أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 30 سبتمبر 2018

هيمنة المتفرج في العرض المسرحي التفاعلي

مجلة الفنون المسرحية


هيمنة المتفرج في العرض المسرحي التفاعلي

وسام عبد العظيم عباس


ان دراسة اي طريقة من طرق الاتصال و التلقي لا بد ان تستند الى تحليلات تفاعلية ، ومن البديهي ان يقوم ذكاء الفاعل (المرسل) بتشغيل فاعلية المفعول به (المتلقي ) من خلال الازدواج النفساني الناتج عن تشكيل وظائف المراقبة الداخلية لتفاعلية الفاعل عن طريق تحرير طاقة فاعل ثاني او نائب فاعل من نفس المفعول به الاول ، ثم تتجه طاقة الفاعل ونائب الفاعل نحو مفعول به ثاني ، لو استعضنا عن هذه المتوالية القواعدية لوجدنا ان كل فكر علمي يزدوج مع فكر تقريري وفكر تفاعلي يقيني وبين فكر واعٍ لواقعة الفكر، وبين الوعي واللاوعي ، وبين قطبي هذا الازدواج يشتغل فكر هو في غاية التفاعلية، والقصد من الازدواج هو تفاعل الممثل مع   المشارك ومع الدور الذي يؤديه، لذا بدأ الاهتمام بدراسة فكرة التفاعل منذ ان اكد ( ويلبرلانجشرام  1948)اهمية شكل ومضمون التغذية الراجعة ، والتي هي عنصر اساسي من عناصر العملية التفاعلية ، وان عملية الاتصال الجماهيري وتأثيراتها التي جاءت في اول اشارة  لمصطلح التفاعلي واكد ( شرام ) على وجود محتوى ومسافة شكلية تركيبية في عملية التفاعل بين المرسل (الممثل) والمستقبل (الجمهور) بينما (كانط) يرى ان الشكل هو الذي يحدد الاثر التفاعلي ويستثير الانفعال الجمالي ، والذي بفضله يتم توصيل نوعين من رجع الصدى هما رسالة من المستقبل الى المرسل ورسالة من المستقبل الى ذاته ، بأعبار ان المسرح وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري. ان عملية التفاعل والتبادل مع الاخرين بقصديه تفاعلية من خلال ( التغذية الراجعة، النتائج، رد الفعل لشيء ما ) يُراد الاتصال بالاخرين والتفاعل معهم فتُستخدم الرموز الحركية والسمعية والبصرية واللمسية التي تُعَد افضل وسلة لايصال دلالة العرض الخارجية والكشف الضمني لتلك الرموز. فضلاً عن العملية التفاعلية ينبغي ان يشترك فيها كل من العرض والمتلقي في فهم كل من السلوك اذ يتفاعل الوعي ، الحركة الجسدية والنفسية والوظيفية .من خلال الجوانب الاتية :
أ‌-      لغة الرموز وتفاعل الاشياء .
ب‌-تركيب واستعمال القواعد وعلاقتها بالرموز .
ت‌-طرائق استخدام لغة الرموز وتفعيلها لدى المتلقي .
ان وصف تفاعلية لغة العرض التي تعني ان النظام المشترك المكون من الرموز والاشارات التي يستخدمها (المُيَسر)الذي يعرفة الباحث وسام عبد العظيم على انهاللاعبالاساسيفيالمسرحالتفاعلي والوسيط بين الممثلين والمتفرجين فهويشجعالجمهورويحفزهعلىالمشاركةفياللعبة،لتبادل وتفاعل المعاني والافكار بين الممثل والمتلقي
 فالممثل المُيَسر يتفاعل من خلال المشهد المسرحي بنقل المعاني على لسان الممثل بالكلمات الملفوظة (المنطوقة) التي تعتمد على فاعلية الصوت ، وغير الملفوظة غير المنطوقة التي تعتمد على استخدام الكلمات المقروءة والمكتوبة والرموز والاشارات وحركات الجسم والايماءات ، وعلى المستقبل المتلقي فك الرموز او شفرات العرض اي قراءة الافكار ، وهذه الافكار ليست بدرجة واحده في التفاعل مع المعاني التي يراد ايصالهافيتحول المتلقي في المسرح التفاعلي إلى مرسل للعلامة ومستقبل ، أي (علاقة تبادلية ديالكتيكية)، وهذا لا يتم إلا باشتراكه الذهني تارة والمادي تارة أخرى في إنتاج دلالات العمل الفني الجديد. إن عملية (الاشتراك) من جهة تعطي فرصة لانتاج رسائل مستمرة، تنتج بنحوٍ مباشر من تبادل الارساليات بين المتلقي ومقدمي العمل المسرحي تاركة العمل مفتوح باتجاه تأسيس المعاني والقيم الجمالية الجديدة ، ومن جهة اخرى كسر هذا (الاشتراك) استمرارية العمل المسرحي التقليدي، والمتمثلة في خطاب جاهز لا يسمح باختراقه أو الارتجال فيه، وهذا ما يؤكده (جاك دريدا) حين عد هذه العملية بمنزلة كسر لاستمرارية أو خطية الخطاب فتعود ومن ثمَّ إلى قراءة مزدوجة ، قراءة للجزء مدركاً في علاقته بالأصل، وقراءة أخرى له وقد خلط في كل جديد ومختلف .وبناءً على هذه التصورات فبامكان الباحث أن يتوصل إلى تقنية (الاشتراك الارسالي) أوالارسال المشترك بين المتلقي ومنتجو العمل الفني وبتوظيف هذه الخاصية بتقنيتها في المسرح التفاعلي، يجد أنَّ (الاشتراك الارسالي) نوعان:
·       الاول: اشتراك ( تفاعلي) فكري ونفسي.
·        الثاني: اشتراك ( تفاعلي) مادي قصدي.
النوع الأول تكمن الصعوبة فيه بأنَّ المتلقي لا يتكيف من اللحظة الاولى مع الرسائل التي يتلقاها ولا يتآلف معها، وبذلك يكون موقفه معقداً، الامر الذي يخلق نوعاً من التعارض الثنائي بين المألوف واللامألوف. وإنَّ هذه العملية من شأنها أن تدفع بالمتلقي إلى تفجير فعل التفكير والوعي في ضوء استقبال العلامات بصيغها البصرية والسمعية والحركية، وما تحمله من احالات رمزية مباشرة وغير مباشرة ثم تفكيك شفراتها، والتفاعل معها، ومحاولة إيجاد العلاقات الرابطة بينها يتيح الفرصة للفهم والتأويل والارتقاء إلى امتلاك الدلالة وانتاج المعنى، وفي معرض حديث (مايكل كيربي) عن عملية اشراك المتلقي ذهنياً في تأسيس نظام العرض الدلالي، يقول: "إننا نربط أجزاء العرض المتشظية بنسق خفي لتشكل صورة معينة، هذا النسق لا يحدث في الكيان المادي للعمل الفني، بل يحدث في عقل المتلقي" ، اذ إن ما يميز العرض المسرحي التفاعلي من غيره هو ذلك الحضور الآني واللقاء والمشاركة بين الممثل والجمهور. ومن هنا تتأتى خصوصيته في تحقيق زمكانية مشتركة للتلقي بين منتجيه، وهذا يقابل مفهوم أفق التوقع الذي رسمهُ (هانز روبرت ياوس) ضمن طروحات نظرية (جمالية المتلقي) وفي حال تخييب أفق توقع المتلقي يجعله أكثر انشداداً وإثارة للتواصل مع الحدث المسرحي، إذ يؤكد (ريتشارد فورمان) في حال تحريف عنصر التلقي فذلك يؤدي الى تحريف كل عناصر العرض الأخرى، وبهذا يتم اقصاء أي تصور عقلي سابق  ، لا تخلق مثل هذه العملية اهتماماً مباشراً بتحقيق تعدد المعاني والتفسيرات بل إلى تعليق فعل التفسير ذاته ومغادرته إلى فعل المشاركة، وهذا ما سعى إليه (فورمان) من أنْ يكون المتلقي مبدعاً ضمن طاقم مبدعي العرض، إذ يقول "لا توجد مشكلة في أن نبدع عرضاً مسرحياً، لكن المشكلة كيف نجعل المتلقي مبدعاً يختبر حواسه بعيداً عن خطر الاندماج في العمل أو الإثارة".
أما النوع الثاني من الاشتراك فهو (مادي قصدي)، يعني أن مشاركة المتلقي مشاركة فعلية لا تقتصر على التواصل الذهني والحسي فقط، ومنتج العرض هنا (المخرج) هو الذي يحدد القصدية إن وجدت، إذ أن وجود القصدية يتوقف على تصور المتلقي للشكل، وعلى تفاعله معه، وهكذا تتلاشى المسافة النقدية التقليدية بين (المتلقي والعرض)، فالنقد هنا لا يقوم على دراسة بناء الشكل للعمل المسرحي وإنَّما على غياب مسافته الجمالية، 
إذ أن عروض المسرح التفاعلي تقرر غياب هذه المسافة في انتاجاتها، ومن ثمَّ فالعملية النقدية لا تفسر دلالة الاشكال في العمل المسرحي رجوعاً لمدليلها، وأنما من علاقة المتلقي بتلك الاشكال ضمن الاطار التركيبي البنائي للعرض كله، وما يرسله المتلقي نفسه، ويؤكد هذا الطرح (ريتشارد فورمان) فيقول "إنَّ بناء العرض المسرحي التفاعلي يتألف في العمل نفسه كشيء ومن مشاركة المتلقي له شيئ اخر. فالمسرح التفاعلي يعمل على استراتيجية تسعى إلى اشراك المتلقي في مناقشة واختبار كل المعاني، وإلى اقتناص الدلالات في ضوء الاحداث المطروحة في العرض .
ومن الجدير بالذكر ان ظهور المسرح التفاعلي قد ارتبط  بالكاتب والمخرج المسرحي البرازيلي (اوجستو بوال)الذي عرف بأهتمامه بمسرح المضطهدين والمسرح السياسي ، ويعتبر هذا النوع من  المسرح مدخلاً فعالاً في توضيح بعض المجالات والافكار واكساب الجمهور مجموعة من المفاهيم والقيم والمهارات عن طريق إشراكه في الفعل المسرحي ، ويعتمد هذا المسرح على التلقائية وعدم الدخول في تداريب دقيقة حينما يتعلق الامر بإشراك الجمهور كممثل وقد يمثل هذا الاخير دون اعتماد نص او ازياء او اكسسوارات ، عكس الممثلين الرسميين في العرض المسرحي. وفي كل الحالات يصبح المشهد ساخناً درامياً إذا كان الشخص الذي اقترح الفكرة موجوداً بين المتفرجيين ، وما ان يبدأ الممثلون في اداء المشهد حتى يحرصوا على تطوير الفكرة بحيث تصل الى نقطه تصبح فيها المشكلة التي يتحدث عنها المشهد واضحة وتحتاج الى حل فيتوقف الممثلون عن الأداء ويسألون الجمهور ان يضع حلاً لهذه المشكله ، وهنا يبدأ المتفرجون في اقتراح الحلول ، ويقوم الممثلون مباشرة بارتجال مشاهد تجسد الحلول ، ويصبح لدى المتفرجين الحق في ايقاف التمثيل ، بواسطة الميسر او الممهد للعمل، وتصحيح الممثلين فيما يذهبون اليه من حلول ، او فيما يستخدمون من كلمات لوصف المشكلة ، وهكذا يصبح الجمهور هو (مؤلف) المشهد والممثلون يؤدون ما يؤلفه الجمهور بشكل فوري على المسرح. والعارضين في المسرح التفاعلي هم نماذج منفتحة على نفسها (بعكس طريقة ستانسلافسكي).
                 ويستخدم هذا النوع من المسارح خطوات اساسية تمثل اسلوبه الخاص مع ممثليه والتي تبدأ من التمرينات وتستمر خلال العرض الاتصال مع نفسه بنفسه، الاتصال بالاخرين بدون تكوين سردي او تشكيل عال، الاتصال بالاخرين مع تكوين سردي او تشكيل عال، ان مشاركة المتفرجين في المسرح التفاعلي توسع من حقل ماهية العرض لان مشاركة المشاهدين تتم بدقة في النقطة حيث يهدم العرض ويصبح حدثاً اجتماعياً. بكلمة اخرى، فأن المشاركة هي متعارضة مع فكرة احتواء الذات، الاستقلالية، بداية –وسط- نهاية. وبهذه الطريقة فأن المشاركة تعني: تحويل الحدث الجمالي الى حدث اجتماعي، أي تحويل التركيز من الفن والمحاكاة الى محتوى حقيقي كامن اكثر صلابة لكل من في المسرح بعكس جماليات المسرح التقليدي التي تفرض احتواء – الذات والاستقلالية بقوة، وهذا يمثل اعادة احياء مشاركة الجمهور التي كانت سائدة في العصور الوسطى. يهدف المسرح التفاعلي اذن الى اعادة مشاركة الجمهور باعتبارها قناة نهائية تجريبية للمحاولة الاولى من اجل دعمها واعادة خلقها من خلال فتح النظام التواصلي وجعل التغذية الاسترجاعية ممكنة ومفعمة بالبهجة .وحسب ( ماري الياس ) فان المسرح التفاعلي هو المسرح الذي يُطَبق على مبدأ الارتجال واللعب ويحاول ان يحافظ على مبدأ المتعة ( اي متعة الملقي) ويقلب اسس المسرح التقليدي من اجل التغيير عبر حوار مع متلقية حول موضوع  محدد .
بينما عرف الباحث وسام عبد العظيم على انه ( مسرح حي للتنشيط الاجتماعي ، يتيح للجمهور امكانية التواصل والتفاعل والتفكير والتعبير والمناقشة مع الممثلين وفيما بينهم بكامل الحرية وفي جميع الحالات والمواقف فهو يشجع الجمهور على مراجعة معارفهم ومواقفهم وسلوكياتهم ، ويعرض المشاكل امامه ويدفعه الى مناقشتها والبحث عن حلول لها الامر الذي يسهم في زيادة الوعي وتطوير المهارة  لدى الجمهور ) .
لاحظ الباحث من خلال تطبيقه العملي لهذه التجربة ، ان الاداء التمثيلي للطرف الاول من الرسالة ، لا زال يتجه الى الصيغ التقليدية للأداء ، ويحاول بحذر وتوجس ان يطلق طاقاته الادائية لتؤدي فعلها في هذه التجربة الفتية، فكانت المحاولات فردية لا تتسم بالشمـول والوضوح في تقنياتها ،  ولذلك اتجه الباحث الى دراستها ، والبحث عن الاطر التنظيرية لهذه التجربة ، لكي تكسبها الصلابة والوضوح باعتبار ان المعرفة بهذا الشكل المسرحي تعد ضرورة اساسية ومهمة ، بعد ان حقق هذا المسرح نجاحاً كبيراً في انحاء عديدة من العالم والوطن العربي.
ولما اطلع الباحث على ادبيات الاختصاص وجهود الباحثين الذين سبقوه لم يجد ان هناك من تصدى لهذه المشكلة ، وهذا بحد ذلك يمثل مشكلة بحاجة ماسة الى المعالجة . ولذلك وجد ضرورة  التصدي لها في دراسة علمية لكي يسعى لرسم الاطر الادائية العلمية والعملية فيها  ، سيما وان الباحث قد خاض العديد من التجارب في هذا المجال .
وهكذا حاول المسرح التفاعلي في المزج بين الفعل المنظم والاجزاء الدرامية المفتوحة والتي ليست مجرد لحظات ارتجالية –يقوم فيها المؤدون بالأداء بشكل حر انطلاقاً من مجموعة الاهداف والقواعد- ولكن لحظات مفتوحة (وغير مجهز لها مسبقاً) يقوم فيها كل من بالقاعة بالتمثيل سواء فردياً، او في مجموعات صغيرةاو في شكل جوقة موسيقية، وذلك للدفع بالفعل الدرامي الى الامام.
اذ ان هذا المسرح يترك اثاراً لا يمكن نسيانها على المدى القصير متمثله في اكتشاف الناس لانفسهم من خلال التفاعل مع عروضه التي تعد بمثابة لحظات تعارف واكتشاف جماعي تتمحور حول قيم وابعاد جماعية مشتركة ذات طابع انساني وقيمي. يعمل المسرح التفاعلي على تعبئة المجتمع بصورة مباشرة من خلال فكره يعرضها امام اعين الجميع ، فتختلف المظاهر الاجتماعية والسايكلوجية ، ويقوم بدفع الجمهور للبحث ذاتياً عن الحلول ، كما انه يعمل على كسر جدار الصمت المقيم حول الموضوعات الاجتماعية التي يصعب تداولها بين الناس.
يستمد المسرح التفاعلي قوته وفاعليته من تجسيده المباشر للواقع بكل تشعباته وتناقضاته ، فهو يعكس حالات واوضاع انسانية تتجلى فيها شتى اشكال الافكار والمشاعر والمعتقدات والعادات والتقاليد ، ويتم تجسيد ذلك كله من خلال اليات وتقنيات مختلفة ، كالحوار بين الممثلين او بين الممثلين والجمهور، وحركة تجسيد الجسد بإيقاعاته المتنوعة والصوت بكافة نغماته ودلالاته ، والغناء والموسيقى وكذلك الوسائل السمعية والبصرية وقد استفاد المسرح التفاعلي من البؤرة الواحدة في المسرح التقليدي واضاف لها تعدداً في البؤر، أي ان عدد من الاحداث المتزامنة موزعة في الفضاء، بحيث ان كل حدث يتنافس مع غيره لشد الانتباه، والحوادث تتم امام وفوق وتحت وحول المشاركين، وبالتالي فهم محاطون بتشكيلة من الصور المرئية والاصوات، وليس مهماً ان تكون كثافة الاحداث سميكة، ما هو مهم ان الاحداث المتفرقة تقود الى الشعور بكبر الفضاء باغلب حجمه.
ومن المهام الاساسية للمسرح التفاعلي ان ينبع من صميم مشاكل الناس، لان الناس عند رؤيتهم لمسرحية لا تعبر عن انفسهم لن يكترثوا لها ولن يتابعوها بشوق .لذا فإن عروض المسرح التفاعلي , قد تصدت  لأشياء كانت تتأرجح بين التظاهر السياسي وإلقاء الضوء على الحياة الإجتماعية ومحاكمتها وفي هذا عودة الى المسرح ودعوة الجمهور للإشتراك في بالعرض بشكل فعلي و جمهور هذا المسرح لا يشترط بالضرورة جمهوراً مسرحياً ، والمتفرج الذي يصل إلى مرحلة الجرأة والشجاعة في محاولته للتغيير سيعتاد عل التغير السيكولوجي الحاصل في ذاتهِ ويستمر في المسرح الذي تحول إليه من ذلك العلاج أو تلك الجرعة التشجيعية التي أخذها عبر ما مرَّ به من متغيرات جماعية إذ ان العلاج أمام الجميع وليس على انفراد، هو ما يجعل من الفرد في حالة تغلب على الشك عبر ما اخذ من دوافع سلوكية ، اذ يقوم بالمعالجة النفسية للذات المقهورة بالمسرح والعلاج بالتمثيل ولهذا اتخذ النشاط المسرحي سبيلاً للمعالجة النفسية وأطلق عليه السكيودراما وهو شكل من الأداء الارتجالي غير المكثف لدور أو عدة ادوار يرسمها فريق عمل ويؤديها المريض.وحسب ( باشلار) ، استطاع العاملون في المسرح التفاعلي تطبيق المنهج في التعليم والتحريض والعلاج النفسي في أماكن متعددة ولم يتقيد بالمكان التقليدي وانفتح على الشارع والمقهى والميترو والأسواق والأحياء السكنية إذ إن احد العروض التي قدمها (بوال) في مسيرته كانت في حي شعبي بسيط مجرياً بعض التمارين مع عدة ممثلات ومتناولا موضوعاً عن علاقة الرجل بالمرأة مما دعا بعض ساكنات الحي إلى التدخل تلقائياً وان تنزل أخريات بدعوة من (بوال) نفسهُ إلى الشارع ليحظين بمشاهدة أقرب وهذا ما جعل ربطاً وثيقاً بين المعروض من ناحية ومع المكان من ناحية أخرى ، إن الانطباع الذي يتشكل عفوياً لدى المتفرج جراء تواجده بالمكان الذي تجري فيه أحداث العرض، يؤثر مستقبلاً في حالة مابعد التغيير الذي يتشكل لديه حيث ان المكان يعني معان عديدة، أقربها إلى ذهن المشاهد تلك البيئة المسرحية التي يشرحها المؤلف في النص حيث تعيش شخوصهُ.ومن العلامات الفارقة التي تميز مناهج المسرح لـ ( ارسطو وبرخت ) وما يمكن لهذين المنهجين من تحقيقهِ مع المتفرج وما يمكن لمنهج المسرح التفاعلي من التوصل إليه مع المتلقي  ففي حالة أرسطو، هي حدوث التطهير، وفي حالة برخت يصبح الهدف هو إيقاظ الوعي النقدي لدى المتفرج. أما المسرح التفاعلي فيركز على الفعل أو الحدث ذاتهُ والمتفرج في المسرح التفاعلي لا يسلم نفسهُ للشخصية الدرامية أو الممثل ليقوم بأداء الفعل أو الفكر نيابة عنهُ، وإنما العكس هو الصحيح

ويرى الباحث ان المسرح التفاعلي ما يميزه عن غيره هو دفع المتفرج إلى المشاركة الفعلية والدخول في اللعبة المسرحية بل ويقوم على تغيير الحدث المباشر في العمل والإدلاء برأيهِ على وفق ما يراه مناسباً من فعل وقول بل هو يذهب ابعد من ذلك في انه يبحث في الحلول والمعالجات ولا يقف ساكناً مكتفياً بعرض المشكلة فقط وهذا ما كان يفتقره المسرح التقليدي . ويبدو أن عملية ضخ المعلومات من المرسل تجاه المتلقي هو فعل يقوم بهِ فاعل واحد الا وهو المرسل بكل أشكاله أما مسألة توزيع فعل التعليم وتقسيمهُ قسمة عادلة بين المرسل والمتلقي فذلك ما يبحث فيه (باولو فرايري) ، إذ ليس هناك متلقٍ خاوٍ تماماً من أية معلومة وبهذا يستند فعل التعليم إلى فاعلين والمسرح التقليدي محكوم بصلة غير انتقالية، ففيهِ كل شيء يبث من المنصة إلى الصالة ، كل شيء مرسل محول نحو الاتجاه والعواطف والأفكار و الأخلاق ولا شيء يسير في الاتجاه الآخر. اصغر ضجة وأدنى تعجب واقل إشارة حياة يصدرها المتفرج تعادل السير في الطريق الخطأ في شارع له اتجاه واحد خطر فخشية أن يتبعثر سحر المسرح، السكون مطلوب ،وفي سياق العمل المسرحي التفاعلي  تجري مجموعة من التفاعلات التي تشارك في صناعة الجو الذي يعد الرحم لولادة المتفرج المتفاعل، إن احد هذه التفاعلات هو الإجراء العلاجي للمرضى النفسيين ودراسة حالاتهم ومدى قدرة تفعيل العلاج بالمسرح التفاعلي كأحد طرق العلاج المجتمعي عبر ممارسات حياتية يومية أو معالجة لها من قبيل التدريب والتمرين هذا هو الحال مثلاً في المسرح العلاجي الذي يتراوح بين الطب العقلي والتمثيل النفساني. المداواة بالتمثيل المسرحي ممارسة طبية موجودة منذ القرن التاسع عشر وتطورت في القرن التالي مع التحليل النفساني الفرويدي, وينطلق من المسرح العفوي ونظرية فرويد بغية العلاج النفسي وإعانة الذين يعانون من الكبت أو صعوبة الاتصال والاندماج الاجتماعي .وقد يأخذ جانب العلاج الفاعل في المسرح التفاعلي مديات تساعد على النمو النفسي والحصول على جرع التشجيع عبر وسيلة عرفتها البشرية منذ قرون ومن الناحية العملية كان ما يفعلهُ (مورينو).وهو أن يجمع مجموعة من الحالات ذات الطبيعة النفسية الخاصة، ثم يظهر هؤلاء الأشخاص أصحاب تلك الحالات على الخشبة ليقدموا خبراتهم وعلاقاتهم الشخصية.فتأخذ حالة المشاركة الجماعية مكانتها والعمل للجميع وليس ثمة بطل هو المحور الذي تدور حوله جميع الشخصيات الأساسية والثانوية والجوقة وحتى الجمهور، وهو يسير ومن وراءه الجميع. ومسرح مورينو مسرحاً للجميع كما هو المسرح التفاعلي وليس مسرحاً يتوسط فيه ممثل محترف جماهير مشدوهة تثبت أنظارها عليه فالجميع يجب أن يشاركوا بالأداء إذ إن الانفرادية لا تسمح بالتطوير الثقافي والمعرفي، ذلك أن النشاط التعليمي ينمو عبر الاحتكاك والمصادمة العلمية التي يتولد عنها الإبداع.ولم يعد المتفرج مأسوراً بوقت معين يحدده زمن العرض الذي أسس له تقليد متبع في غالبية العروض.وقد امتدت اشتغالات المسرح في مجمل توجهاته الحديثة إلى منعطفات والتفاتات متنوعة, ابتُكِرَتْ لتغطي الاحتياجات المتطورة للمسرح, فضلا عن استعراض القدرات التي يمكن للمسرح التفاعلي الوصول إليها, عبر مخاطبة كافة فئاة المجتمع ، حيث جاءت خلال العرض صيغ ومرتكزات جديدة قادرة على التعليم والتوجيه والمتعة والتسلية معا بإشراك الجمهور إشراكا فعليا وإنزاله إلى ميدان التمثيل، وعليه يحدد الباحث وفي ضوء ما طرحه سلفاً تقنيات (المسرح التفاعلي) على وفق الممارسات المتداخلة والمتشابكة التي تحيط بالأسلوب المحوري لـ (المسرح التفاعلي)، هذه التقنيات تكون بمثابة ميزه (للعمل المسرحي التفاعلي) قوامه مستمدة من هذه التقنيات والبالغ عددها (سبعة) حسب تصنيف الباحث لها . وهي تقنية مسرح الجريدة وتقنية مسرح الصورة الرمزية ، وتقنية المسرح الخفي ، وتقنية مسرح حلقة النقاش ، وتقنية المسرح التشريعي  وتقنية مسرح طيف الرغبة ، وتقنية مسرح صندوق الدنيا . كما عمد وسام عبد العظيمالى السعي لإيجاد مجموعة من المرتكزات خاصة بالمسرح التفاعلي تميزه عن بقية المسارح ومن هذه المرتكزات متمثلة بالجوكر ( المُيَسر ) والممثل المتفرج ، والارتجال وتبادل الادوار ، اما النص في المسرح التفاعلي فهو ينقسم على قسمين، يتمحور الأول حول طرح القصة وشكل الاضطهاد وتشخيص القاهر والمقهور بأسلوب واقعي أو رمزي أو تعبيري ولا يحبذ استخدام الأساليب التي تغيب فيها القدرة على الفعل والتأثير. كالسريالي واللامعقول اذ يأخذ الطابع الميتافيزيقي دورهُ في ذلك، إذ أن التغيير يحصل بما هو ممكن على ما هو كائن و القسم الثاني من النص فهو الذي يخص التغيير الذي يقترحهُ المتفرج في أثناء العرض والقيام بالفعل المقترح بنفسهِ والإمساك بزمام الأمور وقيادة الدفة على وفق ما يراه .

المصادر :
1.    وسام عبد العظيم عباس ، توظيف تقنيات اداء الممثل في عروض المسرح التفاعلي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، ( العراق ، جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة ، 2017)
2.    ــــــــ : ألعاب للممثلين وغير الممثلين،ترالحسين علي، وزارة الثقافة، مهرجان القاهرة الدوليللمسرح التجريبي (9)، القاهرة : (أكاديمية الفنون - مطابع المجلس الأعلى للآثار- مركز اللغات والترجمة، ) ، 1997 0
3.    البريكي, فاطمة : مدخل إلى الأدب التفاعلي, الدار البيضاء: ( المركز الثقافي العربي), ط1, 2006.

4.    بوديروزا، ألكسندر : دليل التدريب في التقنيات المسرحية ، صندوق الامم المتحدة للسكان ، 2013.
5.    بيرلين ، سيديل واخرون :  دليل التدريب في التقنيات المسرحية ، اصدار صندوق الامم المتحدة للسكان بالتعاون مع الهيئة الدولية لصحة الاسرة ، نيويورك : (صندوق الأمم المتحدة للسكان(UNFPA )، 2010 .
6.    اوبرسفيلد،ان :مدرسةالمتفرج- قراءة المسرح ،تر حمادة ابراهيم
واخرون،القاهرة : (مركزاللغاتوالترجمة- اكاديميةالفنون-مطابع المجلس الاعلى للاثار) ، 1996.




الخميس، 27 سبتمبر 2018

تنمية مهارات المسرحيين ضمن برامج عمل مهرجان الصعيد بأسيوط

مجلة الفنون المسرحية


تنمية مهارات المسرحيين ضمن برامج عمل مهرجان الصعيد بأسيوط 

احمد مصطفى 


قال الأديب شعبان المنفلوطي مدير مهرجان الصعيد المسرحي الثالث الذي ينعقد في الفترة من 4 إلى 6 أكتوبر القادم بقصر ثقافة أسيوط أن المهرجان سيتضمن تنفيذ برامج تدريبية وورش عمل في مجالات التأليف والاخراج والتمثيل المسرحي يشرف على تنفيذها كبار النقاد والمخرجين والكتاب المسرحيين في مصر بهدف تنمية مهارات شباب المسرحيين بمحافظات الصعيد، خصوصًا وصعوبة وتكلفة حصولهم على منح تدريبية في القاهرة.
مضيفًا أن المهرجان الذي تنفذه جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرعاية محافظة أسيوط يستهدف إثراء الحركة المسرحية في الصعيد ومحاولة مساعدة الشباب الجاد خصوصًا وأن واحدًا من أهم أهداف الجمعية هو اكتشاف المواهب الابداعية وتبنيها ورعايتها وهو الأمر الذي يجعل المهرجان متعدد الأنشطة ومجالات العمل بحيث يمكن تعظيم أوجه الاستفادة للمسرحيين والشباب المشارك، واشاد شعبان باهتمام شباب الصعيد والمسرحيين بالبرامج التدريبية منوهًا أن هنالك عشرات الاسماء التي سجلت رغبتها في المشاركة بورش العمل والتدريبات والتي هي عبارة عن منح مجانية تمامًا تقدمها الجمعية ضمن منح أخرى تشمل تحمل الجمعية لتكاليف الاقامة والاعاشة بمدينة أسيوط لمن هم بمحافظات أخرى.











الثلاثاء، 25 سبتمبر 2018

«مسرح الطفل».. لعبة الخيال والتعلّم الخلاق

مجلة الفنون المسرحية

«مسرح الطفل».. لعبة الخيال والتعلّم الخلاق
مدرسة القاسمية احتضنت أول مسرحية بشكلها الحديث مع الخشبة


حواس محمود - البيان 


يرى مؤلف كتاب «مسرح الطفل لعبة الخيال والتعلم الخلاق» أن العلاقة الجوهرية التي تشكلت بين علم النفس ومسرح الطفل هي التي وضعت القواعد السليمة لمسرح الطفل وتطوراته الحديثة، وهي التي جعلت منه فناً له قيمته ومكانته الكبيرة في حقل التربية والتعليم، وهذه العلاقة هي التي حفزت المؤلف لتأليف هذا الكتاب، الكتاب توزع على ثلاثة فصول.

طريقة تربوية

يتحدث المؤلف في الفصل الأول عن نشأة وتطور مسرح الطفل فيقول إن مسرح الطفل قد نشأ تاريخياً في سياق البحث عن وسيلة مساعدة أو طريقة تربوية جديدة للتعليم، وبحسب المؤلف يرى الباحثون في تاريخ مسرح الطفل أن تجربة السيدة (مدام دي جيلنيس) في فرنسا عام 1784 هي المؤسسة أو المخترعة لمسرح الطفل في العالم، حيث كانت السيدة جيلنيس مهتمة أصلاً بالبحث في الآراء والأفكار التربوية الحديثة، قبل اطلاعها فيما بعد على الكتابات والآراء الاجتماعية الثورية لمواطنها المفكر الاجتماعي جان جاك روسو، والذي كان معاصراً للسيدة جيلنيس ومهتماً بشكل خاص في كتاباته ونظرياته الاجتماعية التي ضمنها كتابه الشهير «العقد الاجتماعي» ويشير المؤلف الى أن مسرح الطفل الحديث قد تأخر انتشاره كثيراً في العالم لأكثر من قرن من الزمان بعد ولادته الأولى على يد السيدة مدام جيلنيس في فرنسا عام 1784 م، وذلك بسبب تأخر اهتمام العالم بشكل عام بحقوق الطفل ورعاية عالمه النفسي والتربوي بشكل خاص، حتى بداية القرن العشرين.

تطور

وفي العالم العربي بدأت رحلة مسرح الطفل في إطار منتصف القرن العشرين تقريباً بعد انتشار مدارس التعليم في معظم الأقطار العربية، حيث تطور بعد ذلك الاهتمام بالمسرح المدرسي ومسرح الطفل حسب ما نال المسرح من اهتمام في كل قطر ومنها على سبيل المثال لا الحصر مصر: بدأ المسرح المدرسي في مصر على يد الأستاذ الرائد محمود مراد في بداية القرن العشرين أسوة بباقي دول العالم المتحضرة آنذاك، وفي العراق كانت الانطلاقة الحقيقية لمسرح الطفل قد بدأت مع الفرقة القومية للتمثيل عام 1970 بمسرحية «طير السعد» التي أعدها وأخرجها الفنان قاسم محمد وقد استمر عرضها قرابة الشهر.

القاسمية

وفي الإمارات العربية المتحدة: (تعتبر مدرسة القاسمية في إمارة الشارقة، الأولى التي بدأت فيها الدراسة النظامية عام 1953، ومنها انطلقت أول مسرحية بشكلها الحديث مع الخشبة والجمهور بعد ذلك) - الأقواس من المؤلف - وهناك إشارة من المؤلف إلى مسرحية بعنوان «فاصل تمثيلي» شهدتها مدرسة القاسمية بالشارقة، والتي كتبها وأخرجها ومثّلها المرحوم بو رحيمة، لتليها مسرحية «جابر عثرات الكرام» 1955 م للمؤلف محمود غنيم والمخرج فايز أبو النعاج.

ويحدد المؤلف الشروط التي يجب أن تتوافر في النص المسرحي للطفل، كأن يكون مضمون النص فرصة حقيقية للتعبير عن نزعات الطفل الداخلية، وإشباع رغباته العفوية والعاطفية، وألا يصادر رأي الطفل، وأن يحدد سن الطفل الموجه له هذه المسرحية بوضوح، واختيار الأمثلة والقصص المناسبة لسنه، وأن تواكب الأفكار المطروحة روح العصر والمستجدات فيه، وأن تكون نهايتها سعيدة، ومعززة بالقيم.

النشأة

وفي الفصل الثالث والأخير من الكتاب الذي عنونه المؤلف بـ«مسرح المدرسة (مسرح التربية والتعليم)» تناول فيه المؤلف نشأة المسرح المدرسي، إذ يبين أن أقدم مسرحية مدرسية هي التي كتبها نيقولاس يودال ناظر مدرسة ايتون في بريطانيا ما بين 1534 - 1541 وهي ذات المسرحية التي يعتبرها البعض البداية الحقيقية للمسرح الإنجليزي».

في مسرحية "الأورستيا"اندمج الفن العراقي والفرنسي على مسرح "بيزانسون"

الأحد، 23 سبتمبر 2018

قراءة نقدية للعرض المسرحي " شابكة "

9 مسرحيات و7 محافظات تتنافس على جوائز مهرجان الصعيد المسرحي بأسيوط

مجلة الفنون المسرحية

9 مسرحيات و7 محافظات تتنافس على جوائز مهرجان الصعيد المسرحي بأسيوط


احمد مصطفى 


أعلن مهرجان الصعيد المسرحي القائمة النهائية للفرق التي تأهلت لنهائيات المهرجان وتعدادها  9 فرق مسرحية تمثل 7 محافظات من الصعيد ستقدم عروضها على قصر ثقافة أسيوط في الفترة من 4 إلى 6 أكتوبر القادم صرح بذلك المخرج أسامة عبدالرؤوف المنسق العام لمهرجان الصعيد المسرحي وقال إن اللجنة وحسب لائحة المسابقة اضطرت لاختيار 9 عروض مسرحية من بين 28 عرض مسرحي مستوفي الشروط.

مضيفًا أن هنالك ما لا يقل عن 8 عروض مسرحية أخرى كانت تستحق الوصول للنهائي مما جعل اللجان المعنية تستغرق وقت أطول للمفاضلة الفنية بين العروض المسرحية المقدمة، هذه الأمور منحتنا كمهتمين بالمسرح الكثير من الثقة والتفاؤل تجاه طاقات الشباب الابداعية في الصعيد وأيضًا في المسرح الحر رغم فقر الامكانيات.

أكد الأديب شعبان المنفلوطي مدير المهرجان أن هنالك ما لا يقل فعليًا عن 17 عرض مسرحي كان يستحق أن يصل للنهائي ومن ثم تقديم عروضه المسرحية بمدينة أسيوط، مرجعًا ذلك إلى ثراء الفرق المسرحية بالمواهب الابداعية، وحرص الشباب على تنمية قدراته رغم الصعوبات المتعددة، لكننا في النهاية لدينا لوائح وقواعد حرمتهم تلك الفرصة لأن المهرجان يشترط وصول 9 فرق فقط للنهائي، مشيدًا في الوقت ذاته بجهود لجان التحكيم التي استغرقت وقت طويل لتدقيق الاختيار حرصًا منها على قيم الشفافية والعدالة التي تكرسها جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين.

منوهًا أن اسماء الفرق المسرحية التي تأهلت للمشاركة بالمسابقة الرسمية لمهرجان الصعيد المسرحي الثالث، وهي فرقة صلاح حامد المسرحية الحرة من محافظة الفيوم بمسرحية "الآن يغنون ثانية" للمخرج أحمد السلاموني، وفرقة كواليس المسرحية من محافظة المنيا بالعرض المسرحي"المحبرة" للمخرج محمد ربيع محمد، وفرقة حواديت المسرحية من محافظة قنا بمسرحية "دم السواقي" للمخرج أحمد الدالي، وفرقة بكرة مسرح من محافظة الأقصر بالعرض المسرحي "الآخر" للمخرج كريم الشاوري، وفرقة مرايا المسرحية من محافظة أسوان بالعرض المسرحي "المصيدة" للمخرج إيهاب زكريا ياسين، وفرقة الواحات المسرحية من محافظة الوادي الجديد بالعرض المسرحي "سبع أطفال يهود" للمخرج محسن سعيد، ومن أسيوط ثلاث فرق مسرحية وهي فرقة النور للمكفوفين المسرحية بالعرض المسرحي "فانتازيا" للمخرج محمود عيد، وفرقة تفانين المسرحية الحرة بالعرض المسرحي "طقوس الإشارات والتحولات" للمخرج أحمد ثابت الشريف، وفرقة الفانتازيا المسرحية بمسرحية "تشوهات" للمخرج مارك صفوت.


صور من العروض المسرحية 



























الخميس، 20 سبتمبر 2018

مهرجان المسرح العربي الحادي عشر في القاهرة، برعاية السيسي رئيس الجمهورية

مجلة الفنون المسرحية

مهرجان المسرح العربي الحادي عشر في القاهرة، برعاية السيسي رئيس الجمهورية

 تم توقيع إتفاقية تنظم كل تفاصيل مهرجان المسرح العربي الدورة ١١وقعتها د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة مع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الأستاذ اسماعيل عبد الله






صدور العدد الحادي عشر من نشرة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر 2018

مجلة الفنون المسرحية


اضغط للتحميل : صدور العدد الحادي عشر   من نشرة مهرجان القاهرة  للمسرح التجريبي والمعاصر 2018

--------------------------------------

المصدر : الموقع الرسمي للمهرجان 

صدور مسرحية شعرية جديدة وعملين في الشعر للكاتب والشاعر والرسام أحمد ابراهيم الدسوقى

مجلة الفنون المسرحية

صدور مسرحية  شعرية جديدة  وعملين في  الشعر  للكاتب والشاعر والرسام أحمد ابراهيم الدسوقى


               صدرت للكاتب والشاعر والرسام .. أحمد إبراهيم الدسوقى .. مسرحية  شعرية جديدة  وعملين في  الشعر .. عن دار حروف منثورة للنشر الإلكترونى 
               والكتاب الأول  هو .. مسرحية شعرية .. (الشيطان يقابل جبران خليل جبران ومى زياده) .. وتدور أحداثها .. عن لقاء شاعر المهجر الكبير .. جبران خليل جبران .. بمعشوقته الأديبة مى زيادة مصادفة .. فى عالم خرافى فنتازى .. ثم يتجسد لهما الشيطان .. ويساومهما .. على السعادة فى الحياة .. وأن يغير لهما القدر المحتوم .. مقابل أن يزلا أمامه جسديا .. ويرفض الأبطال الزلل .. المادى الجسدى الملموس .. ويقرران الزلل المعنوى .. حسب تعبير المسرحية .. فى عالم سىء .. لا يرحم .. ولا يقدر الفن والأدب .. بأن يزلا أدبا وشعرا ونثرا .. وتنتهى المسرحية .. بأن يخسر الشيطان .. ويدفع الابطال .. الثمن القدرى الإلهى .. كما يقول التاريخ .. بأن يموت جبران بمرض عضال .. وتودع مى .. فى مشفى الأمراض النفسية .. بمكيدة من بعض المقربين منها ..  ويسمع صوت الشيطان .. يبكى فى نهاية المسرحية خاسرا .. لقد خسر جولة .. فى معركته .. مع بنى آدم .. وكسب عالم الأدب .. تراثا ثريا .. من الأعمال الأدبية .. تركه جبران ومى .. وأيضا قصة حب .. طاهرة عفيفة .. لم تكتمل


والعملين الشعرين هما  (أشعار خرافات هادفة) .. وهو وهو كتاب يحتوي على مجموعة قصائد قصيرة .. من أدب الخيال العلمى .. وتدور حول الصراع بين حكام المجرات التخيليين .. وسكان الفضاء فى عالم المستقبل اللا معقول .. والذكاء الاصطناعى .. وعالم السرمد والتلباثية .. وهو به شىء من الاسقاط .. على عالمنا البشرى .. القديم والمعاصر .. والقصائد قد تكون خرافات مستقبلية .. لكن هادفة .. فى إطار فنتازى خيالى .. هادىء الوقع .. تستشرف المستقبل .. من قريب أو بعيد
               





والعمل الشعري  الثانى هو .. (أشعار أهازيج الأرض والساسة) .. وهوكتاب يحتوي على  مجموعة .. من القصائد الشعرية القصيرة جدا .. تتحدث عن عالم الأرض السياسى ..  بحلوه ومره .. فى صراعاته .. وحروبه وسلامه .. وتداخلاته مع الأزمان .. الماضى والحاضر والمستقبل .. فى أجواء مشحونة .. من التناقضات والأعاجيب والهزل .. وهى لا تغدو .. إلا قراءة لواقع معتاد .. قديم ومعاصر جلى .. وفى ذات الوقت .. غير واضح المعالم .. فى إطار لا يخلو من السخرية .. والدهشة والتعجب والذهول .. ممتزج بالتاريخ قديمه وحديثه .. وهو ليس إستشرافا للمستقبل .. بقدر ما هو رؤية واقعية .. لعوالم السياسة ودهاليزها
         
الكاتب والشاعر والرسام احمد ابراهيم الدسوقي 
     
               ومؤلف الأعمال .. حاصل على بكالوريوس الإعلام .. جامعة القاهرة .. عام 2018 .. وعمره 47 عاما .. 
               وقد صدرت له .. فى الأعوام السابقة .. وفى العامين الماضيين .. على الأخص .. أكثر من 15 كتابا .. ما بين مسرحيات .. وأشعار .. ومجموعات قصصية .. وكتب فى أدب الطفل .. وكتب تلوين .. منها على سبيل المثال
شارك بعمل كاريكاتورى فى المؤتمر المعادى للعنصرية 
بدربن فى جنوب إفريقيا (عام 2001) 
صدر له كتاب ورقى فى أدب الأطفال   
(مشمشة تبحث عن الكتكوت )
الهيئة العامة للكتاب مصر (عام 2005)
مسرحيات
مسرحية فى إنتظار معجزة
مسرحية لقاء فى التلفريك
مسرحية من يقاضى الدكتاتور
مسرحية شعرية الشيطان يقابل جبران خليل جبران ومى زيادة
دواوين وكتب شعر
ديوان شعر قصيدة شرق أوسطية 
قصائد خرافات هادفة
قصائد الإنسانية تمسح دموعها
قصائد أهازيج الأرض والساسة
ديوان شعر عامى البغبغان روكو
مجموعات قصصية
هو وهى وعواصف الحياة
القهر فى كلمات
أدب الطفل
سلسلة كتب تلوين الرسام الصغير
عالم الأسماك
عالم المهرجين
عالم الساعات
عالم الجواهر
عالم الأطفال
وهى من تصميم وإخراج الرسام  
صدروا جميعا الكترونيا فى 
مواقع لولو كوم وباى هيب كوم
وكندل ببلشنج أمازون
صدرت كتب
مسرحية لقاء فى التلفريك
مسرحية من يقاضى الدكتاتور
مسرحية فى إنتظار معجزة
قصائد خرافات هادفة
مسرحية الشيطان يقابل جبران خليل جبران ومى زيادة
قصائد أهازيج الأرض والساسة
عن موقع حروف منثورة للنشر الإلكترونى
نشر العديد من الأعمال الأدبية والفنية
فى المجلات والصحف المصرية وعلى شبكة الإنترنت 
وله بعض الكتب الإلكترونية الأدبية والفنية على موقعى غلاف وكتب
البريد الإلكترونى للكاتب
 ahmedebrahemeldsokyamen@gmail.com
ahmedebrahemeldsoky@gmail.com                                                             
 ahmeddsoky999@gmail.com 

السوشيال ميديا
مواقع التواصل الإجتماعى
فيس بوك
https://www.facebook.com/ahmed.dsoky.790
صفحة مسرحية فى إنتظار معجزة
https://www.facebook.com/ahmedebrahemeldsokyamen/?ref=aymt_homepage_panel
تويتر
https://twitter.com/ahmeddsoky000
موقع الكاتب على شبكة الإنترنت
ahmedebrahemeldsok.wixsite.com/mysite-5

المعاصر والتجريبى ينعى جميل راتب ومهران يصفه برمز للفن المصرى عالميا

مجلة الفنون المسرحية

المعاصر والتجريبى ينعى جميل راتب ومهران يصفه برمز للفن المصرى عالميا


تنعى إدارة مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى الفنان القدير جميل راتب الذى رحل صباح اليوم عن عمر ناهز 92 عاما بعد صراع طويل مع المرض .
قال د. سامح مهران رئيس المهرجان : انها خسارة فادحة فقد رحل عنا فنان وهب عمره للفن الذى توجه دوما بتاج التميز حتى صار رمزا للفن المصرى عالميا ، وكان الشرف الكبير لمهرجاننا قبول الفنان القدير جميل راتب التكريم بالدورة 23 تقديرا لتاريخه الفني الطويل الحافل بالأعمال المتميزة التي قدمها علي مدار مشواره الفني في مصر وفرنسا.
ولد جميل راتب عام 1926، تخرج من مدرسة الحقوق الفرنسية واستكمل دراسته الجامعية في فرنسا ، بدأ ممارسة التمثيل منذ أن كان في مرحلة الدراسة ظهر لاول مرة فى السينما عام 1946 من خلال فيلم أنا الشرق ، عاد إلى مصر فى منتصف سبعينات القرن العشرين وبدأ التواجد في السينما المصرية حيث شارك في بطولة عدد كبير من الأفلام منها كفاني يا قلب ، ولا عزاء للسيدات ، حب في الزنزانة ، البداية ، طيور الظلام ، كما عمل أيضًا في السينما التونسية والفرنسية الى جانب العديد من الاعمال التليفزيونية منها ونيس ، الراية البيضا ، زيزينيا ، وجه القمر .

----------------------------------------
المضدر : الموقع الرسمي للمهرجان 

الأربعاء، 19 سبتمبر 2018

غنام غنام : لم أخش على نفسي من تقديم "ليلك ضحى" ودوري هو أن أمسك القلم وأقول كلمتى

صدور العدد العاشر من نشرة مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر 2018

مجلة الفنون المسرحية


اضغط للتحميل : صدور العدد العاشر  من نشرة مهرجان القاهرة  للمسرح التجريبي والمعاصر 2018

--------------------------------------

المصدر : الموقع الرسمي للمهرجان 

ماذا لو لم يمت في المنفى؟

مجلة الفنون المسرحية


ماذا لو لم يمت في المنفى؟

خالد الرويعي

يقترح عرض الصديق الاستاذ غنام غنام (سأموت في المنفى) بضعة مفارقات أو ربما جدليات ماثلة أمامنا في المسرح العربي، وقد تناكف آراء عدد من المسرحيين الذين يضعون المسرح المفاهيمي ضمن دائرة السخرية، وعندما أقول المسرح المفاهيمي لا أقترح بالضرورة درساً في النظريات أو المفاهيم، ذلك أن المسرح بشكل عام له مفاهيمه الخاصة ونظرياته منذ أن بدأ النقد يتعقب المسرح وبالتالي انفتاحه على المناخات الفكرية والفلسفية.
يقترح عرض (سأموت في المنفى) المفارقة بين السرد وعلاقته بالمسرح وكونه مسرحاً ينتمي إلى المونودراما وخلافه، فالمونودراما ليست بالضرورة تقترح السرد جزءا من تكوينها وهي بخلاف أن نقول يجوز للمونودراما ما لا يجوز لغيرها، وهنا تكمن المفارقة في ما يقترحه العرض، فالعرض ليس قائماً على التشخيص او التمثيل أو حتى فنون الحكي.. العرض قائم على أن هناك شخص اسمه (غنام غنام) يقترح علينا أشيائه، وبالطبع يستفيد من خبرته في فنون الحكي والقص والسرد وكونه ممثلاً أيضاً، لكن العرض لم يكن تمثيلاً، إذ أنه يملك روحه الخاصة.. روح السيرة الذاتية والطرق المقترحة لعرضها أمام الناس. روح السرد التي بني عليها النص، روح التمثيل الخارجة عن إطار التمثيل، فالنص هنا يتماهى مع الممثل الذي هو في الأصل صاحب النص صاحب القصة، ولذلك تخرج المسألة من نطاقها التمثيلي الاعتيادي وتذهب إلى منطقة أخرى، فنياً سيعتبر الحديث عن فلسطين ذريعة، لكنها أيضا ذريعة الفنان الذي سيضع أمامه كل الأوراق ويخلطها مع بعضها البعض. وهي ربما الحيلة التي أراد (غنام) أن يجربها مع نفسه أولاً.. إذ كيف سيفصل نفسه ويقسم تاريخه وذكرياته وعوالمه النفسية والحياتية وتكنيك التمثيل الذي يعرفه وخبرته في التعامل مع الجمهور مع نص يقوم على الذاكرة والسيرة الذاتية وسردها من تمثيله وإخراجه هو؟
إذا نحن الآن نتعامل مع مسرح قريب جداً من مسرح السيرة الذاتية والسرد 
وملامسة - من الناحية النصية - لمسرح ما بعد الدراما.
ولنقلب الطاولة على عقب، ماذا سيحدث لو أن مثل هذه التقنيات استخدمت كمسرح خارج عن النسق المونودرامي؟ هل حالة التلقي ستكون مثلما اقترحها غنام في عرضه؟ أزعم أن (سأموت في المنفى) ومن حيث لا يشعر المشاهد قد ذهب في اتجاه يخلخل فيها العناد للمسرح المفاهيمي الحديث وعليه فالذين وقعوا في فخ (غنام) هم بالضرورة الآن عليهم مراجعة أنفسهم مع العروض التي تحمل ذات الطابع. بغض النظر عن معايير الجودة.
اعتقد أن عرض (سأموت في المنفى) قد كسر قواعد اللعبة، فهو خارج من الاشتباك الذاتي الى الاشتباك المسرحي او الفرجوي فهو يلعب في منطقة التمثيل واللاتمثيل، مفارقة الممثل والعارض، السرد وتشابكه مع منطقة الحكي، التمثيل بوصفه تشخيصا أو بوصفه تقمصاً.. كل ذلك يقترحه عرض (سأموت في المنفى) كشكل فني معاصر.
يقترح غنام قبل بداية عرضه وفي استهلال يستطلع فيه رغبات الجمهور ان المشاهد مدعو للتقاطع معه في أي وقت يشاء من زمن العرض، وهذا التقاطع يعني أن يكون المشاهد فاعلاً - ربما - في مجريات العرض. لكن ذلك غير ممكن لاحكام الممثل - غنام - قبضته على الجمهور، فالانتقال بين السرد والمفاصل التشخيصية للحدث أو حتى القبض على الذروة كفيلة بأن تبدد تلك الرغبات العالقة في ذهن المشاهد الذي يسعى أن يكون جزءا من العرض بإرادته، لكنه لم يعلم أن (غنام) قد أشركه في ثنايا العرض مرات عدة عندما سحب الكرسي من بين الجمهور، وكأن هذا الكرسي بات جزءا من مسلمات العرض وبالتالي أصبح الجمهور غارقا في الحدث يديره (غنام) كيفما يريد.
يدرك غنام من اللحظة الأولى إلى خطورة ان يستفرد بك الوحش - الجمهور - أمام عينيه وفكيه. ولذلك كان قادراً على مسك خيوط اللعبة عن طريق قراءته للجمهور الحاضر، وبهذا انقلب السحر على الساحر (الجمهور) ، فالدعوة الى الشراكة ما كنت سوى دعوة للانتباه والتبصر أمام ما يحدث.

الإمارات تحارب الإرهاب في "ليلك ضحى" على مسرح الهناجر

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018

فى ندوة المسرح تحت دوى القنابل بالمعاصر التجريبى

مجلة الفنون المسرحية 

فى ندوة المسرح تحت دوى القنابل بالمعاصر التجريبى


عجاج سليم : المسرح تحت دوى القنابل و جرعة أمل
أستاذ أكاديمي – مخرج مسرحي سوريا 

فى ورقته البحثية ضمن محور المسرح تحت دوى القنابل قال المسرحى السورى عجاج سليم

"المسرح تحت قصف القنابل....جرعة أمل.
ونحن نراجع تاريخ المسرح منذ بداياته المؤرخة قبل حوالي ال2500 عام، نتفاجأ أن معظم المسرحيات التي كانت تقدم في الفترة الإغريقية أو الهلنستية أو الرومانية أو ما تلاها من عصور مختلفة، هي مسرحيات تضم ما يمكن أن نطلق عليه اسم مسرح في ظل الحرب، ونادرا ما نجد أو نقع على نص لا يضم شخصية عسكرية، أو حوادث تمت للحرب بصلة وثيقة أو حوادث تجري خلف كواليس المسرح، بل إن الكثير من النصوص المعاصرةسواء قبل وبين وما بعد الحربين العالميتين وصولا ليومنا المعاصر تحمل تأثيرات العسكر والحرب.
أما المسرح كما هو معروف كائن هش..؟ يتأثر بكل ما يحدث أو يحيط به..! اقتصاديا واجتماعياً وسياسياً، بل يتأثر بالطقس الجوي وبدرجات الحرارة..
فكيف بنا إذا كانت الحرب ؟ وبوقع اسمها الثقيل هي ما يحيط بهذا الكائن الرقيق الجميل، الحرب حيث انعدام الأمان ومواجهة الموت الذي نحسبه اسطورة.
هنا لا يعود الحديث عن الفن والإبداع والخيال والتخيل ..؟ إلا حديثا قد يبدو للعاقلين ضرباً من الجنون .
ومسرحنا العربي لم يكن في أي فترة من تاريخه بعيدا ً عن التأثر بوقائع الحرب المختلفة التي مرت على الأمة العربية، وسعى الى ممارسة دور المحرض على المواجهة والمقاومة بأشكال مختلفة..
ولنتجاوز سنوات طويلة من معاناة المسرح والمسرحيين مع الحرب ونتائجها الوخيمة على الحياة، كي نصل الى واقع ما زلنا نعيشهعربياً، وأقصد الحرب في سوريا
ولم يكن المسرح السوري ببعيد عن كل ما جرى، ولكنه كان الأضعف والأكثر تأثرا حيث انعكست الظروف الاقتصادية التي تردت بسبب الحرب على معيشة الفنان بشكل مباشر، وعلى آليات الإنتاج الفني، إضافة الى اليأس الذي أصاب الفنان نتيجة الإحساس بالعدمية وتسرب الشعور الموجع بغياب الأمل... ناهيك عن انعدام الأمن والأمان، والخوف من الموت القادم في أي لحظة وبأشكال مختلفة...
ولا أعتقد أن أي دولة في العالم عرفت ما يشبه الحرب في سوريا، حرب دخلتها دول العالم كافة، ومورست فيها جميع وأفظع وسائل القتل والتدمير، وظهرت التيارات المتطرفة وكأنها تستعيد ثأرا مع العالم، ولكن الوسيلة والضحية كان الإنسان السوري...
ولكن الفنان المسرحي السوريعقد العزم على أن يحيا المسرح.. وبالتالي عادت العجلة للدوران،وشهدت مسارح دمشق وبعض المحافظات مثل حلب واللاذقية وطرطوس وحمص وحماهعروضا مسرحية متنوعةكان بطلها الحقيقي الحضور الكثيف والإقبال الشديد من الجمهور.
وبسبب الظروف التي خلقتها الحرب ..ظهرت أساليب متنوعة في طريقة التعبير أو الأداء، بل بدا بعضها متصادما مع الآخر، حيث مارس البعض منها أسلوب التأثير على العواطف بشكل مباشر من خلال الحديث عن الحربومآسيها التي يعرفها الجمهور جيداًويحاول أن يهرب منها..
أو من خلال بعض العروض التي نجحت بتجاوز الطرح المباشر الساذج للمشكلة وبالتالي حافظت على الفني قبل السياسي وكان تأثيرها واضحا على الجمهور
وقد حملت جميع هذه العروضبوادر الأملمن خلال التأكيد الواضح في جميع مسارح سوريا على رفض الحرب وما يمكن أن ينتج عنها من آثار تدميرية...
وتأكيد تلك العروض على أهمية الانتماء الوطنيوالوطن الموحدوالإنسان الحر، والبحث عن تجسيد حي لمفردات العدالة والمساواة وأسس الحرية وحق الإنسان في الحياة.
ولكن هل استطاع المسرح السوري خلال الحرب أن يقدم نفسه كحامل لهذه الأهداف، شخصياً اعتقد أنه امتلك شرف المحاولة...
المحاولة التي ستكون موضع بحث من الأجيال القادمة.
وربما سيعرف المسرح في سوريا بعد الحرب نهضة وتألقاً واشكالا جديدة.. اعتماداً على ذلك النجاح الذي حققه خلال الحرب في صورة العلاقة الوثيقة مع الجمهور."

---------------------------------------------------------------------
المصدر  : الصفحة الرسمية لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي والمعاصر

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption