

مجلة الفنون المسرحية

الجسد في المسرح

 عواد علي 

إن الأداء التمثيلي، الذي يقوم على الجسد الإنساني وبلاغته التعبيرية، يشكّل مهد الحركة في المسرح والرقص والسينما، بل الرحم الذي خلقت فيه هذه الفنون المتداخلة.
في دراسته المعمقة للتعامل مع الجسد تاريخيا، توصل الباحث الفرنسي جان ميزونيف إلى وجود مفهومين للجسد يتعاقبان أو يتقابلان: المفهوم الذي يشيد بقيمته وثقافته، اللتين كثيرا ما ترتبطان بنماذج مثالية تعبّر عن الجمال أو الطاقة، وبتصوير يميل إلى توحيد الإنسان الذي يُنظَر إليه بوصفه “جسدا وروحا”.

وعلى النقيض، ذلك المفهوم الذي يشيد بتناسي أو احتقار الجسد، وهو مفهوم يرتبط بمقولات الخطيئة والزهد والتفخيم.

ما يعنينا هنا هو المفهوم الأول، وحضوره في فن المسرح بأشكاله التعبيرية المختلفة.

فما الذي نعنيه عندما نتحدث عن الجسد في هذا الحقل الإبداعي؟ وكيف يمكن للمسرح أن يؤثر على الطريقة التي نفكر بها حول جسد الإنسان؟ إن الجسد عنصر حيوي في الإنتاج المسرحي، لكنه ليس الوجه المادي فقط، بل المفاهيمي أيضا.

واعتمادا على أمثلة كثيرة من الأداء التمثيلي المعاصر، فإن المسرح والجسد هما نقطة انطلاق استفزازية لفهم العلاقة المعقدة المدهشة بين المسرح والجسد، كما تقول فنانة البورفورمانس الصربية مارينا إبراموفيتش.

إن الأداء التمثيلي، الذي يقوم على الجسد الإنساني وبلاغته التعبيرية، يشكّل مهد الحركة في المسرح والرقص والسينما، بل الرحم الذي خلقت فيه هذه الفنون المتداخلة.

وثمة عوامل أدت دورا مهما في المسرح المعاصر، وكان لها تأثيرها على إبراز الأداء الجسدي الحديث فلسفة وفنا وتقنيات، منها: ردة الفعل البصرية أو المشهدية على طغيان النص (أو الجانب الحواري السمعي) في المسرح، وبتأثير من السينما بوصفها فنا بصريا.

وكان ذلك ضمن اهتمامات الحركات التجريبية في المسرح العـالمي. كذلك الاهتمـام بلغة الجسد، والتكوين الحركي، من خلال الأداء الإيمائي كأسلوب تعبير مستقـل له قـواعـده الخـاصة، كمـا في تجـارب بعض المخرجين العالميين، وفناني الرقص التعبيري الذين قدموا عروضا جسورة تعتمد على تحرير الجسد من قيوده.

يضاف إلى هذين العاملين تنظيرات وتجارب عـدد من المسـرحيين الطليعيـين ذوي المشاريع البحثية والمختبرية، الذين نبذوا الحضارة الغربية الحديثة، وثاروا على المسرح التقليدي، تأثرا بالنزعة الفـوضوية، وتعلقـا بأصول المسرح، وافتتانا بينابيعه الطقسية والأسطورية النقية، وقدسيته، وخاماته البدائية التي أجهضها، أو شوهها المسرح الاستهلاكي، واللفظي، ومواضع المنطق والعقل، والتكنولوجيا، والقيم المادية، والبنية التركيبية للغة.

في المسرح الدرامي يقـوم أداء الممثـل على الجـدل بين الجسـد “الـواقعي” للإنسان/ المؤدي، والجسد “المتخيل” للشخصية الدرامية، حيث يخضع الأول للدلالة على الثاني، ومـن ثمّ فإن الحضور المزدوج للممثل (الإنسان/ الشخصية) بسماته الفيزيقية وهـو الذي يسمح لجسده أن يكون المؤسس للبلاغة والمجاز المسرحيين، وذلك من خلال تضـافر ثلاثة أسس: المعرفي، حيـث يكتسب جسد الممثـل معارف اجتماعية وأنثروبولـوجية وجمالية، فضلا عن المهارات والتقنيات التي تهيئه للتعبير بوعي وإدراك، والفيزيقي، حينما يكون الممثل واعيا بميكانيكية الجسد البشري وتشريحه، والعاطفي، حينما تكون حركة الجسد مرتكزة على دافع نفسي داخلي.

أما في المسرح ما بعد الدرامي، فإن الجسد لا يكون ناقلا للمعنى، بل في جسديته وإشارته يكمن المعنى. ويرفض المشتغلون في هذا المسرح أن يخدم جسد الممثل الدلالة، ذلك لأن المسرح ما بعد الدرامي غالبا ما يقدم نفسه كـ“جسدية مكتفية بذاتها”، تُعـرض بحدتها، وإمكانياتها الإيمائية، وحضورها المشع، وأبعادها المنقولة داخليا وخارجيا على السواء.
---------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب العدد: 10478، ص(14)]


الثلاثاء، 6 ديسمبر 2016

"الملك لير" مسرحية شكسبير في "مسرح المدينة": الانحدار التدريجي إلى الجنون

الاثنين، 5 ديسمبر 2016

«فندق العالمين»، «القراب» و «الثلث الخالي» في الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي «عز الدين مجوبي»

مجلة الفنون المسرحية


«فندق العالمين»، «القراب» و «الثلث الخالي» في الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي «عز الدين مجوبي»


اختارت اللجنة العربية لاختيار العروض المشاركة في مهرجان المسرح العربي، عرضي «فندق العالمين» و«القراب والصالحين» للمشاركة في الدورة التاسعة التي تحمل اسم المسرحي الجزائري القدير «عز الدين مجوبي»، والتي تقام من العاشر حتى التاسع عشر من جانفي المقبل بالمسرح الجهوي «عبد القادر علولة» بوهران. كما اختارت عرض «الثلث الخالي» للتنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لعام 2016. وأوصت ببحث سبل الاهتمام بتجربة مسرحية «أوديب» التي اعتنت بالعمل مع المكفوفين.

اللجنة التي تشكّلت من اللبنانية لينا أبيض، الأدرني خالد الطريفي، المصري خالد جلال وكذا العراقي عزيز خيون والمغربي نور الدين زيوال، عبّرت في تقرير قدّمته إلى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبد الله، عن تقديرها الكبير لمناخ الحرية والمسؤولية الذي وفرته الهيئة لعملها واحترام قراراتها. كما وجهت التحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، على عطائه الكبير ورعايته للمسرح العربي والعالمي. وأكدت أن العروض التي تمت مشاهدتها هذا العام، تنقل نبض الحياة العربية وتتناول أزماتها. وقد امتازت برؤى مسرحية فكرية وجمالية تعد بدورة مميزة من المهرجان.

العرض الجزائري الأوّل المختار للتنافس في مهرجان المسرح العربي هو «فندق العالمين» للمسرح الجهوي لسكيكدة من إخراج أحمد العقون وسينوغرافيا عبد الرحمان زعبوبي، وهي مسرحية فلسفية تزيل اللثام عن حقيقة الوجود الإنساني وعن حقيقة الحياة والموت، وتغوص في الهدف من وجود الإنسان على الأرض، حيث تدور وقائعها داخل مكان مجهول يسميه المؤلف «فندق العالمين»، لا أحد من نزلائه الخمسة يعلم كيف انتهى به الأمر إلى هذا العالم الغريب، ولا أحد يعلم متى سيغادره ولا إلى أي جهة سيرحل. أما مسرحية «القراب والصالحين» لمسرح العلمة الجهوي، وإخراج نبيل بن سكة، والتي حازت على جائزة أحسن سينوغرافيا في الدورة الحادية عشرة من مهرجان المسرح المحترف، فتجمع بين النص المقتبس لولد عبد الرحمان كاكي «القراب والصالحين» والنص الأصلي «النفس الطيبة» لبرتولد بريخت، في مقاربة فنية عصرية متفرّدة، تجلّت بالوصلات الكوريغرافية المبهرة، المستقاة من الخدع البصرية واستعمال الضوء والظلام لتحقيق لوحات فنية راقية.

يبعث المخرج بأرواح ثلاثة من أولياء الله الصالحين المعروفين في الجزائر، وهم سيدي عبد الرحمان الثعالبي وسيدي بومدين الغوث وسيدي عبد القادر الجيلالي، ويسخّر لهم لقاء مع أناس من الوقت الراهن، في حوار مثير، أسفر عن العديد من الرسائل التي تبنّاها المعطى الدرامي الجديد، الذي عكف عليه المخرج نبيل بن سكة بإعادة الكتابة الدرامية عن نص أصلي لعملاق المسرح الجزائري ولد عبد الرحمان كاكي. 

وتدين المسرحية الأفعال الجاهلة من شعوذة وطقوس غريبة أريد بها الخير، لأنّه لا مناص من الاستثمار الصحيح للمال، ويمكن لمس دعوة صريحة إلى إغلاق الزوايا والحثّ على العمل الصائب، القادر على تحقيق نمو اقتصادي قوي، والكف عن انتظار المعجزات التي ولّى زمانها.  هذان العملان سيتنافسان مع «خريف» من العراق، «دوخة» و»المجنون» من تونس، و»الزومبي والخطايا العشر» و»زي الناس» من مصر و»النافذة» من سوريا.

وفي سياق متصل، سيدخل المسرح الجهوي للعلمة أيضا جوّ المنافسة لقنص جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لعام 2016، وذلك بمسرحية «الثلث الخالي» التي تخرجها تونس آيت علي، وألّفها الكاتب المسرحي محمد شواط.

المسرحية وضعت هموم المرأة مركز معالجة وطرح، وذلك من خلال محاكمة افتراضية لراهن عاشته المرأة ولاتزال تعيشه، كما حاكت هموم المرأة، وأفصحت عن تراكمات البنية النفسية لها في ظل مجتمع يصر على إقصاء كيانها عمدا بأن تعيش كإنسان لها قرارها واختيارها وحرة، من خلال تساؤلات طرحتها ارتبطت بالمرأة وصورتها، حيث قدّمت لوحة خاصة لألمها الذي يختلف باختلاف معاناتها، فتتحدث عن معاناة وعذابات امرأة تجاهلها زوجها وخانها مع امرأة أخرى، ومعاناة امرأة تركها حبيبها بعد أن وعدها بحياة سعيدة، كما تحدثت عن معاناة امرأة اضطرتها الحياة للتمرد على قوانين الطبيعة والمجتمع والقوانين الإلهية، وأصبحت ترى في الزواج عائقا في ممارسة حياتها اليومية وفي تحقيق أحلامها وطموحها.

ووتنافس «الثلث الخالي» مع «الخلطة السحرية للسعادة» من مصر، و»القلعة» من الكويت، و»خريف» و»كل شيء عن أبي» من المغرب وكذا «يا رب» من العراق، و»ثورة دونكيشوت» من تونس و»العرس الوحشي» من الأردن. وفي شأن متصل، أوصت اللجنة ببحث سبل الاهتمام ببعض التجارب التي تملك خصوصية وتحتاج إلى رعاية والتفات، من خلال التفاعل وتوفير فرص التوجيه والتنمية، على غرار تجربة مسرحية «أوديب الملك، فن التأني» للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس وإخراج صادق الكبير، التي اعتنت بالعمل مع المكفوفين، حيث يبرز جمال النص المبني في العديد من مقاطعه على السرد أكثر منه على الحركة؛ مما يجعل السمع الحاسة الأساسية التي بنيت عليها أطوار المسرحية.

ويتقاسم أدوار هذه المسرحية أربع مكفوفات ومكفوفان مع مبصرين يؤديان أدوارهما مغمضي العينين، وأغلبهم هواة يخوضون تجربة التمثيل لأول مرة، تم اختيارهم حسب معايير معيّنة؛ إذ اشترط المخرج أن يتمتعوا بمستوى جامعي ويكونوا متحكمين في البراي إضافة إلى قدرات صوتية جيدة؛ إذ تقدَّم بعض المقاطع منشودة.ومن بين التجارب التي تمّ التنويه بها أيضا تجربة «هذه حكايتي» من المسرح السوداني، التي اعتنت بتوظيف الفنون التراثية، وتجربة «المزار» لمسرح الفن الحديث (سلطنة عُمان) التي اعتنت بالعمل مع المعاقين، إلى جانب تجربة «أماني» لمسرح «نورس» من السعودية التي اعتنت بمشاركة المرأة. 

-----------------------------------------------
المصدر : نوال جاوت - المساء 

محترف كيف للفنون المسرحية منهجية وإنجازات

مجلة الفنون المسرحية

محترف كيف للفنون المسرحية منهجية وإنجازات

 ناصر بن محمد العُمري - السعودية 

الراصد للمشهد المسرحي السعودي  لابد وأن يستوقفه  مايقدمه محترف كيف للفنون المسرحية الذي يصدّر موقعه الإلكتروني على الأنترنت  بهذه الجملة  "لن نكون ممن يتخذون المسرح "دكانا" ليقتاتوا على ما يبيعونه من "تهريج" وهي من العمق بما يجعلها مؤشراً لمنهجية العمل والرؤية الواضحة التي يستند إليها المحترف>
هذه التجربة  المسرحية تبدو مختلفة تماما فهي  تجمع بين ممارسات عدة منها  ماهو مسرحي  ومنها ماهو إجتماعي وعلمي وبحثي وإعلامي .
فعلى مدى عشر سنوات لم  ينحصر العمل  على العروض المسرحية فقط ، بل تجاوزه نحو منجزات متعددة على المستوى المحلي و الدولي كان ثمرتها دورات وورش عمل وملتقيات ومبادرات في محاولة جادة  لخدمة المجتمع وبناء نشاط مسرحي مؤثر وخلق أرضية صلبة لتفعيل و تشجيع الإبداع المسرحي
الفريق أنجز بقيادة الباحث ياسر مدخلي تصميما لأسلوب خاص ومبتكر على أسس علمية وفنية واجتماعية منهجية.
كما أتجه نحو التعاون مع الهيئات  المختلفة ومنها : الهيئة الدولية للمسرح وتم الاتفاق مع مكتب الهيئة الدولية الهيئة الدولية (ITI) بالمملكة العربية السعودية التابعة لليونيسكو على تقديم عدد من ورش العمل والتجارب المسرحية عبر الشراكات الإستراتيجية .
و قام بإنجاز مجلة المحترف وهي المجلة  الوحيدة المتخصصة  في الفنون المسرحية على مستوى المملكة وهي مجلة  (ورقية) فصلية تصدر عن المحترف بترخيص من وزارة الثقافة والإعلام  وأسندت رئاستها للأستاذ إبراهيم الحارثي في إشارة إلى منهج المحترف في  إستقطاب الكفاءات الفاعلة من مختلف المناطق  وأنشأ المحترف مايعرف بمرصد المسرح السعودي وهو مجموعة على موقع  الفيس بوك يجمع من خلالها أعضاء المجموعة أخبار النشاط المسرحي السعودي كما  يناقش من خلال الحساب  قضايا المسرح في مناطق المملكة العربية السعودية ومشاركات المسرحيين محليا ودوليا
ومن المبادرات التي أسهم  من خلالها المحترف  في وضع قائمة بالمسرحيين والفرق المسرحية ، لوضع إطار مرجعي لقياس حجم الناشطين في المجال المسرحي  إضافة إلى ذلك يتبنى المحترف مهرجان كيف المسرحي بهدف  تنشيط العمل المسرحي في مدينة جدة  ويقدم من خلاله للفريق موسما ثابتا كل عام ليلتقي الجميع تحت مظلة  المسرح .. على نفقة محترف كيف للفنون المسرحية
 ومن أهم منجزاته ملتقى استراتيجية المسرح بجدة وهو ملتقى يجتمع من خلاله المسرحيون برؤساء القطاعات الحكومية والخاصة المتعلقة بالعمل المسرحي وذلك لمناقشة سبل تنشيط المسرح في السنوات اللاحقة .. وهوملتقى  يقام كل سنتين ابتداء من 2013م.
 كما أنشأ المحترف مكتبة مسرحية من خلال مساهمة الأعضاء والمؤسسات والمسرحيين وأصبح لدى المحترف  عدد من الكتب الإلكترونية والورقية التي خدمت الكثير من الباحثين والباحثات في المسرح على مستوى المملكة وخارجها. 
إضافة إلى ذلك  يحرص المحترف على تبني نشاطات متنوعة تجعل منه  مؤسسة حقيقية من خلال مبادرات إجتماعية   كسفراء التطوع وذلك حرصا  من المحترف على أداء واجبه تجاه فئات المجتمع الأخرى ( الأيتام و ذوي القدرات الخاصة وغيرهم )  حيث تم التفاهم مع مجموعة سفراء التطوع على تخصيص حصة من التذاكر لهذه الفئة مجانا لتحقيق أهداف النظام الأساسي للفريق  فيما يقدم من خلال نادي يقظة منهجية مختلفة  تقوم على الاستشارة في الجوانب الثقافية و في المقابل يقدم فريق المحترف  للنادي ورش العمل و اللقاءات التي تعنى بالمسرح.
 ويعتبر مسرح العرائس وخيال الظل تجربة رائعة لنشر هذا النوع المسرحي ولعل المحترف هو لجهة الوحيدة على مستوى المملكة التي تُعنى بمسرح العرائس وتعمل على  إعادة إحياء التراث وإدماجه مع المسرح  من خلال المزاوجة بين أسلوب الحكواتي والقصص القيمة التربوية المستوحاة من شخصيات كليلة ودمنة.
وفي مجال الشراكات  تبنى المحترف اتفاقية  ومذكرة تفاهم مع  مركز باديب للدراسات والاستشارات الإعلامية تقتضي تبادل الخبرات والتعاون بشكل مستمر لخدمة النشاط المسرحي وخصوصا التجارب المسرحية التي يقدمها فريق كيف .
فيما يشكل فريق سيما للمسرح النسائي إضافة مهمة للمشهد المحلي عبر ما يقدمه الفريق من نشاطات مسرحية  بجودة وقيمة عالية ويتكون من طاقات شابة ومبدعة في مجال المسرح تقدم مسرحاً نسائياً جاداً 
 إضافة إلى ذلك  يتبنى المحترف ماعُرف بالاشتغال المعملي وأسلوب مسرح_كيف  الذي يتجه نحو  الصناعة المسرحية التي يلهم بها الجمهور فريق العمل  ثم يقوم بتقديمها للجمهور مرة آخرى كوجبة من المتعة العميقة والتي تتطلع إلى الارتقاء بالفكر الجمعي وتعزيز التشاركية والسعي  لإنضاج العمل المسرحي وعناصره .
وجاءت الإشتغالات المعملية  وأسلوب مسرح كيف متنوعة  وشملت  التجارب على الممثل وعلى النصوص  والتجارب السينوغرافية وتم تدوينها  ضمن كتاب { مسرح كيف } الذي ضم تجارب مؤسس المحترف الأستاذ:  ياسر مدخلي منذ 2006م والتي من خلالها تم التوصل إلى قراءة حقيقية وواضحة للذهنية الجماهيرية  وأثبتت أنها  تتغير بسرعة كبيرة ولكنها تؤمن بثوابت غالبا ما تكون إنسانية و أخلاقية .
تلك الجهود تجعل ما يقدمه محترف كيف مدهش على كل المستويات حيث جمع الفريق بين منهجية العمل المسرحي التي تستند إلى الأسلوب العلمي و الحراك المسرحي الفاعل والمتنوع الذي يقدمه شباب مسرحي عشق المسرح مستندا إلى الرؤية الواضحة محترف كيف بما يقدمه من جهد مسرحي وإعلامي وبحثي وبما يطلقه من مبإدرات ومايتبناه من فعاليات  يجعل من إنتاجه إضاءة جميلة في فضاء المشهد الإبداعي . 
 هذا الجهد يعكس  صورة جميلة عن إدراك المسرحي السعودي ومدى ما توصل إليه من وعي وحب وعمل ممنهج.  تبته هذه الكوكبة  التي تكونت بوعي قلما يتكرر .

جامعة قسنطينة تفتح أبوابها لأيام "سيرتا شو لفن المونولوغ

مسرحية "فن الكفاح "

مجلة الفنون المسرحية



الأحد، 4 ديسمبر 2016

الهيئة العربية للمسرح تعلن أسماء العروض التي تأهلت للمشاركة في مهرجان المسرح العربي

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح تعلن أسماء العروض التي تأهلت للمشاركة في مهرجان المسرح العربي

ـ عروض تنقل نبض الحياة العربية وتتناول أزماتها.

ـ رؤى فكرية وجمالية تعد بدورة مميزة من المهرجان.

ـ مسار ثالث في المهرجان لرعاية بعض التجارب المسرحية والتفاعل معها.



أنهت اللجنة العربية لاختيار العروض المشاركة في (مهرجان المسرح العربي، الدورة التاسعة – دورة عزالدين مجوبي) والتي ستعقد في الجزائر من العاشر وحتى التاسع عشر من شهر يناير 2017 أعمالها لاختيار العروض المسرحية العربية المؤهلة للمشاركة في فعاليات المهرجان، وقد تشكلت اللجنة من :

د . لينا أبيض – لبنان.

أ . خالد الطريفي – الأردن.

أ . خالد جلال – مصر.

أ . عزيز خيون – العراق.

د . نور الدين زيوال – المغرب.

هذا وقد عبرت اللجنة في تقرير قدمته إلى الأمين العام للهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبد الله عن تقديرها الكبير لمناخ الحرية والمسؤولية الذي وفرته الهيئة لعملها واحترام قراراتها، كما وجهت التحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح على عطائه الكبير ورعايته للمسرح العربي والعالمي، كما أكدت أن العروض التي تمت مشاهدتها هذا العام، تنقل نبض الحياة العربية وتتناول أزماتها، وقد امتازت برؤى مسرحية فكرية وجمالية تعد بدورة مميزة من المهرجان.

تفحصت اللجنة وشاهدت ملفات تقدمت للتنافس على دخول الدورة ضمن مساري عروض المهرجان وعروض تتنافس على نيل جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للعام 2016، وبلغت هذه الملفات 110 هي خلاصة 337 ملفا، مر 280 منها من خلال لجان المشاهدة والترشيح القطرية، حيث رشح منها للجنة العربية ما مجموعه 53 (ملفاً/عرضاً)، إضافة إلى (57) عرضاً وصلت مستوفية الشروط وبشكل مباشر من الدول التي لم تشكل فيها لجان مشاهدة وترشيح.

عملت اللجنة على تقسيم عملها إلى ثلاث مراحل فرز، تمت خلالها مشاهدة التسجيلات الكاملة بالفيديو لكافة هذه الأعمال، مخضعة إياها للنقد والتحليل الذي يؤسس للقرار بالتأهل، وقداستبعدت اللجنة ملفات الأعمال التي لم يتوفر فيها التسجيل الكامل، وانفتحت اللجنة في عملها على كل ما أتيح أمامها من عروض بمختلف مناهج عملها وتوجهاتها الفنية، مشيرة إلى أنها وصلت إلى اختياراتها بعد تدقيق وتأمل في العناصر التي يمكن أن تقدم جديداً في سبيل مسرح عربي جديد ومتجدد.

هذا سجلت اللجنة توصيات وملاحظات ومقترحات للأخذ بها في الدورات القادمة، منها ما يتعلق بعمل اللجان القطرية التي تعمل على ترشيح العروض المحلية، وأهمية توفير الفرص المتكافئة أمام الراغبين في التقدم والمنافسة والمشاركة؛ كما اقترحت مساراً ثالثاً من العروض يهتم بتنمية وترقية العمل المسرحي في تجارب خاصة عملت مع المعاقين، أو تلك التي تعمل على تجسير تجربتها مع محيطها الاجتماعي ثقافياً وتربوياً من خلال توظيف تراثها، وتنمية المجتمع المحلي.

وأعلنت اللجنة في تقريرها قائمة العروض المتأهلة على النحو التالي:



العروض المتأهلة للمرحلة النهائية من التنافس على جائزة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للعام 2016:

1/ “الثلث الخالي” إخراج تونس آية علي. تأليف محمد شواط. مسرح جهوي العلمة /  الجزائر.

2/ ” الخلطة السحرية للسعادة” تأليف وإخراج شادي الدالي . مسرح الهناجر / مصر.

3/ “القلعة” إخراج علي الحسيني. تأليف قاسم مطرود . المسرح الكويتي / الكويت.

4/ “خريف” إخراج أسماء هوري. تأليف فاطمة هوري. مسرح أنفاس /  المغرب.

5/ “يا رب” إخراج مصطفى ستار الركابي. تأليف علي عبد النبي الزيدي. منتدى المسرح التجريبي / العراق.

6/ ” كل شيء عن أبي” إعداد وإخراج بوسلهام الضعيف عن رواية لمحمد برادة. مسرح الشامات/  المغرب.

7/ ” ثورة دونكيشوت” تأليف وإخراج وليد الداغسني. كلاندستينو / تونس.

8/ “العرس الوحشي” إخراج عبد الكريم الجراح. تأليف فلاح شاكر/ الأردن.



العروض المسرحية المتأهلة للمشاركة في المهرجان:

1/ “خريف” إعداد وإخراج صميم حسب الله. رد زون / العراق.

2/ “دوخة ” تأليف وإخراج زهرة زموري – تياترو / تونس.

3/ ” المجنون” إخراج توفيق الجبالي . عن جبران خليل جبران – تياترو / تونس.

4/ “الزومبي والخطايا العشر” إخراج طارق الدويري – مسرح الهناجر / مصر.

5/ “النافذة ” إخراج مجد فضة. تأليف إيرينيوش إيريدينسكي / سوريا.

6/ ” فندق العالمين” إخراج أحمد العقون. تأليف إيمانويل شميت. مسرح جهوي سكيكدة/ الجزائر.

7/ ” زي الناس” إخراج هاني عفيفي . تأليف برتولد بريخت. مركز الإبداع الفني / مصر.

8/ ” القراب والصالحين” إخراج نبيل بن سكة. تأليف ولد عبد الرحمن كاكي. المسرح الجهوي العلمة – الجزائر





أوصت اللجنة الأمانة العامة وإدارة المهرجان الاهتمام بمشاركة العرض المغربي

الرحيق الأخير – إخراج ياسين احجام. مسرح المدينة الصغيرة. المغرب.

كما أوصت ببحث سبل الاهتمام ببعض التجارب التي تملك خصوصية وتحتاج إلى رعاية وإلتفات، من خلال التفاعل وتوفير فرص التوجيه والتنمية :

تجربة (مسرحية هذه حكايتي) المسرح السوداني، والتي اعتنت بتوظيف الفنون التراثية، إخراج د. سيد أحمد أحمد.

تجربة (مسرحية أوديب) مسرح جهوي سيدي بلعباس (الجزائر). إخراج صادق الكبير، التي اعتنت بالعمل مع المكفوفين ..

تجربة (مسرحيةالمزار) مسرح الفن الحديث (سلطنة عُمان) و التي اعتنت بالعمل مع المعاقين . إخراج جلال جواد.

تجربة (مسرحية أماني) مسرح نورس. السعودية. التي اعتنت بمشاركة المرأة. إخراج ياسر الحسن.



هذا وقد صرح الأمين العام للهيئة العربية للمسرح مبدياً تقديره الكبير للمجهودات والمنجزات التي قامت بها اللجنة العربية لاختيار العروض المشاركة في المهرجان، وتلك الجهود التي سبقتها من لجان المشاهدة والترشيح القطرية، وحتى تلك العروض التي تقدمت للمشاركة من الدول التي لم تشكل بها لجان للمشاهدة والترشيح، وأكد أن توصيات ومقترحات اللجنة العربية التي عملت هذا العام ستكون محط دراسة وتنفيذ، خاصة في الاهتمام والرعاية الخاصين بالتجارب المشار لها في تقرير اللجنة من السودان وعمان والجزائر والسعودية، حيث باشرت الهيئة بوضع برنامج خاص للعمل مع هذه التجارب خلال المهرجان من خلال توفير عدد من اصحاب الخبرة المسرحية الكبيرة.

الدورة التاسعة من مهرجان المسرح العربي (دورة عز الدين مجوبي) تنظم بالتعاون المثمر والإيجابي مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام في الجزائر بإشراف من وزارة الثقافة الجزائرية، وبمشاركة مع عدد من الجهات الرسمية والإدارية في الجزائر، وذلك من 10 إلى 19 يناير 2017.

السبت، 3 ديسمبر 2016

لموسم: مسرحية للدكتور محمد زيطان تعيد البعد الفرجوي للمسرح المغربي

مجلة الفنون المسرحية



لقيت مسرحية ” لموسم” لفرقة مسرح البيضاء نجاحا باهرا ، المسرحية من تأليف الدكتور محمد زيطان، وإخراج الفنان عبد اللطيف خمولي، ومن تشخيص عبد اللطيف خمولي، جواد العلمي، نادية الزاوي، وحنان الخالدي، وإدارة الإنتاج توفيق النادري، والتقني حميد كمالي في الإضاءة والموسيقى. هذه المسرحية التي تم عرضها يوم الأحد 7 غشت 2016 بمدينة خريبكة في إطار المهرجان الوطني للمسرح الإحترافي والفنون، في دورته الثالثة تحت شعار ” من أجل ترسيخ ثقافة الاحتراف، تنظيرا وتطبيقا “، أبانت عن عمق فني يزخر به المشهد المسرحي المغربي والعربي، إذ تكاملت فيه قوة النص اللغوية والحبكة البنائية للسينوغرافيا، إلى جانب الإخراج الرفيع المستوى لنص مسرحي يجمع بين الموروث الثقافي والإنسان المعاصر، وقد ساعد في نجاح المسرحية التي لاقت ترحابا كبيرا من طرف المتتبعين والنقاد الأداء العالي للممثلين .
إن مسرحيات على شاكلة “لموسم” تعطي أملا كبيرا في الإضافة النوعية التي يمكن أن يقدمها المسرح المغربي للمشهد العربي والعالمي، وتمنح ثقة للمشاهد أن المسرح المغربي ما زال بخير رغم الإكراهات التي تواجه الفرق المسرحية والممثلين.
وتجذر الإشارة أن الدكتور محمد زيطان من الكتاب المغاربة الحاضرين بقوة في المشهد الإبداعي والفني، إذ يكتب النص المسرحي عبر دربة في منعرجات النص، وتلك التجربة لم تتراكم فقط من خلال زاوية مناولته للنص جماليا وفنيا، بل أيضا من خلال مسار أكاديمي راكمه لسنوات طويلة عبر البحث والحفر في هذا الطريق الشائك، فقد أنجز إجازته في موضوع ” المسرح و التجريب / مقاربة لعتبة التجريب في المسرح المغربي “، وكذا حاصل على ديبلوم الدراسات المعمقة بوحدة البحث و التكوين :   الأشكال الفرجوية و السردية، التابعة لكلية الآداب محمد بن عبد الله بفاس في موضوع ” المسرح بين النص و العرض: مقاربة لجماليات المسرح الغربي المعاصر ” . ومن أعماله العديدة نذكر: الدالية، سيدة المتوسط، قصر البحر …


----------------------------------------------------
المصدر :الموجة 

ديفيد أويلو يجسد عطيل على مسرح نيويورك

مجلة الفنون المسرحية

ديفيد أويلو يجسد عطيل على مسرح نيويورك

عُرض على الممثل البريطاني النيجيري ديفيد أويلو تمثيل شخصية «عطيل» على خشبة المسرح مرات عدة، لكنه كان يرفض في كل مرة لاعتقاده بأن الدور سيبدو مملاً وبديهياً بالنسبة لرجل أسود مثله، لكن أسباباً عدة أسهمت في تبديل رأيه أخيراً، حيث سيمثل الدور في إنتاج حديث لمسرحية شكسبير على مسرح «نيويورك ثيتر ورك شوب» في نيويورك.

قال لصحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إن من أهم الأسباب التي دعته لتعديل موقفه، عدا عن غيابه عن المسرح لعقد من الزمن، كان التشكيك الذي لاحظه بمواقف الرئيس الأميركي الأول من أصل أفريقي باراك أوباما الذي يكن له الإعجاب، وغياب مرشح ملون للأوسكار هذا العام من قبل أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة.

ولم تعجب الأكاديمية بتصويره لدور مارتن لوثر كينغ في فيلم «سلمى»، العام الماضي، برغم الإشادة من النقاد. وقد رد أويلو بالقول أمام الجمهور في مهرجان الأفلام الدولية في سانتا باربارا: «نحن كوننا شعباً أسود تم الاحتفاء بنا أكثر عندما كنا خاضعين، عندما لم نكن قادة أو ملوكاً، أو في مركز سردنا الخاص لتاريخنا». ويضيف: «بدأت أشعر بأن القائد اللامع الذي تقدره دولة البندقية، وتسيء الظن به في الوقت نفسه، سيقدم لي فرصة استكشاف ماذا يعنيه أن يحتفي بالشخص على أساس موهبته ويسخر منه على أساس لونه».

ويؤكد أويلو البالغ من العمر 40 عاماً أن رفضه كل تلك الفترة لتمثيل دور عطيل لا يعني بأي شكل من الأشكال أنه ليس معجباً بأعمال شكسبير، لكن الأدوار التي تستثيره في مقدمتها ماكبث وهنري الخامس وكوريولانوس.

وإثر اقتناعه بتمثيل دور «عطيل» بعد أكثر من عامين من محاولات الاتصال به، كتبت منتجة المسرحية بربارة بروكلي في بريدها الإلكتروني تقول: «سيكون أداؤه أسطورياً»، فليس أي ممثل بإمكانه أن يتمتع بالفصاحة فيما هو يتناول شطيرة دجاج، لكن أويلو بإمكانه ذلك.

وقلما كان هناك تشكيك بقوته وموهبته سواء على شاشة السينما أو التلفزيون أو خشبة المسرح. يقول المخرج جيه جيه ابرامز، الذي انتج فيلماً لأويلو: «إنه نوع من ميزان مذهل بين نوع من أهمية ضمنية ونوع من خفة وضوء، جسيم غير مرئي يحيط بالكون».

-----------------------------------------------------
المصدر : إعداد - نهى حوّا - البيان

الجمعة، 2 ديسمبر 2016

صدور كتاب " سارة كين الأعمال المسرحية الكاملة "

الـكـفـيـف والــمســرح

مجلة الفنون المسرحية


                         
                                           الـكـفـيـف والــمســرح
                                                                                                 

                                                                نــجــيب طــلال

         
                         المعاق في ... معاق بفعل فاعل، أما المعاق في أوروبا 
                         معاق قضاء وقدر***          
                                   ع البــاســط عــزب *



مــدخــل أساس:
*************
لاخلاف بأن : المسرح  ممارسة إنسانية؛ حضارية باعتباره أهم أشكال التعبيروممارسة عملية لإتاحة روعة التواصل الحقيقي والحميمي، بين البشر أوالجمهور في مكان وزمن محدد ، وذلك للتفكير المشترك في قضية معينة ، لتتداخل المشاعر الذاتية بما هوموضوعي ليندمج الكل في الفكرة؛ فكرة إنسانية ؛ تلك شرنقة الفعل المسرحي ؛بكل آلياته وتقنياته الدلالية والفنية والجمالية ؛ لأنه فن مركب وشامل يعبر عن أزمة الإنسان  ويرصد مأساة العصر في شتى مظاهرها المتنوعة؛ لتفسيرها والتفاعل معها من خلال التكثيف والتأويل والتذوق و الاختزال و التعقيد والتبسيط الإبداعي؛؛؛؛؛ ليكون قابلا للتلقي والتفاعل؛وبناء على تطور حركته وتشكيل أنماطه الفنية والإبداعية؛ استطاع أن يؤثر بشكل مباشر في الحياة الاجتماعية والسياسية، فارضا سلطته  الفلسفية والجمالية، وذلك من خلال مسرحة وتفعيل كل  الأبعاد ؛ ولاسيما أن كل صراع [درامي] له منطوقه ومنظومته  ، في سياق العرض ، دونما إغفال الخبرة المسرحية التي تتأسس أساسا على مخزون التجارب والممارسة ، التي تكون المساهم في شحن الفاعل المسرحي، بخلق تصورات ورؤى إبداعية، مخالفة للمعتاد والمتعارف عليه،  من هنا فهو فـن يـأبى الميكانيكية والتنميط، باعتباره يتماهى مع نسق وفلسفات كل عصر أو بالأحرى يتقاطع معها؛ علما أنه  قابل أساسا للتجريب والتفاعل والتجديد ؛ ، وهذا منبع كينونته وسحره وجماله: والكلمات التي تقال على المسرح سوف تكون لها قوة الكلمات في الحلم؛ وتصبح اللغة َُرقيًَََُ سحرية؛ سوف يظل الصراع مركز المسرح(1)
وبالتالي فالخلاف يمكن أن يتمظهر في قضية ـ المسرح والكفيف ـ هل الظاهرة عادية جدا؛ في إطار النسق الفني والإبداعي؛ أم هونوع من التقسيم والتفيء ؟ لآن التفييء أساسا يتنافى وجوهرالابداع الذي يلامس ويجسد  هموم المجتمع، لآن الموضوع في بعده الانتروبولوجي ، مركب ومعقد، بحكم أن هناك فعل فني/ جمالي؛ وفاعل من نوع خاص[ كفيف] يتجاوزالتجارب الأساسية المعروفة لدى الممارسين والمهتمين  إلى تجارب أخرى تسهم في تقديمها شتى الإمكانات والطاقات؛ وتواجه عراقيل وصعوبات ذاتية ، ذاتية قبل أن  تكون موضوعية ناتجة ما ذكرناه. وكذا عن غياب التواصل الحق والحقيقي،لاستيعاب وإدراك نوعية الممارسة المسرحية؛ لتلك الشريحة من البشر؛ وبالتالي  فمن الصعب احتواؤه هاهنا والترصد لكل التجارب المنتشرة هنا وهنالك، و لتلافي الخلاف وشبه الاختلاف الابستمولوجي؛ فالآمر يحتاج لدراسات وأبحاث أخرى؛ على أساس القبض على خصوصيته وكيفية ممارسته وتفاعله بالمحيط العام ، وبالشريحة  التي تمتلك حساسية خاصة وزائدة عن اللزوم [ العميان]وكيف لهؤلاء تم و يتم كسر حالة العزلة عنهم، والتأثير والتأثر بالمسرح ؛والتمسك بثقافة الدمج والتنوع. جـوانية المشهد الثقافي والمسرحي ؛ علما أن القضية تنقسم لنوعين: 
1] كـفيف في المسرح
2] كفيف على المسرح
فهـذا التقسيم؛ فرضته طبيعة الموضوع الذي لا ينفلت عن[ في / على] ماهـو كائن في المشهـد المسرحي العـربي

- الكـفـيف فـي الـمسرح : 
****************
 فـمن خــلا هــذا العــنوان الفـرعي ؛ عن أصل الموضوع – مسرح المكفوفين – فإنـه يحمل وجـهـين :
أ / وجـه مـجازي والذي يناقض الوجه الحقيقي (الأصلي) باعتباره استعمل ووظـف في غـير معـناه الحـقيقي ؛ وبالتالي وضع في غــير محله  ؛ مع قرينة تمنع من إرادة المعـنى الأصلي. لكي تغـلب عـليه السلبية والسطـحية حيث من تناول الكفيف في بعـض الأعـمال الأدبية  والـفـنيـة والإبـداعـية كموضوع أو إقحامه كشخصية ضمن شخصيات الفعـل الدرامي؛ غالبا ما يقـدم بشكل غـير واقعي وساخـر ؛ حيث تعتبر تلك الصورأو الحكاية المعـروضة أمامنا مجـرد نـسخة من دون أصول حقيقية، وهي ليس لها مقابل محدد في الحياة الفعلية أو الواقعية، وذلك نتيجة عدم التعـمق في عـمق الشخصية ومتطلباتها ومـا تـعانيه حـقيقة ؛ مما يــتـم تـشويه الكـفيف ؛ حـسب رؤية ووعـي الكـاتب أوالمؤلف أو الـمخـرج سواء في المسرح أو السينما أو قبل أن يتـجـسد خارج الورق ( الـنص) ليتم مـوضعـة عاهـته لـلاستغلال ؛ لأهداف خاصة ؛ من ضمنها  إثارة الضحك. وكـذا التعامل معه على انه عاجز واتكالي أو إنسان مثير للشفـقة أو السخرية: لأن وجــود الكـفـيف في المسرح العـربي وجود حائر؛ لأنه لا يأتي الكفيف في المسرح إلا ليشعـل سياق السخرية، إلى أن هذا الضحك ليس على الكفيف، ولكن الكفيف يأتي إلى المسرح بعـبارات يسخـر بها من الآخرين، أو ليقلب الحركة الدرامية عـندما يتحول المبصر إلى كفيف، فيأتي الكفيف في سياق درامي ضيق ليزيد منه (2) وهـذا نتيـجـة الـتركيب الذهني والعـقلية الــعــربية ومـا  استـقـر في ذهـنيـتـها ؛ بأن الأعـمى مخلوق أوكـائن غـريب عنا ؛ مما يفـسر بأنه ليس هناك معاق ولكن هناك مجتمع يعـيق؛
 مما ينتـج  بوعي منـه أو دونـه  صـورا نمطية  حول الكـفيف؛ وبالتالي  فالمـبدع الـعـربي ؛ مـهما حاول الانسلاخ عـن نمطـية مجتمعه ؛ إلا ويسقـط بطريقة سـيـئـة في إظهار جانب سلبي وتشويهي؛ أبسطـها في حركات وهـمسات الكـفـيف  أو ملابسه أو الديكور الذي يتموقع فيه . دونما النـظـر هـا هـنا في التصنيف؛ لمن  يجنح نحـو الإسفاف والتهريج من بعـض المستهترين بقيم الإبــداع : لأن الأعمال الإبداعية الأدبية لم تعـط المكفوفين حـقوقهم ولم تسلط الضوء على مشكلاتهم بشكل كاف وعلى سبيل المثال نجد أن الرواية طوال القرن العشرين لم تهتم بالمكفوفين باستثناء جهود فردية تعـد على أصابع اليدين ليحيى حـقي وتوفيق الحكيم وطه حسين وآخر رواية كان بطلها من المكفوفين هي رواية ''مالك الحزين'' لإبراهيم أصلان وصدرت عام 1982 ولم تكن شخصية الشيخ حسني الكفيف رئيسية في العمل الأدبي، بينما تم تضخيمها في فيلم ''الكيت كات'' المأخوذ عن الرواية لاعتبارات تجارية (3) وهـذا يبين الفـعـل التهميشي لقضايا وهموم هاته الشريحة من المجتمع؛ وعدم الجدية في تناولها عبر جميع المستويات  منها الإبداعية والفكرية والفنية؛ وبالتالي  لم تـُقـدَّر ولم توضع في المجال المناسب من قبل الأدباء والمبدعين والدارسين علي السواء. نتيجة غياب استراتيجـية دفـاعـية واضحة ؛ فأغـلب الأعمال التي تـناولت الكفـيف؛ بشكل أو آخـر تستخدم مفردات ساخـرة وتسيئ للمعاق مادامت تصفهم بالسلبيين بـ ( العجزة , العميان, العالة....) واللعب على المفردات اللغـوية ؛ وتلفيق المقالب عليه ؛التي تستخـدم العاهة الطبيعـية بشتم الآخر دون الالتفات لآلاف المعاقين الذي يشاهـدون او يتابعـون تلك الدراما والمقصود بها هـاهـنا : الدراما بمعناهـا الواسع والتي أساسا تشمل المسرح والإذاعة والتلفزيون والسينما والإعلان. فمثلا سلسلة [انسيب ح عزوز] تتضمن شخـصيـة  - الكفـيف - ويتم وصفـه من طرف عـزوز بـ« الضهصيص» وتكررت اللفظة مرات وفي مواقع متعـددة ؛ أليس هـذا وصفا تحقيريا بكل المقاييس؟ وصف يسيء إلى ثلاثة ملايين ونيـف من المعاقين الذين  يعـيشون في المغـرب(4)أو تظهره بمظهرغـير سوي  من ضمنها مثلا قـصة - بيت لحم - ليوسف إدريس أوعلى  صورة بطـل خارق للعادة ' سوبرمان' كأمير الـظلام : لأن التشابه وصل إلى حد قيام البطل المصري بقيادة طائرة وهو كفيف في نوع من الابتذال لمشهد قيادة آل باتشينو سيارة من طراز فيراري مع إضافة رتوش مثل هبوط الطائرة وهو سالم برفقة شيرين سيف النصر دون أن يصابا بخدش رغم فقدان الطائرة لأحد أجنحتها إثر اصطدامها بجسر عبرت من تحته (5) أومتسوِّل أوجاسوس أوفي صورة مجـذوب أوأهـبل وعبيط أولص أو مجرم أوسفيـه... وبلمحة سريعة إلى مسلسل «باب الحارة» لمخرجه بسام الملا 2007: نلتقي بشخـصية «اصطيف» الأعـمى، أو الذي ادَّعى العـمى ليكون جاسوسًا ويرتكب عمليات القتل لشخصيات مهمة، وفي نهاية الأحداث يتم اكتشاف حقيقته، إلا أنه يظل يُطـلق عليه – الأعـمى- والخطر الأكبر الذي يهدد الدراما في رأيي هو حركة رأس المال الذي أصبح يتحكم بالموضوعات ويفرض رأيه في اختيارها حسب طلب السوق أو لغايات أخرى كامنة ولعلّ مسلسل(باب الحارة) هو الصورة الأمثل لتحكّم هذا المال. فلماذا يصرّ أصحاب رأس المال هذا على إنتاج تلك الأجـزاء؟ مع أن هذا المسلسل يجهل أو يتجاهل أنّ الحارة التي يقدّمها عن دمشق في الثلاثينيات هي حارة ممسوخة مشوّهة ولا وجود لها إلاّ في ذهن كاتبه (6) وهاته اللمـحة فـيها تجـنِّي مكشـوف من قبل الدراما و ظلم فادح لشريحة من المجتمع لم ترتكب جرمًا بل جاءت إلى الدنيا هـكـذا - كفيفـة - أو أصيبت به دون تدخل منها . وبالتالي يحيلنا إلى موضوع – الإعـلام والكـفيف – والذي لا يعـد فـرعـيا هاهـنا بل أساس؛ ولكن سنرجئه فيما بعـد . لـنشيـر للوجـه الثاني.
ب / الوجـه الحقـيقي:
****************
 الذي طبـعا يستعـمل فـيما وضع له في الأصل. وبـما أن المشابهـة هي العـلاقة الفاصلة بين المعـنى الحقيقي والمعنى المجازي؛ فمشابهة التناول واردة في – الكفيف والمسرح – وبناء عليـها؛ هناك أعمال تناولت الكـفيف وأظهرتـه بصورة  مقبولة وقبولها في الأوساط  الثقافية  والإبداعية؛  وأثبتت قـوتها من حـيـث التركـيب الدرامي ؛ والتفاعـل الاجتماعي والسياسي مع شـخصية الأعـمى . فالمفارقة التي تحيرالذهـن، فـقـبل الإعـلان عـن المواثيق والبنود، بالحقوق التي كفلها القانون للمكفوفين وضعاف البصر(7) كان [الكفيف] يقدم بشكل لائق و مقبول في عدة برامج إذاعية وفي المسـرح والسينما، ففي: 1944 تم إنجاز أول فيلم شخصيته كفيفة ( ليلي في الظلام) سيناريو وإخراج: توجومزراحي بطولة [ ليلي مراد/ أنور وجدي] وفي 1948 شريط (اليتيمتين) قصة وحوار أبو السعـود الابياري وإخراج حسن الإمام والذي جـسدته فاتن حمامة في دور الكفيفة. وفي 1955(أغلى من عينيَّه) و1960 (جسر الخالدين) 1962 (شموع السوداء) / 1968 (قنديل أم هاشم) الذي جسَّـد الوضع الحـقيقي والفعلي للمعاقين في المجتمع  تلك المرحلة عن رواية [ يحيي حقي] سيناريو موسى صبري إخراج كـمال عطية/1969 (العمياء) .... واستطاعت سوريا أن تخترق فضاء العميان بأساليب متعـددة مما: سجلت الدراما السورية أنماطاً مختلفة من الشخصيات التي تصدّرتها كنماذج جديدة في سياق المسلسل التلفزيوني،مراهنةً على جودة أداء الممثل الذي استطاع مؤخراً أن يقترب من يوميات الناس وهواجسهم الحقيقية... مثل«هجرة القلوب إلى القلوب» كانت شخصية الأعـمى التي تصدى لها الفنان «هاني الروماني» تسعـينيات القرن الفائت في شخصية «الشيخ هديبان» وشخصية «الشيخ علي» التي قدمها الفنان «فايز أبو دان» في مسلسل «خان الحـرير» والكاتب خالد خليفة لم يعـمد إلى هذا التنميط الحرفي لعميان بعصي ونظارات سوداء، بل ذهب نحو مفاجأة صاعقة لمشاهده عبر شخصية شاعر شاب يتعرض لحادث سير يغير مجرى حياته بالكامل، ليتصدى «عمايري» لشخصية«وائل السالم» التي ستعيش أكثر من نصف زمن المسلسل في ظلام النظرة الشاخصة نحو الخواء
لينقل لنا صاحب «مديح الكراهية» عالماً رحباً عن حياة العميان، عاداتهم، أسلوب عيشهم، طريقتهم في كسب الرزق، متنقلاً بين أسواق حلب ودمشق ليقدم الفنان الراحل خالد تاجا لجمهوره وعبر الموديل القديم للدرويش والسائل بفلسفة خاصة على مستوى آخر قدم الفنان «عمر حجـو» مؤسس «مسرح الشوك» شخـصية الأعمى بأداء نوعـي للشخـصية في «رياح الخماسين» (8)  أو مسرحية  وجهة نظـر-  مسرحية مدينة العميان – لمحمد الوادي ( المغـرب) عش العميان لأنور عبدالمغيث( مصر)-مسرحية - المكفوف-  لجبران خليل جبران ( لبنان) ففي «المكفوف» يخرج جبران عاهة «العـمى» من إطارها السلبي المعهود لينسب إليها قوى الكشف كما فعل في «يسوع ابن الإنسان»، حيث العمى لا يعدو كونه «فكراً قاتماً يمكن قهره بفكر متقد» عكس ما يحدث للمبصرين القاصرين الذين يعترفون في احد نصوصه قائلين «نحن الذين تخدرت حواسنا، ننظر في نور النهار التام، ولكننا لا نبصر شيئا». المكفوف الذي نتعـرف إليه هذه المرة يرى حد الفضح، وهتك أستار الأكاذيب (9) لكن الملاحظ بأن لإبداعية الفـكر الغـربي تجاه هاته الشريحة؛ أكثر عـمقا وسبرا في أغـوارالكفيف؛ كمسرحية – العـميان – للكاتب البلجيكي موريس ماترلنك ؛ فهـذا العمل جل المبدعـين تعاملوا مـعه؛  وفي كل تجربة يتألق عـبر زمانه ومكانه من العالم العربي تحـديدا .
بعـدما أحـييوا شخصياته فوق فـضاءات متعـددة وبجماليات مختلفة ؛ دون أن نغفل مسرحية - القيثارة الحـديدية -  لأويكينزي الأيرلند-  التي اقتبسها العديد من المخرجين ؛ وكذا العمى - لـكن الأكثر انتباها في التراث الإغريقي؛ المفارقة العجيبة بين الفلاسفة والمسرحيين؛ بحيث في المسرح الإغــريقي؛ تم الاستخدام الأمثل لفكرة الإعاقة في الدراما ؛ وإن كان المصدر الأسطورة؛ تبقى: الأسطورة وليدة الخيار المؤسس على التصور العقلي؛ وهي بمثابة الابنة الشرعية لحـلم الإنسانية؛ كما أنها تجَـسّد رغـبة الإنسان في الوصول إلى عالم يخلو من الخلل؛ ومن المصادمات التي يزخر بها الواقع في كل لحظة (10) وبناء على التصورفلقد تم توظيف شخصية الكفيف؛ توظيفا ايجابيا في بعض الأعمال؛ كمسرحية “أوديب”، الشخصية الأسطورية الملحمية التي كتبها سوفـوكلس، وضعت الحكمة على لسان الحكيم الكفيف-  تيرسياس - الذي كان يتمتع بحكمة ونبوءة. ويعـد الناطق بما يمليه الإله أبـوللون؛ أي ممثلا للدين؛ مما عوضته الآلهة من فقد البصر نور البصيرة ! وباقتضاب نجـد أن: بعـد انتهاء الأنشودة تتم مواجهة بين الملك أوديب والعراف الأعمى – تيرسياس – يطلب فيها الأول من الثاني أن يكشف له عن  أفضل سبيل للخلاص من الكارثة؛ لكن تيرسياس يمتنع عن الإجابة ؛ لأنه يعلم حق العـلم أن أوديب سيرفض تقبل الحقيقة؛ وسيأبى أن يقـربأنه المذنب الملعون قاتل أبيه ؛ وإزاء صمت العراف يثور عليه أوديب ثورة توضح لنا ما جُبِـل عليه من استعـداد فطري للغطرسة؛ وفي ثورته هذه يتهمه بالتـآمر مع كريـون  لسلب العـرش ويـعــيّره بالعـمى؛ ويَصمُه بتزييف الحـقـائق . وتبدو في هـذه المواجهة بعـض خصال أوديـب وسماته السلوكية التي نُحس معها بتهور لا مـبـررله؛ وبغـروره وتكـبره(11) 

                                                                   يــتـــبـــع

إحــــالات :


*{عبد الباسط عزب:1960}(مصر/ قويسنا:محافظة المنوفية) يعد أول مقدم برامج تليفزيونية ، 
التحق بمدارس المكفوفين( القاهرة) بعدها التحق بكلية الآداب قسم اللغة العربية وتخرج مدرساً للغة العربية بمدرسة( إمبابة الإسماعيلية الإعدادية) فقدم استقالته، حينما شعـر بالتجاهل ؛ إثر قرار إداري:  يطلب منه المسؤولون  تدريس مادة- التربية الدينية - وقتها قام بتحضير [الماجستير] في الأدب الشعبي ؛ ونالها بتفوق، وأسس جمعية [عيون الكفيف] وهوأنذاك يعمل في التجارة  والسياحة للمكفوفين، مما زار معظم دول العالم، وثم حصل على <الدكتوراه الفخرية > من جامعة ليون الفرنسية نتيجة تفوقه الشديد.وفي عام( 2004) قدم برنامج "رؤية أمل" في التلفزة المصرية،وبعدها برنامج" مهرجان نجوم العطاء" على قناة العطاء الكويتية. من أجل تشجيع المكفوفين على العطاء والتوجيه، واكتشاف المبدعين والمواهب – الكفيفة- حقق إنجاز{ مهرجان العطاء للمكفوفين} ينظمً سنوياً برعاية جامعة الدول العربية وتستضيفه كل عام دولة عربية، يترأس حزب[التحدي والارادة]  كرسالة 
للمكـفـوفـين لانخـراطهم في المجتمع والبحث عن حقوقهم الضائعة، وتحقيق أهدافهم, 
1) فـــجر المسرح دراسات في نشأة المسرح  لإدوار الخراط  دار البستاني للنشر والتوزيع القاهرة ط 1/ 2003 ـ ص60
2) مدحت الجيار في مؤتمر – الأعـمى في الأدب الأسطورة - لاتحاد كتاب مصر بالتعاون مع جمعية شمس العـقـل للمكفوفــين في شتنبر 2008
3) نــفـــس الإحـــالـــة مـداخــلة شـريف الجـيــار
4) قـيل سلسلة فكاهـية مغربية عرضت في شهر رمضان , من إنتاج قناة M2/ 2009 إخراج حـسن غــنـجـة .
5) سعيد المصري في إحباط المحاولة: جريدة البيان 20 يوليو 2002 بـقلم علا الشافعي
6) الدراما السورية وتشويه الواقع لنورالدين الهاشمي صحيفة تشرين السورية بتاريخ 10/11/2008
7) الإعلان الخاص بحقوق المعوقين اعتمد ونشر علي الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تحـت 3447 د-30 المؤرخ في 9 كانون الأول/ديسمبر 1975
8)  عميان الدراما يبحثون عـن مؤلف..! صحيفة تشرين بقلم سامر إسماعيل –  في 2013/05/29   
9) منشورات «دار الانتشار العـربي » في 2002  تقديم خليل جبران ابن عـم الأديب 
10) نظرية الدراما الإغريقية لمحمد حمدي إبراهيم ص  سلسلة أدبيات ، الشركة المصرية العالمية للنشر - لونجمان ، ط 1 ، 1994
 11) نـــفـــســـــهــا ص 189/190 - 





تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption