أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 27 نوفمبر 2014

حوار مع المخرج الشاب بشير الأشقر عن "الست ماري روز": بين مسرح الهاوية والمسرح التجريبي والواقعي "المُشاهد سيفهم"!

مدونة مجلة الفنون المسرحية

ساعة من المُتعة. هذا ما ينتظرنا على الخشبة التي تُشير الحوادث التي "تملأها ضجيجاً صامتاً" إلى ما يكتمه المرء عادةً في نفسه. تلك المُتعة التي لا علاقة لها بالغناء والرقص أو ذاك الصخب الذي غالباً ما يُشير إلى معان خفيّة.
نحن في "مسرح بابل" القائم في شارع القاهرة-الحمرا. دقائق طويلة تفصلنا عن موعد إنطلاق مسرحية "الست ماري روز" للمُخرج الشاب بشير الأشقر(31 سنة). فلنستغلّها فرصة للدردشة معه. نُزهة صغيرة في رواق مُخيلته. ماذا ينتظر المُشاهد الذي سيقف "وجهاً لوجه" مع هذه المسرحية المأخوذة من رواية إيتل عدنان؟ يُجيب الشاب، "ساعة من المُتعة". سيأخذنا إذاً إلى مكان بعيد؟ "سأسرق وقتكم لأوصلكم إلى هذا المكان". ساعة "نُقيم في حديقتها" فنعيش على قوله، "الـAction، الحب. في المسرحية لحظات سعيدة وأخرى حزينة". الكثير من التناقضات التي "تتآلف ألحانها" راويةً وفق ما كُتب في الكرّاس الذي يتم توزيعه في المسرح، "قصّة إمرأة قامت بأعمال إجتماعيّة كتأسيس مدرسة للصم والبكم، وبنضال على صعيد تحرير المرأة. جاءت الحرب ولفّت ماري روز بإعصار دموي. إجتاحت مدرستها ميليشيا من الجهة الأخرى... الجهّة التي وُلدت فيها ومن ثم رحلت عنها. تُختطف وتجرى لها مُحاكمة تنتهي بإتهامها بالخيانة. قُضاة ماري روز عند محاكمتها يُصبحون هم المُتهمين لتنكشف عندهم الذهنيّة العشائريّة والقبليّة والطائفيّة".
يؤكّد بشير انه لم يكن ليختار لعمله المسرحي الأول، الا "عملاً لإيتل عدنان"، فهو يُحبها كثيراً، ويستسيغ شعرها، و"كتاباتها تُشبه إلى حد بعيد النمط الذي أفكر فيه". أسلوبها في الكتابة يعكس بعض حنايا مُخيّلته إذاً.
وبالنسبة إليه، فان "قصّة ماري روز" لها الوقع ذاته كما لو كنّا "نُحاكي" قصّة "روميو وجولييت" مع المُفارقة ان هذه المُناضلة قادمة من بلادنا. وفي المسرحية كل العناصر التي تعكس "شرفات" البلد، أضف إليها، "كل مُقوّمات المسرح الأجنبي".
أمّا الجانب السياسي الحاضر في الكتاب، فعمد بشير ان يُعيد صوغه في العمل المسرحي ليقدر المُشاهد على أن يعكس عناصره، "أينما كان في المنطقة وليس بالضرورة أن تكون حرفيّاً كما وُجدت في كتاب إيتل عدنان". في إقتباس الأشقر الشخصي أخذ الحبكة إلى مكان آخر، إذ انها كما هي مطروحة في الكتاب الأصلي، "ما بقى تمشي اليوم".
وهو يعيش مرحلة الإقتباس "الكثيرة المطبّات"، "كنتُ أعاني كثيراً. مرحلة الإقتباس تخلّلتها معاناة ووجع بإعتبار ان القصّة تنتقل إلى داخلك والقصّة هي في الواقع حزينة".
وكان على الشاب أن يُحوّل النص الشاعري في حلّته الأصليّة من الفُصحى إلى اللغة المحكيّة، ولهذا السبب "إعادة الكتابة أخذت شهرين من الوقت. أردت تحويل النص من الفُصحى إلى الدارج من دون أن يُجاور أسلوبي الإبتذال. وفي حلّته الأخيرة يشعر المُشاهد وكأن الشخصيّات تتحدّث تلقائيّاً، أي انها ترتجل الحوارات".
ينتقل الحديث إلى مرحلة الكاستنغ (إختيار المُمثلين). وكانت العديد من الأسئلة "تعوم" في ذهن المخرج الشاب، "هل أريد كاست كبيراً أو صغيراً. وفي الحقيقة تطلّب الكاستنغ 3 أيام في احرام الجامعات. وفي المرحلة النهائية إخترت 8 مُمثلين من أصل 100". كانت مرحلة الإحتيار هذه، "جميلة، وإكتشفت ان ما نُشاهده في تلفزيون الواقع بما يتضمّنه من مواقف غريبة، يستريح على الحقيقة المُطلقة.
وفي ما يتعلّق بالإخراج، تفاوت الأسلوب ما بين، "المسرح التجريبي والمسرح الواقعي. وما أعنيه هو ان المُشاهد سيفهم القصّة من بدايتها وحتى لحظتها الأخيرة. وما قمتُ به هو التركيز على المسرح التجريبي للحدود القصوى بالتزامن مع رواية قصّة لها بدايتها التي تأخذنا خطوة فأخرى إلى النهاية. كان التحدّي أكثر من كبير وأكثر من مُضني. كنا نعمل وفريق العمل كل يوم ما يُقارب الـ5 أو 6 ساعات لـ3 أشهر".
الإنضباط كان سيّد الموقف خلال التمارين المُكثفة، "كنتُ strict إلى أقسى الحدود. أحب فريق العمل كثيراً وأحترمهم فرداً فرداً، ولكن ما أن نبدأ العمل نعيش حالة مُطلقة من الإنضباط". يُعلّق بشير، "عملتُ كمُخرج مُساعد لناجي صورا في طيلة 11 عاماً وأعتبر انني اليوم أتبع ما يُسمّى بمسرح الهاوية، حيث نضع المُمثل وسط خطر جسدي وأيضاً نفسي. بدايةً شعر المُمثلون بالخوف. كان في Panique".
وتستمر المسرحية حتى 31 من الجاري.

هنادي الديري
النهار 

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption