العرض التونسي " ثورة دون كيشوت "والأبداع في تقنية الممثل
مجلة الفنون المسرحية
العرض التونسي " ثورة دون كيشوت "والأبداع في تقنية الممثل
محسن النصار
والمخرج لم يستعين بتقنيات المسرح السياسى كتقنية الصور والشرائح والرموز وتوظيفها داخل العرض المسرحي بل ترك الفضاء المسرحي فقيرا , دون وجود اي قطعة ديكور سوى العربة التي ادخلت بعض المشاهد وبني عليها فعل المسرحي .
العرض التونسي " ثورة دون كيشوت "والأبداع في تقنية الممثل
محسن النصار
عرضت المسرحية التونسية " ثورة دون كيشوت" في مهرجان المسرح العربي التاسع في الجزائر والمرشحة ضمن قائمة جائزة الشيخ د.سلطان القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي .
وأنطلق العرض المسرحي التونسي " ثورة دون كيشوت " من مجموعة أفكار نفسية وفلسفية وأجتماعية مستوحاة من الأدب العالمي ذلك الرجل الذى حارب طواحين الهواء هو بطل قصة رائعة لكاتب إسبانى اسمه ميجيل دي سيرفانتس
وتعتبر الرواية من التراث الأدبي العالمي و هي الأكثر رواجاً من أعمال الأدب غير الديني وغير السياسي في كل الأوقات .
رواية دون كيشوت هي الأكثر شعبية في التاريخ و نالت هذه الرواية الزاخرة بأعمال البطولة مرتبة أفضل رواية من بين روايات أفضل " مئة كاتب في العالم .
فحاول المخرج التوسي وليد الداغستي اسقاطها على الواقع التونسي والعربي مركزا في تجسيد العرض المسرحي بأسلوب تكنييك وتقنية الفعل الحركي لدى الممثل محاولا ايصال الأفكار المتغلغة في المجتمع التونسي والعربي كالجنس والأرهاب وتدمير الثقافة المكتبية والمال والفقر والمجاعة ,لتحدث الثورة لتبسط قوتها على المجتمع وتحاول زرع أفكارها فتسيطر على القضاء وتتغلل فيه ، ومحاولة تدمير كلّ مايبعث على الحياة من أمان وخير وسعادة وجعل هذا الواقع جهنميا بواسطة رؤس أصحاب المال والنفوذ، وكأننا أمام واقع سياسي بدأ يفرض سيطرته ونفوذة السياسى بأساليب ملتوية تتمشى مع هذه المرحلة التي حدثت فيها تحولات وأزمات وثورات .
لذا كانت صيغة المسرح السياسي المباشر هي الطاغية في العرض المسرحي حيث الممثل يستعرض أفكاره وأفعاله بكل إحساس و تأثر , واعتمد العرض المسرحي في بعض مشاهده على مبدا التغريب في المسرح الملحمي البرشتي حيث اعتبرة كأداة اساسية لتحقيق هدفه من اجل ايصال الأفكار والتحولات السياسية الى المتلقي فالتغريب يمنح المتلقي فرصة اأكبر بالأبتعاد عن الحدث المعروض مما يجعل الحكم عليه أكثر موضوعية وحيادية، لذلك كان هدف المخرج الأعتماد على تقنية الممثل لتوصيل الأفكار والحالات الى المتلقي .والمخرج لم يستعين بتقنيات المسرح السياسى كتقنية الصور والشرائح والرموز وتوظيفها داخل العرض المسرحي بل ترك الفضاء المسرحي فقيرا , دون وجود اي قطعة ديكور سوى العربة التي ادخلت بعض المشاهد وبني عليها فعل المسرحي .
فكان على المخرج أن يستعين ببعض قطع الديكور كونه من العناصر المهمة في العرض المسرحي ، كونه يعبر عن محتوى النص ليخلق علاقة مكملة مع الممثل لأيصال الأفكار والدلالات في تصوير الحدث المسرحي وأبراز أفكارة .
وأما الأضاءة فقد كانت مثيرة في بعض المشاهدة وخاصة مشهد حرق الكتب فكانت صورة مؤثرة حيث النار الملتهبة وهي تدمر الفكر الثقافي .واما الموسيقى فكانت مصاحبة وداعمة ومؤثرة في العرض المسرحي .
0 التعليقات:
إرسال تعليق