'ضجيج وحنين' مونو دراما مسرحية تروي مآسي العصر
مجلة الفنون المسرحية
'ضجيج وحنين' مونو دراما مسرحية تروي مآسي العصر
'ضجيج وحنين' مونو دراما مسرحية تروي مآسي العصر
يقدم صناع العرض المسرحي “ضجيج وحنين” مساحة جديدة للمسرح الراقص، وهو الذي ولد على يدي المسرحي السوري أبوخليل القباني منذ ما يزيد عن المئة عام بين سوريا ومصر، وفي العرض حكايات عن الحنين وخيبات الأمل التي يمكن أن تتعرض لها إنسانة، فتواجه عقبات في حياتها تجعلها في منعطفات قاسية، لتصل إلى نهايات مأساوية خطيرة.
حنين إلى الماضي وترقب للحظات حب يتحولان إلى جريمة اغتصاب، تدفع ثمنها امرأة وحيدة، يصل بها قهرها الداخلي إلى محاولة الانتحار بعد أن فشلت كل محاولات استحضار الحنين إلى الطفولة بفعل شيء ما، ذاك هو تقريبا ملخص العرض المسرحي السوري الراقص "ضجيج وحنين" المنتج من قبل المسرح القومي في سوريا.
وقالت راما الأحمر، الفنانة التي أدت تمثيلا ورقصا الدور الوحيد في العرض، الذي صمم رقصاته محمد شباط "كان فرصة لي لكي أجسد دورا تمثيليا، بعد ظهوري أكثر من مرة كفنانة في فن الرقص"، وتمنت أن يتابع الجمهورُ العرضَ بأدق تفاصيله، كونه يحكي عن مكنونات امرأة قاست الكثير في حياتها، وأكدت أنها قدمت جهدا مضاعفا في عرضها المسرحي الأول، مع نخبة من الفنانين الذين قدموا لها كامل خبرتهم في سبيل إخراج العرض على الشكل الأمثل.
وقال معتز ملاطيه لي مؤلف المسرحية ومخرجها “في الزمن الغريب الذي نعيشه، وغربة وبلادة الروح اللتين نعاني منهما نتيجة ما يحدث في واقعنا ومجتمعنا، أردت في المسرحية إعادة طرح أسئلة قديمة، ووخز جبل الجليد الكامن فينا والمنسي.. هنالك أشياء جميلة في ماضينا، نحن إليها، لكنها محاطة بالضجيج والفوضى، ولا بد من امتلاك سبيل للوصول إليها”.
العرض عده المتابعون خطوة جريئة في تقديم الجديد والمختلف في مسيرة الفن المسرحي السوري
واعتمد العرض المسرحي على الحركة الموقعة على موسيقى خاصة وضعها أثيل حمدان عميد المعهد العالي للموسيقى بدمشق سابقا، وعازف آلة التشيللو في الفرقة الوطنية السيمفونية، وفي ظهور منفرد لممثلة واحدة استغرق كل زمن العرض “مونو دراما”، وهو شكل جديد لم يعتد المسرح السوري تقديمه في عروضه السابقة، فما اعتبره البعض “مونو دانس” في هذا العرض المسرحي هو برأيهم خطوة جريئة في تقديم الجديد والمختلف في مسيرة الفن المسرحي السوري.
وعن هذه الفكرة والطرح ومقدار تقبل الجمهور لها يقول ملاطيه لي “ما قدمناه ليس عرضا راقصا، بل مسرح راقص، فهناك شخصية وأحداث تتصاعد للوصول إلى مكان ما، والجمهور هو الذي سيتفاعل مع هذه الأحداث وينسجم معها بطريقته وتجاوبه، أما مسألة تقبل الجمهور لهكذا عروض فالموضوع مرتبط بالتكرار والتعود، فكل جديد لا بد أن يرفض أولا، لكنه مع الوقت يصير واقعا ومطلوبا، وتاريخ المسرح السوري يثبت ذلك”.
ويضيف “كثيرة هي الأفكار الجديدة التي قدمت، بعضها بقي والآخر لم يبق، لكن الجمهور يجب أن يعرض عليه المختلف والجديد، طبعا الحقيقي منهما، لكي يعرف أن هنالك مسرحا وأفكارا إبداعية جديدة ستقدم، ومن خلال التكرار في برمجة العروض سوف يتعود عليها وتصبح من متطلباته الفنية، هذا ما عودنا عليه الجمهور في المسرح”.
والفنان معتز ملاطيه لي هو أحد أهم المبدعين في فن الرقص في سوريا، يشغل الآن منصب رئيس قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية، درس فن الرقص في تشيكيا وعاد إلى سوريا عام 1990، وتحصل على شهادة مصمم رقص دولي من أميركا عام 1994.
وتسلم ملاطيه لي العديد من الفرق، منها فرقة “زنوبيا” التي قدم معها العديد من ورشات العمل في سوريا، وأسس فرقة “جمرة للرقص الحديث”، ثم فرقة “باتا للمسرح الإيمائي الراقص” في براغ، كما كان مشرفا على دورات الباليه في المعهد العالي للفنون المسرحية، وشارك في العديد من المهرجانات العربية والدولية كمصمم للرقص، وأقام ورشات العمل في الرقص الحديث في براغ ودمشق ومصر، وله مشاركات في أكثر من خمسين عملا مسرحيا كمصمم للرقص أو مخرج أو ممثل يؤدي رقصات تعبيرية، علاوة على مساهماته في مشاركات في فن الأوبريت الخاصة بالأطفال، وكذلك في العديد من الأعمال التلفزيونية المختلفة
---------------------------------------------------
المصدر : جريدة العرب
0 التعليقات:
إرسال تعليق