أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الأحد، 19 أكتوبر 2014

حول تجسيد الصحابة في مسرحية «السقيفة»

مدونة مجلة الفنون المسرحية
يبدو ان مسرحية " السقيفة" لحافظ خليفة وبوكثير دوما ورغم أنها غير جاهزة ولم تعرض على الجمهور بعد حيث  ستكون جاهزة موفى شهر اكتوبر ليتجول بها في عدد من البلدان العربية كالعراق  والإمارات العربية المتحدة – الشارقة - والمغرب والجزائر ستثير جدلا حول مدى شرعية تجسيد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام على ركح المسرح، فبمجرد نشر الصحف والمواقع الالكترونية لبعض التسريبات عن موضوعها وشخوصها وصلت المعلومة لبعض أئمة المساجد فخصص بعضهم جانبا من الخطبة لموضوعها معلنين رفضهم -باعتبارهم من السنة- السماح بتجسيد الصحابة في المسرح التونسي.
الحقيقة أننا انتظرنا ان تخلق هذه المسرحية الحدث في تونس باعتبار انها تضم بين متقمصي الأدوار فيها خيرة الممثلين والمخرجين التونسيين مثل حمادي المزي والمنجي بن إبراهيم وكمال اليعلاوي وبشير الصالحي ومحمد توفيق الخلفاوي ونور الدين العياري وعبد الرحمان محمود وأيمن بن عمر وصابرين السبوعي وثريا البوغانمي..
 وانتظرنا كذلك ان نشاهد عملا مثيرا للاهتمام  وهو مسرحية اجتماع «السقيفة» وأول خلاف جوهري بين المسلمين -أنصارا ومهاجرين - في غياب النبي محمد عليه الصلاة والسلام .. أهمية الموضوع إذا أضفناها إلى المشروع الثقافي والمسيرة الناجحة لحافظ خليفة الذي غارت بصمته عميقا في المسرح التونسي والعربي بمسرحيات « طواسين « و» مراحيل « وزنازين النور» وقد تحصلت كلها على عديد الجوائز التونسية والعربية تعطينا الحق في انتظار إبداع . ولكن وعوض أن نحيّي الرجل على اختياره لموضوع لا يخلو التطرق إليه اليوم بالذات من صعوبة وجرأة وشجاعة نظرا إلى أهمية واقعة سقيفة بني ساعدة التي إشتهرت بالاجتماع العاجل الذي انتظم فيها  مباشرة بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، لمبايعة زعيم الخزرج «سعد بن عبادة» وهو ما رفضه المهاجرون ومن بينهم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وابو عبيدة بن الجراح.. في هذا الاجتماع وبعد جدال تمت مبايعة أبو بكر الصديق لخلافة الرسول قبل الصلاة عليه ودفنه.                                                                                                
ولكن عوض ان نترك الفرصة لحافظ خليفة ليعرض علينا طريقته وأسلوبه في إخراج خلاف الصحابة والأنصار والمهاجرين حول خلافة الرسول عليه الصلاة والسلام دون المساس بالعقيدة أو الوقوع في فخ الانحياز مسرحيا وتقريبه من الجمهور حتى يفهم عمق الخلاف ويتعظ مما حدث ويستلهم الحلول. وعوض ان نتمنى لحافظ خليفة ومن خلال اختياره الرجوع إلى هذا الاجتماع بالذات وهذه الحادثة الثابتة تاريخيا ان يتمكن من إقناع  جمهور المسرح باستشرافه لما قد تؤول إليه اللعبة السياسية في تونس وفي الوطن العربي بعد أحداث 14 جانفي 2011 .
عوضا عن كل ما سبق نجد أنفسنا اليوم مرة أخرى نتجادل في موضوع الشيعة تسمح بتجسيد الرسل والأنبياء والصحابة والسنة تحرم ذلك.

علياء بن نحيلة
تونس - الصباح 

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption