المؤتمر القومي للمسرح.. أحلام مؤجلة تصطدم باللوائح
مجلة الفنون المسرحية
------------------------------------
المصدر :باسم صادق - الآهرام
ترددت كثيرا قبل حضور جلسات المؤتمر القومي للمسرح, الذي عقدته لجنة المسرح بالمجلس الأعلي للثقافة الاثنين الماضي لبحث ما وصل إليه المسرح من حال مأساوي.
ذلك أن حالة الفعل المسرحي المعتمدة علي الفرجة والمشاركة والتفاعل مع الجمهور لا تتناسب مطلقا مع تعاطي المسرحيين أنفسهم لمشاكلهم فهي في كل مرة لا تتجاوز مرحلة الكلام.. والكلام فقط, بينما التوصيات والأحلام تظل مؤجلة وتذهب أدراج الرياح بسبب دولة اللوائح والقوانين, فهل من جديد هذا العام؟
الحقيقة أن حضور بعض جلسات المؤتمر كشف لي عن رغبة قوية لدي المسرحيين, خاصة الشباب- في التحايل علي دولة الروتين ومحاولة البحث عن وسائل بديلة لحل أزمة المسرح بعيدا عن التمويل الحكومي, ومن بين زخم الكلمات والاعتراضات والنقاشات الساخنة كان أبرز مشروعين تم طرحهما لحل أزمة التمويل والوصول إلي الجمهور بشكل سريع وفعال هما مشروع الكاتب إبراهيم الحسيني ومشروع الممثل والمخرج كمال عطية الذي تقدم به بصفته عضوا في مجلس نقابة الممثلين.
المشروع الأول والمسمي بـ مسرح المجتمعات ومسرحة الأماكن, يعتمد علي تقديم مائة عرض مسرحي في مائة مكان خارج القاهرة, بشرط إلقاء الضوء علي حكايات الناس في الأماكن المختلفة مثل مرسي مطروح والواحات وحلايب وشلاتين, بالإضافة إلي كتابة نصوص مسرحية فئوية موجهة لمجتمعات مثل الصيادين والنجارين والباعة الجائلين وغيرهما بهدف طرح مشكلاتهم أمام أنفسهم ومحاولة البحث معهم عن حلول تنويرية, علي أن يتم إيفاد مؤلف ومخرج من شباب الخريجين الدارسين للفن المسرحي لمعايشة مجتمع بعينه لمدة شهر يتم فيه كتابة النص وتجسيده من ابناء نفس المجتمع وبخامات وديكورات بسيطة للغاية من البيئة الحية في ذات المكان, أما التمويل, فبحسب إبراهيم الحسيني, لا يتجاوز مبلغ30 ألف جنيه, تساهم وزارة الثقافة بنصف المبلغ ويشارك رجال الأعمال او المنتجون أو الشركات الخاصة المهتمة بالفن في مصر بالنصف الآخر مقابل عمل دعاية لها في كتيب العرض المسرحي الذي سيشاهده الناس, وعلي هذا لا تتجاوز الميزانية الكلية للمشروع3 ملايين جنيه, كما سيسهم هذا المشروع في تشغيل عدد لابأس به من الممثلين واكتشاف مواهب جديدة ذات قدرات أدائية خاصة تعتمد علي التمثيل ومخاطبة الجمهور بشكل دائري بحكم إقامة العروض في الشوارع والميادين والنوادي, وبعكس ما هو معروف في شكل مسرح العلبة الإيطالية المتعارف عليه والذي يواجه فيه الممثل الجمهور من امامه فقط.
وقد لاقي المشروع استحسان المشاركين في المؤتمر, حتي ان الفنان جلال الشرقاوي أعلن تبرعه بـ90 ألف جنيه دعما لـ6 عروض مسرحية بواقع15 ألفا لكل عرض مسرحي, وذلك في حال دخول المشروع حيز التنفيذ, واستجابة وزراة الثقافة له.
أما المشروع الثاني, فهو يستهدف النقابات المهنية والتي ينتمي إليها8 ملايين عضو, وذلك حلا لمشلكة التمويل والتي بدورها ستساهم في حل مشكلتي التسويق وجودة المنتج المسرحي, والحقيقة أنه مشروع طموح للغاية شرح تفاصيله الفنان كمال عطية بأنه يتيح لعضو أي نقابة في مصر دخول أي عرض مسرحي تابع لمسرح الدولة هو وثلاثة من أسرته من خلال كارنيه خاص به بقيمة60 جنيها سنويا, كما يحصل صاحب الكارنيه علي تخفيض50% لأي عدد يزيد علي الأربعة المحسوبين علي الكارنيه الأصلي, وهو ما سيحقق أرباحا قدرها240 مليون جنيه في حالة اشتراك50% من أعضاء النقابات, وهو ما سيسمح بإنتاج60 مسرحية تضم مجموعة من نجوم الصف الأول بتكلفة إنتاجية قدرها مليون جنيه لكل مسرحية فتصبح تكلفتها60 مليون جنيه, بالإضافة لـ80 مسرحية تضم مجموعة من نجوم الصف الثاني بتكلفة إنتاجية قدرها( نصف مليون جنيه) لكل مسرحية فتصبح تكلفتها40 مليون جنيه, وأيضا عدد150 مسرحية شبابية تعتمد علي الشباب والوجوه الجديدة مع إمكانية دعمها بنجم أو نجمين فـــي كــل عمل بتكلفة إنتاجية قدرها ثلاثمائة ألف جنيه لكل مسرحية فتصبح تكلفتها45 مليون جنيه, علما بأن تكلفة إنتاج كل مسرحية من المسرحيات السابقة محسوبة علي مدة شهر لكل عرض من هذه العروض وبذلك يصبح لدينا عدد290 مسرحية بتكلفة إنتاج قدرها145 مليون جنيه وبتقسيم هذا العدد علي شهور السنة يصبح لدينا ما يعادل25 عرضا كل شهر.
ولم يغفل المشروع استخراج حق الدولة في تحصيل ضريبة الملاهي وتفاصيل أخري كثيرة لا يتسع المجال لذكرها, ولكن في النهاية تبقي مشروعات تحمل حيوية الشباب وطزاجة أفكاره أمام بيروقراطية المكاتب و اللوائح التي تكبل كل وسيلة للإبداع.
المصدر :باسم صادق - الآهرام
0 التعليقات:
إرسال تعليق