حجب الجائزة الأولى ومناصفة الثانية بمهرجان عمون لمسرح الشباب
مدونة مجلة الفنون المسرحية
عقدت لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان عمون لمسرح الشباب الثالث عشر برئاسة الدكتور غسان حداد، وعضوية كل من الأستاذ هشام حمادة، والأستاذ خليل نصيرات عدة اجتماعات لمناقشة العروض المسرحية المشاركة في المسابقة، ولتقويم جوانبها الفنية والفكرية المختلفة؛ وفق معايير تتناسب وطبيعة مهرجان مسرح الشباب والمستوى الفني الذي وصل إليه بعد أكثر من عشرين عاما من انطلاقته.
وبمسؤولية الحرص على مستقبل المسرح الأردني تكونت لدى اللجنة القراءات التالية:
أولا: تعتبر الاشتغالات المسرحية لدى جيل الشباب هي المقوم الأساسي والرافد الحقيقي للمسرح بشكل عام، لأنها- أي تلك الاشتغالات- تأتي بكل ما هو جديد لفن المسرح من جماليات بصرية ورؤى تقدمية، ومعالجات إخراجية مبتكرة، وممثلين جدد يضيفون للمشهد المسرحي تلك الديمومة والحياة.
ولأن أغلب العروض المسرحية التي شاهدتها اللجنة اتسمت بالمألوف والساكن والمتوارث، فإن خاصية الابتكار والتجديد لم تتوافر فيها.
ثانيا: اعتمدت أغلب العروض المسرحية على النصوص المسرحية المعدة، مما أدى إلى استبدال الكثير من القيم الفنية والجمالية والفكرية في النصوص الأصلية بأخرى،
ثالثا: تدرك اللجنة أن المسرح بشكل أو بآخر هو حالة افتراضية يقترحها المؤلف، ومن ثم المخرج على جمهور مسرحي، معد مسبقا أنه يشاهد لعبة مسرحية.
ولكن حتى هذه الحالة الافتراضية تتطلب تمهيدا مشهديا ولو بحركة أو جملة أو حتى كلمة؛ تقول للمشاهد هيا بنا إلى هذا الافتراض لنعالج الواقع بالخيال. وهو ما لم تلحظه اللجنة في أغلب تلك العروض،
رابعا: ولأن التمثيل هو شرط العرض المسرحي، فلقد لاحظت اللجنة عدم الاهتمام بهذه المنطقة في أغلب العروض المسرحية، من حيث ضبط إيقاعها وتلوين حسها، وزخرفة حالاتها. ولم تحفر عميقا في حالات الشخصيات، ولم تبحث عن لغات جديدة كلغة الجسد أو الحركة أو الإيماءة،
خامسا: المسرح وما يمكن أن يقاس عليه من الفنون الأخرى التي تنشد المتعة، فلولاها لما كان الفن، فأين كانت متعة المشاهد الذي خرج من أغلب العروض المسرحية،
سادسا: لاحظت اللجنة افتقار معظم المخرجين في هذا المهرجان إلى الرؤية الإخراجية، والى الحلول الإخراجية في مسرحياتهم. مما أربك لحظة الحضور التي هي إحدى خصائص المسرح الحي.
سابعا: لاحظت اللجنة عدم الاهتمام بمكملات العرض المسرحي من إضاءة وملابس وماكياج وديكور وبدلالات الألوان فيها، تلك المكملات التي تعمق من حالة الشخصية من جهة، وتساهم في إبراز الفعل الدرامي من جهة أخرى،.
ثامنا: لاحظت اللجنة أن اختيار مسرح العلبة أو خشبة المسرح الرئيسي في المركز الثقافي الملكي من قبل جميع المخرجين لعرض مسرحياتهم، هو قسوة بحقها بدلا من البحث لها عن فضاءات جديدة كالمسرح الدائري مثلا،
تاسعا: تابعت اللجنة الندوات النقدية لكل عرض مسرحي، وهي لا تقل أهمية عن الوقوف على خشبة المسرح، ولأن تلك الندوات تحتمل الحوار وقبول الآراء أو مناقشتها بطريقة حضارية، فقد استمعت اللجنة إلى القراءات النقدية الإبداعية التي قدمها نقاد ومسرحيون مشهود لهم بالموضوعية والقراءات الذكية، واستمعت كذلك إلى مداخلات الحضور تلك الندوات التي لا تقل أهمية عن قراءات النقاد.
فلاحظت اللجنة أن بعض المخرجين الشباب لا يتقبلون النقد، بل اتسمت ردودهم بالعصبية والخروج على المألوف في الحوار، غافلين عن فكرة أن النقد هو حاضنة الإبداع، وأن الحاضرين في ندواتهم هم أساتذة لنا جميعا، منهم تعلمنا كيف نصوب الخطأ عندما نخطئ.
عاشرا: عندما كنا نناشد المؤسسة الرسمية أن تفتح المسارح لجيل الشباب لأن يعبر عن رأيه بكل حرية، ، كنا نعتقد أن ثمة معرفة مكبوتة، . ولكننا فوجئنا بأن هذه المعرفة لا تستطيع مواجهة المحتل لأرضنا، وقوى الظلام.
والسؤال لكم أيها المسرحيون الشباب: هل هذا المسرح الذي شاهدناه في هذا المهرجان قادر على مقاومة التخلف والبشاعة؟
هل كان قادرا على إقناع جيل الشباب بالجمال والمدنية؟ هل فيه من الأمل ما يلعن اليأس؟ وهل فيه من التمرد الجمالي والفكري ما يخلخل الجمود؟
وقررت اللجنة حجب جائزة افضل عمل مسرحي متكامل اول، ومنح ىالجائزة الثانية مناصفة بين مسرحية مسافر ليل للمخرج علاء بشماف، ومسرحية مكعب بس مثلث.
رسمي محاسنة
العرب اليوم
0 التعليقات:
إرسال تعليق