أختيار لغة الموقع

أخبار مسرحية

آخر المنشورات في صور

السبت، 6 يناير 2018

قراءة نقدية لنص مسرحية صورة سيلفي/ منصور عمايرة

مجلة الفنون المسرحية

قراءة نقدية  لنص مسرحية صورة سيلفي/ منصور عمايرة

 مسرحية" صورة سيلفي" تأليف محمد محمد أحمد مستجاب. تتألف من سبعة مشاهد. 
شخصيات المسرحية: عصام شخصية إنسانية/ طفل. شخصيات مادية/ عرائس دمى.
المسرحية للفئة العمرية من عمر 6- 12 سنة، وهي ملائمة للفئة العمرية، وهي مسرحية توعوية، والنص توفر على جملة من المضامين القيمية، والموضوع يتعلق بالحث على التعلم، والاهتمام ببناء الشخصية، والنص المسرحي مدرسي.    
الموضوع/ الحكاية: تبدأ المسرحية بالإشارة إلى غرفة عصام، والتي تحوي العديد من الألعاب، وهي كرة القدم، دبدبوب، الدراجة، الكتاب. يتمحور موضوع المسرحية حول رؤية الألعاب والمعارف القديمة والجديدة. والأحداث تبين عن حالة القلق والاضطراب، التي أصابت الشخصيات بسبب الهاتف أو بسبب عصام الذي أحضر الهاتف، وعندئذ يخيم على الألعاب القديمة الحزن، وتبدأ تفكر بكيفية الخلاص من الهاتف. وبمرور الوقت، يستطيع الهاتف أن يبين للآخرين بأنه ليس سببا بما يجعلهم قلقين حول مستقبل عصام، ويقرر أن يفعل شيئا، ليرجع عصام إلى جادة الصواب، وجادة الصواب الاستفادة من تقنية الهاتف الذكي من دون إهمال الواجبات والمسؤوليات الأخرى، فينضم الهاتف إلى الأصدقاء كصديق يفكر بمستقبل عصام، وتنتهي المسرحية بصورة سيلفي تجمع الجميع، ويعود عصام إلى الاهتمام بدروسه ومستقبله. 
الموضوع / ماهية المسرحية : مسرحية تعليمية، تنبه الصغار إلى ما ينفعهم، وهنا الإشارة إلى العلم والمعرفة، والاقتصاد باستخدام التقنيات الحديثة، والتي تمثلت في النص بالهاتف الذكي، ليكون وسيلة مفيدة، وليس أداة سلبية، تؤثر على مستقبل الطفل، إذ تقلل من مستواه التعليمي، وتبعده عن الاجتماع بالآخرين، كرؤية اجتماعية ضرورية لبناء المجتمع السليم. ويكثر في النص المسرحي، الوعظ والإرشاد والتقرير. 
والمسرحية مدرسية تعليمية منهجية، وتبدأ عندما يتحدث النص عن قلعة صلاح الدين، ومكان تواجدها. 
الكتاب: كان هناك ولد اسمه سعيد.. يعيش في مكان بعيد.. وكان لدى سعيد طائرة ورقية.. مزينة بكل الألوان البهية.. خيوطها طويلة، طويلة.. وكان سعيد كلما شعر بأنه غير سعيد.. يصعد على سطح بيتهم.. ويقوم بقذف الطائرة الورقية في الهواء.. ويترك لها الخيط حتى ترتفع إلى قلب السماء.. ثم تسحبه الطائرة إلى مكان بعيد، بعيد، يتعرف فيه على كل جديد..
دبدوب: وأين ذهب سعيد هذه المرة؟
الكتاب: لقد أوصلته الطائرة إلى مكان يسمى القلعة ..
الكرة: قلعة إيه.. ؟ هل هي قلعة صلاح الدين بالقاهرة أم قلعة قايباي بالإسكندرية..؟
الكتاب: كلا، لقد ذهبت الطائرة به إلى قلعة صلاح الدين بسيناء..
الدراجة: سيناء؟
الكتاب: نعم يا أصدقائي.. قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بسيناء ..وهي ليست في البر وليست على جبلٍ.. بل هي في جزيزة وسط البحر..وكانت تحمي مصر من ناحية الشرق.." سرد الحكاية يمثل درسا تعليميا منهجيا، وتبدو الغاية توجيه الصغار إلى التراث الوطني المكاني كتاريخ.  
والمسرحية منهجية مدرسية كما في قول موبي: يجب أن تعلموا أنني لست لعبة..أنا هاتف ذكي أنقل الكلام بين البشر.. ولي العديد من الاستخدامات والمزايا الكثيرة.
ومثل قول موبي: كلا، كلا.. ( وكأنه يبكي) إنني مظلوم في كل هذا.. مظلوم.. إنني جهاز صنعت من أجل تسهيل حياة البشر التي تتطور بسرعة كبيرة.. صنعت من أجل القيام باتصال هام أو الاطمئنان على مريض أو صديق.. صنعت من أجل إرسال رسالة مهمة أو إنقاذ أحد في مكان ما.. كما يمكن لي الاتصال بالإنترنت ومنه يتم إنجاز الكثير من الأعمال والاتفاقات بين البشر.. وبي آلة حاسبة كي تساعد في القيام بالعمليات الحسابية المعقدة.. وبي أيضا كاميرا لالتقاط الصور في المناسبات المهمة والسعيدة التي تمر على حياة البشر.. نعم بي بعض الألعاب التي يستمتع بها الإنسان في وقت فراغه.. ولكن ليس هذا الهدف من صنعي.. كما أنني لا أقوم بمزاحمتكم في هدفكم وهو الترفيه وتقوية عضلات الجسد أو حتى نقله سريعًا في زحام الشارع.. أو الاستمتاع بالقراءة.. الحديث هنا حالة تعليمية منهجية مدرسية.
وعظ وإرشاد وتقرير، كما في قول الكتاب: نأمل أن كل ذلك يتغير.. فقد اقترب العام الدراسي الجديد.. ويجب أن ينتبه عصام إلى دروسه ومذاكرته.. "
ومثل قول كرة القدم: يجب تدميرك.. يجب تدميرك بعد أن أفسدت صديقنا.." يفترض بالمسرح أن ينأى عن الوعظ، ويفترض به أن يجعل الشخصيات تمثل الأحداث وتشارك فيها، بعيدا عن التقريرية، لأن المتلقي لديه رؤية فكرية ومعرفية، ليتخذ موقفا ما مما يقرأ، وهذا ما يعني الإيمان بقدرات المتلقي. 
وأمثلة أخرى على الوعظ: " موبي: كلا.. كلا.. يبدو أنه يوجد سوء فهم كبير.. فها أنتم تشتكون مني وتريدون تحطيمي.. ووالد عصام ووالدته يشتكون أيضًا منه.. بسبب تضييع وقته في اللعب عليّ وعدم مشاركته في الحياة معهم.. 
ومثل قول الكتاب: انظروا يا أصدقائي.. انظروا درجات سيئة في جميع المواد وبالطبع هذه هي النتيجة المتوقعة.. 
وكما يقول عصام: قدر الله ولطف يا ألعابي العزيزة.. وأعتذر لكم جميعًا.. أعتذر بشدة عما حدث.. وأعتذر عن كل القلق الذي سببته لكم ولوالدي ولأصدقائي في النادي والمدرسة.. إن موبي ليس السبب يا ألعابي..أنا الذي لم أفهم منذ البداية كيف أستخدمه.. وأن استخدامي السيئ له هو السبب فيما حدث.. " مدرسية وعظية، وقد أشير إلى هذا الكلام عندما تحدث موبي عن سوء الاستخدام، وهنا تنتهي المسرحية بالوعظ، ولكنها كهدف تعد رؤية جيدة. 
عصام: كلا يا ألعابي .. لقد تعلمت الدرس.. ومتقبل أي عقاب ليّ.." هذا الدرس يفترض أن يكون بالحوار والتفكير، وليس بالتقرير. 
الدراجة: ويجب أن تعرف أن الإهمال الذي تسببت فيه هو المشكلة.." الرجوع إلى الوعظ؛ لتكون المسرحية مدرسية منهجية. 
الدراجة: هل تستطيع تلك الألعاب التي بداخلك أن تنقله في زحام الشارع سريعًا مثلما أفعل أنا؟"  فائدة الدراجة تعليم ومنهجية. 
كرة القدم: هل يستطيع بتلك الألعاب أن يراوغ في المبارايات ويحرز الأهداف ويحقق الفوز الجميل؟" فائدة كرة القدم تعليم ومنهجية. 
الكتاب: هل بك معلومات مفيدة أو حكايات مشوقة مثلي؟" فائدة الكتاب تعليم ومنهجية.
مضامين المسرحية: الموضوع الرئيس في النص المسرحي، يتمحور حول النهل من العلم والمعرفة وبناء الجسم السليم، واستخدام التقنيات الحديثة بما يفيد الإنسان. 
كرة القدم: وأنا أصبح جسدي ضئيلًا وخاليًا من الهواء بسبب الركنة.. بعد أن كنت كرة أحب أن أقفز هنا وهناك ويحب عصام أن يسدد بي الأهداف..
الدراجة: وأنا لم يعد يركبني عصام .. ويذهب بي إلى النادي أو المدرسة لممارسة تمارين السباحة.. انظر إلى إطاراتي الخاوية من الهواء..إن أجسادنا تخشبت بسبب عدم التحرك واللعب.. ولم يعد يصيبنا من عصام إلا الإهمال حتى يتم إلقاؤنا في القمامة.. 
الكتاب: أما أنا فصفحاتي لم تفتح ولم يعد يهتم بما داخلي من حكايات مشوقة ومعلومات مفيدة.." الابتعاد عن الألعاب، والابتعاد عن القراءة والكتاب من سلبيات المجتمع، والذي يلهث وراء التقنيات. وهي رؤية اجتماعية جيدة. 
والنص يشير إلى التعارف، فعلى لسان الكتاب: التعارف ليس كلامًا فارغًا.. فبما أننا سنعيش في غرفة واحدة.. يجب أن نتعارف.. 
الدراجة : كما يجب أن نتعاون في الكثير من الأشياء.. 
ومثل قول الكتاب: "وهل يوجد في الألعاب شيء قديم وحديث.. نحن جميعنا نعمل لإسعاد وتنمية مهارات صديقنا عصام.." وهنا إشارة جيدة إلى أهمية اللعب والمعرفة، وهذه قيم إيجابية تنمي رؤية الطفل بالانتماء إلى المجتمع. 
ومن الرؤية الاجتماعية، إذ لا يجوز التخلي عن الأصدقاء كما يقول الكتاب: "يبدو أن صديقنا عصام أكتفي بالموبايل موبي وتركنا.."
والمشهد يرسم صورة حول الشخصيات المسرحية :( الألعاب في هم وحزن، يركن كل منهم في مكان، مع مؤثر موسيقي مناسب على الخيبة والوحدة التى هم فيها)  تبدو في المقولة رؤية اجتماعية ترفض الخيبة والوحدة. 
ومن الرؤية الاجتماعية والتربوية في النص: " موبي: إنني كل يوم أفكر وأبحث عن حل للخروج من هذا العذاب .. بالإضافة - وهذا هو المهم- إلى شكوى والديه منه وقلقهما عليه.. بعد أن أصبح لا يفعل شيئًا غير اللعب بي .. ولم يعد عصام كما كان طفلًا مطيعًا وتلميذا نجيبًا ورياضيًّا ماهرًا.." هنا تأكيد على سوء الاستخدام، وهي رؤية وعظية، وتشير الفقرة إلى جملة من القيم المحببة، والابتعاد عن أي سوء. 
ومن الرؤية الاجتماعية التي تبدو سلبية كما في المشهد: ( حلم، في دائرة على إيقاع موسيقي قلق، والمسرح فوضى من الأضواء الخلابة والتي تتحرك بقلق وفزع، كل من الكتاب والدراجة والكرة ودبدوب يقفون في المنتصف وقد تحولت مجموعة من الموبايلات ترتدي أقنعة وحوش تريد الانقضاض عليهم، وهم لا حول لهم ولا قوة، مع صوت أغنية تدل على ذلك) الفقرة تشير لسطوة الهاتف الذكي على الإنسان المعاصر، وهذا يؤدي إلى إهمال المعارف القديمة. 
ومثل قول موبي: "وهناك تم عمل اللازم لعصام من إسعافات وأشعة على جسده.. والحمد لله أنه لم يصب إلا بشرخ بسيط في ساقه.. وقد قام الدكتور بعمل جبيرة من الجبس على قدمه.. والتي تلزمه بالراحة التامة لمدة أسبوع على الأقل.."  لا يجوز أن نسبب الأذى للآخر، والألعاب القديمة قد تسبب الأذى أيضا، والنص يشتغل على الصدمة، ولكن من الأفضل محاورة عصام كاشتغال في بناء الحوار المسرحي. 
ومن الرؤى الاجتماعية/ المحبة: ( الجميع يحتضنه في حب)
ومثل: "هذه روح السلام التى نبحث عنها في غرفتنا.. " وهي إشارة جيدة لإحلال السلام بدل العنف.
ومثل قول موبي: "كم أنا سعيد أني أعيش بينكما.. وفي ظل هذا الحب والتعاون والسلام بينكما.. " هذه رؤية تؤكد أهمية الهاتف الذكي، وهو ضرورة عصرية.
وصورة السيلفي في النهاية جيدة، وهي ترسم كأغنية تكرارية، تؤكد المحبة في المجتمع. 
المجموعة: صورة سيلفي .. صورة سيلفي..
فيها الفرحة..
فيها اللمة..
فيها الكل موجود..  
المضمون/ التراث: يتضمن النص التراث، ونشير إلى لعبة الأطفال "كيلو بامية". وهي إشارة لطيفة إلى التوافق، واللعب يعني الفرح أيضا. ويعدد النص جملة من الألعاب التراثية للصغار، والأمر يبدو توجيه الطفل إلى التراث، وهي رؤية جيدة، ولكن الأفضل الاشتغال على التراث الأدائي والحكائي. 
وفي النص حكايات أخرى تراثية مثل: حكاية أمنا الغولة.. و حكاية نقار الخشب ..
ومن الأشياء التي يحكيها النص، حكاية سعيد والطائرة الورقية، والتي تصل إلى قلعة صلاح الدين بسيناء، وفي هذا تشويق الصغار للحكاية الأصلية، وهي مدار النص، وهذه الحكاية تمثل التراث المكاني التاريخي. 
***
بناء المشهد: وفي بناء المشهد الحواري للشخصية، يفترض أن يكون النص دقيقا بما يقول من كلمات من دون زيادة، إذ تذكر الشخصية في النص كدور، وعندما توصف تكرر، ومثال ذلك: الكتاب: ( الكتاب يقف ويشرد لحظات) أشعر بأن هذه هي الحيلة التى قال عليها موبي.. 
المجموعة: ( المجموعة تلتف حوله ) وما هي.. ؟ 
وأيضا كما في المثال، الدراجة: ( الدراجة وهي تتثاءب ) أكمل يا كتاب.. أكمل حكاية قلعة صلاح وسعيد.... (  الدراجة تغط في النوم). 
الكتاب: ( الكتاب وهو يبتسم ) ذهبتم في النوم سريعًا هكذا يا أصدقائي.. غدًا أكمل لكم الحكاية .. تصبحون على خير.. 
المجموعة: ( الجميع بفرحة ) صورة سيلفي .. صورة سيلفي.."  
تكرار الشخصية خلل في بناء النص، يتكرر ذكر الكتاب والمجموعة، وتكرر الدراجة ثلاث مرات في مشهد حواري واحد. ولكن في الحوار ذاته، وعندما يحين دور الكتاب، يرسم المشهد الحواري كما يلي: " الكتاب: ( وهو يهدئ من قلقهم) دعونا نجلس ننتظر.. وكما يقولون الغائب حجته معاه.." 
لذا، نجد اضطرابا في رسم المشهد الحواري، ويفصل مرة وصف الشخصية عنها، ويقوم مرة ثانية بتكرار الشخصية في الوصف، ومرة ثالثة يبنى المشهد بشكل جيد، وعلينا أن ندرك أن المتلقي واع لما يقرأه!
 ومن البناء الجيد: ( الغرفة شبه مظلمة، والألعاب جالسون في حالة من الحزن، ويبدو عليهم الاكتئاب) المشهد ملائم للحالة النفسية للألعاب بناء على قرار عصام.
وكذلك: (غرفة عصام، تبدو شبة كئيبة وشبة مظلمة) متوائم المشهد مع الحالة النفسية للألعاب.
رسم المشهد وهو يعبر عن الحالة النفسية جيد، ويتماهى مع أحداث المسرحية. ونشير إلى النغم/ الموسيقى في النص كتذوق فني، ويتماهى مع الحالة النفسية للشخصيات، ويعبر عن الحدث والشخصية والسرد الحكائي: ( يقف الكتاب في منتصف الغرفة فاتحًا ذراعيه، يقلب في أوراقه، وتتحرك الألعاب بصيحات فرحة في طريقهم للجلوس، على أرضيه الغرفة، وقاعة العرض تظلم، تنبعث أنغام موسيقا شعبية بآلة الربابة ويبدأ الكتاب في الحكي). 
ومثل: ( موبي يتحدث بصوت دال على المكر، وتنبعث موسيقا تبعث على الترقب والرهبة) موبي: ممممم، ما الحيلة التى سأدبرها له؟.. يجب أن ألقنه درسًا لا ينساه.."
ومثل: ( حلم، في دائرة على إيقاع موسيقي قلق، والمسرح فوضى من الأضواء الخلابة والتي تتحرك بقلق وفزع، كل من الكتاب والدراجة والكرة ودبدوب يقفون في المنتصف وقد تحولت مجموعة من الموبايلات ترتدي أقنعة وحوش تريد الانقضاض عليهم، وهم لا حول لهم ولا قوة، مع صوت أغنية تدل على ذلك) هذه الرؤية التي ترسم المشهد، تؤكد حالة الفزع والخوف من التقنية الجديدة، والتي حلت فجأة. 
وبناء المشهد في مسرحية صورة سيلفي اندماجي، بمعنى أن السلبية تتلاشى، وهي تنسجب لصالح الإيجابية، فالتقنية ليست حجر عثرة في بناء الإنسان والمجتمع، بل وسيلة حضارية، لتكون صديقة لنا.
***
اللغة: نجد في النص المسرحي، أخطاء لغوية في بناء الجملة واللفظ والتعبير، " يدخل كل من الدراجة والكرة مسرعين وهم يضحكان ويتخابطون بأداء حركي مبهج وسريع" 
"ووالد عصام ووالدته يشتكون أيضًا منه.. " 
"فالتف حوله الألعاب وهم يساعدونه على الجلوس" 
الكرة: قلعة إيه.. ؟ " أيه " اللغة العامية، وبما أن النص للطفل العربي، ينصح الابتعاد عن اللهجة العامية المحلية. 
" لقد قلت لك أنك لن تسطيع أن تسبقنا .. 
لا يسمح لي بهذا الكلام التافهة. 
كلمة مجيىء. 
وكما يقالون الغائب حجته معاه. 
كي يأتي أحد لخذه من العيادة. 
شعر بخطأه.
موبي: كم أنا سعيد أني أعيش بينكما.. وفي ظل هذا الحب والتعاون والسلام بينكما.. " 
ومن ذلك: " هل هي قلعة صلاح الدين بالقاهرة أم قلعة قايباي بالإسكندرية..؟" 
استخدام كلمات غير عربية بحروف عربية مثل: موبايل. 
كلمة الملعون: هذا نص مدرسي طفلي، قد تستبدل بكلمة ملائمة بعيدا عن الشتيمة.
كلمة ثورة: أليس مصطلح ثورة فوق مستوى الصغار؟ ثم إن الحديث في النص لا يتطلب استخدام مثل هذه الكلمة، والعبارة في النص المسرحي، يفترض أن تؤدي معناها بما يتلاءم مع مستوى المقال والمقام، وهنا المقال للطفل، والمقام يعبر عن اضطراب ورفض. 
"وها هي النتيجة.. لم يعد يوسف يذاكر دروسه.. فجاءت درجاته ضعيفة في الاختبار الشهري.." 
عجزا أمه وأبوه. 
الحشو في الكلام: " موبي: هل تعلمون يا أصدقائي أن عصام وهو يسير في الشارع لا يشعر بما حوله.. منذ أن يخرج من البيت وأثناء ذهابه للمدرسة أو النادي.. دائمًا ينظر إلى شاشتي ويلعب الألعاب.. وفي المدرسة أيضًا، يمسك بي من أسفل مقعده بالفصل ويظل يلعب ولا يركز في أي شيء أثناء الحصة..حتى وهو عائد للبيت.. لا يحترس من أي حفرة في الشارع ويتصادم مع الناس وقد يسبه البعض ولكنه لا يسمع حتى سبابهم.. وذات مرة ظلت السيارات تطلق أبواقها وهو لا يسمع أثناء عبوره الشارع بسبب السماعات التي يضعها في أذنيه.. وذات يوم (يضحك موبي) خبط في عمود الإنارة وأصيب في رأسه.. وعندما سأله والده عن سبب الخبطة.. تعلل بأنه كان يلعب مباراة كرة قدم في فناء المدرسة أثناء الفسحة وقد أصيب فيها.." هذه الفقرة كلام غير مجد وفائض. وعلامات الترقيم تصبح مهمة، لتعطي تعبيرا جماليا إيقاعيا في النص، وتعلم الطفل كيفية استخدامها.
وشبيه هذه الفقرة فقرة أخرى، يقولها موبي:( يتحدث بوهن) كان عصام يسير وهو يلعب إحدى الألعاب علي كما يفعل كل يوم أثناء عودته من المدرسة.. وهكذا يصبح في عالم آخر.. ولا يشعر بشيء حوله.. فانتهزت الفرصة. وكل ما قمت به أنني زدت من حماس اللعب بالألعاب التى بي..وكانت هناك حفرة كبيرة يضعون فيها مواسير للمياه. فلم ينتبه للحفرة الكبيرة ولا لموقع العمل وسقط على الفور.. ولأن الأمر كان شديدًا عليه حيث أفقده وعيه.. وحقيبة كتبه المدرسية سقطت منه في عمق كبير ولم يستطع أحد الوصول إليها.. وللصراحة فقد قام العمال بإنقاذه سريعًا من تلك الحفرة العميقة.. وقد وجدوني بجواره ولكني كنت مغلقًا.. لذا لم يستطع الرد علي والديه عندما اتصلا به.. كي يأتي أحد لخذه من العيادة التى ذهبنا بها.. حيث قام أحد المهندسين بالموقع بنقل عصام سريعا لعيادة أحد أقاربه ولم ينتظر مجيء سيارة الإسعاف." 
فقرة مكررة، ويستطيع النص أن يستغني عن الفقرة السابقة، ويذكر هذه الفقرة التي تبين عن الحدث، ويبدو أن النص يصرّ على الابتعاد عن الحوار المباشر مع عصام للإقناع، وهناك وسائل كثيرة لذلك، كتذكيره بكل ما كان عليه قبل امتلاك الهاتف، ليجعله يفكر بطريقة سليمة. 
***
الأحداث: يدور الحدث في النص المسرحي حول كائن غريب، يظهر فجأة في غرفة عصام، ليجعل أصدقاء عصام القدامى يتوجسون خيفة وقلقا من هذا الكائن، والكائن الغريب، أو الشخصية المسرحية الجديدة تتمثل بالهاتف. وكان الأصدقاء القدامى في عيش هني كما يقال، وعندما حل الهاتف أصبحوا يفكرون بكيفية الخلاص من هذا الغريب، وقد علقوا به كل المثالب، التي أدت إلى تراجع مستوى عصام التعليمي، وقد أصبح كثير التشبث بالهاتف، لتنتهي المسرحية بعدما يصبح الهاتف صديقا للشخصيات الأخرى، ولكنه قبل ذلك يتسبب بسقوط عصام في حفرة، فيتأذى عصام من هذا السقوط المتعمد. 
التشويق : يبدو في حالة الاندهاش، وطرح الاسئلة على الموبايل موبي. 
" موبي: أصدقائي الأعزاء .. غدًا سوف تعلمون ما هي حيلتي.." تلك الحيلة التي ستوقع بعصام، ومن تلك الصدمة يرجع إلى أصدقائه، ولم  يتخل عنهم.  
ونجد التشويق عندما يدب الفزع في الشخصيات، وهي ترى كائنا غريبا في غرفة عصام، ( يستيقظ الكتاب، ويطل في دهشة على الموبايل ويفرك عينيه وكأنه يحلم)
الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم.. هل أنا أحلم.. من أنت..؟
(الموبايل موبي يقف وينظر له ولا يرد) ( الكتاب يوقظ كل من الدراجة والكرة في قلق) 
الكتاب: يا أصدقائي .. يا دراجة.. يا كرة.. استيقظا.. 
( تستيقظ كل من الكرة والدراجة  على صوت الكتاب المقلق، ويبدو عليهما الفزع وهما يشاهدان الموبايل موبي، بينما دبدوب ما يزال نائمًا)
الكرة: ما هذا يا صديقنا الكتاب..؟
الكتاب: لا أعرف..؟
الدراجة: هل نحن نحلم؟
الكتاب: كلا، نحن مستيقظون وها هي شمس الصباح تدخل من الشرفة..
( الكرة وهي توقظ دبدوب) استيقظ يا دبدوب.. استيقظ..
دبدوب: هل تم إعداد الطعام.. أين الطعام؟ أين الطعام؟  
الكرة: انظر، انظر..
دبدوب: ما هذا..؟ 
( تنهض جميع الألعاب وهي تلتف حول الموبايل موبي الذي يقف بثبات، بينما هم في حيرة وفزع)
الكتاب: من أنت..؟
( الموبايل موبي لا يرد عليهم وهم في دهشتهم) 
الدراجة: يبدو أنه كائن فضائي لا يعرف لغتنا..
هذا المشهد الحواري، يجعل المتلقي في حالة ترقب ماذا سيكون بعدئذ؟ 
ومرة أخرى، يرتسم التشويق على الشخصيات، كحالة قلق بسبب اختفاء عصام، فالألعاب (تتحرك في الغرفة مجيئًا وذهاباً ويبدو عليهم التوتر الشديد)
الكرة: لم يعد عصام حتى الآن إلى البيت..
الكتاب: لقد سمعت صوت أمه تبكي بشدة وتقول أنه تائه..
الدراجة: ووالده يبحث عنه في كل مكان باقسام الشرطة والمستشفيات..
دبدوب: وأين الفالح موبي؟
الكتاب: يتصلون به ولا يجيب عليهم..
الكرة: إنهم يخشون أن يكون قد أصابه مكروه..
الكتاب: ( الكتاب يقف ويشرد لحظات) أشعر بأن هذه هي الحيلة التى قال عليها موبي..
المجموعة: ( المجموعة تلتف حوله ) وما هي.. ؟
الكتاب: للأسف هو لم يخبرني بشيء.. ولكن هكذا أشعر..
الكرة: أتمني أن تأتي العواقب سليمة..
الكتاب: دعونا نجلس ننتظر.. وكما يقولون الغائب حجته معاه..
الأحداث/ أفق التوقع: ويتمثل انتظار أفق التوقع بالحوار الذي يدور بين الكتاب والدراجة: ( الدراجة وهي تتثاءب ) أكمل يا كتاب.. أكمل حكاية قلعة صلاح وسعيد...
الكتاب: ذهبتم في النوم سريعًا هكذا يا أصدقائي.. غدًا أكمل لكم الحكاية .. تصبحون على خير.. " فالمتلقي سينتظر إكمال الحكاية يوم غد، وفي الغد تحل خيبة أفق التوقع، عندما يشير النص للحديث عن قلعة صلاح الدين في سيناء، كما يبدو في دور دبدوب: أكمل لنا حكاية سعيد وطائرته الورقية بقلعة صلاح الدين بسيناء .. فربما يكون قد عثر على مطبخ القلعة..
الكتاب: يبدو أن طائرة سعيد سقطت في مكان لم أعرفه من قبل.." عندئذ تأخذ أحداث المسرحية منحنى آخر، يمثل خيبة توقع المتلقي، لترجع المسرحية إلى الحديث عن الهاتف والتقنية الذكية، وهو الحدث المسرحي الأهم، وهو مدار الحديث في النص المسرحي. 
***
الشخصيات: وفي رسم الأحداث، بقيت شخصيات الدمى تؤدي أدوارها منذ بداية النص حتى نهايته، ولكننا لا نرى دورا مميزا في الحوار ورسم الأحداث لشخصية عصام الإنسانية. كل الشخصيات في المسرحية رئيسة، وكان دور شخصية الطفل محدودا، ومن المهم أن يكون لشخصية الطفل دور رئيس، ليشارك في رسم الأحداث المسرحية. وكل ما قاله عصام في حواره المسرحي، لم يتعد مئة وخمسين كلمة من مجموع النص، والذي تجاوز خمسة آلاف كلمة. 
ولكن تبدو الشخصيات نامية، إذ يتغير موقفها فيما بعد، عندما تتعرف ماهية الهاتف، ولذا، تقبل الألعاب القديمة بصداقة الهاتف. 
وبما يعني اشتغال الشخصية برسم الحدث، يقول دبدوب: نحن نكرهك يا موبي.. نكرهك، ويجب أن يتم تخريبك كي يعود عصام إلى أسرته وأصدقائه وإلينا نحن أيضًا.." إن شخصية عصام مهمة في المسرحية، ويفضل أن تفكر وتتخيل وتشارك برسم الأحداث، وبشكل أفضل عمّا بدت عليه.  
ونشير إلى ما يتعلق بتعيين شخصية كرة القدم، فعند الإشارة إلى الشخصيات في بداية النص، تستخدم تحت تعيين " كرة القدم "، وتستخدم بتعيين آخر، وخاصة في المشهدين الرابع والسادس، فيذكر مرة " الكرة " ومرة أخرى " كرة القدم". ومثال ذلك في المشهد الرابع، الكرة: انظر إليه وهو لا يستطيع الحركة.." 
كرة القدم: ماذا يا دراجة..؟ هل يوجد شيء ما؟ 
ويتكرر هذا التعيين، والذي يحتاج إلى الانتباه. 
الشخصيات والحوار: إن الحوار في النص المسرحي متسلسل، وكل شخصية تحفظ دورها كمسرح مدرسي، فالمعلومات جاهزة، لتلقن للمتلقي. وفي النص المسرحي حوار جيد، كالحوار بين الدراجة ودبدوب على سبيل المثال: هل هي أحسن منا؟
دبدوب: هل هي مفيدة مثلنا؟ 
الحوار الذي يقوم على طرح الأسئلة حوار جيد، وهو يبين عن اشتغال التفكير والتخييل، وهو مطلب ضروري في مسرح الطفل.  


0 التعليقات:

تعريب © 2015 مجلة الفنون المسرحية قوالبنا للبلوجرالخيارات الثنائيةICOption