أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

هل يتجه المسرح المعاصر إلى السينمائية؟

مجلة الفنون المسرحية

هل يتجه المسرح المعاصر إلى السينمائية؟
يبقى التيار الرئيسي معتمداً على مزيج من الآداب والفنون

*رياض عصمت - الشرق الأوسط 

لا شك أن زمننا الراهن هو زمن التعددية في الفنون الدرامية، ولا شك أن الدراما استفادت من بقية الفنون استفادة متزايدة، سواء كنا نتحدث عن المسرح أو الفن التشكيلي أو الموسيقى أو السينما. لذلك، لا بد أن يستسلم المتفرج المعاصر لفكرة ضرورة تنوع وتعددية المدارس والاتجاهات والتيارات في الفنون الدرامية، وإلا فإنه سيصبح خارج إطار الزمن. علينا أيضاً أن نتقبل فكرة أن لكل نمط من الفن الدرامي جمهوره، وأنه لا يحق لأحد فرض نمط واحد في الدراما، تراجيدياً كان أم كوميدياً، سياسياً كان أم ترفيهياً، تاريخياً كان أم واقعياً، تقليدياً كان أم حداثياً. ويا حبذا لو يتعلم السياسيون الديمقراطية من حكمة الآداب والفنون!

ولا شك أن صدارة العنصر الأدبي بدأت بالتناقص في دراما النصف الثاني من القرن العشرين والعقد الأول من الألفية الثالثة، ليبرز دور المشهدية البصرية. لكن الأمر ما لبث أن بلغ حداً متطرفاً حاول قتل الكلمة كلياً، والاستعاضة عنها بالإيماء والرقص والموسيقى والغناء والتشكيل والسينما والكومبيوتر. وهناك مقاربات كثيرة ألغت النص المؤلف مسبقاً، واستعاضت عنه بنص وليد للبروفات، يسهم في توليفه الممثلون تحت قيادة مخرج، وربما بمساعدة مصمم السينوغرافيا. الفكرة بحد ذاتها طليعية وذات فوائد، لكن الإسراف فيها يؤدي لتسميم لفن المسرح برمته، وإلغاء لماضيه العريق. الاتجاه الأصح هو ألا تستغني الدراما عن تيارها الأساسي في الكلام، إنما تعمل على إضفاء المزيد من الاستمتاع «السمع - بصري»، عبر مشهدية مسرحية تضيف إلى الحوار عنصري الجسد والتكنولوجيا. إن رفد التيار الرئيس بالتجريب أمر مشروع، بل مطلوب لتجديد دماء المسرح في العروق الهرمة، كما برهنت تجارب عدة فيما أطلق عليه اسم «المسرح التشكيلي»، في بولندا وفرنسا على وجه الخصوص، أو في التجارب الرائدة للفنان المسرحي الأميركي جورج كوتس؛ وجميعها اعتمد منهج الحداثة والتجريد الجمالي في التشكيل والإضاءة والصوت، واستغنى كلياً أو جزئياً عن نصوص الحوار. والحق يقال، إن هناك تفرعين لمسرح التفاعل والتقاطع ما بين الفنون: أحدهما جسدي محض، والثاني تقني محض في استخدامه المكثف لوسائل الاتصال المعاصرة. والاتجاهان وليدا ما أطلق عليه اسم «مسرح المخرج»، وهو تيار شاع منذ الثلث الأخير من القرن العشرين، مستلهماً بعض كبار المسرحيين العالميين الرواد، مثل غوردن كريغ، وأدولف آبيا، وماكس راينهارت ومايرهولد. ويعمد المخرج من هذا التيار إلى تفكيك النص، ثم إعادة بنائه من جديد على أساس بصري، ويتحرك الممثلون كدمى معبرة جسدياً عن جمالية ومعنى اللوحات الدرامية المرسومة بدقة من قبل مخرج ملهم. وقد استفاد مخرجون لامعون من هذه التجارب الرائدة، ومنهم يوري لوبيموف (روسيا)، وبيتر شتاين (ألمانيا)، وروجيه بلانشون (فرنسا)، وسواهم. كما نشأ عنها نظريات وممارسات بيتر بروك وجيرزي غروتوفسكي وجوزيف تشيكن ويوجينيو باربا في «المسرح الفقير»، وسط فراغ مسرحي متقشف، يملأه حضور طقسي جسدي للممثل، بعرض احتفالي تستخدم فيه الأقنعة والهياكل العملاقة أحياناً كثيرة. اليوم، نجد أسماء عدة لامعة، نذكر منها: جوليا تيمور، وسيمون ماكبارني، وكيتي ميتشل، وريماس توميناس، وديمتري كريموف.

ماذا كان موقفنا في أقطار العالم العربي من كل هذا؟ بالتأكيد، لم يكن ممكناً الانغلاق على الذات. توزع شرف الريادة بين المغربي الطيب الصديقي، والتونسي المنصف السويسي، واللبنانيين منير أبو الدبس وريمون جبارة ويعقوب الشدراوي، والمصريين سعد أردش وكرم مطاوع وأحمد زكي، والسوري فواز الساجر، والعراقيين إبراهيم جلال وسامي عبد الحميد ويوسف العاني وقاسم محمد. بعد ذلك بمرحلة زمانية، وجدت مساهمات لاحقة متباينة الاتجاهات التجريبية، من طليعية التوانسة الفاضل الجعايبي ومحمد إدريس وتوفيق الجبالي وعز الدين قنون والفاضل الجزيري، إلى حداثية العراقيين صلاح قصب وجواد الأسدي، إلى رؤى انتصار عبد الفتاح وحسن الجريتلي، وجميعها حاولت المزج بين الأصالة والحداثة.

تلك جميعاً نباتات انبثقت من أرض خصبة، تنتمي في أعماقها إلى ملكوت الشعر، وإن كانت تستخدم لغة النثر، أو حتى لغة الصمت.

اتجهت معظم التيارات المسرحية التجريبية إلى استلهام الفن التشكيلي والموسيقى، وكثيراً ما استخدمت مصطلحات مثل «المسرحية / المعرض»، و«المسرحية / الكونشرتو»، بل وصل الأمر إلى ما هو أبعد من التصوير الواقعي أو التعبيري، ليلامس السيريالية، وليبلغ أحياناً حد التجريد المسرحي. كذلك فعلت العروض المسرحية المتأثرة بالموسيقى والرقص، بحيث إن الحركة والتعبير الجسدي صارا طاغيين أحياناً كثيرة على دلالات المعنى.

يبقى التيار الرئيسي للمسرح معتمداً على مزيج من الآداب والفنون، يعمل في انسجام وتنسيق وتآلف داخل كل عملٍ حسب طبيعته وطرازه الدرامي. وتظل الحبكة والحوار دعامتين أساسيتين للدراما، كما أن الديكور والإضاءة والأزياء والموسيقى جميعها عناصر تسهم إسهاماً خلاقاً في تجسيد الدراما. الجميع يعرف أن السينما تأثرت في بداياتها بالمسرح في أوجه كثيرة، لكنني أود أن أضيف أن المسرح تأثر خفية بالسينما أيضاً، ليس من إدماج بعض العروض السينمائية في العرض المسرحي، وإنما من خلال استلهام البناء الدرامي السينمائي نفسه في المسرح، وسريان هذا من التأليف إلى الإخراج والسينوغرافيا، وصولاً إلى فن الأداء.

وفي عصرنا الراهن، إذن، أصبحت السينما الملهم الأكبر للمسرح. فمن ناحية، نجد مخرجي سينما عالميين تفوقوا مسرحياً، ومنهم إنغمار برغمان، وأندريه فايدا، وفرانكو زيفريللي، وباتريس شيرو. كما نجد بعض كبار مخرجي المسرح نحوا إلى إبداع أفلام قيمة، ومنهم أورسون وِلز، لورنس أوليفييه، بيتر بروك وكينيث براناه. ربما كان الأهم أن النص المسرحي في عصرنا بدأ ينحو نحو استلهام السيناريو السينمائي من حيث البناء والحبكة، متحدياً إمكانات المسرح المحدودة، التي أنجبت ما يسمى «لغة المسرح»، واعتمدت على التقشف في الديكور.

وفي السنوات الأربع الماضية، أتيحت لي في الولايات المتحدة الأميركية فرصة حضور كثير من نماذج ما أطلق عليه اسم «NT - Live»، وهو برنامج ينقل تلفزيونياً بقالب فني بعض أشهر المسرحيات البريطانية من إنتاج «المسرح القومي البريطاني» أو سواه من الفرق، ويعرضها على الشاشات السينمائية الكبيرة لجمهور يقتني البطاقات مسبقاً بإقبال لافت للنظر. أذكر من بين هذه العروض التي شاهدتها، وذلك على سبيل المثال، وليس الحصر: «هاملت» من بطولة بنيدكت كامبرباتش، و«كوريولانوس» من بطولة توم هيدلستون، و«سالومي»، و«حلم ليلة صيف»، و«منظر من الجسر»، وسواها.

ولا يتناقض اتجاه التأثر بالسينما كثيراً مع نظرية بروك في اعتبار أية مساحة فارغة مجالاً متاحاً للتمثيل، أو نظرية غروتوفسكي حول المسرح الطقسي المتقشف، ولا نظرية باربا حول «المقايضة» بين ثقافتين متباينتين. نحن لا نتحدث هنا عن إدماج العرض السينمائي بالمسرح، كما كان الأمر في تجارب بسكاتور وراينهارت، التي أثرت بعمق على نظرية وممارسة برشت، وإنما نتحدث عن مسرحٍ ذي بنية سينمائية الطابع. هناك مسرحيات كلاسيكية ومعاصرة يزداد توهجها في زماننا تقوم أساساً على استلهام السيناريو السينمائي، أو الاستفادة من الصور البصرية. نذكر منها على سبيل المثال، مسرحية وليم شكسبير «هاملت»، ومسرحية إدموند روستان «سيرانو دو برجراك»، ومسرحية برتولد برشت «غاليليو»، ومسرحية فرانك فيديكند «يقظة الربيع»، ومسرحية جورج بوشنر «دانتون»، ومسرحية آرثر شنيتسلر «الدائرة»، فضلاً عن كثير من أعمال الميوزيكال، مثل: «شبح الأوبرا»، و«المسيح نجم عالمي»، و«البؤساء»، و«أوليفر»، و«إيفيتا».

وهناك نماذج عربية تأثرت أو طمحت إلى مجاراة السينما، نذكر منها مسرحية ألفريد فرج «الزير سالم»، ومسرحية محمود دياب «باب الفتوح»، ومسرحية عبد الرحمن الشرقاوي «الحسين ثائراً وشهيداً»، ومسرحية الدكتور سلطان القاسمي «الواقع.. صورة طبق الأصل»، ومسرحية محفوظ عبد الرحمن «حفلة على الخازوق»، ومسرحية سعد الله ونوس «منمنمات تاريخية»، ومسرحية ممدوح عدوان «سفر برلك»، ومسرحية كاتب هذه السطور «عبلة وعنتر»، وقد قدمت جميع هذه النصوص المتفاوتة بين التراجيديا والكوميديا بنجاح على خشبات المسرح.

وتعود بدايات التأثر المسرحي بالسينما إلى كتابين رائدين للمخرج السينمائي العظيم سيرغي آيزنشتين، هما «الحس السينمائي» و«الشكل السينمائي»، وكلاهما يتحدث عن جماليات الدراما عموماً من قبل فنان ممارس، كان له شرف الريادة في استكشاف قدرات المونتاج على التأثير العاطفي في المشاهد. وتجرأ آيزنشتين، الذي اشتهر بأفلامه المصورة بالأسود والأبيض، على التحدث باستفاضة عن الأهمية التعبيرية للألوان في السينما. وبالتالي، ليس المونتاج وحده، ولا الفلاش - باك، هما ما يميزان «المسرح السينمائي»، بل استخدام مبهر للتكنولوجيا في السينما. والواقع، منذ زمن آيزنشتين، ظهرت تجارب مسرحية كثيرة في مختلف أرجاء العالم، واحتفي ببعضها في مهرجانات عالمية كبيرة، مثل: «أفينيون» و«إدنبره» و«برلين»، استلهمت روح السينما وتكوينها أفضل استلهام، وانتقل تأثير السينما إلى المسرح، بحيث إن السينوغرافيا كانت بطل عرض الميوزيكال البريطاني «المرأة ذات الرداء الأبيض»، عن رواية ويلكي كولينز الشهيرة، ومن إخراج تريفور نن. وفي عصرنا الراهن، تصدق مقولة «المسرح سينمائي الطابع»، كما كان هناك في عصر مضى «السينما مسرحية الطابع»؛ وهذا المزيج السحري هو ما سيكوِّن مسرح المستقبل.

* كاتب سوري مقيم في الولايات المتحدة

عرض مسرحية ‘الحصار’ على خشبة مسرح الحرية في جنين

مجلة الفنون المسرحية


عرض مسرحية ‘الحصار’ على خشبة مسرح الحرية في جنين


عرض مسرح الحرية في مخيم جنين، مساء اليوم الثلاثاء، مسرحية ‘الحصار’، التي تحاكي الأحداث التي شهدتها مدينة بيت لحم في نيسان عام 2002، عندما حاصر الاحتلال الإسرائيلي كنيسة المهد لمدة 39 يوما.

وسردت المسرحية قصصا ذات طابع إنساني للذين عانوا خلال حصارهم في كنيسة المهد، وهي من أداء كل من: فيصل أبو الهيجا، ومعتز ملحيس، وحسن طه، وربيع حنني، وعلاء أبو غربية، وغنطوس وائل.

يشار إلى أن مسرحية ‘الحصار’ تعرض بدعم من الاتحاد الأوروبي، والمجلس الثقافي البريطاني، ومؤسسة ‘رودريك’، وهي من إخراج المخرج الفلسطيني نبيل الراعي، والمخرجة البريطانية زوي لافرتي.

المصدر : PNN


الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

"مهرجان المونودراما": أسئلة البدايات

"إيفجينيا" السورية: بعد الوصول إلى برلين

المسرح ضد الحرب في اليمن

مجلة الفنون المسرحية


المسرح ضد الحرب في اليمن

تعز (اليمن) - العرب 

 أقامت وزارة الثقافة بمدينة تعز اليمنية، مؤخرا، عرضا مسرحيا وفنيا، في محاولة لإحياء الفنون والآداب بالمدينة التي تُعد العاصمة الثقافية للبلاد وبعث مظاهر الحياة للتغلب على مظاهر الحرب والوضع الإنساني المتردي في البلاد.

ونُظم العرض المسرحي، ومعرض للصور الفوتوغرافية على هامش احتفالات البلاد بالذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر، بقاعة جامعة السعيد.

ويعتبر هذا ثاني عرض من نوعه تشهده المدينة، منذ اندلاع الحرب بها في منتصف فبراير 2015، بين القوات الحكومية من جهة، ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثي) وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، من جهة أخرى.

قال جلال الخولاني، مسؤول في مكتب الثقافة بالمدين، إن العرض قدم رسالة واضحة للجميع، مفادها أن شباب تعز يقفون ضد الحرب، والطغاة، والتخلف، والظلم، والجهل.

وأوضح الخولاني أن العرض المسرحي والفني، محاولة لإحياء الثقافة والفنون والآداب في المدينة، وبعث لمظاهر الحياة للتغلب على مظاهر الحرب والوضع الإنساني المتردي.

وأشار إلى أن سكان تعز، يوقنون أنهم لا يزالون في ثورة وحرب، ضد القوى التي تعيد إنتاج نفسها، في إشارة إلى سيطرة الحوثيين وقوات صالح على المدينة.

والثلاثاء الماضي، أحيا اليمنيون الذكرى الـ55 لثورة 26 سبتمبر، التي قامت ضد حكم الإمام أحمد بن حميد الدين، شمالي اليمن. واكتسبت هذه الذكرى زخماً شعبياً هذا العام، خصوصاً أن المعارضين للحوثيين يرون أن الحوثيين امتداد لحكم الإماميين.

ويحاصر مسلحو الحوثي مدينة تعز، التي تخضع معظم أحيائها لسيطرة القوات الحكومية والمقاومة.

وخلّفت الحرب التي تشهدها البلاد بين طرفي الصراع، أوضاعاً إنسانية صعبة، فيما تشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80 بالمئة من السكان) بحاجة إلى مساعدات إنسانية. ومن جهة أخرى فإن الفن هو الأكثر قدرة على تحدي الحرب.

صدور المونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) للشاعر المسرحي عادل البطوسى

مجلة الفنون المسرحية

صدور المونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) للشاعر المسرحي عادل البطوسى

  صدرت حديثا بالقاهرة المونودراما الشعرية (كِشْتِنْ) للشاعر المسرحي (عادل البطوسى) في 64 صفحة من القطع المتوسط، صورة الغلاف والصور الداخليَّة : الفنانة التونسيَّة الجميلة (أميرة بن نصر) وقامت بتصميم الغلاف الفنانة الأنيقة (هند وجيه) وضم الكتاب بالإضافة إلى النص المونودرامي الشعري (كشتن) عدة قراءات للمبدعين والمبدعات : (أ.د. صلاح جرَّار) وزير الثقافة الأردني سابقاً والأستاذ بالجامعة الأردنية حالياً (أ.د. فاضل الجاف) المخرج والمدرِّب المسرحي العالمي ـ كردستان ـ العراق (أ.د. صوفيا أحمد عباس) رئيس قسم المسرح بجامعة الإسكندرية ـ مصر (أ. شادية زيتون دوغان) مصمِّمة السينوغرافيا ونقيب الفنانين المحترفين ـ بيروت ـ لبنان (د. صبحة علقم) الأستاذ بجامعة الزيتونة ـ عمان ـ الأردن (د. سحر محمود عيسى) الأستاذ المساعد بجامعة تبوك ـ المملكة العربيَّة السعوديَّة، ويعد هذا هو الإصدار الأول تعقبه عدة إصدارات في سياق مشروع "البطوسى" المونودرامي الشعري التجريبي التجديدي الهادف لتحديث الإطار المونودرامي وتطبيقاته النصية حيث أطلق عدة مصطلحات جديدة وحداثية للمونودراما منها (المزدوجة ـ الثلاثية ـ المركبة ـ الوثائقية ـ الأوبرالية) وكتب نصاً مونودراميا شعريا مواكباً لكل مصطلح نقدي جديد كتطبيق حصري، هذا وتعد "كشتن" إستثناء في توجُّهات مشروع البطوسى الحداثي التجديدي المغاير للشكل السائد للمونودراما في المسرح حيث إلتزم في "كشتن" بخصائص المونودراما الثابتة بتقاليدها المتعارف عليها وإن كان ـ كما تشير الدكتورة صوفيا عباس ـ قد إستبدل تحديث الشكل الفني بتحديث الجوهر من خلال توظيفه للأسطورة القديمة وطرح فكر جديد والدفع بها في خضم الإشارات والتحولات والإيحاءات المعاصرة ...

فاطمة الجلاف: الورش تلبي حاجات فنية ملحّة للنهوض بإمكانات المواهب

مجلة الفنون المسرحية

فاطمة الجلاف: الورش تلبي حاجات فنية ملحّة للنهوض بإمكانات المواهب

«عام الخير» على مسرح «دبي للثقافة» بطاقات شبابية



تدخل الإماراتية فاطمة الجلاف تحدياً مهنياً جديداً، بعد توليها مسؤولية إدارة قطاع المسرح في هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، إذ يعمل القطاع على صياغة استراتيجية شاملة للنهوض بالفنون وشتى صنوف الإبداع في إمارة دبي.

استثمار المنصات

كشفت فاطمة الجلاف عن أن «دبي للثقافة» تستهدف استثمار منصاتها المختلفة لاستعراض المواهب المسرحية الشابة، خلال المرحلة المقبلة.

وأضافت: «سيكون معرض سكة، الذي يعد فعالية رئيسة ضمن موسم دبي الفني، واحداً من تلك المنصات المهمة، التي ستشهد عرض مسرحيات قصيرة، لمواهب شبابية استفادت من الورش الفنية المختلفة».

وعوّلت الجلاف بشكل خاص على الانفتاح على تجارب مسرحية عربية وعالمية، من خلال إتاحة مزيد من الفرص للاستفادة من مدارس مسرحية مختلفة عبر معايشة عروض خارج الدولة.

ضد التقليد

قالت فاطمة الجلاف، إن إحدى أبرز التوصيات التي سعى برنامج الورش التدريبية إلى التغلب عليها، يتعلق بندرة النص الشبابي الجديد، مضيفة: «على الرغم من أن روح الشباب المبدع تأبى التقليد، إلا أن الكثير من نصوص الدورات الماضية من مهرجان مسرح الشباب جاءت مقتبسة أو مستوحاة من أعمال عالمية وعربية».

وتابعت: «حرّضت دورة التأليف على استيلاد الأفكار، والاقتراب من قضايا المجتمع، بما في ذلك الاهتمامات الشبابية، فضلاً عن التمرس على فنيات الكتابة للمسرح».

الدورة الـ11.. لم تُلغ

أكدت فاطمة الجلاف أن الدورة الـ11 لمهرجان دبي لمسرح الشباب لم تُلغ، كما ردد البعض، ولكن تم تطويرها لتكون محطة لتنمية مهارات الشباب في شتى الفنون المسرحية.

وأضافت: «هناك الكثير من التوصيات التي تراكمت عبر الدورات السابقة، دون أن تتم الاستفادة من توجيهاتها، ما يعني أن الدورة المقبلة مرشحة لأن تكون أكثر نضجاً من سابقاتها».

وفي حوارها مع «الإمارات اليوم» أكدت الجلاف أنها ستسعى خلال المرحلة المقبلة إلى تحفيز الإبداع المسرحي في كل القطاعات، وفق الرؤية التي اعتمدتها «الهيئة»، ليكون لشباب المسرح الإماراتي دور بارز في حراك فني ثر ومستمر. وأضافت: «بعد مرور أكثر من عام على إطلاق (أوبرا دبي)، لايزال المسرح غائباً عن هذه المنصة التي وصل إليها الإبداع الإماراتي والعالمي في فنون مختلفة، ومن غير المقبول أن تكون الأوبرا، درة في قلب دبي، ولا يجد أبوالفنون طريقه إليها». وأشارت الجلاف إلى أن الدورة الـ11 لمهرجان دبي للشباب لم تُلغ، ولم تؤجل، كما أشاع البعض، بل تقرر أن تكون بمثابة محطة بين مرحلتين، في مسعى لاستيعاب توصيات الدورات السابقة، موضحة: «قمنا بقراءة معمقة للدورات الـ10 السابقة، ووجدنا أن هناك الكثير من التوصيات المهمة التي لم يتسن تطبيقها، بسبب عدم تطوير المهارات الفنية للمشاركين أنفسهم».

خطوة أكاديمية

تابعت الجلاف: «اعتمدت (دبي للثقافة) مجموعة منتقاة من الورش التدريبية المتخصصة، لتكون بمثابة خطوة أكاديمية وعملية لصقل مهارات الشباب، وعقدنا اجتماعات بنّاءة مع معظم المسارح الناشطة في الدولة، للوقوف على أبرز الاحتياجات الفنية، من أجل توفيرها في تلك الورش».

وكشفت الجلاف عن أن الهيئة ستنتج عملاً مسرحياً بإبداعات شبابية عن «عام الخير»، يعرض بالتزامن مع احتفالات الدولة باليوم الوطني، أوائل شهر ديسمبر المقبل، على أن يستثمر العمل الإبداعات الشابة، بدءاً من النص الفائز بجائزة التأليف، التي تعد واحدة من أبرز فعاليات الدورة الـ11. وحول أبرز الورش الفنية التي تثري هذه الدورة، قالت الجلاف: «بدأت الفعاليات بجائزة التصوير التي استقطبت 29 نصاً مسرحياً، بعضها مشاركات من خارج الدولة، إذ سيتم تحويل النص الفائز إلى عمل مسرحي، فضلاً عن ورشة متخصصة في فن الصوت، وورشة متخصصة في الماكياج المسرحي، والإخراج، والتمثيل، والأزياء، ونظمت بعض الورش بالفعل، في حين أن البعض الآخر في طور الإعداد، من أجل إتاحة الفرصة لتوفير أكبر استفادة ممكنة للراغبين في استثمار تلك الفرص المهمة لكل من يهدف إلى تنمية مواهبه وإمكاناته المسرحية».

خامات واعدة

أشارت الجلاف إلى أن قطاع المسرح في «دبي للثقافة» لن يتوانى عن الاستفادة من كل التجارب الناجحة، لمصلحة الإبداع المسرحي في دبي، موضحة أنه «إضافة إلى نتاج الورش التي ستكون عناصرها مرشحة لإنجاز المسرحية الخاصة بعام الخير، فإن العام المقبل سيتضمن إنجاز مسرحية بجهد المبدعين المسرحيين المنتمين إلى أصحاب الهمم، بالتعاون مع نادي دبي لأصحاب الهمم، فضلاً عن ترتيب زيارات تثقيفية لمسرحيين إماراتيين من أجل اكتساب مزيد من الخبرات بنتاج مدارس مسرحية متباينة». ونوهت بأن القائمين على الورش المسرحية المختلفة التي أنجزت حتى الآن، أكدوا وجود خامات إماراتية واعدة من حيث الإمكانات، على الرغم من أن ثمة مشاركين لايزالون في طور خطواتهم الأولى، ما يعني أن تخصيص الدورة الـ11، لتكون مقتصرة على الورش التدريبية، بادرة مهمة، ستؤتي أولى ثمارها في الدورة المقبلة.


-------------------------------------
محمد عبدالمقصود ــ الأمارات اليوم 

الاثنين، 2 أكتوبر 2017

الهيئة العربية للمسرح : تمديد مهلة التقديم للمسابقة العربية للبحث العلمي

مجلة الفنون المسرحية

الهيئة العربية للمسرح : تمديد مهلة  التقديم للمسابقة العربية للبحث العلمي

أعلنت الهيئة العربية للمسرح عن تمديد مهلة التقديم للمسابقة العربية للبحث العلمي ” للباحثين الشباب حتى سن 35″ إلى نهاية شهر اكتوبر 2017 النسخة الثانية( الخطاب المسرحي بين المخرج والمؤلف ) .

فتح باب الاشتراك في المهرجان “المسرحي لشباب الجنوب”

مجلة الفنون المسرحية

فتح باب الاشتراك في المهرجان “المسرحي لشباب الجنوب” 

فتحت مؤسسة “س للثقافة والإبداع” باب الاشتراك في الدورة الثالثة لمهرجان “المسرحي لشباب الجنوب”، والأول دوليا والذي سيقام في محافظة أسوان في الفترة من 17 إلى 23 أبريل المقبل.

واكد الناقد الفني هيثم الهواري، رئيس المهرجان، إن الدورة الثالثة ستكون ذات طابع خاص باستضافة الفرق المسرحية الأجنبية، بعروض مسرحية من التراث والفلكلور الشعبي; وهو ما يجعلنا نتعرف على هوية الآخرين، واوضح أن المهرجان في دورتيه السابقتين استطاع أن يحقق نجاحا كبيرا بجذب الفرق المسرحية الموجودة في جنوب ام الدنيا وتدريبها على يد كبار المسرحيين المصريين
وأضاف  أنه دعم هذه الفرق ماديا حتى يستطيعوا إنتاج عروض مسرحية طوال العام، بالإضافة إلى اقامة دورات تدريبية متخصصة في كل مجالات المسرح بجميع المدن نتج عنها إنشاء 4 فرق مسرحية من شباب يقف على خشبة المسرح للمرة الأولى ، بالإضافة إلى اكتشاف أكثر من 80 مؤلفا تم تدريبهم على الكتابة المسرحية باستخدام التراث.

من جانبه، أوضح المخرج جمال ياقوت، مدير المهرجان، أن أهم شروط الدورة الجديدة أن تكون العروض الداخلية والعربية والأجنبية قادمة من جنوب الدول وتتناول موضوعات واضحة من التراث والفلكلور، بالإضافة إلى أوضاع المرأة ومشاكلها من واقع التراث وألا تقل مدة العرض عن 30 دقيقة ولا تزيد على 60 دقيقة، كما يفضل ألا تعتمد العروض المشاركة في المهرجان علي اللغة الكلامية بقدر اعتمادها علي لغة الصورة المسرحية.

وأشار ياقوت، إلى أن يكون النص باللغة العربية للفرق المسرحية المشاركة من الدول العربية وبالانجليزية للفرق المشاركة من الدول الأجنبية.

مسرحية 'المتشائل' في بيروت تثير غضب سلطات الاحتلال

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية 'المتشائل' في بيروت تثير غضب سلطات الاحتلال


ما زالت رواية “الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل” شأنها شأن أعمال أدبيّة عديدة للأديب الفلسطيني إميل حبيبي، تعكس حالة التّراجيديا الفلسطينيّة منذ نكبة عام 1948، كما تعكس واقع الإنسان العربي المحاصر بالإحباط والطامح إلى الأمل. أما المسرحية التي تحمل نفس اسم الرّواية “المتشائل”، من إخراج الراحل مازن غطّاس وأداء محمد بكري، فقد تحوّلت إلى إحدى أهم وأنجح المسرحيات على المستوى الفلسطينيّ والعربي.

يتحدى محمد بكري الاحتلال الإسرائيلي بمكنسة على خشبة مسرح المدينة ببيروت، متجاوزا تهديدات بعض مسؤوليها وإعلامها، الذين شجعوا، بعد إعادة عرضه لعمله المسرحي “المتشائل”، على مقاضاته وصولا إلى سحب الجنسية الإسرائيلية منه إذا قرر تقديم أعماله المسرحية والسينمائية في بيروت.

يعتلي محمد بكري مسرح المدينة في بيروت وحيدا بديكور من مكنسة طويلة، يحملها معه طيلة مدة العرض الذي يستغرق نحو ساعتين، يقدم خلالها مسرحية “المتشائل” المقتبسة عن رواية الأديب والسياسي الفلسطيني إميل حبيبي بعنوان “الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل”، الطريف في العنوان هو الكلمة الهجينة التي خلقها الروائي “المتشائل” التي تعتبر دمجا لكلمتين هما المتشائم والمتفائل.

شخصية المتشائل سعيد أبي النحس، شخصية فلسطيني من عرب 48 في فترة الحكم العسكري الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين العرب الأصليين.

يمكن أن تلخص هذه الشخصية الفريدة من نوعها جملة بسيطة يقولها سعيد أبي النحس عن نفسه في الرواية؛ إذ يقول “خذني أنا مثلاً، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل. فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام. فإذا

أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل؟”.

"المتشائل" التي يؤديها الممثل منفردا عمل يعالج القضية الفلسطينية والاحتلال بأسلوب يخلط بين الهزل والدراما
وقد نجح بكري في تقديم تصور كامل للشخصية الطريفة في تفاصيلها التي تعيشها، بأداء صادق يبدأ حتى من خارج الخشبة ولا ينتهي فوقها، أداء صادق يصور مشاعر الشخصية المتناقضة، بين اليأس والأمل وبين القوة والضعف والفعل والاستكانة، وهو ما يعبّر تماما عن معاناة الإنسان الفلسطيني في دوامة من المتناقضات تحت وطأة الاحتلال. ويتجاوز محمد بكري تعبيره عن الفلسطيني لنجده يحكي عامة عن الإنسان العربي الذي تدافع في قلبه اليأس في ظل وقائع اجتماعية وسياسية جعلت من أيامه تفاصيل لا هي سوداء ولا بيضاء، لا فرح ولا حزن، حالة لذات معلقة لا أرض تطؤها.

كما هو شأن الرواية انتهج بكري مثل إميل حبيبي أسلوب السخرية أو الكوميديا السوداء إن صحّ التعبير، حيث يصعّد هواجس الشخصية التي يتقمصها، وصولا بها كما هو حالها في الرواية إلى قناعات تؤكد حتمية المقاومة. وهو ما لم يعجب سلطات الاحتلال الإسرائيلية وجعلها تأخذ موقفا متعصبا ضد هذا العمل المسرحي.

يعمل محمد بكري في الإخراج والإنتاج والتمثيل وهو من مواليد قرية البعنة العربية قرب عكا في الجليل بشمال إسرائيل. لذا يحمل مثل بقية عرب 48 الجنسية الإسرائيلية.

وهذا ما دعا وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريجيف إلى أن تكتب عبر صفحتها على موقع فيسبوك وحسابها في تويتر “محمد بكري لا يتوجب عليك أن تكون مواطنا إسرائيليا، طالما أنت تحرض ضد الدولة وتزور دولة معادية”.

وأضافت رابطا لتقرير صحافي وفيه طلبت من المدعي العام الإسرائيلي التحقيق مع بكري. وأكد المتحدث باسم وزير العدل أن طلبها قد وصل، ولكنه لم يقل إن التحقيق قد بدأ بالفعل.

الفنان نجح في تقديم تصور كامل للشخصية الطريفة في تفاصيلها، بأداء صادق يبدأ من خارج الخشبة ولا ينتهي فوقها
وكثيرا ما تتحدث ريجيف -وهي عضو في حزب ليكود الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو- ضد المؤسسات والفنانين الذين ينتقدون سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين قائلة إنهم يشوهون سمعة إسرائيل في الخارج.

لكن بكري علق في بيروت على ذلك قائلا إنه لا يصدق ولو كلمة واحدة من الكلمات التي تنطقها ريجيف، مضيفا أنه لا يخشى الاعتقال؛ “أنا أخشى الله فقط، ولا أخشى الإسرائيليين ولا الحكومة الإسرائيلية، وبالطبع لا أخشى ميري ريجيف”.

وأرجع بكري غضب إسرائيل على أعماله إلى كونه منحازا إلى القضية الفلسطينية، وقال “كل أعمالي منذ بدأت الاشتغال في الفن، تدافع عن قضيتي وشعبي، (قضيتي) التي ضمنتها كل أعمالي المسرحية والسينمائية. لا أملك سلاحا ثانيا أحارب به، لكن إسرائيل ترفضني لأنها تلغي الآخر”.

وبهذا السلاح قدم محمد بكري مسرحية “المتشائل” التي يؤديها منفردا، وهي عمل يعالج القضية الفلسطينية والتشريد والاحتلال بأسلوب يخلط بين الهزل والدراما.

وإضافة إلى مسرحية “المتشائل” التي تم عرضها على مسرح المدينة في بيروت أخيرا، ستعرض على مدى الأيام السبعة سلسلة من أعمال بكري الفنية والسينمائية في مسرح المدينة ودار النمر للفن والثقافة، احتفاء بالفنان الفلسطيني.

ومن بين الأفلام المقترح عرضها “حنا كي” الذي مثل فيه بكري دور البطولة، والفيلم الوثائقي “من يوم ما رحت” وفيلم “زهرة” وفيلم “1948” و”عيد ميلاد ليلى”. وسيختتم الأسبوع السبت القادم بفيلم “ما أكبر الفكرة”.

------------------------------------------
المصدر : العرب 

المخرج والممثل عزيز خيون حياة الفنان العراقي الآن بأنها “صعبة ومُرّة” بسبب الظروف السياسية والاقتصادية

مجلة الفنون المسرحية

 المخرج والممثل عزيز خيون حياة الفنان العراقي الآن بأنها “صعبة ومُرّة” بسبب الظروف السياسية والاقتصادية 


سامح الخطيب- العرب

قدم المسرح العراقي على مدى عقود مضت الكثير من الأعمال المهمة، من خلال نشاطات فرقه المسرحية وحتى من خلال رعاية المؤسسة الرسمية للنشاط المسرحي، ما خلق حراكا هاما، لكن مع تراجع دعم الدولة، ومع تغير الواقع المنهك بالحروب المتعاقبة، ومع الغزو الأميركي للعراق سنة 2003، تراجع المسرح العراقي بشكل كبير، ولم تعد من فضاءات مهيأة للعمل المسرحي، وشح الدعم، ما حدا بالكثير من المسرحيين العراقيين إما إلى الهجرة أو الابتعاد عن الفن. هنا حوار مع واحد من أهم المسرحيين العراقيين عزيز خيون، حول واقع المسرح العراقي والعربي.

يصف المخرج والممثل عزيز خيون حياة الفنان العراقي الآن بأنها “صعبة ومُرّة” بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي تعانيها بلاده، لكنه رغم ذلك يتمسك بوطنه، ويملك دوما مشروعا فنيا يسعى من أجل تحقيقه.


معاناة الفنان

يقول خيون الذي ولد في إحدى قرى الرفاعي بمحافظة ذي قار في جنوب العراق عام 1947 في مقابلة معه إن “حياة المواطن العراقي والفنان العراقي بشكل خاص باتت صعبة، حياة مرة، لما يتهدده من أخطار وما يعانيه لتدبير شؤون حياته اليومية”.

ويضيف “أحتاج إلى سقف يأويني، أحتاج إلى مدخول يومي يكفيني لعائلتي، ويكفي أن أعيش بكرامة، أحتاج حرية واحتراما، هذا الحد الأدنى من المطالب والاحتياجات للأسف لم يتحقق، لكن هذا لا يعطينا عذرا في أن نغادر العراق كما يفعل البعض، إنما يمنحنا صبرا وعنادا ومقاومة في أن نلتصق بهذا التراب أيا كانت الظروف”.

ويتابع خيون قائلا “العراق ليس سوبر ماركت ولا فندقا تغادره متى شئت أو حقيبة تحركها أنّى شئت، هذا وطن في هوائه ومائه وفي ناسه ومراعيه، وأنا أفتخر أني تعلمت بهذا الوطن ونشأت فيه”.

العراق كان يملك أكثر المسارح تحضرا وتقدما بالشرق الأوسط حتى الغزو الأميركي 2003 الذي دمر هذه المسارح
تخرّج خيون في أكاديمية الفنون الجميلة بالعراق قسم المسرح 1972/ 1973 وعمل في بداية حياته بالإذاعة ومنها إلى المسرح، ثم السينما والتلفزيون ليقدّم حتى الآن أكثر من 70 مسرحية، إضافة إلى رصيد وافر من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية.

ويعتبر خيون حرصه وإصراره على تعلم الفن بالعراق في نهاية الستينات ومطلع السبعينات من القرن الماضي أحد روافد فخره واعتزازه ببلده، وهو ما لمسه لاحقا في عيون الكثير من زملائه العرب والنقاد.

يقول “في إحدى المرات بمهرجان بغداد التقيت الناقدة المصرية الراحلة نهاد صليحة، وسألتني في ندوة عقب العرض المسرحي، ‘أنت خرّيج إنكلترا أم روسيا؟’، فأجبتها، بل خرّيج العراق، فقالت حينها.. إذن يجب أن نصفق لك مرتين، مرة لأنك قدّمت عرضا أدهشنا ومرة أخرى لأنك خرّيج العراق”.

وعن الحركة المسرحية حاليا في العراق وحجم الإنتاج وجهاته يقول خيون إنه بالسابق كانت الدولة هي المنتج الأساسي وتقدّم أعمالا مميزة، وتأتي الفرق المسرحية العربية وتتسابق للمشاركة بمهرجانات العراق والفوز بجوائزه، لكن ذلك تغير منذ حصار العراق مطلع التسعينات من القرن الماضي.

ويضيف “بلد كل ميزانياته تذهب للطلق والسلاح، كل استراتيجياته المصممة لبناء عراق متحضر لم تنجز. كنا نملك أكثر المسارح تحضرا وتقدّما بالشرق الأوسط حتى الغزو الأميركي (2003) فدُمرت هذه المسارح. الآن لا نملك إلا مسرحا واحدا هو الوطني وهو غير صالح للعرض”.

ويتابع قائلا “إذا سألتني، هناك مسرح في العراق الآن؟ نعم لكنه ليس المسرح الذي كان، ولا طموحنا نحن كمسرحيين.. هو مسرح في مظلة حرب، فلا توجد ميزانيات للقطاع الحكومي وحتى الفرق الخاصة جميعها انتهت وأصحابها راحت بيوتهم”.

ولا تقف معاناة الفنان العراقي اليوم داخل حدود وطنه بل تمتد إلى محيطه، فيجد أغلب الفنانين العراقيين العقبات والعراقيل عند كل محاولة للتواصل مع الآخر وتقديم فنه خارج العراق.


مشروع فني

يقول خيون “الفنان العراقي يعاني معاناة كبيرة اليوم حتى يدخل أي بلد أو يحصل على تأشيرة السفر. ننتظر بالأيام والأسابيع للحصول على تأشيرة، وبعد الحصول عليها والسفر، نجد بانتظارنا نظرات ترقب وأوامر بالانتظار بالساعات في المطار، حتى تتم المراجعات الأمنية والإجراءات الأخرى. خاصة بالدول العربية حيث الظرف الأمني غير مطمئن فنحن الآن بمنطقة حرب. سوريا مشتعلة والعراق مشتعل وليبيا مشتعلة وكذلك اليمن. كل هذا لا يمنحك الضوء الأخضر للقاء بأخيك العربي”.


الفنان لا يمكن أن يحيا دون مشروع فني يعمل على تحقيقه وإخراجه للنور حتى ولو تكبد المشقة والمعاناة من أجله
من حسن حظ خيون أنه استطاع القدوم إلى مصر هذا الأسبوع لتقديم عرضه المسرحي “عربانة” من إنتاج الفرقة الوطنية للتمثيل للمشاركة في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي.

ويتناول العرض حياة “حنون” ذلك الرجل الذي يجرّ عربة خشبية بشوارع العراق بحثا عن الرزق، إلا أنه وفي لحظة يأس يشعل النار في نفسه، مثلما فعل الشاب محمد البوعزيزي أيقونة الثورة التونسية التي أسقطت حكم زين العابدين بن علي في 2011. وبعد أن يموت يأتيه الملكان منكر ونكير بكتاب أعماله الذي يسترجع معه حياته كاملة، ومعها تاريخ العراق من حروب ودمار وقهر على مدى عقود.

وعن هذا العرض يقول خيون “دائما أحرص سواء كان العمل من إخراجي أو أن أكون ممثلا فيه أن يتحدث العمل عن العالم من خلال خصوصية. أتحدث عن الهمّ الإنساني لكن من خلال هويتي كعراقي أو سوري أو مصري لأن الهمّ الإنساني واحد لكن الجغرافيا هي التي قسمتنا”.

ويضيف “لذلك إذا نزعت اسم المسرحية ‘عربانة’ ووضعت أي اسم آخر واستبدلت اسم البطل حنون بأي اسم آخر ستجد ذات الهموم وذات المشاكل والآلام”.

ورغم رصيده الكبير بالمسرح إلا أن خيون يقول إن أعماله التي منعت من العرض أكثر من التي شاهدها الجمهور وإذا كان ذلك في السابق بسبب أرائه واختلافه مع النظام السابق الذي غادر البلاد أكثر من مرة بسببه، فهي الآن بسبب الظرف السياسي والاقتصادي بالعراق.

يقول “حالي مثل أي مبدع أو فنان بالعراق، أعمالي تأخرت كثيرا الآن على مستوى مشروعي كمخرج، صرت مثل الكاتب الذي يكتب رواية أو الشاعر الذي ينتهي من مشروعه ويضعه على الرف وينتظر”.

ويضيف “من المفارقات أن أكثر الأعمال أنتجها لي المعهد الثقافي الفرنسي وأحيانا السفارة الألمانية. وقليلا ما أعانتني وزارة الثقافة العراقية”.

ورغم هذه المصاعب يؤمن خيون بأن الفنان لا يمكن أن يحيا دون مشروع فني يعمل على تحقيقه وإخراجه للنور حتى ولو تكبّد المشقة من أجله. وكشف عن امتلاكه عدة مشاريع في اتجاهات مختلفة.

يقول “فنان دون مشروع، هذه مفارقة. حياة الفنان الآن مهددة ومدمرة لكن هذا لا يعفيه من أن يكون له مشروع. هو اختار أن يكون مسرحيّا، لا نجارا، ولا حدادا، ولا أستاذا جامعيا، ولا موظفا.. أنت مسرحي وعليك أن تحقق ذاتك”.

ومن بين أعمال عزيز خيون المؤجلة نص مسرحي بعنوان “نقش حنا” ونص آخر مأخوذ عن عمل للروائي اليوناني سوفوكليس مكتوب برؤية معاصرة، كما يتطلع إلى تقديم عمل عن شخصية السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب أخت الحسن والحسين حفيدي النبي محمد، لكنه سيقدّمه من منظور إنساني بحت وليس من منظور ديني.

كما يستعد لإصدار ديوان شعري بعنوان “عراقي” وكتاب يتضمن تجاربه ومشاهداته وآرائه في المسرح والحياة تحت عنوان “عش النورس” يقول إنه استمد اسمه من طائر النورس الذي يعيش فوق الماء ولا يملك عشا. ويقول خيون “أنا أيضا حياتي قلقة وغير مستقرة مثل النورس لا أملك عشا”.



قواعد العشق .. الروحانية علاج العالم

مجلة الفنون المسرحية


قواعد العشق .. الروحانية علاج العالم

"فلا قيمة للحياة من دون عشق. لا تسأل نفسك ما نوع العشق الذي تريده، روحي أم مادي، إلهي ام دنيوي، غربي ام شرقي .. فالانقسامات لا تؤدي الا الى عديد من الانقسامات. ليس للعشق تسميات ولا علامات ولا تعاريف.. إنه كما هو نقي وبسيط"..هذه الكلمات التي يرددها الدرويش شمس التبريزي هي أحد قواعده التي يحاول ينشد من خلالها عالم أكثر روحانية وحبا.

لماذا قواعد العشق الـ40؟
يبدو أن رواية قواعد العشق الأربعين أصبحت أحد المصادر المهمة للاقتباس في المسرح المصري،  اﻷمر الذي يطرح تساؤلا حول اختياراها.
جزء من الرواية يحكي عن عصر سادته روح التعصب والنزاعات الدينية، بشر شمس إلى روحانية عالمية شاملة، مشرعاً أبوابه أمام جميع البشر من مختلف المشارب والخلفيات.

وبدلاً من أن يدعو إلى الجهاد الخارجي، الذي يعرف "بالحرب على الكفار"، الذي بشر إليه الكثيرون في ذلك الزمان، بشر الرومي إلى الجهاد الداخلي.

هذا الملخص يجعلنا نجد الجواب "لماذا قواعد العشق الأربعين" فالعالم العربي في الوقت الأخير أصبح يسيطر عليه النزاعات والتعصب والحروب، هذا الأمر الذي يجعل الرواية مرجع لكثير من المخرجين الشباب.

 بين النص والعرض

في عرض كلية حقوق عين شمس والذي ساهم في المهرجان التجريبي للمسرح  في دورته الـ24، اعتمد المخرج على جزء واحد من الرواية التي  تدور في  زمنين مختلفين الأول من خلال شخصية إيلا وعائلتها الذين يعيشون في ولاية ماساشوستس في الزمن الحاضر والعام 2008  والثاني في القرن الثالث عشر ميلادي حيث يقابل الشمس التبريزي بتوأمه الروحي مولانا جلال الدين الرومي.

تبدأ أحداث المسرحية من رحلة  شمس التبريزى التي تمتد من سمرقند وبغداد، إلى قونية التركية، والذي طلب من الله أن يساعده لأن ينقل حكمته التي جمعها من تنقلاته وطوافه في أرجاء العالم إلى الشخص المناسب، فطلب منه ملاكه الحارس أن يمضـي إلى بغداد يقابل برفيق جلال الدين الرومي.
في عام 1244 ميلادي، التقى الرومي بشمس الدرويش الجوال وقد غير لقاؤهما هذا حياة كل منهما، وبعد لقاء الرومي بهذا الرفيق الاستثنائي، تحول من رجل دين عادي إلى شاعر يجيش بالعاطفة، وصوفي ملتزم، وداعية إلى الحب، فابتدع رقصة الدراويش، وتحرر من جميع القيود والقواعد التقليدية.

فضاء المسرح 

اعتمد العرض الذي عرض في مسرح العرائس ، على عدد من التقنيات التي ساعدت في تحول الفضاء باستخدام الإضاءة وبعض الاكسوارات إلى أماكن مختلفة تدور في الأحداث منها "بيت الرومي، السوق، الحانة".
وفي عدد الأحيان كانت تقسم خشبة المسرح إلى عدد من الأماكن المختلفة للتشابك الأحداث، فتاره فضاء فتاه الليل التي تسعى التخلص من حياتها، وفي نفس الوقت نجد جلال الدين وشمس التبرزي في وسط المسرح غارقين في عالمهم الخاص، وفي الناحية الأخرى يجلس حراس السلطان وغيرهم والداعية الذين يحاولون التخلص من شمس التبريزي.

واعتمد المخرج على تقنية المنولوج ليعرف الجمهور على الشخصيات ومشاعرها وما يدور داخلها، مثل مشهد زوجة جلال الدين الرومي عندما تحكي ديانتها الأصلية وهي المسيحية، وعن تغير زوجها بعد تعرفه على شمس التبريزي.

الموسيقى والأغاني 

 كانت الموسيقى والأغاني دور مهم في نقل الأجواء الروحانية التي يسعى العرض للوصول للمتلقي  ومنها رقصة "السما" الذي يقدمها عدد من الممثلين في نهاية العرض، فضلا عن الحضرات الصوفية كان لها حضور مؤثر خلال العرض.

 الروحانية علاج العالم 

"إذا أراد المرء ان يغير الطريقة التي يعامله فيها الناس، فيجب أن يغير اولا الطريقة التي يعامل فيها نفسه" كانت هذه القاعدة سبب في تبديل الشخصيات لتكون أحسن وأن تبحث داخلها عن نقطة نور، يتحولون بعد ذلك إلى أعضاء في رقصة الدراويش،  وهو  الرقص الدائرى لمدة ساعات طويلة، حيث يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحى فيتخلصون من المشاعر النفسانية ويستغرقون في عثر كامل يبعدهم عن العالم المادي ويأخذهم إلى الوجود الإلهي كما يرون.

 ينتهي العرض بمقتل شمس التبريزي، لكن لم تكن هذه النهاية بل  تخليد  لقواعد العشق الـ40.


----------------------------------------------
المصدر : مصر العربية 

الأحد، 1 أكتوبر 2017

الأنوثة الغامضة وتيجان القهر الكبرى في المونودراما الشعرية المزدوجة “يارا جويا”

مجلة الفنون المسرحية

الأنوثة الغامضة وتيجان القهر الكبرى في المونودراما الشعرية المزدوجة “يارا جويا”

*مشلين بطرس

من خضم مسرح حياة البشرية الموبوء بكل أمراض الوحشية والتوحش، الذي سيؤدي إلى إنقراض الإنسان من على وجه هذه الأرض ، يأتي الأستاذ عادل البطوسي على خشبة مسرح الفن- تلك الخشبة التي مازالت صامدة رغم كل محاولات التحطيم والإلغاء التي حاربتها منذ النشأة الأولى لها حتى يومنا هذا ـ وكأن إنساننا وخاصة في الوطن العربي لايستحق أن يرتقي إلى إنسانيته الحقة ـ واضعاً أول مونودراما شعرية مزدوجة بعنوان “يارا جويا” لتفتح الفضاءات المسرحية والشعرية والموسيقية على أسئلة كونية تدخلنا إلى عوالم لا يسبر لها أغوار، تحيلنا إلى الغوص العميق في محيطات الماورائيات الصوفية اللامحدودة .. فمن لوحة هذا الكتاب للفنانة التشكيلة اللبنانية "شنتال منعم" نجد التماهي في الوجه المزدوج للمؤنث والمذكر والذي هو “يارا جوايا ” متماهياً مع لوحة دافينشي الشهيرة ألا وهي”الموناليزا” وكأن هذه المونودراما تشير إلى ما أشارت إليه الفلسفة الطاوية قبلاً وهو "أن الأنوثة الغامضة التي لا تموت ، رغم أنها تصبح الكون بأسره ، إن نقاءها غير المدنس لا يغيب أبداً، رغم أنها تتلبس أشكالاً لا تحصى. فإن جوهرها الحقيقي يبقى بكرا"ً ..
تبدأ المونودراما بشخصية “يارا” التي ترافقها في بداية العرض المرآة، وما المرآة إلا بعداً من أبعاد شخصيتنا البشرية ، لتروي لنا مأساتها مع ذلك النحات الذي كان هو السبب في مصائبها على حد قول شخصية يارا، فالنحات، وما أدرانا من هو ذاك النحات؟؟ ربما يكون هو ذاته "بغماليون" الذي إنبهر بما صنعت يداه من تمثال لإمرأة عشقها وتمنى فيها نفخ الحياة ، وقد أنجبت له تلك المرأة طفلة أسمتها "بافوس" وهو اسم تلك الجزيرة التي عاش فيها "بغماليون" في ذاك الزمن ، ومنه نرى أن ” يارا جويا ” مونودراما شعرية جاءت ببنية فنية حداثية ، ورؤى فكرية مكثفة تحمل في دلالاتها أكثر من مجرد مغزى وحيد يرافقه صور من الواقع البحت بكل تعقيداته وتناقضاته ، بلغة شعرية إنسيابية ، بسيطة رغم عمقها، واضحة رغم غموضها، تتبعها أنغام تتموسق مع سياق العرض ومع رقصات تحلق بنا إلى فضاءات ليس لها حدود، وذلك برفقة تماثيل تقوم الشخصية على المسرح باستنطاقها من خلال تغيير النبرة في صوت الممثل ليلائم منطوق الدور الذي يدل عليه كل تمثال على خشبة المسرح، مما يكشف لنا مفهوم المسرح لدى البطوسي، بأنه حياة حقيقية تدمر الواقع في الحياة خارج المسرح لتعيد بناءها من جديد على خشبة المسرح .. وكما قال "دافنشي" : “من يستطيع الوصول إلى النبع لا يشرب من القِدر” يتركنا المؤلف في حيرة من أمرنا في من نصدق من شخصيتي المسرحية، ونتعاطف مع "يارا" في البداية وننحاز لها ، لنجد في النهاية أن "جويا" أيضاً يعاني من مأساة كبيرة في حياته، ” فما أفظع أن تأكل أمك لحمك / أن يأكل إبنك لحمك/ العالم يا قوم يتاجر بمجاعات المسكونة”. .. و" لأن تيجان القهر الكبرى/ لم تقدر أن تخرس جيفارا / مانديلا / لم تقدر أن تخرس لوركا / نيرودا / لم تقدر أن تخرس راسل / روسو/ بيكاسو/ ديلاكروا" و.. لأن الرقص فقط الرقص هو الذي أوقف الألم مثلما قال "زوربا" يرقص "جويا" رقصة اليوناني، فكلا النور والظل هما رقصة الحب – يقول "الرومي" – مصفقاً ، "ويُخرج الإنسان من البيضة نصف الجذع ، ويجاهد كي يخرج للمجهول من العدم، الرأس كقمر مخسوف يبزغ بدماء تهطل من رحم البيضة….” “ ولأن ما يبحث عنه الرجل المتقدم هو داخل نفسه” كما قال "كونفوشيوس" يأخذ جويا النحات قراره بأنه "لن يحيا أبداً كالدمية في هذا الزمن الدمياتي"…! يردد ذلك بصوتٍ قوي إلى أن يتلاشى .. ويُسدل الستار...!!!


*مشلين بطرس ـ كاتبة وناقدة سورية

السبت، 30 سبتمبر 2017

إحنة السبب يا أحلام

مجلة الفنون المسرحية

إحنة السبب يا أحلام

عبد الحميد الصائح

أينما تحط (أحلام عَرَبْ) تجد المسرح ، يصبح المكانُ مأهولاً بالأرواح والناس حتى وان كان فارغا ، المساحات عظيمة فخمة وإن كانت بسيطة متواضعة، والناس منشغلين بالحياة حتى وإن كانوا جَمادا ، المناخ موسيقى مهما كان وجوماً ، والخير كل الخير وإنْ كان قحْطاً ، أحلام عرب تستفزك في غيرتها على الفن ، وتُغّير نظرتك عن التمثيل والاخراج والرقص والموسيقى بعد أن أصبح ماركة مسجلة للفاشلين وتجار التذاكر وقناصة فرص المتعة العابرة .
تعرفت الى الفنانة أحلام عرب مطلع عام 1984 وانا طالب في المرحلة الثانية من اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ، وكان اسمها ساطعا في اداء أدوار لمسرحيات عالمية شهيرة اثناء دراستها او بعد تخرجها وانتقالها الى المملكة المتحدة بداية الثمانيات ثم عودتها ثانية الى العراق ، أعمالها واثارها تتداول في الاوساط الفنية بشكل يدعو الى الفضول في معرفة هذه الساحرة عاشقة المسرح والمجنونة به، حيث برعت مخرجة في الانسان الطيب لبرخت والصوت الإنساني لكوكتو وممثلة كبيرة في اعمال خالدة مثل الاله الحاسبه لالمر رايس والإسكافية العجيبة للوركا وفي اوديب ملكا لسوفولكيس وعطيل شكسبير وفينوس واودينيس لشكسبير ايضا، وصندوق الرمل لالبي وتسمون اكوتاجاوا والباب ليوسف الصائغ ودزدمونه لسعدون العبيدي وطرطوف لموليير 
سيرة لاتتوقف من نبش النفس البشرية واشاعة المسرح كالهواء والخبز وهي تقدم مسرحا للايتام ومسرحا للطفل ومسرحا للفرجة ... معلمة واستاذة ورفيقة لجميع الاطفال والمبدعين في العراق والعالم العربي . عام 1986 حصل أن كتبتُ عملا مسرحيا اسمه ( الخروج دخولاً) فاجتمعنا أحلام وصديقانا المشتركان الفنان الخالد عبد الخالق المختار ، والمبدع حكيم جاسم وأنا . كنا شبّانا مندفعين وكانت أحلام تدفعنا لمزيد من التصعيد والتمرد على مانرى، وانجزنا ذلك العمل الذي عرض عام 1987 في مهرجان المسرح التجريبي الذي اقامة منتدى المسرح بعد انتقاله من دائرة السينما والمسرح الى منطقة السنگ كاول مهرجان باشراف الفنان الكبير والمربي الحالي مقداد مسلم. حيث قام المختار باخراجه وادى ادواره حكيم واحلام ببراعة شهد لها كبار الفن المسرحي العراقي وحصد جائزة افضل عمل في المهرجان .
لا اعرف لماذا استذكر ذلك بحذر أمام ماتفعله احلام عرب وامامها هي شخصياً ، جهودها لبعث الحياة في المسرح من العدم تحمّلنا ذنوبا كوننا هجرنا هذا الفن الرفيع لصالح الحياة النمطية المعتادة المملة التي لا روح فيها .
ذكّرني هذا وانا افاجأ يوم الثلاثاء الماضي بدعوة كريمة لارى ما قامت به احلام عرب ، وهي تخرج عملا مسرحيا في الشتات – في المنفى – في لندن – عملا عراقيا صرفا وبممثلين يشكلون كوكبة من الامل والاصرار على حياة اعمق من الحياة التي يرونها.. ينتجون عملا يتحدث عن الازمة العراقية المعقدة في السياسة والمجتمع والحياة ، جدلية النتيجة والسبب ، مسؤولية الانهيار وغياب القدرة على التوازن الاجتماعي ، دور الانسان في صياغة ذاته ، وانهيار الانسان امام جبروت السلطة والخوف وتاثير الدعاية ، شيزوفرينيا العادات ومقالب العقائد وفوضى الرغبات والمصالح التي تذل الانسان وتعقم قدرته على التغيير ، لتجعل الشعب المستكين بمواجهة ذاته ، الذي يكابر في التبرير وتكرار الخطأ وسوء التقدير والاختيار والتهرب من المسؤولية ليقول اخيرا بعد ان تحاصره افكار المسرحية .. نعم .. نعم .. (احنة السبب ياحميدة) .. (احنة السبب يا أحلام) . احنة السبب ايها الطاهرون منتجو هذا العرض الغني الجميل .. كل ذلك عبر مشاهد ذكية واداء متقنٍ فخم بادوات بسيطة متاحة وقاعة متواضعة وفرها لهم بيت العراقيين المنتدى العراقي يتحرك على أرضيتها نجوم كبار باسمائهم وأرواحهم ووطنيتهم وتواضعهم، كفاءات كبيرة ، الكاتبة المبدعة الكبيرة حميدة العربي مؤلفة العمل الذي جاء بلغة جذابة وصياغات شعرية بسيطة عميقة حكائية لايديرها الا ماهر في الاتجاهين الشعر والدراما، والفنان الممثل البارع المتألق غالب جواد ، ومفاجاة العرض الشاعرة الكبيرة ريم قيس كبة ، التي قالت لي ، ان احلام عرب اعطتني مفتاحا اخر للفردوس بهذه الفرصة ، الملحن الكبير ، وصاحب الصوت العذب والالحان الشهيرة ، تايبين – ولو تزعل - لياس خضر واغاني قحطان العطار ، الفنان نامق اديب الى جانبه الموسيقي الشاب مازن عماد والتشكيلي عماد الراوي والطبيب علي عاجل والاعلامية ميديا وسالي الدليمي وعامر العراقي والناشطتين البارزتين فائزة المشاط وياسمين طحين ، ومرام المثابرة طالبة الدراسات العليا في جامعة كارديف التي تقطع مسافات طويلة وتدغه تذاكر مواصلاتها المكلفة كي تحضر تمرينا في هذه القاعة ، وحسن ومريم ومروة ومعهم من الصومال عبد الله احمد ومن انكلترا تاشا التي تؤدي دور الزوجة الرابعة الانكليزية التي يتزوج منها غالب جواد لتتعقد حياته كما يروي العرض، مثابرون متطوعون اخرون وراء العرض شروق العاني للادارة وللديكور وملحقاته هشام رزاق واصيل حبيب وشفاء جبر ، وللاعلام ياسر الزهاوي.
هذا العمل الذي ضم كل هذه الجهود والاسماء ، والذي اشتعل بهذه الروح المتوهجه ، قيمته في المبادرات التطوعية والبذل الشخصي الكريم للقائمين عليه من أكواب قهوتهم الى مواصلاتهم ليجعلوا منه تجربة نادرة ، عملا عراقيا جريئا محضا في المنفى، بنَصّ وموسيقى ورؤيا أخراجية فائقة ، وعرض عظيم ،لايبغي منه منفذوه جزاءً ولاشكوراً فعرضوه للناس على (مسرح تشيلسي) في العاصمة البريطانية مقابل تذكرة لايتعدى سعرها ثمن سندويتشة!











أراء متباينة للنقاد والمتخصصين حول “ليلة خريف” بالمعاصر والتجريبي

مجلة الفنون المسرحية


أراء متباينة للنقاد والمتخصصين حول “ليلة خريف” بالمعاصر والتجريبي 

ماجــد العابــد : مجلة سفن أرت 

الناقد أحمد خميس : جمع العرض بين ثنائية اللغة الشعرية والرقص الحديث واشتغال على الجسد وكفاءة الصورة • د. محمد حسين حبيب (العراق) استعراض بحركات جسدية بعيدة تماما عن الرقص الدرامي تخضع العروض المسرحية لقانون ذائقة المتلقي، فنادرًا ما يجمع المتلقون على عرض واحد، لأن محددات كثيرة تدخل في عملية تلقي العرض، مثلًا؛ ثقافة ونشأة الملتقي، المعاصرة أو التجريب في العرض، وظروف أخرى. وعرض “ليلة خريف” الذي قُدم على مسرح “السلام”، في ثاني عرض له، ضمن مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في دورته المنعقدة حاليًّا، لا ينتمي إلى جنس الرواية أو القصة، وإنما هو عبارة عن تدفق مشاعر إنسانية، تتلاحم فيها الجسد مع النص الشعري. خلال حديثه، يرى الناقد أحمد خميس، إن العرض يجسد الثنائية التاريخية لأي عرض رقص مسرحي حديث، وهو الجمع بين اللغة الشعرية والرقص الحديث، إذ أن العرض يُشكّل تجربة غنية جدًا، وهي الاشتغال على الذات الإنسانية من خلال الفتاة الباحثة عن جدوى وجودها وعلاقتها بالآخر، ولا يوجد في العلاقات المقدمة تجربة يمكن الوقوف عندها، قصة حب أو خلافه، ولكن يمكن أن نقول أن الشخصيات الراقصة تتحرك من مخيلة تلك المرأة، فهم بمثابة أفكار من رأسها. وأعتبر “خميس” أن الاشتغال القوى اشتغال على الجسد وكفاءة الصورة، فالمخرجة هي المؤلفة، لديها وعي كبير بتقنيات العرض المسرحي الجاد الذي يهتم بكفاءات الاضاءة، فهو عرض يحكي مشاعر بامتياز. وحول ابداء البعض ملاحظات سلبية حول العرض يقول “طول الوقت سيظل هناك اختلاف كبير بين فهم الناس لطبيعة هذا النوع من العروض ويرجع للثقافة التي تربى عليها والناس التي تنظر للأمور بطريقة (مُعلّبة) سيؤدي لنتيجة سلبية”. ووصف العرض بأنه تجريبي لديه وعيه ومخيله ليحقق الحد الأدني من تقديم العرض بصورة لائقة. بينما أكد الناقد العراقي د. محمد حسين حبيب، على غموض العرض المبالغ فيه، واصفًا العرض بأنه استعراض بحركات جسدية بعيدة تماماً عن الرقص الدرامي، وقراءة قصيدة ليس إلا وهي ليست قصيدة بالمعنى الصحيح وإنما هي جمل منثورة، أي مجرد سطور لمراهق شاب يريد ان يتعلم كيف يكتب لكتابة. سألنا الدكتور حبيب، هل يؤثر اختلاف الثقافات في تقبل العروض الأجنبية، أجاب “اختلاف الثقافات لا يلعب دور في تلقي العروض واستيعابها على الوجه الأمثل، والدليل ذلك ان الجمهور العربي تفاعل مع عروض اجنبية اخرى، مثل العرض الصيني، لكن ثمة خلل في صناعة هذا العرض برمته”، وختم حديثه قائلًا “عليهم ان يراجعوا انفسهم ما معنى ان يقدموا دراما مسرحية”. كان عرض ليلة خريف قد بدأ بسيدة تجلس على يسار خشبة المسرح، مبعثرة الأفكار، ومشوشة التركيز، منكبّة على الأرض، منزوية على نفسها، تكتب ولا تكتب، تفكر بهذيان تارة، وبتعقل تارة أخرى، تنهضُ ورأسها غارق في الأفق، تناجي حبيبًا رحل، وتودع أيامًا لا تأبي ألا تمضي، على الأقل من ذاكرتها هي، بلغة اتسمت بشعرية فارهة البلاغة، لكن للأسف، بات تذوّق النص المترجم عن اللغة الفرنسية المترجمة، منقوص، فكان أشبه بقطعة من الشوكولاتة السويسرية مرّة المذاق. وفي يسار المسرح، عرض استعراضي لرجلين، يتحركا من مخيلة تلك المرأة التي تحكي ذكرياتها البائسة وصراعها النفسي. رقصات استعراضية غامضة ومبهمة غير منتظمة ومفككة أحيانًا، ومتصارعة كل الوقت، تمامًا كالذي يدور برأسها من مشاعر وأحساسيس متعاركة، لكنها تلعب على وتر واحد، وتر الوجع. ليلة خريف” من تأليف وإخراج سيرين أشقر، ويضم فريق العمل؛ المؤلف الموسيقي، ومصمم الاستعراض؛ ديديه مايمبا، وأداء؛ أنابيل هانيس، وإميلي وييينت، ودانيلو سيكيك، وسيدريك بوارو.



مراكز الناشئة بالشارقة تختتم برنامج الفنون المسرحية 2017 بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


مراكز الناشئة بالشارقة تختتم برنامج الفنون المسرحية 2017 بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

ثلاث ورشات في الكتابة و الإيماء و العرائس بالتعاون بين الهيئة العربية للمسرح و مراكز الناشئة و جمعية المسرحيين.

في مراكز ناشئة الشارقة، أحد المشاريع الطموحة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح تم تنظيم حفل اختتام برنامج الفنون المسرحية لسنة 2017 بحضور الأستاذ اسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة والسيد عبد العزيز النومان عضو مجلس إدارة الناشئة والسيدة فاطمة مشربك مدير إدارة رعاية  الناشئة والسيد عدنان سلوم مشرف النشاط المسرحي في ناشئة الشارقة ومؤطري ورشة الكتابة الفنان مرعي الحليان وورشة الدمى الفنان التونسي الأسعد محواشي، إلى جانب الأستاذ الحسن النفالي  و الأستاذ غنام غنام من الهيئة العربية للمسرح وعدد من الضيوف وشباب الناشئة. 
في مستهل هذا الحفل الذي نشطه أحد أبناء الناشئة، رحبت السيدة فاطمة مشربك مديرة المركز بالحاضرين، شاكرة الهيئة العربية للمسرح وجمعية المسرحيين الإماراتيين على هذه الشراكة الفعالة التي أنتجت هذا البرنامج المتميز الخاص بالفن المسرحي والذي تفتقت من خلاله مواهب وقدرات الناشئة، كما أشادت بالمستوى العالي والأكاديمي للمؤطرين الذين أشرفوا على التكوين وهم الأساتذة مرعي الحليان من الإمارات وسعيد سلامة من فلسطين والأسعد محواشي من تونس. وختمت كلمتها بمقولة صاحب السمو الشيخ سلطان "... لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية." أما الأستاذ عبد العزيز النومان فقد تمنى لو كان صاحب السمو حاضرا ليرى حلمه واقعا، وأهداف هاته المراكز التي أنشأها تتحقق لبناء شخصية الفرد الإماراتي. وقد شكر بدوره الأستاذ اسماعيل عبد الله ومن خلاله الهيئة العربية للمسرح على دعمها ومساندتها لتطوير هذه المراكز . وفي كلمته بالمناسبة عبر السيد الأمين العام للهيئة عن فخره واعتزازه بهذه الشراكة مع مراكز الناشئة هذه التجربة الفريدة في الوطن العربي التي أسسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح والهادفة إلى التنمية البشرية الفعلية من خلال الأجيال الصاعدة. فبفضل هذه المراكز التي ينبغي تعميمها سنؤسس لمشروع تنموي يركز على الإنسان. كما أكد سيادته على أن هذه التجربة ستهيء جيلا جديدا قادرا على حمل المشعل من أجل البناء والتشييد والمحافظة على المكتسبات الحضارية والإنسانية. والمسرح الذي عشتم تجربته خلال هذه المدة القصيرة هو أحد الأسلحة القوية لمواجهة تحديات العصر من انحراف وتطرف وظلامية، فبالمسرح سنحصن أنفسنا ونقوي مناعتنا لبناء شخصيتنا من جهة ولصد آفات التخلف والتقهقر من جهة ثانية. وخص الناشئة بتوجيهات مفادها أن إدارة الناشئة تقوم بمجهودات كبيرة لفائدتهم وعليهم أن يعضوا على الفرصة بالنواجد. وفي الأخير أكد الأستاذ اسماعيل عبد الله أن الهيئة مستعدة لتطوير هذه الشراكة وإنجاز مشاريع مهمة بالشارقة وبكل الدولة حتى يصبح هذا المسروع نموذجا يحتذى به في الوطن العربي. وبعد ذلك قدم المؤطرون شرحاً للورشات التكوينية التي قاموا بها تلتها عروض نموذجية لما انتجته الناشئة خصوصا في مجال صناعة الدمى وخيال الظل وتقنيات التحريك وكذا في ما يتعلق بفن الإيماء والمايم حيث برع الشباب بشكل كبير في الأداء والإنضباط. و تم بعد ذلك تخصيص تكريم للهيئة العربية للمسرح من خلال أمينها العام الأستاذ اسماعيل عبد الله إلى جانب تكريم المؤطرين الثلاثة و الختام بتوزيع شهادات المشاركة في التدريب للناشئة.

مسرحية "وفاة بائع متجول " أطول عرض فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى

إبراهيم بحر: ننتظر مشاركة مميزة من الفرق بمهرجان المسرح الشبابي

مجلة الفنون المسرحية

إبراهيم بحر: ننتظر مشاركة مميزة من الفرق بمهرجان المسرح الشبابي

البحرين 

أكد رئيس لجنة التحكيم في مهرجان سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة للمسرح الشبابي الفنان إبراهيم بحر أن الجميع ينتظر عروض مميزة من الفرق المشاركة، مشيراً إلى أن اختيار 12 فريقاً من بين الفرق التي قدمت للمشاركة يؤكد بأن هذه العروض ستكون مميزة ورائعة.

وسيقام المهرجان خلال الفترة 4 أكتوبر المقبل وحتى 21 من ذات الشهر على مسرح النهام بمركز المحرق الشبابي النموذجي في البسيتين، تحت رعاية كريمة من قبل النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى الرئيس الفخري للاتحاد البحريني للمعاقين، وذلك بتنظيم من وزارة شؤون الشباب والرياضة بالتعاون مع المكتب الإعلامي لسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة تحت شعار لنغرس بسمة ويأتي إقامة المهرجان ضمن إحدى المبادرات الكريمة لسموه في دعم الشباب في المجال الثقافي والإنساني، وسيكون حفل الافتتاح يوم الرابع من أكتوبر وسيكون هنالك 12 عرضاً رسمياً في المهرجان من أصل 32 فريقاً تقدموا للتصفيات و3 عروض على الهامش.

وأوضح إبراهيم بحر الجمعة، أن اللجنة عقدت العديد من الاجتماعات خلال الفترة الماضية من أجل وضع الخطوط العريضة على سير عملها ووصلت إلى الجاهزية الكاملة من أجل تحكيم العروض واختيار الأفضل، مبيناً أن المسرحيات التي سوف تقدم سيكون لها أبعاد واعدة تؤكد بأن المهرجان يحقق أهداف نبيلة وضعها سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وتسعى الفرق بكل طاقتها بعكس الصورة المشرقة التي وصل إليها الفن العربي وإيصال العديد من الرسائل الهادفة إلى الوطن العربي يأتي في مقدمتها بأن البحرين ولادة في صناعة الفن.

وأكد الفنان المخضرم إبراهيم بحر أن المهرجان سيكشف عن العديد من المواهب الصاعدة من الجنسين، إضافة إلى ذوي الإعاقة الذين يعتبرون جزء لا يتجزأ من المجتمع، مبيناً أن النسختين الماضيتين حققوا الأهداف المرجوة، متمنياً لكافة الفرق بالتوفيق والنجاح.

«اوركسترا» تتأمل راهن المرأة العربية وبحثها عن الأمن والكرامة

مجلة الفنون المسرحية

«اوركسترا» تتأمل راهن المرأة العربية وبحثها عن الأمن والكرامة

خالد سامح - الدستور

استهلت المخرجة المسرحية مجد القصص عروض مسرحيتها الجديدة «أوركسترا»، أمس الأول، على مسرح هاني صنوبر في المركز الثقافي الملكي، وهي من تأليف الروائية سميحة خريس، وتمثيل كل من: زيد خليل، نهى سمارة، بيسان كمال، سارة الحاج، دعاء العدوان، ميس الزعبي، وصمم رقصاتها آني قوره ليان، كما وضع موسيقاها التصويرية محمد طه، وشارك فيها غناءً وعزفا على الجيتار الفنان يزن أبو سليم، ومساعد المخرج محمد العشى، والعمل من إنتاج فرقة المسرح الحديث بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى والمركز الثقافي الملكي.
تستمر عروض «أوركسترا» في المركز الثقافي الملكي عند الثامنة من مساء كل ليلة حتى الأول من الشهر المقبل على أن ينتقل لمركز الحسين الثقافي منتصف الشهر، وقد حظي عرضها الأول بحضور حاشد لفنانين ونقاد وشخصيات عامه وعدد كبير من عشاق المسرح.
تقدم القصص في عملها الجديد اجتهادا مميزا في طرح شكل جديد من عرض مسرحي يتكئ على الغناء بصورة كبيرة، تتضافر الحوارات مع الأغنية والموسيقى وأجساد الممثلين في إيصال رسالة العمل بأسلوب شيق ورشيق يمنح الكثير من المتعه الذهنية، ويستفز خيال المتلقي بغنى فضائه الدلالي والأفكار التي يناقشها.
تدور المسرحية حول واقع المرأة العربية وبحثها الدائم عن الأمن والكرامة بما يحقق كينونتها كأنثى لها دور فاعل في المجتمع، المرأة في المسرحية تعكس صورة أوطاننا العربية بصورة عامه حيث البؤس والشقاء والحرمان وغياب العدالة وانتظار فرصة للنجاة قد تأتي أو لاتأتي، ففي المسرحية نماذج نسائية مختلفة: امرأة خانها زوجها، وأخرى تبيع جسدها، وثالثه عاقر، ورابعه تنتظر زوجها الذي فقدته منذ 70 عاما في حرب العام 1948 وهي مازالت حاملا طيلة هذه الفترة، يلتقين في ملجأ للعجزة ويدور بينهن صراع شرس نتيجة للأزمات النفسية والواقع الاجتماعي البائس اللائي يعانين منه.تقول المخرجه مجد القصص ان عملها الجديد يختلف عن معظم أعمالها التي قدمتها خلال السنوات الماضية والتي اتكأت بصورة رئيسية على  فيزيائية الجسد  ولغته المتعددة المستويات، حيث أشارت في حديث للدستور أنها حاولت في العمل الجديد منح الغناء والموسيقى والحوار مساحة أكبر بينما تقلص نصيب لغة الجسد في العمل بعكس أعمالها السابقة وذلك من باب التنويع كما قالت وخوض تجربة المسرح الغنائي بما يحمل من رسائل فكرية وجمالية.
وتضيف «عمدت الى توظيف الأثاث بصورة مركزة لاسيما كراسي العجزة حتى أستطيع أن  أقدم واقع المرأة العربية وكوابيسها من خلال هذه الكراسي،  ..إنه عمل يخلط الواقع بالحلم والحقيقي بالفانتازي. ويطرح قضايا ربما طرحتها من قبل كالعنف الأسري واضهاد المرأة والحروب والصراعات وانما بأساليب مختلفة.
كما عبرت القصص عن بالغ سعادتها للتعاون مع الروائية سميحة خريس للمرة الأولى، وكانت قبل ذلك قد قدمت مسرحيات من تأليف قاصين وروائيين أردنيين وأعادت تكييف نصوصهم لعرضها على المسرح ومنهم مفلح العدوان وليلى الأطرش وآخرين.
يذكر أن مجد القصص حاصلة على بكالوريوس العلوم السياسية من الجامعة الأردنية العام 1979، وبكالوريوس إخراج وتمثيل من جامعة اليرموك العام 2003، والدبلوم العالي في lفيزيائية الجسد مسرحيا من جامعة لندن العام 2004.وهي عضو لجنة تحكيم في العديد من المهرجانات المسرحية العربية ونالت العديد من الجوائز عن أعمالها، والتي أهمها «شكسبير صوفيا»، «الحب في زمن الحرب»، «بوابة رقم 5»، «بلا عنوان»، وغيرها من الأعمال.
تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption