أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الجمعة، 2 نوفمبر 2018

مسرحية أدرينالين امتداد الجسد بين عبقرية البناء والهدم

مجلة الفنون المسرحية

مسرحية أدرينالين امتداد الجسد بين عبقرية البناء والهدم

د. لوت زينب - موقع المهرجانات العربية


لم تكن الخشبة لتحمل ممثلا يقدم الذات ليكون الآخر، لكننا نرسم مع مونودراما(أدرينالين) للمخرجة و الممثلة ( مصطفى أسماء) جسدا يهدم البناء المخبوء بحكايات تضيق في مساحات الصمت فتفجرها صرخة الحقيقة التي تقيس سعة البقاء وتكشف انحراف الفكر البشري نحو ما يغير طبيعة السلوك ويبرر المواقف، تلك المهيمنات الخاضعة لاختبار الجسد وهو يمتص كلَّ المتغيرات الصادمة لبناء المخيل القارئ والفاحص للواقع، و العنوان ملمح قوي لفحص نواة العتبة وقراءة موازية لزوايا الأداء حركته فالأدرينالين هو هرمون الخوف والتوتر واكتساب طاقة المواجهة وتجميع المعلومات و اقتناء طاقة المواجهة و تجاوز تلك المرحلة المضطربة ، وهكذا رسمت لوحات العرض الفردي بطاقة متحولة وسريعة ومغايرة خلف خطابات متنوعة تنفلت بين قوة التّقديم وخبرة التنفيذ في مسار لولبي يتسع للزوايا الأربع للفضاء ( وراء /أمام / يسار/ يمين) تلك المساحة الطبيعية لتقبل الدماغ في فصوصه الأربع ( الحس/الحركة/ البصرية/ السمعية) وإستراتيجية  تنخر في العتبات المظلمة والمقلقة و المحفزة لرغبة الصراخ و التحرر من سياج الضغط المضمر للأفكار الرجعية اهتراء الذات أمام تقليص الإنسانية و تشويه وجودها وضحالة الرؤية تقوم بانتفاضة ضد كل الوسائط القيمية للمجتمع الذي تستوطنه أقنعة الأفكار المتعفنة ،حراك صاخب للإنسان بجسد امرأة تكون ( الأم/ الحبيبة / الزوجة /الوطن) فيتحول الفضاء من استئصال الثدي لانتزاع المواطنة وتشوية جسد الانتماء الذي يتورم بالانكسار الإنساني في التشدد المغالط والأفكار المدنسة والقاتلة للحرية والبشرية وذاكرة الإنسان العربي.

1-المونودراما ومخيل الجسد:

تمثل المونودراما حقلا من الحركة الفعلية والانفعالية المتغيرة الحاملة لمجموعة خطابات ذات لغة استكشافية للذات، وخطاب مباشر حامل للتناقض و الإثارة الخلاقة للمعنى حيث تندرج المؤولات من خلال التأسيس للجسد حيث يكون كفيلا باستنطاق أهم الخطابات التي تختزلها الحركة والحصول على خلاص الذات ، في مسرحية (أدرنيالين)للمخرجة (أسماء مصطفى) تحكي عن استئصال الثدي وعلاقة المرأة بأعضاء تمثل لها الأنوثة والحياة، وكيفية محاكاة داخلية بين نفسية المريض بعد انتزاع الجزء الأكثر قرباً لوجودها، وشكلا من أشكال الخلود وكما تقول الممثلة ( أنها تنتمي لجماعة المتسلطنين) وتتضاعف حاجتها للفرار من مجموعة هواجس تقتحم (ضيق – ألم – وجع – كآبة – قرف - برد ) تلك الأحاسيس العميقة التي تنهال كسياط تركض الممثلة لتجسيد الحالة وتعميق الأثر تكررها لفي مكانها وكأن المكان بداخلها أصبح موحشاً ، والمميز في المونودراما أن المكان والزمان هو الحيز الذي يقف فيه الممثل ويضع لها هندسة النص في فضاء الأشياء،  ثم تنتقل من مرحلة الكآبة لمشاهدة حكايات مشابهة تقاوم مرض السرطان، وتنتقل لمشهد ترتدي ثوب أبيض وتتعالق بموضوع الوطن وغربة الوطن التي اختصرتها في رمزية ابنها (بحر) الذي يريد الوصول إليها ي بلاد الغربة.

نلامس قوة الصوت المفعم باللحن المختلف للحزن و للأمل وللشجن والغناء معاً حيث تتمكن من احتواء الصور وأداء الخطابات المختلفة زمنياً ، وتتوالى الرسائل الإنسانية في مجال تتأرجح بين البناء والهدم، بناء الأمل وانكساره باضمحلال مباشر حيث تفقد ابنها فتخاطب البحر ( لم أظن انك ستحب ابني أكثر مني يا بحر) و( الضنا غالي يا بحر) تجرف الممثلة المشاهد لعالم خفي ظاهر تسيطر عليها خطابات قوية (ذكرى بحر تنخر عظامي)، وتحرك المخيل في استثناءات أخرى تجعل الواقع واقعها والقضية تلك التي تمارسها بقوة الجسد و الصوت والحركة الانتقالية والمِخيال الذي يحترف الأداء مع الحدس القوي أثناء الأداء الملتزم بماهية الخطاب.



2-مسرحية أدرنيالين و بناء الهدم :

يتسع المسرح بقدر ما يضيق في كرسي يعلوه وجه مسرحي مجرد، وامرأة يغطي جسمها أقمشة ناصعة البياض تغطي أعضاءها الأنثوية وجهها المفعم بالإيحاءات الدهشة الغرابة و النفور أحياناً، كل هذه النوتات التي تكتسي لزوجة الأداء، تقوم بحركات يقظة ومكاشفة ما حولها أو إثارة ردود الفعل خلف المواجهة ثم الاستدارة الضوء والعتمة يمارسان حلقة تأسيس للفعل الدرامي، ولا تزال الممثلة تنبعث بخطابات الجسد الصامت فوق الخشبة، الموسيقى أشبه بارتداد للصدى والسكون، تلك الأشياء التي تتموقع فيها مسارات التجسيد، تقف كإنسان آلي يمسك حجم الفضاء ثم تخطو خطوات من الرقص الكلاسيكي البالي أين تنساب حرية الوتر الفني للجسد، يجتاح الاستفهام خلف كل اتجاه تأخذه أمامية يسار ويمين وخلف و انكسار ثم وقوف تلك هي دورة الحياة لكن بالطريقة التي تستطيع صياغة النص و تقديم العرض.

التمثيل الذاتي أظهر تلك الشحنة العبقرية لأداء المشاهد، وبناء لذة الهدم في تفتيت الحقائق المظلمة في خبايا الإنسان، عملية تطهير أرسطي لتوليف الفن وتسخير مدركاته، وتغليف الوهم بممارسة حقيقته التي يكشفها الفن، والعرض انتقاء للوقائع مثل تفجير الإنسان لنفسه أمام السوق واعتبار ذلك نوعا من الفداء تنهار الممثلة بجمل قوية و(تعبت من دخول المزابل البشرية ...) أحبت التمثيل وهو كان فنان التشكيلي فتحولت أنامله ترسم الألوان صارت تكتب شعارات المتطرفين و المتشددين تخيم الممثلة في جزئيات حساسة من الوتر العصبي الذي يجرح عضد المجتمع العربي بمغايرة الفهم وبناء مصطلحات تتعالق بالذاكرة وتمنح فروقا ظاهرة للحياة تحصرها في عشر دقائق تكون للحياة، للصراخ، للذات وترسم أجنحتها للسلام ولنا منها هذه المقاطع:

10 دقائق

أعرف فيها ذاتي

أرى ذاتي

أريد أن أشفى..

أحقق أهدافاً وطموحات

أن اتغلب على المصاعب

أن أتغلب عن التناقض ..

...

أن أكون مرئية ومسموعة

أن أدافع عن نفسي

.....

أن أدهش و أُدهش...

أصدم أسحر...

.....

أن أكون حرة من المقيدات الاجتماعية

.....

نحن قادرون على التذكر
قادرون على التحرر...

10 دقائق 10 دقائق...

هي كبت للخوف و تنتمي لقضايا الفكر العربي ، لتجرف كل المساحات الضيقة إلى الضوء حيث تصرخ بمقصدية الحياة ، وإلزامية الإنسان بإنسانيته تلك التي تحملها المرأة لأنها انعكاس مقارب للمجتمع لتفكيره ومخاوفه، ولصمته المدفون بالحقائق لكنه يزدد ضحالة برجعيته، تجسد الممثلة عالماً وتقف على آهاته المعرفية، و الثقافية والرجعية التي تركت الحروب تنساب لأعضائه كما أن استئصال العضو من جسدها ينتزع من الوطن مواطنته وتصبح الغربة محيطا من التساؤلات، هي تصوير إرادي مفعم تمارسه الممثلة بجدارة الجسد و الذات و اللغة وتفكيك النص بين تلك المعنيات بحقيقة الواقع الذي يتأرجح بذاكرة (أسماء مصطفى) ومهارة التحرر بعدما تغرز مواجهة الأنا بالمرايا الوجودية فالمونودراما هي إنشاء الفعل ونشوء التفاعل التدرجي الذي يتجه في تصاعد لبناء الهدم الافتراضي لمختلف مظاهر الوجود.

جوائز الهيئة العربية للمسرح في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


جوائز الهيئة العربية للمسرح  في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح:


أربع جوائز لـ"من قتل أسمهان" . و جائزة لـ "إثنين في تل أبيب" . و"مروّح ع فلسطين" تحصد العرض الأفضل
د. إيهاب بسيسو : مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهداً جديداً للحياة.

اسماعيل عبد الله : صنعنا أرضاً واحدة وزمناً واحداً، وجمعنا شتات أرواحنا .. وحّدنا وتوحّدنا مع فلسطين في مهرجانها الوطني للمسرح
إعلام الهيئة العربية للمسرح - يوسف الشايب. رام الله:

حصد العرض المسرحي "من قتل أسمهان؟" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) من القدس، أربع من أصل ست جوائز هي مجمل جوائز مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى، وأعلنت مساء الخميس الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، في قصر رام الله الثقافي، وهو المهرجان الذي نظمته وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح، فيما فازت مسرحية "مروّح ع فلسطين" لمسرح الحرية في جنين بجائزة أفضل عرض مسرحي بالمهرجان.
وذهبت جوائز الهيئة العربية للمسرح على النحو التالي:
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل إخراج مسرحي وأفضل تأليف نص مسرحي وأفضل سينوغرافيا ذهبت إلى الفنان نزار زعبي عن مسرحية "من قتل أسمهان"،
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل ممثلة ذهبت للفنانة منى حوّا عن دورها في مسرحية من قتل أسمهان،
 جائزة الهيئة العربية للمسرحلأفضل ممثل ذهبت للفنان إياد شيتي عن دوره في مسرحية "اثنان في تل أبيب" لمسرح المجد في حيفا.
جائزة الهيئة العربية للمسرح لأفضل عرض ذهبت لمسرحية مروح ع فلسطين.
وقال الفنان نزار زعبي: سعادتي لا توصف، فأن تفوز بهذه الجوائز في الدورة الأولى لمهرجان وطني في بلدك بالتأكيد يعني لك الكثير .. هذه الجوائز وإن منحت في مجملها لي، فإنها نتيجة جهد جماعي لفريق مسرحية "من قتل أسمهان" من ممثلين وفنيين، وكذلك الجهة المنتجة أي المسرح الوطني .. المهرجان إنجاز مهم لفلسطين، وأبارك لفريق العمل وللفنانة منى حوّا، ولكل الفائزين من المسارح الأخرى ما حصلوا عليه من جوائز مستحقة.
أما مصطفى شتا، مدير مسرح الحرية في جنين، فأهدى الفوز إلى روح الفنان الراحل جوليانو مير خميس، وقال: هذه الجائزة تعني لنا الكثير لكونها جائزة العمل الأفضل في الدورة الأولى للمهرجان الوطني الأول للمسرح في فلسطين .. كنا نتمنى لو كان جوليانو مير خميس بيننا، لكننا نسير على نهجه، ونقدم له هذه الجائزة.
من جانبه شدد الفنان إياد شيتي، على أن أهمية المهرجان ونجاحه كمنت في كسر الحواجز بين الكل الفلسطيني، وتوحيد الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، بعيداً عن التسميات التي تعكس حالة من التفريق لا التجميع  .. الكل فلسطيني، وحين نشارك في المهرجان، فإننا نشارك باسم فلسطين، لا باسم "عرب إسرائيل" كما يسمينا البعض، أو باسم المقدسيين، أو أهل الضفة، أو أهل غزة، مطالباً الدول العربية بإتاحة المجال لعرض إبداعات الفلسطينيين جميعاً في مهرجانات المسرح العربية.
وقدم الفنان الفلسطيني وليد عبد السلام رئيس لجنة التحكيم، بيان اللجنة التي ضمت الفنانتين نادرة عمران وسهير فهد، لافتاً إلى أن غالبية الأعمال المسرحية المشاركة في المهرجان أسلوب التمثيل داخل التمثيل أو المسرح داخل المسرح، وإلى اعتماد غالبية الأعمال أيضاً، وبشكل كبير، على عنصر الممثل وغابت بشكل عام عناصر السينوغرافيا والموسيقى والماكياج والمؤثرات الأخرى وتواجدت بشكل متواضع في بعض الأعمال من خلال قطع ديكور بسيطة.
وأشارت اللجنة إلى الضعف في النصوص المسرحية، حيث خلت مثل هذه النصوص من الخيال والتعمق في بناء الشخصيات والأحداث والحبكة الدرامية،فجاءت بعض المونولوجات على ألسنة الشخوص المسرحية على شكل خطابات مباشرة، ولم تمنح المساحة الضرورية لخيال المخرج.
وأشادت اللجنة بالأداء الجماعي في مسرحية "خوش بوش" لمسرح عكا، والحضور القوي للممثل ميلاد غالب في مسرحية "شمال وسط جنوب" لمسرح الجوال البلدي من جنين، وقوة الحضور وخفة الحركة للفنان عزت النتشة عن دوره في مسرحية "من قتل أسمهان" للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي).
وكان وزير الثقافة د. إيهاب بسيسو أشاد في كلمته بالدور الذي قامت به الهيئة العربية للمسرح من العمل على إنجاح هذا الجهد الفلسطيني، موجهاً شكره لإسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة وأسرة الهيئة الذين نجحوا رغم كل التحديات والمعيقات في جعل كلمة فلسطين هي مفتاح الأمل والإرادة.

وقال بسيسو: انطلاق مهرجان فلسطين الوطني للمسرح في دورته الأولى كان مناسبة كي نجدد رؤيتنا بأن الثقافة مقاومة، وأن الحكاية التي تحاصرها الخوذة تعرف طريقها نحو شق الهواء، وتعرف كيف يكون الغد لنا .. لابد من الإشارة هنا إلى أن المسرح ليس مجرد خشبة ونص وأداء، بل هو امتداد الحياة التي تتنوع من خلالها الأدوار، ويتنوع من خلالها الإبداع.. شكراً لكل من عمل وساهم في إنجاح هذا المهرجان، ولكل من آمن بأن الغد أفضل، وبأننا نستطيع تحقيق آمالنا وتطلعاتنا بالحرية وبمستقبل أفضل جميعاً، ولكل من آمن بهذه الفكرة وجعلها تتحقق.
وأضاف: إنها الدورة الأولى لمهرجان واكبنا فيه عروضاً مميزة، وندوات وحوارات، ولقاءات جمعتنا بنا، وجعلت من حضورنا رسالة وعنواناً للتحدي، في الوقت الذي تعاني فيه غزة من القصف، والقدس العاصمة من الحصار، وباقي جغرافيا الوطن من سياسات العزل المختلفة .. استمر العمل متمماً لرسالة الصمود بالإبداع .. لم يصدر أي تصريح لأشقائنا العرب ليدخلوا فلسطين كي يكونوا بيننا، مارس السجان غطرسته، فقال لا وقلنا نعم للإبداع والحرية، وقلنا نعم لحكايتنا، وصنعتم وصنعنا مشهداً جديداً للحياة.
من جانبه، وفي كلمة مسجلة له، شدد إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في الشارقة على أهمية الإنجاز الذي حققته فلسطين عبر وزارة الثقافة والمسرحيين في هذه الدورة الأولى من المهرجان، مؤكداً أن البوصلة ستبقى تؤشر نحو والقلب، وأن القلب هو فلسطين.
وقال: من الإمارات العربية المتحدة، من الشارقة، إلى رام الله، إلى فلسطين، كل فلسطين، نسرّح الأبصار ونبض القلوب لنشارككم فرحة الإنجاز، وشرف تحقق المهرجان الذي نسجنا حريره معاً .. نعم، ها نحن معاً، فلا حد يباعدنا، ولا شيء يفرقنا، نسطر في سفر الثقافة العربية أننا صنعنا أرضاً واحدة وزمناً واحداً، وجمعنا شتات أرواحنا .. وحّدنا وتوحّدنا مع فلسطين في مهرجانها الوطني للمسرح.
ونقل إسماعيل عبد الله "تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح، وهو الذي تابع بكل الاعتزاز كافة أخبار مهرجاننا هذا، وكل ما أبدعتموه، وما أنجزتموه"، ونقل أيضاً "تحيات مجلس الأمناء، وكافة العاملين في الهيئة، إضافة إلى تحيات مسرحيين من المحيط إلى الخليج تابعوا من أنجزتم بالأفئدة والتضامن الذي يعلن أن البوصلة لا تؤشر إلا للقلب، والقلب فلسطين.
ووجه الأمين العام للهيئة العربية للمسرح التحية "لوزارة الثقافة الفلسطينية، ممثلة بوزيرها المبدع الدكتور إيهاب بسيسو، وكافة أعضاء اللجنة العليا، واللجان الفنية، ولجنة التحكيم، وكذلك الفنانين الذين سكبوا رحيق إبداعهم في أعمال تابعناها بكل شغف واحترام".
وأكد إسماعيل عبد الله: إن إنجاز هذه الدورة من المهرجان ليشكل مصطبة جديدة للحياة إلى مصاطب المعرفة التي ترتصف بها دروب فلسطين التي درج على ترابها الرسل والأنبياء والطاهرات والطاهرون الأولياء، ومبدعو المعارف والجمال .. نقف اليوم، لننظر إلى غد نبدأ فيه العمل على تقويم التجربة، والتخطيط للقادم الأجمل، لنعمل معاً لتلبية ذلك النداء الذي أطلقه سلطان الثقافة، لنجعل المسرح مدرسة للأخلاق والحرية، ليختم بالقول: عشتم، وعاش المسرح.
وأكد الفنان الفلسطيني فتحي عبد الرحمن، رئيس اللجنة العليا للمهرجان، على أن انتهاء الدورة الأولى للمهرجان، يعني بدء التحضيرات للدورة الثانية، مشدداً على أهمية العمل على تطوير مهرجان فلسطين الوطني للمسرح واستمراريته.
الفنانة نادرة عمران عضو مجلس الأمناء في الهيئة العربية للمسرح، قدمت أيقونة المهرجان باسم الهيئة تكريما لوزارة الثقافة ممثلة بالوزير بسيسو.
واشتمل الحفل على فقرات فنية لفرقة "الأنوف الحمراء"، وعرضاً عن عملهم كأطباء مهرجين يوظفون فنونهم الأدائية في رسم الابتسامة على وجه المرضى والمسنين، حيث تخرج منهم في فلسطين سبعة قبل أيام، كما اشتمل الحفل على توزيع الدروع وشهادات التقدير سواء المقدمة من الهيئة العربية للمسرح إلى وزارة الثقافة ممثلة بوزيرها بسيسو، وقدمتها الفنانة نادرة عمران،  أو تلك التي قدمتها وزار الثقافة للفرق المشاركة كافة، ولأعضاء اللجان المختلفة، قبل أن يختتم المهرجان بالإعلان عن جوائز الهيئة العربية للمسرح في مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى.








الخميس، 1 نوفمبر 2018

مسرحية "النمرود" في كندا بعد 11 سنة متواصلة من العروض

غنام غنام يقدم " سأموت فى المنفى" على مسرح البافيون بهانوفر

تقرير اليوم السابع لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية

تقرير اليوم السابع لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح


“شمال جنوب” و “من قتل أسمهان؟” يختتمان عروض مهرجان فلسطين الوطني للمسرح قبل إعلان النتائج بيوم


من قتل أسمهان، عرض فلسطيني الهوية، عربي المحتوى، عالمي الصورة.


منذ زمن لم يقف الجمهور في رام الله “طوابير” لحضور عمل مسرحي، لكن هذا ما حدث مساء الأربعاء في قصر رام الله الثقافي، بانتظار فتح البوابات الداخلية للعبور نحو المسرح، حيث ينتظم العرض الأخير في المسابقة، وفي مهرجان فلسطين الوطني للمسرح الذي تنظمه وزراة الثقافة بتعاون و دعم من الهيئة العربية للمسرح، قبل ليلة من إعلان النتائج .. عرض “من قتل أسمهان؟” للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) في القدس، عن تأليف وإخراج أمير نزار الزعبي، في نص بالإنجليزية ترجمه عامر حليحل إلى العربية، وسينوغرافيا: سمر كينغ حداد، تمثيل: عزت النتشة، ومنى حوا، ونضال الجعبة، وإيفان أرازيان، ومحمد الباشا، وفراس سواح.

لم يخب أمل الجمهور، فكان العرض المنتظر على مستوى التوقعات، وربما يزيد، على حد تعبير الكثير، فلم تغص القاعة التي تتسع لقرابة الألف متفرج بالمتدافعين على المقاعد فحسب، بل غصت بشغف استعادة المسرح الفلسطيني عبر هذا المهرجان الذي حظي بحضور جماهيري كسر الصورة السائدة بالعزوف عن المسرح، كما غصت بدهشة كانت أكبر من مساحة فغر الأفواه.

ولا يبدو هذا مستغرباً لمن تابع مسيرة المخرج الزغبي، وفريق العمل المرافق له، فسمر كينغ حداد من أهم مصممات الحركة في العالم، هي التي أبهرت الجمهور الأميركي بعديد أعمالها، حيث تقيم فلسطينية الأصل، وهو ما ينطبق على حبيب شحادة في الموسيقى والمؤثرات الصوتية، ورمزي الشيخ قاسم وعماد سمارة في تصميم وتنفيذ الإضاءة، ومحمد عطا الله في الملابس، والقائمة تطول، فيما كان عزت النتشة (المحقق) اكتشافاً مدهشاً لفنان بارع لقبه جمهور العرض بـ”شابلن فلسطين”، والأمر ذاته ينطبق على صاحبة الصوت الأسمهاني منى حوا، وبقية الممثلين.

وكان لافتاً أن هذا العمل هو الوحيد الذي يغرد خارج الجغرافيا الفلسطينية، وإن حط رحاله فيها لبعض الوقت كما أسمهان، التي حطت لأكثر من مرة في القدس، وحيفا، وغيرها من المدن التي كانت تشكل حواضر ثقافية بامتياز، ليبحث عن نص ترجمه عامر حليحل، في لغز يتواصل لأكثر من سبعة عقود حول مقتل المطربة اسمهان، أو الأميرة آمال الأطرش.

تحليل العمل على المستوى البصري والفني يحتاج إلى الكثير من المساحة، لكن يمكنني الحديث هنا عن بعض الكشوفات في النص بخصوص أسمهان، التي انتهى العرض بعد تسعين دقيقة من المتعة المتدفقة ولم ينته لغز مقتلها، ففي البداية توجهت الشكوك نحو سائقها، فأرملها، فالملكة الأم لكون عشيق الأخيرة بدأ ينجذب بفعل مغناطيسية أسمهان، ولم تغب أم كلثوم عن الدائرة، كما حال المخابرات البريطانية والفرنسية كعميلة مزدوجة مفترضة، لكن الكل يبقى بريئاً ومتهماً في ذات الوقت، ويبقى أيضاً في النهاية راسخاً، عرض فلسطيني لجهة الإنتاج، عربي الموضوع والهوية واللهجات، وعالمي المستوى والتكنيك.

شمال جنوب

وكان جمهور مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، على موعد قبل هذا العرض مع مسرحية “شمال جنوب وسط” لمسرح الجوال البلدي من سخنين في الداخل الفلسطيني، عن نص لطارق السيد، وإخراج المبدع كامل الباشا، وتمثيل: ميلا غالب، واديب صفدي، ولما نعامنة، وبيان عنتير، ويعالج قضية الهوية المتعددة في فلسطين بفعل الاحتلال، فهذا من الضفة الغربية، وذاك لاجئ في أرضه، أو هجّرت عائلته قسراً من قريتها أو بلدتها الأصلية باتجاه بلدة مجاورة أو غير مجاورة في الداخل الفلسطيني، وثالث من الجولان السوري المحتل، ورابعة من القدس.

ثمة اختلافات كثيرة بين الفلسطينيين الذين يجمعهم وقوعهم تحت قبضة الاحتلال، ولكن الاختلافات ليست بعيدة عنهم، بل تكاد تتملكهم بسبب الانعكاسات السياسية والموروث الثقافي والاجتماعي لكل جغرافيا من جغرافيات فلسطين مقطعة الأوصال، فكل شخصية ترى الأخر أوفر حظاً منها، فيما يصل العرض ذروته مع “لعبة” تبادل الأدوار الجزئي في تلك الورشة التي تجمع كل خيباتهم وخيبات الوطن، في عمل لا يمكن أن يدرك الكثير من تفاصيل إلا من يعيش في فلسطين ويعايش يومياتها ووضعها السياسي المعقد.

ويمكن القول بأن مهرجان فلسطين الوطني للمسرح، الذي نظمته وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العربية للمسرح، أعاد للخشبة اعتبارها في فلسطين، وكشف عن شغف ظل لسنوات طويلة حبيس الأدراج الكاتمة للأرواح المنطقلة.

الحضور الجماهيري لكافة العروض، والذي توج بما فاض عن القدرة الاستيعابية لقصر رام الله الثقافي، مع عرض “من قتل أسمهان؟” للمسرح الوطني الفلسطيني (الحكواتي) حيث كانت الدهشة سيدة الموقف في عمل يؤكد أن المسرح الفلسطيني لا يزال على قيد الإبداع، وهو حال بعض أعمال المهرجان مثل: “مروح ع فلسطين” لمسرح الحرية في جنين، و”شمال جنوب وسط” لمسرح الجوال في سخنين، و”خوش بوش” لمسرح عكا، و”اثنان في تل أبيب” لمسرح المجد في حيفا، وغيرها .. إن كانت الدهشة المرافقة لها متفاوتة.

اليوم  يسدل الستار على كرنفال آخر في فلسطين التي تقاوم الرصاص بمزيد من الإبداع، وترد على من يضغط بيديه الغليظتين على عنقها بغية حبس أنفاسها إلى الأبد برقصة مع الريح، وأغنية تقفز من فوق جدار الفصل العنصري، وفيلم يفلت من عربدة المستوطنين، وشعر عابر للجغرافيا المحتلة كلياً أو جزئياً، ومسرحية تشكل مع أخرى مهرجاناً يجمع الكل الفلسطيني في زمن الانقسام البغيض.

إنها فلسطين بمسرحها، وأدبها، وسينماها، وأغنياتها، وتراثها، وبكل ما فيها من إبداع يفلت من قنبلة غاز يرميها واحد من المدججين بشهوة القتل.

ما قبل النكبة، كانت حيفا ويافا والقدس، واليوم رام الله، وغداً ربما غزة، وقد تعود الحياة الثقافية الفلسطينية لتنبت في حيفا ويافا والقدس مجدداً .. ففلسطين الثقافة، إن قاومت الاحتلال كما الفوضى والتطرف، حتماً ستنتصر، ولو بعد حين.

 -------------------------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح. يوسف الشايب. رام الله


فــلاش بــاك : آفـــة الــمســـرح

مجلة الفنون المسرحية


فــلاش بــاك : آفـــة الــمســـرح 


  نـجــيب طــلال

 فــلاش بـاك: 


مهما حاولنا أن نعـقـلن الزمان الذي نحن فيه ( الآن) وهنا لا نقصد حركيته ؛ بل من يتحركون في حركيته ؛ ككائنات تسعى فرض كينونتها في زمنية الممارسة المسرحية : بحثا أونقـْدا أو ممارسة .... إلا وتختلط الأمور؛ بين الفهم واللافهم الممزوج بسوريالية اللحظة وديمومة العبت ؛ ونلاحظ جميعنا بأن المفاهيم تختلط وتتوغل في غياهب التجهيل والتسطيح ؛ نتيجة أنـه : كلنا ندعي الفهم والمعرفــة في المجال المسرحي وخلافه؛ ونتمعلم ونتفلسف وفي عمق الحقيقة نتسفسط على بعضنا البعض؛ ونمارس المزايدات التافهة فيما بيننا؛ ونترك عمق الفعل الحقيقي للممارسة الإبداعية والثقافية الحقة؛ من أجل بناء حضارة قوامها إنسانية الإنسان : الفاعـلة والفعالة؛ وليست تلك التي تقذف ديماغوجيا. ومنا من يشنف سامعك  الكريمة ؛ بالانجازات والتكريمات والشواهد ؛ ناهينا عن الإطناب التعريفي لذاته المتضخمة ؛ في زمنية الانفتاح وتقارب القارات وتداخل المدن. ومدعاة هـذا القول ؛ ولكي تتضح الرؤية  ؛ له علاقة وطيدة لمن اطلع على موضوع ( هل المسرحيون لا يقرأون) والذي الذي نشرناه في (1) وذلك بناء على مقالة للصديق والمسرحي: ياسين سليماني (2) إذ كـنت أتمنى من الاعماق أن تتشابك الردود؛ لتحقيق الوجه الحقيقي للفعـل المسرحي؟ فعل يتفاعل مع الجدل وبالجدل ؛ ولاسيما أن المسرحي مهما كانت درجته دوما في طليعة النخبة المثقفة / المبدعة ؛ والتي تساهم في توظيف وترسيخ القيم وترويج مبادئ التربية الذوقية والجمالية ركحيا وسلوكيا؛ والوقوف مبدعا ومدافعا مستميتا في تفعيل قيم الحرية والديمقراطية والحداثة والتقدم، ولتفنيد كل الادعاءات التي تهدد كينونة الإنسان في إنسانيته‘ وفي تدجينه وتسطيح أفكاره . لكن يبدو لي أنني أحلم أمام زخم من الانهيارات ؛ ومن تمظهر قيم ثقافية/ مسرحية، بديلة . أسُّـها الانتهازية والاستغلال الفاحِـش؛ باسم الفكر والإبداع ؛ فمن هـنا تبدأ آفــة المسرح؛ فلولم تكن هاته هي الحقيقة المرة ؛ لوجدنا إما ردا أو تفنيدا أو توضيحـا من لدن  أحد المعـنيين بالموضوع : 

1 / عمر بلخير: ( الجزائر) دفاعا عن كتابه: {تحليل الخطاب المسرحي من منظور النظرية التداولية }

   2 / حسن يوسفي : (المغرب) دفاعا عن مؤلفه: '' { المسرح في المرايا} ''

هـل لأنهما لم يقرآ الموضوع ؛ تلك من سبع المستحيلات ؛ لأسباب تندرج في الانتشار السريع للمعلومة بين المبدعين والمثقفين؛ وكذا الطلبة؛ ولاسيما أن الموضوع الذي أثرته؛ تم نشره في عدة مواقع ثقافية؛ بُـعَـيْد نشره في جريدة – الجمهورية/ فضاء المسرح - 
فالإشكالية هنا تتضاعف؛ وتـزداد آفـة المسرح وتتضخـم ؛ بناء على نهج سبل النفاق والتملق لسلطة الجاه والمال. من لدن العديد من المسرحيين والمثقفين ( الآن) في العالم العربي؛ وبالتالي من عتبة اليقينيات يتأكـد بأن العملين ( أو ) الكتابين؛ بيعــا (( لدار النشر «أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية )) ولم يتم اختلاس أو سـرقتهما من لدن [عمر سعادة ] حسب ما تم التخمين له من لدن المسرحي – ياسين سليماني - بناء على مدونة – فهد الكغاط/ المغرب –
هما نشير؛ إذا كانت آفة الـرأي الهوى/ العاطفة؛ ففي هاته الحالة ؛ التي التزم طرفين لهما موقعهما في الساحة المسرحية كتابة وبحثا ودراسة ( عمر بلخير/ حسن اليوسفي) الصمت أو اللامبالاة ؛ فإن أفـة المسرح الانتهازية التي هي اساسا نوع من أنواع النفاق . ولا نغالي إن اشرنا بأن : آفـة المسرح : استفحلت كالسرطان؛ من خلال الانتهازية ؛ التي تكاد أن تصبح لوناً من ألوان ثقافة المجتمعات العربية؛ بدون استـثـناء؛ وبالتالي نلاحظ أن أغلبية المسرحيين / المثقفين/ الفنانين/ في أكثر من باب أو لقاء؛ لا يستهجنون من سلوكيات الانتهازية / النفاق المسرحي؛ مما تـحول المشهد المسرحي من نسبية نبله وصفائه وعطائه  الإبداعي والفكري والجمالي الصادق؛ إلى آفـة مسرحية ؛ مما أضحت ملامح عدم  التمييز بين الحقيقة والزيف ؛ بين الصدق والكذب ، بين نكران الذات وتضخيمها : سارية المفعول في أغـلب الفضاءات والمحطات الإبداعية والثقافية . وهذا ينعكس عمليا على موضوعنا؛ بأن أهل المصالح والمنافع الآنية هم المنافقون والانتهازيون الذين يبيعون كل شيء.                              
 فهل حقيقة المؤلفين/ الباحثين: باعا كتابيهما للناشر[ الأردني] أم هناك زيف في العملية كلها ؛ ونعيش وهما لا يطــاق بكل المقاييس والمعايير ؟

بــاك فلاش : 

 والذي يجعـلنا أننا لسنا حالمين أو واهمين؛ ولا نتوهم أو نعـيشـه؛  تمظهـرعنصرين أساسيين؛
 أ )) الـعـنصر الأول: صمت المعنيين بالأمـر؛ وعـدم خروجهما للعـلن لدحض ما جاء به زميلي – ياسين سليماني- وما وضحته وتساءلت  بناء على مقالة زميلنا :إذن في نطاق هاته الإشكالية؛ التي تفرض أن يدلي كل الأطراف المعْـنية بما لديه من حُجَـج؛ بأنه ليس مستبعدا أن - عمر بلخير-      (( الجزائر)) / حسن يوسفي ((المغرب)) باعـا حقوقهما لدار النشر بمبالغ مالية متفق عليها سلفا؛ لأننا الآن نعـيش في مجتمع تهافتي وهـرولي نحو الأموال والأرصـدة البنكية؛ بأية وسيلـة ولا يهم مصدرها؛ بل يهم كيف يتم استجْـلابها (3)
ب )) العنصر الثاني : عـدم خروج الصديق – سليماني –  من صمته؛ وإن كان لا يعنيه الأمـر؛ لأنه ليس صاحب الكتابين أو صاحب دار النشر؛ بل غيرته ونعرته المسرحية؛ هي الدافع لإثارة الموضوع  المستفز من عنوانه [ مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا.. !!  ] لكن لا ردود أفعال سواء ايجابية أو سلبية في حق عـنوان الموضوع بالدرجة الأولى .
إذ أجابنا – مشكورا- برسائل قصيرة عبر( المسنجر) وهـذا نـبل وتأكيد لسلوكه المنضبط بما هـو معْـرفي؛ وتشبعه بقناعات معينة؛ أنه ينوي الرد علينا حسب ما دوَّنَـه بالحرف [ لديّ العديد من التعليقات على المقال، ربما أفصل فيها لاحقا ؛ لكن سأشير إلى نقطتين سريعتين: العنوان نفسه يطرح مشكلة. هو الحَـديث عن أن المسرحيين لا يقرأون. والصديق نجيب Najib Tallal يعرف جيدا أنّه مش كل الكتب يمكن الاطلاع عليها، ومهما كنت باحثا رصينا ومطلعا جيدا فلن تقدر على ملاحقة "كل ما يتم تقديمه في الساحة الثقافية. يعني إذا لم ننتبه إلى السرقة التي حدثت من أربع سنوات مثلا، فلا يعني أننا "لا نقرأ" 😉😉😉 كما لا يعني أننا لا ننبه للسرقة بعد هذا الوقت. إذ أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم على الأقل أدبيا.... العزيز نجيب، سرّني أنك كتبت المقال، وأنك بينتَ مجموعة من أوجه التباين في الرؤية بيننا، فقط هناك بعض المغالطات أعتقد بوجودها في مقالك، أحاول أن أسجلها في أقرب وقت، وربما أنشرها في الصحيفة ذاتها (4) حقيقة فما أشرت إليه ؛ لا يعد فضحا بيننا بل تعريفا  وتوضيحا للقارئ( المفترض) بأن المسرحي- ياسين سليماني- حاول تبرير موقفه؛ وله نية مسبقة للتوضيح وإدلاء برأيه وبما آمـن به؛ بعيدا عن التشنجات والعصبية ؛ لكن ما المانع الذي أوقفه للرد لـحد الآن؛ ربما نتـيجة ظروف خاصة أو ربما لعاملين:
1/ ربما استدرك أنه دافـع وسيدافع عن قضية؛ أصحابها التزموا الصمت؛ وهاته بدورها تعـد من :آفة المسرح ! لأن أبعاد المقالة التي كتبها؛ بغـض النظـر عما قلته بأن النعرة المسرحية هي الدافع ؛للكتابة تخفي محاولة تجديد ميثاق صـدق في البحث الأكاديمي والجامعي .
2 / ربما الرد الذي فرضته أدبية الحوار؛ والمرسل له عبر ( المسنجر) ؛ جعـله يراجع منطلقاته ؛ التي لها علاقة ضمنية بالعمل الأول؛ ولنتأمل مليا ما أشرت إليه:
بداية تحية طيبة العزيز: ياسين سليماني؛ فالتعليقات او الرد على المقال المنشور؛يبدو لي حق مشروع واتمنى ان يشاركك فيه المعنيون في متن المقالة؛وهم المقصودون في عدم القراءة ؛أما انت فلا علاقة لك بالكتاب الأصلي والمنحول؛بقدر ما أثرت إشكالية :إما خطها سرقة؟ وإما خطها بيع وشراء ؟ وإما خطها الثراء الفاحش على حساب الثقافة والفكر؟
وأتمنى من الاعماق ان تتشابك الردود؛ لتحقيق الوجه الحقيقي للفعل المسرحي؟(5) إذن؛ لم يتحقق ذلك؛ وأكيد لن يتـحقق!! وسيبقى البحث المسرحي؛ في مهب السوق التجارية ؛  مستباحا ؛ وهنا تكْـفي الإشارة في مثل هذه الحالات للفكرة ويبقى على القارئ الاهتمام بالتفاصيل في مضامينها مادام المقال ينبه لها ولآفة المسرح التي أصابت النسيج والمشهد .


الإحـــالات:
1) هـل المسرحيون لايقرأون ؟ لنـجيــب طـــلال / المغرب. صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران – فضاء المسرح بتاريخ - 26 /  06 /2018  
2) [ مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهـانا.. !! ] موضوع أثاره الصديق والكاتب  الجزائري – لياسين سليماني – منشور في فضاء المسرح  ل(صحيفة الجمهورية الصادرة بوهـران بتاريخ 12/ يونيو/2018 )
3)هل المسرحيون لايقرأون ؟ نـفــس الإحــالــة  
4) مراسلة في المسنجـر بتاريخ الجمعة 28 يونيو2018
5) نــفـس الإحــالــة والتاريخ

مسرح تافوكت يقدم عروض جديدة لمسرحية أفرزيز

مجلة الفنون المسرحية

مسرح تافوكت يقدم عروض جديدة لمسرحية أفرزيز

تقدم فرقة مسرح تافوكت بدعم من وزارة الثقافة والاتصال في إطار التوطين المسرحي لسنة 2018 أربعة عروض، خلال الأيام الممتدة من 06 إلى 09 نونبر 2018 لمسرحية "أفرزيز" بمدينة الدار البيضاء. على التوالي بكل من المركب الثقافي عين الشق والمركب الثقافي مولاي رشيد والمركب الثقافي سيدي معروف والمركب الثقافي كمال الزبدي. هذه العروض التي ستقدم بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة الدار البيضاء – سطات بمناسبة احتفاء المملكة المغربية بذكرى المسيرة الخضراء.

وتحكي المسرحية أفرزيز، "عن حنظلة الذي يقبض عليه ذات ليلة دون أن يعرف تهمته، ويزج به في السجن، ليظل فيه ستة أشهر دون جريرة، حيث يجب عليه أن يدفع كل ما اذخره رشوة لسجانيه كي يسمحوا له بالخروج من السجن، فيعود إلى زوجته ليجدها قد حوّلت بيته إلى ماخور، وتطرده من البيت مدعية عدم تفهمها لسر غيابه، بل ومتهمة إياه بالخيانة".
وعن هذا العمل المسرحي، يقول المخرج بوسرحان الزيتوني: "تأتي مسرحية أفرزيز ضمن سياق تجربة التعاون مع المسرح المغربي الناطق بالأمازيغية والذي يسعى إلى الانفتاح على المسرحيين المغاربة بعيدا عن عوائق اللغة وإيمانا بالمشترك الوجداني التاريخي والحضاري".
من جهته، قال خالد بويشو، مدير مشروع التوطين المسرحي لفرقة فضاء تافوكت للإبداع والمشرف الفني والتقني على العمل، إن "الفرقة عادت إلى برمجة جملة عروض لمسرحية أفرزيز بمدينة الدار البيضاء بتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة الدار البيضاء – سطات، بعد تقديم جملة من العروض المسرحية بمدينة الدار البيضاء بمسارح مختلفة من يوليوز إلى شتنبر 2018 وكذلك التوجه إلى جنوب المغرب في جولات فنية، شملت مدينة تيزنيت بالمركز الثقافي محمد خير الدين، و عاصمة سوس أكادير بالمركز الثقافي لآيت ملول، ومراكش بالمركز الثقافي سيدي رحال خلال شهر أكتوبر 2018".
وتأتي هذه العروض، في إطار تسطير برنامج التوطين المسرحي لفضاء تافوكت للإبداع للموسم الثاني بالمركز الثقافي عين حرودة / زناتة المحمدية - الدار البيضاء. ويتكون طاقم المشروع والعمل المسرحي أفرزيز من كل من الفنانين:
تأليف الكاتب سعد الله ونوس. إعداد وإخراج الفنان بوسرحان الزيتوني. الترجمة إلى الأمازيغية الأستاذ محمد بنسعود. المدير الفني لمشروع التوطين المسرحي الدكتور لعزيز محمد. المدير الإعلامي لمشروع التوطين المسرحي الأستاذ الحسين الشعبي. سينوغرافيا الفنانة حسناء كوردان. تشخيص الفنانين الزاهية الزهري و محمد بودان و سعاد توناروز و عبد الله التاجر. تصميم وإنجاز الملابس الأستاذة رجاء بويشو. التأليف الموسيقي الفنان إدريس تامونت. الإضاءة والصوت الفنانة سهام فاطن. المحافظة العامة الفنان محمد الهوز. الديكور الفنانين عكاش الهاوس و أبو علي عبد العالي و صالح الرامي. العلاقات العامة الأستاذ محمد أبو العموم و الأستاذة خديجة أومزان. البرمجة والتسويق لشركة تافوكت للإنتاج. إدارة الإنتاج والإشراف الفني والتقني الفنان خالد بويشو.


مسرحية "man from sea" بنكهة مغربية

مجلة الفنون المسرحية


الأربعاء، 31 أكتوبر 2018

مسرحية "قصة حب ساخنة " تأليف عبدالحميد هاشم الزيدي

تقرير اليوم السادس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


تقرير اليوم السادس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

نادرة عمران وسهير فهد تتحدثان عن تجربة التمثيل على الخشبة وأمام الكاميرا

حضور مسرحية عن غزة وغياب مسرحية من غزة في اليوم السادس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح


تواصلت فعاليات اليوم السادس من أيام مهرجان فلسطين الوطني للمسرح الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون و دعم من الهيئة العربية للمسرح،  كانت غزة هي العنوان الأبرز في مساء الثلاثاء، عبر مسرحية “سما تحت الحصار”، وهي من إنتاج مسرح الحارة في بيت جالا، عن المجموعة القصصية “يوميات امرأة محاصرة” للكاتبة سما حسن من غزة، وذلك على المسرح البلدي في دار بلدية رام الله.

فيما غاب قسراً، وبسبب سياسات استصدار التصاريح، العرض المسرحي “الحرب والسلام” فرقة “مسرح للجميع” من غزة، والمبني على رواية الكاتب الروسي ليو تولستوي، ليؤكد بأن الحرب شيء مريع، ولكن، ورغم مأساوية الحياة وضغوطاتها بسبب سياسات الحروب، إلا أن الحياة الطبيعة تستمر، لكن هذه السياسات هي التي حالت دون مشاركة عرض مسرحي من القطاع المحاصر جنباً إلى جنب مع عروض مسرحية فلسطينية من القدس والداخل الفلسطيني وعدة مدن بالضفة الغربية، في الدورة الأولى لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح.

سما تحت الحصار: عايشين بسجن كبير سقفه السما

في “سما تحت الحصار” جسد كل من مريم الباشا، ومنذر بنورة، ورزق إبراهيم، حياة اللاجئين في غزة تحت الحصار، وفي ظروف الحرب، وانقطاع الكهرباء والماء، وربما انقطاع الحبل الممدود من دواخل قاطني تلك البقعة الجغرافية الأكثر اكتظاظاً في العالم نحو مزيد من الأمل، في مسرحية من إخراج ميرنا سخلة.

تعددت الحصارات في المسرحية كما في المجموعة القصصية، حيث الأسلاك الشائكة كخيوط عنكبوت، وحيث الطائرات الورقية غير الحارقة، والتي تبدو طوق نجاة متخيل من حصار داخل حصار، وكلاهما يتوهان في حصار جديد ما بين واحد نفسي، وآخر اجتماعي، وثالث سياسي أمني، فالأول يتعلق بحصار المرأة لنفسها وتجسد بعدم البوح باسمها، والثاني كان بطله الرجل أو مجموعة الرجال المحيطين وكذلك الحصار المجتمعي بقوانينه ومعتقداته ومعاييره، علاوة على حصار اللاجئة التي هي ليست من مواطني المدينة الأصليين، فيما الحصار الأكبر هو حصار المحتل الذي يكبل غزة من يديها وقدميها، ويشد عصبة سوداء على عينيها وفمها أيضاً، ويضربها بعنف إن حاولت التملص بأي شكل من الأشكال.

المسرحية، ورغم تقشفها على مستوى الديكور والإكسسوارات والعناصر الفنية، ورغم عدم الخبرة الكبيرة لممثليها من خريجي مسرح الحارة حديثاً، استطاعت أن تقدم صورة بانورامية حول المعاناة المركبة للمرأة الغزية خاصة، وللاجئ في قطاع غزة عامة، حيث يأخذ الحصار أشكالاً متعددة، فهي صرخة ضد الاحتلال أولاً، وضد القمع المجتمعي والذكوري للمرأة ثانياً، وضد اضطهاد المرأة لنفسها ثالثاً، وهو ما عبرت عنه الممثلة على لسان مؤلفة “يوميات تحت الحصار”، وتحولت إلى “سما تحت الحصار” في إحالة إلى اسم الكاتبة، بالصراخ:

“مكان مغلق … كل شي فيه بحاصرنا

الخوف، الخنقة، العتمة… كل شي فيه بضغطنا

فش حدا قادر يتنفّس… انقطع الهوا زي ما انقطعت الكهربا

في الشّرايين … ما ضلّش أكسجين

الدّم مش قادر يطلع من القلب … ولا قادر يوصل الرّئتين

عم ننخنق … وأحنا نحلم بالسّما

عم منموت موت بطيء … وأحنا تحت الحصار

بس مين سائل فينا؟ ومين داري عنّا؟

أحنا عايشين في سجن كبير سقفه السّما”.

وقامت ميرنا سخلة، في العمل الذي عرض في إطار العروض الموازية، أي خارج المسابقة الرسمية للمهرجان، بإعداد دراماتورجيا المسرحية علاوة على إخراجها، بإشراف وسينوغرافيا وأزياء فيروز نسطاس، وإشراف تقني لعصام رشماوي، فيما كان الإشراف العام على العمل لنقولا زرينة.



ندوة عن التمثيل ما بين المسرح والكاميرا

وعقدت في المسرح البلدي أيضاً، ندوة بعنوان: “الممثل بين خشبة المسرح والكاميرا”، للفنانتين القديرتين، وعضويتي لجنة تحكيم المهرجان: نادرة عمران، وسهير فهد.

وقالت الفنانة نادرة عمران في الندوة: بكل تأكيد التمثيل على خشبة المسرح يختلف عنه في السينما، أما التلفزيون فلا أعتبره فنّاً بالأساس .. تعبير الممثل في السينما كفن مختلف بالضرورة عن تعبيراته على خشبة المسرح.

وأضافت: هناك مساحة لدى الممثل في مدى تقبل الشخصية المطروح عليه تجسيدها، والطريقة التي يقدم فيها هذه الشخصية، فهناك طرق تضاف إلى تلك المبنية على اتباع المدارس الأكاديمية في التمثيل، وهي طرق تكتسب مع الخبرة والممارسة، لافتة إلى أن التمثيل  أرفع مستويات الأداء أو “لعب الدور” قياساً بالتشخيص والتقليد واللعب، فهناك الممثل اللاعب، مشيرة إلى أنها خلال فترة عملها الفني حاولت الاتجاه إلى منطقة التمثيل، وقد تكون وفقت في ذلك وقد لا تكون، فالحكم للجمهور هنا مسرحياً أو سينمائياً، لكني آثرت الابتعاد عن الحركات والإشارات والأداء الصوتي والانفعالي والإيقاعي دون دراسة التي تتحول مع الوقت إلى فعل تلقائي غير متقصّد، ولكنه مقصود بمعنى أنه ليس عبثياً، وليس سلوكاً عادياً،  وهذا مهم بالنسبة لي في المسرح والسينما، وإن كان تأثيره أمام الكاميرا أكبر وأخطر منها على خشبة المسرح.

وتحدثت عمران في عديد المحاور المتخصصة على صعيد تحويل الدور إلى فكرة، كي يتكسب مصداقيته وعمقه، وعن ما وراء “الدور”، مشددة على أهمية ما وصفته بـ”بؤرة التركيز والجذب والاستمتاع” في التمثيل سواء على خشبة المسرح أو أمام كاميرات السينما، عبر العينين اللتين تربطان ما بين العقل والقلب، والصوت “رسول الممثل”، كما تطرقت للحديث عن الممثل الكاذب والممثل الصادق، خالصة إلى أن “أعذب الممثلين وأبرعهم هم أتقنهم لفن الكذب”.

من جانبها شددت الفنانة سهير فهد على فكرة الممثل المقنع .. وقالت: كي نصل إلى هذه المرحلة سواء على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، لابد من امتلاك المعرفة الحياتية علاوة على الموهبة والدراسة الأكاديمية، ولابد من تبني الشخصية، وتقدميها كل بلغته الجسدية والتعبيرية الخاصة، لافتاً إلى أن كل ممثل أو ممثلة له أو لها بصمته الخاصة هنا.

وأضافت: على الممثل أن يكون منسجماً مع الموسيقى، والإضاءة، والديكور المحيط به، وغيرها من عناصر العمل الإبداعي، لافتة إلى أن “البروفات” تشكل مساحة للمتعة لدى الممثل، حيث التجريب وإعادة الصياغة، وهنا الحديث عن المسرح، وعليه يكون العمل المسرحي هو نتاج هذه المساحة من المتعة التي تواصلت على مدار أشهر أو أقل أو أكثر.

ولفتت فهد إلى أن “الكاميرا لها تأثير كبير على الممثل، وتساعده في إبراز أدواته على عكس التمثيل المسرحي، مشددة على ضرورة التواؤم ما بين الممثل والمخرج في كامل مراحل تصوير العمل التلفزيوني أو السينمائي”.

وأجابت الفنانتان على أسئلة الحضور في تلك الندوة التي لم تكن مدرجة بالأساس على جدول المهرجان، ولكنها شكلت إضافة نوعية له، خاصة في ظل الغياب القسري للمبدعين العرب، الذين كان من المفترض أن يكونوا الشعلة المتقدة لندوات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح .. ولكنه الاحتلال الذي يصر على عزل المثقف الفلسطيني عن عمقه العربي، ويعبر باستمرار وبوتيرة متصاعدة عن حالة الرعب التي يعيشها من الثقافة الفلسطينية التي هي فعل تعزيز صمود ومقاومة ضد هذا الاحتلال وسياساته العنصرية اليومية.



--------------------------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح. يوسف الشايب. رام الله

تقرير اليوم الخامس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح

مجلة الفنون المسرحية


تقرير اليوم الخامس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح




دعوة زوجية و خوش بوش كوميديا كاشفة، في اليوم الخامس من مهرجان فلسطين الوطني للمسرح



ظللت الكوميديا عرضي اليوم الخامس لمهرجان فلسطين الوطني للمسرح، الذي تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العربية للمسرح، على خشبتي المسرح البلدي بدار بلدية رام الله، ومسرح قصر رام الله الثقافي، حيث تناول الأول العلاقات الزوجية، فيما اقتحم الثاني عوالم المقيمين في مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، حيث امتزج حضور الجمهور الذي ملأ صالتي العرضين، احتراماً للعرضين، بموجات من التصفيق و الضحك و الإعجاب.

دعوة زوجية، إدخال الجمهور طرفاً في مشاكل الزوجين.

العرض الأول كان بعنوان “دعوة زوجية” لمركز القلعة لفنون المسرح من الناصرة، من إعداد وإخراج وسينوغرافيا وسيم خير، وتمثيل محمود مرّة، وأميمة سرحان، وتميز كلاهما بأداء لافت، كان تلقائياً وعميقاً في الوقت ذاته، فيما كان لمساحات صوت سرحان الشاسعة إضافة إيجابية للعمل، الذي تحدث عن المشاكل الزوجية التي هي جزء أساسي لضمان استمرار العلاقة بين طرفي العلاقة المعقدة، ومنها: مشاكل نسائية، ورجالية، وعائلية، وبديلة، وغيرها.

والمسرحية التي مست الكثير من جمهور الدورة الأولى للمهرجان، وخاصة الأزواج منهم، اعتمدت شيئاً من تقنيات المسرح التفاعلي، عبر الخطاب المباشر مع المتلقي، في عديد الأحيان، لإدخاله في تفاصيل العمل منذ التأهيل والترحيب، وانتهاء بمحاولة نصب محاكمة جماهيرية تنصف الزوج أم الزوجة، وهو بهذا يأتي على تخوم مسرح المضطهدين، ولا ينسل تحت عباءاته.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن من أهم أسس هذا المسرح الرغبة بالخروج من المسرح في قالبه التقليدي وعلى مستويات عدة، فإن العمل الذي يتواصل لخمس وخمسين دقيقة، نجح في ذلك باقتدار، واستطاع باقتدار أيضاً تحقيق المتعة، لكنه لم يقحم نفسه في دائرة الارتجال، لذا بقي في منطقة وسط.

خوش بوش، المجانين يقولون كل شيء

لكن العمل الثاني “خوش بوش” لفرقة مسرح عكا، “تجريبي” بامتياز، حيث قدم أفكاراً جريئة تختلف عن الأنماط التقليدية المتعارف عليها في العروض المسرحية، ولم  يقتصر على تناول اقكار معينة، بل تعمق في انعكاسات قضايا سياسية و فكرية و حتى دينية، عبر اقتحام عالم “المجانين” في مستشفى للأمراض النفسية والعقلية، حيث تقدم ميسرة مصري معد ومخرج العمل عبر نزلاء المستشفى صوراً من الحياة والصراعات الاجتماعية والسيكولوجية عن الحب، والأمل، والتيه، ببعد فلسفي وتنظيري ذاب في كوميديا راقية، جسدها على الخشبة كل من: كامل روبي، وإيهاب خاسكية، وعلي علي، وفؤاد عابد، ورامي زيدان، وعلي أسدي، وصفاء حتحوت.

لم يغب التفاعل بمفهومه الواسع عن الانطلاقة المغايرة لمسرحية “خوش بوش”، حيث تجول اثنان من الممثلين بلباسهما (البيجامة) ما بين الجمهور الذي ينتظر الدخول إلى صالة العرض، هناك في باحة قصر رام الله الثقافي، ومارسا دورهما كأعضاء في جمعية المختلين عقلياً، فأخذا يمازحان هذا، ويجذبان شعر ذاك، ويجلسان بجوار تلك، يطلب منها أحدهما أن توقع له ورقة تخوله الخروج من المستشفى، وهي التي بقي يحلم بها حتى نهاية المطاف، قبل أن يتجه العرض، قبيل انطلاقه الفعلي على خشبة المسرح، باتجاه حالة تفاعلية أخرى تجسد بالتعريف بشخصيات المسرحية عبر فيديو مبتكر عرض في شاشة ثبتت في باحة القصر أيضاً، فانطلق الجمهور إلى العرض باندفاع وحافزية وتوقعات كثيرة، و لم يخيب فريق العمل ظنهم فيها.

تحتمل تأويلات عنوان المسرحية بداية “خوش بوش” معان  و تأويلات عديدة، وكل هذه التأويلات وجدت نفسها في المسرحية التي راوحت في إطار كوميدي ساخر جلله السواد ما بين إبداعات حركة الممثلين على المسرح، وما رافقها من غناء حي، ورقصات، وموسيقى، لتشكل تكويناً مسرحياً مغايراً بلا شك.

وعلاوة على ما تضمنته مسرحية “خوش بوش” من مشاهد بل لوحات كوميدية، كانت تلك الأغنيات أو المشاهد الغنائية التي ركبت بعض كلماتها بشكل ساخر على أغنيات شهيرة كـ”ع الندّا” للشحرورة صباح، قدمت بطريقة جميلة وساحرة، أضافت لأداء الممثلين الذي من الصعب التصديق بأنهم مجموعة من الهواة، ذلك الأداء الذي قدم بصورة عفوية بعيدة عن الاستسهلال، والاستهتار بالمتلقي، وهو ما جعل العمل راقياً رغم بساطة الفكرة والنص، ليقتحم الممثلون كما الجمهور أسوار المستشفى في إحالة رمزية إلى أسوار عكا التي قدمت منها الفرقة إلى رام الله للمشاركة في منافسات العروض المسرحية للمهرجان الذي جمع الكل الفلسطيني في دورته الأولى، ما بين الضفة الغربية بما فيها القدس العاصمة، والداخل الفلسطيني، وقطاع غزة الذي حال الاحتلال دون مشاركته بعرض “الحرب والسلام” لفرقة “مسرح للجميع”، في تعسف عنصري بسياسة استصدار التصاريح التي بات يتعاطى الاحتلال معها كسياسة عقاب جماعية تسعى لعزل المثقف والمبدع الفلسطيني عن عمقه العربي.

ونسخة “خوش بوش” للعام 2018 فيها تجديد عن النسخة الأولى للعمل الذي حمل الاسم ذاته، وكانت انطلاقته في العام 2012، ففي السابق كان العمل يقوم على مجموعة “اسكتشات” مسرحية، وبينهما روابط كانت بمثابة جسور للعبور من لوحة إلى أخرى، أو مشهد لآخر، لكن ما باتت عليه المسرحية وفق رؤية المخرج ميسرة مصري شكلت “نقلة نوعية” بالنسبة للمسرحية نفسها، والعاملين فيها، وقدمت شكلاً مغايراً في المسرح الفلسطيني لربما.

وكان واضحاً أن ثمة مساحة للارتجال في العمل داخل تكوينات “خوش بوش” الجديدة، أتاحتها طبيعة الشخصيات التي هي “مختلة عقلياً” داخل “مستشفى للمجانين”، ولكن دون استهتار، وهي لعبة صعبة أجادها الممثلون المحترفون الذين انطلقوا سوياً كهواة في العام 1995 من داخل مخزن في أحد أزقة عكا، قبل أن ينطلقوا إلى الحارات، ومن ثم هواة على خشبة المسرح، إلى أن قدموا عملاً أبهر جمهور مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الأولى، لهذه المجموعة التي تفرقت وأعادت لم شملها في العام 2010.

وأختم هنا بظهور الممثلين بـ”البيجامات”، وفي هذا الظهور تأويلات عدة من بينها دخولهم في حالة تأهب دائم للنوم، أو ربما للاستيقاظ، أو أنه مجرد لباس موحد بعيداً عن التأويلات، ليخرج هذا العمل المحمل برسائل مهمة، وقضايا شائكة، ورؤى، وأفكار، حملها معه الجمهور، بعد أن عثر عليها حيث كان تتخفى في منطقة ما وراء الكوميديا.







------------------------------------------------------
المصدر : إعلام الهيئة العربية للمسرح. يوسف الشايب رام الله.


الثلاثاء، 30 أكتوبر 2018

مهرجان السودان الوطني للمسرح – دورة الفكي عبد الرحمن يعلن نتيجة مشاهدات الدورة الأولى

مجلة الفنون المسرحية



ضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
مهرجان السودان الوطني للمسرح – دورة الفكي عبد الرحمن يعلن نتيجة مشاهدات الدورة الأولى
     
  إعلام مهرجان السودان الوطني للمسرح
                                           
تستعد السودان لتنظيم أول دورة من مهرجان السودان الوطني للمسرح، المهرجان الذي يأتي تنفيذاً لمبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، التي كلف بها الهيئة العربية للمسرح، لتنظيم مهرجانات وطنية للمسرح في الدول العربية، ويأتي هذا المهرجان ثمرة تعاون مثمر بين وزارة الثقافة في السودان و الهيئة العربية لمسرح، حيث أحدث الإعلان عن المهرجان حراكاً كبيراً في الوسط المسرحي على امتداد التراب الوطني.
هذا و قد أعلنت لجنة المشاهدات الأولية لمهرجان السودان الوطني للمسرح (الدورة الأولى) الذي تنظمه وزارة الثقافة بتعاون و دعم من الهيئة العربية للمسرح، مساء اليوم الأحد 28 أكتوبر 2018م، قائمة الأعمال المختارة للمشاركة في المهرجان، الذي سينظم في الفترة من 17 – 23 نوفمبر، و حمل اسم دورة الفكي عبدالرحمن، على خشبة المسرح القومي.
ضمت الاختيارات  عشرة عروض و هي :
1.     (أربعة رجال وحبل)، من تأليف الراحل ذو الفقار حسن عدلان، إخراج قاسم أبو زيد.
2.     (المفتش) لـ مصطفى أحمد الخليفة، والمخرج ربيع يوسف الحسن.
3.     (تحت الثلج) لـ عمر عقال عبدالدين تأليفاً وإخراجا.
4.     (حاكم وصاحب خاتم) للمؤلف صلاح يوسف الحسن، ومخرجها مصطفى محمد عبدالكريم.
5.     مسرحية (رجل الطيور) من تأليف عادل ابراهيم محمد وإخراج تاج السر عابدون.
6.     (رغبة أسمها الرهبة) من تأليف عادل إبراهيم محمد وإخراج محمد المجتبى موسى الطيب.
7.     (في بيتنا ممثل) تأليف عادل إبراهيم محمد و إخراج  منصور علي عبيد.
8.     (سفر البن) لـ هدى مأمون إبراهيم تأليفاً وإخراجا.
9.     (طرمبة حكومة) تأليف وإخراج وليد الألفي.
10.                        (نقطة إنتهى) لـ السر محجوب، وأميرة أحمد إدريس.
ضمت لجنة المشاهدة كل من جعفر محمد نصر رئيساً، وعضوية سر الختم موسى الطاهر، ود. محيي الدين خليفة مقرراً، وسيبدأ تنافس العروض على جوائز المهرجان في السابع عشر من نوفمبر على خشبة المسرح القومي بأم درمان.
من ناحية ثانية كشف رئيس لجنة المشاهدة الأستاذ جعفر نصر خلال حديثه أن الخرطوم شاركت بـ (52) عرضاً مسرحي، وأنسحبت منها (9) عروض، نافست منها (43)، وشاركت ولاية الجزيرة بـ (5) و (4) للبحر الأحمر والنيل الأبيض التي انسحب منها عرضاً، ومثلها لغرب دارفور مع انسحاب عرضين، بينما قدمت كسلا عرضين وعرض لشمال دارفور، وقدمت لجنة المشاهدة جملة توصيات منها تطوير وتنمية المواهب والقدرات، وتوظيف المسرحيين في مهام إدارية وفنية وإبداعية، واقامة منافسات ولائية تحت مظلة ورعاية وزارة الثقافة والسياحة والآثار.

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption