أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 6 ديسمبر 2014

تحوّلات النص المسرحي الإماراتي في ظل المتغيرات الاجتماعية / أحمد الماجد

مدونة مجلة الفنون المسرحية
تحوّلات النص المسرحي الإماراتي في ظل المتغيرات الاجتماعية / أحمد الماجد (العراق)
لعبت عوامل عديدة دورا كبيراً في تغيير مسار النص المسرحي في الإمارات، وكذلك شكله وطبيعته بل وحتى وظيفته ومضمونه، قد يتجاهلها المرء ولكنها تظل حاسمة ومهمة في العمل المسرحي، مثل: المؤسسة المسرحية، الفرقة، الإنتاج، التسويق، الرقابة، المكان، الزمان، الحالة أو الموقف. فالمردود


المادي للمسرح مثلا يحدد ويغير ويلعب دورا مهما في بروز بعض الظواهر التي تغير من صفات المسرح ومضمونه، لأن المسرح هو إنتاج له مردود مادي ومعنوي، وتتم فيه حسابات الربح والخسارة، والجدوى الاقتصادية، إلى جانب قيمته الحسية والروحية، فحساب قيمة العمل الفني المسرحي والثقافي والحضاري والإنساني تتحدد من خلال تكامل عناصره وفائدته الاجتماعية والجمالية، وما يتركه من تأثير داخل المجتمع على صعيد المتعة والمعرفة والخبرة والتجربة، حيث بها تتحدد وظيفة المسرح والمضمون الذي يطرحه.
إن المسرح يتكامل ويرتقي في مراحل اجتماعية ويختفي أو يندثر في مراحل أخرى يتخذ أشكالات متقدمة ويتميز بقدرته التجريبية الاختبارية في مرحلة ما، أو يبقى استنباطيا أو يتدنى بالتجربة والخبرة والفعالية والانتشار في مرحلة ثالثة، وكل هذا حسب تطور المجتمع حضاريا من مجتمع طبيعي إلى مجتمع متمدن، حيث تلعب النظرة السياسية والاقتصادية للمسرح دورا مهما في فعاليته وبالتالي في مضامينه التي يتصدى لها، كذلك فإن لأسلوب العاملين وبحثهم وتجاربهم وأهدافهم الاجتماعية والفكرية والمادية والتربوية إسهام كبير في تطور المسرح وكذلك في تدني مستواه، كما أن الأسلوب والتقاليد والتقنية تختلف من نوع إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر أو في داخل بنية تطور المجتمع عبر مراحله التاريخية إلا أن العديد من الأجزاء والعناصر تم إعادة إنتاجها في الأشكال اللاحقة، أو تم استثمارها بسبب وظائف ومضامين جديدة.
لذلك، انحصرت العوامل المؤدية إلى ذلك التجديد فيما يلي:
العامل الجغرافي: إن تاريخ الأمم ما هو إلا صراع بين الإنسان وبيئته، والبيئة هي التي تدفع الإنسان إلى العمل والنشاط وهي التي تحفزه على استغلال الموارد المتاحة، والبيئة الإماراتية كانت قليلة الموارد الزراعية في وقت النشأة، وكذلك لم يكن للنفط وجود، لكن تلك البيئة وعلى الرغم من ذلك جادت على أهلها بالبحر الذي فتح أمامهم آفاقا رحبة، ومنحهم فرصة التعرف على الحضارات عبر الرحلات والتجارة، ولذلك نرى البحر يتغلغل في نفوس أبناء هذا البلدة، وهو حاضر داخلهم يجري مجرى الدم، وظاهر في أحاديثهم اليومية وأمثالهم وحلّهم وترحالهم وكذلك في الكتابات المسرحية الفتية في وقتها، والتي تأثرت كثيرا بالبحر وعوالمه المنعكسة على طبيعة البشر وتوجهاتهم.
العامل السياسي: إن الموقع السياسي المهم لدولة الإمارات، كونها تقع في قلب الأحداث العربية والعالمية المعاصرة، أوجب على كتاب المسرح، تغيير مضامين الخطاب المسرحي بما يتواءم وحاجة المجتمع من خلال تنويره بالتغيرات التي تحدث حوله، وبالملمّات التي أصابت المنطقة وما أفرزته من آثار إيجابية أو سلبية .. اجتماعية واقتصادية وسياسية، الأمر الذي خلق توجها عاما لدى كتاب المسرح نحو رسم خطاب جديد للنص المسرحي وفقا لتداعيات اللحظة، منقسمين بين مؤيد ومعارض، مهاجم ومدافع، طارحين أفكارهم بحرية على الورق وفق نظرتهم للقضية ومن الزاوية التي يفضلون.
العامل الاجتماعي: ويعد العامل الاجتماعي أهم عامل أدى إلى حدوث العديد من التغيرات على مستوى مضمون النص المسرحي، كون المسرح موجه للشعب، وهمومه أولى أولويات المسرح، وربما تكون موضوعة التركيبة السكانية التي تعاني منها دول الخليج بصفة عامة، وكذلك التغيرات الاجتماعية التي حدثت مع اكتشاف النفط ودخوله كعصب أساسي في ميزان القوى، وكذلك الثورة التكنلوجية التي تجاوزت الإنسان، جعلت من الكاتب المسرحي الإماراتي يوجه خطابه نحو هذه المعضلات ويعرضها بصوت مرتفع على الخشبة.
العامل الديني: وهذا العامل هو الشائك على مر الأزمان والعصور، كونه يرتبط بمعتقدات وبديهيات ومسلمات، لم يرق لكثير من الكتاب الدخول في خباياه، فالعامل الديني في معظم المجتمعات خط أحمر يجب عدم تجاوزه أو الاقتراب منه بسوء، وعلى الرغم من ذلك وجد العديد من كتاب المسرح ضالتهم في خوض غمار هذا المضمار، في خطاب مسرحي جديد يكشف عن بعض التوجهات والممارسات التي اتخذت من الدين عباءة وقناعا تخفّت وراءه.
لقد اتخذت ممارسة الكتابة في المسرح في مرحلة البدايات (1958 – 1979) العديد من الموضوعات والمضامين المسرحية، منها ما اتخذ خطا قوميا وطنيا، حمل على عاتقه مسؤولية التوعية السياسية القومية وخاطبت المجتمع بخطاب قومي سياسي عبر المسرح، كما في نص مسرحية “نهاية صهيون” لمؤلفه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد دولة الإمارات حاكم الشارقة، وكان لهذه المسرحية انعكاس مباشر على الحياة ورد فعل مواز للمسرحية كان بداية الانقلاب على الاحتلال البريطاني، وامتد هذا الخط ليشمل مسرحية “الإسلام والتعاون” لمؤلفها جمعة غريب. أما الخط الثاني فهو الذي تصدى في مضامينه إلى النقدي والاجتماعي متناولا مشكلات الحياة اليومية، ويمكن رصد مضامين تلك النصوص في مجملها في (غلاء المهور، مشكلات ومعاناة البحر، الصراع الطبقي في مجتمع السفينة والغوص، قيمة الأم، مشكلات الزواج، الجشع والطمع، الأخلاق، مشكلة الخمور، الزواج من أجنبيات، تعدد الزوجات، التوعية من أجل العلم والتعليم، مساوئ الطلاق، مشكلات الأبناء، التصابي عند كبار السن من الرجال، أفراح الاتحاد بقيام دولة الإمارات). ويبدوا جليا أن مجمل المسرحيات كانت تتصدى لمضامين الحياة بصورها المتعددة والبسيطة في تلك الفترة وانعكاساتها وتأثيراتها على المجتمع.
وبعد انتشار التعليم الذي مهد لقيام المسرح، وقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يعني بديهيا نهضة مؤسساتية وثقافية شاملة، عبر قيام وزارات ومؤسسات وكيانات تبعها بالضرورة تأسيس واجهات ثقافية ومسرحية متعددة، شهد المسرح المحلي قفزات متعددة تبلورت في عدد من الإشهارات لفرق مسرحية. وكذلك انطلاق مهرجان أيام الشارقة المسرحية في العام 1984 الذي يعزى له كل الفضل في خلق كتاب مسرحيين إماراتيين متعددي الرؤى والطروحات، كما أثمر استقدام الخبرات المسرحية العربية في منتصف السبعينات ثماره فيما بعد، بداية بزكي طليمات ومرورا بصقر الرشود وابراهيم جلال وقاسم محمد في فترات لاحقة، والذين أكدوا خلال قدومهم وتدريبهم للمسرحيين الإماراتيين، على عنصرين مهمين هما عاملي النص المحلي والخبرة. وفي تلك الفترة، كان الاعتماد على النص المحلي بما يحويه من مضامين اتسمت معظمها بتحولات المجتمع والتركيبة السكانية التي أرقت المجتمع وكتاب المسرح، بعد العمالة التي وفدت إلى الإمارات من كل حدب وصوب، فكتب أحمد راشد ثاني، “الأرض بتتكلم اوردو” التي اعتبرت في وقتها نقلة في الكتابة المسرحية الإماراتية، بعد تصديها لموضوعة اجتماعية شائكة عن حكاية واقعية لطفلة تم اغتصابها من قبل أحد الذئاب البشرية.
وفي حقبة التسعينات شهدت هذه الفترة ظهور اسم الكاتب المسرحي الإماراتي المغفور له بإذن الله سالم الحتاوي، الذي اتخذ من موضوعات السحر وطقوسه المتعددة مضمونا طرح من خلاله العديد من القضايا الاجتماعية، معتمدا في كل ذلك على الموروث الشعبي من أمثال وقصص وحكايات بالرواية الشفهية والمنقولة، وكذلك استقى من المجتمع بعض المواضيع التي وظفها في خدمة مشروعه المسرحي، فجاءت البداية في العام 1993 مع مسرحية أحلام مسعود، إذ شكل الحلم في مسرحيات الحتاوي نصيبا لا يستهان به، يضاف إلى المضامين التي تطرق إليها الحتاوي في كتاباته التي تمتاز ببساطتها وقربها الشديد من المتلقي العادي الذي لا يحتاج إلى أن يمتلك الكثير من الثقافة لفهمها. فطرح الحتاوي قضايا عديدة خلال 30 نص مسرحي، تعددت وتنوعت في مضامينها للكبار (أحلام مسعود، زمزمية، إنها زجاجة فارغة، الملة، زهرة، ترنيمة الليلة الأخيرة، النخاس، الجنرال، خلخال، حكاية رأس وجسد، مواويل، صمت القبور، جوهرة، عرج السواحل، الياثوم، ليلة زفاف، جنون البشر، مراديه، كل الناس يدرون، جنة ياقوت، هود يا أهل البيت) وللأطفال (أرض الخير، الأميرة والساحر العجوز، جزيرة الطيبين، زهور والمنظرة المسحورة، ياسمين والمارد الشرير، مملكة السلام) عالج بها الكثير من القضايا التي كانت تؤرق المجتمع الإماراتي في تسعينيات القرن الفائت، منها الجهل، الفقر، الأخلاق، العادات الاجتماعية البالية، العبودية.. الخ، وربما تكون السمة المميزة لأعمال الحتاوي هي اشتغاله على مضامين “السحر والشعوذة وأثرهما على المجتمع من خلال نماذج حكائية وشخصيات أراد لها المؤلف أن تكشف واقعا مرّا لم يكن مرئيا أو لم يسلط عليه الضوء جيدا كونه يقع في فترة خلت غاب عنها التوثيق والأرشفة.
وكذلك وفي نفس الفترة بزغ اسم الكاتب المسرحي ناجي الحاي، والذي كتب (حبة رمل، المسيرة، بنت عيسى، خرزة الجن، زكريا حبيبي، ماكان لأحمد بنت سليمان، سلام يا سلامة، سفر العميان) وإعداد المسرحيات التالية عن نصوص مسرحية عربية وعالمية (الأشجار لا تموت، الهوى غربي، يا ويلي، سوبرمارمكت).
وما يميز تجربة ناجي الحاي هو إصراره على الاشتغال على مضمون أن المسرح للناس وأنه ذاكرتهم وهمومهم، فهو يقرأ الحياة الاجتماعية جماليا عبر استثمار موضوعاتها ومفرداتها اليومية، عبر افتضاض تلك الذاكرة المثقلة بالتداعيات والأسئلة. فالفضاء الشعبي الأنيق والمبهج، هو نفسه المأساوي والنقدي، فضاء يحمل دلالاته وسحره، دون تطرف أو تجريد مقحم عند معالجته لمرارة الواقع وجرح المكان، سحر وافتتان وولع شخصي تدفق في أعمال أخرى لافتة عززت مكانة ناجي الحاي في المشهد المسرحي، وجعلته أكثر إيغالا في مناطق الجمال وفي مناطق الألم أيضا.
وكذلك ظهرت أسماء عدة كتاب مسرحيين خلال فترة قيام وانتشار المسرح الإماراتي في الألفية الفائتة، مثل الكاتب عبدالرحمن الصالح، الكاتب جمال سالم، الكاتب عبدالله صالح، الذي يعتبر الإزر نصوصا بين كتاب المسرح الإماراتي، بالإضافة إلى تجارب محدودة لعدد من الكتاب الإماراتيين، منهم من اكتفى بنص واحد أو نصين، وغادر إلى التمثيل أو الإخراج، ومنهم من غادر المسرح كليا دون رجعة، وما ذكرناه من أسماء لكتّاب هو على سبيل المثال لا الحصر.
أما فترة الألفية الجديدة، فأعتبرها من وجهة نظري فترة جني الثمار بالنسبة للمشهد المسرحي الإماراتي، فقد شهد وعلى مدى عقد من الزمن، ارتفاعا كبيرا في منسوب الإبداع، وفي جميع مجريات وعناصر العرض المسرحي، وكذلك باتت الإمارات وخاصة الشارقة قلبا للمسرح العربي وكذلك العالمي، من خلال المؤسسات والهيئات المسرحية، منها الهيئة العربية للمسرح، التي أخذت على عاتقها مسؤولية تطوير المسرح العربي، وكذلك الهيئة العالمية للمسرح والتي اتخذت من إمارة الفجيرة مقرا لها، بالإضافة إلى ما تضطلع به دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة من رفد المسرح المحلي وكذلك العربي بأسباب استمراريته وتألقه، كذلك تقوم هيئة دبي للثقافة وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام وجمعية المسرحيين ونادي تراث الإمارات بأبوظبي، بالكثير من الأعمال والنشاطات التي تخدم واقع الحركة المسرحية المحلية. وفي هذه الفترة – أي فترة ما بعد 2000م – واكبت مرحلة النهوض المسرحي ظهور أسماء جديدة أخذت مكانها في سجلات كتّاب المسرح الإماراتي، منهم الكاتب مرعي الحليان الذي كانت له تجارب مميزة على الرغم من قلتها (التراب الأحمر، باب البراحة، نهارات علول).
إن تجارب الحليان طرحت قضايا الهوية والمواطنة التي يعاني منها المجتمع الإماراتي، في ظل التركيبة السكانية وفي ظل الانفتاح الذي شهدته الإمارات على العالم من وفود ثقافات عدة بصورة كثيفة، الأمر الذي خلق تمايلا في ميزان المجتمع بين ما هو ثابت وما هو طارئ.
وربما تكون العلامة الأبرز في تاريخ النص المسرحي الإماراتي، بزوغ نجم الكاتب اسماعيل عبدالله حيث إنه ولج في صلب الكتابة المسرحية ومنذ العام 2003 – بعد تجربتين في التسعينات من القرن المنصرم – داخلا في طروحات ومضامين جديدة، بل وأساليب مختلفة للكتابة المسرحية الإماراتية، حيث خلقت نصوصه الحداثية بما تحويها من عمق في المضمون وثراء في اللغة وشاعرية الجملة وبراعة الأسلوب وغنى المفردات، مناخا آخر يعيشه النص الإماراتي، خاصة وأن نصوصه تجنح جميعها إلى الانتصار للإنسان وقضاياه العديدة منها تلك التي يشار إليها بأنها من القضايا الشائكة أو المسكوت عنها في الدراما والمسرح، كذلك امتازت نصوصه بتنوع المضامين، كما امتازت بقربها والتصاقها الشديد بالواقع وبالمجتمع، وهذا برأيي الغاية الأهم والهدف الأسمى من وجود المسرح منذ الخليقة، لقد خرج اسماعيل عبدالله بالنص المسرحي الإماراتي من انغلاقيته، وجدد في خطاب النص من خلال العمل على تطوير حرفية الكتابة المسرحية بالاعتماد على ثيم جديدة ومتشظية وما الشاهد على ذلك إلا كثرة النصوص التي قدمت له على خشبات المسارح الخليجية، والتي حازت على إعجاب النقاد والمسرحيين ونالت العديد من الجوائز، وربما كون عبدالله اشتغل في التمثيل وفي الإخراج في مرحلة البدايات، هي من منحته بعدا آخر ينظر من خلاله للنص، بعيون مجسمة تؤلف وتمثل وتخرج النص على الورق.. فكتب اسماعيل: (غصيت بك يا ماي، زمان الكاز ، ليلة مقتل العنكبوت، بقايا جروح، مولاي يا مولاي، قوم عنتر “إعداد” ، بين يومين، البقشة، مجاريح، خبز خبزتوه “إعداد” ، اللّوال، صرخة، ميادير، حرم معالي الوزير”إعداد”، سمنهرور “إعداد”، حاميها حراميها “إعداد”، الرجل الذي نسي أن يموت، العرس الأكبر، السلوقي، حرب النعل، أصايل، البوشية، زهرة مهرة، صهيل الطين، خلطة ورطة). بالإضافة إلى تجربتين كانتا في مرحلة البدايات في تسعينات القرن الفائت وهما (راعي البوم عبرني 1992 والبشتختة 1996) واللتان هما مسقط رأس قلم إسماعيل ومحطتاه اللتان عبر بهما نحو رحلة الألق.
من هذا يمكن أن نستنتج أن النص الإماراتي وما يحمله من خطاب، لم يكن ليوجد مصادفة ولم ينبت اعتباطا بل أوجدته عوامل اجتماعية وسياسية وجغرافية ودينية، وساعدت على ازدهاره ظروف مواتية تضافرت كلها كي تخلق مناخا صالحا ينبت فيه هذا الفن الأدبي الأصيل حتى يبلغ قمته عن طريق المسرح.


 مجلة الإمارات الثقافية – عدد ديسمبر 2014

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption