أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 6 أكتوبر 2018

توطين فرقة مسرح تافوكت لسنة 2018 النهوض بالمسرح الأمازيغي مسؤولية وطنية

مجلة الفنون المسرحية




توطين فرقة مسرح تافوكت لسنة 2018
النهوض بالمسرح الأمازيغي مسؤولية وطنية 


تشكل هذه المحطة الفرصة الثانية في فعل التوطين المسرحي لفرقة مسرحية أمازيغية بيضاوية هي فرقة فضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة، هذه الفرقة التي راهنت على المكون الأمازيغي بمدينة الدار البيضاء انطلاقا من قناعة مفادها أن هذه المدينة العملاقة هي عاصمة كل الأمازيغ بالمغرب، علاوة على أنها أكبر مدينة أمازيغية في العالم وعلى الرغم من أن التوطين كان بالمركز الثقافي عين حرودة – زناتة / المحمدية بضواحي مدينة الدار البيضاء وتبعد 17 كيلومتر. الفضاء العام الذي كانت ظروف الاشتغال به أول الأمر صعبة بعض الشيء إلا أن فرقة مسرح تافوكت استطاعت أن تحوله بحق إلى منارة أضاءت سماء المسرح الأمازيغي المغربي بمدينة الدار البيضاء كما شهد على ذلك البرنامج المتكامل التي أنجزته الفرقة خلال الموسم الأول من التوطين لسنة 2017، والذي شهد على نجاعته المستفيدون و المتدخلون والمسؤولون على حد سواء.
وسيرا على النهج نفسه و استكمالا للمشروع الذي راهنت عليه الفرقة عمدت في موسمها الثاني في إطار التوطين المسرحي إلى اختيار شعار يمضي قدما نحو تحقيق الهدف العام الذي تسعى إلى تحقيقه، وهكذا تطور شعار الموسم الأول (المسرح الأمازيغي : من حيوية اللغة إلى ثقافة الجمال) إلى شعار جديد محوره:
"النهوض بالمسرح الأمازيغي مسؤولية وطنية " 
وإذا كان في السنة الأولى من التوطين قد عمد مسرح تافوكت إلى إدماج وتوظيف عناصر من الثقافة الأمازيغية في الفضاءات الثقافية المغربية، ومنها فضاءات المسرح باعتبار هذا الأخير مكونا هاما من مكونات الثقافة الوطنية، وعمدت أيضا إلى نشر هذه الثقافة على أوسع نطاق في الأوساط الشبابية والطفلية وعموم الفعاليات الثقافية الوطنية التي لا تزال تحتاج إلى التحسيس والتعريف  بقيمة هذا المكون  في تنمية الذات الوطنية بالاعتماد على الجوانب الفنية عموما والمسرحية خصوصا، فإن الإيمان لا يزال قويا بأن المسرح الأمازيغي رافد هام من روافد  الثقافة والفكر المغربيين القادر على تلقيح المسرح المغربي ومنح المشهد الثقافي المغربي غنى وتنوعا في التعابير الفنية خصوصا وأن هذا المشهد يتطور يوما بعد يوم وتنضاف إلى ركبه عشرات الأصوات الأمازيغية الشابة التي آمنت بالقضية الثقافية الأمازيغية، وبدور الفنون عامة والمسرح في تغيير واقعنا وتطويره. 
وعليه فإن السنة الثانية من التوطين برسم موسم 2018 تسير هي الأخرى على طريق استكمال مختلف الأنشطة التي رسمت الفرقة معالمها و أنجزتها خلال الموسم الأول  اعتقاد منها أن المسرح الأمازيغي لا يزال في حاجة إلى إمكانات تسمح له بالوجود المباشر والمستمر، و أن يكون في اتصال حثيث مع متلقيه، مادامت الغاية الأخيرة التي تسعى إليها هي جعله فنا فعالا يربي الذائقة الفنية والجمالية لدى الجمهور، وينمي ثقافته ومعارفه وفكره الفني والمسرحي من خلال المنجز المسرحي و الورشات التكوينية و الندوات الفكرية و اللقاءات الفنية في الماستر كلاس، بالموازاة مع عروض ترفيهية وتثقيفية تستهدف بالأساس  جميعها إدماج كل مقومات الثقافة الأمازيغية في مكونات المسرح الأمازيغي لجعل هذا الأخير يشكل إضافة نوعية للمشهد المسرحي المغربي.
هذه المحددات والتصورات هي التي تقف وراء تسطير برنامج توطين فضاء تافوكت للإبداع  للموسم الثاني بالمركز الثقافي عين حرودة / زناتة المحمدية - الدار البيضاء.
و في تصريح صحفي للمخرج بوسرحان الزيتوني حول المنجز المسرحي للفرقة لهذا الموسم و المعنون بمسرحية - أفرزيز - قال: تأتي مسرحية أفرزيز ضمن سياق تجربة التعاون مع المسرح المغربي الناطق بالأمازيغية والذي يسعى للانفتاح على المسرحيين المغاربة بعيدا عن عوائق اللغة وايمانا بالمشترك الوجداني التاريخي والحضاري... ولقد تحكمت في خياراتي الفنية والتقنية ضمن هذه التجربة من جهة الرغبة في المساهمة في تطوير المنجز الأمازيغي مسرحيا وثانيا الحفر في جزء كبير من تكويننا الثقافي والجمالي. 
وأضاف حول مسرحية أفرزيز المعدة عن مسرحية رحلة حنظلة لسعد الله ونوس بأنها مسرحية السؤال في الإنسان وجودا وهوية، ضد كل محاولات المحو التي تطاله والسياجات التي تنكر عليه الحق فكرا وتعبيرا ووجودا. نقدم في أفرزيز تجربة كوميدية نقدية ساخرة ضد واقع السلب والاستلاب الذي يعاني منه الإنسان البسيط في مجتمع تتراجع فيه القيم في دهاليز مظلمة يزيدها الخوف قتامة. تقنيا وفنيا، ويمكن اعتبار مسرحية أفرزيز استمرارا للتجربة المسرحية التي قدت غمارها منذ سنوات في البحث عن مسرح بحث وتجريب بدون اغتراب عن الذات، مسرح لا يختفي وراء المساحيق ولا تتراجع فيه القضية المسرحية. لهذا يجد المتلقي في المسرحية كل ألوان الحياة من تمثيل وغناء ورقص في ثوب من الكوميديا السوداء المرة بمرارات الحياة.
و نقرأ في أوراق الفرقة حول العرض أن  مسرحية أفرزيز لفرقة مسرح تافوكت - إنتاج 2018 بدعم من وزارة الثقافة والاتصال في إطار التوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة. تحكي عن حنظلة الذي يقبض عليه ذات ليلة دون أن يعرف تهمته، ويزج به في السجن، ليظل فيه ستة أشهر دون جريرة ، ويخبرنا ثنائي الرواة أنه رجل مسالم ، يعمل "عداد فراطة في بنك الازدهار"، يشكل تناقضا حادًا بين عدم امتلاكه للنقود ، وعمله اليومي في عدها ، ويعلن هو أنه يعيش دوما "بجوار الحائط" ، مستكينا وهاربا من أية مواجهة ، ويوفر للقرش الأبيض كي ينفعه فيما بعد ، وهو ما سيدركه في السجن، حيث يجب عليه أن يدفع كل ما اذخره رشوة لسجانيه كي يسمحوا له بالخروج من السجن ، فيعود لزوجته ليجدها قد حولت بيته لماخور ، وتطرده من البيت مدعية عدم تفهمها لسر غيابه ، بل و متهمة إياه بالخيانة!!، كما يطرد من عمله لتغيبه عنه دون إذن أو مبرر معقول  وبعد مغامرات بين المستشفى والشعوذة يستفيق حنظلة على مرارة العالم وسطوته وتجريده للذات من وجودها.
تجدر الإشارة أن المسرحية من تأليف الكاتب السوري سعد الله ونوس، ومن إعداد وإخراج المبدع بوسرحان الزيتوني. وتكلف بتمزيغ النص الكاتب محمد بنسعود. أما الإدارة والإشراف الفني والتقني للفنان خالد بويشو.
وهي من تشخيص الزاهية الزهري – محمد بودان – سعاد توناروز – عبدو التاجر. سينوغرافيا: حسناء كوردان. تصميم وإنجاز الملابس: رجاء بويشو. التأليف الموسيقي: إدريس تامونت. و أشرف على تنفيذ تصورات العرض عدة تقنيون و هم الفنانون: سهام فاطن ومحمد الهوز وعكاش كرم الهوس وأبو علي علي وعبد الكبير البهجة وعمرو بصير. العلاقات العامة: محمد أبو العموم. بينما تتكلف  مؤسسة تافوكت للإنتاج بالبرمجة والتسويق.
وفي تصريح لمدير مشروع التوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع والمشرف الفني و التقني الفنان خالد بويشو قال: بعد تقديم جملة من العروض بمدينة الدار البيضاء لمسرحية أفرزيز بمسارح مختلفة نتوجه إلى جنوب المغرب في أولى جولات. وتشمل مدينة تيزنيت بالمركز الثقافي محمد خير الدين يوم 12 أكتوبر. و عاصمة سوس أكادير بالمركز الثقافي آيت ملول يوم 13 أكتوبر. ومراكش بالمركز الثقافي سيدي رحال يوم 14 أكتوبر 2018. وكما هو معلوم فإن العرض يدخل في إطار السنة الثانية للتوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع بالمركز الثقافي عين حرودة بدعم من وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة. هذا المشروع الذي يتضمن عدة أنشطة وفعاليات من مثل تنظيم 5 ورشات متخصصة لفائدة الشباب يؤطرها أساتذة ذوي كفاءة عالية و هم: الدكتور مسعود بوحسين في ورشة المبادئ الأساسية للإخراج المسرحي و الأستاذ يوسف آيت منصور في ورشة الممثل الراوي و الأستاذ الحبيب الأصفر في ورشة المبادئ الأساسية لفهم وبناء الشخصية الدرامية و الأستاذ يوسف العرقوبي في ورشة المبادئ الأولية لفن السينوغرافيا و الأستاذ إسماعيل الفلاحي في ورشة الكتابة الركحية عبر الارتجال. وهي كلها ورشات متخصصة موجهة للشباب الطلبة المولعين بالفن المسرحي. بالموازاة مع تنظيم سلسلة ورشات مسرحة الحكاية لفائدة الأطفال من تلاميذ المؤسسات التعليمية بتأطير من عضو المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية د. فؤاد أزروال و الفنان أبو علي عبد العالي و تستمر لمدة ثلاثة أشهر في كل مرحلة بواقع حصص قارة في نهاية كل أسبوع. كما تنظم 5 ندوات فكرية تحمل عناوين و محاور تؤطرها الاستمرارية و العلاقة مع ما سلف من ندوات في السنة أولى توطين 2017 و هي ندوة: المسرح الأمازيغي و الكتابة الدرامية. و ندوة: المسرح الأمازيغي والنقد. و ندوة: المسرح الأمازيغي والجمهور. و ندوة: جماليات المسرح الأمازيغي. و ندوة: المسرح الأمازيغي والأعلام. هذه الندوات برمجت بمشاركة الأساتذة و الدكاترة الصافي مومن علي و لعزيز محمد المدير الفني لمشروع التوطين وفؤاد أزروال و محمد زيطان و هشام بن الهاشمي و محسن زروال ومسعود بوحسن وعبد المجيد شكير وأمين ناسور وعبد اللطيف ندير وبشرى عمور و بازغ لحسن. 
كما نستضيف في فقرة الماستر كلاس الفنانة فاطمة تيحيحيت والفنان محمد مشموم اليازيدي. بإدارة كل من الفنانين أحمد السوسي و خديجة تافوكت. علاوة على برمجة أنشطة أخرى ضمن التوطين المسرحي منها العمل على إصدار كتب تهم الفن الدرامي الناطق بالأمازيغية. وتوثيق المسرحيات المنجزة وطباعتها باللغتين الأمازيغية و العربية بهدف إغناء المكتبة المسرحية المغربية.












هانوفر الألمانية تحتفي بالمسرح العربي



مجلة الفنون المسرحية

هانوفر الألمانية تحتفي بالمسرح العربي

للتعريف بالثقافة العربية في ألمانيا، وتتويجا للمبادرات الفنية التي تهدف إلى تعريف الجمهور الألماني والجالية العربية المقيمة بألمانيا بالإبداعات الفنية العربية، تعيش مدينة هانوفر الألمانية في شهر نوفمير 2018 عرسا مسرحيا عربيا متميزا في مسرح البافيون Kulturzentrum Pavillon .
هكذا، سيلتقي الجمهور مع عرضين مسرحيين رائعين:

العرض الأول "صولو" لفرقة "أكون للثقافات والفنون" الفائز بجائزة مهرجان المسرح العربي 2018 بتونس، وذلك يوم 20 نوفمبر 2018 في الساعة السابعة والنصف مساء، بمسرح بافيون.
العرض الثاني "سأموت في المنفى" للفنان المسرحي الفلسطيني غنام غنام، وذلك يوم 21 نوفمبر 2018 في الساعة السابعة والنصف مساء، بمسرح البافيون.

هذه التظاهرة، التي يسهر على بلورة وإخراج فقراتها الفريق الفني لمسرح البافيون، تأتي إطار التعاون بين الهيئة العربية للمسرح ومسرح البافيون بهدف فتح آفاق جديدة أمام المسرح العربي والفنانين العرب في الغرب وخلق شروط التواصل والتفاعل بين الجمهور الأوروبي عامة والألماني على الخصوص وبين الإبداعات المسرحية العربية من مختلف بلدان الوطن العرب.
تجدر الإشارة إلى أنه خلال هذا اللقاء الفني، سيتم توقيع اتفاقية شراكة وتعاون بين مسرح البافيون والهيئة العربية للمسرح.
كونوا في الموعد
فتاح الديوري مسرح البافيون

الجمعة، 5 أكتوبر 2018

طـــــــارد الأرواح الشريرة على مسارح بريطانيا

مجلة الفنون المسرحية


طـــــــارد الأرواح الشريرة على مسارح بريطانيا


وتدور أحداث القصة حول صغيرة تدعى ريجان ماكنيل وهي ابنة ممثلة مشهورة في الثانية عشرة من عمرها تتلبسها روح شريرة ويسعى اثنان من القساوسة لإخراج هذه الروح من جسدها. وقد استوحى بلاتي هذه القصة من قصة طالع وقائعها في الصحف عندما كان طالبا في جامعة جورج تاون عام 1950. ولهذا السبب اختار أن تجرى أحداثها في واشنطن قرب مقر الجامعة. وأعاد إصدارها بشكل جديد في 2011 بمناسبة مرور 40 عاما على صدور طبعتها الأولى وغير في بعض التفاصيل لكن الهيكل الرئيسي ظل ثابتا.
وحققت القصة منذ طبعتها الأولى أرقاما قياسية في التوزيع أغرت بلاتي بتحويلها إلى فيلم سنيمائي أنتجه وكتب له السيناريو بلاتي بنفسه، وحقق الفيلم الذي كان واحدا من أبرز أفلام الرعب الكلاسيكية في تاريخ السنيما الأمريكية، والذي يصنف بين أفضل مائة فيلم في تاريخ السنيما الأمريكية، إيرادا بلغ 36 ضعف تكلفة إنتاجه التي بلغت 12 مليون دولار.
في بريطانيا
والآن، حان وقت تحويل هذا العمل الناجح إلى عمل مسرحي في بريطانيا على الجانب الآخر من الأطلنطي بعد مرور نحو عامين من رحيل مبدعه الأصلي في 12 يناير 2017. وقد سبق عرض معالجة مسرحية له في برودواي عام 2012 قامت ببطولتها النجمة الأمريكية بروك شيلدز وريتشارد شامبرلين.
يتم التحويل هذه المرة على الجانب الآخر من الأطلنطي في بريطانيا حيث يبدأ العرض الشهر القادم ويقوم ببطولته الممثل الأسترالي صاحب الأصول الكولومبية أدم جارسيا ويشاركه الممثلة البريطانية الشابة كلير كونولي والممثل البريطاني المخضرم بيتر باولز البالغ من العمر 82 سنة الذي يتحرك على المسرح برشاقة شاب في العشرين.
ويشارك في العرض صوتا فقط ممثل مخضرم آخر هو إيان ماكيلين (79 سنة) الفائز بست من جوائز لورانس أوليفييه المسرحية البريطانية المرموقة. سوف يقوم ماكيلين بدور الروح الشيطانية خلال العرض حيث يصدر مجموعة من الأصوات الشيطانية المخيفة. وسوف يكون صوته مسجلا بالطبع. ولن يكون له اسم في العمل المسرحي.
وسوف تحتاج المعالجة المسرحية مجموعة كبيرة من المؤثرات الصوتية والبصرية مثل الارتفاع المفاجئ في الصوت أو الإظلام المفاجئ وإطلاق الدخان والألعاب النارية حتى يصبح المشاهد أكثر اندماجا مع العرض تماما كما لو كانوا يجلسون في دار للسنيما دون أن تثير هذه المؤثرات ضيقهم. كما تم تصميم الديكور نفسه بحيث يعطي الإحساس بالرهبة والغموض.
كتب المعالجة المسرحية للعمل الأدبي الكاتب المسرحي جون بالميير وأخرجها المخرج المسرحي الويلزي شين ماتياس وهو أيضا كاتب مسرحي وكاتب سيناريو ومخرج سنيمائي.
ويقول ماتياس إنه مما يزيد من صعوبة العمل أنه لن يتنافس فقط مع قصة مكتوبة أو مع فيلم سنيمائي بل سيتنافس أيضا مع مسلسل ماخوذ عن العمل الأدبي يعرض حاليا على قناة فوكس نيوز الأمريكية. كما تناولت أعمالا درامية كثيرة. كما أنه سوف يتنافس مع معالجة مسرحية بريطانية أخرى عرضت قبل عام تقريبا في برمنجهام تكريما للمؤلف بعد رحيله. لكنه كان عرضا دون المستوى بسبب ضعف الإمكانيات وهو العيب الذي سيتلافاه العرض الجديد. وهو لا يعتبر العرض المسرحي الأمريكي منافسا لعرضه عام 2012 لأنه ركز على جوانب دينية وتجاهل المؤثرات الصوتية والبصرية التي لا قيمة للعمل بدونها بدرجة كبيرة بدرجة أضعفت العمل.
شخصيات
قامت بدور الطفلة الممثلة البريطانية كلير لويز كونولي رغم أن عمرها يتجاوز 22 سنة. وجاء اختيارها لهذا الدور اعتمادا على براءة ملامحها وجسمها الصغير وتكفل الماكياج بالباقي وتكفل أيضا الأداء وتغيير صوتها بالباقي. ويأخذ عليها فقط دومنيك كافندش عميد النقاد المسرحيين في بريطانيا – وعلى المخرج من قبلها بعض الألفاظ غير اللائقة التي وردت في الأغاني التي كانت ترددها تحت تأثير الأرواح الشريرة حسب النص.
وبعد ذلك أدى بقية الممثلين أدوارهم بشكل جيد أو معقول مثل جيني سيدروف في دور الأم الممثلة وتريسترام ريمارك في دور المخرج صديق الأم الذي يحاول إخراج الروح الشريرة فيلقى مصرعه على يديها. وهنا تستعين الأم بجارسيا الذي يلعب دور قس كاثوليكي وزميله بيتر باولز.
وساعد على نجاح العرض الإنجليزي نجاح مهندسة الديكور أن فليشيل في تصميم خشبة المسرح على عدة مستويات بحيث أعطت انطباعات موحشة عن البيت الذي تجرى فيه الأحداث. كما أجادت في تصوير مشهد الدماء وهي تسيل من ورق الحائط حتى ظن المشاهدون أن هناك دماء حقيقية تسيل من الورق وليس مجرد خدع بصرية. وكذلك مشهد تحطم غرفة النوم.
ويرى الناقد أن هناك بعض نقاط الضعف التي يمكن التعامل معها حتى موعد بدء العرض ومنها الحوار الذي يحتاج بعض التركيز. ويرى أن يعود صاحب المعالجة إلى الفيلم المنتج عام 73 لأن حواره كان رائعا.
أزمة إيما رايس
أفكار جديدة وعقليات قديمة
إذا كان المسرح نشاطا ثقافيا في المقام الأول، فهو في الوقت نفسه أيضا نشاط إداري واقتصادي وصناعي ويمكن أن تطفو بعض مشكلاته على السطح.
ومثال ذلك الأزمة التي تتحدث عنها الصحافة البريطانية الخاصة بفرقة شكسبير المسرحية البريطانية بعد عزل إيما رايس المديرة الفنية للفرقة وهي ممثلة مسرحية وسنيمائية وتلفزيونية وممثلة دوبلاج صوتي ومخرجة مسرحية. وجاء العزل بناء على توصية من مجلس أمناء الفرقة المكون من عدد من الشخصيات العامة وهو غير مجلس الإدارة.
وفي أول تصريحاتها للصحافة البريطانية بعد عزلها قالت رايس (52 سنة) ساخرة، إنها تتفهم جيدا قرار المجلس بالتوصية لإقالتها. فهي مواطنة بريطانية من أصول بسيطة ولا تنتمي إلى الطبقات الراقية وأسر النبلاء. ولو كانت كذلك لما استاء المجلس من دعوتها للتجديد بإدخال بعض التقنيات المسرحية الحديثة مثل منصات الإضاءة والأصوات المكبرة واعتبره خروجا على التقاليد العريقة للمسرح البريطاني. وهذه التقنيات لا تؤثر إطلاقا على الطابع التراثي للمسرحيات التراثية التي تقدمها الفرقة لشكسبير أو غيره لكنها تقدمها بشكل عصري مناسب. وقالت إنها لو كانت من أبناء الطبقات الراقية لوجدت من يستمع إليها ويناقش أفكارها ويحتكم إلى قدرتها على تنفيذ أفكارها على نحو مناسب لكونها مخرجة مسرحية صاحبة خبرة طويلة.
هجوم مستمر
وواصلت هجومها على مجلس أمناء الفرقة في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية في برنامج موجات ليلية للمذيعة الشهيرة صاحبة الأصول الهندية سميرة أحمد. قالت في البرنامج إنها تعتقد أن مجلس الأمناء أخطأ أصلا في اختيارها لأنهم اعتقدوا أنه في الإمكان أن تتخلى عن أفكارها لمجرد إرضائهم والبقاء في منصبها. وبسبب موقف المجلس منها لم تستطع أن تقدم شيئا للفرقة ولا للمسرح البريطاني بشكل عام خلال عامين - أو تعتبر نفسها كذلك – رغم النجاح الذي حققته المسرحيات التي قدمتها الفرقة خلال العامين. وقالت لسميرة أحمد مذيعة برامج الفنون في هيئة الإذاعة البريطانية إنها لو استمرت عشر سنوات في منصبها لما استطاعت أن تقدم شيئا مع أشخاص بهذه العقلية. ومضت قائلة إنها تشعر بالألم لهذه التجربة الفاشلة التي انتهت بسرعة.
وتعود فتقول إنها تعتبر الفرقة أفضل مكان في العالم ويبدو أنها فكرت بصوت عالٍ وكان لا بد أن يكون الصوت منخفضا. وقالت إنها تتمنى لخليفتها ميشال تيري – وهي أيضا ممثلة وكاتبة مسرحية – كل التوفيق باعتبارها صديقة وزميلة لها.
وكانت إيما رايس قد فازت بجائزة سيدة بريطانيا الأولى في استفتاء البرنامج الإذاعي الشهيرStandard Issue Magazine عن عام 2016 بفضل شجاعتها وقدراتها القيادية وقدرتها على الابتكار.

------------------------------------------------------------------
المصدر ترجمة هشام عبد الرءوف - جريدة مسرحنا العدد 579 



الخميس، 4 أكتوبر 2018

اجتماع اللجنة العليا لمهرجان رم المسرحي مع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


اجتماع اللجنة العليا لمهرجان رم المسرحي  مع الأمين العام للهيئة العربية للمسرح

سعد الدين  عطية 

عقد في مقر النقابة ظهر اليوم الخميس اجتماعاً للجنة العليا لمهرجان رم المسرحي برئاسة سعادة النقيب الاستاذ حسين الخطيب رئيس اللجنة العليا بحضور سعادة الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الاستاذ اسماعيل عبد الله .
حيث تناول المجتمعون شؤون مهرجان رم المسرحي وجرى الحديث عن المهرجان وفعالياته وخطة سيره وتقييماً لمساره حتى هذه اللحظة.
وقد ثمن المجتمعون الجهود المبذولة والساعية لانجاح المهرجان من جميع الأطراف القائمة والمشاركة وأثنوا عليها.
من جهته أبدى سعادة الاستاذ اسماعيل عبد الله تقديره للجهود الادارية والتنظيمية والطريقة التي يسير عليها المهرجان والآليات المتبعة في الإعداد له وإدارته والعمل الحريص على إنجاحه.
من جانبها .. قدمت اللجنة العليا شكرها الجزيل إلى الهيئة العربية للمسرح على كل ما قدمته وتقدمه تنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والرئيس الاعلى للهيئة العربية للمسرح بتنظيم مهرجانات مسرحية وطنية رديفة وداعمة لغرض تنشيط الحركة الفنية وتطويرها في الأردن بشكل خاص والوطن العربي عموماً.




الأربعاء، 3 أكتوبر 2018

«دبي للثقافة» تستعد للمشاركة في مهرجان مسرح الشباب

مجلة الفنون المسرحية

«دبي للثقافة» تستعد للمشاركة في مهرجان مسرح الشباب


 البيان 

أعلنت «دبي للثقافة» عن تشكيل لجنة لمشاهدة العروض المقدمة من الفرق المسرحية المشاركة في دورة العام الحالي من مهرجان دبي لمسرح الشباب، الذي سيقام خلال الفترة من 6 إلى 17 أكتوبر الجاري. وقامت اللجنة بتقييم تلك الأعمال وتوجيه الفرق لضمان ملاءمة المضمون، من حيث عناصر العرض المسرحي.

وتتكون اللجنة من ثلاثة أعضاء من الهيئة، وهم: خليل عبد الواحد، مدير إدارة الفنون التشكيلية، وفاطمة الجلاف، مدير قسم المسرح ورئيس مهرجان دبي لمسرح الشباب، وأروى حنيف، أخصائي متاحف، حيث ستعتمد على مجموعة من المعايير المحددة مسبقاً، الأمر الذي سيكسب المهرجان طابعاً احترافياً يقوم على المصداقية والنزاهة. وستسهم التوجيهات المقدمة من أعضاء اللجنة في حفز المشاركين على اتباع المسارات الصحيحة، والالتزام بالسياقات المحددة، ورفع مستوى المنافسة بين الفرق، وكانت اللجنة التنظيمية للمهرجان قد حددت 15 معياراً لاختيار العروض المشاركة، ومنها أن يكون الشكل العام للنص المسرحي متجانساً ومترابطاً، وأن تكون فكرة العرض واضحة ومفهومة، وتجسد القضية الشبابية الأساسية وتمتاز بالأصالة والإبداع.

سلماوي : أثق في قدرة شباب الصعيد على صناعة الدهشة التي تحرك الجمود

مجلة الفنون المسرحية

سلماوي : أثق في قدرة شباب الصعيد على صناعة الدهشة التي تحرك الجمود

احمد مصطفى


قال الكاتب الكبير محمد سلماوي رئيس مهرجان الصعيد المسرحي الثالث ونائب رئيس مجلس ادارة جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية إنه على ثقة من قدرة شباب الصعيد على صناعة الدهشة التي تحرك السكون والجمود والموت وهي الرسالة التي يدعمها المهرجان من أجل تعزيز تعدد الأفكار والبحث عن الشباب المبدع ودعم طموحه نحو التجريب والتغيير وحرية  التعبير.
أضاف محمد سلماوي إن الابداع لا يرتبط بمنطقة جغرافية ولكن فرص اكتشافه ضعيفة في الصعيد، وهذا السبب الرئيسي لتواجد جمعية اصدقاء أحمد بهاء الدين في الصعيد وحرصها على نقل العديد من أنشطتها وفعالياتها لمحافظات الصعيد، لأنها تدرك خطورة ما يحدث.
قائلاً "لكن هذا لا يعني أن جهود الجمعية كافية لأنها في النهاية مؤسسة محدودة الموارد والامكانيات وإنما هي بمثابة توجيه رسالة تجاه خطورة فقدان الثروة البشرية، بل ومن المؤكد أنه يوميًا يموت عشرات المبدعين أمثال طه حسين والعقاد وبهاء الدين دون أن يكتشفهم أحد أو يراهم أحد أو يعاونهم أحد وهي الخسارة الأعظم للوطن.
أوضح سلماوى أن مهرجان الصعيد المسرحي الثالث وهو يقصر مشاركاته على شباب المسرح الحر بالصعيد يسعى لأن يتيح الفرصة بشكل أكبر لمن لا يجدها مشيرًا في ذات الصدد إلى أنه على ثقة من تعدد الافكار والرؤى لدى شباب الصعيد المهمش ومراهنًا على أن لديهم رسائل خاصة للتعبير عن الذات، وعن واقعهم وواقع الوطن.
يذكر أن مهرجان الصعيد المسرحي الثالث تنظمه جمعية أصدقاء أحمد بهاء الدين الثقافية بالتعاون مع وزارة الثقافة وبرعاية محافظة أسيوط في الفترة من 4 إلى 6 أكتوبر، حيث تقام فعالياته على قصر ثقافة أسيوط بمشاركة 9 فرق مسرحية تمثل 7 محافظات في صعيد مصر، وهي الفرق التي تأهلت من بين 28 فرقة منافسة ومستوفية للشروط.

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

كُتّاب المسرح.. غيابٌ تقوده إغراءات الرواية والدراما التلفزيونية

مجلة الفنون المسرحية


كُتّاب المسرح.. غيابٌ تقوده إغراءات الرواية والدراما التلفزيونية

خلود حوكل - البيان

ما يقارب من 15 فرقة مسرحية، وما يزيد على 4 مهرجانات مهمة تقام سنوياً، إلا أن هناك أزمة نصوص مسرحية يعاني منها المسرح في دولة الإمارات.

ولمعرفة الأسباب التي تقف وراء هذا الانصراف عن الكتابة للأعمال المسرحية نحو كتابة القصة والرواية، تم طرح هذا السؤال باعتباره قضية مهمة يعيشها المسرح الإماراتي اليوم، بعد مرور 68 عاماً على تجربته وانطلاقة مشواره الذي بدأ في العام 1950، ومما يؤكد أهمية مثل هذا التساؤل، تلك الورشة التي أقامها أخيراً، مسرح دبي الشعبي بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) واحتضنها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في فرعه بدبي، والتي كان عنوانها (تحويل العمل الروائي إلى نص مسرحي).

توجهنا بهذا السؤال لعدد من المسؤولين والكتّاب والمهتمين، ورصدنا عدداً من إنجازات وأعمال المسرح الإماراتي، الذي شهد انطلاقاته الأولى في مدرسة القاسمية، من خلال عدد من المسرحيات، مع حضور العنصر النسائي الذي كان واضحاً من خلال الكتابة التي ظل جزءاً منها حبيس الجدران وأروقة المدارس، إضافةً إلى المشاركة النسوية التي فتحت الباب على مصراعيه لظهور جيل من الفنانات.

لكن يظل السؤال الأهم والأبرز الذي طرح: هل يعاني المسرح الإماراتي أزمة كُتّاب؟

وكانت الإجابة ب"نعم"، حيث أكد المشاركون أن السبب في غياب وضعف وجود كتّاب المسرح، تحول الكتاب نحور خيارات كتابة الرواية وكتابة أعمال درامية تلفزيونية.

«حرفنة» مفقودة

وجهنا السؤال بداية لياسر القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الشعبي، الذي قال إن الجانب الأدبي هو النوع المسيطر على أي نوع من أنواع الفنون، وأهم الأعمال والأفلام السينمائية المعروفة هي عبارة عن روايات تم تحويلها إلى سيناريوهات أفلام أو مسلسلات عالمية، وهناك أعمال عربية مهمة في التاريخ العربي حولت إلى مسلسلات مثل ثلاثية نجيب محفوظ و«ليالي الحلمية» اللذين قدما في ثمانينات القرن الماضي، وهو أهم ما أنتجته الدراما العربية، لكن ما يحدث الآن هو الابتعاد عن حرفنة كتابة السيناريوهات بشكلها الخاص.

فلم يعد هناك كتاب متخصصون للمسرح ويكتب للمسرح فقط دون غيره، وهذا ما لمسناه، وطرح خلال الورشة التي أقامها مسرح دبي الشعبي بالتعاون مع هيئة دبي واتحاد كتاب وأدباء الإمارات في دبي، والهدف منها الاطلاع على الإمكانيات، والبحث عن مواهب لسد نقص فراغ النصوص المسرحية، فكان إطلاق نادٍ لكتّاب المسرح، فالنصوص المسرحية في المسابقات أقولها سيئة، ولا ترضي الطموح، وعن تجربة حولت أحد النصوص إلى لجنة خاصة بالمسرح، إلا أنها لم تكن مقنعة ولم تستفز المخرج، وفازت لأنها أفضل السيئ!

وتابع : كانت هذه الورشة ضمن برنامج مهرجان دبي لمسرح الشباب لتنمية المواهب ضمن برامج وورش أخرى، ويأتي إطلاق النادي الذي يضم مجموعة من المسرحيين ومجموعة من الأدباء لإنتاج نصوص أدبية مسرحية جميلة وراقية في مسرح دبي وغيرها من المسارح.

معاناة وحلول

وقال الكاتب والمخرج المسرحي مرعي الحليان : لدينا كُتّاب مسرحيون، ولو أنهم قليلون بالنسبة لساحة مسرحية عريضة بها ما يقرب من 15 فرقة مسرحية مُشهرة، وهذه الفرق تعمل على مدار العام، ولدينا حركة مسرحية في الدولة نشطة وتتميز بتعدد مهرجاناتها الموسمية..

فهناك مهرجان أيام الشارقة المسرحية، ومهرجان الإمارات لمسرح الطفل، ومهرجان دبي لمسرح الشباب، ومهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، ومهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة.. إضافة إلى المواسم والمناسبات، والتي تتطلب عروضاً دائمة، وهذه القلة من الكتّاب في الحقيقة لا تلبي متطلبات الفرق المسرحية، ولا تلبي هذا النشاط الواسع من العروض.

وتابع: هذا من جهة، أما من جهة أخرى فحتى هؤلاء الكتاب القلة إنتاجهم قليل، فقد خسرنا أسماء في الساحة المسرحية وجدت لها مكاناً آخر غير المسرح، فبعض الكتاب تخصص في كتابة الدراما التلفزيونية، وهذا أمر جيد، لأننا أيضاً نعاني نقصاً في كتاب الدراما التلفزيونية، لهذا فإننا نجد اليوم أن الذين يغطون الساحة المسرحية ونشاطها كله لا يتجاوز عددهم الأربعة كتّاب على أكثر تقدير..

والبحث عن مخرج من أزمة الكتابة للمسرح يحتاج إلى مشروع ورشة مسرحية موسعة، وإلى متخصصين في الكتابة المسرحية يحاضرون في هذا المشروع، ويجب أن ننتبه إلى مسألة مهمة، وهي أنه لا يمكن لمشروع ورشة كتابة مسرحية أن تخرج كُتّاباً في المسرح في غضون أسبوعين أو شهر أو شهرين.. الأمر يحتاج إلى سنة على الأقل.. في بعض الدول حدثت مثل هذه الورشة الموسعة، حيث تم استقدام خبير مسرحي أشرف على ورش كتابة النصوص المسرحية مع عدد من هواة الكتابة، وكانت مخرجات هذه المشروع جيدة.

واستطرد الحليان: أن تربي كاتباً مسرحياً يعني أن تؤسس لحالة من الإبداع تحتاج إلى موهبة الكتابة، مع ورشة لصقل المهارات وتعلم تكنيك إنشاء المعالجة الدرامية.

الأمر الآخر أيضاً، والذي من المهم الحديث عنه، أنه على الرغم من وجود كُتّاب مسرحيين، إلا أنهم على الجانب الآخر بعيدون عن قضايا المجتمع الآنية.. والتصاقهم بالشارع وهمومه ضعيف، ولهذا نجد أن الجمهور لا يقبل على مسرح يستورد حكاياه ومواضيعه وهواجسه من خارج بيئة المجتمع.. الكاتب المسرحي، هو مرآة مجتمعه ولاقط همومه وما يعتمل في صدور الناس.. المسرح في صميمه، هو كشف المستور، وإظهار ما لا تراه العين في سلوك المجتمع.. والمسرح ابن بيئته ولا تنشأ تجربة مسرحية رائدة وتنطلق إلا من بيئتها أي من محليتها.

هذه الأمور كلها يعاني منها النص المسرحي المحلي.. ولن يكون لدينا كتاب مسرحيون على دراية عالية بهموم مجتمعهم وجمهورهم الذي يتوجهون إليه، من خلال تدريب أقلام جديدة لخوص هذه التجربة.. ولدينا خامات مناسبة من الروائيين والقصاصين الإماراتيين الذين يسهل أن يتحولوا للكتابة المسرحية إن أرادوا، فهم يمتلكون أدوات السرد القصصي، وعليهم أن يطوروا أدواتهم لكي يكتبوا للمسرح الذي لا يتكئ على السرد، بل على الأفعال والأحداث التي تحدث الآن أمام المتفرج.

أزمة

المؤلف والممثل عبدالله صالح الذي بدأ مسيرته الفنية من خلال مسرح دبي الشعبي، الذي ساهم أيضاً في تأسيسه، أكد أن المسرح في الإمارات يعاني بما لا يدعو مجالاً للشك أزمة كتاب مسرحيين، وهذا سبب توجه الكثير من المسرحيين للكتابة نظراً للحاجة التي ولدت هذا التوجه لدى العديد غيره من المسرحيين، مع وجود الخبرة والتجربة الطويلة في هذا المجال، وأضاف أن المسرح في الإمارات خاض مختلف التجارب حتى تجربة النصوص الخارجية، فظهر العديد من الكتاب وغابوا عن الساحة من أمثال الكاتب الراحل سالم الحتاوي الذي كان مكسباً كبيراً للمسرح حتى رحيله، رحمه الله، وعدد آخر من المبدعين مثل إسماعيل عبدالله، ومرعي الحليان وناجي الحاي الذي توقف عن الكتابة لأسباب خاصة، وجمال مطر الذي اتجه للإنتاج والإخراج المسرحي.

إضافة إلى الجيل الجديد من الكتاب كجاسم الخراس ومحمود القطان وغيرهم الذين لم يستمروا في هذا المجال، ربما بسبب حاجة الكتابة المسرحية إلى (طول البال) ونفس الكاتب قصير، وأحد الأسباب أيضاً في أزمة قلة الكتاب في هذا المجال هو اتجاه غالبية الكتاب من هذا الجيل لكتابة الرواية والقصة.

وأردف صالح : جاء على ذكر مبادرة (ورشة تحويل العمل الروائي إلى مسرحية) التي نظمها اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بفرعه في دبي بالتعاون مع هيئة دبي للثقافة ومسرح دبي الشعبي، وهي خطوة مبشرة لتحويل جيل الشباب نحو العمل المسرحي، لمعرفة أساليب ومفاتيح كتابة العمل المسرحي الذي يعتمد في صياغته على طريقة المشاهد والفصول، بينما تميل الرواية والقصة لأسلوب السرد.

لذا قد تكون كتابة الرواية والقصة أسهل، وأكد عبدالله صالح ضرورة أن يتحلى من يرغب بالكتابة بثقافة عالية، وأن يملك حصيلة غنية من المفردات التي تخدم نصه، إضافة إلى قدرته على البحث لخلق أفكار جديدة ومبتكرة للقضايا التي يطرحها، إضافة إلى ضرورة أن يحرص على حضور العروض المسرحية المختلفة للاطلاع والاستفادة.

إسماعيل عبدالله: «المهرجان» داعم لـ «المسرح الأردني» وليس بديلاً له

مجلة الفنون المسرحية


إسماعيل عبدالله: «المهرجان» داعم لـ «المسرح الأردني» وليس بديلاً له

حاوره- أحمد الطراونة - الرأي

تنطلق اليوم الدورة الأولى لمهرجان رم المسرحي الذي تنظّمه الهيئة العربيّة للمسرح بالتعاون مع نقابة الفنانين الأردنيين، وهي مبادرة أطلقها حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي بقصد النهوض بالمسرح الوطني العربي، حيث تقام مهرجانات عديدة على مستوى الوطن العربي كجزء من استراتيجية الهيئة في دعم المسرح العربي وحفز طاقاته. وفي حوار  مع أمين عام الهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي اسماعيل عبدالله حول هذا الموضوع:

تقدم الهيئة العربية للمسرح جميع الإمكانات للنهوض بالحركة المسرحية العربية، إلى أي حد تراهن على نجاح التجربة الجديدة في المهرجانات الوطنية، كمهرجان رم على سبيل المثال؟

رهان الهيئة كبير على أن تكون هذه المهرجانات الوطنية المسرحية رافعة للنهوض الذي توخاه جوهر المبادرة التاريخية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في 23 مارس / آذار 2018، حيث كلف الهيئة بالعمل على التعاون مع الجهات المعنية بالمسرح في كل دولة عربية ليس فيها مهرجان وطني للمسرح، من أجل تنظيم مثل هذا المهرجان، و كانت الدراسة التي قامت بها الهيئة قد كشفت بأن 14 دولة عربية ليس فيها مهرجانات وطنية للمسرح، و كشفت أن عدداً من هذه الدول تنظم مؤسساتها الرسمية والأهلية مهرجانات دولية وقارية و عربية، دون أن يكون لديها مهرجان وطني و هذا يشكل اختلالاً في فعالية المسرح المحلي على الصعيد الوطني من ناحية و على صعيد محدودية مساهمته في التظاهرات القارية والدولية والعربية، هذا يطرح أكثر من سؤال على البرامج و السياسات الخاصة بالمسرح في كل بلد.

في الأردن كان مهرجان المسرح الأردني في نشأته معنياً بالمسرح الأردني، و خلال بضع سنوات صار عربياً ودولياً، و جميعنا نعرف ظروف النشأة و ظروف التحول، و نحن نرى أهمية إعادة التوازن في هذا الأمر وهو يتم من خلال تحفيز إنتاج المسرح و توسيع وتعميق أثره الوطني، و المهرجان هو واحد من هذه الوسائل، و أعني بالمهرجان كحدث و مناسبة و حاضنة صحية و أرضية تتميز بالعدالة.

مهرجان رم مثالاً حرك مجموعة لم يكن لها عروض في الموسم المسرحي الذي تنظمه الوزارة (للكبار/ المحترفين) و بدل أن يكون لدينا في مجمل الموسم 6 عروض صار لدينا 15، بالطبع أتحدث عن الأمر كآلية و نتائج، يفعل المهرجان دور عدد كبير من الفنانين في اللجان العليا و الفنية و التقنية و التحكيم، ويزيد من المحتوى المسرحي في المشهد الإعلامي، كما يزيد من المحتوى النقدي في المحتوى المسرحي.. هذه فقط بعض ملامح إنجاز مهرجان في الأردن على سبيل المثال.. لكن ما قولك في مهرجان السودان الوطني للمسرح الذي حرك ما يزيد على 76 عرضا مسرحياً؟ هكذا ترى أن المشروع، أعمق أثراً من عرض يقدم.

هل ترى أن هذه التجربة المسرحية الجديدة تجعل المسرح أكثر قربا من الناس، وتعيد تأهيل العلاقة مع الجمهور المسرحي المحلي؟

سؤال قرب المسرح من الناس و إعادة تأهيل العلاقة مع الجمهور المسرحي المحلي، ليست مرتبطة بمهرجان وطني أو غيره، فهي مرتبطة بمعطيات أخرى، مثل وعي المسرحي بهذا السؤال و بآليات تحقيقه بمستوى فني محترم، وقبل وعي المسرحي صاحب العرض يرتبط الأمر بوعي المجتمع للمسرح و معطياته و أهميته في إذكاء الروح الجمالية ولغة الحوار الديمقراطي، و تمركز الثقافة في حياته اليومية، و هذا أمر تقع مسؤولية تحققه على عاتق السياسات الاستراتيجية التنموية في المجتمع، تلك السياسات التي تحصن الإنسان بالمسرح في المدرسة و النادي و الحي و الجامعة و مركز الشباب و تضمن للمحترف بعد ذلك كرامته و حريته، و هذا يحتم أن يكون المسرح و بقية فنون التعبير و التشكيل و الموسيقى مادة فنية/ علمية كباقي المواد التي يتلقاها الطالب، و تؤسس معرفته، و تصقل شخصيته، حينها يكون لدينا جمهور (تربى) على معرفة و تذوق هذه الفنون.

مهرجانات وطنية جديدة…، كيف تقرأ ذلك وطنيا بعيدا عن حساسيات التنافس بين المؤسسات الرسمية والهيئة العربية التي باتت من أهم المؤسسات الراعية للمسرح عربيا؟

منذ انطلاقة الهيئة العربية للمسرح في 10 يناير 2008 و في لائحتها المنظمة، بند واضح بأنها ليست بديلاً عن المؤسسات الرسمية و لا المؤسسات الأهلية في أي بلد من البلدان، إنما هي مؤسسة عربية تتعاون و تتشارك مع المسرحيين مؤسسات و أفراداً لتفعيل المشهد المسرحي العربي، لإنتاج مسرح عربي جديد و متجدد.

بناء على هذا كانت نشاطات ومشاريع الهيئة في كل الدول تتأسس على الشراكات و التكامل، و أظنها قد حققت ذلك في كل ما فعلت، و لذا فإن وزراء الثقافة العرب في آخر ثلاثة اجتماعات لهم، كانوا يؤكدون على أهمية تفعيل الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي أنجزتها الهيئة و صادق الوزراء عليها في الرياض 2015، كما أن اسم الهيئة وارد في مراسيم عمل بعض الوزارات كمؤسسة رئيسية من مؤسسات التعاون الدولي.

و في الوقت نفسه أنظر إلى التعاون مع المؤسسات الأهلية و النقابات، في المغرب و تونس و الأردن و غيرها، إضافة للأكاديميات و العاهد العربية، و كذلك الأفراد من الذوات المبدعة في علوم المسرح و فنونه.

خلاصة القول، إن أي حساسية تظهر عند أي طرف، ليست أكثر من شأن ذاتي لديه.

هنالك من يرى أن المهرجانات المحلية تعمق فكرة المحلية من خلال تناول القضايا المحلية، هل تحتوي الاتفاقات بين الهيئة والنقابات المعنية ما يؤكد ذلك أو ينفيه؟

المهرجانات المحلية يفترض أن تكون خلاصة حراك المسرح في عام كامل، و بالتالي هي تتويج لذلك الحراك، الذي ينتج المسرح مستهدفاً مجتمعه المحلي، دون أن يغمض الطرف عن الأفق الإقليمي أو القاري أو الدولي المحلي، وهي مناسبة مهمة و أعني المنتوج المسرحي عامة و المهرجان خاصة لصناعة و تكريس النص المحلي و كاتبه كما هو الأمر بالنسبة للممثل أو المخرج أو الفني، لذا و كما وضعت هناك جوائز رصدتها الهيئة لكل المهرجانات بالسوية نفسها و الأيقونة و القيمة، و تتضمن هذه الجوائز أفضل ممثلة و أفضل ممثل، أفضل مخرج، أفضل سينوغراف، أفضل تأليف موسيقى و مؤثرات، هناك أفضل تأليف لنص محلي،و هذه كلها عناصر محلية، تشجع و تكرس و تدعم، و توضع على منصة التتويج لتنطلق إلى أفقها العربي و الدولي، منطلقة من إبداع محلي بسوية فنية رفيعة، فهذه الجوائز لا تعني دعم المنتوج الضعيف، و لا تعني تفضيل ضعيف محلي على قوي غير محلي، بل هي لتحفيز المحلي ليكون نداً و منافساً.

كيف يمكن التركيز على جودة المنتج المسرحي في المهرجانات الوطنية وهل هنالك آلية تمنح الهيئة المراقبة على ذلك؟

جودة المنتج (نتيجة) مربوطة بأمرين مؤكدين، الأول هو المقدمات التي تنظم آليات الاختيار، التي أفترض أنها موضوعة بحكمة و إحكام، و التي أفترض أيضاً أن تطبق بعلمية و انحياز للإبداع خلواً من أي غايات وحسابات سوى الإبداع.

توجهات الهيئة تمنح المجال كاملاً و الثقة للجهة الوطنية الشريكة لتكون هي المسؤولة عن التنفيذ، بناءً على القيم المتفق عليها و المنحازة للإبداع، المحققة لعدالة التنافس، و التي تسعى لتحقيق شعار مسرح جديد و متجدد، و تحتفظ الهيئة لنفسها بحق المتابعة المحاسبية الدقيقة، و دراسة التجربة و النتائج حتى يتم تقييم العمل، و بالتالي اتخاذ الإجراء لتصويب الاعتوار، أو تعزيز الجيد، و هذا يتم ضمن آليات تقييم فني و إداري على حد سواء.

هل ترى أن الموازنة المرصودة لهذه المهرجانات تسهم في تطوير المنتج أم أنها تأتي فقط في سياق التشغيل والاستمرارية؟

ليس من مهمات المهرجان ولا من مهمات الهيئة التعامل مع المشاريع في سياق التشغيل، فهذه مسألة تضر بالإبداع المسرحي، فالتشغيل مشكلة بطالة و حلها يستلزم خططاً خاصة بمحاربة البطالة و فتح سوق العمل، و هذه المخططات لها علاقة بقوانين المهنة، و قوانين العمل، و حالة السوق، و الوعي المهني لدى الفنان، أما المهرجان فمهمته إبداعية، خلق منصة جديدة لخلاصة ما أبدعه المسرحيون.. و هي مهمة لا تتعمد التشغيل.

من هنا فإن الموازنة المرصودة برأيي لا بد أن تخضع لرؤية عملية تنأى بها عن (هواة التشغيل و التنفيع) و أعتقد أننا سنكون أمام هذا الاستحقاق في الدورة القادمة و ما تلاها، خاصة حين يكتمل عقد المهرجانات الوطنية في كافة الدول، حينها سيكون المسرح العربي أمام استحقاق إبداعي جديد ينظم مخرجات هذه المهرجانات.

من يرى مهمة المهرجان تشغيلية فهو قصير النظر، و من يراها إبداعية فهو الذي يرى المستقبل و يصنعه.


وزيرة الثقافة تلتقي أمين عام الهيئة العربية للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


وزيرة الثقافة تلتقي أمين عام الهيئة العربية للمسرح


عمان – الرأي


أشادت وزيرة الثقافة بسمة النسور بجهود حاكم الشارقة الدكتور الشيخ سلطان القاسمي ومبادراته الثقافية وخاصة تلك التي تعنى بالمسرح العربي وتطوير أدواته وتمكين العاملين فيه.

ورأت خلال لقائها أمين عام الهيئة العربية للمسرح اسماعيل عبدالله الذي يزور المملكة حالياً لحضور فعاليات مهرجان رم المسرحي الذي ينطلق اليوم تحت رعاية رئيس الوزراء وتقيمه نقابة الفنانين الأردنيين بالتعاون مع الهيئة، أن مبادرة مهرجانات المسرح الوطني التي جاءت استجابة لمبادرة حاكم الشارقة تعزز الثقافة المسرحية وتوسع من شريحة المهتمين بهذا بابي الفنون.

وأكدت النسور أن مهرجان رم المسرحي الذي يشارك فيه نخبة الفنانين الأردنيين سيقدم التجارب المسرحية الأردنية بما يليق بها لترفد الحياة الثقافية والمشهد الثقافي ككل بقيم إيجابية.

وأعربت النسور عن شكرها لنقابة الفنانين، والهيئة العربية للمسرح على هذا التعاون الذي يؤسس لحالة فنية رائدة على المستوى المحلي والعربي، بهذه التظاهرة التي تشكل نقطة مضيئة يحتاجها المجتمع في التواصل بين أفراده، والاطلاع على أعمال فنية بمستوى عال.

وأشار اسماعيل عبدالله إلى العلاقات الطيبة التي تربط الهيئة بوزارة الثقافة وبنقابة الفنانين، والفنانين أنفسهم، مبينا أن الأردن من أوائل الدول التي احتضنت مبادرات حاكم الشارقة سواء في المهرجانات المسرحية أو الندوات، أو مشروع توثيق المسرح.

وقال إن الهيئة تراهن على نجاح هذه الدورة التي تنطلق اليوم لأننا نبني على ما تحقق سابقا من نجاحات مع وزارة الثقافة من خلال اهتمامها بالمسرح والفنانين والمسرحين الأردنيين، ومن ثم ننطلق إلى مختلف الدول العربية لتنفيذ مبادرة حاكم الشارقة بوجود مهرجان مسرحي محلي في كل دولة عربية.

وعرض نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب لطبيعة التعاون المثمر والمستمر بين النقابة والهيئة العربية والذي تحكمه الأنظمة والتعليمات والاحترام المتبادل منذ إقامة فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الهيئة المسرحي، وصولا إلى هذا المهرجان الذي أطلق عليه دورة الفنان الراحل ياسر المصري.

كما عرض لمراحل عمل المهرجان، وطبيعة عمل لجانه المختلفة، وآلية صياغة التعليمات التي تمت بشكل مؤسسي من فنانين مسرحيين متخصصين.

وأبدى أمين عام وزارة الثقافة هزاع البراري اهتمامه بنجاح هذا التعاون الذي يشكل فرصة للفنان المسرحي الأردني ليكوّن أعمالا إبداعية، لا سيما في ظل تراجع الفعل المسرحي بعدد من الدول.

وأشار مدير المركز الثقافي الملكي محمد ابو سماقة إلى أن المركز جاهز لاحتضان هذه الفعالية، كنشاط وفعل ثقافي مهم يؤكد مبدأ التشاركية بين المركز والنقابة والهيئة العربية.

الاثنين، 1 أكتوبر 2018

اليوم افتتاح مهرجان "رم" المسرحي في دورته الأولى

الأحد، 30 سبتمبر 2018

تسمية مهرجان رم المسرحي الاول بدورة الفنان ياسر المصري

مجلة الفنون المسرحية

تسمية مهرجان رم المسرحي الاول بدورة الفنان ياسر المصري


اعلنت نقابة الفنانين الاردنيين والهيئة العربية للمسرح في مؤتمر صحفي عقد اليوم السبت عن فعاليات مهرجان "رم" المسرحي الاول - دورة الفنان ياسر المصري.

وتحدث في المؤتمر الصحفي رئيس اللجنة المنظمة العليا للمهرجان نقيب الفنانين حسين الخطيب ومسؤول النشر والاعلان في الهيئة الفنان والكاتب غنام غنام وادار المؤتمر عضو اللجنة العليا للمهرجان عضو مجلس النقابة الدكتور محمد خير الرفاعي.

وقال الخطيب ان المهرجان الذي يقام تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، وتنطلق فعالياته يوم بعد غد الاثنين في المركز الثقافي الملكي، تحمل دورته هذه اسم الفنان الراحل ياسر المصري.

وياتي بمبادرة اطلقها عضو المجلس الأعلى لدولة الامارات العربية المتحدة حاكم الشارقة الرئيس الاعلى للهيئة العربية للمسرح سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بأن تقام مهرجانات مسرح محلية في الدول العربية.

وبهذا الخصوص قال الخطيب ان النقابة بادرت بالاتصال مع الهيئة ممثلة بأمينها العام الكاتب اسماعيل عبدالله، ومسؤول النشر فيها الفنان غنام، مشيرا الى ان للاردن والنقابة تجربة سابقة مع الهيئة باقامة فعل حقيقي لمهرجان مسرحي في الاردن والذي تمثل باقامة مهرجان المسرح العربي في دورته الرابعة ونظمته الهيئة بالتعاون مع النقابة في عمان العام 2011 وحقق نجاحا مميزا انذاك.

واشار الى الاجتماعات التي تمت مع امين عام الهيئة ومسؤول النشر فيها خلال زيارتهما للاردن اثناء انعقاد الدورة 13 لمهرجان "ليالي المسرح الحر" في نيسان الماضي بعمان، وتم توقيع البروتوكول لاقامة مهرجان رم كاول تطبيق للمبادرة في الاردن، وجرى تكليف مسرحيين اردنيين لوضع تعليمات وشروط المشاركة في المهرجان.

ولفت الى ان العمل على اقامة المهرجان وفي فترة محدودة من التحضير تطلب جهدا مضاعفا لانجاز اللوائح وتشكيل اللجان المعنية وارسالها للهيئة بوصفها شريكا فيه، والتي قامت بدورها بالموافقة على اقامته في تشرين الاول المقبل.

ولفت الى انه تم تشكيل اللجنة العليا بحيث لا يكون لاي من اعضائها عملا مسرحيا مشاركا او عضوية ضمن الفرق المشاركة في المهرجان، مبينا انه وقع اختيار اللجنة الفنية للمهرجان على 10 نصوص انسحب أحدها لاحقا لتشارك فيه كمحصلة نهائية 9 نصوص.

وقال ان افتتاح المهرجان سيكون بعرض "حكاية عشق اردنية" الذي قدم في افتتاح مهرجان جرش الدولي للثقافة والفنون في دورته الــ33، وستقدم العروض المسرحية على مسرحي المركز الثقافي الملكي بعمان، معربا عن امله بأن يحقق المهرجان نجاحا ويعبر عن ما يريد ان يقوله المسرحيون وان يستمر ليصبح مهرجانا سنويا.

ولفت الى ان المهرجان سيخضع لتقييم بعد انقضاء دورته الاولى من خلال لجنة مشتركة من النقابة والهيئة.

من جهته نوه ممثل الهيئة الفنان غنام بسرعة الانجاز لاقامة مهرجان "رم"، مشيرا الى ان سمو الشيخ القاسمي اعلن عن المبادرة في 23 آذار الماضي.

وقال ان الهيئة تداعت لتنفيذ هذه المبادرة بعد ان اكتشفت ان هناك 14 دولة عربية تنظم مهرجانات مسرح دولية وعربية في حين انها لا تنظم مهرجان مسرحي محلي على مستوى الوطن، مشيرا الى ان الهيئة دشنت امس الجمعة انطلاق مهرجان مسرح الهواة في المغرب.

ولفت الى ان هذا المهرجان للفرق المسرحية، داعيا الى تكريس الفرق.

ونوه بأن المسرح الاردني قدم فنانين ومسرحيين مهمين في المشهد المسرحي العربي.

ولفت الى ان من نظام الجوائز في هذا المهرجان وضعه مختصون واكاديميون باسلوب منهجي معدل يحمل مفهوما تقنيا علميا وباشراف الهيئة ليحتذى في باقي الاقطار العربية.

وبين انه سيقام مهرجانات مماثلة لمهرجان "رم" في كل من فلسطين والسودان وموريتانيا تنفيذا للمبادرة، فيما يجري العمل والتواصل حاليا على امكانية تطبيق هذه المبادرة في كل من لبنان والبحرين والرياض بالسعودية، والسعي لتكتمل دائرة قائمة المهرجانات الوطنية في كل الدول العربية.

واوضح ان هذا النسق لاقامة المهرجانات ومن خلال توضيح مفاهيمها واهدافها التي يضعها منظموها المحليين للوصول الى هدف استراتيجي في السنة الثالثة  من تطبيق المبادرة بحيث يكون هناك رزنامة جاهزة، لافتا الى ان دور الهيئة قائم على التنسيق والتيسير فيما المعنيين في كل دولة هم الذين سيحملون على عاتقهم العمل على تنظيم هذه المهرجانات.

واكد ان الهيئة تولي طبيعة الحدث وصياغته وانجازه الاهمية الرئيسة، مشيرا الى ان هذه المبادرة تأتي ضمن سياقات الهيئة ورؤاها والتي وضعتها واتفق عليها مع وزراء الثقافة العرب عام 2015، لصياغة مشهد عربي مسرحي يحقق الوصول للاستراتيجية المسرحية العربية التي وضعتها الهيئة.

وجرى في المؤتمر حوار مع عدد من مندوبي وسائل الاعلام المختلفة وفنانين حول عدد من التفاصيل والاستفسارات والمقترحات.

يشار الى ان المهرجان الذي سينطلق يوم بعد غد الاثنين، تشارك فيه العروض التالية  "على الهامش" اخراج فراس المصري، و"النافذة" اخراج الدكتورة مجد القصص، و"سلالم يعقوب" اخراج الدكتور الحاكم مسعود، و"سطح الدار" اخراج احمد عليمات، و"ازمنة الحلم القزحي" اخراج عصمت فاروق، و"نساء بلا ملامح" اخراج إياد شطناوي، و"ليلة مقتل العنكبوت" اخراج الدكتور فراس الريموني، و"من قتل حمزة" اخراج عبدالكريم الجراح، و"رحلة رقم 50" اخراج وصفي الطويل.

------------------------------------------
المصدر : عمان - الدستور

هيمنة المتفرج في العرض المسرحي التفاعلي

مجلة الفنون المسرحية


هيمنة المتفرج في العرض المسرحي التفاعلي

وسام عبد العظيم عباس


ان دراسة اي طريقة من طرق الاتصال و التلقي لا بد ان تستند الى تحليلات تفاعلية ، ومن البديهي ان يقوم ذكاء الفاعل (المرسل) بتشغيل فاعلية المفعول به (المتلقي ) من خلال الازدواج النفساني الناتج عن تشكيل وظائف المراقبة الداخلية لتفاعلية الفاعل عن طريق تحرير طاقة فاعل ثاني او نائب فاعل من نفس المفعول به الاول ، ثم تتجه طاقة الفاعل ونائب الفاعل نحو مفعول به ثاني ، لو استعضنا عن هذه المتوالية القواعدية لوجدنا ان كل فكر علمي يزدوج مع فكر تقريري وفكر تفاعلي يقيني وبين فكر واعٍ لواقعة الفكر، وبين الوعي واللاوعي ، وبين قطبي هذا الازدواج يشتغل فكر هو في غاية التفاعلية، والقصد من الازدواج هو تفاعل الممثل مع   المشارك ومع الدور الذي يؤديه، لذا بدأ الاهتمام بدراسة فكرة التفاعل منذ ان اكد ( ويلبرلانجشرام  1948)اهمية شكل ومضمون التغذية الراجعة ، والتي هي عنصر اساسي من عناصر العملية التفاعلية ، وان عملية الاتصال الجماهيري وتأثيراتها التي جاءت في اول اشارة  لمصطلح التفاعلي واكد ( شرام ) على وجود محتوى ومسافة شكلية تركيبية في عملية التفاعل بين المرسل (الممثل) والمستقبل (الجمهور) بينما (كانط) يرى ان الشكل هو الذي يحدد الاثر التفاعلي ويستثير الانفعال الجمالي ، والذي بفضله يتم توصيل نوعين من رجع الصدى هما رسالة من المستقبل الى المرسل ورسالة من المستقبل الى ذاته ، بأعبار ان المسرح وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري. ان عملية التفاعل والتبادل مع الاخرين بقصديه تفاعلية من خلال ( التغذية الراجعة، النتائج، رد الفعل لشيء ما ) يُراد الاتصال بالاخرين والتفاعل معهم فتُستخدم الرموز الحركية والسمعية والبصرية واللمسية التي تُعَد افضل وسلة لايصال دلالة العرض الخارجية والكشف الضمني لتلك الرموز. فضلاً عن العملية التفاعلية ينبغي ان يشترك فيها كل من العرض والمتلقي في فهم كل من السلوك اذ يتفاعل الوعي ، الحركة الجسدية والنفسية والوظيفية .من خلال الجوانب الاتية :
أ‌-      لغة الرموز وتفاعل الاشياء .
ب‌-تركيب واستعمال القواعد وعلاقتها بالرموز .
ت‌-طرائق استخدام لغة الرموز وتفعيلها لدى المتلقي .
ان وصف تفاعلية لغة العرض التي تعني ان النظام المشترك المكون من الرموز والاشارات التي يستخدمها (المُيَسر)الذي يعرفة الباحث وسام عبد العظيم على انهاللاعبالاساسيفيالمسرحالتفاعلي والوسيط بين الممثلين والمتفرجين فهويشجعالجمهورويحفزهعلىالمشاركةفياللعبة،لتبادل وتفاعل المعاني والافكار بين الممثل والمتلقي
 فالممثل المُيَسر يتفاعل من خلال المشهد المسرحي بنقل المعاني على لسان الممثل بالكلمات الملفوظة (المنطوقة) التي تعتمد على فاعلية الصوت ، وغير الملفوظة غير المنطوقة التي تعتمد على استخدام الكلمات المقروءة والمكتوبة والرموز والاشارات وحركات الجسم والايماءات ، وعلى المستقبل المتلقي فك الرموز او شفرات العرض اي قراءة الافكار ، وهذه الافكار ليست بدرجة واحده في التفاعل مع المعاني التي يراد ايصالهافيتحول المتلقي في المسرح التفاعلي إلى مرسل للعلامة ومستقبل ، أي (علاقة تبادلية ديالكتيكية)، وهذا لا يتم إلا باشتراكه الذهني تارة والمادي تارة أخرى في إنتاج دلالات العمل الفني الجديد. إن عملية (الاشتراك) من جهة تعطي فرصة لانتاج رسائل مستمرة، تنتج بنحوٍ مباشر من تبادل الارساليات بين المتلقي ومقدمي العمل المسرحي تاركة العمل مفتوح باتجاه تأسيس المعاني والقيم الجمالية الجديدة ، ومن جهة اخرى كسر هذا (الاشتراك) استمرارية العمل المسرحي التقليدي، والمتمثلة في خطاب جاهز لا يسمح باختراقه أو الارتجال فيه، وهذا ما يؤكده (جاك دريدا) حين عد هذه العملية بمنزلة كسر لاستمرارية أو خطية الخطاب فتعود ومن ثمَّ إلى قراءة مزدوجة ، قراءة للجزء مدركاً في علاقته بالأصل، وقراءة أخرى له وقد خلط في كل جديد ومختلف .وبناءً على هذه التصورات فبامكان الباحث أن يتوصل إلى تقنية (الاشتراك الارسالي) أوالارسال المشترك بين المتلقي ومنتجو العمل الفني وبتوظيف هذه الخاصية بتقنيتها في المسرح التفاعلي، يجد أنَّ (الاشتراك الارسالي) نوعان:
·       الاول: اشتراك ( تفاعلي) فكري ونفسي.
·        الثاني: اشتراك ( تفاعلي) مادي قصدي.
النوع الأول تكمن الصعوبة فيه بأنَّ المتلقي لا يتكيف من اللحظة الاولى مع الرسائل التي يتلقاها ولا يتآلف معها، وبذلك يكون موقفه معقداً، الامر الذي يخلق نوعاً من التعارض الثنائي بين المألوف واللامألوف. وإنَّ هذه العملية من شأنها أن تدفع بالمتلقي إلى تفجير فعل التفكير والوعي في ضوء استقبال العلامات بصيغها البصرية والسمعية والحركية، وما تحمله من احالات رمزية مباشرة وغير مباشرة ثم تفكيك شفراتها، والتفاعل معها، ومحاولة إيجاد العلاقات الرابطة بينها يتيح الفرصة للفهم والتأويل والارتقاء إلى امتلاك الدلالة وانتاج المعنى، وفي معرض حديث (مايكل كيربي) عن عملية اشراك المتلقي ذهنياً في تأسيس نظام العرض الدلالي، يقول: "إننا نربط أجزاء العرض المتشظية بنسق خفي لتشكل صورة معينة، هذا النسق لا يحدث في الكيان المادي للعمل الفني، بل يحدث في عقل المتلقي" ، اذ إن ما يميز العرض المسرحي التفاعلي من غيره هو ذلك الحضور الآني واللقاء والمشاركة بين الممثل والجمهور. ومن هنا تتأتى خصوصيته في تحقيق زمكانية مشتركة للتلقي بين منتجيه، وهذا يقابل مفهوم أفق التوقع الذي رسمهُ (هانز روبرت ياوس) ضمن طروحات نظرية (جمالية المتلقي) وفي حال تخييب أفق توقع المتلقي يجعله أكثر انشداداً وإثارة للتواصل مع الحدث المسرحي، إذ يؤكد (ريتشارد فورمان) في حال تحريف عنصر التلقي فذلك يؤدي الى تحريف كل عناصر العرض الأخرى، وبهذا يتم اقصاء أي تصور عقلي سابق  ، لا تخلق مثل هذه العملية اهتماماً مباشراً بتحقيق تعدد المعاني والتفسيرات بل إلى تعليق فعل التفسير ذاته ومغادرته إلى فعل المشاركة، وهذا ما سعى إليه (فورمان) من أنْ يكون المتلقي مبدعاً ضمن طاقم مبدعي العرض، إذ يقول "لا توجد مشكلة في أن نبدع عرضاً مسرحياً، لكن المشكلة كيف نجعل المتلقي مبدعاً يختبر حواسه بعيداً عن خطر الاندماج في العمل أو الإثارة".
أما النوع الثاني من الاشتراك فهو (مادي قصدي)، يعني أن مشاركة المتلقي مشاركة فعلية لا تقتصر على التواصل الذهني والحسي فقط، ومنتج العرض هنا (المخرج) هو الذي يحدد القصدية إن وجدت، إذ أن وجود القصدية يتوقف على تصور المتلقي للشكل، وعلى تفاعله معه، وهكذا تتلاشى المسافة النقدية التقليدية بين (المتلقي والعرض)، فالنقد هنا لا يقوم على دراسة بناء الشكل للعمل المسرحي وإنَّما على غياب مسافته الجمالية، 
إذ أن عروض المسرح التفاعلي تقرر غياب هذه المسافة في انتاجاتها، ومن ثمَّ فالعملية النقدية لا تفسر دلالة الاشكال في العمل المسرحي رجوعاً لمدليلها، وأنما من علاقة المتلقي بتلك الاشكال ضمن الاطار التركيبي البنائي للعرض كله، وما يرسله المتلقي نفسه، ويؤكد هذا الطرح (ريتشارد فورمان) فيقول "إنَّ بناء العرض المسرحي التفاعلي يتألف في العمل نفسه كشيء ومن مشاركة المتلقي له شيئ اخر. فالمسرح التفاعلي يعمل على استراتيجية تسعى إلى اشراك المتلقي في مناقشة واختبار كل المعاني، وإلى اقتناص الدلالات في ضوء الاحداث المطروحة في العرض .
ومن الجدير بالذكر ان ظهور المسرح التفاعلي قد ارتبط  بالكاتب والمخرج المسرحي البرازيلي (اوجستو بوال)الذي عرف بأهتمامه بمسرح المضطهدين والمسرح السياسي ، ويعتبر هذا النوع من  المسرح مدخلاً فعالاً في توضيح بعض المجالات والافكار واكساب الجمهور مجموعة من المفاهيم والقيم والمهارات عن طريق إشراكه في الفعل المسرحي ، ويعتمد هذا المسرح على التلقائية وعدم الدخول في تداريب دقيقة حينما يتعلق الامر بإشراك الجمهور كممثل وقد يمثل هذا الاخير دون اعتماد نص او ازياء او اكسسوارات ، عكس الممثلين الرسميين في العرض المسرحي. وفي كل الحالات يصبح المشهد ساخناً درامياً إذا كان الشخص الذي اقترح الفكرة موجوداً بين المتفرجيين ، وما ان يبدأ الممثلون في اداء المشهد حتى يحرصوا على تطوير الفكرة بحيث تصل الى نقطه تصبح فيها المشكلة التي يتحدث عنها المشهد واضحة وتحتاج الى حل فيتوقف الممثلون عن الأداء ويسألون الجمهور ان يضع حلاً لهذه المشكله ، وهنا يبدأ المتفرجون في اقتراح الحلول ، ويقوم الممثلون مباشرة بارتجال مشاهد تجسد الحلول ، ويصبح لدى المتفرجين الحق في ايقاف التمثيل ، بواسطة الميسر او الممهد للعمل، وتصحيح الممثلين فيما يذهبون اليه من حلول ، او فيما يستخدمون من كلمات لوصف المشكلة ، وهكذا يصبح الجمهور هو (مؤلف) المشهد والممثلون يؤدون ما يؤلفه الجمهور بشكل فوري على المسرح. والعارضين في المسرح التفاعلي هم نماذج منفتحة على نفسها (بعكس طريقة ستانسلافسكي).
                 ويستخدم هذا النوع من المسارح خطوات اساسية تمثل اسلوبه الخاص مع ممثليه والتي تبدأ من التمرينات وتستمر خلال العرض الاتصال مع نفسه بنفسه، الاتصال بالاخرين بدون تكوين سردي او تشكيل عال، الاتصال بالاخرين مع تكوين سردي او تشكيل عال، ان مشاركة المتفرجين في المسرح التفاعلي توسع من حقل ماهية العرض لان مشاركة المشاهدين تتم بدقة في النقطة حيث يهدم العرض ويصبح حدثاً اجتماعياً. بكلمة اخرى، فأن المشاركة هي متعارضة مع فكرة احتواء الذات، الاستقلالية، بداية –وسط- نهاية. وبهذه الطريقة فأن المشاركة تعني: تحويل الحدث الجمالي الى حدث اجتماعي، أي تحويل التركيز من الفن والمحاكاة الى محتوى حقيقي كامن اكثر صلابة لكل من في المسرح بعكس جماليات المسرح التقليدي التي تفرض احتواء – الذات والاستقلالية بقوة، وهذا يمثل اعادة احياء مشاركة الجمهور التي كانت سائدة في العصور الوسطى. يهدف المسرح التفاعلي اذن الى اعادة مشاركة الجمهور باعتبارها قناة نهائية تجريبية للمحاولة الاولى من اجل دعمها واعادة خلقها من خلال فتح النظام التواصلي وجعل التغذية الاسترجاعية ممكنة ومفعمة بالبهجة .وحسب ( ماري الياس ) فان المسرح التفاعلي هو المسرح الذي يُطَبق على مبدأ الارتجال واللعب ويحاول ان يحافظ على مبدأ المتعة ( اي متعة الملقي) ويقلب اسس المسرح التقليدي من اجل التغيير عبر حوار مع متلقية حول موضوع  محدد .
بينما عرف الباحث وسام عبد العظيم على انه ( مسرح حي للتنشيط الاجتماعي ، يتيح للجمهور امكانية التواصل والتفاعل والتفكير والتعبير والمناقشة مع الممثلين وفيما بينهم بكامل الحرية وفي جميع الحالات والمواقف فهو يشجع الجمهور على مراجعة معارفهم ومواقفهم وسلوكياتهم ، ويعرض المشاكل امامه ويدفعه الى مناقشتها والبحث عن حلول لها الامر الذي يسهم في زيادة الوعي وتطوير المهارة  لدى الجمهور ) .
لاحظ الباحث من خلال تطبيقه العملي لهذه التجربة ، ان الاداء التمثيلي للطرف الاول من الرسالة ، لا زال يتجه الى الصيغ التقليدية للأداء ، ويحاول بحذر وتوجس ان يطلق طاقاته الادائية لتؤدي فعلها في هذه التجربة الفتية، فكانت المحاولات فردية لا تتسم بالشمـول والوضوح في تقنياتها ،  ولذلك اتجه الباحث الى دراستها ، والبحث عن الاطر التنظيرية لهذه التجربة ، لكي تكسبها الصلابة والوضوح باعتبار ان المعرفة بهذا الشكل المسرحي تعد ضرورة اساسية ومهمة ، بعد ان حقق هذا المسرح نجاحاً كبيراً في انحاء عديدة من العالم والوطن العربي.
ولما اطلع الباحث على ادبيات الاختصاص وجهود الباحثين الذين سبقوه لم يجد ان هناك من تصدى لهذه المشكلة ، وهذا بحد ذلك يمثل مشكلة بحاجة ماسة الى المعالجة . ولذلك وجد ضرورة  التصدي لها في دراسة علمية لكي يسعى لرسم الاطر الادائية العلمية والعملية فيها  ، سيما وان الباحث قد خاض العديد من التجارب في هذا المجال .
وهكذا حاول المسرح التفاعلي في المزج بين الفعل المنظم والاجزاء الدرامية المفتوحة والتي ليست مجرد لحظات ارتجالية –يقوم فيها المؤدون بالأداء بشكل حر انطلاقاً من مجموعة الاهداف والقواعد- ولكن لحظات مفتوحة (وغير مجهز لها مسبقاً) يقوم فيها كل من بالقاعة بالتمثيل سواء فردياً، او في مجموعات صغيرةاو في شكل جوقة موسيقية، وذلك للدفع بالفعل الدرامي الى الامام.
اذ ان هذا المسرح يترك اثاراً لا يمكن نسيانها على المدى القصير متمثله في اكتشاف الناس لانفسهم من خلال التفاعل مع عروضه التي تعد بمثابة لحظات تعارف واكتشاف جماعي تتمحور حول قيم وابعاد جماعية مشتركة ذات طابع انساني وقيمي. يعمل المسرح التفاعلي على تعبئة المجتمع بصورة مباشرة من خلال فكره يعرضها امام اعين الجميع ، فتختلف المظاهر الاجتماعية والسايكلوجية ، ويقوم بدفع الجمهور للبحث ذاتياً عن الحلول ، كما انه يعمل على كسر جدار الصمت المقيم حول الموضوعات الاجتماعية التي يصعب تداولها بين الناس.
يستمد المسرح التفاعلي قوته وفاعليته من تجسيده المباشر للواقع بكل تشعباته وتناقضاته ، فهو يعكس حالات واوضاع انسانية تتجلى فيها شتى اشكال الافكار والمشاعر والمعتقدات والعادات والتقاليد ، ويتم تجسيد ذلك كله من خلال اليات وتقنيات مختلفة ، كالحوار بين الممثلين او بين الممثلين والجمهور، وحركة تجسيد الجسد بإيقاعاته المتنوعة والصوت بكافة نغماته ودلالاته ، والغناء والموسيقى وكذلك الوسائل السمعية والبصرية وقد استفاد المسرح التفاعلي من البؤرة الواحدة في المسرح التقليدي واضاف لها تعدداً في البؤر، أي ان عدد من الاحداث المتزامنة موزعة في الفضاء، بحيث ان كل حدث يتنافس مع غيره لشد الانتباه، والحوادث تتم امام وفوق وتحت وحول المشاركين، وبالتالي فهم محاطون بتشكيلة من الصور المرئية والاصوات، وليس مهماً ان تكون كثافة الاحداث سميكة، ما هو مهم ان الاحداث المتفرقة تقود الى الشعور بكبر الفضاء باغلب حجمه.
ومن المهام الاساسية للمسرح التفاعلي ان ينبع من صميم مشاكل الناس، لان الناس عند رؤيتهم لمسرحية لا تعبر عن انفسهم لن يكترثوا لها ولن يتابعوها بشوق .لذا فإن عروض المسرح التفاعلي , قد تصدت  لأشياء كانت تتأرجح بين التظاهر السياسي وإلقاء الضوء على الحياة الإجتماعية ومحاكمتها وفي هذا عودة الى المسرح ودعوة الجمهور للإشتراك في بالعرض بشكل فعلي و جمهور هذا المسرح لا يشترط بالضرورة جمهوراً مسرحياً ، والمتفرج الذي يصل إلى مرحلة الجرأة والشجاعة في محاولته للتغيير سيعتاد عل التغير السيكولوجي الحاصل في ذاتهِ ويستمر في المسرح الذي تحول إليه من ذلك العلاج أو تلك الجرعة التشجيعية التي أخذها عبر ما مرَّ به من متغيرات جماعية إذ ان العلاج أمام الجميع وليس على انفراد، هو ما يجعل من الفرد في حالة تغلب على الشك عبر ما اخذ من دوافع سلوكية ، اذ يقوم بالمعالجة النفسية للذات المقهورة بالمسرح والعلاج بالتمثيل ولهذا اتخذ النشاط المسرحي سبيلاً للمعالجة النفسية وأطلق عليه السكيودراما وهو شكل من الأداء الارتجالي غير المكثف لدور أو عدة ادوار يرسمها فريق عمل ويؤديها المريض.وحسب ( باشلار) ، استطاع العاملون في المسرح التفاعلي تطبيق المنهج في التعليم والتحريض والعلاج النفسي في أماكن متعددة ولم يتقيد بالمكان التقليدي وانفتح على الشارع والمقهى والميترو والأسواق والأحياء السكنية إذ إن احد العروض التي قدمها (بوال) في مسيرته كانت في حي شعبي بسيط مجرياً بعض التمارين مع عدة ممثلات ومتناولا موضوعاً عن علاقة الرجل بالمرأة مما دعا بعض ساكنات الحي إلى التدخل تلقائياً وان تنزل أخريات بدعوة من (بوال) نفسهُ إلى الشارع ليحظين بمشاهدة أقرب وهذا ما جعل ربطاً وثيقاً بين المعروض من ناحية ومع المكان من ناحية أخرى ، إن الانطباع الذي يتشكل عفوياً لدى المتفرج جراء تواجده بالمكان الذي تجري فيه أحداث العرض، يؤثر مستقبلاً في حالة مابعد التغيير الذي يتشكل لديه حيث ان المكان يعني معان عديدة، أقربها إلى ذهن المشاهد تلك البيئة المسرحية التي يشرحها المؤلف في النص حيث تعيش شخوصهُ.ومن العلامات الفارقة التي تميز مناهج المسرح لـ ( ارسطو وبرخت ) وما يمكن لهذين المنهجين من تحقيقهِ مع المتفرج وما يمكن لمنهج المسرح التفاعلي من التوصل إليه مع المتلقي  ففي حالة أرسطو، هي حدوث التطهير، وفي حالة برخت يصبح الهدف هو إيقاظ الوعي النقدي لدى المتفرج. أما المسرح التفاعلي فيركز على الفعل أو الحدث ذاتهُ والمتفرج في المسرح التفاعلي لا يسلم نفسهُ للشخصية الدرامية أو الممثل ليقوم بأداء الفعل أو الفكر نيابة عنهُ، وإنما العكس هو الصحيح

ويرى الباحث ان المسرح التفاعلي ما يميزه عن غيره هو دفع المتفرج إلى المشاركة الفعلية والدخول في اللعبة المسرحية بل ويقوم على تغيير الحدث المباشر في العمل والإدلاء برأيهِ على وفق ما يراه مناسباً من فعل وقول بل هو يذهب ابعد من ذلك في انه يبحث في الحلول والمعالجات ولا يقف ساكناً مكتفياً بعرض المشكلة فقط وهذا ما كان يفتقره المسرح التقليدي . ويبدو أن عملية ضخ المعلومات من المرسل تجاه المتلقي هو فعل يقوم بهِ فاعل واحد الا وهو المرسل بكل أشكاله أما مسألة توزيع فعل التعليم وتقسيمهُ قسمة عادلة بين المرسل والمتلقي فذلك ما يبحث فيه (باولو فرايري) ، إذ ليس هناك متلقٍ خاوٍ تماماً من أية معلومة وبهذا يستند فعل التعليم إلى فاعلين والمسرح التقليدي محكوم بصلة غير انتقالية، ففيهِ كل شيء يبث من المنصة إلى الصالة ، كل شيء مرسل محول نحو الاتجاه والعواطف والأفكار و الأخلاق ولا شيء يسير في الاتجاه الآخر. اصغر ضجة وأدنى تعجب واقل إشارة حياة يصدرها المتفرج تعادل السير في الطريق الخطأ في شارع له اتجاه واحد خطر فخشية أن يتبعثر سحر المسرح، السكون مطلوب ،وفي سياق العمل المسرحي التفاعلي  تجري مجموعة من التفاعلات التي تشارك في صناعة الجو الذي يعد الرحم لولادة المتفرج المتفاعل، إن احد هذه التفاعلات هو الإجراء العلاجي للمرضى النفسيين ودراسة حالاتهم ومدى قدرة تفعيل العلاج بالمسرح التفاعلي كأحد طرق العلاج المجتمعي عبر ممارسات حياتية يومية أو معالجة لها من قبيل التدريب والتمرين هذا هو الحال مثلاً في المسرح العلاجي الذي يتراوح بين الطب العقلي والتمثيل النفساني. المداواة بالتمثيل المسرحي ممارسة طبية موجودة منذ القرن التاسع عشر وتطورت في القرن التالي مع التحليل النفساني الفرويدي, وينطلق من المسرح العفوي ونظرية فرويد بغية العلاج النفسي وإعانة الذين يعانون من الكبت أو صعوبة الاتصال والاندماج الاجتماعي .وقد يأخذ جانب العلاج الفاعل في المسرح التفاعلي مديات تساعد على النمو النفسي والحصول على جرع التشجيع عبر وسيلة عرفتها البشرية منذ قرون ومن الناحية العملية كان ما يفعلهُ (مورينو).وهو أن يجمع مجموعة من الحالات ذات الطبيعة النفسية الخاصة، ثم يظهر هؤلاء الأشخاص أصحاب تلك الحالات على الخشبة ليقدموا خبراتهم وعلاقاتهم الشخصية.فتأخذ حالة المشاركة الجماعية مكانتها والعمل للجميع وليس ثمة بطل هو المحور الذي تدور حوله جميع الشخصيات الأساسية والثانوية والجوقة وحتى الجمهور، وهو يسير ومن وراءه الجميع. ومسرح مورينو مسرحاً للجميع كما هو المسرح التفاعلي وليس مسرحاً يتوسط فيه ممثل محترف جماهير مشدوهة تثبت أنظارها عليه فالجميع يجب أن يشاركوا بالأداء إذ إن الانفرادية لا تسمح بالتطوير الثقافي والمعرفي، ذلك أن النشاط التعليمي ينمو عبر الاحتكاك والمصادمة العلمية التي يتولد عنها الإبداع.ولم يعد المتفرج مأسوراً بوقت معين يحدده زمن العرض الذي أسس له تقليد متبع في غالبية العروض.وقد امتدت اشتغالات المسرح في مجمل توجهاته الحديثة إلى منعطفات والتفاتات متنوعة, ابتُكِرَتْ لتغطي الاحتياجات المتطورة للمسرح, فضلا عن استعراض القدرات التي يمكن للمسرح التفاعلي الوصول إليها, عبر مخاطبة كافة فئاة المجتمع ، حيث جاءت خلال العرض صيغ ومرتكزات جديدة قادرة على التعليم والتوجيه والمتعة والتسلية معا بإشراك الجمهور إشراكا فعليا وإنزاله إلى ميدان التمثيل، وعليه يحدد الباحث وفي ضوء ما طرحه سلفاً تقنيات (المسرح التفاعلي) على وفق الممارسات المتداخلة والمتشابكة التي تحيط بالأسلوب المحوري لـ (المسرح التفاعلي)، هذه التقنيات تكون بمثابة ميزه (للعمل المسرحي التفاعلي) قوامه مستمدة من هذه التقنيات والبالغ عددها (سبعة) حسب تصنيف الباحث لها . وهي تقنية مسرح الجريدة وتقنية مسرح الصورة الرمزية ، وتقنية المسرح الخفي ، وتقنية مسرح حلقة النقاش ، وتقنية المسرح التشريعي  وتقنية مسرح طيف الرغبة ، وتقنية مسرح صندوق الدنيا . كما عمد وسام عبد العظيمالى السعي لإيجاد مجموعة من المرتكزات خاصة بالمسرح التفاعلي تميزه عن بقية المسارح ومن هذه المرتكزات متمثلة بالجوكر ( المُيَسر ) والممثل المتفرج ، والارتجال وتبادل الادوار ، اما النص في المسرح التفاعلي فهو ينقسم على قسمين، يتمحور الأول حول طرح القصة وشكل الاضطهاد وتشخيص القاهر والمقهور بأسلوب واقعي أو رمزي أو تعبيري ولا يحبذ استخدام الأساليب التي تغيب فيها القدرة على الفعل والتأثير. كالسريالي واللامعقول اذ يأخذ الطابع الميتافيزيقي دورهُ في ذلك، إذ أن التغيير يحصل بما هو ممكن على ما هو كائن و القسم الثاني من النص فهو الذي يخص التغيير الذي يقترحهُ المتفرج في أثناء العرض والقيام بالفعل المقترح بنفسهِ والإمساك بزمام الأمور وقيادة الدفة على وفق ما يراه .

المصادر :
1.    وسام عبد العظيم عباس ، توظيف تقنيات اداء الممثل في عروض المسرح التفاعلي ، رسالة ماجستير غير منشورة ، ( العراق ، جامعة بغداد – كلية الفنون الجميلة ، 2017)
2.    ــــــــ : ألعاب للممثلين وغير الممثلين،ترالحسين علي، وزارة الثقافة، مهرجان القاهرة الدوليللمسرح التجريبي (9)، القاهرة : (أكاديمية الفنون - مطابع المجلس الأعلى للآثار- مركز اللغات والترجمة، ) ، 1997 0
3.    البريكي, فاطمة : مدخل إلى الأدب التفاعلي, الدار البيضاء: ( المركز الثقافي العربي), ط1, 2006.

4.    بوديروزا، ألكسندر : دليل التدريب في التقنيات المسرحية ، صندوق الامم المتحدة للسكان ، 2013.
5.    بيرلين ، سيديل واخرون :  دليل التدريب في التقنيات المسرحية ، اصدار صندوق الامم المتحدة للسكان بالتعاون مع الهيئة الدولية لصحة الاسرة ، نيويورك : (صندوق الأمم المتحدة للسكان(UNFPA )، 2010 .
6.    اوبرسفيلد،ان :مدرسةالمتفرج- قراءة المسرح ،تر حمادة ابراهيم
واخرون،القاهرة : (مركزاللغاتوالترجمة- اكاديميةالفنون-مطابع المجلس الاعلى للاثار) ، 1996.




تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption