أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

الخميس، 3 أغسطس 2017

مسرحية "وعاد السندباد " تأليف : عدي المختار

مجلة الفنون المسرحية


الشخصيات  : 
1- علاء الدين 
2- السندباد 
3- الفتى 
4- طفل 1
5- طفل2
6- رجل 1
7- رجل 2
8- رجل3
9- رجل 4
10- رجل 5




الفصل الاول 
المشهد الاول
بقعة ضوء في العمق ... علاء الدين رجل كبير في السن يمسك بمصباحه وهو يدعك به كي يستدعي مارده .
علاء الدين : ( بملل) اف ...اين ذهب ماردي ؟؟ اين ساجده ؟؟ هذا لمارد كبر السن وبات يخرف بعيداً عني ...( يدعك بالمصباح) هيا ..هيا ..اخرج ...هيا اخرج وقل شبيك لبيك عبدك بين اديك هيا .
يدخل من احد جوانب المسرح السندباد وهو يحمل حقيبة سفر
السندباد : اما مللت من دعك هذا المصباح .. ماردك هرب منك
علاء الدين : لا ..لا ..لا سنين طويلة وهو معي في الفرح والحزن ..لا ..لالا لن يتركني ويهرب
السندباد : ماردك مثلك قد كبر في السن وماعد قادر ان يلبي لك ماتريد ..وماذا تريد منه ؟..اردت مالاً سرق واغناك ..اردت داراً اسكنك في قصر ببغداد ...فماذا تريد منه اتركه يهرب
علاء الدين : كيف يهرب وانا بحاجته ..
السندباد : هرب منك لانك ماعدت تطلب منه اشياء كبيرة ..انك كبرت وخرفت واصبحت تطلب موزا وتفاحا و(تعال ليفلي ظهري) .
علاء الدين : والعمل لا استطيع العيش من دونه
السندباد : اعتمد على نفسك ولا تحلم كثيرا بعودة ماردك ..فعندك ارض وسعها السماء ازرعها وكل من ثمرها فالعمل عبادة ياعلاء الدين..( يهم بالخروج)
علاء الدين : الى أين ياسندباد ، لم هذا البعاد ؟؟
السندباد  : كالمعتاد ...اطفوف البلاد
علاء الدين : وعاد السندباد .. يطوف المدن بلاداً وبلاد ..يجمع حكايا الأبطال والأوغاد ..يرويها قصصاً على سائر العباد ...
السندباد : مللتُ النومَ في مدن العجائب ..سأرحل بعيدًا إلى مدن الغرائب
علاء الدين : كفى سفرًا  وترحال .، إنك صارعت المحال، حتى أصبحت اليوم بأفضل حال .
السندباد : اسمع أصواتًا  تناديني من بعيد ..تقول لي تعال وخذ ماتريد ..قصصًا وحكايا والمزيد المزيد ..
علاء الدين : وهل هناك ياسندباد من جديد ؟
السندباد: لا أعلم أيها الشيخ ...سأتعقب أصواتهم حتى لو في المريخ (يخرج)
علاء الدين : وعاد السندباد ...يطوف البلاد ( يخرج)
إظلام


المشهد الثاني 

بقعة ضوء على السندباد وهو يتابع الأخبار في الداتاشو
بقعة ضوء يساراً ...شارع عام ....فتى نائم على رصيف شكله رث, كأنه يحلم وهو يتلوى تداخل اصوات رصاص وصريخ امهات واطفال ...داتاشو يعرض فيها عملية احتلال الموصل وتهجير المواطنين ..يصحو مفزوعا وهو يبكي دون أن يستدرك نفسه .
الفتى : ( يبكي وكانه يتوسل بأحدهم ) أرجوك لا تقتلنا ...أرجوك اقتلني ودعْ أمي ... علمونا  في درس التربية الإسلامية أن ديننا دين الحق فلماذا تقتلوننا  دون حق ؟
أرجوك افعل بي ما تشاء واترك لي أمي، فليس لدي غيرها بعد أن قتل أبي وهو ذاهب للصلاة ..( يستدرك ويبكي )أرجوك ...أرجوك ..ارجوك ...( يمسح دموعه ) هههههههههه كم أشتاق الى أن أحلم حلمًا جميلًا  لا أن أصحو وأنام على تلك الذكريات ...احتلوا مدينتي ودمروا مدرستي ومزقوا كتبي التي اشتاق إليها ...( يقلد ) أنا جندي عربي ..ههههههههه بندقيتي بيدي هههههههه بندقيتي ...ههههه بندقيتهم وجهوها ( بحزن ) لامي ....( يصيح ) يمه ...يمه وينج ..ابنج الماخليتي رجليه تلوحه التراب كام ينام على التراب وياكل من الزبل ...يمه ..شكم اشتاق لصوتك ....دللول ..دللول ..عدوك عليل وساكن الجول ....ههههههههههه هذا ياجول يمه العدو بيتي وانا الصرت بالجول ( صمت)( يمسك ورقة من الارض يحاول القراءة ) رحلة السندباد ..عاد السندباد بعد ان طاف البحار هههههه كم انا بحاجة الى سندباد ياخذني معه حتى اتخلص مما انا فيه ..( يصيح ) هــــــي سندباد ..أين أنت أيها السائح في بلاد الله ؟ أين أنت لتأتي وتأخذني معك الى وطن اخر ...هههههههه ..كم انا غبي لاستعين بالخرافات ههههههه( يظهر السندباد فيصدم الطفل ويمسح بعينيه وهو غير مصدق )سندباد ؟!! هل يعقل هذا ؟؟.... لا لا انه يتنكر بهذه الملابس ...( يكلمة ) هـــــي اعطني من مال الله ..فانا لا دار او اهل لي وجائع جدا ..اعطني مما اعطاك الله .
السندباد : انا لست خرافة ..او اتنكر بزي السندباد
الفتى : اذن من أنت ؟
السندباد : انا السندباد ..عدت من الماضي كي اطوف البلدان بحثا عن قصص وحكايات .
الفتى : هههههههههههه وهل في بلداننا قصص وحكايات تحكى ؟...في بلداننا روايات تشبه الاساطير ...مثلاً  انا ... احتلت رايات الموت مدينتي وقتلت كل اهلي وها انا اعيش على الارصفة بلا دار او اهل .
السندباد : ولماذا تركت ارضك ؟
الفتى : ههههههههههههه انك تسخر مني بالتاكيد ؟ هل تريدني ان ابقى هناك ؟
السندباد : لماذا تركت مدينتك لهم
الفتى : لا خيار امامي اما ان ابقى واحمل راياتهم واقطع رؤوس رفاقي او ان اغادر واتحمل هذا العذاب
السندباد : ومالذي منعك ؟
الفتى : منعتني ايات القران التي كنت ادرسها في المدرسة .فهي نقيض ماجاءوا به ..والقران من السماء وتعاليمهم من الارض فبأيهما امضي برأيك؟؟ .... بالتاكيد القران ياسندباد .
السندباد : انك في الطريق الصحيح ...ماعرفته عن الاسلام سلام .
الفتى : وبعد ماذا تعرف عن الاسلام؟
السندباد : انا سمعت و......
يلوح من بعيد أصوات اطفال اثنين يتشاجران
الفتى : اوووف ...وعادوا مرة اخرى للعراك .. ( يكلم السندباد) في كل يوم عند نهاية المدرسة يتشاجرون .. لا يشعرون بالنعمة هذه ..( يدخل الاطفال ويقف السندباد جانبا )
طفل 1: اكثر من مرة شاهدوك وانت تسرق من حقيبتي اشيائي
طفل 2: انا لم اسرق شيئًا
طفل 1: لا أنت سارق وسأشكوك عند والديك
طفل 2: ( يتشاجران بايديهم ) انت لست بسارق
الفتى: ( يصيح بهما ) كفى ...كل يوم تتشاجرون على اشياء تافهة ..كفى..
طفل 1: سرق مني اشيائي
طفل 2: لم اسرق منه اي شيء
الفتى : كفى ...( يكلم طفل 1) هل انت متأكد بانه سرقك
طفل 1: نعم متاكد ...شاهدوا وقالوا لي
طفل 2: أنهم يكذبون ..لم اسرقه
الفتى : اذن سأفتش الحقيبة
طفل2 : فتشها
الفتى يفتش الحقيبة لا يجد فيها غير حفنة تراب فيستغربون
طفل 2: ليس سوى تراب!!! كيف يكون هذا؟
طفل 1: تراب!!!
الفتى : مالذي سرقه منك ؟
طفل2 : لم اسرق بل أخذته دون علمه
طفل 1: القران الكريم جاء به والدي من ضريح الامام الحسين (ع) كي يعيد تصليح غلافه
الفتى: سرقت قرآن؟؟!!!!
طفل2: كان يتباهى به امام الجميع فأحببت ان يكون لي
طفل1 : عذر أقبح من فعل
الفتى : النتيجة واحدة انك سرقت
السندباد : ( يتدخل )أنت لم تسرق صديقك بل سرقت من ضريح الحسين (عليه السلام) .
الاطفال : ( باستغراب ) من هذا؟
الفتى : السندباد
الاطفال : السندباد ( همهمات استغراب فيمابينهم )
السندباد: نعم انا هو .. سافرت في ارض الله وعرفت معناه
الفتى : ( يتذكر ) نعم ..نعم ..لم تجبني مالذي تعرفه عن الاسلام .
السندباد : لم اعرف انا سمعت كل شيء
الأطفال جميعا : ما الذي شاهدته
السندباد : استدعاني التاريخ فكنت هناك اكتب ماجرى ...( ياخذ الطفل يسارا وهو يشير للامام ) هناك مثلك تماما كان علي الاكبر بن الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب زوج فاطمة الزهراء بنت خاتم الانبياء محمد ( صلوات الله عليهم جميعاً )يحمل نفس الهم ..تمت محاصرة أهل بيته ..وقطعوا الماء عليهم ..فسقط دفاعا عنهم ...قتلوا كل شيء ..وهم ذاتهم تماما راياتهم ...افعالهم سود ...قتلوا ال بيت النبوة وايتموا العيال وسبوا النساء ...
الفتى :( ينظر ويبكي ) الموت في كل مكان
السندباد : ( ياخذ الاطفال يمينا ويشير للامام ) سرقوا كل شيء لم يسلم ال النبوة من سرقاتهم ..
تظهر مجاميع بملابس تاريخية تجول يمينا ويسارا كأنهم مأخوذين
الاول : يشرب الماء بشراهة
الثاني : يمزق بملابسه بصراخ
الثالث : مجنون
الرابع : يتقيء
الخامس يحمل سيفة ويسقط وسط المسرح يتلوى
الجميع يتوزعون على المسرح يتحركون بحركاتهم بصمت
الاطفال: من هذا ؟
السندباد : هذا جعوبة بن حويةسرق عباءة الإمام الحسين وارتداها فصار أجربا .
الفتى : وماجريمة هذا المجنون ؟
السندباد : هذا جابر بن يزيد الأزدي سرق عمامة الإمام الحسين بعد استشهاده ولبسها فصار مجنونا .
طفل 1: وهذا الذي يتلوى ؟
السندباد : هذا إسحاق بن حوية أخذ قميص الإمام الحسين وسرقه فأصيب بالبرص
طفل 2: وهذا الذي يتقيء
السندباد : هذا أبحر بن كعب جذب حجاب السيدة زينب بنت الامام علي بن ابي طالب ( عليهما السلام ) من رأسها وقرطيها من أذنيها فأصيب بداء القيح في يديه .
الفتى وطفل 2 يأخذون زوايا المسرح
الفتى : أنهم يعيدون ألطف براياتهم
السندباد :(وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون )..الأوطان لا تهدى بل يقاتل من اجلها .
طفل 2: ( بخوف) وانا ...أي عقاب سيطالني من الله
طفل 1: اكيد ستجن او تموت شرهاً لانك سرقت قرآن الحسين عليه السلام
السندباد : استغفر ربك وتب الى الله توبة نصوحا
طفل 2: ( وهو يبحث في حقيبته ) استغفر الله ..استغفر الله ( يصيح) وجدته .
الأطفال : ماذا وجدت
طفل 2: القران ..وجدته
السندباد : تبت في حياتك ..فقبل الله توبتك قبل فوات الاوان ..
الاطفال : شكرا لك شكرا ( يخرجون راكضين فرحا)
الفتى : وانا مثل علي الاكبر ..ساعود الى داري متطوعا في خدمة بلدي ( يخرج)
يظهر علاء الدين في بقعة ضوء
علاء الدين : وهكذا عاد السندباد ليذكر العباد ...فعلينا ان نتوب الى الله ونحافظ على حدوده ونصبر على البلاء وان نؤمن بان حلال ال البيت حلال محمد صلى الله عليه وسلم الى يوم الدين وحرامهم حرامه إلى يوم القيامة
( يهم السندباد بالخروج )
علاء الدين  : إلى أين
السندباد : كالمعتاد ...اطفوف البلاد ..(يخرجون)
النهاية

ملاحظة :
 لا يجوز إخراج هذا النص او الاقتباس منه او توليفه او اعداده من قبل أي مخرج دون موافقة المؤلف عن طريق الإيميل الخاص به ...
عدي المختار ( كاتب ومخرج مسرحي عراقي )
Almokhtar_80_(at)_yahoo.com
او صفحة facebook باسم (Almokhtar Oday)

0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption